منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   الخلاف بين التوراة و القرآن (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=28565)

أرب جمـال 24 - 11 - 2012 10:55 AM

رد: الخلاف بين التوراة و القرآن
 
إنذار للصهاينة بالفناء إن لم يؤمنوا بالقرآن
قال الله تعالى في سورة الإسراء : (وقَضَينا إلى بني إسرائيلَ في الكتابِ لَتُفسِدُنّ في الأرضِ مرّتينِ ولَتَعلُنّ عُلوّاً كبيراً 5 فإذا جاءَ وعدُ أولاهما بَعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأسٍ شديدٍ فجاسُوا خِلالَ الديارِ وكانَ وعداً مفعولاً 6 ثمّ ردَدنا لكم الكرّةَ عليهم وجعَلناكم أكثرَ نفيراً 7 إنْ أحسنتم أحسنتم لأنفسِكم وإنْ أسَأتم فلَها فإذا جاءَ وعدُ الآخرةِ لِيَسوءوا وُجوهَكم ولِيَدخلوا المسجدَ كما دَخَلوهُ أوّلَ مرّةٍ ولِيُتبّروا ما عَلَوْا تَتبيراً 8 عسى ربّكم أنْ يَرحمَكم وإنْ عُدتُم عُدنا وجَعَلنا جَهنّمَ لِلكافرينَ حَصيراً .)

المعنى :
لَمّا أسلم من اليَهود عبد الله بن سلام وجماعة معه ، دعا الباقين إلى الإسلام فلم يستجيبوا له ولم يسلموا . وذلك قوله تعالى في سورة الأحقاف (قل أرأيتم إنْ كانَ مِنْ عِندِ اللهِ وكَفرتُمْ بِهِ وشَهِدَ شاهدٌ مِنْ بني إسرائيلَ على مِثلِه فآمَنَ واستَكبَرتم إنّ اللهَ لا يَهدي القومَ الظّالِمينَ ) ، فحينئذٍ أنذرهم الله بالدّمار في هذه الآيات ، فقال تعالى (وقَضَينا إلى بني إسرائيلَ في الكتابِ ) أي في القرآن ، يعني بني إسرائيل المعاصرين لرسول الله محمّد بن عبد الله ، ومعنى (قَضَينا) : أنذرناهم وحكمنا عليهم بالدمار إن لم يُصلحوا أعمالَهم ويُسلِموا ، فالقضاء هو الحكم القطعي الّذي لا تغيير فيه ، ومثله قوله تعالى (وقَضى ربّكَ ألاّ تَعبُدوا إلاّ إيّاهُ ) أي حكم ربّك حكماً قطعيّاً ، ومن ذلك قول عنترة :
جاروا فحكّمنا الصّوارمَ بيننا فقضتْ وأطرافُ الرّماحِ شُهودُ
والمعنى قل يا محمّد لبني إسرائيل المعاندين الّذينَ لم يُسلموا (لَتُفسدُنّ في الأرضِ مرّتينِ ولَتعلُنّ عُلُوّاً كبيراً) فاللام من قوله تعالى (لَتفسدنّ) لام العاقبة وكذلك قوله تعالى (ولَتعلنّ عُلُوّاً كبيراً) وهذا إخبار عن المستقبل ، وتقديره لتفسدنّ إلى[ المسلمين و] الإسلام مرّتين في المستقبل ، وليس هذا إخباراً عن الماضي كما ذهب إليه المفسِّرون لأنّ فسادهم في الماضي كثير وليس مرّتين ، وقد أيّد هذا القول الأستاذ عبد الرحيم فودة في مجلّة لواء الإسلام في العدد الأوّل للسنة الحادية والعشرين والمؤرّخة غرّة رمضان سنة 1386 هجريّة والمقال في صحيفة 55 ، ومن جملة ما قاله الأستاذ : "إنّ كلام المفسِّرين ليس حجّة ، حجّة لو أنّ كلامَهم تُرشد إليه مفاهيم اللغة ، لقد قالوا أنّ بختنصّر هو دمّر بني إسرائيل ، وكان هذا وعد أولاهما . وأنا أقول بكلام القرآن نفسه : ليس هذا هو الصحيح وليس كلام المفسِّرين حجّة على القرآن ، يعني أنّ القرآن لم يستوعبْه المفسِّرون ، وأعظم مفسِّر كان يفسّر القرآن فينتهي بقوله ’والله أعلم بمراده‘ " انتهى .
والدليل على أنّ هذا إخبار عن المستقبل قوله تعالى (فإذا جاءَ وعدُ أولاهما ) فكلمة "إذا" تستعمل للمستقبل ، فلو كان إخباراً عن الماضي لقال تعالى : فلمّا جاء وعد أولاهما ، ثمّ قوله تعالى ( بَعَثنا عليكم عباداً لنا أولي بأسٍ شديدٍ) فلو كان إخباراً عن الماضي لقال : بعثنا عليهم ، ولم يقل (بَعَثنا عليكم) ، فكلمة (عليكم) تدلّ على اليَهود الّذينَ كانوا في زمن النبيّ (ع) ومَن يأتي بعدهم .
وقد جاءت الآيات القرآنيّة الّتي تخبر عن الماضي مبتدئةً بكلمة (فلمّا) ولم تأتِ مبتدئةً بكلمة (إذا) ، ومن جملتِها قوله تعالى في سورة الزخرف (فلَمّا آسَفونا انْتَقمنا منهم فأغرقناهم أجْمعين) وقال تعالى في سورة آل عمران (فلَمّا أحسّ عيسى مِنهم الكفرَ قالَ مَنْ أنصاري إلى الله) وقال تعالى في سورة الأنبياء (فلَمّا أحسّوا بأسّنا إذا هم يَركضونَ ) وكثير في القرآن مثل هذه الآيات الّتي تخبر عن الماضي .
ففسادهم الأوّل وغدرهم في الإسلام [والمسلمين] كان في سنة 1948 ميلاديّة حيث قتلوا المسلمين في فلسطين وأخرجوهم من ديارهم وأخذوا أموالَهم وديارهم وتركوهم بلا مأوى ، وذلك بمساعدة الإنجليز وأمريكا ووعد بلفور لَهم بأن يجعل لَهم وطناً في فلسطين ، فخرج جيش العراق والعرب لمحاربتِهم وحاربوهم وانتصروا عليهم ودخل الجيش أرض فلسطين وجاس خلال الديار وكاد أن يدخل تل أبيب ، ولو لم تكن السلطة حينئذٍ بيد الإنجليز والخيانة من بعض رؤساء العرب لقضى جيش العراق على الصهاينة ولكنّ الإنجليز خدعوهم بكلمة الْهدنة ، فكانت الْهدنة دسيسة وخديعة من الإنجليز ، ورجع الجيش إلى العراق . فجيش العراق هم الّذينَ عناهم الله تعالى بقوله ( عباداً لنا أولي بأسٍ شديدٍ فجاسوا خلال الدّيارِ وكان وعداً مفعولاً ) أمّا قوله تعالى ( ثمّ رَدَدنا لكم الكرّةَ عليهم) فالخطاب لليَهود ، والمعنى : ثُمّ قوّيناكم على المسلمين ونصَرناكم عليهم ، وذلك بسبب تفرّق كلمتِهم وتركِهم للدِّين الحنيف وتقليدهم للأجانب والتزيّي بزيّهم لتكون هذه النّكسة تأديباً لَهم .
(وأمْدَدْناكم ) أيّها اليَهود (بأموالٍ وبنينَ وجَعَلناكم أكثرَ نفيراً) أي أكثر المسافرين إليكم من أبناء دينِكم من كلّ قطرٍ من أقطار الأرض ، ومِمّا يؤيّد هذا قوله تعالى في نفس السّورة ( وقُلنا مِن بَعدِهِ لِبني إسرائيلَ اسْكنوا الأرضَ فإذا جاءَ وَعدُ الآخرةِ جئنا بِكم لَفيفاً ) واللفيف هم جماعة على اختلاف بلادهم وأجناسِهم ولغاتِهم . وقد اجتمعوا في فلسطين من كلّ قطرٍ من أقطار الأرض وزادت سطوتُهم بسبب أمريكا وبريطانيا وكثرت أموالُهم بسبب التبرّعات الّتي تقدِّمُها لَهم ألمانيا الغربيّة وأمريكا وغيرهُما من الدول .
ثمّ أخذ سبحانه في نصحِهم وإرشادهم فقال (أحسنتم ) مع الناس (أحسنتم لأنفسِكم) لأنّكم بالإحسان تزرعون المودّة في قلوب الناس (وإنْ أسأتم ) مع الناس (فلَها ) إساءتُها ، لأنّ مَنْ يزرع الحنظل لا يجني إلاّ حنظلاً. وكانت الجولة الثانية من فسادهم وغدرهم بالإسلام [والمسلمين] سنة 1967 ميلاديّة إذ غدروا بالمسلمين وضربوا مصر والأردن وسوريا وقتلوا آلاف الأبرياء وشرّدوا النساء والأطفال . فكانت المدّة الزمنيّة بين الأولى والثانية عشرين سنة ، ثمّ قال الله تعالى (فإذا جاءَ وعدُ الآخرةِ ) أي المرّة الأخيرة (لِيَسوءوا ) المسلمون (وُجوهَكم ) أيّها اليَهود ، يعني ليخزوا رؤساءكم ويذلّوهم بالأسر والقتل . فالوجوه هم الرؤساء والقادة .
فالّذينَ جاسوا خلال الديار في أوّل مرّة هم الّذين يسوءون وجوه اليَهود في المرّة الأخيرة وهم الّذين سيُتبِّرون ما علَوا تتبيراً ( وليدخُلوا المسجدَ) منتصرين ، يعني المسجد الأقصى (كما دخلوهُ ) العراقيّون (أوّلَ مرّةٍ ) سنة 1948 ميلاديّة ، فكذلك في المرّة الأخيرة يخرجونكم منه ويُذلّونكم بالقتل والأسر .
وفي هذه الجملة تأكيد على أنّ الّذينَ جاسوا خلال الدّيار في الجولة الأولى هم الّذين يسوءون وجوه اليَهود في الجولة الأخيرة ، وهم العراقيّون بعون الله تعالى ( ولِيُتَبِّروا ما عَلَوا تتبيراً) من أملاك اليَهود ، والمعنى ليدمِّروا ما بنَوهُ اليَهود عالياً من أسوار ومرتفعات وما وطئته أقدام المسلمين من أرض اليَهود ومنازلِهم تدميراً .
فالنصر يكون على أيدينا ـ نحن العراقيّين ـ في هذه المرّة بعون الله تعالى ، والشّاهد على ذلك قول الإمام علي (ع) ، وذلك ما جاء في كتاب ( من كنت مولاه)في صحيفة 293 من الجزء الثامن قال :
"وستأتي اليَهود من الغرب لإنشاء دولتِهم بفلسطين ، قال الناس : أين تكون العرب ؟ أجاب (ع) : آنذاك تكون مفكّكة العرى غير متكاتفة وغير مترادفة . ثمّ سئل : أيطول هذا البلاء ؟ قال : لا ، حتّى إذا أطلقت العربُ أعنّتَها ورجعت إليها عوازم أحلامِها ، عندئذٍ يُفتح على أيديهم فلسطين ، وستخرج العرب ظافرة وموحّدة وستأتي النّجدة من العراق كُتب على راياتِها القوّة *، وستشترك العرب والإسلام كافّة لتخلِّص فلسطين ، معركةٌ وأيّ معركة ، في جلِّ البحر تخوض الناّس في الدّماء ويمشي الجريح على القتيل ، وستفعل العرب ذلك ثلاثاً وفي الرابعة يعلم الله ما في نفوسِهم من الثبات والإيمان فيرفرف على رؤوسِهم النصر . ثمّ قال "وأيم الله سيُذبَحونَ ذبحَ النّعاج حتّى لا يبقى يَهودي في فلسطين . "
[* لعلّها كلمة : الله أكبر المكتوبة على العلم العراقي – تعقيب على المؤلِّف]
ومِمّا يؤيّد هذا قول السيّد المسيح وذلك في إنجيل لوقا في الإصحاح الحادي والعشرين قال :
"ومتى رأيتم أورشليم محاطة بجيوشٍ فحينئذٍ اعلموا أنّه قد اقترب خرابُها ، حينئذٍ ليهرب الّذينَ في اليَهوديّة إلى الجبال ، والّذينَ في وسطِها فليفرّوا خارجاً ، وفي الكور فلا يدخلوها ، لأنّ هذه أيّام انتقامٍ ليتمّ كلّ ما هو مكتوبٌ ، وويلٌ للحبالى والمرضعات في تلك الأيّام لأنّه يكون ضيقٌ عظيم على الأرض وسخطٌ على هذا الشعب ، ويقعون بفم السيف ويُسبَونَ إلى جميع الأمم ، وتكون أورشليم مدوسةً من الأمم حتّى تكمل أزمنة الأمم ."

أرب جمـال 24 - 11 - 2012 10:55 AM

رد: الخلاف بين التوراة و القرآن
 
اعتراض أهل الكتاب على القرآن
[أوّلاً: الناسخ والمنسوخ ]
يعترض بعض اليَهود والنصارى على المسلمين بقولِهم إنّ في القرآن ناسخاً ومنسوخاً كما تقولون أيّها المسلمون - أي آية تنسخ آية وتبطل حكمَها وتقوم مقامَها وإنّ التوراة والإنجيل مثبتان محكمان ليس فيهِما منسوخ .
أقول إنّ المسلمين لم يفهموا المتشابه من القرآن فلذلك قالوا بالناسخ والمنسوخ ، لأنّ القرآن فيه آيات محكمات وآيات متشابِهات، فالآيات المحكمة معناه المعروفة البيّنة . وأمّا الآيات المتشابِهة ، معناه الّتي يشتبه على الإنسان معرفتُها فلا يعلم المقصود منها إلاّ بعد شرحِها بالتفسير ، لأنّ فيها ألغازاً . ولكنّ الله تعالى وعد ببيانها إن عجز المشركون عن فهمِها وحلِّ ألغازها ؛ وذلك لأنّ بعض المشركين قالوا إنّ القرآن لم ينزل من السماء بل قاله محمّد من نفسه . فردّ الله عليهم فقال أنتم عرب ومحمّد عربيّ وقلتم أنّ القرآن قاله محمّد فجاروا القرآن وأْتوا بسورةٍ واحدة مثل سور القرآن المحكمات أوحلُّوا لغزاً من ألغازه إن كنتم صادقين في قولكم بأنّ محمّداً قاله من نفسِه ، فعجزوا عن الإتيان بمثله وعن حلّ لغز من ألغازه .
وإنّما جعل في القرآن ألغازاً وآيات متشابِهة لأنّ هذه العادة كانت مستعملة عند العرب في زمن الجاهليّة ويعدّونَها من الفصاحة والبلاغة ، ولذلك أنزل الله القرآن على ما جرتْ به عاداتُهم من الكلام .
فالقرآن ليس فيه ناسخ ومنسوخ بل كلّه مثبت ، والشاهد على ذلك قول الله تعالى في سورة الأنعام (ولا مُبدّلَ لِكلماتِ اللهِ ولقد جاءَكَ مِن نبأِ المرسَلينَ ) وقال أيضاً (وتمّتْ كلمةُ ربِّكَ صِدقاً وعدلاً لا مُبدّلَ لِكلماتِهِ وهو السميعُ العليمُ ) وقال تعالى في سورة يونس (لَهمُ البُشرى في الحياةِ الدّنيا وفي الآخرةِ لا تبديلَ لِكلماتِ اللهِ ذلكَ هو الفوزُ العظيمُ) وقد وعد الله تعالى بأن يبيّن للناس في المستقبل ما اشتبه عليهم من آيات القرآن وما غمض عليهم فهمهُ وذلك قوله تعالى في سورة ص (ولَتعلَمنّ نبأهُ بعدَ حينٍ ) أي بعد حينٍ من الدهر . وقال تعالى في سورة القيامة (ثُمّ إنّ علينا بيانَه ) أي بيان ما اشتبه عليهم من آيات القرآن الّتي لم يفهموها . وقال تعالى في سورة الأنعام (ولِيقولوا دَرَسْتَ ولنبيّنَه لقومٍ يعلمون ) وقد أنجز الله ما وعد إنّه لا يخلف الميعاد ، وقد ألْهمني الله تفسير القرآن فألّفتُ كتاباً في تفسير القرآن وبيّنتُ فيه معنى الآيات المتشابِهات وشرحتُها شرحاً وافياً فلم يبقَ في القرآن ما يشتبه على الإنسان معناها ولا ما يعتقدون بأنّها آيات منسوخة بل يتّضح لَهم بأن ليس في القرآن منسوخ بل كلّه مثبت ، وقد أسميته (حقائق التأويل في الوحي والتنزيل) وسيُطبع عن قريب بعون الله تعالى .

أرب جمـال 24 - 11 - 2012 10:55 AM

رد: الخلاف بين التوراة و القرآن
 
[ثانياً : ما دلالة قوله تعالى : (فاسأل الّذينَ يَقرأونَ الكتابَ مِنْ قبلِكَ ) ؟ ]
سؤال : تقول إنّ التوراة الحاليّة فيها اختلافات كثيرة عن التوراة الأصليّة الّتي مزّقَها ملك بابل ، إذاً فما معنى قول الله تعالى في سورة يونس آية 94 (فَإنْ كنتَ في شكٍّ مِمّا أنزلْنا إليكَ فاسْأل الّذينَ يَقرأونَ الكتابَ مِنْ قَبلِكَ لقد جاءَكَ الحقُّ مِنْ ربّكَ فلا تكونَنّ مِنَ الْمُمترينَ ) ، أليس "الكتاب" يريد به التوراة ؟
جواب :لَمّا نزل الوحي على النبيّ (ع) في بادئ الأمر ودعا قومه إلى الإسلام أبَوا أن يُسلموا وأخذوا يسخرونَ مِنه وقالوا إنّ الّذي جاءك بالوحي هو من الجنّ وليس من الملائكة ، ولو أراد الله أن يرسل رسولاً لأنزل ملائكة . وذلك قوله تعالى حاكياً عن المشركين قولَهم في سورة المؤمنين : (ولو شاءَ اللهُ لأنزلَ ملائكةً ما سمِعنا بِهذا في آبائنا الأوّلينَ .)
فرجع النبيّ وفي نفسِه شكٌّ وقد تصاغرَ في نفسِه وقال لو كنتُ رسولاً وما سَمِعتُهُ مِن الملَكِ حقّاً لآمن بي هؤلاءِ وصدّقوني ، فنزلت عليه هذه الآية لِيطمئنّ في نفسه ويثبت على دعوتِه ولا يتردّد :
(فإنْ كنتَ في شكٍّ مِمّا أنزَلنا إليكَ ) من الوحي (فاسْأل ) اليَهود (الّذين يقرأون الكتابَ مِنْ قبلِكَ) وقل لَهم هل كانَ موسى ملَكاً نزل من السماء أم هو بشرٌ مثلك ؟ وهل كانت الأنبياء الّذين جاءوا من بعدِه ملائكة نزلوا من السماء أم هم بشرٌ مثلك ؟ فإن قالوا إنّهم بشرٌ مثلك فاعلم أنّك رسولٌ من عند الله فقم بواجبِك وأنذرْ قومَك والله يَهدي من يشاء وليس عليك هداهم (لقد جاءَكَ الحقُّ مِنْ ربّكَ ) وليس من الجنّ كما يزعمون (فلا تكونَنّ مِنَ الْمُمتَرينَ ) أي من الشاكّين ، يعني لا تشكّ في نفسك ولا تتصاغر عن الرسالة فإنّ الله يختار لَها من يشاء من عباده وقد اختارك لَها 95 (ولا تكونَنّ مِنَ الّذينَ كَذَّبوا بآياتِ اللهِ ) فتقول ربّما كان ذلك من الجنّ وليس ملَكاً (فَتَكونَ مِنَ الخاسِرينَ ) فتخسر النبوّة وقد اختارك الله لَها 96 (إنّ ) المشركين (الّذينَ حَقّتْ عليهم كلمةُ ربِّكَ ) بالعذاب ( لا يُؤمِنونَ ) 97 ( ولو جاءَتْهم كلّ آيةٍ ) أي كلّ معجزةٍ يطلبونَها منك (حتّى يَرَوا العذابَ الأليمَ ) في الدنيا بالقتل والأسر وفي الآخرة في عذاب جهنّم . ولَمّا كثر عليه إنزال السور والآيات اطمأنّت نفسه وأيقن أنّه رسولٌ إلى قومه فأخذ يدعو قومه إلى الإسلام بعزيمةٍ وينذرهم بقوّة قلبٍ ولا يلتفت إلى أقوالِهم ولا يهتمّ بسخريتِهم حتّى آمن كثيرٌ منهم ، فنزل قوله تعالى في سورة البقرة (آمَنَ الرسولُ بِما أنزِلَ إليهِ مِنْ ربِّهِ والْمُؤمِنونَ كلٌّ آمَنَ بِاللهِ وملائكتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ ...إلخ )

أرب جمـال 24 - 11 - 2012 10:56 AM

رد: الخلاف بين التوراة و القرآن
 
[ثالثاً: لجوء النبيّ محمّد إلى الحرب والقتال لنشر الإسلام ]
سؤال : إنّ الأنبياء يدعون إلى عبادة الله بالموعظة وبالكلام الليّن لا بالحرب والقتال ، وقد قام محمّد بالحرب مع المشركين من قومه .
جواب : إنّ رسول الله دعا قومه بالموعظة وبالكلام اللّيّن وبالتساهل معهم كما أمره الله ، وذلك قوله تعالى في سورة النحل :
(أُدعُ إلى سبيلِ ربِّكَ بِالحكمةِ والْمَوعظةِ الحسَنةِ وجادلْهم بالّتي هيَ أحسنُ إنّ ربّكَ هو أعلمُ بِمَنْ ضلَّ عن سبيلِهِ وهو أعلمُ بالْمُهتدِينَ ) وقال تعالى في سورة فصّلت ( ولا تستوي الحسنةُ ولا السيّئةُ ادْفعْ بالّتي هيَ أحسنُ فإذا الّذي بينَكَ وبينَهُ عداوةٌ كأنّهُ ولِيٌّ حميمٌ .) ولكنّ المشركين من قومه آذَوه وسخِروا منه وأرادوا قتله فنجّاه الله من أيديهم وآذَوا أصحابه وضربوهم وعذّبوهم بالنار وبالكي وقتلوا بعضَهم ، وكان (ع) صابراً على أذاهم ولم يقاتلْهم ما دام مقيماً في مكّة فلَمّا هاجر إلى المدينة (يثرب) حينئذٍ أمره الله بقتال المشركين ، فقاتلَهم ، وذلك قوله تعالى في سورة البقرة (وقاتِلُوا في سبيلِ اللهِ الّذينَ يقاتِلونَكم ولا تَعتدُوا إنّ اللهَ لا يُحبُّ الْمُعتدينَ . واقْتلوهم حيثُ ثقِفتموهم وأخرِجوهم مِنْ حيثُ أخرَجوكم والفتنةُ أشدّ مِنَ القتلِ ولا تُقاتلوهم عندَ الْمسجدِ الحرامِ حتّى يُقاتلوكم فيهِ فإنْ قاتَلوكم فاقْتلوهم كذلكَ جزاءُ الكافرِينَ .)
وقال في سورة التوبة (وقاتِلوا الْمُشركينَ كافّةً كما يُقاتلونَكم كافّةً واعلموا أنّ اللهَ معَ الْمُتّقينَ .)
أقول إن كان محمّد (ع) قاتل المشركين الّذين آذَوه وكذّبوه فإنّ موسى أمر بني إسرائيل بقتال الكنعانيّين وأخذ ديارهم وأموالِهم وهم لم يؤذوه ولم يقاتلوه سوى أنّهم كانوا مشركين يعبدون الأصنام . وكذلك داود قاتل المشركين . وغيرهُما من الأنبياء والرسل قاتلوا المشركين ، وذلك بأمرٍ من الله ، لأنّ اللهَ تعالى يكره المشركين ويغضب عليهم ويسلّط عليهم من يُذلّهم بالقتل والأسر وسلب أموالِهم .

أرب جمـال 24 - 11 - 2012 10:56 AM

رد: الخلاف بين التوراة و القرآن
 
ذكر النبيّ أحمد في الإنجيل
إنّ رسول الله يسمّى محمّد ويسمّى أحمد أيضاً ، والشاهد على ذلك قول الله تعالى في سورة الصف (وإذْ قالَ عيسى بنُ مريَمَ يا بني إسرائيلَ إنّي رسولُ اللهِ إليكم مُصدّقاً لِما بينَ يديّ منَ التوراةِ ومُبشّراً بِرسولٍ يَأتي مِنْ بَعدي اسْمُهُ أحمدُ فلَمّا جاءَهم بِالبيّناتِ قالوا هذا سِحرٌ مبينٌ .)
وإليك ما جاء في ذكر النبيّ أحمد في إنجيل لوقا في النشيد الملائكي في الإصحاح الثاني قال :
"الحمد لله في الأعالي وعلى الأرض سلامٌ وللناس أحمد" . فغيّروا معناها بالترجمة والتفسير من اللغة السريانيّة إلى اليونانيّة ثمّ إلى العربيّة فكتبوا : "الحمد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وللناس المسرّة " . راجع كتاب " الإنجيل والصليب" صحيفة 38 لمؤلّفه القسّ عبد الأحد داود .
أقول أيّ سلام كان على الأرض وأيّ مسرّةٍ حدثت فيها ؟ أفي الحرب العالميّة الأولى كان السلام أم في الثانية ؟ أم في القنابل الذرّيّة أو الْهيدروجينيّة ؟ وأيّ مسرّةٍ كانت لَهم بذلك ؟ وإنّما يكون السلام والمسرّة في زمن المهدي المنتظر .
وجاء في إنجيل يوحنّا في الإصحاح الرابع عشر :
"إن كنتم تحبّونني فاحفظوا وصاياي ، وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزّياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد ، روح الحقّ الّذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنّه لا يراه ولا يعرفه ، أمّا أنتم فتعرفونه لأنّه ماكثٌ معكم ويكون فيكم . لا أترككم يتامى إنّي آتي إليكم ، بعد قليل لا يراني العالم أيضاً ."
فقول السيّد المسيح "لا يراني العالم أيضاً" يعني يأتي بروحه لا بجسمه فلذلك لا تراه الناس . وقد جاء بروحه وأفهمني أشياء كثيرة.
وقد جاء في مجموعة التوراة في الإصحاح الثامن عشر من سفر التثنية قال الله تعالى لموسى :
"أقيم لَهم نبيّاً من بين إخوتِهم مثلك وألقي كلامي في فيه فيخاطبهم بجميع ما آمره بهِ ، وأيّ إنسانٍ لم يطع كلامي الّذي يتكلّم به باسمي فإنّي أحاسبه عليه ."
ولكنّ اليَهود لم يؤمنوا بالمسيح ولا بالنبيّ محمّد ، بل عادوهما وأرادوا قتلَهما فلم يتمكّنوا .

أرب جمـال 24 - 11 - 2012 10:56 AM

رد: الخلاف بين التوراة و القرآن
 
الصهاينة يسيرون في أوهام
قال الله تعالى في ذمّ اليَهود في سورة النساء :
(151 إنّ الّذينَ يَكفُرونَ بِاللهِ ورُسُلِهِ ويُريدونَ أنْ يُفرّقوا بينَ اللهِ ورُسُلِهِ ويَقولونَ نُؤمنُ بِبعضٍ ونَكفرُ بِبعضٍ ويُريدونَ أنْ يَتّخذوا بينَ ذلكَ سبيلاً152 أولئكَ هُمُ الكافرونَ حقّاً وأعتَدنا لِلكافرينَ عذاباً مُهيناً 154 يَسألُكَ أهلُ الكتابِ أنْ تُنزّلَ عليهم كتاباً مِنَ السماءِ فقد سألُوا موسى أكبرَ مِنْ ذلكَ فقالوا أرِنا اللهَ جَهرةً فأخذتْهمُ الصّاعقةُ بِظلمِهم ثُمّ اتّخذوا العجلَ مِنْ بعدِ ما جاءَتْهمُ البيّناتُ فعفَونا عن ذلكَ وآتَينا موسى سُلطاناً مُبيناً 155 ورَفَعنا فوقَهمُ الطّورَ بِميثاقِهم وقلنا لَهم ادخُلوا البابَ سجّداً وقُلْنا لَهم لا تَعدوا في السبتِ وأخَذنا منْهم ميثاقاً غليظاً 156 فبِما نَقضِهم ميثاقهم وكفرِهم بِآياتِ اللهِ وقتلِهم الأنبياءَ بِغيرِ حقٍّ وقولِهم قُلوبُنا غُلفٌ بلْ طَبعَ اللهُ عليها بِكُفرِهم فلا يُؤمنونَ إلاّ قليلاً 157 وبِكفرِهم وقولِهم على مريَمَ بُهتاناً عظيماً 158 وقولِهم إنّا قَتَلنا المسيحَ عيسى بنَ مريَمَ رسولَ اللهِ ...)
أقول لقد أمرهم الله تعالى في الماضي أن يدخلوا قرية أريحا بالحرب ويخرجوا أهلَها منها ويأخذوا بلادهم ، فامتنعوا عن الدخول وقالوا إنّا لن ندخلَها ما داموا فيها فإن يخرجوا منها فإنّا داخلون . وإنّما أُذِنَ لَهم أن يحاربوا الكنعانيّين ويأخذوا بلادهم لأنّهم كانوا مشركين يعبدون الأصنام . أمّا أهل فلسطين فَهم اليوم مسلمون يعبدون الله وحده ولا يعبدون الأصنام . وقد أمر الله اليَهود وغيرهم من الأديان أن يدينوا بدين الإسلام ؛ فقد بطلت جميع الأديان السابقة إلاّ الدّين الجديد وهو دين الإسلام . فقد قال الله تعالى في سورة آل عمران ( 85 ومَنْ يَبتغِ غيرَ الإسلامِ ديناً فلن يُقبلَ مِنهُ وهو في الآخرةِ مِنَ الخاسرينَ .)
ولكنّ اليَهود لا يزالون يسيرون على الأوهام فيعتقدون بأنّهم سيملِكونَ مِن النيل إلى الفرات وسيعود إليهم مجدهم إذا اجْتمعوا في فلسطين ، وظنّوا أنّهم بالقوّة ينتصرون على المسلمين ، فركنوا إلى قوّة أمريكا وسلطة رئيسِها رونالد ريكن [ كان هذا يحكم في زمن طبع الكتاب في طبعته الأولى] وقتلوا المسلمين في فلسطين ولبنان وشرّدوا الأطفال والنساء بلا رحمةٍ ولا شفقة ، وظلموا ولم يحسبوا للعاقبة حساباً ، ولم يعلموا أنّما زرعوا الشرّ لأنفسِهم وسيحصدون أكثر مِمّا زرعوا ، وإنّ الله تعالى يُمْهل ولا يُهمل ولن ينفعَهم حينئذٍ رونالد ريكن ولا قوّة أمريكا إذا اتّفقت أقطار الإسلام وتكاتفت واجتمعت كلمتُها على قتال اليَهود وكان الله مع المسلمين بالنصر . فالزمان يدور والأمور تتقلّب وكما فعلوا بالمسلمين سيفعل المسلمون بِهم . فاليَهود جماعة قليلة بالنسبة إلى أقطار الإسلام وهم 29 قطراً إسلاميّاً : فأوّلُها السعوديّة ، ثمّ العراق ، سوريا , لبنان ، الأردن ، الكويت ، البحرين ، قطر ، الإمارات العربيّة ، عُمان ، اليمن ،حضرموت ، مصر ، ليبيا ، تونس ، الجزائر ، المغرب موريتانيا ، السودان ، الصومال ، تركيا ، إيران ، باكستان ، أفغانستان ، بنكلادش ، أندنوسيا ، ماليزيا ؛ فَهل يمكن لليَهود أن يقاوموا هذه الأقطار الإسلاميّة إذا توحّدت كلمتُها على إفناء اليَهود وتخليص الأرض من شرّهم ، خصوصاً إن كان الله مع الْمسلمين بالنُّصرة ؟
قال الله تعالى في سورة غافر : ( 51 إنّا لَنَنصرُ رُسلَنا والّذينَ آمَنوا في الحياةِ الدنيا ويومَ يقومُ الأشهادُ .)
فاليوم ليس لكم وسيلةٌ للنجاة من عقاب الله ولا من عقاب المسلمين إلاّ أن تؤمنوا برسول الله محمّد بن عبد الله وتؤمنوا بقرآنه وتسيروا على نَهجِه . فإن كنتم في شكٍّ من بعض آيات القرآن فاسألوني عنها وأنا أشرح لكم معناها لكي تكونوا من الموقنين .

محمّد علي حسن
[توفّاه الله تعالى سنة 1991 ]

غزالة نجد 18 - 5 - 2013 10:24 PM

رد: الخلاف بين التوراة و القرآن
 
شكرا على الطرح
سلمت الايادي

جمال جرار 18 - 5 - 2013 10:30 PM

رد: الخلاف بين التوراة و القرآن
 
شكرا على الطرح
جهد مميز
سلمت يمينك على اختيارك الموفق جدا
تحية والاحترام

#cc#

عاشق تراب الأقصى 20 - 8 - 2013 07:36 PM

رد: الخلاف بين التوراة و القرآن
 
بارك الله بك
لي رجعة بإذن الله
بالتوفيق الدائم

بلا عنوان 20 - 8 - 2013 07:45 PM

رد: الخلاف بين التوراة و القرآن
 
جزاك الله الفردوس الأعلى

وجعلها بموازين حسناتك


الساعة الآن 07:48 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى