منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم الإسلامي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=21)
-   -   من يرى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=21282)

السهم المصري 6 - 1 - 2012 03:58 AM

موضوع الرؤية للنبي صلى الله عليه وسلم مع الشرح للموضوع
 
هذا هو الموضوع المغلق
بدأته بأحاديث صحيحة
ثم قدمت ما قاله بعض الفقهاء وما اختلفوا فيه
ولك أنت يا أخي منتصر الشرح :
ان من يرى النبي صلى الله عليه وسلم وبه نقصية أو على غير صفاته
انما بحال من يرى المنام نفسه وليس بحال سيد الخلق كلهم
بدليل المنافق يرى الله تبارك وتعالى كبشر في المنام سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع العليم
وهذا المنام يدل على نفاقه ونقص دينه وايمانه
وساطرح عليك تحت هذا الموضوع موضوع آخر لنقرأءه معا
ولا مانع أيضا أن أكون مخطأ وتكون أنت على صواب
فإن تكرمت وأقنعتني فالرجوع للحق فضيلة
أما أن تغلق الموضوع بدون أن تنتظر ردي فهذا غير مقبول منك شكلا وموضوعا


- (محمد) نبينا صلى اللّه عليه وسلم ورد في الحديث الصحيح عنه أنه قال: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة فإن الشيطان لا يتمثل بي". وفي رواية: "من رآني فقد رأى الحق". وفي رواية أنس رضي اللّه عنه: "من رآني في المنام فلن يدخل النار". وفي رواية: "لن يدخل النار من رآني في المنام". وفي رواية: "من رآني في منامه فقد رآني حقاً ولا ينبغي للشيطان أن يتصور بصورتي". وهناك روايات أخر غير هذا وقد اختلف العلماء في معنى الحديث فقال جماعة محل هذا إذا رآه صلى اللّه عليه وسلم في صورته التي كان عليها وبالغ بعضهم فقال في صورته التي قبض عليها ومن هؤلاء ابن سيرين رحمه اللّه تعالى فإنه صح عنه أنه كان إذا قصت عليه رؤياه قال للرائي صف لي الذي رأيته فإن وصف له صفة لم يعرفها قال لم تره ويؤيده حديث عاصم بن كليب ولفظه عند الحاكم بسند جيد قلت لابن عباس رضي اللّه عنهما رأيت النبي صلى اللّه عليه وسلم في المنام فقال صفه لي قال فذكرت الحسن ابن علي فشبهته به فقال رأيته ولا يعارضه خبر من رآني في المنام فقد رآني فإنني أرى في كل صورة لأنه ضعيف وقال آخرون ولا يشترط ذلك منهم ابن العربي رضي اللّه تعالى عنه قال ما حاصله رؤيته صلى اللّه عليه وسلم بصفته المعلومة إدراك للحقيقة وبغيرها إدراك للمثال فإن الصواب أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا تغيرهم الأرض فإدراك الذات الكريمة حقيقة وإدراك الصفات إدراكاً للمثال ومعنى قوله فسيراني تفسير ما رأى لأنه حق وغيب فكأنما رآني أي أنه لو رآني يقظة لطابق ما رآه نوماً فيكون الأول حقاً وحقيقة والثاني حقاً وتمثلاً هذا إن رآه بصفته المعروفة وإلا فهو مثال فإن رآه مقبلاً عليه مثلاً فهو خير للرائي وعكسه بعكسه ومنهم القاضي عياض رحمه اللّه تعالى حيث قال قوله فقد رآني وفقد رأى الحق يحتمل المراد به أن من يراه بصورته المعروفة في حياته كانت رؤياه حقاً ومن رآه بغير صورته كانت رؤياه تأويلاً وتعقبه النووي رحمه اللّه تعالى فقال هذا ضعيف بل الصحيح أنه رآه حقيقة سواء كان على صفته المعروفة أو غيرها وأجاب عنه بعض الحفاظ بأن كلام القاضي عياض لا ينافي ذلك بل ظاهر كلامه أنه رآه حقيقة في الحالين لكن في الأول لا تحتاج تلك الرؤيا إلى تعبير وفي الثانية تحتاج إليه ومنهم الباقلاني وغيره فإنهم ألزموا الأولين بأن من رآه بغير صفته تكون رؤياه أضغاثاً وهو باطل إذ من المعلوم أنه يرى نوماً على حالته اللائقة به مخالفه لحالته في الدنيا ولو تمكن الشيطان من التمثيل بشيء مما كان عليه أو ينسب إليه لعارض عموم قوله فإن الشيطان لا يتمثل بي فالأولى تنزيه رؤياه ورؤيا شيء مما ينسب إليه عن ذلك فإنه أبلغ في الحرمة وأليق بالعصمة كما عصم من الشيطان في اليقظة فالصحيح أن رؤيته في كل حال ليست باطلة ولا أضغاثاً بل هي حق في نفسها وإن رؤي بغير صفته إذ تصور تلك الصورة من قبل اللّه تعالى فعلم أن الصحيح بل الصواب كما قاله بعضهم أن رؤياه حق على أي حالة فرضت ثم إن كانت بصورته الحقيقية في وقت سواء كان في شبابه أو رجوليته أو كهولته أو آخر عمره لم تحتج إلى تأويل وإلا احتيجت لتعبير يتعلق بالرائي ومن ثم قال بعض علماء التعبير من رآه شيخاً فهو في غاية سلم ومن رآه شاباً فهو في غاية حرب ومن رآه مبتسماً فهو متمسك بسنته وقال بعضهم من رآه على هيئته وحاله كان دليلاً على صلاح الرائي وكمال جاهه وظفره بمن عاداه ومن رآه متغير الحال عابساً كان دليلاً على سوء حال الرائي. - (ومن رأى) جنازته فإنه يحدث في تلك البقعة مصيبة فظيعة وإن رأى أنه شيع جنازته حتى قبره فإنه يميل إلى البدعة وإن رأى أنه قد زار قبره أصاب مالاً عظيماً وإن رأى أنه ابن النبي صلى اللّه عليه وسلم وليس هو من نسله دلت رؤياه على خلوص إيمانه ويقينه ورؤيا الرجل الواحد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في منامه لا يختص ببركته بل يعم جماعة المسلمين وإن رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم وقد أعطاه شيئاً من متاع الدنيا أو من طعام أو شراب فهو خير يناله بقدر ما أعطاه وإن كان ما أعطاه رديء الجوهر مثل البطيخ ونحوه فإنه ينجو من أمر عظيم إلا أنه يقع به أي وتعب وإن رأى أن عضواً من أعضائه صلى اللّه عليه وسلم عند صاحب الرؤيا قد أحرزه فإنه يدل على بدعة من شرائعه. - (ومن رأى) أنه تحول في صورته صلى اللّه عليه وسلم أو لبس ثوباً من ثيابه أو دفع له خاتمه أو سيفه فإن كان طالباً للملك ناله ودانت له الأرض وإن كان في ذل وهوان أعزه اللّه وإن كان طالب علم نال من ذلك مراده وإن كان فقيراً استغنى أو عزباً تزوج ومن رآه في مكان خراب فإنه يعمر ببركته وإن رآه في داخل مكان جالساً فيه فإنه يكون في ذلك المكان آية وعبرة ومن رآه صلى اللّه عليه وسلم يؤذن في موضع كثر خصبه وعمارته ورجاله وإن رآه أقام الصلاة في مكان وصلى فيه اجتمع الأمر المتفرق بالمسلمين ومن رآه يكتحل فإنه يأمن بصلاح دينه وطلب حديثه وإن رأته حامل أو رآه بعلها فإن الحمل غلام ومن رآه حسناً زائد الحسن فإن ذلك زيادة في دين صاحب الرؤيا. - (ومن رأى) لحيته الكريمة سوداء ليس فيها بياضاً فإنه ينال سروراً وخصباً عظيماً ومن رآه في صورة كهل فإنه يدل على قوة حاله ونصره على أعدائه وإن رآه صلى اللّه عليه وسلم أعظم ما يكون فإن الإمام تعظم رياسته وسلطانه وإن رأى عنقه غليظاً فإن الإمام حافظ لأمانة المسلمين وإن رأى أن صدره أوسع ما يكون وأحسن فإن الإمام يكون سخياً في عطاء الجند وإن رأى بطنه خالياً فإن الخزانة خالية لا مال فيها وإن رأى أصابعه اليمنى مضمومة فإن الإمام لا يعطي الأرزاق وصاحب الرؤيا لا يحج ولا يجاهد ولا ينفق على عياله وإن رأى يده اليسرى مضمومة فإن الإمام يحبس رزق أجناده وأموال الجهاد والصدقات وصاحب الرؤيا لا يؤدي الزكاة ويمنع السائل وإن رأى يده مفرجة الأصابع فإن الإمام يعطي الأرزاق وصاحب الرؤيا يحج ويجاهد وإن رأى يده قابضة أصابعها على كفها انعقدت أمور الإمام وأصابه هم وكذا صاحب الرؤيا. - (ومن رأى) فخذه صلى اللّه عليه وسلم أعظم وأجمل وأكثر شعراً فإن عشيرته يقوون بالمكثرة والمال وإن رأى ساقيه طويلين طال عمر الإمام ومن رآه صلى اللّه عليه وسلم في عسكر وعليه سلاح وهم يضحكون ويعجبون فإن جيش المسلمين ينهزم في تلك السنة وإن رآه في عسكر قليل وسلاح غير تام وتظهر عليهم الذلة والخضوع فإن المسلمين ينتصرون على أعدائهم لقوله تعالى: {لقد نصركم اللّه ببدر وأنتم أذلة}. - (ومن رأى) أنه صلى اللّه عليه وسلم يمشط رأسه ولحيته فإنه يدل على زوال هم صاحب الرؤيا وإن رآه في مسجده صلى اللّه عليه وسلم أو حرمه أو مكانه المعروف فإنه ينال قوة وعزاً ومن رآه يواخي بين الصحابة فإنه ينال علماً وفقهاً. - (ومن رأى) قبره صلى اللّه عليه وسلم فإنه يستغني وينال مالاً وإن كان تاجراً ربح في تجارته وإن كان مسجوناً خلص. - (ومن رأى) أنه أبو النبي صلى اللّه عليه وسلم فإنه يفسد دينه ويضعف يقينه. - (ومن رأى) أن واحدة من أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم أمه زاد إيمانه فإن رأى أنه يمشي وراء النبي صلى اللّه عليه وسلم فإنه متبع السنة. - (ومن رأى) النبي صلى اللّه عليه وسلم ينظر في أمره فإنه يأمره بأداء حقوق امرأته. - (ومن رأى) أنه يأكل مع النبي صلى اللّه عليه وسلم فإنه يأمره بأداء زكاة ماله ومن رآه صلى اللّه عليه وسلم يأكل وحده فإن صاحب الرؤيا يمنع السائل ولا يتصدق فأمره بالصدقة وإن رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم بلا نعل فإنه تارك الصلاة مع الجماعة فأمره بالصلاة مع الجماعة ومن رآه لابساً خفيه فإنه يأمره بالجهاد في سبيل اللّه تعالى ومن رآه صافحه فإنه متبع سنته. - (ومن رأى) دمه مخلوطاً بدم النبي صلى اللّه عليه وسلم فإنه يصاهر شريفاً أو يناكح العلماء وإن رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم يناوله شيئاً من البقول فإنه ينجو من هم وإن ناوله شيئاً مما يستحب نوعه كالرطب والعسل فإنه يحفظ القرآن وينال العلم بقدر ما ناوله. - (ومن رأى) النبي صلى اللّه عليه وسلم يخطب فإنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. - (ومن رأى) النبي صلى اللّه عليه وسلم أعطاه شيئاً فإنه ينال علماً ويتبع الحق فإن رده عليه فإنه يدخل في بدعة. - (ومن رأى) النبي صلى اللّه عليه وسلم في صورة شاب طويل فإنه يكون في الناس فتنة وقتل وإن رآه هو شيخ كبير فإن الناس في عافية وإن رآه وهو آدم اللون فإنه يترك الصبأ ويحدث نفسه بالتوبة وإن رآه أبيض اللون فإنه يتوب إلى اللّه تعالى ويحسن عمله وتستقيم طريقته ومن رآه يعاتبه أو يجادله أو يرفع عليه صوته فإن ذلك بدع قد أحدثها في الدين. - (ومن رأى) أنه يقبله فلينظر ماذا يروى عنه فليتثبت في ذلك. - (ومن رأى) أنه مات في موضع من المواضع فإنه تموت السنة في ذلك الموضع.





**************
هذا الموضوع للشيخ خالد العنبري
قال رسول الله صلى عليه وسلم: ((مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثلُ بِي، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ))([1]).
وروى البخاري أيضًا، عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَكَوَّنُنِي))([2]).
وروى مسلم عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي))([3]).
قال القرطبي صاحب المفهم :
اختلف في معنى الحديث فقال قوم: هو على ظاهره، فمن رآه في النوم رأى حقيقته، كمن رآه في اليقظة سواء، قال: وهذا قول يُدرك فساده بأوائل العقول، ويلزم عليه أن لا يراه أحدٌ إلا على صورته التي مات عليها، وأن لا يراه رائيان في آن واحد في مكانين، وأن يحيا الآن، ويخرج من قبره، ويمشي في الأسواق، ويخاطب الناس ويخاطبوه، ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده، فلا يبقى من قبره فيه شيء فيزار مجرد القبر، ويُسلَّم على غائب؛ لأنه جائز أن يُرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره، وهذه جهالات لا يلتزم بِهَا من له أدنى مسكة من عقل .
وقالت طائفة: معناه أن من رآه رآه على صورته التي كان عليها، ويلزم منه أن من رآه على غير صفته أن تكون رؤياه من الأضغاث، ومن المعلوم أنه يرى في النوم على حالة تخالف حالته في الدنيا من الأحوال اللائقة به، وتقع تلك الرؤيا حقًّا، كما لو رؤي ملأ دارًا بجسمه مثلاً، فإنه يدل على امتلاء تلك الدار بالخير، ولو تمكن الشيطان من التمثيل بشيء مما كان عليه أو ينسب إليه لعارض عموم قوله: ((فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثلُ بِي)) فالأولى أن تُنَزَّه رؤياه، وكذا رؤيا شيء منه، أو مما ينسب إليه عن ذلك، فهو أبلغ في الحرمة، وأليق بالعصمة، كما عصم من الشيطان في يقظته.
قال: والصحيح في تأويل هذا الحديث أن مقصوده أن رؤيته في كل حالة ليست باطلة ولا أضغاثًا، بل هي حق في نفسها، ولو رؤي على غير صورته، فتصور تلك الصورة ليس من الشيطان، بل هو من قبل الله .
ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم: ((فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ)).
أي رأى الحق الذي قصد إعلام الرائي به، فإن كانت على ظاهرها وإلا سعى في تأويلها، ولا يهمل أمرها؛ لأنَّهَا إما بشرى بخير أو إنذار من شر، إما ليخيف، وإما لينْزجر عنه، وإما لينبه على حكم يقع له في دينه أو دنياه .
وقال القاضي عياض: يحتمل أن يكون معنى الحديث إذا رآه على الصفة التي كان عليها في حياته لا على صفة مضادة لحاله، فإن رؤي على غيرها كانت رؤيا تأويل لا رؤيا حقيقة، فإن من الرؤيا ما يخرج على وجهه، ومنها ما يحتاج إلى تأويل.
قال ابن حجر: والذي قاله القاضي توسط حسن، ويمكن الجمع بينه وبين ما قاله المازري بأن تكون رؤياه على الحالين حقيقة، لكن إذا كان على صورته كأن يرى في المنام على ظاهره لا يحتاج إلى تعبير، وإذا كان على غير صورته كان النقص من جهة الرائي لتخيله الصفة على غير ما هي عليه، ويحتاج ما يراه في ذلك المنام إلى التعبير، وعلى ذلك جرى علماء التعبير فقالوا: إذا قال الجاهل: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه يسأل عن صفته، فإن وافق الصفة المروية وإلا فلا يقبل منه، وأشاروا إلى ما إذا رآه على هيئة تخالف هيئته مع أن الصورة كما هي .
قال أبو سعد أحمد بن محمد بن نصير: من رأى نبيًّا على حاله وهيئته فذلك دليل على صلاح الرائي، وكمال جاهه، وظفره بمن عاداه، ومن رآه متغير الحال عابسًا مثلاً، فذاك دال على سوء حال الرائي([4]) .
قال ابن حجر: والذي يظهر لي أن المراد: من رآني في المنام على أي صفة كانت فليستبشر، ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من الله، لا الباطل الذي هو الحُلم، فإن الشيطان لا يتمثل بي([5]).
قال القرافي: "الحق ما يقوله العلماء، وهو: أنَّ المُدْرَكَ المثلُ لا نفسَ الحقيقة، وأن معنى قوله u: ((مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثلُ بِي)): من رأى مثالي فقد رأى مثالي حقًّا، فإن الشيطان لا يتمثل بمثالي، وأن الخبر إنما يشهد بعصمة المثال عن الشيطان... وما عداه من المُثُل يمكن أن تكون حقًّا، ويمكن أن تكون من قبل الشيطان .
قال العلماء: لا تصح رؤية النبي u قطعًا إلاَّ لرجلين: صحابي رآه، أو حافظ لصفته حفظًا، حصل له من السماع ما يحصل للرائي له u من الرؤيا حتى لا يلتبس عليه مثاله مع كونه أسود أو أبيض، وشيخًا أو شابًّا إلى غير ذلك من صفات الرائين الذي يظهر فيه، كما يظهر في المرآة أحوال الرائين، وتلك الأحوال صفة للرائين لا للمرآة .
قلت لبعض مشايخي -رحمهم الله-: فكيف يبقى المثال مع هذه الأحوال المتضادة؟.
قال لي: لو كان لك أب شاب فغبت عنه، ثم جئته فوجدته شيخًا أو أصابه يرقان فاصفر أو اسود لونه ألست تشك فيه؟ قلت: لا. فقال لي: ما ذاك إلا لما ثبت في نفسك من مثاله، فكذلك مَنْ ثَبَت في نفسه مثال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا لا يشك فيه مع تغير الأحوال، وإلاَّ فلا ! لا يثق بأنه رآه u، بل يجوز أن يكون هو، ويجوز أن يكون غيره، وإذا صح له المقال فالسواد يدل على ظلم الرأي، والعمى يدل على عدم إيمانه؛ لأنه إدراك ذهب، وقطاع اليد يدلُّ على أنه منع من ظهور الشريعة وأضعفها، وكونه أمرد يدل على استهزائه بالنبوة؛ لأن الشاب يحتقر، وكونه شيخًا يدل على تعظيمه للنبوة؛ لأن الشيخ يعظَّم ونحو ذلك([6]).
من رأى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره بحكم
لقد اكتمل دين الإسلام وتم واستقر بكل أصوله وجزئياته الاعتقادية والتشريعية، فلا تبديل فيها ولا تحويل، وإحداث شيء فيه أمر مردود؛ لأنه إنكار لما قرره الله من تمامه وكماله.
قال تعالى: )الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا( [المائدة: 3].
ومِنْ ثَمَّ فقد قالت العلماء: إن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فأمره بحكم يخالف حكم الشرع المستقر في الظاهر أنه لا يكون مشروعًا في حَقِّه، ولا في حق غيره([7]).
فالرؤيا المنامية -ولو كانت صحيحة حقًّا- فهي لا تحرم حلالاً، ولا تحل حرامًا، ولا يترتب عليها حكم شرعي، وقد حُكي أن رجلاً صالحًا فقيرًا رأى رؤيا أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه في نومه، وقال له: ((إنَّ فِي مَوضع كَذَا ركَازًا، احضر وَخذه، وَلاَ تؤد خمسه)) فقام من نومه صباحًا، وأخذ ما يقتضي لحفر الأرض، فاطلع على الركاز، فذهب إلى الشيخ عز الدين بن عبد السلام يستفتيه في عدم إعطاء خمسه لبيت المال، حسب ما قال له النبي منامًا، فقال له الشيخ عز الدين: يجب عليك أن تؤدي خمسه لبيت المال، كما أفتانا النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، وفتواه في اليقظة مقدمة على فتواه في المنام، نعم إن رؤيا النبي حق، ولكن يحتمل عدم ضبط الألفاظ تمامًا، فلعله قال لك: (وأد خمسه لبيت المال) وأنت سمعته يقول: (ولا تؤد خمسه) .
وهكذا قال الفقهاء: لو اختلف المسلمون في آخر يوم من شعبان هل غدًا رمضان أم لا، ثم رأى رجل النبي في نومه، وسمعه يقول له: ((إن غدًا أول يوم من رمضان، فصمه وأمر الناس بصيامه))، لا يجب عليه صيامه؛ ذلك لأن الرؤيا التي في المنام، لا يترتب عليها شيء من الأحكام الشرعية، ولو كانت حقًّا وصحيحة، هذا إذا كانت لغير الأنبياء أنفسهم، وأما رؤيا الأنبياء أنفسهم، فهي وحي، كما في اليقظة، تترتب عليها الأحكام الشرعية بلا خلاف([8]).
قال القرافي: فلو رآه في النوم فقال له: إن امرأتك طالق ثلاثًا، وهو يجزم بأنه لم يطلقها، هل تحرم عليه؟ وقع فيه البحث بين الفقهاء، والذي يظهر أن إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليقظة مقدَّمٌ على الخبر في النوم؛ لتطرق الاحتمال للرائي بالغلط في ضبط المثال. وكذلك لو قال له عن حرام: إنه حلال، أو عيَّن حكمًا من الشريعة، قدَّمنا ما ثبت في اليقظة على ما رُئي في النوم لما ذكرنا، كما لو تعارض خبران من أخبار اليقظة فإنا نقدم الأرجح([9]).
وهاتيك المسألة جد مهمة، وقد ضل بسبب جهل الحق فيها كثيرون، فالحق الواجب اتباعه عرض كل أمر على الشرع الذي قد اكتمل واستقر، فما وافقه فالهدى والرشاد، وما خالفه فالغي والضلال البعيد .
وبذا يتبين زيف الرؤيا المزعومة المنسوبة إلى الشيخ أحمد خادم الحرم النبوي الشريف، والتي زعم كاذبُها أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وقال: أنا خجلان من أفعال الناس القبيحة، ولم أقدر أن أقابل ربي ولا الملائكة.. ثم حمله على أن يبلغ وصية، زعم أنَّهَا منقولة بقلم القدر من اللوح المحفوظ، وأن من صدّق بِهَا نجا من عذاب النار، ومن كذب بِهَا كفر !!!
([1]) البخاري: (12/399) (91)، كتاب: التعبير (10)،باب: من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام (6994) .

([2]) البخاري: (6997). ومعنى لا يتكونني: أي لا يتكون في صورتي.

([3])مسلم: (4/1776) (42)، كتاب: الرؤيا (1)، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من رآني في المنام فقد رآني)) (13) .

([4]) فتح الباري: (12/403) .

([5]) المصدر السابق: (12/406) .

([6]) انظر الذخيرة: (13/272-273).

([7]) فتح الباري: (12/405،301).

([8]) مؤتمر تفسير سورة يوسف u (1/180).

([9]) الذخيرة: (13/273).





أرب جمـال 6 - 1 - 2012 04:00 AM

لا عزيزي محمد انت لم تتدخل ومن حقك ان تبدي رايك .. ورأيك لم يبتعد عن الصواب
احترم وجهة نظرك السديدة والحكيمة وبارك الله بك

أرب جمـال 6 - 1 - 2012 04:10 AM

الأخ السهم المصري
اعود واقول لك ان الموضوع الذي اغلق سيتم فتحه والنقاش فيه وصدقا ان منتصر لا يقصد سوء النيه ولكنه ان اغلق موضوعا فإنه يغلقه بناء على رؤيته وقد يكون اخطا لانه لم ينتظر ردك وجل من لا يسهو ..
سترى رده ورأيه غدا بغذن الله فهو كما اعرف لا يسهر لما بعد الساعه العاشرة بسبب دوامه
وان شاء الله بعد كل هذا التوضيح سيكون له رد آخر
رب ضارة نافعه فقد افدتنا بهذه الاطالة ولي عودة لاحقا
بارك الله بك

محمد ماهر مرعي 6 - 1 - 2012 04:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أرب جمـال (المشاركة 210672)
لا عزيزي محمد انت لم تتدخل ومن حقك ان تبدي رايك .. ورأيك لم يبتعد عن الصواب
احترم وجهة نظرك السديدة والحكيمة وبارك الله بك

تسلمين عزيزتى .. :sFun_yoohoo[1]:

الآماكن 6 - 1 - 2012 04:45 AM


بارك الله تعالى فيك واحسن الله اليك

جزاك الله عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء

منتصر أبوفرحة 6 - 1 - 2012 03:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أرب جمـال (المشاركة 210674)
الأخ السهم المصري
اعود واقول لك ان الموضوع الذي اغلق سيتم فتحه والنقاش فيه وصدقا ان منتصر لا يقصد سوء النيه ولكنه ان اغلق موضوعا فإنه يغلقه بناء على رؤيته وقد يكون اخطا لانه لم ينتظر ردك وجل من لا يسهو ..
سترى رده ورأيه غدا بغذن الله فهو كما اعرف لا يسهر لما بعد الساعه العاشرة بسبب دوامه
وان شاء الله بعد كل هذا التوضيح سيكون له رد آخر
رب ضارة نافعه فقد افدتنا بهذه الاطالة ولي عودة لاحقا
بارك الله بك

حقيقة استغرب من ردك هذا استاذة ارب !!
ولا يوجد عندي اي تعليق عليه
ولكني مندهش ومستغرب من ردك

منتصر أبوفرحة 6 - 1 - 2012 03:25 PM

أخي السهم المصري وفقك الله لما يحبه ويرضاه :
أنظر وتأمل جيدا لكام الشيخ العنبري الذي أنت نقلته .. اقرأه جيدا وافقه معناه جيدا ..
يا أخي أنا لم أعترض على الأحاديث المتعلقة برأيت النبي عليه الصلاة والسلام فلقد اخبرتك أن رأيى النبي حق وواردة ..
ولكني اعترضت على التخاريف الموجودة في أجزاء الرايى التي لم نسمع بها ابدا ولا حتى الشيخ العنبري الذي نقل كلامه قالها :
ترى فخذه بمعنى كذا أو يحدث كذا
ترى عينيه يحدث كذا او معنى كذا
تراه شابا يحدث كذا او معنى كذا
ترى دمه ترى يده
هذه تخاريف صوفية وأخبرتك عن ابن عربي الصوفي الزنديق المخرف الذي ينقل مثل هذه التخاريف
أتمنى ان تكون قد فهمت قصدي
والموضوع أغلق وأنا اغلقته ولن نفتحه مرة أخرى
أما هذ الموضوع فهو جيد لأانك نقلت كلاما يأيد كلامي
وفقك الله أخي ونفع الله بك

منتصر أبوفرحة 6 - 1 - 2012 03:36 PM

أنا بالفعل مندهش ومستغرب
وفق الله الإدارة الكريمة
فالحمد لله أنها ليست بحاجة لوجودي
عموما أنا وضحت رأيي ولم أعترض الا على النقل من ابن عربي
على مسائل خرافية ليست من دين الله في شيء
وفق الله الجميع

السهم المصري 6 - 1 - 2012 07:15 PM

الأخ العزيز منتصر أبو فرحة

يبدو أنك مصر على نفس موقفك قلت لك لست مؤيدأ لابن عربي ولا غيره من الصوفيين
انما عرضت رأي الجميع بما فيهم رأيه وأنت يا أخي لم تفهمني جيدا
لا يعني ذكر ابن عربي أو غيره اننا نؤيده
بدليل وجود الاحاديث الصحيحة في الموضوع الاول
والموضوع الثاني

أنا مثلك أشد حرصا على السنة والصحيح منها
يا أخي الكريم إن ابراز الأحاديث الضعيفة وذكر ضعفها ليس فيه حرمة انما سقته لإكمال الموضوع من كل الجوانب ليس إلا
مثلا تعددت الاحاديث الضعيفة عن علامات الساعة الكبرى وقد بينها الدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي (أستاذ الاديان والعقيدة بجامعة الملك سعود بالرياض)

في كتابه (أشراط الساعة ) وذكر انها ضعيفة واهتم بالمتواتر من الاحاديث الصحيحة
قد اكون اخطأت في نقطة واحدة وهي اني لم أقل أن ابن عربي أحاديثه ضعيفة وانه صوفي

ولا اتحداك في شيء ابدا يا اخي الكريم ولهذا جئت لك بموضوع آخر يؤيد جزءا كبيرا من كلامك
حرصا مني على الصحيح من السنة مثلك تماما
وفقك الله لما يحب ويرضى
نقطة زعلي منك اخي :

أنك لم تترك لي حق للرد !!

عموما شكرا لك ولا أحب أن يتعمق الخلاف بيننا فنحن أخوه في الدين والعروبة

وتحيات لك


منتصر أبوفرحة 6 - 1 - 2012 07:39 PM

لا يوجد خلاف أخي أبدا
وفقك الله لما يحبه ويرضاه
وجزاك الله كل خير
واعتذرت لك هناك في الموضوع السابق
وهنا اكرر اعتذاري لك اخي


الساعة الآن 07:44 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى