منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   ملخصات لكتب قيّمة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=13646)

جمال جرار 25 - 1 - 2011 05:43 AM

ملخص كتاب الحب روح الحياة


للكاتب جمال ماضي


http://3.bp.blogspot.com/_CeKJwxVTNd...8%AF%D9%87.gif
* 1ـ هذا هو الحب
هذا الحب الذى تتذوقه

فحلاوته لا تزول
كله لذة
وجميعه متعة
فيه تستعمل الأرواح والحواس ، القلوب والعقول ، النفوس والمشاعر ، يمتزج الإحساس بالوجدان ويظهر المعنى الحقيقى لمهام ووظائف الخفقات والخلجات والزفرات والأنفاس ، ويحيا المحبون فى دنيا أخرى ، شقاؤها نعيم ، ونعيمها روضات ، عذابها متعة ، ومتعها جنات .
اللحظة الصادقة :
يعيش المحبون اللحظة الصادقة فتأخذهم فى عوالم كأنها سنوات ، تملأ عمرهم ، بل هى عمرهم وحياتهم ، ثم تكون ذكرى تحيا معهم ، تحييهم عند الابتعاد ، ويشربون سحرها فى الاقتراب ، وفى اللقاء حياة تتجدد وروح تكبر ومعانى يسبح المحبون فى جمالها ، وينهلون من روعها ، حيث الروح فى الروح ، والقلب بالقلب ، والجسد للجسد ، فى ظواهرها صور تتحرك ، وفى حقيقتها أثير بهيج ، عجز عن وصفه الشارحون وقد استخدموا كل ما يعرفونه من نعيم الأرض ، من شمائل وعيون وروضات وأنهار ونجوم وسماء ، وأزهار ورياحين ، أو من أريج وريحان ، أو من شدوٍ وحداء ، أو من عطر ونسيم ...
الحب هو الحياة :
فالعين لا ترى ما تراه العيون ، واليد فى لمستها شىء آخر ، والأذن صُمّت إلا عن جو الحب فى لحظات الهوى والعشق والغرام ، وكلها أجواء فى سماء الحب فى تداخل شفاف وصفاء رقراق ، فالحب هو الحياة ، والحياة هى الحب .
* 2ـ فما الحب إذن ؟ *
وكذلك الحب:
كما يقولون الأعمال بخواتيمها ، والأشجار بثمارها ، والحركات بنتائجها ، وكذلك الحب ... الحب الحقيقى له علامات ، وفيه آثار وعنده تضحيات ، وأمامه عقبات ، وله حياته الخاصة به فى اللقاء والذكرى والجفاء ، وعلاقته بحياة الروح وحركة القلب واقتران الجسد ، حتى تتحقق الثمرة والنتيجة والمذاق .. هنالك يحق لك أن تعلن : هذا هو الحب .. وهو فى أمرين : طاعة وتجاوز .. فما معناها ؟
طاعة وتجاوز :
فإن تحققا بدأ الحب الحقيقى يدخل فى دوائر أخرى تجعله قويًا متينًا ممتدًا متواصلاً ، لا يعترف بعقبات ولا يقرّ بعوائق ، كجنة بربوة إن لم يصبها وابل فطل ... نعم ( الطاعة ) وهى فى الحب حركة لا إرادية خارج دائرة الشعور ، يكون فيها المحب كالمسحور ، ينتظر من الحبيب الإيماءة ، ويفهم الإشارة ، فالطاعة تجرى فى عروقه متى وصلت إلى ركن فهو طائع ، العين فى نظرتها ، واليد فى لمستها ، والوجه فى قسماته ، والفم فى ارتعاشته والبدن فى انتظاره للموافقة ، وكل جزء ينبض بالطاعة فيلبى خافية الحبيب وإن لم يصرح ، بل كثيرًا ما يفعل ما يكون حديثًا فى نفس حبيبه ، الحب يصنع المعجزات والموافقة ثمرته المكنونة ، حتى يصل الأمر بالحبيب إلى أنه لا يطلب ، وتتحقق إراداته من محبوبه .
ومع الطاعة ( تجاوز ) الاثنان معًا ممتزجان ومعنى تجاوز الحبيب أنه لا يقف عند عيبه ، ولا يكبّر شوكه ، ولا يعظم ذنبه ، ولا يوسّع تقصيره ، ولا ينفش خطأه ، بل يمر عليه دون اعتبار ولا يعبره بنظر أو انتظار ، فإن قال قائل : أين التقويم ؟ قلنا له : يا هذا ليس من ذاق كمن عرف ! وليس من عايش كمن سمع ! الحبيبان ماء واحد يجرى فى الشعور والوجدان ، لا سرّ بينهما ولا خافية ، إن دق قلب فرنّاته عند الآخر ، حيث الأرواح فى خفقة واحدة ، والأفئدة فى سير واحد ، لا تستطيع أن تقول اثنين ، وهل الماء إلا شيء واحد ؟! .
وهذا هو الهوى :
فالتجاوز طبيعة وطبع ، وليس تمـثيل وصناعة ورسم .. ومن لم يذق فليجتهد ، وليحاول وسيصل .. حينما يسأل عينه : هل تلتقين بعين الحبيب ؟ وحينما يسأل جفنه : هل تخاطب قلب الحبيب ؟ والإجابة ليست بالكلام وإنما فى خفة الروح ، وانتفاضة الفؤاد ، وخفقان القلب ، وارتعاشة البدن ، وهذا هو الهوى : بداية الماء الواحد ، وحضانة الرداء الواحد ، ليس للهوى أوصاف يُعرف بها ، أو صفات يتميز بها ، أو سمات يسمو بها ، وإنما يُعرف فى الموصوف ويظهر فيمن حقق الهوى :
وعندى الهوى موصوفه لا صفاته
وإذا سألونى ما الهوى قلت ما بيا
حالك يوسف أحلامها :
فهو حال يقيم فيه المحبون ، [ إذا رأيتم الرجل يرتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان ] ، كذلك إذا رأيتم الحبيب فى حبيبه روحًا وقلبًا ونفسًا وعقلاً .. فاشهدوا له بالحب ، فإن ذاب من الضنى ، ولم يؤثر على الحب غالياً ، فقدم مهجته فدى مهجته ، فاشهدوا له بالهوى . فهل قدمت أيها المحب الروح رخيصة فى هوى المحبوب ، هل أرسلت دمعة الوصل ترجو المزيد ؟ هل سار قلبلك بقلب المحبوب ؟ هل أرسلت من جفنك حركة قلبية أو استقبلت من جـفنه نـفس الرسـالـة ؟ هل من الانصهار والذوبان فى الحب أنتما كالماء ؟! إجابة الكلمات وردود الأقوال لا مكان لها فليس هذا ميدانها ، بل أنت ميدان الردود ، وحالك يوسف أحلامها .
* 3ـ ويسقى بماء واحد *
الماء واحد والثمار يانعة ، وهذه هى آثار الحب ، ثمرات يانعات ، لكل حلاوتها ، ولكل حلاوة مذاق ، لا تستطيع أن تميز بينهن ، أو تستأثر بإحداهن ، أو تسوى بسحرهن .
ــ الحب هو الدواء :
فمن قائل : الحب هو الداء الذى فيه الدواء ، فهو يكابد ليستيقظ الإحساس ، ويعانى ليصحو به الشعور ، ويقاسى ليحيا القلب ، ويتحمل فتنتعش الروح .
ــ الحب هو الروح :
ومن قائل : الحب هو الذى يملأ علىّ نفسى وروحى وقلبى وعقلى وكيانى بل إننى أرى الحبيب هو هذه الأشياء فهو راحة الروح ومنى القلب وحلاوة الدنيا وبهجة الحياة ورجاء النفس ، وحياة الجوانح كلها .
ــ الحب هو المعاناة :
ومن قائل : الحب هو المعاناة والعذاب والشقاء ، فى الوقت الذى هو كله نعيم ولذة ، وليس فى الأمر مبالغة لأن الإحساس بأقل أثر من لمسة معاناة هى شقاء مع أنها قطرة فى بحر النعيم والمتعة ، وهذه ترجمة لإحساس المحب الذى يرى بشعوره ويتأثر بوجدانه .
ــ الحب هو اللقاء :
ومن قائل : الحب معاناة يتحقق فى اللقاء حيث تتوقف عجلة الزمان ، ويصمت الدهر ، وتُطوى السنون ، وتُمحى اللحظات ، لأن اللقاء هو العمر ، وغيره ليس محسوبًا من العمر ، وذلك لما يراه الحبيب من معاناة فى أيام لا يرى فيها حبيبه .
ــ الحب هو الولاء :
ومن قائل : الحب هو الولاء للحبيب ، ولا سبيل لتحقيق ذلك إلا بالبحث الدائم عما يرضيه ويحقق رضاه ، وهذا هو عين الولاء للحبيب ، والرضا يكون : بالطاعة والموافقة مع الايثار والحب ، والتغافل عن العيب ، ومع ذلك فالرضا غاية لا تدرك إلا مع الله عز وجل .
ــ الحب هو الثقة :
ومن قائل : الحب أن تـثق فى الحبيب ، والثـقة لا تتحقـق إلا بتبادل المشاعر ، فثقتك بأن حبّك فى قلب الحبيب بنفس ما هو فى قلبك ، يعطيك
ويمنحك الاحساس بالحب ، ويزيل الكثير من المتاعب والظنون ، ويقطع الطريق أمام الحاسدين .
ــ الحب الانفراد بالحبيب :
ومن قائل : الحب هو الانفراد بالحبيب ، والغيرة عليه من أقل الأشياء ، حتى من جوارحه عليه فى وحدته ، وعلامة ذلك التعلق الدائم به ، وقطع الفيافى للوصول الدائم إليه فى كل الظروف والأحوال .
ــ الحب هو التضحية :
ومن قائل : الحب هو التضحية ، فآثار الحب تظهر بما يقدمه المحبون من تضحيات ، والصدق فى تحقيقها أن تقدمها من أجل المحب وسعادته وسروره ، فيكفى أن يكون الحبيب سعيدًا مسرورًا ، يرغد فى الهناء وإن كلفنى ذلك العنت والتعب والسهر والسهاد والدمع والبكاء .
ــ الحب عدم تحمل البُعد :
ومن قائل : الحب هو عـدم تحمل البُعد ، فالحب يعيش حين ينصهر الحبيبان ، فى الشعور والإحساس والروح ، فكأنهما جسـد واحد بدماء واحدة ، أو كالماء الواحد ، أو كالرداء الواحد ، فلو فصل أحدهما عن الآخر بالبعد فهى فترة عصيبة ، ومشاهد رعيبة ، ومشاعر مروعة ...
كالماء الواحد أصبحنا
وكلانا صار يقول أنا
كل هذه الثمار : هى حياة الحب وعلامة تحقيقه وآثار وجوده ، وكلها تجتمع على المحبين فى لحظات التلاقى والتصافى ، ولذلك فرسالتنا إلى كل حبيبين ذاقا وتمتعا ، ويريدان تحقيق هذه الثمار , بأن يعلما أن الطريق إلى ذلك بهذه النصائح القلبية الثلاثة :
الطريق إلى الحب
أولاً : احيوا الأرواح باللقاء
حياة الأرواح وعودتها إلى الأبدان تكون باللقاء وفيه ، وللقاء روح تعود بالأرواح وتردّها ، وإلا كان لقاء ميتاًا مقبورًا لا نفع منه ، وكم من اثنين تحققت بينهما المعاشرة لسنوات ولم يتم بينهما لقاء واحد ، فاللقاء الحقيقي هو ما فيه حياة الروح ، وليست له لحظات معدودة ومعلومة ، عدّها بعضهم من أحسن أيامه لأن القُرب بالروح وليس القُرب بالجسم ، فقال :
رُدّت الروح على المضنى معك
أحسنُ الأيام يومٌ أَرْجَعَكْ
ثانيًا : احيوا الحب بالصفاء :
للبعد مرارة ، وفيه معاناة ، وله روعات ، فإن تحقق الحب الصافى ( عند البُعد وفى البُعد ) إذا بهذه المرارة وتلك المعاناة ومكابدة الروعات تزيده صفاءً وتقوية وتجعله متماسكًا متينًا ، وإن لم يكن صافيًا أظهر البُعد زيفه ، وكشف غن خبثه .
ثالثًا : احيوا الهوى بالحال
لا تكتمـوا حالكم عن الحبيب ، صـارحوه بما تكابدونه ، فى غـيابه وحضوره ، فى بعده وقربه ، وصارحوه بسهر الليالى وسهاد الشهور ، حدثوه عن شكوى البُعد بالليل ، كلموه عن الانتظار إلى الفجر والعين لا تنام ، والقلب مكلوم ، والروح حزين ، أرسلوا له الشوق ، واختاروا من العبارات ما يظهر الحال ويبينه ويوضحه ، من لهيب ونار وإحراق ، اعلموه بالمآقى الباكية والدموع الهادرة ، والدمعات المسكوبة ، وماذا تقول له ؟ وبم تشعر نحوه ؟ ومارسالتها إلى الحبيب ؟
كل هذه المظاهر بوصفها وحالتها ومرارتها وسعادتها , انقلوها لشعوره ليحيا الهوى وتؤتى الثمار , وهذا هو الماء الواحد .
* 4ـ الحب لا يعترف بالعقبات *
هل هذا خروج عن سنن الله فى كونه ؟
أم هذه سنة تميز بها الحب ؟ ..
وقبل الإجابة هيا ننظر فى حال المحبين :
ـ الحاسدون :
كم يحاول الحاسدون والوشاة أن يفسدوا ما بين المحبين ، ولكن كل محاولاتهم تبوء بالفشل !
فأمام الحب الحقيقى ينهار الحاسدون ولا وجود للوشـاة المفسدين ، فالماء مادام يجرى لا يفسد ، وإنما يفسده توقفه ، وركوده ، وإن سكن حبٌّ وركد فهو غير صادق ، فقد نهشته أنياب الوشاة ، وشوهته حِرابُ الحاسدين ، وفتكت به أسلحة المفسدين .
العُذال :
وليس الحاسدين فقط الذين ينالون من الحب ، بل أيضًا العُذال واللائمون ، الذين يرتـدون ثياب الرحمة والشفقة على المحبين ، فيخرجون بمسوح العُبَّاد ، يقدمون المواعظ بلا طلب ، والنصح بلا حاجة ، أقنعوا أنفسهم بإرادة الخير وتحقيق المصالح ، وهو نوع من الخداع الخفى والتلبيس السقيم ، لفراغ عقولهم من الفهم ، وقلوبهم من الحب ، فأنّى لأرواحهم أن تتذوق .. وهؤلاء العُذال كالحاسدين خاسرون ، فالماء الجارى لا يتأثر بقذف الحجر ، والرداء الواحد لا يتأثر بأقذار الطريق ، لأنه يطهر بعضه بعضًا :
ما بال العاذل يفتح لى
باب السُّلوان وأوصدُه

ــ عقبات من الداخل :
وأخطر العقبات هى التى تكون من الداخل ، فإن كان الحاسدون والعُذال خاسرين أمام الحب ، فهل العقبات التى فى نفس المحب وقلبه هى أيضًا خاسرة ؟!
ولا تعجب حينما أقول : نعم ، هى أيضًا منهارة وخاسرة لسبب واحد : أن الحب الحقيقى تُقَدَمُ فيه التضحيات ، وأعزُّ هذه التضحيات الروح ، فماذا بعد الروح ؟

والكل يهون وقد ملّكته روحك ! والكل يصغر بجانب التضحية بالروح !
ثم إن الحب الصادق متجرد فى حبه لا يخطر بقلبه سوى محبوبه ، فالحركة لا تهدأ ، والحرارة دائمًا متقدة ، بصفاء الحب ، وروح اللقاء ، وتقديم حبيبه بالحال على كل شيء .
ما خنت هواك ولا خطرت
سلوى بالقلب تبردُّه
فكيف بالله عليك يتأثر هذا الحب وفق هذا المعنى بشائبة أو لوثة ؟!
فالثـبات على الحب عنوان مواصلة النجاحات ، هنالك ينطلق المحبان يهتفان :
( ما لروحينا عن الحب غِنى )
2ـ فـى الـجـفـاء
هل فى الحب جفاء ؟
هل فى الحب جفاء ؟ وإلى أى مدى يتأثر الحب بالجفاء ؟ وكيف يتحول الجفاء فى حياة المحبين إلى اقتران والتقاء ؟
أيها الحبيبان ... نعم فى الحب جفاء ... ولا تتعجبان ! وهو امتحان المحبين ، اختبارٌ للحب الصادق ، ومعرفة بمقداره ، وتذوق لحلاوته ، تنجلى صوره المختلفة لتجتمع حول أمرين ( الهجر والهجران ) .
الهجر والهجران قاتلهما الله
فهما نار الابتلاء ، يخلص فيهما الحبيبان كالذهب ، ويظهر بهما زيف غيرهما ، والإسراف فيهما عذاب المحبين ، وشقاء الأحبة ، فعلام ثم علام نشقى بأيدينا ، بالتمادى فى نار الهجر وعذاب الهجران ؟!
وعلام كل هذا الجفاء ؟
قد يلتحم الجسدان والهجران ينهش فى الأفئدة لأنه من قوارض القلب وسُوس الحب ، وليست استدامة المعاشرة عنوانًا للسعادة أو دليلاً على الحب ، والهجر الموجود يتحرك كأصـل منهار ، فهو عمل الجارحة الحقيقى ، وما سوى ذلك مظاهر ورسومات وأشكال خادعة .
فلا يغرنك تقلب الأبدان أوعلامات السعادة المصنوعة فالحرمان الحقيقى فى انحسار متعة الأرواح وزوال سعادة القلوب ، والحرمان كله فى هجر النفوس ، وهجران القلوب ، حيث ( الجفاء ) عدو الحب ، وخصم الهوى ، وهادم اللذات وموت المحبين .
ولذلك يأتى الجفاء فى سماء الحب الصادق كسحابة تزيد من تعلق الحبيب بحبيبه ، وفراره إليه ، وهروبه من كل شيء ، فى أحلى صور الانكسار والذلة والتصافى والمصافاة ، وليس من خروج عبر خطره أو انتصار عليه إلا بالعفو والمسامحة والصبر وتحمل التكاليف , وخيرهما من يبدأ بالسلام ويبادر بالعناق ، ويفاجيء بالحنان ، وكم من لمسة حانية ... تصافت لها جفاءات متمكنة ...
أيها الحبيبان
هيا نبدد الجفاء
ــ العفو :
فما يبدده ويجلى ظلمته ، غير العفو والمسامحة ، والماء الواحد لا ينتظر أحدهما ليسامحه الآخر ، فلا تكتم شيئًا ، يشعر به حبيبك ، ويريدك أن تتكلم به ، بل يبادر الاثنان معًا .
بلّغه عن المعاناة ، وقسوة السهاد ، ومرارة السهر والتعب ، وغزارة البكاء ، وقل له إن هذا ذنبى ، أما يكفى أن يكون سببًا لعفوك ومسامحتك ! ودومًا اسأله المسامحة .
ــ الصبر:
ولا تتسـرع واصبر صبر القلوب لعلك أن تفوز , وصبر القلوب يكـلفك الكثير ، وبقدر التحمل تكون النتائج ، وليس لك إلا من عودة الروح وحياة الحب :
أخلق بذى الصبر أن يحظى بحاجته
ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
ــ التصافى :
التصافى والمصافاة من صفات الماء الجارى ، وما توقف ماء إلا وأسن ، فعلام يوقفنا الجفاء ؟ .
وحركتنا تتواصل بالمصافاة وتستمر بالتصافى ، فيرى الحبيبان روحيهما فى بعضهما كالمرآة الواحدة .
والحيلة فى تحقيق ذلك ضرورة حركية ، والكذب فيه إجازة شرعية ، من أجل الصفاء بعد الجفاء .
ــ وسائل عملية :
ومن الوسـائل العملية : إن صدَّ عـنك فاقـترب منه ، إن أتاك يمشى هرول إليه ، ولا تقابل الصد بالصد ، والجفاء بالجفاء ، بل تحتفى به ، وإن لم يظهر احتفاءً بك ، وتقدم التضحيات رغم شحه بها ، وبذل كل ما ترضيه ولو لم يهـتم بك ، وتسعى دومًا لإسعاده وسروره رغم تقطيبه وعبوس وجهه ، علّه يذّكر أو تنفعه الذكرى .
ــ لا تكتموا شعورًا :
ولا تكتموا عن الحبيب شعورًا ، ولا تخبئوا عنه إحساسًا ، بصوت القلب وروح الحب

** احذروا اللائمين
وأخيرًا احذروا اللائمين فى أفعالهم وصنائعهم ، واحذروا المتربصين فى أقوالهم وتجنيهم ، وردوّا عليهم بالصدّ عنهم ، فتجنبهم حياة والبعد عنهم غنيمة ، من وقع فى شباكهم خسران ، لا تغبطهم بتصديق أوهامهم ، فكم هزّت صنائعهم حياة المحبين برياح لغوهم اللعين ، وكم أطفأت أمواج ظلمهم نور الهوى ، وكم تساءلت قلوب المحبيبن ... هل يختفى بركان قبائحهم الثائر فينا ؟
وأخيرًا وبعد تحقيقك لكل هذه الوسائل :
للربّ دع أمر النّوى قد نتجلى
أقدار ربّى كالرحيق الزّائر
ثم قل :
يا لائمى فى هواه والهوى قدرٌ
لو شفّك الوجدُ لم تعذل ولم تلُمِ
جرح الأحبة
أيها الحبيبان : ما لجرح فى ميت إيلام ، فالجرح ألم ومعاناة ، لا ينتهى ألمه إلا بالموت ، وهذه سنة بشرية ، ولكنها عند الأحبة لها مذاق آخر ، وطعم خاص ، فالقلب الذائب فى القلب ، والروح الممتزجة فى صفاء ، أماتت الذوات والأشخاص والنفوس والكينونة ، فكلما برزت النفوس ماتت القلوب والأرواح ، ووفق هذا المعنى ينقلب جرح الجفاء إلى غير ذى ألم ، فكل معاناة فى سبيل الحب تقوّى الروح مادام المحبان يسعى كل منهما بالمبادرة إلى الصفو وردّ الروح بوسائل الحب :
جحدتها وكتمت السهم فى كبدى
جرح الأحبة عندى غير ذى ألمِ
أعيدوا روح الحب :
بل كيف يكون الجفاء جرحًا ؟
والحبيبان كل منهما يقدم هذه الوسائل فى ذلة وانكسار ، واحتفاء وحفاوة ، وتضحية بكل شيء ، حتى الروح ... وهل بعد الروح من تضحيات ؟ فأعيدوا روح الحب وبددوا الجفاء .. وكفى .
3ـ فى الذكرى
حياة مع الحبيب
* الذكرى نبض حياة الحب :
تبقى الذكرى حية فى الوجدان تستعيدها الذاكرة بجلالها وسحرها ودقائقها ونسيمها ، ليس بالصوت والضوء يكون أثرها ، ولكن بقدر استعادتها بالروح والقلب ، فتشعر بنشوة تسرى فى الجوانح والجنبات ، وتمايل فى القلب والوجدان ، وأريج من عطر فواح ، هذه الآثار تمتد بعد انتهائها لتجعل منك مولودًا جديدًا فى مكان جديد ، وزمان جديد ، فهى أفراح الأحبة ومسرات الحب ، بقدر حالك يمنحك جمالها ، وبقدر تعلقك بالحب والحبيب تتعلق بك ، وبقدر انشغالك بالحبيب تنشغل بك ذكراه ، وهى منّة من الله للأحبة ، وهدية من المولى ، ومكافأة من الله .
والذكرى هى نبض حياة الحب الصادق ، ولذلك فهى لا تأتى من فراغ ، بل من انشغال واستفراغ ، لكلّ لحظة سعيدة ، فى مكان ساحر ، فى زمان رائق ، فى حالٍ صافٍ .
فمن البراعة والذكاء اختيار الأحسن دوما مع الحبيب ، فليست الرياض الضاحكة بوجهها والمبتسمة بعيونها ، إلى روح الحبيب وقلبه ، إلا لأنها مكان اللقاء مع حبيبه ، وما زالت تحمل فى أنفاسها روح الحبيب وكلمته وضحكته وبسمته ولمسته وحركته ، وهذه العيون وتلك الجداول وهذه الأمواج وتلك الأنهار ، ما حياتها إلا بما حوت من روح الحبيب ، وهو ينظر إليها ويكلمها ويداعبها ، وهذه السماء ببدرها وهلالها وضياء نجمها وجلالها ، تحكى حديثك وخطابك ، الأشجار والأغصان والطير والأزهار لوحة ساحرة من مائك وريّك تستمد حياتها ونضارتها وبهجتها .
* ذكرى عناق القلوب :
وتكتمل صور الذكرى حينما تتعانق القلوب ، وتحتضن الأرواح ، ويتحقق القِران ، فأى سحر وأى نسيم وأى عطر ، لهذا العناق ، حينما تطوى الحبيب بساعديك فى رفق وحنو ، وتطبع رسالة الحب بقبلة كالصبح المنور فيعم الضياء ، وتسرى فى الكيان نشوة رائعة من نسيم الفـم وعطـره الساحر ، دواء للروحين والجسدين معًا :
فكل نعيم فى الحياة وغبطة
على شفتينا حين تلتقيان
ويخفق صدرانا خفوقًا كأنا
مع القلب قلبٌ فى الجوارح ثانِِ
فى هذه الأثناء تتحرك لغة الحب فلا مجال للكلمات , وتتوارى الحروف ، والعـين تخاطب العـين ، تصبح الصفحة بيـضاء نقية ، وهذا هو تجديد الحب ... ويتوقف الزمن فى لحظة النشوة ، فهذا يوم الرضا :
لا أمسِ من عمر الزمان ولا غدِ
جُمع الزمان فكان يومَ رضاكِ
* اصنعوا الذكرى :
هذه اللحظات الباسمة ، وتلك الأيام الراضية ، ألا يحق للحبيبين استعادة نشوتها واسترجاع فرحتها دومًا ... فذكراها حياة مع الحبيب ، والعاقل من جعل كل لحظاته وأيامه مع حبيبه شمسًا للذكرى دائمة ، هذه هى الشمس التى لا تغيب أبدًا ، فى سماء الروح وأفلاك القلوب . فاصنعوا الذكرى بحُسن اللقاء واختيار المكان وسحر الزمان ، واجعلوا من كل وقت ولحظة ولقاء مع الحبيب ، جنة غناء ممتدة ، وحركة روح ، وخفة قلب ، تلهب الوجدان ، وتضيء الجوانح ، فإذا بالبُعد قُرب ، والتنائى اقتران :
وكل مسافر سيؤوب يومًا
إذا رزق السلامة والإيابا
* 4ـ ربـيـع الـحـب *
* القلب المفقود :
القلب الذى فقد الحب هو المفقود ! لأنه فقد روحه وحياته ، فهو موجود كلحم ونبض ولكنه لا روح فيه ، ولا عقل معه ، ولا وجدان ولا شعور ولا إحساس ، وقد أطلقوا عليه ( القلب الواهى ) لأنه أضاع الحب الذى هو مادة حيويته وحياته ، والقلب الذى فقد الحب ، وجد العذاب وحمل الآلام ، وهل خلقت القلوب من أجل العذاب والشقاء والألم ؟!!
* فقد الأحبة
والمحبون لابد أن يكونوا على حذر من عمل الأيام والليالى ، التى تصارعهم بفقد الأحبة ، وليس فقد الأحبة فى ابتعادهم أو هجرانهم أو سفرهم أو موتهم ، إنما فقد الأحبة فى فقد حبهم من القلب ، والناس صنفان موتى فى حياتهم ، فهم موتى فى قربهم أو حتى وهم معك ، وآخرون فى بُعدهم أحياء ، فهم فى سفرهم وتنائيهم أحياء ، حتى ولو كانوا فى شرق الأرض أو غرب الأرض أو تحت الأرض .. حيث راحة النفوس بذكرهم وذكراهم .. وهل بعد هذه الراحة من تعب ؟!
* ربيع الحب
من أجل أن نعيد للقلب حياته ، لابد أن يعيش دومًا فى ربيع دائم ، وليس هناك من ربيع دائم غير ريبع الحب ، روضاته فيحاء ، طيره فى شدو متواصل ، جداوله ماؤها يجرى ، أغصانه تصفق دومًا ، لا تنقطع بهجتها وفرحتها ، وإنما ذلك لسبب واحد :
أن ربيع الحب ( هو حديقة الأرواح ) ، ولذلك فحب حديقة الأرواح لا يعرف الخريف ، ولا يعترف بزوال ، ولا يدرك قيظًا أو بردًا .
* صفو متاح
فإذا كنت بالحب فى ( ربيع دائم ) تحيا فى ( حديقة الأرواح ) ، فهذا ( صفو متاح ) :
على المحـبين انتهاز هذه الفرصة , فالأقـدار لا نصنعها ، وإنما تأتينا ، وعلى العاقل انتهازها ، فأنت فى أحلى الأقدار ، وأحسن العنايات ، وأكمل الرعايات ، فاز من انتهز هذا الجو ، فاستفاد وأفاد .
وعلامة الانسجام :
ــ أن تضحك مع الرياض الضاحكة .
ــ وتذوب فى ربيع الحب .
ــ حتى يمتزج شعورك وإحساسك بمشاعره وإحساسه .
ــ ولا يكون ذلك إلا بالأرواح .
* حديقة الأرواح
فى هذا الجو الساحر ، تحلق الروح فى حرية وانطلاق ، بين أفنان وأفنان ، بين شـدوٍ وألحان ، تسـبح فى الصفـاء ، وتـغرق فى المـتعات ، فكل ما فى ( حديقة الأرواح ) لذات ، وإن كانت فى غيرها معاناة وآلام . فأشجار هذه الحديقة :
ــ شجون لا تهدأ
ــ جفون لاترقد
ــ ليل لا ينام
وأغصانها فى :
ــ بكاء القلوب
ــ ومخاطبة العيون
ــ وسحر العيون
ــ والكل فيها يستبق الجمال
لتبقى أحلى الذكريات التى هى صدى حكايات السنين
ما لروحينا عن الحبِ غِنى
ذقت الحبّ الراوى روحى ما لروحينا عن الحب غنى
إن قـالوا ما الحـبُّ ذهبـتْ رُوحـانا تشدو السحـر بنــا
كـالمـاء الـواحـد أصبحـنـا وكلانــا صـار يقـول أنــــا
وثـمـار الـحـبّ تــعــذبـنـا ما ذقنـــا أحـلى منـه جَـنى
ينـهـار العـاذل مـن حبّــى من رامــه شـرًا عزّ سـنَى
وحـياة الحـب تعــود بـنــا بالذكـــرى إسعــادًا ومُـنى
ولـقـاء الـحـبّ لــروحيــنا النبضُ الماضى والزّادُ لنـا
ذقت الحب الراوى روحى ما لروحينا عن الحب غنى
ثـانـيـًا
أصـول الـحـب
الحب
1ـ مــــن اللـــه وبالله وفـــى الـلـــه
2ـ معاشرة وتحقيق لا يعرف الفرقة
3ـ فتــــــــــــــــح مــــــــــن الـــلــــه
4ـ رحـــــــــــــــمـــــــــــة مـــن اللـه
(1) الأصـل الأول
الحـب
من الله وبالله وفى الله
الزواج ... حياة الحب الحقيقى .. والحب مادة الزواج الصادق ، حتى الأنبياء مع عظم ما كلفوا به من مهمة وأداء لم يتركوا هذه الحياة ، وكذلك من حمل هذا الإرث من بعدهم :
{ ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجًا وذرية وما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب } الرعد : 38 .
فلا الزواج يعطل عن المهمة ، ولا الحب يعجز عن الأداء ، لأن الآيات بإذن من الله ، وليست من ابتكار واختراع المبدعين ، وليست بالعزلة والانعزال عن حياة البشر ، وإنما تنطبق على الجميع أحكام الناس : { لكل أجل كتاب } الرعد : 38 ، فكل هناء أو عزاء إلى فوت ، ولا يبقى إلا المعنى ولا تعيش إلا الحقيقة ، وهل هناك أجلّ من الحب معنى ، ومن جميل المعاشرة حقيقة ؟!!
ولذلك جعل الله الزواج آية من آياته فقال : { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ، إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون } الروم : 21 .
ومادة هذه الآية تلك الحياة التى بيده تعالى من سكن ومودة ورحمة وامتزاج وتصافى فى الشعور والوجدان ، لا نصنعها وإنما صانعها هو الله تعالى ، ومانحها المولى عز وجل .
وكم من أزواج وزوجات كانت بداية حبهم التوجه إلى الله بالدعاء والصلة ، أن يجمع بينهما فى خير وعلى خير ، وأن تتحرك فى قلبيهما وروحهما قدرة المولى بآية الالتقاء بالنقاء ، والاجتباء بالصفاء ، والإحياء بالهنا ، فأنطقت الأرواح ــ التى تلاقت منذ الأزل ــ القلوب بالخفقان ، والنفوس بالتوقان ، والألسنة بالدعوات ، ألا يكون افتراق ، وأن تمتد عبر الأرض أحلى حياة أرادها الله للإنسان .
وهو وعد الله لمن به توجه وإليه توجه :
{ والطبيات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون ، لهم مغفرة ورزق كريم } النور : 26
ومن ثـم تـتحرك آية الله عـلى أصل ركين ، ويـنمو الحب ويثمر عبر الزمان ، لأنه من الله وفى الله وبالله : { فـلما قضـى زيد مـنهـا وطـرا زوجناكها } الأحزاب : 37 ، أى بأمر من الله ، ليمتد المعنى وتتواصل الحقيقة ويبقى الأصل لمن أراد الاستمرار بالحب ، أن يعلم أن المانح هو الله { وكان أمر الله مفعولا } الأحزاب : 37.
من الله بدأت ، وعلى الله تسير ، وبالله تخطو ، وفى الله تحيا ، مع كل المراحل العمرية ، شبابًا ثم كبارًا ، مع كل الظروف الحياتية ، سعة وضيقًا ، ومع كل الأجواء ، حلوها ومرّها :
{ فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن ءاتيتنا صالحًا لنكونن من الشاكرين } الأعراف : 189 .
{ إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم } النور : 32 .
قالت لى الحبيبة زوجتى عن هذا الأصل :
( إن هذا الحب هو نتاج دعاء ، فهو رزق من الله تعالى ، هو دعاء الله فى مقام إبراهيم ، دعاؤك كذلك ، أن يجمعنا الله وأن يربط على قلوبنا .
فعلى من علم هذا الأصل أن يكثروا من قول :
ما شاء الله ولا قوة إلا بالله
كلما رأوا فرحة أو نشوة أو صلة
ويعلموا أنها من عطاء الله ورزقه .
وهى ثمرة العمل الصالح والإخلاص لله ، ثم من قبل ومن بعد :
الحب والسكن والأنس معك ) .
(2) الأصـل الـثانى
الـحـب
معاشرة وتحقيق لا يعرف الفُرقة
وعبر الزمان ينمو الحب بالمعاشرة والعِشرة والتحقيق ، والانتصار على العقبات ، وليس ذلك تخويفًا فى أفق المحبين ، بل هى طبيعة طريق الحب ، الذى يمتحن : { فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض } الرعد : 17 ، نعم يضرب بجذورعميقة ، ويمكث قويًا شامخًا .
إنهـا رحـلة الحـياة عـبر الزمـان ، وروح حـياة هـذه الرحـلة هـذا الحب الذى يعيـش ، بالمعاشـرة والعـشـرة ، بالمعـروف والوصـال بالله تـعـالى : { وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا } النساء : 19 ، { ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف } البقرة : 228 .
وبالـتـقـوى والخـشـوع واللـجـوء إلى الله وحكـمه وأمـره ، بالالتـزام والإيـمان والإعـجاب بهما وحدهما دون غيرها : [ فاظفر بذات الدين تربت يداك ] , يقـول تعـالى : { ولأمة مـؤمنة خـير من مشـركة ولو أعجـبـتكم } البقرة : 221 .
بالاقتران والمشاعر الواحدة والانصهار التام : { هن لباس لكم وأنتم لباس لهن } البقرة : 187 .
بحياة الطهر والنقاء وحب ما يحب الله تعالى :
{ فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } البقرة : 222 .
بمقاطعة الشهوات والابتعاد عن أهلها الذين يريدون للزوجين الميل العظيم والولوغ فى بحور الخطايا : { والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيمًا } النساء : 27 .
وأخـيرًا بالحـذر من الشيـطان ومكـره ، فى تفرقة القلوب بفقدانها للحب :
{ فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجته وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله } البقرة : 102
هذا الأصل يدعو إلى التريث لمن أراد المكث ، والتمهل لمن أراد الاستمرار ، فلا يستعجل ثمرة قبل نضجها ، فيفـقـد حلاوتها ولا يذوق طعمـها , تقول زوجتى :
( ثانى شىء هو أن هذا الحب نتاج معاشرة وعشرة ومعايشة ، ونتاج زمن فلا نستعجل , ولنعلم أن الشيطان من مكائده التفرقة وأول التفرقة " تفرقة القلوب " ) .
(3) الأصـل الـثـالـث
فتحٌ من الله
روى البخارى ومسلم عن عمرو بن العاص رضى الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أى الناس أحب إليك ؟ قال : [ عائشة ، قال : فمن الرجال قال : أبوها ]
فلم ير صلي الله عليه وسلم غير عائشة , أو ما يمت إليها بصلة , فقال صلى الله عليه وسلم من الرجال : أبوها .
وهذا الأصل مع الزمن يقوى ، ويزداد مع النائبات قوة وخلوصًا كالذهب ، فما دامت القلوب يرفرف فيها الحب ، والأرواح قد تلاقت على الحب ، فكل كلمة أو سكنة أو حركة ، وكل عقبة أو ظلمة أو نائبة ، وكل فرحة أو نشوة أو بهجة ، كل ذلك ينقلب برحمة من الله إلى فتح جديد وطريق يبعث الروح فى الحب ليسمو ويزداد وهذا هو تجديد الحب الدائم .
تقول الحبيبة زوجتى :
( إن طرق الحب كثيرة وكلما شغل المحبين حبهم فتح الله عليهم بطرق ، حتى أن الله يفتح عليهم من طرق الحب التى لا تنتهى ، التى تزيد المحبين اشتغالا كلما زاد عمرهم وتقدم بهم الزمن ) .
تذكرت فعل الليالى مع أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها فى حادثة الإفك كما ترويـها بنفسها , فبعد أن علمت بقصة الإفك أخذت فى البكاء وتقول لأمها : يغفر الله لك تحدث الناس بما تحدثوا ولا تذكرين لى من ذلك شيئًا ! قالت : أى بنية خففى عليك الشأن فوالله لقلّ ما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن وكثر الناس عليها .
ثم تقول أم المؤمنين : ثم التمست اسم يعقوب فما أذكره فقلت : ولكن سأقول كما قال أبو يوسف : ( فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون ) .
فوالله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه ــ نعم لحظات كانت رهيبة التى يستقبل فيها خبر السماء ــ تقول عائشة رضى الله عنها : ( فوالله ما فزعت وما باليت , قد عرفت أنى بريئة وأن الله غير ظالمى ) .
وكان المشهد الأخير بعد أن سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يقول :
[ أبشرى يا عائشة قد أنزل الله عز وجل براءتك . قالت : قلت الحمد لله ] .
وهكذا انتصر الحب ..
وازداد بهاءً ، لثقتها الكاملة بربها ، وصبرها على تكاليف الحب فى قلبها ، رغم بكائها المتواصل وحزنها المكبوت وآلام نفسها واختلاط الأسماء عليها .. فى لحظة صدق سمعت من قلب النبى صلى الله عليه وسلم :
أبشرى يا عائشة ...
فكان الشكر خاتمة لطريق قد فتحه الله بقولها : الحمد لله .
وهذا الفتح من الله الذى لا يتناهى لا ينزل عشوائيًا وإنما ينزل على القلوب التى أفناها الحب وأضناها الود ، ويكفيها أن يكون دعاؤها :
اللهم إنك ترى مكاننا وتسمع كلامنا ، علمك بحالنا يغنيك عن سؤالنا ، حينما قالها الخليل لخليله : تـبدلت طبيعة الأشياء : { قلنا يا نار كونى بردًا وسلامًا على إبراهيم } الأنبياء : 69 .
وكذلك بالحب ..
تنقلب عاديات الناس إلى رحمـات وفتوحات وفـيوضات ، وهى رصيد يزداد , عبر الزمان وتقدم العمر ، فالحب لا يهرم ، لأنه الشمس التى لا تغيب ، والربيع الدائم ، ثم لأنه ماء الروح :
{ ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى } الإسراء : 85 .
يا صديقى جنب الماء فمى
عطش الأرواح لا يُروى بماء
وإنها لصورة محببة إلى القلوب أن نرى الحب يجمع الزوجين وقد تقدم بهما العمر ، بنفس المشاعر وبنفس اللغة ، فالحب هو الروح الفتية فى أجساد متهالكة :
{ قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا إن هذا لشيء عجيب ، قالوا : أتعجبين من أمر الله ، رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت , إنه حميد مجيد } هود : 72 ـ 73 .
(4) وأخـيـرًا

الحب رحمة من الله
{ وجعل بينكم مودة ورحمة } الروم : 21
هذا هو الحب ، من الله مودة بالقلب , ورحمة بالمعاشرة ، ومن ظن أن الرحمة منه فقد أخطأ ، فنحن محتاجون دائمًا إلى رحمة الله :
{ وربك الغنى ذو الرحمة } الأنعام : 133 ، حتى الملائكة قبل أن تدعو للمؤمنين يقولون : { ربنا وسعت كل شىء رحمة وعلمًا فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم } غافر7.
ومن ثم فمن أراد رحمة فليس له إلا الله وحده : { كتب ربكم على نفسه الرحمة } الأنعام : 54 ، فلا تعجب أن يكون الحب رزقًا من الله , يجعله فى قلوب من يختارهم لصدق الحب ، وفناء المحبين : { والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم } البقرة : 105 .
وكلما أخلص المحبون وتجردوا وصدقوا وأحسنوا الحب كانت الرحمات : { إن رحمت الله قريب من المحسنين } الأعراف : 56 .
{ ورحمتى وسعت كل شىء فسأكتبها للذين يتقون } الأعراف : 156 .
وفى دعـاء عباد الرحمن الذين يعـيشون فى رحـمة الله وبرحمـته ، تساوى فى فهـمهم :
حياة الحب الصافـى الذى تقرّ به العـين فى الـبيت المؤمن : ( بالزوجة والذرية ) ، مع الدعوة إلى الله ونشر الإسلام والجهاد فى سبيل والتمكين لدين الله , وقيادته للدنيا بالله تعالى :
{ والذين يقولون هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا } الفرقان : 74 .
فعلى كل حبيبين تلاقت روحاهما عند كل خفقة قلب ، أو خلجة نفس ، أو ارتعاشة بدن ، أو نشوة روح ، أو بهجة كيان ، أن يسجدا لله شكرًا , ويقولان معًا :
{ هذا رحمة من ربى } الكهف : 98.
فما بهما من نعيم فمن الله :
{ ولولا فضل الله عليكم ورحمته فى الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم } النور : 14 .
ثالثًا
مستقبل الحب
1ـ من أجل حب دائم
2ـ لغـــــة الحـــــــب
3ـ طـــــريق التغـيير
4ـ بحــــــــر الحـــب
1ـ مـن أجـل حـب دائـم
ما يقلق المحبون هو المستقبل ، هل يهنأون دومًا بثماره ؟ وهل يحيون العمر كله فى سحره ؟
ومستقبل الحب كالشجرة ما دامت أصولها عميقة فى الأرض ، وفرعها شامخ فى الفضاء ، تبقى مع الزمن ، إن كان الماء يمدها بالحياة ، وكذلك مستقبل الحب ، مادامت الأرواح تغذيه والأصول ثابتة ، فالفروع شامخة ، والثمار جانية .
والشجرة حينما ينقطع ماؤها لا تموت على الفور بل تظل زمنًا تصارع ولكنها لا محالة إلى موت وزوال ، وكذلك الحب لا ينفع فيه هذا الخداع ، فلا ينخدع بمظاهره أحد وإن بقيت دهرًا ، إن انقطعت الأرواح عن مهمتها وعملها ووظيفتها .
وإن كنا نحن الذين نصنع مستقبل الحب بهذه القواعد والشروط ، فكان لزامًا على كل زوجين وهما يمارسان الحب أن يحققا عدة أمور لتبقى روح الحب بينهما قوية متينة .
أولاً : الفهم المتبادل
لا معـنى أراه للفهم المتبادل بين الزوجين إلا بفتح باب القلب ليتواصل الحب ، بمعرفة المشاعر والمصارحة بالإحساس ، فلا كلمة تفسر فى غير معناها ، ولا ايماءة تترجم فى غير مرادها .
فالصمت معلوم ، والقول مفهوم ، حتى النبض بأسراره ، والخلجات بمعانيها ، والنظرات بخفاياها ، كل ذلك فى إدراك تام للحبيبين معًا .
ولا تتحقق هذه الصورة الوضيئة إلا حينما يدرك الزوجان أنهما ( رجل وامرأة ) لكلٍ طبيعة مختلفة , وكل طبيعة تحتاج إلى معرفة وتفهم ، ثم ممارسة جميلة ، وما دمنا قد اقتنعنا بذلك , انظر معى إلى ما تقوله الدراسات النافعة فى هذا الجدول :
تقول الدراسة :
المرأة
الرجل
1ـ تتحدث عن التفاصيل دائمًا وانصراف الزوج تفسره بأنه لا يرغب فى سماعها أصلاً مع أنه لا يريد الاستماع فقط إلى التفاصيل .
1ـ يشعر بأنها تحتاج إلى حل المشكلة وطبيعة الأمر أنها لا تحتاج إلا إلى تعاطف وموافقة على رأيها وتصرفها وسلوكها فقط !!
2ـ تتدخل فى عمل زوجها لتصنع له مستقبلاً ورديًا وحريصة على ذلك .
2ـ يشعر بأن ذلك سيطرة عليه وفى تقديم المشورة له عدم ثقة بقدراته فى إدارة أعماله .
ملخص ذلك :
الرجل : يبحث عن تحقيق الأهداف .
المرأة : تبحث عن الحب والحنان والجمال والتواصل والعلاقات الإنسانية الساحرة .
الحل : الفهم المتبادل بتحقيق وممارسة ذلك فى صورة واقعية فالمرأة : لا تسيطر على الرجل وإنما هى تريد مشاركته فى شعوره ومشاطرته فى إحساسه ومبادلته له فى الإحساس والمشاعر , وعلى الرجل مراعاة ذلك ولا يعاملها كرجل يحل له المشكلة أو أنه يجنح للسيطرة عليه .
ثانيًا : وجهات النظر
ربما يظن الزوجان أنهما مختلفان فى وجهات النظر ، وليس الأمر كذلك ، وبالبحث عن السبب وجد أنه أضعف وأوهى من ذلك , وانظر إلى هذا الجدول :
تقول الدراسة :
المرأة
الرجل
نعم تحتاج إلى النصيحة ولكنها تنظر إلى توقيتها وطريقة عرضها .. فهى تطلب النصيحة حيثما لا تكون غاضبة وتطلبها كذلك بإلحاح ولكن بعد تفهم مشاعرها والتعاطف مع كل ما تبديه من أسباب .
نعم يحتاج إلى النصيحة ، ولكنه يكرها حينـما تُـقدم له فى نفـس الوقت ...ويأخذها بحساسية وخصوصًا : أمام الآخرين .
الملخص :
ومن خلال ذلك يشعر الرجل بأن حلوله ووجهات نظره المقدمة التى لا تأخذ بها المرأة : بعدم ثقتها به وعدم تقديرها له .
وبالعكس : تشعر المرأة أن حاجتها لا تُحترم وشعورها غير مُقدر .
الحل : معرفة السبب المتبادل ومراعاته فتعطيه نصائح عند طلبها وتشاركه ولا تنقده أمام الآخرين , وكذلك الرجل يختار الوقت وطريقة العرض ويتفهم أولاً مشاعرها ويتعاطف مع مواقفها وآرائها .
ثالثًا : حل المشكلات
تقول الدراسة :
المرأة
الرجل
تشـعر بالتحسـن فى الحديث عن المشـكلة ولكنـها لا تهـتم بحل المشكلة .
يشعر بالراحة عن طريق حل المشكلة ويمر بفترة صمت حتى يحل المشكلة .
الحل :
لابد أن يتفهم الاثنان هذه الطبيعة ، فالمرأة : لا تتوقع أن يتحدث الرجل عن مشكلاته بإسهاب . والرجل : لا يتوقع من المرأة أن تكون عقلانية فى حل المشكلة وبالتالى لا يعتزلها أو يهملها فإن الأمر حينئذ يتفاقم .
رابعًا : الشعور بالأهمية
تقول الدراسة :
المرأة
الرجل
تشعر بالأهمية عندما تجد الرعاية بمعنى الاهتمام والحماية والعاطفة والفهم والعناية وبالتالى يكون منها الإنجاز فى الأعمال وتقديم المزيد .
يشعر بالأهمية عندما يتحقق من حاجة الآخرين إليه والتفافهم حوله بغض النظر عن مشاعرها .
الحل :
المرأة : تُشعر الرجل بأهميته وحاجة الآخرين إليه بقولها وفعلها وتمزج ذلك بإحساسها .
الرجل : يُشعر المرأة بالحب والعطف والحماية والعناية فهذا مطلبها وتشعر فى ذلك بأهميتها .
تحذير
( إياك وقتل الحب )
ليس التفاهم بمعرفة الطبيعة , والعمل وفق متطلباتها , وتنفيذ باقى الدراسات , دون حركة الروح والقلب والوجدان ...
فمن نظر إلى التفاهم من خلال نظرة مادية فقط لا يحقق المطلوب , وما أردنا له ذلك وإنما هذه وسائل معينة فكما يقولون :
( ما يقتل الحب هو شعور أحد أطرافه بأنه أعطى الكثير دون أن يشاركه العطاء الشريك الآخر.
ولن يتحقق ذلك إلا بالمعادلة فى درجة العطاء والأخذ بمقدار يسد حاجة الشريك ولا يتحقق ذلك إلا بفهم طبيعة كل منهما للآخر ) .
ثم تزيد ، ولن يتحقق التفاهم المطلوب , إلا بامتزاج الروح , واقتران القلوب ، فإياك إياك وقتل الحب .
2ـ لغة الحب
فى الدراسات الحديثة يطلقون عليها ( لغة الاتصال ) ويعنون بها كلمات واحدة ولكن تحمل معانى مختلفة ، وعند اختلاف المعانى تكون الممارسات المتنوعة بين الخطأ والصحة ، ويترتب على ذلك الكثير من المواقف المفرحة أو المحزنة ، فهل بالفعل هناك لغة لا تحمل إلا المعنى المكنون فى مشاعر قائلها ، ويتلقاه الإحساس كما هو دون تحوير أو تحريف ؟! .
يقول أبو فراس الحمدانى :
تقول إذا ما جئتها متدرعًا
أزائر شوق أنت أم أنت ثائــــر
فقلت لها كلا ولكن زيارة
تخاض الحتوف دونها والمحاذر
وبالتالى فمهما كانت الأقوال عند طارقات النوى ، ومهما تحركت الحروف بمخزون الفوائد ، فالشعور بالأحوال ، يتولد عنه مقاسمة الهم ، وفهم المعانى ، واتصال الحب ، وإن كانت الكلمات لا تحمل فى ظاهرها ذلك .
لقد كنت أولى منك بالدمع مقلة
ولكن دمعى فى الحوادث غال
ربما كان ظاهر الكلام عند المرأة يجعل الرجل يشعر بالضيق والتبرم وربما بالغضب ، وتظل هى باكية لأنها ما أرادت غضبه ، فلم ينتابه الضيق وما أرادت إلا راحته ؟!
ويظل الأمر مبهمًا ، لعـدم الفـهم والتفسير الخاطيء ، وبالتالى تكون الاستجابة خاطئة لا يتوقعها الطرف الآخر ، والحلول :
1ـ أن يعرف الاثنان طبيعة كل منهما فالمرأة تحترم فى الرجل ( الصمت ) وتتركه لفترة بعدها سيخرج من صمته طواعية ، ولا تحرجه بكثرة الأسئلة فتفسر عدم إجابته بأنه عدم اهتمام بها .
وعلى الرجل : لا يأخذ المرأة بظاهر كلامها فيغضب ، ولا يحمله إلا بما في مشاعرها هى .
2ـ الرجل مع الرجل يحل مشاكله بعدم إظهار القلق أو التقليل من المشكلة وأهميتها .
المرأة عكس ذلك : تحتاج إلى إظهار القلق وانزعاجها بحد ذاته هو استجابة للمشكلة .
3ـ لا تقدم المرأة النصيحة إلا عند الطلب بل تقدم فقط الحب والقبول وليس محاضرة سلوكية .
4ـ سيسأل الرجل بعد الحب والألفة عن وجهة نظرها وهنا تتقدم بالنصيحة المطلوبة برفق ، ومعنى الرفق ( شعوره بالأمان بعلاقة دافئة لا تشعره بالحرج خاصة فيما يرتبط بسلوكات فى الملبس أو الأكل أو الذوق ) .
3 – طرق التغيير
{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } الرعد : 11 ، فمن الأمور الطبيعية أن يتغير الرجل والمرأة معًا إلى الأفضل ، ومن طرق التغيير المقترحة :
1ـ عدم إلقاء اللوم :
لأنه من الأسباب المدمرة وكما قيل : ( العلاقات غير الناضجة دائمًا تميل إلى لوم الآخـر عن كل الأخطاء ) ولـذلك تكـثرعـبارة : ( أنتَ السـبب ) أو ( أنتِ السبب) .
والعجيـب أن هذه العبارة قد تنتشـر لأول وهلة عند الأخطاء بين الزوجين ولكنها تحمل معانى غير ظـاهرها خاصة عند يمتـلك الزوجين الغضب

تقول الدراسات :
المرأة فى غضبها لا تعنى اللوم فى لومها وإنما تعتقد أن تناقش الموضوع وليس أنه مسئول عما حدث ويحدث .
كذلك الرجل فى غضبه لا يعنى إلقاء اللوم وإنما يعتقد أن يناقش الموضوع

وليست أنها مسئولة عما حدث .
الحل :
مسئولية الرجل أن يتركها تتحدث فتشعر بسعادة وفرحة

لأنها عبرت عما يضايقها
وكأن لسان حالها يشكره
وكذلك المرأة فى مسئوليتها
وهذا الفرق بين الشجار والفهم .
2ـ المشاركة من الاثنين
من طرق التغيير أن يعتقد الزوجان ، أن المشاركة تضامنية ، ولا يخلو أحدهما من تحمل مشكلة ما , ولذلك فلا يتحمل المشكلة أحدهما ، وقد تشكو المرأة ولكن شكواها فى الحقيقة تعبييرفقط عن إحباطها بالحديث فى المشكلة ، وحتى لا تسرى هذه الروح اليائسة فهناك من الكلمات السحرية لتعضيد الرجل مثل :
( إنها ليست غلطتك ) و ( أنا ممتنة بأنك تنصب إلىّ ) بشرط واحد وهو أن ينصت الرجل إلى ما تقوله المرأة ولا يعلق ولو بكلمة .
3ـ فن الابتعاد وتفهمه
سحابات تمر فى عالم الرجل والمرأة تجعل كل منهما يبتعد عن الآخر

فهل لهذا الابتعاد فن ؟ ..
كما يقولون بمعرفة السبب لا عجب ، وحيث يعرف الرجل لماذا تبتعد المرأة ويتفهم ذلك ، وكذلك المرأة تتفهم طبيعة ابتعاد الرجل ، فإذا بهذا الابتعاد ينقلب إلى مجال ضاحك ومواقف باسمة , فى أحلى اقتران وأجمل قرب !! وهنالك نقول : فن الابتعاد .
تقول الدراسات عن الابتعاد بين الزوجين :
المرأة والرجل
تبتعد لسبب واحد : أنها لا تثق فى أن الرجل يفهم شعورها عندما تجرح

مثل موج البحر يعلو ويتخفض .
يبتعد لسبب واحد : أنه مثل الشريط المطاط يبتعد ثم يعود من جديد

بل ويعود إلى نفس النقطة التى تركها .
الحل :
المرأة :
لا تحاول إدخال الرجل فى حديث بشكل مباشر

بل تتحدث هى وتشعره بالامتتنان لتقبل حديثها .
الرجل :
يفهم مشاعر المرأة ويبدى الوعى بما تحس به

خاصة عندما تجرح ويستمع لحديثها .
4ـ بحر الحب
بهذا الحب تتبدل طبيعة الأشياء ، فالعين عين الحب ، واللغة لغة الحب ، والرائحة رائحة الحبيب ، حتى قالوا : حب أو موت وليس حياة أو موت ، عندها قال عبد الملك بن مروان لبثينة : ما أرى فيك شيئا مما كان يقوله جميل فقالت : يا أمير المؤمنين إنه كان ينظر إلى بعينين ليستا فى رأسك .
وحينما هددوا ( جميلا ) بوجود ( أخو بثينة ) فى مكة والذى جاء لتهديده ، قال عن رائحة الحبيب :
وقالوا : يا جميل أتى أخوها
فقلت أتى الحبيب أخو الحبيب
وعن الحب أو الموت قال بعضهم :
منى الوصال ومنكم الهجر
حتى يفرق بيننا الدهرُ
والله لا أسلوكمو أبــــــدا
ما لاح بدرٌ وبدا فجرُ
ولذلك فالحب بحر أمواجه المرأة والرجل معًا ، قال بعضهم :
( إن المرأة فى الحب كموج البحر تعلو وتنخفض فى العلو تعطى الحب وفى الانخفاض تري من يعطيها الحب )
أليس ذلك دورالموج حينما يأخذ بعضه فى تلابيب بعض ، إذا انخفض موج يرفعه آخر ، فإذا ارتفع أخذ بيد المنخفض ، فى حركة لا تعرف التوقف أو التعثر ، هكذا دور الزوج مع الزوجة ، أو دور الاثنين معًا ، زوج يسامح ويقدر ويعطى الحب ، فالمرأة تعلو حينما تشعر بالحب ، فتعتد بنفسها ، وترتفع وتعطى أنواعًا من الحب عديدة .
وتلقائيا تنخفض فتكون فى حاجة إلى الحب ، فهى مرتبكة قلقة منعدمة الأمل غير آمنة وغير واثقة ، وما ذلك إلا لحاجتها إلى الحب ، ومفتاح ذلك فى يد الزوج ، وفى روح الزوج ، وفى قلب الزوج .
طرق الحب
أو كيف يعطى الاثنان الحب لبعضهما البعض ؟
قالوا عن إجابة هذا التساؤل :
( الحقيقة أن كليهما يعطى الحب ولكن ليس بالطريقة والمحتوى اللذين يتطلبهما الشريك الآخر ) .
ولذلك يخطـأ الكثير حينما يريد أن يأخذ الحب بنفس الطريقة التى يعطيها هو ، فمخاطبة الرجل والمرأة مختلفان ، فالرجل يعطى ما يظن أنه بحاجة إليه وكذلك النساء ، ولكن لا يحصل كلاهما على شىء بعد العطاء .
ومثال ذلك :
المرأة تهتم بعمل زوجها فتسأل وترعاه , ولكنه قد يفسر ذلك بالسيطرة فتشعر بعدم تقدير من الزوج واهتمام بها ، ولو أن كليهما تفهم طبيعة الآخر ، اقتربت المسافات ، ولو أن كليهما تلقف الفعل والممارسة تحت ظلال الحب ، فى العطاء الجميل ، والأخذ البديع ، عطاء بلا منّ ، وأخذ بلا شكوى أو طلب ، لزالت مسافات الفهم ، وتحركا كروح واحد .
ومثال آخر :
الرجل يكون محبًا لزوجته ولكن طريقة الحب تشعرها بأنها ليست ذات قيمة ، وذلك عندما تغضب , فيهون المشكلة للتخفيف , ظانًا بأنه يحلها ، ولكنها تشعر بأن ذلك إسفاف بها ، ولقد تحدثنا عن ذلك من قبل ، فعن طريق التفاهم قد تقترب المسافات ، ولكن فى ظلال الحب ، فقط ، تزول هذه المسافات .
بحر الحب الجارى
ونقطة التلاقى الجميل التى بها الاستمرار والجريان والحركة ، هى ممارسة طريقة الحب ، من الاهتمام والرعاية والفهم والاحترام والإخلاص والدعم وهذه طرق الحب للزوجة .
ومن الثقة والقبول والاعجاب والامتنان والموافقة والتشجيع وهذه طرق الحب للزوج ،.
وليس معنى ذلك أن ما يحتاجـه الزوج لا تحتاجه الزوجـه ، وإنما هى أولويات للوصول إلى القلوب ، وإنما الاثنان يحتاجان إلى كل هذه الطرق ، ليست كذلك هذه الطرق هى وحدها كنقاط التلاقى والاستمرار, بل هى طرق لا تتناهى ، يفتح الله بها لكل قلبين موصولين به ، إخلاصًا وتجردًا وصدقًا وعطاءً وأخذًا .
فالأصل امتزاج المشاعر ، فالرجل ينصب للمرأة بمعنى ينصت لشعور المرأة ، وهى تنتظر عندما يفكر ويصمت حبًا وإعجابًا وموافقة ، وإن خلا هذا العمق فمهما كانت الأشكال مقبولة فهى خالية من الروح ، ولذلك قيل : ( إن ذلك يميت الحب ) .
فالاختلاف والاتفاق لا يضران ، ما يضر هو طريقة تناولها بلغة الحب وروحه أو عدم ذلك ، فإن ما يؤلم ليس ما نقول ولكن طريقة قولنا له ، وكلما قوى الحب وازدات العاطفة ، يكون ذلك أكثر تأثيرا وعمقًا ,
وتزداد هذه الطرق جمالاً وإجلالاً ، وعمقًا على عمق ، وتأثيرًا على تأثير ، حينما يعتقد الاثنان مع كل ذلك ، أن لكل منهما حياة وأفكاراً وآمالاً يراعى بعضهما البعض فيها .
وأخيرًا :
هذا نور الحب ، إذا تمـكن امـتدت ضياءاته
ومتى وجد كان التعبير الموفق
وكانت الممارسة الساحرة
وكان الامتزاج الجميل
فأينما حل التنوير وجد التعبير
وعاش الزوجان فى حياة الحب ، بأصوله العميقة ، ومستقبله المشرق الوضاء
رابعًا
رسائل حب

عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة
فإن أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما ] الجامع الصحيح حديث 1977
أولاً : نوع النظرة
لم يحدد نوع النظرة من الزوج أو الزوجة ، نظرة مودة أو شفقة ، نظرة حنان أو حب ، نظرات رغبة أو شهوة ، فهى كل ما يؤدى إلى علاقة حلال بين الزوجين فى قوله [ إلى امرأته ] .
ثانيًا : تبادل النظرات
مبادلة النظرات بين الزوجين وإن كان الذى يبدأ هو الرجل ، فعلى الزوجة أن تكون إيجابية ، تبادل زوجها النظرة .
ثالثًا : أخذ بكفها
لم يقل : ( لمس يدها ) ففيها الدفء والحنو والاحتضان ، يمسح على الكف كعصفور يرعاه ويدفئه .
رابعًا : ثمرات اللحظة
فى النفس والروح والعقل والبدن والكيان وهى :
( نظر ــ ونظرت ــ نظر الله ) .
ونظرة الله : نظرة رحمة
ثم فى أخذ الكف وبين الأصابع ( تساقطت ذنوبهما ) معًا ، ليس لأنهما صاما أو قرآ القرآن أو صليا فى الليل ، ولكن لأنهما تصافيا بلحظة حب صادقة.

جمال جرار 25 - 1 - 2011 05:47 AM

ملخص كتاب القوة الفكرية في المغناطيسية الحيوية ..وليم ووكر أتكنسون


تعريب : حنا أسعد فهمي
تقـديم


لهذا الكتاب أهمية عظمى لأن المؤلف ابتكر خطة جديدة لسلوك المرء في الحياة الدنيا يمكن لكل فرد اتباعها . فالمؤلف لا يضيع الوقت جزافا في ذكر نظريات لا فائدة منها بل يتناول مباشرة القصد الذي ينحوه فيقول للقارئ صراحة ماذا ينبغي أن يعمل وكيف يصنع . والصدق في القول والصراحة في التعبير هما اللذان جعلا لهذا الكتاب قوته المقنعة بقدرة النفس وبالثقة بالذات اللتين تناول شرحهما شرحا بسيطا معقولا مبنيا على الأسس المادية المحسوسة . وأنك لو تسائلت هذه الأسئلة : هل أستطيع أن أجعل حياتي أكثر سعادة وأكبر نجاحا بقوة فكري ؟ هل أستطيع التأثير على حوادث الحياة بتنمية هذه القوة؟ كيف أبرأ من السويداء والفشل والخوف والضعف وانشغال البال ؟ كيف أتمكن من التأثير على الناس الذين هم أقوى مني وأرجو منهم نفعي وتعضيدي ؟ كيف أعرف أسباب ما يعتريني من الفشل وهل أقدر على إزالة تلك الأسباب ؟ هل أستطيع زيادة كفاءتي وتقويتها وكيف أتغلب على المذلة وأتجمل بصفات السيادة وما هي الوسائل التي استمد بها القوى الحيوية والأدبية والجسمية ؟ بأي وسيلة أكتسب صداقة الآخرين وما هي الجادة التي اتبعها لأؤثر تأثيرا حميدا على بني جنسي بقوة الوحي النفسي ؟ كيف أؤخر زمن الشيخوخة العصيب فأظل حافظا صحتي وهندامي وكيف أبرأ من الأدواء والأمراض التي تنتاب الجسم والنفس؟ هـذا الـكــتابيجيبك على كل هذه الأسئلة بأسلوب واضح جلى لاغموض فيه ولا ابهام . والمدهش هو أن هذا الكتاب لم يظهر في عالم المطبوعات قبل الآن مع ما تضمنه من الفوائد الجمة و النصائح والإرشادات المهمة . فكل إنسان استرعت أنظاره بعض الظاهرات السيكولوجية ولم يدرك أسبابها وعللها يجد في هذا الكتاب مفتاح لأكثر ألغازها وأحاجيها . ( المترجم )
الفصل الأول تمهــيد آراء المؤلفين في المغنطيسية الحيوانية - نظرياتهم - نجاح المرء متوقف على الاختبار وليس على النظريات - بالاختبار لم يبق مجال للشك في وجود المغنطيسية الحيوانية - لا يجب التسليم إلا بالواقع المؤيد بالتجربة . ليست النظريات إلا فقاقيع كبيرة من الصابون يلعب بها رجال اعلم والعرفان .ان غالب المؤلفين الذين كتبوا عن موضوع المغنطيسية الحيوانية أرادوا التدليل على حقيقة وجوده والبرهنة على تفسيره ببعض نظريات يستحسنونها وكانت جميع مجهوداتهم تدور حول هذا الغرض الذي حاولوا الوصول إليه بتسويد الصحائف العديدة . قال بعضهم أن قوة التأثير على الغير ترجع إلى تغذية الجسم بالنباتات فقط وقد نسوا الكثيرين الأشد مغنطيسية يجعلون من معدتهم معاصر لحوم . وأكد آخرون أن العزوبة تكسب الإنسان تلك القوة المغنطيسية مع أن المشاهد عدم وجود فرق بين المتزوج والأعزب من حيث القوة المذكورة، وذهب فريق ثالث إلى أن الهواء الذي يحيط بنا من كل جانب هو الحامل للقوة المغنطيسية ولذلك يقولون أن من يتنفس بملء رئتيه يحصل على مقدار كبير من المواد المنعشة فيكسب الجسم تلك القوة كما لو كان يلمس الإنسان بطارية كهربائية، وهكذا كل أدلى بدلوه في الدلاء يحبذ نظريته ، وإني لا أرفض قطعيا هذه النظريات ولا اسلم بها بدون تحفظ . لست ممن يتغذون بالنباتات دون غيرها ولكني اعتبر هذا النوع من التغذية مفيدا بعض الإفادة ، ولست من أنصار العزوبة مع أني أحبذ كثيرا أولئك الذين يعيشون على العفاف والبتولة ومع عدم تسليمي بنظرية (( تنفس الجو بكثرة )) فاني أفضل استنشاق الهواء بأكبر مقدار ممكن وأرى أنه لو كان كل الناس يستنشقون كثيرا من الهواء النقي لقلت الأمراض والعلل التي تنتشر في أنحاء الكون . جميع هذه الأشياء حسنة في ذاتها ، بيد أن من تأمل قليلا لعلم أن ذلك ليس من العوامل المهمة في توليد القوة المسماة ( بالمغنطيسية الحيوانية ) ان المؤلفين الذين بحثوا هذا الموضوع يختمون أبحاثهم بعرضهم أمام أعين القراء ما يستطيع عمله ذلك السعيد الذي وفق للحصول على تلك القوة واستخدامها في أعماله . ولكنهم لم يذكروا بأي كيفية تنال تلك القوة وما هو السبيل إليها . ذلك لم تتناوله نظرياتهم فهم إذن أشبه برواة أكثر مما هم معلمون لأن آراءهم مبنية على نظريات وقد تركوا الوقائع جانبا . ان رقى هذا الموضوع يعود فضله إلى عدد قليل ممن مارسوا عمليا هذه الصناعة فقاموا بتجارب كثيرة وشاهدوا بأنفسهم عن قرب نتائج اختباراتهم ، تلك النتائج المدهشة التي رفعت الموضوع إلى الحقائق العلمية الثابتة . ولقد درس المؤلف هذا الموضوع واختبره بنفسه سنين عديدة وهو سيحاول بهذا الكتاب أن يعلم القراء الحقائق الأساسية التي أثمرها بحثه الدقيق واختباره الزمني وبحث وتجارب الذين عاونوه واشتركوا معه . وستكون دروسنا مخصصة بقدر الإمكان على البرنامج الآتي : إظهار الحقائق الثابتة وتلقينها بطريقة عقلية بــدون توقف على النظريات الا في الأحوال التي لا مندوحة عنها . و إني لأخشى أن أقلل من ذكاء القراء إذا أنا قدمت لهم برهانا كاملا لإثبات وجود تلـك القوة العجيبة الكامنة في كل إنسان والتي لم يذكيها الا أفرادا قلائل مع أن في استطاعة كل شخص استخدامها إذا أراد . فهذه القوة هي المسماة بالمغنطيسية الحيوانية والتدليل على وجودها كمن يريد إقامة البرهان على أن للمغناطيس بعض التأثير على الإبرة الممغنطة وعلى أن أشعة رنتنجن × تنفذ الى الأجسام البشرية أو كمن يريد إثبات وجود التلغراف الذي ينقل الأخبار بواسطة الكهرباء بسلك أو بغير سلك. كل إنسان عاقل له بعض العلم يدرك وجود هذه الأشياء ومن الإغراق في القول محاولة البرهنة على وجودها . وكل من يهتم بها يرغب في معرفة كيف تقتني هذه القوات ليتسنى له استخدامها متى أراد . كذلك الحال لمن يريد الوقوف على طريقة استخدام بالمغنطيسية الحيوانية. انه يعلم كل يوم أو بالحرى يرى حمله في كل وقت مفعول تلك القوة ونتائجها المدهشة . يجوز أنه شعر في وقت من الأوقات بوجود تلك القوة فيه لدرجة ما ، ويرغب أن يعرف كيف ينمي القوة الكامنة فيه أو يوقظها من سباتها ليتمكن من استخدامها في أعماله الدنيوية . ولذلك لا أريد محاولة إثبات وجودها إذ لا ضرورة من ذلك ولا أريد التكلم عن النظريات التي قيلت بشأنها إذ لا فائدة منها . إنما جل غرضي أن أعلمك كيف تستطيع الحصول على النتائج وأنت وشأنك ي الإطلاع بعد ذلك على النظريات التي تصطفيها بل ربما تبتكر لنفسك نظرية خاصة . ولتعلم ان النتائج التي تحصل عليها غيرك لم تسند الى النظريات بل معظمها ان لم يكن كلها كان نتيجة اختبارات وتدريبات شخصية . بعد هذه المقدمة التي وجدت ضرورة لذكرها سأترك باب النظريات ولنلج معا حظيرة العمل والتطبيق . أريد أن أعلمك كيف تنمي وتطبق هذه القوة العظيمة لتكون أهلا للحصول على النتائج التي حصــل عليها غيرك ولعلك تصبح يوما ما مرشدا . يعاوننا على إثارة الزوبعة التي ستمزق حجب الأضاليل والـترهات التي غشيت هـذا الفن وقنعـته طويلا فظل محتجبا عن الأبصار . و أني أطلب منك أيضا أن لا تأخذ بقول مالم تتحقق بذاتك صدقه وتتيقن من معرفته . ماهيـة القـوة ليست القوة بمغناطيس كامن في الجسم - إنما هو تيار دقيق للفكر - الأفكار أشياء محسوسة ، تأثيرها على نفوسنا وعلى غيرنا - كل تغيير في العمل يتطلب تغييرا في الظاهر - الأفكار تتخذ أشكالا وقت الفعل - الفكر اعظم قوة في الوجود - أقدر وأريد ولا أقدر - بالتعليم العلمي وليس بالتدليل النظري - القوة الجذابة للفكر . يتخيل أغلب الناس أن المغنطيسية الحيوانية تيار ينبعث من الجسم فيجذب إليه كل ما يجده حول دائرته الممغنطة . فهذا التعريف ولو أنه على إطلاقه غير صحيح ألا أنه يتضمن بذور الحقيقة. يوجد حقيقة تيار جاذب ينبعث من الإنسان و لكنه ليس قوة مغنطيسية إذا فرض أن لمعنى المغنطيسية علاقة بينه وبين المغنطيس الحديدي أو الكهرباء . مما لا ريب فيه أن المغنطيس الإنساني بالنظر إلى نتائجه له بعض الشبه بالمغنطيس المعدني وبالكهرباء ولكن لا توجد أية علاقة أو رابطة بينه وبينهما بالنسبة للمصدر أو للماهية . يراد المغنطيسية الإنسانية ذلك التيار الدقيق لقوى الفكر أو لاهتزازاته التي تنبعث من النفس البشرية . فكل فكر ولدته النفس بمثابة قوة تتفاوت درجتها بين القلة والكثرة تبعا للدافع الذي يظهر وقت نشأته . فعندما نفكر ينبعث منا تيار أثيري أشبه بأشعة الضوء فينفذ إلى أنفس غيرنا من الأشخاص ويؤثر فيهم حتى ولو كانوا بعيدين عنا بمراحل . التفكير القوي كشعاع مندفع نافذ . ما الذي يحدثه بعد ذلك ؟ يتغلب الفكر بقوته الدافعة على تلك المقاومة الطبيعية التي تحاولها بعض النفوس عند تصادمها بالتأثيرات الخارجية . أما الفكر الضعيف فلا يستطيع الولوج إلى داخل حصن النفس ما لم يكن هذا الحصن مجردا من وسائل الدفاع . والأفكار التي يتكرر إنفاذها على التوالي نحو غرض واحد تؤدي غالبا إلى إدراك هذا الغرض الذي لم يستطع فكر واحد بمفرده على الوصول إليه ولو كان أقوى من كل فكر على انفراد . وهذا تطبيق القوانين الطبيعية على العالم النفسي وهو ظاهرة من ذلك المثل الشهير ( إن في الاتحاد قوة ) وليس أصدق من هذا المثل في حالتنا هذه. إن أفكار الآخرين تؤثر علينا تأثيرا أعظم مما نتصوره . فليست آراء الغير أو آماله التي رأيتها بل أفكاره . وقد أصاب أحد المؤلفين الذين عالجوا هذا الموضوع بقوله ( أن الأفكار أشياء محسوسة ) أجل الأفكار أشياء قوية بذاتها فان لم نعترف بهذه الحقيقة نكون متروكين تحت رحمة قوة عظمى نجهل ماهيتها ويشك في وجودها جمهور كبير من بيئتنا . أما إذا عرفنا ماهية تلك القوة والقوانين التي تهيمن عليها ففي إمكاننا حينئذ أن نتخذها عونا لنا ونستخدمها في أغراضنا ونخضعا لارادتنا . كل فكر يخطر ببالنا ضعيفا كان أو قويا صالحا أو طالحا أدبيا أو غير أدبي - كل فكر يدفع تموجاته السريعة الاهتزاز فتؤثر على كل من يعاشرنا أو يقترب منا ضمن دائرة اهتزازات أفكارنا . ولكي نتصور تلك الاهتزازات يكفي أن نلاحظ ما يحدث عندما نرمي حجرا في الماء فنرى دوائر كلما ابتعدت عن المركز كبرت وانتشرت . ولكن عندما تنطلق فكرة بقوة متوجهة نحو غرض ما فمما لا شك فيه أن تأثير هذا القوة يكون شديدا في نقطة الهدف . ولا تأثر أفكارنا على الآخرين فقط بل يتناول تأثيرها ذواتنا أيضا وهذا التأثير لا يكون عرضيا بل يبقى أثره فينا وينطبق على هذا الموضوع قول التوراة (( قل لي بماذا تفكر أقل لك من أنت )) . لا وجود للجسم ولا نمو له لا بوجود النفس . في استطاعتك التظاهر بالاشمئزاز والضجر وتعرف من نفسك ذلك ولكنك لا تدري ان تكرار صدور ذلك منك لا يؤثر فقط على خلقك بل وأيضا على مظهرك الخارجي وهذا أمر واقعي لا جدال فيه ولا يقبل النكران ويمكنك أن تتحققه إذا تأملت حولك . ألم تشاهد كل يوم ان خلق الإنسان وهندامه الظاهري يدلان على مهنته ؟
فبأي شيء تعلل ذلك ؟
أليس بالفكر دون غيره . إذا حدث إنك غيرت مهنتك بأخرى خلقك ومظهرك الخارجي يعتريهما تغير محسوس مماثل لمجرى أفكارك التي تغيرت بطبيعة الحال مع وظيفتك الجديدة . وليس هذا بموجب للاستغراب أو الدهشة لأن وظيفتك الجديدة تطلبت أفكارا جديدة (( والأفكار أتخذت شكلا ثابتا في أعمالك)) يجوز أن هذا الأمر لم يلفت نظرك وهو ليس بالوحيد الذي أنبهك إليه بل كل ما يحيطـك يجب أن ينال نصيبا من التفاتك وتأملك فيقوم لديك بالدليل المقنع على صحة ما ذكرته لك . الإنسان المملوء بالأفكار الثابتة العزم . يظهر الحزم دائما في الحياة .ومن يتشبع بالأفكار المشجعة يظهر شجاعا . الإنسان الذي يفكر(( أريد وأقدر )) ينجح بينما الإنسان الضعيف الرأي يفشل . إنك تعلم هذه الحقيقة ولكنك تسألني عن علة هذا التباين فأجاوبك أن الفكر علة ذلك .وهذا شيء طبيعي . فالعمل هو النتيجة المنطقية للفكر . ولكن لم ذلك يا ترى - لأنه لا توجد نتيجة أخرى ممكنة . العمل نتيجة الفكر الطبيعية . فكر دائما بقوة . والعمل يتمم الباقي . الفكر أعظم قوة في الوجود . فان لم تكن عرفت ذلك من قبل فانك ستعرفه قبل أن تتمم قراءة هذا الكتاب . انك ستقول ولا ريب . أن الفكرة ليست حديثة فأنا أعرف من زمن أنه ليس من السهل أن ينجح ذو العقل المتردد بل يلزمه التصميم على العمل إذا كان ضروريا لا مندوحة له عـنه . حسنا قلت . ولكن لماذا لا تعمل بهذا العلم ولماذا لم تجعل هذه الحقيقة تتسرب إلى نفسك وتتغلغل في شرايين جسمك . سأقول لك سبب ذلك : عندما طرأ على فكرك أمر قلت (( لا أقدر )) بدلا من أن تقول (أقدر )أما أنا فسأجعلك تستعيض كلمة ( لا أقدر) بأقدر
ثم تعقبها بكلمة ( أريد) وتفكر فيها بعزم وحزم . وبذلك سأجعلك إنسانا آخر بعكس ما أنت عليه الآن . يحتمل أنك انتظرت مني أن ألقي على مسامعك خطابا عن أشياء خيالية وأملت أن تتعلم مني طريقة لا خطأ فيها تبث فيك جرعة من المغنطيس تكفى لإشعال مصباح بمجرد لمسه بطرف أناملك . أو لتجتذب نحوك أيا كان كما يجذب المغنطيس الحديد . هذا ما لا أريده . إنما أريد تعليمك كيف توقـظ في نفسك قوة لا تذكر بجانبها قوة المغنطيس .- قوة تجعلك رجلا قوة تجعلك أن تشعر بشخصيتك وبآنيتك . أريد وأقدر أن أطلعك على هذه القوة التي تصيرك رجلا ذا صفات ظاهرة . رجلا يؤثر على الآخرين فهي قوة تجعلك أن تنجح في كل أعمالك . سأعلمك كيف تنمي فيك ما تدعوه بالمغنطيسية الحيوانية بشرط أن تعود نفسك على ذلك بطريقة جدية لأنها تستحق اهتمامك . وعندما تشعر بنمو هذه القوة الجديدة فيك ويدب دبيبها في نفسك لن ترغب فيما بعد في استبدالها بمال العالم جميعه . لقـد بدأت تحس عزيمتـك أليس كذلك - هذا طبيعي لاريب فيه . لأنه لم يسبق لي أن أتكلم خمس دقائق أمام تلاميذي عن تلك الكلمات السحرية (( أريد وأقدر . وأفعل )) الا وتنشرح الصدور - وتشتد التنعشات . والطلبة سواء كانوا ذكورا أو أناثا ينظرون إليَّ نظرة الرجال و النساء بمعنى الكلمة . ذلك لأن (( الفكر تجسم في العقل )) انظر الى المركز الذي يدور حوله كل شيء . ها قد بذرت البذور وبدأت تنبت . قبل أن أختم هذا الدرس أريد أن ألفت نظرك الى خاصة مهمة للتفكير . وأريد بها قوة التفكير الجاذبة . فآمل أن تعيرني كل انتباهك لعظم أهمية تلك القوة . ولا ازعم ان أقص عليك المسألة من وجهة نظري أو اصطلاحي بل أذكر لك ما هو حاصل ببضعة كلمات : تفعل الأفكار فعلا جاذبيا مستمرا على الأفكار التي تشاكلها . فالأفكار الطيبة تجتذب الطيبة . والشريرة تميل إلى الرديئة ( كالطيور على أشكالها تقع ) فجميع الأفكار من ضعف ووهن أو قوة وحزم . أو تصديق أو ريبة كلها لهذا القانون . أفكارك أنت تجتذب إليها أفكار الغير المماثلة لها وبذلك يزداد عدد أفكارك المتماثلة . ألعلك فهمت الآن ما أعني . إنك إذا فكرت بالخوف فجميع الأفكار المشابهة لها تصدر ممن يلوذ بك تنجذب إليها . وكلما تعمقت في التفكير فيها كلما تراكم عليك الخوف واشتد بك الفزع . فكر ( لا أخاف شيئا ) ترى قوى الأفكار الشجاعة التي من حولك تتوارد عليك وتعاونك . جرب ذلك وأبعد عنك كل خوف . واعتبر بما جره هو والقلق من الرزايا والمحن وسوء المصير . أكثر من سائر عيوب الإنسانية . الخوف والبغض هما الفكران المهمان اللذان تتولد منهما جميع الأفكار المحطمة الدنيئة - وسأشرح لك ذلك في الدرس التالي - ولكني أناشدك أن تنتزع من فكرك هذه النقيصة أي الخوف والبغض . بددهما ولا شهما لأنهما يتلفان ما يجاورانه ويتولد عنهما نقائص جمة كالقلق - والارتياب - وسوء الطوية واحتقار الذات - والغيرة - والحسد - والنميمة - وسائر الأمراض الوهمية . إنني لا القي عليك عظة دينية ولكني أعلم أن هذه الأفكار الرديئة تقف حجر عثرة في سبيل تقدمك وانك لو فكرت فيها مليا لأدركت صدق قولي . افتح النوافذ على رحبها ودع أشعة شمس الأفكار الجيدة الحسنة تدخل فتطرد مكروبات الشك واليأس والعثرات التي يمكن أن تجد لها مرعى خصيبا في فؤاد غير فؤادك . لو كنت أعز صديق لي ولو كان هذا الدرس آخر ما يمكن أن ألقيه على مسامعك في هذا العالم لصرحت في أذنك بكل قواي : لا تكن خائفا ولا مبغضا .
كيف تعاونك القوة الفكرية يتوقف النجاح على التأثير الشخصي ـ الأقوياء ينجحون ـ ما ينتجه الأشخاص المنفعلون يجنيه الفاعلون . المال هو الأثر المحسوس للنجاح ـ المال واسطة وليس غاية ـ شريعة المملكة الأدبية ـ تأثير الإيحاء ـ تأثير الاهتزاز الفكري ـ تأثير القوة الجاذبة ـ التأثير الحاصل من التكوين الخلقي . سأفترض في الفصول التالية أنك صممت على تنمية قواك الباطنية لتسير آمنا في طريق الحياة التي اختطتها لنفسك. يتوقف معظم النجاح على تمتعك بموهبة الفات نظر بني جنسك إليك واهتمامهم بك وسعيهم لمنفعتك إذا أمكنك أن تؤثر عليهم التأثير المرغوب . انك مهما كنت مجملا بأكمل الصفات ولست حائزا على تلك القوة العظيمة التي ندعوها عادة بالمغنطسيسة الحيوانية . فلا بد أن يسود عليك أولئك الحاصلون عليها ـ بصرف النظر عما تراه من الاستثناءات فلكل قاعدة شذوذ . فالذين شذوا عن القاعدة العامة يعود نجاحهم في الغالب على نبوغهم في الفنون والمعارف والاختراعات والمؤلفات الأدبية . ومن السهل أن ندرك أن حقيقة نجاحهم آل إليهم من إجهاد الفكر أكثر من التعرف بالوجاء ومخالطة الكبرياء ومجالسة الأمراء . انهم يعملون كثيرا ولكنهم لا يجنون ثمار عملهم فهم يزرعون وغيرهم يحصدون . قد يحدث ولا ريب أن يكافأ العالم على سهره الليالي الطويلة في درس العلوم المجردة مستضيئا بقنديل ضئيل النور وتكون مكافأته في الغالب فائدة مالية . غير أنه على الأكثر ينال المرء فلاحا على يد آخر يتكفل بنشر علمه ونقله من عالم العلم المجرد الى عالم يد آخر يتكفل بنشر علمه ونقله من عالم العلم المجرد إلى عالم العمل ومع ذلك فحصة المخدوم تكون أقل بكثير من حصة الخادم أو بالأحرى ينال الناشر أكثر مما ينال العالم . ولما كانت الأعمال هكذا لا يوجد مانع من اعتبار النجاح والفائدة المالية لفظتين مترادفتين لمعنى واحد . ومعظم الفائدة ناتج من المغنطيسية الحيوانية الموجودة فيمن يشعر بها ويستخدمها. فالمخترع والمؤلف والعالم وكل طالب علم ألئك جميعهم يمكنهم الانتفاع من المملكة الفكرية والوقوف على أسرارها والعمل على استخدامها في الدوائر المعقولة . إلا أن الإنسان المدني الذي يكون على اتصال دائم ببني جنسه هو الذي تعرض له غالبا فرصة استعمال تلك القوة المدهشة التي لا تنيله النجاح فقط بل وقوامه المادي أي المال . فالمال باعتبار صفته الذاتية ليس المثل الأعلى للحياة إنما يرغب فيه كواسطة بها يتمكن المرء من الحصول على رغبات الحياة وما تقدمه لنا من حسن وجميل . أما إذا اعتبر غاية فالإنسان العاقل لا يتدانى الى السعي إليه لذاته . وإذا كان الأمر كما قدمنا فيمكننا القول بأن كل أغراض الإنسان المتشبعة تتلاقى في سيرها عند نقطة الاتصال وهي المال . قلنا فيما سبق أن معظم نجاح المرء يتوقف على مهارته في توليد ثقة الغير واهتمامهم به وفي اجتذابهم إليه والتأثير عليهم لمنفعته . فلا نظن أن من الضروري التبسط في إثبات ذلك خصوصا لمن كان على اتصال مستمر بالتجار أو برجال الأعمال . وغرضنا الآن أن نعرف القارئ أن هذه القوة العجيبة التي لا تقوَّم بثمن تنمو في الإنسان بتأثير القانون الفكري . وهذا ليس فقط سر المغنطيسية الحيوانية بل سر الحياة السعيدة والنجاح التام . فالذي يحوز هذا الكنز يكون العالم بالنظر إليه كمحارة يستطيع فتحها والتلذذ بطعمها متى شاء . أما الذي له جلد على إظهار خفاياه وتعويد نفسه على التمارين الضرورية لنمو قواه الكامنة فيه فهذا أيضا يشعر بالقوة تدب بمجرد علمه بالموضوع . بيد أني أسمع القارئ يقول : كل ما ذكرته حسن وأود معرفة الكيفية التي اتبعها للوصول الى ذلك الأمر . هذا هو غرضنا ولكننا نتقدم بالقارئ خطوة فخطوة في طريق النظرية ليأمن العثرة والزلل . وقبل أن ندخل في التفصيلات يجب أن نعدد أولا الطرق المختلفة المستعملة للتأثير على الناس حتى نحصل على ما نرغب وهو النجاح . يكون الفكر لك عونا بإحدى السبل الأربعة الآتية : أولا : تؤثر مباشرا على غيرك بقوة فكرك أي بالإيحاء بمعنى أنه يمكنك الفات نظر الناس الى مشروعك والحصول على معاونتهم لك والتأكد من حمايتهم لعملك أي التأثير عليهم بكامل معنى الكلمة . فهذه الخاصية - المضطربة في ما ندر من الأحوال - يمكن لكل فرد - ذكرا كان أو أنثى - الحصول عليهما متى كانت عنده قوة الإرادة والثبات الضروريان لنمو هذه الموهبة الثمينة . واغلب الطلبة يرغبون في معرفة هذا الفرع من دوحة المملكة الفكرية قبل معرفة سائر أجزائها وهذا السبب هو الذي يلجأ لمعالجة ذلك الموضوع في الفصل التالي . ثانيا : بقوة الاهتزازات الفكرية المنبعثة مباشرة من النفس لتؤثر تأثيرا قويا على نفوس الآخرين ما لم يكن لهؤلاء المعرفة التي يتذرعون بها ضد تلك القوى وبذلك يكونون كالأولين فاعلين وليس منفعلين . فمعرفة هذا القانون يجعلك أيضا أهلا للبقاء في حالة النفس الفاعلة الى تموجات واهتزازات فكر النفــوس الأخـرى . ثالثا : بقوة تجمع الصفات الفكرية المبنية على نظرية ( شبيه الشيء منجذب إليه )فإنك بتفكرك المتوالي في شيء واحد - تجذب الأفكار المشابهة لفكرك والتي تحيط بك من كل جانب كما لو كانت جزءا من الجسم الفكري الكامل الذي يطوقنا بخفائه وقدرته العظمى . فهذه القوة إحدى المؤثرات الكبرى التي تستعمل بغاية الدقة وتستمد المساعدة من جانب لم نكن نعيره كثير الالتفات . (الأفكار أشياء محسوسة ) ولها خاصية عجيبة في اجتذاب اهتزازات الأفكار الأخرى التي هي من جنس واحد وصفات متشابهة . رابعا : بتقوية خلقك ومزاجك بواسطة القوة الفكرية حتى تستطيع سد مطالب ورغائب نفسك . ينقصك بعض الصفات التي تساعدك على النجاح . وأنت عالم بها أكثر من أي إنسان آخر ولكنك تظهر بمظهر آخر إذا تظن ان هذه الفرجة في الأخلاق غريزية فيك لا يمكنك إصلاحها ورتقها . ألا فاعلم أن معرفة قانون المملكة الفكرية أكبر عضد ومساعد لك في التغلب على تلك العيوب وفي تحصيل صفات جديدة علاوة على تقوية الصفات الحسنة التي تتصف بها . وسأجتهد في الفصول التالية ان أدلك على الطرàالقُـَّوةُ الْفِكِْريَّة الفصل الثاني:لهذا الكتاب أهمية عظمى لأن المؤلف ابتكر خطة جديدة لسلوك المرء في الحياة الدنيا يمكن لكل فرد اتباعها . فالمؤلف لا يضيع الوقت جزافا في ذكر نظريات لا فائدة منها بل يتناول مباشرة القصد الذي ينحوه فيقول للقارئ صراحة ماذا ينبغي أن يعمل وكيف يصنع . والصدق في القول والصراحة في التعبير هما اللذان جعلا لهذا الكتاب قوته المقنعة بقدرة النفس وبالثقة بالذات اللتين تناول شرحهما شرحا بسيطا معقولا مبنيا على الأسس المادية المحسوسة . وانك لو تسائلت هذه الأسئلة : هل أستطيع أن أجعل حياتي أكثر سعادة وأكبر نجاحا بقوة فكري ؟ هل أستطيع التأثير على حوادث الحياة بتنمية هذه القوة؟ كيف أبرأ من السويداء والفشل والخوف والضعف وانشغال البال ؟ كيف أتم رجال والنساء متى واجهناهم يشمل جميع وسائط النفوذ الفكري المذكورة في الفصول السابقـة ويرتبط بطـبيعة كل وسيلة منها . من الصعب التعمق في بيان هذا القسم من التأثير الفكري بغير بيان القسم الآخر من الموضوع المذكور الذي سنشرحه في الفصول التالية فيلزمنا إذن أن نقـتصر على ذكر تلك الأقسام هنا إلى أن يأتي الكلام على كل منها في حينه وحينئذ نشرحها بأوفى بيان . وأننا نعتقد أن القارئ بعد أن يستوفى قراءة الخمسة عشر فصلا المؤلف منها هذا الكتاب يرجع إلى مطالعة هذا الفصل ثانية فيتجلى له الموضوع بوضوح ويدرك جميع المسائل التي تراءت له أولا غامضة أو مبهمة . توجد عدة وسائل للتأثير بنفوذه على الناس ـــ ولسهولة تقسيمها نضعها في ثلاث درجات : الأولـى : بواسطة الصوت وبالمظهر الخارجي وبالعين ـــ بذلك يحصل التأثير الإيحائي . الثانية : بتموجات الفكر المنبعثة بواسـطة عمل النفس الاختياري على الغرض المرموق . الثـالثة : بخاصية الفكر الجاذبة الناتجة عن الفكر المنجذب الذي سنتكلم عنه في الفصل التالي . وهذه القوة ، أهم ظاهرات المغنطيسية الحيوانية ، متى تحصلنا عليها واكتسبناها تعمل من تلقاء ذاتها بدون دخل للإرادة في ذلك . مــن الصــعب جـــدا أن نعـــرف تعـــريفا واضـحا مـاهية ( الإيحــاء ) إذا كان لكم إلمام بأصول الهبنوتزم (( التنويم المغنطيسي )) و الإيحاء المغنطيسي لأدركتم بسهولة معنى كلمة الإيحاء أو التلقين .أما الذين ليس لهم هذه المعرفة فنضطر لتعريفها لهم كما يأتي : ( التلقين هو التأثير الحاصل بواسطة الحواس بإدراك أو بغير إدراك كنهه )نحن على الدوام مؤثرون أو متأثرون . وبينما تكون خاصية التأثير متعلقة بدرجة استعدادنا التي وصلنا إليها لتلقي التلقين . فهذه الدرجة أيضا ترتبط بدرجة نمو الصفات الغير قابلة لتلقين النفس نحن لا ندعي هنا تحليل المسألة العامة المشهورة باسم (( أثنينية النفس البشرية )) التي اتخذت أسماء متعددة مختلفة نذكر منها : النفس الفاعلة و النفس المنفعلة ، والنفس المدركة والغير مدركة ، والنفس المريدة والمكرهة ، و هلم جرا . وإذا أراد القارئ الوقوف على هذا الموضوع نشير عليه بمطالعة كتاب الهبنوتزم الذي نشرته جمعية المباحث النفسية
. Psychic Research Company ولكي يدرك القارئ بسهـولة معنى أقوالنا الخاصـة باستخدام التلقين كواسطة للتأثير الشخصي نعرفه أولا أن للنفس البشرية وظيفتين عموميتين ندعوهما الوظيفة الفاعلة أو المؤثرة والوظيفة المنفعلة أو المتأثرة . فالوظيفة الفاعلة تنتج الفكر الإداري وتظهر بما ندعوه عادة (( قوة الإرادة )) هذه هي الوظيفة التي تفعل دائما عند الإنسان الحازم القوي النشيط في الأوقات التي يظهر فيها إرادته كلها . أما الوظيفة المنفعلة فهي تتفكر بالأفكار الغريزية المتواردة عليها بدون دخل لإرادتها فيها وهي بعكس الوظيفة الفاعلة على خط مستقيم . الوظيفة المنفعلة أعظم خادم للإنسان إذ تؤدي له القسم الأعظم من عمله الفكري وهي التي تقوم بأشق الأعمال بغير مدح أو هجاء تعمل بدون تذمر أو إجهاد ظاهري وبدون كلال . أما الوظيفة الفاعلة فعلى العكس لا تعمل إلا بضـغـــط الإرادة وتستهلك مقدارا من القوة العجيبة أكبر بكثير مما تستهلكه شقيقتها القوة المنفعلة . فهي التي تقوم بالعمل الذي تنشط إليه النفس وتجد فيه. يعتريها الكلال بعد عمل مجهد وحينئذ تحتاج إلى راحة . وان القارئ ليدرك هذا الإعياء قليلا أو كثيرا عند ما يستخدم قوته الفاعلة ولا يشعر بأقل تعب متى استخدم القوة المنفعلة ــ اللينة ــ المطيعة ــ الوديعة . ــ وأظن أنه بعد هذا التفسير الوجيز أدرك صفتي هاتين الوظيفتين . يوجد أشخاص تفضل أفكارهم اختيار الوظيفة المنفعلة فهؤلاء الذين يحجمون عن إجهاد الفكر لا يستخدمون سوى أفكار الغير التي يجدونها مهيأة لهم فهم بالحقيقة الحملان البشرية يقبلون ويؤمنون بكل ما ترغب ذكره لهم بصفة قاطعة وبهيئة جدية . ومن الواضح انهم يكونوا تحت رحمة الأشخاص الأكثر إجهادا و الأظهر عملا إذ يكفي لهؤلاء أن يقولوا لهم عند أمر (( نعم )) فيجارونهم على أفكارهم لو كان يسهل عليهم ذلك أكثر من قولهم ((لا))كذلك توجد أشخاص لا يسهل تلقـينهم إلا إذا تركوا لوظيفتهم الفاعلة وقتا من الراحة . ولكي تلم تماما بدرجة الوظيفتين المذكورتين حتى يتسنى لك استخدام النصائح المدونة بهذا الكتاب نرجوك أن تتفـكر بالفـكر شخصين توأمين اشــتركا في عـمل تجاري . انهما يتشابهان كنقطتي ماء ولكنهما يختلفان في الصفات ولكل منهما كل الصفات اللازمة لتأدية المهمة التي تحمل مسئوليتها . كما أن لكل منهما نصيبا مساويا للآخر في المكسب والخسارة . فالأخ المنفعل يراقب وصول البضاعة ويؤشر على الطلبات ويلاحظ ربط وشحن البضاعة ــ بينما أخوه الفاعل يتمم صفقة البيع ويدير حركة العمل والمال ويعلن عن المحل وبالإجمال يمثل في شخصه السلطة التنفيذية التي هي في الواقع روح العمل . أما فيما يختص بمشتري البضاعة فالأخوان يعملان معا . الأخ المنفعل طيب القلب ومسالم و أشبه بالآلة على نوع ما . وهو بطيء الفهم ــ موسوس محدود الإدراك ولكنه كثير الوثوق يعتقد بما تريد أن تذكره له إلا إذا كان ذلـك مخالفا لفكرة سابقة رسخت في ذهنه رسوخا متينا ، ولكي تجعله يقبل بفكرة جديدة ينبغي عليك أن تسقيها لـه على جرعات صغيرة متتابعة . وإذا كان أخوه حاضرا يشاطره آراءه وأفكاره ، وإذا كان غائبا يشاطر آراء وأفكار الآخرين . انه دائما محمول على منحك ما تطلبه منه بشرط أن يكون الطلب بحزم وبثقة الحصول عليه . لأنه يخشى أن يهنيك إذا رفض . فيعدك بإجابة الطلب حتى يتخلص من إلحاحك ويتحاشى إهانتك برفضه . كل ذلك تحصل عليه في غياب أخيه ـــ ولا يلزمك إلا أن تكون ذا مظهر جدي وهيئة صــادقة ـــ وواثقا من نوالك المرغوب كما لو كان كل شيء تم منذ زمن . أما الأخ الفاعل فهو كالمثل العامي من عجينة أخرى ـــ من نوع الأشخاص الصلبين كالحجر ــ المرتابين بكل شيء النشيطين المجدين في العمل . يرى من اللازم أن لا يتوانى طرفـة عـين عن أخيه المنفعل لكي لا تتـلـف مصالحهما المشتركة إذ لو تركه لحظـة واحدة بدون مراقبة لأفسد شيئا ولذلك تجد الأخ الفاعل لا يسـتحسـن أن تقابل أخاه المنفعل مخافة أن تتخذ مـن ضعفه فرصة للإضرار بكليهما . هذا إذا كان لا يعهد فيك حسن النية . ولذلك أيضا تراه ينظر إليك فاحصا ليسـتطلع الغرض من زيارتك قبل أن يدعك في اتصال مع أخيه . وإذا سمح لـك بتلـك المقـابلة يلاحظ عليك كل حركاتك وسكناتك ويسترعى السمع ليقف على ما خفى من غرضك ولـيرصـد أفعالـك . وما عليك إلا أن تجد الوقت المنـاسب وتـخلـق الفرصة السـانـحة لتظفر بمرادك . لا يخفى أن النفس البشرية ليست سوى شركة ذات وظيفتين متشابهتين لما ذكرنا إلا أن الشركات ليست كلها على نمط واحد . فالشريك المنفعل لا يتغير ــ ومع أنه توجد بعض حالات يستطيع فيها أن يجعل له رأيا مسموعا وقولا مطاعا إلا أنه في الغالب يبقى السامع المطيع وهذه الحالة سببها الدرجة التي وصل إليها الأخ الفاعل . وبالعكس يوجد فرق عظيم بين الشركاء الفاعلـين للأفراد المتباينين .فمنهم من هم مثال الفـطنة والنشاط . والـحذق و الكياسة ـــ ومنهم من يتصف بهذه الأوصاف بدرجة أقل مـن تـلـك وتجدهم متسامحين ومتساهلـين كالشركاء المنفعلين . ومنهم الوسنان ومنهم المتيقظ الحذر وهكذا من مختلف الدرجات وتفاوت الصفات بين لـين وشدة ــ وضعف و قوة وخمول ونشاط . وبلادة وذكاء . فيتوقف النجاح على معرفة موطن الضعف في الشريك الفاعل . والثبات في الطلب ــ والمهارة في اكتســاب ثقة ذلـك الشريك بالطريقة التي نجدها المثلى لذلك . ولا تنكص إذا فشلت في بادئ الأمر ــ ولا تقنط من الوصول إلى غرضك بل ثابر على العمل فمن لم يخاطر بشيء لا ينال شيئا كما أن القلب الخائف الوجل لا يربح حب المرأة الجميلة . وإذا صدقنا المثل القائل أن ما فاز باللذة إلا الجسور . لوجب علينا أن نعلم أن من الناس من يستسلم بسهولة والبعـض بصعـوبة فيجب إذن المثـابرة والثبات لنيل المراد . لا تكتفي بكلمة (( كـلا )) جوابا على سؤالـك . بل تمشي في الأفعال كما تتمشى مع امرأة جميلة تتحبب إليها فتتدلل عليك وبلا شك انها كلما تجنبت ورفضـت مبادلتها غرامك كلما زدت هياما بها ولم تأبه برفضها مرة وثانية وثالثة . هكذا أيضا في الأعمال لا تترك ميدان الجهاد معييا إذا لم تنل مبتغـاك من المرة الأولى . إنما الحظ كالمرأة له ما لها من الصفات الجذابة . التلقينات كلما تكررت زادت قوتها . يمكن للإنســان أن يرفض من الدفعة الأولى مسألة عرضت عليه . ولكنه إذا سمعها مرات متوالية وتكررت على أذنيه يؤدى به الأمر إلى الاعتقاد بها ــ وليس هذا بالغريب لأنك أنت نفسك تعتقد صحتها فلماذا لا يكون الآخر معتقدا بها مثلك . والتلقين كالبذار الذي تتركه في أرض خصبة ــ فعند عودتك إلى تعهده تجده أثمر الثمر المطلوب . كذلك باجتذاب الشريك الفــاعل إلـى الاهتمام بقــولك تجعل للشريك المنفعل ( المتأثر ) فرصة للاقتراب منك والإنصات إليك ( إذ من طبعه الفضول ) فيتأمل في حديثك ويسـعـى في المرة الـثـانية لمقابلتك والتحدث معك بالرغم عن احتياطات أخيه الفاعل . ( الحب متفنن بارع) ولا ريب في ذلك إذ أنه في حالتنا هذه يجعل الأخ السـاذج المنفعل أهـلا للتحايل على التخلص من رقابة الأخ الفاعل وللوقت يمكنك أن توجـه قـوة التلقين إليه بكيفية تجعلك أن تحصل على أكبر النتـائج الممكنة وأن تحترز من تلقينات الآخرين إليكولحصول التأثير المطلوب على أي فرد تكون لك به صلة أو علاقة ــ لا تجد أمامك قوة التلقين الذي تخدع بها رقابة الشريك الفاعل فقط بل تجد أيضا مساعدين قــويين وهما تموجات الفكر الصادرة مباشرة من النفس وقـوة الجــذب الفكـري . ويمكن لهذه القوى أن تنمو بكثرة بواسطة التمرينات التي سنذكرها لك في هذا الكتاب وسنعلمك أيضا الطرق التـي بها تتمكن من اكتساب الصفات المؤهلة لك لتؤثر على الفاعل الذي لا يحكم إلا بحسب صفات المرء الظاهرة . بيد أنه يوجد أمر يجب عليك نواله مهما كانت الظروف . ذلك هو الوثوق والاعتقاد من أن فيك الاستعداد التام لامتلاك ناصية هذا الموضوع . وهذه ظاهرة مشابهة لما يأتي : شـاب يريـد أن يتعـلم السباحـة وهو لا يعتقد أن كل الشبان ليسوا كفؤا لتعليم هذا الفن وليس في استطاعتهم تعلمه . ومنذ الوقت الذي يعتقد في نفسه أنه يستطيع السباحة لابد وأن يسبح والعكس بالعكس إذا خطر بباله أنه لا يستطيع ذلك فمن العبث محاولته السباحة لئلا يغرق . وهكذا بالتمرين ينبغ في العوم . إنما الشيء المهم هو اعتقاده استطاعته ذلك الأمر . توجد كامنة فيك قوة التأثير على غـيـرك و لكن ينقصك العلم بها وإيقاظها من رقادها . وإذا كان يصعب عليك ذلك في بادئ الأمر فلا يعترينك الوهن . بل ثق بالنجاح وثابر على العمل فتكون أعظم من أولئك الذين ينجحون بطريق الصدفة أما أنت فتعلم السبب وما عليك إلا البدء لتجني من الكروم عنبا ومن خلايا النحل شهدا . اْلفَصْـل اْلخَامِسْ بعض قــواعد الســـلوك كيف تؤثر على الشريك الفاعل ـ محادثة ـ فن الإصغاء ـ كارليل وزائره ـ كيف تتعرف بآخر ـ ظاهر الإنسان ـ العطور والنظافة والهندام ـ التحفظ والطبع والإقدام ـ احترام النفس واحترام الغير ـ الصراحة والجد ـ التسليم والعين والنبرة ـ قاعدة مفيدة ـ إصلاح معايب الهندام . في الفصل السابق شبهنا وظيفتي النفس بأخين اشتركا في عمل تجاري . ولسهولة تفسير الموضوع الآتي نستمر على ذلك التشبيه لأنه أحسن مظهر للعلامات الموجودة بين وظائف النفس . فهذا الشريك الفاعل يجب معاملته بكل رعاية وإكرام ومحاولة استبقائه في مزاج حسن وخلق طيب . فكيفية التخاطب و التعارف والصوت والعين وغيرها كل هذه أشياء تؤثر عليه على نوع ما . نعم إن لكل شريك فاعل خاصيات ذاتية وأذواقـا شخصية إلا أن ذلك لا يمنع من وجود صفات عامة لكل أولئك الشركاء . أما فيما يتعلق بموضوع المحادثة فينبغي عليك حتما معرفة ما يهتم الشريك الفاعل به ويلفت نظره . فإذا وافقت هواه ، تستطيع أن تحوله عن واجبات رقابة أخيه المنفعل ، ولهذا الغرض يلزمك استدراجه في الحديث لتعلم ، فتقف منه على ما يستهويه ويستميله ولكن إيـاك و التمادي في كثرة التملق . يبغي أن تعود نفسك على الإصغاء لأن هذا الفن من أهم الصفات الأدبية ، كثيرون هم الذين يصلون إلى أغراضهم بصفة واحدة هي معرفـة كيف يصغون ويستفيدون . ألم يأتك نبأ تلك الفكاهة الشائعة عن كارليل فقد روى أن شخصا من مستطلعي الأخلاق البشرية على وجه العموم زار يوما كارليل المؤلف الشهير وأخذ يطــارحه القول إلى أن استدرجه في الحديث عن مسـألة مهمـة فـأخذ الـمؤلف يتكلم عنها نحو الثلاث ساعات والـزائر مصغ له ولم ينبس بكـلمة . وعندما همّ هذا بالانصراف حياه كارليل أعظم تحية ودعـاه لزيارته مرة أخـرى لأنـه سـرّ كثيرا بمجلـسة ! لقد قبضت الآن على عقدة المسألة فأصغ إلى حديث الشريك الفاعل كأنه طلى مفيد ــ ولكن إياك وأن تجعله يستهويك لئـلا تنقلب الآية وتصبح أنت المتأثر بدلا من أن تكـون المؤثر . ليكن إصغاؤك بانتباه وحذر حتى إذا وثقت من ركون محادثك إليك اغتنمت الفرصـة وأثرت على شريكـه المنفعل فتفوز بالمـرام . أما فيما يختص بهندامك ومظهرك الخارجي فأشير عليك بأن تتجنب أطراف الأشياء فلا تكون كثير التأنق في الملبس ولا عديم الاعتناء به بل كن وسطا بين الأمور فيجب أن يكون مظهرك بسيطا مع الترتيب والنظافة , فلا تنتعل حذاء مرقعا باليا ولا تلبس قبعة أو طربوشا رثا لأن ذلك يستلفت النظر أكثر من الملابس . ولا باس أن تكون ملابسك قديمة ولكن نظيفة . فان أول ما يلفت النظر ــ الحذاء والطربوش ــ وعليهما يتوقف حكم الشخص الذي تقصده . ولتكن ملابسك البيضاء نظيفة جدا ولا تستعمل الروائح العطرية النافذة مهما كان نوعها . كذلك إذا تقدمت لمقابلة إنسان فلتكن هيئتك بشوشة وخلقك هادئا . وممتلكا زمام نفسك لا تحتد و لا تعبس و لا تظهر الاشمئزاز وابعد عنك الوجل والاضطراب ولـيكن صوتك هادئا حتى لو احتدم مخاطبك فانك لا تلبث أن تراه خجل من حدته وخفف من غلوائه متى كان جوابك له بسكون وبتؤدة . ليكن عليك طابع الوقار فبذلك تحترم نفسك وتحتم على الآخرين أن يحترموك ويتبع ذلك بالطبع احترام الغير في آرائهم ومعتقداتهم وعواطفهم . فإذا لم تكن متحليا بهذه الصفة ينبغي عليك اكتسابها حتما لأنها تساعدك كثيرا في خطب مودة الأصدقاء والخلان. وكأنك بذلك تقول لمن يجابهك : كما أنا أعاملك أود أن تعاملني . وإذا تكلمت لتكن أقوالك جدية فتستوقف نظر الناس وتضم إليك عضدا قويا ليغرس فيهم إيحاءك فضلا عـن أن ذلك من العوامل المهمة في تقوية اهتزازات فكرك . وإذا سـلـمـت فامدد يدك بحيث لا تكون قاسية ولا رخوة . سلم على كل الناس كما تسلم على أكبر غـني تبرع لك بهبة ثمينة ــ واصحب التسليم بنظرة حادة ثابتة . سنشرح لك في الفصل التالي مقدرة النظر ولكننا نذكر لك العلاقة المتينة بينه وبين التسـلـيم باليد فالاثنــان يتمشيان مع بعض ويتممان بعضها البعض . لا تيـأس أيها القارئ إذا لم تكن حائزا على الصفات السـابق ذكرها . بل ضع نصـب عـينيك هـذه الحقـيقة ــ جميع المواهب الطبيعية يمكن اكتسابها إذا اعـتنيت ومددت يدك لأخذها . سنفيض لك الشرح في فـصــل آخر عن كيفـيـة تكوين الـخلـق . يوجد عـضـد آخر له قدرة هـائلة تجده في الـعـين إذا كان المراد التأثـير على الآخرين و إعانة شريكنا الفاعل في عمله. من ذا الذي يجهل تلك القدرة ؟
ــ ومع ذلك قـليلون هـم الذين يستخدمونها ويعرفون سـر استعمالها .يمكن كتابة المجلدات الضخمة عن هذا الاستخدام كسلاح للهجوم أو للـدفـاع ــ وكواســطة للتــأثير على الإنسـان والحيوان . فالعــين تبقى على دوام الكنز الذي تؤخذ منه المواد التي يحتاج إليها الباحث في بحثه ودرسه . سنخصص الفصل التالي لإثبات مفعول العين في التـأثـير ــ ثم نبين كيف ينمو النظر المغنطيسي و كيف نتحاشى تأثير نظر الآخرينمقــــدرة العــــين أعظم واسطة للإنسان ليؤثر بها على الغير ــ أســـباب و نتائج ــ الاهتزازات الفكرية التي تنتقل بواسطة العـين ــ تأثير النظر على الحيوانات الأليفة والمفـترسة ــ الاستهواء و الجذب المغنطيسي ــ البصر الممغـنـط ــ النظر و الانتباه ــ الوصول إلى الغرض ـــ التدرع ضد تـأثـير نظر الغـير ـــ كيف نستهوى الآخرين . العين إحدى الوسائل العظيمة للتأثير الشخصي فهي تستأثر بانتباه المخاطب و تجعله على أتم استعداد لقبول إيحائك . وفضلا عن ذلك فـللعـين ذاتها خاصية قوة غرس إرادتك في نفس الغير بشرط أن تباشر هذه القوة بطريقة معقولة ــ أنها تجتذب وتأسر وتسحر الشريك الفاعل و تمهد لك الطريق الموصل لمخاطبة الشريك المنفعل . هي السلاح المخيف للــذي يلم بعـلم قانون الملـكة الفكرية . إنها تقتلع مباشرة اهتزازات نفس هذا الأخير لتغرسها في نفس مخاطبة . انك ولا ريب سمعت بتأثير العين البشرية على الحيوانات المفترسة وغيرها . كذلك الإنسان المتمدين يؤثر على أخيه المتوحش الهمجيكثيرون لابد و أنهم تقــابلوا بأولئك الأشخـاص الذين يستطيعون قراءة ما في نفس الغير بقوة التفرس النظري . سنوضح في الفصل التالي بعض تمارين لتساعد القارئ على الحصول على ما ندعوه بالنظر المغنطيسي الذي هو العضد الثمين لمن يشتغل بالمغنطيسية الحيوانية . فتوجيه نظرك توجيها مناسبا ــ أثناء المخاطبة يجعلك أهلا للتأثير على مخاطبك تأثيرا أشبه بالسحــر أو بالاجتــذاب المغنطيسي وسبب ذلك قوة الاهتزازات الــفكرية المنبعثــة بواسطة النظر الممغنط الصادر من العين . و بالطبع أن لكل حالة تحدث في ظروف مخصوصة أيضا طرقا خاصة بها ولذلك يصعب تلقـين قواعد تنطبق على جميع ظروف الحياة . فينبغي إذاً أن تتعود على تطبيق القواعد العامة على التعقيدات الغير منتظرة التي تعترضك في كل حالة . غير أنه من المهم جدا أن تبدأ حديثك بالنظر إلى وجه مخـاطبك نظرا مغنطيسيا نافذا . وليس من الضروري التحديق به بل تكتفي بأن يكون نظرك ثابتا غير مضطرب وتظهر فيه قوة الإرادة وحصر الفكر . ويمكنك في أثناء المحادثة أن توجه نظرك إلى جهة أخرى ولكن يجب أن تكون كل جملة تقصد بها التأثير على مخاطبك مصحوبة بالنظر المغنطيسي كأنك تريد تفهيمه : (( هكذا أريد ويجب أن أنال )) . فلا تنس هذه القاعدة ولا تحد عنها . وإذا كنت ترغب شيئا فاطلبه بوضوح وبعزة نفس شاخصا ببصرك إلـى الشخص الذي تسأله ومعتقدا في باطنك أنك نائل سؤلك . اجتهد أن تجعله لا يحول نظره عنك أو يلتفـت إلى جهة أخرى أثناء هذا الطلب بل يجب حتما أن تسترعى انتباهه إليك فيتأثر الشريك الفاعل ويدع أخاه المنفعل يقترب منك ويصغي لحديثك وبالطبع يميل إلى قبوله والعمل به . وإذا رأيته يتجنب نظرك . فيمكنك أن تســـتلـفـته بالطريقة الآتية : تحول أنت أيضا نظرك إلى جهة أخرى بشرط أن ترمقه بطرف عينك فبالطبع يلتفت هو إلى الجهة التي تحولت إليها ــ ففي هذه اللحظة ترمقه بعين حادة وبنظر سريع وبعزم قوى ــ لأن هذه هي الفرصة السيكولوجية المناسبة لاستئساره وتملك قيادة . أما إذا كانت هذه التجربة لم تأت بالغرض المقـصـود من الانتباه إلـيك والالـتفات لقـولـك فـأشـير عليك أن تقـدم له نموذجا مما له علاقة بالغرض الذي جئت له من أجله . ستتحقـق أنه ينظر إليك بعد أن يفحص ما أطلعته عليه فيجب في هذه الحالة أن تجعل نظرك يتقابل مع نظره وأن تكون ثابتا وموحيا إليه بكامل إرادتك . فإذا استطعت أن تحصر التفاته إليك وأفلحت في التطلع إليه أثناء محادثتك معه ــ فانك ولابد نائل منه مرغوبك ــ اللهم إلا إذا كان هو الآخر خبيرا بهذا الموضوع فيصعب عليك التـأثير عليه . ولربما تدرك في أثناء حديثك معه أنه يتحاشى النظر إليك أو يريد وضع حد لمحادثتك فرارا من التأثر الذي يحدث له فلا تدعه يفعل ذلك لأن هذا هو الوقـت الســيكولوجي المناسب لحصول تأثيرك وجنى ثمر تعبك . وكما أنه من الصعـب التأمل أو التروي أثنـاء التأثير النظري المغنطيسي ــ فإني أنصحك بالاحتراس من هذه القوة التي يستعملها غيرك لاستهوائك ــ كما ترغب أنت في استهواء غيرك بها . ولذلك يجب أن تكون دائما على حذر مفكرا في نفسك أنك أقوى منه وستتغلب عليه ــ فلا تكن الشخص المنفعل أو المتأثر . وإذا لاحظت أن مخاطبك يحــاول الإيحـاء إليك بقوة نظره فاجتهد أنت بالعكس بتحـــويل نظرك إلى جهة أخرى بطريقة لا يشعر بها وكأنك مصغ إليه ــ وبذلك تستطيع التروي في الأمر وتبقى في حالة الحياد لا مؤثرا ولا متأثرا ــ وإذا عرض عليك أمرا فتأمل فيه فان لم يوافق هواك فارفض بثبات وحزم ولكن بأدب واحتشام . اجعل دائما شريكك الفاعل رقيبا على الشريك المنفعل واعلم أنه في أثناء محادثة ما ، يكون المتكلم هو المؤثر والسامع هو المتأثر أو المنفعل . وكلما كان هذا منتبها وفكره منحصرا في الإصغاء كلما كلن أكثر انفعالا وتأثرا فتضعف قوته وتشتد قوة المؤثر المتكلم . فيجب أن تلاحظ ذاتك عندما تكون في الحالة السلبية ومخاطبك في الحالة الإيجابية ولا تدع الإيحاء ينطبع في فكرك . وينبغي أن تكون نبرة صوتك عند الكلام ذات صفة الوثوق من الوصول إلى مطلوبك والاعتقاد بنوال مرغوبك . وإذا أردت أن تكــون لك صــورة فكــرية من هــذه الألفاظ (( الجدي المقتنع )) فانك تتمكن حينذاك من إدراك معنى ما قلته لك من جعل الإيحاء الذي تباشره بطريقة لطيفة والفصل الخاص (( بحصر الفكر )) سيرشدك إلى طريق ذلك أما الفصل التالي فسنخصصه للبصر المغنطيسي . اْلفَصْل الـسَّـاِبعْ البصـــــر الـمـغـــنطيسي ماهية البصر الـممغنط ـــ كيف يمكن اكتسابه ــ تدريبات على الإيحاء . التمرين الأول : طريقة الحصول على بصر ثابت ونافـذ ــ تـأثيره على الإنسان و الحيوان ـــ التمرين الثاني : تقوية البصر أمام المرآة ــ كيف تقاوم بصر الآخرين ـــ التمرين الثالث : نمو العضــــلات و الأعصـــــــاب البصرية ـــ التمرين الرابع : فن تقوية العضــــلات و الأعصـــــــاب البصرية ـــ التمرين الخامس : تجارب على الناس و على الحيوانات ــــ التمرين السادس : استخدام القوة المسموح بها . إن البصر المسمى عادة بالبصر الـممغنط والـمغنطيسي هو مظهر رغائب النفس بواسطة العــين التي تكون أعصابها وعضلاتها نمت بكيفية تمكنك من إرسال نظرات ثابتة حادة ونافذة . إن كيفية توليد المجهود الفكري سنشرحه لك في الفصول الآتية أما التمارين التالية فهي مهمة جدا ويجب دراستها بكل اعتناء ودقة إذ بواسطتها تتمكن بقليل من الزمن من تقوية بصرك لدرجة تؤثر بها على غيرك . وستشعر بالتدريج بلذة هذه الاختبارات عندما تطبقها على الأشخاص الذين يلوذون بك ! ويتحقق لديك انهم لا يقوون على احتمال حدة نظراتك التي تصوبها إليهم ويشعرون ببعض القشعريرة إذا حدجتهم ببصرك بضع دقائق . ومتى حصلت على هذه النتيجة واكتسبت البصر الـممغنط لن ترغـب في استبداله ولا بمال العالم . لا تكتفي بمطالعة هذه التمارين بل ينبغي أن تباشرها على الدوام وتجربها مع أصحابك ومعارفك لتقف بنفسك على مفعول القوة الباصرة المغنطيسية . الـتمـــــــــــارين أولا ــ خذ ورقة مربعة بيضاء مســطحها 15 سنتيمترا مربعا وارسم في وسطها دائرة سوداء بحجم النصف قرش ويكون فراغ الدائرة كلها أسـود . ثم ثبت الورقة في الحائط بازاء نظرك برهة وعاود التحديق مرة ثانية . ثم ثالثة وكرر هذا العمل خمس مرات . دع كرسيك في موضعه وانقل الورقة على بعد نصف متر من الجهة اليمنى من الموضع الذي كانت فيه . اجلس على الكرسي كما كان وانظر إلى الحائط أمامك برهة ثم حول نظرك ( بدون أن تحرك رأسك ) إلى الجهة اليمنى وحدق في الدائرة السوداء نحو دقيقة . كرر هذا العمل أربع مرات . ثم نوعه بنقل الورقة إلى الجهة اليسرى بدلا من اليمنى . كرر هذا التمرين ثلاثة أيام مع إطـالة الوقت من دقيقة إلى دقيقة ونصف فدقيقتين . وعد الثلاثة أيام أطـــل مدة التحديق الى ثلاثة دقائق وهكذا كل ثلاثة أيام تضيف دقيقة حتى تتمكن من استبقاء عينيك محدقة نحو ربع ساعة بدون أن ترمش أو أن تغرورق بالدمــــوع ومتى وصــلت إلى هذه الدرجة فتأكد أن نظرك حاز القوة الـمغنطيسية الـمطلوبة وبها تستطيع التأثير على مخاطبك حتى أن الحيوانات تضطرب من نظراتك وتفزع منها . ولا تضجر أو تمل من هذا التمرين بالنظر إلى فــوائده العديدة . ثانيا ــ تستطيع استكمال التمرين السابق بالتمرين الآتي فـبه تتمكن من مقاومة نظر الغير . ذلـك بأن تقـف أمام المرآة وتحدق في نظرك الـمنعكس عليها . وتكرر هذا العمل مرارا عديدة متدرجا من دقيقة إلى اثنين حتى تصل إلى ربع ساعة وبذلـك تعود نفسك على مناوأة نفـوذ نظر غيرك وعلى تقوية نظرك أنت أيضا . ثالثا ــ قف أمام الحائط وعلى بعد متر واحد منه وعلق الورقة المربعة عليه بحيث تكون الدائرة السوداء عالية من مرمى نظرك . ثم ثبت نظرك في الدائرة المذكورة . وحرك رأسك راسما بها شبه قوس بدون أن تحول النظر عن الدائرة السوداء . ولما كان هذا التمرين يستلزم تحرك العينـين في محاجرهما فهو بالطبع يتطلب إجهادا عظيما في العضلات والأعصاب . نوّع التمرين المذكور بتحريك رأسك في جهات مختلفة وليكن عملك بتؤدة الكي لا تتعـب العينين . رابعا ــ الصق ظهرك بحائط الغرفة . وانظر في الحائط المقابل . وصوب النظر إلى موضع فيه متنقلا إلى آخر مـن فوق إلى تحت ومن اليمين إلى اليسار ــ بدون أن تتحرك . وعندما تشعر بتعب عينيك اسـترح . ثم كرر العمـل مرة أخرى . والغرض مـن هذا التمرين تقوية العضلات والأعصــــاب البصرية . خامسا ــ عندما تكون تحصلت على نظر قوي ولكي تكون واثق من ذلك . اطلب من صديق لك أن يجلس على كرسي أمامك ثم حدجه بنظرك واطلب منه أن ينظر هو الآخر إليك بقدر إمكانه ولسوف ترى أنه يتعب ويقول لك كفى . فيكون في هذه الآونة قريبا من حالة التنويم الـمغنطيسي . تستطيع أيضا أن تجرب قوة نظرك في أي حيوان وستتحقق من أنه يخشاك ويفر من أمامك فزعا . وأشير عليك بأن لا تخبر أحدا باشـــتغالك بالـمغنطيســـية الحيوانية لأسباب منها أن الناس إذا علموا بذلك يتحاشون تأثيرك . وهذا بالطبع يقلل من قوتك الـممغنطة . حافظ على سرك واظهر قوتك بالعمل وليس بالتبجح والثرثرة ـــ خذ الوقت الكافي لحفظ هذه التمارين ولا تقرأها قراءة سطحية أو بعجلة بل بتأن ٍ وبالتدريج الطبعي . لا تجعل عينيك أن ترمشا بكثرة . ولا تطبق جفنيك . وقوة الإرادة والتأمل يسـاعدانك على نبذ هذه العادات . وإذا شعرت بتعب عينيك من تلك التمارين فبللهما بالماء البارد فتشعر حالا بالراحة . ومتى واظبت على تلك الاختبارات بضعة أيام لن تعود تشعر بكلل مطلقا

جمال جرار 25 - 1 - 2011 05:49 AM





ملخص كتاب الثقة الفائقة :
جيل لندنفيلد


http://1.bp.blogspot.com/_CeKJwxVTNd...8%AC%D9%84.gif

تمتع المرء بالثقة لا يعني الوصول إلى الكمال. الخطوة الأولى لاكتساب الثقة :

أن تستحضر في ذهنك الشخص الذي ترغب في أن تكونه . الشخص الواثق يتصرف كما لو كان : محباً لذاته. متفهماً لقدراته وأخطائه . يعرف ما يريد . ويضع دائماً أهدافاً جديدة . يفكر بطريقة إيجابية . ولا ينسحق تحت وطأة المشكلات. يتصرف بمهارة بما يلائم الموقف الذي هو فيه . نشعر بالراحة في صحبة الأشخاص الواثقين بسبب : هم واضحون في مشاعرهم معنا ، وصادقون فيما يخبروننا به عنها : فإذا غضبوا منا أخبرونا ، ولم يداهنوا . لا يعتمدون على إحباط الشخص الآخر ليشعروا بالقوة . ولذا فسيكونون عادلين معنا . سيشجعوننا على أن نكون واثقين من أنفسنا ، لأن الواثق يفضل صحبة الواثق. يعترفون دائماً بالخطأ ، وأنهم ليسوا كاملين. يتمتعون بالحيوية ، ويشعون على الآخرين منها . يمكن أن يكونوا هادئين غير متوترين لأنهم ليسوا مضطرين إلى إثبات ذواتهم بطريقة عصابية . يمنحوننا شعوراً بالتفاؤل ، لأنهم يفكرون في حل المشكلات لا البكاء عليها . ما تشعر به حين تكون ضعيف الثقة : العزلة والوحدة . الحرج . الخوف والضعف. الإعياء الجسدي والتوتر . الخشية من الواثقين في أنفسهم . عدم القيمة . الذنب . التشاؤم . الاكتئاب . أنه لا يفهمك أحد . الإحباط .. والغضب. الواثق في نفسه ليس : متسلطاً : لأنه يفوض دائماً للآخرين ، ولا يخشى منهم ، فصلابته الداخلية تحميه من الخوف. أنانياً : لأنه يقدم للآخرين العناية . مدعياً معرفة كل شيء : لأنه يعرف حدود معرفته . منعزلاً : لأنه يعرف قيمة العلاقات في حياته الخاصة والعامة. ثرياً بالضرورة: لأنه ليس في حاجة إلى التظاهر بالثراء لينال التصفيق . وقد لا يكون هدفه جني المال وإنما تحقيق الذات في المجال الذي اختاره. من ذوي الإنجازات الضخمة : لأنه قد يختار أن يكون بعيداً عن الأضواء ، أو يركز على جانب لا تتبعه الأضواء أصلاً ، وهو ليس في حاجة إلى أن يكون في مركز الضوء ليثبت نفسه. رغم أن الطفل لا يملك إلا القليل من المهارات فإنك تشعر أنه واثق من نفسه ( يصرح لتحقيق مطالبه .. لا يرى أن هناك مانعاً من تلبية ما يريد) .. فما الذي يسبب له ضعف الثقة في نفسه بعد ذلك ؟! الجينات تؤثر في : النمط الخاص : انطوائي أو انبساطي .. المزاج : أميل إلى الهدوء أو الانفعال. الميل الفطري تجاه بعض الاضطرابات : الأسلوب الاكتئابي ، الهوسي ، الإدماني ، الوسواسي .. الخ . ولكننا لا ينبغي أن ننسى مقولة يونج إن المنفتح قادر على أن يسمو على سماته . ( المقولة مني وليست من الكتاب) . فرجينيا ساتير : إنني مقتنعة بأنه لا توجد جينات تحمل إحساسنا بالأهمية . إن ذلك يتم اكتسابه بالتعلم .. والعائلة هي المكان الذي يكتسب فيه .. إن الطفل الذي يأتي إلى العالم ليس له ماضٍ وتجربة في التعامل مع ذاته . وليس لديه ميزان يحكم به على قيمته ، وهو يجد نفسه مضطراً إلى أن يعتمد على الخبرات التي كونها مع الأشخاص المحيطين به ، والرسائل التي يقدمونها له حول قيمته كشخص. عدد قليل من الناس هو الذي تجاوز الطفولة والمراهقة دون أن تكون ثقته في نفسه قد تحطمت في موقف ما .. لأنه - ببساطة - ليس هناك آباء كاملون ولا مدرسون كاملون!! يمكن أن نشعر بنقص الثقة إذا : فشلنا في تحقيق ما نريد . هجرَنا من نحبه . مرضنا وفقدنا القدرة على الاستقلال . تعرضنا لمشكلات مادية عويصة. خذلنا من نثق فيه . وجِّه إلينا نقد شديد . خدعنا . واجهنا تغيراً لسنا مؤهلين له . سبعة مكونات أساسية لأي برنامج بناء ثقة ناجح : الإيمان بإمكانية التغيير . التحفيز : أن تريد التغيير . التبصر : فهم الذات والسلوك . الأهداف : أن تكون أهدافك أنت .. وواقعية . الممارسة : العمل بما علمت ، والتدرب عليه . الدعم : من ذاتك أو ممن تحب أو تحترم . المكافأة : أن يكون هناك فائدة للتغيير . ابدأ معرفة ذاتك .. لتصل إلى " البصيرة " . من طرق التعرف إلى الذات : تحليل الأدوار التي تقوم بها ، مثلاً : يمكنك أن تنظر إلى أدوارك اليومية ؛ فأنت : أب ، ومدرس ، وصديق . في دور الأب : ما هي سلوكياتك ، وما مشاعرك المتعلقة به ، وما أفكارك . في دور المدرس : ما هي سلوكياتك ، وما مشاعرك المتعلقة به ، وما أفكارك . في دور الصديق: ما هي سلوكياتك ، وما مشاعرك المتعلقة به ، وما أفكارك . ما نقاط قوتي ، ونقاط ضعفي ؟ تدريب : اذكر ثلاثة أدوار تقوم بها . اكتب الأفكار والمشاعر ، والسلوكيات الرئيسية المتعلقة بها .
معظم الأشخاص الذين لا يثقون في أنفسهم عادةً ما يتوقعون من أنفسهم أشياء مستحيلة . ولا يرضون بأقل من الكمال. ويشعرون بالذنب لأنهم لم يبلغوا هذه المعايير الدقيقة.
لعل أعظم الدلالات على افتقاد الثقة : الصعوبة الدائمة في اتخاذ القرارات . وأنت في حاجة - لتكون قادراً على تعجيل اتخاذ القرار الملائم - أن تكون لك فلسفتك في الحياة ، التي تحتوي المعايير والقواعد الثابتة التي تتخذ على أساسها قراراتك . وأنت حين تبدأ في النظر إلى فلسفة حياتك بعمق يفاجئك الخليط المزعج من الأفكار المتداخلة والمتعارضة التي تحتويها في نفسك ، والتي تلقيتها عن مختلف من قادوا حياتك : الوالدان ، المدرسون ، المديرون .. الخ .
إذا كنت تريد الحصول على الثقة في النفس بالفعل ، فينبغي أن نحطم عادة محاولة إرضاء كل الناس طوال الوقت .
محاولة إرضاء الناس سلوك اكتسبناه بالتعلم . ويمكن أن نغيره بالتعلم والتدريب


الثقة الفائقة : أبسط الخطوات لبناء الثقة بالنفس
جيل لندنفيلد
تلخيص : محمد فريدتمتع المرء بالثقة لا يعني الوصول إلى الكمال. الخطوة الأولى لاكتساب الثقة : أن تستحضر في ذهنك الشخص الذي ترغب في أن تكونه . الشخص الواثق يتصرف كما لو كان : محباً لذاته. متفهماً لقدراته وأخطائه . يعرف ما يريد . ويضع دائماً أهدافاً جديدة . يفكر بطريقة إيجابية . ولا ينسحق تحت وطأة المشكلات. يتصرف بمهارة بما يلائم الموقف الذي هو فيه . نشعر بالراحة في صحبة الأشخاص الواثقين بسبب : هم واضحون في مشاعرهم معنا ، وصادقون فيما يخبروننا به عنها : فإذا غضبوا منا أخبرونا ، ولم يداهنوا . لا يعتمدون على إحباط الشخص الآخر ليشعروا بالقوة . ولذا فسيكونون عادلين معنا . سيشجعوننا على أن نكون واثقين من أنفسنا ، لأن الواثق يفضل صحبة الواثق. يعترفون دائماً بالخطأ ، وأنهم ليسوا كاملين. يتمتعون بالحيوية ، ويشعون على الآخرين منها . يمكن أن يكونوا هادئين غير متوترين لأنهم ليسوا مضطرين إلى إثبات ذواتهم بطريقة عصابية . يمنحوننا شعوراً بالتفاؤل ، لأنهم يفكرون في حل المشكلات لا البكاء عليها . ما تشعر به حين تكون ضعيف الثقة : العزلة والوحدة . الحرج . الخوف والضعف. الإعياء الجسدي والتوتر . الخشية من الواثقين في أنفسهم . عدم القيمة . الذنب . التشاؤم . الاكتئاب . أنه لا يفهمك أحد . الإحباط .. والغضب. الواثق في نفسه ليس : متسلطاً : لأنه يفوض دائماً للآخرين ، ولا يخشى منهم ، فصلابته الداخلية تحميه من الخوف. أنانياً : لأنه يقدم للآخرين العناية . مدعياً معرفة كل شيء : لأنه يعرف حدود معرفته . منعزلاً : لأنه يعرف قيمة العلاقات في حياته الخاصة والعامة. ثرياً بالضرورة: لأنه ليس في حاجة إلى التظاهر بالثراء لينال التصفيق . وقد لا يكون هدفه جني المال وإنما تحقيق الذات في المجال الذي اختاره. من ذوي الإنجازات الضخمة : لأنه قد يختار أن يكون بعيداً عن الأضواء ، أو يركز على جانب لا تتبعه الأضواء أصلاً ، وهو ليس في حاجة إلى أن يكون في مركز الضوء ليثبت نفسه. رغم أن الطفل لا يملك إلا القليل من المهارات فإنك تشعر أنه واثق من نفسه ( يصرح لتحقيق مطالبه .. لا يرى أن هناك مانعاً من تلبية ما يريد) .. فما الذي يسبب له ضعف الثقة في نفسه بعد ذلك ؟! الجينات تؤثر في : النمط الخاص : انطوائي أو انبساطي .. المزاج : أميل إلى الهدوء أو الانفعال. الميل الفطري تجاه بعض الاضطرابات : الأسلوب الاكتئابي ، الهوسي ، الإدماني ، الوسواسي .. الخ . ولكننا لا ينبغي أن ننسى مقولة يونج إن المنفتح قادر على أن يسمو على سماته . ( المقولة مني وليست من الكتاب) . فرجينيا ساتير : إنني مقتنعة بأنه لا توجد جينات تحمل إحساسنا بالأهمية . إن ذلك يتم اكتسابه بالتعلم .. والعائلة هي المكان الذي يكتسب فيه .. إن الطفل الذي يأتي إلى العالم ليس له ماضٍ وتجربة في التعامل مع ذاته . وليس لديه ميزان يحكم به على قيمته ، وهو يجد نفسه مضطراً إلى أن يعتمد على الخبرات التي كونها مع الأشخاص المحيطين به ، والرسائل التي يقدمونها له حول قيمته كشخص. عدد قليل من الناس هو الذي تجاوز الطفولة والمراهقة دون أن تكون ثقته في نفسه قد تحطمت في موقف ما .. لأنه - ببساطة - ليس هناك آباء كاملون ولا مدرسون كاملون!! يمكن أن نشعر بنقص الثقة إذا : فشلنا في تحقيق ما نريد . هجرَنا من نحبه . مرضنا وفقدنا القدرة على الاستقلال . تعرضنا لمشكلات مادية عويصة. خذلنا من نثق فيه . وجِّه إلينا نقد شديد . خدعنا . واجهنا تغيراً لسنا مؤهلين له . سبعة مكونات أساسية لأي برنامج بناء ثقة ناجح : الإيمان بإمكانية التغيير . التحفيز : أن تريد التغيير . التبصر : فهم الذات والسلوك . الأهداف : أن تكون أهدافك أنت .. وواقعية . الممارسة : العمل بما علمت ، والتدرب عليه . الدعم : من ذاتك أو ممن تحب أو تحترم . المكافأة : أن يكون هناك فائدة للتغيير . ابدأ معرفة ذاتك .. لتصل إلى " البصيرة " . من طرق التعرف إلى الذات : تحليل الأدوار التي تقوم بها ، مثلاً : يمكنك أن تنظر إلى أدوارك اليومية ؛ فأنت : أب ، ومدرس ، وصديق . في دور الأب : ما هي سلوكياتك ، وما مشاعرك المتعلقة به ، وما أفكارك . في دور المدرس : ما هي سلوكياتك ، وما مشاعرك المتعلقة به ، وما أفكارك . في دور الصديق: ما هي سلوكياتك ، وما مشاعرك المتعلقة به ، وما أفكارك . ما نقاط قوتي ، ونقاط ضعفي ؟ تدريب : اذكر ثلاثة أدوار تقوم بها . اكتب الأفكار والمشاعر ، والسلوكيات الرئيسية المتعلقة بها .
معظم الأشخاص الذين لا يثقون في أنفسهم عادةً ما يتوقعون من أنفسهم أشياء مستحيلة . ولا يرضون بأقل من الكمال. ويشعرون بالذنب لأنهم لم يبلغوا هذه المعايير الدقيقة.
لعل أعظم الدلالات على افتقاد الثقة : الصعوبة الدائمة في اتخاذ القرارات . وأنت في حاجة - لتكون قادراً على تعجيل اتخاذ القرار الملائم - أن تكون لك فلسفتك في الحياة ، التي تحتوي المعايير والقواعد الثابتة التي تتخذ على أساسها قراراتك . وأنت حين تبدأ في النظر إلى فلسفة حياتك بعمق يفاجئك الخليط المزعج من الأفكار المتداخلة والمتعارضة التي تحتويها في نفسك ، والتي تلقيتها عن مختلف من قادوا حياتك : الوالدان ، المدرسون ، المديرون .. الخ .
إذا كنت تريد الحصول على الثقة في النفس بالفعل ، فينبغي أن نحطم عادة محاولة إرضاء كل الناس طوال الوقت .
محاولة إرضاء الناس سلوك اكتسبناه بالتعلم . ويمكن أن نغيره بالتعلم والتدريب
الثقة الفائقة : أبسط الخطوات لبناء الثقة بالنفس
جيل لندنفيلد
تلخيص : محمد فريدتمتع المرء بالثقة لا يعني الوصول إلى الكمال. الخطوة الأولى لاكتساب الثقة : أن تستحضر في ذهنك الشخص الذي ترغب في أن تكونه . الشخص الواثق يتصرف كما لو كان : محباً لذاته. متفهماً لقدراته وأخطائه . يعرف ما يريد . ويضع دائماً أهدافاً جديدة . يفكر بطريقة إيجابية . ولا ينسحق تحت وطأة المشكلات. يتصرف بمهارة بما يلائم الموقف الذي هو فيه . نشعر بالراحة في صحبة الأشخاص الواثقين بسبب : هم واضحون في مشاعرهم معنا ، وصادقون فيما يخبروننا به عنها : فإذا غضبوا منا أخبرونا ، ولم يداهنوا . لا يعتمدون على إحباط الشخص الآخر ليشعروا بالقوة . ولذا فسيكونون عادلين معنا . سيشجعوننا على أن نكون واثقين من أنفسنا ، لأن الواثق يفضل صحبة الواثق. يعترفون دائماً بالخطأ ، وأنهم ليسوا كاملين. يتمتعون بالحيوية ، ويشعون على الآخرين منها . يمكن أن يكونوا هادئين غير متوترين لأنهم ليسوا مضطرين إلى إثبات ذواتهم بطريقة عصابية . يمنحوننا شعوراً بالتفاؤل ، لأنهم يفكرون في حل المشكلات لا البكاء عليها . ما تشعر به حين تكون ضعيف الثقة : العزلة والوحدة . الحرج . الخوف والضعف. الإعياء الجسدي والتوتر . الخشية من الواثقين في أنفسهم . عدم القيمة . الذنب . التشاؤم . الاكتئاب . أنه لا يفهمك أحد . الإحباط .. والغضب. الواثق في نفسه ليس : متسلطاً : لأنه يفوض دائماً للآخرين ، ولا يخشى منهم ، فصلابته الداخلية تحميه من الخوف. أنانياً : لأنه يقدم للآخرين العناية . مدعياً معرفة كل شيء : لأنه يعرف حدود معرفته . منعزلاً : لأنه يعرف قيمة العلاقات في حياته الخاصة والعامة. ثرياً بالضرورة: لأنه ليس في حاجة إلى التظاهر بالثراء لينال التصفيق . وقد لا يكون هدفه جني المال وإنما تحقيق الذات في المجال الذي اختاره. من ذوي الإنجازات الضخمة : لأنه قد يختار أن يكون بعيداً عن الأضواء ، أو يركز على جانب لا تتبعه الأضواء أصلاً ، وهو ليس في حاجة إلى أن يكون في مركز الضوء ليثبت نفسه. رغم أن الطفل لا يملك إلا القليل من المهارات فإنك تشعر أنه واثق من نفسه ( يصرح لتحقيق مطالبه .. لا يرى أن هناك مانعاً من تلبية ما يريد) .. فما الذي يسبب له ضعف الثقة في نفسه بعد ذلك ؟! الجينات تؤثر في : النمط الخاص : انطوائي أو انبساطي .. المزاج : أميل إلى الهدوء أو الانفعال. الميل الفطري تجاه بعض الاضطرابات : الأسلوب الاكتئابي ، الهوسي ، الإدماني ، الوسواسي .. الخ . ولكننا لا ينبغي أن ننسى مقولة يونج إن المنفتح قادر على أن يسمو على سماته . ( المقولة مني وليست من الكتاب) . فرجينيا ساتير : إنني مقتنعة بأنه لا توجد جينات تحمل إحساسنا بالأهمية . إن ذلك يتم اكتسابه بالتعلم .. والعائلة هي المكان الذي يكتسب فيه .. إن الطفل الذي يأتي إلى العالم ليس له ماضٍ وتجربة في التعامل مع ذاته . وليس لديه ميزان يحكم به على قيمته ، وهو يجد نفسه مضطراً إلى أن يعتمد على الخبرات التي كونها مع الأشخاص المحيطين به ، والرسائل التي يقدمونها له حول قيمته كشخص. عدد قليل من الناس هو الذي تجاوز الطفولة والمراهقة دون أن تكون ثقته في نفسه قد تحطمت في موقف ما .. لأنه - ببساطة - ليس هناك آباء كاملون ولا مدرسون كاملون!! يمكن أن نشعر بنقص الثقة إذا : فشلنا في تحقيق ما نريد . هجرَنا من نحبه . مرضنا وفقدنا القدرة على الاستقلال . تعرضنا لمشكلات مادية عويصة. خذلنا من نثق فيه . وجِّه إلينا نقد شديد . خدعنا . واجهنا تغيراً لسنا مؤهلين له . سبعة مكونات أساسية لأي برنامج بناء ثقة ناجح : الإيمان بإمكانية التغيير . التحفيز : أن تريد التغيير . التبصر : فهم الذات والسلوك . الأهداف : أن تكون أهدافك أنت .. وواقعية . الممارسة : العمل بما علمت ، والتدرب عليه . الدعم : من ذاتك أو ممن تحب أو تحترم . المكافأة : أن يكون هناك فائدة للتغيير . ابدأ معرفة ذاتك .. لتصل إلى " البصيرة " . من طرق التعرف إلى الذات : تحليل الأدوار التي تقوم بها ، مثلاً : يمكنك أن تنظر إلى أدوارك اليومية ؛ فأنت : أب ، ومدرس ، وصديق . في دور الأب : ما هي سلوكياتك ، وما مشاعرك المتعلقة به ، وما أفكارك . في دور المدرس : ما هي سلوكياتك ، وما مشاعرك المتعلقة به ، وما أفكارك . في دور الصديق: ما هي سلوكياتك ، وما مشاعرك المتعلقة به ، وما أفكارك . ما نقاط قوتي ، ونقاط ضعفي ؟ تدريب : اذكر ثلاثة أدوار تقوم بها . اكتب الأفكار والمشاعر ، والسلوكيات الرئيسية المتعلقة بها .
معظم الأشخاص الذين لا يثقون في أنفسهم عادةً ما يتوقعون من أنفسهم أشياء مستحيلة . ولا يرضون بأقل من الكمال. ويشعرون بالذنب لأنهم لم يبلغوا هذه المعايير الدقيقة.
لعل أعظم الدلالات على افتقاد الثقة : الصعوبة الدائمة في اتخاذ القرارات . وأنت في حاجة - لتكون قادراً على تعجيل اتخاذ القرار الملائم - أن تكون لك فلسفتك في الحياة ، التي تحتوي المعايير والقواعد الثابتة التي تتخذ على أساسها قراراتك . وأنت حين تبدأ في النظر إلى فلسفة حياتك بعمق يفاجئك الخليط المزعج من الأفكار المتداخلة والمتعارضة التي تحتويها في نفسك ، والتي تلقيتها عن مختلف من قادوا حياتك : الوالدان ، المدرسون ، المديرون .. الخ .
إذا كنت تريد الحصول على الثقة في النفس بالفعل ، فينبغي أن نحطم عادة محاولة إرضاء كل الناس طوال الوقت .
محاولة إرضاء الناس سلوك اكتسبناه بالتعلم . ويمكن أن نغيره بالتعلم والتدريب


تلخيص: محمد فريد

صائد الأفكار 27 - 1 - 2011 06:29 AM

موضوع قيم جدا عزيزي جمال
شكرا على جهودك وبارك الله بك

أرب جمـال 27 - 1 - 2011 07:33 AM

شكرا لك على موضوعك الرائع

طرح موفق

راااااق لي جدااا,,

تقديري وودي وبانتظار مواضيعك


جمال جرار 29 - 1 - 2011 08:34 PM

صائد الافكار وارب

شكرا على متابعتكم للموضوع وردكم
اسعدني حضوركم

http://imagecache.te3p.com/imgcache/...560be9ce07.gif
نشمي المنتدى

سفير بلادي 31 - 1 - 2011 10:14 PM

بارك الله بك

B-happy 23 - 5 - 2011 11:29 PM

سلمت يا جمال على طرحك وعلى هذا الموضوع الشيق جدا
تحياتي واعتذر عن عدم مروري المبكر على الموضوع

ابتسام 31 - 5 - 2011 11:39 PM

سلمت الايادي على الملخصات القيمة ويعطيك العافية

جمال جرار 26 - 8 - 2011 04:17 AM



الساعة الآن 02:51 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى