منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الخواطر الأدبية (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=168)
-   -   ركن هادئ.. (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=2494)

فسحة أمل 18 - 12 - 2009 02:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أرب جمـال (المشاركة 11554)
العزيزة آمال

لي عودة لهذا الركن,, فقد قرأت هنا ما يمكن أن ترسمه كل الأقلام المبدعة للوحات من طفولة مشرده في حواري وطننا العربي .. تتشابه القصص والأحداث وربما هذه الطفلة مرّت بي ومررت بها وشاهدتني وشاهدتها , وان اختلف اسمها وموقعها الجغرافي .. موجودة هي وأمثالها في كل مكان,,

قرأت ما يشبه النقد واللوم والعتب على وضع ما ..

لك كل الامنيات بالشفاء العاجل عزيزتي


أرب

عزيزتي أرب...
مرحباً بك و بحروفك النيرة..
تلك البنت و مثلها.. نمر بهم في كل مكان من ربوع هذا الوطن الأكبر.. و ماذا نملك لهم.. مازلت أسأل نفسي..
كان الله في عون الجميع..
آمين يا رب..
تقديري و احترامي لك غاليتي.. مرورك يسعدني جداً..

فسحة أمل 18 - 12 - 2009 02:28 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أزهار (المشاركة 11572)
حبيبتي آمال
لكل منا نصيب من اسمه, و نصيبك ان تنشري الامال اينما اتجهت. هذا قد يبعث فيك الكثير من الحسرة عندما لاتجدين مرتعا خصبا لنمو الامال كحالة البنت الصغيرة و غيرها كثير, غياب العدالة الاجتماعية و توزيع الثروات من مخلفات مجتمعاتنا و انظمتها السياسية الواهية و لكن لا تنسي عزيزتي ان الله مولانا جميعا و اليه تتجه امالنا...
لا تفقدي الامل فيها...ساعديها بقدر استطاعتك, العلم هو السلاح ضد الفقر, و ان انت اعطيتها علما فقد صنعت لها مستقبلا زاهرا بأذن الله
ضميرك الحي و قلمك النابض ربما يساعدان الكثير عزيزتي

جميل ماخطت يداك

أزهار...

حبيبتي أزهار..
ليت الاسم يشبهني.. كثيراً ما أشعر أنه ابتليَ بي.. يوماً ما سيتبرأ مني..
إن قلت أنّي فقدت الأمل فيها أكون مدعية... و إن أنا قلت أنّي لم أفكر في الاستسلام.. أيضاً أكون مدعية..
إيمان و مثلها كثر.. في عالم لا يرحم.. في بيوت لا توفر حتى الدفئ و الطعام..
أريدها أن تحفظ جدول الضرب و هي تلبس حذاءً ممزق بلا جوارب..
أريدها أن تحافظ على سلامة كراريسها و كتبها و محفظتها ممزقة..
أريدها أن تنجز الواجبات.. و منزلهم ليس فيه كهرباء..
أريدها أن تكون طبيعية و المجتمع يرفضها لأنها تسكن بيتاً قصديرياً و إخوتها مجرمين..
ما هي إلّا صورة من مجتمع هو جزء من العالم الثالث.. على أساس إسلامي..
حبيبتي أزهار كتبت و قد نسيت أني في رد..
شكراً لكلماتك المشجعة.. قد تكونين من حيث أنت بعيدة.. لتلك الصغيرة أملاً.. و إن بيدي..
تقديري و احترامي..

فسحة أمل 18 - 12 - 2009 07:18 PM

العطر، استيقضت اليوم متأخرة جداً.. و لم أعرف أأتناول الفطور أم الغذاء.. و استقر بي الحال على أن أعود إلى الغرفة..
عندما دخلت و شممت العطرالذي يعمّها و هو في الأغلب عطري ممزوج بالدفئ و ببعض عطور أختيْ و بعض روائح الكعك أو الحلويات.. شعرت كأني في صبيحة من صبيحات الخريف الماضي.. نظرت حولي في غرابة.. و قد كان للضوء الداخل من النافذة أثر كبير.. ضوء يعكس الجو الغائم لعبت شجرة الجوز الشامخة في الحديقة التي لم تتعرى تماماً من أوراقها في تكوينه دوراً كبيراً.. فنظرت إلى الهاتف و انتظرت لا شعورياً أن يرن..
حينها ابتسمت و ارتميت على السرير.. و دندنت أغنية الأماكن مقطع: كنت اظن الريح جابت عطرك يسلم علي..
ترتبط الذاكرة بأمور كثير.. أجد العطر أخطرها.. مع أنّ الذي تذكرت لم يعرف ذلك العطر و لم يعرف أي شيء من تلك الأشياء ولكنها كثيراً ما تخدعني..
و حينها تذكرت ما قاله لنا ذات مرة أستاذ الفلسفة حين سألته متعمدة عن مقولة: "التاريخ يعيد نفسه" فانتفض و نظر نحوي بكل غضب.. هل الشخوص نفسهم؟ قلت لا.. قال هل الرزنامة نفسها قلت أيضاً لا.. قال هل الأسباب و المسببات نفسها نفسها قلت و أنا أضحك لا.. قال كيف تقولين أنّ التاريخ يعيد نفسه.. قلت أنا لم أقل أنا أسأل.. ثم سكتُ وتركته يغلي.. كان يكره تلك المقولة و أنا لم أعلم.. و لكني مازلت معجبة بها... لأن التاريخ لا يعيد نفسه.. و لكنه بيعث عطره في بعض التفاصيل الصغيرة من تشابه ليس الحدث و لكن النوازع الانسانية و الفكر و المواقف.. و تذكرت في تلك اللحظة ما ورد على لسان بيروس في مسرحية أندروماك لجين راسين حين طالبه الجميع بابن أندروماك معشوقته.. و قد كان يرفض قتله أو إرجاعه لها... حين قال أنا أعلم أنّ تركه اليوم حياً قد يجعله يحرق طروادة غداً كما فعل والده هيكتور أمس.. كان يتوقع أن يعيد التاريخ نفسه..

roro angel 18 - 12 - 2009 08:59 PM

بجد موضوووع مميز!!

فسحة أمل 22 - 12 - 2009 03:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة roro angel (المشاركة 11776)
بجد موضوووع مميز!!


رورو دلوعتي يا قمر ... مرورك هو المميز.. تسلميلي

فسحة أمل 22 - 12 - 2009 04:18 AM

الذكريات.. إلى أي حد تلاحقنا و إلى متى يمكنها أن ترافقنا.. ما زلت أسأل إن كنت سأنسى أم سأبقى على هذا الحال.. أردد أغنية من الماضي.. أغنية أوقفتها بنفسي.. تنتابني حالات من الصمت أشعر فيها أنّي لا أفكر في أي شيء وأن بالي خالٍ من أي مضمون.. أمسك الورقة و القلم.. فتقودني يدي و ما خلفها إلى أن أكتب أغنية الماضي مجدداً..
أبتسم و أنا أستشعر تلك المختلجات.. أتساءل ألا يقولون عني "عاقلة" مع أنّي لا أحب الكلمة و تقودني أحيانا إلى صمت مريع يمكن للناظر في وجهي أن يلحظ تقلبه..
أنظر في أعينهم دون أن أراهم أقول أنا عادية .. عادية.. فأنا لم أنس.. و لي جزء من حياتي لا يعرفه أحد... مع أن العاقلة لا تملك أسراراً.. و تجيد تجاوز المواقف..
فالعاقلة في مجتمعنا ليس لها في الحب... العاقلة هي التي لم تعرف أحداً قبل الشخص الذي تتزوجه.. التي ليس لها تجارب... أكيد محيط إسلامي يمنع الارتباط ولو روحيا في نظرهم... أو ليس العقل في التصرفات و ليس في القلب.. هل كان علي أن أمسك الهوى عن صدري... مجرد تفكير.. ربما كان علي أن أجتنب ذلك الطريق يومها.. ما هو المطلوب من المرأة على وجه التحديد.. حين أفكر في الموضوع أجد المطلوب منها أن تكون مثالية.. غريب هو المجتمع..
أمنحه المثالية الكريهة المزيفة التي يلفني بها.. و ليدعني في حالي.. سأحمل ما حييت عقلي و مبادئي.. فليس على المرء أن يكون مثالياً و لكن أن لا يفعل ما يستحيل إصلاحه ليس إرضاءً للمجتمع بل لله و لنفسه.. فالله غفور رحيم و الانسان لا يغفر حتى لنفسه.. مجرد تفكير.. بعد تساءل..
خطر لي أن أكتب رسالة لا أمل لي في أن تصل صاحبها و لكن من يدري.. رسالة علها تشفي غليلي من أحداث كانت و رحلت و لكن... توابعها ما تزال تلاحقني.. ربما إن أنا أتتمتها اعتزلت الكتابة في الموضوع.. يبقى مجرد تفكير..
رسالة مني أنا التي يزعمون أني آمال.. إلى من سرقته الأيام من حياتي و رسخته في ذاكرتي وعلى مذكراتي..
أذكر.. حين رسمت الساعة على جدارها الدقيقة مائة بعد الألف من يوم كان و مازالت ذكراه قائمة.. أذكر أنّي بكيت بشدة.. أذكر كيف احتضنت وحدتي و أنا أقف عند نافذة الغد.. كنت أعرف أنّك لن تكون بعد ذاك اليوم في صفحات كتابي.. لا تسألني عن ذاك الذي طرأ في حياتي فجأة و لا تقل أنّي أبداً بعدك لن أكون وحيدة.. لم أعلم قبلك أنّ وحدة الإنسان لا تتحدد بمن حوله من ناس و لكن بمن يسكن أعماقه.. أن أحملك طيفاً لا ينام.. يتجسد كلما هبت الريح.. و كلما زرت البحر و كلما أمطرت.. و كلما تفتحت الأزهار.. كلما سمعت اسم مدينتك البعيدة جداً جداً.... جداً رغم قربها.. أن أحملك في كل لحظة و ثانية و أنت بعيد لا تعرف أني مازلت أذكرك.. عذاب و أي عذاب..
أذكر كيف كنت أنظر لكل ما حولي فأراك فيه.. فتنتابني نوبة بكاء مع أني لا أبكي بسهولة.. أنت لا تعلم أني كلما نظرت إلى غيرك بحثت عنك فيه.. فأقول دائماً دون أن أشعر "لا يشبهه" ربّما ما زلت تذكر أنّي قلت لن أسامحك.. لكنك تعرف أنّي معك كنت دائماً أكبر كاذبة.. فأنت لم تدعني أبداً باسمي حتى بعد أن علمت اسمي الحقيقي.. كان أول ما جمعنا كذبة.. حين سألتني عن اسمي.. نظرت في عينيك مطولاً و لم أفعلها قبلاً مع غريب.. استفزتني لحظتها جرأتك فاختلقت في مكرٍ اسماً لا يشبهني أبداً.. و لكنك كشفت كذبتي باسماً من عبث أنثى بذكاء رجل.. رحلت عن مدينتي مدينة الورود.. التي زرتها أياماً فقط و بقي الأثير و القمر وصلاً..

وحين حانت لحظة الحقيقة عمّ الصمت.. أذكر جيداً... صخرتُ حينها أنِ اللعنة و قلت أكرهك و مع ذلك... عمّ الصمت.. قلت لن أغفر لك..و ظل الصمت.. كنتُ حينها تحت ضغط رهيب الكل يقول أيّتها العاقلة القمر يلوح في السماء و أنا أردد- فقط داخلي- لي قمري فدعوني... و أنت تغرق في صمتك.. لما؟؟ أنا أعرف لما.. أيضاً لعنت المسافات و الظروف.. و لكني قررت أن أصمت بدوري حين قررت أن تتكلم.. ثم.. أنت لا تعرف ما فعلت أنا العاقلة.. كسرت خط الوصل الوحيد في لحظة غضب.. لما صمت؟؟ بالله عليك لما.. إن أنت قرأت رسالة العاقلة يوماً فلتعلم أني أخذت موقفي و قررت أن لا يقرر أحد غيري عني.. و انتفضت و أنا مازلت أذكرك.. إن قادتك الأيام مجدداً إلى ذلك الشارع أين تطل أشجار الياسمين من على جدران المنازل و تتزين أطرافه بأشجار الأرنج و يلهو فيه الأطفال بكل عفوية تزين ضحكاتهم و صرخاتهم أجواءه.. فقط خذ زهرة من أزهار الياسمين اشتم عطرها.. فأنا أفعل ذلك كلما قادتني الأقدار إلى هناك.. إن أنت تصورتني أسكن الآن قصراً.. أقول أني مازلت على ذكراك أحيى.. أنا العاقلة..
فليكن... مجرد كلام فارغ و ذكريات لا تعني شيئاً.. ربمّا سأمحيها يوماً..كله لا يهم.. ما الحياة إلّا تجارب.. مع أنّ المجتمع لا يسمح بذلك..;)
غفر الله لي و لوالدي و للمؤمنين.. آآآآآآمين

تأخر الوقت و لم أشفي غليلي.... جعلها الله أول و آخر صفحة في الموضوع... آمين

طـبيب العائلة 22 - 12 - 2009 03:48 PM

ابنة الجزائر الشقيق و أخت الجميلة جميلة بو حريد
الاستاذة / فسحة أمل أو آمــــــــال
أتقدم بالشكر لصاحبة بيت العرب السيدة / أرب جمال التي كانت سببا أن بكون من حسن حظي أنا المصري بجواري آمـــال الجزائرية هنا في قسم ( مذكراتنا ) ليكون ردا على كل من قال بأن مصر و الجزائر غير أشقاء
....... و بما أننا جيران .. كان يجب أن أكون من أول المشاركين في الرد على ما تكتبيه في ركنك الهاديء مثلما فعلت السيدة أرب و السيدة / أزهار و المشرفتان رورو آنجل و بيسان و غيرهم
اعترف حقيقة لا مجازا أن حلمي أن أكون كاتبا بارعا و مصورا لأحاسيسي بريشة فنان كان و مازال حلما لم يكتمــــــــل ...و السبب أعرفه و هو بعدي عن قراءة صنوف الأدب من شعر و رواية و قصة قصيرة فضلا عن دراسة الأدب دراسة منهجية ناهيك عن افتقاري للموهبة الحقيقية .....و رغم حبي للكتابة فقد كنت أكتب أحيانا لنفسي ببعض الورقات على مكتبي و أنا أذاكر ... إلى أن شجعتني العزيزة أزهـــــار لأكتب هنا بعد أن اخبرتها لرغبتي بذلك ..و قلت في نفسي و لنفسي ما المانع بدلا من ان تكتب في ورقاتك التي عندما تزهق منها تحرقها أن تكتب هنا لنفسك فقط ...و كانت هي
أخيرا أرجو أن أكون جــــارا لا تشتكي منه و من كثرة كلامه و تصرفاته الغريبة ..

فسحة أمل 23 - 12 - 2009 03:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tabeeb_almadinah (المشاركة 12336)
ابنة الجزائر الشقيق و أخت الجميلة جميلة بو حريد
الاستاذة / فسحة أمل أو آمــــــــال
أتقدم بالشكر لصاحبة بيت العرب السيدة / أرب جمال التي كانت سببا أن بكون من حسن حظي أنا المصري بجواري آمـــال الجزائرية هنا في قسم ( مذكراتنا ) ليكون ردا على كل من قال بأن مصر و الجزائر غير أشقاء
....... و بما أننا جيران .. كان يجب أن أكون من أول المشاركين في الرد على ما تكتبيه في ركنك الهاديء مثلما فعلت السيدة أرب و السيدة / أزهار و المشرفتان رورو آنجل و بيسان و غيرهم
اعترف حقيقة لا مجازا أن حلمي أن أكون كاتبا بارعا و مصورا لأحاسيسي بريشة فنان كان و مازال حلما لم يكتمــــــــل ...و السبب أعرفه و هو بعدي عن قراءة صنوف الأدب من شعر و رواية و قصة قصيرة فضلا عن دراسة الأدب دراسة منهجية ناهيك عن افتقاري للموهبة الحقيقية .....و رغم حبي للكتابة فقد كنت أكتب أحيانا لنفسي ببعض الورقات على مكتبي و أنا أذاكر ... إلى أن شجعتني العزيزة أزهـــــار لأكتب هنا بعد أن اخبرتها لرغبتي بذلك ..و قلت في نفسي و لنفسي ما المانع بدلا من ان تكتب في ورقاتك التي عندما تزهق منها تحرقها أن تكتب هنا لنفسك فقط ...و كانت هي
أخيرا أرجو أن أكون جــــارا لا تشتكي منه و من كثرة كلامه و تصرفاته الغريبة ..

أخي الطبيب المصري ابن بلد الحضارة و الرقي الشقيقة مصر.. وجودك بين حروفي و على متصفحي لشرف لي.. سعيدة جداً بإطلالتك و بأسلوبك السلس الذي يدعوني إلى القارءة بلا كلل و لا ملل.. هذا رأيي بدون مجاملة... دائماً تردد أنّك بعيد عن الكتابة السلسة أو ما شابه و لكنك تتقن ذلك إلى أبعد.. أعترف أني جد معجبة بأسلوبك الفريد و طريقتك في التصويرالدقيق لما يحدث... و كيفية تناولك للمواضيع..
بدوري اشكر الغالية أرب على فسحتها الكبيرة التي سمحت لك و لي أن نكتب هنا.. و إن كنت أعلم أني سأكتب الكثير من جنوني و ما خطر على بالي.. و أشكر حبيبتي أزهار على دعمها الدائم لكل ما هو إنساني و جميل..
وجودي إلى جانبك أخي يسعدني كثيراً... أصلح الله أحوال بلدينا و جمع شملنا و فتح أعيننا على من يترصد بنا و يسعى إلى تفريقنا..
على فكرة.. لا أجدك غريباً أبداً بل بالعكس... أحيانا أشعر اننا ننظر بعين واحدة... فقط لا أجيد التعبير مثلك و التصوير على طريقتك.. و أكثر ما يميز كتباتك الموضوعية..
أخي مرورك أسعدني و كلماتك الرائعة تبهج النفوس و تعبث الطمأنينة إلى أن الدنيا مازالت بخير.. مادام فيها من يفكر دون أن يتبع الاندفاع..
تقدير لك و أحترامي..

فسحة أمل 23 - 12 - 2009 04:11 AM


تفرقنا السنين ونجتمع والجرح نفس الجرح **** على درب الفراق دموعنا تسبق خطاوينا

شرحت ظروفنا للوقت لكن ما فهم للشرح *** صبرنا والصبر جمره ورا الاضلاع كاوينا

ترى وجه المتيم لو تبسم لا تحسبه مرح *** أمانيه اتهاوى من عيونه مثل أمانينا

بنى من ذكرياته في محيط العاطفه كم صرح *** لكن هاج المحيط وما لقى له ساحل ومينا

يا ناس العيد ما له لون ولا له طعم ولا له فرح
**** واذا قلتوا وش الأسباب قلت الله يعافينا

نلوم الوقت والقصه ما تبغي جمع والا طرح **** لأن العيب..من ربي خلقنا ساكن فين



أجد القصيدة رائعة.. عندما سمعتها مغناة لأول مرة.. أذكر كيف تسمرت مكاني.. و صرت أعيد المقاطع سعياً مني إلى عدم تضييعها..
أي ألم ترسمه تلك الأبيات و أي صورة حزينة.. و أي واقع مر..



فسحة أمل 24 - 12 - 2009 08:00 PM

مقطع من رواية اللاز للطاهر وطار شفاه الله..
" القضية بالغة الأهمية، و جد خطيرة، بقدر ما نحيا نتعلم و بقدر ما نمارس العمل الثوري نكتسب الخبرة و نكتشف الحقائق،كان المفروض أنني فكرت فيها قبل اليوم، قبل الآن على الأقل.. خطأ فادح، عمىً و غباوة أن لا يفكر المسؤول فيمن يخلفه إلّا في آخر لحظة... أنانية، ذهنية ملكية فرعونية.. خطئي الأساسي أنني أفكر فيهم جميعا، في لحظة واحدة... كنت أريدهم كلهم قادة... كلهم مسؤولين، لا خلفاء أو نواب، كنت في الحق لا أثق إلّا في نفسي، و أفرض عليهم الوصاية الأبوية... أنانية، اعتداد بالنفس و عدم تقدير لأهمية المعركة... تصرف برجوازي محض..
مهما يكن الأمر، فالقضية مطروحة بكل جدّيتها، بكل ثقلها، و عليّ حلها.
من أنيب يا ترى؟
حمو أخي؟ سنخسره في قطاع آخر، له أهميته القصوى.. الفداء روح الثورة.
المسؤول السياسي؟.. فعلاً بذلت جهدي لأنفخ فيه الروح الطبقية، و قد تطور بنسبة أربعين بالمائة... كان مجرد معلم بسيط للقرآن، يسرد الآيات دون فهم، و ينسب كلام تافه إلى الرسول، أو الصحابة، و يصلي بمناسة و بدونها، يرى أنّ كل ما يقوم به البشر لا يعدو التمثيل لرواية مكتوبة على اللوح المحفوظ منذ الأزل.. يستشهد في كل حديث بقول سيده على بن الحفصي... فرنسا تخرج و يداها في الطين.. و يسأل باستمرار، هل شرغت في البنيان، لأن تلك علامة نهاية و جودها.. تخرج و يداها في الطين! قيل له مرة أن البنيان الذي تبنيه فرنسا بالاسمنت و ليس بالطين، ضحك الجنود من أعماقهم، فثار و أكد أن السيد علي بن الحفصي يعي ما يقول، و ليس غريباً أن ينقطع الاسمنت من الأرض مادام السيد علي بن الحفصي قال ذلك... كلما التقطت أذناه رنة تمتم.. عليك سلام الله. و يسأل: هل سمعتم سيف السيد عبد الله أو لجام فرسه، أو ركاب سرجه.. لقد مرّ لتوه من هنا... إنه ما يزال يعبر السماء جيئة و ذهاباً، منذ مئات السنين.. سأله أحدهم مرة: لماذا يفعل السيد عبد الله ذلك؟ فصمت برهة ثم أجاب بأنه دون شك، يبحث عن جنود الله لينصر بهم ابن عمه السيد علي كرم الله وجهه... إذن فسينزل عندنا ذات يوم... أضاف آخر، فانتفض و أكد: حتى نصل ‘اى مستوى جنود الله.. ليس غريباً أن ينزل السيد عبد الله بيننا.. و لو أن جنود الله المخلصين يحفظون كلهم القرآن الكريم، كلام الرب العزيز
تجند قبلي بشهرين، ووجدته في هذه المسؤولية.. الجماهير الشعبية تقسه، و تؤمن بكل ما يقوله إيماناً مطلقاً لم أفكر في تغييره، و عملت على تطويره، حتى أصبح يخجل من نفسه كلمّا تذكر ترهاته... رغم أنّه سريع البديهة..ز عاش طوال حياته فقيراً ذليلاً، فإنه لا يليق للقيادة العسكرية التي تعني كل شيء بالنسبة للجنود و الشعب... المسؤول السياسي، ضعيف البنية هزيل، تعوّد المجاملة و معاملة الجنود بغير صرامة المسؤول.
المسؤول المالي... شاب مثقف ذكي، متفتح على الأفكار الحية، بيد أنّه لم يتخلص بعد من لا مابالاته بمن حوله، و كأنما يحتقرهم... بالإضافة إلى انطوائه الشديد على نفسه .. الأولى أن يبقى متصلاً بالجماهير الشعبية، فهي وحدها قادرة على انتزاعه من الاغتراب..
من إذاً؟ الكابران رمضان؟.. لكن ذاك لم يأتنا سوى البارحة، و لم أقتحم أعماقه بعد.. يبدو أنّه صالح للقيادة،
إلّا أنه من الضروري أن يختبر أوّلاً حبر العصابات، ويتخلص نهائياً من عقلية المتطوع، بائع نفسه.. و من تربية الجيش النظام البرجوازي.. ذاك أصطحبه معي في رحلتي.
من إذن يا ترى ؟.. كان المفروض أن لا أوزع طاقتي في تربية الجميع دفعة واحدة، و أن أكوّن القادة أولاً .. النخبة الطليعة.. كنت أرى أن جيشنا لا بدّ أن يضخم في يوم من الأيام فجأة .. فتكون هذه النواة الأولى متخرجة في فن القيادة...
مهما يكن فمن يخلفني؟؟ لمن اسلم هذه المهمة التاريخية الخطيرة ..؟قائد الوحدة الأولى ..؟ شجاع، قوي، صبور، فطن، يليق للقيادة رغم أنّه أمي .. لكن البارحة فقط ، كلفته بمهمة قيادة وحدة .. لقد نجح على كل حال... الثورة ليس فيها أسبقية، لكن القيادة كالنبوة تتطلب تأهيلاً و مناخاً.قائد الوحدة الثانية ..؟ ذاكم فنان سفاح .. لن يلبث أن ينفجر.قائد الوحدة الثالثة ..؟ سريع البديهة، يحسن الكتابة باللغتين، لم يتجاوز الخامسة و العشرين بعد.. لكنّه يحقد على رفاقه لأتفه الأسباب .. ما يزال معقداً من داره التي تضم ستة و عشرين ذكراً .. ذاك ابن ضرة، مشحون بالبغض و الأنانية، همه الكبير إثبات ذاته. لن يليق للقيادة في الوقت الراهن.لأعين قائد الوحدة الأولى و أفصم الأمر.بعد تأمل طويل، جلس زيدان على رأس الجماعة التي كانت تنتظره بفارغ الصبر، و كل واحد يحاول تصور ما يمكن أن يكون قد جاء به من جاء من القيادة من أوامر و تعليمات. فخبر وصول الرسول سرعان ما انتشر بين الجنود و نفحهم بعزيمة قوية .. أنهم ليسو وحدهم فرقة منقطعة، تصغر و تكبر، تجوب الغابات في النهار، و تقتحم السهول في الليل .. كلا، إنهم جزء من كل كبير، كبير جداً .. يمتد من هنا، إلى أقصى نقطة في هذا الوطن الكبير.

فحص حمو وجه أخيه فلاحظ ما بدا عليه من تغيير.. زيدان يفرح ويحزن بوجه واحد، لكن حين ينشغل فكره بقضايا خطيرة، يكتسب وجها جديداً.. فأي شيء خطير جاء يا ترى من القيادة مع هذا الأشقر..؟ قال لي زيدان مرة، أجدادنا يتطيّرون من الأشقر و الأشهب و الأبيض الناصع، و يقطعون طريقهم إلى السوق أو غيرها، إذا ما اعترضهم شخص أو حيوان من هذا النوع.. و إلى الآن لا تحمل العروس إلّا على بغلة سوداء.. علل ذلك بالقطيعة التي كانت بين الشعب و بين الدخلاء الرومان.. و ذكر بالمثل ـ أزرق عينه لا تحرث و لا تسرح عليه ـ .. و قال مرة أخرى إن الرهباني أو الروماني في كل أساطيرنا، أشقر أزرق العينين.. لم يتعلم أجدادنا أبداً لغة الرومان، لكن سرعان ما تعلموا لغة العرب.
ــ أنا مسافر يا جماعة الخير، سفراً يطول و لا شك..
هذه المرة الأولى أترككم منذ استشهد قائدنا الأول عليه الرحمة و انتخبتموني. أريد أن أنيب من يقوم بمهمتي حتى أعود.
و أضاف في نفسه:
ــ إذا ما عدت ، فمن يدري؟ هناك الطريق الطويل الشاق، بالإضافة إلى هذه الدعوة العاجلة.
ثم استأنف:
ــ أنا مسافر يا جماعة الخير سفراً يطول و لا شك.. و يتحتم أن أعين من يخلفني. فكرت كثيراً، و قررت...
ــ لماذا لا ننتخب هذه المرة ايضاً؟
قاطعه المسؤول السياسي. فابتسم و ظل لحظة يتأمله.. بذور الحير تنبت. معه ألف حق. هذه النواة ينبغي أن ترتوي من الديمقراطية منذ الآن. تمارسها اليوم لتحترمها غداً، لتحارب بها لكما اقتضى الأمر، كل ـ نابوليون ـ و كل ـ فرانكو ـ و كل ـ بيسمارك ـ و لتقول لريتشارد الثالث حسناً لقد صعدت العرش ملكاً لكن لابد من إجراء الانتخابات. نعم.
ــ لكن ننتخب حين يكون التعيين نهائياً/ أمّا النيابة فمن حقي أنا.
قال بصوت وقور فرد حمو:
ــ أنت تذهب. طريقك طويل، و نحن نبقى هنا. أظن أن الأمر يهمنا جميعاً.
ـــ هذا كلام.
قال آخر فقاطعه قائد الوحدة الثانية:
ـــ أرى أن يعيّن سي زيدان نائباً عنه.
أيّده قائد الوحدة الثالثة. ففكر زيدان في نفسه...
إذا كان ابن الضرة يخشى الديمقراطية فما الذي يجعل الفنان يخشاها، غير أن لا يكون فناناً إطلاقاً، إنما رجل أعمال، انتهازي مضارب، لا يفقه معنى قطع سبعة رؤوس في ليلة واحدة؟
ـــ إذا أصررتم على الانتخاب، فإنني أرشح الرفيق قائد الوحدة الأولى.
لاحظ حمو أن أخاه استعمل لفظة الرفيق بدل الأخ، و أن هذا الاقتراح إلزام، يجعل الانتخاب شكلياً. تأمل القائد المذكور، و حاول أن يستشف بعض ما قربه لزيدان إلى هذه الدرجة، لكنه لم يجد غير وجه صلد كالصوان.. و مع ذلك، فكر في رفع اصبعه ليعلن موافقته.
انصبت النظرات على وجه قائد الوحدة الأولى، و سر زيدان لعدم تأثر هذا الوجه الذي اختاره، رغم هذه النظرات الفضولية الثاقبة. و أعلن في قلبه.. هذا قائد هذا قائد.
رغم أنّه أمي. هل ينبغي أشرح لهم الأسباب حتى أقنعهم، أم اتركهم يواجهون اللغز ليزدادوا إعجاباً به كلما فكوا جزءاً منه؟. لم يقرروا بعد. غنهم يتأملون، حتى الفنان السفاح، حتى رجل الأعمال يتأمل. يعيشون الديمقراطية.. آه، ما أروع ذلك، هذه النواة التي حصل لي شرف قيادتها تصاب بجرثومة الديمقراطية، في احرج لحظات حياتها.. هذه البذرة لن تموت.
ـــ ما دمنا سننتخب، فإنني أقترح أن نرشح أكثر من واحد، اثنين على الأقل.
نطق اخيراً مسؤول المالية، فالتفت إليه الجميع. و علق زيدان بسرعة في نفسه: مسؤول المالية، و كل أصحاب الأموال، لا يرضون بالمركزية الديمقراطية، هذا واضح. وهذا الشاب الذي لم يجد نفسه بعد يتعلم بسرعة، و يهضم ببطء.
ـــ إذا نرشح حمو إلى جانب الأخ مسؤول الوحدة الأولى.
أضاف المسؤول السياسي، فاحتار زيدان في الموقف الذي ينبغي اتخاذه.. إن فرانكو، و نابوليون، و بيسمارك، و ريتشارد الثالث أيضاً، لا يتورعون عن استعمال الديمقراطية، مادام في وسعهم أن يعلنوا عن عدد الأصوات المنتخبة... وجهة نظر مسؤول المالية صائبة في هذه اللحظة.
إنه يشعر بالضغط من طرفي. يقيناً أن الآخرين أيضاً يبادلونه هذا الشعور... هل أحررهم أم اصدمهم؟ و لماذا حمو بالذات؟ لماذا رشحه المسؤول السياسي؟ هل يتملقني، أم يعلن عن ترشيح نفسه لأنه يعلم انني لا أستطيع ترشيح اخي؟ لكن لماذا لا أستطيع ترشيح أخي؟ حمو فحل و مناضل صامد.. جميعهم يدركون خصاله، و إذا ما ترشح فإنهم سينتخبونه بالإجماع، و هو أهل لهذه الثقة إلا أنه سيترك فراغا كبيراً في ميدان آخر له أهمية، فقد تتحول المعركة التي نخوضها إلى العمل الفدائي. قد تتغير طبيعة العمل الحربي، فنجد أنفسنا كلنا مسبلين .. لا يمكن ترشيح حمو، و يجب أن يتعلموا أن القيادة ليست وراثية .. لا المهاجرون و لا الأنصار ليس هناك، لا بيت ــ لانكسر ــ ولا بيت ــ يورك ــ
ــ معقول جداً أن يترشح أكثر من واحد، و من الديمقراطية أن يترشح لمنصب القيادة في مثل هذه الأحوال أكثر من واحد .. لكن؛ و ما دام القائد المتمتع بالثقة، قد رشح واحداً، فيبدو أنه من الضروري أولاً أن نصوت على هذا المرشح .. هل تفهمون. كلكم مرشحون لمنصب القيادة، و كل مناضل يجب أن يكون قائداً، و ستترشحون واحداً اثر الآخر، حتى يحصل أحدكم على أغلبية الأصوات .. آه، الديموقراطية الحقة أن تخضع الأقلية للأغلبية، لا العكس .. هذا واضح، إننا سبعة، لأنني بدوري سأصوت. إذن فالأغلبية المطلوبة هي أربعة، و ما دون ذلك أقلية عليها أن ترضخ للنتيجة .. هل أنتم معي؟ يجب أن نصوّت أولاً على قائد الوحدة الأولى، ثم نرى .. ما ر أيكم، هل يكون التصويت علنياً أم سرياً؟

ــ سرياً، سرياً

بادر المسؤول يرد على سؤال زيدان، فأومأ الجميع برؤوسهم يعلنون الموافقة .

أخرج زيدان ورقة جزأها إلى سبعة، و أعلن :
ــ رقم واحد يعني نعم، و رقم اثنين يعني لا. كلكم تعرفون كتابة الأرقام ، هيا .. لا إمساك و لا تغيب. المسألة لا تتعلق بكم كأفراد، و لكن تتعلق بهذا العمل الكبير الذي تنجزه بلادنا .. هاكم الأوراق .. من أنجز يضعها هنا، هيا .

راح الجميع يتسترون عن بعضهم، و ينهمكون في كتابة أحد الرقمين .. ليعلنوا نعم أولا. بينما انهمك زيدان في تأملهم واحداً واحد ..

حمو سيصوت بنعم ، لأنه من ناحية مرشح، و من ناحية أخرى يعلم أنني سأصوت بنعم. الفنان السفاح، رجل الأعمال، سيصوت بنعم، لأنه أولاً لا يثق في نجاحه إذا مــا ترشح، و لأن العملية لا تعني شيئاً كبيراً بالنسبة إليه .. مسؤول المالية .. مدير البنك, سيصوّت بنعم , لأنه واثق من أن السلطة تريد ذلك, و لأن إعادة العملية تعني بالنسبة إليه، تعني بثرة الوقت فيما لا يجدي.. هذه ثلاث أصوات، و صوتي الرابع.. الأغلبية حاصلة، لا حاجة إلى إضافة أن المرشح سيصوت على نفسه، ولاءً و إخلاصاً لمن رشحه .. رغم أنه ما يزال مذهولاً أمام المفاجأة .. قلبه الآن أطيب قلب على الإطلاق .. المسؤول السياسي سيصوت بـ لا، سيخط رقم اثنين، لأنه صاحب اقتراح تقديم مرشحين، و لأنه ينوي الترشح. هذا طبيعي و إنساني .. قائد الوحدة الثالثة سيصوت بـ لا، حتى على نفسه، لا لأنه يبغض زملاءه فقط، إنما لأنه لا يثق في فعالية صوته، هذا واضح، ابن الضرة، و أخ لخمسة و عشرين.
ــــ الآن نحصي الأصوات .. اقتربوا .. واحد نعم، اثنان نعم .. ثلاث نعم، خمسة نعم، ستة نعم، سبعة نعم .. الأغلبية المطلقة، الإجماع التام، هنيئاً لك أيّها الرفيق.
شكراً لكم أيها الأبناء.
صفقوا بحرارة، و شعر زيدان بقلبه يهتز، و بعينه تغرورقان، وواصل بصوت جد متأثر:
ــ يجب أن تحافظوا على هذه الروح، فهي هدف من الأهداف التي نكافح من أجلها و من عوامل انتصارنا .. و الآن أيها الرفيق ــ السبتي ــ يجب أن تقول كلمة.
نهض ـ السبتي ـ وسرّ زيدان لذلك، بينما بهت الباقون .. إنه يشعر بخطورة الموقف، و يقدر اللحظة. لذالك لم يبق جالساً، علق زيدان في سره، و هو يتأمله بإعجاب..
أجال بصره فيهم، محدقاً في أعينهم و شفاههم، ثم بادر:
ـــ أشكر الأخ زيدان على اختياري لهذه المهمة الخطيرة، و أشكركم على الثقة التي وضعتموها فيّ و سأبذل كل جهدي لأكون عند حسن ظنكم، بارك الله فيكم، عاشت ثورتنا. الله أكبر.
و سكت فجأة، ليسترجع وجهه ملامحه العادية، و جلس وسط تصفيق حاد، و خاطب زيدان نفسه وهو يصفق بدوره:
ــ اضحى قائداً، يفهم الناس كل ما يفوه به، و هذا كل ما في الأمر.
ثم رفع:
ــ و ألآن إلى العمل.. ما أوصيكم به أن تفكروا قبل أن تشرعوا في العمل و بعد أن تنجزوه. حمو لا بد من إعدام الحركي بعطوش. قدور يبقى مع مسؤول المالية، و إن رأيتم ما يخالف ذلك فافعلوا. لا تجندوا واحداً إلّا إذا وفرتم له بندقية، تجنبوا الاشتباك مع العدو بقدر ما تستطيعون. أكمنوا له و لا تواجهوه .. و لا تغتروا بالانتصارات السريعة. اعملوا على احترام الشعب و عدم إرهاقه. إذا ما رأيتم خلافاً حولكم أو بينكم فلا تتخذوا إلّا الموقف المبدئي: الكفاح ضد العدو قبل كل الاعتبارات، و الأقلية يجب أن تخضع للأغلبية.
ألقى زيدان خطابه الوجيز بصوت متهدج و نبرات ملحوظة التفكك، ثم طلب تجمعاً عاماً للجنود.. قبلهم فرداً فرداً، ثم قدم لهم القائد الجديد، و امتطى بغلة، و أردف "اللاز" خلفه، و أمر الكابران رمضان أن يردف مبعوث القيادة، الذي ظل حمو ينظر إليه و يردد ـ ازرق عينيه لا تحرث لا تسرح عليه ـ و انحدروا، و قد بدأت سدول الليل ترتخي رويداً رويداً. " انتهى

على أمل أن أضيف تعليقي على المقطع..






الساعة الآن 11:20 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى