منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   حـكايـات عـربـيـة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17740)

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:23 AM

علم الفلك، ما فائدتـه؟

كان نصيرالدين الطوسي الفيلسوف وعالم الأرصاد، ذا منزلة عالية عند هولاكو، وكان هولاكو يطيعه فيما يشير به عليه، والأموال في تصريفه. فابتنى نصير الدين بمراغة قبة ومرصداً عظيماً، واتخذ في ذلك خزانة فسيحة الأرجاء وملأها من الكتب التي نُهبت من بغداد والشام والجزيرة، حتى تجمّع فيها زيادة على أربعمائة ألف مجلد.‏ ‏ حكى أنه لما أراد بناء المرصد، رأى هولاكو أنه سيكلفه الكثير من الأموال. فقال لنصير الدين:‏ ‏ هذا العلم المتعلق بالنجوم، ما فائدته؟ أيدفع ما قُدِّر أن يكون؟‏ ‏ فقال: أنا أضرب لك مثلاً: يأمر مولاي من يطلع إلى هذا المكان، ويرمي من أعلاه طشت نحاس كبير من غير أن يعلم به أحد.‏ ‏ ففعل ذلك. فلما وقع الطشت كانت له وقعة عظيمة هائلة روّعت كلَّ من هناك، وكاد بعضهم يصعق. وأما هو وهولاكو فإنهما ما حصل لهما شيء لعلمهما بأن ذلك سيحدث. فقال له نصير الدين:‏ ‏ هذا العلم النجومي له هذه الفائدة: يعلم الخبير به ما يحدث فلا يحصل له من الرّوْعة ما يحصل للذاهل الغافل عنه.‏ ‏ فأمر هولاكو بالشروع فيه. ‏
من كتاب "فوات الوفيات" لابن شاكر الكتبي. ‏

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:24 AM

عـِلمك هذا، من أيـن جئت بـه؟

قال أبو عبد الله الخواص (وكان من أصحاب الزاهد حاتم الأصمّ):‏ ‏ دخلنا مع حاتم إلى الريّ فنزلنا على رجل من التجار فأضافنا تلك الليلة. فلما كان من الغد، قال لحاتم:‏ ‏ أريد أن أعود فقيهـاً لنا هو عليل.‏ ‏ فقال حاتم:‏ ‏ إن كان لكم فقيه عليل فعيادة الفقيه لها فضل كبير، والنظر إلى الفقيه عبادة. وأنا أجيء معك.‏ ‏ وكان العليل محمد بن مقاتل. فلما جاءوا إلى باب داره، إذا أمامه بواب. فبقي حاتم متفكراً يقول:‏ ‏ يا رب، دار عالمٍ على هذه الحال؟!‏ ‏ فلما أذن لهم، دخلوا، فإذا بدار واسعة، وآلة حسنة، وفرش وستور. فبقي حاتم متفكراً ينظر حتى دخلوا إلى المجلس الذي فيه محمد بن مقاتل، فإذا بفراش وثير وهو عليه راقد، وعند رأسه مذبـّة وناس وقوف. فقعد الخواص والتاجر وبقي حاتم قائمـاً. فأومأ إليه محمد بن مقاتل بيده أن اجلس، فقال حاتم:‏ ‏ لا أجلس:‏ ‏ قال ابن مقاتل: فلك حاجة؟‏ ‏ قال: نعم، مسألة أسألك عنها.‏ ‏ قال: فاسألني.‏ ‏ قال حاتم: قم فاستوِ جالسـاً حتى أسألك عنها.‏ ‏ فأمر غلمانه فأسندوه. فقال حاتم:‏ ‏ علمـُك هذا، من أين جئت به؟‏ ‏ قال: حدثني الثقات عن الثقات من الأئمة.‏ ‏ قال حاتم: عمن أخذوه؟‏ ‏ قال: عن التابعين.‏ ‏ قال: والتابعون عمن أخذوه؟‏ ‏ قال: عن أصحاب رسول الله.‏ ‏ قال: وأصحاب رسول الله عمن أخذوه؟‏ ‏ قال: عن رسول الله.‏ ‏ قال: ورسول الله من أين جاء به؟‏ ‏ قال:عن جبريل عن الله عز وجل.‏ ‏ فقال حاتم:‏ ‏ ففيم أدّاه جبريل عن الله عز وجل إلى رسول الله، وأدّاه رسول الله إلى الصحابة، وأدّاه الصحابة إلى تابعيهم، وأداه التابعون إلى الأئمة، وأدّاه الأئمة إلى الثقات، وأدّاه الثقات إليك، هل سمعت في هذا العلم مـَن كانت داره في الدنيا أحسن، وفراشه ألين، وزينته أكثر، كان له منزلة عند الله أكبر؟‏ ‏ قال: لا.‏ ‏ قال: فكيف سمعت؟‏ ‏ قال: سمعت أن من زهد في الدنيا ورغب في الآخرة وأحبّ المساكين وقدّم لآخرته كان عند الله له المنزلة أكبر، وإليه أقرب.‏ ‏ فقال حاتم:‏ ‏ فبمن اقتديت أنت؟ أبالنبي وأصحابه والتابعين والصالحين، أو بفرعون ونمرود؟‏ ‏ ثم خرج من عنده. ‏
من كتاب "تلبيس إبليس" لابن الجوزي




صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:25 AM

عُمر وامرأة من قريش
خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويده على المُعَلـَّى بن الجارود العبدي، فلقيته امرأة من قريش فقالت له: يا عمر، فوقف لها. فقالت: كنا نعرفك مدّةً عُمَيْرا، ثم صرت من بعد عُمَيْرٍ عُمَرَ، ثم صرتَ من بعدِ عمر أميرَ المؤمنين. فاتق الله يا بن الخطاب وانظر في أمور الناس، فإنه من خاف الوعيدَ قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خَشِي الفوْت.‏ ‏ فقال المعلى: إيهاً يا أمة الله! لقد أبكيتِ أمير المؤمنين.‏ ‏ فقال له عمر: اسكت. أتدري من هذه ويحك؟ هذه خَوْلة بنت حكيم التي سمع الله قولها من سمائه، فَعُمَر أحْرَى أن يسمع قولها ويقتديَ به.

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:25 AM

عمـرو بـن عـُبيــد
‏ذكر إسحق بن المفضل الهاشمي قال:‏ ‏ إني لعلى باب أمير المؤمنين "أبو جعفر المنصور"، في زحمة من الناس، وإلى جانبي عمارة بن حمزة، إذ طلع علينا عمرو بن عبيد على حمار، فنزل عن حماره، ثم رفع البساط برجله، وجلس دونه، فاستنكر ذلك عمارة، والتفت إليَّ وقال:‏ ‏ لا تزال بصـْرتكم (يريد مدينة البصرة) ترمينا منها بأحمق، فما فصل كلامه من فيه، حتى خرج الربيع "صاحب المنصور" وهو ينادي، أبو عثمان عمرو بن عبيد، فوالله ما دلَّ على نفسه، حتى أرشدناه إليه، فأخذ بيده وقال:‏ ‏ أجب أمير المؤمنين جـُعلت فداك، فمرَّ متوكئاً عليه، فالتفت إليَّ عمارة، فقلت:‏ ‏ إن الرجل الذي استحمقته، قد أدخل وتـُركنا، فقال:‏ ‏ كثيراً ما يكون ذلك، فأطال اللبث، ثم خرج الربيع وهو متوكئ عليه، والربيع يقول:‏ ‏ يا غلام، حمار أبي عثمان عمرو بن عبيد، فما برح حتى أتى بالحمار فأقرَّه على سرجه، وضم إليه نشر ثوبه، واستودعه الله، فأقبل عمارة على الربيع فقال:‏ ‏ لقد فعلتم بهذا الرجل، ما لو فعلتموه بولي عهدكم، لقضيتم ذمامه، قال الربيع فما غاب عنك مما فـُعل به أكثر وأعجب، قال عمارة:‏ ‏ فإن اتسع لك الحديث فحدثنا.‏ ‏ فقال الربيع:‏ ‏ لما دخل عمرو على المنصور، أمر أن تـُفرش له لـُبـُود بقربه، وأجلسه إليه بعدما سلـَّمَ عليه، ثم قال:‏ ‏ يا أبا عثمان عظني بموعظة، فوعظه بمواعظ، منها، اعلم يا أمير المؤمنين، أن هذا الأمر الذي أصبح في يدك "يقصد الخلافة" لو بقي في يد غيرك ممن كان قبلك، لم يصل إليك، فاحذر ليلة تمخض بيوم لا ليلة بعده.‏ ‏ ولما أراد النهوض، قال له المنصور:‏ ‏ قد أمرنا لك بعشرة آلاف درهم، قال:‏ ‏ لا حاجة لي فيها، قال:‏ ‏ والله تأخذها، قال:‏ ‏ لا والله، لا آخذها، وكان المهدي ولد المنصور حاضراً، فقال:‏ ‏ يحلف أمير المؤمنين وتحلف أنت، فالتفت عمرو إلى المنصور وقال:‏ ‏ من هذا الفتى؟ قال:‏ ‏ هو ولي العهد ابني المهدي، فقال:‏ ‏ أما والله لقد ألبسته لباساً ما هو من لباس الأبرار، وسميته باسم ما استحقه، ثم التفت عمرو إلى المهدي وقال:‏ ‏ نعم يا ابن أخي، إذا حلف أبوك أحنثه عمك، لأن أباك أقوى على الكفارات من عمك، فقال المنصور:‏ ‏ هل من حاجة؟ قال:‏ ‏ لا تبعث إليّ حتى آتيك، قال:‏ ‏ إذن لا تلقاني، قال:‏ ‏ هي حاجتي، ومضى، فأتبعه المنصور طرفه وقال: ‏ كلكــــم يطلـــب صيـــــد كلكــــم يمشــــي رُوَيْـــد غيـــــر عمـــرو بــن عبيـــد


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:26 AM

عن الحـوت وبحـر الظلمـات
قد ركبتُ عدة من البحار، كبحر الصين والروم والقلزم واليمن، وأصابني فيها من الأهوال ما لا أحصيه كثرة، فلم أشاهد أهول من بحر الزنج، وفيه السمك المعروف بالأوال، طول السمكة نحو من أربعمائة ذراع إلى خمسمائة ذراع، والأغلب من هذا السمك طوله مائة ذراع. وربما يهزّ البحر فيـُظهر شيئـاً من جناحه فيكون كالقلع العظيم.وربما يـُظهر رأسه وينفخ الصـُّعـَداء بالماء فيذهب الماء في الجو أكثر من ممر السهم.‏ ‏ والمراكب تفزع منه في الليل والنهار، وتضرب له بالدبادب والخشب لينفر من ذلك. وهو يحشر بأجنحته وذنبه السمك إلى فمه وقد فغر فاه. فإذا بـَغـَت هذه السمكة بعث الله عليها سمكة نحو الذراع تـُدعى اللـَّشك، فتلصق بأصل أذنها فلا يكون لها منها خلاص، فتطلب قعر البحر، وتضرب بنفسها حتى تموت، فتطفو فوق الماء فتكون كالجبل العظيم. وربما تلتصق هذه السمكة المعروفة باللشك بالمركب فلا يدنو الأوال مع عظمتها من المركب، ويهرب إذا رأى هذه السمكة الصغيرة إذ كانت آفة له وقاتـِلتـَه.‏ ‏ وعلى الحدّ بين بحر الروم وبحر أوقيانوس المنارةُ النحاس والحجارة التي بناها هرقل الجبار، على أعلاها الكتابة والتماثيل مشيرة بأيديها أن لا طريق ورائي لجميع الداخلين إلى ذلك البحر. فهو بحر لا تجري فيه جارية، ولا حيوان ناطق يسكنه، ولا يحاط بمقداره، ولا تـُدرَى غايته، ولا يـُعلم منتهاه. وهو بحر الظلمات، أو الأخضر، أو المحيط.‏ ‏ وقد ذهب قوم إلى أن هذا البحر أصل ماء سائر البحار، وله أخبار عجيبة قد أتينا على ذكرها في كتابنا "أخبار الزمان" في أخبار مـَن خاطر بنفسه في ركوبه، ومن نجا منهم ومن تلف، وما شاهدوا منه. وذكرتُ أن منهم رجلاً من أهل الأندلس يقال له خشخاش، وكان من فتيان قرطبة وأحداثها، فجمع جماعة من أحداثها، وركب بهم مراكب أعدّها في هذا البحر المحيط، فغاب فيه مدة، ثم انثنى بغنائم واسعة.‏ ‏ وخبره مشهور عند أهل الأندلس. ‏
من كتاب "مروج الذهـب" للمسعـودي




صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:26 AM

عن مـالك بن أنـس
قال حسن بن نعمان:‏ ‏ كنت بالمدينة، فخلا بي الطريقُ نصفَ النهار، فجعلتُ أتغنّى بشِعر ذي يزن وأقول: ‏ ما بالُ قومِك يا ربابُ ‏ ‏ خُزرًا كأنهمُ غِضابُ ‏ ‎‎ فإذا كُوّة قد فُتحت، ووجْهٌ قد بدا منها تتبعه لحية حمراء، وإذا به الإمام مالك رضي اللّه عنه. فقال لي: ‏ ‏ يا فاسق، أسأت التأدية ومنعتَ القائلة. ‏ ‏ ثم اندفع فغنّى الصوت غناء لم أسمع بمثله. فقلت: ‏ ‏ أصلحك اللّه‍! من أين لك هذا الغناء؟ ‏ ‏ قال: نشأتُ وأنا غلام، فأعجبني الأخذُ عن المغنين. فقالت أمي: ‏ ‏ يا بني، إن المغني إذا كان قبيح الوجه لم يُلتَفت إلى غنائه، فدع الغناء واطلب الفقه! ‏ ‏ فتركت المغنين وتبعت الفقهاء، فبلغ اللّه بي إلى ما ترى. ‏ ‏ فقلت: أعِد الصوتَ، جُعلت فداك! ‏ ‏ فقال، لا ولا كرامة! تريد أن تقول: ‏ ‏ أخذتُه عن مالك بن أنس؟ ‏
من كتاب "سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون" ‏ ‏ لابن نباتة المصري




صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:27 AM

عيوب إياس بن معاوية
قيل لإياس بن معاوية القاضي:‏ ‏ إن فيك عيوبـًا: دمامة الشكل، وإعجابك بقولك، وعَجَلتك بالحُكم فقال: ‏ ‏ أما الدمامة فليس أمرُها إليّ. وأما الإعجاب بالقول، أفليس يعجبكم ما أقول؟ ‏ ‏ قالوا: نعم. ‏ ‏ قال: فأنا أحقّ بالإعجاب بقولي. وأما العجلة بالحكم، فكم هذه؟ ‏ ‏ ومدّ أصابع يده. ‏ ‏ قالوا: خمس. ‏ ‏ فقال: أَعْجَلـْتم بالجواب ولم تَعـُدُّوها إصبعـًا إصبعـًا. ‏ ‏ قالوا: كيف نعدّ ما نعلمه؟! ‏ ‏ فقال: وأنا، كيف أؤخر حُكم ما أعلمه؟! ‏
من كتاب "شرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون" لابن نـُباتة.




صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:28 AM

غليـوم الثـاني مـلك صقليـة
شأن ملك صقلية هذا عجيب في حسن السيرة، واستعمال المسلمين الذين يكتم كلهم أو أكثرهم إيمانه مع تمسكهم بشريعة الإسلام. وهو كثير الثقة بالمسلمين، وساكن إليهم في أحواله والمهم من أشغاله، حتى إن الناظر في مطبخه رجل من المسلمين. وله جملة من العبيد السود المسلمين، وعليهم قائد منهم. ومن عجيب شأنه أنه يقرأ ويكتب العربية، وعلامتـُه: "الحمد لله حقّ حمده".‏ ‏ وأما جواريه وحظاياه في قصره فمسلمات كلهن، فإن وقعت الإفرنجية من النصرانيات في قصره تحوّلت إلى الإسلام بفضل الجواري المذكورات. وهنّ على تكتـّم من ملكهن في ذلك كله، ولهن في فعل الخير أمور عجيبة. وقد أُخبرنا أنه حدث في هذه الجزيرة زلازل مـُرجفة ذُعـِر لها هذا المشرك، فكان يتطلـّع في قصره فلا يسمع إلا ذاكراً لله ولرسوله من نسائه وفتيانه. وربما لحقتهم دهشة عند رؤيته، فكان يقول لهم ليطمئن خاطرهم:‏ ‏ ليذكرْ كل أحد منكم معبوده ومن يدين به.‏ ‏ وأما فتيانه الذين هم عيون دولته وأهل عـِمالته في ملكه فهم مسلمون، وما منهم إلا من يصوم الأشهر تطوّعـاً، ويتصدّقُ تقرّبـاً إلى الله، ويفكّ الأسرى ويفعل الخير ما استطاع. ومن عجيب شأن هؤلاء الفتيان أنـّهم يحضرون عند مولاهم، فيحين وقت الصلاة، فيخرجون متسللين من مجلسه فيقضون صلاتهم.‏ ‏ وقد لقينا منهم في مسـّينا (عاصمة صقلية) فتى اسمه عبد المسيح، من وجوههم وكبرائهم. فاحتفل في كرامتنا وبرّنا، وباح لنا بسرّه المكنون بعد أن أخرج من مجلسه من يتـّهمه من خـُدّامه محافظة على نفسه. فسألنا عن مكة والمدينة وعن مشاهدهما، فأخبرناه وهو يذوب شوقـاً وتحرّقـاً. ‏ من "رحلة ابـن جبيــر".

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:28 AM

فأنى يُستجـاب له؟
من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ‏ ‏ إن الله يأمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال:‏ ‏ "يأَيُّها الرُّسُلُ كلوا من الطيباتِ واعملوا صالحاً". ‏ ‏ وقال: "يأَيُّها الذين آمنوا كلوا من طيباتِ ما رزقناكم"، ‏ ‏ ثم ذَكَرَ الرجل يُرى أشعثَ أغبَرَ يَمُد يديه إلى السماء يقول:‏ ‏ ياربِّ ياربِّ، ومطعمُه حرام ومشربُه حرام وملبسه حرام، فأنَّى يُستجابُ له؟

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:29 AM

فأيّ عذرٍ لك اليـوم؟
كان الخليفة المهدي قد أكره شريكـاً النـّخعي على أن يليَ القضاء بالكوفة، وبعث معه جماعةً من الشـُّرط يحفظونه حتى لا يهرب. ثم طابت نفسُ شريك بالمنصب فصار يقعد للقضاء من نفسه دون شـُرط يحفظونه.‏ ‏ فلما بلغ سفيانَ الثوري أن شريكـاً قعد من نفسه، جاء إليه. فلما رآه شريك قام إليه فعظـّمه وأكرمه. ثم قال:‏ ‏ يا أبا عبد الله، هل من حاجة أقضيها لك؟‏ ‏ قال سفيان:‏ ‏ نعم. مسألة.‏ ‏ قال: أو ليس عندك من العلم ما يكفيك؟‏ ‏ قال: أحببتُ أن أذكـّرك بها.‏ ‏ قال: قل.‏ ‏ قال سفيان:‏ ‏ ما تقول في امرأة جاءت فجلست على باب رجل فاحتملها ففجر بها. لمن تحدُّ منهما؟‏ ‏ قال شريك: الرجلُ دونها لأنها مغصوبة.‏ ‏ قال سفيان: فلما كان من الغد جاءت فتزيـّنت وتبخـّرت وجلست على ذلك الباب، ففتح الرجل فرآها، فاحتملها ففجر بها. لمن تحدّ؟‏ ‏ قال: أحدّهما جميعـاً لأنها جاءت من نفسها بعد ما علمت الخبر بالأمس.‏ ‏ قال سفيان: وأنت، كان عذرك بالأمس أن الشرط يحفظونك، فأيّ عذر لك اليوم؟‏ ‏ قال: يا أبا عبد الله، أكلـّمك.‏ ‏ قال: ما كان الله ليراني أكلـّمك حتى تتوب.‏ ‏ ووثب خارجـاً فلم يكلمه حتى مات. ‏
من كتاب "وفيات الأعيان" لابن خلكان




الساعة الآن 10:17 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى