منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   البادية والتراث العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=283)
-   -   من تراثنا (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=31817)

أرب جمـال 22 - 11 - 2013 06:02 AM

رد: من تراثنا
 
مكواة الفحم
إهتم الإنسان منذ قرون عديدة بمظهره ونظافة ثيابه وأناقتها، مما دفعه الى ابتكار الوسائل التي تُمكِّنه من تحقيق ذلك، ومنها المكواة التي تعمل بالفحم. وتعود فكرة ظهور المكواة إلى القرن الرابع الميلادي، عندما أبتكر الصينيون مكواة عبارة عن وعاء حديدي، له مقبض، يوضع بداخله جمر مشتعل يمنح الوعاء حرارة كافية، لفرد الثياب بالشكل المطلوب. انتقلت هذه الفكرة إلى أوروبا منذ أوائل القرن السابع، فتم ابتكار أشكال متعددة من تلك المكواة، تعتمد على نفس فكرة الصينيين، وهي الحصول على الحرارة مباشرةً من اللهب المتوهج.
والمكواة في أساسها قطعة معدنية تسمى بلاطة بسمك 2سم ملساء لها مقبض، كانت تسخّن بوضعها على جمر الحطب ثم تكوى بها الثياب. ثم تم تطويرها بعد ذلك بتثبيت صندوق فوق البلاطة، ذا غطاء مع مربط يُفتح الى الأعلى، يوضع فيه قليلا من جمر الفحم، ليعمل على تسخين البلاطة. ولمكواة الفحم فتحات تهوية جانبية لدخول الهواء الى جمر الفحم، حتى يبقى مشتعلاً، ولا ينطفئ.
بعد أن تسخن البلاطة جيدا، تمسح على خرقة من القماش مبلولة بالماء لتنظيفها او لتخفيف سخونتها، اذا كانت مرتفعة .يرش رذاذا من الماء على الثوب او القطعة المراد كويها، من خلال بلّ اليد بالماء ونفضها فوق الثوب، وتكرار ذلك لأكثر من مرة. وتمرر عليه بعد ذلك المكواة الساخنة بحركات متكررة إلى الأمام والى الخلف، فتعمل على تمليسه وإزالة التجاعيد عنه، ليصبح بعد كويه جميلا حسن المنظر، يضفي على لابسه الهيبة والوقار.
ولتجنّب احتمال حرقه او صليه، يمكن فرد قطعة صغيرة من قماش القطن او الكتان فوق الثوب، وكوي الثوب من فوق قطعة القماش.
وفي بداية الخمسينات من القرن الماضي ظهرت المكواة، التي يتم تسخينها على بابور الكاز الاخرس، وهي بدون صندوق معدني. وآلية الكوي فيها هي نفس آليةمكواة الفحم. وافتتحت محلات لكوي الملابس في قلقيلية، كان من أشهرهم إبراهيم الصوص، وهشام شطارة على الشارع الرئيسي في البلدة، وموسى الفارس، وابو خدرج.
وبعد ربط قلقيلية بشبكة الكهرباء المحلية عام 1964م، بدأ الناس يستخدمون المكواة الكهربائية، وفي بداية السبعينات من القرن الماضي، ظهرت المكواة البخارية الكهربائية، ذات البلاطة الملساء المليئة بالثقوب، للسماح بمرور البخار الى قطعة القماش.
ومن الجدير بالذكر انه منذ اختراع مكواة الفحم، إلى اختراع مكواة البخار الكهربائية، لم يحدث أي تغيير جوهري على الشكل التقليدي للمكواة.
http://www.myqalqilia.com/cooiron-babouriron.jpg
***
طنبر الكاز في قلقيلية
طنبر الكاز هي عربة ذات دولابين او اربعة دواليب يجرها بغل، ويوضع عليها خزان كبير للكاز، يتسع لاكثر من الف لتر، يطوف بها البائع في شوارع البلدة وازقتها، وهو ينادي: كاز.. كاز، لاعلام الناس بوصول العربة التي تبيع الكاز.
وعُرف الطنبر في قلقيلية منذ الخمسينات من القرن الماضي، واستخدم لبيع الكاز عند باب البيت. وكانت تعتبر في ذلك الوقت خدمة جيدة لايصال الكاز الى البيوت، بدلا من ذهاب الناس الى محطة الوقود لتعبئة تنكة او جلن الكاز، وحمله الى البيت.
وكانت ربة البيت تاخذ حاجتها من الكاز، تكفيها حتى عودة طنبر الكاز الى الحارة مرة ثانية.
وكان يعمل على طنبر الكاز عند محطة ابو عمشة لبيع المحروقات، المرحوم حسين عطا الله - ابو فارس، الذي كان يطوف ارجاء البلدة بالطنبر، وهو ينادي كاز.. كاز. وقد ارتبط اسمه بالطنبر، الذي كان يعمل عليه، واصبح يعرف بـاسم "ابو فارس الطنبر"، ونادراً من كان يعرف اسمه الحقيقي. لان من عادة أهالي قلقيلية ان لم يعرفوا اسم الشخص، ان يربطوا اسمه الشخصي او الاسم الذي يُكنى به، بالمهنة التي يمارسها.
وكان الكاز يستخدم بشكل كبير في قلقيلية كوقود في البيوت لإشعال البابور "البريموس"، الذي كان يستخدم لطهي الطعام، وتسخين الماء للحمام والغسيل. كما استخدم الكاز - قبل ربط قلقيلية بشبكة الكهرباء عام 1964م - وقودا للانارة في اسرجة ومصابيح وقناديل ولوكسات الكاز.
وخلال السبعينات من القرن الماضي، غاب طنبر الكاز عن مسرح الحياة في قلقيلية، بعد انتشار استخدام البوتاجاز (الطبّاخ) ووقود الغاز في البيوت بشكل كبير، وحل محل البابور، الذي كان يستخدم وقود الكاز، وأحاله الى التقاعد.
http://www.myqalqilia.com/tunbor.jpg
الطنبر - عربة بيع الكاز
***

أرب جمـال 22 - 11 - 2013 06:03 AM

رد: من تراثنا
 
السفرطاس
كلمة سفرطاس مؤلفة من شقين: سفر، وطاس، ويعتقد أنها من أصل فارسي، او تركي. ويقصد بالطاس الإناء أو الوعاء، وبذلك يصبح معنى الكلمة- وعاء السفر، أو وعاء طعام السفر، او وعاء الطعام للمسافر.
والسفرطاس اناء معدني عميق، استخدم لوضع الطعام فيه، حتى لا يبرد عند نقله او اصطحابه الى الأماكن البعيدة، وهو مؤلف من عدة طبقات، لا تزيد على خمسة ولا تقل عن ثلاثة، ولكن جميعها تكون بقطر واحد (بين 15-20سم)، ولها يدان صغيرتان على جانبيها، يدخل فيها عمود الحامل، الذي يجمعها معا عن حملها. وفي جزء من الحامل ذراع للإقفال، يسحب فوق غطاء الطبق العلوي عند الإغلاق، بحيث يتم من خلاله إحكام إغلاق أطباق السفرطاس المتعددة على بعضها، لتبقى متماسكة، ولا تسمح بنزول الطعام منها. وتكون الإطباق متداخلة في بعضها، بحيث يشكل كل طبق غطاءا للطبق الذي يليه من الأسفل. ويوضع غطاء واحد فقط على الطبق الأول، وهو الذي يسحب عليه ذراع الإقفال.
يوضع في كل طبقة نوع من الطعام المعدّ في البيت، فيمكن مثلا وضع الأرز في الطبقة الأولى منه، وفي الثانية الحساء، وفي الثالثة الطبيخ، وفي الرابعة السلطات والمخلالات، والزيتون.. وهكذا.
وكان السفرطاس الوسيلة الاقتصادية الملائمة لحفظ ونقل الطعام من البيت الى مكان العمل في المزارع والمتاجر. كما كان ينقل فيه الطعام الى المرضى في المستشفى، حيث كان يعزف المرضى عن تناول الطعام الذي يقدم لهم في المستشفى، لأنه لم يكن طيب الطعم، كالطعام الذي كانت تعدّه الزوجات والأمهات في البيوت.
وكان السفرطاس في البداية يصنع من النحاس، وبعد ذلك صنع من الألمنيوم، وهو أفضل من النحاس، اذ لا يتأكسد ولا يتغير لونه، بمرور الزمن.
لقد انقرض استخدام السفرطاس في قلقيلية كوعاء لنقل وحفظ الطعام، واختفى نهائيا من الأسواق، وربما احتفظ به بعض الناس، كذكرى من مخلفات الزمن الماضي الجميل
http://www.myqalqilia.com/safartass.JPG
السفرطاس
***
الباطية
وعاء يصنع من جذع الشجرة، يجوف من الداخل والخارج، حتى يصبح املسا، يستعمل كصحن كبير تتناول فيه الاسرة الطعام، وهو على عدة احجام -الصغير والمتوسط والكبير، تتناسب مع عدد أفراد العائلة، او عدد الضيوف. واستخدمت الباطية في المناسبات الاجتماعية وقدمت فيه المناسف (الرز باللحم والبن) للضيوف. كما كان يستخدم لعجن الطين ولعمل المفتولز. وقد انقرضت أوعية البواطي واختفت نهائيا من الأسواق بعد ظهور الأوعية الزجاجية الصينية واوعية الالمنيوم والورستا. ويسمى الوعاء الخشبي الاصغر من الباطية بـ الكرميّة.
http://www.myqalqilia.com/batia.jpg
الباطية
***
الطاحونة، الجاروشة، الرحى
لم يكد يخلو أي بيت في قلقيلية قديما من طاحونة او جاروشة او رحى صغيرة. فقد كانت الحبوب تطحن او تجرش في البيوت، وغالبا ما كانت ربة البيت هي التي تقوم بهذه المهمة. والطاحونة عبارة عن حجران مستديران مصنوعان من البازلت او الجرانيت الصلب، قطر الواحد منها نحو 50سم، وبسمك ثلاثة الى أربعة قراريط. يوضع احد الحجرين فوق الآخر- الحجر السفلي ثابت، اما العلوي فهو متحرّك، وله مقبض خشبي مستدير بارتفاع 20سم او اكثر، مثبت في فتحة صغيرة على طرفه، للامساك به عند تدويره على الحجر السفلي. ويدور الحجر العلوي حول محور او وتد خشبيّ ّ ثابت، قاعدته مثبّتة في أسفل الحجر السفلي، ويشكل محورًا يدور عليه الحجر العلوي. وفي وسط الحجر العلوي فتحة واسعة، بحيث تسمح للقطب الخشبي (القلب) المركب في الحجر السفلي بالدخول من خلاله، كما تسمح للحبوب بالدخول من خلالها، والتي تسقط بين الحجرين، فتجرش او تطحن، حسب رغبة ربة البيت..
وقبل البدء بعملية الطحن تضع المراة قطعة نظيفة من القماش تحت الرحى حتى لا يتساقط الدقيق على الارض. وتتناول بيدها كمية من الحبوب وتضعها في الفتحة الدائرية التي في وسط الرحى العلوية، وبتحريك اليد الخشبية بشكل مستدير، يدور الحجر العلوي فوق السفلي، فتنسحق قشور الحبوب وتتكسر الى انصاف، وتخرج من جوانب الحجرين العلوي والسفلي، وتكون في البداية خشنة غير ناعمة. تكرر المرأة العملية وتقوم بوضع الحبوب الخشنة مرة اخرىد في الفتحة العلوية، وتدير يد الرحى، فتنسحق الحبوب حتى تصبح ناعمة. تقوم المراة بتنخيل الطحين، حتى اذا بقي في المنخل اجزاءً خشنة غير ناعمة من الحبوب، عاودت طحنها من جديد.
ولا يقتصر استعمال الرَّحى على عمل الدقيق من القمح والذرة فقط، بل يمكن أن نجرش عليها القمح لنعمل البرغل، والفريكة، وكذلك يُجرش عليها حَبّ العدس البلدي والفول.. وغيرها
http://www.myqalqilia.com/grillstone.jpg
الطاحونة اليدوية القديمة
***

أرب جمـال 22 - 11 - 2013 06:04 AM

رد: من تراثنا
 
- الدست -
***
الدست، هو أداة من أدوات الطبخ القديمة، استخدم لطهي كمية كبيرة من الطعام، خاصة عند اعداد الولائم الكبيرة، في المناسبات الاجتماعية، التي تستدعي اقامة ولائم كبيرة، مثل الأعراس والمآتم، وطهور الاطفال، والصلح العشائري، وعند زيارة كبار المسؤولين ورجال الحكومة للبلدة.
والدست عبارة عن اناء نحاسي ضخم، يتسع لطهي خروفين او أكثر ، او لحم عجل او طهي كيسا من الارز.
وكان الدست يصنع قديما من لوح نحاسي، يلف بشكل دائري لتشكيل البدن، ويكون مربوطا عند التقاء طرفي اللوح بمسامير تبشيم نحاسية متينة، من دون استعمال التعشيق والطرق كما هو الحال في صناعة القدور الصغيرة. ويثبت قعر الدست بسلسلة من مسامير التبشيم، تحيط بمنطقة التقاء القعر بالبدن.
والدست يشبه الطنجرة الضحمة، الا ان قاعدته تكون اعرض قليلاً من فوهته. ويمكن ان يكون بأحجام مختلفة –ضخم وكبير ومتوسط وصغير- تتناسب مع عدد الضيوف او المدعوين. ويوجد للدست حلقتان كبيرتان متقابلتان مثبتتين على جانبي حافته من الأعلى ليمكن حمله بهما. اما الدست الضخم فيكون له أربعة أيادي كبيرة، حتى يسهل رفعه وحمله، ويكون بدن الدست مدعما بمجموعة من الدعائم النحاسية بعضها يشكل امتداداً للأيدي المثبتة بمسامير من حافة الدست إلى أدنى منتصفه، وبعضها الآخر يقع بين كل يدين. وكان الدست يطلي بالقصدير لتبييضه، لحمايته من الجنزرة، التي تعمل على تآكل النحاس وتلفه.
وكانت قلة قليلة من الناس في قلقيلية ممن يمتلكون الدست لغلاء ثمنه، ولكبر حجمه، ولاحتياجه فقط في فترة محددة من السنة، او في مناسبات معينة، فكان يكفي ان يكون في الحارة او الحي دست واحد، يستعيروه الناس، ودون اي مقابل، في مواسم إعداد البرغل والتطالي ومعجون البندورة، وعند الطبخ، في المناسبات التي من المعتاد ان تقام فيها ولائم كبيرة مثل مناسبات الأعراس والصلح العشائري، والمآتم، حيث يعد ويطبخ فيها المأكولات المعروفة، مثل مناسف الارز واللحم... وغيرها.
ومع مرور الوقت اختفى الدست من قلقيلية، لانتفاء الحاجة لوجوده، خاصة بعد تطور صناعة الالمنيوم، وظهور الطناجر الكبيرة من الالمنيوم - غير القابلة للتلف، والتي لا زالت تستخدم الى اليوم، خاصة عند الطهاة المختصين بإعداد الوجبات في مناسبات الأعراس والعزاء. مثل السادة وليد ياسين، ومحمد سعيد ابو خديجة، وشهاب جعيدي، وغيرهم.
***
.
http://www.myqalqilia.com/dest.jpg
الدست
***
الحلة
وعاء نحاسي اكبر من الطنجرة واصغر من الدست، وفوهتها أضيق قليلاً من قاعدتها، وهي على أحجام مختلفة. تستخدم لطهي الطعام، وتسخين الماء للحمام او الغسيل، ولسلق البرغل، وعمل التطالي والمربيات.
***
القدر او القدرة
وعاء من الفخار مُجوف يشبه الطنجرة، له عروتان او أذنان يحمل بهما، وباب واسع مع غطاء. يستعمل لطهو الطعام في الطابون، أو على النار. وكان يوضع فوقه قطعة فخارية أخرى تسمى القصرية تشبه الصحن العميق، لكن بها عدة ثقوب لطبخ المفتول على البخار. وهو ذو أحجام مختلفة، تتناسب وحجم العائلة. وقد اشتهرت مدينة الخليل بصناعة القدرة الفخارية، لكن قلت اهميتها بعد ان صنعت القدرة من النحاس.
http://www.myqalqilia.com/qedre.JPG
قدرة النحاس
***
القصريّة
وعاء من الفخار يشبه الصحن العميق به ثقوب عديدة من الأسفل، تسمح بمرور البخار منها. يستعمل لطبخ المفتول على البخار، حيث يوضع على فوهة القدرة بها ماء يغلي، ويمر البخار من خلال الثقوب.
http://www.myqalqilia.com/qasreya.jpg
قصريّة الفخار
***
الزبدية
وعاء عميق يشبه صحن الجاط، ضيق من الاسفل وبابه واسعٌ، يستعمل لتناول الطعام يصنع من الفخار الاسود، وهو على عدة احجام، وكان تجلب من غزة قبل عام 1948م.
http://www.myqalqilia.com/zebdeiyya.jpg
***
الخاشوقة
ملعقة من الخشب تستخدم لتناول الطعام وهي معلقة الاكل وهي من التركية القديمة
الخوصة
جمعها خُوَصْ وهي السكين الكبيرة التي تستعمل في المطبخ. وهي قطعة معدنية عريضة ذات حافة حادة، ولها مقبض خشبي، تستخدم لتقطيع اللحوم وفرم الخضراوات.



أرب جمـال 22 - 11 - 2013 06:04 AM

رد: من تراثنا
 
مبيّض النحاس
كان الشغل الشاغل للإنسان على مرّ العصور محاولته إيجاد الآنية التي يحضّر فيها طعامه وشرابه، فاهتدى الى اختراع الانية الحجرية ثم الفخارية، ثم الخشبية، ثم الأواني المعدنية، وكانت من معادن مختلفة كالحديد والنحاس والألمنيوم، وبعدها الأواني الزجاجية.
كانت معظم البيوت في قلقيلية، قبل ظهور الآنية الحديثة، تحتفظ بطاقم كامل من الأواني النحاسية، ذات الاشكال والاحجام المختلفة، لكل منها وظيفة خاصة، منها ما كان يستخدم لطهي الطعام، ومنها ما كان مخصصاً لغسيل الملابس او لغسل ايدي الضيوف بعد وجبات الطعام، ومنها ما كان مخصصا للشرب، كالكاسات النحاسية ودلال القهوة. وكان لكل شكل منها اسم مختلف عن الأخر، فهناك الدست والقدرة والطنجرة والصينية والدبسية والسدر والمغرفة والملعقة والشوكة.. وغيرها. وبعدد وأشكال هذه الأواني، كان يقاس ثراء الأسرة أو فقرها.
وتكون الأنية النحاسية عند شرائها جديدة تتميز بلونها النحاسي، لكنها مع الوقت تتأكسد، نتيجة التفاعل الكميائي بين الاكسجين والنحاس، حيث تفقد بريقها ولمعانها، ويميل لونها النحاسي الى الاخضرار، وتتراكم على جدرانها الجنزرة- اكسيد النحاس، وهي بلون الزرنيخ، الذي قد يصل الى مستوى السمومية احيانا، خاصة في اواني الطهي والشراب. ولما كانت معظم الاواني المستعملة في البيوت نحاسبة، ومن اجل الإبقاء على استعمالها فى طهى الطعام والشراب، ولدت مهنة "مبيّض النحاس" من رحم الحاجة الماسة الى ازالة الجنزرة عن هذه الاواني، حيث يقوم المبيّض بحرق الآنية على النار للتنظيفها من الجنزرة، ومن ثم طليها بالقصدير. وتسمى هذه العملية "تبييض النحاس". وكانت الأسر تحرص على تبييض أوانيها النحاسية وتلميعها، وتنتظر بفارغ الصبر قدوم مبيّض النحاس، ليعيد لها رونقها وبريقها اللامع كالفضّة، مما يعطي زائر البيت انطباعا بنظافة أهل البيت.
وكان مساعد المبيّض يطوف في ارجاء الحي الواحد منذ الصباح الباكر، مناديا باعلى صوته "مبيّض نحاس.. نحاس نبيّض"، فتُخرج له كل ربّة البيت الأواني النحاسية التي اصابتها الجنزرة ووضعتها جانبا بانتظار قدومه، والذي كان لا يأتي الا في الصيف، ويتخذ من زريبة او بيت مهجورمسكناً مؤقتاً له، وكان يقيم حسب ما اذكر في مكان قريب من حطة محروقات ابو عمشة، يعود للمرحوم محمد حسن عباة- ابو هشام. ويمكث في قلقيلية لمدة اسبوعين او اكثر، حتى ينتهي من تبييض كافة الأواني النحاسية، بعد ان كان يطوف كل ارجاء البلدة.
وبعد ان يجمع المنادي عددا كبيرا من الاواني من عدة بيوت، يعود بها الى مكان التبييض، ويحاول انجاز المهمة في أسرع وقت ممكن وبجودة عالية. والغريب في الامر، انه كان يجمع الانية من عدة بيوت في الحارة الواحدة، ويحملها في شوال كبير (ذو الحُزّ الأحمر) على ظهره، وبعد ان يقوم بتبيضها يعيد تسليمها في اليوم التالي الى اصحابها، ويعيد الى كل بيت ما اخذه منه في اليوم السابق، ويأخذ الأجرة المتفق عليها، رغم انه لم يكن يسجل ذلك، وحتى لربما كان عاميا، لا يعرف الكتابة ولا القراءة، الا انه كان يتذكر بالضبط ما اخذ من كل بيت!
وكنّا نذهب ونحن صغار لنتفرج على المبيّض، وهو مسنداً راحتيه على الحائط وهو يتراقص داخل الوعاء النحاسي الكبير، الذي يوضع على نار هادئة، محركاً جذعه واردافه يمنة ويسرة على شكل نصف دائرة، يدور فوق رماد الفحم (السكن)، المغطى بالقش للاتقاء من حرارة النار. ويستمر في عملية الرقص والتحريك داخل الوعاء، حتي يتم تنظيفه تماما من الجنزرة، والسّناج. وتاتي بعد ذلك المرحلة التالية، وهي تبيض الآناء بطليه بالقصدير باستخدام النشادر والقطن، بعد تسخينه جيدا ليكون قادرا على اذابة القصدير، حتى يلتصق بسهولة بجدار الاناء. ويتم بعد ذلك يتم تلميعه جيدا، حتى يصبح لونه فضيّا لامعا.
وكان المبيّض يتقاضى اجرا عن كل قطعة، تتحدد مسبقا، وتعتمد على حجم الانية والجهد المبذول في تبييضها، وكمية القصدير التي تستنفذها القطعة الواحدة.
http://www.myqalqilia.com/qasdeer.jpg
كانت مهنة المبيّض مهنة شاقة تستدعي جهدا عضليا كبيرا، والتعرض لوهج الحرارة الصادرة من النار الحامية، التي تتعرض لها الآنية من أجل طلائها بالقصدير.
بعد أن حدثت تطورات في صناعة الأواني المنزلية، وظهرت الأواني المصنوعة من الصيني والألمنيوم والنوريستا، الأخف وزنا والأرخص ثمناً، والتي تبقى لامعة لا تحتاج إلى تبييض، وبعد ان فرض الواقع الجديد نفسه، وتغير نمط الاستهلاك لدى الناس، توارت عن الأنظار الآنية النحاسية، واختفت تماما بفعل التقدم التكنولوجي والحضاري، وانقرضت معها مهنة مبيّض النحاس، وبقيت مجرّد ذكرى عابرة في أحاديث كبار السّن، ممن عاصروها وعرفوها عن قرب.
http://www.myqalqilia.com/silvers.jpg

أرب جمـال 22 - 11 - 2013 06:06 AM

رد: من تراثنا
 
صينية القش
لم يخلو منها بيت
***
وهي عبارة عن وعاء مسطح دائري الشكل، تصنع من عيدان القمح، وهي على أحجام وألوان واشكال مختلفة. وكانت ربات البيوت تستخدمها لوضع اطباق الطعام عليها، وتلتف العائلة حولها عند تناول وجبات الطعام. وبها كان يغطى العجين حتى يخمر، وبعدما يخمر يقطع العجين الى قطع بحجم اليد، وتلف براحة اليد على شكل كرة، وتوضع على الصينية لارسالها الى الفرن البلدي، ليقوم الفران بفردها وخبزها.
ومع تطور الحياة العصرية وانتشار استخدام السدور والصواني المصنوعة من الالمنيوم، والتي لا تبلى من كثرة الاستعمال، ومع تحول الناس الى شراء الخبز جاهزاً بدلا من عجنه وخبزه (عاملين بالمثل الشعبي القائل: "مشتراة العبد ولا تربايته)، اختفت صينية القش من البيوت في قلقيلية، وان وجدت في بعض البيوت فهي لا تعدو عن كونها مجرّد تحفة تراثية من مخلفات الزمن الماضي الجميل، زمن الاجداد والجدات.
***
http://www.myqalqilia.com/seenneeiiyyaa.JPG
http://www.myqalqilia.com/seneiyaacolored.jpg
***
حصيرة القش
بساط يصنع من نبات الحلفا، الذي تجفف سيقانه، وتضم الى بعضها البعض بواسطة الخيوط المتينة، يفرشْ على أرض الغُرفة ويوضع عليه فراش النوم، ويستخدم للجلوس عليه، وكانت تفرش به المساجد والمضافات والدواوين أيضًا. وصناعة الحصير حرفة تقليدية تراثية آلت إلى الزوال لرخص ثمن السجاد وتنوع أشكاله وألوانه وأنواعه، ويندر اليوم ان نجد حصيرا في أي بيت من بيوت قلقيلية.
http://www.myqalqilia.com/haseera-qash-falasteen.jpg
***
البساط
فراش للارض يصنع من الصوف بعد غزله خيوط، تنسج هذه الخيوط بواسطة النول اليدوي، يفرش على الارض في فصل الشتاء ليعطي دفئاً للبيت.
http://www.myqalqilia.com/besaat.jpg
***

أرب جمـال 22 - 11 - 2013 06:07 AM

رد: من تراثنا
 
النملية
كانت النملية قديما جزءاً أساسياً من تجهيزات البيت، وكانت تستخدم بشكل أساسي لحفظ الطعام، تم الاستغناء عنها بعد ربط قلقيلية بشبكة كهرباء محليّة عام 1964م، حيث بدأ الناس يستخدمون الثلاجة، بدلا منها.
والنملية عبارة عن خزانة من الخشب توضع عادة في المطبخ، وتسند الى الحائط مثل الثلاجة، وتستخدم لحفظ الأطعمة من النمل او اي شيء يجذبه رائحة الطعام، مثل الصراصير والذباب وغيرها. وربما جاءت تسميتها بالنملية من حفظها للطعام من النمل والحشرات.
وتقسم النملية إلى ثلاثة أقسام، العلوي ويضم ثلاثة رفوف، يغطيها من الخارج بابان يفتحان إلى الجانبين، ومغطيان بشبك معدني دقيق وناعم، يمنع دخول الحشرات، ويسمح بدخول الهواء، مما يعمل على تلطيف درجة الحرارة داخل النملية، وبالتالي عدم التلف السريع للطعام المحفوظ فيها.
وتعتمد مدة حفظ الطعام وسلامته على نوع الطعام المحفوظ في النملية، ففي حال المربيات والحلويات والمعجنات فانها تبقى سليمة وقتا أطول بالمقارنة مع باقي انواع الاطعمة، مثل السلطات والمقبلات واللبن الرائب والحليب، واللحوم والطبيخ وغيرها، التي تعتبر سريعة التلف (خاصة في فصل الصيف الحار)، والتي يجب ان تستهلك خلال فترة قصيرة.
كما يوضع على رفوف القسم العلوي من النملية مختلف انواع الاواني مثل الصحون بمختلف الاحجام، وصحون الشوربة والسلطات وكاسات الشاي وفناجين القهوة .. وغيرها.
اما القسم الأوسط من النملية فيضم جارورين أو ثلاثة، توضع فيهما أدوات الطعام الصغيرة مثل السكاكين والملاعق والشوك والمغارف، ومقحاف الكوسا والباذنجان، والمسنّ، واسياخ اللحمة وغيرها.
ويغطي القسم السفلي من النملية فهو مغطى ببابان خشبيان بدون شبك، تستخدمه ربّة البيت لتخزين أدوات المطبخ ألأكبر حجما، مثل الصواني والدّباسي والسدور والطناجر.. وغيرها.
وكان ظهر النملية يستخدم لوضع الطناجر الكبيرة، التي لا تستخدم كثيرا، وبعض اوعية المؤونة.
كما كان يعلّق على جدران المطبخ رفوف خشبية متينة، لحمل الأوزان الثقيلة، وكانت توضع على الرف العلوي طناجر النحاس والصواني والدباسي، وغيرها من الاواني ذات الأحجام الكبيرة، التي لا تستخدم بشكل يومي.
اما على الرف السفلي، فكانت توضع مرطبانات الزيتون، والمخلالات، واللبنة المغموسة بزيت الزيتون، والجبنة، والمكدوس، والزعتر الناشف، وتطلي العنب، والبرغل، والفريكة، والعدس، والرز، والفول الحب، والفول المجروش، وعلب السمنة الغزال او الكنز، وإبريق الزيت، ومرطبان السكر والشاي، وباقي اصناف المؤونة.
كما كانت تعلق على احد جدران المطبخ (بواسطة مسامير تدق في الجدار) صواني القش والغربال والمنخل والقصرية ..وغيرها.
اما تنكات زيت الزيتون، فكانت تخزّن على السدّة، التي تكون في العادة فوق سقف الحمام، ويكون بابها مفتوح الى داخل المطبخ، اما الطحين فكان يوضع في برميل في زاوية المطبخ. وكان الخبز يوضع في وعاء دائري منسوج من عيدان القمح، يسمى قبعة، ويلف الخبز بقطعة من القماش، حتى لا ييبس، وكانت توضع القبعة فوق برميل الطحين. اما البيض فكان يوضع في قبعة صغيرة، بداخلها قش القمح الناعم (التبن)، حتى لا يتكسر البيض.
كل ما ذكرناه كان موجودا في المطبخ أيام زمان، رغم صغر حجمه، واذكر ان مساحة المطبخ في بيتنا القديم لم تكن تتجاوز الستة أمتار مربعة (3م طول×2م عرض)!! .
http://www.myqalqilia.com/namleiiya.JPG
نملية المطبخ القديمة
ومع التطور الحضاري، ظهرت المطابخ الحديثة، واخذت النمليات بالاختفاء تدريجيا من بيوت قلقيلية منذ بداية السبعينات من القرن الماضي، بعد تحسّن أحوال الناس المعيشية، وانتشار استخدام الثلاجة بمختلف أحجامها وأشكالها، ولم تعد النملية تستخدم لحفظ الطعام او ادواته. كما اتسعت مساحة المطبخ في البناء الحديث، ووصلت الى اكثر من 16 متر مربع، واخذ الناس يتركيب خزائن خشبية حديثة ذات دفات ورفوف عديدة، يكون قسما منها تحت المجلى وآخر على جنبه وثالث معلق فوقه. وتوضع فيها كافة الاواني والأدوات المنزلية، وتخزن على رفوفها الزيوت والمخلالات والحبوب والبقول والشاي والقهوة والسكر، وغيرها من مواد المؤونة، وكذلك مواد التنظيف، ولم يعد الناس اليوم بحاجة الى سدّة لتخزين المؤونة عليها..
والى جانب الخزائن الخشبية، تُصنَع اليوم خزائن من البلاستيك، والالمنيوم والفيبركلاس
http://www.myqalqilia.com/modernboard.jpg
خزائن المطبخ الحديثة

أرب جمـال 22 - 11 - 2013 06:08 AM

رد: من تراثنا
 
السِّدَّة
وجدت أصلا في البيوت القديمة، حيث كانت تخزن عليها المواد التموينية، كزيت الزيتون والجبنة المسلوقة والبرغل والفريكة والعدس والتطلي، وانواع مختلفة من المخلالات المكبوسة (الخيار، الزيتون، واللفت). وكان موقع السدة فوق حظيرة الدواب، لان الحمام كان في قاع الدار. وبعد تطور البناء بالاسمنت أصبحت السدد تقام داخل البيت، وتوضع فوق سقف الحمام، وبابها من جهة المطبخ، وبعدها وضعت السدة فوق سقف الحمام والمطبخ، لان سقوفها تكون في العادة اوطأ من سقوف الغرف، التي كانت ترتفع نحو اربعة امتار. ويكون لها باب من جهة مطلع الدرج، او مدخل الدار. ويكون ارتفاع السدة نحو متر او أكثر قليلا. اما في البيوت الحديثة فنادرا ما نجد سدة، حيث أصبح المطبخ واسعاً، وأقيمت فيه خزائن من الخشب او الألمنيوم، وتخزن فيها كل المواد التموينية، وانتفت بذلك الحاجة لوجود سدّة في البيت.
***
السطل، الطُشُت، القيزان، القرطة
السطل: كلمة فارسية الاصل، وهو عبارة وعاء اسطواني الشكل يصنع من الحديد الصاج، وتكون قاعدته أقل قطرًا من فوهته، وله علاّقة من المعدن يُحمَل بها، ويستعمل لنشل الماء من البئر باستخدام الحبل، او لنقل الماء من مكان الى آخر في محيط البيت، كوضع الماء للبهائم او ري الشجر او الشطف والتنظيف. ويسمى السطل ايضا "ركوة".
الطشت: كلمة تركية فارسية الاصل، وهو وعاء للغسيل، ويسمى ايضا "اللجن".
القيزان: وعاء معدني من حديد الصاج الرقيق (التنك)، على أحجام مختلفة، يكون متوسط الحجم منه بقطر 50سم ، وارتفاع 70سم، كان يستخدم لتسخيم الماء للاستحمام او الغسيل.
وعند الغسيل، تضع المراة الماء في "القيزان" وتسخنه على البابور. يوضع الطشت عند غسل الثياب على الارض، او على شيء مرتفع قليلا، بينما تجلس المراة على القرطة.
والقرطة: هي طاولة قصيرة من الخشب بطول 40سم وعرض 20سم، وبارتفاع 15سم، كانت تستخدمها المرأة للجلوس عليها عند غسل الثياب في الطشت، وكذلك ليجلس الاطفال الصغار عليها عندما تقوم والدتهم بغسلهم، وكذلك كبار السن، الذين لا يقدرون على الوقوف.
وكان بعض الناس يلجأون الى الحيل لتزويج بناتهم صغار السن. فخوفا من أن يرفض المأذون كتابة عقد الزواج، كانوا يجعلون ابنتهم تقف على القرطة، فينظر اليها الماذون من خلال الشباك، فتبدو له بأنها كبيرة، وليست صغيرة!
بعد تطور استخدام الطاقة الكهربائية والطاقة الشمسية، وانتشار استخدام الغسالات الكهربائية، تلاشى الطشت والبابور والقيزان، واختفت نهائيا من قلقيلية خلال السبعينات من القرن الماضى، ولم يتبقى منها سوى الذكرى الجميلة لايام مضت ولن تعود!
!
http://www.myqalqilia.com/tushtt.jpg
السطل، الطُشُت، القرطة
***
صندوق العروس
كان صندوق العروس حتى نهاية العهد التركي، يعد شرطا أساسيا من شروط إتمام عقد القران بين الزوجين في قلقيلية، ومن المتطلبات الأساسية المتممة للزواج، ومن ضمن جهاز العروس، إلى جانب المهر والكسوة والمجوهرات، تضع فيه العروس ملابسها وحليّها وأدوات زينتها، وكل ما هو ثمين لديها، وله باب من الأعلى يغلق بقفل. وجرت العادة أن يشترط أهل العروس على العريس إحضار أجمل صندوق للعروس، التي كانت تتفاخر به امام صديقاتها وقريباتها وبنات جيرانها.
وسمي بــ صندوق العروس، لأن العروس كانت تضع فيه ملابسها وإغراضها الثمينة، وهو عبارة عن قطعة أثـاث على شكل صندوق كبير من الخشب المتين، يُجمّل بنقوش زاهية وزخارف جميلة، وكان يُعدّ في الماضي بمثابة خزانة لحفظ وتخزين ملابس العروس على اختلافها، وهو مقسم من الداخل لوضع للثياب، وفي جانبه خزانة صغيرة تضع في جزء منها أدوات زينتها، والتي كانت بسيطة في ذلك الوقت، وكانت تقتصر على الكحل وأمشاط العظم والمرايا وبعض العطور، وتحتفظ في الجزء الأخر من الخزانة مصوغاتها الذهبية، وكل ما هو ثمين لديها، كما تحتفظ فيها بالوثائق والمستندات الرسمية.
وللصندوق جوارير تفتح إلى الأمام ومزودة بمقابض من النحاس ليسهل فتحها وغلقها، وكانت تحفظ فيها الأدوات الصغيرة، مثل لوازم الخياطة، كالأزرار والخيوط والابر والدبابيس التي تستخدم في الخياطة.. وغيرها من الأشياء الصغيرة.
وعادة ما كان يوضع الصندوق في مكان بارز من غرفة العروس، وهو بمثابة خزانة الملابس في غرف النوم في وقتنا الحاضر، وكان صندوق العروس من أهم ما في جهازها والأغلى إلى قلبها. وكانت تستعمله عدة أجيال من النساء، حيث كانت تورثه الجدة لبناتها، ولم تكن تخلوا دار العروس قديما منه.
في الزمن الذي كان يستخدم فيه صندوق العروس كانت الحياة أكثر بساطة، وكان اهتمام الناس مقتصراً على الحاجات الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها. وكان العريس في العهد التركي يشتريه من يافا، وكان يجلب من الهند ويصنع من عدة انواع من الخشب، مثل خشب الصاج او السنديان او الصندل، الذي يمتاز بقوة خشبه ومقاومته لتداعيات الزمن مدة طويلة، وتمتاز صناعته بدرجة عالية من الدقة والإتقان. وكانت الزخارف والنقوش الجميلة، التي تحيط به من كل جانب، والروائح العطرية الزكية التي تفوح منه، من أهم ميزاته التي كانت تتباهى بها العروس في الماضي، وهو ما تعتبره بنات اليوم مجرّد قطعة تراثية من مخلّفات الزمن الغابر.
وكان صندوق العروس على أحجام متعددة وأشكال مختلفة، وألوان وزخارف ونقوش متنوعة، ومع جوارير او بدونها، ومنه الفاخر او العادي غير المزخرف، ولكل صنف ثمنه، وبما يتناسب مع مواصفاته، ونوع الخشب المصنوع منه، وحسب رغبة وطلب العريس .وامكانيّاته
ويتصف صندوق العروس الغالي الثمن بالجودة والجمال، حيث يُزيّن بصفائح نحاسية صفراء، مثبتة بمسامير نحاسية بارزة، يضفي بريقها الذهبي على الصندوق منظرا أخاذا، غاية في الروعة والجمال.
وتزداد النقوش والزخارف على الجهات الجانبية والأمامية للصندوق، وتترك الجهة الخلفية بغير نقوش، وتزيد كثافتها فوق الغطاء.
وتستعمل المرأة لهذه الصناديق أقفالا محكمة حفاظاً على موجوداتها من الضياع أو السرقة. فقد كانت بمثابة الخزينة الحافظة لكل الممتلكات الثمينة، وتمتاز بثقل حجمها بحيث يتعذر على السارق نقلها من مكان إلى آخر بسهولة. ويرتكز الصندوق على أربعة قوائم خشبية قصيرة توضع في زوايا الصندوق، وهي بمثابة الأرجل الأربع للصندوق، وتشكل فجوة عازلة بين الأرض وأسفل الصندوق لكي تمنع عنه تسرب الرطوبة إلى جوف الخشب. وللصندوق باب مسطح او غطاء مقوّس يفتح الى الأعلى، ويقفل عن طريق ذراع معدني مزخرف يتدلى من اعلى، ليلتقي عند إغلاق الصندوق مع قطعة اخرى بارزة مثبتة على طرف الصندوق من الأعلى، يوضع بها القفل المناسب لحمايته من العبث أو السرقة. كما يوجد على جانبي الصندوق حلقتين من الحديد او النحاس لحمله. وكانت تحتفظ المرأة بين ثيابها بمفتاح الصندوق أو قد تربطه بضفيرتها ما يشعرها أكثر بالطمأنينة.
ومع تغير ظروف الحياة الاجتماعية، وتحسن احوال الناس المعيشية، بعد حلول الانتداب البريطاني، اصبحت حاجيات العروس ولوازمها الكثيرة لا يتسع لها أي صندوق، فظهرت الصندرة او السندرة، وحلّت مكان الصندوق، الذي لم تعد له أي ضرورة وظيفية في حفظ ملابس وأغراض العروس، ومع انتشار استخدام السندرة بدأ الصندوق بالاختفاء حتى اندثر نهائيا، وان وجد في احد البيوت في قلقيلية، أو في فلسطين عموما، فإنما يحتفظ به الناس كأداة للزينة تضفي جمالا على الزاوية التي يركن فيها، كونه بات في وقتنا الحاضر جزءا من التراث العتيق، اكتسبه من مصاحبته العروس في رحلتها الأولى، من بيت أبيها إلى بيت زوجها، ولكونه يشكل جزءاً هاما من الحاجات الشخصية للجدات، والتي يحرص البعض على الحفاظ عليها، وعدم التفريط بها.
ويعتبر صندوق العروس من القطع التي تجسد واحدة من العادات والتقاليد الاجتماعية، التي كانت سائدة في المجتمع الفلسطيني قديمًا
والسندرة هي خزانة الملابس الخشبية ذات البابين وتحتهما جاروران وكانت بطابق واحد، ومع مرور السنين تطورت السندرة لتصبح اليوم بثمانية ابواب مع جوارير ورفوف عديدة، وذات طابقين، وهي الخزانة العصرية، ولم تعد خزانة الملابس تسمى سندرة، واختفت نهائيا من بيوت قلقيلية، بعد ان كانت تقف شامخة في زوايا البيت، وأصبحت مجرد ذكرى عابرة، نتحسر بها على ذلك الزمن الجميل، زمن الأجداد والجدات، الذي مضى ولن يعود.
***
http://www.myqalqilia.com/sandooq-alaroos.jpg
صندوق العروس- أشكال وأحجام عديدة




أرب جمـال 22 - 11 - 2013 06:09 AM

رد: من تراثنا
 
الشنطة الحديدية
الشنطة الحديدية كانت تستخدم لحفظ الملابس، في الحل والترحال، وكانت تصنع في الهند من صفائح الحديد الرقيقة، وتعلو جوانبها وغطائها بعض الزخارف والرسوم الجميلة، وكان لهذه الصندوق ثلاثة مقابض اثنان على الجانبين و الثالث في أعلاه ناحية القفل. وتستخدم شنطة الحديد لحفظ الملابس والحلي، وكانت بعدة أحجام مختلفة، أكبرها حجما كانت بطول 100سم، وبعرض60سم، وارتفاع 40سم تقريباً.
وكان ما يميز هذه الشُّنط الحديدية ويزدها جمالاً وروعة هي الزخارف على سطحها، كالأزهار والطيور والأشجار والمناظر الطبيعية الملونة. ومن الشنط ما كان ذا شكل بسيط، وكانت رخيصة الثمن. وحين كانت تستهلك الشنطة ويعلوها الصدأ، يستخدمها بعض الناس لحفظ الأدوات والمعدات اليدوية، مثل الشاكوش والقدوم والمنشار والكماشة والزرّدية، والمفكات والبراغي والمسامير..الخ.
ومع تطور صناعة الشنط، ظهرت الشنطة الجلدية المثبتة ذات الهيكل المعدني، قبل ان تظهر الشنط الجلدية بالكامل، والشنط المصنوعة من القماش والبلاستيك.والنايلون.

http://www.myqalqilia.com/metalbag.jpg
الشنطة الحديدية والشنطة الجلدية ذات الهيكل المعدني

أرب جمـال 22 - 11 - 2013 06:10 AM

رد: من تراثنا
 
جرن الكبّة
استخدم قديما لصنع الكبّة، وهي إحدى الأطعمة المكونة من البرغل واللحم الأحمر، وعادة ما يستخدم لحم الفخذ من الخاروف او العجل، ويضاف لها القليل من الملح وبعض التوابل الخاصة بها، ثم تهرس بجرن الكبّة، من خلال دقّها بمدقة خشبية كبيرة الحجم، تصنع عادة من الخشب الصلب.
وجرن الكبة هو كتلة حجرية كبيرة ذات شكل اسطواني ، وهو مجوف من الداخل بشكل دائري بقطر 30سم ويضيق تجويفه باتجاه الأسفل الى نحو 20سم، أي تكون قاعدة التجويف أضيق من فوهته، وله جوانب او حواف سميكة، وله قاعدة مسطحة لتحكم توازنه على الأرض. يصل وزنه بين 20-30كغ، وذلك وفقا لنوع وحجم الحجر المنحوت منه.
يصنع الجرن من انواع محددة من الحجارة، مثل الحجر الأسود البركاني والحجر الازرق والأبيض الصلب، فليس كل حجرٍ صالحاً لأن يكون جرنا.
وتشمل عمليات صنع الجرن على قصّ قطعة صخرية الى مكعبّ متوازي، بحسب قياس الجرن المنوي صناعته، ثم تحديد وسطه. يتم بعدها تجويف هذا الوسط بالحفر او النحت يدويا باستخدام شاكوش ذو رأس حاد، وطبعا حسب قياس الجرن تكون التجويفة، ثم يتم قصّ الجرن من تحت لتشكيل القاعدة التي يرتكز بها على الأرض، وتكون قياساتها متناسقة مع التجويفة. وفي النهاية يتم شطف الحجر وتنعيمه. ويحتاج صنع الجرن إلى دقة كبيرة، وصبر كبير، ووقت طويل، ولا سيما عملية تجويفه من الداخل، والاستدارة عند القاعدة. ويكون الجرن على عدة انواع من حيث طبيعة الحجر وشكله وحجمه وطريقة تصنيعه ودرجة تعقيده وزخرفته.
وكانت لدى المرحومة الحاجة حِسِنْ صبري (ام عادل الجاموس) جرناً للكبة، وكان الجيران في حي نزال-شارع غياظة يقصدونها لدق الكبة عندها، وبدون أي مقابل، وكان بيتها يقع في المكان الحالي لديوان آل قطقط وجاموس.
مع ظهور الماكينات اليدوية في ستينات القرن الماضي، أو حتى قبل ذلك بقليل، بدأ التخلي عن الجرن تدريجيا، واختفى نهائيا خلال سنوات السبعينات من القرن الماضي، بعد انتشار استخدام الماكينات وأدوات المطبخ الكهربائية الحديثة. وفي هذا اليوم أصبح جرن الكبة شيئا نادرا جدا، وإن وجد في احد البيوت، فهو لغرض عرضه كقطعة أثرية أو تراثية وحسب، وليس للاستخدام في صنع الكبة وغيرها.
وقد استخدمه بعض الفلاحين كحوض للماء تشرب منه الدواب في الحظائر المنزلية.
http://www.myqalqilia.com/joron-alkebbeh.jpg
جرن الكبّة

أرب جمـال 22 - 11 - 2013 06:11 AM

رد: من تراثنا
 
الهاون او الهون
من الاستعمالات الشعبية القديمة، عرفه الإنسان منذ العصر الحجري، واستخدمه كوسيلة لتكسير الحبوب الغذائية وسحقها، صنع في البداية من الحجر البازلتي، وحجر الرخام الأبيض والأزرق، بأحجام وأعماق مختلفة.
استبدل هاون الحجر بعد ذلك، بالخشب الصلب، واستخدمت أنواع من الهاون الخشبي في سحق حبات الثوم والفلفل ودقها لتحضير الطعام، وذلك لتفادي اختلاط رائحة الثوم بالقهوة او بالتوابل، ويكون ارتفاعه اقل من الهاون المستخدم لسحق الحبوب. وله يد خشبية صلبة، يكون رأسها أكثر عرضا من طرفها، ليكون مقبضاً لليد.
ومع مرور الوقت تطور الهاون وصار يصنع من النحاس القوي، ويتكون الهاون من جزئين، الاول وهو جسم الهاون النحاسي، ويكون على شكل اسطواني مجوف من الداخل، وله قاعدة قوية سميكة، كي تتحمل الطرق والطحن. والجزء الثاني، هي يد الهاون، وهي عمود غليظ من النحاس في نهايته رأس مفلطح، به تدق وتسحق حبوب القهوة والهيل والتوابل وعيدان القرفة وجوزة الطيب وبذور الأعشاب، وغيرها. ويكون صوته أكثر علواً من الأنواع الخشبية.
وقد صنع الهاون في سنوات السبعينات من معدن الكروم المقاوم للصدأ والجنزارة، كما صنع من البلاستيك الصلب. وللهاون أشكال مختلفة متفاوتة الحجم، فبعضها صغير وبعضها كبير، كما تختلف زخرفتها من صانع لآخر ومن منطقة لأخرى.
وبعد ان انتشرت الطاحونة اليدوية، ودخلت كل بيت تم الاستغناء تدريجيا عن الهاون، نظرا لسهولة الاستخدام وسرعتها في طحن القهوة والهيل والتوابل وغيرها.
http://www.myqalqilia.com/driller.jpg
الطاحونة البيتية اليدوية
***
كما ظهرت محلات بيع القهوة المطحونة، وكان أول محل لبيع القهوة المطحونة يعود للحاج اسعد الخاروف وأخيه محمود الخاروف، وكان المحل يقع مقابل المسجد القديم من الجهة الجنوبية.
وفي بداية السبعينات من القرن الماضي ظهرت محلات متخصصة في بيع القهوة والبهارات المطحونة، من أشهرها "بن قلقيلية" لصاحبه الأستاذ محمد رشيد العيسى، و "بن السلام" لصاحبيه الأستاذ محمود قواس، والأستاذ حاتم صبري. كما انتشر بيع القهوة، وكافة أنواع البهارات المعلّبة في كافة المحلات والبقالات في قلقيلية، وانتفت الحاجة الى وجود اداة الهاون في البيت، عملا بالمثل الشعبي القائل: "مشتراة العبد، ولا ترباته".
http://www.myqalqilia.com/hawn-hoon.jpg
الهاون ومراحل تطور صناعته
***
محماسة القهوة
عبارة عن إناء اسطواني مجوف من الداخل، يصنع من الحديد أو النحاس، وله يد طويلة ليمسك بها، يستخدم لتحميص القهوة وإعدادها للدق على المهباش او الهاون. ويكون مع المحماسة قضيب معدني طويل نسبيا، يسمى يد المحماسة، وينتهي بقطعة حديد مستديرة، وهي بمثابة الملعقة، وتستخدم لتحريك القهوة وتقليبها في المحماسة، لئلا تحترق أثناء تحميصها على النار.
ويعتبر تحميص القهوة من أهم مراحل أعداد القهوة، وعليه تعتمد جودة مشروب القهوة، من حيث المذاق والنكهة والرائحة.
http://www.myqalqilia.com/mehmasa.jpg
***
المهباش
المهباش أداة لطحن القهوة بعد تحميصها، ويتكوّن من قطعتين، الأولى وهي الوعاء الذي يوضع فيه القهوة، وهو عبارة عن جسم خشبي مجوف، مصنوع من جذوع الشجر، يتخذ في ثلاثة أرباعه السفلية الشكل الاسطواني تقريبا، وبارتفاع 40سم، وفي ربعه العلوي يبدأ بالميل نحو نقطة الوسط، وهي فوهة تجويف المهباش، وقطرها حوالي 7سم، وعمق التجويف إلى الأسفل نحو 25سم. أما القطعة الثانية، فهي يد او ساعد المهباش، وهي عبارة عن عصا خشبية لا يقل طولها عن ثلاثة أرباع المتر، ويوجد في قسمها العلوي مكان مخصص لقبضة اليد، وبها تدق حبات القهوة وتُهرس.
كان المهباش في البداية ينحت من الحجر البازلتي، ثم استخدم الخشب لخفة وزنه وسهولة حمله والحفر عليه. ويكون هذا الخشب في العادة من النوع الصلب، الأمر الذي يمكنه من طحن حبات البن وسحقها بشكل جيد، ولا يتكسّر مع طول الاستعمال. .
وفي مراحل لاحقة اخذ المهباش يرصّع بالصدف، ويزخرف برسوم نباتية وحيوانية، وأضيفت إليه حلقة نحاسية عند الفوهة، لمنع تشققها.
ويكون المهباش على عدة أنواع من حيث الحجم، والخشب الذي يصنع منه، والأشكال والزخارف الموضوعة على جسمه الخارجي.
ويقول الحاج محمد سعيد هلال – أبو بلال-87عام، إن المهباش اقتصر وجودة في قلقيلية على المضافات والدواوين فقط،، وكان من أهم أدوات صنع القهوة فيها، ونادرا ما كان يوجد في البيوت، وان وجد المهباش في احد البيوت، فهو مجرد أداة للزينة، تضفي جمالا على المكان الذي تركن فيه، بعد أن حلّت مكانه مطحنة القهوة اليدوية، التي انتشر استخدامها خلال الخمسينات من القرن الماضي. وانقرضت هذه الأداة التي رافقت الآباء والأجداد لعقود طويلة في مضافاتهم ودواوينهم، واختفت نهائيا من قلقيلية، منذ سنوات الخمسينات من القرن الماضي.
ولم يكن المهباش مجرد آداة لطحن القهوة وحسب، بل كان أيضا اداة موسيقية ذات الحان عذبة، حيث كان الضارب بالمهباش عند سحقه لحبات القهوة، يتفنن في دقه وفق نغمات خاصة، وإيقاع معين، يطرب لها السامعين، لأن صوت ضربات المهباش العالية، إذا لم تكن متناغمة، تسبب الإزعاج لهم. فلم يكن كل شخص قادرا على الضرب بالمهباش، ولا يقوم به الا من كانت لديه القدرة على تحريك العواطف والانفعالات، سواء الحزينة أو الفرحة أو الراقصة، وقليلاَ من الرجال من كان يتقن ذلك.
http://www.myqalqilia.com/mehbaash.jpg


الساعة الآن 10:43 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى