منتديات المُنى والأرب - على البال .. كل التفاصيل

[frame="14 90"]

نسيت ان اقول اننا كنا قد استأجرنا الكرسي من امرأة بالحرم .. طبعا كل الكراسي مكتوب عليها وقف للحرم المكي .. انا اعلم ان وقف تعني لا يجوز تأجيره او الانتفاع به للمصلحة الشخصية .. ولكن هناك سماسرة بالحرم يجمعون الكراسي ويؤجرونها بمبلغ خمسين او ستين دينارا ..
المهم اني كنت قد اتفقت ان ومن معي ان نلتقي عند هذه المرأة في حال انتهينا من السعي بين الصفا والمروة..
كنت اطوف وابحث عنها بين الطائفين دون جدوى وكلما انهيت شوطا اسأل المرأة هل عادت؟ تجيب بلا ..
انهيت الطواف وجلست مثل الرهينة عند هذه المرأة التي ارسلت بناتها عدة مرات تبحث عن صديقتي دون جدوى..
اذن الفجر .. وما زلت في مكاني وصليت وانا نصف نائمة ..
الآن تعود هي وصاحبتها .. ولكن دون جدوى!
كيف سأعود الى الفندق حافية القدمين؟؟
لم يهمني لأن البعض يضيع حفايته بالحرم .. اذن سأمشي حافية !
ما اسم الفندق؟؟ كل ما تذكرته هو ام القرى ..
للحظات انمحت من ذاكرتي كل المعلومات ولو سألني احد عن اسمي لن اتذكره!
كيف سأتصل بأهلي؟؟ هاتفي ليس معي؟؟
المهم اني سرت الى المكان الذي احضرنا به التكسي ومن هناك طلبت من سائق ان يوصلني لفندق ام القرى !لم اكن اعلم ان معظم الفنادق تحمل نفس الاسم ولكن ام القرى الذهبي والفضي والله اعلم ان كان في معادن اخرى لام القرى .. بكل مكان في فندق يجمل اسم ام القرى ..
السائق من جنسية آسيوية وكما يبدو هندي والعلم عند الله
سار بي السائق في شوارع لم يمر بها الباص الذي احضرنا للفندق لاني اذكر جيدا انه دخل من تحت نفق والفندق له درج رخامي اسود ومدخله محلات تجارية ..
اوصلني الى فندق ام القرى .. وكان غير الفندق الذي نزلنا به
قلت له ليس هذا الفندق الذي اريد
وما كان منه الا ان طردني من السيارة وهو يقول انت كاذب انت مش مزبوط .. ونزلت من السيارة وسط شتائم بلغة لا افهمها !
جاء العامل الذي يجلس امام الفندق ومن قبالة الفندق حضر شاب من مطعم ..وسألوني ما المشكلة فأخبرتهم بالقصة وسط دموع وبكاء على وضعي .. كنت كما سبق وقلت حافية القدمين .. فإذا بالشاب يعطيني حفايته لألبسها .. طبعا الحفاية من كبرها قدماي الاثنتين تدخل في واحدة هههههههههههههه
بعض الناس فكروني افتعل قصة ضياعي لأجمع فلوس فأريتهم اني املك فلوس ..ولست بحاجة.. كل ما احتاجه هو ان اعود لأهلي..
الشاب بالمناسبة ربنا يرضى عليه ويوفقه اينما دار وجهه اتضح انه فلسطيني من غزة ويسكن قطر ويأتي بإجازته الدراسية ليعمل بالمطعم .. الله يحماه لشبابه آمين..
قال لي الشاب والآن ماذا ستفعلين؟
قلت سأذهب مرة اخرى للحرم..
اوقف لي سيارة وسائقها يفوق السبعين من العمر وسيارته من موديل الخمسينات والجير عند الستيرنج وبالكاد يتحرك وانا على احر من الجمر!
في الطريق التي لا ادري ان كانت طريق الحرم ام لا .. تناول هذا السائق ورقة من بين الأوراق التي يضعها عادة في مظلة السيارة ولا ادري ما هي المادة التي وضعها في فمه وبعدها لم اعد افهم عليه اي كلمة..
الشوارع أزمة فكانت السيارة تسير ببطء شديد .. فما كان مني الا ان فتحت زجاج السيارة وسألت اشخاص سعوديين ان كانت هذه طريق الحرم ام لا؟بدأت الشكوك تساورني من هذا السائق خاصة بعد ان تناول هذه المادة.. فلو كانت هذه المادة طبيعية لماذا لا يضعها في جيبه بدل هذا المكان؟
شاب سعودي كان صارما في كلامه فقال له توصلها للحرم سامعني وانا لاحقك ..
فعلا اوصلني الى الحرم ولكن من مكان غير الذي اعرف ومشيت ولو كنت طفت سبعة اشواط اخرى لكان اهون علي من هذه الطريق!
شاهدت المعتمرين يسيرون فسرت معهم وانا ابكي بحرقة ..
دخلت الحرم فكانت هناك سيارة الامتعة يسوقها سعودي وشاهدني وانا ابكي فسألني ما بك يا حجة؟
فقلت له انا ضائعة!
قال لي اين كرت الفندق؟
قلت اضعت كل شيء..
قال سيأتي اهلك ويسألون عنك اذهبي هناك فهو مكان للتائهين!
تخيلت نفسي وانا احمل عصا مكتوب عليها اسمي فزاد بكائي..
ولكن الله كريم .. وهو يحدثني واذا بطفل تقريبا بالثالثة عشرة من عمره قال لي خالتو انتو اللي جيتو امس بالباض الأحمر من الأردن ؟
قلت له نعم
قال لي بالباص الأبيض قلت نعم .. ولو قال لي كل الألوان سأقول نعم المهم عندي ان اصل الى الجالية الاردنية اينما كانت وبعدها سأصل الى اهلي او الفندق..
قال لي اذهبي معنا فالفندق قريب منا ..
قلت على بركة الله
المهم ان والدة هذا الطفل من اربد وشاهدتني وانا اكلم ابنها فنظرت اليه نظرة تقول لا تكلم الغرباء..
معها حق
ولكني اقتربت منها وسلمت عليها وعرفتها بنفسي .. ومع هذا لم اجد منها الارتياح الكامل
المهم اني سرت معهم وانتظرت ان يتصوروا مع الحمام وانتظرت ولكن الانتظار افضل من الضياع
ركبنا الباص ووصلنا الى منطقة الفنادق .. ونزلنا
قلت للطفل هذا ليس فندقنا فالفندق الذي نقيم به شارعه ترابي ..
سار بي قليلا واذا بي امام الفندق ..
دخلت الغرفة ووجدت صديقتي ومن معها نائمات والمكيف يبعث برادا كنت بحاجته .. عملت فنجان قهوة واندلق مني على السرير ..
قلت لو ان احداهن تاهت هل كنت سأتركها واذهب؟ لا والله..
ولكن معادن الناس تظهر بالسفر
لم اعلم احد من الأهل ما جرى الا بعد وقت هههههههههههههه خايفه من الشماته ههههههههههههه
ومن بعدها لم افارق اسرتي الا عند المبيت ..
كان درسا لي كبيرا وسيبقى على البال ما حييت
اما هذا الآسيوي الذي شتمني وبهدلني فقد التقيته آخر يوم بالحرم عندما اردنا ان نوقف تكسي وكان هو .. هههههههههه قلت له : انت ؟ روح من وجهي واحد نصاب .. طبعا كان يريد ان يأخذ منا مبلغ 150 ريال اي بحدود 30 دينار علما ان الاجرة في الذروة 20 الى 30 ريال..

وعلى البال سأوافيكم لاحقا ان تذكرت ببعض التفاصيل

الحمد لله على سلامتي هههههههههههه

[/frame]

4 - 2 - 2014, 12:14 am