منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   مكتبة الطفل (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=202)
-   -   أيها الأطفال هل فكرتم يوما لنتعلم إسلامنا (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=7449)

ميارى 9 - 6 - 2010 04:04 PM

الشيطان عدوُّ البشرية الأكبر
يمكن أن تكون قد علمت بعض المعلومات عن الشيطان، ولكن هل تعرِف أنَّه هو أيضاً يعرِفُك جيِّداً، ويلجأ بكلِّ الطُّرُق إلى أن يغويَك؟ وهل تعلم أنَّ الغرض الرئيسيَّ للشيطان الذي يتظاهر بصداقته إياك إنما هو أن يخدعك؟ ولْنَبدأْ مِن البداية الأولى؛ لِنُذكِّرَ أنفسَنا لِمَ كان الشيطانُ عدوَّنا، ولِنَعرِفَ هذا سوف نرجع إلى قصة آدم والشيطان في القرآن.
ويُطْلِِق القرآنُ لَقَب الشيطان حتى يوم الدين اسمًا عامًّا لكلِّ الكائنات التي وهبت نفسَها لإغواءِ الإنسان بعيداً عن طريق الله. ويُذكَر إبليسُ في القرآن باعتباره الشرِّيرَ الأصيل الذي تمرَّد على الله حين خلَقَ اللهُ آدم.
ووفقاً للقِصَّة القرآنية، فإنَّ الله خَلَق آدم، ثُم طلب من الملائكة بعد ذلك السجودَ له. وامْتَثَلَ الملائكةُ لأمر الله، أمَّا إبليسُ فقد رفض السجودَ لآدم، وأكَّد بصورةٍ فَجَّة من التمرُّد على الله وعقوقٍ لِحَقِّ الله على عباده في أن يأمُرَهم بما يشاء، وتبَجَّح بكَوْنِه خيرٌ من الإنسان. فطَرَد اللهُ إبليسَ مِن حضْرَتِه لعصيانِه وسُوء أدبه .
وقَبْل أن يُغادِرَ حضْرَةَ اللهِ، طَلَب إبليسُ من اللهِ مُهْلَةً، حتى يَتَمكَّن مِن إغْوَاءِ الناس. ويتركَّز هدفُ إبليسَ في أن يُغوِيَ الناس حتى يَجعلَهم يَحِيدُون عن الطريق المستقيم، أثناء المُهلَةِ التي منحها اللهُ له. ولن يَتَورَّع الشيطانُ عن شيءٍ في سبيلِ جَعْلِ أغلبيَّةِ الناس يَخضَعون له. وقد أَعلَن اللهُ أنَّه سوف يُرسِل الشيطانَ وأتباعَه إلى النار، ويَذكُر القرآنُ هذا كما يلي:
(وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِين) (سورة الأعراف:11-18)
وبعد طَرْدِ الشيطانِ بعيداً عن حضْرَةِ الله، شَرَع في الصِّراع الذي سوف يستمِرُّ إلى يومِ الحساب. ومنذ ذلك الحين فإنَّه تَسلَّطَ على الناس بِمَكْرٍ وخُطَطٍ لإغوائهم، مستخدِماً طرقًا غيرَ مسبوقَةٍ لِيُحقِّق هذا الغرضَ. وكما فَهمت الآن فإنَّ الشيطانَ عدوٌّ يُمكِنه أن يَدخل إلى الإنسان بِمكرٍ شدِيد ودهاء. ولهذا السَّبب يجِبُ عليك أن تكونَ حذِراً لِتنْجُوَ مِن حِيَله.
ولا تنسَ أبداً أنَّ الشيطانَ يَكمُن لك الآن ويُخطِّط للإيقاع بك. وهو يُحاوِل في هذه اللحظة أن يَمنعَك من إكمال قراءة هذا الكتاب، ويُحاوِل منْعَك مِن التفَكُّر فيما قرأته، ويحاول أن يَعُوقَك عن أداء الأفعال الخيِّرة، ويُغرِيَك حتى تُعامِلَ الذين يَكبُرُونَك بِغير احترامٍ وتَعصِيَهم. كما يسعى لأن يمنعَك مِن شُكر الله ومِن الصلاة، ويُحاوِل أن يمنعَك مِن أن تقولَ الصِّدْقَ في جميع أحوالِك. ويجب عليك ألاَّ تسمَحَ أبداً للشَّيْطانِ مِن أنْ يخدعَك ويُعطِّلَك عَن أن تكونَ إنساناً ذَا شخصيةٍ خَيِّرة، ويعطِّلَك عن الاستِماعِ لِصوتِ ضمِيرِك.
ويَجِب عليك أن تلجأَ إلى الله وتسألَه أن يُعِينَك ويُنْجِيَك حين تُفكِّر في فِكرةٍ شِرِّيرة، أو حين تجد نفسَك غيرَ راغِبَةٍ في القيام بِفعل خير، فهذا كلُّه مِن الحِيَل الماكِرَة للشيطان، ولا تنسَ أبداً أنَّ الشيطانَ لا سَيْطرةَ ولا سُلْطانَ له على من يمتلك الإيمان.

ميارى 9 - 6 - 2010 04:06 PM

نبيُّ الله نوحٌ عليه السلام

دعا نوحٌ عليه السلام قومَه إلى الطريق الصحيح، مَثَلُه مَثَلُ جميعِ الأنبياء، فأخبَرَهم بأنَّ عليهم أن يُؤمِنوا بالله خالقِ كلِّ شيء، ويجب عليهم ألاَّ يَعبدوا أحداً سواه، وإلاَّ فإنهم سوف يُعاقَبون. ويُخبِرُنا القرآن عن هذا كما يلي:
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) (سورة هود: 25 – 26)
ورغم جميع تحذيراته، لَم يؤمن بنوح إلا قليلٌ من الناس، وبناءً على ذلك؛ فقد أمر اللهُ نوحاً أن يَبنِيَ سفِينةً عظِيمَةً، وأخبَرَه أنَّه سوف يُنْجِي المؤمنين في هذه السفينة.
وأدهش بناءُ نوحٍ للسفينة في مِنطقةٍ لا يوجد فيها بحارٌ هؤلاءِ الناس الذين لا يؤمنون بالله، فسَخِروا منه .ولم يدرك الذين يفتقرون للإيمان ما الذي سوف يحدث لهم، ولكنَّ اللهَ كان يعلم.
وحين اكتَمَل بناءُ السفينة هَطَل مطرٌ غَزِير لأيَّامٍ متعددة وغطَّى الماءُ الأرضَ حتى فاض على كلِّ شيء. وقد أثبَتَ العلماءُ حدوثَ هذه الكارثة التاريخية، حيثُ تمَّ كشفُ العَدِيدِ مِن الدلائِلِ بالشرق الأوسط تُظهِر أنَّ الكثيرَ مِن جِبال اليوم غطَّتها المياهُ يوماً ما.
ولا شكَّ أنَّك قد شاهدت العديد من الفيضانات في مختلف أنحاء العالم على شاشة التِّلفاز. وعادةً ما يلجأ الناسُ إلى أسطح المباني في مواجهة مثل هذه الكارثة، وينتظرون إتْيَانَ النجدة. ولا يمكن في مثل هذه الحالات لغير المراكب والطائرات المروحية (الهليكوبتر) أن تُنقِذَهم، أمَّا في وقت نبيِّ الله نوحٍ عليه السلام فلم يكن هناك ما يُنقِذُهم إلا سفينةُ نوحٍ. وتُمثِّل هذه الكارثةُ التي سُمِّيَت طوفان نوح عقوبةً خلقَها اللهُ خصِّيصاً لمعاقَبة الناس الذين كفروا بنوح، ولأنَّ هؤلاء الناس انتظروا النجدةَ مِن غير الله؛ فإنَّه لم يركب السفينةَ أحدٌ من هؤلاء الذين صَمُّوا آذانَهم عن تحذيرات الله. ولم يضع هؤلاء ثِقَتَهم في اللهِ وإنَّما اعتمدوا على مخلوقاتٍ أخرى مثلِهم.
ولا يمكن لأيِّ شيء أن يحفظَنا إلاَّ إنْ أراد اللهُ ذلك، ولكنَّ الناس الذين أنكروا هذه الحقيقة تسلَّقوا الجِبالَ أو انتقلوا إلى مناطقَ أعلى، ولكنَّهم رغم ذلك لم يتمكَّنوا مِن إنقاذ أنفُسِهم مِن الغرق.
وآمَن عددٌ قليلٌ جِدًّا من الناس بالله ووثِقوا به، ممَّا قادَهم لِرُكوب السفينة مع نوح وإنقاذ أنفسهم. وأخذ رُكَّابُ السفينة مِن كُلِّ نوع من الحيوانات زوجاً؛ كما أمرهم الله تعالى، ويحكي لنا القرآن هذه الأحداث كما يلي:
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَوَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِر وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) (سورة القمر:9 – 16)
وقد أبلغ جميعُ الأنبياء الذين أرسلَهم الله لأقوامهم نفسَ التعاليم في الأساس، ودعَوْا أقوامهم لعبادة الله وطاعةِ رُسُلِه. ولم يسأل الرُّسُلُ أقوامَهم أجراً في مُقابِل خَدَماتِهم، فمن أرسلَهم اللهُ لنقل كلماتِه للناس لا يفعلون هذا، فالرُّسل لا يقدِّمون خدماتِهم إلا نتيجةَ حُبِّهم للهِ وخَوْفِهم منه. ويُجابِه الرُّسُلُ، أثناء توصيل رسالاتهم، العديدَ مِن الصِّعابِ حين يَذُمُّهم أقوامُهم ويُعامِلُونَهم بِقَسْوَة. وزيادةً على هذا فإنَّ بعضَ الناس تآمروا على قتْلِ أنبيائهم الذين أُرسِلُوا إليهم، بل وتجرَّأ بعضُهُم فقَتَلُوهم فِعلاً. ولكنْ بِما أنَّ الأنبياء يخافون اللهَ وحدَه ولا يخافون أحداً سواه، فإنه لم تثبطهم ولم تُخِفْهم أيَّةُ مُعوِّقات، ولم يَنْسَ الرُّسُل أبداً أنَّ الله سوف يُكافِئُهم بِسَخاءٍ، سواءٌ في الحياة الدنيا أو في الحياة الأخرى.

ميارى 9 - 6 - 2010 04:07 PM

نبيُّ اللهِ إبراهيمُ عليه السلام
سوف نُناقِشُ في هذا القسم بتوسُّعٍ العديدَ من مزايا بعضِ الرُّسُل الذين لَفَتَ اللهُ انتباهَنا إليهم في القرآن الكريم .
كان إبراهيمُ عليه السلام أَحَدَ هؤلاء الرُّسُل. وحين كان إبراهيمُ صغيراً، ولا يُوجد أحدٌ مِن حَولِه يُذكِّرُه بِوُجود الله، قام بِفَحْصِ السموات، فقادَهُ هذا لِيَفْهمَ أنَّ اللهَ يَخلُقُ كلَّ شيءٍ، ويذكُر لنا القرآنُ هذا كما يلي:
(وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُون إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (سورة الأنعام: 75 – 79)
ودعا إبراهيمُ قومَه ألاَّ يعبدوا إلا الله.
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِين وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) (سورة الشعراء: 69 - 82 )
وحاوَلَ أعداءُ إبراهيمَ قَتْلَهُ حين دعاهُم للإيمان بالله، فأَشعلوا ناراً عَظِيمَةً وألقَوهُ فيها، ولكنَّ اللهَ حمَاه ونجَّاه منها .ويُخبرُنا القرآنُ بهذا كما يلي:
(فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (سورة العنكبوت: 24 )
(قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ) (سورة الأنبياء: 69)
وبِما أنَّ اللهَ يَخلُقُ ويَتَحكَّمُ في كُلِّ شيء، فقد منعت إرادتُه النارَ مِن حَرْقِ إبراهيمَ، وهي مُعجِزَةٌ مِنَ اللهِ، ودلِيلٌ على قُدْرَتِه التي لا حدود لها. ولا يحدُث شيءٌ على وجه الأرض إلا بإرادةِ الله، إذ لا يُمكِنُ لِشيْءٍ أن يحدُثَ إلا بإرادته وتحت سيطرتِه. وإذا لَمْ يُرِد الله، فلا يُمكِنُ لِشخصٍ أن يُؤذِيَ أو يَقتُلَ شخصاً آخر، وذلك مِصداقًا لِقوله تعالى:
(وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ كِتَاباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) (سورة آل عمران: 145)
ولَمْ يَمُتْ إبراهيمُ رغم أنَّه أُلقِيَ في النار، لأَنَّ أجَلَ موته الذي حدَّده الله مُسبَقاً لم يكن قد حان بعدُ، فأنْجَاه اللهُ من الناس بإِذْنِه.
ويُخبِرُنا الله في إحدى آياتِ القرآنِ الكريم أنَّ إبراهيمَ كان رجلاً ذا شخصيَّةٍ نموذجية مثالية فيقول:
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ) (سورة هود: 75)
ويُحِبُّ اللهُ الناسَ الذين يخلصون وُدَّهم وقلوبَهم لَه، كما تُظهِر الآيةُ، وعدَمُ التمرُّد وامتلاءُ صَدْرِ الفَرْدِ بالخيرِ والخُضوعِ لأوامر الله، صفاتٌ يُحبُّها الله.

ميارى 9 - 6 - 2010 04:07 PM

نبيُّ الله موسى عليه السلام
يشير اللهُ كثيراً إلى نبيِّه موسى عليه السلام في القرآن الكريم. وقد أنزل اللهُ التوراةَ على موسى، ولكنَّ التوراةَ التي بِيَد اليهود اليوم، والعَهْدِ القديمِ الذي بِيَد المَسِيحيِّينَ فَقَدَا مِصداقيَّتَهُما الأصلِيَّة، فقد أُدخِلَت عليهما كلماتُ البَشَر وإضافاتُهم. ولكنَّ يَهودِيِّي العَصرِ الحالِيِّ ومَسِيحِيِّيهِ يَقرَأُون تلك الكتبَ المُحرَّفة مُفتَرِضِينَ أنَّها نُسَخُ مِن الكتاب الأصليِّ الذي أنزلَه الله .وقد حاد اليهودُ عن الطريق المستقيم؛ لأنَّ الكِتاب الذي يؤمنون بِه لم يَعُد الكتابَ الذي أَوحَى به اللهُ إلى موسى عليه السلام.

ونَعرِف كلَّ شيء عن حياة موسى الفاضلة وشخصيتِه من القرآن الكريم. وحسبما يُخبرنا القرآن، فإنَّ مُلوكَ مِصْرَ القديمةِ كان يُسَمَّى الواحِدُ منهم فِرعون. وكان أغلبيةُ الفراعِنَة أشخاصاً مغرورِين جدًّا، ولم يكونوا يُؤمِنون بالله، بل يظنُّون الألوهِيةَ في أنفسِهم.وقد أرسل اللهُ موسى لواحدٍ مِن أشدِّ هؤلاءِ الحكام قَسوَةً.
وتأتي قَضِيةُ "القَدَر" أحدَ النِّقاطِ المُهمَّة التي نرغبُ تَأمُّلَها أثناء قراءة الآيات المُتحدِّثة عن حياة موسى .فقد ساقَهُ قدرُه إلى قصرِ فرعون.
وكان فرعونُ قد أمر جُنودَه أن يَقتُلوا كلَّ وَلِيدٍ ذَكَرٍ يُولَد على وَجْهِ الأرض التي يحكُمُها، وذلك في الوقت الذي وُلِدَ فيه موسى. وكان موسى عليه السلامُ واحداً مِن هؤلاءِ الأطفالِ المعرَّضِين لِلخَطر. وأمَرَ اللهُ أمَّ موسى أن تتركَ وَليدها في صُندوقٍ (تابوت) وتضعَه في النهر، وأكَّد لها الله عودتَه إليها في النهاية، وأنَّه سيكونُ رَسُولاً لله. وَضَعَت الأمُّ موسى في التابوت وتركته في الماء، وطفا التابوتُ على الماء بصورةٍ عشوائية، ثُمَّ رسا بعد فترة على الشاطئ عند قصرِ فرعون. وهكذا رعا فرعونُ الشخصَ الذي سوف يبلِّغُه رسالةَ الله ويعارضُ وِجْهاتِ نظرِهِ المشوشة، دون أن يدرك فرعونُ ذلك. وعَلِم الله، الذي يُحِيطُ بكلِّ شيء عِلماً أنَّ فرعونَ سوف يجدُ موسى عليه السلام، وسوف يُربِّيه في قصره.
وقد علِمَ الله حين وُلِد موسى أنَّه سوف يُترَك في النَّهر، وأنَّ فِرعونَ سوفَ يعثُر عليه، وأنَّ موسى سوف يُصبِح نَبِيًّا في النهاية. وبهذه الطريقة حدَّد اللهُ مُسبَقاً قَدَر موسى، وأخْبَرَ به أمَّه.
ويجب أن نُلفِت النظرَ هُنا إلى أنَّ كلَّ تفاصيل حياةِ موسى عليه السلام حدَثَت وفقاً لِقَدَرِه الذي حدَّدَه الله له مُسبَقاً.
وتَرَك موسى مِصْرَ حين أصبح رَجُلاً شابًّا، وبعد مرورِ بعضٍ من الوقتِ بَعثَ اللهُ موسى نبيًّا ورسولاً، وأيَّدَه بِأخيه هارونَ نبيًّا عليهما سلام الله.
وذهب موسى وهارونُ إلى فرعون، وبلَّغاه رسالة الله. وكانت تلك مُهِمَّةً صعبةً إذْ دعيا - دون تردد- حاكِمًا قاسيًا إلى الإيمان بالله وعبادتِه، ويُخبِرُنا القرآن بدعوة موسى لِفرعون كما يلي:
(ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) (سورة الأعراف: 103-105)
وكان فرعون رجلاً مغروراً فَخُوراً. وتمرَّد على الله ظنًّا منه أنَّه يُسَيْطِر على كلِّ شيء. والحقيقةُ أنَّ كلَّ ما كان يملكه فرعونُ كان مِنْحَةً مِنَ الله، بما في ذلك قوته والأرض التي يملكها، ولكنْ نَظَراً لأنَّ فرعون لم يكنْ حَكِيماً فإنَّه لم يفهم هذا الأمر.
وعارَضَ فِرعونُ موسى، ولم يؤْمِن بالله، وكان كما ذكرنا مِن قبلُ رجُلاً شديدَ القسوةِ، واستعبَدَ بَنِي إسرائِيلَ .وحين أصبح واضحاً أنَّ فرعونَ ينوِي القضاءَ على موسى وكُلِّ المؤمنين، هَرَب هؤلاء مِن مِصر بِقِيادة موسى. وحُوصِر موسى عليه السلام وبنو إسرائيل معه بين البحرِ مِن جِهةٍ وفرعونَ وجنودِه الذين كانوا يتبعونهمأخرى. ولكنَّ موسى، حتى في هذا الموقف اليائس، لم ييأس أبداً، ولم يفقد ثِقَتَه بِالله. وفرَقَ اللهُ البحرَ قِسمَين بمعجزةٍ عظيمةٍ مِن عنده، وشقَّ طريقاً في البحر لبني إسرائيل. وكانت هذه إحدى المعجزات العظيمة التي أعطاها اللهُ لِموسى. وما إن وصل بنو إسرائيل إلى الشاطئ الثاني، فإنَّ البحرَ عاد إلى طبيعته، مُغرِقاً فرعونَ وجميعَ جُنُودِه.
ويخبرنا الله بهذه الحادثةِ المُعجِزَةِ في القرآن كما يلي:
(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ) (سورة: الأنفال54)
وحين أدرك فرعونُ أنَّه سوف يموت، أقرَّ بأنَّه يؤمِنُ بالله، وحاوَلَ بذلك أنْ ينجُوَ بنفسه. ولا نعلمُ هل كانَ للنَّدَمُ الذي شعر به في اللحظة الأخِيرَةِ أيَّة فائدة، وذلك لأنَّ اللهَ يعفُو عنَّا فقط حين يكونُ نَدمُنا خالِصاً، وحين يأتي قبلَ لحظةِ المَوْتِ نَفْسِها، فاللهُ رَحْمَانٌ رحيم. أمَّا إذا لم نَنْدَمْ ولم نَتُب إلاَّ في لحظةِ الموت، فإنَّها بالطَّبع لا تكون توبةً صادقةً، ولا تُنجِي مثلُ هذه التوبةِ الإنسانَ، ويُمكِنُ أن يكونَ هذا هو ما حدث مع فرعون، ولكنَّ اللهَ وحدَه يعلم. وكما تُظهِرُ هذه السورةُ؛ فإنَّه يجب علينا أن نحيا لنُرضِيَ اللهَ طِوَالَ حياتِنا ونتجنَّبَ خَطأ فرعونَ .فإنْ لم نفعلْ هذا فإنَّ الأسى لحظةَ المَوْتِ قد لا تكون له أيَّةُ فائدة.

ميارى 9 - 6 - 2010 04:08 PM

نبيُّ الله يُونُسُ عليه السلام
مهما كانت درجةُ صعوبةِ الموقف الذي يكون باعثاً على اليأس، فإنَّ المرءَ يَجِب أنْ يَثِقَ باللهِ دائمًا ويسألَه العَوْنَ. وكما ذَكَرْنا في الفصلِ السابِقِ فإنَّ موسى عليه السلام لم يَيْأس أبداً، حِينَ حُوصِر بينَ جُيُوشِ فِرعونَ والبحرِ الأحمر، وإنَّمَا وضع ثقتَه في الله. ويقدِّم لنا يونسُ عليه السلام نموذجاً آخَرَ للشَّخصِية الخَيِّرةِ التي لا تَيْأسُ أبداً مِن عَوْنِ الله.
ورغم أنَّ الله كلَّف يونسَ بِإنذارِ قَومه فإنَّه ترك قومَه دُونَ إنذار. واختبَرَ اللهُ يونسَ بِعِدَّةِ طُرُق، فأُلقِيَ إلى البحر من السفينة التي ركبها، ثم ابتَلَعتْهُ سمكةٌ عِملاقةٌ، وأدَّى ذلك إلى شُعُورِه بالنَّدَمِ العَمِيقِ على تصَرُّفِه، فرجع إلى الله تائباً، والتَجَأَ إليه ضارعًا، ويُخبِرُنا القرآن بهذه الحادثة كما يلي:
(
وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) (سورة الأنبياء: 87-88)
ويُخبِرُنا اللهُ في القرآنِ أيضاً بِمَا سيحدث ليونس عليه السلام لو لم يَثِق بالله ولم يُسبِّحه ويَدْعُه:
(
فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) (سورة الصافات: 143-147)
وأنقذ اللهُ يونسَ مِن موقفٍ يائسٍ فِعْلاً. ويُمثِّل ما سبق إشارةً واضحةً للإنسان أنَّه يجب عليه ألاَّ يَيْأسَ أبداً مِنْ عون الله، فتجرُبَةُ يونسَ عليه السلام دَرْسٌ لِجمِيعِ المُؤمِنِين، وعلينا ألاَّ نضعفَ مهما كانت المشقَّةُ والصعاب التي تُواجِهُنا، ويجب أن نَدْعُوَ اللهَ دائمًا ونسألَه العَوْنَ.

ميارى 9 - 6 - 2010 04:09 PM

نَبِيُّ الله يُوسُفُ عليه السلام

نجد في القرآن وصفًا تفصيليًّا لِقِصَّة يوسفَ عليه السلام، وسوف نَعرِضُها هنا باختصار لنتعرَّف على شخصية يوسف المثالية. حين كان يوسفُ صغيراً ألقاه أخوتُه في بئرٍ لأنَّهم كانوا يَغَارُون منه، وأخبروا أبَاه أنَّ ذِئْبًا أكله. وعَثَرت قافلةٌ على يُوسُفَ في البِئر، وباعوه إلى نَبِيلٍ مِصرِيٍّ يمتلِك قصرًا. وبعد ذلك تعرَّض للظُّلمِ والافتراءِ عليه بالباطِلِ، فأُلقِيَ في السِّجن حيثُ لَبِثَ عِدَّةَ سنوات.

وتبيَّنَت بَراءَةُ يوسُفَ في النهايَةِ وأُفرِجَ عنه. ونظرًا لِحكمتِه البالِغَةِ، وكَوْنِهِ شخصًا يُوثَق به، ولأنَّه كان بَرِيئًا تمامًا، فإنَّ حاكِمَ مِصر وضع تحت سُلطَتِه كُنُوزَ مِصرَ ومَخازِنَها. وصَفَح يوسفُ في النِّهايةِ عَن إخوَتِه الذين عامَلُوه بقسوةٍ بالِغَةٍ، واستدعى أخوتَه وأباه وأمَّه لِيَعِيشُوا معه .
وكانت شخصيةُ يوسفَ عليه السلام شخصيةً مثالِيَةً، فقد اختبره الله بِعِدَّةِ طُرُقٍ، ونجَّاه مِن البئر الذي كان من المستحيل أن يهرب منه، ثم نجَّاه مِن موقِفٍ مليءٍ بالشرِّ مِن خلال دُخُولِه السِّجن، ثم نَجَّاه مِن السِّجنِ وبرَّأَ سُمعَتَه، وأخيراً منَحَه مَنصبًا رَفِيعًا. وكان يوسفُ عليه السلام يَلجَأُ إلى الله ويدعوه في كلِّ المواقف. ورغم براءَتِه فإنَّ يوسفَ لَبِثَ في السِّجنِ بِضْعَ سنوات، ولكنَّه لم ينسَ أبداً أنَّ هذا ابتلاءٌ مِنَ الله. ودَأَبَ يُوسفُ - أثناء وجوده في السجن - على ذِكْرِ قُدرَةِ الله وعَظَمتِه لِلنَّاسِ مِن حَولِه. ويُظهِر لنا وَلاؤُه للهِ وثِقتُه به تحت هذه الظُّروف القاسِيَةِ حقِيقَةَ شخصيتِه المُمتازَة.

ميارى 9 - 6 - 2010 04:10 PM

نبيُّ الله أيُّوبُ عليه السلام

الثباتُ في مُواجَهة ما يحدث للإنسان صفةٌ مميِّزَةٌ للمسلِمين. وقد اُبتُلِيَ أيُّوبُ عليه السلام بِفقد أسرته وثروتِه، وابتُلِيَ بِمرضٍ شديدٍ سبَّب له معاناةٍ كبيرةً. ولم يسأل أيُّوبُ غيرَ اللهِ، ووَضَع ثقتَه فيه. واستجابَ اللهُ لأيُّوبَ وعلَّمَه كيف يتغلَّب على مِحنتِه .وينقلُ لنا القرآنُ شخصيةَ أيُّوبَ عليه السلام النموذجيَّةَ، ويذكُر لنا دعوَتَه كما يلي:
)وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌوَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ( ) سورة ص: 41-44)
ويَعيبُنا أنَّنا فور إصابة أحدنا بمرض أو مشقة أو مشكلة فإنه يستسلم لليأس فوراً، وبعضُ الناس يزيدون على هذا فيتمرَّدون على الله، وهذه صفاتٌ تُغضِب الله .ويعلِّمُنا نموذجُ أيُّوبَ أنَّ الله قد يُعرِّض عبادَه لصِعابٍ متعدِّدة، ولكنَّ هذه المصائب تُنضِج المؤمنَ وتختبِر إخلاصَه لله.
ويجب علينا أن ندعوَ اللهَ ونثقَ به في مواجهة جميع المصاعب التي نتعرَّض لها. ويجب علينا أن نصبِر كما صبر أيُّوبُ عليه السلام، ونتوجَّه إلى الله، وعندها فقط يُخفِّفُ اللهُ مصاعِبَنا، ويكافِئُنا في هذه الدنيا وفي الحياة الآخرة.

ميارى 9 - 6 - 2010 04:11 PM

نبيُّ الله عيسى عليه السلام


خلق الله عيسى عليه السلام بطريقةٍ خاصَّة. وكما حدث في حالة آدمَ؛ فإنَّ الله خلق عيسى مِن دُونِ أبٍ .ويُخبِرنا الله بهذا في القرآن كما يلي:
(
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) (سورة آل عمران 59 )
ويُشِير القرآنُ إلى عيسى بِكونه اِبنًا لِمريمَ عليها السلام .ومريمُ امرأةٌ نَبِيلةُ شريفة، يَعرِضُها الله لنا نموذجًا من النماذج الفذَّة، إذْ كانت اِمرأةً شديدةَ العِفَّة، ومُؤمِنةً مُخلِصَةً لله. وقد وَهَبَها اللهُ عيسى بواسطة مَلَكِه "جِبريل" دُونَ أبٍ بِمُعجِزة منه، كما بشَّرَها أنَّ ابنَها سوف يكون نبيًّا.
وجعل اللهُ عيسى نبيًّا، وأنزل عليه الإنجيلَ وهو أحدُ الكتب السماوية التي أرسلها الله للبشرية (بعد اختفاء عيسى بدَّل الناسُ الإنجيل، واليوم ليس لدينا نسخة من الإنجيل الأصليِّ، ولا يُمكن الاعتمادُ على الكتب التي يُطلِق عليها المسيحيُّون إنجيلاً. وقد أمر الله عيسى أن يدعوَ الناسَ إلى صراطِ الله المستقيم، ومنَحَه العديدَ مِن المُعجِزات .وتكلَّم عيسى وهو رَضِيعٌ في المهد، وذكَّر الناسَ بالله. كما بشَّر عيسى بمُحمَّد (أحمد) عليه الصلاة والسلام، رسول الله الذي سوف يأتي بعدَه، وقد أخبرنا الله في القرآن بهذا كما يلي:
(
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) (سورة الصف: 6)
ولم يُؤمِن بِعِيسى ولم يُعاوِنْه في زَمَنِه إلا أُناسٌ قليلون جدًّا .أمَّا أعداءُ عيسى فقد اِبْتَكروا مُؤَامراتٍ لِقتله، وظنُّوا أنَّهم قَبَضوا عليه وصلبوه، ولكنَّ اللهَ يُخبِرُنا في القرآنِ أنَّهم لم يقتُلُوه:
(
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) (سورة النساء157)
وبعد اختفاءِ عيسى عليه السلام، حاول أعداؤُه أن يُغيِّروا الوحيَ الذي جاء به، فبَدَأُوا يَرسُمُون عيسى ومريمَ على شكل كائِناتٍ فوق الطبيعة، بل وحتى على شكل آلِهَةٍ .ويُوجَد إلى يومِنا هذا مَن يَتَمسَّك بهذه المُعتقداتِ الباطِلَة .ويُخبِرُنا القرآنُ على لِسانِ عيسى ابنِ مريم أنَّ هذه المُعتقداتِ خاطِئَةٌ، كما يلي:
(
وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (سورة المائدة: 116-117)
وبعد اختفائِه ازداد عددُ الذين يؤمنون بعيسى بنِ مريم بِدَرَجة كبيرة، ولكنَّهم اليومَ بَعُدُوا عن الطريقِ المستقيمِ لأنَّهم يتَّبِعُون الكتابَ المُقَدَّسَ الذي تَغيَّرَ بِالإضافة والحذف. ولا يُوجَد طريقٌ مُستقيم في يومنا هذا إلا الذي دعانا إليه النبيُّ مُحمَّدٌ عليه الصلاة والسلام، لأنَّه وَحْيُ اللهِ الوحيدُ الذي لم يتغيَّر.


ميارى 9 - 6 - 2010 04:12 PM


رسولُ الله مُحَمَّدٌ صَلّى الله عليه وسَلّم
نعرف عن محمَّدٍ رسولِ الله عليه الصلاة والسلام أكثرَ مِمَّا نعرِفُ عن سائر الأنبياء، لأنَّه آخرُهم؛ وقد عاش منذ 1400 سنةٍ فقط. وكان الناسُ قد غَيَّرُوا وشَوَّهوا جميعَ الدِّياناتِ التي أنزلَها اللهُ على أنبِيَائِه مِن قَبْلُ .ومِن أجل ذلك؛ فإنَّ الله أنزل القرآنَ - آخرَ الكُتُب السماوية - على النبيِّ مُحمَّد، حتى يُصحِّحَ جميعَ الأخطاء التي أُدخِلَت على الدِّياناتِ القديمة، وهو الكِتابُ الوحِيدُ الذي سوف يُحاسَبُ الناسُ عليه إلى يومِ القيامة، وقد بيَّن الله لنا فيهِ ما الذي يريده من عباده.
وقد واجَه نبيُّنا محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلم - مثل الأنبياء السابِقين - العديدَ من المصاعب أثناءَ تبليغه رسالةَ الله لِقومه. ووُجِّهَت لِلنَّبِيِّ العديدُ مِن الاتهامات التي لا أساس لها، رغم أنَّه لم يسأل قومَه أيَّ أجرٍ، ولم تكن له أيَّةُ رغَبَاتٍ دُنيَوِية.
وأُجبِر نبيُّنا على الهجرة مِن مكَّةَ - المدينةِ التي وُلِدَ فيها - وقد اُضْطُهِد المسلمون الأوائل الذين اتبَّعُوه، حتى أنَّ بعضَهم عُذِّبَ وتعرَّض لِمُعامَلة قاسِيَة، ولكنَّ اللهَ لم يَدَع الكفَّارَ يغيرون دين الإسلام، وظلَّ سليمًا مِن التحريف إلى يَومِنا هذا، تصديقاً لوعد الله في حفظ كلامِهِ الحكيم وكتابه العزيز؛ القرآنِ المجيد.
وتُوجَّهُ دعوةُ نبيِّنا محمَّدٍ عليه الصلاة والسلام إلى جميعِ الناس الأحياء في عصرنا هذا، وقد أمَرَ الله جميعَ الناس بِطاعَةِ الرُّسُلِ، وأكَّد في العَدِيدِ مِن الآيات أنَّ طاعةَ رُسُلِه هي في الحقيقةِ طاعةٌ له سبحانه. ومِن أجل هذا تُعتَبَر طاعةُ نبيِّنا عليه الصلاة والسلام مِن أهمِّ مبادئِ الإسلام الأساسية. ويُعتَبَرُ خُضُوعُ القَلْب لأوامر النبيِّ عليه الصلاة والسلام انعكاسًا لطاعة المَرْءِ لله.
ويُعرِّفُنا اللهُ في القرآن الكريم بالصِّفات المتفوِّقة لنبيِّنا الذي كان مَثَلاً وقُدوَةً لِكلِّ الناس، وفيما يلي بعضاً من هذه الآيات.
(
لَقَدْجَاءكُمْرَسُولٌمِّنْأَنفُسِكُمْعَزِيزٌعَلَيْهِمَاعَنِتُّمْحَرِيصٌعَلَيْكُمبِالْمُؤْمِنِينَرَؤُوفٌرَّحِيمٌفَإِنتَوَلَّوْاْفَقُلْحَسْبِيَاللّهُلاإِلَـهَإِلاَّهُوَعَلَيْهِتَوَكَّلْتُوَهُوَرَبُّالْعَرْشِالْعَظِيمِ) (سورة التوبة: 128 - 129 )
(
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (سورة الأحزاب: 40 )
(
لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) (سورة آل عمران: 164)
أمَرَ اللهُ النبِيَّ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم أنْ يُوصِلَ رسالةَ الله إلى الناس مِن خلال آياتِه التي تبدأ بكلمة "قُل..."، وبلَّغ نبيُّنَا محمدٌ صلى الله عليه وسلم الرسالةَ للناس من خلال تلك الآيات، وجميعِ آيات القرآن .وقد أخبرتنا زوجتُه عائشة رضي الله عنها أنَّ النبيَّ "كان خُلُقه القرآن" قاصِدَةً بذلك أنَّه أستوعب القرآن بصورة كاملة ونعلم أنَّ سنَّة النبيِّ هي التطبيقُ العَمَلِيُّ لتعاليم القرآن والامتثال بأوامر الله .ويُقرِّرُ الله في إحدى آيات القرآن أنَّه على عباده الذين يخافُونَه ويريدون مَغفِرَتَه؛ طاعةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (آل عمران: 31 )
وكما توضِّح الآيةُ السابقة، أنَّه إذا ما أردنا أن يُحِبَّنا الله، فيجب علينا أن نمتَثِل بِما يدعونا إليه نبيُّنا، ونُمارِسَ تعاليمَه بِمُنتهى الدِّقة.

ميارى 9 - 6 - 2010 04:28 PM

معجزات القرآن الكريم
كما ذكرنا سابقاً فإنَّ أعظم معجزة منحها الله لنبيِّنا عليه الصلاة والسلام هي القرآن. وقد أنزل الله القرآنَ للناس منذ 1400 سنة، ولكنَّه احتوى بعضَ الحقائق التي لم نكتشف معناها إلا حديثاً.
وقد خلق الله كلَّ شيء في الكون، من الكواكب إلى النجوم إلى البشر والحيوانات. ويَعرِف ربُّنا كلَّ شيءٍ لم نكتشفه بعد، ويُخبِرُنا عن بعضِ تلك الاكتشافات في القرآن. ولا يمكننا أنْ نتعلَّم تلك الأشياءَ إلا بإذن الله، وبعدها نكتشف أنَّها معجزاتٌ من الله.
ويتضمَّن القرآنُ العديدَ من المعجزات العلمية، وسوف نتناول هنا بعضًا مِن هذه المعجزات (ولِلمزيد من المعلومات يمكنك الرجوع إلى كتاب معجزات القرآن).
كيف ظهَر الكونُ إلى الوجود
يشرح القرآنُ كيف نشأ الكون في الآية التالية، وفي العديد مِن الآيات غيرِها.

(
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) )سورة الأنعام : 101 )
وقد أوضحنا في الجزء الأوَّل من هذا الكتاب بالتفصيل كيف ظهر الكون إلى الوجود من العدم، منذ 15 مليار سنة. ويعني هذا أنَّ الكَوْنَ ظهر إلى الوجود فَجْأَةً مِن العدم.
وقد مكَّنَنا العِلمُ الحديث في القرن العشرين مِن الحصول على دليلٍ علميٍّ يُثبِتُ هذا الحدثَ الكبير. بعد أن كان من المستحيل عِلميًّا معرفةُ هذه الحقيقة منذ 1400 ، ولكنْ كما تُظهِر هذه الآية؛ فإنَّ الله أخبَرَنا بهذه الحقيقة حين أنزل القرآن، وهي أحد معجزات هذا الكتاب السماويِّ، وأحدُ الأدلَّةِ على أنَّه كلامُ الله.
الأفلاك
يَعرِفُ الكثيرون مِنكم أنَّ أرضَنا وغيرَها مِن الكواكب لديها مدارات. والحقيقةُ أنَّ الأفلاكَ لا تَقتصِر على الكواكب في مجموعتِنا الشمسية، ولكنْ جميعُ الأجرامِ السماوية في كَوْنِنا لديها مداراتُها المُستقلَّة؛ أي أنَّها كلُّها تتحرَّك في مسارات محسوبة بِدِقَّة. والحقيقة العلمية السابقة والتي لم يكتشفها العلماءُ إلا حديثا،ً قد اُكتُشِفت منذ 1400 عامٍ.

(
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (سورة الأنبياء33)
ويَظهَرُ مِن هذه الآية أيضاً، أنَّ الله يُخبِرُنا بحقيقة علمية لم تُكتشَف إلا حديثاً. ولم يكن الناسُ يَعرِفون أنَّ الأجرام السماوية تَسبَح في مداراتٍ ثابِتَةٍ أثناء نزول القرآن، ولكنَّ اللهَ يَعرِفُ كلَّ شيء، ويُخبِرُ عبادَه بِما يشاء.
عدَمُ اختلاط البحرين
تُخبِرُنا الآيةُ التالية بإحدى صفات البِحارِ التي لم تُكتشَف إلا حديثا، كما يلي:
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ) (سورة الرحمن 19 - 20 )
هذه الخاصية المذكورة في الآية؛ أنَّ البِحارَ تلتقي ببعضها البعض دونَ أنْ تختلط، لم يَكتشفْها عُلَمَاءُ البِحارِ والمحيطات إلا حديثًا. وتتسبَّب القُوَّة الطبيعية المُسمَّاة بِـ"التوتُّرِ السطحيِّ" في عَدَمِ اختلاط مياه البحار المجاورة ببعضها البعض. ونظراً لاختلاف كَثَافةِ مِياه كُلِّ بحرٍ عَن الآخر؛ فإنَّ التوَتُّرَ السطحِيَّ يَمنَع البِحار من الاختلاط ببعضها بعضاً، كما لو كان هناك جدارٌ رفيعٌ بينهما.
وما يُثِيرُ العجب؛ هُوَ أنَّ القُرآن أخبرنا بهذه الحقيقة في فترة تاريخية لم يكن لدى الناس فيها أيَّةُ معلوماتٍ عن الطبيعة والتوتُّر السطحيِّ، أو عِلْمِ البحار والمُحِيطات.


الساعة الآن 08:26 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى