منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   كتاب العبر في خبر من غبر / الإمام محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=2192)

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 10:41 PM

سنة ست وسبعين وست مائة في أولها ولي مملكة تونس أبو زكريا
يحيى بن محمد بعد أبيه‏.‏
وفي سابع محرم قدم السلطان فنزل بجوسقه الأبلق ثم مرض يوم نصف المحرم وتوفي بعد ثلاثة عشر يومًا فاخفي موته وسار نائبه بيليك بمحفة يوهم أن السلطان فيها مريض إلى أن دخل وفيها توفي الكمال بن فارس أبو إسحاق إبراهيم بن الوزير نجيب الدين أحمد بن إسماعيل بن فارس التميمي الإسكندراني المعزي الكاتب آخر من قرأ بالروايات على الكندي‏.‏
ولد في سنة ست وتسعين وخمس مائة‏.‏
وتوفي في صفر وكان فيه خير وتدين‏.‏
ترك بعض الناس الأخذ عنه لتوليه نظر بيت المال‏.‏
والمحمدي جمال الدين أقش الصالحي النجمي‏.‏
والدمياطي عز الدين أيبك الصالحي‏.‏
قبض عليهما الملك الظاهر مدة مع الرشيدي ثم أطلقهما‏.‏
وكانا من كبراء الأمراء الشجعان‏.‏
والسلطان الكبير الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتوح بيبرس التركي البندرقداري ثم الصالحي النجمي صاحب مصر والشام‏.‏
ولد في حدود العشرين وست مائة اشتراه الأمير علاء الدين البندقدار الصالحي‏.‏
فقبض الملك الصالح على البندقدار واخذ ركن الدين‏.‏
فكان من جملة مماليكه‏.‏
ثم طلع ركن الدين شجاعًا فارسًا مقدامًا إلى أن شهر أمره وبعد صيته وشهد وقعة المنصورة بدمياط‏.‏
ثم كان أميرًا في الدولة المعزية وتنقلت به الأحوال وصار من أعيان البحرية وولي السلطنة في سابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وخمسين‏.‏
وكان ملكًا سريًا غازيًا مجاهدًا مؤيدًا عظيم الهيبة خليقًا للملك يضرب بشجاعته المثل‏.‏
له أيام بيض في الإسلام وفتوحات مشهورة ولولا ظلمه وجبروته في بعض الأحايين لعد من الملوك العادلين‏.‏
انتقل إلى عفو الله ومغفرته يوم الخميس بعد الظهر الثامن والعشرين من المحرم بقصره بدمشق وخلف من الأولاد الملك السعيد محمدًا والخضر وسلامش وسبع بنات ودفن بتربته التي أنشأها ابنه‏.‏
وبيليك الخزندار الظاهري نائب سلطنة مولاه‏.‏
كان نبيلًا عالي الهمة وافر العقل محببًا إلى الناس ينطوي على دين ومروءة ومحبة للعلماء والصلحاء ونظر في العلم والتواريخ‏.‏
رقاه أستاذه إلى أعلى الرتب واعتمد عليه في مهماته‏.‏
قيل إن شمس الدين الفارقاني الذي ولي نيابة السلطنة سقاه السم باتفاق مع الملك السعيد‏.‏
فأخذه قولنج عظيم وبقي به أيامًا‏.‏
وتوفي بمصر في سابع ربيع الأول‏.‏
والشيخ خضر بن أبي بكر المهراني العدوي شيخ الملك الظاهر‏.‏
كان له حال وكشف ونفس مؤثرة مع سفه فيه ومرد له ومزاح‏.‏
تغير عليه السلطان بعد شدة خضوعه له وانقياده لإرادته وعقد له مجلسًا وأحضر من حاققه ونسب إليه أمورًا لا تصدر من مسلم واشاروا بقتله‏.‏
فقال للسلطان‏:‏ أنا بيني وبينك في الموت شيء يسير‏.‏
فوجم لها السلطان‏.‏
وحبسه في إحدى وسبعين إلى أن مات في سادس المحرم‏.‏
ودفن بزاويته بالحسينية‏.‏
وزكي بن الحسن البيلقاني أبو أحمد الشافعي‏.‏
فقيه بارع مناظر متقدم في الأصلين والكلام‏.‏
أخذ عن فخر الدين الرازي وسمع من المؤيد الطوسي‏.‏
وكان صاحب ثروة وتجارة‏.‏
عمر دهرًا وسكن اليمن وتوفي بعدن‏.‏
والبرواناه الصاحب معين الدين سليمان بن علي‏.‏
وزر أبوه لصاحب الروم علاء الدين كيقباذ ولولده كيخسرو‏.‏
فلما مات ولى الوزارة بعده معين الدين هذا سنة بضع وأربعين‏.‏
فلما غلبت التتار على الروم ساس الأمور وصانع التتار وتمكن من الممالك بقوي إقدامه وقوة دهائه‏.‏
امتدت أيامه إلى أن دخل المسلمون وحكموا على مملكة الروم‏.‏
ونسب إلى لابروناه مكاتبتهم فقتله أبغا في المحرم‏.‏
والشيخ عبد الصمد بن أحمد بن أبي الحبش أبو أحمد البغدادي الحنبلي‏.‏
الرجل الصالح مقرىء العراق‏.‏
ولد سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة‏.‏
وقرأ القراءات على الفخر الموصلي وسمع من عبد العزيز بن الناقد وطائفة‏.‏
واجاز له ابن الجوزي‏.‏
تلمذ له خلق كثير‏.‏
وتوفي في ربيع الأول‏.‏
والواعظ نجم الدين علي بن علي بن أسفنديار البغدادي ولد سنة ست وخمسين وست مائة‏.‏
وسمع من ابن اللتي والحسين بن رئيس الرؤساء‏.‏
وعظ بدمشق وازدحم عليه الخلق وانتهت إليه رئاسة الوعظ لحسن إيراده ولطف شمائله وبهجة مجالسه‏.‏
توفي في رجب‏.‏
والشيخ شمس الدين بن العماد المقدسي الحنبلي قاضي القضاة أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد ولد سنة ثلاث وست مائة‏.‏
وسمع من الكندي وطبقته وحضر ابن طبرزد‏.‏
ورحل فسمع ببغداد من الفتح بن عبد السلام وطائفة وسكنها وجاءته الأولاد فأسمعهم من الكاشغري ثم تحول وسكن مصر‏.‏
وكان شيخ الإقليم في مذهبه علمًا وديانة وصلاحًا ورئاسة‏.‏
حبس سنة سبعين وعزل لغير جرم ثم أطلق بعد سنتين ولزم بيته يفتى ويشتغل ويدرس‏.‏
توفي في المحرم‏.‏
والشيخ يحيى المنيحي المقرئ المتصدر بجامع دمشق‏.‏
لقن خلقًا كثيرًا وتوفي في المحرم‏.‏
وكان من أصحاب أبي عبد الله الفاسي‏.‏
والشيخ محيي الدين النواوي شيخ الإسلام أبو زكريا يحيى بن شرف ابن مري بن حسن الشافعي‏.‏
ولد سنة إحدى وثلاثين وست مائة‏.‏
وقدم دمشق ليشتغل فنزل بالرواحية وحفظ التنبيه في سنة خمس وحج مع أبيه سنة إحدى وخمسين ولزم الإشتغال ليلًا ونهارًا نحو عشر سنين حتى فاق الأقران وتقدم على جميع الطلبة‏.‏
وحاز قصب السبق في العلم والعمل ثم أخذ في التصنيف من حدود الستين وست مائة وإلى أن مات‏.‏
وسمع الكثير من الرضي اين البرهان والزين خالد وشيخ الشيوخ عبد العزيز الحموي‏.‏
وأقرانهم‏.‏
وكان مع تبحره في العلم وسعة معرفته بالحديث والفقه واللغة وغير ذلك بما قد سارت به الركبان رأسًا في الزهد قدوة في الورع عديم المثل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قانعًا باليسير راضيًا عن الله والله عنه راض مقتصدًا إلى الغاية في ملبسه ومطعمه وإنائه تعلوه سكينة وهيبة‏.‏
فالله يرحمه ويسكنه الجنة بمنه‏.‏
ولي مشيخة دار الحديث بعد الشيخ شهاب أبي شامة الدين وكان لا يتناول من معلومها شيئًا بل يتقنع بالقليل مما يبعث به إليه أبوه‏.‏
توفي في الرابع والعشرين من رجب بقرية نوى عنه أهله‏.‏
سنة سبع وسبعين وست مائة في ذي الحجة قدم الملك السعيد وعملت القباب ودخل القلعة يوم خامس الشهر فأسقط ما وظفه أبوه على الأمراء فسر الناس ودعوا له‏.‏
وفيها توفي الشهاب بن الجزري المحدث أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى الأنصاري الدمشقي وله أربع وستون سنة‏.‏
روى عن ابن اللتي وابن المقير وطبقتهما‏.‏
وكتب الكثير ورحل ألى ابن خليل فأكثر عنه‏.‏
وكان يقرأ الحديث على كرسي بالحائط الشمالي‏.‏
توفي في جمادى الآخرة‏.‏
والفارقاني شمس الدين أقسنقر الظاهري أستاذ دار الملك الظاهر‏.‏
جعله الملك السعيد نائبه فلم يرض خاصة السعيد بذلك ووثبوا على الفارقاني واعتقلوه‏.‏
فلم يقدر السعيد على مخالفتهم‏.‏
فقيل إنهم خنقوه في جمادى الأولى‏.‏
وكان وسيمًا جسيمًا شجاعًا نبيلًا له خبرة ورأي وفيه ديانة وإيثار وعليه مهابة ووقار‏.‏
مات في عشر الخمسين‏.‏
والنجيبي جمال الدين أقوش الصالحي النجمي‏.‏
أستاذ دار الملك الصالح‏.‏
ولي أيضًا للملك الظاهر الأستاذ دارية ثم نيابة دمشق تسعة أعوام وعزل بعز الدين أيد مر ثم بقي بالقاهرة مدة بطالًا ولحقه فالج قبل موته بأربع سنين‏.‏
وكان محبًا للعلماء كثير الصدقة لديه فضيلة وخبرة‏.‏
عاش بضعًا وستين سنة‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
له بدمشق خانقاه وخان ومدرسة‏.‏
ولم يخلف ولدًا‏.‏
والصدر سليمان بن أبي العز بن وهيب الأذرعي ثم الدمشقي شيخ الحنفية قاضي القضاة أبو الفضل أحد من انتهت إليه رئاسة المذهب في زمانه وبقية أصحاب الشيخ جمال الدين الحصيري‏.‏
درس بمصر مدة ثم قدم دمشق فاتفق موت القاضي مجد الدين بن العديم‏.‏
فتقلد بعده القضاء فبقي فيه ثلاثة أشهر‏.‏
وتوفي في شعبان عن ثلاث وثمانين سنة ولي بعده القاضي حسام الدين الرومي‏.‏
وابن العديم الصاحب قاضي القضاة مجد الدين أبو المجد عبد الرحمن بن الصاحب كمال الدين أبي القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة العقيلي الحلبي الحنفي‏.‏
سمع حضورًا من ثابت بن مشرف وسماعًا من أبي محمد ابن الأستاذ وابن البن وخلق كثير‏.‏
وكان صدرًا مهيبًا وافر الحشمة عالي الرتبة عارفًا بالمذهب والأدب تياهًا مبالغًا في التجمل والترفع مع دين تام وتعبد وصيانة وتواضع للصالحين‏.‏
توفي في ربيع الآخر عن أربع وستين سنة‏.‏
وابن حنا الوزير الأوحد بهاء الدين علي بن محمد بن سليم المصري الكاتب‏.‏
أحد رجال الدهر حزمًا ورأيًا وجلالة ونبلًا وقيامًا بأعباء الأمور مع الدين والعفة والصفات المجيدة والأموال الكثيرة‏.‏
ابتلى بفقد ولديه الصدرين فخر الدين ومحيي الدين فصبر وتجلد‏.‏
توفي في ذي القعدة وله أربع وسبعون سنة وكان من أفراد الوزراء‏.‏
وابن الظهير العلامة مجد الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن أبي شاكر الإربلي الحنفي الأديب‏.‏
ولد سنة اثنتين وست مائة بإربل وسمع من السخاوي وطائفة بدمشق ومن الكاشغري وغيره ببغداد ودرس بالقيمازية مدة له ديوان مشهور ونظم رائق مع الجلالة والديانة التامة‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
وابن إسرائيل الأديب البارع نجم الدين محمد بن سوار بن إسرائيل بن خضر بن إسرائيل الشيباني الدمشقي الفقير صاحب الحريري‏.‏
روح المشاهد وريحانة المجامع‏.‏
كان فقيرًا ظريفًا نظيفًا لطيفًا مليح النظم ورائق المعاني لولا ما شانه بالاتحاد تصريحًا مرة وتلويحًا أخرى‏.‏
توفي في رابع عشر ربيع الآخر عن أربع وسبعين سنة وشهر‏.‏
ومحمد بن عربشاه بن أبي بكر بن أبي نصر المحدث ناصر الدين أبو عبد الله الهمذاني ثم الدمشقي‏.‏
روى عن ابن الزبيدي والمسلم المازني وابن صباح وكتب الكثير‏.‏
وكان ثقة صحيح النقل توفي في جمادى الأولى‏.‏
ومؤمل بن محمد بن علي أبو الرجا البالسي ثم الدمشقي‏.‏
روى عن الكندي والخضر بن كامل وجماعة‏.‏
توفي في رجب‏.‏
سنة ثمان وسبعين وست مائة في ربيع الأول اختلف خواص الملك السعيد عليه وخرج سيف الدين كوندك عن الطاعة وبايعه نحو أربع مائة من الظاهرية‏.‏
فعسكر بالقطيفة ينتظر رجعة الجيش الذين ساروا للإغارة على بلاد سيس مع الأمير سيف الدين قلاوون‏.‏
فقدموا‏.‏
ونزل الكل بمرج عذرا وراسلوا السعيد‏.‏
وكان كوندك مائلًا إلى البيسري‏.‏
فاجتمع به وسيف الدين بن قلاوون وأفشوا نياتهم وخوفهم من صبيان استولوا على الملك السعيد‏.‏
فطلبوا منه أن يبعدهم عنه‏.‏
فامتنع عجزًا

وخوفًا أيضًا من بقائه وحيدًا‏.‏
فرحل الجيش وشد على المرج إلى الكسوة‏.‏
وترددت الرسل فقلق السلطان واستمروا إلى مصر فسار وراءهم وبعث بخزائنه إلى الكرك‏.‏
ثم دخل قلعة القاهرة بعد مناوشة من حرب وقتل جماعة ثم حاصروه بالقلعة حتى دل لهم وخلع نفسه من السلطنة وقنع بالكرك‏.‏
ورتبوا في السلطنة أخاه سلامش وله سبع سنينن وجعلوا أتابكه سيف الدين قلاوون وضربت السكة باسميهما وبعث على نيابة الشام سنقر الأشقر فدخل في ثالث جمادى الآخرة‏.‏
وفي الحادي والعشرين من رجب ترتب في السلطنة المولى الملك المنصور سيف قلاوون الصالحي من غير نزاع ولا قتال وشيل من الوسط سلامش وحلف له بيسري والحلبي ثم لم يختلف عليه اثنان وحلف له أمراء الشام‏.‏
وفي أواخر ذي الحجة ركب سنقر الأشقر من دار السعادة بعد العصر وهجم على القلعة فملكها وحلفوا له ودقت البشائر في الحال‏.‏
ولقب بالسلطان الملك الكامل شمس الدين سنقر الصالحين واستوزر مجد الدين بن كسيرات ولم يحلف له ركن الدين الجالق‏.‏
فقبض عليه وقبض على نائب القلعة حسام الدين لاجين الذي تملك‏.‏
وفيها توفي أبو العباس أحمد بن أبي الخير سلامة بن إبراهيم الدمشقي الحداد الحنبلي ولد سنة تسع وثمانين وخمس مائة وكان أبوه إمامًا لحلقة الحنابلة‏.‏
فمات وهذا صغير‏.‏
سمع سنة ستمائة من الكندي وأجاز له خليل الداراني وابن كليب والبوصيري وخلق‏.‏
وعمر وروى الكثير‏.‏
توفي يوم عاشوراء‏.‏
وكان خياطًا ودلالًا‏.‏
ثم قر بالرباط الناصري وأضر بآخرة‏.‏
وكان يحفظ القرآن‏.‏
وشيخ الشيوخ شرف الدين أبو بكر عبد الله ابن شيخ الشيوخ تاج الدين عبد الله بن عمر بن حمويه الجويني ثم الدمشقي الصوفي‏.‏
ولد سنة ثمان وست مائة‏.‏
وروى عن أبي القاسم بن صصري وجماعة توفي في شوال‏.‏
وابن الأوحد الفقيه شمس الدين عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي القرشي الزبيري‏.‏
روى عن الافتخار الهاشمي وكتب بديوان المارستان النوري‏.‏
توفي في شوال أيضًا وله خمس وسبعون سنة‏.‏
والشيخ نجم الدين بن الحكيم عبد الله بن محمد بن أبي الخير الحموي الصوفي الفقير‏.‏
كان له زاوية بحماة ومريدون‏.‏
وفيه تواضع وخدمة للفقراء وأخلاق حميدة‏.‏
صحب الشيخ إسماعيل الكوراني‏.‏
واتفق موته بدمشق فدفن عنده بمقابر الصوفية‏.‏
والشيخ عبد السلام بن أحمد ابن الشيخ القدوة غانم بن علي المقدسي الواعظ‏.‏
أحد المبرزين في الوعظ والنظم والنثر‏.‏
توفي بالقاهرة في شوال‏.‏

وفاطمة ابنة الملك المحسن أحمدابن السلطان صلاح الدين‏.‏
ولدت سنة سبع وتسعين وسمعت من حنبل وابن طبرزد وست الكتبة‏.‏
توفيت ببلاد حلب في إحدى الحاوين بلد بزاعة‏.‏
والسلطان الملك السعيد ناصر الدين أبو المعالي محمد ابن الملك الظاهر‏.‏
ولد في صفر سنة ثمان وخمسين بظاهر القاهرة تملك بعد أبيه سنة ست في صفر‏.‏
وكان شابًا مليحًا كريمًا حسن الطباع فيه عدل ولين وإحسان ومحبة للخير‏.‏
خلعوه من الأمر كما ذكرنا فأقام بالكرك أشهرًا ومات شبه الفجأة في نصف ذي القعدة بقلعة الكرك ثم نقل بعد سنة ونصف إلى تربة والده ‏,‏ و تملك بعده الكرك أخوه خضر‏.‏
وابن الصيرفي المفتي المعمر جمال الدين أبو زكريا يحيى بن أبي منصور ابن أبي الفتح بن رافع الحراني الحنبلي ويعرف بابن الحبيشي‏.‏
سمع من عبد القادر الرهاوي بحران ومن ابن طبرزد ببغداد ومن الكندي بدمشق واشتغل على أبي بكر بن غنيمة وأبي البقاء العكبري والشيخ الموفق‏.‏
وكان إمامًا عالمًا مفتنًا صاحب عبادة وتهجد وصفات حميدة‏.‏
توفي في رابع صفر‏.‏
سنة تسع وسبعين وست مائة في صفر خرج الملك الكامل سنقر الأشقر فنزل على الجسورة وأنفق في العسكر واستخدم

وحضر إليه عيسى بن مهنا وأحمد بن حجي بعرب الشام‏.‏
وجاء صاحب حماة وعسكر الأطراف‏.‏
وجاء من جهة السلطان الملك المنصور عسكر عليهم علم الدين الحلبي الكبير‏.‏
فالتقوا وقاتل سنقر الأشقر بنفسه وثبت لكن خامر عليه أكثر جموعه وخذلوه وبقي في طائفة قليلة‏.‏
فانصرف ولم يتبعه أحد وسلك الدرب الكبيرغلى القطيفة ونزل المصريون في خيام الشاميين وحكم الحلبي بدمشق وسار ابن مهنا بسنقر الأشقر إلى أرض الرحبة وباشر نيابة دمشق بكتوت العلائي أيامًا ثم جاء تقليد بها لحسام الدين لاجين المنصوري‏.‏
ووقع الصفح من السلطان عن كل من قام مع سنقر الأشقر ثم توجه هو إلى صهيون فاستولى عليها وعلى برزية وبلاطنس وعكار وشيزر‏.‏
وأعطى شيزر الحاج أزدمر الشهيد‏.‏
ثم بعد أيام وصلت التتارإلى حلب فعاثوا وبذلوا السيف بها ورموا النار في المدارس وأحرقوا منبر الجامع وأقاموا بالبلد يومين ثم استاقوا المواشي والغنائم‏.‏
وفي آخر السنة سار السلطان إلى الشام غازيًا فنزل قريبًا من عكا فخضع له أهلها وراسلوه في الهدنة وجاء إلى خدمته عيسى بن مهنا فصفح عنه وأكرمه‏.‏
وفيها توفي التقي عبد الساتر بن عبد الحميد بن محمد بن أبي بكر بن ماضي المقدسي الحنبلي في ثامن شعبان وقد نيف على السبعين‏.‏
تفقه على التقي بن العز ومهر في المذهب وسمع من موسى بن عبد القادر والشيخ الموفق وعني بالسنة وجمع فيها وناظر الخصوم وكفرهم‏.‏
وكان صاحب حزبية وتحرق على الأشعرية‏.‏
فرموه بالتجسيم‏.‏
ثم كان منابذًا لأصحابه الحنابلة‏.‏
وفيه شراسة أخلاق مع صلاح ودين يابس‏.‏
ومحمد بن إلياس الفقيه شمس الدين بن البعلبكي الحنبلي صحب الشيخ الفقيه زمانًا وخدمه وسمع معه من الشيخ الموفق وابن البن وطائفة‏.‏
توفي في رمضان ببعلبك وله إحدى وثمانون سنة‏.‏
وابن النن الفقيه شمس الدين محمد بن عبد الله بن محمد البغدادي الشافعي‏.‏
في رجب بالإسكندرية وله ثمانون سنة‏.‏
سمع من عبد العزيز بن منينا وسليمان الموصلي وجماعة‏.‏
وكان ثقة متيقظًا‏.‏
والجزار الأديب جمال الدين أبو الحسين يحيى بن عبد العظيم المصري‏.‏
توفي في شوال وله ست وسبعون سنة أو نحوها‏.‏
وشعره سائر مشهور‏.‏
والشيخ يوسف الفقاعي الزاهد ابن نجاح ابن موهوب‏.‏
توفي في شوال ودفن بزاويته بسفح قاسيون‏.‏
وقد نيف على الثمانين‏.‏
كان عبدًا صالحًا خائفًا قانتًا كبير القدر له أصحاب ومريدون‏.‏
والفقيه المعمر أبو بكر بن هلال بن عباد الحنفي عماد الدين معيد الشبلية‏.‏
توفي في رجب عن والنجيب العود أبو القاسم بن حسين الحلي الرافضي الفقيه المتكلم‏.‏
شيخ الشيعة وعالمهم‏.‏
سكن حلب مدة فصفع بها لكونه سب الصحابة ثم سكن جزين إلى أن مات بها في نصف شعبان وله نيف وتسعون سنة وكان قد وقع في الهرم‏.‏
سنة ثمانين وست مائة في المحرم قبض السلطان بأرض بيسان على سيف الدين كوندك وعدة أمراء‏.‏
فهرب أيتمش السعدي وسيف الدين الهاروني في ثلاث مائة فارس على حمية إلى عند سنقر الأشقر‏.‏
وأعدم كوندك‏.‏
ودخل السلطان دمشق وحمل الجتر يومئذ البيسري‏.‏
فبعث عسكرًا حاصروا شيزر وأخذوها برضى سنقر الأشقر‏.‏
وصالح السلطان فأطلق له كفر طاب وأنطاكية وشغر وبكاس وغير ذلك على أن يقيم ست مائة فارس‏.‏
وفي يوم الخميس رابع عشر رجب كانت وقعة حمص‏.‏
أقبل منكوتمر بن هولاوو بجيوش أخيه أبغا يطوي البلاد من ناحية حلب وسار السلطان بجيوشه‏.‏
وحضر سنقر الأشقر وإيتمش السعدي وأزدمر الحاج‏.‏
واستغاث الخلق والأطفال يوم الأربعاء وتضرعوا إلى الله‏.‏
وكان الملتقى شمالي تربة خالد بن الوليد‏.‏
وكان منكوتمر في مائة ألف والسلطان في خمسين ألفًا أو دونها‏.‏
فحملت التتار واستظهروا واضطربت ميمنة الإسلام ثم انكسرت الميسرة مع طرف القلب‏.‏
وثبت السلطان بحلقته واستمر الحرب من أول النهار إلى اصفرار الشمس‏.‏
وحملت الأبطال بين يدي السلطان عدة حملات وبين يومئذ فوارس الإسلام الذين لم يخلفهم الوقت مثل سنقر الأشقر وبيسري وطبرس الوزيري وأيمتش السعدي وأمير سلاح بدر الدين بكتاش والحاج أزدمر وحسام الدين طرنطاي وحسام الدين لاجين وعلم الدين الدواداري‏.‏
وفتحت أبواب الجنة وبرزت الحور العين ونزل مدد الملائكة وصعد خالص الدعاء وطاب الموت في سبيل الله‏.‏
ففتح الله ونصر وولى العدو الملعون‏.‏
وانكسر وأصيب رأس الكفر منكوتمر بطعنة يقال إنها من يد الشهيد الحاج أزدمر وطلع من جهة الشرق عيسى بن مهنا عرضًا فاستحكمت هزيمتهم وركب المسلمون أقفيتهم ولله الحمد‏.‏
وفيها مات الشيخ موفق الدين الكواشي المفسر العلامة المقرئ المحقق الزاهد القدوة أبو العباس أحمد بن يوسف بن حسن الشيباني الموصلي‏.‏
ولد بكواشة قلعة من نواحي الموصل سنة إحدى وتسعين وخمس مائة وبرع في القراءات والتفسير والعربية‏.‏
وسمع من ابن روزبة والسخاوي‏.‏
وكان منقطع القرين زهدًا وصلاحًا وتبتلًا وورعًا‏.‏
له كشف وكرامات‏.‏
أضر قبل موته بعشر سنين‏.‏
توفي في سابع عشر جمادى الآخرة‏.‏
وجيعانة إبراهيم بن سعيد الشاغوري الموله‏.‏
مات في جمادى الأولى‏.‏
وكان من أبناء السبعين على قاعدة المولهين من عدم التقيد بصلاة أوصيام أو طهارة وللعامة فيه اعتقاد يتجاوز الوصف لما يرون من كشفه وكلامه على الخواطر‏.‏
وقد شاركه في ذلك الراهب والكاهن والمصروع فانتفت الولاية‏.‏
وأبغا ملك التتار وابن ملكهم هولاكو بن قاآن بن جنكزخان‏.‏
مات بنواحي همذان بين العيدين وله نحو خمسين سنة‏.‏
وأزدمر الحاج عز الدين الجمدار الذي ولي نيابة السلطنة بدمشق لسنقر الأشقر‏.‏
كان عنده معرفة وفضيلة وعنده مكارم كثيرة‏.‏
استشهد على حمص مقبلًا غير مدبر‏.‏
وله بضع وخمسون سنة‏.‏
والكمال عبد الرحيم بن عبد الملك بن عبد الملك بن يوسف بن محمد بن قدامة أبو محمد المقدسي الصالحي الحنبلي‏.‏
الرجل الصالح‏.‏
سمع ابن طبرزدوالكندي وعدة‏.‏
توفي في عاشر جمادى الأولى‏.‏
والمجد ابن الخليل عبد العزيز بن الحسين الداري المصري والد الصاحب فخر الدين‏.‏
سمع من أبي الحسين بن جبير الكناني والفتح بن عبد السلام وطائفة‏.‏
وكان رئيسًا دينًا خيرًا‏.‏
توفي في وولي الدين الزاهد القدوة أبو الحسن علي بن أحمد بن بدر الجزري الشافعي الفقيه نزيل بيت لهيا‏.‏
صاحب حال وكشف وعبادة وتبتل‏.‏
توفي في شوال وقد قارب الستين‏.‏
وعلي بن محمود بن حسن بن نبهان أبو الحسن الربعي المنجم الأديب‏.‏
عاش خمسًا وثمانين سنة وروى عن ابن طبرزد والكندي‏.‏
تركه بعض العلماء لأجل التنجيم‏.‏
وابن بنت الأعز قاضي القضاة صدر الدين عمر بن قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب بن خلف العلامي الشافعي المصري‏.‏
ولي قضاء الديار المصرية سنة ثمان وسبعين‏.‏
وعزل في رمضان سنة تسع وتوفي يوم عاشوراء‏.‏
والأمين الإربلي العدل أبو محمد القاسم بن أبي بكر بن القاسم ابن غنيمة‏.‏
رحل مع أبيه وله بضع عشرة سنة فذكر وهو صدوق أنه سمع صحيح مسلم من المؤيد الطوسي‏.‏
رواه بدمشق وسمعه منه الكبار‏.‏
توفي في جمادى الأولى وله خمس وثمانون سنة‏.‏
وابن سني الدولة قاضي القضاة نجم الدين محمد ابن قاضي القضاة صدر الدين أحمد ابن قاضي القضاة شمس الدين يحيى الدمشقي الشافعي‏.‏
ولد سنة ست عشرة وست مائة وولي القضاء عقيب كسرة التتار بعين جالوت ثم عزل بعد سنة بابن خلكان ثم أسكن مصر وصودر ثم ولي قضاء حلب‏.‏
وقد درس بالأمينية وغيرها‏.‏
وكان يعد من كبار الفقهاء العارفين بالمذهب مع الهيبة والتحري‏.‏
حدث عن أبي القاسم بن صصري وغيره وتوفي في ثامن المحرم ودفن بقاسيون‏.‏
وابن المجبر الكتبي شرف الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم القرشي الدمشقي‏.‏
ولد سنة عشر وسمع من أبي القاسم بن صصري وطائفة ورحل وأكثر عن الأنجب الحمامي وطبقته‏.‏
وكتب الكثير وخطه مليح فيه سقم‏.‏
ولم يكن بثقة في نقله‏.‏
توفي في ذي القعدة ولم يكن عليه أنس أهل الحديث‏.‏
الله يسامحه‏.‏
وابن رزين قاضي القضاة شيخ الإسلام تقي الدين أبو عبد الله محمد بن الحسين بن رزين بن موسى العامري الحموي الشافعي‏.‏
ولد سنة ثلاث وست مائة واشتغل من الصغر وحفظ التنبيه والوسيط كله والمفصل كله والمستصفى وغير ذلك‏.‏
وبرع في الفقه والعربية والأصول وشارك في المنطق والكلام والحديث وفنون العلم‏.‏
وأفتى وله ثمان عشرة سنة‏.‏
أخذ الفقه عن ابن الصلاح والقراءات عن السخاوي والعربية عن ابن يعيش‏.‏
وكان يفتي بدمشق في أيام ابن الصلاح ويؤم بدار الحديث‏.‏
ثم ولي الوكالة في أيام الناصر مع تدريس الشامية ثم تحول زمن هولاكو إلى مصر واشتغل ودرس بالظاهرية‏.‏
ثم ولي قضاء القضاة فلم يأخذ عليه رزقًا تدينًا وورعًا‏.‏
تفقه به عدة أئمة وانتفعوا بعلمه وهديه وسمته وورعه‏.‏
توفي في ثالث رجب‏.‏
والجمال بن الصابوني الحافظ أبو حامد محمد بن علي بن محمود شيخ دار الحديث النورية‏.‏
ولد سنة أربع وست مائة وسمع من أبي القاسم بن الحرستاني وخلق كثير وكتب العالي والنازل وبالغ وحصل الأصول وجمع وصنف اختلط قبل موته بسنة أو أكثر‏.‏
وتوفي في نصف ذي القعدة‏.‏
وابن أبي الدنية مسند العراق شهاب الدين أبو سعد محمد بن يعقوب ابن أبي الفرج البغدادي‏.‏
ولد سنة تسع وثمانين وسمع من أبي الفتح المندائي وضياء بن الخريف والكبار وأجاز له ذاكر بن كامل وابن كليب‏.‏
وولي مشيخة المستنصرية إلى أن توفي في ثامن عشر رجب‏.‏
وابن علان القاضي الجليل شمس الدين أبو الغنائم المسلم ين محمد بن المسلم بن مكي بن خلف القيسي الدمشقي الكاتب‏.‏
ولد سنة أربع وتسعين وسمع الكثير من حنبل وابن طبرزد وابن مندويه وطائفة‏.‏
وأجاز له الخشوعي وجماعة‏.‏
وكان من سروات الناس توفي في ذي الحجة‏.‏
والبدر يوسف بن لؤلؤ الشاعر المشهور من كبار شعراء الدولة الناصرية‏.‏
توفي في شعبان وقد نيف على سبعين‏.‏
والمزي الفقيه شمس الدين أبو بكر بن عمر بن يونس الحنفي‏.‏
روى البخاري عن ابن مندويه والعطار ومسلمًا عن ابن الحرستاني وعاش سبعًا وثمانين سنة‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
في ليلة حادي عشر رمضان احترقت اللبادين وجميع أسواقها الفوقانية والتحتانية وقواسيرها‏.‏
وكان منظرًا مهولًا ذهب للناس فيه من الأموال ما لا يوصف ولم يحترق فيه أحد‏.‏
وكان مبدأه من دكان أولاده عثمان الجابي وأعيد هذا أحسن ما كان عمارة مع الملازمة وكثرة الصناع في سنتين‏.‏
وفيها توفي الأمين الأشتري الإمام أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد الشافعي الحلبي‏.‏
ولد سنة خمس عشرة وسمع من أبي محمد بن علوان والقزويني وابن روزبة وطائفة‏.‏
وكان بصيرًا بالمذهب ورعًا صالحًا كبير القدر‏.‏
توفي بدمشق فجأة في ربيع الأول‏.‏
وابن خلكان قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر الإربلي الشافعي‏.‏
ولد سنة ثمان وست مائة‏.‏
وسمع البخاري من ابن مكرم وأجاز له المؤيد الطوسي وجماعة‏.‏
وتفقه بالموصل على الكمال بن يونس وبالشام على ابن شداد‏.‏
ولقي كبار العلماء وبرع في الفضائل والآداب وسكن مصر مدة وناب في القضاء‏.‏
ثم ولي قضاء الشام عشر سنين‏.‏
وعزل بابن الصايغ سنة تسع وستين‏.‏
فأفام سبع سنين معزولًا بمصر ثم رد إلى قضاء الشام‏.‏
وكان كريمًا جوادًا سريًا ذكيًا أحوزيًا عارفًا بأيام الناس‏.‏
توفي في رجب‏.‏
والبرهان الدرجي أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى القرشي الدمشقي الحنفي إمام مدرسة الكشك‏.‏
روى عن الكندي وأبي الفتوح البكري‏.‏
وأجاز له أبو جعفر الصيدلاني وطائفة‏.‏
روى المعجم الكبيرللطبراني‏.‏
توفي في صفر‏.‏
وابن المليحي مسند القراء بالديار المصرية فخر الدين أبو الطاهر إسماعيل ابن هبة الله بن علي المقرئ المعدل‏.‏
ولد سنة بضع وثمانين وقرأ القراءات على أبي الجود وكان آخر من قرأ عليه وفاة وسمع الحديث من أبي عبد الله بن البناء وغيره‏.‏
توفي في رمضان‏.‏
والشيخ عبد الله بن أبي كتيلة بن أبي بكر الحربي الفقير بقية شيوخ العراق‏.‏
كان صاحب أحوال وكرامات وله أتباع وأصحاب‏.‏
تفقه وسمع الحديث وصحب الشيخ أحمد المنذر‏.‏
مات في عشر الثمانين‏.‏
كان شيخنا شمس الدين الدماهي يحكي لنا عنه عجائب وكرامات‏.‏
والشيخ زين الدين الزواوي الإمام وأبو محمد عبد السلام بن علي بن عمر بن سيد الناس المالكي القاضي المقرئ شيخ المقرئين‏.‏
ولد ببجاية سنة تسع وثمانين وقرأ القراءات بالإسكندرية على ابن عيسى والزهد والإخلاص‏.‏
ولي مشيخة الإقراء بتربة أم الصالح اثنتين وعشرين سنة‏.‏
وقرأ عليه عدد كبير وولي القضاء تسعة أعوام ثم عزل نفسه يوم موت رفيقه شمس الدين بن عطاء واستمر على التدريس والإقراء‏.‏
توفي في رجب‏.‏
والبرهان المراغي محمود بن عبيد الله الشافعي الأصولي‏.‏
ولد سنة خمس وست مائة وحدث
عن أبي القاسم بن رواحة‏.‏
وكان مع سعة فضائله وبراعته في العلوم صالحًا متعبدًا متعففًا‏.‏
عرض عليه القضاء ومشيخة الشيوخ فامتنع‏.‏
ودرس مدة بالفلكية وتوفي في ربيع الآخر‏.‏
والمقداد بن أبي القاسم هبة الله بن علي بن المقداد الإمام نجيب الدين أبو المرهف القيسي الشافعي‏.‏
ولد سنة ست مائة ببغداد وسمع بها من ابن الأخضر وأحمد بن الدمشقي وبمكة من ابن الحصري وابن البناء وروى الكثير وكان عدلًا خيرًا تاجرًا‏.‏
توفي في ثامن شعبان بدمشق‏.‏
ومنكوتمر المغلي أخو أبغا طاغية التتار‏.‏
كان نصرانيًا خرج يوم المصاف على حمص وحصل له ألم وغم بالكسرة واعتراه فيما قيل صرع متدارك كما اعترى أباه هولاوو‏.‏
فهلك في أوائل المحرم بقرية تل خنزير من جزيرة ابن عمر وله ثلاثون سنة‏.‏
وكان شجاعًا جريئًا مهيبًا‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 10:45 PM

سنة اثنتين وثمانين وست مائة فيها توفي إسماعيل بن أبي عبد الله العسقلاني ثم الصالحي في ذي القعدة وله ست وثمانون سنة‏.‏
سمع من حنبل وابن طبرزد والكبار وكان أميًا لا يكتب‏.‏
والفقيه عباس بن عمر بن عبدان البعلبكي الحنبلي الرجل الصالح‏.‏
روى عن الشيخ الموفق وقرأ
والجمال الجزائري أبو محمد عبد الله بن يحيى الغساني المحدث المتقن نزيل دمشق روى عن أبي الخطاب بن دحية والسخاوي وخلق وكتب الكثير وصار من أعيان الطلبة مع العبادة والتواضع‏.‏
توفي في شوال‏.‏
والشهاب بن تيمية المفتي ذو الفنون أبو أحمد عبد الحليم ابن شيخ الإسلام مجد الدين عبد السلام بن عبد الله الحراني الحنبلي‏.‏
ولد سنة سبع وعشرين وست مائة وتفقه على والده ورحل في صغره فسمع بحلب من ابن اللتي وجماعة وصار شيخ حران وحاكمها وخطيبها بعد موت والده‏.‏
ثم هاجر بآله وأصحابه وشطر من أهل بلده إلى الشام في سنة سبع وستين‏.‏
توفي ليلة سلخ ذي الحجة‏.‏
والشيخ شمس الدين شيخ الإسلام وبقية الأعلام أبو الفرج وأبو محمد عبد الرحمن ابن القدوة الزاهد أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الحلبي ولد سنة سبع وتسعين وسمع من حنبل وابن طبرزد والكبار وتفقه على عمه الشيخ الموفق وبحث عليه المقنع وعرضه وصنف له شرحًا في عشر مجلدات‏.‏
وكان منقطع القرين عظيم القدر عديم النظر علمًا وفضلًا وجلالة قد جمع المحدث نجم الدين إسماعيل بن الخباز له سيرة في مائة وخمسين جزءًا ملكتها ولكن ثلاثة أرباعها لاتعلق له بترجمة الشيخ إلا على سبيل الاستطراد‏.‏
توفي إلى والعماد الموصلي أبو الحسن علي بن يعقوب بن زهران المقرئ الشافعي‏.‏
أحد من انتهت إليه رئاسة الإقراء‏.‏
قرأ على ابن وثيق وغيره‏.‏
وكان فصيحًا مفوهًا وفقيهًا مناظرًا‏.‏
تكرر على الوجيه الغزالي توفي في صفر وله إحدى وستون سنة‏.‏
وابن أبي عصرون الشيخ محيي الدين أبو الخطاب عمر بن محمد ابن القاضي أبي سعد عبد الله بن محمد التميمي الدمشقي الشافعي‏.‏
سمع في الخامسة من ابن طبرزد وسمع من الكندي ومحمد بن الدنف وتعانى الجندية ثم لبس البقيار ودرس بمدرسة جده بدمشق توفي فجأة في ذي القعدة‏.‏
والمقدسي المفتي شمس الدين محمد بن أحمد بن نعمة الشافعي مدرس الشامية‏.‏
ولى نيابة القضاء عن ابن الصائغ‏.‏
وكان بارعًا في المذهب متين الديانة خيرًا ورعًا‏.‏
توفي في ثاني عشر ذي القعدة‏.‏
وابن الحرستاني خطيب دمشق محيي الدين أبو حامد محمد ابن الخطيب عماد الدين عبد الكريم ابن القاضي أبي القاسم عبد الصمد بن الحرستاني الأنصاري الشافعي‏.‏
ولد سنة أربع عشرة وأجاز له جده والمؤيد الطوسي‏.‏
وسمع من أبي القاسم بن صصري وطائفة‏.‏
درس وأفتى واشتغل وكان قوي المشاركة في العلوم على خطابته طلاوة وروح‏.‏
توفي في ثامن عشر وابن القواس شرف الدين محمد بن عبد المنعم بن عمر بن عبد الله بن غدير الطائي الدمشقي‏.‏
ولد سنة اثنتين وست مائة‏.‏
وسمع من الكندي وابن الحرستاني والخضر بن كامل‏.‏
وكان شيخًا متميزًا حسن الديانة توفي في ربيع الآخر‏.‏
والعماد ابن الشيرازي القاضي الرئيس أبو الفضل محمد بن محمد بن هبة الله بن محمد الدمشقي الكاتب صاحب الخط المنسوب‏.‏
ولد سنة خمس وست مائة وسمع ابن الحرستاني وداود بن ملاعب‏.‏
وكتب على الولي وانتهت إليه رئاسة التجويد مع الحشمة والوقار‏.‏
توفي في ثامن عشر صفر‏.‏
وكان مرضه أربعة أيام‏.‏
والرشيد العامري محمد بن أبي بكر بن محمد بن سليمان الدمشقي‏.‏
سمع دلائل النبوة وصحيح مسلم من ابن الحرستاني وجزء الأنصاري من الكندي‏.‏
توفي في ذي الحجة‏.‏
والمحيي القلانسي الصدر الأوحد أبو المفضل يحيى ين علي بن محمد ابن سعيد التميمي الدمشقي‏.‏
ولد سنة أربع عشرة وسمع من الموفق وابن البن وطائفة‏.‏
توفي في شوال‏.‏
سنة ثلاث وثمانين وست مائة في شعبان كانت الزيادة الهائلة بدمشق بالليل وكان عسكر مصر نزالًا بالوادي‏.‏
فذهب لهم ما وفيها توفي ابن المنير العلامة ناصر الدين أحمد بن محمد بن منصور الجذامي الجروي الإسكندراني المالكي قاضي الإسكندرية وفاضلها المشهور‏.‏
ولد سنة عشرين وست مائة وبرع في الفقه والأصول والنظر والعربية والبلاغة وصنف التصانيف‏.‏
توفي في أول ربيع الأول‏.‏
والملك أحمد بن هولاوو المغلى‏.‏
ولي السلطنة بعد أخيه أبغا‏.‏
أسلم وهو صبي ويسر له قرين صالح وهو الشيخ عبد الرحمن الذي قدم الشام رسولًا وسعى في الصلح‏.‏
ومات وله بضع وعشرون سنة‏.‏
وكان قليل الشر مائلًا إلى الخير‏.‏
ومات عبد الرحمن أيضًا في الاعتقال بقلعة دمشق بعده‏.‏
وابن البارزي قاضي حماة وابن قاضيها وأبو قاضيها الإمام نجم الدين عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله الجهني الشافعي‏.‏
ولد سنة ثمان وست مائة‏.‏
وسمع من موسى بن عبد القادر وكان بصيرًا بالفقه والأصول والكلام والأدب وله شعر بديع وفيه ديانة متينة وصدق وتواضع‏.‏
توفي بتبوك في ذي القعدة فحمل إلى المدينة‏.‏
وعلاء الدين صاحب الديوان عطاء مالك ابن الصاحب بهاء الدين محمد ابن محمد الخراساني الجويني أخو الوزير الكبير شمس الدين‏.‏
نال هو وأخوه من المال والحشمة والجاه العظيم ما يتجاوز الوصف في دولة أبغا‏.‏
وكان أمر العراق راجعًا إلى علاء الدين فساسه أحسن سياسة‏.‏
وعيسى بن مهنا ملك العرب بالشام ورئيس آل فضل‏.‏
كانت له المنزلة العالية عند السلطان‏.‏
مات في ربيع الأول وقام بعده ولده الأمير حسام الدين مهنا صاحب تدمر‏.‏
وفاطمة بنت الحافظ عماد الدين علي بن القاسم ابن مؤرخ الشام أبي القاسم بن عساكر‏.‏
ولدت سنة ثمان وتسعين‏.‏
وأجاز لها الصيدلاني‏.‏
وابن الصائغ قاضي القضاة عز الدين أبو المفاخر محمد بن عبد القادر ابن عبد الخالق بن خليل الأنصاري الدمشقي الشافعي‏.‏
ولد سنة ثمان وعشرين وسمع من ابن اللتي وجماعة‏.‏
وكان عارفًا بالمذهب بارعًا في الأصول والمناظرة‏.‏
لازم الكمال التفليسي مدة ودرس بالشامية مشاركة مع شمس الدين المقدسي‏.‏
ثم ولي وكالة بيت المال فظهرت منه نهضة وشهامة وقيام في الحق بكل ممكن مع زعارة وفجاجة وإهمال لجانب الأكابر‏.‏
فقاموا عليه وفزعوا له‏.‏
وعزل في أول سنة سبع وسبعين بابن خلكان‏.‏
وبقي له تدريس العذراوية ثم أعيد إلى منصبه في أوائل سنة ثمانين ثم إنهم أتقنوا قضيته فامتحن في رجب سنة اثنتين وثمانين وأخرجوا عليه محضرًا بنحو مائة ألف دينار وتمت له فصول إلى أن خلصه الله ثم ولوا مكانه القاضي بهاء الدين بن الزكي وانقطع هو بمنزله‏.‏
ثم توفي في تاسع ربيع الآخر عن خمس وخمسين سنة‏.‏
وابن خلكان قاضي بعلبك بهاء الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم‏.‏
كان أسن من أخيه قاضي القضاة بخمس سنين‏.‏
وسمع الصحيح من ابن مكرم وأجاز له المؤيد الطوسي وطائفة‏.‏
وكان حسن الأخلاق رقيق القلب سليم الصدر ذا دين وخير وتواضع‏.‏
توفي في رجب‏.‏
والملك المنصور صاحب حماة ناصر الدين محمد ابن الملك المظفر تقي الدين محمود بن المنصور محمد بن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب‏.‏
تملك بعد أبيه سنة اثنتين وأربعين وله عشر سنين رعاية لأمه الصاحبة ابنة الكامل‏.‏
وكان لعابًا مصرًا على أمور‏.‏
الله يسامحه‏.‏
وابن النعمان القدوة الزاهد أبو عبد الله محمد بن موسى بن النعمان التلمساني‏.‏
قدم الإسكندرية شابًا‏.‏
فسمع بها من محمد بن عماد والصفراوي‏.‏
وكان عارفًا بمذهب مالك راسخ القدم في العبادة والنسك أشعريًا متحرقًا على الحنابلة‏.‏
توفي في رمضان ودفن بالقرافة وشيعه أمم‏.‏
سنة أربع وثمانين وست مائة فيها سار السلطان بجيوشه فنازل حصن المرقب مدة وأخذه بالأمان في ثاني شر ربيع الأول‏.‏
وفيها توفي الوزيري المقرئ المجود برهان الدين إبراهيم بن إسحاق بن المظفر المصري‏.‏
ولد سنة تسع عشرة وست مائة وقرأ القراءات على أصحاب الشاطبي وأبي الجود وأقرأها بدمشق ‏,‏ توفي بين الحرمين في أواخر ذي الحجة‏.‏
والنسفي العلامة برهان الدين محمد بن محمد بن محمد الحنفي المتكلم صاحب التصانيف في الخلاف‏.‏
تخرج به خلق‏.‏
وطالت حياته وبقي إلى هذا العام‏.‏
وكان مولده في سنة ست مائة‏.‏
وست العرب بنت يحيى بن قايماز أم الخير الدمشقية الكندية‏.‏
سمعت من مولاهم التاج الكندي وحضرت على ابن طبرزد الغيلانيات‏.‏
توفيت في المحرم عن خمس وثمانين سنة‏.‏
والرشيد بن سعيد بن علي بن سعيد البصروي الحنفي مدرس الشبيلية‏.‏
أحد أئمة المذهب‏.‏
وكان دينًا ورعًا نحويًا شاعرًا‏.‏
توفي في شعبان وقد قارب الستين‏.‏
والصائن مقرىء بلاد الروم أبو عبد الله محمد البصري المقرئ المجود الضرير‏.‏
قرأ القراءات بدمشق على المنخب وكان بصيرًا بمذهب الشافعي عدلًا خيرًا صالحًا‏.‏
والزين عبد الله بن الناصح عبد الرحمن بن نجم الدين الحنبلي‏.‏
سمع بالموصل من عبد المحسن بن الخطيب وببغداد من الداهري وبدمشق من ابن البن وعاش ثمانين سنة‏.‏
توفي في شوال‏.‏
وعبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله الشمس المقدسي الحنبلي‏.‏
سمع من كريمة وجماعة ودرس وبرع في المذهب وتوفي في شعبان‏.‏

وعلي بن بلبان المحدث الرحال علاء الدين أبو القاسم المقدسي الناضري الكركي‏.‏
مشرف الجامع وإمام مسجد الماشكي تحت مأذنة فيروز‏.‏
ولد سنة اثنتي عشرة وسمع من ابن اللتي والقطيعي وابن القبيطي وخلق كثير بالشام و والعراق ومصر‏.‏
وعني بالحديث وخرج العوالي‏.‏
توفي في أول رمضان‏.‏
والمراكشي علاء الدين علي بن محمد بن علي البكري الكاتب‏.‏
سمع ابن صباح وابن الزبيدي وولي نظر المارستان ونظر الدواوين‏.‏
توفي في جمادى الأولى عن بضع وستين سنة‏.‏
وعلاء الدين البندقداري الأمير الذي كان مولى الملك الظاهر‏.‏
كان أميرًا جليلًا عاقلًا‏.‏
كان أولا للأمير جمال الدين بن يغمور ثم صار للملك الصالح نجم الدين فجعله بندقداره‏.‏
توفي بالقاهرة‏.‏
وشبل الدولة الطواشي الأمير أبو المسك كافور الصوابي الصالحي الصفوي خزندار قلعة دمشق‏.‏
روى عن ابن رواج وجماعة‏.‏
وكان محبًا للحديث‏.‏
عاقلًا دينًا‏.‏
توفي في رمضان وقد نيف على الثمانين‏.‏
وابن شداد الرئيس المنشىء االبليغ عز الدين محمد بن إبراهيم بن علي الأنصاري الحلبي‏.‏
ولد سنة ثلاث عشرة وست مائة وهو الذي جمع السيرة للملك الظاهر وجمع تاريخًا لحلب‏.‏
توفي في
وابن الأنماطي أبو بكر محمد ابن الحافظ البارع أبي الطاهر إسماعيل بن عبد الله الأنصاري المصري‏.‏
ولد بدمشق سنة تسع وست مائة وسمع حضورًا من الكندي وأكثر عن ابن الحرستاني وابن ملاعب وخلق‏.‏
توفي في ذي الحجة بالقاهرة‏.‏
والحراني الأمير ناصر الدين محمد بن الافتخار اياز والي دمشق بعد أبيه ومشد الأوقاف‏.‏
كان من عقلاء الرجال وألبائهم مع الفضيلة والديانة والمروءة والكلمة النافذة في الدولة‏.‏
استعفى من الولاية فأعفي ثم أكره على نيابة حمص فلم تطل مدته بها‏.‏
وتوفي في شعبان فنقل إلى دمشق في آخر الكهولة‏.‏
والإخميمي الزاهد شرف الدين محمد بن محمد بن الحسن بن إسماعيل نزيل سفح قاسيون كان صاحب توجه وتعبد وللناس فيه عقيدة عظيمة‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
وابن عامر الشيخ أبو عبد الله محمد بن عامر بن أبي بكر الصالحي المقرئ صاحب الميعاد المعروف‏.‏
روى عن ابن ملاعب وجماعة‏.‏
وكان صالحًا متواضعًا خيرًا حسن الوعظ حلو العبارة في الدعاء توفي في جمادى الآخرة‏.‏
وقد قارب الثمانين‏.‏
والرومي الشيخ الزاهد شرف الدين محمد ابن الشيخ الكبير عثمان بن علي صاحب الزاوية التي بسفح قاسيون‏.‏
كان عجبًا في الكرم والتواضع ومحبة السماع‏.‏
توفي في جمادى الأولى وقد نيف
والشاطبي العلامة رضي الدين محمد بن علي بن يوسف الأنصاري إمام عصره في اللغة‏.‏
ولد سنة إحدى وست مائة وحدث عن ابن المقير وغيره‏.‏
وقرأ لورش على محمد بن أحمد بن مسعود الشاطبي صاحب ابن هذيل‏.‏
أشغل الناس بالقاهرة وبها توفي في الثاني والعشرين من جمادى الأولى‏.‏
والمجير بن تميم محمد بن يعقوب بن علي الجندي‏.‏
خدم صاحب حماة ومدحه‏.‏
وله شعر بديع ونظم رائق‏.‏
سنة خمس وثمانين وست مائة فيها أخذت الكرك من الملك المسعود خضر ابن الملك الظاهر ونزل منها وسار إلى مصر‏.‏
وفيها توفي أحمد بن شيبان بن تغلب بن حيدرة بدر الدين أبو العباس الشيباني الصالحي العطار ثم الخياط راوي مسند الإمام أحمد‏.‏
أكثر عن حنبل وابن طبرزد وجماعة‏.‏
وأجاز له أبو جعفر الصيدلاني وخلق‏.‏
وكان مطبوعًا متواضعًا توفي في الثامن والعشرين من صفر عن تسع وثمانين سنة رحمه الله‏.‏
والراشدي المقرئ الأستاذ القدوة أبو علي الحسن بن عبد الله بن ويحيان المغربي البربري الرجل الصالح‏.‏
تصدر للإقراء والإفادة وأخذ عنه مثل الشيخ مجد الدين التونسي والشيخ شهاب الدين بن جبارة ولم يقرأ على غير الكمال الضرير‏.‏
توفي في صفر بالقاهرة‏.‏
والصفي خليل بن أبي بكر بن محمد بن صديق المراغي الفقيه الحنبلي المقرئ‏.‏
سمع من ابن الحرستاني وابن ملاعب وطائفة‏.‏
وتفقه على الموفق وقرأ القراءات على ابن ماسويه وتصدر بالقاهرة للإقراء وناب في القضاء مع وفور الديانة والورع‏.‏
توفي في ذي القعدة وقد قارب التسعين‏.‏
وشامية أمة الحق بنت الحافظ أبي علي الحسن بن محمد بن البكري‏.‏
روت عن جد أبيها وجدها وحنبل وابن طبرزد وتفردت بعدة أجزاء‏.‏
توفيت بشيزر عند أقاربها في أواخر رمضان عن سبع وثمانين سنة‏.‏
والسراج بن فارس أبو بكر عبد الله بن أحمد بن إسماعيل التميمي الإسكندراني أخو المقرئ كمال الدين‏.‏
سمع من التاج الكندي وابن الحرستاني وتوفي بالإسكندرية في ربيع الأول‏.‏
والشيخ عبد الدائم الزاهد القدوة تاج الدين ولد زين الدين أحمد ابن عبد الدائم المقدسي‏.‏
روى عن الشيخ الموفق وجماعة‏.‏
وتوفي في رمضان وقد نيف على السبعين‏.‏
والشيخ عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن فارس البغدادي ابن الزجاج عفيف الدين أحد مشايخ العراق‏.‏
فقيه زاهد سني أثري عارف بمذهب أحمد‏.‏
ولد سنة اثنتي عشرة وسمع من عبد السلام العبرتي والفتح بن عبد السلام وطائفة‏.‏
توفي في المحرم بذات حج بعد قضاء الحج‏.‏
والشيخ عبد الواحد بن علي القرشي الهكاري الفارقي الحنبلي‏.‏
سمع من مسمار بن العويش بالموصل ومن موسى بن الشيخ عبد القادر وطائفة بدمشق‏.‏
وكان عبدًا صالحًا‏.‏
توفي في رمضان بالقاهرة وله أربع وتسعون سنة‏.‏
والمعين بن تولوا الشاعر المشهور عثمان بن سعيد الفهري المصري‏.‏
توفي في ربيع الأول بالقاهرة وله ثمانون سنة‏.‏
والشريشي العلامة جمال الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن سحمان البكري الوائلي الأندلسي الفقيه المالكي الأصولي المفسر‏.‏
ولد سنة إحدى وست مائة وسمع بالثغر محمد بن عماد وببغداد من أبي الحسن القطيعي وخلق وبدمشق من مكرم‏.‏
وكان بارعًا في مذهب مالك محققًا للعربية عارفًا بالكلام والنظر قيمًا بكتاب الله وتفسيره جيد المشاركة في العلوم ذا زهد وتعبد وجلالة‏.‏
توفي في الرابع والعشرين من رجب‏.‏
وابن الخيمي شهاب الدين محمد بن عبد المنعم بن محمد الأنصاري اليمني ثم المصري الصوفي الشاعر المحسن حامل لواء النظم في وقته‏.‏
سمع جامع الترمذي من علي بن البنا‏.‏
وأجاز له عبد الوهاب بن سكينة‏.‏
توفي في رجب عن اثنتين وثمانين سنة أو أكثر‏.‏
والدينوري خطيب كفر بطنا الشيخ جمال الدين أبو البركات محمد ابن القدوة العابد الشيخ عمر بن عبد الملك الصوفي الشافعي‏.‏
ولد سنة ثلاث عشرة وست مائة بالدينور وقدم مع أبيه وله عشر سنين‏.‏
فسكن بسفح قاسيون وسمع الكثير ونسخ الأجزاء واشتغل وحصل وحدث عن ابن الزبيدي والناصح ابن الحنبلي وطائفة‏.‏
توفي في رجب‏.‏
وكان دينًا فاضلًا عالمًا‏.‏
وابن الدباب الواعظ جمال الدين أبو الفضل محمد بن أبي الفرج محمد بن علي البابصري الحنبلي‏.‏
ولد سنة ثلاث وست مائة وسمع من أحمد بن صرما وثابت بن مشرف والكبار ‏,‏ وحدث بالكثير‏.‏
توفي في آخر العام ببغداد‏.‏
وابن المهتار الكاتب المجود المحدث الورع مجد الدين يوسف بن محمد بن عبد الله المصري ثم الدمشقي الشافعي‏.‏
قارىء دار الحديث الأشرفية‏.‏
ولد في حدود سنة عشر وسمع من ابن الزبيدي وابن صباح وطبقتهما‏.‏
وروى الكثير توفي في تاسع ذي القعدة‏.‏
وابن الزكي قاضي القضاة بهاء الدين أبو الفضل يوسف ابن قاضي القضاة محيي الدين يحيى ابن قاضي القضاة محيي الدين أبي المعالي محمد ابن قاضي القضاة زكي الدين علي ابن قاضي القضاة منتجب الدين محمد بن يحيى القرشي الدمشقي الشافعي‏.‏
ولد سنة أربعين وست مائة وبرع في العلم بذكائه المفرط وقدرته على المناظرة وحله المعضلات‏.‏
توفي في حادي عشر ذي الحجة وله خمس وأربعون سنة‏.‏
سنة ست وثمانون وست مائة فيها قدم نائب حسام الدين نطاي وسار بالجيوش فحاصر صهيون بوزيه من سنقر الأشقر ونزل إليه بعد التوثيق منه بالإيمان فأعطي مائة فارس بمصر وفيها توفي البرهان السنجاري قاضي القضاة أبو محمد الخضر بن الحسن بن علي الزرزاري الشافعي قضاء مصر وحدها مدة في دولة الصالح ثم آذاه الوزير بهاء الدين ونكبه فلما مات ولي الوزارة للملك السعيد فبقي مدة ثم عزل وضربه الشجاعي ثم ولي الوزارة نائبًا ثم عزل وأوذي ثم ولي قضاءالقضاة بالاقليم فتوفي بعد عشرين يومًا فيقال أنه سم توفي في صفر وولي بعده تقي الدين بن بنت الأعز‏.‏
وابن يليمان الأديب شرف الدين سليمان بن يليمان بن أبه الجيش الإربلي الشاعر المشهور أحد ظرفاء العالم توفي بدمشق في عاشر صفر وقد كمل التسعين‏.‏
وابن عساكر الإمام الزاهد أمين الدين أبو اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب ابن زين الأمناء الدمشقي المجاور بمكة روى عن جده والشيخ الموفق وطائفة وكان صالحًا خيرًا قوي المشاركة في العلم بديع النظم لطيف الشمائل صاحب توجه وصدق ولد سنة أربع عشرة وستمائة وجاوز أربعين سنة وتوفي الشهر الأول‏.‏
وعبد العزيز بن عبد المنعم بن علي الصيقل مسند الوقت عز الدين أبو العز الحراني روى عن أبي حامد بن جوالق ويوسف بن كامل وطائفة وأجاز له ابن كليب فكان آخر من روى عن أكثر شيوخه توفي رابع عشر رجب وقد نيف علىالتسعين وابن الحبوبي شهاب الدين أبو الحسن أحمد حمزة بن علي الثعلبي الدمشقي الشاهد روى عن الحرستاني وغيره وأجاز له المؤيد الطوسي وابن الأخضر توفي في رجب‏.‏
وابن القسطلاني الإمام قطب الدين أبو بكر محمد أحمد علي المصري ثم المكي ولد سنة أربع عشر وستمائة وسمع من علي البنا والشهاب السهروردي وجماعة وتفقه وأفتى ثم رحل سنة تسعة وأربعين فسمع ببغداد ومصر والشام والجزيرة وكان أحد من جمع العلم والعمل والهيبة والورع طلب من مكة وولي مشيخة دار الحديث الكاملية بالقاهرة وتوفي في المحرم الدنيستري الطبيب الحاذق عماد الدين أبو عبد الله محمد عباس بن أحمد الربعي‏.‏
ولد بدنيس سنة ست وستمائة وسمع بمصر من علي مختار وجماعة وتفقه للشافعي وصحب البهاء زهير مدة وتأدب والبدر بن مالك أبو عبد الله محمد بن مالك الطائي‏.‏
الحياني ثم النصفي شيخ العربية وقدوة أرباب المعاني والبيان كان ذكيًا فهمًا عارفًا بالمنطق والأصول والنظر لكنه كان لعابًا معاشرًا توفي بالقولنج في المحرم ولم يتكهل‏.‏
وأبو صادق جمال الدين محمد الشيخ الحافظ رشيد الدين أبي الحسين يحيى علي القرشي المصري العطار سمع من محمد عماد وابن باقا وطاف وكتب وخرج الموافقات توفي في ربيع الآخر عن بضع وستين سنة‏.‏
سنة سبع وثمانين سنة وستمائة فيها توفي أبو العباس الفقيه شرف الدين احمد عبد الله بن أحمد محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي الفرضي بقية السلف سمع من عم أبيه الموفق وتفقه على التقي بن العز توفي في المحرم عن ثلاث وسبعين سنة وكان يشغل بجامع الجبل بلا وظيفة وفيه زهد وعبادة وقناعة باليسير ويقظة للمسير والجمال ابن الحموي أبو العباس أحمد بن بكر بن سليمان بن علي الدمشقي حضر ابن طبرزد وسمع من الكندي وابن الحرستاني افترى على الحاكم بن الصائغ بشهادة فأسقط لأجلها ومات بدويرة حمد في ذي الحجة وله سبع وثمانين والمنقذي أبو الفضل أحمد وأبو إسحاق اللوزي إبراهيم بن عبد العزيز بن يحيى الرعيني الأندلسي المالكي المحدث ولد سنة أربع عشرة وحج فسمع من ابن رواج وطبقته وسكن دمشق وقرأ الفقه وتقدم في الحديث والعبادة والإيثار والصفات الحميدة والحرمة والجلالة وناب في القضاء ثم ولي مشيخة دار الحديث الزاهري وتوفي في الرابع والعشرين من صفر بالينبع‏.‏
والشيخ إبراهيم بن معضاد أبو إسحاق الجعبري الزاهد الواعظ المذكي روى عن السخاوي وسكن القاهرة وكان لكلامه وقع في القلوب لصدق كلامه وإخلاصه وصدعه بالحق توفي في الحمام عن سبع وثمانين سنة وشهر‏.‏
وسعدالخير بن أبي القاسم عبد الرحمن نصر بن علي أبو محمد النابلسي ثم الدمشقي الشاهد سمع الكثير من ابن البن‏.‏
وزين الأمناء وطبقتهما توفي في حمر الآخر وله سبعون سنة‏.‏
وابن خطيب المزة شهاب الدين عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى الموصلي ثم الدمشقي ومسنده سمع في الخامسة من حنبل وابن طبرزد وكان فاضلًا دينًا ثقة توفي تاسع رمضان‏.‏
والقطب خطيب القدس أبو الذكاء عبد المنعم بن يحيى ابن إبراهيم القرشي الزهري العوقي النابلسي الشفيع المفتي المفسر سمع من داود بن ملاعب وأبي عبدة بن البناء وأجاز له أبو الفتح المندائي وطائفة توفي في سابع رمضان وله أربع وثمانين وابن النفيس العلامة علاء الدين علي أبي المحرم القرشي شيخ الطب بالديار المصرية وصاحب التصانيف أحد من انتهت إليه معرفة الطب مع الذكاء المفرط‏.‏
والذهن الخارق والمشار إليه من الفقه والأصول والحديث والعربية والمنطق‏.‏
توفي فيه من ذي القعدة وقد قارب الثمانين وقف أملاكه وكتبه على المارستان المنصوري ولم يخلف بعده مثله‏.‏
والنجيب أبو عبد الله محمد أحمد بن محمد المؤيد بن علي الهمذاني ثم المصري المحدث أجاز له بن طبرزد وعفيفة والكبار وسمع من عبد القوي بن الحباب وقرأه بنفسه على ابن باقا ثم صار كاتبًا في أواخر عمره ومات في ذي القعدة‏.‏
ومحمد عبد الخالق بن طرخان شرف الدين أبو عبد الله الأموي الإسكندراني أجاز له أبو الفخر أسعد بن روح وسمع من علي البنا والحافظ بن المفضل وطائفة كثيرة عاش اثنين وثمانين سنة‏.‏
الحاج ياسين المغربي الحجام الأسود كان جرائحيًا على باب الجابية وكان صاحب كشف وحال وكان النووي رحمه الله يزوره ويتلمذ له توفي في ربيع الأول وقد قارب الثمانين‏.‏
سنة ثمان وثمانين وست مائة في أول ربيع الأول نازل السلطان الملك المنصور مدينة طرابلس ودام الحصار والقتال ورمي

المجانيق وحفر النقوب ليلًا ونهارًا إلى أن افتتحها بالسيف في رابع ربيع الآخر وغنم المسلمون مالا يوصف وكان سورها منيعًا قليل المثل‏.‏
وهي من أحسن المدائن وأطيبها‏.‏
فأخربها وتركها خاوية على عروشها ثم أنشأوا مدينة على ميل من شرقيها فجاءت رديئة الهواء والمزاج‏.‏
وفها توفي الشيخ العماد أحمد بن العماد إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الصالحي‏.‏
ولد سنة ثمان وست مائة وسمع من أبي القاسم بن الحرستاني وجماعة‏.‏
واشتغل وتفقه هم تمفقر وتجرد وصار له أتباع ومريدون أكلة سطلة بطلة‏.‏
توفي يوم عرفة‏.‏
والعلم ابن الصاحب أبو العباس أحمد بن يوسف ابن الصاحب صفي الدين بن شكر المصري‏.‏
اشتغل ودرس وتميز ثم تمفقر وتجرد وأرسل طابعه واشتلق على بني آدم وعاشر الحماري‏.‏
وله أولاد رؤساء‏.‏
ونوادره مشهورة وزوائده حلوة‏.‏
توفي في ربيع الآخر وقد شاخ الله يسامحه‏.‏
وأحمد بن أبي محمد بن عبد الرزاق أبو العباس أخو شيخنا عيسى المغازي‏.‏
روى عن موسى بن عبد القادر والموفق وجماعة‏.‏
توفي في ثاني ذي الحجة عن ثمان وسبعين سنة‏.‏
وزينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني الشيخة المعمرة العبادة أم أحمد‏.‏
سمعت من حنبل وابن طبرزد وست الكتبة وطائفة‏.‏
وازدحم عليها الطلبة‏.‏
وعاشت أربعًا وتسعين والفخر البعلبكي المفتي أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف أبو محمد الحنبلي‏.‏
ولد سنة إحدى عشرة وسمع من القزويني والبهاء عبد الرحمن وابن الزبيدي وجماعة‏.‏
وتفقه بدمشق على التقي بن العز وشمس الدين عمر بن المنجا وعرض كتاب علوم الحديث على مؤلفه ابن الصلاح وأتقن العربية وأخذ الأصول عن السيف الآمدي تخرج به جماعة‏.‏
وكان من أولياء الله العالمين‏.‏
توفي في سابع رجب‏.‏
والكمال ابن النجار محمد بن أحمد بن علي الدمشقي الشافعي مدرس الدولعية ووكيل بيت المال‏.‏
روى عن ابن أبي لقمة وجماعة وكان ذا بشر وشهامة‏.‏
ومحمد ابن الشيخ العفيف التلمساني سليمان بن علي الكاتب الأديب شمس الدين‏.‏
كان ظريفًا لعابًا معاشرًا وشعره في غاية الحسن‏.‏
مات في رجب وله نحو ثلاثين سنة‏.‏
وابن الكمال المحدث الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن احمد المقدسي الحنبلي‏.‏
ولد سنة سبع وست مائة وسمع من الكندي وابن الحرستاني حضورًا ومن داود بن ملاعب وطائفة‏.‏
وعني بالحديث وجمع وخرج مع الدين المتين والورع والعبادة‏.‏
وولي مشيخة الضيائية ومشيخة الأشرفية بالجبل‏.‏
توفي في تاسع جمادى الأولى‏.‏
وشمس الدين الإصفهاني الأصولي المتكلم العلامة أبو عبد الله محمد بن محمود بن محمد بن عباد الكافي نزيل مصر وصاحب التصانيف له كتاب القواعد في العلوم الأربعة‏:‏ الأصولين والخلاف والمنطق‏.‏
وكتاب غاية المطلب في المنطق‏.‏
وله يد طولى في العربية والشعر‏.‏
درس بالشافعي ومشهد الحسين‏.‏
وتخرج به المصريون‏.‏
وتوفي في العشرين من رجب‏.‏
وله اثنتان وسبعون سنة‏.‏
والمهذب بن أبي الغنائم التنوخي العدل الكبير زين الدين كاتب الحكم بدمشق‏.‏
ولد سنة ثمان عشرة وقرأ على السخاوي وسمع من مكرم وتفقه وانتهت إليه رئاسة الشروط ومعرفة عللها ودقائقها‏.‏
توفي في رجب‏.‏
والجرائدي تقي الدين يعقوب بن بدران بن منصور المصري شيخ القراء‏.‏
أخذ القراءات عن السخاوي وابن ماسويه‏.‏
وأبي القاسم بن عيسى‏.‏
وروى عن ابن الزبيدي وتصدر للإقراء‏.‏
توفي في شعبان‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 10:48 PM

سنة تسع وثمانين وست مائة فيها توفي نجم الدين
ابن الشيخ وهو قاضي القضاة أبو العباس أحمد ابن شيخ الإسلام شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر الحنبلي‏.‏
ولد سنة إحدى وخمسين وست مائة وسمع من جماعة‏.‏
وما حدث‏.‏
كان مليح الشكل حسن السيرة موصوفًا بالذكاء‏.‏
توفي في ثالث عشر

وابن عز القضاة فخر الدين أبو الفداء إسماعيل بن علي بن محمد الدمشقي الزاهد‏.‏
ولد سنة خمسين وست مائة‏.‏
وخدم في الكتابة‏.‏
وكان أديبًا شاعرًا زاهدًا ناسكًا خاشعًا مقبلًا على شبابه حافظًا لوقته‏.‏
توفي ليلة الأربعاء الحادي والعشرين من رمضان‏.‏
وكانت له جنازة مشهورة‏.‏
وطرنطاي نائب المملكة المعظمة حسام الدين المنصوري السيفي‏.‏
أحد رجال الدهر حزمًا وعزمًا ودهاء وذكاء وشجاعة وهيبة‏.‏
اشتراه السلطان أيام إمرته من أولاد ابن الموصلي‏.‏
ولما تملك الملك الأشرف ودعه أيامًا ثم قبض عليه وعذبه إلى أن مات وأخذ أمواله ولم يبلغ خمسين سنة‏.‏
وخطيب المصلى عماد الدين أبو بكر عبد الله بن محمد بن حسان بن رافع العامري المعدل‏.‏
روى عن ابن البن وزين الأمناء وطائفة توفي في صفر وله ثلاث وسبعون سنة‏.‏
والشمس عبد الرحمن بن الزين أحمد بن عبد الملك بن عثمان المقدسي الحنبلي‏.‏
ولد سنة ست وست مائة وسمع من الكندي وابن الحرستاني وطائفة‏.‏
ثم رحل وأدرك الفتح ابن عبد السلام وطائفة فأكثر‏.‏
وأجاز له ابن طبرزد وأبو الفخر أسعد بن سعيد‏.‏
وكان ثقة صالحًا نبيلًا مهيبًا من خيار الشيوخ‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
وخطيب دمشق جمال الدين أبو محمد عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي الربعي الدمشقي المفتي‏.‏
ولد سنة اثنتي عشرة وست مائة وسمع من ابن صباح وابن الزبيدي وجماعة‏.‏
وناب في القضاء مدة وكان دينًا حسن السمت للناس فيه عقيدة كبيرة‏.‏
مات في سلخ جمادى الأولى‏.‏
والنور بن الكفتي أبو الحسن علي بن ظهير بن شهاب المصري شيخ الإقراء بديار مصر‏.‏
أخذ القراءات عن ابن وثيق وأصحاب أبي الجود وشهر بالإعتناء بالقراءات وععها وسمع من ابن الجميزي وغيره مع الورع والتقى والجلالة‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
والرشيد الفارقي أبو حفص عمر بن إسماعيل بن مسعود الربعي الشافعي الأديب‏.‏
ولد سنة ثمان وتسعين وخمس مائة‏.‏
وسمع من الفخر بن تميمة وابن الزبيدي وابن باقا‏.‏
وكان أديبًا بارعًا منشئًا بليغًا شاعرًا مفلقًا لغويًا محققًا‏.‏
درس بالناصرية مدة ثم بالظاهرية وتصدر للإفادة‏.‏
خنق في بيته في رابع محرم بالظاهرية وأخذ ماله‏.‏
ودرس بعده علاء الدين ابن بنت الأعز‏.‏
والسلطان الملك المنصور سيف الدين أبو المعالي وأبو الفتوح قلاوون التركي الصالحي النجمي‏.‏
كان من أكبر الأمراء زمن الظاهر وتملك في رجب سنة ثمان وسبعين وكسر التتار على حمص وغزا الفرنج غير مرة‏.‏
وتوفي في سادس ذي القعدة بالمخيم يظاهر القاهرة وقد عزم على الغزاة
وسبط إمام الكلاسة المحدث المفيد بدر الدين محمد بن أحمد بن النجيب‏.‏
شاب ذكي مليح الخط صحيح النقل حريص على الطلب عالي الهمة‏.‏
سمع من ابن عبد الدائم وابن أبي اليسر وحدث‏.‏
توفي في صفر‏.‏
وابن المقدسي نصر الدين محمد ابن العلامة المفتي شمس الدين عبد الرحمن بن نوح الشافعي الدمشقي‏.‏
تفقه على أبيه وسمع من ابن اللتي ودرس بالرواحية وتربة أم الصالح‏.‏
ثم داخل الدولة وولي وكالة بيت المال ونظر للأوقاف وظلم وعسف وعدا طوره‏.‏
ثم اعتقل بالعذراوية فوجد بها مشنوقًا بعد أن ضرب بالمقارع وصودر‏.‏
توفي في ثالث شعبان‏.‏
وابن المحدث العدل شمس الدين محمد بن عبد الرزاق بن رزق الله الرسعني الحنبلي تزيل دمشق‏.‏
روى عن ابن روزبة وابن بهروز وعدة‏.‏
وكان من كبار الشهود‏.‏
له شعر جيد‏.‏
ذهب إلى مصر في شهادة فلما رجع غرق بنهر الأردن في جمادى الآخرة‏.‏
سنة تسعين وست مائة دخلت وسلطان الإسلام الملك الأشرف بن المنصور وقد فوض الوزارة إلى شمس الدين ابن السلعوس ونيابة الملك إلى بدر الدين بيدرا‏.‏
فسار بالجيوش إلى الشام ونزل على عكا في رابع ربيع الآخر وجد المسلمون في حصارها واجتمع عليها أمم لا يحصون فلما استحكمت النقوب وتهيأت أسباب الفتح أخذ أهلها في الهزيمة في البحر وافتتحت بالسيف بكرة الجمعة سابع عشر جمادى الأولى وصير المسلمون سماءها أرضًا وطولها عرضًا‏.‏
و أخذ المسلمون بعد يومين مدينة صور بلا قتال لأن أهلها هربوا في البحر لما علموا بأخذ عكا وسلمها الرعية بالأمان وأخربت أيضًا‏.‏
ثم افتتح الشجاعي صيدا في رجب وأخربت ثم افتتح بيروت بعد أيام وهدمها‏.‏
فلما رأى أهل حصن علثيث خلو الساحل من عباد الصليب أحرقوا حواصلهم وهربوا في البحر ليلة أول شعبان فهدمه المسلمون‏.‏
وكذلك فعل أهل أنطرسوس‏.‏
فتسلمها الطباخي في خامس شعبان ولم يبق للنصارى بأرض الشام معقل ولا حصن ولله الحمد‏.‏
وفيها توفي الشيخ الخابوري خطيب حلب ومقرئها ونحويها الإمام شهاب الدين أحمد بن عبد الله بن الزبير الحلبي صاحب النوادر والطرف‏.‏
سمع بحران من فخر الدين بن تيمية وبحلب من ابن الأستاذ وببغداد من الدهري وبدمشق من ابن صباح‏.‏
وقرأ القراءات على السخاوي‏.‏
توفي في المحرم وقد قارب التسعين‏.‏
والسويدي الحكيم العلامة شيخ الأطباء عز الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد بن طرخان الأنصاري الدمشقي‏.‏
ولد سنة ست مائة وسمع من الشمس العطار وابن ملاعب وطائفة‏.‏

وتأدب على ابن معطي وأخذ الطب عن المهذب الدخوار وبرع في الطب وصنف فيهن وفاق على الأقران وكتب الكثير بخطه المليح ونظر في العقليات وألف كتاب الباهر في الجواهر والتذكرة في الطب‏.‏
وتوفي في شعبان‏.‏
وأرغون بن أبغا بن هولاوو صاحب العراق وخراسان وأذربيجان تملك بعد عمه الملك أحمد وكان شهمًا مقدامًا كافر النفس شديد البأس سفاكًا للدماء عظيم الجبروت‏.‏
هلك في هذا العام فيقال إنه سم فاتهمت المغل وزيره سعيد اليهودي بقتله‏.‏
فمالوا على اليهود قتلًا ونهبًا وسبيًا‏.‏
وإسماعيل بن نور بن قمر الهيتي الصالحي روى عن موسى بن عبد القادر وجماعة‏.‏
توفي في رجب‏.‏
وسلامش الملك العادل بدر الدين ولد الملك الظاهر بيبرس الصالحي الذي سلطنوه عند خلع الملك السعيد ثم نزعوه بعد ثلاثة أشهر وبقي خاملًا بمصر‏.‏
فلما تسلطن الأشرف أخذه وأخاه الملك خضر وأهلهم وجهزهم إلى مدينة اصطنبول بلاد الأشكري فمات بها وله نحو من عشرين سنة‏.‏
وكان مليح الصورة رشيق القد ذا عقل وحياة‏.‏
والتلمساني عفيف الدين سليمان بن علي بن عبد الله بن علي الأديب الشاعر‏.‏
أحد زنادقة الصوفية‏.‏
وقد قيل له مرة أأنت نصيري فقال‏:‏ النصيري بعض مني‏.‏
وأما شعره ففي الذروة العليا من حيث البلاغة والبيان لا من حيث الإيجاد‏.‏
توفي في خامس رجب وله ثمانون سنة‏.‏
وتاج الدين فقيه الشام شيخ الإسلام أبو محمد عبد الرحمن بن إبراهيم ابن سباع الفزاري الدمشقي الشافعي‏.‏
ولد سنة أربع وعشرين وست مائة وسمع من ابن الزبيدي وابن ماسويه وطائفة‏.‏
وتفقه على ابن الصلاح وابن عبد السلام وجلس للإشتغال سنة ثمان وأربعين وأفتى سنة أربع وخمسين‏.‏
وكان مع فرط ذكائه وتوقد ذهنه ملازمًا للإشتغال مقدمًا في المناظرة متبحرًا في الفقه وأصوله‏.‏
وانتهت إليه رئاسة المذهب في الدنيا‏.‏
توفي في خامس جمادى الآخرة وله ست وستون سنة وثلاثة أشهر‏.‏
والأبهري القاضي شمس الدين عبد الواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع الشافعي‏.‏
سمع من ابن روزبة وابن الزبيدي وطائفة وأجاز له أبو الفتح المندائي والمؤيد بن الأخوة وخلق‏.‏
توفي في شوال بالخانقاه الأسدية وله اثنتان وتسعون سنة إلا أشهرًا‏.‏
والفخر بن البخاري مسند الدنيا أبو الحسن علي بن أحمدبن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعدي المقدسي الصالحي الحنبلي‏.‏
ولد في آخر سنة خمس وتسعين وسمع من حنبل وابن طبرزد والكندي وخلق وأجاز له أبو المكارم اللبان وابن الجوزي وخلق كثير‏.‏
وطال عمره وابن الزملكاني الإمام المفتي علاء الدين أبو الحسن علي بن العلامة البارع كمال الدين عبد الواحد بن عبد الكريم الأنصاري السماكي الدمشقي الشافعي مدرس الأمينية‏.‏
توفي في ربيع الآخر وقد نيف على الخمسين‏.‏
سمع من خطيب مردا والرشيد العطار ولم يحدث‏.‏
والفخر الكرجي أبو حفص عمر بن يحيى بن عمر الشافعي‏.‏
ولد سنة تسع وتسعين بالكرج وتفقه بدمشق على ابن الصلاح وخدمه مدة‏.‏
وسمع من البهاء عبد الرحمن وابن الزبيدي وطائفة‏.‏
وليس ممن يعتمد عليه‏.‏
توفي هو والفخر بن البخاري في يوم‏.‏
وغازي الحلاوي أبو محمد بن الفضل بن عبد الوهاب الدمشقي‏.‏
سمع من حنبل وابن طبرزد وعمر دهرًا وانتهى إليه علو الإسناد بمصر عاش خمسًا وتسعين سنة‏.‏
توفي من رابع صفر بالقاهرة‏.‏
والشهاب بن مزهر الشيخ أبو عبد الله محمد عبد الخالق الأنصاري الدمشقي المقرئ قرأ القراءات على السخاوي وأقرأها‏.‏
وكان فقيهًا عالمًا‏.‏
وقف كتبه بالأشرفية‏.‏
توفي في رجب‏.‏
ومحمد بن عبد المؤمن بن أبي الفتح الصوري شمس الدين أبو عبد الله الصالحي‏.‏
ولد سنة إحدى وست مائة وسمع من الكندي وابن الحرستاني وطائفة وببغداد من أبي علي بن الجواليقي وجماعة‏.‏
وأجاز له ابن طبرزد وجماعة‏.‏
وكان آخر من سمع من الكندي موتًا توفي في وابن المجاور نجم الدين أبو الفتح يوسف ابن الصاحب يعقوب بن محمد بن علي الشيباني الدمشقي الكاتب‏.‏
ولد سنة إحدى وست مائة وسمع الكندي وعبد الجليل بن مندويه وجماعة‏.‏
وتفرد برواية تاريخ بغداد عن الكندي‏.‏
توفي في الثامن والعشرين من ذي القعدة وكان دينًا مصليًا إلا أنه يخدم في المكس‏.‏
سنة إحدى وتسعين وست مائة في جمادى الأولى قدم السلطان الملك الأشرف دمشق‏.‏
وقد فرغ الشجاعي من بناء الطارمة والرواق وقاعة الذهب والقبة الزرقاء بقلعة دمشق‏.‏
وفرغ جميع ذلك في سبعة أشهر وجاء في غاية الحسن‏.‏
ثم سار السلطان ونازل قلعة الروم في جمادى الآخرة فنصب عليها المجانيق وجد في حصارها وفتحت بعد خمسة وعشرين يومًا في رجب وهي مجاورة لقلعة البيرة وأهلها نصارى من تحت طاعة التتار‏.‏
فلما رأوا أن التتار لا ينجدونهم ذلوا‏.‏
وما أحسن ما قال الشهاب محمود في كتاب الفتح‏.‏
فسطا خميس الإسلام يوم على أهل الأحد فبارك الله للأمة في سبتها وخميسها‏.‏
ثم رد السلطان فعزل عن حلب قراسنقر بالطباخي وولي قلعة الروم عز الدين الموصلي‏.‏
وفيها توفي الزكي المعري إبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد البعلبكي‏.‏
عابد صالح سمع من البهاء وحضر الشيخ الموفق‏.‏
توفي في شوال وهو في عشر التسعين‏.‏
وابن دبوقا المقرئ المحقق رضي الدين أبو الفضل جعفر بن القاسم ابن جعفر بن حبيش الربعي الضرير‏.‏
قرأ القراءات على السخاوي وأقرأها‏.‏
وله معرفة متوسطة وشعر جيد توفي في رجب‏.‏
وسعد الدين الفارقي الأديب البارع المنشىء أبو الفضل سعد الله بن مروان الكاتب‏.‏
أخو شيخنا زين الدين‏.‏
سمع من ابن رواحة وكريمة وطائفة‏.‏
وكان بديع الكتابة معنى وخطًا‏.‏
توفي في رمضان بدمشق وهوفي عشر الستين‏.‏
والسيف عبد الرحمن بن محفوظ بن هلال الرسعني أحد الشهود تحت الساعات‏.‏
كان عدلًا صالحًا ناسكًا‏.‏
روى عن الفخر بن تيمية والموفق بن الطالباني وأجاز له عبد العزيز بن منينا وجماعة‏.‏
توفي في المحرم عن بضع وثمانين سنة‏.‏
وابن صصري العدل علاء الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن أبي الفتح التغلبي الدمشقي الضرير‏.‏
آخر من روى صحيح البخاري عن عبد الجليل بن مندويه والعطاء‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
ووكيل بيت المال خطيب دمشق زين الدين أبو حفص عمر بن مكي ابن عبد الصمد الشافعي والعماد الصائغ محمد بن عبد الرحمن بن ملهم القرشي الدمشقي‏.‏
روى عن ابن البن حضورًا وعن ابن الزبيدي‏.‏
توفي في شعبان عن بضع وسبعين والصاحب فتح الدين محمد ابن المولى محيي الدين بن عبد الله بن عبد الظاهر المصري الكاتب الموقع‏.‏
روى عن ابن الجميزي‏.‏
توفي بدمشق في رمضان‏.‏
وابن أبي عصرون نور الدين محمود بن القاضي نجم الدين عبد الرحمن بن أبي عصرون التميمي‏.‏
روى عن المؤيد الطوسي بالإجازة‏.‏
وتوفي في رمضان‏.‏
والنجم أبو بكر بن أبي العز بن مشرف الكاتب ويعرف بابن الحردان‏.‏
كان لغويًا فصيحًا متقعرًا‏.‏
له شعر جيد‏.‏
توفي في صفر‏.‏
سنة اثنتين وتسعين وست مائة فيها سلم صاحب سيس قلعة بهسنا للسلطان صفوًا عفوا وضربت البشائر في رجب‏.‏
وفيها توفي أبو العباس أحمد بن علي بن يوسف الحنفي المعدل سبط عبد الحق بن خلف ووالد قاضي الحصن‏.‏
روى عن موسى بن عبد القادر والشيخ الموفق‏.‏
توفي في صفر بنواحي البقاع‏.‏
وابن النصيبي الرئيس كمال الدين أحمد بن محمد بن عبد القاهر الحلبي‏.‏
آخر من حدث عن وأحمد بن أبي الطاهر بن أبي الفضل المقدسي الصالحي تقي الدين‏.‏
شيخ صالح روى عن الموفق والقزويني‏.‏
توفي في رجب‏.‏
والفاضل جمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن داود بن ظافر العسقلاني ثم الدمشقي المقرئ صاحب السخاوي‏.‏
ولي مشيخة افقراء بتربة أم الصالح مدة وسمع من ابن الزبيدي وجماعة وكتب الكثير‏.‏
توفي في مستهل جمادى الأولى‏.‏
والأرموي الشيخ الزاهد إبراهيم ابن الشيخ القدوة عبد الله‏.‏
روى عن الشيخ الموفق وغيره‏.‏
توفي في المحرم‏.‏
وحضره ملك الأمراء والقضاة‏.‏
وحمل على الرؤوس‏.‏
وكان صالحًا خيرًا متقنًا قانتًا لله‏.‏
وابن الواسطي العلامة الزاهد القدوة مسند الوقت تقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل الصالحي الحنبلي‏.‏
ولد سنة اثنتين وست مائة وسمع من ابن الحرستاني وابن البناء وطائفة‏.‏
ورحل إلى بغداد فسمع من الفتح بن عبد السلام وطبقته وأجاز له ابن طبرزد وأبو الفخر أسعد وخلق‏.‏
وتفقه واتقن المذهب‏.‏
ودرس بالصاحبية وكان فقيهًا زاهدًاعابدًا مخلصًا قانتًا صاحب جد وصدق وقول بالحق وله هيبة في النفوس‏.‏
توفي في رابع عشر جمادى الآخرة‏.‏
وصفية بنت الواسطي أخت المذكور‏.‏
روت عن الموفق وابن راجح‏.‏
وتوفيت في ذي الحجة عن نيف وثمانين سنة‏.‏
ومحيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر بن نشوان المصري الديب كاتب الإنشاء وأحد البلغاء المذكورين‏.‏
توفي بمصر‏.‏
والمكين الأسمر عبد الله بن منصور الإسكندراني شيخ القراء بالإسكندرية‏.‏
أخذ القراءات عن أبي القاسم بن الصفراوي وأقرأ الناس مدة‏.‏
والتقي عبد بن محمد الإسعردي الحافظ نزيل القاهرة‏.‏
سمع الكثير من أصحاب السلفي وخرج لغير واحد‏.‏
توفي في هذا العام‏.‏
وكان ثقة‏.‏
والسيف علي بن الرضي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار المقدسي الحنبلي نقيب الشيخ شمس الدين‏.‏
سمع من ابن البن والقزويني وحضر موسى والوفق‏.‏
توفي في شوال‏.‏
وابن الأعمى صاحب المقامة التي في صفات البحرية كمال الدين علي بن محمد بن المبارك الأديب الشاعر‏.‏
روى عن ابن اللتي وغيره‏.‏
توفي في المحرم عن سن عالية‏.‏
وابن قرقين الأمير ناصر الدين علي بن محمود بن قرقين‏.‏
أجاز له الكندي وسمع من القزويني وغيره‏.‏
توفي في شعبان‏.‏
وابن الأستاذ عز الدين ابو الفتح عمر بن محمد ابن الشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي الحلبي‏.‏
مدرس المدرسة الظاهرية التي بظاهر دمشق‏.‏
روى سنن ابن ماجه عن عبد اللطيف‏.‏
توفي في ربيع الأول‏.‏
ومحمد بن إبراهيم بن ترجم أبو عبد الله المصري آخر من روى جامع الترمذي عن علي بن البناء‏.‏
سنة ثلاث وتسعين وست مائة في سابع المحرم قتل السلطان بترزجة في الصيد ثم قتل نائبه بيدرا وحلفوا للسلطان الملك الناصر محمد بن المنصور قلاوون‏.‏
وهو ابن تسع سنين‏.‏
وجعل نائبه كتبغا‏.‏
وبسط العذاب علي الوزير ابن السلعوي حتى مات وأخذت أمواله ثم قتل الشجاعي‏.‏
وفيها توفي ابن مزيز المحدث المفيد تقي الدين إدريس بن محمد التنوخي الحموي‏.‏
روى عن ابن رواحة وصفية بنت الحبقبق وطبقتهما وعني بالحديث‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
وإسحاق بن إبراهيم بن سلطان البعلبكي الكتاني المقرئ‏.‏
روى عن البهاء عبد الرحمن وتوفي بدمشق في ذي القعدة‏.‏
والملك الأشرف صلاح الدين خليل ابن الملك المنصور سيف الدين‏.‏
ولي السلطنة بعد والده في ذي القعدة سنة تسع وثمانين وفتك به بيدرا ولاجين وجماعة في المحرم وتسلطن بيدرا في الحال ولقب بالملك القاهر‏.‏
فأقبل كتبغا والخاصكية وحملوا على بيدرا فقتلوه من الغد‏.‏
وله بضع وثلاثون سنة وللأشرف نحو ذلك أو أقل‏.‏
وابن الخويي قاضي القضاة شهاب الدين أبو عبد الله محمد ابن قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر الشافعي‏.‏
روى عن ابن اللتي وابن المقير وطائفة‏.‏
وكان من أعلم أهل زمانه وأكثرهم تفننًا وأحسنهم تصنيفًا وأحلاهم مجالسة‏.‏
ولي القضاء بحلب مدة ثم ولي قضاء الشام من بعد بهاء الدين بن الزكي ومات في خامس وعشرين رمضان‏.‏
والملك الحافظ غياث الدين محمد بن شاهنشاه ابن صاحب بعلبك الملك الأمجد بهرام شاه بن فروخشاه الأيوبي‏.‏
روى صحيح البخاري عن ابن الزبيدي ونسخ الكثير بخطه وتوفي في شعبان‏.‏
والدمياطي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز بن أبي عبد الله أخذ القراءات عن السخاوي وتصدر واحتيج إلى علو روايته وقرأ عليه جماعة‏.‏
توفي في صفر وله نيف وسبعون سنة‏.‏
وابن السلعوس الوزير الكامل مدبر الممالك شمس الدين محمد بن عثمان التنوخي الدمشقي التاجر الكاتب‏.‏
ولي حسبة دمشق فاستصغره الناس عنها فلم ينشب أن ولي الوزارة ودخل دمشق في دست عظيم لم يعهد مثله‏.‏
مات في تاسع صفر بعد أن أنتن جسد ه من شدة الضرب وقطع منه اللحم الميت‏.‏
نسأل الله العافية‏.‏
وابن التنبي فخر الدين محمد بن عقيل الدمشقي الكاتب صاحب الخط المنسوب‏.‏
روى عن الشيخ الموفق وغيره‏.‏
وتوفي في جمادى الأولى‏.‏
سنة أربع وتسعين وست مائة في حادي عشر المحرم تسلطن الملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري وزينت مصر والشام وله نحو من خمسين سنة يومئذ‏.‏
أخذ يوم وقعة حمص مع التتار الهولاوونية‏.‏
وفيها توفي ابن المقدسي العلامة شرف الدين أبو العباس أحمد بن أحمد ابن نعمة بن أحمد الشافعي خطيب دمشق ومفتيها وشيخ الشافعية بها‏.‏
ولد سنة نيف وعشرين وست مائة وأجاز له أبو علي بن الجواليقي وطائفة وسمع من السخاوي وابن الصلاح وتفقه على ابن عبد السلام وغيره وبرع في الفقه والأصول العربية وناب في الحكم مدة ودرس بالشامية والغزالية
وكتب الخط المنسوب الفائق وألف كتابًا في الأصول‏.‏
وكان كيسًا متواضعًا متنسكًا ثاقب الذهن مفرط الذكاء طويل النفس في المناظرة‏.‏
توفي في رمضان‏.‏
والفاروثي الإمام عز الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن عمر الواسطي الشافعي المقرئ الصوفي شيخ العراق‏.‏
ولد سنة أربع عشرة وست مائة وقرأ القراءات على أصحاب الباقلاني وسمع من عمر بن كرم وطبقته‏.‏
وكان إمامًا عالمًا متفننًا متضلعًا من العلوم والآداب حسن التربية للمريدين لبس الخرقة من السهروردي وجاور مدة ثم قدم علينا في سنة إحدى وتسعين فأقرأ القراءات وروى الكثير وولي الخطابة بعد ابن المرحل ثم عزل بعد سنة بالخطيب الموفق فسافر مع الحجاج ودخل العراق‏.‏
توفي في أول ذي الحجة وقد نيف على الثمانين رحمه الله‏.‏
والجمال المحقق أبو العباس أحمد بن عبد الله الدمشقي‏.‏
كان فقيهًا ذكيًا مناظرًا بصيرًا بالطب‏.‏
درس وأعاد‏.‏
وكان فيه لعب ومزاح‏.‏
توفي في رمضان عن نحو ستين سنة‏.‏
روى عن ابن طلحة‏.‏
والتاج إسماعيل بن إبراهيم بن قريش المخزومي المصري المحدث‏.‏
كان عالمًا جليلًا له معرفة وفهم‏.‏
سمع من جعفر الهمذاني وابن المقير وهذه الطبقة‏.‏
مات فجأة في رجب‏.‏
والمحب الطبري شيخ الحرم أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم المالكي الشافعي الحافظ‏.‏
ولد سنة خمس عشرة وست مائة وسمع من ابن المقير وجماعة‏.‏
وصنف كتابًا حافلًا في الأحكام في عدة مجلدات‏.‏
توفي في ذي القعدة وتوفي قبله بأيام ولده جمال الدين محمد قاضي مكة‏.‏
وعبد الصمد الخطيب عماد الدين عبد الكريم ابن القاضي جمال الدين بن الحرستاني أبو القاسم الشافعي‏.‏
كان صالحًا زاهدًا صاحب كشف وفيه تواضع‏.‏
ووله يسير‏.‏
روى عن زين الأمناء وابن الزبيدي وتوفي في ربيع الآخر وله خمس وسبعون سنة‏.‏
وابن سجنون خطيب النيرب مجد الدين شيخ الأطباء أبو محمد عبد الوهاب بن أحمد بن سحنون الحنفي‏.‏
روى عن خطيب مردا يسيرًا وله شعر وفضائل‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
والمتوني أبو الحسن علي بن عثمان بن يحيى الصنهاجي الشواء ثم أمين السجن‏.‏
سمع ابن غسان وابن الزبيدي وطائفة وتوفي في ذي القعدة وقد نيف على السبعين‏.‏
وابن الزوري أبو بكر محفوظ بن معتوق البغدادي التاجر‏.‏
روى عن ابن القبيطي‏.‏
ووقف كتبه على تربته بسفح قاسيون‏.‏
وكان نبيلًا سريًا‏.‏
جمع تاريخا ذيل به على المنتظم‏.‏
توفي في صفر عن ثلاث وستين سنة‏.‏
وهو أبو الواعظ نجم الدين‏.‏
وابن الحامض أبو الطاب محفوظ بن عمر بن أبي بكر بن خليفة البغدادي التاجر‏.‏
روى عن عبد وابن العديم الصاحب جمال الدين أبو غانم محمد ابن الصاحب كمال الدين عمر بن أحمد القيلي الحلبي الفرضي الكاتب‏.‏
سمع من ابن رواحة وطائفة وببغداد ودمشق‏.‏
وانتهت إليه رئاسة الخط المنسوب‏.‏
توفي بحماة في أول أيام التشريق وله ستون سنة‏.‏
وقاضي نابلس جمال الدين محمد بن القاضي نجم الدين محمد ابن القاضي شمس الدين سالم بن يوسف بن صاعد القرشي المقدسي الشافعي‏.‏
روى عن أبي علي الأوقي وتوفي في ربيع الآخر عن أربع وسبعين سنة‏.‏
وصاحب اليمن الملك المظفر يوسف ابن الملك المنصور عمر بن رسول‏.‏
توفي في رجب وبقي في السلطنة نيفًا وأربعين سنة‏.‏
وبقي قبله أبوه نيفًا وعشرين سنة سامحهما الله‏.‏
والجوهري الصدر نجم الدين أبو بكر بن محمد بن عباس التميمي صاحب المدرسة الجوهرية الحنفية بدمشق‏.‏
توفي في شوال ودفن بمدرسته عن سن عالية‏.‏
وأبو بكر بن إلياس بن محمد بن سعيد الرسعني الحنبلي‏.‏
روى عن الفخر ابن تيمية والقزويني وتوفي بالقاهرة‏.‏
وأبو الفهم بن أحمد بن أبي الفهم السلمي الدمشقي رجل مستور‏.‏
روى عن الشيخ الموفق وغيره‏.‏
توفي في إحدى الربيعين‏.‏
وله ثلاث وثمانون سنة‏.‏
استهلت وأهل الديار المصرية في قحط شديد ووباء مفرط حتى أكلوا واما الموت فيقال أنه أخرج في يوم واحد ألف وخمس مائة جنازة وكانوا يحفرون الحفائر الكبار ويدفنون فيها الجماعة الكثيرة وبيع الخبز كل رطل وثلث بالمصرية بدرهم مقوم‏.‏
وفيها قدم علينا شيخ الشيوخ صدر الدين إبراهيم بن الشيخ سعد الدين بن حمويه الجويني طالب حديث فسمع الكثير وروى لنا عن أصحاب المؤيد الطوسي وأخبر أن ملك التتار غازان بن أرغون اسلم على يده بوساطة نائبة توروز وكان يومًا مشهودًا‏.‏
وأما دمشق فاستسقى الناس وبلغ الخبز كل عشر أواق بدرهم في جمادى الآخرة وارتفع فيه الوباء والقحط عن مصر ونزل الأردب إلى خمسة وثلاثين درهمًا فرحلت إليها حينئذ واليها‏.‏
وفي ذي القعدة قدم الملك العادل كبغاهق وسار إلى حمص‏.‏
وفيها في ربيع الآخر قتل جماعة من حراس دمشق فاختبط البلد ثم بعد أيام أخذ حرفوش ناقص العقل فاعترف أنه كان أتى إلى الحارس وهو نائم فضربه على يافوخه بحجر فقتله حتى قتل عشرة فشمروه‏.‏
وفيها توفي أحمد بن حمدان بن شبيب بن حمدان العلامة الكبير شيخ الفقهاء نجم الدين أبو عبد الله الحراني النميري الحنبلي مصنف الرعاية الكبرى توفي في صفر بالقاهرة وله اثنتان وتسعون سنة‏.‏
روى عن الحافظ عبد القادر الرهاوي ومجد الدين بن تيمية وطائفة وانتهت إليه معرفة المذهب‏.‏
وأحمد بن عبد الباري الشيخ أبو العباس الداري الصعيدي ثم الإسكندراني المؤدب الرجل الصالح قرأ القراءات على أبي القاسم بن عيسى وأكثر منه وعن الصفراوي وتوفي في أوائل السنة عن ثلاث وثمانين سنة‏.‏
سنة ست وتسعين وستمائة توجه الملك العادل إلى مصر فلما كان باللجون وثب حسام الدين لاشين المنصور على بيحاص وبكتوت الأزرق فقتلهما وكانا جناحي استاذهما العادل فخاف وركب سرًا وهرب في أربعة مماليك وساق إلى دمشق فدخل القلعة فلم ينفعه ذلك وزال ملكه وخضع المصريون لحسام الدين ولم يختلف عليه اثنان ولقب بالملك المنصور وأخذ العادل تحت الحوطة فأسكن بقلعة صرخد وقنع بها‏.‏
وفيها توفي ابن الأعلاقي أبو العباس أحمد بن عبد الكريم بن غازي الواسطي ثم المصري روي لنا عن عبد القوي وابن الحباب وابن باقا وكان إمام مسجد توفي في صفر عن ست وثمانين سنة‏.‏
وابن الظاهري الحافظ الزاهد القدوة جمال الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الحنفي المقرئ المحدث توفي بزاويته بالمغس بظاهر القاهرة في ربيع الأول وله سبعون سنة كان أحد من عني بهذا الشأن وكتب عن سبع مائة شيخ بالشام والجزيرة ومصر وحدث عن ابن اللتي والأربلي فمن بعدهما ومازال في طلب الحديث وإفادته وتخريجه إلى آخر أيامه‏.‏
والنفيس إسماعيل بن محمد بن عبد الواحد بن صدقة الراني ثم الدمشقي ناظر الأيتام وواقف النفيسية بالرصيف روى عن مكرم القرشي وتوفي في ذي القعدة عن نحو من سبعين سنة‏.‏
والضياء جعفر بن محمد ابن عبد الرحيم أبو الفضل الحسيني المصري الشافعي المفتي أحد كبار الشافعية روى لنا عن سبط السلفي ومات في ربيع الأول عن ثمان وسبعين سنة‏.‏
والضياء دانيال بن منكل الشافعي قاضي الكرك قرأ على السخاوي وسمع من ابن اللتي وابن الخازن وطائفة وكان له رواء ومنظر ولديه فضائل توفي في رمضان‏.‏
والتاج أبو محمد عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان أبو محمد البعلبكي القاضي فقيه عالم جيد المشاركة في الفنون ذو حظ من عبادة وتواضع روى عن الشيخ الموفق والزويني والبهاء عبد الرحمن وتوفي في تاسع المحرم وله ثلاثة وتسعون سنة‏.‏
وقاضي الحنابلة بالقاهرة عز الدين عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض المقدسي محمود القضايا عمدة في الأحكام مثبت مليح الشكل روى عن ابن اللتي حضورًا وعن جعفر الهمذاني توفي في صفر وله خمس وستون سنة‏.‏
الضياء السبتي أبو الهدى عيسى بن يحيى بن أحمد بن محمد الأنصاري الشافعي الصوفي المحدث وله سنة ثلاث عشرة وستمائة وقدم مع أبيه فحج ولبس الخرقة من السهروردي وسمع وقرأ على يوسف بن المخيل والصفراوي وابن المقير توفي بالقاهرة قجأة في رجب وله وله ثلاث وثمانون سنة‏.‏
ومحمد بن بلغز البعلبكي رجل مبارك عن البهاء عبد الرحمن‏.‏
والتلعفري الشيخ محمد بن جوهر الصوفي المقرئ قرأ على أبي إسحاق بن وثيق ولقن مدة وكان عارفًا بالتجويد وروى عن يوسف بن خليل وغيره توفي بدمشق في صفر‏.‏
ومحمد بن حازم بن حامد بن حسن الشيخ شمس الدين المقدسي الصالحي الحنبلي شيخ عالم صالح مهيب حسن السمت كثير العبادة روي عن أبي القاسم ابن صصري وابن عساكر وصدر بالصحيح عن ابن الزبيدي توفي في ذي الحجة عن ست وسبعين سنة‏.‏
والضياء بن النصيبي محمد بن محمد بن عبد القاهر الحلبي الكاتب وزر لصاحب حماة وحدث عن ابن روزبة والموفق عبد اللطيف توفي في رجب‏.‏
والرضي محمد بن أبي بكر بن خليل العثماني الشافعي المفتي النحوي الزاهد شيخ الحرم وفقيهه روى عن ابن الجميزي وغيره‏.‏
ومحمد بن أبي بكر بن بطيخ أبو عبد الله الدمشقي روي لنا عن الناصح وكان ينادي ويتبلغ توفي في صفر عن ثمان وسبعين سنة‏.‏
وابن العدل محيي الدين يحيى بن محمد بن عبد الصمد الزبداني مدرس مدرسة جدة بالزبداني حدث عن ابن الزبيدي وابن اللتي توفي في المحرم‏.‏
وابن عطاء أبو المحاسن يوسف ابن قاضي القضاة شمس الدين عبد الله بن محمد بن عطاء الأذرعي الحنفي روى عن ابن الزبيدي وغيره توفي في ربيع الأول عن ست وسبعين سنة‏.‏
وأبو تغلب بن أحمد الغاروثي الواسطي سمع ابن الزبيدي وابن باسئويه وتوفي بدمشق في المحرم وله إحدى وتسعون سنة‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 10:51 PM

سنة سبع وتسعين سنة فيها توفي الشهاب العابد
أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة النابلسي الحنبلي فقيه إمام لا يدرك شأوه في علم التعبير روى عن ابن نعلج وابن الحميري توفي في ذي والصدر ابن عقبة الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد عقبة البصروي الحنفي مفت مدرس ولي قضاء مرة حلب وكان ذا همة وجلادة وسعي توفي في رمضان عن سن عالية‏.‏
وجبريل بن إسماعيل بن جبريل الشارعي أبو الروح بن الخطاب شيخ مقرىء متواضع بزوري يؤم بمسجد توفي في هذا العام ظنًا روى لنا عن ابن باقا وغيره وخرج عنه الأبيوردي في معجمة‏.‏
وعائشة بنت المجد عيسى بن الشيخ موفق الدين المقدسي مباركة صالحة عابدة روت لنا عن جدها وابن راجح وعاشت ست وثمانين سنة‏.‏
والكامل الفورية مسند العراق أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن محمد البغدادي الحنبلي المقرئ البزار المكثر شيخ المستنصرية قرأ القراءات على الفخر الموصلي وسمع من أحمد بن صرما وابن الوفا محمود بن مندة وجماعة وأجاز له ابن طبرزد وعبد الوهاب بن سكينة وانتهى إليه علو الإسناد في القراءات والحديث توفي في ذي الحجة وله ثمان وتسعون سنة وقد ضعف ووقع في الهرم‏.‏
وابن المغيزل الصدر شرف الدين عبد الكريم بن محمد بن محمد بن نصر الله الحموي الشافعي روى عن الكاشغري وابن الخازن وتوفي في المحرم وله إحدى وثمانون سنة‏.‏
وابن واصل قاضي حماة جمال الدين أبو عبد الله محمد ابن سالم بن نصر الله بن واصل الحموي الشافعي توفي في شوال وبلغ التسعين وكان من أذكياء العالم وله يد طولى في العقليات روى عن زكي الدين البرزالي‏.‏
وابن المغربي بدر الدين محمد بن سليمان بن معالي الحلبي المقرئ عبد خير صالح عالم كتب العلم وقرأ بنفسه روى عن كريمة وابن المقير وطائفة توفي في ربيع الأول عن ثمان وسبعين سنة‏.‏
ومحمد بن صالح بن خلف الجهيني أبو عبد الله المصري المقرئ حدثنا عن ابن باقا وتوفي في حدود هذه السنة‏.‏
الأيكي العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الفارسي الشافعي الأصولي المتكلم الصوفي توفي في رمضان بالمزة وكان من أبناء السبعين ودرس مدة بالغزالية ثم تركها‏.‏
سنة ثمان وتسعين وست مائة استهلت وسلطان الإسلام الملك المنصور حسام الدين ونائبه منكوتمر‏.‏
وهو معتمد عليه في جل الأمور‏.‏
فشرع يمسك كبار الأمراء ويبقي آخرين‏.‏
وفي ربيع الآخر استوحش قبجق المنصوري نائب الشام وبكتمر السلحدار والبكي وغيرهم من فعائل منكوتمر وخافوا أن يبطش بهم وبلغهم دخول ملك التتار في الإسلام فأجمعوا على المشي إليه‏.‏
وكانوا مجردين بحمص فساروا منها على البرية ورد معظم العسكر فلم يلبث أن جاء الخبر بقتل السلطان ومنكوتمر على يد كرجي الأشرفي ومن قام معه هجم عليه كرجي في ستة أنفس وهو يلعب بعد العشاء بالشطرنج ما عنده إلا قاضي القضاة حسام الدين الحنفي والأمير عبد الله وبريد البدوي وأمامه المجير بن العسال‏.‏
قال حسام الدين‏:‏ رفعت رأسي فإذا سبعة أسياف تنزل عليه‏.‏
ثم قبضوا على نائبه فذبحوه من الغد ونودي للملك الناصر وأحضروه من الكرك‏.‏
فاستناب في المملكة سلار‏.‏
ثم قتل كرجي وطغجي الأشرفيان ثم ركب الملك الناصر بخلعة الخليفة وتقليده وقدم الأفرم على نيابة دمشق في جمادى الأولى‏.‏
وفيها توفي ابن الحصيري نائب الحكم نظام الدين أحمد ابن العلامة جمال الدين محمود أحمد البخاري الأب الدمشقي الحنفي وله نحو من سبعين سنة‏.‏
والصوابي الخادم الأمير الكبير بدر الدين الحبشي‏.‏
من المقدمين بدمشق‏.‏
وله مائة فارس‏.‏
توفي فجأة بقرية الخيارة في جمادى الأولى‏.‏
وكان دينًا معمرًا موصوفًا بالشجاعة والعقل والرأي‏.‏
روى لنا عن ابن عبد الدائم‏.‏
والبيسري الأمير الكبير بقية الصالحية وعين البحرية بدر الدين بيسري الشمسي‏.‏
مات بالجب في ذي القعدة وقد شاخ‏.‏
والتقي البيع الصاحب الكبير أبو البقاء توبة بن علي بن مهاجر التكريتي في جمادى الآخرة ‏,‏ ودفن بتربته بسفح قاسيون‏.‏
وكان ناهضًا كافيًا في فنه وافر الحشمة والغلمان‏.‏
عاش ثمانيًا وسبعين سنة‏.‏
وكان مولده بعرفة‏.‏
والعماد عبد الحافظ بن بدران بن شبل المقدسي النابلسي صاحب المدرسة بنابلس‏.‏
روى عن الموفق وابن راجح وموسى بن عبد القادر وجماعة وطال عمره وقصد بالزيارة وتفرد بأشياء‏.‏
توفي في ذي الحجة‏.‏
والشيخ علي الملقن بن محمد بن علي بن بقاء الصالحي المقرئ البغدادي العبد الصالح‏.‏
روى عن ابن الزبيدي وغيره‏.‏
وعاش ستًا وثمانين سنة‏.‏
توفي في رابع شوال‏.‏
وابن القواس مسند الوقت ناصر الدين أبو حفص عمر بن عبد المنعم ابن عمر الطائي الدمشقي في ثاني ذي القعدة وله ثلاث وتسعون سنة‏.‏
سمع حضورًا من ابن الحرستاني وأبي يعلى بن أبي لقمة فكان آخر من روى عنهما‏.‏
وأجاز له الكندي وطائفة‏.‏
وخرجت له مشيخة‏.‏
وكان دينًا خيرًا متواضعًا محبًا للرواية‏.‏
وابن النحاس العلامة حجة العرب بهاء الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبي عبد الله الحلبي شيخ العربية بالديار المصرية‏.‏
توفي في جمادى الأولى وله إحدى وسبعون سنة‏.‏
روى عن
وابن النقيب الإمام المفسر العلامة المفتي جمال الدين أبو عبد الله محمد ابن سليمان بن حسن البلخي ثم المقدسي الحنفي مدرس العاشورية بالقاهرة‏.‏
ولد سنة إحدى عشرة وقدم مصر فسمع بها من يوسف بن المخيلي‏.‏
وصنف تفسيرًا كبيرًا إلى الغاية‏.‏
وكان إمامًا زاهدًا عابدًا مقصودًا بالزيارة متبركًا به أمارًا بالمعروف كبير القدر توفي في المحرم ببيت المقدس‏.‏
وصاحب حماة الملك المظفر تقي الدين محمود ابن الملك المنصور ناصر الدين محمد بن المظفر محمود بن المنصور محمد بن عمر بن شاهنشاه الحموي آخر ملوك حماة‏.‏
مات في الحادي والعشرين من ذي القعدة‏.‏
والملك المنصور صاحب مصر والشام حسام الدين لاجين المنصوري السيفي قدم في أول سلطنة أستاذه نائبًا على قلعة دمشق‏.‏
فلما تملك سنقر الأشقر تلك الأيام اعتقله بالقلعة‏.‏
ثم ولي وجاءه تقليد نيابة دمشق في أثناء سنة تسع وسبعين واستمر إلى سنة تسعين فحمدت سيرته ثم عزل بالشجاعي وقبض عليه الملك الأشرف ثم أطلقه ثم قبض عليه وخنقه ثم رق له وتركه بآخر رمق ثم أنعم عليه‏.‏
وكان أحد من خرج عليه وقتله ثم اختفى أشهرًا فأجاره نائب الوقت كتبغا وعفا عنه السلطان وأعطي خبزًا وارتفع شأنه وعظم وقعه في النفوس وهابته الشجعان‏.‏
فلما تسلطن كتبغا استنابه فودعه سنتين وتوثب عليه فأخذ منه الملك ولم يؤذه‏.‏
وأقام في السلطنة سنتين وقتل‏.‏
وكان فيه دين وعدل في الجملة‏.‏
وهو أشقر أصهب تام القامة‏.‏
عاش نحو خمسين سنة‏.‏
وقتل معه نائبه منكوتمر‏.‏
وياقوت المستعصي الكاتب الأديب جمال الدين البغدادي‏.‏
أحجد من انتهت إليه رئاسة الخط المنسوب‏.‏
والملك الأوحد نجم الدين يوسف بن الناصر صاحب الكرك ابن المعظم‏.‏
توفي بالقدس في ذي الحجة وله سبعون سنة‏.‏
سمع من ابن اللتي وروى عنه الدمياطي في معجمه‏.‏
سنة تسع وتسعين وست مائة في أوائلها تيقن قصد التتار الشام‏.‏
فوصل السلطان الملك الناصر إلى دمشق في ثامن ربيع الأول وانجفل الناس من كل وجه وهج الناس على وجوههم وسار الجيش في سابع عشر الشهر وتضرع الخلق إلى الله والتقى الجمعان بوادي الخزندار بين حمص وسلمية يوم الأربعاء في الثامن والعشرين من الشهر‏.‏
فاستظهر المسلمون وقتل من التتار نحو العشرة آلاف وثبت ملكهم غازان ثم حصل المخازن وولت الميمنة بعد العصر وقاتلت الخاصكية أشد قتال إلى الغروب‏.‏
وكان السلطان آخر من انصرف بحاشيته‏.‏
فسار نحو بعلبك وتفرق الجيش وقد ذهبت أمتعتهم ونهبت أموالهم ولكن قل من قتل منهم وجاءنا الخبر من الغد فخار الناس وأبلسوا وأخذوا يتسلون بإسلام التتار ويرجون اللطف‏.‏
فتجمع أكابر البلد وساروا إلى خدمة غازان‏.‏
فرأى لهم ذلك وفرح بهم وقال‏:‏ نحن قد بعثنا الفرمان بالأمان قبل أن تأتوا‏.‏
ثم انتشرت جيوش التتار طولًا وعرضًا وذهب للناس من الأهل والمال والمواشي ما لا يحصى‏.‏
وحمى الله دمشق من النهب والسبي والقتل ولله الحمد لكن صودروا مصادرة عظيمة ونهب ما حول القلعة لأجل حصارها وثبت متوليها علم الدين أراجوش ثباتًا لا مزيد عليه ثم هابه التتار ودام الحصار أيامًا عديدة‏.‏
وأدمن الناس على الخوف وأخذ الدواب جميعها وشدة العذاب في المصادرة مع الغلاء والجوع وضروب الهم والفزع لكنهم بالنسبة إلى ماتم بجبل الصالحية من السبي والقتل أحسن حالًا‏.‏
فقيل إن الذي وصل إلى ديوان غازان من البلد ثلاثة آلاف ألف وسبع مائة سوى ما أخذ في الترسيم والبرطيل ولشيخ الشيوخ‏.‏
وكان إذا ألزم التاجر بألف درهم لزمه عليها فوق المائتين ترسيمًا يأخذه التتار ثم أعان الله وترحل الملك في ثاني عشر جمادى الأولى غير مصحوب بالسلامة‏.‏
ثم ترحل بقية التتار بعد عشرة أيام‏.‏
ودخلت الجيوش القاهرة في غاية الضعف ففتحت بيوت المال وأنفق فيهم نفقة لم يسمع بمثلها‏.‏
ومدة انقطاع خطبة الناصر من خوف التتار مائة يوم‏.‏
وفيها توفي من شيوخ الحديث بدمشق والجبل أكثر من مائة نفس وقتل بالجبل ومات بردًا وجوعًا نحو أربعة آلاف منهم سبعون نسمة من ذرية الشيخ أبي عمرو‏.‏
وفيها توفي أحمد بن زيد الجمالي الصالحي‏.‏
فقير مبارك‏.‏
روى عن ابن الزبيدي وغيره‏.‏
وأحمد بن سليمان بن أحمد بن إسماعيل بن عطاف أبو العباس المقدسي ثم الحراني المقرئ‏.‏
روى عن القزويني وابن روزبة ووالده الفقيه أبي الربيع‏.‏
توفي في جمادى الآخرة وله أربع وثمانون سنة‏.‏
وأحمد بن عبد الله بن عبد العزيز أبو العباس اليونيني الصالحي الحنفي‏.‏
سمع البهاء عبد الرحمن وابن الزبيدي‏.‏
استشهد بالجبل في ربيع الآخر‏.‏
وأحمد بن علي بن البليبل البغدادي الحمصاني‏.‏
روى عن ابن اللتي‏.‏
وأحمد بن فرج بن أحمد الإشبيلي الإمام شهاب الدين أبو العباس الشافعي المحدث الحافظ‏.‏
تفقه على ابن عبد السلام وحدثنا عن ابن عبد الدائم وطبقته‏.‏
وكان له حلقة اشتغال بجامع دمشق‏.‏
عاش خمسًا وسبعين سنة‏.‏
وكان ذا ورع وعبادة وصدق‏.‏
وأحمد بن محمد بن حمزة بن منصور أبو العباس الهمذاني الطبيب النجم الحنيبلي‏.‏
روى عن ابن الزبيدي ومات بدويرة حمد في رمضان‏.‏
وأحمد بن محمد بن محمد بن أبي الفتح أبو العباس ابن المجاهد الصالحي الحداد‏.‏
روى عن أبي القاسم بن صصري وابن الزبيدي وأجاز له الشيخ الموفق‏.‏
هلك بالجبل فيمن هلك رحمه الله‏.‏
وابن جعوان المفتي الزاهد شهاب الدين أحمد بن محمد بن عباس الدمشقي الشافعي أخو الحافظ شمس الدين‏.‏
كان عمدة في النقل‏.‏
روى عن ابن عبد الدائم‏.‏
وأحمد بن محسن بن ملي العلامة نجم الدين‏.‏
أحد أذكياء الرجال وفضلائهم في الفقه والأصول والطب والفلسفة والعربية والمناظرة‏.‏
روى عن البهاء عبد الرحمن وابن الزبيدي وتوفي في جمادى الآخرة بجبل الظنيين وله اثنتان وثمانون سنة‏.‏
وأحمد بن هبة الله بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عساكر المسند الأجل شرف الدين أبو العباس الدمشقي‏.‏
ويقال أبو الفضل‏.‏
ولد سنة أربع عشرة وسمع القزويني وابن صصري وزين الأمناء وطائفة‏.‏
وأجاز له المؤيد الطوسي وأبو روح الهروي وآخرون‏.‏
وروى الكثير وتفرد بأشياء‏.‏
توفي في الخامس والعشرين من جمادى الأولى‏.‏
وإبراهيم بن أحمد بن محمد بن خلف بن راجح العماد الماسح ولد القاضي نجم الدين المقدسي الصالحي‏.‏
روى عن إساعيل بن مظفر وجماعة وبالإجازة عن عمر بن كرم‏.‏
توفي في أواخر السنة عن نيف وسبعين سنة‏.‏
وإبراهيم بن أبي الحسن بن عمرو أبو إسحاق الفراء الصالحي‏.‏
سمع الموفق والبهاء والقزويني‏.‏
استشهد بالجبل وله سبع وثمانون سنة‏.‏
وإبراهيم بن عنبر المارديني الأسمر‏.‏
حدثنا عن ابن اللتي‏.‏
توفي في جمادى الأولى بعد الشدة والضرب‏.‏
وأيوب بن أبي بكر بن إبراهيم بن هبة الله الشيخ بهاء الدين أبو صابر الأسدي الحلبي الحنفي بن النحاس‏.‏
مدرس القليجية وشيخ الحديث بها‏.‏
روى لنا عن ابن روزبة ومكرم وابن الخازن والكاشغري وابن خليل‏.‏
توفي في شوال عن اثنتين وثمانين سنة‏.‏
وبلال المغيثي الطواشي الكبير الأمير أبو الخير الحبشي الصالحي‏.‏
روى عن عبد الوهاب بن رواج‏.‏
توفي بعد الهزيمة بالرمل وهو في عشر المائة‏.‏
وجاعان الأمير الكبير سيف الدين الذي ولي الشد بدمشق‏.‏
كان فيه خير ودين‏.‏
توفي بأرض البلقاء في أول الكهولة‏.‏
والمطروحي الأمير جمال الدين بن الحاجب من جلة أمراء دمشق ومشاهيرهم‏.‏
عمل للحجوبية مدة وعدم بعد الوقعة فيقال أسر وبيع للفرنج‏.‏
وحسام الدين قا ضي القضاة الحسن بن أحمد بن أنو شروان الرازي ثم الرومي الحنبلي‏.‏
عدم

بعد الوقعة وتحدث أنه في الأسر بقبرص ولم يثبت ذلك‏.‏
فالله أعلم‏.‏
وكان هو والمطروحي من أبناء السبعين‏.‏
وابن هود الشيخ الزاهد بدر الدين حسن بن علي بن يوسف بن هود المرسي الصوفي الإتحادي الضال‏.‏
مات في السادس والعشرين من شعبان بدمشق وله وستون سنة‏.‏
وابن النشابي الوالي عماد الدين حسن بن علي‏.‏
وكان قد أعطي الطبل خاناه‏.‏
مات بالبقاع في شوال وحمل إلى تربته بقاسيون‏.‏
وابن الصيرفي شرف الدين حسن بن علي بن عيسى اللخمي المصري المحدث‏.‏
أحد من عني بالحديث وقرأ وكتب وولي مشيخة الفارقانية‏.‏
روى عن ابن رواج وابن قميرةوطائفة‏.‏
ومات في ذي الحجة‏.‏
وخديجة بنت المفتي محمد بن محمود بن المراتبي أم محمد روت لنا عن ابن الزبيدي وتوفيت في جمادى الأولى بالجبل‏.‏
وخديجة بنت يوسف بن غنيمة العالمة الفاضلة أمة العزيز‏.‏
روت الكثير عن ابن اللتي ومكرم وطائفة‏.‏
وقرأت غير مقدمة في النحو وجودت الخط على جماعة‏.‏
وتكلمت في الأعزية مدة وحجت‏.‏
توفيت عن نيف وسبعين سنة‏.‏
وزينب بنت عمر بن كندي أم محمد الحاجة البعلبكية الدار الدمشقية المحتد‏.‏
لها أوقاف ومعروف‏.‏
روت بالإجازة عن المؤيد الطوسي وأبي روح وعدة‏.‏
توفيت في جمادى الآخرة عن نحو تسعين سنة‏.‏
والشيخ سعيد الكاساني الفرغاني شيخ خانقاه الطاحون وتلميذ الصدر القونوي‏.‏
كان أحد من يقول بالوحدة‏.‏
شرح تائية ابن الفاوض في مجلدتين‏.‏
ومات في ذي الحجة عن نحو سبعين سنة‏.‏
وابن الشيرجي الصاحب فخر الدين سليمان بن العماد محمد بن أحمد بن محمد‏.‏
مات في رجب عن نيف وستين سنة‏.‏
سمع من ابن الصلاح ولم يحدث‏.‏
وكان ناظر الدواوين‏.‏
فأقره نواب التتار على النظر فمنع أراجوش الناس من تشييعه وطردوهم لذلك وما بقي غير ولده‏.‏
والدواداري الأمير الكبير علم الدين سنجر التركي الصالحي من نجباء الترك وشجعانهم وعلمائه‏.‏
وله مشاركة جيدة في الفقه والحديث وفيه ديانة وكرم‏.‏
سمع الكثير من الزكي المنذري والرشيد العطار وطبقتهما‏.‏
وله معجم كبير وأوقاف بدمشق والقدس‏.‏
تحيز إلى حصن الأكراد فتوفي به في رجب عن بضع وسبعين سنة رحمه الله‏.‏
وصفية بنت عبد الرحمن بن عمرو الفراء المنادي أم محمد‏.‏
روت في الخامسة عن الشيخ والطيار الأمير الكبير سيف الدين المنصوري أدركته التتار بنواحي غزة‏.‏
فقاتل عن حريمه حتى قتل وحصل له خير بذلك‏.‏
فإنه كان مسرفًا على نفسه‏.‏
وعبد الدائم بن أحمد بن ربح المحجي القباني الصالحي‏.‏
روى لنا عن بن الزبيدي وغيره‏.‏
مات في تاسع جمادى الأولى بالجبل بعد شدائد‏.‏
والباجربقي المفتي المفتن جمال الدين عبد الله بن عمر بن عثمان الشيباني الدنيسري الشافعي‏.‏
اشتغل بالموصل وقدم دمشق فدرس واشتغل وحدث بجامع الأصول عن رجل عن مؤلفه وعاش نحو التسعين أوأكثر‏.‏
وكان حسن السمت كثير العبادة والإفادة‏.‏
توفي في خامس شوال‏.‏
وعبد العزيز بن محمد بن عبد الحق بن خلف العدل الإمام عز الدين أبو محمد الدمشقي الشافعي‏.‏
روى عن ابن الزبيدي والإربلي وطائفة‏.‏
وكتب الخط المنسوب توفي في جمادى الآخرة عن أربع وسبعين سنة‏.‏
وابن الزكي القاضي عز الدين عبد العزيز ابن قاضي القضاة محي الدين يحيى بن محمد القرشي مدرس العزيزية‏.‏
وقد ولي نظر الجامع وغير ذلك ومات كهلًا‏.‏
وعبد الولي بن علي بن السماقي‏.‏
روى عن ابن اللتي‏.‏
توفي أيام التتار ودفن داخل السور‏.‏
وعبيد الله بن الجمال أبي حمزة أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر المقدسي العلاف‏.‏
روى عن والمؤيد علي بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الرزاق بن خطيب عقربا‏.‏
عدل كاتب متميز‏.‏
روى عن ابن اللتي والناصح وطائفة‏.‏
توفي في رجب عن سبع وسبعين سنة‏.‏
وعلي بن أحمد بن عبد الدائم بن نعمة أبو الحسن المقدسي‏.‏
قيم جامع الجبل‏.‏
اعتنى بالرواية قليلًا وكتب أجزاء وسمع من البهاء عبد الرحمن وابن صباح وببغداد من الكاشغري وطائفة‏.‏
وكان صالحًا كثير التلاوة‏.‏
عذبه التتار إلى أن مات شهيدًا وله اثنتان وثمانون سنة‏.‏
وعلي بن مطر المحجي ثم الصالحي البقال‏.‏
روى عن ابن الزبيدي وابن اللتي‏.‏
وقتل بالجبل في جمادى الأولى‏.‏
وابن العقيمي شيخ الأدباء جمال الدين عمر بن إبراهيم بن حسين بن سلامة الرسعني الكاتب‏.‏
ولد سنة ست وست مائة برأس عين‏.‏
وأجاز له الكندي وسمع من القزويني وابن روزبة وطائفة وبرع في النظم والنثر‏.‏
توفي في شوال‏.‏
وإمام الدين قاضي القضاة أبو القاسم عمر بن عبد الرحمن القزويني الشافعي‏.‏
انجفل إلى مصر فتألم في الطريق وتوفي بالقاهرة بعد أسبوع في ربيع الآخر‏.‏
وكان تام الشكل سمينًا متواضعًا مجموع الفضائل لم يتكهل‏.‏
وعمر بن يحيى بن طرخان المعري ثم البعلبكي‏.‏
روى عن الإربلي وغيره‏.‏
وكان ضعيفًا في والمجد عيسى بن بركة بن والي الحوراني الصالحي المؤدب‏.‏
روى عن ابن اللتي وغيره‏.‏
هلك في جمادى الأولى‏.‏
ومحمد بن أحمد نوال الرصافي ثم الصالحي‏.‏
روى عن ابن الزبيدي‏.‏
وابن غانم الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن سلمان بن حمايل بن علي المقدسي الشافعي الموقع سبط الشيخ غانم المقدسي‏.‏
روى لنا عن شيخ الشيوخ تاج الدين بن حمويه وكان مع تقدمه في الإنشاء فقيهًا مدرسًا‏.‏
ذكر لخطابة دمشق‏.‏
توفي في شعبان وله اثنتان وثمانون سنة‏.‏
وابن الفخر المفتي المتفنن شمس الدين محمد بن الإمام فخر الدين عبد الرحمن بن يوسف البعلبكي الحنبلي أحد الموصوفين بالذكاء المفرط وحسن المناظرة والتقدم في الفقه وأصوله والعربية والحديث وغير ذلك‏.‏
روى عن خطيب مردا وطبقته‏.‏
و عاش خمسًا وخمسين سنة‏.‏
توفي في تاسع رمضان‏.‏
درس بالمسمارية وحلقة الجامع‏.‏
ومحمد بن عبد الغني بن عبد الكافي الأنصاري ابن الحرستاني زين الدين الذهبي المعروف بالنحوي‏.‏
دين خير متودد‏.‏
روى عن ابن صباح وابن اللتي‏.‏
وتوفي في ذي القعدة عن خمس وسبعين سنة‏.‏
ومحمد بن عبد القوي العلامة شمس الدين المرداوي الصالحي الحنبلي‏.‏
درس وأفتى وصنف وبرع في العربية واللغة واشتغل مدة‏.‏
وكان من محاسن الشيوخ‏.‏
روى عن خطيب مردا وطبقته‏.‏
وعاش سبعين سنة أو أكثر‏.‏
توفي في ربيع الأول‏.‏
ومحمد بن عبد الكريم بن عبد القوي أبو السعود المنذري المصري‏.‏
روى عن ابن المقير وجماعة‏.‏
وتوفي في ربيع الأول عن خمس وستين سنة‏.‏
والفخر محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن الحباب التميمي المصري ناظر الخزانة‏.‏
روى عن علي بن الجمل وجماعة‏.‏
توفي في ربيع الأول عن خمس وسبعين سنة‏.‏
وابن الواسطي شمس الدين محمد بن علي بن أحمد بن فضل الصالحي الحنبلي‏.‏
سمع حضورًا من الموفق وموسى بن عبد القادر وابن راجح وسمع من ابن البن وابن أبي لقمة وطائفة‏.‏
توفي بمارستان البلد في رجب بعد أن قاسى الشدائد‏.‏
وكان قليل العلم خيرًا ساكنًا‏.‏
والخطيب موفق الدين محمد بن محمد بن المفضل بن محمد البهراني القضاعي الحموي الشافعي ويعرف بابن حبيش خطيب حماة‏.‏
ثم خطيب دمشق ثم قاضي حماة‏.‏
روى لنا بالإجازة عن جده مدرك بن أحمد‏.‏
وكان شيخًا منورًا مديد القامة مهيبًا كثير الفضائل‏.‏
توفي بدمشق في أواخر جمادى الآخرة وله سبع وسيعون سنة‏.‏
ومحمد بن مكي بن أبي إلذكر القرشي الصقلي الرقام‏.‏
روى بمصر عن ابن صباح والإربلي ومحمد بن هاشم بن عبد القاهر بن عقيل العدل أبو عبد الله الهاشمي العباسي الدمشقي‏.‏
روى عن ابن الزبيدي وأبي المحاسن الفضل بن عقيل العباسي وبالإجازة المضمن ذكره فيها عن أبي روح الهروي‏.‏
شهد مدة وانقطع ببستانه ومات في رمضان عن ثلاث وتسعين سنة‏.‏
والموفق محمد بن يوسف بن إسماعيل المقدسي الحنبلي الشاهد‏.‏
عن ابن المقير ومات في شعبان عن خمس وسبعين سنة‏.‏
ومحمد بن يوسف بن خطاب التلي الصالحي‏.‏
حدثنا عن جعفر الهمذاني ومات في جمادى الأولى بعد المحنة والشدة بالجبل‏.‏
ومريم بنت أحمد بنت حاتم البعلبكية‏.‏
حضرت البهاء وسمعت الإربلي وكانت صالحة خيرة‏.‏
ومنكبرس الأمير ركن الدين الجمالي العزيزي نائب غزة‏.‏
استشهد بعد أن قاتل وعاش نحو سبعين سنة روى عن السبط‏.‏
وكرت الأميرسيف الدين بن عبد الله نائب سلطنة طرابلس‏.‏
حمل مرات وقتل جماعة‏.‏
ثم قتل وكان ذا دين وخير وشجاعة‏.‏
وابن المقير أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحسن المقرئ‏.‏
روى عن إبراهيم بن الخير وسنجر علم الدين الجمالي العزيزي الأمير‏.‏
استشهد يومئذ‏.‏
وقد روي عن السبط‏.‏
وابن المقدم الأمير نوح بن عبد الملك ابن الأمير الكبير شمس الدين محمد بن المقدم‏.‏
لجده المواقف المشهورة‏.‏
وهو الذي استشهد بعرفة في زمن صلاح الدين وكان هذا من أمراء حماة‏.‏
استشهد يومئذ وله خمس وسبعون سنة‏.‏
وقد حدث عن ابن رواحة‏.‏
فهؤلاء الخمسة هم الذين عرفنا من كبار من قتل يوم المصاف‏.‏
وهدية بنت عبد الحميد بن محمد المقدسية الصالحية‏.‏
روت الصحيح عن ابن الزبيدي‏.‏
توفيت بالجبل في ربيع الآخر‏.‏
ووهبان بن علي بن محفوظ أبو الكرم الجزري المؤذن المعمر‏.‏
ولد بالجزيرة سنة أربع وست مائة وسمع بمصر من ابن باقا‏.‏
توفي في ربيع الأول‏.‏
وكان مؤذن السلطان مدة‏.‏
وابن الشقاري أمير الحاج عماد الدين يوسف بن أبي نصر بن أبي الفرج الدمشقي‏.‏
حدث بالصحيح مرات‏.‏
وروى عن الناصح والإربلي وجماعة‏.‏
وحج مرات‏.‏
توفي زمن التتار ووضع في تابوت فلما أمن الناس نقل إلى النيرب ودفن بقبته التي بالخانقاه وله نحو من تسعين سنة‏.‏
وابن خطيب بيت الآبار محيي الدين أبو بكر عبد الله بن عمر بن يوسف المقدسي‏.‏
روى عن ابن اللتي والإربلي‏.‏
ومات في شعبان‏.‏
وأبو محمد عبد الله المرجاني المغربي الواعظ المذكر‏.‏
أحد مشايخ الإسلام علمًا وعملًا‏.‏
توفي في هذه السنة وصلي عليه بالقاهرة صلاة الغائب في رمضان‏.‏
سنة سبع مائة في صفر قويت الأراجيف بالتتار وأكريت المحارة إلى مصر بخمس مائة درهم وأبيعت الأمتعة بالثمن البخس‏.‏
وفي ربيع الآخر جاوز غازان بجيشه الفرات وقصد حلب والسلطان نازل على بد عرش‏.‏
وكثرت الأمطار وجبيت الأموال على الأملاك‏.‏
فأخذوا أجرة أربعة أشهر‏.‏
وساق بنحاص المنصوري إلى بدعرش فأخبر السلطان بقدوم العدو‏.‏
فرجع السلطان إلى مصر ولم يظهر لقدومه فائدة‏.‏
فتشوشت الخواطر وجمع الخلق على وجوههم في الوحل والأمطار ثم ساق الشيخ تقي الدين في البريد إلى القاهرة وحرضهم على الجهاد واجتمع بأكابر الأمراء ثم نودي في دمشق‏:‏ من قدر على الهرب فلينج بنفسه‏.‏
فانقلبت المدينة وانرص الخلق بالقلعة وأشرف الناس على خطة صعبة وأبيع اللحم بتسعة دراهم وبقي الخوف أيامًا‏.‏
ثم تناقص برجعة غازان لما ناله من المشاق والثلوج‏.‏
وفيها توفي العز أحمد بن العماد عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف ابن محمد بن قدامة أبو العباس المقدسي الصالح‏.‏
روى عن الشيخ الموفق وابن أبي لقمة وابن راجح وموسى بن عبد القادر وطائفة وخرج له مشيخة سمعها خلق‏.‏
وزاره نائب السلطنة توفي في ثالث المحرم وله ثمان وثمانون سنة‏.‏
والعماد أحمد بن محمد بن سعد بن عبد الله بن سعد أبو العباس المقدسي الصالحي الحنبلي‏.‏
شيخ صالح فاضل مشهور‏.‏
روى عن القزويني وابن الزبيدي وجماعة‏.‏
وروى الكثير‏.‏
توفي في المحرم وله ثلاث وثمانون سنة‏.‏
والشيخ إسماعيل بن إبراهيم بن سونح الصالح الفقير شيخ البكرية‏.‏
كان يتوب لأبي بكر رضي الله عنه وله أصحاب وفيه خير وسكون‏.‏
مات كهلًا‏.‏
وابن الفراء العدل المسند الكبير عز الدين أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو المرداوي الصالحي الحنبلي‏.‏
روى عن الموفق وابن راجح وابن البن وجماعة‏.‏
وروى الصحيح مرات وكان صالحًا متواضعًا متعبدًا قاسى الشدائد عام أول واحترقت أملاكه‏.‏
توفي في سادس جمادى الآخرة وله تسعون سنة‏.‏
وأيدمر الأمير الكبير عز الدين الظاهري الذي كان نائب دمشق في دولة مخدومه‏.‏
حبس مدة ثم أطلق فلبس عمامة مدورة وسكن بمدرسته عند الجسر الأبيض‏.‏
توفي في ربيع الأول ودفن بتربته‏.‏
وكان أبيض الرأس واللحية‏.‏
والطباخي الأمير الكبير سيف الدين بلبان المنصوري‏.‏
ولي إمرة حلب وإمرة طرابلس‏.‏
وكان من جلة الأمراء وكبارهم‏.‏
توفي في ربيع الأول بالساحل كهلًا وخلف جملة‏.‏
وابن عبدان المسند شمس الدين أبو القاسم الخضر بن عبد الرحمن بن الخضر ين الحسين بن الخضر بن الحسين بن عبد الله بن عبدان الأزدي الدمشقي الكاتب في جهات الظلم‏.‏
وكان عريًا من العلم لكنه تفرد بأشياء‏.‏
وحدث عن ابن البن والقزويني وأبي القاسم بن صصري وجماعة‏.‏
توفي في ذي الحجة عن أربع وثمانين سنة‏.‏
وزينب بنت قاضي القضاة محيي الدين يحيى بن محمد بن الزكي القرشي الدمشقي أم الخير روت عن علي بن حجاج البقلح وابن المقير وجماعة‏.‏
توفيت في شعبان عن بضع وسبعين سنة‏.‏
وعبد الملك بن عبد الرحمن بن عبد الأحد بن العنيقة أبو محمد الحراني العطار‏.‏
روى عن ابن معالي العطار وابن يعيش وابن خليل‏.‏
ومات بطريق مصر عن ثلاث وثمانين سنة‏.‏
وعبد المنعم بن عبد اللطيف بن زين الأمناء أبي البركات بن عساكر أبو محمد الدمشقي‏.‏
روى عن ابن غسان وابن اللتي وطائفة‏.‏
توفي في رجب وله أربع وسبعون سنة‏.‏
والفرضي الإمام شمس الدين أبو العلا محمود بن أبي بكر بن أبي العلاء البخاري الكلاباذي الحنفي الصوفي الحافظ كان إمامًا في الفرائض مصنفًا فيها له حلقة أشغال‏.‏
وسمع الكثير بخراسان والعراق والشام ومصر وكتب بخطه الأنيق الكثير ووقف أجزاء‏.‏
وراح مع التتار من خوف الغد فنزل بماردين أشهرًا وأدركه أجله بها وله ست وخمسون سنة‏.‏
وكان صالحًا دينًا سنيًا‏.‏
حدثنا عن محمد بن أبي الدنية وغيره‏.‏
والغسولي أبو علي يوسف بن أحمد بن أبي بكر الصالحي الحجار روى عن موسى بن عبد القادر والشيخ الموفق وعاش ثمانيًا وثمانين سنة‏.‏
وهو آخر من روى في الدنيا عن موسى‏.‏
توفي في نصف جمادى الآخرة بالجبل‏.‏
خدم مدة في الحصون‏.‏
وقد حدث في حياة ابن عبد الدايم‏.‏
وكان فقيرًا متعففًا أميًا لا يكتب‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 10:54 PM

الجزء الرابع
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
http://www.arabna.info/vb/./images/up.gif سنة إحدى وسبعمائة
دخلت وسلطان الإسلام الملك الناصر نصره الله ونائبه سلار ونائبه بدمشق الأفرم‏.‏
فقتل بمصر على الزندقة الذكي المتفنن فتح الدين أحمد بن البققي‏.‏
وما تحرك العدو العام‏.‏
وأسلم بدمشق ديان اليهود العالم عبد السيد وبنوه وخلع عليهم النائب وضربت وراءهم الدبادب وهم راكبون‏.‏
وأسلم معه نسيم الدباغ وأولاده والعابد جمال الدين داوود الطبيب‏.‏
وجاء دمشق جرادٌ عظيم فما ترك حشيشةً خضراء وأكل أكثر ورق الأشجار وأكل الدراقن وبقي حبه في الأغصان ورأيت بعض الحب قد أكل نصفه وكان ذلك عبرة‏.‏
وفيها‏:‏ توفي صاحب مكة عز الدين أبو نمي محمد ابن صاحب مكة أبي سعد حسن بن علي بن قتادة الحسني من أبناء السبعين وكان أسمر ضخمًا شجاعًا سائسًا مهيبًا‏.‏
ولي أربعين وماتت خديجة بنت الرضي عبد الرحمن بن محمد عن أربعٍ وثمانين سنةً‏.‏
روت عن القزويني والبهاء وجماعة‏.‏
ومات بمصر علاء الدين علي بن عبد الغني بن الفخر بن تيمية الشاهد عن اثنتين وثمانين سنةً‏.‏
حدثنا عن الموفق عبد اللطيف وابن روزبه‏.‏
ومات أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله العباس أحمد بن أبي علي بن أبي بكر بن المسترشد بالله العباسي في جمادى الأولى‏.‏
وعهد بالخلافة إلى ابنه المستكفي بالله سليمان‏.‏
كانت خلافته أربعين عامًا‏.‏
ومات مسند الشام تقي الدين أحمد بن عبد الرحمن بن مؤمن الصوري الصالحي الحنبلي في جمادى الآخرة عن أربعٍ وثمانين سنة‏.‏
روى عن الشيخ الموفق حضورًا وعن ابن أبي لقمة والقزويني والبهاء وأبي القاسم بن صصرى‏.‏
خرجوا له مشيخة‏.‏
ومات الشيخ الابن محمد بن عثمان بن المنجا التنوخي رئيس الدماشقة عن إحدى وسبعين سنةً‏.‏
ثنا عن جعفر الهمداني وغيره‏.‏
وهو واقف دار القرآن‏.‏
ومات شيخ بعلبك الحافظ شرف الدين أبو الحسين علي بن محمد بن أحمد اليونيني الحنبلي في رمضان من ضربة مجنون في رأسه بسكين فتوفي بعد ستة أيام عن إحدى وثمانين سنةً‏.‏
كان إمامًا فاضلًا‏.‏
كثير الفضائل والمحاسن‏.‏
ثنا عن البهاء حضورًا وعن ابن صباح وابن الزبيدي وعدة ودرس وأفتى‏.‏
ومات بمكة في العشرين من ذي الحجة مسند الوقت أبو المعالي أحمد بن إسحق بن محمد بن المؤيد الأبرقوهي عن سبعٍ وثمانين سنةً‏.‏
حدث عن الفتح بن عبد السلام وأحمد بن صرما وابن أبي لقمة والفخر بن تيمية وعبد القوي بن الحباب‏.‏
وتفرد بأشياء‏.‏
وكان مقرئًا صالحًا متواضعًا فاضلًا‏.‏
رحمه الله‏.‏
http://www.arabna.info/vb/./images/up.gif سنة اثنتين وسبعمائة فيها وسط اليعفوري والقباري
وقطعت يمين التاج الناسخ لدخولهم في تزوير وتخويف الأفرم من كبار عماله عليه‏.‏
وطرق قازان الشام فالتقى يزكه ويزك الإسلام بعرض ونصره الله وقتل من التتار خلق وأسر مقدمان وعلى يزكنا سيوف الدين‏:‏ أسندمر وكجكن وغرلو وبهادر آص في ألفٍ وخمسمائة فارس‏.‏
وكان العدو نحو أربعة آلاف وتأخر جند الأطراف إلى حمص‏.‏
ثم جهز قازان جيوشه مع نائبه خطلوشاه فساقوا إلى مرج دمشق‏.‏
وتأخر المسلمون وبات أهل دمشق في بكاء واستغاثة بالله وخطب شديد وقدم السلطان وانضمت إليه جيوشه والجفال فكان المصاف على شقحب فهزم العدو الميمنة واستشهد رأس الميمنة الحسام استاد دار في جماعة أمراء وثبت السلطان كعوائده ونزل النصر وشرع التتار في الهزيمة في ليلة ثاني رمضان وتبعهم المسلمون قتلًا وأسرًا ومزقوا كل ممزق وتخطفهم الناس إلى الفرات وسلم شطرهم في ضعفٍ شديد وجوعٍ وحفًا ووقوف خيل‏.‏
ثم دخل السلطان والخليفة راكبين والحمد لله‏.‏
ومن الشهداء‏:‏ الفقيه ابراهيم بن عبيدان والأمير صلاح الدين ولد الكامل والأمير علاء الدين علي بن الجاكي والأمير حسام الدين أوليا بن قرمان والأمير سنقر الكافري وعز الدين بن الأمير يعقوبا‏.‏
وفي ذي القعدة زلزلت مصر وتساقطت الدور ومات بالإسكندرية تحت الردم نحو المائتين‏.‏
وكانت آية‏.‏
وافتتحت جزيرة أرواد وأسر من الفرنج نحو خمسمائة‏.‏
وفيها مات بزملكا المعمر عبد الحميد بن أحمد بن خولان البناء عن بضع وثمانين سنة‏.‏
أجاز له ابن أبي لقمة وابن البن‏.‏
وسمع أبا القاسم ابن صصرى والناصح وابن الزبيدي‏.‏
ومات بالقاهرة شيخها وقاضيها شيخ الإسلام تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن دقيق العيد القشيري المنفلوطي الشافعي صاحب الإلمام وكتاب الإمام وشرح العمدة‏.‏
في صفر عن سبع وسبعين سنة‏.‏
روى عن ابن الجميزي وابن رواج والسبط وعدة‏.‏
وكان رأسًا في العلم والعمل عديم النظير‏.‏
وأخذ من دمشق قاضيها ابن جماعة فولي مكانه وولي بدمشق ومات في ربيع الأول المسند بدر الدين محمد بن علي بن الخلال الدمشقي عن ثلاث وسبعين سنة‏.‏
حدث عن مكرم وابن اللتى وابن الشيرازي وابن المقير وجعفر وكريمة وخلق‏.‏
وتفرد رحمه الله‏.‏
ومات متولي حماة الملك العادل زين الدين كتبغا المغلي المنصوري ونقل فدفن بتربته بسفح قاسيون‏.‏
مات يوم الجمعة يوم الأضحى‏.‏
وكان في آخر الكهولة أسمر قصير دقيق الصوت شجاعًا قصير العنق ينطوي على دين وسلامة باطن وتواضع‏.‏
تسلطن بمصر عامين وخلع في صفر سنة ست وتسعين فالتجأ إلى صرخد ثم أعطي حماة‏.‏
ومات المقرىء شمس الدين محمد بن قيماز الطحان الدمشقي عن ثلاثٍ وثمانين سنة‏.‏
تلا بالسبع على السخاوي وسمع من ابن صباح وابن ناسويه وابن الزبيدي وكان خيرًا متواضعًا‏.‏
ومات مسند المغرب الإمام الأديب أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطائي القرطبي بتونس في ذي القعدة عن مائة عام‏.‏
أجاز لنا مروياته‏.‏
سمع الموطأ وكامل المبرد من أبي القاسم أحمد بن بقي في سنة عشرين وعمر دهرًا‏.‏
سنة ثلاث وسبعمائة فيها أغارت العساكر المنصورة على ملطية ونازلوا تل حمدون من بلاد سيس‏.‏
ومات القدوة الزاهد العلامة بركة الوقت الشيخ ابراهيم بن أحمد الرقي الحنبلي بدمشق عن نحو ستين سنة‏.‏
وشيعه الخلق وحمل على الرؤوس إلى الجبل‏.‏
وكان من أولياء الله ومن كبار المذكرين‏.‏
له تصانيف محركة إلى الله‏.‏
ثنا عن عبد الصمد بن أبي الجيش‏.‏
وله نظم كثير وخبرة بالطب ومشاركات في العلوم توفي في المحرم‏.‏
وماتت المعمرة أم أحمد ست الأهل بنت علوان بن سعيد البعلبكي بدمشق في المحرم‏.‏
مكثرةً عن البهاء عبد الرحمن صالحة خيرة عاشت خمسًا وثمانين سنة‏.‏
ومات خطيب بعلبك ضياء الدين عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن علي بن عقيل السلمي الشافعي في صفر عن تسع وثمانين سنة‏.‏
سمع القزويني وابن اللتي وهو آخر من روى شرح السنة‏.‏
وخطب ستين سنة‏.‏
ومات مفيد الطلبة نجم الدين إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز في صفر عن أربع وسبعين سنة ‏,‏ كتب عمن دب ودرج وجمع وكتب الكثير‏.‏
ولم ينجب‏.‏
روى عن الضياء وعبد الحق بن خلف والمرسي وأمم‏.‏
ومات فيه شيخ دار الحديث وخطيب البلد المفتي زين الدين عبد الله ابن مروان الفارقي عن نيف وسبعين سنة‏.‏
روى عن السخاوي وكريمة وابن رواحة وابن خليل‏.‏
فولي بعده دار ومات عز الدين أيبك الحموي نائب حمص ونقل إلى تربته تحت عقبة دمر وكان شيخًا عاقلًا شجاعًا‏.‏
وولي نيابة دمشق بعد سنة تسعين للملك الأشرف‏.‏
ومات في رجب بالجبل الشيخ أبو الفتح نصر بن أبي الضوء الزبداني الفامي أحد رواة الصحيح عن ابن الزبيدي‏.‏
كتبنا عنه‏.‏
جاوز الثمانين‏.‏
ومات صاحب الشرق القآن محمود غازان بن القآن أرغون بن أبغا بن هولاكو المغلي في شوال بقرب همذان لم يتكهل ونقل إلى تربته بتبريز‏.‏
سم بمنديل تمسح به بعد الجماع‏.‏
وتملك أخوه خربندا وكان بسنجار وسموه محمدًا ولقبوه غياث الدين‏.‏
http://www.arabna.info/vb/./images/up.gif سنة أربع وسبعمائة
تكلم ابن النقيب وغيره في فتاوٍ لابن العطار فيها تخبيط‏.‏
وسعوا إلى القضاة فحار بن العطار وأرعب وبادر إلى الحاكم ابن الحريري فأسلم بدعوى صورت فحقن دمه ثم ندم ولامه أصحابه‏.‏
وبلغ النائب فغضب من الفتن واعتقل ابن النقيب وغيره أربع ليالٍ فأنكروا‏.‏
وفي صفر مات المحدث المشهور مفيد دمشق أبو الحسن علي بن مسعود ابن نفيس الموصلي ثم الحلبي بالمارستان بدمشق ودفن بالسفح‏.‏
حدثنا عن ابن رواحة والكمال الضرير وابن عبد الدايم وقرأ ما لا يوصف كثرة وحصل أصولًا وفقهًا‏.‏
وعاش سبعين سنةً في دينٍ وقناعةٍ وصدقٍ‏.‏
رحمه الله‏.‏
ومات بالمدينة صاحبها عز الدين جماز بن شيحة العلوي الحسيني وقد شاخ وأضر‏.‏
وتملك بعده ابنه منصور‏.‏
وفيهم تشيعٌ ظاهر‏.‏
ومات الضياء عيسى بن أبي محمد بن عبد الرزاق المغاري شيخ المغارة في ربيع الآخر عن ثمانين سنة‏.‏
روى عن ابن الزبيدي وابن صباح والإربلي‏.‏
ومات المعمر ركن الدين أحمد بن المنعم بن أبي الغنائم القزويني الطاووسي كبير الصوفية بدمشق في جمادى الأولى عن مائة سنة وسنتين وتسعة أشهر‏.‏
روى بالعامة عن أبي جعفر الصيدلاني وطائفة‏.‏
وبالسماع عن ابن الخازن والسخاوي‏.‏
ومات شيخ البطائحية تاج الدين بن الرفاعي بقرية ام عبيدة عن سن عالية وله شهرة كبيرة‏.‏
ومات بقاسيون الحاج محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن فضل بن الواسطي عن ثمانين سنة‏.‏
روى عن ابن الزبيدي وابن اللتى وابن المقير‏.‏
ومات الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن يعقوب الإربلي ثم الدمشقي كبير الذهبيين‏.‏
ويكنى أبو الفضل أيضًا‏.‏
سقط من السلم فمات لوقته في رمضان عن ثمانين سنة‏.‏
وكان مكثرًا‏.‏
سمع المسلم المازني وابن الزبيدي ومكرمًا وأبا نصر بن عساكر وعدة وتفرد بأشياء‏.‏
خرجت له مشيخة‏.‏
ومات بالإسكندرية شيخها الإمام المحدث تاج الدين علي بن أحمد بن عبد المحسن الحسيني الغرافي المعدل في ذي الحجة عن ست وسبعين سنة‏.‏
روى عن ابن عماد وأبي الحسن القطيعي وابن بهروز وجماعة‏.‏
وتفرد ورحل إليه‏.‏
وكان فقيهًا عالمًا ثقة‏.‏
وفيها حكم المالكي بدمشق بضرب عنق محمد بن الباجربقي - وإن تاب بشهادة مجد الدين التونسي وجلال الدين خطيب الزنجيلية والمحيي بن الفارعي وجماعة - بكفريات‏.‏
ومات بمصر عالمها العلم العراقي عبد الكريم بن علي الأنصاري المصري الشافعي المفسر عن نيف وثمانين سنة‏.‏
سنة خمس وسبعمائة فيها أغار جيش حلب على أطراف العدو فكمنوا لهم وقتل خلق من العسكر‏.‏
وناب لابن صصرى جلال الدين القزويني‏.‏
وسار عسكر دمشق والأفرم النائب لحرب الجرديين فضايقوهم أيامًا وهم رافضة آذوا الجيش في مكاتبة قازان ثم صولحوا وفرقوا وخرجوا من أراضيهم‏.‏
وقل الغيث واستسقى بالناس خطيبهم الفزاري بسفح المزة‏.‏
وفيها فتنة الشيخ تقي الدين بن تيمية وسؤالهم عن عقيدته فعقد له ثلاثة مجالس وقرئت عقيدته الملقبة بالواسطية وضايقوه وثارت الغوغاء والفقهاء له وعليه ثم وقع نوع وفاقٍ ثم إنه طلب على البريد إلى مصر وصورت عليه دعوى عند المالكي فاستخصمه الشيخ وقاموا‏.‏
فسجن الشيخ وأخواه بالجب بضعة عشر شهرًا ثم أخرج ثم حبس بحبس الحاكم ثم أبعد إلى الإسكندرية فلما تمكن السلطان سنة تسعٍ طلبه واحترمه وصالح بينه وبين الحكام وكان الذي ادعى عليه به بمصر أنه يقول‏:‏ إن الرحمن على العرش حقيقة وإنه يتكلم بحرف وصوت‏.‏
ثم نودي بدمشق وغيرها‏:‏ من كان على عقيدة ابن تيمية حل ماله ودمه‏.‏
وجاء تقليد بالخطابة للشيخ برهان الدين بعد عمه وباشر وخطب ثم ترك ذلك واختار بقاءه بالباذرائية بعد أن صلى خمسة أيام‏.‏
ومات بحلب قاضيها كان وخطيبها العلامة شمس الدين محمد بن محمد بن بهرام الدمشقي الشافعي عن ثمانين سنة‏.‏
وهو الذي عزل بزين الدين بن قاضي الخليل من الحكم وكان مشكورًا يدري المذهب‏.‏
ومات بمصر المعمر أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم بن شهاب بن المؤدب المصري‏.‏
حدث عن ابن باقا‏.‏
ثنا عنه أبو الحسن السبكي‏.‏
ومات بالإسكندرية الإمام المعمر شرف الدين يحيى بن أحمد بن عبد العزيز بن الصواف الجذامي المالكي كبير الشهود هن ست وتسعين سنة‏.‏
سمع منه قاضي القضاة السبكي وجماعة‏.‏
روى عن ابن عماد والصفراوي وتلا عليه بالسبع‏.‏
وأول سماعه كان في سنة خمس عشرة وستمائة‏.‏
أصم وأضر مدةً‏.‏
ومات خطيب دمشق الإمام الكبير شرف الدين أحمد بن إبراهيم بن سباع الفزاري الشافعي أخو الشيخ تاج الدين في شوال عن خمسٍ وسبعين سنة وشهر‏.‏
وشهده ملك الأمراء والأعيان‏.‏
تلا بالسبع وأحكم العربية وقرأ الحديث وسمع كثيرًا‏.‏
وكان فصيحًا عديم اللحن طيب الصوت‏.‏
روى عن السخاوي والعز النسابة والتاج القرطبي وعدة‏.‏
وأقرأ العربية زمانًا مع الكيس والتواضع والتصون‏.‏
ومات حافظ الوقت العلامة شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي الشافعي في نصف ذي القعدة فجأةً عن اثنتين وتسعين سنة‏.‏
سمع من علي بن المختار وابن المقير وابن رواحة وإبراهيم بن الخير وطبقتهم‏.‏
وصنف التصانيف المهذبة ولم يخلف في معناه مثله‏.‏
وماتت بمصر المعمرة زينب بنت سليمان بن رحمة الإسعردي في ذي القعدة عن بضع وثمانين سنة‏.‏
سمعت ابن الزبيدي والشمس أحمد بن عبد الواحد البخاري وعلي بن حجاج
ومات في ذي القعدة صاحب المغرب أبو يعقوب يوسف بن السلطان يعقوب بن عبد الحق المريني‏.‏
سنة ست وسبعمائة قدم من الشرق الشيخ براق العجمي في جمع نحو المائة وفي رؤوسهم قرون من لبابيد ولحاهم دون الشوارب محلقة وعليهم أجراس‏.‏
ودخلوا في هيبة يجرون بشهامة فنزلوا بالمنيبع ثم زاروا القدس وشيخهم من أبناء الأربعين فيه‏:‏ إقدامٌ وقوة نفس وصولة فما مكنوا من المضي إلى مصر‏.‏
وكان تدق له نوبة ونفذ إليه الكبار غنمًا ودراهم‏.‏
وانشىء بحذاء الرباط الناصري جامع للأفرم وخطب به القاضي شمس الدين بن العز‏.‏
وحطوا على أهل جيلان عند خربندا ونبه على أن يكون له نائب وأنهم يسبون الأشعري وأبا حنيفة فندب لحربهم خطلوشاه فسار فكسبت الجيلانيون التتار وبثقوا عليهم من البحر سدًا فانهزموا وقتل بسهم طاغيتهم خطلوشاه الكافر‏.‏
وفيها توفي أمير سلاح بدر الدين بكتاش بن عبد الله الصالحي كبير أمراء مصر وله غزوات ومواقف وكان ذي عقل ورأيٍ‏.‏
قارب الثمانين‏.‏
ومات رئيس التجار الصدر جمال الدين إبراهيم بن محمد ابن السواملي العراقي وله ستٌ وسبعون سنة‏.‏
توفي بشيراز والسوامل كالطاسات‏.‏
كان يثقب اللؤلؤ فصمد ألفي درهم ثم تجر وسار إلى الصين فتمول وعظم وضمن العراق من القآن‏.‏
ورفق بالرعية وصار له أولاد مثل الملوك ثم صودر وأخذ منه أموال ضخمة‏.‏
ومات فجأةً خطيب دمشق الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الخلاطي ابن إمام الكلاسة وحمل على الرؤوس وصلى عليه الأفرم‏.‏
وكان دينًا صينًا مليح الشكل طيب الصوت حسن الهدى‏.‏
روى عن البرهان وابن عبد الدايم‏.‏
أمّ بالكلاسة مدة ثم خطب للخطابة‏.‏
فأقام ستة أشهر ونصفًا وخرج من الحمام وصلى سنة الفجر فغشي عليه وانطفأ‏.‏
فولي بعده الخطابة جلال الدين القزويني‏.‏
ومات بحلب مسندها علاء الدين سنقر القضائي الزيني في شوال عن سبع وثمانين سنة‏.‏
تفرد باشياء‏.‏
وحدث عن الموفق عبد اللطيف وابن شداد وابن روزبه وابن الزبيدي وأنجب الحمامي وعدة‏.‏
وكان دينًا خيرًا صبورًا على الطلبة أكثرنا عنه‏.‏
رحمه الله‏.‏
ومات ببغداد العلامة المتفنن نصير الدين عبد الله بن عمر الفاروثي الشيرازي الشافعي مدرس المستنصرية‏.‏
قدم علينا دمشق وظهرت فضائله بالعقليات‏.‏
ومات بالكرك الطواشي الأمير المعمر شمس الدين صواب السهيلي‏.‏
وكان محتشمًا متمولًا بعيد الصيت‏.‏
سنة سبع وسبعمائة عقد مجلس بالقصر فاستتيب النجم ابن خلكان من عبارات قبيحة ودعاوٍ مبيحة للدم وادعاء نبوة ما فاختلفت فيه الآراء ومال إلى الترفق به الشيخ برهان الدين فتاب‏.‏
وصلى الخطيب بالبلد صلاة الفطر‏.‏
وحضر بالمقصورة ملك الأمراء بسبب المطر‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 10:57 PM

ومات بمكة في آخر العام الماضي الزاهد الكبير الشيخ محمد بن أحمد ابن أبي بكر الحراني القزاز‏.‏
وكان كثير التلاوة‏.‏
روى عن عبد الله بن النحال وإبراهيم بن الخير‏.‏
وجماعة وتفرد‏.‏
كتبنا عنه‏.‏
ومات بدمشق كبير الأمراء ركن الدين بيبرس العجمي الصالحي الجالق‏.‏
توفي بإقطاعه عن نحو الثمانين‏.‏
وبقي في الإمرة زمانًا‏.‏
ومات بمصر رئيسها الصاحب تاج الدين محمد بن الصاحب فخر الدين محمد بن الوزير بهاء الدين علي بن محمد بن حنا‏.‏
ثنا عن سبط السلفي‏.‏
وكان محتشمًا وسيمًا عادلًا متمولًا‏.‏
من
ومات بمكة شيخها الإمام القدوة أبو عبد الله محمد بن حجاج بن إبراهيم بن مطرف الأندلسي‏.‏
في رمضان عن نيف وتسعين سنة ‏,‏ جاور نحو ستين عامًا‏.‏
وكان يطوف في الليلة واليوم خمسين أسبوعًا‏.‏
وحمل نعشه صاحب مكة حميضة‏.‏
ومات بالقاهرة أقضى القضاة جمال الدين أبو بكر محمد بن عبد العظيم بن علي بن السقطي الشافعي‏.‏
روى عن ابن باقا بالإجازة وعن العلم بن الصابوني‏.‏
وعاش خمسًا وثمانين سنة‏.‏
أكثروا عنه‏.‏
وله أخ باسمه وهو العدل نجم الدين محمد‏.‏
مات بعد النووي رحمهما الله‏.‏
ومات ببغداد مسندها الإمام رشيد الدين محمد بن أبي القاسم المقرىء الحنبلي شيخ المستنصرية في رجب عن أربع وثمانين سنة‏.‏
سمع الكثير من عمر ابن كرم والحسن بن أسيد والسهروردي وزكريا العلي وعدة‏.‏
وتفرد‏.‏
وكتب المنسوب وشارك في الفضائل واشتهر‏.‏
ومات بتبريز عالمها شمس الدين العبيدي شيخ الشافعية‏.‏
وقد أسن وخلف كتبًا تساوي ستين ألفًا توفي في ذي القعدة‏.‏
ومات بدمشق مسندها شهاب الدين محمد بن أبي العز بن مشرف بن بيان الأنصاري البزاز شيخ الرواية بالدار الأشرفية في ذي الحجة عن ثمان وثمانين سنة وأشهر‏.‏
حدث عن ابن الزبيدي والناصح وابن صباح وابن باسويه وابن المقير ومكرم‏.‏
وتفرد واشتهر‏.‏
أطلقت حماة لنائبها قبجق فولي نظرها عبد الصمد بن المغيزل وعزل الشرف محمد بن جمال الدين بن صصرى منها‏.‏
وعزل ناظر دمشق أمين الدين أبو بكر بن الرقاقي فرد إلى مصر‏.‏
وسار السلطان إلى الكرك ليحج فدخلها فبعث نائبها جمال الدين إلى مصر وزهد في مملكة محجور عليه فيها ولوح بعزل نفسه‏.‏
فوثب على الملك ركن الدين بيبرس الجاشنكير ولقب بالمظفر وأقر على نيابة الملك سلار وحلف له أمراء النواحي‏.‏
وجاء كتاب الناصر من الكرك بأنه لا يؤذ أحدًا وقد اختار الانقطاع والعزلة بالكرك وأن له عليهم بيعةً بالطاعة وقد أمرهم بالطاعة لمن يتولى ويشير بالاتفاق وما فيه تصريحٌ بعزل نفسه وولي برغلي موضع الذي تسلطن ومكان برغلي بتخاص ومكان بتخاص أقوش نائب الكرك‏.‏
وركب المظفر بأبهة السلطنة والسواد والعمامة المدورة والسيف الخليفتي والأعيان مشاة والصاحب حامل على رأسه التقليد من أمير المؤمنين في كيس أطلس أوله‏:‏ إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏
وبلغ عدة الخلع ألفًا ومائتين‏.‏
ومات ببرزة الزاهد القدوة الكبير الشيخ عثمان بن عبد الله الحلبوني وقد شاخ‏.‏
وكان من الصعيد‏.‏
طلع النائب والقضاة إلى جنازته‏.‏
وكان ذا كشفٍ وتوجه وجدّ‏.‏
ترك الخبز سنين‏.‏
ومات بمصر المسند أبو علي شهاب الدين بن علي المحسني من أبناء الثمانين‏.‏
مكثرٌ عن ابن
ومات رئيس الطب بمصر العلم إبراهيم بن الرشيد بن أبي الوحش بن أبي حليقة قيل‏:‏ تركته ثلاثمائة ألف دينار‏.‏
وماتت المعمرة أم عبد الله فاطمة بنت سليمان بن عبد الكريم الأنصاري في ربيع الآخر عن قريب التسعين بدمشق‏.‏
لها إجازة من الفتح وابن عفيجة وجماعة‏.‏
وسمعت المسلم المازني وكريمة وابن رواحة‏.‏
وكانت صالحة‏.‏
روت الكثير‏.‏
وتفردت‏.‏
لم تتزوج‏.‏
ومات في رجب الملك المسعود نجم الدين خضر بن الظاهر في أول الكهولة توفي فجأةً‏.‏
ومات شيخ الحرم ظهير الدين محمد بن عبد الله بن منعة البغدادي عن بضع وسبعين سنة‏.‏
جاوز أربعين سنة وحدث عن الشرف المرسي‏.‏
توفي بناحية اليمن بالمهجم‏.‏
ومات الحافظ مفيد مصر شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن سامة الطائي السوادي الحنبلي في ذي القعدة عن سبع وأربعين سنة‏.‏
روى عن ابن عبد الدايم حضورًا وسمع وكتب الكثير بدمشق ومصر وحلب وبغداد والبصرة وأصبهان‏.‏
وكان فصيحًا متعبدًا كيسًا جيد المعرفة‏.‏
ومات بدمشق مسند الشام أبو جعفر محمد بن علي بن حسين السلمي العباسي الدمشقي بن الموازيني‏.‏
وكان دينًا متزهدًا حج مرات وجاور‏.‏
وتفرد عن أبي القاسم بن صصرى والبهاء وماتت بحماة الجليلة أم عمر خديجة بنت عمر بن أحمد بن العديم في عشر التسعين‏.‏
روت لنا عن الركن إبراهيم الحنفي‏.‏
ومات بغرناطة عالمها الحافظ المقرىء النحوي ذو العلوم أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي في ربيع الأول عن ثمانين سنة‏.‏
طلب العلم في سنة ست وأربعين وستمائة وسمع من جماعة‏.‏
وتفرد بالسنن الكبير للنسائي عن أبي الحسن الشاري بينه وبين المؤلف ستة أنفس‏.‏
ومات ببغداد شيخ المستنصرية المعمر عماد الدين إسماعيل بن علي بن الطبال‏.‏
سمع عمر بن كرم وابن روزبة وجماعة وتفرد‏.‏
سنة تسع وسبعمائة بعث بابن تيمية مع مقدم إلى الإسكندرية فاعتقل ببرج ومن أراد دخل إليه‏.‏
وأبطلت الخمور والفاحشة من السواحل‏.‏
وفي وسط السنة ثار أمراء وهموا بقتل المظفر بيبرس فتحرز فساقوا على حمية إلى العريش ثم دخلوا الكرك وحركوا همة السلطان‏.‏
وكان رأسهم نغيه المنصوري وهم فوق المائة فسار السلطان قاصدًا دمشق وراسل الأفرم فتوقف وقال‏:‏ كيف هذا وقد حلفنا للمظفر ثم خذل وفر إلى الشقيف ثم دخل السلطان إلى قصر الميدان وأتاه مسرعًا نائب
حلب قراسنقر ونائب حماه قبجق ونائب الساحل أسندمر والتف إليه جميع عساكر الشام ثم سار بهم بعد أيام في اهبة عظيمة نحو مصر فبرز المظفر بجيوشه فخامر عليه برغلي في أمراء فخارت قوته وانهزم نحو المغرب ودخل السلطان إلى مقر ملكه يوم الفطر بلا ضربة ولا طعنة ثم أمسك عدة أمراء عتاة وخذل المظفر فجاء إلى خدمة السلطان فوبخه ثم خنقه وأباد جماعة من رؤوس الشر وتمكن‏.‏
وهرب نائبه سلار نحو تبوك ثم خدع وجاء برجله إلى أجله فأميت جوعًا وأخذ من أمواله ما يضيق عنه الوصف من الجواهر والعين والملابس والمزركش والخيل المسومة ما قيمته أزيد من ثلاثة آلاف ألف دينار‏.‏
قل اللهم مالك الملك‏.‏
وثارت الحوازنة في هذه المدة وأقاموا الهوى وقتل منهم نحو الألف‏.‏
وأظهر خربندا الرفض بمملكته وغير الخطبة وشمخت الشيعة وجرت فتن كبار‏.‏
وانتزع كمال الدين بن الشيرازي بالجاه الشامية الكبرى من ابن الزملكاني باعتناء أسندمر‏.‏
وأمسك نغيه المذكور وقيد ثم مات‏.‏
ومات بمصر غريبًا شيخنا العلامة النحوي شمس الدين محمد بن أبي الفتح البعلي الحنبلي بعد دخوله بأيام في المحرم عن أربع وستين سنة‏.‏
ثنا عن الفقيه اليونني وابن عبد الدايم‏.‏
وطلب الحديث فأكثر منه وأتقن النحو عن ابن مالك وصنف شرحًا للجرجانية‏.‏
وانتفع به جماعة من الفضلاء مع الدين والصيانة والفقه والتواضع‏.‏

ومات بدمشق كبير المؤذنين نجم الدين أيوب بن سليمان المصري المعروف بمؤذن النجيبي عن تسع وثمانين سنة‏.‏
وبلغنا موت نائب العراق أذينة وكان مسلمًا عادلًا يأتي الجمعة ماشيًا ولي مدة‏.‏
ومات بمصر الأمير الكبير الوزير شمس الدين سنقر المنصوري الأعسر وله عدة مماليك تقدموا‏.‏
وكان كبيرًا شهمًا عارفًا قيه ظلمٌ‏.‏
ومات بمصر الشيخ العارف المذكر تاج الدين أحمد بن محمد بن عطاء الله الإسكندراني صاحب أبي العباس المرسي‏.‏
ومات بمكة مسندها المعمر الصالح أبو العباس أحمد ابن أبي طالب الحمامي البغدادي الزانكي المجاور من زمان‏.‏
في جمادى الآخرة عن بضع وثمانين سنة‏.‏
سمع من الأنجب الحمامي أجزاء تفرد بها‏.‏
أخذ عنه ابن مسلم القاضي‏.‏
وشمس الدين بن الصلاح مدرس القيمرية وأجاز لأبي عبد الله‏.‏
ومات بمصر الشيخ نبيه الدين حسن بن حسين بن جبريل الأنصاري المعدل عن تسع وسبعين سنة‏.‏
سمع ابن المقير وابن رواج وغيرهما‏.‏
وماتت بحلب المعمرة أم محمد شهدة بنت الصاحب كمال الدين عمر بن العديم العقيلي

وولدت يوم عاشوراء سنة تسع عشرة وحضرت الكاشغري وعمر بن بدر‏.‏
ولها إجازة من ثابت بن مشرف‏.‏
وكانت تكتب وتحفظ أشياء وتتزهد وتتعبد سمعت منها‏.‏
ومات بدمشق المقرىء المعمر أبو إسحق إبراهيم بن أبي الحسن بن صدقة المخرمي عن بضع وثمانين سنة‏.‏
حدثنا عن ابن اللتي وجعفر ومكرم‏.‏
سنة عشر وسبعمائة دخلت وسلطان الوقت الملك الناصر محمد‏.‏
ونائبه بكتمر أمير جندار‏.‏
والوزير فخر الدين عمر بن الخليلي‏.‏
ونائب دمشق قراسنقر‏.‏
ونائب حماه قبجق ونائب حلب أسندمر‏.‏
ودرس بالعذراوية الصدر سليمان الكردي‏.‏
وبالشامية الجوانية الأمين سالم انتزعاهما من ابن الوكيل‏.‏
ثم أعيدتا إليه بشفاعة أسندمر‏.‏
ثم ذهب أسندمر إلى حماه فأخرق قراسنقر بابن الوكيل فخارت قوته وأسرع إلى القاضي الحنبلي فحكم بإسلامه‏.‏
وكانت الرشوة إلى قراسنقر متواصلة‏.‏
وجرت أمور‏.‏
وكان يتبرطل من الجهتين ففسد النظام وانعسفت الرعية‏.‏
وكان يتهاون بالصلاة‏.‏
ثم أخذت الشامية وردت إلى الأمين سالم جاءه توقيع من مصر‏.‏
وولي نظر الخزانة عز الدين أخو الجلال بن القلانسي بعد وفي أولها عزل ابن جماعة من القضاء بنائبه جمال الدين الزرعي لكونه امتنع يوم عقد المجلس لسلطنة المظفر فرآها له السلطان‏.‏
ثم بعد عام أعيد ابن جماعة إلى المنصب ثم جاء كتاب بعزل ابن الوكيل من جهاته‏.‏
ثم وزر بالشام عز الدين حمزة بن القلانسي‏.‏
وولي مشيخة الخوانق بدمشق الشهاب الكاشغري الشريف وكان قليل الخير‏.‏
وبعد أشهر أخذت من ابن الشيرازي الشامية فأعيدت إلى ابن الزملكاني‏.‏
وفي نيسان مطرنا مطرًا حمر كأعكر ماء الزيادة وبقي أثر الطين على الثمر والورق نحو شهرين‏.‏
وأمسك أسندمر نائب حلب وطوغان نائب إلبيرة‏.‏
لكن طوغان أنعم عليه بشد دمشق‏.‏
ومات بمصر الشاعر المحسن شهاب الدين أحمد بن عبد الملك العزازي التاجر‏.‏
وديوانه في مجلدين‏.‏
عاش بضعًا وسبعين سنة‏.‏
ومات بمصر الصالح عبد الله بن ريحان التقوي‏.‏
سمع ابن المقير والعلم ابن الصابوني وابن رواج‏.‏
وكان سمسارًا صدوقًا‏.‏
وماتت ببغداد ست الملوك فاطمة بنت علي بن علي بن أبي البدر‏.‏
روت كتابي الدارمي وعبد بن حميد عن ابن بهروز الطبيب‏.‏
توفيت في ربيع الأول‏.‏
ومات بالصالحية قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن حسن بن أبي موسى بن الحافظ عبد

الغني المقدسي مدرس الصاحبية الذي انتزع القضاء من تقي الدين سليمان بن حمزة ثم عزل بعد ثلاثة أشهر وأعيد تقي الدين‏.‏
روى عن ابن عبد الدايم وعاش أربعًا وخمسين سنة‏.‏
ومات نائب طرابلس الحاج بهادر سيف الدين المنصوري‏.‏
ومات قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني السروجي الحنفي أحد أئمة المذهب‏.‏
عزل وطلب من دمشق ابن الحريري فولي مكانه فتوفي السروجي بعد أيام في ربيع الآخر وله ثلاث وسبعون سنة‏.‏
صنف التصانيف واشتهر‏.‏
وهلك جوعًا كما استفاض نائب الممالك سيف الدين سلار المغلي وقد بلغ من الجاه والمال والعز ما لا مزيد عليه‏.‏
تمكن إحدى عشرة سنة‏.‏
وكان إقطاعه نحوًا من أربعين طبلخاناه فحسبك‏.‏
وكان أسمر سهل الخدين ليس بطويل عاقلًا ذا هيئة قليل الظلم‏.‏
مات في جمادى الأولى‏.‏
وفيه مات بحماه الأمير سيف الدين قبجق المنصوري أحد الشجعان والأبطال‏.‏
وكان تركيًا تام الشكل محببًا إلى الرعية‏.‏
قارب الستين‏.‏
ويقال سقي‏.‏
والله أعلم‏.‏
ومات بدمشق المقرىء الخير أبو عمرو عثمان بن إبراهيم الحمصي النساخ في رجب عن ثلاث وثمانين سنة‏.‏
حضر ابن الزبيدي‏.‏
وروى كثيرًا عن الضياء‏.‏
ومات بمصر شيخ الشافعية الشيخ نجم الدين أحمد بن محمد بن علي بن مرتفع ابن الرفعة مصنف شرح الوسيط وشرح التنبيه وغير ذلك‏.‏
وعاش نيفًا وستين سنة‏.‏
توفي في رجب‏.‏
ومات في رمضان المسند العالم كمال الدين إسحاق بن أبي بكر بن إبراهيم الأسدي الحلبي بن النحاس الحنفي عن بضعٍ وسبعين سنة أو ثمانين سنة‏.‏
سمع ابن يعيش وابن قميرة وابن رواحة وابن خليل فأكثر‏.‏
ونسخ الأجزاء وانقطع بموته شيء كثير‏.‏
ومات بتبريز عالم العجم العلامة قطب الدين محمود بم مسعود بن مصلح الشيرازي عن ست وسبعين سنة‏.‏
توفي في سابع عشر رمضان‏.‏
وله تصانيف وتلامذة‏.‏
وكان ذا ذكاء باهر ومزاح ظاهر‏.‏
ومات ببغداد في رمضان الإمام نجم الدين أبو بكر عبد الله بن أبي السعادات بن منصور بن أبي السعادات بن محمد الأنباري ثم البابصري المقرىء خطيب جامع المنصور وشيخ المستنصرية بعد ابن الطبال وله اثنتان وثمانون سنة‏.‏
سمع ابن بهروز والأنجب الحمامي وأحمد بن المارستاني‏.‏
ومات باللجون العلامة المتفنن الشيخ علي بن علي بن أسمح اليعقوبي ويلقب مثلًا الناسخ الزاهد كان له عدة محفوظات‏.‏
حفظ مصابيح البغوي والمفصل والمقامات وسكن الروم وركب البغلة‏.‏
ثم تزهد وهاجر إلى دمشق واستمر بدلق ومئزر صغير أسود‏.‏
وتردد إلى المدارس وأقرأ العربية‏.‏
ومات بمصر في ذي القعدة المعمر الصدر بهاء الدين علي بن الفقيه عيسى بن سليمان بن رمضان الثعلبي المصري ابن القيم‏.‏
وكان ناظر الأوقاف‏.‏
وذكر مرة للوزارة‏.‏
وكان دينًا خيرًا متواضعًا حدث عن الفخر الفارسي وابن باقا‏.‏
وعاش سبعًا وتسعين سنة رحمه الله‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 10:59 PM

سنة إحدى عشرة وسبعمائة عزل عن دمشق قراسنقر المنصوري - ولله الحمد - بكريه المنصوري الذي كان مجردًا بحلب‏.‏
وولي العذراوية شرف الدين حسين بن سلام لرواح سليمان الكردي مع قراسنقر‏.‏
وولي نظر المارستان النوري أيضًا ابن خطيب المصلي لرواح ابن الحداد أيضًا‏.‏
وأعطي الصاحب نجم الدين البصروي إمرةً وخلع عليه لها بزي الوزراء‏.‏
ووزر بمصر أمين الملك أبو سعيد المستوفي - الذي أسلم - عوضًا عن بكتمر الحاجب‏.‏
وولي بحمص بيبرس العلائي‏.‏
وأعيد إلى القضاء ابن جماعة‏.‏
وجعل الزرعي قاضي العسكر مع تدريساته‏.‏
وقرر على أملاك دمشق وأوقافها ألف وخمسمائة فارس فقال الخطيب جلال الدين‏:‏ أنا لها‏.‏
ومشى إلى القضاة وتجمع الناس وكبروا وحملوا المصحف والأثر النبوي وأعلام الخطبة‏.‏
ورأى النائب كريه منظرًا مزعجًا فغضب وأهان الخطيب وضرب الشيخ مجد الدين التونسي ورسم عليهم فتألم الخلق ودعوا على كريه‏.‏
فبعد تسعة أيام أخذ من النيابة وقيد وسجن بالكرك‏.‏
وأمسك قطلبك نائب صفد ونائب مصر بكتمر أمير جندار‏.‏
وولي بمصر بيبرس الخطائي الدويدار صاحب التاريخ‏.‏
وكانت نيابة كريه بدمشق نحو خمسة أشهر‏.‏
ووليها جمال الدين أقوش الكركي‏.‏
وولى صفد بهادر آص مديدةً‏.‏
ومات الصاحب فخر الدين عمر بن عبد العزيز بن الحسن بن الخليلي التميمي الداري المصري عن إحدى وسبعين سنة حدث عن المرسي‏.‏
وولى وزارة الصحبة في آخر الدولة المنصورية‏.‏
ثم وزر للعادل والمنصور حسام الدين ثم عزل ثم ولى للناصر ثم عزل ومات معزولًا‏.‏
وكان خبيرًا بالأمور شهمًا مقدامًا فيه كرمٌ وسؤدد‏.‏
مات ليلة الفطر‏.‏
ومات في المحرم بالثغر الزاهد العابد الإمام الناظم أبو حفص عمر بن عبد النصير السهمي القوصي عن ست وتسعين سنة‏.‏
ثنا بدمشق عن ابن المقير وابن الجميزي وحج مرات‏.‏
ومات بدمشق في صفر المسند الفاضل فخر الدين إسماعيل بن نصر الله بن تاج الأمناء أحمد بن عساكر عن اثنتين وثمانين سنة‏.‏
ثنا عن ابن اللتي ومكرم وابن الشيرازي وطبقتهم‏.‏
وشيعه الكبراء‏.‏
وشيوخه نحو التسعين‏.‏
كان مكثرًا وفيه خفةٌ وطيش ولكنه فيه دين‏.‏
ويذاكر بأشياء‏.‏
وماتت الصالحة المسندة أم فاطمة بنت الشيخ إبراهيم بن محمود بن جوهر البطائحي البعلي والدة الشيخ إبراهيم بن القريشية وإخوته‏.‏
توفيت في صفر عن ست وثمانين سنة‏.‏
روت الصحيح عن ابن الزبيدي مرات وسمعت صحيح مسلم من ابن الحصيري شيخ الحنفية‏.‏
وسمعت من ابن رواحة‏.‏
دينة متعبدة‏.‏
ومات بحماة قاضيها العلامة عز الدين عبد العزيز بن محيي الدين محمد ابن نجم الدين أحمد بن هبة الله بن العديم الحنفي في ربيع الأول ودفن بتربته عن ثمان وسبعين سنة‏.‏
ثنا عن ابن خليل وسمع من يونس بن خليل والضياء صقر وهدية‏.‏
وكان له اعتناء بالكشاف وبمفتاح السكاكي‏.‏
ومات الإمام القدوة الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي نصر الدباهي الحنبلي الصوفي عن خمس وسبعين سنة‏.‏
وكان ذا تأله وصدق وعلم‏.‏
ومات بعده بيوم الإمام العارف الزاهد القدوة عماد الدين أحمد بن شيخ الحزامية إبراهيم بن عبد الرحمن الواسطي صاحب التواليف في التصوف في ربيع الآخر عن أربعٍ وخمسين سنة ومات في جمادى الأولى العدل المرتضي المسند عماد الدين أبو المعالي محمد بن علي بن محمد بن علي البالسي الدمشقي عن أربع وسبعين سنة‏.‏
سمع من إسحق الشاغوري وكريمة وجماعة حضورًا ومن السخاوي وابن قميرة وابن شقيرا وعمر بن البراذعي وخلق‏.‏
خرجت له معجمًا كبيرًا ووقف أجزاءه‏.‏
وكان محمودًا في الشهادات‏.‏
حسن الديانة‏.‏
ومات الشيخ الصالح الزاهد البركة الشيخ شعبان بن أبي بكر بن عمر الإربلي شيخ مقصورة الحلبيين في رجب عن سبع وثمانين سنة‏.‏
وكانت جنازته مشهودة‏.‏
خرج له رفيقه ابن الظاهري عن محمد ابن النعالي وعبد الغني بن بنين والكمال الضرير وطبقتهم‏.‏
وكان خيرًا متواضعًا وافر الحرمة‏.‏
ومات القاضي المنشىء جمال الدين محمد بن مكرم بن علي الأنصاري الرويفعي بمصر في شعبان عن اثنتين وثمانين سنة‏.‏
يروي عن مرتضى وابن المقير ويوسف بن المخيلي وابن الطفيل وحدث بدمشق ومصر واختصر تاريخ ابن عساكر وله نظم ونثر وفيه شائبة تشيع‏.‏
ومات شيخ التجويد وصاحب الكتابة الباهرة والإنشاء الجيد شرف الدين محمد بن شريف بن يوسف بن الوحيد الزرعي من كتاب الدرج‏.‏
كان شجاعًا مقدامًا متكلمًا منشئًا‏.‏
وهو ومات وزير التتار سعد الدين محمد بن علي الساوجي قتلوه مع رفيقه في الوزارة مبارك شاه وطائفة في شوال خبث عليهم الشريف الآوي فقتل أيضًا الكل ببغداد‏.‏
قيل‏:‏ عملوا على قتل القآن‏.‏
ومات العلامة شيخ الأدباء رشيد الدين بن كامل الرقي الشافعي عن ست وثمانين سنة درس وافتى وبرع في الأدب‏.‏
وكان وكيل بلاد حلب‏.‏
وحدث عن ابن مسلمة وابن علان‏.‏
ومات بمصر العلامة الأصولي الخطيب شمس الدين محمد بن يوسف الجزري مدرس المعزية وخطيب جامع ابن طولون‏.‏
وله تلامذة‏.‏
وهلك في سجن الكرك الأمير سيف الدين أسندمر الكرجي في آخر الكهولة‏.‏
ولي البر بدمشق ثم نيابة طرابلس ثم حلب‏.‏
وكان بطلًا شجاعًا سائسًا داهية جبارًا ظلومًا مهيبًا‏.‏
سمع بقراءتي صحيح البخاري‏.‏
وهلك معه الأمير الكبير بتخاص‏.‏
ومات قاضي الحنابلة بمصر الإمام الحافظ سعد الدين مسعود بن أحمد الحارثي في ذي الحجة عن ستين سنة‏.‏
حدث عن ابن البرهان والنجيب وابن علاق وخلق‏.‏
وكتب وصنف ورأس‏.‏
وكان دينًا صينًا وافر الجلالة فصيحًا ذكيًا حكم سنتين ونصف‏.‏
وكان من أئمة الحديث ومتقنيهم‏.‏
وخرّ في هذه الحدود خطيب غرناطة العلامة أبو محمد عبد الله بن أبي حمزة المرسي من فوق المنبر يوم الجمعة ومات فجأةً وله نيف وثمانون سنة‏.‏
روى بالإجازة عن ابن سالم الكلاعي‏.‏
سنة اثنتي عشرة وسبعمائة في المحرم ساق الأميران عز الدين الزردكاش وآخر إلى الأفرم نائب طرابلس الذي ناب بدمشق وانضموا إلى نائب حلب قراسنقر ثم ساقوا وأجارهم مهنا فبقوا عنده أيامًا ثم خامروا إلى القآن خربندا فأقبل عليهم كثيرًا وأقطعهم‏.‏
وولي السر بدمشق شرف الدين بن فضل الله وقام مكانه بمصر علاء الدين ابن الأثير‏.‏
واحتيط على أموال أولئك الأمراء وقطع خبز مهنا وأمر مكانه أخوه الأمير محمد‏.‏
وولي نيابة حلب سودي‏.‏
وأخذ من دمشق نائبها جمال الدين أقوش على البريد في ربيع الأول‏.‏
وطلب قطب الدين السلامي إلى مصر فولي نظر الجيش وبها وولي قضاء الحنابلة بمصر تقي الدين أحمد بن القاضي بن عوض‏.‏
وصودر كاتب الجيش بمصر الفخر كاتب المماليك‏.‏
وولي طرابلس تمر الساقي‏.‏
وأمسك نائب حمص بيبرس العلائي‏.‏
ومن دمشق مشدها طوغان المنصوري وبيبرس المجنون وركن الدين الباجي وكشلي وسنجر البراوي وحبسوا بالكرك‏.‏
وأمسك بمصر النائب بيبرس الخطائي وأقوش الذي ناب بدمشق وسنقر الكمالي الحاجب وخمسة أمراء فحبسوا‏.‏
وفي ربيع الآخر وصل على نيابة الشام ملك الأمراء تنكز الناصري وفي خدمته أمراء منهم الحاج وقطبة‏.‏
وبعد شهر ولي نيابة مصر أرغون الدويدار‏.‏
وفي هذا الشهر ولي نظر الجيش بدمشق معين الدين بن خشيش وشورك بين كاتب المماليك وبين قطب الدين‏.‏
ونازل خربندا بجيوشه الرحبة وانجفل الناس وكثر الخوف ونصبت المجانيق عليها ونقبت النقوب حتى طالت أهلها الأمان ونزل نائبها وقاضيها إلى القآن بهدية فقبلها واستحلفهم له‏.‏
وأمر كلًا على ولايته ثم ترحل عنها في العيد أو في آخر رمضان‏.‏
فبعثوا إلى السلطان بما جرى وطلبوا العزل لأيمانهم فعزل الكل وبعث غيرهم‏.‏
ودخل دمشق في أواخر شوال‏.‏
ثم بادر فحج في خواصه ورجع إلى دمشق مؤيدًا منصورًا‏.‏
وقدم شيخنا تقي الدين من مصر بعد غيبة سبع سنين وسبع جمع‏.‏
وفيها مات شيخ بعلبك الإمام الفقيه الزاهد القدوة بركة الوقت أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن حاتم الحنبلي في صفر عن نيف وثمانين سنة‏.‏
حدث عن سليمان الإسعردي وأبي سليمان الحافظ والشيخ الفقيه‏.‏
وبالإجازة عن ابن روزبة ونصر بن عبد الرزاق وكان من العلماء
ومات الصدر الأديب المقرىء شهاب الدين أحمد بن سليمان بن مروان بن البعلبكي الدمشقي من تجار الخواصين ومن عدول القيمة‏.‏
عرض الشاطبية على السخاوي وسمع منه أجزاء‏.‏
وله نظم جيد ومدائح‏.‏
عاش خمسًا وثمانين سنة‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
ومات بالمزة الصاحب تاج الدين أحمد بن العماد محمد بن الشيرازي ولي الوكالة والحسبة ونظر الدواوين ونظر الجامع‏.‏
وتنقل في المناصب ثم مات بطالًا حدث عن ابن عبد الدايم‏.‏
وعاش ثمانيًا وخمسين سنة‏.‏
توفي في رجب‏.‏
ومات صاحب ماردين المنصور ونجم الدين غازي بن المظفر قرا أرسلان بن السعيد غازي بن أرتق بن غازي بن ألي بن تمرتاش ابن الملك غازي بن أرتق التركماني الأرتقي في ربيع الآخر ودفن في تربة آبائه عن بضع وستين سنة‏.‏
وتملك بعده ولده العادل علي فمات بعد أيام‏.‏
فيقال سمهما قراسنقر‏.‏
ثم تملك ابنه الآخر الملك الصالح‏.‏
ومات بمصر في ربيع الآخر المسند العالم الصالح الشيخ أبو الحسن علي ابن محمد بن هارون التغلبي الدمشقي قارىء المواعيد للعامة وله ست وثمانون سنة‏.‏
سمع من ابن صباح حضورًا ومن ابن الزبيدي والمازني وابن اللتي والناصح ومكرم وعدة‏.‏
وتفرد بالعوالي واشتهر‏.‏
وكان دينًا خيرًا متواضعًا حمل على الرؤوس وتأسفوا عليه‏.‏
وتوفيت بالقدس في جمادى الأولى المعمرة أم محمد هدية بنت علي بن عسكر الهراس ولها ستٌ وثمانون سنة‏.‏
تروي عن ابن الزبيدي حضورًا وعن ابن اللتي والهمذاني وغيرهم‏.‏
وكانت فقيرة صالحة قنوعة متعبدة سمراء قابلة‏.‏
ومات بمصر الفقيه المعمر عماد الدين أحمد بن القاضي شمس الدين محمد بن العماد إبراهيم المقدسي الحنبلي في جمادى الآخرة عن خمسٍ وسبعين سنة‏.‏
سمع ببغداد من الكاشغري وابن الخازن‏.‏
وبمصر من ابن رواج وطائفة‏.‏
وتفرد بأجزاء‏.‏
ومات بدمشق العدل الصالح التقي شرف الدين أبو البركات عبد الأحد بن أبي القاسم بن عبد الغني خطيب حران فخر الدين بن تيمية الحراني التاجر في شعبان عن اثنتين وثمانين سنة‏.‏
روى عن ابن اللتي حضورًا ومن ابن رواحة ومرجا بن شقيرا وجماعة‏.‏
ومات المولى الملك المظفر شهاب الدين غازي بن الناصر داود ابن المعظم بن العادل عن نيف وسبعين سنة‏.‏
ثنا عن الصدر البكري وخطيب مردا‏.‏
وكان عاقلًا دينًا‏.‏
ومات المسند الخطيب نور الدين علي بن نصر الله بن عمر القرشي المصري ابن الصواف الشافعي الذي روى عن ابن باقا أكثر سنن النسائي سماعًا‏.‏
وتفرد واشتهر‏.‏
توفي في رجب وقد قارب التسعين وسمع من جعفر الهمداني والعلم ابن الصابوني‏.‏
وله إجازة ابي الوفا محمود وماتت ست الأجناس موفقية بنت عبد الوهاب ابن عتيق بن وردان المصرية ولها اثنتان وثمانون سنة‏.‏
روت عن الحسن بن دينار والعلم ابن الصابوني وعبد العزيز النقار وطائفة وتفردت‏.‏
ومات بمصر في شوال المقرىء المعمر زين الدين أبو محمد الحسن ابن عبد الكريم بن عبد السلام الغماري المصري المالكي سبط الفقيه زيادة وله خمس وتسعون سنة‏.‏
سمع من أبي القاسم بن عيسى المقرىء ومحمد بن عمر القرطبي المقرىء‏.‏
وتفرد عنهما‏.‏
وتلا بالسبع على أصحاب أبي الجود‏.‏
وكان دينًا خيرًا فاضلًا كيسًا يؤدب في منزله‏.‏
ومات بالقدس مدرس الصلاحية العلامة نجم الدين داوود الكردي الشافعي درس بها ثلاثين سنة‏.‏
وبعده وليها الشيخ شهاب الدين بن جهبل‏.‏
ومات سلطان دست القفجاق طقططيه المغلى الجنكزخاني وله نحو من أربعين سنة‏.‏
وكانت دولته ثلاثًا وعشرين سنة‏.‏
وكان على دين قومه يحب السحرة وفيه عدلٌ في الجملة وميلٌ إلى الإسلام‏.‏
وعسكره خلقٌ عظيم بالمرة‏.‏
وتملك بعد القآن الكبير أزبك خان وهو شاب بديع الجمال حسن الإسلام موصوفٌ بالشجاعة وامتدت أيامه‏.‏
وصل السلطان من الحج إلى دمشق يوم حادي عشر المحرم لابسًا عباءة وعمامة مدورة وصلى جمعتين بالمقصورة‏.‏
وولي نظر الدواوين غبريان ونظر الجامع فخر الدين ابن شيخ السلامية وشد الأوقاف بكتاش المنكورسي‏.‏
وذهب في الرسلية ابن الوكيل إلى مهنا مرتين‏.‏
وفيها روك أخباز الشاميين وانضر عددً كثيرٌ وأقيمت صلاة الفطر لأجل الثلج بدار السعادة‏.‏
وفيها مات الخطيب القاضي عماد الدين علي بن الفخر عبد العزيز ابن قاضي القضاة عماد الدين عبد الرحمن بن عبد العلي بن السكري المصري الشافعي خطيب جامع الحاكم ومدرس مشهد الحسين وله أربعً وسبعون سنة‏.‏
وقد ذهب في الرسلية إلى ملك التتار وحدث بدمشق عن جده لأمه ابن الجميزي‏.‏
ومات بمكة في ربيع الآخر المحدث الحافظ فخر الدين أبو عمر عثمان ابن محمد بن عثمان التوزري المالكي المجاور عن ثلاث وثمانين سنة‏.‏
سمع السبط وابن الجميزي وعدة وقرأ ما لا يوصف كثرةً ثم جاور للعبادة مدة‏.‏
وكان قد تلا بالسبع‏.‏
ومات بدمشق نائب الخطيب وشيخ القراء تقي الدين أبو بكر بن محمد ابن المشيع الجزري المقصاتي في جمادى الآخرة عن بضعٍ وثمانين سنة‏.‏
أمّ مدةً بالرباط الناصري‏.‏
تلا على الشيخ عبد الصمد وغيره‏.‏
وروى عن الكواشي تفسيره‏.‏
وكان دينًا صالحًا بصيرًا بالسبع‏.‏
ومات رئيس التجار الصدر عز الدين عبد العزيز بن منصور الكولمي بالإسكندرية وقد شاخ‏.‏
وكان أبوه من يهود حلب فأسلم وتاجر‏.‏
سافر عز الدين إلى الصين وكان فيه كرمٌ وخير‏.‏
ولما مر باليمن نابه لصاحبها من المغارم ثلاثمائة ألف درهم‏.‏
ومات في جمادى الآخرة الشيخ المسند أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن بدران الأنمي الدشتي الكردي المؤدب الحنبلي بدمشق عن ثمانين سنةً غير أشهر‏.‏
ثنا عن ابن رواحة وابن يعيش وابن قميرة والضياء وصفية القرشية وعدة‏.‏
وله مشيخة بانتقاء البرزالي‏.‏
تفرد بأشياء عالية‏.‏
ومات بحلب المسند المعمر ركن الدين بيبرس التركي المجدي العديمي في ذي القعدة عن نحو التسعين أو أكثر‏.‏
ثنا عن الكاشغري وهبة الله بن الدوامي وجماعة‏.‏
سنة أربع عشرة وسبعمائة أغارت عساكر حلب على دنيسر وقتلوا خلقًا وفعلوا قبائح‏.‏
وولي حلب ألطنبغا الحاجب بعد وفاة سودي‏.‏
وقتل الشقي موسى الكركي كاتب قطلبك لكونه سب النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
وجرت وقعة بقرب مكة بين الأخوين حميضة وأبي الغيث فقتل أبو الغيث واستولى حميضة على مكة‏.‏
ومات العدل المسند زين الدين إبراهيم بن عبد الرحمن بن تاج الدين أحمد بن القاضي أبي نصر بن الشيرازي في جمادى الآخرة وله ثمانون سنة‏.‏
ثنا عن السخاوي وكريمة والنسابة والتاج بن حمويه وطائفة‏.‏
وانتخب عليه العلائي‏.‏
مولده في أول يوم من سنة أربع وثلاثين‏.‏
وكان لا بأس به كثير التلاوة‏.‏
ومات بحلب نائبها سيف الدين سودي‏.‏
وكان جيد السيرة‏.‏
ومات كاتب الحكم الصدر شمس الدين محمد بن كاتب الحكم المهذب ابن أبي الغنائم في آخر الكهولة وخلف ثروة‏.‏
ومات بمصر العلامة المعمر شيخ الحنفية رشيد الدين إسماعيل ابن عثمان ابن المعلم القرشي الدمشقي في رجب عن إحدى وتسعين سنة‏.‏
سمع من ابن الزبيدي الثلاثيات‏.‏
وسمع من السخاوي والنسابة وجماعة‏.‏
وتفرد وتلا بالسبع على السخاوي وأفتى ودرس ثم انجفل إلى القاهرة سنة سبعمائة‏.‏
ومات قبله ابنه المفتي تقي الدين بقليل‏.‏
تغير قبل موته بسنة أو أكثر وانهرم‏.‏
ومات محتشم العراق القدوة شهاب الدين عبد المحمود بن عبد الرحمن بن أبي جعفر محمد بن الشيخ شهاب الدين السهروردي وخلف نعمة جزيلة‏.‏
وكان عالمًا واعظًا‏.‏
حدث عن جده أبي جعفر‏.‏
ومات نقيب الأشراف أمين الدين جعفر ابن شيخ الشيعة محيي الدين محمد بن عدنان الحسيني في حياة أبيه فولى النقابة بعده ولده شرف الدين عدنان وخلع عليه بطرحة وهو شاب طري‏.‏
ومات بحلب ناظرها الصاحب شرف الدين يعقوب بن مظفر بن مزهر عن ست وثمانين سنة‏.‏
وقد عمل نظر دمشق مرةً‏.‏
ومات بدمشق الشيخ سليمان التركماني الموله‏.‏
وكان يجلس بسقاية باب البريد وحوله الكلاب ثم يطرق العلبيين وعليه عباءة نجسة ووسخ بينٌ وهو ساكن‏.‏
قليل الحديث‏.‏
له كشفٌ وحالٌ من نوع إخبارات الكهنة وللناس فيه اعتقاد زائد‏.‏
وكان شيخنا إبراهيم الرقي مع جلالته يخضع له ويجلس عنده‏.‏
قارب سبعين سنة‏.‏
وكان يأكل في رمضان ولا صلاة ولا دين‏.‏
ورأيت من يحكي أنه يعقل ولكنه يتجانن وأنه من بابة يعقوب الحلط الذي هو مسجون على الكفريات‏.‏
ومات صاحب جيلان الملك شمس الدين دوباج بن فينشاه بن رستم بقرب تدمر ونقل فعمل ومات بمصر العلامة الأصولي علاء الدين علي بن محمد بن خطاب الباجي الشافعي عن ثلاث وثمانين سنة‏.‏
تخرج به الفضلاء وله تصانيف وشهرة‏.‏
درس بأماكن وروى عن أبي العباس التلمساني‏.‏
وماتت العالمة الفقيهة الزاهدة القانتة سيدة نساء زمانها الواعظة أم زينب فاطمة بنت عباس البغدادي الشيخة في ذي الحجة بمصر عن نيف وثمانين سنة‏.‏
وشيعها خلائق‏.‏
انتفع بها خلق من النساء وتابوا‏.‏
وكانت وافرة العلم قانعة باليسير حريصة على النفع والتذكير ذات إخلاصٍ وخشيةٍ وأمرٍ بالمعروف‏.‏
انصلح بها نساء دمشق ثم نساء مصر‏.‏
وكان لها قبول زايد ووقع في النفوس رحمها الله زرتها مرة‏.‏
ومات بالثغر العدل جمال الدين ابن عطية بن إسماعيل بن عبد الوهاب بن محمد بن عطية اللخمي المنفرد‏:‏ ‏[‏بكرامات الأولياء‏]‏ عن مظفر الفوى‏.‏
من أبناء الثمانين‏.‏
سنة خمس عشرة وسبعمائة في أولها سار نائب دمشق بجيوش الشام وقطع الدربند إلى ملطية فافتتحها‏.‏
وسبيت الذراري وعدد من المسلمات وعم النهب فلله الأمر وأحرقوا في نواحيها وفارقوها بعد وقدم قاضيها فأعطي تدريس الخاتونية البرانية وشيخ الصوفية‏.‏
وقتل بملطية عدةٌ من النصارى‏.‏
ودرس الأتابكية قاضي القضاة ابن صصرى وبالظاهرية ابن الزملكاني بعد الصفي الهندي‏.‏
وقدم بغداد قراسنقر المنصوري بزوجته الخاتون بنت آبغا وعزم أن يعبر على الشام فما مكنه خربندا‏.‏
وكمل بناء القيسارية والسوق قبل سوق الخواتين وكان بقعة ذلك ساحة وطاحونًا‏.‏
وقتل أحمد الرويس الأقباعي بدمشق لاستحلاله المحارم وتعرضه للنبوة‏.‏
وكان له كشف وإخبار عن المغيبات فضل به الجهلة‏.‏
وكان يقول‏:‏ أتاني النبي صلى الله عليه وسلم وحدثني‏.‏
وكان يأكل الحشيشة ويترك الصلاة وعليه قباء‏.‏
ومات سلطان الهند علاء الدين محمود أو في السنة الماضية وتسلطن بعده ابنه غياث الدين‏.‏
ومات بالموصل العلامة المتكلم النحوي السيد ركن الدين حسن ابن شرف شاه الحسيني الأسترابادي صاحب التصانيف‏.‏
توفي في المحرم وقد شاخ‏.‏
وكان يبالغ في التواضع‏.‏
ويقوم لكل أحد حتى للسقاء وكان لا يحفظ القرآن إلا بعضه وكانت جامكيته في الشهر ألفًا وثمانمائة درهم‏.‏
ومات بدمشق الزاهد محيي الدين علي بن محتسب دمشق فخر الدين محمود بن سيما السلمي في صفر ببستانه عن أربع وثمانين سنة‏.‏
روى عن أبيه حضورًا وعن ابن عبد الدايم وأجاز له ابن دحية والإربلي وجماعة‏.‏
وكان خيرًا دينًا منقطعًا عن الناس رحمه الله‏.‏
ومات بدمشق مدرس الظاهرية والأتابكية العلامة شيخ الشيوخ صفي الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم الصفي الهندي الأرموي ثم الهندي الشافعي في صفر عن إحدى وسبعين سنة‏.‏
ولد بالهند وتفقه بها على جده لأمه الذي توفى سنة ستين وستمائة‏.‏
وسار من دلي في سنة سبع وستين إلى اليمن ثم حج وجاور ثلاثة أشهر وجالس ابن سبعين ثم قدم مصر ودخل الروم فأقام بها إحدى عشرة سنة بقونية وغيرها‏.‏
ودرس وتميز واجتمع بالسراج الأرموي ثم قدم سنة خمس وثمانين‏.‏
وسمع من ابن البخاري وتصدر للإفادة وناظر وصنف‏.‏
وأخذ عنه ابن الوكيل والفخر المصري والكبار‏.‏
وكان ذا دين وتعبد وإيثار وخير وحسن اعتقاد‏.‏
وكان يحفظ ربع القرآن‏.‏
ومات بمصر العلامة المفتي شمس الدين بن العونسي محمد بن أبي القاسم ابن جميل الربعي المالكي وله ست وسبعون سنة‏.‏
ولي قضاء الإسكندرية مدة‏.‏
ومات بحلب تاج الدين أبو المكارم محمد بن الشيخ كمال الدين أحمد بن محمد بن عبد القاهر بن النصيبي عن أربعٍ وسبعين سنة مكثر عن يوسف ابن خليل وكان مدرس العصرونية ومات في ذي القعدة فجأة قاضي القضاة مسند الشام تقي الدين أبو الفضل سليمان بن حمزة المقدسي الحنبلي وله ثمانٍ وثمانون سنة‏.‏
روى الصحيح عن ابن الزبيدي حضورًا‏.‏
وسمع من ابن اللتي وجعفر وابن المقير وكريمة وابن الجميزي والحافظ الضياء وأجاز له عمر بن كرم وأبو الوفا محمود بن مندة وشهاب الدين السهروردي‏.‏
وله معجمٌ في مجلدين عمله ابن الفخر وكان بصيرًا بالمذهب دينًا متعبدًا متواضعًا كثير المحاسن واسع الرواية أفتى نيفًا وخمسين سنة وتخرج به الفقهاء‏.‏
ومات في ذي الحجة بمصر العدل المعمر عز الدين أبو الفتح موسى بن علي بن أبي طالب العلوي الموسوي الدمشقي الحنفي وله سبع وثمانون سنة‏.‏
روى عن الإربلي حضورًا وعن مكرم والسخاوي وابن الصلاح وجماعة وتفرد ورحل إليه‏.‏
ومات في ذي الحجة العدل ناصر الدين محمد بن يوسف بن محمد بن المهتار نقيب الحاكم عن تسع وسبعين سنة‏.‏
سمع المرجا بن شقيرة ومكي وابن علان وأبا عمرو بن الصلاح وعدة‏.‏
وله مشيخةٌ وأجاز له ظافر ابن شحم وابن المقير وتفرد بأشياء‏.‏
سنة ست عشرة وسبعمائة ولي القاضي حسام الدين القرمي قضاء طرابلس‏.‏
وشمس الدين بن مسلم قضاء الحنابلة بدمشق‏.‏
ودخل مهنا إلى الشرق فأكرمه خربندا إلى الغاية فقيل‏:‏ لم يقبل منه إلا اليسير والتزم بحفظ البلاد من الغارات‏.‏
وولي وكالة الشام ابن الشريشي جمال الدين‏.‏
ومات العدل الرئيس شمس الدين عبد القادر بن يوسف بن مظفر بن الخطيري الدمشقي‏.‏
ولي نظر الخزانة ونظر الجامع ونظر المارستان وحدث عن ابن رواج وبالإجازة عن علي بن الجمل وابن الصفراوي وطائفة‏.‏
وعاش إحدى وثمانين سنة‏.‏
توفي في جمادى الأولى‏.‏
وكان دينًا صينًا أمينًا وافر الجلالة‏.‏
ومات نائب طرابلس كشتيه الناصري‏.‏
ومات الأديب البارع المحدث علاء الدين علي ابن مظفر ابن إبراهيم الكندي ويعرف بكاتب ابن وداعة عن ستة وسبعين سنة‏.‏
تلا بالسبع على العلم القاسم وغيره‏.‏
وسمع من البكري وإبراهيم بن الخليل وطبقتهما ونسخ الأجزاء‏.‏
وكان من جياد الطلبة على رقة في دينه وهنات‏.‏
وله النظم والنثر وحسن الكتابة‏.‏
ولي مشيخة النفيسة مدة وكتابة الإنشاء ووقف التذكرة الكندية‏.‏
ومات العلامة النجم سليمان بن عبد القوي الطوفي الحنبلي الشيعي الشاعر صاحب شرح الروضة وكان على بدعته كثير العلم عاقلًا متدينًا‏.‏
مات ببلد الخليل كهلًا‏.‏
وماتت مسندة الوقت ست الوزراء بنت عمر بن أسعد بن المنجا التنوخية في شعبان فجأةً‏.‏
عن اثنين وتسعين سنة‏.‏
روت عن أبيها القاضي شمس الدين وابن الزبيدي وحدثت بالصحيح ومسند الشافعي بدمشق ومصر مرات‏.‏
وكانت على خير‏.‏
ومات سلطان التتار غياث الدين خربندا بن أرغون ابن أبغا بن هولاكو هلك من هيضة في آخر رمضان ولم يتكهل‏.‏
وكانت دولته ثلاث عشرة سنة وتملك بعده ابنه أبو سعيد‏.‏
ومات المعمر المقرىء المسند صدر الدين أبو الفدا إسماعيل بن يوسف ابن مكتوم بن أحمد القيسي الدمشقي بدمشق في شوال عن ثلاث وتسعين سنة‏.‏
سمع ابن اللتي ومكرمًا وابن الشيرازي والسخاوي وقرأ عليه بثلاث روايات‏.‏
وكان فقيهًا بالمدارس ومقرًا بالزويزانية‏.‏
وله أملاك وتفرد بأجزاء‏.‏
ومات بدمشق شيخ التجويد نجم الدين موسى بن علي الكاتب بن البصيص عن خمس وستين سنة‏.‏
وماتت بحماة أم أحمد فاطمة بنت النفيس محمد بن الحسين بن رواحة‏.‏
روت أجزاء عن عمها بمصر وطرابلس‏.‏
سمعنا منها‏.‏
ومات شيخ العلامة ذو الفنون صدر الدين محمد بن الوكيل خطيب دمشق زين الدين عمر بن مكي بن المرحل الشافعي بمصر في الرابع والعشرين من ذي الحجة وله إحدى وخمسون سنة وثلاثة أشهر‏.‏
ولد بدمياط ونشأ بدمشق واسمع من ابن علان والقاسم الإربلي‏.‏
وأفتى وله اثنتان وعشرون سنة وحفظ المقامات في خمسين يومًا وتخرج به الأصحاب‏.‏
وكان أحد الأذكياء وله نظم رائق ومزاح عفا الله عنه‏.‏
ومات بسبتة عالمها المقرىء النحوي ذو العلوم ابو إسحق إبراهيم بن أحمد أبن عيسى الغافقي الإشبيلي وله خمسة وسبعون سنة‏.‏
سمع التيسير من ابن جوبر بسماعه من ابن أبي جمرة وبحث كتاب سيبويه على ابن أبي الربيع وتلا بالسبع‏.‏
وله تصانيف وجلالة وتلامذة‏.‏
سنة سبع عشرة وسبعمائة فيها عمل جامع النائب وتنازع العلماء في إقامة قبلته ثم ترخصوا في انحرافه مغربًا‏.‏
وفي صفر الزيادة العظمى في بعلبك فغرق في البلد مائة وبضعة وأربعين نسمة ثم تدكدك بعد مكانه بمسيرة نحو من خمسمائة ذراع فكان ذلك آية بينة‏.‏
وتهدم من البيوت والحوانيت نحو ستمائة موضع‏.‏
وفيها قدم السلطان إلى غزة وإلى الكرك ثم رجع‏.‏
وفيها ظهر جبليٌ ادعى أنه المهدي بحبلة وثار معه خلقٌ من النصيرية والجهلة فقال‏:‏ أنا محمد المصطفى‏.‏
ومرة قال‏:‏ أنا عليٌ‏.‏
وتارة قال‏:‏ أنا محمد بن الحسن المنتظر‏.‏
وزعم أن الناس كفرة وأن دين النصيرية هو الحق‏.‏
وأن الناصر صاحب مصر قد مات‏.‏
وعاثوا بالساحل واستباحوا جبلة ورفعوا أصواتهم بقول‏:‏ لا إله إلا علي ولا حجاب إلا محمد ولا باب إلا سلمان‏.‏
ولعنوا الشيخين وخربوا المساجد وكانوا يحضرون المسلم إلى طاغيتهم ويقولون‏:‏ اسجد لإلهك‏.‏
فسار إليهم عسكر طرابلس وقتل الطاغية وجماعة وتمزقوا‏.‏
وفيها أعيدت إمرة العرب إلى مهنا‏.‏
وفي أول جمادى الأولى جلس على تخت الملك السلطان أبو سعيد بن خربندا بالسلطانية وهو ابن إحدى عشرة سنة‏.‏
وفيه سار السلطان الملك الناصر إلى القدس وزار الخليل عليه السلام ودخل الكرك وتصيد ثم رجع‏.‏
ومات المحدث الإمام الشيخ علي بن محمد الجبني الصوفي في المحرم عن سبع وأربعين سنة‏.‏
روى عن الفخر علي وتاج الدين الفزاري‏.‏
وكان دينًا تقيًا كثير المحاسن‏.‏
وقتل وزير التتار ومدبر دولتهم رشيد الدولة فضل الله بن أبي الخير الهمذاني الطبيب كان أبوه يهوديًا عطارًا فاشتغل هذا في المنطق والفلسفة وأسلم واتصل بقازان وعظم في دولة خربندا بحيث أنه صار في رتبة الملوك‏.‏
قام عليه الوزير علي شاه وغوث بأنه الذي قتل القآن
خربندا لكونه أعطاه على هيضة مسهلًا فتقيأ فخارت قواه‏.‏
فاعترف وبرطل جوبان بألف ألف دينار فما نفع بل قتل هو وابنه‏.‏
وكان يوصف بحلمٍ ولطفٍ وسخاءٍ ودهاء‏.‏
فسر القرآن فشحنه بآراء الأوائل‏.‏
وعاش نيفًا وسبعين سنة‏.‏
وقيل‏:‏ بل كان جيد الإسلام وهو والد الوزير المعظم محمد بن الرشيد‏.‏
ومات بدمشق قاضي المالكية المعمر جمال الدين محمد بن سليمان بن سومر الزواوي عن بضع وثمانين سنة‏.‏
وبقي قاضيًا ثلاثين سنة وأصابه فالج سنوات ثم عجز فجاء على منصبه قبل موته بعشرين يومًا العلامة فخر الدين احمد بن سلامة الإسكندراني‏.‏
ثنا الزواوي عن الشرف المرسى وابن عبد السلام‏.‏
ومات شمس الدين محمد بن الصلاح موسى بن محمد بن خلف بن راجح الصالحي الحنبلي في جمادى الآخرة في عشر الثمانين‏.‏
سمع من ابن قميرة والرشيد بن مسلمة وجماعة‏.‏
وله نظم جيد‏.‏
ومات القاضي الأثير شرف الدين عبد الوهاب بن فضل الله بن مجلي العدوي - كاتب السر بمصر ثم بدمشق - في رمضان عن أربع وتسعين سنة‏.‏
وكان دينًا عاقلًا وقورًا ناهضًا بفنه مشكورًا مليح الخط والإنشاء‏.‏
روى عن ابن عبد الدايم‏.‏
رثاه شهاب الدين محمود الذي ولي ومات بعده بيسير بمصر القاضي الأديب علي بن الصاحب فتح الدين محمد الدين محمد بن عبد الله بن عبد الظاهر بن نشوان السعدي الجذامي من كبار المنشئين وعلمائهم‏.‏
ورثاه الشهاب محمود بقصيدة أولها‏:‏ الله أكبر أي ظلٍّ زالا عن آمليه وأيّ طود مالا أنعي إلى الناس المكارم والندا والجود والإحسان والإفضالا ومات المفتي شرف الدين حسين بن الكمال علي بن سلام الدمشقي مدرس العذراوية وغيرها‏.‏
وكان من الأذكياء‏.‏
ومات بمصر رفيقنا المحدث الرئيس فخر الدين عثمان بن بلبان المقاتلي معيد المنصورية عن اثنتين وخمسين سنة‏.‏
حدث عن أبي حفص بن القواس وطبقته وارتحل وحصل وكتب وخرج‏.‏
وكان يحفظ أحزابًا من القرآن ولكنه نديمٌ أخباري‏.‏
ومات المقرىء زين الدين محمد بن سليمان بن أحمد بن يوسف الصنهاجي المراكشي ثم الإسكندراني إمام مسجد قداح‏.‏
سمع من ابن رواج ومظفر بن الفوي توفي في ذي الحجة‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 11:01 PM

سنة ثمان عشرة وسبعمائة
كان القحط المفرط بالجزيرة وديار بكر وأكلت الميتة وبيعت الأولاد وجلا الناس‏.‏
ومات بعض الناس من الجوع وجرى ما لا يعبر عنه‏.‏
وكان أهل بغداد في قحط أيضًا دون ذلك‏.‏
وجائت بأرض طرابلس زوبعةٌ أهلكت جماعة وحملت الجمال في الجو‏.‏
وأبعد السلطان أكبر أمرائه طغية إلى نيابة صفد ثم إنه أمسكه وأمسك جماعة أمراء‏.‏
ومات في صفر بزاويته الإمام القدوة بركة الوقت الشيخ محمد بن عمر ابن الشيخ الكبير أبي بكر بن قوام البالسي عن سبع وستين سنة‏.‏
روى لنا عن أصحاب ابن طبرزد‏.‏
وكان محمود الطريقة متين الديانة‏.‏
ومات بمصر قاضي المالكية زين الدين علي بن مخلوف بن ناهض النويري عن ثلاث وثمانين سنة‏.‏
وكانت ولايته ثلاثًا وثلاثين سنة من بعد ابن شاس‏.‏
حدث عن المرسي وغيره‏.‏
وكان مشكور السيرة‏.‏
وولي بعده تقي الدين بن الإخنائي‏.‏
ومات بالقاهرة الجلال محمد بن محمد بن عيسى بن الحسن القاهري طباخ الصوفية‏.‏
حدث عن ابن قميرة وابن الجميزي والساوي وطائفة‏.‏
ومات بدمشق الإمام الكبير أبو الوليد محمد بن أبي القاسم أحمد بن القاضي أبي الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن الحاج التجيبي القرطبي إمام محراب المالكية ووالد إمامه في رجب وله ومات في رمضان شيخ تبريز الإمام القدوة القانت المذكر تاج الدين عبد الرحمن بن محمد بن أفضل الدين أبي حامد التبريزي الأفضلي الشافعي الواعظ أدركه أجله - بعد حجه - ببغداد كهلًا‏.‏
ومات مسند الوقت الصالح أبو بكر بن المسند زين الدين أحمد بن عبد الدايم بن نعمة المقدسي في رمضان عن ثلاث وتسعين سنة وأشهر‏.‏
سمع حضورًا في سنة سبعٍ وعشرين وسمع من ابن الزبيدي والناصح والإربلي والهمذاني وسالم بن صصرى وطائفة‏.‏
وتفرد‏.‏
وكان ذا همة وجلادة وذكر وعبادة لكنه أضر وثقل سمعه‏.‏
ومات في شوال بطريق الحجاز العلامة المفتي كمال الدين أحمد بن الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد بن الشريشي الوائلي البكري الشافعي وكيل بيت المال وشيخ دار الحديث وشيخ الرباط الناصري عن خمسٍ وستين سنة‏.‏
حدث عن النجيب وغيره‏.‏
ومات بدمشق شيخ القراء والنحاة والبحاثين مجد الدين أبو بكر بن محمد بن قاسم التونسي الشافعي في ذي القعدة عن اثنتين وستين سنة‏.‏
أخذ القراءات والنحو عن الشيخ حسن الراشدي وتصدر بتربة الأشرفية وبأم الصالح‏.‏
وتخرج به الفضلاء‏.‏
وكان دينًا صينًا ذكيًا‏.‏
ثنا عن الفخر علي‏.‏
وماتت بالصالحية زينب بنت عبد الله بن الرضى عن نيف وثمانين سنة‏.‏
روت عن الحافظ الضياء وتفردت بأجزاء‏.‏
ومات الشهاب المقرىء الجنائزي أحمد بن أبي بكر ابن حطة البغدادي أبوه الدمشقي صاحب الألحان والصوت الطيب‏.‏
وله نظم ونثر وفضائل وظرف ومنادمة تقرأ قدام الوعاظ‏.‏
عاش خمسًا وثمانين سنة‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
ومات في ذي الحجة بدمشق قاضي المالكية العلامة الأصولي البارع فخر الدين أحمد بن سلامة بن أحمد الإسكندراني عن سبع وخمسين سنة‏.‏
كان حميد السيرة بصيرًا بالعلم محتشمًا‏.‏
سنة تسع عشرة وسبعمائة ولي الوكالة القاضي جمال الدين أحمد بن القلانسي‏.‏
ودرس بالناصرية ابن صصرى كلاهما بعد ابن الشريشي وشرعوا في الصحيح‏.‏
وقلّ الغيث بدمشق فاستسقوا وعين للخطبة خطيب العقيبة الشيخ القدوة صدر الدين تلميذ النووي وصلى بالناس بوطأة طبريا ثم سقوا‏.‏
وعزل القرماني عن حمص بسيف الدين البدري‏.‏
وسمر بيليك غلام رئيس المزة وشنقت زوجته خنقًا أمرارًا ثلاثة ثم قتل المسمر في ثامن يوم‏.‏
وقدم على قضاء المالكية شرف الدين محمد ابن قاضي القضاة معين الدين أبي بكر بن ظافر الهمذاني النويري ونائبه شمس الدين القفصي‏.‏
واختلفت التتار وكرهوا نائب أبي سعيد جوبان والتقوا فقتل بينهم أكثر من عشرين ألفًا والسبب أن القآن انحصر من نائبه لاستبداده بالأمور وحجر عليه في أشياء فتنفس إلى خاله إيرنجي وإلى قرمشي ودقماق فقالوا‏:‏ نحن نقتل جوبان‏.‏
واتفقوا على كبسته وانضم إليه أمراء فعمل قرمشي لجوبان دعوة ففهم واحترز وهرب ليلًا في نفر وأقبل قرمشي فلم يجده فوقع القتال وقتل نحو الثلاثمائة‏.‏
ثم ساق قرمشي خلف جوبان ووصل جوبان إلى مرند فأكرمه متوليها وأمده بخيل ورجال وقصد تبريز فتلقاه علي شاه الوزير وقبل الأرض له وذهب معه إلى أبي سعيد فاعتذر أبو سعيد ولعن أولئك وقال الوزير له‏:‏ يا ملك الوقت جوبان والد مشفقٌ وهؤلاء يحسدونه ولو قتلوه لتمكنوا منك وتعجز عنهم فجمع القآن العساكر وأقبل من الروم دمرتاش بن جوبان وأقبل قراسنقر بجموعه في زي عساكر الشام وسار معهم القآن فالتقى الجمعان وذل إيرنجي لما رأى القآن عليهم ثم انكسر وقتلت أبطاله ثم أسر هو وقرمشي ودقماق وأخوه وعقد لهم مجلس فقالوا‏:‏ ما عملنا شيئًا إلا بأمر الملك وحاققوا أبا سعيد فصمم وكذبهم‏.‏
وقال إيرنجي‏:‏ هذا خطك معي‏.‏
فجحد وسلمهم إلى جوبان فعذبهم
وكان إيرنجي جبارًا ظالمًا ولي الروم ثم العراق‏.‏
وكان أبوه البياخ نائب القآن أرغون‏.‏
وقيل أن جوبان أباد سبعة وثلاثين أميرًا ممن خرج عليه واستباح أموالهم‏.‏
وكان دقماق دينًا متصدقًا حسن الإسلام محبًا في العرب‏.‏
ثم خمدت الفتنة بعد استئصال كبار المغل‏.‏
وفي رمضان جاء بدمشق سيلٌ عظيم وذهب كثيرٌ من مساطب السفرجل ولم أر قط ماءً أعكر منه لعل في الرطل منه ثلاث أواق تراب‏.‏
فخنق سمك بردى وطفا فأخذه الناس‏.‏
ثم بعد يوم فرغ الماء وعاد وادي مرج شعبان يبسًا كما كان‏.‏
وكانت سنة قليلة المياه حتى نشفت قناة زملكا‏.‏
وجاء كتاب سلطاني بمنع ابن تيمية من فتياه بالكفارة في الحلف بالطلاق وجمع له القضاة وعوتب في ذلك واشتد المنع فبقي أتباعه يفتون بها خفية‏.‏
وحج مولانا السلطان من مصر‏.‏
وفيها كانت الملحمة العظمى بالأندلس بظاهر غرناطة فقتل فيها من الفرنج أزيد من ستين الفًا ولم يقتل من عرف من عسكر المسلمين سوى ثلاثة عشر نفسًا‏.‏
إن في ذلك لآية‏.‏
فلله الحمد على هذا النصر المبين‏.‏
واشتهرت هذه الكائنة وصحت لدينا ونقلها جماعة منهم‏:‏ رفيقنا المحدث أبو عبد الله بن ربيع وكان هناك على بيع الغنيمة فقال‏:‏ لما بلغ العدو حال السلطان الغالب بالله أبي الوليد إسماعيل بن فرج بن الأحمر وأنه محصن لبلاده استنفروا من جميع بلادهم ودخل دونبترة صاحب قشتالة إلى الباب بطليطلة فأذن له وقوى عزمه ليستأصل ما بقي بالأندلس للمسلمين‏.‏
فاستنجد ابن الأحمر بصاحب فاس المريني فلم يتحرك ولجأ الخلق إلى الله واستغاثوا به فأقبل الكفر في جيشٍ ناهيك أنه اشتمل على خمسة وعشرين سلطانًا وأتوا غرناطة ونزلوا على نهر شنيل ممتدين فعزم السلطان ابن الأحمر على أمير جيوشه الصالح المجاهد أبي سعيد عثمان بن أبي العلا أن يبرز إليهم بالعسكر في نصف ربيع الآخر وذلك يوم عيد العنصرة للعدو وخرج من رجالة غرناطة نحو خمسة آلاف من المطوعة فعزم عليهم أبو سعيد أن يرجعوا حياطةً لهم وأن يكون طريق الخيل لهم مصاحبًا لكونه أمنع وأوصاهم أن يثبتوا بمكان عينه لهم وترجل أبو سعيد وبكى وسجد فضج الخلق بالدعاء وحرك الفرسان الحرب فاستشهد أمير رندة فجاشت لمصرعه نفوس الأبطال وحمى القتال ووجه أبو سعيد إلى الرجالة أن يسرعوا إلى خيام العدو فبادروا ونزل الخذلان على عباد الصليب وعمل فيهم السيف أكثر النهار وحاز المسلمون غنيمةً لم نسمع بمثلها وقتلت ملوكهم الكل وأقل ما قيل أن عدد القتلى خمسون ألفًا ومنهم طاغيتهم الأكبر دونبترة‏.‏
فصبر وعلق على باب غرناطة ورتب للأسارى ولمن يحرسهم كل يومٍ خمسة آلاف درهم‏.‏
وقيل كان عدة فرسان المسلمين ألفين وخمسمائة‏.‏
وقيل أقل من ذلك‏.‏
وذلت النصارى والتمسوا عقد هدنة‏.‏
وعندي هذه الغزوة
ومات بدمشق في المحرم الشيخ عبد الرحيم بن يحيى بن عبد الرحيم بن مسلمة القلانسي المقرىء عن سبع وسبعين سنة وله مشيخة‏.‏
ثنا عن عمه الرشيد بن مسلمة وابن علان وجماعة وعن السخاوي حضورًا‏.‏
وكان فيه خيرٌ وقناعة‏.‏
وماتت بحماه نخوة بنت محمد بن عبد القاهر بن النصيبي‏.‏
روت لنا عن يوسف بن خليل‏.‏
ومات بدمشق القاضي المفتي شيخ القراء شهاب الدين حسين بن سليمان ابن فزارة الكفري في شعبان عن اثنتين وثمانين سنة‏.‏
تلا بالسبع على علم الدين القاسم‏.‏
أخذ عنه خلقٌ‏.‏
وحدث عن ابن طلحة وغيره‏.‏
وكان دينًا خيرًا عالمًا فقيهًا‏.‏
ومات بدمشق الأمير سيف الدين غرلو العادلي الذي استنابه أستاذه العادل كتبغا على دمشق في آخر سنة خمس وتسعين‏.‏
وكان أحد الشجعان العقلاء‏.‏
وله تربة مليحة بقاسيون‏.‏
ومات بدمشق غريبًا الإمام الصدر كبير الرؤساء بدر الدين محمد بن منصور الحلبي ثم المصري ابن الجوهري وله سبع وستون سنة‏.‏
روى عن ابن إبراهيم بن خليل والكمال الضرير وجماعة‏.‏
وتلا بالسبع وتفقه‏.‏
وكان فيه دينٌ ونزاهة ويذكر للوزارة‏.‏
ومات بمصر شيخها الإمام القدوة العابد أبو الفتح بن سليمان المنبجي المقرىء بزاويته بالحسينية في جمادى الآخرة عن بضع وثمانين سنة‏.‏
حدث عن إبراهيم بن خليل وجماعة‏.‏
وتلا بثلاث على الكمال الضرير وتفقه وانعزل ثم اشتهر وزاره الأعيان وكان الجاشنكير الذي تسلطن يتغالى في حبه‏.‏
وله سيرة ومحاسن جمة إلا أنه كان يغلو في ابن العربي ونحوه ولعله ما فهم الاتحاد‏.‏
ومات مسند الوقت شرف الدين عيسى بن عبد الرحمن بن معالي بن أحمد الصالحي المطعم في الأشجار ثم السمسار في العقار في ذي الحجة عن أربع وتسعين سنة‏.‏
سمع الصحيح بفوتٍ من ابن الزبيدي وسمع من الإربلي حضورًا وسمع من ابن اللتي وجعفر وكريمة والضياء وتفرد وتكاثروا عليه‏.‏
وكان أميًا عاميًا‏.‏
ومات بمالقة شيخها العلامة أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الرحمن ابن ربيع القرطبي عن ثلاث وتسعين سنة‏.‏
تفرد بالسماع من الدباج وأبي علي الشلوبين والكبار‏.‏
سنة عشرين وسبعمائة حج مع السلطان الأمير عماد الدين الأيوبي فسلطنه السلطان على حماة ولقب بالملك المؤيد‏.‏
وقتل بمصر إسماعيل بن سعيد الكردي المقرىء على الزندقة وسب الأنبياء‏.‏
وقتل بدمشق عبد الله الرومي الأزرق مملوك التاجي ادعى النبوة وأصر‏.‏
وعمل عقد السلطان على أخت أزبك التي قدمت في البحر‏.‏
وخلع على الكريم وابن جماعة وكاتب السر وغيرهم‏.‏
وغضب السلطان على آل فضل واحتيط على إقطاعهم بعد أن أعطاهم قناطير من الذهب بحيث أنه أعطاهم في عام أول ألف ألف وخمسمائة ألف درهم‏.‏
وغزا الجيش بلاد سيس لكن غرق في نهر جهان منهم خلق‏.‏
وحبس بقلعة دمشق ابن تيمية لإفتائه في الطلاق‏.‏
وأمسك نائب غزة الجاولي‏.‏
وجاء بالسلطانية بردٌ كبار وزنت منه واحدة ثمانية عشر درهمًا فاستغاث الخلق وبكوا فأبطلت الفاحشة وبددت الخمور أجمع بهمة علي شاه الوزير وزوج من العواهر خمسة آلاف في نهار واحد‏.‏
وشقق آلاف من الظروف‏.‏
وأنشىء الجامع الكريمي بالقبيبات وسيق إليه ماء كثير‏.‏
وحج الرجبيون منهم‏:‏ الفخر المصري والواني وأبوه البرهان وابن الفخر والنويري والموفق الحنبلي وشمس الدين الحارثي - ثم حج من مصر ابن الحريري وابن عوض القاضيان والمجد حرمي وشيخ الحنفية الفخر التركماني ونائب المملكة أرغون والفخر كاتب المماليك فكانت محامل المصريين بضعة وعشرين محملًا‏.‏
وحج العراقيون بسبيل ومحمل سلطاني عليه من الذهب والجواهر ما قوم مائتين وخمسين ألف مثقال‏.‏
وحج الشيخ صدر الدين بن حمويه وابن عبد المحسن ومدرس المستنصرية ابن العاقولي وابن منتاب وخال السلطان أبي سعيد في كبار من المغول وصاحب هراة غياث الدين‏.‏
وكان الصلح والهدايا بين سلطان الإسلام وأبي سعيد واطمأن الناس ولله الحمد‏.‏
فمن هدية أبي سعيد على يد ابن ياقوت‏:‏ سيف المعتصم وخوذة مكفتةٌ عليها كثير من القرآن وخيمة سقلاط وخركاه مجوهرة وبخاتي ومماليك وجوار وثياب‏.‏
وكانت وقفة عرفة الجمعة باتفاق‏.‏
وكان الوفد لا يحصون كثرةً في مقدار العادة ثلاث مرات أو أكثر‏.‏
ومات بمصر القاضي الإمام المعمر زين الدين أبو القاسم محمد بن العلم محمد بن الحسين بن عتيق بن رشيق المالكي في المحرم عن اثنتين وتسعين سنة‏.‏
ولي قضاء الإسكندرية اثنتي عشرة سنة‏.‏
وذكر لقضاء دمشق‏.‏
ثنا عن ابن الجميزي وله نظم وفضائل‏.‏
ومات في ربيع الآخر بمصر المعمر المقرىء الرحلة أبو علي الحسن بن عمر بن عيسى الكردي الدمشقي بن فراش تربة أم الصالح عن نيف وتسعين سنة‏.‏
سمع من ابن اللتي كثيرًا وهو حاضر والموطأ من المكرم وسمع من السخاوي وقرأ عليه ختمة‏.‏
سكن بالجيزة زمانًا يرتزق ببيع ورقٍ ظهر في سنة اثنتي عشرة‏.‏
وثقل سمعه بأخرة بحيث أنه حدث بالأول من حديث ابن السماك
تلقينًا‏.‏
وكان رأس ماله نحوًا من درهمين ثم وصلوه بدراهم منها في مرة مائة درهم وأكثروا عنه‏.‏
ومات العدل الفقيه كمال الدين عبد الرحيم بن عبد المحسن بن حسن ابن ضرغام الكناني المصري الحنبلي المنشاوي في ربيع الآخر وله ثلاث وتسعون سنة‏.‏
وكان خطيب جامع المنشية‏.‏
حدثنا عن السبط‏.‏
اختلط قبل موته بنحو من أربعة أشهر فيما إخاله وحدث فيها‏.‏
وقتل حميضة بن أبي نمي الحسني صاحب مكة كان ثم نزع الطاعة فتولى أخوه عطيفة‏.‏
قتله جندي التصق إليه بالبرية غيلة ثم قتله السلطان لغدره‏.‏
ومات بمصر المحدث العدل الكبير شرف الدين يعقوب بن أحمد بن الصابوني عن ستٍ وسبعين سنة‏.‏
حدثنا عن ابن عزون وابن علاق وكتب وقرأ وحصل وتميز في كتابة السجلات‏.‏
وولي مشيخة المنكودمرية‏.‏
ومات بدمشق النحوي اللغوي الأديب البارع شمس الدين محمد بن حسن بن سباع الجذامي المصري ثم الدمشقي الصايغ عن خمسٍ وسبعين سنة‏.‏
وله النظم والنثر والتصانيف‏.‏
تخرج به فضلاء‏.‏
ومات بمصر القاضي الصدر فخر الدين أبو الهدى أحمد بن إسماعيل بن علي بن الحباب ومات بدمشق المسند الجليل شرف الدين أبو الفتح ابن النشو في شوال عن ثمانين سنة‏.‏
حدثنا عن ابن رواج والساوي وابن الجميزي وابن الحباب وتفرد بعوالٍ‏.‏
ومات بحلب يوم الفطر الشرف عبد الرحيم بن محمد بن أبي طالب عبد الرحمن بن العجمي المعروف بالتتري لأنه أسر بأيدي التتار من حلب وقدمها بعد خمسين سنة‏.‏
سمع من يوسف بن خليل جزء محمد بن عاصم حضورًا‏.‏
وسمع من جده والضياء صقر ومحمد بن أبي القاسم القزويني‏.‏
عاش بضعًا وسبعين سنة‏.‏
ومات في شوال بدمشق المعمر الصالح أمين الدين محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن هبة الله الأسدي الحلبي الصفار عن نيف وتسعين سنة‏.‏
حدثنا عن صفية القرشية وشعيب الزعفراني والساوي وابن خليل‏.‏
وتفرد وأكثروا عنه‏.‏
سنة إحدى وعشرين وسبعمائة فيها أطلق ابن تيمية بعد حبسٍ خمسة أشهر‏.‏
وأقبلت الحرامية في جمع كثير فنهبوا في بغداد علانية سوق الثلاثاء فانتدب لهم عسكر فقتلوا فيهم مقتلة نحو المائة وأسروا جماعة‏.‏
وأنشىء بالقابون جامع مليح بأمر كريم الدين‏.‏
وكان بالقاهرة الحريق الكبير المتتابع وذهبت الأموال ودام أيامًا في أماكن ثم ظفر بفاعلية جماعة من النصارى يعملون قوارير ينقدح ما فيها ويحرق‏.‏
فقتل جماعة وكان أمرًا مزعجًا قيل‏:‏ فعلوا ذلك لإخراب كنيسة لهم‏.‏
وأخرب ببغداد الفاحشة وأريقت الخمور ثم قتل اثنان لإخفائهما الخمر‏.‏
وجدد بمسجد القصب جمعة‏.‏
وأخربت كنيسة اليهود‏.‏
وحج نائب دمشق وفي صحبته خطيب البلد جلال الدين والقاضي جلال الدين الحنفي والصاحب عز الدين حمزة وقاضي الركب النجم الدمشقي وعلم الدين البرزالي‏.‏
ومات شيخ الشيعة بدمشق وفاضلهم محمد بن أبي بكر بن أبي القاسم الهمذاني ثم الدمشقي السكاكيني في صفر عن ست وثمانين سنة‏.‏
وكان لا يغلو ولا يسب معينًا ولديه فضائل‏.‏
روى عن ابن مسلمة والعراقي ومكي بن علان‏.‏
وتلا بالسبع وله نظم كثير‏.‏
وأخذ عن أبي صالح الحلبي الرافضي‏.‏
وأخذه معه منصور صاحب المدينة فأقام فيها سنوات وكان يتشيع به سنة ويتسنن به رافضةٌ‏.‏
وفيه اعتزال‏.‏
ومات بالفيوم خطيبها الرئيس الأكمل المحتشم مجد الدين أحمد بن القاضي معين الدين أبي بكر الهمداني المالكي صهر الوزير تاج الدين بن حنا‏.‏
وكان يضرب به المثل في السؤدد والمكارم عزى به الناس أخاه قاضي القضاة شرف الدين المالكي‏.‏
ومات بجوبر الشيخ مجد الدين إسماعيل بن الحسين بن أبي التائب الأنصاري الكاتب‏.‏
روى عن مكي بن علان والرشيد العراقي وجماعة‏.‏
وطلب بنفسه وأخذ في النحو عن ابن مالك‏.‏
ومات بمصر الرئيس تاج الدين أحمد بن المجير محمد بن الشيخ كمال الدين علي بن شجاع القرشي العباسي في جمادى الأولى وله تسع وسبعون سنة‏.‏
روى عن جده الكمال الضرير وابن رواج والسبط‏.‏
حدث بالكرك لما ولي نظرها‏.‏
ومات بمكة في جمادى الآخرة العارف الكبير الشيخ نجم الدين عبد الله ابن محمد بن محمد الأصبهاني الشافعي تلميذ الشيخ أبي العباس المرسي عن ثمان وسبعين سنة‏.‏
جاور بمكة مدةً وما زار النبي صلى الله عليه وسلم فيما انتقد عليه الشيخ علي الواسطي‏.‏
رحمهما الله‏.‏
ومات بدمشق العدل المسند بهاء الدين إبراهيم بن المفتي شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن نوح بن المقدسي الدمشقي في جمادى الآخرة عن اثنتين وثمانين سنة‏.‏
ثنا عن ابن مسلمة وابن علان والمرسي وله أوقافٌ على البر وفيه خير وتصون وكان يكره فعائل أخيه ناصر الدين المشنوق‏.‏
ومات العدل المسند علاء الدين بن يحيى بن علي بن الشاطبي الدمشقي الشروطي في رمضان عن خمس وثمانين سنة‏.‏
روى شيئًا كثيرًا‏.‏
سمع ابن مسلمة وابن علان والمجد الإسفراييني وعدة وتفرد‏.‏
ومات كبير الحجاب زين الدين كتبغا رأس النوبة بدمشق وكان فيه كرم وخير‏.‏
ومات في ذي الحجة صاحب اليمن الملك المؤيد هزبر الدين داود بن الملك المظفر يوسف بن عمر التركماني بتعز‏.‏
وكانت دولته بضعًا وعشرين سنة‏.‏
وكان عالمًا فاضلًا سائسًا شجاعًا جوادًا له كتب عظيمة نحو مائة وألف مجلد‏.‏
وكان يحفظ التنبيه وغير ذلك‏.‏
ومات بدمشق الشيخ شمس الدين محمد بن عثمان بن مشرف بن رزين الأنصاري الدمشقي الكناني ثم الخشاب المعمار في ذي الحجة عن اثنتين وتسعين سنة‏.‏
روى عن التقي بن العز وغيره‏.‏
وبالإجازة عن ابن اللتي وابن المقير وابن الصفراوي وتفرد‏.‏
ومات بمصر المحدث الرحال تقي الدين محمد بن عبد الحميد بن محمد الهمذاني ثم المصري المهلبي عن نيف وسبعين سنة‏.‏
حمل عن إسماعيل بن عزون والنجيب وطبقتهما‏.‏
وحصل وتعب ثم انقطع ولزم المنزل مدةً لم أره وكان صوفيًا‏.‏
ارتحل وسمع من ابن أبي الخير ساء خلقه‏.‏
ومات بالصالحية مسند الوقت سعد الدين يحيى بن محمد بن سعد المقدسي في ذي الحجة عن تسعين سنة وتسعة أشهر‏.‏
روى عن ابن اللتي حضورًا وعن جعفر والمرسي وطائفة‏.‏
وأجاز له ابن روزبة والقطيعي وعدة‏.‏
وتفرد واشتهر اسمه مع الدين والسكينة والمروءة والتواضع‏.‏
وتفرد بإجازة ابن صباح فيما أرى‏.‏
وهو والد المحدث شمس الدين‏.‏
ومات عالم المغرب الحافظ العلامة أبو عبد الله بن رشيد الفهري في المحرم بفاس عن أربع وستين سنة‏.‏
سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة درس بالظاهرية القحفازي بعد موت ابن العز الحنفي‏.‏
وفيها حوصرت آياس وأخذت‏.‏
ومات بدمشق المسند أبو عبد الله محمد بن المحب علي بن أبي الفتح بن السنجاري الدمشقي في رمضان عن إحدى وثمانين سنة‏.‏
سمع ابن علان والرشيد العراقي والبلخي‏.‏
وخرجوا له مشيخة‏.‏
ومات المسند المعمر الإمام محيي الدين محمد بن عدنان بن حسن الحسيني الدمشقي‏.‏
ولي نظر الحلق والسبع مدةً‏.‏
وكان عابدًا كثير التلاوة جدًا تخضع له الشيعة وهو والد النقيبين زين الدين حسين وأمين الدين جعفر‏.‏
وجد النقيب ابن عدنان وابن عمه‏.‏
عاش ثلاثًا وتسعين سنة‏.‏
وكان
ومات العلامة القدوة أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن حريث القرشي البلنسي ثم السبتي بمكة في جمادى الآخرة عن إحدى وثمانين سنة‏.‏
يروي الموطأ عن ابن أبي الربيع عن ابن بقي وكان صاحب فنون‏.‏
ولي خطابة سبتة ثلاثين سنة وتفقهوا عليه‏.‏
ثم حج وبقي بمكة سبع سنين‏.‏
ومات بمصر المحدث الزاهد تقي الدين عتيق بن عبد الرحمن بن أبي الفتح العمري‏.‏
له رحلة وفضائل‏.‏
يروي عن النجيب وابن علاق‏.‏
مرض بالفالج مدةً‏.‏
توفي في ذي القعدة‏.‏
ومات بدمشق المحدث مجد الدين محمد بن محمد بن علي الصيرفي سبط ابن الحبوبي عن إحدى وستين سنة‏.‏
روى عن ابن أبي اليسر ومحمد بن النشي‏.‏
وشهد وحضر المدارس وقال الشعر‏.‏
وعمل لنفسه معجمًا ضخمًا‏.‏
وكان متواضعًا ساكنًا‏.‏
توفي في رمضان‏.‏
ومات بالسفح المعمر الصالح أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي البجدي في صفر عن بضع وثمانين سنة‏.‏
وكان ذا خشيةٍ وتلاوةٍ وقناعة‏.‏
سمع من المرسي وخطيب مردا‏.‏
وأجاز له ابن القبيطي وكريمة وخلق‏.‏
وروى الكثير‏.‏
وقال لي‏:‏ لم ألحق ابن الزبيدي ذاكره أخ لي مات صغيرًا‏.‏
ومات بمكة شيخ الإسلام إمام المقام الشيخ رضي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري المكي الشافعي في ربيع الأول وله ست وثمانون سنة‏.‏
وكان صاحب حديث وفقه وإخلاص وتأله‏.‏
روى عن شعيب الزعفراني وابن الجميزي وعبد الرحمن بن أبي حرمي والمرسي وعدة‏.‏
وأجاز له السخاوي وغيره‏.‏
خرج لنفسه التساعيات وتفرد بأشياء رحمه الله‏.‏
ومات الصدر الكبير نصير الدين عبد الله بن الوجيه محمد بن علي بن سويد التغلبي التكريتي ثم الدمشقي صاحب الأموال من أبناء التسعين‏.‏
سمع الرضي بن البرهان والنجيب وابن عبد الدايم‏.‏
ومات بالقدس الزاهد الكبير جلال الدين إبراهيم ابن شيخنا زين الدين محمد بن أحمد العقيلي الدمشقي ابن القلانسي الكاتب كان في ذي القعدة عن ثمانٍ وستين سنة‏.‏
روى عن ابن الدايم والكرماني ودخل مصر منجفلًا وانقطع في مسجد فتغالوا فيه ونوهوا بذكره وعظموه وبنوا له زاوية واشتهر‏.‏
وحصل لأخيه عز الدين الحسبة ونظر الخزانة‏.‏
ومات مسند الإسكندرية العدل المعمر محيي الدين أبو القاسم عبد الرحمن ابن مخلوف بن جماعة بن رجاء الربعي المالكي يوم التروية وله ثلاث وتسعون سنة‏.‏
سمع من جعفر والتسارسي وابن رواج وتفرد‏.‏
مع صلاحٍ وخير‏.‏
وماتت بالقدس المعمرة الرحلة أم محمد زينب بنت عمر بن أبي بكر بن شكر المقدسي في ذي الحجة عن أربعٍ وتسعين سنة‏.‏
سمعت من ابن اللتي والهمذاني‏.‏
وتفردت بأجزاء كالثقفيات ومسندي عبد والدارمي‏.‏
وارتحل إليها الطلبة‏.‏
وحدثت بمصر وبالمدينة النبوية‏.‏
ومات بأسيوط في ذي الحجة الرئيس المعمر الكاتب زين الدين عبد الرحمن بن أبي صالح رواحة بن علي بن الحسين بن مظفر بن نصر بن رواحة الأنصاري الحموي الشافعي عن أربع وتسعين سنة‏.‏
واشتهر وسمع من جده لأمه أبي القاسم بن رواحة وصفية القرشية وتفرد ورحل إليه‏.‏
وله إجازة ابن روزبة والسهروردي‏:‏ وعدة‏.‏
سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة قدم على قضاء الشام جمال الدين الزرعي فولي بعده تدريس المنصورية السبكي‏.‏
وأمسك الكريم المسلماني وكيل السلطان وزالت سعادته التي كان يضرب بها المثل‏.‏
وولي نظر الجيش بدمشق المعتز بن حشيش‏.‏
وعزل قطب الدين السلامي ثم أشرك بينهما‏.‏
وكان على نظر طرابلس أمين الملك فاستعفى وأقام بالقدس مديدة ثم طلب في هذا الحين‏.‏
وولي وزارة مصر‏.‏
وقدمت عمة قازان للحج
ومات مؤرخ الآفاق العالم المتكلم كمال الدين عبد الرزاق بن أحمد ابن محمد بن أحمد الشيباني البغدادي ابن الفوطي في المحرم عن إحدى وثمانين سنة‏.‏
وله تصانيف كثيرة وتواريخ كبار‏.‏
روى عن الصاحب محيي الدين بن الجوزي وابن أبي الدينة وخلق‏.‏
وطلب وكتب وخطه فائق ونظمه رائق وله هناتٌ وبوائق والله يسمح له‏.‏
ومات بدمشق في ربيع الأول قاضي دمشق ورئيسها الكامل نجم الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن سالم بن حسن بن صصرى التغلبي الشافعي‏.‏
وولد في ذي القعدة سنة خمس وخمسين وستمائة‏.‏
سمع أباه وعميه وابن عبد الدائم‏.‏
وحضر بمصر على الرشيد العطار‏.‏
وأفتى ودرس‏.‏
وله النظم والترسل والخط المنسوب والدروس الطويلة والفصاحة وحسن الشارة والمكارم مع دينٍ وحسن سريرة‏.‏
ولي القضاء إحدى وعشرين سنة‏.‏
ومات بقاسيون الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن مسعود الكلبي البدوي ثم الصالحي الفامي ويعرف بابن سعفور ويلقب بعمى‏.‏
توفي في ربيع الآخر عن إحدى وثمانين سنة‏.‏
سمع من المرسي حضورًا ومن محمد بن عبد الهادي وخطيب مردا وطائفة‏.‏
وأجاز له السبط وكان خيرًا كيسًا متعففًا منقطعًا‏.‏
ومات كبير المتمولين بدمشق شهاب الدين أحمد بن محمد بن القطينة الزرعي عن ثمانين سنة‏.‏

ودفن بتربة مليحةٍ بطريق القابون‏.‏
بلغت زكاته في عام قازان خمسة وعشرين ألفًا وفي دولة الظاهر كان رأس ماله ألف درهم‏.‏
ومات ببعلبك الرئيس جمال الدين عمر بن الياس بن الرشيد وله مائة سنة وسنة‏.‏
ومات بدمشق بالمارستان الإمام المحدث اللغوي صفي الدين محمود بن محمد بن حامد الأرموي ثم الدمشقي ثم القرافي الصوفي في جمادى الآخرة وله ست وسبعون سنة‏.‏
سمع الكثير وكتب وتعب واشتهر وحدث عن النجيب والكمال بن عبد‏.‏
وحفظ التنبيه‏.‏
وحصل له لبسٌ فكان إذا خلا تحدث وصيح فإذا خالسته سكن مع دين وتصون ومعرفة‏.‏
ومات مسند الشام بهاء الدين القاسم بن مظفر بن النجم محمود ابن تاج الأمناء بن عساكر في شعبان عن أربع وتسعين سنة ونصف‏.‏
حضر في سنة تسع وعشرين على مشهور النيرباني وحضر ابن غسان وكريمة وعبد الرحيم بن عساكر وابن المقير وسمع من ابن اللتي وجماعة‏.‏
وأجاز له مشايخ البلاد وبلغ معجمه سبع مجلدات وألحق الصغار بالكبار ووقف أماكن على المحدثين‏.‏
وكان طبيبًا‏.‏
ومات الأمير الصاحب الوزير نجم الدين محمد بن عثمان بن الصفي البصروي الحنفي كهلًا ببصرى‏.‏
ولي الحسبة ثم الخزانة ثم الوزارة ثم الإمرة‏.‏
ودرس أولًا بمدارس بصرى‏.‏
وكان ومات بصفد خطيبها وعالمها نجم الدين حسن بن محمد الصفدي‏.‏
وله تواليف وتقدم في الأدب والمعقول‏.‏
توفي في رمضان من أبناء الثمانين‏.‏
ومات بالمزة ليلة عرفة مسند الوقت شمس الدين أبو نصر محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازي الدمشقي‏.‏
عن أربع وتسعين سنة وشهرين‏.‏
سمع من جده القاضي أبي نصر والسخاوي وجماعة وبمصر من العلم ابن الصابوني وابن قميرة وأجاز له أبو عبد الله بن الزبيدي والحسن بن السيد وقاضي حلب ابن شداد وخلق‏.‏
وله مشيخةٌ وعوال‏.‏
وروى الكثير‏.‏
وكان ساكنًا وقورًا منقبضًا عن الناس‏.‏
له كفايةٌ‏.‏
وكبر سنه وأكثر ولم يختلط‏.‏
سنة أربع وعشرين وسبعمائة كان الغلاء بالشام وبلغت الغرارة أزيد من مائتي درهم أيامًا‏.‏
ثم جلب القمح من مصر بإلزام السلطان لأمرائه فنزل إلى مائة وعشرين درهمًا ثم بقي أشهرًا ونزل السعر بعد شدة‏.‏
وأسقط مكس الأقوات بالشام بكتاب سلطاني‏.‏
وكان على الغرارة ثلاثة ونصف‏.‏
وعزل الزرعي عن القضاء بالقزويني بعد أن ألح الدولة على الشيخ برهان الدين الفزاري فامتنع وصمم‏.‏
وقدم ملك التكرور موسى بن أبي بكر الأسود في ألوف من قومه للحج فنزل سعر الذهب درهمين‏.‏
ودخل إلى السلطان فسلم ولم يجلس ثم أركب حصانًا بزنارين أطلس وأهدى هو إلى السلطان أربعين ألف دينار وإلى نائبه عشرة آلاف وهو شاب عاقل حسن الشكل راغبٌ في العلم مالكي‏.‏
وولي قضاء حلب شيخنا ابن الزملكاني‏.‏
ومات بالثغر الشيخ ركي الدين عمر بن محمد بن يحيى القرشي العتبي الشاهد ابن جابي الأحباس في صفر عن خمس وثمانين سنة‏.‏
تفرد عن السبط بجزء سفيان وبالدعاء للمحاملي ومشيخته‏.‏
ومات بمصر المفتي الإمام الزاهد نور الدين علي بن يعقوب بن جبريل البكري الشافعي كهلًا وهو الذي آذى ابن تيمية والذي طرده السلطان وأراد قطع يده لفتاويه وذم المنكر فتنقل بأعمال مصر‏.‏
ومات بدمشق العدل المعمر القاضي شمس الدين أحمد بن علي بن الزبير الجيلي ثم الدمشقي الشافعي في ربيع الآخر عن تسع وثمانين سنة‏.‏
سمع من ابن الصلاح من سنن البيهقي‏.‏
ومات الشيخ الزاهد محمد ابن المفتي جمال الدين عبد الرحيم بن عمر الباجربقي الضال الذي حكم بضرب عنقه القاضي المالكي مرة بعد أخرى ثم انسحب إلى مصر وإلى بغداد ثم قدم متخفيًا وسكن القابون‏.‏
وكان فقيهًا بالمدارس ثم حصل له كشف شيطاني فضل به جماعة‏.‏
وكان يتنقض الأنبياء ويتفوه بعظائم وعاش ستين سنة‏.‏
انقلع في ربيع الآخر‏.‏
ومات أمير العرب محمد بن عيسى بن مهنا بسلمية ودفن عند أبيه‏.‏
وكان عاقلًا نبيلًا فيه خير عاش نيفًا وستين سنة وهو أخو مهنا‏.‏
ومات قاضي حلب زين الدين عبد الله بن قاضي الخليل محمد بن عبد القادر الأنصاري وله سبعون سنة‏.‏
ولي حلب نيفًا وعشرين سنة‏.‏
وقبلها ولي بعلبك ونائب دمشق وولي حمص‏.‏
وكان مسمتًا مليح الشكل‏.‏
ومات وزير الشرق علي شاه أبي بكر التبريزي في جمادى الآخرة بأرجان وقد شاخ‏.‏
وكان سنيًا معظمًا لصاحب مصر محبًا فيه‏.‏
ومات الإمام شرف الدين محمد بن الإمام زين الدين المنجا بن عثمان التنوخي مدرس المسمارية عن خمسين سنة‏.‏
وكان دينًا صينًا فاضلًا‏.‏
ومات مخنوقًا الصاحب الكبير كريم الدين عبد الكريم بن هبة الله القبطي المسلماني بأسوان‏.‏
وكان نفي إلى الشوبك ثم إلى القدس ثم إلى أسوان ثم شنق سرًا‏.‏
وكان هو الكل وإليه العقد والحل وبلغ من الرتبة ما لا مزيد عليه‏.‏
وجمع أموالًا عظيمة عاد أكثرها إلى السلطان‏.‏
وكان عاقلًا داهيةً سمحًا وقورًا‏.‏
مرض نوبة فزينت مصر لعافيته‏.‏
وكان يعظم الدينين وله برٌ وإيثار قارب سبعين سنة‏.‏
ومات في ذي الحجة بدمشق المفتي الزاهد علاء الدين علي بن إبراهيم ابن العطار الشافعي ويلقب بمختصر النووي عن سبعين سنة‏.‏
سمع ابن عبد الدايم‏.‏
وابن أبي اليسر وخرجت لهما معجمًا‏.‏
وأصابه فالج أزيد من عشرين سنة‏.‏
وله فضائل وتأله وأتباع‏.‏
وكان شيخ النورية‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 11:06 PM

سنة خمس وعشرين وسبعمائة في جمادى الأولى كان غرق بغداد المهول وبقيت كالسفينة وساوى الماء الأسوار‏.‏
وعمل في سد السكور كل أحدٍ ودثرت الحواضر وغرق أممٌ من الفلاحين وعظمت الاستغاثة بالله ودام خمس ليال وعملت سكورة فوق الأسوار‏.‏
ولولا ذلك لغرق جميع البلد وليس الخبر كالعيان‏.‏
وقيل‏:‏ تهدم بالجانب الغربي نحو خمسة آلاف بيت‏.‏
ومن الآيات أن مقبرة الإمام أحمد بن حنبل غرقت سوى البيت الذي فيه ضريحه فإن الماء دخل في الدهليز علو ذراع ووقف بإذن الله وبقيت البواري عليها غبار حول القبر‏.‏
صح هذا عندنا‏.‏
وجر السيل أخشابًا كبارًا وحيات غريبة الشكل صعد بعضها في النخل‏.‏
ولما نضب الماء نبت على الأرض شكل بطيخ وقدم دمشق الشيخ شمس الدين محمود الأصبهاني المتكلم المصنف وله ستون سنة‏.‏
وسار من مصر نحو ألفي فارس نجدة لصاحب اليمن‏.‏
وضرب بمصر الشهاب بن مري التيمي المذكور وسجن ثم نفي لنهيه عن الاستغاثة والتوسل بأحد غير الله ومقت لذلك ثم فر إلى أرض الجزيرة وأقام هناك سنين‏.‏
ورجع ملك التكرور موسى فخلع عليه السلطان خلعة الملك عمامة مدورة وجبة سوداء وسيفًا مذهبًا‏.‏
وعملت خانقاه سلطانية بسرياقوس وحضر السلطان والقضاة ووليها المجد الأقصرائي‏.‏
ولم يثبت عيد الفطر إلى قبيل الظهر بدمشق فصلى العيد خطيب العقيبة ثم صلى الظهر ثم صلاها خطيب البلد من الغد بالبلد ولم يخرج إلى المصلى بل بعث الشمس النجار فخطب بالمصلى‏.‏
ومات بدمشق المحدث كاتب الحكم علاء الدين علي بن النصير محمد بن غالب بن محمد الأنصاري الشافعي عن ثمانين سنة‏.‏
روى عن الكمال الضرير الشاطبية وعن ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وطلب وكتب وتفقه وشارك في العلم وتميز في الشروط‏.‏
ومات الفقيه المعمر شهاب الدين أحمد بن العفيف محمد بن عمر الصقلي ثم الدمشقي إمام ومات بمصر الإمام شيخ القراء تقي الدين محمد بن أحمد بن عبد الخالق المصري الشافعي الخطيب ابن الصايغ في صفر وله ثمان وثمانون سنة‏.‏
تلا بالسبع على الكمالين الضرير وابن فارس واشتهر وأخذ عنه خلق‏.‏
ورحل إليه‏.‏
وكان ذا دين وخير وفضيلة ومشاركات قوية‏.‏
ومات بدمشق في ربيع الأول المعمر الشيخ عبد الرحمن بن عبد الولي الصحراوي سبط اليلداني عن خمس وثمانين سنة‏.‏
سمع من جده كثيرًا والرشيد العراقي وابن خطيب القرافة وشيخ الشيوخ الحموي‏.‏
وأجاز له الضياء والسخاوي‏.‏
سمع منه نائب السلطنة الآثار للطحاوي ووصله ورتب له درهمًا ثم أضر وعجز‏.‏
ومات واقف الخان المشهور خطاب بن محمود العراقي الأمير بدمشق‏.‏
ومات الإمام المحدث نور الدين علي بن جابر الهامشي اليمني الشافعي شيخ الحديث بالمنصورية عن بضع وسبعين سنة‏.‏
حدث عن زكي البيلقاني وعرض عليه الوجيز للغزالي‏.‏
وله مشاركات وشهرة‏.‏
ومات علامة الأدب علم البلاغيين شهاب الدين محمود بن سلمان بن فهد الحلبي كاتب السر بدمشق في شعبان عن إحدى وثمانين سنة وصلى عليه ملك الأمراء‏.‏
أجاز له ابن خليل
وحدث عن ابن البرهان ويحيى بن الحنبلي وابن مالك‏.‏
خدم بالإنشاء نحوًا من خمسين سنة‏.‏
وكان يكتب التقاليد على البديهة‏.‏
وولى بعده ابنه شمس الدين‏.‏
ومات بالكرك قاضيها العلامة الورع نور الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الأميوطي الشافعي‏.‏
حكم بالكرك نحوًا من ثلاثين سنة وتفقه به الطلبة‏.‏
وحدث عن قطب الدين القسطلاني وغيره‏.‏
وهو والد شرف الدين قاضي بلبيس‏.‏
ومات بدمشق شيخ الظاهرية عفيف الدين إسحاق بن يحيى الآمدي الحنفي في رمضان عن ثلاث وثمانين سنة‏.‏
روى كثيرًا عن ابن خليل وعن عيسى الخياط والضياء صقر وعدة‏.‏
وطلب الحديث وحصل أصولًا بمروياته‏.‏
وخرج له ابن المهندس معجمًا قرأته‏.‏
وكان لا بأس به‏.‏
ومات كبير الدولة الأمير الكبير ركن الدين بيبرس المنصوري الخطائي الدويدار صاحب التاريخ الكبير ورأس الميسرة ونائب مصر أرغون‏.‏
بلغ الثمانين‏.‏
توفي في رمضان بمصر‏.‏
ومات بدمشق في ذي القعدة الإمام شيخ الإسلام بقية الفقهاء الزهاد خطيب العقيبة صدر الدين سليمان بن هلال بن شبل الهاشمي الجعفري الحوراني الشافعي عن ثلاث وثمانين سنة‏.‏
تفقه بالشيخين محيي الدين وتاج الدين وناب عن ابن صصرى وبينه وبين جعفر الطيار ثرثة عشر أبًا والله أعلم‏.‏
وكان متزهدًا في ثوبه وعمامته الصغيرة ومأكله وفيه تواضعٌ وتركٌ للرياسة
والتصنع وفراغٌ عن الرعونات وسماحةٌ ومروءة ورفق‏.‏
شيعه الخلق وحمل على الرؤوس‏.‏
وكان لا يدخل حمامًا‏.‏
حدث عن ابن أبي اليسر والمقداد‏.‏
وكان عارفًا بالفقه وله حكايات في مشيه إلى شاهد يؤدي عنده وإلى خصم فقير وربما نزل في طريق داريا عن حمارته وحمل عليها حزم حطب لمسكينة رحمه الله‏.‏
سنة ست وعشرين وسبعمائة ضربت عنق الفقيه المقرىء ناصر بن الهيتي الصالحي على الزندقة الواضحة وفرح المسلمون‏.‏
وكان من أبناء الستين‏.‏
ثم ضربت عنق توما الراهب الذي أسلم من ثلاث سنين وارتد سرًا ثم أفشى ذلك عند المالكي وأحرق ولم يتكهل‏.‏
وهو بعلبكي‏.‏
وسار المحمدي رسولًا إلى أبي سعيد القآن‏.‏
ونقل قرطاي من نيابة طرابلس إلى خبز القرماني الذي أمسك‏.‏
وولي طرابلس طينال الحاجب‏.‏
وفي شعبان أخذ ابن تيمية وحبس بالقلعة في قاعةٍ ومعه أخوه عبد الرحمن يؤنسه وعزروا جماعة من أصحابه‏.‏
ووصل الماء الجاري إلى مكة من مال جوبان نائب التتار‏.‏
ومات في المحرم الشيخ علاء الدين علي بن محمد بن علي بن السكاكري الشاهد‏.‏
وكان رأسًا في كتابة الشروط وفيه شهامة وحط على الكبار‏.‏
ولكنه كان يتحرز في الشهادة‏.‏
من أبناء الثمانين‏.‏
ساء ذهنه بأخرة‏.‏
أجاز له عبد العزيز بن الزبيدي وهبة الله بن الواعظ والتستري وعدة‏.‏
وسمع من ابن عبد الدايم وجماعة‏.‏
ومات المعمر كبير السادة ناصر الدين يونس بن أحمد الحسيني الدمشقي عن إحدى وثمانين سنة‏.‏
وكان رئيسًا وسيمًا‏.‏
حدث عن الخطيب مردا‏.‏
وذكر للنقابة‏.‏
ومات خطيب المدينة وقاضيها المفتي سراج الدين عمر بن أحمد بن طراد الخزرجي المصري الشافعي عن تسعين سنة‏.‏
حدث عن الرشيد العطار وأجازه الشرف المرسي والمنذري‏.‏
وتفقه بابن عبد السلام قليلًا ثم بالسديد التزمنتي والنصير بن الطباخ‏.‏
وخطب بالمدينة أربعين سنة ثم سافر إلى مصر ليتداوى فأدركه الموت بالسويس‏.‏
ومات بمصر القاضي الإمام كمال الدين محمد بن علي بن عبد القادر التميمي الهمذاني ثم المصري الشافعي عن إحدى وسبعين سنة‏.‏
حدث عن النجيب وطائفة‏.‏
قرأ عليه ولده الإمام نور الدين صحيح البخاري‏.‏
وله عليه حواشٍ بخطه المنسوب‏.‏
رثاه صاحبنا أبو بكر الرحبي‏.‏
توفي في المحرم‏.‏
ومات ببعلبك شيخها الصدر الكبير قطب الدين موسى ابن الشيخ الفقيه محمد اليونيني صاحب التاريخ عن ست وثمانين سنة وأشهر‏.‏
حدث عن أبيه وشيخ الشيوخ والرشيد العطار وأبي بكر بن مكارم وجماعة‏.‏
وأجاز له ابن رواج وجماعة‏.‏
وكان وافر الحرمة له عقلٌ ورأي وذكاء‏.‏
توفي في شوال‏.‏
ومات بدمشق المقرىء المدرس الإمام زين الدين أبو بكر بن يوسف المزي بن الحريري الشافعي في ربيع الأول عن ثمانين سنة‏.‏
كان كيس الجملة عالمًا متواضعًا مقرئًا بالسبع‏.‏
أخذ عن الزواوي‏.‏
وحفظ الفقه والنحو وحدث عن خطيب مردا‏.‏
والبكري وابن عبد الدايم وله جهات‏.‏
وماتت المعمرة أمة الرحمن ست الفقهاء بنت الشيخ تقي الدين إبراهيم ابن علي بن الواسطي الصالحية في ربيع الآخر عن ثلاث وتسعين سنة‏.‏
سمعت جزء ابن عرفة من عبد الحق حضورًا‏.‏
وسمعت من إبراهيم بن خليل وغيره وأجاز لها جعفر الهمذاني وكريمة وأحمد بن المعز وابن القسطي وعدد كثير‏.‏
وكانت مباركة صالحة روت الكثير‏.‏
وهي والدة فاطمة بنت الدباهي‏.‏
ومات بالحلة شيخها العلامة المتفنن جمال الدين حسين بن يوسف ابن المطهر الشيعي المعتزلي
ومات الخطيب المسند تقي الدين أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي في جمادى الآخرة عن بضع وسبعين سنة‏.‏
سمع من خطيب مردا السيرة في الخامسة‏.‏
وسمع من اليلداني والبكري ومحمد بن عبد الهادي حضورًا‏.‏
ومن إبراهيم بن خليل‏.‏
وأجاز له السبط وجماعة‏.‏
وكان يخطب جيدًا بالجامع المظفري‏.‏
ومات الزاهد الكبير الشيخ حماد التاجر ابن القطان بالعقيبة وحمل على الرؤوس‏.‏
وكان يقرئ القرآن ويحكي عجائب عن الفقراء وفيه زهدٌ وتعفف‏.‏
ويحضر السماع ويصيح‏.‏
وله وقع في القلوب‏.‏
عاش ستًا وتسعين سنة‏.‏
ومات مفتي العراق جمال الدين يوسف بن عبد المحمود بن البتي الحنبلي - أحد الأذكياء - كهلًا‏.‏
تخرج به الفضلاء في فنون‏.‏
ومات بشوال في قاسيون العالم المسند شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء بن الزراد الصالحي عن ثمانين سنة‏.‏
روى شيئًا كثيرًا‏.‏
وتفرد‏.‏
خرجت له مشيخة‏.‏
روى عن البخلي ومحمد بن عبد الهادي واليلداني وخطيب مردا زوالبكري وكان يروي المسند والسيرة ومسند أبي عوانة والأنواع والتقاسيم ومسند أبي يعلى وأشياء‏.‏
افتقر واحتاج وتغير ذهنه واختلط قبل موته بعام أو أكثر‏.‏
ومات بالمدينة الإمام الزاهد التقي قاضي الحنابلة شمس الدين محمد بن مسلم بن مالك الصالحي في ذي القعدة عن أربع وستين سنة وأشهر‏.‏
وكان من قضاة العدل بصيرًا بمذهبه عارفًا بالعربية كبير القدر ولى إحدى عشرة سنة وحج ثلاثًا وفي الرابعة أدركه أجله‏.‏
ومولده في صفر أو في ربيع الأول سنة اثنتين وستين‏.‏
روى عن ابن عبد الدايم حضورًا وطلب بنفسه وقرأ وكتب بعد الثمانين ومحاسنه جمة رحمه الله‏.‏
سنة سبع وعشرين وسبعمائة نقل قاضي حمص ابن النقيب إلى قضاء طرابلس وقاضيها ناصر الدين الزرعي إلى قضاء حمص‏.‏
وحاصر ودي بن جماز المدينة جمعة‏.‏
ودخلوا وأحرقوا بابها وأسروا غلمان صاحبها كبيش وهرب أخوه طفيل وابنه وقتلوا القاضي هاشم بن علي العلوي وعبد الله بن العابد‏.‏
ودخل الأمير قوصون بابنة للسلطان‏.‏
وفي رجب كائنة الإسكندرية‏:‏ ضرب رجلٌ أفرنجيًا عند باب البحر فأنهى الحال إلى أيدها الكركري فركب وأمر بغلق الأبواب ودخل الليلي على الناس‏.‏
فمشى كبراء إلى الأمير في فتح الباب لهم ففتحه بعد العشاء وخرجت الرماة ثم انعصر الخلق في الباب وجذبت السيوف وخطفت العمائم ومات نحو عشرة من الرضى‏.‏
فلما أصبحوا وخرج الأمير إلى الجمعة رجم فعاد إلى بيته فجاءوا بقش وأحرقوا الباب وأخرجوا أهل الحبس ووقع النهب في دارين أو ثلاثة لأعوان الوالي‏.‏
فبطق الأمير إلى مصر وغوث فتنمر السلطان واعتقد أنهم أخرجوا أمراء من سجنهم فأمر ببذل السيف في الإسكندرية وهدمها وجهز أربعة أمراء منهم الوزير الجمالي فجاء وطلب قاضي البلد ونائبه وأهانهم فقال نائبه‏:‏ وهو التنيسي ما يلزمنا فلا تهن الشرع‏.‏
فضربه كثيرًا وطلب التجار وسبهم وأخذ منهم أموالًا عظيمة ووسط ثلاثين نفسًا واختبط البلد وصودر الكل حتى افتقر عددٌ كثير‏.‏
وطلب قاضي حلب ابن الزملكاني إلى مصر ليولى قضاء دمشق فمات ببلبيس‏.‏
وعرض قضاء دمشق على أبي اليسر بن الصايغ وجاءه التشريف فصمم وامتنع وبكى فأعفي مكرمًا‏.‏
ثم قدم على المنصب الشيخ علاء الدين علي ابن اسماعيل القونوي ثم بعده ابن الزملكاني المذكور‏.‏
وجاء يوم الأضحى على بلبيس سيل عظيم وقاسوا شدة‏.‏
ومات في المحرم المعمر شمس الدين محمد بن أحمد بن منعة بن مطرف القنوي ثم الصالحي عن اثنتين وتسعين سنة‏.‏
وسمع من عبد الحق حضورًا ومن ابن قميرة والمرسي واليلداني وأجاز له الضياء الحافظ وابن يعيش النحوي‏.‏
وروى جملة وتفرد‏.‏
ومات بمصر في المحرم النور علي بن عمر بن أبي بكر الواني الصوفي عن اثنتين وتسعين سنة‏.‏
ومات بالثغر الملك أبو يحيى زكريا بن أحمد بن محمد بن عبد الواحد ابن أحمد بن محمد الهنتاتي المغربي ويعرف باللحياني عن بضع وثمانين سنة‏.‏
وقد وزر أبوه لابن عمه المستنصر بتونس مدة‏.‏
اشتغل زكريا في الفقه والنحو فسرع فيه‏.‏
وتملك تونس‏.‏
وحج سنة تسع وسبعمائة ورجع فبايعوه في سنة إحدى عشرة ولقبوه بالقائم بأمر الله فاستمر سبع سنين‏.‏
ثم تحول إلى طرابلس المغرب وأخذت منه تونس فتوجه إلى الإسكندرية في سنة إحدى وعشرين فسكنها‏.‏
وكان قد أسقط ذكر المهدي المعصوم - أعني ابن تومرت - من الخطب‏.‏
ومات بدمشق الرئيس العابد الأمين ضياء الدين إسماعيل بن عمر بن الحموي الدمشقي الكاتب عن اثنتين وتسعين سنة‏.‏
سمع عثمان بن خطيب القرافة وشيخ الشيوخ‏.‏
وكان ذا حظ من قيام وصيام وإطعام وإيثار تام‏.‏
توفي في صفر‏.‏
وكان بصيرًا بالحساب شارف الجامع مدة والخزانة‏.‏
ومات المفتي الزاهد القدوة شرف الدين عبد الله بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني في جمادى الأولى عن إحدى وستين سنة‏.‏
وشيعه الخلق‏.‏
روى عن ابن أبي اليسر حضورًا‏.‏
وسمع المسند والكتب الستة وأشياء‏.‏
ومات الملك الكامل الأمير ناصر الدين محمد بن السعيد عبد الملك بن الصالح إسماعيل بن العادل في جمادى الآخرة عن أربع وسبعين سنة‏.‏
وأعطي خبزه لولده الملك صلاح الدين‏.‏
ثنا عن ابن عبد الدايم‏.‏
ومات بدمشق قاضي الحنفية صدر الدين علي بن الصفي أبي القاسم ابن محمد البصروي في شعبان ببستانه عن خمسٍ وثمانين سنة‏.‏
ثنا عن ابن عبد الدايم‏.‏
وكان رأسًا في المذهب مليح الشارة كثير النعمة حكم بدمشق عشرين سنة وأوصى بثلث ماله صدقة‏.‏
وولي بعده ابن الطرسوسي‏.‏
ومات في سادس عشر شهر رمضان ببلبيس العلامة قاضي حلب فخر المجتهدين كمال الدين محمد بن علي بن عبد الواحد خطيب زملكا الأنصاري الشافعي وحمل فدفن بالقرافة‏.‏
وولد في شوال سنة سبعٍ وستين‏.‏
أفتى وصنف وتفرد به الأصحاب وكان سيال الذهن مليح الشكل طلب ليشافهه السلطان بقضاء دمشق فأدركه الأجل‏.‏
تفقه بتاج الدين عبد الرحمن‏.‏
وحدث عن ابن علان وابن البخاري ورثاه الشعراء‏.‏
ومات بدمشق القاضي الأديب شمس الدين محمد بن الشهاب محمود كاتب السر‏.‏
وولي القاضي محيي الدين بن فضل الله‏.‏
توفي في شوال عن ثمان وخمسين سنة‏.‏
قدم صاحب الروم تمرتاش بن جوبان بعسكره وذهب إلى السلطان في خواصه فاحترموه‏.‏
واشترى النائب دار فلوس وما حولها وزخرفها وسميت دار الذهب‏.‏
وأوصل الماء إلى القدس بعد أن عمل الصناع ستة أشهر‏.‏
ونقض رخام الحائط القبلي من ناحية الجامع الغربية فوجد الحائط منحدبًا فنقض كأنه تغير من زلزلة فأخرب إلى الأرض مساحة خمسين ذراعًا فبني وأحدث فيه محراب للحنفية وجدد ترخيم حيطان الجامع سوى المقصورة وأركان القبة‏.‏
وكان بالفرايين حريق عظيم‏.‏
ثم جدد بعده قيساريتان‏.‏
وفيها في المحرم درس العلائي بحلقة ابن صاحب حمص بحضرة القضاة فأورد درسًا باهرًا نحو ستمائة سطر‏.‏
ومات بالثغر المعمر الإمام القدوة عز الدين إبراهيم بن أحمد بن عبد المحسن الحسيني الغرافي الشافعي في المحرم من ولد موسى الكاظم‏.‏
سمع من والده وحليمة بنت ولد جمال الإسلام والبادرائي وجماعة‏.‏
وأجاز له ابن يعيش وابن رواج‏.‏
ونسخ بالأجرة‏.‏
وتفرد مع التقوى والعلم والورع‏.‏
عاش تسعين سنة‏.‏
ومات ببغداد الإمام الواعظ مسند العراق شيخ المستنصرية عفيف الدين أبو عبد الله محمد بن عبد المحسن بن أبي الحسن البغدادي ابن الخراط الحنبلي عن تسعين سنة‏.‏
مات في جمادى الأولى‏.‏
وكان مولده في ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين ومرة كتبه في سنة تسع‏.‏
سمع من عجيبة ومات بمصر في جمادى الآخرة قاضي القضاة شمس الدين محمد بن عثمان ابن أبي الحسن الدمشقي الحنفي ابن الحريري‏.‏
ولد في صفر سنة ثلاث وخمسين‏.‏
وحدث عن ابن الصيرفي والقطب ابن عصرون وابن أبي اليسر وكان عادلًا مهيبًا صارمًا دينًا رأسًا في المذهب‏.‏
ومات في بغدا مفتيها وشيخها جمال الدين عبد الله بن محمد بن علي بن العاقولي الواسطي الشافعي مدرس المستنصرية في شوال وله تسعون سنة وثلاثة أشهر‏.‏
وكان يذكر أنه سمع من محيي الدين بن الجوزي‏.‏
ومات في قلعة دمشق ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحراني معتقلًا‏.‏
ومنع قبل وفاته بخمسة أشهر من الدواة والورق‏.‏
ومولده في عاشر ربيع الأول يوم الاثنين سنة إحدى وستين وستمائة بحران‏.‏
سمع من ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وعدة‏.‏
وبرع في التفسير والحديث والاختلاف والأصلين وكان يتوقد ذكاءً ومصنفاته أكثر من مائتي مجلد‏.‏
وله مسائل غريبة نيل من عرضه لأجلها‏.‏
وكان رأسًا في الكرم والشجاعة قانعًا باليسير شيعه نحو من خمسين ألفًا وحمل على الرؤوس رحمه الله‏.‏
ومات في الصالحية في ذي القعدة الفقيه المعمر جمال الدين عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن شكر المقدسي الحنبلي‏.‏
ولد في رمضان سنة تسع وثلاثين‏.‏
سمع من النور البلخي والمرسي ومحمد بن عبد الهادي وطائفة‏.‏
وقتل نائب الشرق جوبان بهراة ونقل تابوته فدفن بالبقيع ولم يدفن بمدرسته‏.‏
سنة تسع وعشرين وسبعمائة في المحرم نقل كاتب السر محيي الدين إلى عند السلطان‏.‏
وولي بدمشق شرف الدين حفيد الشهاب محمود‏.‏
وأصاب كاتب السلطان فالجٌ وهو علاء الدين بن الأثير‏.‏
ووسعت أسواق دمشق وجددت القنا التي من القنوات بإلزام النائب واسترحنا من ترسل المياه بعد غرامات كثيرة‏.‏
وألقيت كلاب دمشق في خندق باب كيسان وفصل بحائط بين ذكورهم وإناثهم ورجمهم الناس‏.‏
قيل‏:‏ بلغوا خمسة آلاف‏.‏
ومات بمصر شارح التنبيه نجم الدين محمد بن عقيل البالسي عن تسع وستين سنة‏.‏
ناب في القضاء لابن دقيق العيد ودرس بعده بالمعزية القاضي الزرعي‏.‏
وكان إمامًا زاهدًا شيعه الخلق‏.‏
ومات في دمشق في ربيع الآخر الصدر نجم الدين علي بن محمد بن هلال الأزدي عن ثمانين سنة‏.‏
حدث عن ابن البرهان والقاضي صدر الدين بن سني الدولة والزين خالد والكرماني وطلب وحصل الأصول وولي نظر الأيتام‏.‏
وكان تام الشكل حسن البزة ذا كرم وتجمل‏.‏
ومات في جمادى الأولى مدرس البادرائية شيخ الإسلام برهان الدين إبراهيم بن شيخ الشافعية تاج الدين عبد الرحمن بن إمام الرواحية أبي إسحاق إبراهيم بن سباع الفزاري المصري الأصل‏.‏
وشيعه الخلق يوم الجمعة إلى عند قبر أبيه بباب الصغير‏.‏
وله سبعون سنة سوى أشهر‏.‏
حضر علي الزين خالد وسمع من ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وعدة‏.‏
وله مشيخة‏.‏
وحدث بالصحيحين وأعاد لوالده وخلفه في تدريس البادرائية وفي حلقته بالجامع‏.‏
وتخرج به أئمة‏.‏
علق على التنبيه شرحًا كبيرًا‏.‏
وكان رأسًا في المذهب عارفًا بالأصول وبنحوٍ ومنطقٍ مع الورع والتقوى والتعفف والكرم‏.‏
امتنع عن القضاء‏.‏
وباشر خطابة البلد أيامًا ثم ترك‏.‏
وكان له وقع في القلوب وود‏.‏
ومات بعده بيومين شيخ الحنابلة بدمشق العلامة مجد الدين إسماعيل ابن محمد الفراء الحراني عن أربع وثمانين سنة‏.‏
حدث عن الصيرفي وابن أبي عمر‏.‏
وكان قيمًا بمذهبه عالمًا بعلمه لا يغتاب بشرًا ولا يؤذي آدميًا‏.‏
تفقه به أئمة ومحاسنه جمة‏.‏
لم يصنف شيئًا‏.‏
ومات بمصر مسندها المعمر فتح الدين يونس بن إبراهيم بن عبد القوي الكناني العسقلاني ثم المصري الدبابيسي في جمادى الأولى وقد جاوز التسعين بيسير وهو آخر من روى عن ابن المقير بالسماع وبالإجازة عنه وعن المخيلي وحمزة بن أوس وظافر بن شحم وعدة‏.‏
وتفرد وروى الكثير‏.‏
وكان عاقلًا صبورًا‏.‏
ومات بمصر الأديب ناظر الجيش معين الدين هبة الله بن مسعود بن حشيش عن ثلاث وستين سنة‏.‏
روى عن ابن البخاري وغيره‏.‏
وله النظم والنثر وقوة الأدوات‏.‏
ومات بدمشق في ذي القعدة قاضي القضاة علاء الدين علي بن إسماعيل القونوي الشافعي الأصولي شيخ الشيوخ وصاحب التصانيف والتلامذة وله إحدى وستون سنة وأشهر‏.‏
كان قد قدم من الروم في سنة ثلاث وتسعين فدرس وناظر‏.‏
وسمع من ابن القواس والشرف ابن عساكر والأبرقوهي‏.‏
وسكن القاهرة مدة‏.‏
وتخرج به الأصحاب مع دين ونزاهة وصيانة وحياء وغزارة علم‏.‏
رحمه الله‏.‏
ومات الصاحب الأمجد رئيس الشام عز الدين حمزة بن المؤيد بن القلانسي الدمشقي في ذي الحجة عن ثمانين سنة وأشهر‏.‏
وكان محتشمًا معظمًا متنعمًا‏.‏
عمل الوزارة وغيرها‏.‏
وروى عن البرهان وابن عبد الدايم‏.‏
قدم على قضاء الشام علم الدين الإخنائي فاستناب مدرس الشامية زين الدين ابن المرحل‏.‏
ونقل من طرابلس إلى قضاء حلب الشيخ شمس الدين ابن النقيب‏.‏
وولي شمس الدين محمد بن المجد قضاء طرابلس‏.‏
وولي قضاء الإسكندرية علم الدين صالح الإسنائي ثم عزل بعد شهرين‏.‏
وأنشأ الأمير قوصون جامعًا كبيرًا بالقرب من جامع طولون وجعل لخطيبه في الشهر ثلاثمائة درهم‏.‏
ومات بمصر كاتب السر علاء الدين بن تاج الدين أحمد بن سعيد ابن الأثير الحلبي ثم المصري‏.‏
وكان ذا جاه وأموال وتمكن‏.‏
مات في آخر الكهولة‏.‏
ومات بدمشق سيف الدين بهادر آص المنصوري عن نيف وسبعين سنة‏.‏
وكان من أمراء الألوف بدمشق‏.‏
وقبته خارج باب الجابية‏.‏
ومات يوم الخامس والعشرين من صفر مسند الدنيا شهاب الدين أحمد ابن أبي طالب بن نعمة بن حسن الديرمقرني ثم الصالحي الحجار ابن شحنة جبل الصالحية‏.‏
وحدث يوم موته‏.‏
وله مائة وبضع سنين‏.‏
سمع من ابن الزبيدي وابن اللتي‏.‏
وأجاز له ابن روزبة والقطيعي وعدة‏.‏
ونزل الناس بموته درجة‏.‏
ومات بحلب قاضيها فخر الدين عثمان بن محمد بن البارزي عن اثنتين وستين سنة‏.‏
حدث ومات بمكة مفتيها وقاضيها نجم الدين محمد بن محمد بن الشيخ محب الدين الطبري الشافعي عن اثنتين وسبعين سنة‏.‏
حدث عن عم جده يعقوب بن أبي بكر الطبري‏.‏
وله إجازة من ابن سدى‏.‏
ومات بمصر المحدث الزاهد فخر الدين عثمان ابن شيخنا الحافظ أحمد ابن الظاهري في رجب عن ستين سنة سوى أشهر‏.‏
حضر ابن علاق والنجيب‏.‏
وكان مكثرًا‏.‏
ارتحل به أبوه‏.‏
ونسخ هو بخطه وحدث‏.‏
ومات المعمر زين الدين أيوب بن نعمة النابلسي ثن الدمشقي الكحال في ذي الحجة حدث عن المرسي والرشيد العراقي وعبد الله بن الخشوعي وجماعة‏.‏
وتفرد‏.‏
حدث بمصر ودمشق وعاش أزيد من تسعين سنة‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 11:08 PM

سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة وصل إلى بلد حلب نهر الساجور بعد غرامة كثيرة وحفر زمن طويل وفرحوا به‏.‏
وعزل ابن مراجل من الجامع بابن الشيرازي‏.‏
وولي نظر الأسرى ابن الفويرة‏.‏
ومات في صفر قاضي الحنابلة عز الدين محمد ابن قاضي القضاة سليمان ابن حمزة المقدسي وله ست وستون سنة‏.‏
روى عن الشيخ وعن أبي بكر الهروي وبالإجازة عن ابن عبد الدايم‏.‏
وكان متوسطًا في العلم والحكم متواضعًا‏.‏
ومات بمصر العدل بدر الدين يوسف بن عمر الختني في صفر وله أربع وثمانون سنة‏.‏
سمع من ابن رواج حضورًا وصالح المدلجي والبكري والرشيد والمرسي وابن اللمط الذي سمع من أبي جعفر الصيدلاني وتفرد بأشياء‏.‏
ومات بحلب نائب السلطنة أرغون الدويدار الذي عمل مدةً نيابة مصر ثم أخر‏.‏
وكان مليح الحظ نسخ صحيح البخاري وقرأ في مذهب أبي حنيفة وحصل كتبًا نفيسة‏.‏
مات في ربيع الأول كهلًا‏.‏
ومات مسند حلب خاتمة أصحاب ابن خليل عز الدين إبراهيم بن صالح ابن العجمي من أبناء التسعين‏.‏
وقد سمع بدمشق من خطيب مردا‏.‏
ومات بحلب بعد أيام في رجب أبو القاسم بن علي بن نصر الحراني بن الحبشي وله ست وثمانون سنة‏.‏
سمع من عيسى الخياط مشيخته‏.‏
وماتت بالثغر كمالية بنت أحمد بن عبد القادر بن رافع الدمراوي في شعبان وتسمى ست الناس‏.‏
روت بالإجازة عن عبد الله ابن برطلة الأندلسي ومحمد بن الجراح والشرف المرسي‏.‏
ومات بالغرب السلطان أبو سعيد عثمان ابن السلطان يعقوب بن عبد الحق المريني في ذي القعدة وكانت دولته اثنتين وعشرين سنة‏.‏
قارب السبعين وتملك بعده ابنه السلطان الإمام الفقيه أبو الحسن‏.‏
ومات بدمشق الإمام أقضى القضاة جمال الدين أحمد بن محمد بن القلانسي التميمي الشافعي قاضي العسكر ووكيل بيت المال ومدرس الأمينية والظاهرية عن اثنتين وستين سنة‏.‏
وكان عالمًا محتشمًا مليح الشكل لين الكلمة حدث عن ابن البخاري توفي في ذي القعدة‏.‏
سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة جاء بحمص سيلٌ فغرق خلقٌ منهم في حمام النائب بظاهرها نحو المائتين من نساء وأولاد‏.‏
وفي ربيع الآخر تسلطن الملك الأفضل علي بن المؤيد إسماعيل الحموي وركب بالقاهرة بالغاشية والعصائب‏.‏
ثم كان عرس محمد بن السلطان على بنت بكتمر الكبير قيل‏:‏ جهزت بألف ألف دينار واحتفلوا للعرس بما لا يوصف‏.‏
وأقيمت بالشامية جمعةٌ وخطب قطب الدين عبد النور ثم تقرر كمال الدين بن الزكي‏.‏
ونقل إلى كتابة السر من دمشق القاضي شرف الدين أبو بكر بن محمد بن الشهاب محمود وعظم شأنه‏.‏
وحج مع السلطان‏.‏
وبعث ابن فضل الله إلى مكانه بدمشق‏.‏
ونكب الصاحب شمس الدين غبريال بدمشق وصودر وزالت سعادته‏.‏
ومات في المحرم الشيخ الكبير المتزهد عبد الرحمن بن أبي محمد القرامزي الدمشقي المقرىء الحنبلي بجوبر عن ثمان وثمانين سنة‏.‏
روى عن ابن أبي اليسر والمجد بن عساكر وتلا بالسبع وتعبد واشتهر وتردد إليه الكبار‏.‏
ومات صاحب حماه الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل بن الأفضل علي ابن محمود الأيوبي الحموي صاحب التاريخ وناظم الحاوي - في المحرم - كهلًا‏.‏
ناب بحماه ثم تملك اثنتي عشرة سنة‏.‏
وله كتاب تقويم البلدان وفضائل وفلسفة والله يعفو عنه‏.‏
ومات المقرىء الصالح أبو العباس أحمد بن الفخر البعلبكي السكاكيني بدمشق في صفر عن أربع وثمانين سنة‏.‏
روى عن خطيب مردا وابن عبد الدايم وروى كثيرًا‏.‏
وكان تقيًا‏.‏
ومات بمصر المحدث الإمام تاج الدين أبو القاسم عبد الغفار بن محمد ابن عبد الكافي السعدي الشافعي في ربيع الأول عن اثنتين وثمانين سنة‏.‏
سمع ابن عزون والنجيب وعدة‏.‏
وخرج التساعيات وأربعين مسلسلات‏.‏
وطلب وكتب الكثير وتميز وأتقن‏.‏
ولي مشيخة الصاحبية‏.‏
ومات بدمشق المفتي العلامة رضي الدين المنطيقي إبراهيم بن سليمان الرومي الحنفي مدرس القيمازية وحج سبع مرات وبلغ ستًا وثمانين سنة‏.‏
وله تلامذة‏.‏
ومات صاحبنا الفقيه المحدث محيي الدين عبد القادر بن محمد المقريزي الحنبلي كهلًا‏.‏
حدث عن ابن القواس وبنت كندي وكتب ورحل‏.‏
ومات في ربيع الآخر المحدث العالم عماد الدين إبراهيم بن يحيى بن الكيال الدمشقي الحنفي عن سبع وثمانين سنة‏.‏
قرأ على ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وأيوب الحمامي وعدة‏.‏
وكان فصيحًا يعرب ثم خدم في المواريث وحصل ثم تاب وحج وأم بالربوة وغيرها‏.‏
ومات بجمادى الأولى بالصالحية فجأةً قاضي الحنابلة شرف الدين عبد الله بن حسن بن عبد الله بن الحافظ بعد أن حكم يومئذ بالجوزية وكان دينًا حييًا خيرًا عالمًا‏.‏
عاش ثمانيا وثمانين سنة وله فضائل‏.‏
روى عن ابن علاق ومحمد بن سعد والجمال الصوري وابن عبد الهادي وعدة وتفرد‏.‏
ومات زاهد الإسكندرية الشيخ ياقوت الحبشي الشاذلي صاحب أبي العباس المرسي من أبناء الثمانين‏.‏
ومات صدر الأكابر فخر الدين محمد بن فضل الله كاتب المماليك ناظر الجيش المصري‏.‏
وله
ومات بمصر العدل نور الدين علي ابن التاج إسماعيل بن قريش المخزومي عن ثمانين سنة‏.‏
توفي في رجب‏.‏
سمع الزكي المنذري والرشيد وشيخ شيوخ حماة وابن عبد السلام‏.‏
وحضر عبد المحسن بن مرتفع في الرابعة وكان صالحًا مكثرًا‏.‏
ومات دويدار السلطان سيف الدين ألجيه الناصري الفقيه الحنفي كهلًا‏.‏
وولي مكانه صلاح الدين يوسف بن الأسعد‏.‏
وماتت وجيهية بنت علي بن يحيى بن علي بن سلطان الأنصارية البوصيرية - وتدعى زين الدار - في رجب بالإسكندرية‏.‏
روت عن أحمد بن النحاس‏.‏
وبالإجازة عن يوسف الشاوي والأمير يعقوب الهدباني‏.‏
ومات بدمشق كبير الطب أمين الدين سليمان ابن داوود في عشر التسعين درس بالدخوارية‏.‏
ومات شيخ بلد الخليل العلامة شيخ القراء برهان الدين إبراهيم بن عمر الجعبري الشافعي صاحب التصانيف في رمضان وله اثنتان وتسعون سنة‏.‏
أجاز له ابن خليل وعرض التعجيز على مؤلفه‏.‏
وتلا على الوجوهي وغيره ورحل القراء إليه‏.‏
ومات مدرس المستنصرية العلامة شهاب الدين عبد الرحمن بن محمد بن عسكر المالكي البغدادي وله ثمان وثمانون سنة‏.‏
ومات في ذي القعدة قاضي القضاة علم الدين محمد بن أبي بكر بن عيسى الإخنائي الشافعي عن ثمان وستين سنة وأشهر‏.‏
وكان دينًا عادلًا‏.‏
روى عن أبي بكر بن الأنماطي وجماعة‏.‏
وحدث بالكثير‏.‏
وكان من شهود الخزانة‏.‏
ثم ولي قضاء الإسكندرية ثم دمشق‏.‏
ومات الفقيه المحدث المفيد فخر الدين عبد الرحمن بن محمد بن الفخر البعلبكي ثم الدمشقي الحنبلي في ذي القعدة وله سبع وأربعون سنة‏.‏
روى عن الفخر حضورًا وابن الواسطي وابن القواس وارتحل وكتب وخرج وتميز وأفتى‏.‏
ومات بدمشق ناظر الجيش الصدر قطب الدين موسى بن أحمد بن شيخ السلامية في ذي الحجة عن اثنتين وسبعين سنة ودفن بتربة مليحةٍ أنشأها‏.‏
وكان من رجال الدهر‏.‏
وله فضل وخبرة‏.‏
ومات بمصر شيخ الحنابلة شمس الدين عبد الرحمن ابن قاضي القضاة سعد الدين مسعود بن أحمد الحارثي في ذي الحجة عن إحدى وستين سنة وأشهر‏.‏
وكان من العلماء العاملين‏.‏
حدث عن العز الحراني والفخر علي وجماعة‏.‏
ودرس بأماكن و أفتى‏.‏
ومات فجأةً في الحج مع السلطان كبير أمرائه وعينهم سيف الدين بكتمر الساقي وابنه وخلف ما لا يعبر عنه من صنوف الأموال‏.‏
وقيل بل ماتا في أول الآتية ومما وجد له من الخدام مائة
سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة قدم أمين الملك على نظر الشام وعلى نظر الجيش فخر الدين بن الحلى‏.‏
وفي ربيع الأول ولي قاضي القضاة جمال الدين يوسف بن جملة‏.‏
وجددت بالربوة خطبه‏.‏
وأمسك حاجب السلطان الأمير سيف الدين ألماس وكان ظلومًا‏.‏
ومات شيخ المستنصرية المحدث الإمام تقي الدين محمود بن علي الدقوقي‏.‏
وحمل على الرؤوس‏.‏
توفي في المحرم عن نحو من سبعين سنة‏.‏
روى عن عبد الصمد وابن أبي الدينة وابن الساعي‏.‏
وله جلالة عجيبة وإفادة للعامة‏.‏
وفي ربيع الآخر حول كاتب السر شرف الدين إلى دمشق وابن فضل الله إلى مصر‏.‏
ومات قاضي القضاة شيخ الإسلام بدر الدين محمد بن إبراهيم ابن جماعة الكناني الحموي صاحب التصانيف في ليلة العشرين من جمادى الأولى وله أربع وتسعون سنة وشهر‏.‏
حدث عن شيخ الشيوخ وابن عزون والنجيب والرضي بن البرهان والرشيد العطار وابن أبي اليسر وعدة‏.‏
وعني بالرواية ومهر في التفسير والفقه وشارك في فنون‏.‏
وكان ذا دين وتعبد ونزاهة وجمد في القضاء‏.‏
أضر بأخرة وانقطع للطاعة‏.‏
ومات في جمادى الآخرة بدمشق مفتي المسلمين شهاب الدين أحمد بن يحيى بن جهبل الشافعي مدرس البادرائية عن ثلاث وستين سنة‏.‏
حدث عن الفخر علي وابن الزين والفاروثي ودرس مدة بالقدس‏.‏
ومات بحماة في رمضان الرئيس المعمر تاج الدين أحمد بن المحدث إدريس بن محمد بن مزيز الحموي وله تسعون سنة وشهران‏.‏
ذكر لوزارة بلده وسمع من صفية حضورًا وبدمشق من ابن علان واليلداني ومحمد بن عبد الهادي وعدة‏.‏
وأجاز له إبراهيم بن الخير وابن العليق‏.‏
ومات الإمام المحدث العدل شمس الدين محمد بن إبراهيم بن غنايم ابن المهندس الصالحي الحنفي في شوال عن ثمانٍ وستين سنة‏.‏
سمع من ابن أبي عمر وابن شيبان فمن بعدهما‏.‏
وكتب الكثير ورحل وخرج وتعب ونسخ تهذيب الكمال للمزي مرتين مع الدين والتواضع ومعرفة الشروط‏.‏
ومات ببدر محرمًا الإمام القدوة الولي الشيخ علي بن الحسن الواسطي الشافعي عن ثمانين سنة‏.‏
وكان من أعبد البشر‏.‏
واعتمر أزيد من ألف مرة وتلا أزيد من أربعة آلاف ختمة‏.‏
وطاف مراتٍ في الليل سبعين أسبوعًا‏.‏
رحمه الله تعالى‏.‏
وماتت بدمشق المعمرة المسندة أم محمد أسماء بنت محمد بن سالم بن الحافظ أبي المواهب بن صصرى أخت القاضي نجم الدين في ذي الحجة عن خمسٍ وتسعين سنة‏.‏
سمعت من مكي بن علان خمسة أجزاء‏.‏
وتفردت وحجت مرات وتصدقت‏.‏
سنة أربع وثلاثين وسبعمائة جاء بطيبة سيل عظيم أخذ الجمال وعشرين فرسًا وخرب أماكن‏.‏
وقدم إلى باب السلطان أمير العرب مهنا فأكرم وأعطي ذهبًا كثيرًا وعقارًا‏.‏
وولي الوكالة نجم الدين بن أبي الطيب‏.‏
ونظر الجامع عز الدين بن منجا‏.‏
ونقل إلى الحسبة عماد الدين بن الشيرازي وخلع عليهم يوم عرفة بالطرحات‏.‏
وألزم النصارى واليهود بالعمائم الزرق والصفر ببغداد وهدمت بها كنائسهم فأسلم رأس اليهود سديد الدولة‏.‏
وأسقط ببغداد مكوس ومغارم ودعا المسلمون للوزير محمد بن الرشيد‏.‏
ومات بمصر المعمر قاضي القضاة جمال الدين سليمان بن عمر الأذرعي المشهور بالزرعي الشافعي الذي ولي قضاء مصر سنة ثم قضاء دمشق بعد ابن صصرى‏.‏
وكان مليح الشكل وافر الحرمة قليل العلم‏.‏
لكنه حكام‏.‏
درس بأماكن‏.‏
توفي في صفر عن تسع وثمانين سنة‏.‏
روى عن ابن عبد الدايم وجماعة‏.‏
ومات الشيخ الضال محمد بن عبد الرحمن السيوفي صاحب ابن سبعين‏.‏
هلك به جماعة‏.‏
ومات بحماة الفقيه القدوة الولي نجم الدين عبد الرحمن بن الحسن اللخمي القبابي الحنبلي الزاهد عن ست وستين سنة‏.‏
وحمل على الرؤوس‏.‏
ومات بمصر الحافظ العلامة المتفنن فتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد ابن محمد بن سيد الناس اليعمري في شعبان عن ثلاث وستين سنة‏.‏
روى عن العز وغازي وابن الأنماطي وخلق‏.‏
وخرج ورحل وجمع وصنف‏.‏
وله النظم والنثر ومعرفة السير والرجال واللغة وبراعة الخط‏.‏
وتوفي فجأة وله إجازة النجيب وجماعة‏.‏
ومات الصاحب شمس الدين غبريال المسلماني بمصر في عشر الثمانين يقال‏:‏ أدى ألفي ألف درهم وأهين وصودر أهله من بعده‏.‏
وكان صدرًا محتشمًا نبيلًا محبًا للستر على الناس قليل الشر والأذى لولا ما وقع في أيامه من زغل الذهب وتأذى الناس بذلك‏.‏
وامتدت أيامه بدمشق في سعادة وتنعم‏.‏
وكان يحب أصحاب ابن تيمية كثيرًا ويذب عنهم‏.‏
ومات بمصر وكيل بيت المال المعمر المفتي مجد الدين حرمي بن قاسم الفاقوسي مدرس قبة الشافعي‏.‏
مات في عشر التسعين‏.‏
وفي رمضان أوذي قاضي القضاة ابن جملة‏.‏
وقاموا عليه وهدد وأهين وعزل وحبس بالقلعة
وعزل من السر شرف الدين أبو بكر وجاء على السر جمال الدين عبد الله بن كمال الدين محمد بن الأثير الفقيه شاب عاقل دين‏.‏
سنة خمس وثلاثين وسبعمائة استعفى علاء الدين علي بن الشهاب بن السلعوس من ضمانة الدواوين فولي عماد الدين بن الشيرجي‏.‏
وظلم الأمير حمزة وعصر الدويدار وابن جملة وكاتب السر الشرف وتمرد وتمكن من النائب‏.‏
وبنى حمامًا في القنوات في غاية السعة والزخرف ثم استأصله الله وعرفه ملك الأمراء فصودر وضرب بالبندق وعصر وقطع لسانه من أصله فهلك وما رق له مسلمٌ نسأل الله العفو‏.‏
ورضي السلطان عن ثلاثة عشر أميرًا وأطلقهم منهم تمر الساقي الذي ناب بطرابلس وبيبرس الحاجب‏.‏
وأغار المسلمون على بلاد سيس فوثب الملاعين على التجار والعربان فقتلوا ألفي مسلم‏.‏
ووقع بحماة حريق كثير ذهبت به الأموال واحترق مائتان وخمسون دكانًا‏.‏
وسمر بمصر إبراهيم الساحر‏.‏
ومات بدمشق رئيس المؤذنين وأطيبهم صوتًا برهان الدين إبراهيم بن محمد الخلاطي الواني الشافعي عن أكثر من تسعين سنة‏.‏
توفي في صفر‏.‏
حدث عن الرضي بن البرهان وابن عبد الدايم وجماعة‏.‏
ومات بعده بشهر ولده المحدث مفيد الجماعة أمين الدين محمد عن إحدى وخمسين سنة‏.‏
روى عن الشرف بن عساكر وأبي الحسن اللمتوني وابن مؤمن وعدة‏.‏
وارتحل مرات وحج وجاور وكتب وخرج وأفاد‏.‏
ومات في صفر مسند الوقت بدر الدين عبد الله بن حسين بن أبي التائب الأنصاري الدمشقي الشاهد عن قريب من تسعين سنة‏.‏
وتفرد بأشياء‏.‏
حدث عن ابن علان والعراقي والبلخي وعثمان ابن خطيب القرافة وجماعة‏.‏
سماعه صحيح‏.‏
وهو لين‏.‏
ومات مجود دمشق بهاء الدين محمود بن خطيب بعلبك محيي الدين محمد ابن عبد الرحيم السلمي عن سبع وأربعين سنة‏.‏
كتب صحيح البخاري‏.‏
وكان دينًا ورعًا مليح الشكل متواضعًا‏.‏
ومات بمصر الواعظ شمس الدين حسين بن راشد بن مبارك بن الأثير‏.‏
سمع الحافظ عبد العظيم وعبد المحسن بن عبد العزيز المخزومي والنجيب وكان حسن المذاكرة والعلم‏.‏
عاش أربعًا وثمانين سنة‏.‏
ومات الحافظ الإمام قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي بمصر في رجب عن إحدى وسبعين سنة‏.‏
تلا بالسبع على إسماعيل المليحي وسمع من ابن العماد وإبراهيم المنقذي والعز والفخر علي وبنت مكي وابن الفرات الإسكندراني وصنف وخرج وأفاد مع الصيانة والديانة والأمانة والتواضع والعلم ولزوم الاشتغال والتأليف‏.‏
حج مرات وحدثنا بمنى‏.‏
وعمل تاريخًا كبيرًا لمصر بيض بعضه‏.‏
وشرح السيرة لعبد الغني في مجلدين‏.‏
وعمل أربعين تساعيات وأربعين متباينات وأربعين بلدانيات‏.‏
وعمل معظم شرح البخاري في عدة مجلدات‏.‏
وماتت في ذي القعدة المعمرة زينب بنت الخطيب يحيى بن الشيخ عز الدين بن عبد السلام السلمية عن سبع وثمانين سنة‏.‏
روت عن اليلداني وإبراهيم بن خليل وعمر بن عوة وعثمان ابن خطيب القرافة ولها إجازة السبط‏.‏
روت الكثير وتفردت‏.‏
ومات ملك العرب حسام الدين مهنا ابن الملك عيسى بن مهنا الطائي بقرب سلمية في ذي القعدة عن نيف وثمانين سنة‏.‏
وأقاموا عليه المأتم ولبسوا السواد وكان فيه خير وتعبد‏.‏
سنة ست وثلاثين وسبعمائة
سار ملك الأمراء في نقاوة الجيش فقدم جعبر وتصيد خمسة وثلاثين يومًا‏.‏
ودرس بالناصرية النور الأردبيلي‏.‏
وبالظاهرية ابن قاضي الزبداني‏.‏
وعزل من السر بدمشق ابن الأثير بالعلم ابن القطب‏.‏
ودرس بالأمينية ابن إمام المشهد‏.‏
وعزل الشمس الكاشغري من تدريس الشبلية بنجم الدين إبراهيم بن الطرسوسي‏.‏
وناب بصفد الحمص الأخضر سيف الدين طشتمر بعد موت نائبها ايتمش المحمدي‏.‏
ومات بدمشق المسند الرحلة أبو الحسن علي بن محمد بن ممدود بن جامع البندنيجي البغدادي الصوفي بالسميساطية في المحرم عن اثنتين وتسعين سنة‏.‏
سمع صحيح مسلم من الباذبيني وجامع الترمذي من العفيف بن الهني وأجاز له النشتبري ومحمد بن السباك وإياس الحجبي صاحب خطيب الموصل وتفرد وأكثروا عنه‏.‏
ثم تعاسر إلا بعطاء‏.‏
ومات قاضي بغداد قطب الدين الأخوين واسمه محمد بن عمر التبريزي الشافعي وله ثمان وستون سنة‏.‏
سمع شرح السنة من قاضي تبريز محيي الدين‏.‏
وكان ذا فنون ومروءة وذكاء‏.‏
وكان يرتشي‏.‏
ومات مدرس الناصرية القاضي كمال الدين أبو القاسم بن الصدر عماد الدين بن الشيرازي في صفر عن ست وستين سنة ببستانه بأرض الحميريين‏.‏
تفقه بالشيخ تاج الدين وغيره‏.‏
وروى عن
ومات في صفر فجأةً القاضي علاء الدين علي بن محمد بن محمد بن القلانسي مدرس الأمينية والظاهرية‏.‏
وكان ولي أيضًا الوكالة وقضاء العسكر والمارستان مع نظر ديوان ملك الأمراء‏.‏
وذكر للقضاء ثم تنمر له النائب وصودر وعزل‏.‏
حدث عن الفخر علي وعاش ثلاثًا وستين سنة‏.‏
ومات الصالح أحمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم الهكاري الصرخدي في ربيع الأول حدث عن خطيب مردا وابن عبد الدايم‏.‏
عاش تسعين سنة‏.‏
ومات بالثغر الرئيس الإمام شهاب الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم المرادي المغربي العشاب وزير متملك تونس اللحياني في ربيع الأول عن سبع وثمانين سنة‏.‏
حدث عن إبراهيم بن عبد الرحمن التجيبي ويوسف بن خميس‏.‏
وطلب الحديث وبرع في النحو وأقرأه‏.‏
ومات بدمشق ناظر الخزانة عز الدين أحمد بن الزين محمد بن أحمد العقيلي بن القلانسي المحتسب عن ثلاث وستين سنة‏.‏
وكان مليح الشكل متواضعًا نزهًا دينًا ورعًا أخذت منه الحسبة عام أول‏.‏
واعتقل لامتناعه من شهادة‏.‏
ومات بالأردوا القان أبو سعيد بن خربندا بن أرغون بن آبغا بن هولاوو المغلي ونقل إلى السلطانية وله بضع وثلاثون سنة‏.‏
فدفن بتربته‏.‏
وكان يكتب المنسوب ويجيد ضرب العود وفيه ديانة ورأفة وقلة شر‏.‏
هادن سلطان الإسلام وهادنه وألقى مقاليد الأمور إلى وزيره ابن الرشيد‏.‏
وقدم بغداد مرات وأحبه الرعية‏.‏
وكانت دولته عشرين سنة‏.‏
ومات والي دمشق شهاب الدين أحمد بن سيف الدين أبي بكر بن برق الدمشقي عن أربع وستين سنة‏.‏
وكان جيد السياسة محببًا إلى الناس‏.‏
ولي ثلاث عشرة سنة‏.‏
وحدث عن ابن علان والمجد بن الخليلي‏.‏
ومات بعده بيومين والي البر فخر الدين عثمان بن محمد بن مالك الأمراء شمس الدين لؤلؤ عن أربعٍ وستين سنة أيضًا وكان أجود الرجلين‏.‏
وماتت عائشة بنت محمد بن المسلم الحرانية أخت محاسن في شوال عن تسعين سنة‏.‏
روت عن العراقي والبلخي حضورًا وعن اليلداني ومحمد ابن عبد الهادي وتفردت‏.‏
ومات شيخ الشيعة الزين جعفر بن أبي الغيث البعلبكي الكاتب عن اثنتين وسبعين سنة‏.‏
روى عن ابن علان وتفقه للشافعي وترفض‏.‏
ومات الذي تسلطن بعد أبي سعيد القان أرياخان ضربت عنقه صبرًا يوم الفطر‏.‏
وكانت دولته نصف سنة‏.‏
خرج عليه علي باش والقآن موسى فالتقوا فأسروا المذكور ووزيره الذي سلطنه خواجا محمد بن الرشيد الهمذاني وقتلا صبرًا‏.‏
وكان النصاف في وسط رمضان
ومات بدمشق الصاحب الأمجد عماد الدين إسماعيل بن محمد بن شيخنا الصاحب فتح الدين بن القيسراني في ذي القعدة عن خمسٍ وستين سنة‏.‏
وكان منشأ بليغًا رئيسًا دينًا صينًا نزهًا‏.‏
روى عن العز الحراني وغيره‏.‏
وهو والد كاتب السر القاضي شهاب الدين‏.‏
سنة سبع وثلاثين وسبعمائة في أولها بلغنا كسرة علي باش وأنه قتل ثم قتل موسى بن علي بن بيدوا الذي سلطنه وكانت دولتهم ثلاثة أشهر‏.‏
وفي المحرم أخذ بمصر شمس الدين بن اللبان الشافعي وشهد عليه عند الحاكم بعظائم تبيح الدم فرجع ورسم بنفيه ثم شد منه كبار ولله الأمر‏.‏
وولي بمصر وكالة بيت المال الإمام عز الدين بن جماعة وكيل السلطان‏.‏
وسار الجيش لحصار سيس ثم سلم صاحبها سبع قلاع وصولح وخفف عنه من الحمل وقرىء له الأمان فقبل الأرض وبقي العسكر بأرضه أربعة أيام فسلم آياس وكواره ونجيمة وسوكندار والهارونية وقلعة البحر وميناء آياس وأخذ منه قبل ذلك قلعة النقير‏.‏
وقتل على الزندقة عدو الله الحموي الحجار وأحرق‏.‏
أضل جماعة‏.‏
قام عليه قاضي القضاة شرف الدين بحماة‏.‏
ومات بتبوك الصدر الإمام علاء الدين علي بن محمد بن غانم المنشىء في المحرم عن ست وثمانين سنة‏.‏
روى عن ابن عبد الدايم والزين خالد والنظام بن البانياسي وعدة‏.‏
وحفظ التنبيه وله النظم والترسل الفائق والمروءة التامة وكثرة التلاوة ولزوم الجماعات والشيبة البهية والنفس الزكية‏.‏
باشر الإنشاء ستين سنة‏.‏
وحدث بالصحيحين وحج مرات‏.‏
ومات بعده بأشهر أخوه الأديب البليغ شهاب الدين أحمد بن محمد عن سبع وثمانين سنة‏.‏
وله نظم ونثر ومعرفة بالتواريخ‏.‏
دخل اليمن ومدح الكبار‏.‏
وخدم في الديوان‏.‏
وروى عن ابن عبد الدايم وجماعة‏.‏
ثم اختلط قبل موته بسنة أو أكثر وربما ثاب إليه وعيه‏.‏
ومات في ربيع الأول الإمام المحدث التقي محب الدين عبد الله بن أحمد بن المحب المقدسي عن خمس وخمسين سنة‏.‏
وشيعه الخلق‏.‏
روى عن الفخر وجماعة‏.‏
وطلب الحديث سنة سبع وتسعين فقرأ الكثير وتعب وخرج وأفاد العامة‏.‏
وكان لعبارته وقعٌ عجيبٌ في النفوس ومحاسنه كثيرة‏.‏
ومات في الشهر بحماة المحدث المفيد ناصر الدين محمد بن طغريل الصيرفي عن نيف وأربعين سنة‏.‏
قرأ الكثير وتعب ورحل وخرج وقرأ للعوام‏.‏
حدث عن أبي بكر بن عبد الدايم وعيسى الدلال‏.‏
ومات غريبًا‏.‏
الله يسامحه‏.‏
ومات شيخ نابلس ومفتيها القدوة شمس الدين عبد الله بن العفيف محمد بن يوسف الحنبلي في ربيع الآخر وله ثمان وثمانون سنة‏.‏
روى عن السبط إجازة وعن خطيب مردا حضورًا وعن عم أبيه الجمال عبد الرحمن‏.‏
أمّ بمسجد الحنابلة نحوًا من سبعين سنة وتأسفوا عليه‏.‏
ومات بقاسيون شيخ الفقراء أبو عبد الله محمد بن أبي الزهر الغسولي عن ثلاث وثمانين سنة‏.‏
روى عن إبراهيم بن خليل حضورًا وعن العماد بن عبد الهادي وابن عبد الدايم وجماعة‏.‏
وله زاوية ومريدون‏.‏
ومات بمصر مسندها العدل شرف الدين يحيى بن يوسف المقدسي له إجازة ابن رواج وابن الجميزي‏.‏
وروى الكثير وتفرد‏.‏
توفي في جمادى الآخرة عن نيف وتسعين سنة‏.‏
ومات في دمشق في رجب الفقيه العالم شمس الدين محمد بن أيوب ابن علي الشافعي ابن الطحان نقيب الشامية والسبع الكبير وله خمس وثمانون سنة وأشهر‏.‏
سمع من عثمان بن خطيب القرافة ومن الكرماني والزين خالد‏.‏
ومات الشيخ محمد بن عبد الله بن المجد إبراهيم المصري المرشدي الزاهد في رمضان بقريته منية مرشد كهلًا‏.‏
وقد قرأ في التنبيه والقرآن وانقطع بزاويته له فكان يقري الضيفان وربما كاشف‏.‏
وللناس فيه اعتقاد زائد ويخدم الواردين ويقدم لهم ألوان المآكل ولا خادم عنده حتى قيل‏:‏ أطعم الناس في ليلة ما قيمته مائة دينار وأنه أطعم في ثلاث ليال متوالية ما قيمته ألف دينار‏.‏
وزاره أمراء وكبراء وبعد صيته حتى أن بعض الفقهاء يقول‏:‏ كان مخدومًا‏.‏
وبلغني أنه كان في عافية فأرسل إلى القرى المجاورة له‏:‏ احضروا فقد عرض أمر مهم ثم دخل خلوته فوجدوه ميتًا‏.‏
قيل‏:‏ قرأ ختمةً على الصائغ‏.‏
ومات المعمر الملك أسد الدين عبد القادر بن عبد العزيز بن السلطان الملك المعظم في رمضان عن خمس وتسعين سنة‏.‏
ودفن بالقدس روى السيرة وأجزاء عن خطيب مردا وتفرد‏.‏
وكان ممتعًا بحواسه مليح الشكل ما تزوج ولا تسرى‏.‏
وقتل صاحب تلمسان أبو تاشفين عبد الرحمن بن موسى بن عثمان بن الملك يغمراسن بن عبد الواحد الزناتي البربري‏.‏
وكان سيء السيرة‏.‏
قتل أباه وكان قتله له رحمة للمسلمين لما انطوى عليه من خبث السريرة وقبح السيرة‏.‏
ثم تمكن وظلم‏.‏
وكان بطلًا شجاعًا تملك نيفًا وعشرين سنة‏.‏
حاصره سلطان المغرب أبو الحسن المريني مدة‏.‏
ثم برز عبد الرحمن ليكبس المريني فقتل على جواده في رمضان كهلًا‏.‏


الساعة الآن 08:33 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى