منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   سِير أعلام وشخصيات (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=57)
-   -   أشهر النساء في التاريخ .. (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=12945)

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:34 PM

هاجر
(أم العرب)

****************************************************
انها قصة امرأة حملت على كتفيها أعباء أمة بأسرها وانتقلت في مراحل حياتها من حرة الى جارية الى زوجة نبي.ومولاة لزوجته الأولى (سارة) التي أذاقتها ألواناً من العذاب بسبب غيرتها الشديدة,ومع ذلك احتملت هذه الأم تلك المحن صابرة محتسبة شأنها شأن أمها الكبرى(حواء)عندما فجعت بأبنها هابيل على يد أخيه قابيل...

وقد أهدى فرعون سارة جارية اسمها(هاجر) بعد ان جاءوا مصر كما ذكرنا في قصة سارة...وقامت سارة بدورها بتقديمها الى زوجها ابراهيم بعد أن شعرت بأنها شاخت ولم تنجب ولداً لأنها عاقر وتجاوزت السبعين عاماً.ومع دخول ابراهيم هاجر دخلت أم اسماعيل التاريخ كزوجة لنبي هو خليل الله وأما لنبي هو أبو العرب العدنانيين وهكذا أصبحت أمومتها وألامها درساً لاينسى لكل أم وفي كل زمان...

حملت هاجر بأسماعيل فثارت الغيرة في قلب سارة وأصبح تفكيرها كله منصباً على هذا الطفل الذي سيأتي من جاريتها ويصبح أبنا لإبراهيم.وعندها لن يكون لها نفس المكانة في نفس ابراهيم وستنال هاجر المكانة الأولى في نفس زوجها.عند هذا التصور اغلقت كل طرق التفكير في عقل سارة وأصبحت عواطفها هي التي تقودها في تصرفها.وظل الجو بينهما متوتراًعنيفاً حتى أنجبت هاجر ففاض الكيل بسارة وذهبت الى ابراهيم وطلبت منه أن يبعدها هي وابنها.وألحت على ابراهيم الخليل حتى رضخ أخيراً لرغبتها.وبعد فترة من الزمن جاءه الوحي أن يأخذها الى حيث أعد الله لها مستقبلاً عظيماً فستصبح أماً لأمة عظيمة هي العرب العدنانية.فأخذها مع وليدها ويمم شط الجنوب. وسار الركب في مساره التاريخي حتى وصل الى أرض الجزيرة العربية وحط رحاله في بطحاء مكة عند بقايا البيت العتيق(أول بيت عبد فيه الله جل جلاله على سطح الأرض).

وكانت مكة انذاك مقفرة خلاء ليس فيها ماء ولايسكنها أحد اِلا نفر قليل من البدو الرحّل.وترك ابراهيم زوجته هاجر وحيدة مع ابنها في صحراء لا زرع ولا ماء,ترك معها جراباً فيه تمر وسقاء فيه ماء.....
وأمرها أن تتخذ عريشاً تحمي نفسها وطفلها من حر الشمس.وقفل عائداً من حيث أتى,عندها أدركت هاجر عظيم المحنة التي وضعت فيها وراحت تتأمل المكان حولها وتتلفت يمين يسارفي خوف وهلع ثم هرعت نحو ابراهيم وراحت تناديه:كيف تتركنا ياابراهيم ولكنه لم يلتفت اليها ولم يجبها..وكررت نداءها أكثر من مرة ولم تلق رداً منه,وأخيراً سألته في لهفة : الله أمرك أن تدعني مع طفلي في هذا المكان الموحش؟؟؟ فأجابها دون أن يلتفت اليها : نعم.

فاستسلمت هاجر في خضوع وقالت:اذن الله لايضيّعُنا.وأطرقت صامتة منكسرة....

فرفع ابراهيم يديه الى السماء وراح يدعو ربه أن يجعل هذا المكان مليئاً بالناس يقيمون الصلاة ويعبدون الله ويجعل من ابنه أمة كبيرة *(ربنا اني اسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرعٍ عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلوة فاجعل افئدةً من الناس تهوى اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون*ربنا انك تعلم مانخفي ومانعلن ومايخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء)* {ابراهيم38-37}.

ثم استأنف سيره عائداً الى أرض كنعان عند زوجته سارة.

وجلست هاجر في تلك الأرض المقْفرة وحيدة ترضع طفها وراحت تتأمل وجهه في شيء من الحزن ولكنها استمدت من براءة وجهه قوة جالدت بها الظروف التي تواجهها..وبقيت تتسلى بارضاعه وتأمله ناسية ماهي فيه من وحدة رهيبة في وادٍ أجرد وصخور صلدة وجبال جرداء حتى نفذت مؤونتها,وبدأ الطفل يتلوى عطشاً فهبت مذعورة خائفة تبحث عن ماء بعد أن نفذ مالديها من ماء,ولكنها لم تجد فابتعدت عن طفلها قليلاً تدور ولكنها لم تظفر بشيء فهرولت نحو جبل الصفا علها تجد شيئاً لم تر شيئاً فاستقبلت الوادي مسرعة نحو جبل المروة دون طائل وهكذا أخذت تهرول جيئة وذهاباً سبع مرات والألم يعتصر قلبها خوفاً على وليدها الذي كان يلفظ أنفاسه عطشاً وهو يتلوى من الألم.وبلغت من التعب والاعياء حداً جعلها تسقط على الأرض منهكة...

وراحت تنظر الى ولدها وصدره يعلو ويهبط بسرعة فغطت وجهها تريد أن تخفي عنها هذا المنظر المخيف وراح الطفل يفحص برجله من شدة الألم, وفجأة راح الماء ينبع من قدميه فقفزت هاجر بسرعة الى الماء واستعادت انفاسها مرة أخرى وراحت تجمع التراب حول الماء المتدفق تريد أن تحتفظ به وتسقي ولدها...وبعد هذا الحدث دبت الحياة في الأم والولد والوادي جميعه.فبعد مدة من الزمن مرت جماعه من قبيلة جرهم متجهة الى الشام وحين نزلوا في مكة رأوا طيراً يحوم حول المكان.فقالوا لاتحوم الطيور الا للماء فأرسلوا دليلهم الذي عاد وأخبرهم أن هناك نبع عند امرأة وطفل فقدموا اليها يطلبون الاذن منها أن يقيموا معها فقبلت وعاشت بينهم معززة مكرمة ونشأ اسماعيل بينهم وتزوج منهم فكان أن خرج من هذا الطفل(النبي)امة عظيمة حملت بعد ذلك رسالة هي أعظم الرسالات السماوية الى الأرض .... انها أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) أمة العرب.

*************************************************
يتبع


أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:35 PM

زليخا
(امرأة العزيز)
*********************
سجلت زليخا أو راعيل (وهذا اسمها الأصلي )اسمها في التاريخ الديني منذ يوسف عليه السلام الى الأن. وأصبحت مثلاً للمرأة التي حاولت أن تنصب شباكها حول يوسف. مما أدى بعد ذلك الى سجنه ثم استيقظ فيها شعور الندم فاعترفت بأنها هي من أغوت يوسف عليه السلام.

وسنتحدث هي هذه العجالة عن قصتها مع يوسف كما ورد ذكرها في القران والتوراة وكذلك كتب التاريخ القديم..


قيل اسمها راعيل بنت واعيل ولقبها زليخا,وقد غلب لقبها على اسمها فأصبحت تعرف به.

تبدأ قصة زليخا مع يوسف عليه السلام منذ أن أخذته القافلة من الجب واتجهت الى مصر وهناك عرضوه للبيع فاشتراه عزيز مصر ووزيرها الأكبر(وقيل اسمه قطفير) وتوسم فيه خيراً فقال لامرأته هذا غلام يخّيل لي أنه نبيل الأصل كريم الأخلاق فأكرمي مثواه فأنا أرجو اذا اشتد عوده ونضج أن ينفعنا أو نتخذه ولدا...

وانصرف يوسف الى العمل في بيت العزيز في جدٍ وأمانة ولقي في هذا البيت كل الترحيب والراحة والأمان.وقد ظهرت في عمله دلائل حزمه وعقله وأمانته فازدادت به ثقة العزيز وأدخله بين أهله وبوّأه مكان الأشراف من قومه وقربه فأصبح موضع الابن من أبيه...

لفت هذا الشاب بحيويته ونضارته وشبابه الرائع نظر زوجة العزيز الشابة الفتية التي مازالت بكراً لأن زوجها لم يمسسها قط لأنه لايصلح للنساء..وأخذت تراقبه في كل تحركاته وشعرت أن حبه يتغلغل في قلبها..وقامت نسأل نفسها كيف السبيل الى قلبه دون أن تذل نفسها وهي امرأة عزيز مصر ومقامها معروفٌ بين الناس ومكانة زوجها بين الناس لايصلها أحد الا الفرعون نفسه...

ولما ضاق صدرها بهذا الحب رأت أن تجيب داعي الهوى فبدأت تنصب شباك فتنتها حوله وكانت تعرض مفاتنها أمامه لتثير في نفسه غريزة الشهوة. ولكنه أعرض عنها وراح يغض بصره عن مفاتنها ويهرب من مواقف اللقاء بها..

ولكن هذا الاعراض لم يردعها فبالعكس أشعل نار الحب في قلبها أكثر فأكثر فلم تجد الا أن تواجهه بصراحة وتطلب منه مايطلب الزوج من زوجته...

فدعته الى مخدعها مدّعية أنها تريد أن تكلفه بمهمة ما, فلما انفردا في الغرفة عرضت نفسها عليه...وللحظة راودته نفسه أن يقبل عليها ولكنه رد نفسه عن هواها وبرز صوت العقل في وجدانه وظهرت صورة الايمان في صدره فهرب الى الباب ولكنها لحقت به وأمسكت بقميصه من الخلف فتمزق بين يديها وهي تجذبه اليها وفي هذه اللحظة ظهر على الباب زوجها عزيز مصر ومعه ابن عمه. فجمد أمام المنظر الذي يراه وأخذته الدهشة والاستغراب. وبسرعه لجأت زليخا الى مكرها فصاحت مولولة .ماذا ترى فيمن أراد بزوجتك سوءاً.لقد راودني هذا الغلام عن نفسي وهذا قميصه خير دليل...ولكن يوسف لم يخف وقال هي راودتني عن نفسي ...وقال ابن عمه اذا كان قميصه ممزق من الخلف فهو صادق وهي التي تكذب...وان كان العكس فهو كاذب وهي صادقة...

ولما فحصوا القميص ووجدوه ممزق من الخلف طلب منها أن تتوب عن اثمها ولم يعاقب يوسف...وطلب من يوسف أن لايخبر أحدا حتى لاينتشر الخبر بين الناس..ولكن الخبر انتشر وبدأت الأقاويل تنسج على امرأة العزيز كيف انها اغوت فتاها..فضاقت بهن ذرعاً ودعتهن الى وليمة في قصرها واعطت كل واحد منهن سكيناً وطلبت من يوسف أن يخرج عليهن..وعندما رأينه ذهلت ابصارهن وقطعن أيديهن من شدة حسنه وجماله..وقالت لهن هذا الذي لمتنَني عليه ..وأن لم يستجيب لماأمره عليه لأزج به في السجن ليبقى مدا حياته هناك ولا يستفيد أحد من شبابه...

ولما وجدت زليخا أنه لايستجيب لها قالت لزوجها ان بقائه بيننا يجعل الناس تتحدث عن زوجتك ويؤذيني هذا ..وأنا أرى أن تسجنه حتى نقطع السنة الناس فاستجاب لقولها وسجنه دون ذنبٍ ارتكبه...

وصدف أن دخل معه السجن اثنان من فتيان حاشية الملك وهما الساقي والخازن لطعام الملك وبقيا معه فترة يعانيان معه الام السجن وعذابه .. وفي يومٍ حلما هذان الفتيان حلمين وكانا يعرفان أن يوسف يعرف في تأويل الأحلام فسألانه عن تفسير حلميهما ...ففسر الحلمين لهما وقال للأول أنت سوف تنجو وتعود الى بلاط الملك والثاني أنت سوف تهلك..وانحنى الى الساقي وقال له اذا عدت قل للملك أن في السجن انسان مظلوم سجن بدون اذن فاطلب منه العفو وأن يطلق سراحي...

وبعد فترة قصيرة صح ماتوقعه يوسف فنجى الساقي وصُلب الخازن وانتظر يوسف تنفيذ الساقي لوعده ولكن الأمر طال ولم يصله خبر منه

ومرت الأيام طويلة وبطيئة وفي يوم حلم الملك حلم لم يجد له مفسر...وتذكر الفتى أن يوسف يفسر الاحلام..فقال للملك اجعلني اذهب ليوسف واسأله عن حلمك عله يعرف له تأويل..وفعلا ذهب الى يوسف يسأله وفسر له الحلم وأعجب الملك بهذا التفسر ورأيه فاستدعى يوسف ليراه وعندما حضر يوسف رأى فيه شاباً حصيفاً ناصحاً وذا رأى وأراد أن يطلق سراحه ولكن يوسف رفض وطلب أن يسأل النسوة اللاتي قطعن أيديهن عن قصته مع زوجة العزيز وأنه كان بريئاً..فوافق الملك وأحضر النسوة فأخبرنه بالحقيقة وأنه لم يستجب لها ولذلك وضعه العزيز في السجن..وحضرت امرأة العزيز واعترفت بذنبها وندمت على مافعلته.

أعجب الملك بيوسف وعفته ونزاهته وفقلده شؤون المال في مصر(وهي أحد اهم الوظائف في الدولة) وجعله على خزائن الأموال..وبعد وفاة الوزير الأول(قطفير) زوّج الملك يوسف بزليخا فوجدها بكراً وكانت له خير زوجة وولدت له ابناه أفرائيم ومنشا.

**************************************************
يتبع

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:36 PM

يوكابد

(أم موسى عليه السلام)


**********************


اختلف المؤرخون والمفكرون في اسم أم موسى(عليه السلام) اختلافاً كبيراً. فمنهم من قال انها (يوخا بنت لاوي بن يعقوب عليه السلام) ومنهم قال انها (يخافذ)وأخرون قالوا انها يوكابد وأكثر المفسرون أجمعوا على أنها يو كابد..


وهي كما ذكرنا ابنة لاوي بن يعقوب عليه السلام من ذرية الاسرائيلين ومن نسل أحد الأسباط الاثني عشر من أولاد يعقوب الذين قدموا لمتابعة أخيهم يوسف (عليه السلام)الذي أصبح عزيز مصر ويوكابد هذه هي عمة عمران وقد تزوجها(لأن زواج العمات في تلك الفترة كان حلالاً ولم يحرّم الا على عهد موسى عليه السلام).فولدت له مريم ويقال أن اسمها كلثم ثم ولدت بعد ذلك هارون أما عمران فكان مقرباً من الفرعون أو انه كما تقول الروايات أحد وزرائه واسم الفرعون كما يذكرون هو الوليد بن مصعب.


أما الروايات التاريخية فترجح أن يكون الفرعون على زمن موسى هو رمسيس الثاني أو ابنه مرنبتاح...


وفي يوم من الأيام حلم فرعون حلماً أزعجه كثيراً فأحضر المنجمين والكهّان لكي يفسروا له ذلك الحلم وبعد مداولات عديدة خرجوا بنتيجة واحدة هي أن مُلك فرعون سيزول على يد أحد أبناء بني اسرائيل..فغضب الفرعون غضباً كبيراً وأمر بقتل كل طفل يولد من بني اسرائل في تلك السنة وأن يترقب رجاله كل امرأة حاملاً فيسقط حملها أو يقتل طفها(ان كان ذكراً) بعد ولادته وكان نتيجة هذا الأمر أن قتل أكثر من سبعين ألف طفل من بني اسرائيل في ذلك الوقت(كما تقول الروايات) وحملت يوكابد في تلك الفترة ايضاً بموسى.ولأن عمران من رجال الفرعون فأن رجال فرعون لم يقتربوا منه.وحرصت أم موسى على اخفاء حملها ولم تطلع أحداً عليه..


ولما ولد موسى كتمت أمر ولادته وكذلك فعلت القابلة التي جاءت لتوليدها. وكانت قد امرت أن تقتل طفل تولّده من بني اسرائيل الا أنها عندما رأت وجه موسى ألقى الله محبته في قلبها فكتمت أمر ولادته وقالت لأمه احرصي عليه فأنا لن أخبر أحداً بمولده..


وبقيت تخفي ولادته قرابة ثلاثة أشهر ولكن جنود فرعون ضيّقوا الخناق عليها من خلال الحملات التفتيشية التي كانوا يقومون بها وازداد الأمر سوءاً بعد مرض زوجها ووفاته فحارت في أمرها ولم تدر ماذا تفعل فأوحى الله اليها ..قال تعالى*(وأوحينا الى أم موسى أن أرضعيه فاذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولاتحزني.انا رادّوه اليك وجاعلوه من المرسلين)*.. {القصص 7}


واستراحت الأم لوحي السماء وأحضرت بسرعة صندوقا فطلته بالزفت والقطران ووضعت في أرضه قطناً ووسادة ثم أرضعت وليدها وأرقدته داخل الصندوق وأحكمت عليه الغطاء وألقته في النيل.


الا أن قلبها الذي بقي مع طفها في الصندوق الذي تقاذفته أمواج النيل راح يعتصر جسدها وأصبح القلق والخوف يسكنان أعماقها فأسرعت الى النهر لترى طفها الا أن الماء قد ساق الصندوق الى حيث أمر الله ليعيش موسى في كنف عدو له ولله وفي ظل امرأة ستكون احدى المؤمنات به واحدى فضيلات النساء في الدنيا والأخرة.وفجأة شعرت بيد تلمس كتفها فالتفتت لترى ابنتها مريم بجانبها فطلبت منه بصوت ملتاع أن تتابع الصندوق وترى أين يستقر..فطمأنت البنت أمها وقالت لها لقد تبعت الصندوق حتى استقر في قصر الفرعون ..


وقد انتشلته امرأة الفرعون أسيا وأحبته وطلبت من زوجها أن يبقيه عندها لانها لم تكن تنجب وبعد أن كان الفرعون يريد قتله ..استجاب لها وترك الطفل في رعايتها ولقد أحضرت المرضعات له لكن الطفل رفض أن يأخذ ثدي أي مرضعة ..فقالت لها مريم سوف أدلك على امرأة ترضعه فأسرعت الأم ترضع ابنها وتقر عينها..


وكانت أسيا قد سمّت الطفل موسى لأنها رأته بين الماء والشجر وكلمة موسى مؤلفة من ( مو) بمعنى الماء و(سا) الشجر..


وعندما وصلت أم موسى الى القصر طلبت أسيا منها أن ترضع الطفل فرضع من أمه واطمأنت زوجة الفرعون على موسى وطلبت منها أن تأتي كل يومٍ لترضعه فقالت لها أم موسى لا أستطيع ذلك لأن لديها أولاداً ولاتستطيع تركهم وطلبت أن تأخذ موسى معها للبيت وتحافظ عليه الى أن يكبر وتحضره لها كل ثلاث أيامٍ لتعلب معه.فرضيت امرأة الفرعون أعطتها اموالا وهدايا لكي تعتني بالطفل وهي لاتعلم أنها أمه.


وأخيراً عادت الأم مع طفلها لتربيه وتعتني به في حماية الفرعون نفيه الذي يريد القضاء على الأطفال وهكذا صدق الله وعدهة بانه سيرده اليها لتقر عينها به ..قال تعالى*(فرددنه الى أمه كي تقرّ عينها ولا تحزن..ولتعلم أن وعد الله حق..ولكن أكثرهملا يعلمون)* {القصص13}
صدق الله العظيم


************************************************** *
يتبع

أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:36 PM

امرأة فرعون


(اسية بنت مزاحم)

**********************************************


لقد سطرت هذه المرأة الصالحة في سفر الخليقة قصة من أبدع ماعرفته البشرية فقد سكنت في بيت الكفر والفجور وزوجها هو من سلاطين الكفر ومع ذلك بقيت نقية تقية صالحة احتضنت موسى عليه السلام طفلاً ورعته فكان أن نشأ النور في قلب الظلمة وأحبته وأعطته الكثير من عطفها وحنانها. خاصة وأن أمه ماتت وهو طفلٌ صغير وتعرضت لأبشع أنواع التعذيب في سبيل عقيدتها ..فبنى الله لها بيتاً في الجنة على طلبها...


ولنستمع الى قصتها من البداية....


هي اسية بنت مزاحم بن فاحث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام بن ابراهيم الخليل عليه السلام وهي ابنة عم موسى عليه السلام(على ماجاء في بعض الروايات وخاصة في كتاب الروضة الفيحاء في تواريخ النساء للخطيب العمري)


تبدأ فصول هذه القصة عندما تصبح اسية زوجة الفرعون الذي طغى وتجبر وادعى الربوبية من دون الله وهو يظن أنه لايوجد من هو أقوى منه وأنه بماله وسلطانه يستطيع أن يجعل الناس يسجدون له ويرفعونه الى مقام الألوهية...


فبعد أن فسروا له العرافيين حلمه الذي حلمه فأزعجه..قالو ا أن مولوداً سوف يولد من بني اسرائيل سيكون سبباً في خراب ملكه وهلاكه..فأمر بقتل كل طفل ذكر يولد من بني اسرائيل ..وقد ألهم الله أم موسى أن تخفي حملها عن أعين الناس الى أن وضعت وليدها فأخفته عن الأعين ولكنها لم تستطيع أن تبقى هكذا لفترة طويلة...ألهمها الله أن تضعه في صندوق وتقذفه في النيل...وعندما التقط جنود فرعون التابوت(الصندوق) لم يستطيعوا فتحه وكانت اسية امرأة فرعون في حديقة القصر المطلة على النيل فشاهدت الجنود والصندوق فدنت منهم فرأت نوراً يخرج من جوفه فعالجته بيدها وفتحته بسهولة فرأت الطفل موسى وانجذب قلبها له فأحبته بكل عواطفها ...كل ذلك حصل بتدبير من الله عز وجل حتى يحقق للأم وعده بأن يأخذه عدو له فيربيه في قصره وهو لايعلم أن هلاكه سيكون على يديه...


ولما رأى فرعون الطفل أمر بقتله الا أن اسية ارتمت عليه ووقالت اتركه يكون قرة عين ورفضت أن تسلمه لهم فلما رأى فرعون أنها متشبثة به رق قلبه لها وأمر أن يتركه وأن يبقى في رعاية زوجه...


ولما انتهى عهد الرضاعة عاد الى قصر الفرعون يلعب ويتعلم كأنه ابن الفرعون..وظلت اسية تحدب عليه وترعاه الى أن كبر وأصبح شاباً..وتدور الأيام بموسى ويقتل مصرياً انتصاراً لأحد أبناء جنسه ويهرب الى مدين خوفاً من أن يطلبه الفرعون ويقتله..وهناك تزوج من بنت شعيب النبي(صفورة) سنأتي على ذكرها لاحقاً في قصةٍ أخرى...ويعود الى مصر وفي طريق العودة تنزل عليه الرسالة الإلهية أن يأتي إلى فرعون ويدعوه إلى عبادة الواحد القهار وأن يأخذ بني اسرائيل معه ويخرجهم من مصر ويخلصهم من ظلم الفرعون...وعندما علمت أسية بعودته وأنه أصبح نبياً أمنت به وفرحت لعودته فرحاً شديداً بعد غياب دام عشرين سنة..


وحين علم الفرعون بايمانها بدأ بتعذيبها حتى يصرفها عن عقيدتها الجديدة...فأوتد يديها ورجليها وألقاها في الشمس كي تتعذب ولكنها أصرت وصبرت وتماسكت ولم تضعف ودعت ربها وهي تتعذب قائلة*(رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ..ونجني من القوم الظلمين) *{التحريم11}.


فكشف الله لها عن بيتها في الجنة حتى رأته ففرحت وهان عليها العذاب..


واستمر فرعون في تعذيبها محاولاً صرفها عن دينها الجديد الا أنه لم يفلح فأمر بصخرة عظيمة لتلقى عليها ولكن ذلك من يرعبها وبقيت على ايمانها حتى فاضت روحها سعيدة الى جنان الخلد...


ويقال أنها عندما أمر فرعون بإلقاء الصخرة عليها انتزع الله روحها حتى لاتشعر بالألم عند إلقاء الصخرة عليها والله أعلم...


تلك هي قصة امرأة من أفضل نساء العالمين صبراً وإيمانا حتى أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قال: خير نساء العالمين أربع.. مريم بنت عمران واسية بنت مزاحم وخديجة وفاطمة.

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
***********************************
يتبع


أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:38 PM

رحمة



(زوجة أيوب عليه السلام)


************************************************** **********

وهذه سيدة أخرى تثبت علو كعبها في سلم الانسانية والعظمة.فقد كانت نعمة الزوجة الصابرة المحتسبة لزوجها الذي ابتلاه الله في ماله وولده وجسده وهو نبي الله العابد المخلص لله أيوب عليه السلام...



لقد كانت رحمة بنت أفرائيم بن يوسف عليه السلام نعم المرأة المخلصة التي لا تتخلى عن زوجها في الأزمات..وأثبتت أنها الوفية له..فكما كانت تعيش معه أيام الرخاء عاشت معه أيام الشدائد ولم تتذمر أو تسخط أم تتبرم...


كان أيوب عليه السلام يتمتع بصحة جيدة وحياة رغيدة وذرية صالحة,وكان يملك أموالاً وماشية كثيرة فابتلاه ربه بفقدها جميعاً ومات كل أبنائه ثم ابتلاه بصحته فلم يعد قادراًعلى الحركة فأصبح طريح الفراش..لايستطيع العمل حتى يحصل على رزقه فكان بذلك يحتاج الى من يخدمه ويقف الى جانبه ..ولكن أيوباً كان مثال الرجل الصالح الشاكر الصبور.فلم يغضب ولم يثٌر بل كان إيمانه عميقاً بالله جل وعلا فهو يعلم أن الله قدير على كل شيء وأن مفاتيح الدنيا بيديه يعز من يشاء ويذل من يشاء وأنه ابتلاه ليتأكد من ايمانه وليعلمه الصبر والحكمة والتروي في كل أمور الدنيا والأخرة...



وتبرز زوجته رحمة في هذا الموقف ويدون دورها في تاريخ المرأة شريفاً عظيماً وعالياً فقدمت نفسها طائعة لخدمة الزوج المبتلى فكانت تخدمه في كل صغيرة وكبيرة ولم تشك في ثقل المهمة على كتفيها.. ولم تنقم من معيشتها مع زوجها وهي التي عاشت في عز ونعيم أيام عزه ونعيمه...



واندفعت رحمة تخدم زوجها بكل إخلاص ومحبة وتفانت في خدمتها له فكانت تذهب للعمل حتى توفر له مايحتاجه وللبيت ومايحتاج أيضاً من طعام وشراب..وذات يومٍ عجزت رحمة عن توفير القوت فحارت في أمرها ماذا ستفعل ثم اهتدت إلى فكرة نفذتها في الحال فقد قصت ضفيرتها وباعتها إلى امرأة حتى توفر رغيفين من الخبز...


وفي أحد الأيام خرجت رحمة كعادتها تبحث عن عمل كي توفر القوت لها ولزوجها فلم تجد أي عمل إلا في وقتٍ متأخر مما اضطرها إلى ان تتأخر في العودة إلى البيت فغضب منها زوجها(أيوب) وهو لا يعلم سبب تأخرها وأقسم على الله لأن شفاه الله ليضربنها مئة ضربة جزاء تأخرها.


ولأن أيوباً كان رجلاً صالحاً ونبياً مرسلاً مسموع الكلمة عند ربه فقد توجه بالدعاء الى الله رجاء واستعطافاً كي يخفف عنه ما أصابه فقد أصبح محل شماتة قومه به قال تعالى*(وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضرُ وانت أرحم الراحمين)*{الأنبياء83).



فاستجاب الله لدعائه وأكرمه أكراماً عظيماً..



وأرسل الله تعالى له جبريل (عليه السلام) فقال له اضرب الارض برجلك ففعل فنبعت ماء فشرب منه واغتسل فشفي في الحل وعادت إليه صحته كما كانت..وأحيى الله تعالى أولاده ورزقه مثل عددهم من زوجته التي أعادها لها شبابها مكرمة لها وجائزة لصلاحها وتفانيها في خدمة نبي الله أيوب زوجها..



أما أيوب فبعد أن شفاه الله تذكر ان لله عليه ديناً وهو يمينه التي أقسمها بأن يضرب زوجته مئة ضربة فحار في أمره لأن زوجه امراة صالحة ووفية تفانت في خدمته ولكنه أقسم على الله يميناً وهو لا يستطيع أن يحنث بيمينه فماذا يفعل؟وظل هذا الأمر يقلق فكره وراحته حتى أوحى اليه ربه أن أجمع مئة عود من القش واضرب به زوجك ضربة واحدة يغفر الله لك ..فارتاحت نفسه وانشرح صدره وأسرع يجمع العيدان وضرب زوجته ضربة خفيفة براً بيمينه وشكرت رحمة الله على ماأنعم الله عليها جزيل النعم...



لقد كانت رحمة مثالاً للنساء في الصبر والمثابرة وكان دورها في بناء حياتها وحياة زوجها مضرب المثل لكل النساء في كل زمان ومكان.


**********************************
يتبع


أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:39 PM

بلقيس
(ملكة سبأ)


*****************************


هي واحدة من أعظم ملكات الدنيا في تاريخها,استطاعت بذكائها ودهائها أن تبني دولة تعد في زمانها من كبريات الدول,وصنعت حضارة عظيمة لها من خلال ترميم سد مأرب وتشجيع الصناعة والزراعة والامتداد إلى الدول المجاورة في تجارتها ونفوذها.


اسمها بلقيس بنت الهدهاد شرحبيل بن عمرو بن غالب ويمتد نسبها إلى يعرب بن قحطان ثم يرتفع إلى سام بن نوح...


واسمها بالاصل عربي صرف وهو مختصر لكلمة بنت القيس وقد عرف العرب اسم القيس وبمعنى الشدة وعندما دمجت كلمتا بنت والقيس اصبحت بلقيس...



تولت بلقيس الملك في اليمن بعد وفاة ابيها الهدهاد.. ولتوليها الملك قصة.فقدأقام الهدهاد عشرين سنة في الحكم ..فلما حضرته الوفاة أحضر جميع وجوه حِمْيروأبناء ملوكهم وأهل المشورة من بني قحطان فقال لهم: يابني قحطان..أما تعلمون فضل رأي بلقيس علي فإنها لاتخطيء ماتشير به عليكم..فما رأيكم :قالوا إنها أعقل النساء والرجال :فقال إني استخلفها عليكم..


ولم يرضِ هذا القرار بعض الرجال خصوصا وكانوا يعتقدون أنه يوجد من هو أفضل منها من الرجال.




ولماّ تولت بلقيس الملك بعد أبيها قضت على خصومها بالدهاء والحيلة فقتلت عمرو ذو الأذعار(الذي كان ينافس أباها السيطرة على قبائل اليمن وكان مقره غمدان) وقضت على الفتن التي شبت بعد توليها السلطان والتي أشعلها بعض الذين اعترضوا على ملك امرأة عليهم.




ولكن حصافتها وبعد نظرها وعقلها الراجح,كل ذلك جعلها تسيطر على أمور الدولة وتنهض بها إلى مصاف الدول العظمى في ذلك الزمان.حتى أن القران الكريم قد ذكرها في قصة سليمان عندما جاء الهدهد يخبر سليمان عنها.قال تعالى*(وتفقد الطير فقال مالي لاأرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين..فمكث غير بعيدٍ فقال أحطتُ بما لم تحط به وجئتك من سبإٍ بنبإٍ يقين..إني وجدت امرأةً تملكهم وأوتيت من كلٍ شيءٍ ولها عرشٌ عظيم..وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لايهتدون..ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ماتخفون وماتعلنون..الله لا اله إلا هو رب العرش العظيم.*) {النمل20-26}.




أما قصة بلقيس مع سليمان النبي عليه السلام فقد بدأت كما أسلفنا عندما غاب الهدهد عن نبي الله سليمان وتأخر فأقسم ليذبحنه إن لم يخبره بسبب تأخره..وكان أن عرف سليمان أن هناك ملكة في اليمن تسودعلى سبأ ومن حولها وكانت تعبد الشمس من دون الله فرغب أن يذهب إليها ليهديها إلى عبادة الله فانطلق بجيشه الذي يضم الانس والجن والطير والريح مسخرة له كذلك..وما أن قرب من البحرين حتى علم به عامل بلقيس (القلمس)وكان يلقب بأفعى نجران وهو من حكماء العرب المشهورين..فأراد أن يتعرف على هذا الجيش ومن يقوده وهل هو ملك أو نبي فتنكر وسار إليهم متخفياً وقال لنفسه:سأسير إليهم بثلاث بكهانة وطب وحكمة وكان يعلم بها جميعاً فأن كان فيهم نبي لم يحتاجوا إلى طبي فهو اعلم مني.ولن يستعينوا إلى حكمتي لان فيهم من حكمة الوحي أعظم من حكمتي.. ولا يلتفتون إلى كهاتني لان فيهم من علم الوحي أصدق من كهانتي..




فعندما دخل على النبي سليمان ووقف بين يديه سبح سليمان فسبحت الجبال فقال بطلت حكمتي ثم نظر إلى البقل فوجد كل بقلة تقول يانبي الله اسمي كذا وأنفع لمرض كذا فقال قلمس بطل طبي ثم أمن بين يدي سليمان..


ولما رجع القلمس إلى قومه أرسل إلى بلقيس يخبرها بخبر سليمان ومايملكه وأفعاله العجيبة.فكتبت اليه أن يرسل له الزرع..فلم يأكلوا منه..فكتبت أرسل اليه الخف والظلف(يقصدون الابل والغنم) ففعل..فلم يأخذوا منه شيئاً فأعلم بلقيس بذلك فأخبرته أن يبعث إليهم بجارية حسناء لتخبرهم فأرسل القلمس ابنته وكانت جميلة فطافت على عسكر سليمان فلم ينظر اليها أحد فرجعت وأعلمت أباها بذلك فأخبربلقيس فأرسلت إليه وقالت ..سالمهم فهم جند الله ولسنا نستطيع معهم شيئاً.




ثم كتب سليمان كتاباً إلى بلقيس يقول فيه:من عبد الله سليمان بن داوود إلى بلقيس ملكة سبأ(بسم الله الرحمن الرحيم..السلام على من اتبع الهدى أما بعد فلا تعلوا علي وأتوني مسلمين) ثم طوى الكتاب وطلب من الهدهد أن يلقيه إليها..فذهب الى بلقيس في قصرها وألقى إليها بالرسالة فتناولتها وفتحتها وقرأت مافيها ثم جمعت أشراف قومها وقادة مملكتها وقالت لهم:يا ايها القوم اشيروا علي فانتم تعلمون لا أقطع أمرا دون مشورتكم..فقالوا لها افعلي ماترينه مناسبا..فنحن تحت أمرك..




ثم ابدت بلقيس رأيها قائلة:لقد قررت أن أبعث إلى سليمان وقومه هدية عظيمة وسأنتظر وقعها في نفوسهم فإن قبلها عرفت أنه ملك يرضيه مايرضي الملوك وإن كان نبياً أبي إلا ان نتبع دينه.


فأرسلت إليه درة ثمينة غير مثقوبة كما أرسلت مع الوفد جواهر وياقوتا وزمرداً وذهباً كثيرا كما ارسلت من نتاج اليمن التوابل والمسك والعنبر وكتبت مع الهدايا(إن كنت نبياً فاثقب الدرة ثقباً مستوياً وأدخل خيطاً في الخرزة المثقوبة من غير علاج الجن والانس).



فلما دنا الوفد من جيش سليمان شاهدوا ملكا أعظم من ملك بلقيس وعرشا اعظم من عرشها وجيشاً لاقبل لهم به ولما مثل الوفد أمام سليمان أنكر الهدايا لانه لم يكتب لها طمعا في المال.وأما بالنسبة للدرة فقد سأل أعوانه عمن يثقبها فلم يعرفوا ولكنهم قالوا له إن الارضه هي التي يمكن أن تفعل ذلك فأرسل اليها فجاءت وامسكت شعره في فمها ودخلت في الدرة وحفرت فيها حتى خرجت من الجانب الثاني فشكرها سليمان وسألها عن حاجتها فقالت له اجعل رزقي في الشجرة فقال لها لك ذلك.




ثم رد المال وقال للوفد اتهدونني مالا وقد أتاني الله خيراً مما أتاكم من المال؟كما أتاني النبوة فلست اطمع في مال ولكني ارجوا لكم الهداية فأنتم تفرحون بما يهدى لكم لتعلقكم بحب الدنيا ..ارجع الى قومك واردد اليهم هديتهم وان بقوا على كفرهم فوالله لنأتينكم بجنود لا طاقة لهم بمقاومتها ولنخرجنهم من مدينة سبأ أسرى اذلاءمستعبدين...




فرجع الوفد واخبر بلقيس بما قاله سليمان النبي عليه السلام فعلمت ان صادق في تهديده وانها لا طاقة لها لمقاتلته فاقتنعت به وجهزت نفسها للمسير إليه مع أشراف قومها.



وعلم سليمان بقدوم بلقيس فأراد أن يريها بعض ماخصه الله من معجزات ليكون ذلك دليلاً على نبوته .فقال لمن حوله من الجن أيكم يأتيني بعرش بلقيس قبل أن تأتي إلي مع قومها مؤمنين ليروا قدرة الله عز وجل الذي دعوتهم إلى الايمان به وعبادته..


فقال عفريت من الجن :أنا اتيك به قبل أن تقوم من مجلسك الذي أنت فيه ولكن الذي عنده علم الكتب السماوية(ويظن أنه وزيره) قال أنا اتيك به قبل أن تغمض عينيك وتفتحهما.فاغمض سليمان عينه وفتحهما فوجد العرش أمامه مستقرا في مجلسه:فقال هذا من فضل ربي الذي أيدني ونصرني وماحصل ذلك إلا لأشكره على نعمه فسجد لله شكراً وحمداً على فضله.




فلما جاءت بلقيس عرض عليها عرشها فوقفت أمامه تتأمله في حيرة فهو يشبه عرشها ولكن بعد أن تفرست وجدت أنه عرشها فعلمت انه من معجزات سليمان لان العرش في قصرها ومقفول عليه وعليه حراس شداد..عندئذٍ قالت لسليمان:لقد علمنا بقدرة الله عزوجل وصحة نبوتك بما شاهدنا من هذه المعجزة وغيرها من المعجزات التي رأيناها وها نحن نؤمن بإلهك الله العزيز الذي لا إله إلا هو ..



ولكي يري سليمان روعة الهندسة التي اختص بها أكثر من غيره أمر المهرة من الصناع ببناء قصر فصنعت أرض بهوة من زجاج شفاف مستو أملس وأرسل الماء تحت الزجاج فبدا اليهم كأنه بركة ماء ثم جلس سليمان في صدر البهو وبعث في طلب بلقيس فاعترتها الدهشة عندما رأت البهو وقد تراءى لها كانه مليء بالماء فكشفت عن ساقيها حتى لايبتل ثوبها كما توهمت وسارت في البهو..فقال لها سليمان هذا البهو من زجاج شفاف وهو أمر لم تعرفه من قبل.



ولما رأت بلقيس من إكرام سليمان الشديد لها ورات الحقيقة أمامها ساطعة توجهت إلى ربها مناجية ..رب إني ظلمت نفسي بعبادة الشمس وإني خضعت مع سليمان لك يارب العلمين فانت وحدك المستحق العبادة..



ويذكر الرواة بعد ذلك أن سليمان عليه السلام تزوجها وكان يزورها كل ثلاث أشهر وتذكر الروايات أنه بقي معها تسع سنين وبضعة أشهر ثم توفيت فدفنت في مدينتها (وقيل تدمر).
***************************
يتبع


أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:40 PM

سالومي

(قاتلة الأنبياء)
**************

احتلت سالومي في ذاكرة التاريخ صفحة سوداء كللتها بقتل أحد أنبياء بني اسرائيل وهو النبي يحيى عليه السلام ذلك الشاب الذي قدم نفسه طائعاً مختاراً في سبيل الدفاع عن شرع الله والإيمان بما أنزله من أحكام وشرائع...

لنبدأ حكاية هذه المرأة منذ أنبدأت أمها رحلة الفجور مع شقيق زوجها ملك فلسطين(هيرودوس).


جلس فيليبس مع زوجته هيروديا في قصره وكانت ابنته سالومي تطل من نافذة القصر مراقبة الطرقات في المدينة بنظرة ساهمة.

وكانت هيروديا امرأة فاتنة تسحر كل من يراها بجمال كأنه الصباح الندي.وأقبل هيرودوس الملك يزور أخاه ولكن الدافع الحقيقي للزيارة لم يكن كذلك بل كان دافعه عشقه الفاضح لإمرأة اخيه وأخذ يجاذب أخاه الحديث ويرنو إلى هيروديا بنظرات والهة وكانت عيناهما تتلاقيان ونظراتهما ترفع حرارة الاتصال بينهما فقد كانت هيروديا تبادله الحب والشهوة واقتربت سالومي من عمها الملك فضمها إليه بقوة وقال وهو يرنو إلى أمها في هيام يالروعة حسنك وجمالك ياسالومي إن جمالك هذا قاهر جبار يهز أوتار القلوب ويزيد خفقانهما بين الأفئدة.

فأشرق وجه هيروديا في فرح وقال زوجها فيليبس وهو يضحك:دع ياهيرودوس الفتاة لكأنك عاشق برحَ به الغرام.

لقد تملك حب هيروديا قلب هيرودوس والذي جعل هذا الحب يزداد اشتعالا أن هيروديا تبادله الحب أكبر وأكبر ولكن ماذا يفعل وهي زوجة أخيه ..إن لقاءه بها لم يكن ليفرحه كثيراً لأنه لايطول ولا يتعدى اللحظات يسرقها سرقاً..فماذا يفعل فكر وسأل هيروديا ففكرت معه ودبرت ووجدت أخيراً أنه لن يتم لهما هذا إلا إذا تخلصا من أخيه وشجعته هيروديا على ذلك لان الرذيلة قد لبستها من قمة رأسها إلى قدميها..واستقر الأمر على أن يزجوا فيليبس في السجن حتى ينفرد بزوجته.

وفي الليلة الموعودة انسل أعوان هيرودوس في الظلام ودخلوا مخدع فيليبس وانقضواعليه وشدوا وثاقه ثم قادوه إلى السجن وما إن طلع الصباح حتى كانت هيروديا في أحضان هيرودوس دونما رقيب عليها..بل إنها جلست بجانبه على العرش أمام الجميع.

وصل الخبر إلى مسامع الناس في المدينة فاستنكروا ذلك ولكنهم لم يجرؤا على البوح بما يستنكرونه..أما يحيى ذلك الشاب التقي الذي كان يدعو إلى الله عز وجل ويبشر بقرب مجيء المسيح المخلِص البشرية من شرورها وأثامها فقد غضب غضباً شديداً وأخذ يقول:إن هيروديا لاتحل له لأنها زوجة أخيه وأخوه لازال حياً.ثم اخذ يشتد في تقريعها وكان كلما قابل جماعة من بني اسرائيل
أعلن سخطه على مااقترف هيرودوس وزوجة أخيه.

بلغ هيرودوس خبر مايقول يحيى فغضب كثيراً وحنق عليه ولكنه لم يستطع أن يمد يده إلى يحيى بالأذى لأنه خشي من ثورة الشعب عليه فهذا نبي وشعبه يحبه.

ولكن هيروديا حقدها على يحيى يكبر يوماً بعد يوم فراحت تحرض هيرودوس على قتله إلا أنه لم يلتفت إلى قولها بل كان يهدئ من روعها ويقول:فليقل مايشاء فإن قوله لن ينال منا مهما حاول ذلك .وفكر هيرودوس أنه إذا قتل فيليبس سوف يهدأ غضب يحيى ويعتبر الأمر بعد ذلك طبيعاً..وأسرع إلى تنفيذ الامر وأمر جلاده لينفذ ذلك وما إن طلع الصبح حتى أصبح زوج هيروديا جثةً هامدة...

اشتدت حملة يحيى عليه السلام على الملك والفاجرة وراح يصفها بالقاتلة الفاجرة ويحرض على قتلها فثارت هيروديا واشتد غضبها وطلبت من الملك العشيق أن يبطش به وإلا فأنها سوف تتركه.فأمر الملك بأن يلقى في السجن ولكنه لم يجرؤ على قتله..

أما سالومي فقد كانت تمرح في القصر بعد أن انتقلت إليه مع أمها وكانت تجوب ساحاته وغرفه ودهاليزه مسرورة,ولم تعبأ بما حصل لأبيها لانها كانت مثل أمها تحب نفسها فقط.

وفي يوم من الأيام كانت تجوب باحات القصر فاقتربت من السجن دون أن تعلم به فسمعت صوتاً عذباً وعميقاً يهتف:في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه ..هو الذي يأتي بعدي.الذي صار قدامي الذي لست بمستحق أن أحل سيور نعله.

فسألت عن مصدر هذا الصوت فأخبروها أنه صوت يحيى النبي المسجون في سجن القصر لانه نعت أمها والملك بالزنا والفجور. وها هو يحرض الناس عليهما فدفعها الفضول لترى هذا النبي الذي تجرأ على الملك وعلى أمها. وطلبت من الحراس أن تدخل وتراه. ولكن الحارس قال لها أن الملك منع أي أحد من مشاهدة السجين.فأقتربت منه في دلال وطلبت أن تدخل ولكن الحارس قال لها اخاف أن يعلم الملك فقالت لن أخبر أحداً.ففتح لها الباب ودخلت فوجدت شاباً رائع الجمال والحسن وكان لشدة حسنه يسلب لب كل من يراه فوقع منظره في قلبها وقع الحبيب الذي ملك كل حواسها فاقتربت منه وراحت تتأمله فرفع رأسه ورأها أمامه فاستغرب وجودها وسألها من أنت؟ فأجابت أنا سالومي ابنة هيروديا ملكة البلاد فقال لها ابتعدي عني فقد ملأت أمك الأرض عصياناً....

فدنت منه وقالت مااحلى صوتك يايحيى وأرادت أن تلمسه فارتد عنها مذعوراً وصاح لاتقتربي مني..ولكنها حاولت مرة أخرى أن تلمسه بيديها وأن تقبله ولكن يحيى هرب منها وقال ياسالومي اخرجي أيتها الملعونة ..الفاجرة أنتي كأمك.(وكان نبي الله يحيى عليه السلام حصوراً أي لايقترب من النساء).

أصيبت سالومي بإحباطٍ شديد من ردة فعل النبي يحيى عليه السلام. وتحول حبها إلى حقدٍ شديد ورغبة بالانتقام.

وفي يوم العيد أقبل إلى القصر الأشراف وكبار الدولة واجتمعوا للاحتفال بالعيد وراح الملك وهيروديا وضيوفهما يعبون بالخمر ويضحكون.

وينما هم مندمجون في أفراحهم رن صوت يحيى في القصر وهو يصرخ من سجنه..هاهو المخلص قادم...العمي يبصرون..والبرص يطهرون..والصم يسمعون..وكان قد علم أن المسيح قد ظهر...

فصمت الجميع وقالوا من هذا يا هيرودوس قال هذا يحيى.. فقالوا ماذا يقول فقال أنه يهذي عودوا إلى مرحكم ..وكانت سالومي جالسة لاتشاركهم المرح فلاحظ هيرودوس هذا فقال لها اشربي حتى يذهب عنك الحزن فأجابته لا أرغب في الشرب. فقال لها إذن قومي وارقصي ..فقالت لااريد..فقال لها في اغراء إذا قمتي أعطيتك ماتشائين؟؟؟

فخطرت لها فكرة..إنها تستطيع أن تثأر من يحيى عن طريق الملك.

فقالت للملك:أحقاًسوف تعطيني ماأطلب؟؟
فقال لها:أجل
قالت:أقسم
قال: أقسم لك ياسالومي بألهتي

ففرحت سالومي وقامت بسرعة وبدلت ثيابها ولبست ثياباً شفافة وراحت تنساب بخفة ودلال على انغام الموسيقى واخذ الكل يرمقها في نشوة وإعجاب..

وبعد أن انتهت قال لها اطلبي ماتشائين فصمتت بهدوء وأجابت:أريد رأس يحيى على طبقٍ من فضة..

قال في خوف لا يا سالومي لاتسأليني عن هذا ولكنها أصرت وأيدتها أمها التي تتشوق للانتقام من يحيى .

فلم يجد هيرودوس غير تلبية طلبها فقال للجلاد بصوت منخفض نفذ ماطلبت...

ولم تمض لحظات حتى عاد الجلاد برأس يحيى في صحن من فضة وأمسكت سالومي بالصحن وتريد تقبيل ذلك الفم الذي عز عليها وهو حي ولكن غضب الله كان أسرع فجاءت صاعقة انقضت عليها وعلى الجميع فجعلت الصاعقة المكان دماراً وهلكت سالومي نتيجةحقدها وتطاولها على نبي الله يحيى..
*******************************
يتبع


أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:41 PM

أليسار أميرة صور


مؤسسة قرطاجة وملكتها



********************


ويأبى التاريخ إلا أن تسجل المرأة الفينيقية على صفحاته أسطر الخلود بأحرف من نور فهاهي ذي (أليسار-أو أليسا-أو عليسا) والاسم الشهير لها هو أليسار تعيد إلى صفحات التاريخ ألقه من جديد عندما تسجل إنجازاً من أكبر انجازات البشرية على الاطلاق.


لقد استطاعت هذه المرأة الفينيقية(اللبنانية الان)أن تؤسس مدينة من أعظم مدن العصر القديم إنها مدينة قرطاج لتصبح بعد ذلك ملكتها.


ولقد حاولْت عبثاً أن أجد لها في بطون كتب التاريخ التي بين يدينا ماينبئ بحكايتها ولكن للأسف فقد تجاهلتها معظم كتب التاريخ العربي ولانعلم السبب.


عندما نستمع إلى حكايتها نستحضر في أذهاننا مباشرة قصص نساء جئن قبلها وبعدها وكن خير مثال للمراة في عظمتها وقدرتها على صنع التاريخ أمثال سمير أميس وكليوباترا وزنوبيا وجوليا دومنا وجوليا ماسيا وتيودورا وغيرهم كثر...


كانت أليسار أميرة صور تعرف في الكتابات الإغريقية بإسم ذينو كانت هي وأخوها بيغماليون ولدان لأبيهما بيلوس الثاني ملك صور الأشوري الأصل نحو حوالي أواخر القرن العاشر للميلاد..بعد وفاة الملك بيلوس تربع على عرش مدينة صور ولده بيغماليون, وكان يتصف بجبروته وطغيانه وكان مولعاً بحب السلطة ولذا كان مستبداً طاغياً.ويكتنز الاموال حباً بها وراح يستأثر بالسلطة لوحده مبعداًعنها أخته أليسار التي تزوجت من الكاهن الأكبر في صور(سيخايوس)الذي كان ثرياً ووجيهاً كبيراً ومحبوباً لدي عامة الناس بحكم مركزه الديني والاجتماعي,ولكن بيغماليون كان يحقد عليه ويخشى منه أن يأخذ السلطة من بين يديه ويعطيها لاخته فاغتاله خلسة وهو يتعبد امام المذبح ثم أخفى جثته وأخفى جريمته الشنعاء عن أخته وشعبه لفترة طويلة وكان يلفق لها الاكاذيب والاقاويل كلما سألته عن زوجها ومصيره وكيف قتل...


في يوم رأت أليسار في حلمها روح زوجها تحدثها عن الجريمة التي اقترفها أخوها بحقه وأنه قتله وهو يتعبد امام المذبح. ونصحها أن تخرج من مدينة صور خوفاً على حياتها من غدر أخيها...


وفي اليوم التالي غادرت المدينة سراً مع حاشية من مؤيديها وتوجهت إلى قبرص باديء الامر وبعد فترة قصيرة انطلقت اليسار مع حاشيتها التي ضمت بالإضافة إلى أعوانها كهنتها وخادمات هيكل عشتار واتجهت الى شواطيء تونس(التي لم تكن معروفة بهذا الاسم في ذلك الزمان).


ونزلت على شاطيء شمال إفريقيا إلا أنها لم تجد ترحيباً من أهل تلك المنطقة.


لكن أليسار اتجهت بأنظارها نحو هضبة على الشاطيء كانت تدخل في البحر قليلا ورأت أنها موضع مناسب لتبني مدينة عالية عليها تعيش بها.


فتدبرت أمرها مع ملك السكان الاصليين هناك واشترت منه قطعة الارض لقاء كمية من الذهب تم الاتفاق عليها(وتحدثنا الاخبار بأنها عمدت الى خطة عجيبة لكي تأخذ المساحة التي تريدها فقد أوهمت الملك بانها تريد أن تأخذ قطعة محددة بجلد الثور..وظن الملك انه حقق صفقة بالغة الربح منها ولكنه سرعان مااكتشف أنه يتعامل مع أمرأة تفوقه ذكاء ودهاء..فقد عمدت الى تقطيع الجلد وتحويله الى خيوط بالغة الدقة تم توصيلها لصنع خيط ممكن منه,ثم انها لم تكتف بذلك بل اعتبرت الشاطيء قطراً له محققة بذلك أكبر رقعة من الارض يمكن لخيطان جلد الثور أن تحيط بها..


وانذهل الملك بهذه الخدعة حيث لم يخطر بباله ابداً أن يتمكن جلد ثور من الاحاطة بهذا القدر الكبيرمن الارض...


ورغم دهشته كان معجبا بشدة بذكاء هذه الاميرة الجميلة ومواهبها فعرض عليها الزواج وأنشأ جامعه طالباً من كل الفتيات أن تنتسب اليها لعل واحدة منهن أو أكثر تضارع الاميرة اليسار ذكاء وموهبة عساه ان يعوض مافاته منها.


قامت اليسار وحاشيتها ومرافقوها بتأسيس مدينة جديدة على الرقعة التي اشترتها عام 815(ق.م ) وأطلقت عليها (قرت حدشت)أي القرية الجديدة باللغة الفينيقية ووصلنا هذا الاسم في العصر الحاضر محرفاً على انه قرطاج من اللاتينية .


فقد استطاعت خلال سبع سنوات من خروجها من صور أن تؤسس مملكة عظيمة تحت سلطانها وقد كان القرطاجيون (ابناء مدينتها) يقدسونها ويقيمون لها طقوس التمجيد..


لقد كانت تجربة هذه الاميرة التي خرجت من مدينة صور هاربة من أعظم التجارب البشرية التي مهدت لقيام حضارة قرطاجة والتي خرج منها أبطال كبار قارعوا دولاً عظمى في تلك الحقبة ومن أهم هؤلاء القادة(هانيبال)القائد العظيم الذي وقف في وجه روما وهزمها في معارك كثيرة.


لقد كللت تجربتها بالنجاح الباهر وأسفرت عن تأسيس مستعمرات ساحلية كثيرة وبنت أسطولا تجارياً نافس الكثيرمن الدول المجاورة..


هذه هي اليسار أو اليسا كما يرغب البعض أن يسميها,نجمة لمعت في تاريخ بلادنا وبقي ذكرها يعطّر أنفاس التاريخ إلى يومنا هذا..

*************************
يتبع


أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:41 PM

أيشاع بنت فاقوذا

أم يحيى عليه السلام

**************


هي أيشاع بنت فاقوذا بن قبيل وهي أخت حنة زوجة عمران أم مريم العذراء..ذكرها القران ثلاث مرات إشارة ولم يذكر اسمها وذكرت على أنها زوجة زكريا في قوله تعالى*(فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه)*. {الانبياء9}


تبدأ قصة أيشاع (أو أشياع كما ورد في بعض التفاسير)عندما تزوجت من زكريا بن برخيا بن مسلم بن صدوق بن سليمان بن داوود عليهم السلام وهو من أنبياء بني اسرائيل من أل يعقوب..وتزوجت أختها حنة من عمران من أل يعقوب أيضاً وقد كبرت الاختان ولم ترزقا بالأولاد..وعرفنا كيف أن حنة دعت ربها فوهبها مريم وكذلك زكريا عليه السلام بعد أن بلغ من الكبر حداً جاوز فيه السبعين وكانت امرأته أيشاع قد بلغت من العمر سن اليأس وهي عاقر..لكن زكريا لم يقنط من رحمة الله بل توجه بالدعاء له أن يهبه من فضله وإحسانه ولداً يقوم بعده بالدعوة إلى الله فناجى ربه قائلاً*(قال رب اني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك ربي شقيا..وإني خفت الموالي من وراءي وكانت امرأتي عاقرافهب لي من لدنك وليا..يرثني ويرث ءالِ يعقوب,واجعلهُ رب رضيا)* {مريم4-6).


فاستجاب له ربه وبشره بغلام طلب منه أن يسميه يحيى وقال له انه سوف يكون مفضلاً على العالمين..


وبشره تعالى أنه سيكون سيداً في قومه ونبيا من الصالحين ..


وهكذا فإن هذه المرأة كان لها الفضل في أن تكون إلى جانب نبيتحمل معه هموم وأعباء دعوته لصبره وتفرح لفرحه فكانت امرأة صالحة أكرمها الله بأن وهبها يحيى بعد أن كادت تفقد الأمل وتيأس من الإنجاب
********************
يتبع


أحمد معروف 27 - 12 - 2010 04:42 PM

حنة بنت فاقوذا

أم مريم العذراء


******************


اسمها حنة بنت فاقوذا زوجة عمران وأخت زكريا (عليه السلام) وأم مريم العذراء عليها السلام.


تزوجت حنة من عمران ولم تحمل منه وطال بها العمر حتى بلغت سن اليأس ولم يكن عندها ولد ولكن عاطفة الأمومة كانت مسيطرة عليها..


يروى أنها أبصرت يوماً طائراً يلقم فراخه فتحركت عاطفة الامومة عندها واشتاقت نفسها للأولاد وتمنت أن يكون عندها ولد تحن عليه وتطعمه مثلما يفعل هذا الطائر..فاتجهت إلى السماء ودعت ربها أن يهبها ولداً ونذرت نذراً لله وقالت :اللهم لك علي إن وهبتني ولداً أن أتصدق به على بيت المقدس..فاستجاب الله لها وحملت من عمران بابنته مريم وكان عمران زوجها الذي يرجع نسبه إلى سليمان بن داوود عليهما السلام رجلاً عظيماً من علماء بني اسرائيل في زمانه.


فلما وضعت حنة حملها تبين أنها أنثى فلفتها في خرقة من يومها وحملتها ووضعتها عند الاحبار من أبناء هارون عليه السلام وقالت لهم:دونكم هذه النذيرة ثم خاطبت ربها معتذرة قائلة*(فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى..وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطن الرجيم*فتقبها ربها بقبولٍ حسنٍ وأنبتها نباتاً حسناً وكفلها زكريا..{ال عمران37-36}.)*


ولقد سمت حنة ابنتها مريم وتعني العابدة وأرادت بذلك أن تتقرب إلى الله كي يعصمها من الزلل حتى يكون فعلها مطابقاً لإسمها..وأعاذتها من الشيطان الرجيم كما ورد في القرأن فستجاب الله لها دعاءها وحصنها هي وولدها من الشيطان الرجيم فلم يجعل إليه سبيلا.


وقد توفيت حنة عن عمر يناهز السبعين عاماً وكان عمر مريم أنذاك عشر سنين فنشأت مريم في كنف خالها زكريا الذي رعاها واعتنى بها حتى شاء الله تعالى أن تحمل بعيسى(عليه السلام).ولهذه القصة حلقة كاملة انشاء الله


********************
يتبع



الساعة الآن 05:43 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى