منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   لغتنا العربية (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=104)
-   -   قصص الظرفاء (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=22863)

صائد الأفكار 7 - 3 - 2012 01:36 AM

الصياد الأحمق
عن أبي الحسن الدامغاني حاجب معز الدولة قال : كنت في دهليز معز الدولة فصاح صائح : نصيحة . فاستدعيته وقلت : ما نصيحتك . قال : لا أذكرها إلا للأمير فدخلت فعرفته فقال : هاته فأحضرته بين يديه فقال : ما عندك ؟ قال : أنا رجل صياد بناحية المدائن وكنت أصيد فعلقت شبكتي بأسفل جرف فاجتهدت في تخليصها فتعذر ذلك علي حتى نزلت وغصت في الماء فإذا هي معلقة بعروة حديد فحفرت فإذا قمقم مملوء مالاً فرددته مكانه وناديت لأعرف الأمير قال الدمغاني : فانحدرت معه في الوقت إلى المدائن العتيقة وقصدنا الجرف فوجدنا القمقم وقلعناه وسعيت بنفسي في تتبع الموضع فتقدمت إلى الصياد استقصاء الحفر فوجدنا سبعة قماقم أخر مملوءة مالاً فحملنا الجميع إلى معز الدولة فسر به فأمر للصياد بعشرة آلاف درهم فامتنع من قبولها وقال : الذي أريده غيرها قال : ما هو ؟ قال : تجعل لي صيد تلك الناحية وتمنع كل أحد غيري من الصيد . فضحك الأمير وعجب من جهله وحمقه : وأمر له بما سأل

صائد الأفكار 7 - 3 - 2012 01:37 AM

جاهل قتل نفسه
قال البزار : حدثني جماعة من أهل سابور فيهم كتاب وتجار وغير ذلك أنه كان عندهم في سنة نيف وأربعين وثلاثمائة شاب من كتاب البلد وهو ابن أبي الطيب القلانسي الكاتب فخرج إلى بعض شأنه من الرستاق فأخذه الأكراد وعذبوه فطلبوا منه أن يشتري نفسه منهم فلم يفعل فكتب إلى أهله : اهدوا لي أربعة دراهم أفيون واعلموا أنه هو دواء أشربه فيلحقني سكتة فلا يشك الأكراد أني ميت فيحملوني إليكم فإذا جعلت عندكم فأدخلوني الحمام واضربوني ليحمى بدني وشكوني بالإبار فإني أفيق . وكان الفتى متخلفاً وقد سمع أنه من شرب الأفيون اسكت فإذا دخل الحمام وضرب كما ذكر برأ ولم يدر مقدار شربه من ذلك فشرب أربعة دراهم فلم يشك الأكراد في موته فلفوه وأنفذوه إلى أهله فلما حصل عندهم أدخلوه الحمام ضربوه وشكوه فما تحرك وأقام في الحمام أياماً فركه الأطباء فقالو ا : هذا قد تلف .. كم شرب من الأفيون ؟ قالو ا : أربعة دراهم . فقالو ا : هذا لو شوي في جهنم ما عاش إنما يجوز أن يفعل هذا بمن شرب أربعة دوانيق أو وزن درهم فأما هذا فقد مات . فلم يقبل أهلوه وتركوه في الحمام حتى تغير فدفنوه وانعكست حيلته على نفسه

صائد الأفكار 7 - 3 - 2012 01:37 AM

توبة الجاهل
قال علي بن المحسن : بلغنا أن رجلاً أسرع في ماله فبقي منه خمسة آلاف دينار . فقال : أشتهي أن يفنى بسرعة حتى أنظر إيش أعمل بعده . فقال له بعض أصحابه : تبتاع زجاجاً بمائة دينار وتبقيه وتنفق خمسمائة دينار في أجور المغنيات في يوم واحد مع الفاكهة والطعام فإذا قارب الشراب أن يفنى أطلقت فأرتين بين الزجاج وأطلقت خلفهما سنوراً فيتعادون في الزجاج فيتكسر وننهب نحن الباقي . فقال : هذا جيد فعمل ذلك وجعل يشرب فحين سكر أطلق الفأرتين والسنور وتكسر الزجاج وهو يضحك فقام الرفقاء وجمعوا الزجاج المكسر وباعوه قال الذي أشار عليه : فمضيت إليه بعد فإذا هو قد باع قماش بيته وأنفقه ونقض داره وباع سقوفها حتى لم يبق إلا الدهليز وهو نائم فيه على قطن متغط بقطن فقلت : ما هذا ؟ قال : ما تراه . فقلت : بقيت في نفسك حسرة . قال : نعم أريد أرى المغنية فأعطيته ثياباً فلبسها فرحنا إليها فدخل عليها فأكرمته وسألته عن خبره فحدثها بالحال فقالت : قم لئلا تجيء ستي وليس معك شيء فتحرد علي لم أدخلتك فاخرج حتى أكلمك من فوق فخرج وجلس ينتظر أن تخاطبه من الطاقة فسكبت عليه مرقة فصيرته فضيحة فبكى وقال : يا فلان لا تبلغ من أمري هذا أشهد الله وأشهد أني تائب . قلت : إيش تنفعك التوبة الآن ورددته وأخذت ثيابي وبقيت ثلاث سنين لا أعرف له خبراً . فبينا أنا في باب الطاق يوماً إذ رأيت غلاماً خلف راكب فلما رآني قال : فلان . فعلمت أنه صاحبي وأن حاله قد صلحت فقبلت فخذه فقال : قد صنع الله وله الحمد البيت فتبعته فإذا بالدار الأولى قد رمها وجعل فيها أسباباً وأدخلني حجرة أعدها له وفيها فرش حسان وأربعة غلمان وجاء بفاكهة متوسطة وطعام نظيف إلا أنه قليل فأكلنا ومد ستارة فإذا بغناء طيب فلما طابت نفسه قال : يا فلان تذكر أيامنا الأولى . قلت : نعم . قال : أنا الآن في نعمة متوسطة وما وهب لي من العقل والعلم بأبناء الزمان أحب إلي من تلك النعمة تذكر يوم عاملتني المغنية بما عاملتني به ؟ فقلت : من أين لك هذا المال . قال : مات خادم لأبي وابن عم لي بمصر في يوم واحد فخلفا لي ثلاثين ألف دينار فحملت ووصلت إلي وأنا بين القطن كما رأيت فعمرت الدار واشتريت ما فيها بخمسة آلاف دينار وجعلت خمسة آلاف تحت الأرض للحوادث واشتريت عقاراً بعشرة آلاف وأمري يمشي وأنا في طلبك منذ سنة لترى رجوع حالي ومن دوام صلاح حالي أن لا أعاشرك أخرجوه يا غلمان . قال : فجروا برجلي وأخرجوني وكنت ألقاه بعد في الطريق فإذا رآني ضحك

صائد الأفكار 7 - 3 - 2012 01:38 AM

سيف أبي حية النميري
قال ابن قتيبة : حدث جار لأبي حية النميري قال : كان لأبي حية سيف ليس بينه وبين الخشبة فرق وكان يسميه لعاب المنية قال : فأشرفت عليه ليلة وقد انتضاه وهو واقف على باب بيت في داره وقد سمع حساً وهو يقول : أيها المغتر بنا والمجترىء علينا بئس والله ما اخترت لنفسك خير قليل وسيف صقيل لعاب المنية الذي سمعت به مشهورة ضربته لا تخاف نبوته أخرج بالعفو عنك لا أدخل بالعقوبة عليك إني والله إن أدع قيساً تملأ الفضاء خيلاً ورجلاً يا سبحان الله ما أكثرها وأطيبها ثم فتح الباب فإذا كلب قد خرج فقال : الحمد لله

صائد الأفكار 7 - 3 - 2012 01:40 AM

دغة بنت مغنج
مغنج هو ربيعة بن عجل واسم دغة لقب وكانت قد تزوجت صغيرة في بني العنبر فحبلت فلما جاءها المخاض ظنت أنها أحدثت فقالت لضرتها : يا هنتاه هل يفتح الجعر فاه قالت : نعم ويدعوا أباه . فمضت ضرتها فأخذت الولد فبنو العنبر تنسب إليها فسموا بنو الجعر لذلك . ورأت يافوخ ولدها يضطرب فشقته بسكين وأخرجت دماغه وقالت : أخرجت هذه المادة من دماغه ليسكن وجعه . وذكر عنها أنها كانت حسنة الثغر فولدت غلاماً وكان أبوه يقبله ويقول : وا بأب دردرك . فظنت أن الدردر أعجب إليه فحطمت أسنانها فلما قال : وا بأبي دردرك قالت : يا شيخ كلنا ذو دردر فقال : أعييتني بأشر فكيف بدردر والأشر التحزيز في أطراف أسنان الأحداث والدردر مغارز الأسنان فضرب المثل بحمق دغة

صائد الأفكار 7 - 3 - 2012 01:41 AM

بهلول والمُرائي
كان بهلول يعيش في عصر هارون الرشيد ، وكان إنساناً عجيباً . قيل له تسنم مسؤولية قاضي القضاة ، فتظاهر بالجنون فراراً من القضاء . وكان يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر بأعماله . ولبهلول قصة حول الرياء مرّ البهلول يوماً بمسجدٍ لم يكتمل بناؤه بعد في محلة من محالّ بغداد . فلما رأى المسجد لم يكترث لشكل بناءه وزخرفة جدرانه وسقفه وقبّته، وكأنّه كان يخبّئ شيئاً في نفسه، ثم إنه نظر من خارج المسجد إلى لوحة خشبية كبيرة معلّقة على جدار المسجد مكتوب عليها: مسجد الشيخ جمال. والشيخ جمال هذا، رجل يحب الشهرة ويحب أن يطّلع الناس على أفعال البر التي كان يقوم بها، وكان بهلول يعرف ذلك تماماً. غرق بهلول في تفكيره بالمسجد ولوحته وإذا به قد أحس بثقل يدٍ على كتفه، فلما التفت إلى خلفه رأى الشيخ جمال وهو مبتسم، وقد حدّق النظر إليه، ابتدره بهلول قائلاً : السلام عليكم . رفع الشيخ جمال يده عن عاتق البهلول وأجابه بتلك الابتسامة : وعليكم السلام . قال البهلول : إنه مسجد كبير وحسن البناء . خطا الشيخ جمال خطوة إلى الأمام وساير بهلولاً، ثم قال : أسأل الله القبول . قال بهلول وكأنّ شيئاً قد لفت نظره : أريد أن أسألك عن شيء إلا أني لا أدري أسألك عن ذلك أم لا ؟ قال الشيخ : لا بأس عليك، سل فأني أرجو أن أملك لسؤالك جواباً مقنعاً . حرّك بهلول رأسه وقال : طبعاً ، هو كذلك ، إلاّ انه بعد ذلك مكث قليلاً ثم قال : لمن بنيت هذا المسجد ؟ لم يكن الشيخ جمال يتوقع مثل هدا السؤال، ومكث يفكر قليلاً فخطر على ذهنه أن بهلولاً رجل مجنون ، ولا ينبغي العجب من المجنون أن يسأل مثل هذا السؤال ، فأجابه قائلاً : وهل يكون بناء المسجد لغير الله ؟ قال البهلول : نعم ، نعم الأمر كما تقول ، لن يدع الله عملك بلا أجر، إنه لن ينسى أجر ذلك أبداً . لم يتكلم الشيخ جمال بعد ذلك بشيء لأنه لا يفهم ماذا يريد البهلول منه بالضبط ، لذا أخد يخطو خطوات قصيرة لكن متواصلة حتى ابتعد عن بهلول . وفي صباح الغد علا صوت الشيخ جمال بالصياح أمام المسجد الذي بناه بحيث يسمعه كلّ من يمرّ بالمسجد، وهو يقول : أيها الناس ، اشهدوا على ما قام به بهلول ، انه يدعي تملك هذا المسجد .. أيها الناس . وكان الحق في ذلك مع الشيخ جمال ، فأن اللوحة الخشبية مكتوب عليها : مسجد بهلول . لذا أصاب الشيخ جمال الدوّار في رأسه من شدة الصدمة ، وبُحَّ صوته من كثرة الصياح ، ذلك انه لم يخطر على باله يوماً أن شخصاً مثل بهلول يأتي ويكتب أسمه على لوحة المسجد الذي بناه الشيخ ، فكيف تجرّأ بهلول على مثل هذا العمل ؟ لكن مع ذلك، فقد كان الشيخ يخبّئ لهيب غضبه ، ويهدئ نفسه بما يخطر على باله بأن بهلولاً رجل مجنون ، ولكن سرعان ما يجيب به نفسه فيقول : إن للجنون حداً ، أليس يعلم الناس من بنى المسجد , فقد سمعنا بكل ما يصدر عن المجانين إلا مثل هذا الأعمال , آه يريد أن يكون المسجد باسمه لكني سوف أعطيه درساً لن يجرؤ بعده على مثل ذلك أبداً ... سوف أريق ماء وجهه أمام الناس
اجتمع عمّال بناء المسجد حول الشيخ جمال ليستمعوا ما يقول , وإذا صاح فجأة بصوتٍ عالٍ وغضب : هلموا ها بنا لنبحث عن بهلول كي نعطيه درساً لا يتجاسر بعده على حقوق الآخرين . ذهب هو مسرعا و تبعه بعض العمال البناء الذين كانوا يتحيّنون الفرص للهروب من العمل , قائلين للشيخ : نحن نأتي معك يا شيخ للبحث عن بهلول . توجه كلّ منهم إلى جهة , فلم يستغرق البحث عن بهلول أكثر من ساعة حتى عثروا عليه , فجاؤا به إلى مسجد , وكان يسبقهم في ذلك الشيخ جمال الذي استولى عليه الغضب , فلما واجه الشيخ بهلولاً وجهً لوجه وقد كادت عيناه تخرجان من الغضب من الحدقتين صاح بصوتٍ عالٍ : أيها المجنون ما حملك على ما فعلت ؟ نظر بهلول إلى من حوله , وقال بسكينة : وما فعلت ؟ حدّق الشيخ جمال بوجه بهلولاً وقال : إنك لن تجرؤ على الاعتراف بذنبك أمام الملأ أليس كذلك ؟ أجابه بهلول وكأنه لا بعلم شيئاً : وهل أذنبت ؟ وما هو ذنبي ؟ تضاحك الشيخ جمال والغضب قد استولى عليه فأشار إلى لوحه المسجد وقال : وهل يجرأ غيرك أن يكتب اسمه على لوحة مسجد بناه غيرك ؟ ألقى بهلول ببصره إلى لوحة المسجد ثم صرف بصره وكأنه لم ير شياً ذي بال وقال بهدوء : إن كنت تريد بذلك هذا وأشار إلى اللوحة فاني فعلتها . أخد الغضب الشيخ يزداد لحظه بعد أخرى حتى صاح ببهلول : هل أنت بنيت هذا المسجد لتكتب اسمك عليه ؟ رفع بهلول رأسه مرة أخرى إلى لوحة المسجد وأجاب : إني لم ابنِ هذا المسجد لكني كتبت اسمي عليه . أمسك الشيخ بهلولاً من تلابيبه والتفت إلى الحاضرين وقال : انظروا انه يعترف بذنبه إنّه اعترف . ارتفع صوت الحاضرين بالكلام , فكل منهم تراه يقول شيئاً , لكن بهلولا لم يرعوي لكلامهم , و أشار إليهم بيده أن اسكتوا فسكتوا وسكت الشيخ جمال , وتجددت لبهلول الجرأة على رد الشيخ وقال : أيها الشيخ أسألك عن شيء أحب أن تصدقني فيه . قال الشيخ : ولماذا الكذب . قال بهلول : بالأمس التقيت بك في هذا المكان و تكلمنا قليلاً , ثم سألتك : لمن بنيت هذا المسجد ؟ قلت أريد به وجه الله تعالى . وقال الشيخ جمال : واضح وجه من أريد ببنائه فقد قلت بالأمس واليوم اكرر وأقول : إني أردت بذلك وجه الله . تبسّم بهلول وقال بصوتٍ عالٍ : تقول لله ؟ فهل الله يعلم بأنك أردت وجهه أم لا ؟ أجابه الشيخ بغضب : مع أني لا أرغب في إطالة الكلام معك , أقول : نعم , إن الله يعلم بذلك , كي لا تكون لك حجة عليّ عند القاضي . سكت بهلول هنيهة ليلفت بذلك الأنظار إليه , ثم قال : أيها الشيخ , إن كنت قد بنيت هذا المسجد لله فلا ضير عليك أن يكون باسمك أو باسم غيرك , لكن اعلم أنك قد أردت بذلك وجه غير الله ، نعم أردت به الشهرة فقد أحبطت بذلك أجرك . كان كلام بهلول يحمل في طيّاته حقيقة مرة أيقظت الشيخ جمال من نومه الغفلة , فماذا عليه بعد ذلك أن يقول ؟ لقد ألجم الشيخ بذلك فأسكته , واستحسن الحاضرون جواب البهلول , ولم يتكلم أحد بعده بشيء . و قال البهلول للشيخ جمال وهو يمشي مشياً تقاربت خطاه : أريد أن أرفع اللوحة التي تحمل اسمي من على المسجد . أراد الشيخ أن يقول شيئاً لكن الكلمات تلكّأت على شفتيه فسكت . خطا البهلول خطوات نحو اللوحة لكنه رجع والتفت إلى الحاضرين قائلاّ : أردت بذلك الكشف عن حقيقة ، وهي أن تعلموا أن العمل إن كان لوجه الله تعالى فلا يضرّكم ما يكون رأي الناس فيه ما دام الله هو المطّلع على حقائق الأمور . ثم انصرف ليرفع اللوحة التي كتبها باسمه

shreeata 7 - 3 - 2012 02:12 AM

مشكور اخي صائد على هذه القصص
الرائعة والجميلة
سلمت لنا بروعتك
تحياااااات لك

شيماء يوسف 7 - 3 - 2012 02:22 AM

يعطيڪَ العافيه..

إختيارڪَ موفق جدا..

تسلم الايادي ..

بـانتظار جديدڪَ..

غزالة نجد 7 - 3 - 2012 02:25 AM

ههههههههههه
مشكور استاذ صائد اختيارك لهذه القصص الظريفة
دمت بود

ابو رضوان 7 - 3 - 2012 08:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صائد الأفكار (المشاركة 230792)

يكنى أبا الغصن وقد روي عنه ما يدل على فطنة وذكاء إلا أن الغالب عليه التغفيل وقد قيل : إن بعض من كان يعاديه وضع له حكايات والله أعلم قال مكي بن إبراهيم : رأيت جحا رجلاً آيساً ظريفاً وهذا الذي يقال عنه مكذوب عليه وكان له جيران مخنثون يمازحهم ويمازحونه فوضعوا عليه .يقول أبو بكر الكلبي : خرجت من البصرة فلما قدمت الكوفة إذا أنا بشيخ جالس في الشمس فقلت : يا شيخ أين منزل الحكم ؟ فقال لي : وراءك فرجعت إلى خلفي . فقال : يا سبحان الله .. أقول لك وراءك وترجع إلى خلفك ؟ لقد أخبرني عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى : " وأن وراءهم ملك يأخذ آل سفينةٍ غصباً " قال : بين أيديهم فقلت : أبو من أنت ؟ قال : أبو الغصن .. فقلت : الإسم .. قال : جحا . وعن أبي الحسن أن رجلاً قال لجحا : سمعت من دارك صراخاً .. قال : سقط قميصي من فوق .. قال : وإذا سقط من فوق ؟ قال : يا أحمق لو آنت فيه أليس أنت قد وقعت معه ؟ وحكى أبو منصور الثعالبي في كتاب غرر النوادر قال : تأذى أبو الغصن جحا بالريح مرة فقال يخاطبها : ليس يعرفك إلا سليمان بن داود الذي حبسك حتى أكلت خراك . وخرج يوماً من الحمام في يوم بارد فضربته الريح فمس خصيتيه فإذا إحدى بيضتيه قد تقلصت فرجع إلى الحمام وجعل يفتش الناس .. فقالوا : ما لك ؟ فقال : قد سرقت إحدى بيضتي ثم إنه دفىء وحمى فرجعت البيضة فلما وجدها سجد شكراً لله وقال : كل شيء لا تأخذه اليد لا يفقد . ومات جار له فأرسل إلى الحفار ليحفر له فجرى بينهما لجاج في أجرة الحفر فمضى جحا إلى السوق واشترى خشبة بدرهمين وجاء بها فسئل عنها فقال : إن الحفار لا يحفر بأقل من خمسة دراهم وقد اشترينا هذه الخشبة بدرهمين لنصلبه عليها ونربح ثلاثة دراهم ويستريح من ضغطة القبر ومسألة منكر ونكير
وحُكي : أن جحا تبخر يوماً فاحترقت ثيابه فغضب وقال : والله لا تبخرت إلا عرياناً . وهبت يوماً ريحٌ شديدةٌ فأقبل الناس يدعون الله ويتوبون فصاح جحا : يا قوم لا تعجلوا بالتوبة وإنما هي زوبعة وتسكن . وذكر أنه اجتمع على باب دار أبي جحا تراب كثير من هدم وغيره فقال أبوه : الآن يلزمني الجيران برمي هذا التراب وأحتاج إلى مؤنة وما هو بالذي يصلح لضرب اللبن فما أدري ما أعمل به . فقال له جحا : إذا ذهب عنك هذا المقدار فليت شعري أي شيء تحسن . فقال أبوه : فعلمنا أنت ما تصنع به . فقال : يحفر له آبار ونكبسه فيها . واشترى يوماً دقيقاً وحمله على حمال فهرب بالدقيق فلما كان بعد أيام رآه جحا فاستتر منه فقيل له : ما لك فعلت كذا ؟ فقال : أخاف أن يطلب مني كراه . ووجهه أبوه ليشتري رأساً مشوياً فاشتراه وجلس في الطريق فأكل عينيه وأذنيه ولسانه ودماغه وحمل باقيه إلى أبيه فقال : ويحك ما هذا ؟ فقال : هو الرأس الذي طلبته . قال : فأين عيناه ؟ قال : كان أعمى . قال : فأين أذناه ؟ قال : كان أصم . قال : فأين لسانه ؟ قال : كان أخرس . قال : فأين دماغه ؟ قال : كان أقرع . قال : ويحك رده وخذ بدله . قال : باعه صاحبه بالبراءة من كل عيب . وحكي : أن جحا دفن دراهم في صحراء وجعل علامتها سحابة تظلها

ومات أبوه فقيل له : إذهب واشتر الكفن فقال : أخاف أن أشتري الكفن فتفوتني الصلاة عليه . وحكي : أن المهدي أحضره ليمزح معه فدعا بالنطع والسيف فلما أقعد في النطع قال للسياف : أنظر لا تصب محاجمي فإني قد احتجمت . ورأوه يوماً في السوق يعدوا فقالو ا : ما شأنك قال : هلا مرت بكم جارية رجل مخضوب اللحية واجتاز يوماً بباب الجامع فقال : ما هذا ? فقيل مسجد الجامع فقال : رحم الله جامعاً ما أحسن ما بنى مسجده . ومر بقوم وفي كمه خوخ فقال : من أخبرني بما في كمي فله أكبر خوخةٍ فقالوا : خوخ فقال : ما قال لكم هذا إلا مَنْ أمُّه زانية . وسمع قائلاً يقول ما أحسن القمر فقال : أي والله خاصة في الليل . وقال له رجل : أتحسن الحساب بإصبعك قال : نعم قال : خذ جريبين حنطة فعقد الخنصر والبنصر فقال له : خذ جريبين شعيراً فعقد السبابة والإبهام وأقام الوسطى فقال الرجل لم أقمت الوسطى قال : لئلا يختلط الحنطة بالشعير . ومر يوماً بصبيان يلعبون ببازي ميت فاشتراه منهم بدرهم وحمله إلى البيت فقالت أمه : ويحك ما تصنع به وهو ميت فقال لها : أسكتي فلو كان حياً ما طمعت في شرائه بمائة درهم . وخرج أبوه مرة إلى مكة فقال له عند وداعه : بالله لا تطل غيبتك واجتهد أن تكون عندنا في العيد لأجل الأضحية

تصحيح الآية :
وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) الكهف


الساعة الآن 06:15 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى