منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الخواطر الأدبية (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=168)
-   -   ركن هادئ.. (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=2494)

فسحة أمل 12 - 12 - 2009 08:07 PM

ركن هادئ..
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
أحببت أن يكون لي هنا ركن.. ركن هادئ قرب من أحب و أثق فيهم ثقة عمياء..
أدون فيه.. ليس مذكرات لأني فاشلة في تدوين ما يحدث.. و لكن ربّما أفكر بصوت مرتفع.. أقصد أفكر بشكل مكتوب.. ربمّا..
لا أعلم إلى أي حد سأصدق نفسي فيما أكتب لها و عنها.. و لكن.. أعلم أنّي سأتاءل كثيراًَ.. و سأجيب دائماً بــ... ربّما..
و أول الغيث قطرة.. و بداية المعرفة سؤال..

بيسـان 12 - 12 - 2009 11:34 PM

يسلمووووووووووو
فسحة امل فكره رااائعه
مشكوووووووووورة
تحيااااااتي لكي:
بيسااااااااااان

roro angel 12 - 12 - 2009 11:42 PM

مشكووووووورة

أزهار 13 - 12 - 2009 11:13 PM

كم نحن محتاجون الى ركن هادىء نلجأ اليه لكي نستكين من عناء الحياة اليومية
مرحبا بك فسحة امل و بركنك الهادىء
فكرة خلابة و مشوقة
أنتظر ماتجودين علينا به من بنات افكارك
يقيني انه ممتع و جميل
سلام

ملك القلوب 14 - 12 - 2009 03:45 AM

عنوان مميز
احييك على اختياره وشكرا لك على هذه الثقة

بانتظارك فلا تتأخري اختي العزيزة

اهلا بك

أرب جمـال 16 - 12 - 2009 11:13 PM

الأخت العزيزة فسحة أمل

دعينا ندخل هذا الركن الهادئ سويا نفكر معاً وبصخب ,, ما احوجني أن أصرخ ولو مرة واحده وأسمع صدى صوتي .. صراخي على الورق وعبر صفحات النت بات لا يردد الصدى ., لكن ثقي بأني لن اعكّر ركنك الهادئ بضجيجي ,, مالم تسمحي لي بذلك..

بحاجة لمساحة بوح وان كانت هادئة مثل مساحتك هذه التي اخترتِ أن تكون ملتقى مع من تحبين .. سنلتقي هنا معك ونثرثر كثيراً,, ونفكر بصوت سوف نسمعه جميعنا .. انا واثقة بأنه سيصل ..

كوني معنا ,, ثرثري ,, اصرخي واهمسي كما يحلو لك .. أخالني معك ومع الآخرين كأننا في حلقة نجتمع على لعبة ضد فريقين كما كنا في طفولتنا فنضع رؤوسنا متلاصقة ونحكي بصوت منخفض كي لا يسمعنا الطرف الآخر !! هكذا كنّا يوماً !!!

انتظرك عزيزتي .. وليبدأ الكلام ..

دمتِ بخير ومحبة


أرب

فسحة أمل 17 - 12 - 2009 12:07 AM

بيسان حبيبتي تسلميلي يا غالية..
رورو دلوعتي تسلملي الطلة أنا..
طيبة القلب أزهار.. لمرورك و كلماتك وقع كبير في قلبي لو تعلمين حجمه..
أفكاري أبسط من حبات الرمل المتناثرة..بساطة حياتي.. أخشى رغم ثرثرتي أن أنظر إلى الشاشة طويلاً دون أن أكتب حرفاً.. ربي يستر..
أخي ملك القلوب شكراً لكلماتك الرقيقة.. المميز هو مرورك..
أرب يا غالية كم تمنيت و ما التمني إلّا من قلة الحيلة أن أكون قربك في هذا الوقت.. مثلك لا تستأذن فأنت صاحبة البيت.. و أنت أهله.. و أنا إليك أستمع و منك أتعلم..

لو جمعت كلمات العرب كلها لتصف سعادتي بدعمكم و كلماتكم لما وفت.. شكراً من أعماق قلبي..



فسحة أمل 17 - 12 - 2009 12:56 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..

مشتاقة جداً لأصدقائي من مختلف أركان و ربوع الوطن العربي.. غريب أنهم سلوبني حتى من أصدقاء الواقع.. فقد أصبحت أسمع العتب الدائم من الجميع..
و مازلت أقف على وعد الاتصال و الاهتمام.. و مازاد الطين بلة مرضي الذي جعلني حتى على الهاتف لا أرد.. لأن النوم و غياب الوعي صاحباني ليومين على التوالي حتى أني نمت في قاعة الامتحان.. و أنا أتساءل فيما يفكر فيه الجميع الآن.. و لكن الأحبة لابد يبحثون الأعذار.. و إن لم يفعلوا يستمعون إليها على الأقل..

اليوم، عندما غادرت المدرسة و أنا في قمة التعب مازلت أحتفظ بضجيج الأطفال في أذني المسدودة التي لم تشف بعد.. رأيت إحدى تلميذاتي تلعب في الشارع مباشرة بعد خرووجها من المدرسة.. تلعب بكل براءة.. أمام منزلهم الفوضوي الذي يمثل أبشع جزء في المنطقة - دون أن يعني ذلك غياب أجزاء أخرى بشعة- لأنه مبني من مخلفات الألواح و الصفائح الحديدية الصدئة و فقط.. بالقرب منه مزبلة و هي عادة السكان.. تحديد منطقة للرمي من تلقاء أنفسهم.. و تقوم البلدية بإغماض أعينها عن ذلك لتتجنب توفير المكان المناسب.. كله لا يهم.. المهم تلك البنت ذات التسع سنوات أو أقل.. هي في القسم متأخرة جداً على كل المستويات.. نشاط.. اهتمام.. واجبات.. نظام.. أدوات.. كتابة.. قراءة.. حتى الفهم و المتابعة..
مع أنّها تفوق باقي التلاميذ في الحجم إلّا أني جعلتها في الطاولة الأولى بجانب الحائط حتى تكون قربي.. و أتمكن من مراقبتها و الحرص عليها و لكن صدقاً... صدقاً كل محاولاتي باءت بالفشل... ذهبت إلى معلمتها السابقة و سألتها عنها... قالت لا تضيعي وقتك لا أحد يهتم لها في المنزل.. قلت لما.. قالت أمّها عاملة على باب الله لا تراها إلّا مساءً.. و أبوها ميسور الحال و لكنّه يحيى كالمشرد بعيداً عنهم.. أمّا إخوتها -أنا شخصياً أعرفهم- كومة قطاع طرق.. لو جاءني أحدهم آخر السنة و قال إيمان تنتقل لقت حتى و معها الصفر تنتقل..
أمّا ما زادني حزناً.. هو آخر ما سمعته منها.. دخل المدير و بدأ يوجه بعض النصائح للتلاميذ بسبب المرض المنتشر هذه الأيام أنفلونزا الخنازير..
من بينها لا تلعبوا في الشارع.. و توجه نحوها و قال لها و هو يبتسم: آه أنت.. هذه دائماً أراها في الشارع.. لماذا يا صغيرتي.. أليس من الأفضل أن تشاهدي التلفاز و تتمتعي بالرسوم المتحركة.. " أجابته بكل براءة و حسرة و هي تبتسم: "ما عندناش تريسيتي" أي ليس عندنا كهرباء.. ارتبك المدير نفسه و انسحب بصمت..
سألت نفسي مثلها متى يتعلم... في زمن التسارعات و الحاسوب و النت.. و ما هو أكثر تطوراً..
ما جعلني أربط بين مرضي و البنت هو.. ماذا عانيت أنا فيما تعانيه هي.. وجدتني و أنا أشتكي بحجم نملة..

أرب جمـال 17 - 12 - 2009 02:07 AM

العزيزة آمال

لي عودة لهذا الركن,, فقد قرأت هنا ما يمكن أن ترسمه كل الأقلام المبدعة للوحات من طفولة مشرده في حواري وطننا العربي .. تتشابه القصص والأحداث وربما هذه الطفلة مرّت بي ومررت بها وشاهدتني وشاهدتها , وان اختلف اسمها وموقعها الجغرافي .. موجودة هي وأمثالها في كل مكان,,

قرأت ما يشبه النقد واللوم والعتب على وضع ما ..

لك كل الامنيات بالشفاء العاجل عزيزتي


أرب

أزهار 17 - 12 - 2009 03:10 PM

حبيبتي آمال
لكل منا نصيب من اسمه, و نصيبك ان تنشري الامال اينما اتجهت. هذا قد يبعث فيك الكثير من الحسرة عندما لاتجدين مرتعا خصبا لنمو الامال كحالة البنت الصغيرة و غيرها كثير, غياب العدالة الاجتماعية و توزيع الثروات من مخلفات مجتمعاتنا و انظمتها السياسية الواهية و لكن لا تنسي عزيزتي ان الله مولانا جميعا و اليه تتجه امالنا...
لا تفقدي الامل فيها...ساعديها بقدر استطاعتك, العلم هو السلاح ضد الفقر, و ان انت اعطيتها علما فقد صنعت لها مستقبلا زاهرا بأذن الله
ضميرك الحي و قلمك النابض ربما يساعدان الكثير عزيزتي

جميل ماخطت يداك

أزهار...

فسحة أمل 18 - 12 - 2009 02:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أرب جمـال (المشاركة 11554)
العزيزة آمال

لي عودة لهذا الركن,, فقد قرأت هنا ما يمكن أن ترسمه كل الأقلام المبدعة للوحات من طفولة مشرده في حواري وطننا العربي .. تتشابه القصص والأحداث وربما هذه الطفلة مرّت بي ومررت بها وشاهدتني وشاهدتها , وان اختلف اسمها وموقعها الجغرافي .. موجودة هي وأمثالها في كل مكان,,

قرأت ما يشبه النقد واللوم والعتب على وضع ما ..

لك كل الامنيات بالشفاء العاجل عزيزتي


أرب

عزيزتي أرب...
مرحباً بك و بحروفك النيرة..
تلك البنت و مثلها.. نمر بهم في كل مكان من ربوع هذا الوطن الأكبر.. و ماذا نملك لهم.. مازلت أسأل نفسي..
كان الله في عون الجميع..
آمين يا رب..
تقديري و احترامي لك غاليتي.. مرورك يسعدني جداً..

فسحة أمل 18 - 12 - 2009 02:28 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أزهار (المشاركة 11572)
حبيبتي آمال
لكل منا نصيب من اسمه, و نصيبك ان تنشري الامال اينما اتجهت. هذا قد يبعث فيك الكثير من الحسرة عندما لاتجدين مرتعا خصبا لنمو الامال كحالة البنت الصغيرة و غيرها كثير, غياب العدالة الاجتماعية و توزيع الثروات من مخلفات مجتمعاتنا و انظمتها السياسية الواهية و لكن لا تنسي عزيزتي ان الله مولانا جميعا و اليه تتجه امالنا...
لا تفقدي الامل فيها...ساعديها بقدر استطاعتك, العلم هو السلاح ضد الفقر, و ان انت اعطيتها علما فقد صنعت لها مستقبلا زاهرا بأذن الله
ضميرك الحي و قلمك النابض ربما يساعدان الكثير عزيزتي

جميل ماخطت يداك

أزهار...

حبيبتي أزهار..
ليت الاسم يشبهني.. كثيراً ما أشعر أنه ابتليَ بي.. يوماً ما سيتبرأ مني..
إن قلت أنّي فقدت الأمل فيها أكون مدعية... و إن أنا قلت أنّي لم أفكر في الاستسلام.. أيضاً أكون مدعية..
إيمان و مثلها كثر.. في عالم لا يرحم.. في بيوت لا توفر حتى الدفئ و الطعام..
أريدها أن تحفظ جدول الضرب و هي تلبس حذاءً ممزق بلا جوارب..
أريدها أن تحافظ على سلامة كراريسها و كتبها و محفظتها ممزقة..
أريدها أن تنجز الواجبات.. و منزلهم ليس فيه كهرباء..
أريدها أن تكون طبيعية و المجتمع يرفضها لأنها تسكن بيتاً قصديرياً و إخوتها مجرمين..
ما هي إلّا صورة من مجتمع هو جزء من العالم الثالث.. على أساس إسلامي..
حبيبتي أزهار كتبت و قد نسيت أني في رد..
شكراً لكلماتك المشجعة.. قد تكونين من حيث أنت بعيدة.. لتلك الصغيرة أملاً.. و إن بيدي..
تقديري و احترامي..

فسحة أمل 18 - 12 - 2009 07:18 PM

العطر، استيقضت اليوم متأخرة جداً.. و لم أعرف أأتناول الفطور أم الغذاء.. و استقر بي الحال على أن أعود إلى الغرفة..
عندما دخلت و شممت العطرالذي يعمّها و هو في الأغلب عطري ممزوج بالدفئ و ببعض عطور أختيْ و بعض روائح الكعك أو الحلويات.. شعرت كأني في صبيحة من صبيحات الخريف الماضي.. نظرت حولي في غرابة.. و قد كان للضوء الداخل من النافذة أثر كبير.. ضوء يعكس الجو الغائم لعبت شجرة الجوز الشامخة في الحديقة التي لم تتعرى تماماً من أوراقها في تكوينه دوراً كبيراً.. فنظرت إلى الهاتف و انتظرت لا شعورياً أن يرن..
حينها ابتسمت و ارتميت على السرير.. و دندنت أغنية الأماكن مقطع: كنت اظن الريح جابت عطرك يسلم علي..
ترتبط الذاكرة بأمور كثير.. أجد العطر أخطرها.. مع أنّ الذي تذكرت لم يعرف ذلك العطر و لم يعرف أي شيء من تلك الأشياء ولكنها كثيراً ما تخدعني..
و حينها تذكرت ما قاله لنا ذات مرة أستاذ الفلسفة حين سألته متعمدة عن مقولة: "التاريخ يعيد نفسه" فانتفض و نظر نحوي بكل غضب.. هل الشخوص نفسهم؟ قلت لا.. قال هل الرزنامة نفسها قلت أيضاً لا.. قال هل الأسباب و المسببات نفسها نفسها قلت و أنا أضحك لا.. قال كيف تقولين أنّ التاريخ يعيد نفسه.. قلت أنا لم أقل أنا أسأل.. ثم سكتُ وتركته يغلي.. كان يكره تلك المقولة و أنا لم أعلم.. و لكني مازلت معجبة بها... لأن التاريخ لا يعيد نفسه.. و لكنه بيعث عطره في بعض التفاصيل الصغيرة من تشابه ليس الحدث و لكن النوازع الانسانية و الفكر و المواقف.. و تذكرت في تلك اللحظة ما ورد على لسان بيروس في مسرحية أندروماك لجين راسين حين طالبه الجميع بابن أندروماك معشوقته.. و قد كان يرفض قتله أو إرجاعه لها... حين قال أنا أعلم أنّ تركه اليوم حياً قد يجعله يحرق طروادة غداً كما فعل والده هيكتور أمس.. كان يتوقع أن يعيد التاريخ نفسه..

roro angel 18 - 12 - 2009 08:59 PM

بجد موضوووع مميز!!

فسحة أمل 22 - 12 - 2009 03:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة roro angel (المشاركة 11776)
بجد موضوووع مميز!!


رورو دلوعتي يا قمر ... مرورك هو المميز.. تسلميلي

فسحة أمل 22 - 12 - 2009 04:18 AM

الذكريات.. إلى أي حد تلاحقنا و إلى متى يمكنها أن ترافقنا.. ما زلت أسأل إن كنت سأنسى أم سأبقى على هذا الحال.. أردد أغنية من الماضي.. أغنية أوقفتها بنفسي.. تنتابني حالات من الصمت أشعر فيها أنّي لا أفكر في أي شيء وأن بالي خالٍ من أي مضمون.. أمسك الورقة و القلم.. فتقودني يدي و ما خلفها إلى أن أكتب أغنية الماضي مجدداً..
أبتسم و أنا أستشعر تلك المختلجات.. أتساءل ألا يقولون عني "عاقلة" مع أنّي لا أحب الكلمة و تقودني أحيانا إلى صمت مريع يمكن للناظر في وجهي أن يلحظ تقلبه..
أنظر في أعينهم دون أن أراهم أقول أنا عادية .. عادية.. فأنا لم أنس.. و لي جزء من حياتي لا يعرفه أحد... مع أن العاقلة لا تملك أسراراً.. و تجيد تجاوز المواقف..
فالعاقلة في مجتمعنا ليس لها في الحب... العاقلة هي التي لم تعرف أحداً قبل الشخص الذي تتزوجه.. التي ليس لها تجارب... أكيد محيط إسلامي يمنع الارتباط ولو روحيا في نظرهم... أو ليس العقل في التصرفات و ليس في القلب.. هل كان علي أن أمسك الهوى عن صدري... مجرد تفكير.. ربما كان علي أن أجتنب ذلك الطريق يومها.. ما هو المطلوب من المرأة على وجه التحديد.. حين أفكر في الموضوع أجد المطلوب منها أن تكون مثالية.. غريب هو المجتمع..
أمنحه المثالية الكريهة المزيفة التي يلفني بها.. و ليدعني في حالي.. سأحمل ما حييت عقلي و مبادئي.. فليس على المرء أن يكون مثالياً و لكن أن لا يفعل ما يستحيل إصلاحه ليس إرضاءً للمجتمع بل لله و لنفسه.. فالله غفور رحيم و الانسان لا يغفر حتى لنفسه.. مجرد تفكير.. بعد تساءل..
خطر لي أن أكتب رسالة لا أمل لي في أن تصل صاحبها و لكن من يدري.. رسالة علها تشفي غليلي من أحداث كانت و رحلت و لكن... توابعها ما تزال تلاحقني.. ربما إن أنا أتتمتها اعتزلت الكتابة في الموضوع.. يبقى مجرد تفكير..
رسالة مني أنا التي يزعمون أني آمال.. إلى من سرقته الأيام من حياتي و رسخته في ذاكرتي وعلى مذكراتي..
أذكر.. حين رسمت الساعة على جدارها الدقيقة مائة بعد الألف من يوم كان و مازالت ذكراه قائمة.. أذكر أنّي بكيت بشدة.. أذكر كيف احتضنت وحدتي و أنا أقف عند نافذة الغد.. كنت أعرف أنّك لن تكون بعد ذاك اليوم في صفحات كتابي.. لا تسألني عن ذاك الذي طرأ في حياتي فجأة و لا تقل أنّي أبداً بعدك لن أكون وحيدة.. لم أعلم قبلك أنّ وحدة الإنسان لا تتحدد بمن حوله من ناس و لكن بمن يسكن أعماقه.. أن أحملك طيفاً لا ينام.. يتجسد كلما هبت الريح.. و كلما زرت البحر و كلما أمطرت.. و كلما تفتحت الأزهار.. كلما سمعت اسم مدينتك البعيدة جداً جداً.... جداً رغم قربها.. أن أحملك في كل لحظة و ثانية و أنت بعيد لا تعرف أني مازلت أذكرك.. عذاب و أي عذاب..
أذكر كيف كنت أنظر لكل ما حولي فأراك فيه.. فتنتابني نوبة بكاء مع أني لا أبكي بسهولة.. أنت لا تعلم أني كلما نظرت إلى غيرك بحثت عنك فيه.. فأقول دائماً دون أن أشعر "لا يشبهه" ربّما ما زلت تذكر أنّي قلت لن أسامحك.. لكنك تعرف أنّي معك كنت دائماً أكبر كاذبة.. فأنت لم تدعني أبداً باسمي حتى بعد أن علمت اسمي الحقيقي.. كان أول ما جمعنا كذبة.. حين سألتني عن اسمي.. نظرت في عينيك مطولاً و لم أفعلها قبلاً مع غريب.. استفزتني لحظتها جرأتك فاختلقت في مكرٍ اسماً لا يشبهني أبداً.. و لكنك كشفت كذبتي باسماً من عبث أنثى بذكاء رجل.. رحلت عن مدينتي مدينة الورود.. التي زرتها أياماً فقط و بقي الأثير و القمر وصلاً..

وحين حانت لحظة الحقيقة عمّ الصمت.. أذكر جيداً... صخرتُ حينها أنِ اللعنة و قلت أكرهك و مع ذلك... عمّ الصمت.. قلت لن أغفر لك..و ظل الصمت.. كنتُ حينها تحت ضغط رهيب الكل يقول أيّتها العاقلة القمر يلوح في السماء و أنا أردد- فقط داخلي- لي قمري فدعوني... و أنت تغرق في صمتك.. لما؟؟ أنا أعرف لما.. أيضاً لعنت المسافات و الظروف.. و لكني قررت أن أصمت بدوري حين قررت أن تتكلم.. ثم.. أنت لا تعرف ما فعلت أنا العاقلة.. كسرت خط الوصل الوحيد في لحظة غضب.. لما صمت؟؟ بالله عليك لما.. إن أنت قرأت رسالة العاقلة يوماً فلتعلم أني أخذت موقفي و قررت أن لا يقرر أحد غيري عني.. و انتفضت و أنا مازلت أذكرك.. إن قادتك الأيام مجدداً إلى ذلك الشارع أين تطل أشجار الياسمين من على جدران المنازل و تتزين أطرافه بأشجار الأرنج و يلهو فيه الأطفال بكل عفوية تزين ضحكاتهم و صرخاتهم أجواءه.. فقط خذ زهرة من أزهار الياسمين اشتم عطرها.. فأنا أفعل ذلك كلما قادتني الأقدار إلى هناك.. إن أنت تصورتني أسكن الآن قصراً.. أقول أني مازلت على ذكراك أحيى.. أنا العاقلة..
فليكن... مجرد كلام فارغ و ذكريات لا تعني شيئاً.. ربمّا سأمحيها يوماً..كله لا يهم.. ما الحياة إلّا تجارب.. مع أنّ المجتمع لا يسمح بذلك..;)
غفر الله لي و لوالدي و للمؤمنين.. آآآآآآمين

تأخر الوقت و لم أشفي غليلي.... جعلها الله أول و آخر صفحة في الموضوع... آمين

طـبيب العائلة 22 - 12 - 2009 03:48 PM

ابنة الجزائر الشقيق و أخت الجميلة جميلة بو حريد
الاستاذة / فسحة أمل أو آمــــــــال
أتقدم بالشكر لصاحبة بيت العرب السيدة / أرب جمال التي كانت سببا أن بكون من حسن حظي أنا المصري بجواري آمـــال الجزائرية هنا في قسم ( مذكراتنا ) ليكون ردا على كل من قال بأن مصر و الجزائر غير أشقاء
....... و بما أننا جيران .. كان يجب أن أكون من أول المشاركين في الرد على ما تكتبيه في ركنك الهاديء مثلما فعلت السيدة أرب و السيدة / أزهار و المشرفتان رورو آنجل و بيسان و غيرهم
اعترف حقيقة لا مجازا أن حلمي أن أكون كاتبا بارعا و مصورا لأحاسيسي بريشة فنان كان و مازال حلما لم يكتمــــــــل ...و السبب أعرفه و هو بعدي عن قراءة صنوف الأدب من شعر و رواية و قصة قصيرة فضلا عن دراسة الأدب دراسة منهجية ناهيك عن افتقاري للموهبة الحقيقية .....و رغم حبي للكتابة فقد كنت أكتب أحيانا لنفسي ببعض الورقات على مكتبي و أنا أذاكر ... إلى أن شجعتني العزيزة أزهـــــار لأكتب هنا بعد أن اخبرتها لرغبتي بذلك ..و قلت في نفسي و لنفسي ما المانع بدلا من ان تكتب في ورقاتك التي عندما تزهق منها تحرقها أن تكتب هنا لنفسك فقط ...و كانت هي
أخيرا أرجو أن أكون جــــارا لا تشتكي منه و من كثرة كلامه و تصرفاته الغريبة ..

فسحة أمل 23 - 12 - 2009 03:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tabeeb_almadinah (المشاركة 12336)
ابنة الجزائر الشقيق و أخت الجميلة جميلة بو حريد
الاستاذة / فسحة أمل أو آمــــــــال
أتقدم بالشكر لصاحبة بيت العرب السيدة / أرب جمال التي كانت سببا أن بكون من حسن حظي أنا المصري بجواري آمـــال الجزائرية هنا في قسم ( مذكراتنا ) ليكون ردا على كل من قال بأن مصر و الجزائر غير أشقاء
....... و بما أننا جيران .. كان يجب أن أكون من أول المشاركين في الرد على ما تكتبيه في ركنك الهاديء مثلما فعلت السيدة أرب و السيدة / أزهار و المشرفتان رورو آنجل و بيسان و غيرهم
اعترف حقيقة لا مجازا أن حلمي أن أكون كاتبا بارعا و مصورا لأحاسيسي بريشة فنان كان و مازال حلما لم يكتمــــــــل ...و السبب أعرفه و هو بعدي عن قراءة صنوف الأدب من شعر و رواية و قصة قصيرة فضلا عن دراسة الأدب دراسة منهجية ناهيك عن افتقاري للموهبة الحقيقية .....و رغم حبي للكتابة فقد كنت أكتب أحيانا لنفسي ببعض الورقات على مكتبي و أنا أذاكر ... إلى أن شجعتني العزيزة أزهـــــار لأكتب هنا بعد أن اخبرتها لرغبتي بذلك ..و قلت في نفسي و لنفسي ما المانع بدلا من ان تكتب في ورقاتك التي عندما تزهق منها تحرقها أن تكتب هنا لنفسك فقط ...و كانت هي
أخيرا أرجو أن أكون جــــارا لا تشتكي منه و من كثرة كلامه و تصرفاته الغريبة ..

أخي الطبيب المصري ابن بلد الحضارة و الرقي الشقيقة مصر.. وجودك بين حروفي و على متصفحي لشرف لي.. سعيدة جداً بإطلالتك و بأسلوبك السلس الذي يدعوني إلى القارءة بلا كلل و لا ملل.. هذا رأيي بدون مجاملة... دائماً تردد أنّك بعيد عن الكتابة السلسة أو ما شابه و لكنك تتقن ذلك إلى أبعد.. أعترف أني جد معجبة بأسلوبك الفريد و طريقتك في التصويرالدقيق لما يحدث... و كيفية تناولك للمواضيع..
بدوري اشكر الغالية أرب على فسحتها الكبيرة التي سمحت لك و لي أن نكتب هنا.. و إن كنت أعلم أني سأكتب الكثير من جنوني و ما خطر على بالي.. و أشكر حبيبتي أزهار على دعمها الدائم لكل ما هو إنساني و جميل..
وجودي إلى جانبك أخي يسعدني كثيراً... أصلح الله أحوال بلدينا و جمع شملنا و فتح أعيننا على من يترصد بنا و يسعى إلى تفريقنا..
على فكرة.. لا أجدك غريباً أبداً بل بالعكس... أحيانا أشعر اننا ننظر بعين واحدة... فقط لا أجيد التعبير مثلك و التصوير على طريقتك.. و أكثر ما يميز كتباتك الموضوعية..
أخي مرورك أسعدني و كلماتك الرائعة تبهج النفوس و تعبث الطمأنينة إلى أن الدنيا مازالت بخير.. مادام فيها من يفكر دون أن يتبع الاندفاع..
تقدير لك و أحترامي..

فسحة أمل 23 - 12 - 2009 04:11 AM


تفرقنا السنين ونجتمع والجرح نفس الجرح **** على درب الفراق دموعنا تسبق خطاوينا

شرحت ظروفنا للوقت لكن ما فهم للشرح *** صبرنا والصبر جمره ورا الاضلاع كاوينا

ترى وجه المتيم لو تبسم لا تحسبه مرح *** أمانيه اتهاوى من عيونه مثل أمانينا

بنى من ذكرياته في محيط العاطفه كم صرح *** لكن هاج المحيط وما لقى له ساحل ومينا

يا ناس العيد ما له لون ولا له طعم ولا له فرح
**** واذا قلتوا وش الأسباب قلت الله يعافينا

نلوم الوقت والقصه ما تبغي جمع والا طرح **** لأن العيب..من ربي خلقنا ساكن فين



أجد القصيدة رائعة.. عندما سمعتها مغناة لأول مرة.. أذكر كيف تسمرت مكاني.. و صرت أعيد المقاطع سعياً مني إلى عدم تضييعها..
أي ألم ترسمه تلك الأبيات و أي صورة حزينة.. و أي واقع مر..



فسحة أمل 24 - 12 - 2009 08:00 PM

مقطع من رواية اللاز للطاهر وطار شفاه الله..
" القضية بالغة الأهمية، و جد خطيرة، بقدر ما نحيا نتعلم و بقدر ما نمارس العمل الثوري نكتسب الخبرة و نكتشف الحقائق،كان المفروض أنني فكرت فيها قبل اليوم، قبل الآن على الأقل.. خطأ فادح، عمىً و غباوة أن لا يفكر المسؤول فيمن يخلفه إلّا في آخر لحظة... أنانية، ذهنية ملكية فرعونية.. خطئي الأساسي أنني أفكر فيهم جميعا، في لحظة واحدة... كنت أريدهم كلهم قادة... كلهم مسؤولين، لا خلفاء أو نواب، كنت في الحق لا أثق إلّا في نفسي، و أفرض عليهم الوصاية الأبوية... أنانية، اعتداد بالنفس و عدم تقدير لأهمية المعركة... تصرف برجوازي محض..
مهما يكن الأمر، فالقضية مطروحة بكل جدّيتها، بكل ثقلها، و عليّ حلها.
من أنيب يا ترى؟
حمو أخي؟ سنخسره في قطاع آخر، له أهميته القصوى.. الفداء روح الثورة.
المسؤول السياسي؟.. فعلاً بذلت جهدي لأنفخ فيه الروح الطبقية، و قد تطور بنسبة أربعين بالمائة... كان مجرد معلم بسيط للقرآن، يسرد الآيات دون فهم، و ينسب كلام تافه إلى الرسول، أو الصحابة، و يصلي بمناسة و بدونها، يرى أنّ كل ما يقوم به البشر لا يعدو التمثيل لرواية مكتوبة على اللوح المحفوظ منذ الأزل.. يستشهد في كل حديث بقول سيده على بن الحفصي... فرنسا تخرج و يداها في الطين.. و يسأل باستمرار، هل شرغت في البنيان، لأن تلك علامة نهاية و جودها.. تخرج و يداها في الطين! قيل له مرة أن البنيان الذي تبنيه فرنسا بالاسمنت و ليس بالطين، ضحك الجنود من أعماقهم، فثار و أكد أن السيد علي بن الحفصي يعي ما يقول، و ليس غريباً أن ينقطع الاسمنت من الأرض مادام السيد علي بن الحفصي قال ذلك... كلما التقطت أذناه رنة تمتم.. عليك سلام الله. و يسأل: هل سمعتم سيف السيد عبد الله أو لجام فرسه، أو ركاب سرجه.. لقد مرّ لتوه من هنا... إنه ما يزال يعبر السماء جيئة و ذهاباً، منذ مئات السنين.. سأله أحدهم مرة: لماذا يفعل السيد عبد الله ذلك؟ فصمت برهة ثم أجاب بأنه دون شك، يبحث عن جنود الله لينصر بهم ابن عمه السيد علي كرم الله وجهه... إذن فسينزل عندنا ذات يوم... أضاف آخر، فانتفض و أكد: حتى نصل ‘اى مستوى جنود الله.. ليس غريباً أن ينزل السيد عبد الله بيننا.. و لو أن جنود الله المخلصين يحفظون كلهم القرآن الكريم، كلام الرب العزيز
تجند قبلي بشهرين، ووجدته في هذه المسؤولية.. الجماهير الشعبية تقسه، و تؤمن بكل ما يقوله إيماناً مطلقاً لم أفكر في تغييره، و عملت على تطويره، حتى أصبح يخجل من نفسه كلمّا تذكر ترهاته... رغم أنّه سريع البديهة..ز عاش طوال حياته فقيراً ذليلاً، فإنه لا يليق للقيادة العسكرية التي تعني كل شيء بالنسبة للجنود و الشعب... المسؤول السياسي، ضعيف البنية هزيل، تعوّد المجاملة و معاملة الجنود بغير صرامة المسؤول.
المسؤول المالي... شاب مثقف ذكي، متفتح على الأفكار الحية، بيد أنّه لم يتخلص بعد من لا مابالاته بمن حوله، و كأنما يحتقرهم... بالإضافة إلى انطوائه الشديد على نفسه .. الأولى أن يبقى متصلاً بالجماهير الشعبية، فهي وحدها قادرة على انتزاعه من الاغتراب..
من إذاً؟ الكابران رمضان؟.. لكن ذاك لم يأتنا سوى البارحة، و لم أقتحم أعماقه بعد.. يبدو أنّه صالح للقيادة،
إلّا أنه من الضروري أن يختبر أوّلاً حبر العصابات، ويتخلص نهائياً من عقلية المتطوع، بائع نفسه.. و من تربية الجيش النظام البرجوازي.. ذاك أصطحبه معي في رحلتي.
من إذن يا ترى ؟.. كان المفروض أن لا أوزع طاقتي في تربية الجميع دفعة واحدة، و أن أكوّن القادة أولاً .. النخبة الطليعة.. كنت أرى أن جيشنا لا بدّ أن يضخم في يوم من الأيام فجأة .. فتكون هذه النواة الأولى متخرجة في فن القيادة...
مهما يكن فمن يخلفني؟؟ لمن اسلم هذه المهمة التاريخية الخطيرة ..؟قائد الوحدة الأولى ..؟ شجاع، قوي، صبور، فطن، يليق للقيادة رغم أنّه أمي .. لكن البارحة فقط ، كلفته بمهمة قيادة وحدة .. لقد نجح على كل حال... الثورة ليس فيها أسبقية، لكن القيادة كالنبوة تتطلب تأهيلاً و مناخاً.قائد الوحدة الثانية ..؟ ذاكم فنان سفاح .. لن يلبث أن ينفجر.قائد الوحدة الثالثة ..؟ سريع البديهة، يحسن الكتابة باللغتين، لم يتجاوز الخامسة و العشرين بعد.. لكنّه يحقد على رفاقه لأتفه الأسباب .. ما يزال معقداً من داره التي تضم ستة و عشرين ذكراً .. ذاك ابن ضرة، مشحون بالبغض و الأنانية، همه الكبير إثبات ذاته. لن يليق للقيادة في الوقت الراهن.لأعين قائد الوحدة الأولى و أفصم الأمر.بعد تأمل طويل، جلس زيدان على رأس الجماعة التي كانت تنتظره بفارغ الصبر، و كل واحد يحاول تصور ما يمكن أن يكون قد جاء به من جاء من القيادة من أوامر و تعليمات. فخبر وصول الرسول سرعان ما انتشر بين الجنود و نفحهم بعزيمة قوية .. أنهم ليسو وحدهم فرقة منقطعة، تصغر و تكبر، تجوب الغابات في النهار، و تقتحم السهول في الليل .. كلا، إنهم جزء من كل كبير، كبير جداً .. يمتد من هنا، إلى أقصى نقطة في هذا الوطن الكبير.

فحص حمو وجه أخيه فلاحظ ما بدا عليه من تغيير.. زيدان يفرح ويحزن بوجه واحد، لكن حين ينشغل فكره بقضايا خطيرة، يكتسب وجها جديداً.. فأي شيء خطير جاء يا ترى من القيادة مع هذا الأشقر..؟ قال لي زيدان مرة، أجدادنا يتطيّرون من الأشقر و الأشهب و الأبيض الناصع، و يقطعون طريقهم إلى السوق أو غيرها، إذا ما اعترضهم شخص أو حيوان من هذا النوع.. و إلى الآن لا تحمل العروس إلّا على بغلة سوداء.. علل ذلك بالقطيعة التي كانت بين الشعب و بين الدخلاء الرومان.. و ذكر بالمثل ـ أزرق عينه لا تحرث و لا تسرح عليه ـ .. و قال مرة أخرى إن الرهباني أو الروماني في كل أساطيرنا، أشقر أزرق العينين.. لم يتعلم أجدادنا أبداً لغة الرومان، لكن سرعان ما تعلموا لغة العرب.
ــ أنا مسافر يا جماعة الخير، سفراً يطول و لا شك..
هذه المرة الأولى أترككم منذ استشهد قائدنا الأول عليه الرحمة و انتخبتموني. أريد أن أنيب من يقوم بمهمتي حتى أعود.
و أضاف في نفسه:
ــ إذا ما عدت ، فمن يدري؟ هناك الطريق الطويل الشاق، بالإضافة إلى هذه الدعوة العاجلة.
ثم استأنف:
ــ أنا مسافر يا جماعة الخير سفراً يطول و لا شك.. و يتحتم أن أعين من يخلفني. فكرت كثيراً، و قررت...
ــ لماذا لا ننتخب هذه المرة ايضاً؟
قاطعه المسؤول السياسي. فابتسم و ظل لحظة يتأمله.. بذور الحير تنبت. معه ألف حق. هذه النواة ينبغي أن ترتوي من الديمقراطية منذ الآن. تمارسها اليوم لتحترمها غداً، لتحارب بها لكما اقتضى الأمر، كل ـ نابوليون ـ و كل ـ فرانكو ـ و كل ـ بيسمارك ـ و لتقول لريتشارد الثالث حسناً لقد صعدت العرش ملكاً لكن لابد من إجراء الانتخابات. نعم.
ــ لكن ننتخب حين يكون التعيين نهائياً/ أمّا النيابة فمن حقي أنا.
قال بصوت وقور فرد حمو:
ــ أنت تذهب. طريقك طويل، و نحن نبقى هنا. أظن أن الأمر يهمنا جميعاً.
ـــ هذا كلام.
قال آخر فقاطعه قائد الوحدة الثانية:
ـــ أرى أن يعيّن سي زيدان نائباً عنه.
أيّده قائد الوحدة الثالثة. ففكر زيدان في نفسه...
إذا كان ابن الضرة يخشى الديمقراطية فما الذي يجعل الفنان يخشاها، غير أن لا يكون فناناً إطلاقاً، إنما رجل أعمال، انتهازي مضارب، لا يفقه معنى قطع سبعة رؤوس في ليلة واحدة؟
ـــ إذا أصررتم على الانتخاب، فإنني أرشح الرفيق قائد الوحدة الأولى.
لاحظ حمو أن أخاه استعمل لفظة الرفيق بدل الأخ، و أن هذا الاقتراح إلزام، يجعل الانتخاب شكلياً. تأمل القائد المذكور، و حاول أن يستشف بعض ما قربه لزيدان إلى هذه الدرجة، لكنه لم يجد غير وجه صلد كالصوان.. و مع ذلك، فكر في رفع اصبعه ليعلن موافقته.
انصبت النظرات على وجه قائد الوحدة الأولى، و سر زيدان لعدم تأثر هذا الوجه الذي اختاره، رغم هذه النظرات الفضولية الثاقبة. و أعلن في قلبه.. هذا قائد هذا قائد.
رغم أنّه أمي. هل ينبغي أشرح لهم الأسباب حتى أقنعهم، أم اتركهم يواجهون اللغز ليزدادوا إعجاباً به كلما فكوا جزءاً منه؟. لم يقرروا بعد. غنهم يتأملون، حتى الفنان السفاح، حتى رجل الأعمال يتأمل. يعيشون الديمقراطية.. آه، ما أروع ذلك، هذه النواة التي حصل لي شرف قيادتها تصاب بجرثومة الديمقراطية، في احرج لحظات حياتها.. هذه البذرة لن تموت.
ـــ ما دمنا سننتخب، فإنني أقترح أن نرشح أكثر من واحد، اثنين على الأقل.
نطق اخيراً مسؤول المالية، فالتفت إليه الجميع. و علق زيدان بسرعة في نفسه: مسؤول المالية، و كل أصحاب الأموال، لا يرضون بالمركزية الديمقراطية، هذا واضح. وهذا الشاب الذي لم يجد نفسه بعد يتعلم بسرعة، و يهضم ببطء.
ـــ إذا نرشح حمو إلى جانب الأخ مسؤول الوحدة الأولى.
أضاف المسؤول السياسي، فاحتار زيدان في الموقف الذي ينبغي اتخاذه.. إن فرانكو، و نابوليون، و بيسمارك، و ريتشارد الثالث أيضاً، لا يتورعون عن استعمال الديمقراطية، مادام في وسعهم أن يعلنوا عن عدد الأصوات المنتخبة... وجهة نظر مسؤول المالية صائبة في هذه اللحظة.
إنه يشعر بالضغط من طرفي. يقيناً أن الآخرين أيضاً يبادلونه هذا الشعور... هل أحررهم أم اصدمهم؟ و لماذا حمو بالذات؟ لماذا رشحه المسؤول السياسي؟ هل يتملقني، أم يعلن عن ترشيح نفسه لأنه يعلم انني لا أستطيع ترشيح اخي؟ لكن لماذا لا أستطيع ترشيح أخي؟ حمو فحل و مناضل صامد.. جميعهم يدركون خصاله، و إذا ما ترشح فإنهم سينتخبونه بالإجماع، و هو أهل لهذه الثقة إلا أنه سيترك فراغا كبيراً في ميدان آخر له أهمية، فقد تتحول المعركة التي نخوضها إلى العمل الفدائي. قد تتغير طبيعة العمل الحربي، فنجد أنفسنا كلنا مسبلين .. لا يمكن ترشيح حمو، و يجب أن يتعلموا أن القيادة ليست وراثية .. لا المهاجرون و لا الأنصار ليس هناك، لا بيت ــ لانكسر ــ ولا بيت ــ يورك ــ
ــ معقول جداً أن يترشح أكثر من واحد، و من الديمقراطية أن يترشح لمنصب القيادة في مثل هذه الأحوال أكثر من واحد .. لكن؛ و ما دام القائد المتمتع بالثقة، قد رشح واحداً، فيبدو أنه من الضروري أولاً أن نصوت على هذا المرشح .. هل تفهمون. كلكم مرشحون لمنصب القيادة، و كل مناضل يجب أن يكون قائداً، و ستترشحون واحداً اثر الآخر، حتى يحصل أحدكم على أغلبية الأصوات .. آه، الديموقراطية الحقة أن تخضع الأقلية للأغلبية، لا العكس .. هذا واضح، إننا سبعة، لأنني بدوري سأصوت. إذن فالأغلبية المطلوبة هي أربعة، و ما دون ذلك أقلية عليها أن ترضخ للنتيجة .. هل أنتم معي؟ يجب أن نصوّت أولاً على قائد الوحدة الأولى، ثم نرى .. ما ر أيكم، هل يكون التصويت علنياً أم سرياً؟

ــ سرياً، سرياً

بادر المسؤول يرد على سؤال زيدان، فأومأ الجميع برؤوسهم يعلنون الموافقة .

أخرج زيدان ورقة جزأها إلى سبعة، و أعلن :
ــ رقم واحد يعني نعم، و رقم اثنين يعني لا. كلكم تعرفون كتابة الأرقام ، هيا .. لا إمساك و لا تغيب. المسألة لا تتعلق بكم كأفراد، و لكن تتعلق بهذا العمل الكبير الذي تنجزه بلادنا .. هاكم الأوراق .. من أنجز يضعها هنا، هيا .

راح الجميع يتسترون عن بعضهم، و ينهمكون في كتابة أحد الرقمين .. ليعلنوا نعم أولا. بينما انهمك زيدان في تأملهم واحداً واحد ..

حمو سيصوت بنعم ، لأنه من ناحية مرشح، و من ناحية أخرى يعلم أنني سأصوت بنعم. الفنان السفاح، رجل الأعمال، سيصوت بنعم، لأنه أولاً لا يثق في نجاحه إذا مــا ترشح، و لأن العملية لا تعني شيئاً كبيراً بالنسبة إليه .. مسؤول المالية .. مدير البنك, سيصوّت بنعم , لأنه واثق من أن السلطة تريد ذلك, و لأن إعادة العملية تعني بالنسبة إليه، تعني بثرة الوقت فيما لا يجدي.. هذه ثلاث أصوات، و صوتي الرابع.. الأغلبية حاصلة، لا حاجة إلى إضافة أن المرشح سيصوت على نفسه، ولاءً و إخلاصاً لمن رشحه .. رغم أنه ما يزال مذهولاً أمام المفاجأة .. قلبه الآن أطيب قلب على الإطلاق .. المسؤول السياسي سيصوت بـ لا، سيخط رقم اثنين، لأنه صاحب اقتراح تقديم مرشحين، و لأنه ينوي الترشح. هذا طبيعي و إنساني .. قائد الوحدة الثالثة سيصوت بـ لا، حتى على نفسه، لا لأنه يبغض زملاءه فقط، إنما لأنه لا يثق في فعالية صوته، هذا واضح، ابن الضرة، و أخ لخمسة و عشرين.
ــــ الآن نحصي الأصوات .. اقتربوا .. واحد نعم، اثنان نعم .. ثلاث نعم، خمسة نعم، ستة نعم، سبعة نعم .. الأغلبية المطلقة، الإجماع التام، هنيئاً لك أيّها الرفيق.
شكراً لكم أيها الأبناء.
صفقوا بحرارة، و شعر زيدان بقلبه يهتز، و بعينه تغرورقان، وواصل بصوت جد متأثر:
ــ يجب أن تحافظوا على هذه الروح، فهي هدف من الأهداف التي نكافح من أجلها و من عوامل انتصارنا .. و الآن أيها الرفيق ــ السبتي ــ يجب أن تقول كلمة.
نهض ـ السبتي ـ وسرّ زيدان لذلك، بينما بهت الباقون .. إنه يشعر بخطورة الموقف، و يقدر اللحظة. لذالك لم يبق جالساً، علق زيدان في سره، و هو يتأمله بإعجاب..
أجال بصره فيهم، محدقاً في أعينهم و شفاههم، ثم بادر:
ـــ أشكر الأخ زيدان على اختياري لهذه المهمة الخطيرة، و أشكركم على الثقة التي وضعتموها فيّ و سأبذل كل جهدي لأكون عند حسن ظنكم، بارك الله فيكم، عاشت ثورتنا. الله أكبر.
و سكت فجأة، ليسترجع وجهه ملامحه العادية، و جلس وسط تصفيق حاد، و خاطب زيدان نفسه وهو يصفق بدوره:
ــ اضحى قائداً، يفهم الناس كل ما يفوه به، و هذا كل ما في الأمر.
ثم رفع:
ــ و ألآن إلى العمل.. ما أوصيكم به أن تفكروا قبل أن تشرعوا في العمل و بعد أن تنجزوه. حمو لا بد من إعدام الحركي بعطوش. قدور يبقى مع مسؤول المالية، و إن رأيتم ما يخالف ذلك فافعلوا. لا تجندوا واحداً إلّا إذا وفرتم له بندقية، تجنبوا الاشتباك مع العدو بقدر ما تستطيعون. أكمنوا له و لا تواجهوه .. و لا تغتروا بالانتصارات السريعة. اعملوا على احترام الشعب و عدم إرهاقه. إذا ما رأيتم خلافاً حولكم أو بينكم فلا تتخذوا إلّا الموقف المبدئي: الكفاح ضد العدو قبل كل الاعتبارات، و الأقلية يجب أن تخضع للأغلبية.
ألقى زيدان خطابه الوجيز بصوت متهدج و نبرات ملحوظة التفكك، ثم طلب تجمعاً عاماً للجنود.. قبلهم فرداً فرداً، ثم قدم لهم القائد الجديد، و امتطى بغلة، و أردف "اللاز" خلفه، و أمر الكابران رمضان أن يردف مبعوث القيادة، الذي ظل حمو ينظر إليه و يردد ـ ازرق عينيه لا تحرث لا تسرح عليه ـ و انحدروا، و قد بدأت سدول الليل ترتخي رويداً رويداً. " انتهى

على أمل أن أضيف تعليقي على المقطع..





أزهار 24 - 12 - 2009 11:14 PM

...............أنتظره............

فسحة أمل 28 - 12 - 2009 03:42 AM

ما أردت أن أضيف حرفاً قبل أن أتم نقل الجزء الخاص برواية اللّاز.. أو بالأحرى قبل أن أدون ما الذي جعلني أتعلق بذاك الجزء.. مع أن الرواية كلها رائعة..
و لكن تستجد أحياناً أمورٌ تثبط أي عزيمة... أو بالأحرى تغير مشاريع الحياة كلها.. فكيف بالأمور البسيطة.. و في زر التعديل رحمة..

اعتقدت دائماً كلما مررت بحزن أو شهدته.. أنّه الأخير أو الأسوء.. و لكن الحياة تأبى.. إلّا أن يكون ما هو أفظع.. إلى أين؟؟ ماذا تخفي بعد... سبحانك ربي أستغفرك..
و لكني أسأل فقط.. ما مقدار قوة الانسان.. ما مدى تحمل الروح و الجسم معاً.. أتراني بتلك القوة التي إن لم أشهدها لمستها عبر ألم احتلني في لحظات و لا أعلم كم سيسكنني .. و غصة لا أعلم أسترحل.. كم أنا قاسية.. سألت نفسي مجدداً أي قلب أملك.. و أي مشاعر.. أيقف خوفي حاجزاً بيني و بين حقيقة الأمور... أراها و أشعرها نعم و لكن.. أخاف.. فأقف موقف المحايد.. و تبقى ربما تلوح في الأفق.. أجيب بنعم و أتبعها بلكن.. أقول ممكن و أنا أقصد لا.. و تبقى نظرتي للحقيقة مخفية في نفسي.. أنظر بارتياب لمن حولي.. حين سمعت القصة.. سقطت مني القوة.. و الريبة معاً... كنت أتابع و عبراتي تسكن أطراف جفنيْ.. ما أقسى الحياة.. لم أتمكن من سؤاله كيف تشعر.. هل أنت بخير.. قلت فقط أنا آسفة.. و لكني فكرت في مسح ركني الهادئ أو جزءاً منه.. مازلت لا أعلم.. هل سيزداد خوفي.. أم سأطمئن.. هل قحاً لم أسامح شخصاً كان.. هل حقاً عشت ألماً ذات يوم... هل بكيت قبل اليوم.. لما الأسى ‘لى ذلك الحد إذا كان الآتي أقسى.. مجرد أسئلة.. أعلم إلى حدٍ ما إجابتها.. أو هي خواطر مشتتة.. مزيج بين الحاضر و الماضي يعكس ضياع الفكر في هذه اللحظات.. أيّهما أقوى الاستمرار أم النسيان.. الفطرة تفرض النسيان و تحتم الاستمرار... و لكني أخشى ما يرويه الشطر.. نفترق و نتجمع و الجرح نفس الجرح.. شتاة... شتاة فقط..
حين تتملكني الحيرة و الحزن معاً.. تضيع مني الحقيقة تماماً و يصبح كل ما حولي سراب.. أو بناء قابل للهدم.. أو حتى كومة قش تذروها أبسط هبة ريح..
ضاعت مني جِدِّيَّتي ككثير من المرات.. ففكرت في معرف ثانٍ... فخطر ببالي "كومة قش".. حين ينقلب الأسى في نفسي سخرية.. تنقلب معه كل الموازين..
ربما... و ككثير من ربما.. حين أعود غداً.. لا أعرف أكنت أنا من كتب أم الهو الذي يختبئ خلف الحقيقة..
و يبقى... بعد كل غروب شمس.. إشراقة جديدة.. أمل جديد..

طـبيب العائلة 28 - 12 - 2009 04:54 AM

رغم أني لم استوعب المغزى الكامل من الخاطرة ....و يبقى المعنى بداخل الكاتب ... و كل منا يجتهد في تفسيره حسب رؤيته و وجهة نظره...

بالنسبة لي ..... بسبب كثرة ما ينتابني من أحداث تسبب لي الضيق أصبحت ألقيها خلف ظهري ولا أحاول أن ألتفت لها .....و أبحث عن الأشياء التي أجد فيها سعادتي و سروري ....حتى و إن لم تكن ظاهرة و واضحة امام عيني فأبحث عنها لأوجدها ......

و حتى لا يصبح ردي على خاطرتك مبهما أكثر من المعنى الذي تحتويه الخاطرة .......أقول أنه عندما أفقد عملا جيدا أحزن عليه لكن أبحث عن عمل أفضل منه ...و عندما أفقد صديق عزيز يصعب علي ذلك لكن أسعى لتكوين صداقة جيدة مع آخر يحمل نفس الصفات المشتركة معي .... و عندما افقد حبيبة ينفطر قلبي لفراقها و أحزن كثيرا عليها لكن بنفس الوقت لا أدع الحزن يفترسني و أسعى للبحث عن توأم لروحي يعوضني ما ينقصني من الشعور بالوحدة و الهجر ( و الحمد لله في طريقي للفوز بها ) ....... و هكذا

أرجو ان أكون فهمت المعنى إلى حد ما ....و حتى لو كان كلامي بعيد كل البعد عما كتبتيه فلا مانع من بعض التوضيح لأكتب تعليقا أفضل .....

و انا أخبرتك من قبل أني جار فضولي .... و كلما شممت رائحة طعام خارجة من بـيتك ستجديني جاهز للأكل ( أقصد الرد ) بدون أن ترسلي لي دعوة ....

موضوعك رائع يا ابنة الأوراس و أخت الجميلة جميلة بو حريد

فسحة أمل 30 - 12 - 2009 03:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طـبيب العائلة (المشاركة 13672)
رغم أني لم استوعب المغزى الكامل من الخاطرة ....و يبقى المعنى بداخل الكاتب ... و كل منا يجتهد في تفسيره حسب رؤيته و وجهة نظره...

بالنسبة لي ..... بسبب كثرة ما ينتابني من أحداث تسبب لي الضيق أصبحت ألقيها خلف ظهري ولا أحاول أن ألتفت لها .....و أبحث عن الأشياء التي أجد فيها سعادتي و سروري ....حتى و إن لم تكن ظاهرة و واضحة امام عيني فأبحث عنها لأوجدها ......

و حتى لا يصبح ردي على خاطرتك مبهما أكثر من المعنى الذي تحتويه الخاطرة .......أقول أنه عندما أفقد عملا جيدا أحزن عليه لكن أبحث عن عمل أفضل منه ...و عندما أفقد صديق عزيز يصعب علي ذلك لكن أسعى لتكوين صداقة جيدة مع آخر يحمل نفس الصفات المشتركة معي .... و عندما افقد حبيبة ينفطر قلبي لفراقها و أحزن كثيرا عليها لكن بنفس الوقت لا أدع الحزن يفترسني و أسعى للبحث عن توأم لروحي يعوضني ما ينقصني من الشعور بالوحدة و الهجر ( و الحمد لله في طريقي للفوز بها ) ....... و هكذا

أرجو ان أكون فهمت المعنى إلى حد ما ....و حتى لو كان كلامي بعيد كل البعد عما كتبتيه فلا مانع من بعض التوضيح لأكتب تعليقا أفضل .....

و انا أخبرتك من قبل أني جار فضولي .... و كلما شممت رائحة طعام خارجة من بـيتك ستجديني جاهز للأكل ( أقصد الرد ) بدون أن ترسلي لي دعوة ....

موضوعك رائع يا ابنة الأوراس و أخت الجميلة جميلة بو حريد

أخي محمد مرحباً بك بين حروفي..
رغم كون خاطرتي مشتتة تحوي الكثير من الأمور الشخصية التي قد لا تظهر.. إلّا أنك اقتربت كثيراً.. و هذا دليل على دقة نظرك و رقي فكرك.. و ما حمَّلتَ الحروف إلّا الأمل لغد أفضل و أجمل.. دمت على تفاؤلك و حيويتك..
الرائع هو مرورك الجميل..
و لتعلم أنك دائماً مرحب بك.. و أني أسعد بإطلالتك التي تثري كل ما تمر عليه..
دمت لي أروع جار..
تقديري و احترامي لك أخي..

فسحة أمل 30 - 12 - 2009 04:05 AM

استشعرت من بين الغيوم ابتسامة أمل أرسلتها السماء... رغم الماضي و رغم الألم و رغم ما يمر به الإنسان.. و شعرت أن الحزن ما هو إلّا حالة تزول مع مرور الوقت و إن ركنت في الأعماق.. تسحبها إلى السطح الذكريات بين الحين و الآخر .. أخذت أراجع أمرواً كثيرة واكتشفت لا بل منذ الأزل أعلم أني فوضوية..
خربت أجزاءً كثيرة من حياتي.. و غيرت مجراها مراراً بقرارات بسيطة الموقف كبيرة النتائج.. ربما أندم على بعضها و لا أهتز مجرد الاهتزاز للبعض الآخر..
فإن أنا أغلقت في لحظات الطيش أو الغضب أو اللامبالاة أبواباً.. فقد فتحت أخرى.. صحيح ليست بذات الأهمية و لكن... استمرار الحياة بعدها لم يكن بذلك السوء..
مراجعة الماضي على أساس الندم أمر أجده جد ممل يعتريه الكثير من الغباء.. أمّا مراجعته على أساس المقارنة فهو أفضل... ماذا حققت حتى الآن... في أي صف أنا الآن.. الأخير..؟؟ ما قبل الأخير؟؟ الوسط؟؟ الأول .. هل كررت أخطائي؟؟ هل صححتها؟؟ ..
طبعاً مهما حكّمت و عقلت النتيجة و حاولت أن أكون موضوعية لن أصل إلى ذلك.. لأن ما سأصل إليه سيكون على حسب مزاجي و حالتي النفسية..
فإن أنا كنت هادئة بعيدة كل البعد عن السخرية و المزاح وجدت في ذلك رحمة.. أي لم أخسر كل شيء.. و خطوت بضع خطوات نحو الأمام..
و إن أنا كنت غاضبة لقُلْت أني غبية لا تجيد فعل شيء أو بالأحرى لاتهمت كل من له صلة بالموضوع بأنه السبب في أي فشل.. أميل في لحظات الغضب إلى الكذب و بشكل مريع.. و غريب كيف أدعمه بالحجج المختلقة..
و إن أنا كنت حزينة لففت الموضوع بستار من الأسى و الكثير من تراجيدية يوربيديس نفسها.. و لمِلْتُ حتى للبكاء.. و لتجرعت لحظات الضياع قطرة قطرة.. و إن أنا كنت في حالة من الضحك و اللامبالاة وجدت أن ما حدث عادي يحدث في كل زمن و مكان و مع عدة أشخاص.. لقلت ببساطة و "أين المشكل.. عادي.." و يا ويلي من الـ"عادي" التي تسكنني..
مراجعة الماضي و الخطوات المهمة ليست أكثر من مذاكرة للدروس.. فالمثل الجزائري يقول:" داوُدْ عُمْرو لا يْعَاوَدْ" تماماً مثل "المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين.." و لكن احتمال ورود الخطأ في نفس النقاط يبقى وارداً إلى أبعد حد..
لذلك..
سأكتب على الرمل.. زمن غدار... سأكتب للزمن لن أخشاك.. و سأمسح... لأني لا أخشى الزمن و لكن أخشى ضعفي و استسلامي.. و اعوجاج أفعالي و أفعال بني البشر..
فزمني زمن اعوجاج الرماح..
تُرمى و تصيب الهدف الخطأ..

فسحة أمل 30 - 12 - 2009 04:10 AM

http://media.nas.mbc.net/media/image...es/1155271.jpg

فسحة أمل 31 - 12 - 2009 03:45 AM

على شرفات الأمل.. حالة شرود

صباح، صباح يوم بعد دهر متعب ..
أطلت شمس جديدة تبعث دفئاً يمسح عن وجهي برد ذات شتاء ..
أسدلت جفنيّ في رفق النسيم عنها.. أستشعر لوحة الحرِّ الناعم و أردد مع العصفور تراتيل الحرية ..
أداعب الهوى بخصلات شعري .. و أغريه بثقل صمتي.. و أكسر رتابته ببعض ابتسامة ..
فيهمس للوحة الحزن في بقايا ماضيَّ .. مدندناً قصة الغد بزجل شعبي غارق في الحنان و الضياع ..
أفتح الحلم على وقع الخطى البعيدة فيسكب السواد في عيني جرعات الحسرة ..
فأكمل بعض الابتسامة الغائب .. و أنا...
أكتب على الرمل .. أنّ البحر أشد قسوة و أنّ الشمس لا تلد الأمل ..
أكتب على الضباب.. أنّي كنت البطلة في قصة الفشل..
أكتب على الواقع... سأستمر.. رغم الجدار..
و أكتب على الحقيقة .. تسري الرياح بما لا تشتهي السفن..
و يكتب لي الزمن .. تملك الأرض مطلق الحرية .. في أن تدفن الشعاع الوليد ..
تعترني الحيرة..
أين أنا من زهرة دوار الشمس إذاً .. و قد ضاعت مني الهوية ..
ضاعت على عتبات هجرة النسيان.. إلى تفاصيل الذكرى الحية ..
أجل، لا تلد الشمس الأمل.. و لكنها تُغْرق أمساً حزيناً و تبعث يوماً جديداً ..
ليس بأفضل .. و لكن يوماً يولد بك و بي.. و بنا ..
فهل نقوى على طيِّ الصفحة أم ستطوينا ..
و على شرفات الأمل أقف دائماً .. أتلذذ ذاك الطعم المر و أرقب جرّافة الأحلام ..
شاردة.. في حلم لغد أفضل
أكتب على الشمس اشتياقي
و أرسل مع الهوى أشواقي
و أُحمِّل السحاب أحلامي
تمطرها حيث الأمل..
و أنا..
رغم عناد الحياة
و طول الغياب
أبتسم..
على شرفات الأمل.. في حالة شرود..

فسحة أمل 1 - 1 - 2010 06:42 PM

لوحدي ..
كيف أحضن المولود الجديد ..
كيف أبتسم الليلة
و كيف أقبله ..
كيف أجعل الأمنيه
مهد حلم
و بداية طريق
بدونك ..
طفلة أنا ..
ضائعة في الشوارع ..
يسكنني خوف و ارتياع ..
كل الظلال من حولي
ترسم حزني ..
و تبعث فيه الحياه
خائفة .. ضائعه
وحيدة .. أنا
أجلس ودمعي رفيق
على حافة رصيف بارد
أفترش وجعي
و أتغطى بأمل فقيد
أضم غربتي ..
أضم بقايا صورتك
أضم الأمس البعيد
أقتات على الحنين
أرتوي بالذكرى
و أحيى.... بقلب
يرتل صدى صوتك
لوحدي .. بصمت أبكي
تواسيني عبراتي
تحرقني أشواقي
و تقض غفواتي ..
نداءاتك .. تارةً
و تمدّها بسماتك
تارة أخرى
بدونك .. أمضي
أمضي بعمري
و لكن ..
كيف أمضي بقلبي
و كيف أبعث غده
سجين هو في ليلك
يأبى تقبيل الشمس
أسير مازال في أحلامك
يأبى توديع الأمس
و أنا .. يا أنا ..
بدونك أمضي ببعض بعضي
و كلي.... معك ..
عام مضى بقربك
و عام سيمضى بدونك
و أنا أنا .. على الوعد ..

متى يتعلم العشاق عند الرحيل إرجاع الأمانات إلى أهلها ..

أزهار 2 - 1 - 2010 04:38 PM

متى يتعلم العشاق عند الرحيل إرجاع الأمانات إلى أهلها .. </b></i>


أمال.. احسنت يا جميلة الحرف و رقيقة التعبير
اشعر بك داخلي
يامرهفة الحس... تابعي ادهاشي
سلمت من كل أذى

محبتي..
أزهار...

أزهار 3 - 1 - 2010 05:46 PM

آمال الحبيبة
تعرفين عني حبي لاقتناء بديع الاعمال و تعليقها على جدار يومياتي
هل تسمحين لي بتعليق قصيدتك الجميلة في يومياتي !

كل عام و انت بخير

فسحة أمل 3 - 1 - 2010 07:58 PM

حبيبتي أزهار..
كلما همستِ لقلبي بحرف زدت عزماً و طرت فرحاً أحملها شهادة أفاخر بها.. أخبر الجميع أن السيدة أزهار قالت لي..
فأخشى لحظة الفخر تلك و أخشى غرور نفسي و أسرع أدعم بعض ما عندي هنا و هناك.. حتى أبقى على الوعد
أحب أن تعرفي أني منذ جمعتني الحياة بك تقدمت خطوات و ما كنت أتصور أني سافعل..
منذ قرأت امرأة تهوى الحياة.. تعلمت فعلاً كيف أكون..
مثلما يقول إخوتنا في المشرق... أنت بتموني و تأمري.. هو أنا بطول..
و ما أسعدني بيومي هذا... و أنا أرى أحرفي الصغيرة مخلدة في بيتك الرائع.. تعانق صفحاتك و عطرك...
مجرد تواجدك على متصفحي شرف لي..
كل عام و أنت بخير..
كل عام و أنت الخير نفسه..
محبتي الكبيـــــــــــرة لك..

أرب جمـال 4 - 1 - 2010 10:36 PM

لجمال الحروف ودقة التعبير واصطياد الكلمة الشاردة .. أنتِ وأنتِ فقط..

دامت حروفك الأبية رغم الانكسار والحزن العميق الذي يسكن في مكان ما في أعماقك..

اعذريني لقلة دخولي ,, لكنني أدخل بين الفينة والأخرى وأقرأ ,, لأعيش لحظاتك..

لكِ خالص الود والتقدير


أرب

فسحة أمل 5 - 1 - 2010 06:42 PM

حبيبتي أرب..
يكفيني أن أرى اسمك كل يوم هنا ينير المنتدى... أن أعلم أنك بقربنا و بخير و عافية..
مرورك الكبير كبر قلبك الطيب الذي يسع الدنيا.. يبهجني و يزرع في نفسي الأمل..
دمت سالمة... كل عام و أنت بألف خير..
محبتي لك و احترامي..

فسحة أمل 6 - 1 - 2010 02:20 AM

يوماً ما... يوماً ما أهزمها و أستقر على لون واحد.. مع أنّ لوني منذ الأزل أزرق... كلون السماء... لون البحر... كلون الأمل... أشعر بها بعيدة... قريبة.. ترسل فقط شرارات تزرعني إمّا في الصمت و إمّا الثرثرة... أعرفها تارة و أنكرها أخرى.. و أسأل أأنا مفرد أم مثنى أم تراني جمع تجيد بفنية عالية خلقه.. هي... أضيع شتاةً متفرقاً أسرع إليه أجمعه بل إني أجمع بعضه... كل قطعة تختلف عن الأخرى... أين أنا يا أنت...!!! تصرخ بوجهي: بين الحروف مخفية... اكشفيها... كوني قوية.. أردد بعدها الحروف... أسرع إلى مذكراتي أبحث... فلا أجد غير هي... في المرآة في المذكرات على صفحات الكتب على صفحات الجرائد ... حتى في لوني الأزرق.. هي.. قلت بكل برود أتراني ضعت في هي... من هي ؟؟؟ هي التي أراها مراراً فلا أعرف نفسي... أحياناً أستدعيها و كثيراً ما تستعي نفسها.. فأكون مزاجية متقلبة.. تجيد اللعب على كل شيء و في كل شيء.. تتقن الصمت و الجرح و الزرع الشك... أظنني أستدعيها حين أشعر بالخطر.. بالخوف... بالضعف... حين أشعر أني أغرق بلا بحر.. و لا نهر.. فكثير من الناس غرق في قطرة.. و تستدعي نفسها كلما ابتسمت في وجه المجهول...

فسحة أمل 9 - 1 - 2010 11:23 PM

أحببت أن أكتب بلهجتي اليوم اللهجة الجزائرية الصافية الخالية من أي كلمة فرنسية سواءً صحيحة أو مكسرة...
ككل اللهجات عندنا ما يعرف بالشعرالملحون و هو أنواع و أقسام.. كما تعرف كل جهة بطابعها و نوعها الذي يميزها عن الجهة الأخرى..
ما كتبته لا يندرج ضمن أي نوع... لأني لست ذات اختصاص و لكنه قد يندرج ضمن التعبير الشعبي و فقط..
عنوان المقطع لَوْجاعْ...

لْيَالي سْهَرْتْ، نَحْكِيي لِلْقْمَرْ وْجَاعِي وْ تَنْكادِي
وْ نَشْرَبْ في دَمْعَهْ، هَاذُو سْنِينْ على خَدِّي مَازَالَتْ
قَلْبِي يا نَاسْ، مِنْ كَثـْرَتْ لَـمْحَانْ ما عادْ انْكْوَى
وْ عِينِي، مِنْ غِيرْ لَكْحَلْ في لَلْوانْ ما عادَتْ شَافَتْ
قَالو الْلُّوْلينْ، الزْمَانْ لْكُلْ جُرْحْ صْعيبْ دْوَا
وْ غِيرْ جْراحِي يآنا، عِيَّاتْ الزْمانْ وْ ما حَبَّتْ تَدَّاوا
فِلْـخْريفْ، الْوَرْدَهْ تَذْبالْ وْعُودْها مَنْ الرِّيحْ يَتَّحْنى
وْعُودْ الإِنْسانْ، مَنْ هَمْ الدَّنْيا يَنْكْسَرْ وْ ظَهْرُو يَتَّطْوَى
الْوَرْدَه، فَالرْبيعْ تَرْفَدْ راسْها لَلْعالي لَلسْما تَتْباهى
و تـْميلْ، كي مُولاتْ الشِّي مْعَ ضُوْ الشَّمْسْ وْلَهْوَى
آنا للهْ مازارْني الرْبيعْ وْلا خَمَمْ, إيــهْ وْ حَتَّى ما نْوَى
والْبَسْمَهْ يا رَبِّي نْساتْني، وْصَدْري مَنْ لَفْراحْ خَوَى
ياخِي الِّي مَدِّيتْلُو قَلْبِي بَعْدْما سْكَنِي لَهْوَى
خَطْفُوهْ لِيَّامْ مَنْ قُدَّامِي وْمْحَاوْ مَنْ حْيَاتِـي لَهْنَا
قَالُولِـي النَّاسْ انْسَايَهْ، وْ شُوفِي لْشَمْسْ غُدْوَا
هُوَ نْسَاكْ وَلْبْكَا اعْلِيهْ احْجِيرَةْ رَمْلَهْ ما يِسْوَى
قَلْبي وُجْعَاتُهْ الْكَلْمَهْ وَالدَّمْعَهْ جَاتْ بْلا دَعْوَه
وَالِّـي عَطْشَانْ مَشِي كِـيلِّي اشْرَبْ حَتَّى ارْوَى
قُلْتَلْهُمْ بِينْ اضْلُوعِي هُوَ شَاعَلْ يَحْرَقْ كِيلْجَمْرَا
كِيفَاشْ يُرْقُدْ يا ناسِي الِّـي بَجْـمَارْ لَفْراقْ يَتَّكْوَى
اجْرَى ما اجْرى لانا نْوِيتْ لَهْجَرْ وْلَا هُوَ نْوَى
بَصَّحْ كِيدْ ازْمَانْ ما تَنْفَعْ امْعَاهْ حِيلَهْ وْلا قُوَّى

فسحة أمل 12 - 1 - 2010 12:38 AM

غداً، أو بعده كيف أقف و لما قد أقف و هل الوقوف سيأتي بنتيجة.. و الأدهى هل يعني لي شيئاً... يا إلهي.. كم تغيرت !!! و كيف تهاوت أمامي الحياة فجأة بلا مقدمات... لئيمة صرت معها منذ زمن... لا أبحث عن غير المختصر المفيد... مثلها صرت لا أبحث عن غير الاستمرار... ألا يقال و تستمر الحياة ... مضحك... و تستمر الحياة و إن على الهامش و إن على حافة الهاوية أو حتى في الهاوية نفسها...و إن... في الظل... خلف الجدران.. تحت الأرض... أكثر من معذبي طه حسين... أكثر من بؤساء فيكتور هوجو... أسوء من سكارى إميل زولا... المهم الاستمرار... لا هي جحيم و لا هي جنة... ولا نحن راضين و لا رافضين... ننام اليوم لنرى ما قد يسفر عنه غداً... أحقاً مهم الوقوف بعد السقوط... أحقاً يوجد هم و نحن... ألا نكون مرة ألائك النحن و أخرى ألائك الهُمْ... حسناً.. و إن كان التساؤل لا يأتي بنتيجة... لأن الذي ألقاه اليوم أعلم أنه يخفي لي وجها آخر... لم يرنيه و لكنني لغبائه رأيته... هو مجرد ترويح... لكن... هل يختلف التساءل بين جو و آخر.... بلد و آخر... محيط و آخر.... أرض و أخرى... أو ربما الجواب يختلف.. أي مفهوم الاستمرار يختلف... في الأخير هي النفس واحدة و الشعور البشري واحد على اختلاف أصعدته أو بالأحرى على ختلاف طبائع البشر ليس من حيث الأرض و الوضع و لكن... من حيث شرّ النفوس..و درجاتها من الصفر إلى المائة بالمائة... أو أكثر...
لما تفقد الأمور معانيها بهذا الشكل المريع... أكره أن أواسى في ذاك الموضوع و لكن.. أكره أكثر أن أقول نعم و أنا أبتسم.. لأني أخفي الكثير من الألم و من الرفض... أكره الاستمرار في صمت... أكره النظر إلى كل شيء بقرف...

لكني لا أكره و لا أعرف كيف أكره... أنا فقط أرفض...
سرت اليوم تحت المطر الهادئ... لم يكن هناك ريح و نزول المطر كان رشاً لطيفاً يبلل ببطء و حنان.. كأن السماء شاءت أن تعطف علينا أخيراً... كنت أغني و أبتسم تحت قبعة معطفي أرفع وجهي للسماء بين الحين و الآخر... أسير ببطء كوتيرة نزول المطر تماماً... نسيت لربع ساعة كل شيء في الحياة.. كل شيء...













عزيزتي امال


النسيان احيانا نعمة يسبغها الله علينا و تستوجب الشكر, اعجبني قولك انا لا اكره و لكني ارفض, تفيض حيرتك حتى تكاد تغرقنا معك...
هي لحظات التسامي و التجلي من تنقذنا من واقعنا المرير احيانا و الممل احيانا اخرى
تحيتي و تقديري لك

حبيبتي أزهار...
سعيدة.. بعيداً عن كل حد.. بتواجدك هنا بين كياني...
تقرئينني كما لوكنت معي..
شكراً لكلماتك الرقيقة..
شكراً لمرورك الذي لا يشبه البتة مروراً...
خالص محبتي..

ليمار 12 - 1 - 2010 01:41 AM

من فوضوية الحس عندي لم أختر لونا يوما لطاما كانت تختارني الحروف والظروف والألوان والقهر والحبيب والإنكسار والهزيمه
اليوم بحثت عن مكان هادئ فوجدت مساحتك قرأتها جعلتني بتواتر من الفوضى والألم كانت نوعا من استدرار الوجع في داخلي
أنت وأنا ضحايا زمن العفن المعتق عبر قرون طويلة وجدنا فيه عبثا أو ربما مصادفة أو سقطنا سهوا فلسنا مسؤلتين عن الصدع ولا الانكسار ولا الهزيمه
ولا عن الذي نبنيه وبنيناه وعبثوا هم فيه مع الريح وتواترها فمن المسؤول عن كل حدث وما سيحدث
صدقيني ياصديقتي كلما حاولت الوقوف قدماي تهزان كأني أعبر جسرا من ريح
آمال الغاليه
إعذري ضجيجي بالمكان فبداخلي قهر لا يحد لازمان ولا مكان وصرخة أريد أن أعبأ بها هذا الكون وأجزم أني اقدر أن أزلزله الى نصفين
تركت لك بعضا من خرابي وفيضا من دموع
لك محبتي

قلب., 13 - 1 - 2010 12:25 AM

الأخت فسحة آمل

لعلي اغامر البوم وبعد فترة انتظار ربما طالت فاقتحم ركنك وانثر به بعضا من شغبي
تقديري لحروفك وغموضها


قلب.,

روح., 13 - 1 - 2010 02:01 AM

كتابة راقية ومتميزة
اهنئ نفسي لعبوري على ركنك سيدتي

فسحة أمل 15 - 1 - 2010 01:34 AM

من هدوء المساء في أعماقي... و من عطري ذاك الندي... من وحي ابتسامة أرسمها بريشة الحزن و الشجن... و من نظرة تخفيها الجفون لومضات ممتدة في الرفق... و على همسات الودق الناعم المتساقط على حاضري في غفلة من وعيي... أتوه في جنون ضبابي يخفي الكثير... و أحلق عبر السحاب الأبيض اللؤلؤي... أتلذذ غياب الفكر... و تمزق العقل و تشرده... أي ليل ينتظرني و كيف هي شمس الغد... و أضحك من نفسي اللحظة لأن عقلي لا يهدأ يسألني إلى أين...؟ ولكن.. هل يهم المصير بقدر ما تهم الحياة... و المشاعر... نعم تعددت الأسباب و الموت واحد... فلما قد أخضع للقواعد إن كنت سأمضي عبر الطرقات حزينة لأموت و أنا أحمل الحسرة و أمل ميت... لأن الذي كان.. قد حدث... و ماذا كان سيكون لو كان غير الذي كان...؟؟؟ سبحان علام الغيوب... مازلت أخشى... مازلت أحب المغامرة... مازلت أحتفظ بالجنون اللذيذ... هل أمضي...؟؟؟ أريد أن أمضي و لكني أخشى أن أكون مجرد رقم في قائمة طويلة لمسافرين مرّوا من هناك... و ما تركوا غير العدد ذكرى... لست بتلك القسوة و لكن... أنا على قدرها من التعب و الحزن.. ممزوجان في دمعة تعلمت بادئ الأمر كيف أذرفها علناً ثم... تعلمت كيف أذرفها دون أن تخرج... و أعود دائماً لأتساءل هل حقاً الزمن كفيل بالجراح و التئامها أم هي مجرد أسطورة... أو خرافة خلفها لنا الأجداد... ليحفظوا الاستمرار...


الساعة الآن 06:03 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى