* سبب نزول السورة :
***************
أخرج البزار وابن المنذر وابن أبى حاتم والدارقطنى فى الأفراد .. وابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما ، قال : (( بعث الرسول عليه الصلاة والسلام سرية إلى العدو فأبطأ خبرها ، فشق ذلك عليه ، فأخبره الله بخبرهم وما كان من أمرهم .
وقد اقسم الله تعالى بالخيل وهذا قسم انفرد به الله وحده دون العالمين ، فمن يحلف بغير الله قد أشرك كما جاء فى الحديث الشريف :
من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك . الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1535
ونلخص تفسير العاديات ( 1 ) أقسم الله تعالى فى فاتحة هذه السورة بخيل الجهاد وإن الإنسان لنعمة ربه لشديد الكفران ، وإنه على ذلك فى الآخرة لشهيد على نفسه بما كان منه ، وإنه لحبه المال لبخيل به حريص عليه ، وذكر فى خاتمتها بالبعث ونبه الى الحساب والجزاء .
ونحلل التفسير تبعا للآيات :
1- اقسم بخيل الجهاد المسرعات يسمع لأنفاسها صوت هو الضبح .
2- فالخيل التى تخرج شرر النار من الأرض بوقع حوافرها واندفاعها فى سيرها .
3- فالخيل التى تغير على العدو قبل طلوع الشمس .
4- فأثارت هذه الخيل فى مواقع العدو غبارا كثيفا لايشق .
5- فجعلن الغبار يتوسط جمع العدو ويشتتهم .
6- إن الانسان لنعم ربه التى لاتحصى لشديد النكران .
7- وإنه على ذلك فى الآخرة لشهيد على نفسه معترف بذنوبه .
8- وإنه لحبه المال وحرصه عليه لبخيل به لايؤدى ماوجب به من زكاة .
9 ، 10 – ويجهل هذا الانسان عاقبة أمره فلا يعلم إذا نثر مافى القبور من أجساد ، يجمع مافى الصدور وقد سجل فى صحفهم من خير اكتسبوه وشر اقترفوه .



( 1 ) المنتخب فى تفسير القرآن الكريم – المجلس الأعلى للشئون الاسلامية – الطبعة التاسعة – تفسير سورة العاديات .ص 923 ( بتصرف )

11 – ان ربهم وخالقهم ، بأعمالهم عليم وخبير وجزائهم يوم البعث والحساب لخبير .
وعرض السورة ينصب على الجهاد والمجاهدين ( 1 ) وبفضل الخيل التى تسخر وتستعمل فى الحروب من أجل إعلاء كلمة الله تعالى .
قلت : ولهذا الآخر يهاجمنا بأن ذكرت الخيل فى القرآن الكريم وهو يعلم يقينا أنها رمزا للجهاد والقوة والتى هى من عدة إعلاء كلمة الله تعالى ولذلك هم يريدون كسر شوكة المسلمين وابتعادهم عن الجهاد وإعلاء كلمة الحق تعالى .
ومن يقول أن الله تعالى قال الخيل وذكرها للجهاد فى ذلك الوقت فقط ويسقط الجهاد لأن الحروب الآن ليست باستعمال الخيل – كذب والله – لأنه بالقياس فإنها تكون كالمعدات العسكرية الآن ... دبابات ... طائرات ... إلخ .
والمثال هنا – ولله المثال الأعلى – للخيل لأنها كانت من عدة الحرب وقتها .... ولكن ننظر للآية الكريمة .....
{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }الأنفال60
لفظ ما استطعتم هناتشير إلى الاستطاعة فى جمع كل ما يحارب به المسلمون كل جهودهم الأموال ... الأنفس ... العتاد ... حتى ينالوا النصر أو الشهادة
ولفظ القوة هنا تشمل كل آداة أو سلاح يناسب كل عصر نكون به مستعدين على الذب عن ديننا .
يا الله ... يتهموننا بذكر اسماء الحيوانات فى القرآن حتى يصرفوا عنا فكرة الجهاد ، حتى يبعدونا عن نيل إحدى الشهادتين ( النصر أو الشهادة )
نسوا أن هذا القرآن قال عنه الله تعالى :
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل44
{ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ }ص1
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ }فصلت41



( 2 ) التفسير الوسيط للقرآن الكريم – محمد السيد طنطاوى – المجلد الخاس عشر . ص 677

سادسا: سورة الفيل

تحكى السورة الكريمة عن قصة أصحاب الفيل ( 1 ) لدى العرب لأنها حدثت فعلا وأن عام وقوعها كان ميلاد النبى عليه الصلاة والسلام .
وملخصها : (( أن أبرهة الأشرم الحبشى ( 2 ) أمير اليمن من قبل النجاشى ملك الحبشة ، بنى كنيسة بصنعاء لم ير مثلها فى زمانها .... واراد أن يصرف الناس من الحج إلى بيت الله الحرام إلى الحج إليها .. ثم جمع جيشا عظيما قدم به لهدم الكعبة .... فأهلكه الله تعالى وأهلك من معه من رجال وأفيال .. وكانت ولادته – صلى الله عليه وسلم – فى هذا العام ))
وعندما بنى أبرهة الحبشى القليس ( 3 ) على أحسن أنواع البناء خرج شخص يدعى الكنانى وأحدث فيها ، فأخبر أبرهة فقال من صنع هذا ؟ فقيل له : صنع هذا رجل من العرب من أهل هذا البيت الذى تحج العرب إليه بمكة ، لما سمع قولك غضب فجاء فقعد فيها . فغضب عند ذلك أبرهة وحلف ليسير إلى البيت حتى يهدمه ، ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجهزت ، ثم سار وخرج معه بالفيل .
وتهيأ أبرهة لدخول مكة ونحن نعرف ماكان من أمره مع عبد المطلب عندما سأله عن حاجته فطلب منه مائتى بعير أصابها أبرهة ، فتعجب أبرهه منه فأجابه عبد المطلب : (( إنى أنا رب الإبل ، وإن للبيت ربا سيمنعه ))
وهيأ أبرهة الفيل وكان اسمه (( محمود )) فلما وجهوا الفيل إلى مكة أقبل نفيل بن حبيب الخثعى حتى قام إلى جنب الفيل ثم أخذ بأذنه ، فقال : أبرك محمود ، أو ارجع راشدا من حيث جئت ، فإنك فى بلد الله الحرام ، ثم أرسل أذنه . فبرك الفيل .
وحاولوا معه أن يقوم وينهض فأبى حتى أنهم ضربوه بالطبرزين ولكن يرفض .. وعندما يوجهوه إلى اليمن يقوم يهرول وذلك عندما وجهوه إلى الشام ، وأرسل الله تعالى طيرا من الخطاطيف والبلسان ( 4 ) مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها : حجر فى منقاره ، وحجران فى رجليه – أمثال الحمص والعدس – ويقول نفيل:




( 1 ) التفسير الوسيط للقرآن الكريم – محمد السيد طنطاوى – ص 714
( 2 ) تفسير ابن اسحاق ج1 ص43 ، تفسير الألوسى ج 30 ص 223
( 3 ) سيرة بن هشام – تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد – المجلد الأول . ص 63 - 70
( 4 ) الخطاطيف طائر اسود تدعوه العامة عصفور الجنة .. البلسان نوع من الطيور أيضا صغير الحجم

* الحكمة من ذكر الفيل :
****************
1- أصاب أبرهة الأشرم الغرور بقوته من حيث الأعداد الكبيرة من جنده وماجهزه من عدة وعداد ، وقد آتى بالفيل وكان رمزا للقوة والجبروت ولم تر العرب مثله قد .
2- سمى الله تعالى فعل أبرهة بكيد .. وأنه جاء لهدم الكعبة جهارا نهارا ... لأنهم كانوا يضمرون من الحقد والحسد والعداوة لأهل مكة ، قال تعالى :
قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ........آل عمران118
قلت : وما أشبه اليوم بالبارحة كم يكنون لنا الحقد والكراهية .. هاهو أبرهة الحبشى يريد هدم الكعبة بفيله .. وهناك الآن من يريد ضرب الكعبة بالقنابل النووية .. يا الله ... نرى : ماذا فعل ربك بأصحاب الفيل ؟
آتى سبحانه وتعالى بطائر صغير ... طائر لايتعدى عدة سنتيمترات ... وحجارة صغيرة غاية فى الصغر بحجم العدسة لاتصيب أحدا إلا هلكته (( حجارة من سجيل )) يفسر العلماء كلمة سجيل أى من طين مستحجر محرق وهى حجارة من جملة العذاب المكتوب فى السجيل الديوان الذى كتب فيه عذاب الكفار .
وعن عكرمة : كانت ترميهم بحجارة معها كالحمصة ، فإذا أصاب أحدهم حجر منها (( خرج به الجدرى )) وكان ذلك أول يوم رئى فيه الجدرى بأرض العرب ( 1 ) وتمزق أبرهة قطعة .. قطعة وجعلهم الله كعصف مأكول .. أى أصبحوا كورق الزرع الذى يبقى ( 2 ) فى الأرض بعد الحصاد وتعصفه الرياح وتأكله الحيوانات ...
هذا الكم من العدة والعتاد والأعداد الضخمة من الجيوش ، رغم القوة فى الفيل وضخامته يؤمر من الله تعالى فيبرك ولا يهاجم ... الحيوان خشى غضب الله فى هدم بيته الحرام ... عصى أبرهة وأمتثل لأمر الله ، تحمل عذاب أبرهة وجنوده من ضرب وحرق ... وخشى عذاب الله ...
ويقول الشيخ محمد سيد طنطاوى فى تفسيره إن هذه السورة ساقت من مظاهر قدرة الله تعالى مايزيد المؤمنين إيمانا ، وثباتا ، ومايحمل الكافرون على الاهتداء للحق .





( 1 ) التفسير الوسيط للقرآن الكريم – محمد السيد طنطاوى – المجلد الخامس عشر . ص 719

1 )) البعوضة :
{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ }البقرة26
يقول المنافقون : الله أعلى وآجل من أن يضرب هذه الأمثال ، فأنزل الله الآيات إلى ( هم الخاسرون )
وقال عبد الرازق عن معمر عن قتادة لما ذكر الله تعالى العنكبوت والذباب ، قال المشركون : مابال العنكبوت والذباب يذكران فأنزل الله تعالى ( إن الله لايستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ) قال أبو جعفر الرازى عن الربيع عن أنس فى هذه الآية فى هذه الآية ، قال : هذا مثل ضربه الله للدنيا أن البعوضة تحيا ماجاعت فإذا سمنت ماتت وكذلك مثل هؤلاء القوم الذين ضرب لهم هذا مثل فى القرآن إذا امتلؤوا من الدنيا ريا أخذهم الله عند ذلك ، ثم تلا :
{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ }الأنعام44
معنى الآية :
أنه تعالى أخبر أنه لايستحى - أى لا يستنكف – وفيل لايخشى أن يضرب مثلا ما ، أى مثل بأى شىء كان صغيرا أوكبيرا وهاهنا للتقليل .
حكى سيبويه : ما أنا بالذى قائل لك شيئا ، أى بالذى هو قائل لك شيئا وقوله تعالى (( فمافوقها )) فيه قولان :
أحدهما : فما دونهما فى الصغر والحقارة كما إذا وصف رجل باللؤم والشح فيقول السامع نعم وهو فوق ذلك – يعنى فيما وصفت – وهذا قول الكسائى وأبى عبيد وقاله الرازى وأكثر المحققين، وفى الحديث
لو كانت الدنياتزنعند الله جناح بعوضة ماسقى كافرا منها شربة ماء
الراوي: عبدالله بنعمر - خلاصة الدرجة: غريب جداً - المحدث: الخطيب البغدادي - المصدر: تاريخ بغداد - الصفحة أو الرقم: 4/313
والثانى : فما فوقها لما هو أكبر منها لأنه ليس شىء أحقر ولا أصغر من البعوضة وهذا قول قتادة بن دعامة واختيار بن جرير ، فإنه يؤيده مارواه مسلم عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :


ما من مسلميشاكشوكة فما فوقها إلا كتبت لهبها درجة ، و محيت عنه بها خطيئة
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيحالجامع - الصفحة أو الرقم 5758
فأخبر أنه لايستغفر شيئا يضرب به مثلا ولو كان فى الحقارة والصغر كالبعوضة .. كما لايستنكف عن خلقها كذلك لايستنكف من ضرب المثل بها كما ضرب المثل بالذباب والعنكبوت فى قوله :
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ }الحج73
{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }العنكبوت41
قلت : وهناك أمثال كثيرة وردت فى القرآن الكريم .. مثل :
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24
{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }النحل76
كلها أمثال وردت فى القرآن ولم يتطرقوا إليها .... لماذا ؟ لأنهم يريدون أن يبحثوا بل يجدوا فى البحث عن مسالبنا .. عن مايظنوه هم من دواعى نقصنا ولكن هيهات فقد كذبهم الله تعالى فى قوله :
{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }العنكبوت43
وقد قال بعض السلف : إذا ماسمعت المثل فى القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسى . ويقول مجاهد : الأمثال صغيرها وكبيرها يؤمن بها المؤمنون ويعلمون أنها الحق من ربهم ويهديهم الله بها .
وقال قتادة : (( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم )) أى يعلمون أنه كلام الرحمن وأنه من عند الله ، وقال أبو العالية (( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم )) يعنى هذا المثل (( وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا ))
كما قال الله تعالى فى سورة المدثر :
{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ }المدثر31
ومهما بحثوا ... ومهما فعلوا ... أكد الله تعالى أن كيدهم سيكون فى نحورهم ولن ينالوا من دين الله .
{وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ }الأنبياء70
{مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ }الحج15
{فَلَمَّا جَاءهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ }غافر25
{أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ }الطور42
{أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ }الفيل2
ويؤكد الله تعالى فى النهاية :
{وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ }القلم45

2 )) حمار العزير :
من هو العزير : يقول ابن كثير ( 1 )قال الحافظابن عساكر : هو عزير بن جروة ، ويقال ابن سوريق بن عديا بن أيوب بن درزنا بن عرى بن تقى بن أسبوع بن فنحاص بن العازر بن هارون بن عمران .
وجاء فى الأثر أن قبره بدمشق .
عن الضحاك ، عن ابن عباس أن عزيرا كان ممن سباه بختنصر وهو غلام حدث ، فلما بلغ أربعين سنة أعطاه الله الحكمة ، قال : ولم يكن أحد أحفظ ولا أعلم بالتوراة منه .
قصة العزير : قال إسحاق بن بشير ، عن سعيد ، عن أبى عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن عبد الله بن سلام ، أن عزيرا هو العبد الذى أماته الله مائة عام ثم بعثه .
قال اسحاق : أن عزيرا كان عبدا صالحا حكيما خرج ذات يوم لضيعة له يتعاهدها ، فلما انصرف آتى إلى خربة حين قامت الظهيرة وأصابه الحر ، ودخل الخربة وهو على حماره فنزل عن حماره ومعه سلة فيها تين وسلة فيها عنب ، وبعد أن أكل استلقى ونظر إلى سقف تلك البيوت ورأى ما فيها وهى قائمة على عروشها وباد أهلها ، فقال : (( آنى يحيى هذه الله بعد موتها )) قالها تعجبا .. ولم يشك .. فأماته الله تعالى مائة عام ، وحدثت أمور كثيرة فى بنى اسرائيل ، فبعث الله له ملكا فخلق قلبه ليعقل قلبه ، وعينيه لينظر بهما فيعقل كيف يحيى الله الموتى .
ثم ركب خلقه سبحانه وتعالى وهو ينظر ، ثم كسى عظامه اللحم والشعر والجلد ثم نفخ فيه الروح ذلك وهو يرى ، فقال له الملك : كم لبثت ؟ قال : لبثت يوما أو بعض يوم . فقال الملك : بل لبثت مائة عام .
ونأتى للآية الكريمة ، وهى أيضا فى سورة البقرة :
{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة259
والمعجزة هنا فى قدرة الله تعالى على احياء الموتى . قال له الملك : انظر لحمارك ، فنظر إلى حماره قد بليت عظامه وصارت نخرة ، فنادى الملك عظام الحمار فأجابته وأقبلت مـن كل ناحية



( 1 ) قصص الأنبياء . بن كثير ؛ تحقيق محمد عبد الملك الزغبى ص 39

حتى ركبه وعزير ينظر إليه ، ثم ألبسها العروق والعصب ، ثم كساها اللحم وأنبت عليها الجلد والشعر – ثم نفخ الملك فقام الحمار رافعا رأسه .
وذهب إلى أهله ولكن أنكروه وآتى على عجوز عمياء كانت آمة له خرج وهى بالعشرين فسألها : ياهذه أهذا منزل العزير ؟ قالت : نعم . قال لها أنا العزير ، قد أماتنى الله مائة سنة ثم بعثنى .
وتسرد القصة كيف استجاب الله دعوته وأنه مسح بيده على عينها فعاد لها النظر ، وأمسك بيدها فقامت صحيحة وعرفت قومه به .
وقد جعله الله آية للناس أى لبنى اسرائيل لأنه كان يجالس ابنائه وهم شيوخ وهو شاب ، لأن الله أماته وهو فى سن الأربعين وبعثه على هيئته وسنه .
وقد أنشد أبو حاتم السجستانى فى معنى ماقاله ابن عباس :

وأسود رأس شاب من قبله ابنه
ومن قبـله ابن ابنه فهو أكبر
يرى ابنه شيخا يدب على عصا
ولحيته سوداء والرأس أشـقر
وما لابـنه حيل ولا فضل قـوة
يقوم كما يمشى الصبى فيعثر
يعد ابنه فى الناس تسعين حجة
وعشرين لايجرى ولا يتبـختر
وعمر أبيه أربعين أمرهـــا
لابن ابنه تسعون فى الناس غير
فما هو فى المعقول إن كنت داريا
وإن كنت لاتدرى فبالجهل تعذر

تعليق : قلت : لما عرف القوم العزير وأيقنوا أنه هو ... قالوا أنه لم يكن فينا أحد حفظ التوراة فيما حدثنا غير عزير ، وقد حرق بختنصر التوراة ولم يبق منها سوى الحفظة . فطلبوا منه أن يكتبها .
وقد كان أبو سرخا قد دفن التوراة أيام بختنصر فى موضع لايعرفه سوى العزير .
وسبب أن اليهود يقولون أنه ابن الله أنه عندما آتى على موضع التوراة فاستخرجها وكان قد عفن الورق ودرس الكتاب . وجلس فى ظل شجرة وبنوا اسرائيل حوله فوجد لهم التوراة ونزل من السماء شهبان حتى دخلا جوفه فتذكر التوراة فجددها لبنى اسرائيل .
وروى ابن عساكر عن ابن عباس انه سأل عبد الله بن سلام رضى الله عنه عن قول الله تعالى : (( وقالت اليهود عزير ابن الله )) فذكر له ابن سلام ما كان من كتبه لبنى اسرائيل : لم يستطع موسى أن يأتينا بالتوراة إلا فى كتاب ، وإن عزيرا قد جاءنا بها من غير كتاب ، فرماه طوائف منهم وقالوا عزير ابن الله . ومن المشهور أنه نبى من أنبياء بنى اسرائيل .
قلت : نتسآل هنا : لماذا ذكر حمار العزير فى اتهاماتهم ؟ أقول هنا :
1- يحاولون تشتيتنا عن حكمة الآية الكريمة فى قدرة الله تعالى على البعث بعد الموت والتى تقصها لنا قصة العزير .
2- اخفاء أنهم بدلوا كتاب الله – التوراة – وكتبوه بأيديهم فأين التوراة التى آتى بها العزير ؟ وأين ذهبت ؟ وكما قال الله تعالى عنهم
{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79
3- انكارهم المعجزات التى تأتى على يد الأنبياء وهما هنا الشهابان اللذان نزلا من السماء فى جوف العزير لتذكيره بالتوراة .
4- تمييزهم بين الأنبياء وتفضيل نبى على نبى ، ويقولون أن موسى عليه السلام لم يستطع أن يأتى بالتوراة فى كتاب .. يا الله ... وأين هم من الآية الكريمة :
{وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }الأعراف 150
أين الألواح التى ألقاها موسى عليه السلام لما رجع من لقاء ربه ووجدهم يعبدون العجل ، ولكن هذا انكار لكتابتهم الكتاب بأيدهم كما نوهنا .
ونسوا أن الله بعث أنبياءه ورسله بعد تربيتهم التربية الربانية التى تساعدهم على تحمل ما يروه من الكافرين ، حتى ختم بخير الآنام محمد صلى الله عليه وسلم .
3 )) كلب أهل الكهف :
من هم أهل الكهف ؟ ( 1 )
هم فتية آمنوا بربهم فلابد أنهم وشعبهم قد تعرضوا لاضطهاد دينى رأى معه هؤلاء الفتية الاعتصام بالكهف .
ويشير التاريخ القديم إلى وقوع اضطهادات دينية فى الشرق القديم وحدثت فى أوقات مختلفة وهناك اضطهادين قد يكون أحدهما مناسبا للمقام :
الأول : حدث فى عهد الملك السلوقى انتيوخوس الرابع الملقب بناييفاس ( 176 – 84 ق.م ) فإنه لما اعتلى هذا الملك عرش سوريا ، وكان مولعا أشد الولوع بالثقافة الإغريقية وحضاراتها ، فرض على اليهود بفلسطين – وكانت فى قبضة سوريا منذ عام 189 ق.م – التدين بديانة الإغريق وأبطل شريعتهم ، ودنس (( الهيكل )) بوضعه تمثال زيوس معبود الإغريق الأعظم على المذبح ، وتقديم الخنازير ذبائح له ، ثم أنه أحرق ماوجد من نسخ التوراة .
ففى ضوء هذه الحقيقة التاريخية يبدو أن هؤلاء الفتية يهود ويكون مكانهم فى فلسطين عامة أو فى أورشليم ذاتها . ويكونون قد بعثوا حوالى عام 124 م آبان حكم الروم للشرق – أى قبل مولد النبى عليه الصلاة والسلام حوالى 571 م بأربعمائة وخمسة وأربعين عاما تقريبا .
الثانى : فقد حدث فى عهد الامبراطور الرومانى هادريانوس 117 م – 138 م فهذا الامبراطور قد فعل باليهود مثل مافعل انتيخوس السالف الذكر تماما ، وتفصيل ذلك أنه حدث فى عهده أن أعلن اليهود العصيان على الإمبراطورية الرومانية ( الروم ) عام 132 م ، فطردوا الحاميات الرومانية واستولوا على أورشليم ، وصكوا نقودهم ذكرى لتحرير المدينة المقدسة ، وقبضوا على زمام الأمور طوال ثلاث سنوات ، وأخيرا تحرك هادريانوس وجيشه وقمع الثورة ، وأخضع فلسطين واستعاد أورشليم ، وقضى على القومية اليهودية ، وأبطل تعاليم اليهود وقوانينهم .


( 1 ) المنتخب فى تفسير القرآن الكريم – المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – الطبقة التاسعة ( بتصرف )

وفى ضوء هذه الحقيقة أيضا يبدو أن هؤلاء الفتية يهود ، ويكون مكانهم فى أى مكان فى الشرق القديم أو فى أورشليم نفسها ، ويكون قد بعثوا حوالى عام 435 م ، أى قبل مولد النبى عليه الصلاة والسلام بمائة وثلاثين عاما .والإضطهاد الأول أكثر تلاؤما مع أصحاب الكهف ، لأنه كان أشد قوة أما الإضطهادات المسيحية فلا تتلاءم مع مولد النبى عليه الصلاة والسلام .
* الغرض التى اشتملت عليه السورة : ( 1 )
1- القصص اشتملت على جانب كبير من آياتها :
- قصة أصحاب الكهف .
- قصة الرجلين الذى جعل الله لأحدهما جنتين .
- قصة آدم عليه السلام وابليس اللعين وماكان من أمره لعنه الله وماكان من عصيانه وكفره لربه .
- قصة موسى عليه السلام والعبد الصالح ( الخضر عليه السلام )
- قصة ذى القرنين ويأجوج ومأجوج .
2- اهتمت بإقامة الأدلة على وحدانية الله تعالى وعلى صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا{1} قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً{2} مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً{3} وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً{4} مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً{5}
3- اعتمدت السورة على عنصر المقارنة بين حسن عاقبة الأخيار وسوء عاقبة الأشرار .. وذكر الكافرين وسوء مصيرهم .. ثم ذكر المؤمنين وحسن مصيرهم وهذا لتسلية الرسول عليه الصلاة والسلام والتهوين عليه بشأن أعدائه .
والخلاصة : ساقت سورة الكهف إلى اسلوب الدعوة الصحيحةوالخلق القويم الذى يؤدى إلى الرشد .. وبذلك يوصل إلى السعادة فى الدنيا والأخرة .
قلت : الله سبحانه وتعالى ألقى عليهم النوم سنينا عددا لايعلمها غير الله تعالى ، وكان وضع كلبهم راقدا بوضع الحراسة وأتصور أن الله جعله على هذا الوضع الذى خلق الله الكلب لذلك وهو الحراسة حتى يلقى الرعب فى أى كائن حى سواء كان انسانا أم دابة ، وحتى يبتعد عنهم كل شئ





( 1 ) التفسير الوسيط للقرآن الكريم . محمد السيد طنطاوى . المجلد الثامن ( من تفسير سورة الحجر إلى سورة الكهف ) ص 8

من الممكن أن يوقظهم ، فهم ليسوا أمواتا مثل العزير عليه السلام ولكنهم نيام ، وقد سخر الله لهم الشمس تقلبهم ذات اليمين وتقلبهم ذات اليسار وهذا إعجاز علمى سنتكلم فيه فى مبحثنا الثالث عن الاعجاز العلمى فى القرآن والسنة ، ونجيب على هذه الأسئلة :
· لماذا كانوا يتقلبون ذات اليمين وذات اليسار ؟
ونوضح أيضا أن وظيفة الكلب ليست إلا للحراسة فقط وتمنع تربية الكلاب وذلك سنوضحه فى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام فى حديث ولوغ الكلب فى الاناء .
* فضل سورة الكهف :
* عن عبد الله قال : بنو إسرائيل والكهفومريم وطه والأنبياء : هن من العتاق الأول ، وهن من تلادي. الراوي: عبدالرحمن بن يزيد - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 4739
* قرأ رجلالكهف، وفي الدار الدابة ، فجعلت تنفر ، فسلم ، فإذا ضبابة ، أو سحابة ، غشيته، فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : اقرأ فلان ، فإنها السكينةنزلت للقرآن ، أو تنزلت للقرآن . الراوي: البراء بن عازب - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 3614
* كان رجل يقرأ سورةالكهف، وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين ، فتغشته سحابة ، فجعلت تدنو وتدنو ، وجعلفرسه ينفر ، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فقال : تلك السكينة تنزلت بالقرآن . الراوي: البراء بن عازب - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم 5011
* من حفظ عشر آيات من أول سورةالكهف، عصم من الدجال
الراوي: أبو الدرداء - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم 809
* ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذاتغداة . فخفض فيه ورفع . حتى ظنناه في طائفة النخل . فلما رحنا إليه عرفذلك فينا . فقال " ما شأنكم ؟ " قلنا : يا رسول الله ! ذكرت الدجال غداة . فخفضت فيه ورفعت . حتى ظنناه في طائفة النخل . فقال " غير الدجال أخوفنيعليكم . إن يخرج ، وأنا فيكم ، فأنا حجيجه دونكم . وإن يخرج ، ولست فيكم ،فامرؤ حجيج نفسه . والله خليفتي على كل مسلم . إنه شاب قطط . عينه طافئة . كأني أشبهه بعبدالعزى بن قطن . فمن ادركه فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف .
. إنه خارج خلة بين الشام والعراق . فعاث يمينا وعاث شمالا . يا عباد الله ! فاثبتوا " قلنا : يا رسول الله ! وما لبثه في الأرض ؟ قال " أربعون يوما . يوم كسنة . ويوم كشهر . ويوم كجمعة . وسائر أيامه كأيامكم " قلنا : يارسول الله ! فذلك اليوم الذي كسنة ، أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال " لا . اقدروا له قدره " قلنا : يا رسول الله ! وما إسراعه في الأرض ؟ قال " كالغيث استدبرته الريح . فيأتي على القوم فيدعوهم ، فيؤمنون به ويستجيبونله . فيأمر السماء فتمطر . والأرض فتنبت . فتروح عليهم سارحتهم ، أطول ماكانت ذرا ، وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر . ثم يأتي القوم . فيدعوهم فيردونعليه قوله . فينصرف عنهم . فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم . ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك . فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل . ثميدعو رجلا ممتلئا شبابا . فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثميدعوه فيقبل ويتهلل وجهه . يضحك . فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابنمريم . فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق . بين مهرودتين . واضعا كفيهعلى أجنحة ملكين . إذا طأطأ رأسه قطر . وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ . فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات . ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه . فيطلبه حتى يدركه بباب لد . فيقتله . ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهمالله منه . فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة . فبينما هو كذلكإذ أوحى الله إلى عيسى : إني قد أخرجت عبادا لي ، لا يدان لأحد بقتالهم . فحرز عبادي إلى الطور . ويبعث الله يأجوج ومأجوج . وهم من كل حدب ينسلون . فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية . فيشربون ما فيها . ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه ، مرة ، ماء . ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه . حتى يكون رأسالثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم . فيرغب نبي الله عيسىوأصحابه . فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم . فيصبحون فرسى كموت نفسواحدة . ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض . فلا يجدون في الأرضموضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم . فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله . فيرسل الله طيرا كأعناق البخت . فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله . ثم يرسلالله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر . فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة . ثم يقال للأرض : أنبتي ثمرك ، وردي بركتك . فيومئذ تأكل العصابة منالرمانة . ويستظلون بقحفها . ويبارك في الرسل . حتى أن اللقحة من الإبللتكفي الفئام من الناس . واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس . واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس . فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحاطيبة . فتأخذهم تحت آباطهم . فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم . ويبقى شرارالناس ، يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة .


وفي رواية : وزاد بعد قوله " - لقد كان بهذه ، مرة ، ماء - ثم يسيرون حتى ينتهوا إلىجبل الخمر . وهو جبل بيت المقدس . فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض . هلمفلنقتل من في السماء . فيرمون بنشابهم إلى السماء . فيرد الله عليهمنشابهم مخضوبة دما " . وفي رواية ابن حجر " فإني قد أنزلت عبادا لي ، لايدي لأحد بقتالهم

الراوي: النواس بن سمعان الكلابي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم:2937
* إن يخرج وأنا فيكم ! فأنا حجيجه دونكم ، وإن يخرجولست فيكم ، فامرؤ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم ، فمن أدركه منكمفليقرأ عليه فواتح سورةالكهف،فإنها جواركم من فتنته . قلنا : وما لبثه في الأرض ؟ قال : أربعون يوما : يوم كسنة ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم فقلنا : يا رسولالله : هذا اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم وليلة ؟ قال : لا ،اقدروا له قدره ، ثم ينزل عيسى بن مريم ، عند المنارة البيضاء شرقي دمشقفيدركه عند باب لد فيقتله . الراوي: النواس بن سمعان الكلابي - خلاصة الدرجة: سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح - المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم 4321:

4)) الكلب :
* س . لماذا ذكر الكلب فى الحديث الشريف ؟
عن أبى هريرة – رضى الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا شرب الكلب فى إناء أحدكم فليغسله سبعا )) ولمسلم (( أولهن بالتراب )) ( 1 )
وهناك رواية أخرى لهذا الحديث فى مسلم من حديث عبد الله بن مفغل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : (( إذا ولغ الكلب فى الإناء فاغسلوه سبعا ، وعفروه الثامنه بالتراب . وفى لفظ لمسلم (( فليرقه )) وفى رواية عند الترمذى رحمه الله (( أخراهن أو أولاهن بالتراب ))
* شرح الحديث :
ذكر هنا الولوغ وهو يعنى الشرب بطرف اللسان ويكون فى شىء مائع مثل الماء ، ويدل هذا الحديث الشريف على نجاسة الكلب لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بغسل الإناء الذى يلغ فيه الكلب وشدد على هذا الأمر ، والنجاسة لاتتوقف على الفم فقط ولكن على باقى الجسد كله لأن الفم جزء منه .
ويكون الحكم هنا على عموم الكلام ( 2 )إلا أن الإمام مالك – رحمه الله – استثنى من الكلاب ما استخدم فى الحراسة أو الصيد ولكن ليس معنى هذا أنه يستثنى من التطهير لكن الحكم واحد والإستثناء هنا فى الرخصة .
قلت : وهنا نستطيع أن نتناول لماذا ذكر كلب أهل الكهف لأنه يقوم بحراستهم ، والوضع الذى وصف فى السورة (( وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد )) وهو وضع الاستعداد للحراسة والحماية .
ولكن لماذا ذكر تطهير الإناء سبع مرات ؟ سبع مرات بالماء وآخرهن أو أولهن بالتراب – وهذا ما أختلف عليه العلماء ولكن النتيجة واحدة ، لأن هذا من الإعجاز العلمى فى الأحاديث الشريفة الذى سننوه عنها فى المحور الخاص بالإعجاز العلمى فى القرآن والسنة .
والحكمة من التنظيف الأول بالتراب أنه تم اكتشاف جرثومة فى لعاب الكلب تسمى ( مادة الكلب ) لايطهرها إلا التراب .
وأيضا ورد أن البيت الذى يكون فيه كلب لاتدخله الملائكة ، والبيت الذى لاتدخله الملائكة يمون مرتعا للشياطين . والدليل على ذلك أن جبريل عليه السلام مرة من المرات أتى إلى النبى صلى الله عليه وسلم فوقف على الباب ولم يدخل ، فسأله النبى صلى الله عليه وسلم عن سبب عدم دخوله فأخبره أن فى بيته جـروا( الكلب الصغير ) وكـان تحت الســريرولـم يـعلم عنه صلى الله عليه وسلم فأخرجه الرسول عليه الصلاة والسلام وحينئذ

( 1 ) محاضرات الأكاديمية الإسلامية المفتوحة . مادة الحديث المستوى الثانى . د. فالح بن محمد فالح الصغير .
( 2 ) عمدة الأحكام من كلام خير الأنام : كتاب الطهارة . الإمام الحافظ عبد الغنى المقدسى .