منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   كتاب :شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=23674)

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:55 PM


27 وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن الشخير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ { قل هو الله أحد } في مرضه الذي يموت فيه لم يفتن في قبره وأمن من ضغطة القبر وحملته الملائكة يوم القيامة بأكفها حتى تجيزه من الصراط إلى باب الجنة
28 وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب القبور عن الوليد بن عمرو بن وشاج قال بلغني أن أول شيء يجد الميت حركة عند رجليه فيقول ما أنت فيقول أنا عملك
29 وأخرج إبن أبي الدنيا عن يزيد الرقاشي قال بلغني أن الميت إذا وضع في قبره إحتوشته أعماله ثم أنطقها الله تعالى ثم قالت أيها العبد المنفرد في حفرته إنقطع عنك الأخلاء والأهلون فلا أنيس لك اليوم غيرنا
30 وأخرج عن عطاء بن يسار قال إذا وضع الميت في لحده فأول شيء يأتيه عمله فيضرب فخذه الشمال فيقول أنا عملك فيقول أين أهلي وولدي وعشيرتي وما خولني الله تعالى فيقول تركت أهلك وولدك وعشيرتك وما خولك الله وراء ظهرك فلم يدخل قبرك معك غيري فيقول يا ليتني آثرتك على أهلي وولدي وعشيرتي وما خولني الله تعالى إذ لم يدخل معي غيرك
31 وقال أحمد بن أبي الحواري حدثنا إبراهيم بن الفضل عن أبي المليح الرقي قال إذا أدخل إبن آدم قبره لم يبق شيء كان يخافه في الدنيا دون الله عز وجل إلا تمثل له يفزعه في لحده لأنه كان في الدنيا يخافه دون الله عز وجل

23 باب مخاطبة القبر للميت
1 أخرج الترمذي وحسنه عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أكثروا من ذكر هاذم اللذات الموت فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه فيقول أنا بيت الغربة وأنا بيت الوحدة وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر مرحبا وأهلا أما إن كنت لأحب من يمشي على ظهري إلي فإذ وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنعي بك قال فيتسع له مد بصره ويفتح له باب إلى الجنة وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر قال له القبر لا مرحبا ولا أهلا أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري إلي فإذ وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنعي بك قال فيلتئم عليه حتى تلتقي عليه وتختلف أضلاعه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصابعه فأدخل بعضها في جوف بعض قال ويقيض الله له سبعين تنينا لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا فينهشنه ويخدشنه حتى يفضي به الحساب قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار
2 وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فجلس إلى قبر فقال ما يأتي على هذا القبر من يوم إلا وهو ينادي بصوت طلق ذلق يا إبن آدم كيف نسيتني ألم تعلم أني بيت الوحدة وبيت الغربة وبيت الوحشة وبيت الدود وبيت الضيق إلا من وسعني الله عليه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار
3 وأخرج إبن أبي الدنيا والحكيم الترمذي وأبو يعلى وأبو أحمد والحاكم في الكنى والطبراني في الكبير وأبو نعيم عن أبي الحجاج الثمالي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول القبر للميت حين يوضع فيه ألم تعلم ويحك يا إبن آدم

ما غرك بي ألم تعلم أني بيت الفتنة وبيت الظلمة وبيت الوحدة وبيت الدود يا إبن آدم ما غرك بي إذ كنت تمر علي فدادا فإن كان مسلما أجاب عنه مجيب القبر فيقول أرأيت إن كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقول القبر إني إذا أتحول عليه خضرا ويعود جسده نورا وتصعد روحه إلى الله تعالى قيل لأبي الحجاج ما الفداد قال الذي يقدم رجلا ويؤخر أخرى يعني الذي يمشي مشية المتبختر
4 وأخرج إبن منده من طريق مجاهد عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن المؤمن إذا أحتضر أتاه ملك في أحسن صورة وأطيب ريح فجلس عنده لقبض روحه وأتاه ملكان بحنوط من الجنة وكفن من الجنة وكانا منه على بعد فيستخرج ملك الموت روحه من جسده رشحا فإذا صارت إلى ملك الموت إبتدرها الملكان فأخذاها منه فحنطاها بحنوط من الجنة وكفناها بكفن من الجنة ثم عرجا بها إلى الجنة فتفتح أبواب السماء لها وتستبشر الملائكة بها ويقولون لمن هذه الروح الطيبة التي فتحت لها أبواب السماء وتسمى بأحسن الأسماء التي كانت تسمى بها في الدنيا فيقال هذه روح فلان فإذا صعد بها إلى السماء شيعها مقربو كل سماء حتى توضع بين يدي الله عند العرش فيخرج عملها في عليين فيقول الله للمقربين إشهدوا أني قد غفرت لصاحب هذا العمل ويختم كتابه فيرد في عليين ثم يقول عز وجل ردوا روح عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم أني أردهم فيها فإذا وضع المؤمن في لحده تقول له الأرض إن كنت لحبيبا إلي وأنت على ظهري فكيف إذا صرت في بطني سأريك ما أصنع بك فيفسح له في قبره مد بصره ويفتح له باب عند رجليه إلى الجنة فيقال له أنظر إلى ما أعد الله لك من الثواب ويفتح له باب عند رأسه إلى النار فيقال له أنظر ما صرف الله عنك من العذاب ثم يقال له نم قرير العين فليس شيء أحب إليه من قيام الساعة
5 وأخرج إبن أبي الدنيا عن عبد الله بن عبيد قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت يقعد وهو يسمع خطو مشيعيه فلا يكلمه شيء أول من حفرته فيقول ويحك يا إبن آدم أليس قد حذرتني وحذرت ضيقي وضنكي ونتني وهولي ودودي فماذا أعددت لي
6 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف عن عبد الله بن عمرو قال إن العبد إذا وضع في القبر كلمه فقال يا إبن آدم ألم تعلم أني بيت الوحدة وبيت الظلمة وبيت الحق يا إبن آدم ما غرك بي قد كنت تمشي حولي فدادا قال فقلت

لغطيف يا أبا أسماء ما فدادا قال أحيانا فقال له صاحبي وكان أسن مني فإذا كان مؤمنا وسع له وجعل منزله أخضر وعرج بنفسه إلى الجنة
7 وأخرج أيضا عن يزيد بن شجرة قال يقول القبر للرجل الكافر والفاجر أما ذكرت ظلمتي أما ذكرت وحشتي أما ذكرت ضيقي أما ذكرت غمي
8 وأخرج أيضا عن عبيد بن عمير قال إن القبر ليقول يا إبن آدم ماذا أعددت لي أما تعلم أني بيت الغربة وبيت الوحدة وبيت الأكلة وبيت الدود
9 وأخرج إبن أبي الدنيا عن عبيد بن عمير قال ليس من ميت يموت إلا نادته حفرته التي يدفن فيها أنا بيت الظلمة والوحدة والإنفراد فإن كنت في حياتك لله مطيعا كنت عليك اليوم رحمة وإن كنت لربك في حياتك عاصيا فأنا عليك نقمة أنا البيت الذي من دخله مطيعا خرج منه مسرورا ومن دخله عاصيا خرج منه مثبورا

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:55 PM


10 وأخرج عن جابر رفعه قال إن للقبر لسانا ينطق به فيقول يا إبن آدم كيف نسيتني ألم تعلم أني بيت الوحشة وبيت الغربة وبيت الدود وبيت الضيق إلا ما وسع الله عز وجل
11 وقال أبو بكر بن عبد العزيز بن جعفر الفقيه الحنبلي في كتاب المثاني في الفقه حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الشيرازي حدثنا محمد بن حماد قرىء على عبد الرزاق وأنا حاضر عن الثوري عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فوجدنا القبر لم يلحد فجلس وجلسنا حوله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع الميت في قبره ثم سوي عليه كلمته الأرض فقالت أما علمت أني بيت الوحشة والغربة والدود فماذا أعددت لي
12 وأخرج البيهقي في الشعب عن بلال بن سعد قال ينادي القبر في كل يوم أنا بيت الغربة وبيت الدود والوحشة وأنا حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة وإن المؤمن إذا وضع في لحده كلمته الأرض من تحته فقالت والله لقد كنت أحبك وأنت على ظهري تمشي فكيف وقد صرت في بطني فإذا وليتك

فستعلم ما أصنع فيتسع له مد بصره وإذا وضع الكافر قالت والله لقد كنت أبغضك وأنت تمشي على ظهري فإذا وليتك فستعلم ما أصنع فتضمه ضمة تختلف منها أضلاعه
13 وأخرج الديلمي عن إبن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجهزوا لقبوركم فإن القبر له في كل يوم سبع مرات يقول يا إبن آدم الضعيف ترحم في حياتك على نفسك قبل أن تلقاني أترحم عليك وتكفى مني الردى
14 وأخرج إبن أبي الدنيا في القبور وإبن منده عن عمر بن ذر قال إذا دخل المؤمن حفرته نادته الأرض أمطيع أم عاص فإن كان صالحا ناداه مناد من ناحية القبر عودي عليه خضرة وكوني عليه رحمة فنعم العبد كان لله ونعم المردود إليك فتقول الأرض الآن حين إستحق الكرامة
15 وأخرج إبن أبي الدنيا في القبور عن محمد بن صبيح قال بلغنا أن الرجل إذا وضع في قبره فعذب أو أصابه بعض ما يكره ناداه جيرانه من الموتى أيها المتخلف في الدنيا بعد إخوانه أما كان لك فينا معتبر أما كان لك في تقدمنا إياك معتبر أما رأيت إنقطاع أعمالنا هنا وأنت في المهلة فهلا استدركت ما فات وتناديه بقاع القبر أيها المغتر بظهر الأرض هلا اعتبرت بمن غيب من أهلك في بطن الأرض من غرته الدنيا قبلك ثم سبق به أجله إلى القبور وأنت تراه محمولا تهاذيه أحبته إلى المنزل الذي لا بد منه
16 قال سفيان الثوري من أكثر ذكر القبر وجده روضة من رياض الجنة ومن غفل عن ذكره وجده حفرة من حفر النار
17 وأخرج الخطيب في تاريخه عن يزيد الرقاشي قال بلغني أن الميت إذا وضع في قبره أحتوشته أعماله ثم أنطقها الله فقالت أيها المنفرد في حفرته إنقطع عنك الأخلاء والأهلون فلا أنيس لك اليوم غيرنا ثم يبكي يزيد ويقول فطوبى لمن كان أنيسه صالحا والويل لمن كان أنيسه عليه وبالا
18 وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أنس بن مالك قال ألا أخبركم بيومين وليلتين لم يسمع الخلائق بمثلهما أول يوم يجيئك البشير من الله إما برضى الله وإما بسخطه ويوم تقف فيه بين يدي الله تأخذ فيه كتابك إما بيمينك

وإما بشمالك وليلة يبيت الميت في قبره لم يبت ليلة قبلها مثلها وليلة صبيحتها يوم القيامة ليس بعدها ليلة 24 باب فتنة القبر وسؤال الملكين قد تواترت الأحاديث بذلك مؤكدة من رواية أنس والبراء وتميم الداري وبشير بن الكمال وثوبان وجابر بن عبد الله وعبد الله بن رواحة وعبادة بن الصامت وحذيفة وضمرة بن حبيب وإبن عباس وإبن عمر وإبن مسعود وعثمان بن عفان وعمر بن الخطاب وعمرو بن العاص ومعاذ بن جبل وأبي أمامة وأبي الدرداء وأبي رافع وأبي سعيد الخدري وأبي قتادة وأبي هريرة وأبي موسى وأسماء وعائشة رضي الله عنهم أجمعين

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:56 PM


حديث أنس
1 أخرج الشيخان وغيرهما من طريق قتادة عن أنس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه يسمع قرع نعالهم قال يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل وعند ابن مردوية ما كنت تقول في هذا الرجل الذي كان بين أظهركم لذي يقال له محمد قال فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له أنظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعا قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضر وأما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب بمطراق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين
2 وأخرج أحمد وأبو داود في سننه والبيهقي في عذاب القبر وإبن مردويه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه الأمة تبتلى في قبورها وإن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فسأله ما كنت تعبد فإن يكن الله قد هداه

قال كنت أعبد الله فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول هو عبد الله ورسوله فما يسأل عن شيء بعدها فينطلق به إلى بيت كان له في النار فيقال له هذا بيتك كان لك في النار ولكن الله عصمك ورحمك فأبدلك به بيتا في الجنة فيقول دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي فيقال له أسكن وإن الكافر إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره فيقول له ما كنت تعبد فيقول لا أدري فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول كنت أقول ما يقول الناس فيضربونه بمطراق من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلق إلا الثقلين
3 وأخرج الديلمي عن أنس رفعه يدخل منكر ونكير على الميت في قبره فيقعدانه فإن كان مؤمنا قالا من ربك قال الله قالا ومن نبيك قال محمد قالا ومن إمامك قال القرآن فيوسعان عليه في قبره فإن كان كافرا يقولان له من ربك قال لا أدري قالا ومن نبيك قال لا أدري قالا ومن إمامك قال لا أدري فيضربانه بالعمود ضربة حتى يلتهب القبر نارا ويضيق عليه حتى تختلف أضلاعه
حديث البراء وتميم تقدما في باب من يحضر الميت من الملائكة
حديث بشير
4 أخرج البزار والطبراني وإبن السكن عن أيوب بن بشير عن أبيه قال كانت ثائرة في بني معاوية فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح بينهم فالتفت إلى قبر فقال لا دريت فقيل له فقال إن هذا يسأل عني فقال لا أدري
حديث ثوبان
5 أخرج أبو نعيم عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات المؤمن كانت الصلاة عند رأسه والصدقة عن يمينه والصيام عند صدره وذكر حديث القبر نحو حديث البراء هكذا أورده في الحلية ولم يسقه

حديث جابر
6 وأخرج أحمد والطبراني في الأوسط والبيهقي وإبن أبي الدنيا من طريق أبي الزبير أنه سأل جابر بن عبد الله عن فتاني القبر فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فإذا أدخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه جاءه ملك شديد الإنتهار فيقول له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول المؤمن أقول إنه رسول الله وعبده فيقول له الملك إنظر إلى مقعدك الذي كان في النار قد أنجاك الله منه وأبدلك بمقعدك الذي ترى من النار مقعدك الذي ترى من الجنة فيراهما كليهما فيقول المؤمن دعوني أبشر أهلي فيقال له أسكن وأما المنافق فيقعد إذا تولى عنه أهله فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدري أقول ما يقول الناس فيقال له لا دريت هذا مقعدك الذي كان لك من الجنة قد أبدلك مكانه مقعدك من النار قال جابر فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يبعث كل عبد في القبر على ما مات المؤمن على إيمانه والمنافق على نفاقه
7 وأخرج إبن ماجه وإبن أبي الدنيا وابن أبي عاصم في السنة عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الميت قبره مثلت له الشمس عند غروبها فيجلس يمسح عينيه ويقول دعوني أصلي
8 وأخرج إبن أبي الدنيا وأبو نعيم عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن إبن آدم لفي غفلة عما خلق له إن الله إذا أراد خلقه قال للملك أكتب رزقه أكتب أثره أكتب أجله أكتب شقيا أم سعيدا ثم يرتفع ذلك الملك ويبعث الله ملكا فيحفظه حتى يدرك ثم يرتفع ذلك الملك ثم يوكل الله به ملكين يكتبان حسناته وسيئاته فإذا حضره الموت إرتفع ذلك الملكان وجاء ملك الموت ليقبض روحه فإذا دخل قبره ردت الروح إلى جسده وجاءه ملكا القبر فامتحناه ثم يرتفعان فإذا قامت الساعة إنحط عليه ملك الحسنات وملك السيئات فانتشطا كتابا معقودا في عنقه ثم حضرا معه واحد سائق وآخر شهيد ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قدامكم أمر عظيم ما تقدرونه فاستعينوا بالله العظيم
9 وأخرج ابن أبي عاصم وإبن مردويه والبيهقي من طريق أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع المؤمن في قبره أتاه ملكان فانتهراه فقام يهب كما يهب النائم فيقال له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول الله

ربي والإسلام ديني ومحمد نبي فينادي مناد أن قد صدق فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة فيقول دعوني أخبر أهلي فيقال له أسكن
حديث حذيفة تقدم في باب معرفة الميت لمن يغسله
حديث ضمرة
10 وأخرج أبو نعيم عن ضمرة بن حبيب قال فتانو القبر ثلاثة أنكر وناكور وسيدهم رومان
11 وأخرج إبن لال وإبن الجوزي في الموضوعات عن ضمرة بن حبيب مرفوعا فتانو القبر أربعة منكر ونكير وناكور وسيدهم رومان قال إبن الجوزي هذا الحديث لا أصل له وضمرة تابعي ورواية الوقف عليه أثبت إنتهى
12 وسئل شيخ الإسلام ابن حجر هل يأتي للميت ملك إسمه رومان فأجاب بأنه ورد بسند فيه لين
حديث عبادة الصامت
13 وأخرج إبن أبي الدنيا في التهجد وابن الضريس في فضائل القرآن وحميد بن زنجويه في فضائل الأعمال عن عبادة بن الصامت قال إذا قام أحدكم من الليل فليجهر بقراءته فإنه يطرد بجهره الشياطين وفساق الجن وإن الملائكة الذين هم في الهواء وسكان الدار يستمعون لقراءته ويصلون بصلاته فإذا مضت هذه الليلة أوصت تلك الليلة المستأنفة به فتقول نبهيه لساعته وكوني عليه خفيفة فإذا حضرته الوفاة جاء القرآن فوقف عند رأسه وهم يغسلونه فإذا فرغ منه دخل القرآن حتى صار بين صدره وكفنه فإذا وضع في حفرته وجاءه منكر ونكير خرج القرآن فصار بينه وبينهما فيقولان له إليك عنا فإنا نريد أن نسأله فيقول والله ما أنا بمفارقه حتى أدخله الجنة فإن كنتما أمرتما فيه بشيء فشأنكما

ثم ينظر إليه فيقول هل تعرفني فيقول لا فيقول أنا القرآن أنا الذي كنت أسهرك ليلك وأظمئك نهارك وأمنعك شهوتك وسمعك وبصرك فستجدني من بين الأخلاء خليل صدق ومن الإخوان أخا صدق فأبشر فما عليك بعد مسألة منكر ونكير من هم ولا حزن ثم يخرجان عنه فيصعد القرآن إلى ربه تعالى فيسأل له فراشا ودثارا فيؤمر له بفراش ودثار وقنديل من نور الجنة وياسمين من ياسمين الجنة فيحمله ألف ملك من مقربي السماء الدنيا فيسبقهم القرآن إليه فيقول هل إستوحشت بعدي ما زدت منذ فارقتك على أن كلمت الله تعالى في فراش ودثار ومصباح فهذا قد جئتك به فتدخل عليه الملائكة فيحملونه ويفرشونه ذلك ويضعون الدثار تحت رجليه والياسمين عند صدره ثم يحملونه حتى يضعونه على شقه الأيمن ثم يصعدون عنه فيستلقي عليه فلا يزال ينظر إلى الملائكة حتى يلجوا في السماء ثم يدفع القرآن في قبلة القبر فيوسع عليه ما شاء الله من ذلك
وكان في كتاب أبي معاوية فيوسع له مسيرة أربعمائة عام ثم يحمل الياسمين من عند صدره فيجعله عند أنفه فيشمه غضا إلى يوم ينفخ في الصور ثم يأتي أهله كل يوم مرة أو مرتين فيأتيهم يخبرهم ويدعو لهم بالخير والإقبال فإن تعلم أحد من ولده القرآن بشر بذلك وإن كان عقبه عقب سوء أتى الدار بكرة وعشيا فبكى عليه إلى أن ينفخ في الصور قال الحافظ أبو عيسى هذا حديث حسن ورواه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة وطبقتهما من المتقدمين عن أبي عبد الرحمن المقري بسنده إلى عبادة بن الصامت وقد أخرجه العقيلي في الضعفاء وإبن الجوزي في الموضوعات من وجه آخر عن عبادة مرفوعا وقالا لا يصح
حديث إبن عباس رضي الله عنه

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:56 PM


14 وأخرج البيهقي في كتاب عذاب القبر عن إبن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بك يا عمر إذا أنتهي بك إلى الأرض فحفر لك ثلاثة أذرع وشبر في ذراع وشبر ثم أتاك منكر ونكير أسودان يجران أشعارهما كأن أصواتهما الرعد القاصف وكأن أعينهما البرق الخاطف يحفران الأرض بأنيابهما فأجلساك فزعا فتلتلاك وتوهلاك قال يا رسول الله وأنا يومئذ على ما أنا عليه قال نعم

قال أكفيكهما بإذن الله يا رسول الله
15 وأخرج البيهقي بسند حسن عن إبن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليسمع خفق نعالهم حين يولون قال ثم يجلس فيقال له من ربك فيقول الله ثم يقال له ما دينك فيقول الإسلام ثم يقال له ما نبيك فيقول محمد فيقال وما علمك فيقول عرفته آمنت به وصدقته بما جاء به من الكتاب ثم يفسح له في قبره مد بصره وتجعل روحه مع أرواح المؤمنين
16 وأخرج الطبراني في الأوسط بسند حسن عن إبن عباس قال إسم الملكين اللذين يأتيان في القبر منكر ونكير
17 وأخرج إبن أبي حاتم والبيهقي عن إبن عباس قال إن المؤمن إذا حضره الموت شهدته الملائكة فسلموا عليه وبشروه بالجنة فإذا مات مشوا مع جنازته ثم صلوا عليه مع الناس فإذا دفن أجلس في قبره فيقال له من ربك فيقول ربي الله فيقال له من رسولك فيقول محمد فيقال له ما شهادتك فيقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فذلك قوله تعالى { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } الآية فيوسع له في قبره مد بصره وأما الكافر فتنزل الملائكة فيبسطون أيديهم والبسط هو الضرب يضربون وجوههم وأدبارهم عند الموت فإذا دخل قبره أقعد فقيل له من ربك فلم يرجع إليهم شيئا وأنساه الله ذكر ذلك وإذا قيل له من الرسول الذي بعث إليكم لم يهتد ولم يرجع إليهم شيئا فذلك قوله { ويضل الله الظالمين } الآية
18 وأخرج جويبر في تفسيره عن الضحاك عن إبن عباس قال شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة رجل من الأنصار فانتهى إلى القبر ولم يلحد له فجلس وجلس الناس كأن على رؤوسهم الطير فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره في الأرض ينكث بمخصرة معه ثم رفع طرفه إلى السماء فقال أعوذ بالله من عذاب القبر ثلاث مرات ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة وإدبار من الدنيا أتاه ملك الموت فيجلس عند رأسه تهبط إليه ملائكة معهم

تحفة من تحف الجنة وحنوط من حنوط الجنة ومن كسوتها فيجلسون منه مد البصر سماطين فيبدأ ملك الموت فيبشره ثم تبشره الملائكة فتسيل نفسه كما تسيل القطرة من في السقاء فرحا بما بشره ملك الموت حتى إذا أخذ نفسه لم تدعها الملائكة طرفة عين حتى يأخذوها ويحتضنوها إليهم بتلك التحف التي هبطوا بها فإذا ريحها قد ملأ بين السماء والأرض فتقول الملائكة ما أطيب هذه الرائحة فتقول الملائكة هذه الرائحة نفس فلان المؤمن قبض اليوم وتصلي عليه فإذا انتهوا به إلى السماء فتحت أبواب السماء لها فليس من باب إلا وهو مشتاق إلى أن تدخل منه حتى إذا دخلوا بها من باب عمله بكى عليه الباب فلا يمرون بها على أهل سماء إلا قالوا مرحبا بهذه النفس الطيبة التي قبلت وصية ربها حتى إنتهوا إلى سدرة المنتهى فيقول ملك الموت والملائكة الذين هبطوا إليها يا رب قبضنا روح فلان بن فلان المؤمن وهو أعلم منهم بذلك فيقول الله ردوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فإنه ليسمع خفق نعالكم ونفض أيديكم إذا وليتم عنه مدبرين فتأتيه أملاك ثلاثة ملكان من ملائكة الرحمة وملك من ملائكة العذاب وقد إكتنفه عمله الصالح الصلاة عند رجليه والصيام عند رأسه والزكاة عن يمينه والصدقة عن يساره والبر وحسن الخلق على صدره فكلما أتاه ملك العذاب من ناحية ذب عنه عمله الصالح فيقوم بمرزبة لو اجتمع عليها أهل مني لم يقلوها فيقول أيها العبد الصالح لولا ما إكتنفك من الصلاة والصوم والزكاة والصدقة لضربتك بهذه المرزبة ضربة يشتعل قبرك نارا هو لكما وأنتما له ثم يصعد ملك العذاب فيقول أحدهما لصاحبه إرفق بولي الله فإنه جاء من هول شديد فيقول من ربك فيقول الله فيقول ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقول من نبيك قال محمد فيقولان وما يدريك قال قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقت وينتهرانه عندها وهي أشد فتنة تعرض على المؤمن فينادي من السماء قد صدق عبدي فافرشوه من فرش الجنة واكسوه من كسوتها

وطيبوه من طيبها وافسحوا له في قبره مد البصر وافتحوا له بابا من أبواب الجنة عند رأسه وبابا عند رجليه ثم يقولان له نم نومة العروس في حجلتها لم تذق عذاب القبر فهو يقول رب أقم الساعة لكي أرجع إلى أهلي ومالي وما أعددت لي فيبعث من قبره يوم القيامة مبياض الوجه الحجلة بفتح الحاء المهملة والجيم البشخانة والمخصرة ما اختصره الإنسان بيده فأمسكه من عصا ونحوه وينكت بمثناة آخره حديث إبن عمر رضي الله عنهما
19 وأخرج البيهقي في الزهد وإبن عساكر بسند منقطع عن إبن عمر رضي الله عنهما أنه قال لرجل يا أخي أما علمت أن الموت أمامك لا تدري متى يأتيك صباحا أو مساء ليلا أو نهارا ثم القبر وهول المطلع ومنكر ونكير وبعد ذلك يوم القيامة يوم يحشر فيه المبطلون
20 وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن إبن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألظوا ألسنتكم قول لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله والله ربنا والإسلام ديننا ومحمدا نبينا فإنكم تسألون عنها في قبوركم في سنده عثمان بن مطر
حديث إبن عمر
21 وأخرج أحمد والطبراني وابن عدي وإبن أبي الدنيا والآجري في الشريعة عن إبن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتاني القبر فقال عمر أترد علينا عقولنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم كهيئتكم اليوم فقال عمر بفيه الحجر
حديث إبن مسعود
22 وأخرج الطبراني في الكبير بسند حسن والبيهقي في كتاب عذاب

القبر عن إبن مسعود قال إن المؤمن إذا مات أجلس في قبره فيقال له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد فيوسع له في قبره ويفرج له فيه ثم قرأ { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } الآية وإن الكافر إذا أدخل في قبره أجلس فيه فقيل له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول لا أدري فيضيق عليه قبره ويعذب فيه ثم قرأ إبن مسعود { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا }
23 وأخرج إبن أبي شيبة والبيهقي عن إبن مسعود قال إن أحدكم ليجلس في قبره إجلاسا فيقال له ما أنت فإن كان مؤمنا قال أنا عبد الله حيا وميتا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيفسح له في قبره ما شاء فيرى مكانه من الجنة وتنزل عليه كسوة يلبسها من الجنة وأما الكافر فيقال له ما أنت فيقول لا أدري فيقال له لا دريت ثلاثا فيضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه وترسل عليه حيات من جوانب قبره وتنهشه وتأكله فإذا جزع فصاح قمع بمقمع من نار أو حديد ويفتح له باب إلى النار
24 وأخرج الآجري في الشريعة عن إبن مسعود قال إذا توفي العبد بعث الله إليه ملائكة فيقبضون روحه في أثوابه فإذا وضع في قبره بعث الله ملكين ينتهرانه فيقولان من ربك قال ربي الله قالا وما دينك قال ديني الإسلام قالا من نبيك قال نبيي محمد قالا صدقت كذلك كنت أفرشوه من الجنة وألبسوه منها وأروه مقعده منها وأما الكافر فيضرب ضربة يلتهب قبره منها نارا أو يضيق عليه قبره حتى تختلف عليه أضلاعه وتبعث عليه حيات من حيات القبر كأعناق الإبل
25 وأخرج الخلال في كتابه شرح السنة عن إبن مسعود قال إن المؤمن إذا نزل به الموت أتاه ملك الموت يناديه يا روح الطيبة أخرجي من الجسد الطيب فإذا خرجت روحه لفت في خرقة حمراء فإذا غسل وكفن وحمل على سريره إرتفعت روحه فوق السرير حيت يتحول السرير تحولت حتى يوضع في قبره فإذا وضع في قبره أجلس وجيء بالروح وجعلت فيه فيقال له من ربك وما دينك فيقول ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم فيقال له صدقت

فيوسع له في قبره مد بصره ثم ترتفع روحه فتجعل في أعلى عليين ثم تلا عبد الله هذه الآية { إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم } قال في السماء السابعة وأما الكافر فذكر الكلام وتلا { إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين } قال الأرض السابعة
حديث عثمان رضي الله عنه
26 وأخرج أبو داود والحاكم والبيهقي عن عثمان قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة عند قبر وصاحبه يدفن فقال إستغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل
حديث عمر رضي الله عنه

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:57 PM


27 وأخرج عن ابن أبي داود في البعث والحاكم في التاريخ والبيهقي في عذاب القبر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنت إذا كنت في أربعة أذرع في ذراعين ورأيت منكرا ونكيرا قلت يا رسول الله وما منكر ونكير قال فتانا القبر ينحتان الأرض بأنيابهما ويطآن في أشعارهما أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل منى لم يطيقوا رفعها هي أيسر عليهما من عصاي هذه فامتحناك فإن تعاييت أو ناويت ضرباك بها ضربة تصير بها رمادا قلت يا رسول الله وأنا على حالي هذه قال نعم قال إذن أكفيكهما
28 وأخرج أبو نعيم وإبن أبي الدنيا والآجري في الشريعة والبيهقي عن عطاء بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يا عمر كيف بك إذا مت فقاسوا لك ثلاثة أذرع وشبرا في ذراع وشبر ثم رجعوا إليك وغسلوك وكفنوك وحنطوك ثم احتملوك حتى يضعوك فيه ثم يهيلوا عليك

التراب فإذا انصرفوا عنك أتاك فتانا القبر منكر ونكر أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف فتلتلاك وثرثراك وهولاك فكيف بك عند ذلك يا عمر قال يا رسول الله ومعي عقلي قال نعم قال إذن أكفيكهما مرسل رجاله ثقات قال في الصحاح تلتله أي زعزعه وأقلقه وزلزله وهو بمثناتين والثرثرة بمثلثتين كثرة الكلام وترديده والتهويل التقريع
حديث عمرو بن العاص
29 وأخرج مسلم عن عمرو بن العاص أنه قال في مرض موته إذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا وأقيموا عند قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها آنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي
حديث معاذ
30 وأخرج البزار عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن عليه خيمة من نور يهتدي بها أهل السماء كما يهتدى بالكوكب الدري في لجج البحار وفي الأرض القفر فإذا مات صاحب القرآن رفعت تلك الخيمة فتنظر الملائكة من السماء فلا يرون ذلك النور فتلقاه الملائكة من سماء إلى سماء فتصلي الملائكة على روحه في الأرواح ثم تستغفر له إلى يوم يبعث وما من رجل تعلم كتاب الله ثم صلى ساعة من ليل إلا وصت به تلك الليلة الماضية الليلة المستأنفة أن تنبهه لساعته وأن تكون عليه خفيفة وإذا مات وكان أهله في جهازه جاء القرآن في صورة حسنة جميلة فوقف عند رأسه حتى يدرج في أكفانه فيكون القرآن على صدره دون الكفن فإذا وضع في قبره وسوي عليه التراب وتفرق عنه أصحابه أتاه منكر ونكير فيجلسانه في قبره فيجيء القرآن حتى يكون بينه وبينهما فيقولان له إليك حتى نسأله فيقول لا ورب الكعبة إنه لصاحبي وخليلي ولست أخذله على حال فإن كنتما أمرتما بشيء فامضيا لما

أمرتما ودعاني مكاني فإني لست أفارقه حتى أدخله الجنة ثم ينظر القرآن إلى صاحبه فيقول أنا القرآن الذي كنت تجهر بي تخفيني وتحييني فأنا حبيبك ومن أحببته أحبه الله ليس عليك بعد مسألة منكر ونكير هم ولا حزن فيسأله منكر ونكير ويصعدان ويبقى هو والقرآن فيقول لأفرشنك فراشا لينا ولأدثرنك دثارا حسنا جميلا كما أسهرت ليلك وأنصبت نهارك فيصعد القرآن إلى السماء أسرع من الطرف فيسأل الله ذلك فيعطيه ذلك فينزل به ألف ملك من مقربي السماء السادسة فيجيء القرآن فيجيبه فيقول هل إستوحشت ما زلت منذ فارقتك أن كلمت الله حتى أخذت لك فراشا ودثارا وقد جئتك به فقم حتى تفرشك الملائكة فتنهضه الملائكة إنهاضا لطيفا ثم يفسح له في قبره مسيرة أربعمائة عام ثم يوضع له فراش بطانته من حرير أخضر حشوه المسك الأذفر ويوضع له مرافق عند رجليه ورأسه من السندس والإستبرق ويسرج له سراجان من نور الجنة عند رأسه ورجليه يزهران إلى يوم القيامة ثم تضجعه الملائكة على شقه الأيمن مستقبل القبلة ثم يؤتى بياسمين من الجنة ويصعد عليه ويبقى هو والقرآن حتى يبعث ويرجع القرآن إلى أهله فيخبرهم خبره كل يوم وليلة ويتعاهده كما يتعاهد الوالد الشفيق ولده بالخير فإن تعلم أحد من ولده القرآن بشره بذلك وإن كان عقبه عقب سوء دعا لهم بالصلاح والإقبال هذا حديث غريب في إسناده جهالة وإنقطاع
حديث أبي أمامة تقدم في التلقين
حديث أبي الدرداء
31 وأخرج إبن المبارك في الزهد وإبن أبي شيبة والآجري في الشريعة والبيهقي عن أبي الدرداء أن رجلا قال له علمني خيرا ينفعني الله به قال أما لا فاعقل كيف أنت إذا لم يكن لك من الأرض إلا موضع أربعة أذرع في ذراعين جاء بك أهلك الذي كانوا يكرهون فراقك وإخوانك الذين كانوا يتحزنون بأمرك فتلوك في ذلك ثم سووا عليك من اللبن وأكثروا عليك من التراب فجاءك ملكان أزرقان جعدان يقال لهما منكر ونكير فقالا من ربك وما دينك ومن نبيك فإن قلت ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد فقد والله هديت ونجوت

ولن تستطيع ذلك إلا بتثبيت من الله مع ما ترى من الشدة والتخويف وإن قلت لا أدري فقد والله هويت ورديت تلوك بالمثناة أي صرعوك
حديث أبي سعيد
32 وأخرج أحمد والبزار وإبن أبي الدنيا وابن أبي عاصم في السنة وإبن مردويه والبيهقي بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فإذا الإنسان دفن فتفرق عنه أصحابه جاءه ملك الموت في يده مطراق فأقعده قال ما تقول في هذا الرجل فإن كان مؤمنا قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقول له صدقت ثم يفتح له باب إلى النار فيقول هذا كان منزلك لو كفرت بربك فأما إذا آمنت فهذا منزلك فيفتح له باب إلى الجنة فيريد أن ينهض إليه فيقول له أسكن ويفسح له في قبره وإن كان كافرا أو منافقا فقيل له ما تقول في هذا الرجل فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فيقول لا دريت ولا تليت ولا اهتديت ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول هذا منزلك لو آمنت بربك فأما إذا كفرت به فإن الله أبدلك به هذا ويفتح له باب إلى النار ثم يقمعه قمعه بالمطراق يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين فقال بعض القوم يا رسول الله ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هيل عند ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت } الآية قوله هيل ماض مبني للمفعول أي فزع
حديث أبي رافع
33 وأخرج الطبراني وأبو نعيم في دلائل النبوة عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على قبر فقال أف أف أف فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما

معك غيري فمني أففت فقال لا ولكني أففت من صاحب هذا القبر الذي سئل عني فشك في
34 وأخرج البزار والطبراني والبيهقي عن أبي رافع قال بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بقيع الغرقد وأذا أمشي خلفه إذ قال لا هديت ولا اهتديت قلت ما لي يا رسول الله قال لست إياك أريد ولكن أريد صاحب هذا القبر سئل عني فزعم أنه لا يعرفني فإذا قبر مرشوش عليه ماء حين دفن صاحبه
حديث أبي قتادة
35 وأخرج إبن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وإبن منده عن أبي قتادة الأنصاري قال إن المؤمن إذا مات أجلس في قبره فيقال له من ربك فيقال الله فيقال له من نبيك فيقول محمد بن عبد الله فيقال له ذلك ثلاث مرات ثم يفتح له باب إلى النار فيقال له أنظر إلى منزلك لو زغت عنه ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال له أنظر إلى منزلك في الجنة إذ ثبت وإذا مات الكافر أجلس في قبره فيقال له من ربك ومن نبيك فيقول لا أدري كنت أسمع الناس يقولون فيقال له لا دريت ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقال له أنظر إلى منزلك لو ثبت ثم يفتح له باب إلى النار فيقال له أنظر إلى منزلك إذ زغت فذلك قوله تعالى { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا } قال لا إله إلا الله وفي الآخرة قال المسألة في القبر حديث أبي موسى أخرجه البيهقي عقب حديث مسعود ولم يسق لفظه بل أحاله عليه
حديث أبي هريرة
36 وأخرج الترمذي وحسنه وإبن أبي الدنيا والآجري في الشريعة وابن أبي عاصم في السنة والبيهقي في عذاب القبر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما منكر

وللآخر نكير فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول ما كان يقول هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول هذا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه فيقال له نم فيقول أرجع إلى أهلي فأخبرهم فيقولون له نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك فإذا كان منافقا قال سمعت الناس يقولون فقلت مثله لا أدري فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول ذلك فيقال للأرض إلتئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك
37 وأخرج الطبراني في الأوسط وإبن مردويه عن أبي هريرة قال شهدنا جنازة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من دفنها وانصرف الناس قال إنه الآن يسمع خفق نعالكم أتاه منكر ونكير أعينهما مثل قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر وأصواتهما مثل الرعد فيجلسانه فيسألانه ما كان يعبد ومن كان نبيه فإن كان ممن يعبد الله تعالى قال كنت أعبد الله ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات فآمنا به واتبعناه فذلك قوله تعالى { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } فيقال له على اليقين جئت وعليه مت وعليه تبعث ثم يفتح له باب إلى الجنة ويوسع له في حفرته وإن كان من أهل الشك قال لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيقال له على الشك جئت وعليه مت وعليه تبعث ثم يفتح له باب إلى النار ويسلط عليه عقارب وتنانين ولو نفخ أحدهم في الدنيا ما أنبتت شيئا تنهشه وتؤمر الأرض فتنضم عليه حتى تختلف أضلاعه

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:58 PM


38 وأخرج هناد في الزهد وإبن أبي شيبة وإبن جرير وإبن المنذر وابن حبان في صحيحه والطبراني في الأوسط وإبن مردويه والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إن الميت إذا وضع في قبره إنه ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه فإذا كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه والزكاة عن يمينه والصوم عن شماله وفعل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس من قبل رجليه فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ليس قبلي مدخل فيؤتى عن يمينه فتقول الزكاة ليس قبلي مدخل ويؤتى من قبل شماله

فيقول الصوم ليس قبلي مدخل ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس ليس قبلي مدخل فيقال له إجلس فيجلس قد قربت مثلت له الشمس وقد قربت للغروب فيقال له أخبرنا عما نسألك فيقول دعني حتى أصلي فيقال إنك ستفعل فأخبرنا عما نسألك فيقول عم تسألوني فيقال له ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم يعني النبي صلى الله عليه وسلم فيقول أشهد أنه رسول الله جاءنا بالبينات من عند ربنا فصدقنا واتبعنا فيقال له صدقت على هذا جئت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله تعالى ويفسح له في قبره مد بصره فذلك قول الله تعالى { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } ويقال إفتحوا له بابا إلى النار فيفتح له باب إلى النار فيقال هذا كان منزلك لو عصيت الله فيزداد غبطة وسرورا يقال إفتحوا له بابا إلى الجنة فيفتح له فيقال هذا منزلك وما أعد الله لك فيزداد غبطة وسرورا فيعاد الجسد إلى ما بدأ منه من التراب وتجعل روحه في النسيم الطيب وهو طير خضر تعلق في شجر الجنة وأما الكافر فيؤتى في قبره من قبل رأسه فلا يوجد شيء فيؤتى من قبل رجليه فلا يوجد شيء فيجلس خائفا مرعوبا فيقول له ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم وما تشهد به فلا يهتدي لاسمه فيقال محمد صلى الله عليه وسلم فيقول سمعت الناس يقولون شيئا فقلت كما قالوا فيقال له صدقت على هذا جئت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فذلك قوله تعالى { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا } فيقال إفتحوا له بابا إلى الجنة فيفتح له باب إلى الجنة فيقال له هذا كان منزلك وما أعد الله لك لو كنت أطعته فيزداد حسرة وثبورا ثم يقال إفتحوا له بابا إلى النار فيفتح له باب إليها فيقال له هذا منزلك وما أعد الله لك فيزداد حسرة وثبورا قال أبو عمر الضرير قلت لحماد بن سلمة كان هذا من أهل القبلة قال نعم قال أبو عمر كان يشهد بهذه الشهادة على غير يقين يرجع إلى قلبه كان يسمع الناس يقولون شيئا فيقوله
39 وأخرج الطبراني في الأوسط وإبن منده عن أبي هريرة رفعه قال يؤتى الرجل في قبره فإذا أتي من قبل رأسه دفعته تلاوة القرآن وإذا أتي من

قبل يديه دفعته الصدقة وإذا أتي من قبل رجليه دفعه مشيه إلى المساجد والصبر حجرة فقال أما إني لو رأيت خللا كنت صاحبه قوله حجرة بفتح المهملة وسكون الجيم وراء أي ناحية
40 وأخرج إبن أبي الدنيا عن أبي هريرة قال إذا وضع الميت في قبره جاءته أعماله الصالحة فاحتوشته فإن أتاه من قبل رأسه جاءت قراءة القرآن وإن أتاه من قبل رجليه جاء قيامه وإن أتاه من قبل يديه قالت اليدان كان والله ليبسطنا للصدقة والدعاء لا سبيل لكم إليه من قبلي وإن أتاه من قبل فيه جاء ذكره وصيامه قال وكذلك الصلاة قال والصبر ناحية فيقول أما إني لو رأيت خللا كنت صاحبه وتجاحش عنه أعماله الصالحة كما يجاحش الرجل عن أخيه وأهله وولده ويقال عند ذلك نم بارك الله لك في مضجعك فنعم الأخلاء أخلاؤك ونعم الأصحاب أصحابك
تجاحش بجيم ثم حاء مهملة ثم شين معجمة أي تدافع
41 وأخرج إبن أبي الدنيا وإبن منده عن أبي هريرة قال إذا أحتضر المؤمن فخرج روحه من جسده تقول الملائكة روح طيبة من جسد طيب فإذا أخرج من بيته إلى قبره فهو يحب ما أسرع به فإذا دخل قبره أتاه آت ليأخذ برأسه فيحول سجوده بينه وبينه ويأتيه ليأخذ ببطنه فيحول صيامه بينه وبينه ويأتيه ليأخذ بيده فتحول صدقته بينه وبينه ويأتيه ليأخذ برجليه فيحول قيامه عليهما في الصلاة وممشاه عليهما إلى الصلاة بينه وبينه فما يفزع المؤمن بعدها أبدا وإن من شاء الله من الخلق ليفزع فإذا رأى مقعده وما أعد له قال رب بلغني منزلي فيقال له إن لك إخوانا وأخوات لم يحلقوا بك فارجع فنم قرير العين وإن الكافر إذا أحتضر وخرجت روحه من جسده تقول الملائكة روح خبيثة من جسد خبيث فإذا أخرج من بيته إلى قبره فهو يحب ما أبطىء به ويصيح أين تذهبون بي فإذا دخل قبره ورأى ما أعد له قال رب إرجعون لأتب وأعمل صالحا فيقال له قد عمرت ما كنت معمرا فيتضايق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فهو كالمنهوس ينام ويفزع وتهوي إليه هوام الأرض حياتها وعقاربها
المنهوس بالمهملة والمعجمة معا يقال نهسته الحية ونهشته
42 وأخرج البزار وإبن جرير في تهذيب الآثار عن أبي هريرة رفعه

قال إن المؤمن ينزل به الموت ويعاين ما يعاين فود لو خرجت يعني نفسه والله يحب لقاءه وإن المؤمن يصعد بروحه إلى السماء فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفهم من أهل الأرض فإذا قال تركت فلانا في الدنيا أعجبهم ذلك وإذا قال إن فلانا قد مات قالوا ما جيء بروح ذاك إلينا وقد ذهب بروحه إلى أرواح أهل النار وإن المؤمن يجلس في قبره فيسأل من ربك فيقول ربي الله فيقال من نبيك فيقول نبيي محمد فيقال ماذا دينك فيقول ديني الإسلام فيفتح له باب في قبره ويقال له أنظر إلى مجلسك نم قرير العين فيبعثه الله يوم القيامة فكأنما كان رقدة وإذا كان عدو الله ونزل به الموت وعاين ما عاين فإنه لا يحب أن تخرج روحه أبدا والله يبغض لقاءه فإذا أجلس في قبره يقال له من ربك فيقول لا أدري فيقال لا دريت فيقال من نبيك فيقول لا أدري فيقال لا دريت فيقال ما دينك فيقول لا أدري فيقال لا دريت فيفتح له باب من جهنم ثم يضرب ضربة تسمع كل دابة إلا الثقلين ثم يقال له نم كما ينام المنهوس قيل لأبي هريرة ما المنهوس قال الذي تنهسه الدواب والحيات ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه
43 وأخرج إبن أبي الدنيا عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه كيف أنت إذا رأيت منكرا ونكيرا قال وما منكر ونكير قال فتانا القبر أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف يطآن في أشعارهما ويحفران الأرض بأنيابهما معهما عصا من حديد لو اجتمع عليها أهل منى لم يقلوها
44 وأخرج إبن ماجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت يصير إلى القبر فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشغوف ثم يقال له فيم كنت فيقول كنت في الإسلام فيقال ما هذا الرجل فيقول محمد رسول الله جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه فيقال له هل رأيت الله فيقول لا ما ينبغي لأحد أن يرى الله فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليه يحطم بعضها بعضا فيقال له أنظر إلى ما وقاك الله ثم يفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له هذا مقعدك ويقال له على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ويجلس الرجل السوء في قبره فزعا مشغوفا فيقال له فيم كنت فيقول لا أدري فيقال له ما هذا الرجل فيقول سمعت الناس يقولون قولا فقلته فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له أنظر إلى ما صرفه الله

عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له هذا مقعدك على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله تعالى
حديث أسماء
45 وأخرج إبن أبي شيبة والبخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور فيقال ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن فيقول هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا فيقال له قد علمنا إن كنت لمؤمنا نم صالحا وأما المنافق أو المرتاب فيقول ما أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته
46 وأخرج أحمد عن أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أدخل الإنسان قبره فإن كان مؤمنا أحف به عمله الصلاة والصيام فيأتيه الملك من نحو الصلاة فترده ومن نحو الصيام فيرده فيناديه إجلس فيجلس فيقول له ما تقول في هذا الرجل يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال محمد قال أشهد أنه رسول الله فيقول وما يدريك أدركته قال أشهد أنه رسول الله قال يقول على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث وإن كان فاجرا أو كافرا جاءه الملك ليس بينه وبينه شيء يرده فأجلسه ويقول ما تقول في هذا الرجل قال أي رجل قال محمد قال يقول والله لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته قال له الملك على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث قال وتسلط عليه دابة في قبره معها سوط ثمرته جمرة مثل عرف البعير تضربه ما شاء الله لا تسمع صوته فترحمه
قال في الصحاح ثمر السياط عقد أطرافها وعرف البعير والفرس الشعر النابت على المعرفة
حديث عائشة رضي الله عنها
47 وأخرج أحمد والبيهقي بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت جاءت يهودية فاستطمعت على بابي فقالت أطعموني أعاذكم الله من فتنة

الدجال ومن فتنة عذاب القبر فلم أزل أحبسها حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ما تقول هذه اليهودية قال وما تقول قلت تقول أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر قالت عائشة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع يديه مدا يستعيذ بالله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر ثم قال أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا وقد حذر أمته وسأحذركموه بحديث لم يحذره نبي أمته إنه أعور والله ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن فأما فتنة القبر فبي تفتنون وعني تسألون فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف ثم يقال له فيم كنت فيقول في الإسلام فيقال ما هذا الرجل الذي كان فيكم فيقول محمد رسول الله جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضهم بعضا فيقال له أنظر لى ما وقاك الله ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له هذا مقعدك منها ويقال على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله وإذا كان الرجل السوء جلس في قبره فزعا مشعوفا فيقال له فيم كنت فيقول لا أدري فيقال ما هذا الرجل الذي كان فيكم فيقول سمعت الناس يقولون قولا فقلت كما قالوا فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له أنظر إلى ما صرف الله عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا ويقال له هذا مقعدك منها على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ثم يعذب
48 ثم روى البيهقي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر مثله المشعوف بشين معجمة ثم عين مهملة قال أهل اللغة الشعف هو الفزع حتى يذهب بالقلب
49 وأخرج البزار عن أبي هريرة عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله تبتلى هذه الأمة في قبورها فكيف بي وأنا إمرأة ضعيفة قال { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة }
50 وأخرج البيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم بي يفتتن أهل القبور وفي نزلت هذه الآية { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت }

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:58 PM


51 وأخرج إبن أبي الدنيا عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج بسرير المؤمن نادى أنشدكم بالله لما أسرعتم بي فإذا دخل قبره حفه عمله فتجيء الصلاة فتكون عن يمينه ويجيء الصوم فيكون عن يساره ويجيء عمله بالمعروف فيكون عند رجليه فتقول الصلاة ليس لكم قبلي مدخل كان يصلي بي فيأتيه من قبل يساره فيقول الصوم إنه كان يصوم ويعطش فلا يجدون موضعا فيأتون من قبل رجليه فتخاصم عنه أعماله فلا يجدون مسلكا وإذا كان الآخر نادى بصوت يسمعه كل شيء إلا الإنسان فإنه لو سمعه صعق أو جزع
52 وأخرج الإمام أحمد في الزهد وأبو نعيم في الحلية عن طاووس قال إن الموتى يفتنون في قبورهم سبعا فكانوا يستحبون أن يطعم عنهم تلك الأيام
53 وأخرج أبو نعيم عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على قبر رجل من أصحابه حين فرغ منه فقال إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم إنه نزل بك وأنت خير منزول به جاف الأرض عن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه واقبله منك بقبول حسن وثبت عند المسألة منطقه
54 وأخرج الحكيم في نوادر الأصول عن سفيان الثوري قال إذا سئل الميت من ربك تزايا له الشيطان في صورة فيشير إلى نفسه إني أنا ربك
55 قال الحكيم ويؤيده من الأخبار قوله صلى الله عليه وسلم عند دفن الميت اللهم أجره من الشيطان كما تقدم في باب ما يقال عند الدفن ولو لم يكن للشيطان هناك سبيل ما دعا صلى الله عليه وسلم بذلك
56 وقال ابن شاهين في السنة حدثنا عبد الله بن سليمان حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا بشير بن صفوان حدثني راشد قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول تعلموا حجتكم فإنكم مسؤولون

حتى إنه كان أهل البيت من الأنصار يحضر الرجل منهم الموت فيوصونه والغلام إذا عقل فيقولون له إذا سألوك من ربك فقل الله ربي وما دينك فقل الإسلام ديني ومن نبيك فقل محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
57 وأخرج السلفي في الطيوريات عن سهل بن عمار قال رأيت يزيد بن هارون في المنام بعد موته فقلت ما فعل الله بك قال أتاني في قبري ملكان فظان غليظان فقالا ما دينك ومن ربك ومن نبيك فأخذت بلحيتي البيضاء قلت لمثلي يقال هذا وقد علمت الناس جوابكما ثمانين سنة فذهبا وقالا أكتبت عن جرير بن عثمان قلت نعم قالا إنه كان يبغض عثمان فإبغضه الله
58 وأخرجه اللالكائي في السنة عن الحوثرة بن محمد المنقري قال رأيت يزيد بن هارون في النوم فقال أتاني منكر ونكير فأقعداني وسألاني وقالا من ربك وما دينك ومن نبيك فجعلت أنفض لحيتي البيضاء من التراب وأقول مثلي يسأل أنا يزيد بن هارون وكنت في دار الدنيا ستين سنة أعلم الناس جوابها فقال أحدهما صدق نم نومة العروس فلا روعة عليك بعد اليوم
59 وأخرج إبن أبي الدنيا عن يزيد بن طريف البجلي قال مات أخي فلما دفن وضعت رأسي على قبره فإن أذني اليسرى على القبر إذ سمعت صوت أخي أعرفه صوتا ضعيفا فسمعته يقول الله قال الآخر ما دينك قال الإسلام
60 وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب القبور من طريق العلاء بن عبد الكريم قال مات رجل وكان له أخ ضعيف البصر قال أخوه فدفناه فلما انصرف الناس عنه وضعت رأسي على القبر وإذا أنا بصوت من داخل القبر يقول من ربك وما دينك ومن نبيك فسمعت أخي يقول وعرفته وعرفت صوته قال الله ربي ومحمد نبيي ثم ارتفع شبه سهم من داخل القبر إلى أذني فاقشعر جلدي وانصرفت
61 وقال أبو الحسن بن البراء العبدي في كتاب الروضة حدثني الفضل بن سهل الأعرج قال قال أحمد بن نصر حدثني رجل رفعه إلى الضحاك قال توفي أخ لي فدفن قبل أن ألحق جنازته فأتيت قبره فاستمعت عليه فإذا هو يقول ربي الله والإسلام ديني

62 وفي تاريخ إبن النجار بسنده عن أبي القاسم بن هبة الله بن سلامة المفسر قال كان لنا شيخ نقرأ عليه فمات بعض أصحابه فرآه الشيخ في النوم فقال له ما فعل الله بك قال غفر لي قال فما حالك مع منكر ونكير قال يا أستاذ لما أجلساني وقالا لي من ربك ومن نبيك فألهمني الله أن قلت لهما بحق أبي بكر وعمر دعاني فقال أحدهما للآخر قد أقسم علينا بعظيم دعه فتركاني وانصرفا
63 وأخرج اللالكائي في السنة بسنده عن محمد بن نصر الصائغ قال كان أبي مولعا بالصلاة على الجنائز من عرف ومن لم يعرف قال يا بني حضرت يوما جنازة فلما دفنوها نزل إلى القبر نفسان ثم خرج واحد وبقي الآخر وحثى الناس التراب فقلت يا قوم يدفن حي مع ميت فقالوا ما ثم أحد فقلت لعله شبه لي ثم رجعت فقلت ما رأيت إلا إثنين خرج واحد وبقي الآخر لا أبرح حتى يكشف الله لي ما رأيت فجئت إلى القبر وقرأت عشر مرات يس وتبارك وبكيت وقلت يا رب إكشف لي عما رأيت فإني خائف على عقلي وديني فانشق القبر وخرج منه شخص فولى مدبرا فقلت يا هذا بمعبودك إلا وقفت حتى أسألك فما التفت إلي فقلت له الثانية والثالثة فالتفت وقال أنت نصر الصائغ قلت نعم قال فما تعرفني قلت لا قال نحن ملكان من ملائكة الرحمة وكلنا بأهل السنة إذا وضعوا في قبورهم نزلنا حتى نلقنهم الحجة وغاب عني
64 وقال الشيخ عبد الغفار القوصي في التوحيد كنت عند بيت الشيخ ناصر الدين والشيخ بهاء الدين الأخميمي قد ورد فأخذت فروته على كتفي فأخبرني أن خادم الشيخ أبي يزيد كان يحمل فروته على كتفه وكان رجلا صالحا فجرى الحديث في مساءلة منكر ونكير في القبر فقال ذلك الفقير وكان مغربيا والله إن سألاني لأقولن لهما فقالوا له ومن يعلم ذلك فقال أقعدوا على قبري حتى تسمعوا فلما مات المغربي جلسوا على قبره فسمعوا المساءلة وسمعوه يقول أتسألاني وقد حملت فروة أبي يزيد على عنقي فمضوا وتركوه
فصل فيه فوائد
الأولى قال القرطبي جاء في رواية سؤال ملكين وفي أخرى سؤال ملك واحد ولا تعارض بل ذلك بالنسبة إلى الأشخاص فرب شخص يأتيه إثنان معا فيسألانه معا عن إنصراف الناس ليكون أهول في حقه وأشد بحسب ما إقترف من الآثام وآخر يأتيه قبل إنصراف الناس تخفيفا عليه لحصول أنسه بهم وآخر يأتيه ملك واحد فيكون أخف عليه وأقل في المراجعة لما قدمه من العمل الصالح قال ويحتمل أن يأتي الإثنان ويكون السائل أحدهما وإن إشتركا في الإتيان فتحمل رواية الواحد على هذا
قلت هذا الثاني هو الصواب فإن ذكر الملكين هو الموجود في غالب الأحاديث
الثانية قال أيضا إختلفت الأحاديث في كيفية السؤال والجواب وذلك بحسب الأشخاص أيضا فمنهم من يسأل عن بعض إعتقاداته ومنهم من يسأل عن كلها قال ويحتمل أن يكون الإقتصار على البعض من بعض الرواة وأتى به غيره تاما
قلت هذا الثاني هو الصواب لإتفاق أكثر الأحاديث عليه نعم يؤخذ منها وخصوصا من رواية أبي داود عن أنس فما يسأل عن شيء بعدها ولفظ إبن مردويه فما يسأل عن شيء غيرها أنه لا يسأل عن شيء من التكليفات غير الإعتقاد خاصة وصرح في رواية البيهقي من طريق عكرمة عن إبن عباس في قوله تعالى { يثبت الله الذين آمنوا } الآية قال الشهادة يسألون عنها في قبورهم بعد موتهم قيل لعكرمة ما هو قال يسألون عن الإيمان بمحمد وأمر التوحيد
الثالثة أقول قد ورد في رواية أنه يسأل في المجلس الواحد ثلاث مرات وباقي الروايات ساكتة عن ذلك فتحمل على ذلك أو يختلف الحال بالنسبة إلى الأشخاص وقد تقدم عن طاووس أنهم يفتنون سبعة أيام
الرابعة قال القاضي إن من لم يدفن ممن بقي على وجه الأرض يقع لهم السؤال والعذاب ويحجب الله أبصار المكلفين عن رؤية ذلك كما حجبها عن رؤية الملائكة والشياطين قال بعضهم وترد الحياة إلى المصلوب ونحن لا نشعر به

كما أنا نحسب المغمى عليه ميتا وكذلك يضيق عليه الجو كضمة القبر ولا يستنكر شيئا من ذلك من خالط الإيمان قلبه وكذلك من تفرقت أجزاؤه يخلق الله الحياة في بعضها أو كلها ويوجه السؤال عليها قاله إمام الحرمين قال بعضهم وليس هذا بأبعد من الذر الذي أخرجه الله من صلب آدم { وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى }
الخامسة قال إبن عبد البر لا يكون السؤال إلا لمؤمن أو منافق كان منسوبا إلى دين الإسلام بظاهر الشهادة بخلاف الكافر فإنه لا يسأل وخالفه القرطبي وإبن القيم قالا أحاديث السؤال فيها التصريح بأن الكافر والمنافق يسألان قلت ما قالاه ممنوع فإنه لم يجمع بينهما في شيء من الأحاديث وإنما ورد في بعضها ذكر المنافق وفي بعضها بدله الكافر وهو محمول على أن المراد به المنافق بدليل قوله في حديث أسماء وأما المنافق أو المرتاب ولم يذكر الكافر وفي آخر حديث أبي هريرة عند الطبراني من قول حماد وأبي عمر الضرير ما يصرح بذلك
السادسة قال الحكيم الترمذي سؤال القبور خاص بهذه الأمة لأن الأمم قبلها كانت الرسل تأتيهم بالرسالة فإذا أبوا كفت الرسل واعتزلوهم وعوجلوا بالعذاب فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالرحمة أمسك عنهم العذاب وأعطي السيف حتى يدخل في دين الإسلام ومن دخل لمهابة السيف ثم يرسخ الإيمان في قلبه فمن هنا ظهر النفاق فكانوا يسرون الكفر ويلعنون الإيمان فكانوا بين المسلمين في ستر فلما ماتوا قيض الله لهم فتاني القبر ليستخرج سرهم بالسؤال وليميز الله الخبيث من الطيب وخالفه آخرون فقالوا السؤال لهذه الأمة وغيرها
قال إبن عبد البر ويدل للإختصاص قوله إن هذه الأمة تبتلى في قبورها وقوله أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم وقوله فبي تفتنون وعني تسألون
السابعة قال الحكيم أيضا إنما سميا فتاني القبر لأن في سؤالهما إنتهارا وفي خلقهما صعوبة وسميا منكرا ونكيرا لأن خلقهما لا يشبه خلق الآدميين ولا خلق الملائكة ولا خلق البهائم ولا خلق الهوام هما خلق بديع وليس في خلقتهما

أنس للناظرين إليهما جعلهما الله تكرمة للمؤمن لتثبيته وتبصرة وهتكا لستر المنافق في البرزخ من قبل أن يبعث حتى يحل عليه العذاب
قلت وهذا يدل على أن الإسم منكر بفتح الكاف وهو المجزوم به في القاموس وذكر إبن يونس من أصحابنا الشافعية أن إسم ملكي المؤمن مبشر وبشير
الثامنة قال القرطبي إن قيل كيف يخاطب الملكان جميع الموتى في الأماكن المتباعدة في الوقت الواحد فالجواب إن عظم جثتهما يقتضي ذلك فيخاطبان الخلق الكثير في الجمعة الواحدة في المرة الواحدة مخاطبة واحدة بحيث يخيل لكل واحد من المخاطبين أنه المخاطب دون من سواه ويمنعه الله تعالى من سماع جواب بقية الموتى
قلت ويحتمل تعدد الملائكة المعدة لذلك كما في الحفظة ونحوهم ثم رأيت الحليمي من أصحابنا ذهب إليه فقال في منهاجه والذي يشبه أن تكون ملائكة السؤال جماعة كثيرة يسمى بعضهم منكرا وبعضهم نكيرا فيبعث إلى كل ميت إثنان منهم كما كان الموكل عليه لكتابة أعماله ملكين إنتهى
التاسعة إختلفت الأحاديث السابقة في قدر سعة القبر للمؤمن ولا تعارض فإن ذلك يتفاوت بحسب حال الميت في الصلاح علوا وانخفاضا
العاشرة في أسئلة تتعلق بهذا الباب سئلها شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل بن حجر سئل عن الميت إذا سئل هل يسأل قاعدا أم يسأل وهو راقد فأجاب يقعد وسئل عن الروح هل تلبس حينئذ الجثة كما كانت فأجاب نعم لكن ظاهر الخبر أنها تحل في نصفه الأعلى وسئل هل يكشف له حتى يرى النبي صلى الله عليه وسلم فأجاب أنه لم يرد حديث وإنما إدعاه بعض من لا يحتج به بغير مستند سوى قوله في هذا الرجل ولا حجة فيه لأن الإشارة إلى الحاضر في الذهن وسئل عن الأطفال هل يسألون فأجاب بأن الذي يظهر إختصاص السؤال بمن يكون مكلفا وقال ابن القيم إن الأحاديث مصرحة بإعادة الروح إلى البدن عند السؤال لكن هذه الإعادة لا تحصل بها الحياة المعهودة التي تقوم بها الروح بالبدن وتدبيره ويحتاج معها إلى الطعام ونحوه وإنما يحصل بها للبدن حياة أخرى يحصل بها الإمتحان بالسؤال وكما أن حياة النائم وهو حي غير حياة المستيقظ فإن النوم أخو

الموت ولا ينفي عن النائم إطلاق الحياة فكذلك حياة الميت عند الإعادة غير حياة الحي وهي حياة لا تنفي عنه إطلاق إسم الموت بل أمر متوسط بين الموت والحياة كما أن الموت متوسط بينهما ولا دلالة في الحديث على أنها مستقرة وإنما يدل على تعلق ما بالبدن وهي لا تزال متعلقة به وإن بلي وتمزق وتقسم وتفرق
إنتهى وقال إبن تيمية الأحاديث متواترة على عود الروح إلى البدن وقت السؤال وسؤال البدن بلا روح قول طائفة منهم إبن الزاغوني وحكي عن إبن جرير وأنكره الجمهور وقابلهم آخرون فقالوا السؤال للروح بلا بدن قاله إبن حزم وآخرون منهم إبن عقيل وإبن الجوزي وهو غلط وإلا لم يكن للقبر بذلك إختصاص
الحادية عشرة في روض الرياحين لليافعي عن شقيق البلخي أنه قال طلبنا خمسا فوجدناها في خمس طلبنا بركة القوت فوجدناه في صلاة الضحى وطلبنا ضياء القبور فوجدناه في صلاة الليل وطلبنا جواب منكر ونكير فوجدناه في قراءة القرآن وطلبنا عبور الصراط فوجدناه في الصوم والصدقة وطلبنا ظل العرش فوجدناه في الخلوة
الثانية عشرة أخرج الأصبهاني في الترغيب من طريق إبن هدبة عن أشعث الحراني عن أنس مرفوعا من فارق الدنيا وهو سكران دخل القبر سكران وأخرجه أبو الفضل الطوسي في عيون الأخبار من طريق أبي هدبة عن أنس وفيه فإنه يعاين ملك الموت سكران ويعاني منكرا ونكيرا سكران
الثالثة عشرة وقع في فتاوى شيخنا شيخ الإسلام علم الدين البلقيني أن الميت يجيب السؤال في القبر بالسريانية ولم أقف لذلك على مستند وسئل الحافظ إبن حجر عن ذلك فقال ظاهر الحديث أنه بالعربي قال ويحتمل مع ذلك أن يكون خطاب كل أحد بلسانه
الرابعة عشرة قال البزازي من الحنفية في فتاويه السؤال فيما يستقر فيه الميت حتى لو أكله سبع فالسؤال في بطنه فإن جعل في تابوت أياما لنقله إلى مكان آخر لا يسأل ما لم يدفن إنتهى

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:59 PM


25 باب من لا يسأل في القبر
1 قال أبو القاسم السعدي في كتاب الروح ورد في الأخبار الصحاح أن بعض الموتى لا ينالهم فتنة القبر ولا يأتيهم الفتانان وذلك على ثلاثة أوجه مضاف إلى عمل ومضاف إلى حال بلاء نزل بالموت ومضاف إلى زمان
2 أخرج النسائي عن راشد بن سعد عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد قال كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة
3 وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لقي العدو فصبر حتى يقتل أو يغلب لم يفتن في قبره
4 وأخرج مسلم عن سلمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان
5 وأخرج الترمذي وصححه عن فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله فإنه ينمو عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة القبر وأخرجه أبو داود بلفظ ويؤمن من فتاني القبر
6 وأخرج إبن ماجه بسند صحيح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات مرابطا في سبيل الله أجرى الله عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان ويبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع
قال القرطبي في هذا الحديث والذي قبله قيد وهو الموت حالة الرباط والرباط هو ملازمة ثغور المسلمين مدة على نية الجهاد فارسا كان أو راجلا بخلاف سكان الثغور دائما بأهليهم الذين يعملون ويكتسبون هناك فليسوا بمرابطين
7 وأخرج أحمد والطبراني عن عقبة بن عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه يجري عليه عمله

حتى يبعثه الله ويؤمن من فتان القبر
8 وأخرج البزار عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات مرابطا في سبيل الله أجري عليه أجر عمل الصائم وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان ويبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع الأكبر
9 وأخرج الطبراني عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رابط في سبيل الله أمنه الله من فتنة القبر
10 وأخرج في الأوسط عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من توفي مرابطا وقي فتنة القبر وجرى عليه رزقه
11 وأخرج في الكبير عن سلمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم في سبيل الله كصيام شهر وقيامه ومن مات مرابطا جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأمن الفتان وبعث يوم القيامة شهيدا
12 وأخرج إبن عساكر في تاريخه عن إبن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رابط يوما في سبيل الله كان كصيام شهر وقيامه وأجير من فتنة القبر وأجري عليه عمله إلى يوم القيامة
13 وأخرج إبن ماجه والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات مريضا مات شهيدا ووقي فتنة القبر وغدي وريح عليه برزقه من الجنة
قال القرطبي هذا عام في جميع الأمراض ولكن يقيد بالحديث الآخر من قتله بطنه لم يعذب في قبره أخرجه النسائي وغيره والمراد به الإستسقاء وقيل الإسهال والحكمة في ذلك أن يموت حاضر العقل عارفا بالله تعالى فلم يحتج إلى إعادة السؤال عليه بخلاف من يموت بسائر الأمراض فإنهم تغيب عقولهم قلت لا حاجة إلى شيء من هذا التقييد فإن الحديث غلط فيه الراوي باتفاق الحفاظ وإنما هو من مات مرابطا لا من مات مريضا وقد أورده إبن الجوزي في الموضوعات لأجل ذلك وروي أن سورة تبارك من قرأها كل ليلة لم يضره الفتان
14 وأخرج جويبر في تفسيره عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن

حبيش عن إبن مسعود قال من قرأ سورة الملك كل ليلة عصم من فتنة القبر ومن واظب على قوله تعالى { إني آمنت بربكم فاسمعون } سهل الله عليه سؤال منكر ونكير
15 وأخرج عن كعب قال إنا لنجدها في التوراة من قرأ سورة الملك كل ليلة عصم من فتنة القبر وروي من طريق سوار بن مصعب وهو ضعيف جدا عن أبي إسحاق عن البراء يرفعه من قرأ ألم السجدة وتبارك الملك قبل النوم نجا من عذاب القبر ووقي فتاني القبر
16 وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وإبن أبي الدنيا والبيهقي عن إبن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر
17 وأخرج إبن وهب في جامعه والبيهقي أيضا من طريق آخر عنه بلفظ إلا برىء من فتنة القبر
18 وأخرجه البيهقي أيضا من طريق ثالثة عنه موقوفا بلفظ وقي الفتان
قال القرطبي هذه الأحاديث لا تعارض أحاديث السؤال السابقة بل تخصها وتبين من لا يسأل في قبره ولا يفتن فيه ممن يجري عليه السؤال ويقاسي تلك الأهوال وهذا كله ليس فيه مدخل للقياس ولا مجال للنظر فيه وإنما فيه التسليم والإنقياد لقول الصادق المصدوق
قال وقوله في الشهيد كفى ببارقه السيوف على رأسه فتنة معناه أنه لو كان في هؤلاء المقتولين نفاق كان إذا إلتقى الجمعان وبرقت السيوف فروا لأن من شأن المنافق الفرار والزوغان عند ذلك ومن شأن المؤمن البذل والتسليم لله نفسا فهذا قد أظهر صدق ما في ضميره حيث برز للحرب والقتل فلماذا يعاد عليه السؤال في القبر قاله الحكيم الترمذي
قال القرطبي وإذا كان الشهيد لا يسأل فالصديق أجل قدرا وأعظم خطرا

فهو أحرى أن لا يفتن لأنه المقدم ذكره في التنزيل على الشهداء وقد جاء في المرابط الذي هو أقل مرتبة من الشهيد أنه لا يفتن فكيف بمن هو أعلى مرتبة منه ومن الشهيد هذا كله كلام القرطبي
قلت وقد صرح الحكيم بأن الصديقين لا يسألون وعبارته ثم قال تعالى { ويفعل الله ما يشاء } وتأويله عندنا والله أعلم أن من مشيئته أن يرفع مرتبة أقوام عن السؤال وهم الصديقون والشهداء وما نقله عن الحكيم الترمذي في توجيه حديث الشهيد يقتضي إختصاص ذلك بشهيد المعركة لكن إقتضت أحاديث الرباط التعميم في كل شهيد
وقد جزم شيخ الإسلام إبن حجر في كتاب بذل الماعون في فضل الطاعون بأن الميت بالطعن لا يسأل لأنه نظير المقتول في المعركة وبأن الصابر في الطاعون محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب له إذا مات فيه بغير الطعن لا يفتن أيضا لأنه نظير المرابط هكذا ذكره وهو متجه جدا
وقال الحكيم الترمذي في توجيه حديث المرابط إنه قد ربط نفسه وسجنها وصيرها حبيسا لله في سبيله لمحاربة أعدائه فإذا مات على هذا فقد ظهر صدق ما في ضميره فوقي فتنة القبر
قال ومن مات يوم الجمعة فقد إنكشف الغطاء عما له عند الله لأن يوم الجمعة لا تسجر فيه جهنم وتغلق أبوابها ولا يعمل سلطان النار ما يعمل في سائر الأيام فإذا قبض الله عبدا من عبيده فوافق قبضه يوم الجمعة كان ذلك دليلا لسعادته وحسن مآبه لأنه لا يقبض في هذا اليوم العظيم إلا من كتب الله له السعادة عنده فلذلك يقيه فتنة القبر لأن سببها إنما هو تمييز المنافق من المؤمن إنتهى
قلت ومن تتمة ذلك أن من مات يوم الجمعة له أجر شهيد فكان على قاعدة الشهداء في عدم السؤال
19 كما أخرج أبو نعيم في الحلية عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة أجير من عذاب القبر وجاء يوم القيامة عليه طابع الشهداء

20 وأخرج حميد في ترغيبه عن إياس بن بكير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات يوم الجمعة كتب له أجر شهيد ووقي فتنة القبر
22 وأخرج من طريق إبن جريج عن عطاء بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم أو مسلمة يموت ليلة الجمعة أو يوم الجمعة إلا وقي عذاب القبر وفتنة القبر ولقي الله ولا حساب عليه وجاء يوم القيامة ومعه شهود يشهدون له بالجنة أو طابع وهذا الحديث لطيف صرح فيه بنفي الفتنة والعذاب معا وقد إجتمع مما ذكرناه جماعة لا يسألون وإن عممنا كل شهيد إتسع الأمر فإن الشهداء أكثر من ثلاثين أفردتهم بكراسة ومما كثر عليه السؤال عنه الأطفال هل يسألون وهذه المسألة ذكرها إبن القيم في كتاب الروح وحكى فيها قولين للحنابلة أحدهما نعم لحديث أنه صلى الله عليه وسلم صلى على صبي فقال اللهم قه عذاب القبر وهذا الذي جزم به القرطبي وقال إن العقل يكمل لهم ليعرفوا بذلك منزلتهم وسعادتهم ويلهمون الجواب عما يسألون عنه قلت وقد قال به الضحاك فأخرج إبن جرير عن جويبر قال مات للضحاك بن مزاحم إبن ستة أيام فقال إذا وضعت إبني في لحده فأبرز وجهه وحل عقده فإني إبني يجلس للسؤال فقلت عم يسأل قال عن الميثاق الذي أقر به في صلب آدم الثاني لا لأن السؤال إنما يكون لمن عقل الرسول والمرسل فيسأل هل آمن بالرسول وأطاعه أم لا والجواب عن الحديث أنه ليس المراد فيه بعذاب القبر عقوبته ولا السؤال بل مجرد الألم بالهم والغم والحسرة والوحشة والضغطة التي تعم الأطفال وغيرهم وهذا القول هو الصحيح بل الصواب وقد قال النسفي في بحر الكلام الأنبياء وأطفال المؤمنين ليس عليهم حساب ولا عذاب القبر ولا سؤال منكر ونكير وقد جزم أصحابنا الشافعية بأن الطفل لا يلقن بعد الدفن وأن التلقين يختص بالبالغ هكذا ذكره النووي في الروضة وغيرها وهو دليل على أن الأطفال لا يسألون وقد أفتى به الحافظ إبن حجر كما تقدم نقله عنه

أبو جمال 9 - 4 - 2012 08:00 PM


فائدة أورد إبن الجوزي في الموضوعات من حديث أنس مرفوعا ما مات مخضوب ودخل القبر إلا ومنكر ونكير لا يسألانه يقول منكر يا نكير سائله يقول كيف أسائله ونور الإسلام عليه وقال وفي إسناده داود بن صغير منكر الحديث قلت وقوله نور الإسلام يفسره ما ثبت في الحديث الصحيح إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم فإن كان للحديث أصل حمل على ما كان نيته بذلك المحافظة على السنة 26 باب فظاعة القبر وسهولته وسعته على المؤمن
1 وأخرج الحاكم وإبن ماجه والبيهقي وهناد في الزهد عن هانىء مولى عثمان قال كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فيقال له تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا فيقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت منظرا إلا والقبر أفظع منه
2 وأخرج إبن ماجه عن البراء قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فجلس على شفير قبره فبكى وأبكى حتى بل الثرى ثم قال يا إخوتي لمثل هذا فأعدوا
3 وأخرج أحمد والنسائي وإبن ماجه عن إبن عمرو قال توفي رجل بالمدينة فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ليته مات في غير مولده فقال رجل من الناس لم يا رسول الله قال إن الرجل إذا توفي في غير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة
4 وأخرج أبو القاسم بن منده عن إبن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسح للغريب في قبره كبعده عن أهله
5 وأخرج إبن منده عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار
6 وأخرج البيهقي في عذاب القبر وإبن أبي الدنيا عن إبن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القبر حفرة من حفر جهنم أو روضة من رياض الجنة
7 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف والصابوني في المائتين وإبن منده عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه خطب فقال القبر حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة ألا وإنه يتكلم في كل يوم ثلاث مرات فيقول أنا بيت الدود أنا بيت الظلمة أنا بيت الوحشة
8 وأخرج إبن منده عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن في قبره في روضة خضراء يرحب قبره سبعين ذراعا وينور له كالقمر ليلة البدر
9 وأخرج علي بن معبد عن معاذة قالت قلت لعائشة رضي الله عنها ألا تخبرينا عن مقبورنا ما يلقى وما يصنع به فقالت إن كان مؤمنا فسح له في قبره أربعون ذراعا قال القرطبي وهذا إنما يكون بعد ضيق القبر والسؤال وأما الكافر فلا يزال قبره ضيقا عليه وقوله صلى الله عليه وسلم في القبر إنه روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار محمول عندنا على الحقيقة لا المجاز وأن القبر يملأ على المؤمن خضرا وهو العشب من النبات وقد عينه إبن عمرو في حديثه أنه الريحان وذهب بعض العلماء إلى حمله على المجاز وأن المراد خفة السؤال على المؤمن وسهولته عليه وأمنه وطيب عيشه وراحته وسعته عليه بحيث يرى مد بصره كما يقال فلان في الجنة إذا كان في رغد من العيش وسلامة وكذا في ضده قال القرطبي والأول أصح
10 وأخرج أحمد في الزهد وإبن أبي الدنيا في كتاب القبور عن وهب بن منبه قال كان عيسى عليه السلام واقفا على قبر ومعه الحواريون فذكروا القبر ووحشته وظلمته وضيقه فقال عيسى كنتم في أضيق منه في أرحام أمهاتكم فإذا أحب الله تعالى أن يوسع وسع

11 وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين عن أبي غالب صاحب أبي أمامة أن فتى بالشام حضره الموت فقال لعمه أرأيت لو أن الله دفعني إلى والدتي ما كانت صانعة بي قال إذن والله كانت تدخلك الجنة قال والله لله أرحم بي من والدتي فقبض الفتى فدخلت القبر مع عمه فقلنا باللبن فسويناه عليه فسقطت منه لبنة فوثب عمه فتأخر فقلت ما شأنك قال ملىء قبره نورا وفسح له مد بصره
12 وأخرج من طريق محمد بن أبان عن حميد قال كان لي إبن أخت فذكر شبيها بهذه الحكاية إلا أنه قال فاطلعت في اللحد فإذا هو مد بصري قلت لصاحبي أرأيت ما رأيت قال نعم فليهنك ذلك قال فظننت أنه بالكلمة التي قالها
13 وأخرج إبن أبي الدنيا في ذكر الموت عن أبي بكر بن أبي مريم عن الأشياخ قال كان شيخ من بني الحضرمي بالبصرة وكان شيخا صالحا وكان له إبن أخ يصحب القينات فكان يعظه فمات الفتى فلما أنزله عمه في قبره فسوى عليه اللبن شك في بعض أمره فنزع بعض اللبن ونظر في قبره فإذا قبره أوسع من جبانة البصرة وإذا هو في وسط منها فرد عليه اللبن ثم سأل إمرأته عن عمله فقالت كان إذا سمع المؤذن يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله يقول وأنا أشهد بما شهدت به وألقنها من تولى عنها
14 وقال أبو الحسن بن البراء حدثني عبد الرحمن بن أحمد الجعفي حدثني علي بن محمد حدثنا يزيد بن نوح النخعي قرابة لشريك بن عبد الله قال صليت بالكوفة على ميت ثم دخلت قبره فبينما أنا أصلح عليه اللبن وقعت لبنة من القبر وإذا أنا بالكعبة والطواف قد مثلا لي في القبر
15 وفي كتابب الديباج لأبي إسحاق إبراهيم بن سفيان الختلي سمعت عبد الله بن محمد العبسي يقول حدثني عمرو بن مسلم عن رجل حفار القبور قال

حفرت قبرين وكنت في الثالث فاشتد علي الحر فألقيت كسائي على ما حفرت واستظللت فيه فبينما أنا كذلك إذ رأيت شخصين على فرسين أشهبين فوقفا على القبر الأول فقال أحدهما لصاحبه أكتب فقال وما أكتب قال فرسخ في فرسخ ثم تحولا إلى الآخر فقال أكتب فقال وما أكتب قال مد البصر ثم تحولا إلى الآخر الذي أنا فيه فقال أكتب قال وما أكتب قال فتر فقعدت أنظر الجنائز فجيء برجل معه نفر يسير فوقفوا على القبر الأول قلت من هذا الرجل قالوا إنسان قراب يعني سقاء ذو عيال ولم يكن معه شيء فجمعنا له دراهم فقلت ردوا الدراهم على عياله ودفنته معهم ثم أتي بجنازة ليس معها إلا من يحملها فسألوا عن القبر فجاؤوا إلى القبر الذي قالا مد البصر قلت من هذا الرجل فقالوا إنسان غريب مات على مزبلة ولم يكن معه شيء فلم آخذ منهم شيئا ودفنته وقعدت أنظر الثالث فلم أزل أنتظره إلى العشاء فأتي بجنازة إمرأة لبعض القواد فسألتهم الثمن فضربوا رأسي ودفنوها فيه
16 وأخرج إبن أبي الدنيا عن جعفر بن سليمان قال شهد رجل ميتا يدلى في حفرته فقال إن الذي يسهل على الجنين في بطن أمه قادر أن يسهل عليك
17 وأخرج إبن أبي الدنيا من طريق غطفان المزني قال قال عمر يا رسول الله لو فزعتنا أحيانا لفزعنا فكيف بظلمة القبر وضيقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يتوفى العبد على ما قبض عليه
18 وأخرج الآجري في كتاب الغرباء عن الصلت بن حكيم قال حدثني أبو يزيد رجل من أهل البحرين قال غسلت رجلا ميتا بالبحرين فإذا مكتوب على لحمه طوبى لك يا غريب فذهبت أنظر فإذا هو بين الجلد واللحم
19 وأخرج إبن عساكر في تاريخه عن عبد الرحمن بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط قال حضرت جنازة الأحنف بن قيس فكنت فيمن نزل قبره فلما سويته رأيته قد فسح له مد بصري فأخبرت بذلك أصحابي فلم يروا ما رأيت
20 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف وأبو الحسين بن السري في كتاب كرامات الأولياء عن إبراهيم الحنفي قال صلب الحجاج ماهان الحنفي على بابه

وكان يصلب القراء على أبوابهم فكنا نرى الضوء عنده في الليل
21 وأخرج أبو داود في سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت لما مات النجاشي كنا نحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور
22 وأخرج أبو نعيم عن المغيرة بن حبيب أن عبد الله بن غالب الحراني قتل في المعركة شهيدا فلما دفن أصابوا من قبره رائحة المسك فرآه رجل من إخوانه في منامه قال ما صنعت قال خير الصنيع قال إلى ما صرت قال إلى الجنة قال بم قال بحسن اليقين وطول التهجد وظمأ الهواجر قال فما هذه الرائحة الطيبة التي توجد من قبرك قال تلك رائحة التلاوة والظمأ
23 وأخرج أحمد في الزهد عن مالك بن دينار قال نزلت في قبر عبد الله بن غالب فأخذت من ترابه فإذا هو مسك وفتن الناس به فبعث إلى قبره فسوي 27 باب
1 في الفردوس للديلمي ولم يسنده ولده من حديث علي مرفوعا أول عدل الآخرة القبور لا يعرف شريف من وضيع 28 باب
1 وأخرج البزار وعبد في مسنديهما والبيهقي في الشعب عن إبن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم ما يكون الله بعبده إذا أدخل قبره وتفرق عنه الناس وأهله
2 وأخرج الديلمي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أرحم ما يكون الله بالعبد إذا وضع في حفرته

29 باب
1 أخرج إبن أبي الدنيا عن أبي عاصم الخبطي يرفعه قال إن أول ما يتحف به المؤمن في قبره أن يقال له أبشر فقد غفرت لمن تبع جنازتك
2 وأخرج عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أول تحفة المؤمن أن يغفر لمن خرج في جنازته 30 باب
1 أخرج عبد والبزار في مسنديهما والبيهقي في الشعب عن إبن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول ما يجازى به المؤمن بعد موته أن يغفر لجميع من تبعه وفي الباب عن سلمان الفارسي أخرجه أبو الشيخ في الثواب وأبي هريرة أخرجه الحاكم في التاريخ والبيهقي في الشعب والخطيب في الرواة عن مالك وأبو نعيم وأنس أخرجه الحكيم الترمذي 31 باب
1 أخرج مسلم عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما مات أبو سلمة اللهم إفسح له في قبره ونور له فيه
2 وأخرج مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن هذه القبور مملوءة على أهلها ظلمة وإن الله ينورها بصلاتي عليهم
3 وأخرج الديلمي عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الضحك في المسجد ظلمة في القبر
4 وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب التهجد عن السري بن مخلد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر لو أردت سفرا لأعددت له عدة فكيف سفر طريق القيامة ألا أنبئك يا أبا ذر بما ينفعك ذلك اليوم قال بلى بأبي أنت وأمي قال صم يوما شديد الحر ليوم النشور وصل ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبر

5 وأخرج الديلمي والخطيب في الرواة عن مالك وأبو نعيم وإبن عبد البر في التمهيد عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في كل يوم مائة مرة لا إله إلا الله الملك الحق المبين كان له أمانا من الفقر وأنسا في وحشة القبور وفتحت له أبواب الجنة وأخرجه الخطيب أيضا من حديث إبن عمر
6 وأخرج الديلمي عن إبن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات العالم صور الله علمه في قبره يؤنسه إلى يوم القيامة ويدرأ عنه هوام الأرض
7 وأخرج الإمام أحمد في الزهد وإبن عبد البر في كتاب العلم بسنده عن أبي بن كعب قال أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام تعلم الخير وعلمه الناس فإني منور لمعلم العلم ومتعلمه قبورهم حتى لا يستوحشوا لمكانهم
8 وأخرج اللالكائي في السنة عن إبراهيم بن أدهم قال حملت جنازة فقلت بارك الله لي في الموت فقال قائل من السرير وما بعد الموت فدخل علي منه رعب فلما دفن الميت جلست عند القبر متفكرا فإذا أنا بشخص خرج من القبر أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا وأنقاهم ثيابا وهو يقول يا إبراهيم قلت لبيك فمن أنت يرحمك الله قال أنا القائل لك من السرير وما بعد الموت قلت فمن أنت قال أنا السنة أكون لصاحبي في الدنيا حافظا وعليه رقيبا وفي القبر نورا ومؤنسا وفي القيامة سائقا وقائدا إلى الجنة
9 وأخرج إبن لال وأبو الشيخ في الثواب وإبن أبي الدنيا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدخل رجل على مؤمن سرورا إلا خلق له من ذلك السرور ملكا يعبد الله ويوحده فإذا صار العبد في قبره أتاه ذلك السرور فيقول له أتعرفني فيقول له من أنت فيقول أنا السرور الذي أدخلتني على فلان أنا اليوم أؤنس وحشتك وألقنك حجتك وأثبتك بالقول الثابت وأشهدك مشاهد يوم القيامة وأشفع لك وأريك منزلك من الجنة
10 وأخرج إبن منده عن أبي كاهل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إعلمن يا

أبا كاهل أنه من كف أذاه عن الناس كان حقا على الله أن يكف عنه أذى القبر
11 وأخرج أبو الفضل الطوسي في عيون الأخبار بسنده عن عمر مرفوعا من نور في مساجد الله نورا نور الله في قبره ومن أراح فيه رائحة طيبة أدخل الله عليه في قبره من روح الجنة
12 وأخرج الديلمي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال موسى يا رب ما لمن عاد مريضا قال يوكل به ملكان يعودانه في قبره حتى يبعث
13 وأخرجه سعيد بن منصور في سننه عن الحسن قال قال موسى فذكر نحوه وقال ملائكة يعودونه 32 باب
1 وأخرج الحكيم الترمذي عن حذيفة قال في القبر حساب وفي الآخرة حساب فمن حوسب في القبر نجا ومن حوسب في القيامة عذب قال الحكيم إنما يحاسب المؤمن في القبر ليكون أهون عليه غدا في الموقف فيمحصه في البرزخ ليخرج من القبر وقد إقتص منه
2 وأخرج أحمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحاسب أحد يوم القيامة فيغفر له يرى المسلم عمله في قبره 33 باب
1 أخرج إبن عساكر في تاريخه عن حذيفة قال والذي نفسي بيده لا يموت رجل وفي قلبه مثقال حبة من حب قتل عثمان إلا تبع الدجال إن أدركه وإن لم يدركه آمن به في قبره

34 باب عذاب القبر وقع ذكره في القرآن في عدة أماكن كما بينته في الإكليل في إستنباط التنزيل
1 وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر
2 وأخرج عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عذاب القبر حق
3 وأخرج إبن أبي شيبة ومسلم عن زيد بن ثابت قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة فقال من يعرف أصحاب هذه الأقبر فقال رجل أنا فقال متى مات هؤلاء قال ماتوا في الإشراك فقال إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه
4 وأخرج إبن أبي شيبة والشيخان عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أهل القبور يعذبون في قبورهم عذابا تسمعه البهائم
5 وأخرج أحمد والبرار عن جابر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم نخلا لبني النجار فسمع أصوات رجال من بني النجار ماتوا في الجاهلية يعذبون في قبورهم فخرج فزعا فأمر أصحابه أن يتعوذوا من عذاب القبر
6 وأخرج أحمد وأبو يعلى والآجري عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلط على الكافر في قبره تسع وتسعون تنينا تلدغه حتى تقوم الساعة
7 وأخرج أبو يعلى والآجري وإبن منده عن أبي هريرة عن رسول

الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن في قبره في روضة ويرحب له قبره سبعين ذراعا وينور له كالقمر ليلة البدر أتدرون فيما نزلت هذه الآية { فإن له معيشة ضنكا } قالوا الله ورسوله أعلم قال عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا ينفخون في جسمه ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة
8 وأخرج أحمد عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يرسل على الكافر حيتان واحدة من قبل رأسه والآخرى من قبل رجليه يقرضانه قرضا كلما فرغتا عادتا إلى يوم القيامة
9 وأخرج إبن أبي شيبة وإبن أبي الدنيا والآجري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه
10 وأخرج إبن أبي شيبة والشيخان عن إبن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على قبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ثم أخذ جريدة رطبة فشقها بإثنتين فجعل على كل قبر واحدة فقالوا يا رسول الله لم فعلت هذا قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا
11 وأخرج إبن أبي الدنيا والبيهقي عن ميمونة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم يا ميمونة تعوذي بالله من عذاب القبر وإن من أشد عذاب القبر الغيبة والبول
12 وأخرج أحمد والأصبهاني عن يعلى بن سيابة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على قبر يفتن صاحبه فقال إن هذا كان يأكل لحوم الناس ثم دعا بجريدة رطبة فوضعها على قبره وقال لعله أن يخفف عنه ما دامت هذه رطبة
13 وأخرج البيهقي في دلائل النبوة عن يعلى بن مرة قال مررت مع النبي صلى الله عليه وسلم على مقابر فسمعت ضغطة في قبر فقلت يا رسول الله سمعت ضغطة في قبر قال وسمعت يا يعلى قلت نعم قال فإنه يعذب في يسير من

الأمر قلت وما هو قال كان يمشي بين الناس بالنميمة وكان لا يتنزه عن البول ثم ذكر قصة الجريدة يعلى بن مرة وهو يعلى بن سيابة وسيابة أمه
14 وأخرج أحمد عن أنس قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل لأبي طلحة وبلال يمشي وراءه فمر بقبر فقال يا بلال هل تسمع ما أسمع صاحب هذا القبر يعذب فسأل عنه فوجده يهوديا
15 وأخرج البيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن عذاب القبر من ثلاثة من الغيبة والنميمة والبول فإياكم وذلك
16 وأخرج عن قتادة قال عذاب القبر ثلاثة أثلاث ثلث من الغيبة وثلث من النميمة وثلث من البول
17 وأخرج إبن أبي شيبة وأحمد وإبن حبان والآجري عن أم مبشر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إستعيذوا بالله من عذاب القبر قلت يا رسول الله وإنهم ليعذبون في قبورهم قال نعم عذابا تسمعه البهائم
18 وأخرج الطبراني في الكبير عن إبن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى إن البهائم لتسمع أصواتهم
19 وأخرج في الأوسط عن أبي سعيد الخدري قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهو يسير على راحلته فنفرت فقلت يا رسول الله ما شأن راحلتك نفرت قال إنها سمعت صوت رجل يعذب في قبره فنفرت لذلك
20 وأخرج إبن أبي شيبة عن عكرمة في قوله تعالى { كما يئس الكفار من أصحاب القبور } قال الكفار إذا دخلوا القبور فعاينوا ما أعد الله لهم من الخزي يئسوا من رحمة الله
21 وأخرج الطبراني في الأوسط وإبن أبي الدنيا في كتاب القبور واللالكائي في السنة وإبن منده عن إبن عمر قال بينما أنا أسير بجنبات بدر إذ خرج رجل من حفرة في عنقه سلسلة فناداني يا عبد الله إسقني فلا أدري أعرف إسمي أو دعاني بدعاية العرب وخرج رجل من تلك الحفرة في يده سوط

فناداني يا عبد الله لا تسقه فإنه كافر ثم ضربه بالسوط حتى عاد إلى حفرته فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال لي أو قد رأيته قلت نعم قال ذاك عدو الله أبو جهل وذاك عذابه إلى يوم القيامة
22 وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت والخلال في السنة وإبن البراء في الروضة عن إبن عمر رضي الله عنهما قال خرجت مرة بسفر فمررت بقبر من قبور الجاهلية فإذا رجل قد خرج من القبر يتأجج نارا في عنقه سلسلة من نار ومعي إداوة من ماء فلما رآني قال يا عبد الله إسقني قال فقلت عرفني ودعاني بإسمي أو كلمة تقولها العرب يا عبد الله إذ خرج على أثره رجل من القبر فقال يا عبد الله لا تسقه فإنه كافر ثم ضربه بالسوط ثم أخذ السلسلة فاجتذبه فأدخله القبر قال ثم أضافني الليل إلى بيت عجوز إلى جانب بيتها قبر فسمعت من القبر صوتا يقول بول وما بول شن وما شن فقلت للعجوز ما هذا قالت هذا كان زوجا لي وكان إذا بال لم يتق البول وكنت أقول له ويحك إن الجمل إذا بال تفاحج فكان يأبى وهو ينادي منذ يوم مات وهو يقول بول وما بول قلت فما الشن قالت جاءه رجل عطشان فقال إسقني فقال دونك الشن فإذا ليس فيه شيء فخر الرجل ميتا فهو ينادي منذ يوم مات شن وما شن فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته فنهى أن يسافر الرجل وحده
23 وأخرج إبن أبي الدنيا في القبور عن الحويرث بن الرباب قال بينا أنا بالأثابة إذ خرج علينا إنسان من قبر يلتهب وجهه ورأسه نارا في جامعة من حديد فقال إسقني وخرج في أثره إنسان يقول لا تسق الكافر فأدركه وأخذ بطرف السلسلة فكبه ثم جره حيث دخلا القبر جميعا قال الحويرث فصارت الناقة لا أقدر منها على شيء حتى التوت بعرق الظبية فبركت فنزلت فصليت المغرب والعشاء ثم ركبت حتى أصبحت بالمدينة فأتيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخبرته قال يا حويرث والله ما أتهمك ولقد أخبرتني خبرا سديدا فأرسل عمر إلى مشيخة من كنفى الصغرى قد أدركوا الجاهلية ثم دعا

الحويرث فقال إن هذا قد أخبرني حديثا ولست أتهمه حدثهم يا حويرث بما حدثتني فحدثهم فقالوا قد عرفنا هذا يا أمير المؤمنين هذا رجل من بني غفار مات في الجاهلية ولم يكن يرى للضيف حقا
24 وأخرج أيضا عن هشام بن عروة عن أبيه قال بينما هو راكب يسير بين مكة والمدينة إذ مر بمقبرة فإذا برجل قد خرج من قبره يلتهب نارا مصفدا في الحديد فقال يا عبد الله إنضح يا عبد الله إنضح وخرج آخر يتلوه يا عبد الله لا تنضح يا عبد الله لا تنضح وغشي على الراكب فأصبح وقد إبيض شعره فأخبر عثمان بذلك فنهى أن يسافر الرجل وحده
25 وأخرج أحمد والنسائي وإبن خزيمة والبيهقي عن أبي رافع قال مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع فقال أف أف فظننت أنه يريدني فقلت يا رسول الله أحدثت شيئا قال وما ذاك قلت أففت مني قال لا ولكن صاحب هذا القبر فلان بعثته ساعيا على بني فلان فغل درعا فدرع الآن مثلها من النار
26 وأخرج إبن أبي شيبة وهناد وإبن أبي الدنيا عن عمرو بن شرحبيل قال مات رجل يرون أن عنده ورعا فأتي في قبره فقيل إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله فقال فيم تجلدوني فقد كنت أتوقى وأتورع فقيل خمسون فلم يزالوا يناقصون حتى صار إلى جلدة فجلد فالتهب القبر عليه نارا وهلك الرجل ثم أعيد فقال فيم جلدتموني قالوا صليت يوما وأنت على غير وضوء ومررت بمظلوم يستغيث فلم تغثه
27 وأخرج البخاري وأبو الشيخ في كتاب التوبيخ عن إبن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة فلم يزل يسأل الله ويدعوه حتى صارت واحدة فامتلأ قبره عليه نارا فلما إرتفع عنه أفاق فقال علام جلدتموني قالوا صليت صلاة بغير طهور ومررت على مظلوم فلم تنصره

28 وأخرج البخاري والبيهقي عن سمرة بن جندب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول لأصحابه هل رأى أحد منك رؤيا وإنه قال لنا ذات غداة إنه أتاني الليلة آتيان فقالا لي إنطلق فانطلقت معهما فأخرجاني إلى الأرض المقدسة فأتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلع رأسه فيتدهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى قلت لهما سبحان الله ما هذان فقالا لي إنطلق فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى قلت سبحان الله ما هذان فقالا لي إنطلق فانطلقنا فأتينا على مثل التنور فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضؤوا قلت ما هؤلاء قالا لي إنطلق فانطلقنا فأتينا على نهر أحمر مثل الدم وإذا في النهر رجل يسبح وإذا على شط النهر رجل عنده حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح ما سبح ثم يأتي الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا فينطلق فيسبح ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجرا قلت لهما ما هذان قالا لي إنطلق فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء وإذا هو عنده نار يحشها ويسعى حولها قلت لهما ما هذا فقالا لي إنطلق فانطلقنا فأتينا على روضة معتمة فيها من كل نور الربيع وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء وإذا حول الرجل من ولدان ما رأيتهم قط قالا لي إنطلق فانطلقنا فانتهينا إلى روضة عظيمة لم أر

روضة قط أعظم منها ولا أحسن قالا لي إرق فيها فارتقينا فيها فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة فأتينا المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلناها فتلقانا فيها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء قالا لهم إذهبوا فقعوا في ذلك النهر فإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا فذهب السوء عنهم فصاروا في أحسن صورة قالا لي هذه جنة عدن وها ذاك منزلك فسما بصري صعدا فإذا قصر مثل الربابة البيضاء قالا لي ها ذاك منزلك قلت لهما بارك الله فيكما ذراني فأدخله قالا أما الآن فلا وأنت داخله قلت لهما فإني رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت قالا لي أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل الذي يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة يفعل به ذلك إلى يوم القيامة وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق فيصنع به ذلك إلى يوم القيامة وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل التنور فإنهم الزناة والزواني وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا وأما الرجل الكرية المرآة الذي عنده النار يحشها فإنه مالك خازن جهنم وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم عليه السلام وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة قالوا يا رسول الله وأولاد المشركين قال وأولاد المشركين وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم وأنا جبريل وهذا ميكائيل
قال العلماء هذا نص صريح في عذاب البرزخ فإن رؤيا الأنبياء وحي مطابق في نفس الأمر وقد قال يفعل به إلى يوم القيامة
قوله يهوي بضم أوله وقوله فيثلغ مثلثة ومعجمة بوزن يعلم أي يشدخ والتدهده الدفع من علو إلى سفل ويشرشر بمعجمين ورائين يقطع شقا وضوضأ بهمز وبدونه ماض من الضوضأة وهي أصوات الناس ولغطهم ويسبح بمهلمتين بينهما موحدة مفتوحة يعوم وفغر بفاء ومعجمة وراء فتح وزنا ومعنى والمرآة بفتح الميم وسكون الراء وهمزة ممدودة المنظر ويحشها بفتح أوله وضم الحاء

المهملة وتشديد المعجمة يوقدها ومعتمة بضم أوله وسكون المهملة وكسر المثناة وتخفيف الميم شديدة الخضرة ومعترض يجري عرضا والمحض بفتح الميم وسكون المهملة ومعجمة اللبن الخالص من الماء وسما بالتخفيف نظر إلى فوق وصعدا بضم المهملتين يعني إرتفع كثيرا والربابة بفتح الراء وتخفيف الموحدتين السحابة
29 وفي بعض طرق الحديث عند الدارقطني قلت أخبرني عن الروضة قال أولئك الأطفال وكل بهم إبراهيم يربيهم إلى يوم القيامة قلت فما الذي يسبح في الدم قال ذاك صاحب الربا ذاك طعامه في القبر إلى يوم القيامة قلت فالذي يشذخ رأسه قال ذاك رجل تعلم القرآن فنام عنه حتى نسيه لا يقرأ منه شيئا كلما رقد دقوا رأسه في القبر إلى يوم القيامة لا يدعونه ينام
30 وأخرج الخطيب وإبن عساكر من حديث أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت رجالا تقرض جلودهم بمقاريض من نار قلت ما شأن هؤلاء قال هؤلاء الذين يتزينون إلى ما لا يحل لهم ورأيت جبا خبيث الريح فيه صياح قلت ما هذا قال هن نساء يتزين إلى ما لا يحل لهن ورأيت قوما إغتسلوا في ماء الحياة قلت ما هؤلاء قال هم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا
31 وأخرج إبن عساكر في تاريخه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر فلما قضى صلاته إلتفت إلينا وقال رأيت ملكين أتياني الليلة فأخذ بضبعي فانطلقا بي إلى السماء الدنيا فمررت بملك وأمامه آدمي وبيده صخرة يضرب بها هامة الآدمي فيقع دماغه جانبا وتقع الصخرة جانبا قلت ما هذا قالا لي إمضه فمضيت فإذا أنا بملك وأمامه آدمي وبيد الملك كلوب من حديد فيضعه في شدقه الأيمن فيشقه حتى ينتهي إلى أذنه ثم يأخذ في الأيسر فيلتئم الأيمن قلت ما هذا قالا لي إمضه فمضيت فإذا أنا بنهر من دم يمور كمور المرجل فيه قوم عراة وعلى حافة النهر ملائكة بأيديهم مدرتان كلما طلع قذفوه بمدرة فتقع في فيه

ويتسفل إلى أسفل ذلك النهر قلت ما هذا قالا لي إمضه فمضيت فإذا أنا ببيت أسفله أضيق من أعلاه فيه قوم عراة توقد من تحتهم النار إذ أمسكت على أنفي من نتن ما أجد من ريحهم قلت من هؤلاء قالا لي إمضه فمضيت فإذا أنا بتل أسود عليه قوم مخبلون تنفخ النار في أدبارهم فتخرج من أفواههم ومناخرهم وآذانهم وأعينهم قلت ما هذا قالا لي إمضه فمضيت فإذا أنا بنار مطبقة موكل بها ملك لا يخرج منها شيء إلا اتبعه حتى يعيده فيها قلت ما هذا قالا لي إمضه فمضيت فإذا أنا بروضة وإذا فيها شيخ جميل لا أجمل منه وإذا حوله الولدان وإذا شجرة ورقها كآذان الفيلة فصعدت ما شاء الله من تلك الشجرة وإذا أنا بمنازل لا أحسن منها من درة جوفاء وزبرجدة خضراء وياقوتة حمراء قلت ما هذا قالا لي إمضه فمضيت فإذا أنا بنهر عليه جسران من ذهب وفضة على حافتي النهر منازل لا منازل أحسن منها من درة جوفاء وزبرجدة خضراء وياقوته حمراء وفيها قدحان وأباريق تطرد قلت ما هذا قالا لي إنزل فنزلت فضربت بيدي إلى إناء منها فغرقت ثم شربت فإذا هو أحلى من العسل وأشد بياضا من اللبن وألين من الزبد فقال لي أما صاحب الصخرة الذي رأيت يضرب بها هامة الآدمي فيقع دماغه جانبا وتقع الصخرة جانبا فأولئك الذين كانوا ينامون عن صلاة العشاء الآخرة ويصلون الصلوات لغير مواقيتها يضربون بها حتى يصيروا إلى النار وأما صاحب الكلوب الذي رأيت فأولئك الذين كانوا يمشون بين المسلمين بالنميمة فيفسدون بينهم فهم يعذبون بها حتى يصيروا إلى النار وأما الذين يقذفون بمدرة فأولئك أكلة الربا يعذبون حتى يصيروا إلى النار وأما القوم العراة فأولئك الزناة وذلك نتن فروجهم يعذبون حتى يصيروا إلى النار وأما القوم المخبلون فأولئك الذين يعملون عمل قوم لوط الفاعل والمفعول به فهم يعذبون حتى يصيروا إلى النار وأما النار المطبقة فتلك جهنم وأما الروضة فتلك جنة المأوى وأما الشيخ الذي رأيت فهو إبراهيم وحوله ولدان المسلمين وأما الشجرة فهي سدرة المنتهى والمنازل التي فيها فتلك منازل أهل

عليين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأما النهر فهو الكوثر الذي أعطاك الله وهذه منازلك ومنازل أهل بيتك

أبو جمال 9 - 4 - 2012 08:01 PM


32 وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء قال مضيت هنيهة فإذا أنا بأخونه عليها لحم مسرح ليس يقربه أحد وإذا أنا بأخونة عليها لحم قد أروح ونتن عندها أناس يأكلون منها قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء قوم من أمتك يتركون الحلال ويأتون الحرام ثم مضيت هنيهة فإذا أنا بأقوام بطونهم كأمثال البيوت كلما نهض أحدهم خر يقول اللهم لا تقم الساعة وهم على سابلة آل فرعون فتجيء السابلة فتطؤهم فسمعتهم يضجون إلى الله تعالى قلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء من أمتك الذين يأكلون الربا ثم مضيت هنيهة فإذا أنا بأقوام مشافرهم كمشافر الإبل فتفتح أفواههم ويلقمون من ذلك الجمر ثم يخرج من أسافلهم قلت من هؤلاء قال هؤلاء من أمتك الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ثم مضيت هنيهة فإذا أنا بنساء معلقات بثديهن قلت من هؤلاء قال هؤلاء الزناة ثم مضيت هنيهة فإذا أنا بأقوام يقطع من جنوبهم اللحم فيلقمون فيقال له كل كما كنت تأكل من لحم أخيك قلت من هؤلاء قال هؤلاء الهمازون واللمازون
قول هنيهة تصغير هنية بمعنى شيئا يسيرا والهاء بدل من الياء والأصل هنية وأخونة جمع خوان وهو الذي يؤكل عليه معرب والسابلة أبناء السبيل المتخلفة في الطرقات ومشافر البعير جمع مشفر وهو الشفة والهماز المغتاب واللماز العياب
33 وأخرج إبن عدي والبيهقي عن أبي هريرة في حديث الإسراء أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء قال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين تثاقلت رؤوسهم عن الصلاة ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الإبل والغنم ويأكلون الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها قال من هؤلاء قال هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدر ولحم آخر نيء خبيث فجعلوا يأكلون من

النيء الخبيث ويدعون النضيج الطيب قال من هؤلاء قال الرجل يقوم من عند إمرأته حلالا فيأتي المرأة الخبيثة فيبيت معها حتى يصبح والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا فتأتي الرجل الخبيث فتبيت عنده حتى تصبح ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يزيد عليها فقال ما هذا قال هذا الرجل يكون عنده أمانات الناس ولا يقدر على أدائها هو يحمل عليها ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شيء قال من هؤلاء قال هؤلاء خطباء الفتنة
الضريع نبت له شوك والرضف براء والضاد معجمة وفاء هو الحجارة المحماة
34 وأخرج أبو داود عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بي مررت بأقوام لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذي يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم
35 وأخرج إبن أبي الدنيا في القبور عن الحسن مرفوعا قال من خرج من الدنيا شاتما لأحد من أصحابي سلط الله عليه دابة تقرض لحمه يجد ألمه إلى يوم القيامة
36 وأخرج إبن خزيمة وإبن حبان والحاكم والطبراني وإبن مردويه في تفسيره والبيهقي عن أبي أمامة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال إني رأيت رؤيا وهي حق فاعقلوها أتاني رجل فأخذ بيدي فاستتبعني حتى أتى جبلا وعرا طويلا فقال لي إرقه قلت لا أستطيع فقال إني سأسهله لك فجعلت كلما رفعت قدمي وضعتها على درجة حتى إستوينا على سواء الجبل فانطلقنا فإذا نحن برجال ونساء مشققة أشداقهم قلت ما هؤلاء قال هؤلاء الذين يقولون ما لا يفعلون ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء مسمرة أعينهم وآذانهم قلت ما هؤلاء قال هؤلاء الذين يرون أعينهم ما لا ترى ويسمعون آذانهم ما لا يسمعون ثم انطلقنا فإذا نحن بنساء معلقات بعراقيبهن مصوبة رؤوسهن تنهش أثداءهن الحيات قلت ما هؤلاء قال هؤلاء اللاتي يمنعن أولادهن ألبانهن فانطلقنا فإذا نحن برجال ونساء معلقين بعراقيبهن مصوبة

رؤوسهم يلحسن من ماء قليل وحمأة قلت ما هؤلاء قال هؤلاء الذين يصومون ثم يفطرون قبل تحلة صومهم ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء أقبح شيء منظرا وأقبحه لبوسا وأنتنه ريحا كأنما ريحهم ريح المراحيض قلت من هؤلاء قال هؤلاء الزانيات والزناة ثم انطلقنا فإذا نحن بموتى أشد شيء إنتفاخا وأقبحه ريحا قلت ما هؤلاء قال هؤلاء موتى الكفار ثم انطلقنا فإذا نحن برجال تحت ظلال الشجرة قلت ما هؤلاء قال هؤلاء موتى المسلمين ثم انطلقنا فإذا نحن بغلمان وجوار يلعبون بين نهرين قلت ما هؤلاء قال هؤلاء ذرية المؤمنين ثم انطلقنا فإذا نحن برجال أحسن شيء وجوها وأحسنه لبوسا وأطيبه ريحا كأن وجوههم القراطيس قلت ما هؤلاء قال هؤلاء الصديقون والشهداء والصالحون
قوله مصوبة أي مخفوضة إلى أسفل
37 وفي الفردوس للديلمي عن أنس مرفوعا قال من مات من أمتي يعمل عمل قوم لوط نقله الله إليهم حتى يحشر معهم
38 وفي تاريخ إبن عساكر بسنده عن عمرو بن أسلم الدمشقي قال مات عندنا بالثغر رجل فدفن فحفر عليه في اليوم الثالث فإذا اللبن بحاله منصوب وليس في اللحد شيء فسئل وكيع بن الجراح عن ذلك فقال سمعنا في حديث من مات وهو يعمل عمل قوم لوط سار به قبره يسير معهم ويحشر يوم القيامة معهم
39 وأخرج إبن أبي الدنيا عن مسروق قال ما من ميت يموت وهو يسرق أو يزني أو يشرب أو يأتي شيئا من هذه إلا جعل معه شجاعان ينهشانه في قبره
40 وأخرج إبن عساكر عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن قدريا أو مرجئا مات فنبش بعد ثلاث لوجد إلى غير القبلة
41 وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن العوام بن حوشب قال نزلت مرة حيا وإلى جانب ذلك الحي مقبرة فلما كان بعد العصر إنشق منها قبر فخرج منه رجل رأسه رأس حمار وجسده جسد إنسان فنهق ثلاث نهقات ثم إنطبق عليه القبر فسألت عنه فقيل إنه كان يشرب الخمر فإذا راح تقول أمه إتق الله يا

وليدي فيقول إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار فمات بعد العصر فهو ينشق عنه القبر كل يوم بعد العصر فينهق ثلاث نهقات ثم ينطبق عليه القبر
42 وأخرج إبن أبي الدنيا عن مرثد بن حوشب قال كنت جالسا عند يوسف بن عمر وإلى جنبه رجل كأن شق وجهه صفحة من حديدة فقال له يوسف حدث مرثدا بما رأيت فقال حفرت قبر إنسان ليلا فلما دفن وسووا عليه التراب أقبل طائران أبيضان مثل البعيرين حتى سقط أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ثم أثاراه ثم تدلى أحدهما بالقبر والآخر على شفيره فجئت حتى جلست على شفير القبر فسمعته يقول ألست الزائر أصهارك في ثوبين ممصرين تسحبهما كبرا تمشي الخيلاء فقال أنا أضعف من ذلك فضربه ضربة إمتلأ القبر حتى فاض ماء ودهنا ثم عاد وأعاد عليه القول حتى ضربه ثلاث ضربات ثم رفع رأسه فنظر إلي فقال أنظر أين هو جالس نكسه الله ثم ضرب جانب وجهي فسقطت ليلتي ثم أصبحت كما ترى
قال إبن الأثير الممصر من الثياب ما فيه صفرة خفيفة
وأخرج أيضا عن أبي الجريش عن أمه قال لما حفر أبو جعفر خندق الكوفة حول الناس موتاهم فرئي شاب عاضا على يديه
43 وأخرج عن أبي إسحاق قال دعيت إلى ميت لأغسله فلما كشفت الثوب عن وجهه فإذا أنا بحية قد تطوقت على حلقه فذكروا أنه كان يسب الصحابة رضي الله عنهم
44 وأخرج عن أبي إسحاق الفزاري أنه أتاه رجل فقال له كنت أنبش القبور وكنت أجد قوما وجوههم لغير القبلة فكتب إلى الأوزاعي يسأله فقال أولئك قوم ماتوا على غير السنة
45 وأخرج عن عبد المؤمن بن عبد الله بن عيسى الضبي قال قيل لنباش قد تاب ما أعجب ما رأيت قال نبشت رجلا فإذا هو مسمر بالمسامير على سائر جسده ومسمار كبير في رأسه وآخر في رجليه قال وقيل لنباش آخر ما كان أعجب ما رأيت قال رأيت جمجمة إنسان مصبوبا فيها رصاص
46 وأخرج عن المفضل بن يوسف قال بلغنا أن عمر بن عبد العزيز قال لمسلمة بن عبد الملك يا مسلمة من دفن أباك قال مولاي فلان قال فمن دفن

الوليد قال مولاي فلان قال فأنا أحدثك بما حدثني به حدثني أنه لما دفن أباك والوليد فوضعهم في قبورهم وذهب ليحل العقد عنهم فوجد وجوههم قد تحولت إلى أقفيتهم
47 وأخرج عن يزيد بن المهلب قال قال لي عمر بن عبد العزيز يا يزيد إني حيث وضعت الوليد في قبره فإذا هو يركض في أكفانه
48 وأخرج عن عمرو بن ميمون قال سمعت عمر بن عبد العزيز يقول كنت فيمن تولى الوليد بن عبد الملك في قبره فنظرت إلى ركبتيه قد جمعتا إلى عنقه فاتعظ بها عمر بن عبد العزيز
49 وأخرج إبن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الحميد بن محمود المغولي قال كنت جالسا عند إبن عباس فأتاه قوم فقالوا إنا خرجنا حجاجا ومعنا صاحب لنا حتى أتينا ذات الصفاح فمات فهيأناه ثم انطلقنا فحفرنا له قبرا ولحدنا له فلما فرغنا من لحده فإذا نحن بأسود قد ملأ اللحد فتركناه وحفرنا له مكانا آخر فلما فرغنا من لحده إذا نحن بأسود قد ملأ اللحد فتركناه وأتيناك فقال إبن عباس ذاك الغل الذي يغل به ولفظ البيهقي ذلك عمله الذي كان يعمل انطلقوا فادفنوه في بعضها فوالذي نفسي بيده لو حفرتم الأرض كلها لوجدتموه فيها فانطلقنا فدفناه في بعضها فلما رجعنا سألنا إمرأته ما كان يعمل زوجك قال كان يبيع الطعام فيأخذ كل يوم منه قوت أهله ثم يقرض القصل فيلقيه فيه
50 وأخرج اللالكائي عن صدقة بن خالد عن بعض مشايخ أهل دمشق قال حججنا فمات صاحب لنا في الطريق فاستعرنا من قوم فأسا فدفناه ونسينا الفأس في القبر فنبشنا لنأخذها فإذا رجل قد جمعت عنقه ويداه ورجلاه في حلقة الفأس فسوينا عليه التراب وأرضينا القوم في ثمن الفأس فلما رجعنا سألنا إمرأته عن حاله قالت صحبة رجل معه مال فقتل الرجل وأخذ المال منه كان يحج ويغزو
51 وأخرج إبن عساكر عن الأعمش قال تغوط رجل على قبر الحسن بن علي رضي الله عنهما فجن فجعل ينبح كما تنبح الكلاب ثم إنه مات فسمع في

قبره يعوي ويصيح
52 وأخرج عن يزيد بن أبي زياد وعمارة بن عمير قالا لما قتل عبيد الله بن زياد أتي برأسه ورؤوس أصحابه فألقيت في الأرض فجاءت حية عظيمة فتفرق الناس من فزعها فتخللت الرؤوس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد ثم خرجت من فيه ثم دخلت في فيه وخرجت من أنفه ففعلت ذلك مرارا ثم ذهبت ثم عادت ففعلت مثل ذلك به مرارا من بين الرؤوس ولا يدرى من أين جاءت ولا إلى أين ذهبت
53 وأخرجه الترمذي في جامعه والطبراني من طرق عمارة وحده وقال هذا حديث حسن صحيح
54 وأخرج إبن عساكر عن محمد بن سعيد أن مسلم بن عقبة المري ورد المدينة فدعا إلى بيعة يزيد على أنهم أعبد قن في طاعة الله ومعصيته فأجابوه إلا رجلا من قريش أمه أم ولد قال بل في طاعة الله فأبى أن يقبل ذلك منهم وقتله فأقسمت أمه لئن أمكنها الله من مسلم حيا أو ميتا أن تحرقه بالنار فلما خرج مسلم من المدينة إشتدت علته فمات فخرجت أم القرشي بأعبد لها إلى قبره فأمرت به فنبش فلما وصلوا إليه إذا بثعبان قد إلتوى على عنقه قابضا بأرنبة أنفه يمصها فكاع القوم عنه
55 وأخرج تمام بن محمد الرازي في كتاب الرهبان وإبن عساكر أيضا من طريق تمام الحافظ عن أبي علي محمد بن هارون الأنصاري عن عصمة بن أبي عصمة البخاري عن أحمد بن عماد بن خالد التمار عن عصمة العباداني قال كنت أجول في بعض الفلوات إذ أبصرت ديرا وإذا في الدير صومعة وفي الصومعة راهب فقلت له حدثني بأعجب ما رأيت في هذا الموضع فقال نعم بينما أنا ذات يوم إذ رأيت طائرا أبيض مثل النعامة قد وقع على الصخرة فتقايأ رأسا ثم رجلا ثم ساقا وإذا هو كلما تقايأ عضوا من تلك الأعضاء إلتأمت بعضها إلى بعض أسرع من برق حتى إذا إستوى رجلا جالسا فإذا هم بالنهوض نقره الطائر نقرة قطعه أعضاء ثم يرجع فيبتلعه فلم يزل على ذلك أياما فكثر تعجبي منه

وازددت يقينا لعظمة الله تعالى وعلمت أن لهذه الأجساد حياة بعد الموت فالتفت إليه يوما فقلت أيها الطائر سألتك بحق الله الذي خلقك وبرأك إلا أمسكت عنه حتى أسأله فيخبرني بقصته فأجابني الطائر بصوت عربي طلق لربي الملك وله البقاء الذي يفني كل شيء ويبقى أنا ملك من ملائكة الله موكل بهذا الجسد لما أجرم من ذنبه فالتفت إليه فقلت يا هذا الرجل المسيء إلى نفسه ما قصتك ومن أنت قال أنا عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي رضي الله عنه وإني لما قتلته وصارت روحي بين يدي الله ناولني صحيفة مكتوبا فيها ما عملته من الخير والشر منذ ولدتني أمي إلى أن قتلت عليا وأمر الله هذا الملك بعذابي إلى يوم القيامة فهو يفعل بي ما تراه ثم سكت فنقره ذلك الطائر نقرة نثر أعضاءه بها ثم جعل يبتلعه عضوا عضوا ثم مضى به
قلت هذا الإسناد ليس فيه من تكلم فيه سوى أبي علي شيخ تمام فقد قال الذهبي في الميزان إنه كان يتهم
56 وقال إبن رجب قد رويت هذه الحكاية من وجه آخر أخرجها إبن النجار في تاريخه من طريق السلفي بإسناده إلى الحسن بن محمد بن عبيد السكري حدثنا إسماعيل بن أحمد بن علي بن أحمد بن يحيى بن المنجم سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة أنه حضر مع يوسف بن أبي التياح فأحضر راهب فحدث فذكر شبيها بالحكاية
57 ورويت من وجه آخر من طريق أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي صاحب السداسيات المشهورة عن علي بن بقاء بن محمد الوراق حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر البزار سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن أبي الإصبع قال قدم علينا شيخ غريب فذكر أنه كان نصرانيا سنين وأنه تعبد في صومعته فبينما هو ذات يوم جالس إذ جاء الطائر كالنسر فذكر شبيها بالحكاية مختصرا
58 وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت من طريق عبد الله بن دينار عن أبي أيوب اليماني عن رجل من قومه يقال له عبد الله أنه ونفر من قومه ركبوا البحر وأن البحر أظلم عليهم أياما ثم إنجلت عنهم تلك الظلمة وهم قرب قرية قال عبد الله فخرجت ألتمس الماء فإذا أبواب مغلقة يتجأجأ فيها الريح فهتفت فيها فلم يجبني أحد فبينما أنا على ذلك إذ طلع علي

فارسان تحت كل واحد قطيفة بيضاء فقالا لي يا عبد الله أسلك في هذه السكة فإنك ستنتهي إلى بركة فيها ماء فاستسق منها ولا يهولك ما ترى فيها فسألتهما عن تلك البيوت المغلقة التي تجأجأ فيها الريح فقالا هذه بيوت فيها أرواح الموتى فخرجت حتى انتهيت إلى البركة فإذا فيها رجل معلق مصوب على رأسه يريد أن يتناول الماء بيده وهو لا يناله فلما رآني هتف بي وقال يا عبد الله إسقني فغرفت بالقدح لأناوله إياه فقبضت يدي فقلت يا عبد الله قد رأيت ما صنعت فقبضت يدي فأخبرني من أنت قال أنا إبن آدم أنا أول من سفك دما في الأرض
59 وأخرج أبو نعيم من طريق وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال بينا رجل في مركب في البحر إذ إنكسرت بهم مركبهم فتعلق بخشبة فطرحته إلى جزيرة من الجزائر فخرج يمشي فإذا هو بماء فاتبعه فدخل في شعب فإذا رجل في رجليه سلسلة منوط فيها بينه وبين الماء يسير فقال إسقني رحمك الله قلت ما لك قال أنا إبن آدم الذي قتل أخاه والله ما قتلت نفس ظلما منذ قتلت أخي إلا عذبني الله بها لأني أول من سن القتل
60 وأخرج الحافظ أبو محمد الخلال في كتاب كرامات الأولياء بسنده عن أشعث أخي عارم قال قال لي عبد الله بن هاشم ذهبت إلى ميت لأغسله فلما كشفت الثوب عن وجهه إذا أسود في حلقه فقلت له أنت مأمور ومن سنتنا أن نغسل موتانا فإن رأيت أن تنتقل إلى ناحية حتى إذا غسلته عدت إلى موضعك قال فانحل فصار في زاوية البيت فلما فرغت من غسله عاد إلى موضعه قال وكان ذلك الميت يرمى بالزندقة
61 وأخرج إبن الجوزي في كتاب عيون الحكايات بسنده عن محمد بن يوسف القريابي سمعت أبا سنان وكان رجلا صالحا قال عزيت رجلا بأخيه فوجدته جزعا فقال إنما أجزع لما رأيت لما دفنته وسويت التراب عليه إذا صوت في القبر يقول أوه فقلت أخي والله ثم كشفت التراب فقيل لي لا تفعل

فرددت التراب فلما ذهبت أقوم من القبر إذ صوت من القبر يقول أوه فقلت أخي والله وكشفت التراب فقيل في يا عبد الله لا تنبشه فرددت التراب عليه فلما ذهبت أقوم قال أوه فقلت أخي والله ثم كشفت التراب فقيل لي لا تفعل فرددت التراب فلما ذهبت أقوم إذا هو يقول أوه فقلت والله لا تركت نبشه فنبشته فإذا مطوق بطوق من نار قد إلتمع عليه القبر نارا فطمعت أن أقطع ذلك الطوق فضربته بيدي لاقطعه فذهبت أصابعي قال وأخرج إلينا يده فإذا أصابعه الأربعة قد ذهبت قال فأتيت الأوزاعي فحدثته فقلت يا أبا عمرو يموت اليهودي والنصراني والكافر ولا يرى مثل هذا فقال نعم أولئك لا شك أنهم في النار ويريكم الله في أهل التوحيد لتعتبروا
62 وأخرج أيضا عن عبد الله بن محمد المديني عن صديق له أنه خرج إلى ضيعة له قال فأدركتني صلاة المغرب إلى جنب مقبرة فصليت المغرب قريبا منها فبينا أنا جالس إذ سمعت من ناحية القبور صوت أنين فدنوت إلى القبر الذي سمعت منه الأنين وهو يقول أوه قد كنت أصلي قد كنت أصوم فأصابتني قشعريرة فدنوت ممن حضرني فسمع مثل ما سمعت ومضيت إلى ضيعتي ورجعت في اليوم الثاني فصليت في الموضع الأول وصبرت حتى غابت الشمس فصليت المغرب ثم إستمعت إلى ذلك القبر فإذا هو يئن ويقول أوه قد كنت أصلي قد كنت أصوم فرجعت إلى منزلي وحممت فمكثت مريضا شهرين
63 وروى هشام بن عمار في كتاب البعث عن يحيى بن حمزة حدثني النعمان عن مكحول أن رجلا أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد أبيض نصف رأسه ونصف لحيته فقال له عمر رضي الله عنه ما بالك فقال مررت بمقبرة بني فلان ليلا فإذا رجل يطلب رجلا بسوط من نار كلما لحقه ضربه فاشتعل ما بين قرنه إلى قدمه نارا فلاذ بي الرجل فقال يا عبد الله أغثني فقال الطالب يا عبد الله لا تغثه فبئس عبد الله هو فقال عمر رضي الله عنه لذلك كره لكم نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يسافر أحدكم وحده
64 وأخرج إبن أبي الدنيا عن عمرو بن دينار قال كان رجل من أهل المدينة له أخت فماتت فجهزها وحملها إلى قبرها فلما دفنت ورجع إلى أهله ذكر أنه نسي كيسا كان معه في القبر فاستعان برجل من أصحابه فأتيا القبر فنبشاه

فوجد الكيس قال للرجل تنح عني حتى أنظر على أي حال أختي فرفع بعض ما على اللحد من اللبن فإذا القبر يشتعل نارا فرده وسوى القبر ورجع إلى أمه فسألها عن حال أخته فقالت كانت تؤخر الصلاة ولا تصلي فيما أظن بوضوء وتأتي أبواب الجيران إذا ناموا فتلقم أذنها أبوابهم فتخرج حديثهم
65 قال الحافظ إبن رجب وروى الهيثم بن عدي حدثنا أبان بن عبد الله البجلي قال هلك جار لنا فشهدنا غسله وكفنه وحمله إلى قبره وإذا في قبره شبيه بالهر فزجرناه فلم ينزجر فضرب الحفار جبهته بمددة فلم يبرح فتحول إلى قبر آخر فلما لحد فإذا ذلك الهر فيه فصنعوا به مثل ما صنعوا أولا فلم يلتفت فرجعوا إلى قبر ثالث فلما لحد فإذا ذلك الهر فيه فصنعوا به مثل ما صنعوا فلم يلتفت فقال القوم يا هؤلاء إن هذا الأمر ما مر بنا مثله فادفنوا صاحبكم فدفنوه فلما سوي عليه اللبن سمعنا قعقعة عظيمة فذهبوا إلى إمرأته فقالوا يا هذه ما كان عمل زوجك وحدثوها ما رأوا فقالت كان لا يغتسل من الجنابة
66 وذكر إبن الفارسي الكتبي صاحب أبي الفرج بن الجوزي في تاريخه أنه في سنة تسعين وخمسمائة وجد ميت ببغداد قد بلي ولم يبق غير عظامه وفي يديه ورجليه ضباب حديد قد ضرب فيهما مسماران أحدهما في سرته والآخر في جبهته وكان هائل الخلقة غليظ العظام وكان سبب ظهوره زيادة الماء كشفت جانب تل كان يعرف بالتل الأحمر
67 وذكر إبن القيم في كتاب الروح قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن سنان السلامي التاجر وكان من خيار عباد الله قال جاء رجل إلى سوق الحدادين ببغداد فباع مسامير صغارا المسمار برأسين فأخذها الحداد وجعل يحمي عليها فلا تلين معه حتى عجز عن ضربها فطلب الذي باعها فوجده فقال من أين لك هذه المسامير قال لقيتها فلم يزل به حتى أخبر أنه وجد قبرا مفتوحا وفيه عظام ميت منظومة بهذه المسامير قال فعالجتها على أن أخرجها فلم أقدر فأخرجت حجرا فكسرت عظامه وجمعتها
68 قال إبن القيم حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحراني أنه خرج من

داره بآمد بعد العصر إلى بستان فلما كان قبل غروب الشمس توسط القبور وإذا قبر منها وهو جمرة نار مثل كور الزجاج والميت في وسطه قال فسألت عن صاحب القبر فإذا هو مكاس قد توفي ذلك اليوم
69 وذكر الحافظ أبو محمد القاسم بن البرزاني في تاريخه عن عبد العزيز بن عبد المنعم بن الصقيل الحراني قال حكى عبد الكافي أنه شهد مرة جنازة فإذا عبد أسود معنا فلما صلى الناس لم يصل فلما حضرنا الدفن نظر إلي ثم قال أنا عمله ثم ألقى نفسه في القبر قال فنظرت فلم أر شيئا


الساعة الآن 01:02 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى