منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   نصوص رسائل جبران خليل جبران لمي زيادة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=12274)

صائد الأفكار 7 - 12 - 2010 01:26 AM

رسالة 18


نيويورك 26 شباط 1924

نحن اليوم رهن عاصفة ثلجية جليلة مهيبة، وأنتِ تعلمين يا ماري أنني أحب جميع العواصف خصوصاً العواصف الثلجية. أحب الثلج، أحب بياضه وأحب هبوطه وأحب سكوته العميق. وأحب الثلج في الأودية البعيدة المجهولة حيث يتساقط مرفرفاً ثم يتلألأ بنور الشمس ثم يذوب ويسير منشداً أغنيته المنخفضة.

أحب الثلج وأحب النار، وهما من مصدر واحد، ولكن لم يكن حبي لهما قط سوى شكل من الاستعداد لحب أقوى وأعلى وأوسع.

ما ألطف قول من قال:


يا ميّ عيدك يوم *** وأنت عيد الزمان

وما أعظم الفرق بين هذا البيت العربي و "بيتٍ" لشاعر أماركي من قصيدة بعث بها إليَّ في الآونة الأخيرة، قال:


Your Honour and reward *** That you
shall be crucified

" في الصلب شرفك وثوابك"

لا بأس- على أنني أخشى بلوغ النهاية قبل الحصول على هذا الشرف وهذا الثواب.

لنعد هنيهة إلى "عيدك" أريد أن أعرف في أي يوم من أيام السنة قد ولدتْ صغيرتي المحبوبة. أريد أن أعرف لأنني أميل إلى الأعياد وإلى التعييد. وسيكون لعيد ماري الأهمية الكبرى عندي. ستقولين لي " كل يوم يوم مولدي يا جبران" وسأجيبك قائلاً " نعم، وأنا أعيّد لك كل يوم، ولكن لا بد من عيد خصوصي مرة كل سنة".

سررت بإبلاغك إياي أن ذقني ليست لي. سررت جداً جداً، وأظن أن تسليم ذقني أول تلك " الشروط" الدولية. لقد كانت هذه الذقن مسرحا للاهتمام غير اللازم وللتعب غير اللازم. والآن وقد صارت ذقني في حوزة سواي عليَّ أن أرفع عنها يدي- ومنجلي! فليحتمل من يملكها مسؤولياتها. بارك الله فيها لمن يملكها. ولي من ذكائك المدهش ما يوقفني عن الإسهاب في هذا الموضوع الزراعي.

كذا- أما بخصوص الخلاف الذي كان بين إهدن وبشري فقد زال بكليته، ولقد قرأت في بعض الصحف أن "جمعية الشبيبة البشراوية" دعت " جمعية الشبيبة الإهدنية" إلى وليمة في مار سركيس بشري، وبعد ذلك بأيام دعت الشبيبة الإهدانية البشراوية إلى وليمة في مار سركيس إهدن. أنا أعتقد أن الخصام قد ابتدأ بالسركسيين القديسن، غفر لهما الله، وظل الخصام على قدم وساق حتى قام من البلدتين فتيان لا يعرفون شيئاً عن السراكيس. ولكن الوفاق بين إهدن وبشري لا يعني أننا ( أنتِ وأنا) لن نحتاج في المستقبل إلى صندوق الذهب "الحلو المليح" لا ، لا يعني هذا أبداً، فأنت وأنا سنبقى متكلين على صندوق الذهب حتى يتكل كل منا على رفيقه.

انظري يا محبوبتي العذبة كيف قادنا المزاح إلى قدس أقداس الحياة: عندما بلغتُ هذه الكلمة " رفيقة" ارتعش قلبي في صدري فقمت ومشيت ذهاباً وإياباً في هذه الغرفة كمن يبحث عن رفيقه. ما أغرب ما تفعله بنا كلمة واحدة في بعض الأحايين- وما أشبه تلك الكلمة الواحدة برنين جرس الكنيسة عند الغروب. إنها تحول الذات الخفية فينا من الكلام إلى السكوت، ومن العمل إلى الصلاة.

تقولين لي أنك تخافين الحب. لماذا تخافينه يا صغيرتي؟ أتخافين نور الشمس؟ أتخافين مدَّ البحر؟ أتخافين طلوع الفجر؟ أتخافين مجيء الربيع؟ لما يا ترى تخافين الحب؟.

أنا أعلم أن القليل في الحب لا يرضيك، كما أعلم أن القليل في الحب لا يرضيني. أنت وأنا لا ولن نرضى بالقليل. نحن نريد الكثير. نحن نريد كل شيء. نحن نريد الكمال. أقول يا ماري أن في الإرادة الحصول، فإذا كانت إرادتنا ظلاً من أظلال الله فسوف نحصل بدون شك على نور من أنوار الله.

لا تخافي الحب يا ماري، لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي، علينا أن نستسلم إليه رغم ما فيه من الألم والحنين والوحشة ورغم ما فيه من الالتباس والحيرة.

اسمعي يا ماري: أنا اليوم في سجن من الرغائب. ولقد ولدتْ هذه الرغائب عندما ولدتُ. وأنا اليوم مقيد بقيود فكرة قديمة، قديمة كفصول السنة، فهل تستطيعين الوقوف معي في سجني حتى نخرج إلى نور النهار، وهل تقفين إلى جانبي حتى تنكسر هذه القيود فنسير حرَّين طليقين نحو قمة الجبل؟

والآن قربي جبهتكِ. قربي جبهتك الحلوة- كذا، كذا. والله يبارككِ والله يحرسكِ يا رفيقة قلبي الحبيبة.

جبران

صائد الأفكار 7 - 12 - 2010 01:26 AM

رسالة 19

نيويورك 2 تشرين الثاني 1924

يا ماري- أنتِ تعرفين سبب سكوتكِ أما أنا فأجهله. وليس من العدالة أن يكون جهل المرء مصدرا لتشويش أيامه ولياليه.
الأعمال والأقوال بالنيات، ولقد كانت نيتي ولم تزل في راحة الله. أخبريني يا صغيرتي المحبوبة عما حدث لك أثناء العام الغابر. أخبريني واكسبي أجري.
والله يحرسك ويملأ قلبك من أنواره.


جبران

صائد الأفكار 7 - 12 - 2010 01:26 AM

رسالة 20


نيويورك 9 كانون الأول 1924

ما أعذب صغيرتي المحبوبة تذكرني في صلاتها كل يوم. ما أعذبها وما أكبر قلبها وما أجمل روحها.

ولكن ما أغرب سكوت صغيرتي المحبوبة، ما أغرب سكوتها. ذلك السكوت الطويل كالأبدية العميق كأحلام الآلهة- ذلك السكوت الذي لا يترجم إلى أية لغة بشرية. ألا تذكرين أنه لما جاء دورك في الكتابة لم تكتبي؟ أولا تذكرين أننا تعاهدنا على معانقة الصلح والسلام قبل أن يعانق الليل الأرض؟

وأنت تسألين عن حالي، وعن "خاطري"، وعن الأمور التي تشغلني، أما حالي فهو مثل حالكِ تماماً يا ماري. أما خاطري فلم يزل في الضباب حيث اجتمعنا- أنتِ وأنا- منذ ألف سنة. أما الأمور التي تشغلني في هذه الأيام فهي من الأمور المضطربة المشوشة، تلك الأمور التي لا بد لمن كان مثلي من اجتيازها، رغب فيها ، أو لم يرغب.

الحياة يا مريم أغنية جميلة، فبعضنا يجيء نبرةَ في تلك الأغنية وبعضنا يجيء قراراً. ويبدو لي يا مريم أنني لست بالنبرة ولست بالقرار. يبدو لي أنني لم أزل في الضباب، في ذلك الضباب الذي جمعنا منذ ألف سنة.

على أنني رغم كل شي أشتغل مصوراً أكثر الأيام وفي بعض الأيام أهرب إلى مكان بعيد في البرية وفي جيبي دفتر صغير- وسوف أبعث إليك بشيء من ها الدفتر يوماً ما.

هذا كل ما أعرفه الآن عن "أنا" فلنعد إن شئتِ إلى موضوعنا المهم، لنعد إلى حبيبتنا الحلوة: كيف حالك وكيف حال عينيكِ؟ وهل أنت سعيدة في القاهرة مثلما أنا سعيد في نيويورك؟ وهل تمشين ذهاباً وإياباً في غرفتك بعد منتصف الليل؟ وهل تقفين بجانب نافذتك بين الآونة والأخرى وتنظرين إلى النجوم؟ وهل تلتجئين بعد ذلك إلى فراشك، وهل تجففين ابتسامات ذائبة في عينيك بطرف لحافكِ- هل أنتِ سعيدة في القاهرة مثلما أنا سعيد في نيويورك؟

أفكر فيك يا ماري كل يوم وكل ليلة، أفكر فيك دائماً وفي كل فكر شيء من اللذة وشيء من الألم. والغريب أنني ما فكرت فيك يا مريم إلا وقلت لك في سري " تعالي واسكبي جميع همومك هنا، هنا على صدري" وفي بعض الأحيان أناديك بأسماء لا يعرف معناها غير الآباء المحبين والأمهات الحنونات.

وها اني أضع قبلة في راحة يمينكِ، وقبلة ثانية في راحة شمالكِ، طالباً من الله أن يحرسك ويبارككِ ويملأ قلبكِ بأنواره، وأن يبقيكِ أحب الناس إلى


جبران

صائد الأفكار 7 - 12 - 2010 01:27 AM

رسالة 21


نيويرك 12 كانون الثاني 1925

يا ماري- كنت في السادس من هذا الشهر أفكر فيك كل دقيقة بل كل لحظة، وكنت أترجم كل ما يقوله لي القوم إلى لغة ماري وجبران- وتلك لغة لا يفهمها من سكان هذا العالم سوى ماري وجبران... وأنت تعلمين طبعاً أن كل يوم من أيام السنة هو يوم مولد كل واحد منا...

إن الأماركيين أرغب شعوب الأرض في التعييد وفي إرسال الهدايا والحصول عليها. ولِسرٍّ خفي عني يعطف الأماركيون عليّ خلال هذه المواسم، وفي السادس من هذا الشهر أوقعتني شدة عطفهم مخجولاً أمام نفسي مغموراً بعرفان الجميل. ولكن يعلم الله أن الكلمة الحلوة التي جاءتني منك كانت أحب لدي وأثمن عندي من كل ما يستطيع الناس جميعهم أن يفعلوا أمامي. الله يعلم ذلك، وقلبك يعلم.

وبعد التعييد جلسنا، أنت وأنا، بعيدين إلا عما بنا وتحدثنا طويلاً، وقلنا مالا يقوله سوى الحنين، وقلنا مالا يقوله سوى الأمل. ثم حدقنا بنجم بعيد وسكتنا. ثم عدنا إلى الكلام فتحدثنا حتى الفجر. وكانت يدكِ المحبوبة فوق هذا المكان الدقاق حتى الفجر.

والله يرعاك ويحرسك يا مريم. والله يسكب أنواره عليك. والله يحفظك لمحبك.


جبران

صائد الأفكار 7 - 12 - 2010 01:27 AM

رسالة 22

نيويورك 6 شباط 1925

وتلقت مي مغلفاً بتاريخ 6 شباط 1925 يتضمن بطاقة بريدية تمثل القديسة "آن" بريشة " ليوناردو دافنشي" خط جبران على ظهرها رسالة هذا نصها:

يا ماري ما رأيت أثراً من آثار "ليوناردو دافنشي" إلا وشعرت بقوة سحره تتمشى في باطني، بل وشعرت بجزء من روحه يتسرب إلى روحي. كنتُ صبياً عندما رأيت للمرة الأولى بعض رسوم هذا الرجل العجيب. تلك ساعة سأذكرها ما حييت فقد كانت من تلك الأيام بمقام الأبرة المغنطيسية من سفينة تائهة في ضباب البحر.

وجدت هذه البطاقة اليوم بين أوراقي فرأيت أن أبعث بها إليكِ لتخبرك عن بعض تلك العوامل التي كانت تسيّر شبابي في أودية الكآبة والوحدة والشوق إلى مالا أعرفه.

والله يحرسك

جبران

صائد الأفكار 7 - 12 - 2010 01:28 AM

رسالة 23


نيويورك 23 آذار 1925

يا ماري

قد سببت لك تلك المحفظة الصغيرة القلق والانزعاج، فاغفري لي. ولقد توهمت أنني أرسلتها على أحسن السبل وأسهلها فجاءت النتيجة بالعكس، فسامحيني يا صديقتي الحلوة واكسبي أجري.

إذاً قد قصصت شعرك؟ قد قصصت تلك الذوائب الحالكة ذات التموجات الجميلة؟ ماذا يا ترى أقول لك؟ ماذا أقول وقد سبق المقص الملام؟ لا بأس، لا بأس. عليّ أن أصدق ما قاله لك ذلك المزين الروماني ... رحم الله آباء جميع الرومانيين...

ولم تكتفي صديقتي المحبوبة بأنها أخبرتني عن تلك الخسارة الفادحة بل شاءت أن تزيد "على الطين بلة" فأخذت تحدث "فناناً شاعراً شغف بشعر الحضارة والشقرة، فهو لا يروقه إلا الشعر الذهبي، ولا يترنم إلا بجمال الشعر الذهبي، ولا يحتمل في الوجود إلا الرؤوس ذات الشعر الذهبي"

ربي وإلهي، اغفر لماري كل كلمة من كلماتها وسامحها واغمر هفواتها بأنوارك القدسية. أرها بالحلم أو باليقظة كثوليكية عبدك جبران في كل ما يتعلق بالجمال. إبعث رباه ملكاً من ملائكتك ليقول لها إن عبدك هذا يسكن صومعة ذات نوافذ عديدة، وإنه يرى مظاهر حسنك وجمالك في كل مكان وفي كل شيء. وإنه يترنم بجمال الشعر الحالك مثلما يترنم بالشعر الذهبي. وإنه يتهيب أمام العيون السوداء مثلما يتهيب أمام العيون الزرقاء، وأطلب إليك ربي وإلهي أن توعز إلى ماري ألا تهين وتحتقر الشعراء والفنانين بشخص عبدك جبران... آمين.

وبعد هذه الصلاة أتحسبين أنني أستطيع الكلام عن الذقون المطبوعة؟ كلا! غير أنني سوف أبحث في هذه المدينة عن مزين روماني وأسأله ما إذا كان بإمكانه تحويل الذقون المطبوعة إلى ذقون سهلة مستديرة- على البيكار! هذا ولما كنت ضليعاً بفن الجراحة فأنا لا أخشى عملية جراحية!

لنعد الآن إلى حال عينيك.

كيف حال عينيكِ يا ماري؟ أنتِ تعلمين، أنتِ تعلمين بقلبك أن حال عينيك يهمني إلى درجة قصوى. وكيف تسألين هذا السؤال وأنت تشاهدين بعينيك ما وراء الحجاب.أنت تعلمين أن القلب البشري لا يخضع إلى نواميس القياسات والمسافات وأن أعمق وأقوى عاطفة في القلب البشري تلك التي نستسلم إليها ونجد في الاستسلام لذة وراحة وطمأنينة مع أننا، مهما حاولنا لا نستطيع تفسيرها أو تحليلها. يكفي أنها عاطفة عميقة قوية قدسية. فلم السؤال ولم الشك؟ ومن منا يا ماري يستطيع أن يترجم لغة العالم الخفي إلى لغة العالم الظاهر؟ من منا يستطيع أن يقول "في روحي شعلة بيضاء أما أسبابها فكذا وكذا، وأما معناها فكذا وكذا، وأما نتائجها فستكون كذا وكذا"؟ كفى المرء أن يقول لنفسه " في روحي شعلة بيضاء".

قد سألت عينيك يا ماري لأنني كثير الاهتمام بعينيك، لأنني أحب نورهما، وأحب النظرات البعيدة فيهما، وأحب خيالات الأحلام المتموجة حولهما.

ولكن اهتمامي بعينيك لا يدل على أنني قليل الاهتمام بجبهتك وأصابعك.

الله يباركك يا ماري المحبوبة، ويبارك عينيك وجبهتك وأصابعك والله يحفظك دائماً



جبران

صائد الأفكار 7 - 12 - 2010 01:28 AM

رسالة 24


يويورك 30 آذار 1925
يا ماري

نعم. قد كنت صامتاً أثناء أربعة أسابيع، أما السبب فهو الحمى الاسبانية – لا أقل ولا أكثر.

أنا أستصعب، أستصعب جداً، الشكوى من علة تلم بي. فإذا مرضت رغبت في أمر واحد وهو الاختفاء عن عيون الناس- حتى عن عيون الذين أحبهم ويحبونني. وفي شرعي أن أحسن دواء للداء هو الانفراد التام.

أما صحتي الآن فهي حسنة، بل أكثر من حسنة، ولا أكتمك أنها قد صارت بهموطية! ( هكذا كان جبار بشراوي يصف صحته عندما يسأله الناس عنها)

السائح ( جريدة مهجرية ) الممتاز قد صدر متأخراً كالعادة. وقد خاطبت صاحب السائح هذا الصباح بواسطة التلفون فقال لي إنه قد بعث إليك، ولم يزل يبعث إليك، أعداد جريدته ممتازة كانت أم غير ممتازة.

أما قولك يا مريم الحلوة أن صاحب " السائح" ناقم عليك لأنك لم تبعثي إليه بمقال لعدده الممتاز فمن المبالغة الهائلة. أتظنين أن رجلاً في نيويورك ينقم عليك طالما وأنا في نيويورك؟ قد قلت ألف مرة ومرة " نحن لسنا بمعامل أدبية. نحن لسنا آلات تلقمونها الحبر والورق من جهة لتستخرجون المقالات والقصائد من جهة ثانية. نحن نكتب عندما نريد أن نكتب، لا عندما تريدون أنتم، فاعملوا المعروف معنا واتركوننا وشأننا، فنحن في عالم وأنتم في عالم آخر، فلا منكم إلينا ولا منا إليكم."- ما قولك في هذه اللهجة السربستية؟- ولكن فعلاً- بدون مزاح- ألا ترين أن أكثر أصحابي المجلات والجرائد يتوهمون أن فكرة الكاتب مثل الفونوغراف ذلك لأنهم ولدوا بفكرة فونوغرافية؟

نحن هنا في أوائل الربيع، ففي الهواء سحر ويقظة. وفي الروح فجر وشباب. أما الذهاب إلى البرية فشبيه بزيارة كهان وكاهنات عشتروت وتموز مغارة أفقا.

وبعد أيام معدودة سيقوم يسوع من بين الأموات ليعطي الحياة لمن في القبور، فتزهر أشجار اللوز والتفاح، وتعود الأنغام إلى السواقي والأنهار.

ستكونين معكي كل يوم من أيام نيسان. وستكونين معي بعد أن ينقضي نيسان- كل يوم وكل ليلة.

والله يحرسك ويحفظك يا مريم المحبوبة.



جبران

صائد الأفكار 7 - 12 - 2010 01:29 AM

رسالة 25

نيويورك أيار 1925

ما قولك في رجل يستيقظ من غفلته صباحاً فيجد إلى جانب فراشه "رسالة" من صديقة يحبها فيقول بصوت عالٍ "صباح الخير، أهلاً وسهلاً" ثم يفتح الرسالة بلجاجة العطشان- فماذا يجد؟ لا أكثر ولا أقل من قصيدة جغرافية لشوقي بك!!!-!!
لا بأس- سوف أبحث فأحصل على قصيدة عامرة طويلة ممتعة لناسج بردها حليم أفندي دموس فأشرحها شرحاً كافياً وافياً وأبعث بها إليك! " وأخذ الثار مش معيار"
لو جاءت قصيدة شوقي في أول نيسان لاستظرفت النكتة وقلت في سري: "ما أحسنها صبية، وما أعرفها بأحوال البريد الدولي"، ولكن القصيدة جاءت في أول أيار، شهر الورود، فماذا يا ترى أفعل سوى أن أعض شفتي حانقاً متوعداً مفعماً فضاء منزلي بالضجيج.

أجل، سوف أدرس فلسفة "سن بسن وعين بعين" فأبعث إليك بكل ما تتكرم علينا قرائح أمراء الشعر العربي.
أسألك الآن- كيف أستطيع أن أصرف ما بقي من هذا النهار كما يجب أن أصرفه قبل أن أغفر لك وأسامحك؟ إن قصيدة أمير شعرائكم قد ألقت حفنة من التراب في فمي، وعليّ أن أقرأ عشرين قصيدة لكيتس وشالي وبليك، وقصيدة واحدة لمجنون ليلى!!

وبالرغم من كل شيء، افتحي كفك... كذا، كذا، كما يفعلون؟؟؟


***
النهاية ( تمت الرسائل جميعها من جبران إلى مي ) أملي أن تنال رضاكم
The end

حنان عرفه 7 - 12 - 2010 02:06 AM

عزيزي صائد فعلا انت صائد

لا تتخيل كم كنت اتوق لهذه الرسائل لأستمتع بقراءتها

وهاهي امامي اليوم شكرا لك من كل قلبي

يالسعادتي اليوم

دمت بكل خير

shreeata 7 - 12 - 2010 02:17 AM

جميل ما قرات هنا
سلمت عزيزي
تحيات لك
دمت بود


الساعة الآن 01:16 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى