منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   قاموس النحو (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=26610)

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:11 AM

قاموس النحو
 
قاموس النحو

الهمزة

الهمزة المفردة

تأتي لعدد من الوجوه :

أولاً : همزة الاستفهام :

حرف مشترك يدخل على الأسماء والأفعال وحقيقته طلب الفهم ، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، نحو : أمحمد موجود ؟

أحكام همزة الاستفهام

1 ـ جواز حذفها سواء تقدمت على ( أم ) نحو : في الصباح حضرت أم في المساء .

والتقدير : أفي الصباح حضرت . ومنه قول عمر بن أبي ربيعة * :

فو الله ما أدري وإن كنت رامياً بسبع رميت الجمر أم بثمان

الشاهد في البيت قوله : ( بسبع ) وتقدير الكلام ( أبسبع ) فحذف الهمزة .

أو لم تتقدمها كقول الكميت بن زيد الأسدي ** :

ــــــــــــــــــ

* عمر بن أبي ربيعة : هو أبو الخطاب عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة القرشي المخزومي ، ولد سنة 22 هـ ونشأ في المدينة كان أشعر شعراء قريش وأرق أصحاب الغزل ، وأوصف الشعراء لأحوال النساء شب في نعيم ، وقال الشعر صغيراً ، وشبب بالنساء ، ووصف أحوالهن ، وتعرض للمحصنات العفيفات من نساء قومه عند خروجهن للحج ، وقد غزا في البحر فاحترقت به سفينته سنة 93 للهجرة النبوية الشريفة .

** الكميت الأسدي : هو الكميت بن زيد بن الأخنس بن ربيعة الأسدي ويكنى أبا المستهل ، شاعر مقدم ، عالم بلغات العرب ، خبير بأيامها ، فصيح ، من شعراء مضر وألسنتها ، والمتعصبين على القحطانية القارعين لشعرائهم ، سكن الكوفة ، وكان معروفاً بالتشيع لبني هاشم ، وقد مدح أهل البيت في أيام معاوية وقصائده الهاشميات من جيد شعره .



الهمزة

طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب ولا لعباً مني وذو الشيب يلعب

يريد : أذو الشيب يلعب .

2 ـ التقرير : وفي هذه الحالة يليها المسؤول عنه مباشرة وهو ما يقتضى تقريره .

نحو : أضرب محمد محموداً ، وأمحمدٌ ضرب محموداً ، وأمحموداً ضرب محمد . ففي المثال الأول تقرر الفعل ، وفي المثال الثاني تقرر الفاعل ، وفي الثالث تقرر المفعول به ، ولذلك وجب أن يأتي المسئول عنه بعد الهمزة مباشرةً .

3 ـ أن تدخل همزة الاستفهام على الإثبات .

نحو قوله تعالى ( أفمن زين له سوء عمله )(1) .

وتدخل على النفي . نحو قوله تعالى ( ألم نشرح لك صدرك )(2) .

4 ـ أن ترد لطلب التصوير . نحو : أمدير المدرسة موجود أم الوكيل .

ويكون الجواب بتعيين أحد الأمرين المستفهم عنهما . كما ترد للتصديق ويكون الجواب بنعم أو لا نحو : أفاز المتسابق ؟ وجميع أدوات الاستفهام مختصة بطلب التصوير إلا ( هل ) فهي مختصة بطلب التصديق .

5 ـ أن تأتي في أول الكلام ( تمام تصديرها ) فلا تذكر بعد ( أم ) التي للإضراب كما يذكر غيرها من أدوات الاستفهام فلا نقول : أفاز محمد أم أفشل ؟ بل نقول أفاز محمد أم هل فشل ؟ كما أنها تتقدم على حروف العطف ، نحو قوله تعالى ( أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض )(3) ، وقوله تعالى ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت )(4) وقوله تعالى ( أثم إذا ما وقع آمنتم به )(5) بينما تتأخر حروف الاستفهام عن حروف العطف كما في قوله تعالى ( وكيف تكفرون
ـــــــــــــــــ

(1) فاطر [8] (2) الشرح [3] (3) الأعراف [185] .

(4) الغاشية [17] (5) يونس [51] .

الهمزة



وأنتم تتلى عليكم آيات الله )(1) ، وقوله تعالى ( فأي الفريقين أحق بالأمن )(2) وقوله تعالى (فبأي آلاء ربكما تتمارى )(3) ، وقوله تعالى ( فأين تذهبون إن هو إلا ذكر للعالمين )(4) ، وقوله تعالى ( فهل يهلك إلا القوم الفاسقون )(5) .

6 ـ إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل تثبت همزة الاستفهام وتسقط همزة الوصل ، لأن همزة الوصل إنما أتى بها للتوصل بها إلى النطق بالساكن الذي بعدها . فلما أدخلت عليها همزة الاستفهام استغني عنها فأسقطت وسدت همزة الاستفهام مسدها .

نحو : أشتريت الكتاب ؟ ، ومنه قوله تعالى ( أستكبرت أم كنت من العالين )(6) .

وقوله تعالى ( أتخذتم عند الله عهداً )(7) ، ومنه قول ذو الرمة * :

أستحدث الركب عن أشياعهم خبراً أم راجع القلب من أطرابه طرب ؟

أما إذا كانت همزة الوصل مع لام المعرفة مدت همزة الوصل ، لئلا يشتبه الاستفهام بالخبر نحو : آلرجل قال ذلك أم المرأة .

ومنه قوله تعالى ( آلله خير أم يشركون )(8) ، وقوله تعالى ( آلذكرين حرم أم الأنثيين )(9) .

ـــــــــــــــــ

(1) آل عمران [101] (2) الأنعام [81] (3) النجم [55] .

(4) التكوير [26] (5) الأحقاف [35] (6) ص [75] .

(7) البقرة [80] (8) النحل [59] (9) الأنعام [143] .

* ذو الرمة : أبو الحارث غيلان بن عقبة بن نهيش بن مسعود العدوي ولد سنة 77 هـ وكان مقيماً في البادية ، ويحضر إلى البصرة واليمامة كثيراً . شاعر من فحول الطبقة الثانية الإسلامية كان دميماً شديد القصر يضرب لونه إلى السواد ، كان أكثر شعره تشبيباً ، وكان أطلال ، فهو أحد عشاق العرب المشهورين توفي سنة 117 هـ .

الهمزة

ومنه قول معن بن أوس * :

فو الله ما أدري آألحب شفه فسل عليه جسمه أم تعبدا

وإذا دخلت همزة الاستفهام على ألف القطع المفتوحة كان لك الخيار في ثلاثة أوجه :

1 ـ إما أن تهمزهما همزتين مقصورتين نحو : أأحسنت إلى أخيك .

2 ـ أو تدخل بينهما ألفاً استثقالاً للجمع بينهما نحو : أأحسنت إلى أخيك بهمزتين ومدة .

3 ـ أو تجعلهما همزة واحدة مطولة نحو آحسنت إلى أخيك بتقدير دخول ألف بين الهمزتين ، وتصير همزة الاستفهام مع الألف همزة مد ثم تلين همزة القطع وتترك نبرتها وتروم حركتها بلا نبرة ، أي : تختلس نحو قوله تعالى ( آأنت قلت للناس )(1) وقوله تعالى ( آأرباب متفرقون )(2) ومنه قول ذو الرمة :

فيا ظبية الوعساء بين جلاجل وبين النقا آأنت أم أمُ سالم

أما إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة القطع المفتوحة المتلوة بألف ، همزت همزة واحدة مطولة دون التفريق بين الهمزتين بألف ، أو إرامة الفتحة " اختلاس حركتها " . نحو : أآثرت محمداً على أحمد . ومنه قوله تعالى ( قال فرعون أآمنتم به )(3) .

وإذا دخلت همزة الاستفهام على همزة القطع المضمومة فلك فيها أربعة أوجه .

ـــــــــــــــ

(1) المائدة [116] (2) يوسف [39] (3) الأعراف [123] .

* معن بن أوس : هو معن بن أوس بن نصر بن زياد المزني ، شاعر مجيد فحل من مخضرمي الجاهلية والإسلام ، له مدائح في جماعة من الصحابة ، رحل إلى الشام والبصرة وكف بصره في آخر أيامه ، له أخبار مع عمر بن الخطاب ، وكان معاوية يفضله ويقول أشعر أهل الإسلام كعب بن زهير ومعن بن أوس ، وهو من شعراء الطبقة الثانية .

الهمزة

1 ـ أن تهمزهما همزتين مقصورتين نحو : أأعطيك الكتاب .

2 ـ أو تدخل ألفاً بينهما نحو : آأعطيك الكتاب . بهمزتين ومدة .

3 ـ أو تقلب همزة القطع واواً مضمومة نحو : أؤعطيك الكتاب . بهمزة مقصورة ، وواواً مضمومة .

4 ـ أو تقلب همزة القطع واواً مضمومة وتمد همزة الاستفهام نحو : آؤعطيك الكتاب . ومنه قوله تعالى ( قل آؤنبئكم بخير من ذلكم )(1) ، وقوله تعالى ( آؤنزل عليه الذكر من بيننا )(2) .

أما إذا كانت همزة القطع مكسورة ودخلت عليها همزة الاستفهام فلك فيها أيضاً أربعة أوجه هي :

1 ـ أن تهمزهما همزتين مقصورتين ، نحو : أإنك مقيم .

2 ـ أن تجعلهما همزتين ومدة ، نحو : آإنك مقيم .

3 ـ أن تقلب همزة القطع ياء مكسورة ، نحو : أينك مقيم .

4 ـ أو تجعلهما همزة مطولة وياء مكسورة ، نحو : آينك مقيم .

ومنه قوله تعالى ( أينك لأنت يوسف )(3) ، وقوله تعالى ( قل أينكم لتكفرون )(4) ، وقد قرئت الآيتان السابقتان ومثلهما على الوجوه السابقة كلها .

وقد تخرج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي فترد لمعان كثيرة هي :

1 ـ تأتي للتسوية : فتقع بعد كلمة سواء أو ما أبالي أو ما أدري ، وعندئذ يمكن تبديل الهمزة بمصدر مؤول يعرب في محل رفع مبتدأ مؤخر . نحو قوله تعالى ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم )(5) ، فقد جاءت همزة التسوية بلفظ الاستفهام .

ــــــــــــــــ

(1) آل عمران [15] (2) ص [8] (3) يوسف [90] .

(4) فصلت [9] (5) البقرة [6] .

الهمزة



التقدير : إنذارهم ، ومنه قوله تعالى ( سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم )(1) .

2 ـ تأتي للتقريع : وهو توقيف المخاطب على ما يعلم ثبوته ، أو نفيه ، نحو قوله تعالى ( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله )(2) .

3 ـ تأتي للتحقيق : كقول جرير * :

ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح

4 ـ للإنكار الإبطالي : وهذا يقتضي أنَّ ما بعد الهمزة غير واقع ، نحو قوله تعالى ( أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثاً )(3) .

5 ـ الإنكار التوبيخي : ويقتضي أن ما بعد الهمزة واقع ، وأن فاعله ملوم نحو قوله تعالى ( أغير الله تدعون )(4) ، وقوله تعالى ( أتعبدون ما تنحتون )(5) .

6 ـ تأتي للتهديد : نحو قوله تعالى ( ألم نهلك الأولين )(6) .

7 ـ للتنبيه : نحو قوله تعالى ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء )(7) .

8 ـ للتعجب : نحو قوله تعالى ( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل )(8) ، ومنه قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم )(9) .

ـــــــــــــــ

(1) المنافقون [6] (2) المائدة [116] (3) الإسراء [40] .

(4) الأنعام [40] (5) الصافات [95] (6) المرسلات [16] .

(7) الزمر [21] (8) الفرقان [45] (9) المجادلة [14] .

* جرير : هو بن حذيفة الخطفي بن بدر بن كليب بن يربوع التميمي أشعر أهل عصره ، ولد سنة 28 هـ في اليمامة ومات فيها سنة 110 هـ ، أمضى عمره يساجل ويناضل شعراء زمانه ، كان هجاءً مراً فلم يثبت أمامه إلا الفرزدق ، والأخطل ، كان عفيفاً ومن أغزل الناس شعراً ، يكنى بأبي حرزة ، وقد جعله ابن سلام في الطبقة الأولى لفحول شعراء الإسلام ، ويشبه من شعراء الجاهلية بالأعشى .

الهمزة

ومنه : أيكون مثل هذا .

9 ـ التذكير : نحو قوله تعالى ( ألم يجدك يتيماً فآوى )(1) .

10 ـ الاسترشاد كقولك للعالم : أيجوز كذا وكذا . ومنه قوله تعالى ( أتجعل فيها من يفسد فيها )(2) .

11 ـ الأمر : نحو قوله تعالى ( وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم )(3) ، والتقدير أسلموا .

12 ـ الاستبطاء : نحو قوله تعالى ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم )(4) .

13 ـ تأتي للتهكم : نحو قوله تعالى ( أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا )(5) .

14 ـ معاقبة حرف القسم : نحو آلله لقد حضر والدك . فالهمزة عوض من حرف القسم المحذوف ، والتقدير : والله لقد حضر والدك .

نماذج من الإعراب على همزة الاستفهام

قال عمر بن أبي ربيعة :

فو الله ما أدري وإن كنت رامياً بسبع رميت الجمر أم بثمان

وفي بعض الروايات " لعمرك ما أدري " وكلها للقسم .

الفاء : حسب ما قبلها ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والواو للقسم حرف جر مبني على الفتح ، الله : لفظ الجلالة مجرور بالكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر في محل رفع ، والمبتدأ محذوف وجوباً لما ما في الخبر من إشعار بالقسم .

ـــــــــــــــــ

(1) الضحى [6] (2) البقرة [30] (3) آل عمران [20] .

(4) الحديد [16] (5) هود [87] .

الهمزة

والتقدير : فوالله قسم ، ( ما أدري ) ما : نافية لا عمل لها حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، أدري : فعل مضارع ينصب مفعولين وعلق عنهما بالهمزة المقدرة قبل قوله بسبع الآتي ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، ( وإن ) الواو واو الحال ، إن زائدة ، ( كنت ) كان : فعل ماضي ناقص والتاء اسمها ، ( دارياً ) خبر كان منصوب بالفتحة ( بسبع ) جار ومجرور متعلقان بقوله رمين الآتي ، ( رمين ) رمى : فعل ماضي مبني على الفتح المقدر على آخره للتعذر ، ونون النسوة ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل ، ( الجمر ) مفعول به لرمين ، ( أم ) حرف عطف مبني على السكون ، ( بثمان ) جار ومجرور معطوف على قوله بسبع .

قال تعالى ( ألم نشرح لك صدرك ) .

ألم : الهمزة للاستفهام التقريري ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

لم : حرف جزم ونفي وقلب مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

نشرح : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن يعود على لفظ الجلالة بصيغة الجمع .

لك : جار ومجرور ، حرف الجر زائد ، وكاف الخطاب يعود على محمد صلى الله عليه وسلم .

صدرك : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف والكاف في محل جر بالإضافة .

قال تعالى ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت )

أفلا : الهمزة للاستفهام التوبيخي ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ولا عمل له ، والفاء حرف عطف على مقدر يقتضيه المقام أي يخلق الله سبحانه وتعالى ما يخلق من القرائن الدالة على قدرته وعظمته فلا ينظرون إليها ، ومنه قوله تعالى ( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور )(1) ، فالفاء في ( أفلا ) عاطفة أيضاً والعطف بها على مقدر يقتضيه المقام .

والتقدير : يفعل الإنسان ما يفعل من القبائح فلا يعلم عندما تقوم الساعة أن ربه خبير بما فعل .

ولا : نافية لا عمل لها .

ينظرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .

إلى الإبل : جار ومجرور متعلقان بينظرون .

كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال .

خلقت : خلق فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء تاء التأنيث الساكنة يعود على الإبل ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي .

قال تعالى ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم ) .

سواء : خبر مقدم مرفوع بالضمة الظاهرة .

عليهم : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بسواء .

أأنذرتهم : الهمزة حرف تسوية مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

أنذر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل ، ( هم ) ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والمصدر المؤول من الهمزة والفعل في محل رفع مبتدأ مؤخر .

التقدير : إنذارهم وعدمه متساويان ، والجملة من المبتدأ وخبره لا محل له من الإعراب ، جملة اعتراضية اعترضت بين اسم إن وخبرها .

ــــــــــــــــ

(1) العاديات [9] .

الهمزة

أم : حرف عطف مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب .

لم : حرف نفي وجزم وقلب .

تنذرهم : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، ( وهم ) ضمير متصل في محل نصب مفعول به .



قال جرير :

ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح

الهمزة : حرف استفهام يفيد التحقيق ، ليس : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير مبني على الضم في محل رفع اسم ليس ، والميم علامة جمع المذكر .

خير : خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره ، وجملة ( ألستم خير ) ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

من : اسم موصول مبني على السكون بمعنى الذي في محل جر بالإضافة .

ركب : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

المطايا : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف ، منع من ظهورها التعذر ، وجملة ( ركب المطايا ) لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

وأندى : الواو حرف عطف مبني على الفتح ، لا محل له من الإعراب ، أندى : معطوف على خير منصوب بالفتحة المقدرة على آخره للتعذر ، وهو مضاف .

العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء ، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .

بطون : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف .

راح : مضاف إليه مجرور بالكسرة .





الهمزة

ثانياً : تأتي الهمزة لنداء القريب . كقول امرئ القيس * :

أ فاطم مهلاً بعض هذا التدلل وإن كنت قد أزعمت صرمى فأجملي

ومنه قول جميل بثينة ** :

أ بثين إنك قد ملكت فاسجحي وخذي بحضك من كريم واصل

ثالثاً : وتأتي الهمزة فعلاً :

فهي فعل أمر من الفعل الماضي ( وأى ) بمعنى ( وعد ) ومضارعه ( يئى ) والأمر منه ( إ )(1) وهو فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، ومنه قول الشاعر في البيت الملغز *** :

إن هندُ الجميلة الحسناء وأي من أتعبت بوعد وفاء(2)

ـــــــــــــــــ

(1) أنظر الإفصاح تحقيق سعيد الأفغاني ص 64 والانتخاب لكشف الأبيات المشكلة الإعراب لعلي بن عدلان النحوي ص 16 .

(2) روي البيت في مغني اللبيب ج 1 ص 19 .

إن هندُ الجميلة الحسناء وأي من أتعبت بوعد وفاء

* أمرؤ القيس : هو أمرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي ، يماني الأصل نجدي المولد عام 130 قبل الهجرة النبوية الشريفة الموافق لعام 497 م أشعر شعراء العرب قاطبة ، وسيد الطبقة الأولى لفحول الشعراء الجاهليين واسمه حندج ، وقيل مليكه ، وغلب عليه لقبه ، كان أبوه ملك أسد وغطفان ، وأمه أخت المهلل ، وقد شبب بالنساء وتعاطى الخمر ، ونادم الصعاليك ، مما أثار حنق والده عليه فنفاه إلى حضرموت ، توفي في أنقرة لقروح أصابته عام 80 قبل الهجرة .

** جميل بثينة : هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي ، يلقب بأبي عمرو شاعر إسلامي من عشاق العرب ، افتتن ببثينة إحدى فتيات العرب ، فتناقل الناس أخبارها ، وأكثر شعره في النسيب والغزل والفخر ، وهو أحد الشعراء العذريين ، وفد على عبد العزيز بن مروان ، فأكرم وفادته ، وأمر له بمنزل بالشام أقام فيه قليلاً ، ثم مات سنة 82 هـ .

*** البيت بلا نسبة في المغني ، ولا الإفصاح للفارقي وهو في الانتخاب ص 16 وقد نسبه المحقق لأبي يعقوب يوسف بن الدباغ النحوي الصقلي نقلاً عن بغية الوعاة للسيوطي ج 2 ص 356 وذكره صاحب الأمالي الشجرية ج 1 ص 306 .

الهمزة

نماذج من الإعراب

قال امرؤ القيس :

أ فاطم مهلاً بعض هذا التدلل وإن كنت قد أزعمت صرمي فأجملي

أ فاطم : الهمزة حرف لنداء القريب مبني على الفتح ، لا محل له من الإعراب .

فاطم : منادى مرخم وأصله فاطمة حذفت منه التاء عند النداء ، مبني على الضم في محل نصب على لغة من لا ينتظر .

مهلاً : مفعول مطلق لفعل محذوف ، والتقدير تمهلي مهلاً .

بعض : مفعول به لمفعول محذوف والتقدير : اتركي بعض هذا التدلل ، وبعض مضاف ، هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .

التدلل : بدل أو عطف بيان على اسم الإشارة مجرور بالكسرة الظاهرة .

وإن : الواو حرف عطف ، إن حرف شرط لازم لفعلين مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

كنت : كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير مبني على الكسرة في محل رفع اسم كان .

قد أزمعت: قد حرف تحقيق مبيني على السكون لا محل له من الإعراب ، ولا عمل له ، أزمعت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير مبني على الكسر في محل رفع فاعل .

صرمى : مفعول به ، وهو مضاف والياء في محل جر مضاف إليه ، والجملة ( قد أزمعت صرمي ) في محل نصب خبر كان .

فأجملي : الفاء واقعة في جواب الشرط حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

أجملي : فعل أمر مبني على حذف النون ، وياء المؤنثة المخاطبة ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل والجملة من الفعل والفاعل في محل جزم جواب الشرط

الهمزة

قال الشاعر :

إن هند المليحة الحسناء وأي من أتعبت بوعد وفاء

إن : فعل أمر للمؤنث مؤكد بالنون الثقيلة من الفعل وأي ، بمعنى وعد . وأصل هذا الأمر ( تئين ) مثل ( تفين ) فحذفت التاء للمواجهة ، وحذفت النون للأمر ، كما حذفت لام الفعل وهي الياء لالتقاء الساكنين ، وانحذفت ياء الضمير لئلا يلتقي ساكنان أيضاً وبقت الكسرة للدلالة على الياء المحذوفة وانحذفت النون الأولى لأنها ساكنة مدغمة فلم يبق غير عين الفعل وهي الهمزة فقلت ( إ ) ثم اتصلت به نون التوكيد الثقيلة فقلت ( إن ) .

هند : منادى مبني على الضم بحرف نداء محذوف .

المليحة : بالفتح صفة لهند على الموضع منصوبة بالفتحة ، وبالضم صفة لهند على المحل مرفوعة بالضمة ( كما هو الحال في رواية مغني اللبيب التي أشرنا إليها في الهامش ) .

الحسناء : صفة منصوبة لمفعول به محذوف تقديره : المرأة الحسناء هذا على رواية النصب ويجوز فيه أن يكون صفة ثانية لهند على الموضع وهو أحسن الوجهين لبعده عن التكلف والتقدير أما في رواية الرفع فهو صفة لهند على المحل .

وأي : مفعول مطلق للفعل ( إن ) منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف .

من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .

أتعبت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة حرف مبني لا محل له من الإعراب والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على هند .

بوعد : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بأتعبت .

وفاء : مفعول به منصوب بالفتحة ، وجملة ( أتعبت بوعد وفاء ) لا محل لها صلة الموصول .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:12 AM

أرى

تأتي لثلاث حالات :

1 ـ فعلاً ماضياً أصله رأى المتعدية لمفعولين ، فلما دخلت عليها الهمزة تعدت لثلاثة مفاعيل نحو قوله تعالى ( كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم )(1) ، وقوله تعالى ( إذ يريكهم الله في منامك قليلاً ولو أراكهم كثيراً لفشلتم )(2) ، ففي الآية الأولى المفعول به الأول ( هم ) في يريهم ، والثاني والثالث : أعمالهم وحسرات ، والمفاعيل الثلاثة في الآية الثانية هو على التوالي : الكاف ، والهاء في يريكهم ، وقليلاً ، وفي الجزء الثاني من الآية : الكاف ، والهاء ، وكثيراً .



وقد تسد ( أن ) ومعمولاها مسد المفعول الثاني والثالث .

نحو : أريت صديقي أن الصدق حق .

ومضارع أرى ( أُرى ) على غير القياس وهو ملزم للمجهول ، ويفيد الظن ويكون صاحبه فاعلاً لأن الفعل ملازم للمجهول ، وينصب مفعولين .

ـــــــــــــ

(1) البقرة [167] (2) الأنفال [43] .

أرى

نحو : أُراك داهية ، ومنه قول أبي تمام * :

وتظن سلمى أنني أبغى بها بدلاً أُراها في الضلال تهيم

والشاهد قوله : أُراها . . تهيم ، فأُرى فعل مضارع ملزم للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

والضمير المتصل في محل نصب مفعول أول , والجملة الفعلية ( تهيم ) في محل نصب مفعول به ثان .

2 ـ ويأتي ( أرى ) فعلاً مضارعاً من ( رأى ) ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر وتسمى أرى القلبية .

نحو : أرى الجبن عاراً . فالجبن مفعول به أول وعاراً مفعول به ثان .

3 ـ وتأتي فعلاً مضارعاً ماضيه ( رأى ) البصرية المتعدية لمفعول واحد .

نحو : رأيت القمر يرسل أشعته الذهبية على الكون .

وإذا تعدت ( رأى ) بالهمزة فإنها تنصب مفعولين ، نحو : أريت أخي هلال رمضان ، والمعنى أبصرته إياه ، ومنه قوله تعالى ( وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون )(1) .

وعصيتم : الواو حرف عطف ، عصى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء في محل رفع فاعل ، والميم دلالة على الجمع .

والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها .

ــــــــــــــ

(1) آل عمران [152] .

* أبو تمام : هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي ، أحد أمراء البيان ، ولد في جاسم من قرى حوران بسوريا سنة 188 هـ ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه ، وقدمه على شعراء عصره ، ثم تولى بريد الموصل ، فلم يتم سنتين حتى توفي بها سنة231 هـ ، كان أسمراً طويلاً فصيحاً حلو الكلام في شعره قوة وجزالة .

أرى أرأيتك إرباً إربا

من بعد : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بعصيتم .

ما أراكم : ما مصدرية مؤولة مع الفعل بعدها بمصدر مضاف لبعد .

أراكم : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول ، والميم لدلالة الجمع .

ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان .

تحبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، وجملة ( تحبون ) لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

أرأيتك

لفظ مركب من ( الهمزة ) والتي هي حرف استفهام إنكاري ، والفعل الماضي ( رأى ) و ( تاء الفاعل ) و ( كاف الخطاب ) المبني على الفتح لا محل له من الإعراب . وقد تحذف همزة الفعل فتقول : أريتك .

ومنه قول الشاعر :

أريتك إن منعت كلام يحيى أتمنعني على يحيى البكاء

وأرأيتك إما أن تكون من ( رأيت ) بمعنى ( عرفت ) أو ( أبصرت ) ، فتنصب مفعولاً به واحداً وهو حرف ( الكاف ) ، وتكون الجملة الاستفهامية بعدها لا محل لها من الإعراب ، وإما أن تكون بمعنى علمت فتنصب مفعولين وهما ( الكاف ) ، والجملة الاستفهامية الواقعة بعد الفعل .

إربا إربا

ومعناها عضواً عضواً ، تقول مزقته إرباً إرباً .

وتعرب ( إرباً ) الأولى حالاً منصوبة بالفتحة ، والثانية توكيداً لفظياً للأولى منصوبة بالفتحة أيضاً .

ارتد أرضون إرون إزاء استحال

ارتد

فعلاً ناقصاً يعمل عمل ( كان ) إذا كان بمعنى ( صار ) .

نحو قوله تعالى ( ألقاه على بصره فارتد بصيراً )(1) .

فاسم ارتد ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو وبصيراً خبر منصوب بالفتحة .

ويأتي فعلاً تاماً إذا لم يكن بمعنى ( صار ) ، نحو : ارتد الأعداء مهزومين ، ومنه قوله تعالى ( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم )(2) . فواو الجماعة في ارتدوا في محل رفع فاعل .

أرضون

جمع أرض اسم ملحق بجمع المذكر السالم لعدم استيفائها شروط الجمع ويأخذ إعرابه .

رفعاً بالواو ، نحو : لله الأرضون وما عليها .

ونصباً بالياء ، نحو : يرى الله الأرضين ومن عليها .

وجراً بالياء ، نحو : اقتطعت من الأرضين جزءاً للزراعة .

إرون

جمع إرة ، بمعنى النار أو موضوعها ، وهو اسم ملحق بجمع المذكر السالم ويأخذ إعرابه – أنظر أرضون .

إزاء

ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة بمعنى ( مقابل ) .

تقول : جلست إزاء النافذة .

استحال

استحال : فعل ماض ناقص تعمل عمل كان لأنها بمعنى ( صار ) .

ـــــــــــــ

(1) يوسف [96] (2) محمد [25] .

استحال أصبح



نحو : استحالت النار رماداً ، واستحالت الصحراء أرضاً خضراء .

ويأتي فعلاً إذا كان بمعنى الاستحالة أي عدم تحقيق الشيء .

تقول : استحالت المصالحة بين المتخاصمين ، المعنى : لم تتحقق المصالحة ، فالمصالحة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .



أصبح

تأتي فعلاً ماضياً ناقصاً تام التصرف يعمل عمل كان ويفيد اتصاف المبتدأ بخبره وقت الصباح .

نحو : أصبح الجو معتدلاً .

ومنه قوله تعالى ( وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً )(1) .

وهي تعمل في صيغة الماضي والمضارع والأمر والمصدر واسم الفاعل .

وتأتي فعلاً تاماً تكتفي بمرفوع إذا كانت بمعنى الدخول في الصباح ، نحو قوله تعالى ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون )(2) .

فواو الجماعة في تصبحون في محل رفع فاعل .

ــــــــــــ

(1) القصص [10] .

(2) الروم [17] .

اصطلاحاً أصلاً آض أضحى



اصطلاحاً

حال منصوبة بالفتحة الظاهرة ، نحو قولهم : الإعراب اصطلاحاً تغيير أواخر الكلمات بحسب العامل . أما كلمة ( اصطلاح ) فتعرب حسب موقعها من الجملة .



أصلاً

اسم منصوب على نزع الخافض إذا صح أن تقدر قبلها حرف الجر .

فنقول : لم ألتق به أصلاً ، والمعنى في الأصل . كما تعرب حسب موقعها من الجملة فيما عدا الحالة السابقة .



آض

تأتي فعلاً ناقصاً يعمل عمل كان إذا كانت بمعنى ( صار ) .

نحو : آض العجين خبزاً .

وتأتي فعلاً تاماً تكتفي بمرفوعها ( الفاعل ) إذا كانت بمعنى ( رجع ) ومصدرها ( أيضاً ) .

نحو : آض الطائر إلى عشه .



أضحى

فعل ناقص من أخوات كان يرفع الاسم وينصب الخبر ، وتفيد توقيت المخبر عنه بالضحى .

نحو : أضحت الآبار كثيرة المياه ، ومنه قول ابن زيدون * :

أضحى التنائي بديلاً من تدانينا وناب عن طيب لقيان تجافينا

ومنه قول النابغة الذبياني ** :

أضحت خلاء وأضحت أهلها احتملوا أخنى عليها الذي أخنى على لُبد

وتأتي أضحى فعلاً تاماً تكتفي بمرفوعها إذا أفادت الدخول في الضحى .

نحو : أضحى وهو معتل ، وبقي الرجل في مكانه حتى أضحى .



ـــــــــــــ

* ابن زيدون : هو أبو الوليد أحمد بن عبد الله المخزومي الأندلسي المولود سنة 354 هـ ، الكاتب الشاعر ذو الوزارتين نشأ في مدينة قرطبة ، وتأدب على كبار علمائها قال الشعر
وأجاده ، واتصل بابن جهور فمضى عنده ومدحه ، ثم أفسد أعداؤه ما بينهما فحبسه ، ولكنه فر من السجن واتصل بابن عباد فخصه بوزارته ، كانت له أخبار مشهورة مع ولادة بنت المستكفي وتوفي بأشبيلية سنة 463 هـ .



** النابغة الذبياني : هو أبو أمامة زياد بن معاوية بن جناب الذبياني ، ولقب بالنابغة لقوله ( وقد نبت لهم منا شئون ) وقيل لأنه نبغ في الشعر كثيراً ، أحد فحول شعراء الجاهلية ومن الطبقة الأولى المقدمين على سائر الشعراء ، وهو أحد الأشراف الذين غض الشعر منهم ، وهو أحسنهم ديباجة وأكثرهم رونق كلام ، ليس في شعره تكلف عده بعض من أصحاب المعلقات ، وكان من ندماء النعمان بن المنذر المقربين ودب بينهما الخلاف لوشاية وقعت بينهم ، فهرب النابغة ثم عاد للنعمان متخفياً ، فأنشده قصيدة اعتذار فاستحسنها النعمان وكشف النابغة عن نفسه النقاب فعفى عنه ، توفي سنة 18 قبل الهجرة .





أضحى أعطى



نماذج من الإعراب

قال ابن زيدون :

أضحى التنائي بديلاً من تدانينا وناب عن طيب لقيان تجافينا

أضحى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر للتعذر ، وهو من أخوات كان يرفع المبتدأ ويسمى اسمه وينصب الخبر ويسمى خبره .

التنائي : اسم أضحى مرفوع بالضمة .

بديلاً : خبر أضحى منصوب بالفتحة ، والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

من تدانينا : جار ومجرور متعلقا بالخبر قبله ، وتدانى مضاف وناء المتكلمين في محل جر مضاف إليه .

وناب : الواو حرف عطف ، ناب : فعل ماض مبني على الفتح .

عن طيب : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بناب ، وطيب مضاف .

لقيانا : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر ، ولقيا مضاف ، وناء المتكلمين في محل جر مضاف إليه .

تجافينا : فاعل لناب ، وتجافى مضاف ، والنا في محل جر مضاف إليه .

وجملة ناب ... إلخ معطوفة على الجملة الابتدائية لا محل لها من الإعراب .



أعطى

فعل ماض ينصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر وأحدهما فاعل في المعنى .

نحو : أعطيت الفقير زكاة مالي .

ومنه قول الشاعر :

الله أعطاك فاشكر فضل نعمته أعطاك ملك التي ما فوقها شرف

أعطى أعلم

فالكاف في أعطاك الثانية مفعول به أول ، وملك مفعول به ثان .

ونحو : أعطيت محمداً الكتاب .

فمحمداً : مفعول به أول وهو فاعل في المعنى لأن العطاء تام به ، والأصل تقديم ما كان فاعلاً في المعنى ، وهذا التقديم واجب في ثلاثة مواضع هي :

1 ـ عند حصول اللبس ، نحو : أعطيت محمداً أحمداً .

2 ـ عند الحصر : أي حصر المفعول الثاني ، نحو : ما أعطيت علياً إلا ديناراً .

3 ـ أن يكون المفعول به الثاني اسماً ظاهراً والأول ضميراً متصلاً كما في بيت جرير السابق ، ومنه قوله تعالى ( إنا أعطيناك الكوثر )(1) .

ويجب تأخير ما كان فاعلاً في المعنى في ثلاثة مواضع هي :

1 ـ عند الحصر أي حصر المفعول به الثاني في الأول .

نحو : ما أعطيت الكتاب إلا محمداً .

2 ـ إذا كان المفعول الأول اسماً ظاهراً والثاني ضميراً متصلاً .

نحو : الريال أعطيته علياً .

3 ـ أن يكون مشتملاً على ضمير يعود على الثاني .

نحو : أعطيت الصدقة مستحقها .

أعلم

فعل ماض يتعدى لثلاثة مفاعيل لزيادة الهمزة التعدية عليه وأصله علم الذي نصب مفعولين . تقول : أعلمت المعلم محمداً نشيطاً .

وإذا كان أعلم منقولاً من علم الذي بمعنى ( عرف ) المتعدي لواحد فإنه يتعدى لاثنين فقط بواسطة همزة التعدية .

نحو : أعلمته خبراً يفرحه .

ـــــــــــــ

(1) الكوثر [1] .

أعني التفسيرية أفٍ أك أكتع

أعني التفسيرية

تعرب إعراب الفعل المضارع المجرد والياء مفعول به ، والفرق بينهما وبين (أي) التفسيرية أنها تأتي لدفع السؤال وإزالة الإبهام أما (أي) فيفسر بها للإيضاح والبيان.

أفٍ

اسم فعل مضارع بمعني ( أتضجر ) ، ويدل اسم الفعل على ما يدل عليه الفعل ، ولكنه لا يقبل علامته ، نحو قوله تعالى ( فلا تقل لهما أفٍ )(1) .

ويعرب اسم الفعل فعل مضارع مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

وأف

بدون تنوين تعني الضجر من شيء معين ومع التنوين أتضجر من كل شيء .

وفيها عشر لغات جمعها ابن مالك في قوله :

فأف ثلث ونون إن أردت وقل أفى وأفي وأف وأفه تصب

أك

فعل مضارع ناقص مجزوم وعلامة جزمه السكون ، وماضيه كان الناقصة يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، وأصله يكن حذفت نونه للتخفيف ، نحو قوله تعالى ( ولم أك بغياً )(2) ، ومنه قول الشاعر :

فإن أك قد أوتيت مالاً فلم أكن به بطراً فالحال قد يتحول

أكتع وأكتعون

لفظ لتوكيد الشمول يستعمل استعمال ( أبتع ) نحو : غادر الحجاج كلهم أجمع أكتع مكة المكرمة . وكذا أكتعون : تستعمل استعمال أبتعون ولها أحكامها .

نحو : حضر المدعون كلهم أجمعون أبتعون ... إلخ – أنظر أبتع .

ـــــــــــــ

(1) الإسراء [23] (2) مريم [20] .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:13 AM

الهمزة المفردة

الهمزة

رابعاً : همزة التعدية أو الزائدة :

وهي الهمزة التي تزاد في الفعل الثلاثي اللازم فتصيره متعدياً .

مثال : أجلست الطالب ، وأكرمت الضيف ، وأحسنت إلى المسكين ، وإذا تعدى الفعل بحرف الجر ، وأصل الفعل جلس طالب وكرم الضيف وحسن إلى المسكين ، ومثله : أغلقت الباب .

خامساً : همزة السلب :

وهي الهمزة التي تدخل على الفعل فتنقل معناه إلى ضده (1) .

نحو : أشكيت زيداً ، أي : أزلت شكايته . وأعجمت الكتاب ، أي : أزلت عجمته .

سادساً : همزة القطع وهمزة الوصل :

أولاً : همزة القطع : هي الهمزة التي تقع في أول الكلمة وينطق بها في الابتداء والوصل وترسم على الألف على شكل عين صغيره هكذا ( أ ) ( أي تنطق وتكتب ) .

مواضعها : 1 ـ في أول الفعل الرباعي ، وأمره ، ومصدره .

نحو : أكرم الرجل ضيفه ، وأحسن وفادته ، ومنه قوله تعالى ( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون )(2) ، ومنه قول طرفة بن العبد * :

أحلت عليها بالقطيع فأجزمت وقد خب آل الأمعز المتوقد

ــــــــــــــــ

(1) أنظر موسوعة النحو والصرف والإعراب د / أميل بديع يعقوب ص 11 .

(2) الصافات [50] .

* طرفة بن العبد : هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعيد بن مالك ، ينتهي نسبه إلى بكر بن وائل ، وطرفة لقبه ، واسمه عمرو ، شاعر جاهلي من أصحاب المعلقات ، وهو من الطبقة الرابعة الجاهلية ، أما معلقته فهي في المرتبة الثانية بعد معلقة امرئ القيس ، وله غيرها شعر حسن ، ولولا قتله وهو حدث السن إذ لم يتجاوز السادسة والعشرين لكان أشعر الشعراء ، بل بلغ في سنه الصغيرة ما بلغه القوم في أعماره الطوال ، وقتله والي البحرين بإيعاز من عمرو بن هند لغضبة غضبها عليه .

الهمزة

ومنه قول امرئ القيس :

فألحقنا بالهاديات ودونه جواحرها في صرة لم تزيل

فالهمزة في أحال وألحق همزة قطع .

ومثال الأمر : أكرم ضيفك ، وأحسن وفادته ، ومنه قوله تعالى ( وأحسن كما أحسن الله إليك )(1) ، ومثال المصدر : إكرام الضيف واجب ، ومنه قوله تعالى ( إنا أنشأناهن إنشاء )(2) ، فالهمزة في أحسن وفي إنشاء همزة قطع .

2 ـ في أول الفعل الثلاثي المهموز والتي لا شك في أنها همزة وصل ، لأنها فاء الكلمة مثال : أكل الجائع الطعام ، وأخذ الطالب الكتاب ، ومنه قول الحارث بن حلزة * : وأتانا من الحوادث والأنباء خطب نعني به ونساء

فالهمزة في أتى مع أنها همزة أصل فهي قطع .

3 ـ في أول كل فعل مضارع : نحو أنا أعمل واجبي بانتظام ، وأحسن إلى الفقراء ، وأستعمل فرشاة الأسنان كل يوم ، وأستغفر ربي بكرة وأصيلاً .

ومنه قول طرفة بن العبد :

أرى قبر نحام بخيل بماله كقبر غوي في البطالة مفسد

وقول زهير :

وأعلم بما في اليوم والأمس قبله ولكنني عن علم ما في غد عم

ــــــــــــــــ

(1) القصص [77] (2) الواقعة [36] .

* الحارث بن حلزة : هو الحارث بن حلزة بن مكروه بن يزيد بن يشكر ينتهي نسبه إلى ربيعة بن نزار ، والحلزة القصيرة وقيل النحيلة ، كان أبرصاً ، وقد ارتجل هذه القصيدة بين يدي عمرو بن هند في شيء كان بين بكر وتغلب بعد الصلح ، وكان ينشده من وراء حجاب وقيل من وراء سبعة ستور فلما استحسنها عمرو أمر برفع الستور عنه ، ومعلقته أجود ثلاث معلقات ، معلقة عمرو بن كلثوم ، فمعلقة الحارث ، ثم معلقة طرفة بن العبد ، وقد جعله ابن سلام في الطبقة السادسة لشعراء الجاهلية .

الهمزة

4 ـ في صيغتي التفضيل والتعجب نحو : أنت أكرم من أخيك ، ومنه قوله تعالى ( كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثاراً في الأرض )(1) ، فهمزة أكثر وأشد همزة قطع .

ومثال التعجب : ما أجمل السماء وما أكرم العرب .

5 ـ في جميع الحروف المبدوءة بالهمزة ما عدا أل التعريف .

نحو : إلى ، إلا ، ألا ، إن ، ... الخ .

ومنه قوله تعالى ( حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق )(2) .

وقوله تعالى ( وإن تكفروا فإن لله ما في السموات والأرض )(3) ، فالهمزات في أن ، إلا ، إن ، إن ، كلها للقطع وقس بقية الحروف .

6 ـ في أول كل اسم يبدأ بهمزة مفرداً كان أو جمعاً ما لم يكن مصدره لفعل خماسي أو سداسي ، أو من الأسماء التي وردت سماعاً بهمزة وصل .

نحو : أحمد ، إبراهيم ، إسماعيل ، أمجد ، أحرار ، أصحاب ، أين ، أيان ، أنى ... الخ .

أما الأسماء السماعية فسنذكرها في موضعها عند حديثنا عن همزة الوصل .

7 ـ كما أن همزة الاستفهام همزة قطع لأنها حرف من الحروف ومثلها قول لبيد :

أفتلك أم وحشية مسبوعة خذلت وهادية الصوار قوامها

ثانياً : همزة الوصل : وهي الهمزة التي يتوصل بها للنطق بالساكن وتظهر في النطق ولكنها لا ترسم على الألف إذا جاءت في ابتداء الكلام ، ولا تنطق البتة إذا وقعت في درجة ( أي في وسطه ) وتكتب بصورة الألف الطويلة ليس غير ويرسم فوقها صاد صغيرة هكذا ( ا ) .

ـــــــــــــــــ

(1) غافر [82] (2) الأعراف [105] (3) النساء [170] .

الهمزة

فمثال وقوعها في أول الكلام : القاهرة مدينة جميلة .

ومثالها في وسط الكلام : سافرت إلى الرياض ، واستمتعت بقضاء الإجازة الصيفية في مدينة الطائف .

فالهمزة في كلمة القاهرة همزة وصل نطقناها عند التلفظ بها لأنها وقعت في أول الكلام ، غير أننا لم نرسمها على الألف كما هو الحال في همزة القطع ( أي لم توضع بشكل حرف العين الصغيرة على الألف هكذا " أ " ) .

أما الهمزات في كلمة الرياض واستمتعت والصيفية ، فهن همزات وصل أيضاً ولكون الهمزات وقعن في وسط الكلام سقطت كتابتها على الألف ولم ننطق بها .

تقع همزة الوصل في المواضع الآتية :

1 ـ في الأسماء السماعية التالية : ابن ، ابنه ، ابنم ، امرؤ ، امرأة ، اسم ، اثنان ، اثنتان ، است ، ايم ، ايمن ، وال الموصولة .

وقد اختلف النحاة في همزة ( أيمن الله وأيم الله ) أوصل هي أم قطع فعدها سيبويه نقلاً عن يونس همزة وصل (1) ، وأيمن مشتقة من اليمن والبركة ، وقد فتحت همزتها لدخلوها على اسم غير متمكن ، واستدل على أنها همزة وصل بحذفها في وصل الكلام ، كقول نصيب بن رباح * :

فقال فريق القوم لما نشدتهم نعم وفريق ليمن الله ما ندري

والشاهد قوله : ( ليمن الله ) فقد حذف الهمزة في الوصل .

وقد عدها الفراء همزة قطع (2) ، وهي عنده جمع يمين يقال : يمين الله ، وأيمن الله ، ومنه قول زهير :

ـــــــــــــــــ

(1) الكتاب لسيبويه ص 147 طبعة بولاق . (2) راجع كتاب الأزهية للهروي ص 21 .

* نصيب بن رباح : هو أبو محجن ، مولى عبد العزيز بن مروان ، وكان عبداً أسود ، لرجل من كنانه فكاتب على نفسه ثم أتى عبد العزيز بن مروان ، فمدحه فوصله واشترى ولاءه .

الهمزة

فتؤخذ أيمن منا ومنكم بمقسمة تمور بها الدماء

2 ـ أل التعريف : نحو : الرجل ، الغلام ، الكتاب .

وقد شذت همزة ( أل ) في كلمة ( ألبتة ) فجاءت همزة قطع ، كذلك تصبح همزة الوصل في لفظ الجلالة ( الله ) همزة قطع إذا سبقت بـ ( يا ) التي للنداء فتقول : يا ألله بإثبات همزة القطع .

3 ـ في أول الفعل الماضي الخماسي والسداسي ، والأمر منهما ، ومصدريهما .

نحو : انتفع ، وانكسر ، واعوج ، وانتفض ، واستعان ، واستقام .

نقول : انتفع الرجل بعمله انتفاعاً حسناً ، واعوج الخط اعوجاجاً كبيراً ، واستعان الطالب بعلمه استعانة طيبة ، وفي الأمر نقول : انكسر ، استعن بالله ، واستغفره ، انتفع بعلمك ، وكلها بكسر همزة لوصل .

4 ـ في أول الفعل الأمر من الثلاثي : نحو : اجلس حيث تكون ، واعمل الواجب باهتمام ، وادعوا الله في السر والعلن .



حركات همزة الوصل

1 ـ تفتح همزة الوصل في ( أل ) التعريف نحو جاء الرجل .

2 ـ تضم في موضعين :

( 1 ) ماضي الفعل الخماسي والسداسي المبني للمجهول ، نحو : اعتدي على معسكر الجيش ، استشير الطبيب في علاج المريض .

( 2 ) أمر الثلاثي المضموم العين في المضارع ، نحو : انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً .

3 ـ وتكسر فيما عدا ذلك نحو : استعن بالله ، اخش الله ، اثنان لا يشبعان طالب علم وطالب مال .

الهمزة



مواضع حذف همزة الوصل كتابةً ونطقاً



تحذف همزة الوصل كتابةً ونطقاً في المواضع الآتية :

1 ـ إذا دخلت الواو أو الفاء على فعل يبتدئ بهمزة وصل وبعدها همزة ساكنة .

نحو : فأت ، وأتمن ، والأصل ، فأات ، وأاتمن .

2 ـ إذا دخلت اللام على الأسماء المعرفة بـ ( أل ) .

نحو : للإنسان أهميته في بناء المجتمع .

3 ـ بعد همزة الاستفهام ، نحو : أسمك أحمد ؟ أبنك هذا ؟ .

والأصل : أاسمك أحمد ؟ وأابنك هذا ؟ .

4 ـ وتحذف من كلمة ( اسم ) في البسملة فقط نحو : بسم الله الرحمن الرحيم .

5 ـ وتسقط من كلمة ( ابن ) إذا جاءت صفة بين علمين ، ولم تكتب في أول السطر ، نحو : كان علي بن أبي طالب إمام المتقين .

أو إذا جاءت بعد حرف النداء كقول الفرزدق * :

يا بن المراغة أين خالك إنني خالي حبيش ذو الفعال الأفضل

ــــــــــــــــ

* الفرزدق : هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن مجاشع الدارمي ، يكنى أبا فراس ومشهور بالفرزدق ، ولد بالبصرة وتوفي بباديتها عام 110 هـ ، وهو من نبلاء عصره ، عظيم الأثر في اللغة ، جعله ابن سلام من الطبقة الأولى الإسلامية ولا يعدله إلا زهير في الطبقة الأولى الجاهلية ، وهو أحد الأقطاب الثلاثة الذين بدأوا وأنهوا معركة النقائض ، كان شريفاً في قومه ، وقد ناهز المائة واشتهر بالنساء ، فهو زير غوان .





الهمزة

المواضع التي تتحول فيها همزة الوصل إلى همزة قطع



تتحول همزة الوصل إلى همزة قطع في المواضع التالية :

1 ـ اسم العلم المنقول من لفظ مبدوء بهمزة وصل نحو ( الإثنين ) علم على اليوم الثاني من الأسبوع ، ونحو : ( أل ) علم على الأداة الخاصة بالتعريف ، والعلم المنقول عن مصدر خماسي ، أو سداسي نحو : إنشراح ، إبتهال ، إنتصار ، إستراح ، وكلها أسماء لأعلام منقولة عن مصادر .

2 ـ في النداء نحو : يا ألذي حضر بالأمس ، ويا ألمعتز بالله ، ويا ألصاحب بن عباد . أما همزة لفظ الجلالة ( الله ) فالأفضل تحويلها إلى همزة قطع كما ذكرنا سابقاً ، مثل : يا ألله ، كما يجوز اعتبارها همزة وصل فتحذف مع ألفها نطقاً وكتابةً معاً ، وتحذف ألف ( يا ) النداء نطقاً فنقول ( يالله ) .

تنبيهات :

1 ـ لم يعرف في كلام العرب دخول همزة الوصل على حرف إلا في موضعين : مع لام التعريف ، نحو : ( أل ) ( وأيم الله ) في القسم .

2 ـ إذا دخلت الألف واللام على همزة الوصل كسرت اللام لاجتماع الساكنين وحذفت همزة الوصل في اللفظ ، نحو : الاسم ، الابن ، الانطلاق ، الاستخراج . أما إذا دخلت الألف واللام على همزة القطع أثبتت همزة القطع على حركتها ، نحو : الأخ ، الأبواب ، الإرسال .

3 ـ يستدل على همزة الوصل في الأسماء بسقوطها في التصغير ، نحو : بني ، وسمي ، وثنيان ، تصغير : ابن ، واسم ، واثنان . أما همزة القطع فيستدل عليها في الأسماء بثبوتها في التصغير ، نحو : أخي ، وأبي ، وأمية ، تصغير : أخ ، وأب ، وأم .



الهمزة

4 ـ يستدل على همزة الوصل في الأفعال بانفتاح الياء في المضارع ، نحو : ينطلق ، ويكتسب . ويستدل على همزة القطع في الأفعال بانضمام الياء في المضارع ، نحو : يكرم من أكرم ، ويحسن من أحسن ، ويعطي من أعطى .



نماذج من الإعراب

قال طرفة :

أحلت عليها بالقطيع فأجزمت وقد خب آل الأمعز المتوقد

أحلت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير رفع مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

عليها : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بالفعل أحال .

بالقطيع : جار ومجرور متعلق بالفعل أحال أيضاً .

فأجزمت : الفاء حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

أجزم : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود إلى الناقة .

والجملة الفعلية معطوفة على الجملة السابقة لا محل لها من الإعراب .

وقد : الواو واو الحال حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

قد : حرف تحقيق مبني على السكون يقرب الماضي من الحال .

خب : فعل ماض مبني على الفتح .

آل : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف .

الأمعز : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

المتوقد : صفة للأمعز مجرور بالكسرة ، وجملة ( قد خب آل ... إلخ ) في محل نصب حال من فاعل أجزمت والرابط الواو فقط .

الهمزة

الألف

وتأتي على عدة أوجه :

1 ـ تأتي ضمير رفع للمثنى الغائب والمخاطب ومؤنثهما ، نحو : الطالبان قاما .

2 ـ علامة رفع المثنى ، نحو : فاز المجتهدان .

3 ـ حرف علة محمولاً عن واو أو ياء ، نحو : مات يموت ، وباع يبيع .

4 ـ علامة نصب في الأسماء الستة ، نحو : صافحت أباك ، ومنه قوله تعالى ( إن أبانا لفي ضلال مبين )(1) .

5 ـ حرف ندبة ، نحو : وامصيبتاه ، وازيداه .

6 ـ علامة بناء في المنادى المثنى ، نحو : يا حاجان اركبا السيارة .

7 ـ حرف عوض بدلاً عن نون التوكيد الخفيفة عند الوقف .

نحو : يا طالبان اذهبا إلى الفصل ، بدلاً عن ( اذهبن ) .

8 ـ وتأتي فارقة : وهي الألف المرسومة لتفريق واو الجماعة في الفعل الماضي ، نحو : الطلاب نجحوا ، والقوم سافروا .

أو في المضارع المنصوب أو المجزوم ، نحو : الطلاب لن يهملوا الدرس ، واللاعبون لم يحققوا الفوز .

أو في الأمر ، نحو : حافظوا على نظافة مدينتكم .

عن واو جمع المذكر السالم ، نحو : حضر معلمو المدرسة .

وعن واو الأسماء الستة المرفوعة ، نحو : جاء أبو زيد .

وعن واو العلة في الفعل المضارع ، نحو : أنت تسمو بعلمك .

وعن واو أولو المضافة ، نحو : جاء أولو الحق ، ومنه قوله تعالى ( إنما يتذكر أولو الألباب )(2) .

ـــــــــــــــــ

(1) يوسف [8] (2) الزمر [9] .

الألف

9 ـ ألف الجمع ، نحو : منابر جمع منبر ، وجبال جمع جبل .

10 ـ ألف الإلحاق ، نحو : حرى ، وجلا .

11 ـ ألف الإطلاق : وهي الألف الواقعة في آخر الروي إذا كانت حركة الروي فتحة .

كقول الشاعر * :

تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا

ومنه قول محمد بن يسير البصري ** :

لا تتبعن لوعة إثري ولا هلعا ولا تقاسن بعدي الهم والجزعا

12 ـ ألف تأنيث ممدودة ، نحو : عرجاء ، وصحراء ، وبيداء .

13 ـ حرف نداء للبعيد ، نحو : آ زيد ، آ محمد .

14 ـ ضميراً للاثنين ، نحو : عملكما متقن .

15 ـ وتأتي للفصل بين نوني التوكيد ونون ضمير جماعة الإناث .

نحو : اضربنان زيداً .

16 ـ وتأتي لإتباع حرف مفتوح في الضرورة الشعرية ، كقول الشاعر *** :

أعوذ بالله من العقراب الشائلات عقد الأذناب

ــــــــــــــــ

* الشاعر بلا نسبة في مصدره .

** محمد بن يسير البصري : هو أبو جعفر محمد بن يسير البصري أحد شعراء البصرة كان لبني أسد ، عاش في عصر أبي نواس ، وعمر بعده حيناً ، وهو القائل :

أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا .

*** الشاهد بلا نسبة في مصادره ، أنظر معظم شواهد النحو الشعرية صر93 .





الألف

نماذج من الإعراب



قال تعالى ( إن أبانا لفي ضلال مبين )

إن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، مبني على الفتح ، لا محل له من الإعراب ، ناصب لاسمه رافع لخبره .

أبانا : أبا : اسم إن منصوب بالألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف ، ونا المتكلمين في محل جر مضاف إليه .

لفي : اللام : مزحلقة حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب يفيد التوكيد .

في : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

ضلال : اسم مجرور ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر إن .

مبين : صفة مجرورة بالكسرة الظاهرة .

قال الشاعر :

تعز فلا شيء في الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا

تعز : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

فلا : الفاء تعليلية بحرف مبني على الفتح ، لا محل له من الإعراب ، ولا نافية تعمل عمل ليس .

شيء : اسم لا مرفوع بالضمة الظاهرة .

على الأرض : جار ومجرور متعلقان بباقيا الآتي .

باقيا : خبر لا منصوب بالفتحة الظاهرة .

ولا : الواو حرف عطف ، لا نافية تعمل عمل ليس .

وزر : اسم لا مرفوع بالضمة .



الألف

مما : من حرف جر ، وما اسم موصول بمعنى الذي ، مبني على السكون ، في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بواقيا الآتي .

قضى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره للتعذر .

الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .

والجملة الفعلية ( قضى الله ... الخ ) لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد محذوف ، تقديره مما قضاه الله .

واقيا : خبر لا منصوب بالفتحة .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:14 AM

أل



وتنقسم إلى قسمين : أل الاسمية وأل الحرفية .

أولاً : ( أل ) الاسمية : اسم موصول بمعنى ( الذي ) وتدخل على الصفات المشتقة كاسم الفاعل واسم المفعول ، والصفة المشبهة .

نحو : جاء الضارب ، ورأيت المقتول ، وصافحت الحسن الوجه ، ومنه قوله تعالى ( للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم )(1) ، وقوله تعالى ( الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد )(2) .

فأل في الآيتين السابقتين اسم موصول دخلت على اسمي الفاعل ( قاسية ) و ( عاكف ) والعائد عليها الضمير في ( قلوبهم ) و ( فيه ) .

ومثال دخولها على اسم المفعول قوله تعالى ( وعلى المولود له رزقهن )(3) .

ومثال دخولها على الصفة المشبهة قوله تعالى ( ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون )(4) .

ومنه قول الشاعر :

السامع الذم شريك له والمطعم المأكول كالآكل

وقول عنترة * :

الشاتمي عرضي ولم أشتمهما والناذرين إذا لم ألقهما دمي

ـــــــــــــ

(1) الحج [53] (2) الحج [25] .

(3) البقرة [233] (4) البقرة [362] .

* عنترة : هو عنترة بن شداد وقيل ابن عمرو وشداد جده معاوية بن قراد بن مخذوم بن مالك وينتهي نسبه إلى مضر ، أحد فرسان العرب المشهورين وأجوادهم المعروفين وأحد الأغربة الجاهليين ( وأغربة ) العرب سودانهم ، صاحب المعلقة المشهورة ، كان والده أحد سادات عبس وأمه حبشية سوداء ، فلفظه والده ، وبعد أن أبلى في الحرب أعطاه نسبه وأعاده إلى اشتهر بحب ابنة عمه ، وتوفي سنة 22 قبل الهجرة .

أل



وقول الفرزدق :

من القوم الرسول الله منهم لهم دانت رقاب بني معد

فأل في كلمة ( السامع ، والمطعم ، والمأكول ، والآكل ، والشاتمي ، والناذرين ) اسم موصول وكذلك في كلمة ( الرسول ) وتقدير الكلام : الذين رسول الله منهم ، فحذف الاسم اكتفاء بالألف واللام (1) .

وقد تدخل ( أل ) الموصولة على الأفعال المضارعة ، وذلك قليل ، وقد اعتبرها بعض النحويين زائدة ، ومنه قول الفرزدق :

ما أنت بالحكم الترضى حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

والشاهد في البيت قوله ( الترضى ) ، حيث دخلت ( أل ) الموصولة على الفعل المضارع ولم يسمع بهذا إلا في الشعر .

ثانياً : ( أل ) الحرفية : وهي ( أل ) التعريف وليس لها إعراب ، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع :

1 ـ أل العهدية : وهي لتعريف المعهود الذهني .

نحو : جاء الضيف ، أي : الضيف المعهود المتوجه ذهننا إليه ، ومنه قوله تعالى ( إذ هما في الغار )(2) .

أو لتعرف المعهود الذكري ، نحو : اشتريت الحديقة ثم بعت الحديقة .

ومنه قوله تعالى ( مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة )(3) .

أو لتعريف المعهود الحضوري .

ــــــــــــــ

(1) أنظر الجنى الداني ص 201 .

(2) التوبة [40] .

(3) النور [35] .

أل



نحو : جاءني هذا الرجل .

ومنه قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم )(1) .

2 ـ أل الجنسية : وهي الدالة على استغراق الجنس حقيقة .

نحو قوله تعالى ( إن الإنسان لفي خسر )(2) .

أو الدالة على استغراق الجنس مجازاً ، وهي ترد لشمول الجنس زيادة مجازاً ، وهي ترد لشمول خصائص الجنس على سبيل المبالغة ، نحو : أنت الرجل علماً ، أي : الكامل في هذه الصفة .

ومنه قوله تعالى ( والله يعلم المفسد من المصلح )(3) ، أي : كل من توفرت فيه صفات الفساد وتوفرت فيه صفات الإصلاح .

3 ـ أل التي لبيان الحقيقة : وهي التي تبين حقيقة واقعة معينة .

نحو : أحب الأمانة وأكره الخيانة .

ومنه قوله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي )(4) .

فالمقصود حقيقة هو الماء .



ثالثاً :( أل ) الزائدة : وهي أل الداخلة على الاسم المعرفة أو النكرة فلا تغير من تعريفه أو تنكيره . مثال دخولها على المعرفة : إن المأمون بن الرشيد أحد خلفاء بني العباس . فالمأمون والرشيد والعباس معارف قبل دخول ( أل ) عليها وهي بالتالي لم تفدها تعريفاً جديداً . ومثال دخولها على النكرة : أدخلوا الطلاب الأول فالأول . فكلمة أول نكرة لأنها حال ، وعندما أدخلنا ( أل ) عليها لم تخرجها من دائرة التنكير .

ـــــــــــــ

(1) المائدة [3] (2) العصر [2] (3) البقرة [220] (4) الأنبياء [30] .

أل



وتنقسم ( أل ) الزائدة إلى نوعين :

1 ـ أل الزائدة اللازمة التي اقترنت بالاسم منذ عرف عند العرب ولم تفارقه وهذه الأسماء معرفة في أصلها كأسماء الأعلام ومنها :

السموأل بن عدياء * ، واللات ، والعزى ** ، وبعض الظروف مثل : الآن ، وبعض الأسماء الموصولة كالتي والذي .





ـــــــــــــــ

* السموأل بن عدياء : هو السموأل بن العريض بن عدياء الأزدي ، شاعر جاهلي حكيم من شعراء اليهود القاطنين في خيبر ، وقدمه ابن سلام على جميع شعراء اليهود ، اشتهر بالوفاء ، فقد استودعه أمرؤ القيس دروعاً وطلبها منه الحارث الغساني فأبى أن يعطيها له ورهن ابناً له مقابلها .



** اللات والعزى : صنمان في الجاهلية هدمها الله بالإسلام ، وكانت العزى تقلد بالقلائد وقال فيها كعب بن مالك :

ونردي اللات والعزى ووداً ونسلبها القلائد والشنوفا

وقال ابن العباس : كان اللات رجلاً يلت السويق للحجاج ، واللات تأنيث الله ، كانت صخرة مربعة بالطائف وكانت قريش كلها تعظمها ، وقد ذكرها الله في القرآن الكريم فقال تعالى ( أفرأيتم اللات والعزى ) 19 النجم ، ولم تزل كذلك حتى أسلمت ثقيف فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة فهدمها وأحرقها بالنار ، والعزى تأنيث الأعز ، والأعز بمعنى العزيز وهي أعظم الأصنام عند قريش وكانت بوادي نخلة الشامية قال ابن الحبيب أنها شجرة كانت بنخلة عندها وثن تعبده غطفان ، وورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) 19 النجم .



أل



2 ـ أل الزائدة العارضة : وهي التي توجد في الاسم حيناً ولم توجد فيه حيناً آخر وهذا النوع مما يضطر إليه الشعراء عند الضرورة ، ومنه قول الشاعر :

ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلاً ولقد نهيتك عن بنات الأوبر

فأدخل الشاعر ( أل ) على كلمة أوبر اضطراراً لأن العرب عندما تستعملها تذكرها بدون ( أل ) ، لأنها من أعلام الجنس فتقول : بنات أوبر . كما يضطرون لإدخال ( أل ) على التمييز وهو في الأصل مجرد منها .

بل لا تدخل عليه البتة ، ومنه قول راشد اليشكري * :

رأيتك لما أن عرفت وجوهنا صددت وطبت النفس يا قيس من عمرو

فأدخل الشاعر ( أل ) على كلمة نفس وهي تمييز وذلك اضطراراً .



نماذج من الإعراب



قال الشاعر :

السامع الذم شريك له والمطعم المأكول كالآكل

السامع : أل اسم موصول مبني على السكون بمعنى الذي ولا يظهر عليها الإعراب لأنها مع الصفة بعدها بمنزلة الشيء الواحد فكأنهما المركب المزجي يظهر إعرابه على الجزء الأخير منه (1) .

ــــــــــــ

(1) أنظر النحو الوافي للعباس حسن ج 1 ص 321 .

* راشد بن شهاب اليشكري : هو راشد بن شهاب بن عبده بن عصم بن ربيعة بن عامر اليشكري ، ينتهي نسبه إلى ربيعة بن نزار ، شاعر جاهلي مدحه نصر بن عاصم بن الحليف اليشكري بأبيات منها ( ومن الذي فك العناة فعاله ) .

أل



السامع : مبتدأ مرفوع بالضمة .

الذم : مفعول به لاسم الفاعل منصوب بالفتحة .

شريك : خبر مرفوع بالضمة ، وجملة ( سامع الذم شريك له ) لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

له : جار ومجرور متعلقان بشريك .

والمطعم : الواو حرف عطف ، المطعم معطوف على السامع .

المأكول : مفعول به لاسم الفاعل .

كالآكل : الكاف حرف تشبيه وجر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

الآكل : اسم مجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر للمبتدأ مطعم ، والجملة من مطعم ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة ( أل ) .

قال تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) .

اليوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأكملت .

أكملت : فعل وفاعل .

لكم : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بأكملت أيضاً .

دينكم : دين مفعول به لأكملت ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية .

قال تعالى ( والله يعلم المفسد من المصلح ) .

والله : الواو واو الحال حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

الله : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة .

المفسد : مفعول به منصوب بالفتحة ، والجملة الفعلية في محل رفع مبتدأ .



أل ألا



من المصلح : جار ومجرور متعلقان بيعلم لتضمنه معنى يميز ، ويجوز تعلقهما بمحذوف حال من المفسد ، وذلك على اعتبار ( أل ) للتعريف .

والجملة الاسمية ( والله يعلم ) في محل نصب حال من إخوانكم قبلها والرابط الواو ، والضمير مقدر ، إذ التقدير : المفسد لأموالهم والمصلح لأموالهم . ويجوز أن تكون الجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة إذا اعتبرنا الواو للاستئناف .



ألا

ترد في أربعة استعمالات .

أولاً : تأتي حرف استفتاح للتنبيه ، والدلالة على تحقيق ما بعدها ، وتدخل على الجمل الفعلية والاسمية على حد سواء ، وعلامتها صحة الكلام بدونها .

كقوله تعالى ( ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم )(1) .

ومثال دخولها على الأسماء قوله تعالى ( ألا إن أولياء الله لا خوف
عليهم )(2) ، وقوله تعالى ( ألا لعنة الله على الظالمين )(3) .

ومنه قول لبيد * :

ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل

ويكثر مجيء النداء بعدها كقول امرئ القيس :

ـــــــــــــ

(1) هود [8] (2) يونس [62] (3) هود [18] .

* لبيد : هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن كلاب العامري ، أحد الشعراء المجيدين ، والفرسان المشهورين ، عمر طويلاً ، ووفد على الرسول صلى الله عليه وسلم مع بني عامر ، وأسلم وحسن إسلامه ، مات عن عمر يناهز المائة والأربعين في خلافة معاوية سنة 40 هـ ، وهو أحد أصحاب المعلقات ، جعله ابن سلام في الطبقة الثانية الجاهلية .

ألا

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل

ثانياً : تأتي حرفاً للعرض : وهو الطلب مع اللين ، وتدخل على الأفعال .

نحو قوله تعالى ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم )(1) .

ثالثاً : تأتي حرفاً للتحضيض : وهو الطلب بإلحاح وتدخل على الأفعال أيضاً .

نحو : ألا أحسنت إلى الفقراء .

ومنه قوله تعالى ( ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم )(2) .

رابعاً : وتأتي مركبة من همزة الاستفهام ، ولا النافية للجنس ، وعندئذ تكون كالآتي :

أ ـ حرفاً للتمني ، كقول الشاعر :

ألا عُمْرَ وليّ مستطاع رجوعه فيرأب ما أَتْأَتْ يد الغفلات

ب ـ حرفاً للتوبيخ ، نحو قوله تعالى ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )(3) .

وقوله تعالى ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم )(4) .

ومنه قول حسان * :

ألا طعان ألا فرسان عادية ألا تجشؤكم عند التنانير

ـــــــــــــ

(1) النور [5] (2) التوبة [13] .

(3) البقرة [44] (4) المائدة [74] .

* حسان : هو حسان بن ثابت بن حرام الخزرجي رضي الله عنه , يكنى أبا الوليد ، أحد فحول الشعراء ، وقيل إنه أشعر أهل المدن ، وهو أحد المعمرين المخضرمين عاش مائة وعشرين سنة منها ستون في الجاهلية ، ومثلها في الإسلام ، وقد فضل حسان الشعراء بثلاث خصال : كان شاعر الأنصار في الجاهلية ، وشاعر النبي صلى الله عليه وسلم في عهد النبوة ، وشاعر اليمنيين في الإسلام ، وقد دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " اللهم أيده بروح القدس " توفي بالمدينة سنة 54 هـ .

ألا



ج ـ وتأتي حرفاً للاستفهام ، نحو قوله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) (1) . فقد ذكر أبو حيان في البحر المحيط أن الهمزة في ( أفلا ) للاستفهام الإنكاري وفيه معنى التعجب من ضعف عقولهم (2) ، والمعنى : أفلا يتدبرون هذه الأدلة ويعملوا بمقتضاها ويتركوا طريقة الشرك .

ومنه قوله تعالى ( ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون ) (3) .

ومنه قول ابن الملوح * :

ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم ) .

ألا : حرف استفهام لا عمل له ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بمصروف الآتي ، والتقدير لا يصرف عنهم يوم يأتيهم ، وقيل العامل فيه محذوف دل عليه الكلام .

يأتيهم : يأتي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، والضمير المتصل في محل
ـــــــــــــــ

(1) الأنبياء [30] .

(2) أنظر البحر المحيط ج 6 ص 307 . (3) يس [73] .

* ابن الملوح : هو قيس بن الملوح بن مزاحم بن قس العامري ، شاعر عاشق عاش في العصر الأموي ، وأحب ليلى بنت مهدي بن ربيعة ، فأبى والدها أن يزوجها له ، فجن وهام على وجهه يتغزل بها حتى مات سنة 70 هـ وقصتها مشهورة ، وقد عرف بمجنون ليلى .

ألا



نصب مفعول به .

ليس : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على العذاب .

مصروفاً : خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة .

عنهم : جار ومجرور متعلقان بمصروف .

قال تعالى ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) .

ألا : حرف عرض مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تحبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

أن يغفر : أن حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

يغفر : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .

الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة ، والمصدر المؤول من أن والفعل يغفر في محل نصب مفعول به لتحبون .

لكم : جار ومجرور متعلقان بيغفر .

قال تعالى ( ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم ) .

ألا : حرف تحضيض مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تقاتلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .

قوماً : مفعول به منصوب بالفتحة .

نكثوا : نكث فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

أيمانهم : أيمان مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه ، وجملة نكثوا ... إلخ في محل نصب صفة لقوم .

ألا



قال الشاعر :

ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي

ألا : الهمزة للاستفهام حرف مبني على الفتح لا محل ل من الإعراب ، لا نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

اصطبار : اسم لا مبني على الفتح في مل نصب .

لسلمى : جار ومجرور وعلامة جره الفتحة المقدرة على الألف نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف علم ينتهي بألف تأنيث مقصورة ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر لا في محل رفع .

أم : حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

بها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم في محل رفع .

جلد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها .

إذا : ظرف للزمان المستقبل مبني على السكون في محل نصب متعلق بألاقي .

ألاقي : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

والجملة في محل جر مضاف إليه لإذا .

الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لألاقي .

لاقاه : لاقى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به .

أمثالي : أمثال فاعل مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وهو مضاف ، والياء ضمير المتكلم في محل جر مضاف إليه .

والجملة من الفعل والفاعل والمفعول به لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

ألاّ إلاّ



ألاّ

تأتي ألاّ المفتوحة الهمزة والتشديد للام لاستعمالات ثلاثة :

1 ـ حرف تحضيض لا عمل له ، وتختص بالدخول على الجمل الفعلية
والخبرية ، نحو : ألاّ تساعد الضعيف ، والفعل بعدها مرفوع .

2 ـ حرفاً مركباً من ( أن ) المصدرية الناصبة ، و ( لا ) النافية لا عمل لها .

نحو : أود ألاّ تقصر في واجبك .

والفعل بعدها منصوب بأن المصدرية .

ومنه قوله تعالى ( ألاّ تعلوا عليّ وأتوني مسلمين )(1) .

3 ـ حرفاً مركباً من ( أن ) التفسيرية ، أو المخففة من الثقيلة ، و ( لا ) الناهية الجازمة للفعل المضارع .

نحو : أخبرتك ألا تقصرْ في حق والديك .

والفعل بعدها مجزوم بلا الناهية .



إلاّ

تأتي ( إلاّ ) المكسورة الهمزة ، المشددة اللام لعدد من الاستعمالات :

أولاً : أن تكون حرف استثناء ، وما بعدها مستثنى واجب النصب ، إذا كان الكلام قبلها تاماً مثبتاً ، نحو : جاء اللاعبون إلاّ لاعباً .

ومنه قوله تعالى ( وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم من المشركين )(2) .

ــــــــــــــــ

(1) النمل [31] (2) التوبة [3-4] .



ألا



ومنه قوله تعالى ( فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين )(1) .

وهذا النوع من المستثنى يعرف بالمتصل لأنه جزء من الاستثناء ، وقد لا يأتي المستثنى جزء من المستثنى منه ، فيسمى بالمستثنى المنقطع .

نحو : وصل المسافرون إلا حقائبهم .

ويكون منصوباً ولا فرق بينه وبين المتصل من حيث الإعراب .

ومنه قوله تعالى ( ما لهم به من علم إلا اتباع الظن )(2) .

ومنه قول الشاعر :

وقفت فيها أصيلاً كي أسائلها عيت جواباً وما بالربع من أحد

إلا الأواري لأيا ما أبينها والنوى كالحوض بالمظلومة الجلد

2 ـ أن يكون حرف استثناء ، يجوز نصب ما بعده به ، أو إهماله وإتباع ما بعده لما قبله ، وذلك إذا كان الكلام قبله منفياً تاماً .

نحو : ما تأخر من الطلاب إلا طالباً ، أو طالب .

ينصب طالب على الاستثناء ، أو بجره على الإتباع ، فيكون بدلاً من الاسم المجرور ، ومنه قوله تعالى ( ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك )(3) .

بالنصب والرفع في القراءتين .

بالنصب على أنه مستثنى منصوب بإلا ، وبالرفع على أنه بدل من أحد .

ومنه قوله تعالى ( ما فعلوه إلا قليل منهم )(4) .

3 ـ أن تكون حرف استثناء ، وتعرف بأداة الحصر ، إذا كان الكلام قبلها منفياً ناقصاً ، ويعرب المستثنى بحسب موقعه من الكلام .

ـــــــــــــ

(1) النمل [57] (2) النساء [157] .

(3) هود [81] (4) النساء [66] .

إلا



ويعرف بالاستثناء المفرغ ، لأن ما قبل حرف الاستثناء تفرغ للعمل فيما بعده .

مثال الرفع : ما تغيب إلا طالب .

ومنه قوله تعالى ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )(1) .

ومثال النصب : ما رأيت إلا طالباً .

ومنه قوله تعالى ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً )(2) .

ومثال الجر : ما مررت إلا بأحمد .

ثانياً : أن تكون ( إلا ) بمعنى ( غير ) فتكون هي والاسم الذي يليها بمثابة كلمة واحدة يوصف بها موصوفاً يغلب عليه الجمع والتنكير .

كقوله تعالى ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا )(3) .

ثالثاً : تأتي ( إلا ) حرف عطف بمعنى ( الواو ) وهذا مختلف فيه ، وجعلوا منه قوله تعالى ( لئلاً يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم )(4) .

والتقدير : ولا الذين ظلموا منهم ، وأولها جمهور النحاة على الاستثناء
المنقطع (5) ، ومنه قول الفرزدق :

ما بالمدينة دار غير واحدة دار الخليفة إلا دار مروانا

والتقدير : ودار مروانا .

وأقول : لا يخفى عليك أخي الدارس ما في ذلك من تكلف والأصح أن ( إلا ) في البيت السابق يجوز في الاسم بعدها النصب أو الإتباع .

فجاءت كلمة ( دار ) مرفوعة على الإتباع بدلاً من ( دار ) الأولى (6) .

ــــــــــــــ

(1) النمل [65] (2) الفرقان [8] .

(3) الأنبياء [22] (4) البقرة [150] .

(5) أنظر مغني اللبيب ج1 ص73 . (6) أنظر في ذلك الكتاب لسيبويه ج2 ص240 .

إلا



رابعاً : أن تكون ( إلا ) زائدة .

ومنه قول الشاعر :

حراجيج ما تنفك إلا مُناخة على الخسف أو نرمي بها بلداً قفزا

خامساً : تأتي مركبة من ( إن ) الشرطية و ( لا ) النافية .

كقوله تعالى ( إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )(1) .

وقوله تعالى ( إلا تنصروه فقد نصره الله )(2) .

سادساً : وقال صاحب الجنى الداني نقلاً عن غيره " ومن أغرب ما قيل في ( إلا ) إنها قد تكون بمعنى ( بعد )(3) " ، وجعل القائل من ذلك قوله تعالى ( إلا الذين ظلموا منهم )(4) ، وقوله تعالى ( إلا الموتة الأولى )(5) .

ولا يخفى على الدارس ما في ذلك من تكلف وإنما ذكرناه لزيادة المعرفة .



نماذج من الإعراب

قال تعالى ( وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم من المشركين ) .

الواو : بحسب ما قبلها .

بشر : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، وجملة وبشر الذين ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .

كفروا : فعل وفاعل ، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

ــــــــــــــ

(1) الأنفال [33] (2) التوبة [40] .

(3) أنظر الجنى الداني ص 521 . (4) البقرة [150] .

(5) الدخان [56] .

إلا الأُلى إلام



بعذاب : جار ومجرور متعلقان ببشر .

أليم : صفة مجرورة .

إلا : حرف استثناء مبني على الفتح في محل نصب مستثنى بإلا .

عاهدتم : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

من المشركين : جار ومجرور متعلقان بعاهدتم .

قال تعالى ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) .

لو : حرف شرط غير جازم لامتناع الامتناع ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

كان : فعل ماض تام فعل الشرط مبني على الفتح .

فيهما : جار ومجرور متعلقان بكان .

آلهة : فاعل مرفوع بالضمة .

وجملة لو كان ... الخ ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

إلا الله : بمثابة كلمة واحدة وتعرب صفة لآلهة مرفوعة بالضمة .

لفسدتا : اللام واقعة في جواب لو ، فسدتا : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث الساكنة ، والألف ضمير الاثنين في محل رفع فاعل .

الألى

اسم موصول بمعنى ( الذين ) وهو لجمع المذكر والمؤنث عاقل أو غير عاقل .

نحو : جاء الألى فازوا ، وكافأت المدرسة الألى تفوقن . ومنه قول الشاعر :

هم الألى وهبوا للمجد أنفسهم فما يبالون ما لاقوا إذا حقدوا

إلام

لفظ مركب من ( إلى ) الجارة و ( ما ) الاستفهامية ، وقد حُذف ألف ( ما ) لدخول حرف الجر عليه .

إلام الآن



ومنه قول الشاعر :

إلام ركبوك متن الرمال لطي الأصيل وجوب الشجر

وتعرب إلام :

إلى : حرف جر و ( م ) اسم استفهام مبني على السكون الظاهر على الألف المحذوفة لدخول حرف الجر عليها والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم .

ركوبك : ركوب مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

متن : مفعول به للمصدر ، ومتن مضاف .

الرمال : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ، وجملة إلام ركوبك ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .



الآن

ظرف زمان للحاضر مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه .

نحو : انصرف الطلاب الآن ، ومنه قوله تعالى ( قالوا الآن جئت بالحق )(1) ، والعامل في ( الآن ) فعل محذوف يفسره المذكور ، نحو قوله تعالى ( الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )(2) .

وقد يعمل فيها ما بعدها .

نحو : قوله تعالى ( قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق )(3) .

وقد تدخل عليها حروف الجر فتكون مبنية على الفتح في محل جر .

ــــــــــــ

(1) البقرة [71] (2) يونس [91] .

(3) يوسف [51] .

الآن



نحو : سأنتظرك من الآن فصاعداً .



الإعراب

قال تعالى ( قالوا الآن جئت بالحق ) .

قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

الآن : ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب ، وشبه الجملة متعلق بجئت .

جئت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل رفع فاعل ، والجملة في محل نصب مقول القول .

بالحق : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بجئت .

ألبتة ألبس التي الذي



ألبتة

مصدر من الفعل ( بتّ ) بمعنى قطع ،وتعرب مفعولاً مطلقاً لفعل محذوف ، وتكون منصوبة بالفتحة الظاهرة ، نحو : لم يقصر في واجبه ألبتة .



ألبس

فعل ماض ينصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر .

نحو : ألبست الفقير ثوباً .



التي

اسم موصول للمؤنث وجمعها اللاتي ، واللائي ، واللواتي .

نحو : قوله تعالى ( التي لم يخلق مثلها في البلاد )(1) .

وقوله تعالى ( واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم )(2) .

وقوله تعالى ( واللائي يئسن من المحيض )(3) .



الذي

اسم موصول خاص مبني على السكون ويحتاج إلى صلة وعائد ، يؤنث ويثنى ويجمع ، فتقول : الذي ، والتي ، واللذان ، واللتان ، والذين ، والألي ، واللواتي ، واللاتي ، واللائي .

نحو قوله تعالى ( اقرأ باسم ربك الذي خلق )(4) .

ـــــــــــــ

(1) الفجر [8] (2) النساء [15] .

(3) الطلاق [4] (4) اقرأ (القلم) [1] .

الذي الذين



وقوله تعالى ( الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض )(1) .

ومنه قول الفرزدق :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم

وقول طرفة :

أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاش كراس الحية المتوقد

أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .

الرجل : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة .

الضرب : صفة لرجل ، مرفوعة بالضمة الظاهرة .

الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ثانية لرجل .

تعرفونه : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة . وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به .

والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

خشاش : خبر ثان للمبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .

كراس : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بخشاش ، أو بمحذوف صفة له ، ورأس مضاف .

الحية : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة .

المتوقد : صفة لرأس مجرورة بالكسرة الظاهرة .

الذين

اسم موصول لجمع المذكر العاقل ، مبني على الفتح ، في محل رفع أو نصب أو جر ، وذلك حسب موقعه من الجملة .

ـــــــــــــ

(1) سبأ [1] .

الذين ألفى اللهم

نحو : جاء الذين فازوا في المسابقة .

ومنه قوله تعالى ( والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس )(1) .

وقوله تعالى ( والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً )(2) .

وتعامل الذين في لغة بعض القبائل كهذيل وعقيل معاملة جمع المذكر السالم ، فترفع بالواو وتنصب وتجر بالياء ، كما في قول الشاعر :

نحن اللذون صبحوا الصباحا يوم النخيل غارة ملحاها



ألفى

يأتي فعلاً من أفعال اليقين بمعنى : علم ، تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، نحو قوله تعالى ( إنهم ألفوا آبائهم ظالمين )(3) .

ويأتي تاماً بمعنى : وجد أو ظفر بالشيء ، فينصب مفعولاً واحداً .

نحو قوله تعالى ( وألفيا سيدها لدى الباب )(4) .



اللهم

لفظ الجلالة منادى بحرف نداء محذوف ، عوض عنه بالميم المشددة
المفتوحة ، ولا يدخل عليها حرف النداء إلا شذوذاً .

نحو قوله تعالى ( قل اللهم مالك الملك )(5) ، وقوله تعالى ( اللهم ربنا أنزل علينا مائدة )(6) ، ومنه دعاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :

( اللهم اجعل في قلبي نوراً ) .

ــــــــــــ

(1) النساء [38] (2) النحل [20] .

(3) الصافات [69] (4) يونس [25] .

(5) آل عمران [26] (6) المائدة [114] .

إلى

يأتي لعدد من الأوجه :

1 ـ حرف جر لانتهاء الغاية المكانية أو الزمانية .

نحو : ذهبت إلى المسجد .

ومنه قوله تعالى ( من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )(1) .

ونحو : صمت إلى العشاء ، ومنه قوله تعالى ( ثم أتموا الصيام إلى الليل )(2) .

2 ـ تأتي ( إلى ) بمعنى ( مع ) التي للمصاحبة وذلك إذا أضممت شيئاً إلى آخر .

نحو : جلست إلى أبنائي ، أي مع أبنائي .

ومنه قوله تعالى ( ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم )(3) .

ومنه قوله تعالى ( وإذا خلا بعضهم إلى بعض )(4) .

ومنه قوله تعالى ( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق )(5) .

3 ـ تأتي بمعنى ( عند ) وهي المبينة لفاعلية مجرورها ، ولذلك يسميها النحويون مبينة لأنها تبين أن مصحوبها فاعل لما قبلها ، وما بعدها يفيد حباً أو بغضاً من فعل تعجب أو تفضيل ، نحو : ما أبغض الخائن إلىّ ، أي : عندي .

ومنه قوله تعالى ( قال رب السجن أحب إليّ )(6) .

4 ـ وتضمن معنى ( في ) ، نحو قوله تعالى ( ليجمعنكم إلى يوم القيامة )(7) .

وقوله تعالى ( قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم )(8) .

ومنه قول النابغة :

فلا تتركني بالوعيد كأنني إلى الناس مطلي به القار أجرب

ومنه قول طرفة بن العبد :

وإن يلتق الحي الجميع تلاقني إلى ذروة المجد الرفيع المصمد

ـــــــــــــ

(1) الإسراء [1] (2) البقرة [187] (3) النساء [2] (4) البقرة [76] .

(5) المائدة [6] (6) يوسف [33] (7) النساء [87] (8) آل عمران [12] .

إلى



5 ـ وتضمن بمعنى ( اللام ) ، نحو قوله تعالى ( والأمر إليك )(1) .

وقد تكون ( إلى ) في هذا الموضع لانتهاء الغاية ، والتقدير : والأمر منته إليك (2) .

6 ـ وتضمن معنى ( من ) ، كقول الشاعر * :

تقول وقد عاليت بالكور فوقها أيسقى فلا يروى إليّ ابن أحمرا

وتتعلق ( إلى ) بمحذوف صفة ، كما تتعلق بمحذوف حال .

مثال الأول قوله تعالى ( ويزدكم قوة إلى قوتكم )(3) ، وقوله تعالى ( إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه )(4) ، وقد ذكر أبو حيان في البحر ، والعكبري في إملاء ما من به الرحمن أن ( إلى ) في الآية السابقة متعلق بالفعل ( تداينتم ) ، أو متعلقة بمحذوف صفة لدين (5) ، والتقدير : مؤخر ومؤجل .

ومثال تعلقها بمحذوف حال قوله تعالى ( مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء )(6) .

( فإلى ) في الآية السابقة متعلقة بمحذوف حال تقديره : ولا منسوبين .

ومنه قوله تعالى ( فجعلناه في قرار مكين ، إلى قدر معلوم )(7) .

ـــــــــــــ

(1) النمل [33] (2) المغني ج 1 ص 75 .

* عمر بن أحمر : هو عمرو بن أحمر بن العمود بن تميم بن ربيعة الباهلي ، يكنى أبا الخطاب ، أدرك الإسلام فأسلم ، وغزى مغازي الروم وأصيب في إحدى عينيه ، نزل الشام وتوفي في عهد عثمان بن عفان ، وهو شاعر جيد عمر طويلاً .

(3) هود [52] (4) البقرة [282] .

(5) أنظر البحر المحيط ج2 ص343 ، وإعراب ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص118 .

(6) النساء [143] (7) المرسلات [21-22] .



إلى



فإلى قدر : متعلق بمحذوف حال ، والمعنى : مؤخر إلى قدر .

وكما تتعلق ( إلى ) بمحذوف صفة أو حال ، تتعلق أيضاً بمحذوف مقدر يدل عليه المعنى ، كما في قوله تعالى ( فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه )(1) .

( فإلى ) في الآية السابقة متعلقة مع مجرورها بمحذوف دل عليه المعنى وتقديره : مرسلاً إلى فرعون (2) ، ومنه قوله تعالى ( فلما نجاكم إلى البر أعرضتم )(3) .

فإلى ومجرورها في الآية متعلق بمحذوف وتقديره : وأوصلكم .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( ثم أتموا الصيام إلى الليل ) .

ثم : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب يفيد الترتيب مع التراخي .

أتموا : فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

الصيام : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، وجملة أتموا ... إلخ معطوفاً على ما قبلها .

إلى الليل : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بأتموا .

ـــــــــــــ

(1) القصص [32] .

(2) إعراب ما من به الرحمن للعكبري ج2 ص178 .

(3) الإسراء [67] .

إليك

تأتي لمعان عدة :

1 ـ هي حرف الجر ( إلى ) اتصلت به كاف الخطاب ، وتكون الكاف في محل جر بها ، نحو : جئت إليك ، ومنه قوله تعالى ( والأمر إليك )(1) .

ومنه قول امرئ القيس :

نظرت إليك بعين جازعة حوراء حانية على طفل

2 ـ وتأتى اسم فعل أمر مبني على الفتح ( بمعنى ) تنح وابتعد ، ومنه قول النابغة الذبياني : ألكني يا عيني إليك قولا سأهديه إليك , إليك عني

( فإليك ) الأولى في البيت بمعنى ( خذ ) وسيأتي الحديث عنها , وأما الثانية فهي ( إليك ) الجارة التي اتصل بها كاف الخطاب وقد ذكرناها والثالثة ( إليك ) بمعنى ( ابتعد ) وهي موضوع الشاهد في البيت فانتبه .

ومنه قول ذو الأصبع العدواني * :

عني إليك فما أمي براعية ترعى المخاض , وما رأيي بمغبون

ومنه قول الفرذدق :

يا أيها النابح العاوي لشقوته إليك أخبرك عما تجهل الخبرا

فإليك اسم فعل , ومعناه ضم رحلك واذهب عني .

3 ـ وتأتي اسم فعل أمر بمعنى ( خذ ) ، نحو : إليك القلم ، ومنه قولهم :

إليك الخبر بالآتي ، ومنه قول النابغة السابق كما أوضحنا .

ــــــــــــــ

(1) النمل [33] .

* ذو الأصبع العدواني : هو حرثان بن الحراث بن شبات بن ربيعة العدواني ، وسمي ذو الأصبع : لأن حية نهشت إبهام قدمه فقطعها ، وقيل لأنه كان له في رجله أصبع زائدة ، شاعر فارس جاهلي قديم وهو أحد الحكماء عمر دهراً طويلاً ، ويقال أنه عاش 170 عاماً ، وقد أوصى ابنه أسيد بوصية عظيمة عندما حضرته الوفاة .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:15 AM

المدة أ ب



المدة

حرف لنداء البعيد ، أو ما في حكمه كالنائم ، والساهي ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، نحو : آ محمد ، آ يوسف ، ويعرب الاسم منادى علم مبني على الضم في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف .



أب

اسم من الأسماء الستة يرفع بالواو إذا أضيف ، وكانت إضافته لغير ياء المتكلم ، نحو : قوله تعالى ( وأبونا شيخ كبير )(1) ، وقوله تعالى ( يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء )(2) ، وينصب بالألف ويجر بالياء بنفس الشروط السابقة مثال النصب قوله تعالى ( ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقاً )(3) ، وقوله تعالى ( وجاءوا أباهم عشاءً يبكون )(4) ، ومثال الجر قوله تعالى ( إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك )(5) .

ويجوز في ( أب ) الإعراب بحركات مقدرة على الألف رفعاً ونصباً وجراً ، وإن استوفت الشروط الآنفة الذكر ، وهي إحدى لغات القبائل العربية ، وقد تكلم بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في موضعين :

قال في الموضع الأول : ( ما صنع أبا جهل ) فرفع ( أبا ) بالضمة المقدرة على الألف ، وقال في الموضع الثاني : ( لا وتران في ليلة ) ، فنصب ( وتران ) بالفتحة المقدرة على الألف وحقه في المثال الأول أن يقول : ما صنع أبو جهل ، وفي المثال الثاني ( لا وترين في ليلة ) نصباً بالياء .

ــــــــــــــــــ

(1) القصص [23] (2) مريم [28] (3) يوسف [16] .

(4) يوسف [16] (5) الممتحنة [4] .

أب



ومنه قول الشاعر * :

إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها

والشاهد في البيت قوله : ( أباها ) في الموضع الثاني من صدر البيت ، فجر المضاف إليه بكسرة مقدرة على الألف وحقه أن يقول ( وأبا أبيها ) جراً بالباء .



نماذج من الإعراب

قال الله تعالى ( قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير ) .

قالتا : قال فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء حرف تأنيث ساكن لا محل له من الإعراب ، وألف الاثنين في محل رفع فاعل .

لا نسقي : لا نافية لا عمل لها ، نسقي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن ، وجملة لا نسقي في محل نصب مقول القول .

حتى يصدر : حتى حرف جر يفيد التعليل ، يصدر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى ، وأن والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر بحتى .

الرعاء : فاعل مرفوع بالضمة .

ـــــــــــــــ

* أبو النجم العجلي : هو المفضل ، وقيل الفضل بن قدامة بن عبد الله بن عبد الله بن الحارث العجلي ، راجز من رجاز الإسلام المعدودين ، وأحد الفحول المتقدمين في طبقة الرجاز ، وفد على هشام بن عبد الملك ، وراجز رؤبة بن العجاج وتوفي في أواخر الدولة الأموية . تنبيه : لقد اختلف في نسبة البيت السابق أهو لأبي النجم العجلي ، أم لرؤبة بن العجاج ، وقد ترجمنا لأبي النجم ، وستأتي ترجمة رؤبة بن العجاج في موضعها .

أب

وأبونا : الواو للحال ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، أبو مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، ونا المتكلمين في محل جر مضاف إليه .

شيخ : خبر مرفوع بالضمة .

كبير : صفة مرفوعة بالضمة لشيخ .

والجملة الاسمية ( وأبونا شيخ ... الخ ) في محل نصب حال ، والعائد الواو والضمير معاً .

قال الشاعر : إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها

إن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، لاسمه رافع لخبره ، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

أباها : أبا : اسم إن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف وضمير الغائبة في محل جر مضاف إليه ، ويجوز نصب ( أبا ) بالفتحة المقدرة على الألف كما هو الشاهد في البيت .

وأبا : معطوف على ما قبله منصوب بالألف وهو مضاف .

أباها : أبا : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف في لغة من يعرب الأسماء الستة بحركات مقدرة على الألف ، وأبا مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

قد بلغا : قد حرف تحقيق ، بلغا : فعل ماض مبني على الفتح وألف الاثنين في محل رفع فاعل .

في المجد : جار ومجرور متعلقان ببلغ .

غايتاها : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف ، ويجوز نصبه بالألف على المشهور في الأسماء الستة ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

والجملة الفعلية ( قد بلغا ... الخ ) في محل رفع خبر إن .

إبان إبانئذٍ ابتدأ



إبان

ظرف زمان بمعنى ( حين ) منصوب بالفتحة ويضاف إلى الفرد ، نحو : زرت القاهرة إبان الصيف .

كما يضاف إلى الجملة اسمية كانت أو فعلية .

مثال إضافته إلى الجملة الاسمية : زرت فلسطين إبان الاحتلال الصهيوني مستمر ، ومثال الجملة الفعلية : غادرت فلسطين إبان اشتعلت الحرب .



إبانئذٍ

لفظ مركب من ( إبان ) و ( إذ ) وتعرب إعراب حينئذٍ ، وعندئذ .



ابتدأ

وتأتي لحالتين :

الحالة الأولى : فعلاً ماضياً تاماً ، نحو : ابتدأ الحفل الساعة الثامنة مساء .

فابتدأ فعل ماض مبني على الفتح ، والحفل فاعل مرفوع بالضمة .

الحالة الثانية : فعلاً ناقصاً إذا كان بمعنى ( شرع ) ، ويشترط فيه أن يكون خبره جملة فعلية مضارعية غير مقترنة ( بأن ) .

نحو : ابتدأ الطلاب يفدون إلى المدارس .

فابتدأ : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، الطلاب : اسم ابتدأ مرفوع بالضمة .

يفدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل نصب خبر ابتدأ .



أبتع أبدا



أبتع

لفظ ممنوع من الصرف لتقوية التوكيد المعنوي ، يأتي بعد لفظ ( أجمع ) كما تأتي ( أجمع ) بعد ( كل ) ويُعرب توكيداً حسب موقع الاسم المؤكد قبله .

نحو : جاء الطلاب كلهم أبتع .

جاء الطلاب : فعل وفاعل ، كلهم : توكيد معنوي للطلاب مرفوع بالضمة ، والضمير في محل جر مضاف إليه ، أجمع : توكيد للطلاب مرفوع بالضمة .

أبتع : توكيد للطلاب مرفوع بالضمة ، وهكذا في حالة النصب والجر .

نقول : رأيت الطلاب كلهم أجمع أبتع ، بنصب كل ، وأجمع ، وأبتع ، لأنها توكيد للطلاب الواقعة مفعولاً به .

ومع الجر نقول : سلمت على القادمين كلهم أجمع أبتع ، بجر كل ، وأجمع ، وأبتع ، لأنها مؤكدات للقادمين المجرورة .

وتجمع أبتع جمع مذكر سالماً فنقول : حضر العمال كلهم أجمعون أبتعون ، وتعرب إعراب أبتع مع ملاحظة فارق علامات الإعراب بين المفرد وجمع المذكر السالم .



أبداً

من ظروف الزمان المعربة ، ويأتي لتأكيد الزمن المستقبل .

نحو : لا أهمل عملي أبداً ، ومنه قوله تعالى ( إنا لن ندخلها أبداً )(1) ، وقوله تعالى ( خالدين فيها أبداً )(2) .

ـــــــــــــــــ

(1) المائدة [24] (2) التغابن [9] .



أبداً أبصع ابن

خالدين : حال منصوب بالياء ( وصاحب الحال هو الضمير المتصل في ( ندخله ) العائد على ( من ) الموصولة التي تصلح للفرد وللجمع في قوله تعالى ( ومن يؤمن ... وندخله ) .

فيها : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بخالدين .

أبداً : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة ، وشبه الجملة متعلق بخالدين أيضاً .



أبصع

كلمة يؤكد بها تأكيداً شمولياً تابعاً لأجمع ولا تقدم عليها .

نحو : دفعت المال أجمع أبصع .

وتجمع جمع مذكر سالماً فنقول : أبصعون ، نحو : حضر المدعون أجمعون أبصعون . أنظر أبتع .



ابن

أصله ( بنو ) بفتح الباء والنون ، لأنه يجمع جمع مذكر سالماً على ( بنون ) ، وبنين رفعاً ونصباً وجراً . أما جمع القلة فعلى ( أبناء ) ولا يتغير في جمع السلامة غير أنه يتغير في جمع القلة .

أما في ما لا يعقل فتجمع ( ابن ) جمع مؤنث سالماً فنقول في ( ابن لبون ) : بنات لبون ، ( وابن عرس ) : بنات عرس ، ( وابن مخاض ) : بنات مخاض ، وقد يضاف ( ابن ) إلى ما يخصصه لملابسة بينهما ، نحو : ابن السبيل ، أي : المار في الطريق وتعني المسافر .

ومنه قولهم ( ابن الحرب ) أي متعهدها ، وقائم بإشعالها وحمايتها .

وإذا وقعت كلمة ( ابن ) بين اسمين علمين بقصد الإخبار ، كتبت بالألف وأعربت خبراً ، نحو : زيد ابن ثابت .

ابن



فزيد مبتدأ ، وابن خبر ، وهو مضاف ، وثابت مضاف إليه ، ونحو : نعم زيد ابن ثابت .

فزيد فاعل نعم مرفوع وابن مخصوص بالمدح ، يجوز فيه الرفع على الخبرية لمبتدأ محذوف تقديره هو أو مبتدأ والجملة قبله خبر .

أما إذا لم تقع كلمة ( ابن ) موقع الإخبار وكانت بين علمين ثانيهما والد الأول ولم تثن ولم تجمع تحذف ألفها إذا لم تكتب في أول السطر ، وتعرب نعتاً للاسم الأول أو عطف بيان أو بدلاً منه .

نحو : عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين .

وكان عمرو بن العاص داهية العرب .

وإذا كتب ( ابن ) في أول السطر تثبت الألف ، نحو : كان الخليفة علي ابن أبي طالب إماماً ورعاً .

وكذلك إذا لم تقع بين علمين تعرب حسب موقعها من الجملة رفعاً ونصباً وجراً .

نحو : كان ابن الخطاب خليفة عادلاً ، ورأيت ابن عمي في إجازة الصيف ، والتقيت بابن أخي في القاهرة .

كما يجوز في العلم المنادى الموصوف ( بابن ) الضم والفتح والأحسن الفتح ، نحو : يا أحمدُ بنُ يزيد ، ويا أحمدُ بنَ يزيد ، ويا أحمدُ ابنَ يزيد .

ومنه قول الراجز * :

يا حكمَ بنَ المنذر بنِ الجارود سرادق المجد عليك ممدود

ــــــــــــــــــ

* ينسب البيت لأحد رجاز بني الحرماز ، وهو منسوب لرؤبة في ملحقات ديوانه أيضاً .



ابن ابنم



ومنه قول العجاج بن رؤبة * :

( يا عمرَ بنَ معمر لا منتظر )

والشاهد في هذا البيت والذي قبله إتباع الموصوف وهو كلمة ( عمر ) وكلمة ( حكم ) في البيت السابق للصفة ، وهي كلمة ( ابن ) ، لأن النعت والمنعوت كاسم ضم إلى اسم وهو شبيه في ذلك بقولهم : يا تيم عدي ، وبقولهم ابنم وامرؤ .



أما إذا قلنا يا أحمدَ بنُ يزيد ، أو يا أحمدُ بنَ يزيد ، فقد جعلنا كلاً من الموصوف والصفة اسماً مستقلاً عن الآخر ولا نجعلهما كالاسم الواحد ، فإن بنينا المنادى على الضم أتبعنا له الوصف ، أما على المحل فيكون مرفوع ، أو على الموضع فيكون منصوباً ، لأن المنادى المبني يكون في محل نصب كما هو في المثال الثاني : يا أحمدُ بنَ يزيد .



ابنم

لغة ابن وقيل إنها ( ابن ) والميم زائدة للمبالغة .

ــــــــــــــــ

(1) للاستزادة راجع الكتاب لسيبويه ج 2 ص 203 ، 204 .

* العجاج بن رؤبة : هو عبد الله بن رؤبة بن حنيفة بن مالك بن قدامه التميمي ، ويقال : رؤبة بن لبيد بن صخر السعدي التميمي ، ويكنى أبا الشعتاء ، والعجاج لقبه ، شاعر رجاز مشهور ولد في الجاهلية ، ثم أسلم وعاش إلى زمن الوليد بن عبد الملك ثم أفلج وأقعد ، وابنه رؤبة بن العجاج الشاعر الرجاز ذائع الصيت ، وسوف نترجم له في موضعه إن شاء الله .





ابنم ابنه



نحو : جاء ابن ورأيت ابنما ، ومررت بابنم ، ومنه قول حسان بن ثابت :

ولدنا بني العنقاء وابني محرق فأكرم بنا خالاً وأكرم بنا ابنما

والشاهد في البيت ( ابنما ) وهي حال منصوبة بالفتحة الظاهرة .

وهمزة ابنم همزة وصل ، كما تتبع حركة النون حركة الميم في جميع حالات الإعراب ، والبعض يبقيها مفتوحة دائماً .

وعند إضافة ابنم إلى ياء المتكلم يجوز إبقاء الميم وحذفها ، وقد تثنى كما في قول الكميت بن زيد :

ومنا لقيط وابنماه وحاجب مؤرث نيران المكارم لا المخبى .



ابنه

مؤنث ( ابن ) ، وهمزتها همزة وصل ، ولها إعرابه ، وبنت لغة فيها وجمعها بنات وهو جمع مؤنث سالم .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:15 AM

أَم



1 ـ تأتي حرف عطف لطلب التعيين إذا سبقها همزة الاستفهام ، وتسمى ( أَم ) المعادلة وقد عادلت بين المفردين ، نحو : أمحمد عندك أم أحمد .

ومنه قوله تعالى ( قل أأنتم أعلم أم الله )(1) .

وعادلت بين جملتين ، نحو قوله تعالى ( ليبلوني أأشكر أم أكفر )(2) .

وعادلت بين جملة فعلية وأخرى اسمية ، نحو قوله تعالى ( أجئنا بالحق أم أنت من اللاعبين )(3) .

كما عادلت بين حملة اسمية وأخرى فعلية ، كقول المتنبي :

نحن أدرى وقد سألنا بنجد أقصير طريقنا أم يطول

وتسمى ( أم ) المعادلة بالمتصلة إذا وقعت بعد همزة التسوية لأنك أنما تستفهم لتستوي أنت ومن تستفهمه في العلم (4) .

نحو قوله تعالى ( سواء علينا أجزعنا أم صبرنا )(5) .

وقوله تعالى ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم )(6) ، وكما تكون همزة التسوية بعد سواء تكون أيضاً بعد ما أبالي ، وليت شعري وما أدري (7) .

نحو : ما أدري أفعل أم لم يفعل ، وما أبالي أمحمداً صافحت أم علياً ، وليت شعري أزيد عندك أم محمد .

ـــــــــــــ

(1) البقرة [140] (2) النمل [40] .

(3) الأنبياء [55] .

(4) أنظر معاني الحروف للروماني ص70 .

(5) إبراهيم [21] .

(6) البقرة [6] .

(7) أنظر الكتاب لسيبويه ج3 ص170-171 ، والمغني ج1 ص17 .

أَم



2 ـ ( أم ) المنقطعة وهي التي تفيد الإضراب ، وتقع بعد ( هل ) ، ولا تسبقها همزة الاستفهام ، ولا همزة التسوية ، ولا يعطف بها إلا جملة على جملة .

نحو قوله تعالى ( هل يستوي الأعمى والبصير أم هل يستوي الظلمات
والنور )(1) ، وقد جاءت أم المنقطعة بعد ما الاستفهامية ، نحو قوله تعالى ( مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين )(2) ، وجاءت بعد ( ما وكيف ) مجتمعتين في قوله تعالى ( ما لكم كيف تحكمون ، أم لكم كتاب فيه تدرسون )(3) ، كما جاءت بعد ( من ) الاستفهامية في قوله تعالى ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار )(4) .

وغالباً ما تأتي ( أم ) المنقطعة في القرآن الكريم بعد غير الاستفهام .

نحو قوله تعالى ( أم تريدون أن تسألوا رسولكم )(5) ، وقوله تعالى ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض )(6) .

3 ـ وتأتي ( أم ) زائدة ، نحو قوله تعالى ( أم يقولون افتراء )(7) .

وقوله تعالى ( أفلا تبصرون أم أنا خير )(8) ، والتقدير : أفلا تبصرون أنا خير ، ومنه قول الشاعر * :

يا ليت شعري ولا منجى من الهرم أم هل على العيش بعد الشيب من ندم

والتقدير : هل على العيش .

ـــــــــــــــ

(1) الرعد [16] (2) النمل [20] (3) القلم [36-37] .

(4) يونس [31] (5) البقرة [108] (6) ص [28] .

(7) السجدة [3] (8) الزخرف [51-52] .

* ساعدة بن جؤية : هو ساعدة بن جؤية أحد بني كعب بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد الهذلي ، شاعر محسن جاهلي ، وشعره محشو بالغريب ، والمعاني الغامضة .

أم

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( قل أأنتم أعلم أم الله ) .

قل : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

أأنتم : الهمزة للاستفهام الإنكاري ، حرف مبني على الفتحة لا محل له من الإعراب . أنتم : مبتدأ في محل رفع . أعلم : خبر مرفوع بالضمة .

أم الله : أم حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ولفظ الجلالة معطوف على أنتم ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول .

قال الشاعر :

يا ليت شعري ولا منجى من الهرم أم هل على العيش بعد الشيب من ندم

يا ليت : يا حرف تنبيه أو حرف نداء حذف المنادى به ، ليت : حرف تمني مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

شعري : اسم ليت منصوب بالفتحة المقدرة قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .

ولا : الواو للاستئناف ، لا نافية للجنس .

منجى : اسم لا مبني على الفتح المقدر على آخره منع من ظهوره التعذر ، في محل نصب . من الهرم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف رفع خبر لا .

والجملة ولا منجى ... إلخ في محل رفع خبر ليت .

أم : حرف عطف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

هل : حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

على العيش : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم .

بعد الشيب : بعد ظرف زمان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والشيب مضاف إليه مجرور بالكسرة .

من ندم : من حرف جر زائدة ، ندم اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً مبتدأ مؤخر .

أما

حرف له أربعة معان :

1 ـ حرف استفتاح للحال وكثيراً ما يأتي بعده القسم .

نحو : أما والله لأعاقبن المسيء .

ومنه قول الشاعر * :

أما والذي أبكى وأضحك والذي أمات وأحيا والذي أمره الأمر

2 ـ حرف عرض ، وهي بمنزلة ( ألا ) ويكثر دخولها على الأفعال .

نحو : أما تجلس عندنا .

3 ـ حرف بمعنى ( حقاً ) ويأتي بعدها ( أن ) المفتوحة الهمزة .

نحو : أما أنهم لفتية آمنوا بربهم .

وقد تكسر همزة ( إن ) بعدها على اعتبار أن ( أما ) حرف استفتاح مثل ( ألا ) .

4 ـ كلمة مركبة من همزة الاستفهام و ( ما ) النافية ، وكلاهما لا محل له من الإعراب ، نحو : أما تصاحبني إلى القرية .

نماذج من الإعراب

قال الشاعر :

أما والذي أبكى وأضحك والذي أمات وأحيا والذي أمره الأمر

أما : حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب غير عامل .

أبكى : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

وجملة أبكى لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

ــــــــــــــ

* أبو صخر الهذلي : هو عبد الله بن سلمة السهمي من بني هذيل بن مدركة ، شاعر من الفصحاء ، كان في العصر الأموي موالياً لبني مروان ، متعصباً لهم ، وله في عبد الملك وأخيه عبد العزيز مدائح ، وقد حبسه عبد الله بن الزبير عاماً ، وأطلقه بشفاعة رجال من قريش .

أما أمّا

وأضحك : الواو للعطف ، أضحك فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب لأن الجملة المعطوف عليها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

والذي : الواو حرف عطف ، الذي معطوف على الذي الأول .

أمات : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، وجملة أمات لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

وأحيا : الواو حرف عطف ، أحيا فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، والجملة معطوفة على جملة الصلة لا محل لها من الإعراب .

والذي : معطوف على الذي الثاني .

أمره : مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

الأمر : خبر مرفوع . والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

أمّا

حرف شرط وتفصيل وتوكيد :

1 ـ حرف شرط غير جازم تلزم الفاء جوابها كثيراً .

كقوله تعالى ( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم )(1) .

ومنه قول الشاعر * :

أما إذا ضاقت فإن مصيرها هضب القليب فعردة فأقوف

ــــــــــــــ

(1) البقرة [26] (2) الضحى [9-11] .

* سبيع بن الخطيم : هو سبيع بن الخطيم التميمي ، تيم عبد مناة بن أو بن طانجة ، من بطن منهم يقال له بنو رفاعة ، شاعر محسن ، وهو فارس نحلة ، خطب إلى عمه فقال : نعم أزوجك على أن تعطيني فرسك ( نحلة ) فأبى وقال في ذلك شعراً .



أمّا

2 ـ حرف تفصيل وجوابه مقترن بالفاء وجوباً .

كقوله تعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث )(2)

3 ـ حرف توكيد ، كقول الشاعر :

أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من مُقام

تنبيه :

1 ـ يلاحظ أن ( أمّا ) لا يليها إلا اسم لأنها قائمة مقام شرط وفعل شرط كما مر في الأمثلة السابقة ، ولو وليها فعل لتُوهم أنه فعل الشرط ، وإنما يليها مبتدأ نحو : أمّا زيد فقائم ، أو خبر ، نحو : أما قائم فزيد ، أو مفعول مقدم ، نحو قوله تعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر )(1) .

2 ـ كما يلاحظ أن ( أما ) التفصيلية يشتبه بها لفظان آخران .

أ ـ أحدهما مركب من ( أم ) المنقطعة و ( ما ) الاستفهامية .

نحو قوله تعالى ( أمّا ذا كنتم تعلمون )(2) .

ب ـ والثاني مركب من ( أن ) المصدرية و ( ما ) التي هي عوض عن ( كان ) (3) ، كقول العباس بن مرداس :

أبا خراشة أما أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر ) .

فأما : الفاء زائدة حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

أما : حرف تفصيل متضمن معنى الشرط والجزاء (4) .

اليتيم : مفعول به مقدم على فاعله منصوب بالفتحة الظاهرة .

ــــــــــــــ

(1) الضحى [9-10] (2) النمل [84] .

(3) الجنى الداني ص528 . (4) أنظر إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه ص121 .

أمّا

فلا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

لا : ناهية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تقهر : فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

قال الشاعر :

أبا خراشة أما أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع

أبا : منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف .

خراشة : مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعليمة والعجمية .

أمّا : عبارة عن ( أن ) المصدرية المدغمة في ( ما ) الزائدة النائبة عن كان المحذوفة . أنت : ضمير مبني على الفتح في محل رفع اسم كان المحذوفة .

ذا : خبر كان مبني على السكون في محل نصب ، وهو مضاف .

نفر : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

فإن : الفاء تعليلية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وإن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .

قومي : اسم إن منصوب بالفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وقوم مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .

لم : حرف نفي وجزم وقلب مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تأكلهم : تأكل فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .

الضبع : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر إن .

إمّا

1 ـ تأتي حرفاً للتفصيل ، نحو قوله تعالى ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا )(1) ، ومنه قول الشاعر :

سأحمل نفسي على آلة فإما عليها وإما لها

2 ـ وتأتي حرف عطف على المشهور شبيه بـ ( أو ) ، وتضمن المعاني الآتية :

أ ـ معنى الإباحة ، نحو : احضر إلينا إما اليوم وإما غداً ، ومنه قول الأعشى * :

وأقررت عيني من الغانيات إما نكاحاً وإما أُزَنّ

( فإما ) الثانية في البيت هي المعنية بحرف العطف .

ب ـ معنى الشك ، نحو : خرج من المسجد إما محمد أو محمود .

ج ـ معنى الإبهام ، كقوله تعالى ( وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم )(2) .

د ـ معنى التغيير ، كقوله تعالى ( إما أن تلقي وإما أن تكون أول من ألقى )(3) ، ومنه قوله تعالى ( إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً )(4) .

3 ـ وتأتي مركبة من ( إن ) الشرطية و ( ما ) الزائدة .

نحو قوله تعالى ( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم )(5) .

وقوله تعالى ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما )(6) .

ــــــــــــــ

(1) الإنسان [3] (1) التوبة [106] .

(3) طه [65] (4) الكهف [86] .

(5) الأنفال [58] (6) الإسراء [23] .

* الأعشى : هو أعشى قيس ، أبو بصير الأعشى ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن أسد بن ربيعة بن نزار يسمى صناجة العرب لجودة شعره ، ويقال لأبيه قتيل الجوع ، كان الأعشى أحد فحول أهل الجاهلية وعده ابن سلام مع الطبقة الأولى الجاهلية ، وقال عنه يونس بن حبيب إنه أشعر الناس إذا طرب ، وعده البعض من أصحاب المعلقات ، أدرك الإسلام ولم يسلم ومات على كفره في السنة السابعة للهجرة .

إمّا



ومنه قول مجنون ليلى :

أيا راكباً إما عرضت فيلغن نداماي من نجران أن لا تلاقيا



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً ) .

إنا : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، وناء المتكلمين في محل نصب اسمها .

هديناه : هدى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، وناء الفاعلين في محل رفع فاعل ، والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .

السبيل : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .

إما : حرف تفصيل لا عمل له ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

شاكراً : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة .

وإما : الواو حرف عطف ، إما حرف تفصيل مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

كفوراً : حال منصوبة . وقوله إما كفوراً معطوف على إما شاكراً .



إمّا أمام



قال تعالى ( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم ) .

إما : إن حرف شرط جازم ، وما زائدة لا عمل لها .

تخافن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، وهو في محل جزم بإن ، ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت يعود على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .

من قوم : جار ومجرور متعلقان بالفتحة .

فانبذ : الفاء واقعة في جواب الشرط ، انبذ فعل أمر مبني على السكون ، وهو في محل جزم بإن جواب الشرط وجزاؤه ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

إليهم : جار ومجرور متعلقان بانبذ .



أمام



1 ـ ظرف مكان منصوب بالفتحة إذا أضيف لما بعده للدلالة على أن شيئاً قدام شيء ولها أحكام تحت وتعرب إعرابها .

نحو : وقف القائد أمام الجند .

ومنه قوله تعالى ( بل يريد الإنسان ليفجر أمامه )(1) .

فأمام في الآية السابقة ظرف مكان استعير للزمان ، والمعنى : ليفجر فيما بين يديه ويستقبله من زمان حياته ، ولم يرد في القرآن الكريم سواها .



ـــــــــــــــ

(1) القيامة [5] .

أمام أمامك



ومنه قول سبيع بن الخطيم التميمي :

ترمي أمام الناظرين بمقلة خوصاء يرفعها أشم منيف

2 ـ ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب إذا انقطع عن الإضافة .

نحو : وقفت أمام .



أمامك



اسم فعل أمر مبني بمعنى ( تقدم ) ، نحو : أمامك أيها الجندي .

وتأتي أيضاً مركبة من الظرف ( أمام ) ، و ( كاف ) ضمير المخاطب المفرد .

نحو : الكتاب أمامك .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( بل يريد الإنسان ليفجر أمامه ) .

بل : حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب يفيد الإضراب .

يريد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة .

الإنسان : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .

ليفجر : اللام للتعليل ، حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب .

يفجر : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً ، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والمصدر المؤول من أن المحذوفة والفعل في محل جر باللام .



أمام أمامك



أمامه : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بيفجر ، وقد جاء في الآية مستعاراً للزمان كما أوضحنا ، وأمام مضاف ، وضمير الغائب في محل جر مضاف إليه .

وجملة يريد ... الخ معطوفة على ما قبلها .

" أمامك أيها الجندي " .

أمامك : اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والكاف للخطاب ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

أيها : أي وصلة نداء مبنية على الضم لحرف نداء محذوف في محل نصب " لأنها أصبحت هي المنادى " والهاء للتنبه زائدة لا محل لها من الإعراب .

الجندي : بدل من أي مرفوع بالضمة ، وقد يكون صفة لأي ، والوجه الأول أحسن لأن كلمة ( جندي ) جامدة ، ولو كانت مشتقة كاسم الفاعل أو المفعول لكانت الصفة لها أحسن فتدبره .



أمدا أمس



أمدا



ظرف زمان مبهم ، ويعرب مفعولاً فيه منصوباً بالفتحة ، نحو : قاطعني أمدا .



أمسِ



1 ـ ظرف زمان يقصد به اليوم الذي يسبق يومك هذا ، مبني على الكسر لالتقاء الساكنين .

نحو : مضى أمس بما فيه ، والتقيت بأخيك أمسِ .

ومنه قول الخنساء :

أراها والهاً تبكي أخاها عشيه رُزْئه أوغب أمسِ

2 ـ ظرف زمان معرب ، ومعناه أحد الأيام الغابرة ، وذلك إذا دخلته ( أل ) التعريف ، نحو قوله تعالى ( فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس )(1) .

وقوله تعالى ( فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه )(2) .

3 ـ وقد يخرج ( أمس ) عن ظرفيته ويأتي مبنياً على الكسر في محل رفع فاعل .

كقول الشاعر * :

ـــــــــــــ

(1) يونس [24] (2) القصص [18] .

* الشاهد مختلف في قائله : بعض المصادر نسبته لأسقف نجران ، وجاءت روايته كالآتي :

اليوم أجهل ما يجيء به ومضى بفضل قضائه أمس

وبعضه نسبه لتبع بن الأقرن ، وفي الروض الأنف لأسعد الحميري ، وفي بعض المصادر بلا نسبه . أنظر معجم شواهد النحو الشعرية ص 450 رقم الشاهد 1438 .

أمسِ



اليوم أعلم ما يجيء به ومضى بفضل قضائه أمس

فأمس : اسم زمان مبني على الكسر في محل رفع فاعل للفعل قضى .

أو في محل نصب مفعول به كقول زياد بن الأعجم * :

رأيتك أمس خير بني سعد وأنت اليوم خير منك أمس

فأمس الأولى اسم زمان مبني على الكسر في محل نصب مفعول به ثان لرأيتك .

أو في محل جر كقول عمرو بن الشريد ** :

ولقد قتلتكم ثناء وموحدا وتركت مرة مثل أمسِ الدابر

( فأمسِ ) مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه لمثل .

أما تميم فتجعل كلمة ( أمسِ ) معربة ممنوعة من الصرف في حالة الرفع
فقط ، وبعض القبائل تمنعه من الصرف مطلقاً .

ـــــــــــــ

* زياد الأعجم : هو أبو أمامة زياد بن سليمان مولى عبد القيس أحد بني عامر بن
الحارث ، وعرف بزياد الأعجم لغلبة العجمة عليه ، وذكر أن أصله ومولده ومنشأه في أصبهان ثم انتقل إلى خراسان فلم يزل بها حتى مات ، كان شاعراً جزلاً فصيح الألفاظ على لكنته ، وجريه على لفظ أهل بلده .

** عمرو بن الشريد : هو أبو الخنساء الشاعرة المعروفة تماضر بنت عمرو بن الشريد لم أقع له على ترجمة في كتب التراجم والأدب التي اطلعت عليها ومن أهمها الأغاني ، ومعجم الشعراء ، والشعر والشعراء ، وطبقات الشعراء ، وطبقات فحول الشعراء ، والمعارف لابن قتيبة ، والمفضليات ، والمؤتلف ، ومعاهد التنصيص ، وتاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان ، وتاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف ، والبيت في خزانة الأدب .





أمسِ أمسى آمين



ومنه قول الشاعر :

لقد رأيت عجباً مذ أمسا عجائز مثل الأفاعي خمسا

فأمس مجرور بمذ وعلامة جره الفتحة الظاهرة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف ، والألف للإطلاق (1) .



أمسى

تأتي فعلاً ماضياً ناقصاً ، يعمل عمل كان ، وتفيد اتصاف المبتدأ والخبر وقت المساء ، نحو : أمسى الرجل مريضاً .

وهي تامة التصرف إذ تستعمل ماضياً ، ومضارعاً ، وأمراً ، ومصدراً ، واسم فاعل ، وتأتي فعلاً تاماً تكتفي بفاعلها إذا جاءت بمعنى الدخول في المساء .

كقوله تعالى ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون )(2) .



آمين

اسم فعل أمر بمعنى ( استجب ) ويأتي بعد الدعاء ، كما بعد قوله تعالى ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )(3) ، فنقول : آمين ، ومنه قول ابن زيدون :

غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا بأن نغص فقال الدهر آمينا

ومنه قول عمر بن ربيعة :

يا رب لا تسلبني حبها أبدا ويرحم الله عبداً قال آمينا

ــــــــــــــ

(1) أنظر سيبويه طبعة بولاق ج2 ص44 ، والخزانة ج2 ص167 .

(2) الروم [17] .

(3) الفاتحة [7] .

ابو فداء 17 - 8 - 2012 02:16 AM

يسلمووووو
بجد قاموووس كامل
سلمت

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:17 AM

اتخذ

أصله اتتخذ ، ثم لينوا الهمزة وأدغموا ، فقالوا اتخذ ، ولما كثر استعماله توهموا أصالة التاء فبنوا منه وقالوا : اتخذت صديقاً ، وتأتي اتخذ فعلاً ناقصاً إذا كانت بمعنى ( صير ) فتنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .

نحو قوله تعالى ( واتخذ الله إبراهيم خليلاً )(1) ، فلفظ الجلالة فاعل ، وإبراهيم مفعول به أول ، وخليلاً مفعول به ثاني .

وتأتي فعلاً يتعدى لمفعول واحد إذا لم تكن بمعنى صير ، نحو : اتخذت لنفسي صديقاً وفياً ، فاتخذت فعل وفاعل ، لنفسي : جار ومجرور متعلقان بالفعل ونفس مضاف ، والياء في محل جر مضاف إليه ، صديقاً : مفعول به منصوب ، وفياً : صفة منصوبة ، ومنه قوله تعالى ( وقالوا اتخذ الله ولداً سبحانه )(2) .

اتفاقاً

مصدر منصوب على المفعولية المطلقة لفعل محذوف تقديره ( اتفقوا ) .

إثر

ظرف زمان منصوب بالفتحة ، نحو : عاقبت المهمل إثر قصوره .

إثره

بمعنى بعده ولا تستعمل إلا مسبوقة بحرف جر ، وتكون مجرورة بالكسرة الظاهرة ، وملازمة للهاء ، نحو : هرب اللص فركضت في إثره .

أثره

ولها وجهان :

الأول : تكون مثل إثره ، فتقول : ركض اللاعب فركضت في أثره .

الثاني : وتكون اسماً معرباً ، وتأخذ علامة إعرابها حسب موقعها من الجملة .

نحو : كان أثره واضحاً فيما ترك من أعمال ، وترك فلان أثراً طيباً .

ومنه قوله تعالى ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود )(3) .

فأثر في المثال الأول اسم كان مرفوع ، وفي المثال الثاني مفعول به منصوب ، وفي الآية الكريمة اسم مجرور .

ـــــــــــــــــ

(1) النساء [125] (2) البقرة [116] (3) الفتح [29] .

أثناء اثنان أجل إجماعاً

أثناء

جمع ثنى ، ومعناها خلال ، وهي ظرف زمان مبهم منصوب بالفتحة ويضاف للمفرد ( ما ليس بجملة ولا شبه جملة ) ، نحو : سأحضر أثناء النهار ، ومنه قول الشاعر :

ينام عن التقوى ويوقظه الخنا فيخبط أثناء الظلام فسول

وقد تأتي اسماً معرباً ، فتعرب حسب موقعها من الجملة ، نحو : أتيتك في أثناء الليل .

اثنان

من أسماء العدد ، اسم للتثنية حذفت لامه ( وهي ياء ) وتقدير الواحد ( ثنى ) على وزن ( سبب ) ثم عوض همزة الوصل ، فقيل : اثنان ، وللمؤنثة : اثنتان ، وفي لغة تميم ثنتان ، ولا واحد له من لفظه ، ومن غير لفظه ( واحد ) ويعرب إعراب الملحق بالمثنى ، ومنه قوله تعالى ( إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم )(1) ، وقوله تعالى ( فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك )(2) .

أجل

حرف جواب كنعم يتبع ما قبله في النفي والإيجاب ، لا محل له من الإعراب ، ويأتي غالباً تصديقاً للخبر ، وهو مبني على السكون .

نحو : قد نجح أخوك ، الجواب : أجل هو كذلك .

إجماعاً

مصدر منصوب على المفعولية المطلقة لفعل محذوف تقديره ( أجمعوا ) ، نحو : إجماعاً على نصرة الحق .

ـــــــــــــــ

(1) المائدة [106] (2) النساء [11] .

أجمع أجمعهم



أجمع

لفظ لتوكيد الشمول ، وغالباً ما يأتي لتوكيد ( كل ) المضافة إلى ضمير المؤكد ، ويتبعها في الإعراب ، وهو من لفظ التوكيد المعنوي متى لحقه الضمير كعامة ، وكافة ، نحو : خرج المصلون أجمعون ، ونحو : وقف العالم كله أجمع ضد الظلم ، وجاء العمال كلهم أجمعون ، وحضر المدعون جميعهم .

ومؤنث أجمع جمعاء وهي ممنوعة من الصرف ، نحو : سرني منظر القرية جمعاء ، وتجمع ( أجمع ) جمع مذكر سالماً على ( أجمعون ) ، نحو قوله تعالى ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون )(1) ، وقوله تعالى ( فلو شاء لهداكم أجمعين )(2) ، رفعاً للأولى ونصباً للثانية .



أجمعهم

هي أجمع مضافة إلى ضمير جمع الذكور ( هم ) ، وهي توكيد معنوي ولها إعراب المؤكد ، كما هو الحال في أجمع ، نحو : جاء المعلمون أجمعهم .

وإذا حذف المؤكد تنوب عنه وتأخذ مكانه في الإعراب ، نحو : جاء أجمعهم .

فأجمعهم فاعل مرفوع بالضمة والضمير في محل جر مضاف إليه ، وكذا في النصب والجر .

ــــــــــــــ

(1) الحجر [30] (2) الأنعام [149] .

أجمعون أح أحاد آحاد



أجمعون

هي أجمع مجموعة جمع مذكر سالماً في حالة الرفع وتعرب إعراب الملحق بجمع المذكر السالم ، نحو قوله تعالى ( وجنود إبليس أجمعون )(1) ، وقوله تعالى ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون )(2) ، هذا في حالة الرفع أما النصب والجر ، فنحو قوله تعالى ( فوربك لنسئلنهم أجمعين )(3) ، وقوله تعالى ( وأتوني بأهلكم أجمعين )(4) ، كما يجوز في حالة النصب أن تعرب حالاً .

نحو : صافحت الحضور أجمعين ، أي مجتمعين ، وفيه تكلف .

أح

اسم صوت الساعل مبني على الكسر لا محل له من الإعراب .

أحاد

اسم معدول عن ( واحداً واحداً ) ممنوع من الصرف ، ويعرب حالاً منصوباً بالفتحة ، نحو : نزل اللاعبون إلى أرض الملعب أحاد أحاد ، أي : واحداً واحداً .

أما أحاد الثانية فهي توكيد لفظي منصوب بالفتحة .

وبعضهم يعرب أحاد أحاد اسماً مركباً مبنياً على توكيد فتح الجزأين في محل نصب .

آحاد

اسم بمعنى منفردين يعرب حالاً منصوبة ، نحو : اجتمعوا زمراً وتتفرقوا آحاداً ، وتأتي اسماً معرباً فتعرب حسب موقعها من الجملة ، نحو : الآحاد قبل العشرات ، وتتكون الأعداد من الآحاد والعشرات .

فالآحاد الأولى مبتدأ مرفوع بالضمة ، والثانية اسم مجرور بالكسرة .

ـــــــــــــــ

(1) الشعراء [95] (2) ص [73] (3) الحجر [92] (4) يوسف [93] .

آحاد آحاد الأحد

آحاد آحاد

اسم مركب مبني على فتح الجزئين في محل نصب حال .

نحو : دخل التلاميذ الصفوف آحاد آحاد ، وهي مثل آحاد .

الأحد

بمعنى الواحد وهو أول العدد ، نحو : أحد ، اثنان ، ثلاث ... الخ .

ومنه قوله تعالى ( إني رأيت أحد عشر كوكباً )(1) .

وتأتي اسماً لمن يعقل ، نحو قوله تعالى ( لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون )(2) ، وقوله تعالى ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره )(3) .

وأصله وحد لأنه واحد ، فأبدوا الهمزة لضعف الهاء عوضاً لما يدخلها من الحذف والبدل (4) ، ويستوي منه الواحد والجمع والمؤنث ، نحو قوله تعالى ( لستن كأحد من النساء )(5) . والأحد علم على يوم من أيام الأسبوع ، نقول : حضرت يوم الأحد ، ويجمع جمع قلة على ( آحاد ) و ( أحدان ) ويجمع جمع كثرة على ( أُحُد ) وقيل لا جمع له .

وإذا وقع ( أحد ) خبراً مضافاً إلى لفظ يخالف المبتدأ في التذكير والتأنيث ، يجوز فيه موافقة المبتدأ أو المضاف إليه ، نحو : البنون أحد السعادتين ، والبنون إحدى السعادتين ، فذكرنا ( أحد ) الأولى مراعاة للمبتدأ ، وأنثنا ( إحدى ) مراعاة للمضاف إليه ( الساعدتين ) .

وورد عن سيبويه أنه لا يجوز ( لأحد ) أن تضعه موضع واجب (6) ، لأنه عندئذ لا يفيد شيئاً وذلك كما في قولهم : كان أحد من آل فلان ، ( فأحد ) في الجملة السابقة لا تفيد في المعنى ، والصحيح أن يقول كان رجل من آل فلان .

ــــــــــــــ

(1) يوسف [4] (2) آل عمران [84] (3) التوبة [6] (4) أنظر الكتاب لسيبويه ج4 ص331 .

(5) الأحزاب [32] (6) أنظر الكتاب لسيبويه ج 1 ص 54 .

الأحد إحدى أحقاً



فرجل تفيد واحداً في العدد لا اثنين ، أو تنفي فتقول : ما كان أحد مثلك .

أما إذا وضعت ( أحد ) موضع ( واحد ) في العدد استعمل في موضع الواجب والمنفي ، نحو قوله تعالى ( قل هو الله أحد )(1) ، وفي العدد لا يجوز أن يوضع ( أحد ) موضع الواجب ولكنه يوضع موضع النفي كما أسلفنا ومنه قوله تعالى ( ولم يكن له كفواً أحد )(2) .

إحدى

مثل أحد من حيث التذكير والتأنيث إذا وقعت خبراً مضافاً إلى لفظ يخالف المبتدأ في تذكيره وتأنيثه ، تقول : الشهادة أحد الفوزين أو الشهادة إحدى الفوزين ، والقراءة أحد اللسانين أو القراءة إحدى اللسانين ، وإحدى مؤنث واحد نحو قوله تعالى ( وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين )(3) ، وقوله تعالى ( أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين )(4) .

كما يؤنث واحد على واحدة ، نحو : في المنزل فتاة واحدة ، وأكلت تفاحة واحدة .

أحقاً

كلمة مركبة من همزة الاستفهام و ( حقاً ) ، تقول : أحقاً أنك ذاهب ؟ وإذا أردت الإخبار حذفت الهمزة فتقول : حقاً أنك مخلص .

ويجوز في ( أحقاً ) وجهان من الإعراب :

1 ـ النصب بالفتحة على الظرفية الزمانية ويكون متعلقاً بخبر مقدم محذوف ، نحو : أحقاً أن أخاك نجح .

ــــــــــــــ

(1) الإخلاص [1] (2) الإخلاص [4] .

(3) الأنفال [7] (4) القصص [27] .

أحقاً آخ أخ إخال

الهمزة للاستفهام حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

حقاً : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة متعلق بمحذوف خبر مقدم ، والجملة من أن واسمها وخبرها مصدر مؤول في محل رفع مبتدأ مؤخر .

2 ـ النصب على المفعولية المطلقة لفعل محذوف تقديره : حق ، بمعنى ( ثبت ) ، نحو : أحقاً أن أخاك نجح .

الهمزة للاستفهام حرف مبني لا محل له من الإعراب ، حقاً : مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره ( حق ) منصوب بالفتحة ، والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل رفع فاعل ، وتقديراً للكلام : أحق حقاً نجاح أخيك ، ولا يصح كسر همزة ( أن ) بعد حقاً ، والصواب فتحها ، كما في الأمثلة السابقة .

وقد نقل سيبويه عن الخليل عدم الكسر لأنه ليس من مواضع ( إن ) لأن ( إن ) لا يُبتدأ بها في كل موضع ، ولو جاز ذلك لجاز يوم الجمعة إنك ذاهب .

تريد : إنك ذاهب يوم الجمعة ، ولقلت أيضاً : لا محالة إنك ذاهب ، ولما لم يجز ذلك حملوه على قولهم أفي حق أنك ذاهب ، ففتحوا همزة ( إن ) .

آخ

اسم صوت للموجوع مبني على حركة آخره لا محل له من الإعراب .

أخ

من الأسماء الستة إذا أضيف وكانت إضافته لغير ياء المتكلم ، ويرفع على المشهور بالواو وينصب بالألف ويجر بالياء ، ويجوز إعرابها بالحركات المقدرة على الألف ، أنظر أب .

إخال

فعل مضارع لخال ، وهو سماعي مخالف للقياس ، يأتي بمعنى ( الظن ) ، فينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، نحو : إخالُ ومحمداً قادماً ، ويأتي لازماً بمعنى ( يتكبر ) ، نحو : كان محمد إخالُ ولكنه اليوم أصبح متواضعاً .

أخبر أخذ

أخبر

فعل ماض ينصب ثلاثة مفاعيل ، أصل الأول اسم ظاهر أو مضمر ، والثاني والثالث مبتدأ وخبر ، نحو : أخبرت والدك أخاك غائباً ، وأخبرته الخبر صادقاً .

ومنه قول الشاعر * :

وما عليك إذ أخبرتني دنفا وغاب بعلك يوما أن تعوديني

الإعراب : ما : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، عليك : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ، إذا : ظرف تضمن معنى الشرط ، أخبرتني : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء نائب فاعل ، وهو المفعول به الأول ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به ثان ، ودنفا : مفعول به ثالث ، والجملة من الفعل ونائب فاعله ومفعوليه في محل جر بإضافة إذا إليها .

وقد تسد ( أن ) واسمها وخبرها مسد المفعولين الثاني والثالث ، نحو : أخبر علياً أن أخاه ناجح ، فعلياً : مفعول به أول ، وأن أخاه ناجح مصدر مؤول سد مسد المفعول به الثاني والثالث لأخبر .

أخذ

تأتي على وجهين :

1 ـ فعلاً ماضياً ناقصاً من أفعال الشروع بمعنى ( شرع ) ، وخبرها فعل مضارع متأخر عنه مقترن بأن ، نحو : أخذ الطالب يستعد للامتحان .

أخذ : فعل ماض من أفعال الشروع مبني على الفتح ، الطالب : اسم أخذ مرفوع بالضمة ، يستعد : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

ـــــــــــــــ

* الشاهد بلا نسبة في بعض المراجع ، وينسب لرجل من بني كلاب في بعضها ، أنظر معجم شواهد النحو الشعرية ص 176 .

أخذ أخر

للامتحان : جار ومجرور متعلقان بيستعد ، والجملة الفعلية في محل نصب خبر أخذ ولا تعمل أخذ عمل الفعل الناقص إلا في حالة المضي .

2 ـ فعلاً تاماً إذا لم يكن بمعنى الشروع ولم تتحقق فيه الشروط السابقة .

نحو : أخذت الكتاب من صديقي ، ومنه قوله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين )(1) ، وقوله تعالى ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها )(2) .

الإعراب

وإذ : الواو للاستئناف وإذ ظرف لما مضى من الزمن ، مبني على السكون في محل نصب ، متعلق بفعل محذوف تقديره أذكر ، وقيل الواو عاطفة ، وإذ مفعول به للفعل المحذوف وجملة ( أخذ الله ... إلخ ) في محل جر بإضافة إذ إليها .

الله : لفظ الجلالة فاعل ، ميثاق : مفعول به وهو مضاف والنبيين في محل جر مضاف إليه ، وجملة ( إذ أخذ ... إلخ ) لا محل لها من الإعراب استئنافية ، ويجوز عطفها على ما قبلها والوجه الأول أرجح .



أخر

جمع أخرى التي هي مؤنث فعل التفضيل ( آخر ) بمعنى ( غير ) وهي ممنوعة من الصرف لأنها صفة على وزن فُعل ، تقول : حضر أخي وأصدقاء أخر ، ومنه قوله تعالى ( فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر )(3) ، وتأتي أخر جمعاً ( لأخرى ) التي بمعنى آخرة والتي تقابل كلمة ( أولى ) ، وهي عندئذ مصروفة لأنها لا تكون معدولة مثال : مررت بفاطمةَ وطالباتٍ أخرٍ .

فأخر : صفة لطالبات مجرورة بالكسرة .

ــــــــــــــ

(1) آل عمران [81] (2) يونس [24] (3) البقرة [184] .

آخِر وآخَر أخرى

آخِر وآخَر

اسم يعرب حالاً منصوباً بالفتحة ، نحو : جئت في السباق آخراً .

ومنه قوله تعالى ( آمنوا وجه النهار واكفروا آخره )(1) .

وتأتي : ظرفاً للزمان منصوباً ، نحو : حضرت آخر الأسبوع ، كما تعرب حسب موقعها من الجملة ، نحو قوله تعالى ( وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين )(2) وقوله تعالى ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر )(3) .

فآخر الأولى مبتدأ مرفوع بالضمة وآخر الثانية صفة مجرورة بالكسرة لكلمة يوم . أما آخر بفتح الخاء فهو اسم تفضيل من ( أخر ) ممنوع من الصرف ويعرب حسب موقعه من الجملة ، فمثال الرفع قوله تعالى ( وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً )(4) ، ومثال النصب قوله تعالى ( خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً )(5) ، ومثال الجر قوله تعالى ( فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر )(6) .

كما تثنى ( آخر ) وتجمع جمع مذكر سالماً . مثال التثنية قوله تعالى ( اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم ) (7) ، ومثال الجمع قوله تعالى ( وآخرون يقاتلون في سبيل الله ) (8) ، وكذا في حالتي النصب والجر فتنبه .

أخرى

صفة ممنوعة من الصرف لأنها منتهية بألف التأنيث المقصورة ، وتعرب حسب موقعها من الجملة .

وتأتي ( بمعنى غير ) وهي مؤنث ( أخر ) ، نحو : مررت بزينب وفتاة أخرى ، فأخرى صفة مجرورة وعلامة جرها الفتحة نيابة عن الكسرة .

ـــــــــــــــ

(1) آل عمران [72] (2) يونس [10] (3) التوبة [18] .

(4) يوسف [36 ] (5) التوبة [102] (6) المائدة [27] .

(7) المائدة [106] (8) المزمل [20] .

أخرى اخلولق أخول أخول

وتأتي بمعنى ( آخرة ) مقابل ( أولى ) كما في قوله تعالى ( قالت أخراهم لأولاهم )(1) .

اخلولق

فعل ماض جامد يفيد الرجاء ، يأتي ناقصاً ، يعمل عمل كان ، ويكون ، خبره جملة فعلية مضارعة مقترنة بأن وجوباً .

نحو : اخلولق المريض أن يشفى ، واخلولق الكسول أن ينجح .

وتأتي تامة إذا لم تستوف الشروط السابقة .

نحو : اخلولق أن تحضر مبكراً .

فالمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل .

أخول أخول

اسمان مركبان مبنيان على الفتح في محل نصب على الحال ، وقد تكون ظرفاً ، وهي تعني شيئاً بعد شيء أو متفرقين ، تقول : تساقط القتلى أخول أخول ، ومنه قول ضابئ البرجمي * :

يساقط عنه روقه ضارياتها سقاط حديد القين أخول أخولا

يساقط : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، عنه : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بالفعل قبله ، روقه : روق فاعل يساقط مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والهاء في محل جر مضاف إليه ، والضمير عائد على الثور .

ضارياتها : ضاريات مفعول ليساقط منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم وضاريات مضاف ، وضمير الغائب العائد على الكلاب مضاف إليه .

ــــــــــــــ

(1) الأعراف [38] .

* ضابئ البرجمي : هو ضابئ بن الحراث بن أرطأة البرجمي ، ينتهي نسبه إلى آل تميم ، أدرك الإسلام وأسلم وحبس في خلافة عثمان لجناية جناها ، ولم يزل حبسه حتى مات .

أخول أخول



سقاط : مفعول مطلق منصوب بالفتحة للفعل يساقط وهو مضاف ، وحديد : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وحديد مضاف ، والقين : مضاف إليه مجرورة بالكسرة .

أخول أخولا : حال مبني على فتح الجزئين في محل نصب والألف الأخيرة للاطلاق والشاهد قوله : ( أخول أخولا ) فالشاعر ركبهما معاً وجعلهما كالكلمة الواحدة ، وبناهما على فتح الجزأين ، لما كان يريد معنى الحال منهما ، وضمنهما معنى واو العطف ، فصارا شبيهين بأحد عشر .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:19 AM

أنْ

تأتي ( أنْ ) على أربعة أوجه :

1 ـ حرف نصب ومصدر واستقبال ، تنصب الفعل المضارع وتؤول معه إلى المصدر يعرب بحسب موقعه من الجملة ، كما تعين وقوع الفعل في الزمن المستقبل ، نحو قوله تعالى ( وأن تصوموا خير لكم )(1) .

ومنه قول لبيد :

ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي

وتخل ( أن ) على الفعل الماضي والأمر ولا تعمل فيهما وتعرب حرف مصدر لا غير . مثال دخولها على الماضي قوله تعالى ( فما لبث أن جاء بعجل حنيذ )(2) .

ومنه قول أبي تمام :

فإني رأيت الشمس زيدت محبة إلى الناس أنْ ليست عليهم بسرمد

ومثال دخولها على الأمر :

قوله تعالى ( وألنا له الحديد أن أعمل سابغات )(3) .

وقوله تعالى ( من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون )(4) .

وقوله تعالى ( ولقد آتينا لقمان الحكمة أن أشكر لله )(5) .

وقد أشار أبو حيان في البحر المحيط إلى أن ( أنْ ) الداخلة على الفعل الأمر يجوز أن تكون مفسرة لا مصدرية ، ولكن النحاة لم يجيزوا ذلك .

ويجب ملاحظة أن الجملة بعد ( أن ) المصدرية تعرب صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب ، باعتبار أن ( أنْ ) موصول حرفي .

ـــــــــــــ

(1) البقرة [184] (2) هود [69] .

(3) سبأ [10-11] (4) النحل [2] .

(5) لقمان [12] .

أنْ

2 ـ ( أن ) المخففة من الثقيلة المفتوحة همزتها ، وهي تعمل بشرط أن يليها ضمير الشأن المحذوف ، ولا يكون خبرها جملة فعلية كقوله تعالى ( ونعلم أن قد صدقتنا )(1) .

وقوله تعالى ( بل زعمتم أن لن نجعل لكم موعداً )(2) .

ومثال مجيء خبرها جملة اسمية قوله تعالى ( وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين )(3) ، وقوله تعالى ( وأن لا إله إلا هو )(4) .

ومثال مجيء خبرها اسم مفرد وهو قليل كما ذكرت قولنا :

علمت أن محمد مقصر ، والتقدير : أنه محمد مقصر .

ومنه قول الأعشى :

في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل

والتقدير : أنه هالك . وإذا وليها جملة فعلية كما ذكرنا في الأمثلة السابقة نظرنا إلى الفعل فإن كان قد فصل بينه وبين ( أن ) بفاصل كانت مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن ، نحو قوله تعالى ( علم أن سيكون منك مرضى )(5) .

ومنه قول جرير :

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً أبشر بطول سلامة يا مربع

فرفع الفعل ( سيقتل ) بعد ( أن ) باعتبارها مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه سيقتل مربعاً .

وإذا لم يفصل بينها وبين الفعل فاصل فلك الخيار في إعمالها في الفعل أو عدم الإعمال واعتبارها مخففة من الثقيلة أيضاً .

ـــــــــــــ

(1) المائدة [113] (2) الكهف [48] .

(3) يونس [10] (4) هود [14] .

(5) المزمل [10] .

أنْ



كقول القاسم بن معن :

أن تهبطين بلا قوم يرتعون مع الطلاح

والشاهد في البيت قوله : أن تهبطين ، فقد رفع الشاعر الفعل على اعتبار أنّ
( أن ) مخففة من الثقيلة ، وليست ( أن ) المصدرية .

ويجوز في ( أن ) المخففة من الثقيلة إعمالها بدون تقدير الضمير على نية التثقيل ، نحو : علمت أن محمداً قائم .

يعني : أنّ محمداً قائم ، ومنه قول جنوب ( عمرة ) أخت عمرو ذي الكلب الهزلية * :

بأنْك ربيع وغيث مريع وقد ما هناك تكون الثمالا

فخفف الشاعر ( أن ) وأنفذ عملها فنصب ضمير المخاطب المتصل بها ، ورفع خبرها وهو ( ربيع ) ومعنى الثمال : الغياث ، والمريع : الكثير المرعى(1) .

2 ـ ( أن ) التفسيرية : وهي المسبوقة بجملة فيها معنى القول دون حروفه ، وأن تتأخر عنها جملة ، وألا تقترن بحرف جر ، وعلامتها أن يحسن في موضعها ( أي ) ، نحو قوله تعالى ( وانطلق الملأ منهم أن امشوا )(2) .

ونحو قوله تعالى ( فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا )(3) .

وقوله تعالى ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً )(4) .



ـــــــــــــ

(1) أنظر الأزهرية في علم الحروف للهروي ص61 .

(2) ص [6] (3) المؤمنون [27] .

(4) النحل [67] .

* نسب الهروي البيت السابق لكعب بن زهير خطأ ، فهو غير موجود في ديوانه .

أنْ

وقد أنكر الكوفيون أن تكون ( أن ) مفسرة ، وذكر ابن هشام في المغني أنه يميل لما قال به الكوفيون لأنه لو جعلنا ( أي ) مكان ( أن ) لم يكن المعنى مقبولاً (1) .

كما أنه ليس في القرآن الكريم آية تتعين ( أن ) فيها أن تكون تفسيرية لا تحتمل غير ذلك وكذلك الحال بالنسبة لأمثلة النحويين وشواهدهم (2) .

4 ـ ( أن ) الزائدة :

( أ ) تزاد أن للتوكيد يعد لمّا الحينية ، نحو قوله تعالى ( فلما أن جاء البشير )(3) ، وقوله تعالى ( ولما أن جاءت رسلنا )(4) .

ومنه قول الشاعر * :

ولما أن تجهمني مرادي جريت مع الزمان كما أراد

ومنه قول الآخر :

فلما أن طغت سفهاء كعب فتحنا بيننا للحرب بابا

( ب ) تزاد بين فعل القسم المذكور و ( لو ) ، كقوله تعالى ( أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً )(5) ، على تقدير قسم محذوف ، أي أقسم أن لو يشاء الله .

ــــــــــــ

(1) المغني ج1 ص31 . (2) دراسات لأسلوب القرآن الكريم القسم الأول ج1 ص383 .

(3) يوسف [96] (4) العنكبوت [33] (5) الرعد [31] .

* أبو العلاء : هو أبو العلاء المعري أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري التنوخي من أهل معرة النعمان – بلدة صغيرة بالشام بالقرب من حماة – صاحب التصانيف المشهورة ، والرسائل المأثورة ، وله من النظم لزوم ما لا يلزم ، وسقط الزند ، ولد بالسمرة سنة 363 هـ ، وجدر في السنة الثانية من عمره فعمي ، رحل إلى بغداد سنة 398 وأقام بها قليلاً ، ثم رجع إلى المعرة ولزم منزله وشرع في التصنيف ، فأخذ عنه الناس وسار إليه الطلبة ، وكاتبه العلماء والوزراء ، وسمى نفسه رهين المحبسين ، توفي سنة 449 هـ .

أنْ



ومنه قول المسيب بن علي :

فأقسم أن لو التقينا وأنتم لكان لكم يوم من الحشر مظلم

تنبيه : تأتي ( أن ) اسماً في موضعين وقد ذكر ذلك ابن هشام والمرادي .

1 ـ أما الموضع الأول في مثل قولك ( أن فعلت ) وهي بمعنى ( أنا ) ضمير المتكلم .

2 ـ ( أن ) في أنتَ وأنتِ وأخواتها بأنّ ( أن ) هي الضمير ، والتاء حرف خطاب (1) .

ولا يخفى علينا ما في هذا من تكلف ، وخروج عن المألوف .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( وأن تصوموا خير لكم ) .

وأن : الواو واو الحال . أن : حرف مصدري ونصب .

تصوموا : فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والألف للتفريق ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة أن المصدرية .

وأن والفعل المضارع بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ والتقدير صيامكم .

خير : خبر مرفوع بالضمة .

وجملة صيامكم خير لكم في محل نصب حال من كاف الخطاب والرابط الواو والضمير . لكم : جار ومجرور متعلقان بخير .

ــــــــــــ

(1) أنظر في ذلك مغني اللبيب ج1 ص27 ، والجنى الداني ص215 .

أنْ



قال تعالى ( وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) .

وآخر : الواو حسب ما قبلها ، آخر : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .

دعواهم : دعوى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، ودعوى مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

أن : مخففة من الثقيلة ، حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، واسمه ضمير الشأن المحذوف مستتر فيه جوازاً تقديره ( أنه ) .

الحمد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .

لله : لفظ الجلالة مجرور بحرف الجر .

وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع .

وجملة الحمد لله في محل رفع خبر أن .

وجملة أن الحمد ... الخ في محل رفع خبر لآخر .

رب : لفظ الجلالة بدل من الله ، ورب مضاف .

العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .



إنْ



حرف يأتي لعدة أوجه :

1 ـ حرف شرط يجزم فعلين ، ويفيد تعليق الجواب بالشرط فقط ، نحو : إن تدرس تنجح ، ومنه قوله تعالى ( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية )(1) .

وقوله تعالى ( إن تصبك حسنة تسؤهم )(2) .

ومنه قول الشاعر * :

إن تُبتدر غاية يوماً لمكرمة تلق السوابق منا والمصلينا

ويكثر مجيء ( ما ) الزائدة بعد ( إن ) فتدغم فيها النون ، نحو قوله تعالى
( وإمّا ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله )(3) .

وقد تقترن ( إن ) الشرطية ( بلا ) النافية التي لا عمل لها فتدغم ( لا ) في نون ( إن ) ، نحو : إلاّ تحضر الامتحان ترسب .

ومنه قوله تعالى ( إلاّ تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً )(4) .

وقوله تعالى ( إلا تنصروه فقد نصره الله )(5) .

وكما يلي ( إن ) فعل ظاهر ، يجوز أن يليها فعل مضمر يفسره ما بعده .

نحو قوله تعالى ( إن امرؤ هلك )(6) .

ــــــــــــ

(1) الشعراء [4] (2) التوبة [50] .

(3) الأعراف [199] (4) التوبة [39] .

(6) التوبة [40] (6) النساء [176] .

* المرقش الأكبر : هو عمرو بن سعيد ، وقيل عوف بن سعيد بن مالك ، ينتهي نسبه إلى بكر ابن وائل ، شاعر جاهلي على عهد المهلل بن ربيعة ، شهد مع المرقش الأصغر . حرب بكر وتغلب ، وكان من الفرسان المعدودين ، والمرقش الأصغر ابن أخيه ، كان المرقش الأكبر أحد المتيمين ، فقد أحب ابنة عمه أسماء بنت عوف بن مالك ، لكن والدها زوجها غيره ، فأصابه حزن شديد مات على إثره .

إنْ

وقوله تعالى ( وإن أحد من المشركين استجارك )(1) .

2 ـ مخففة من ( إن ) الثقيلة ولك في عملها الخيار إذا دخلت على الأسماء فإن شئت رفعت ما بعدها على الابتداء ، وأبطلت عملها ، وهذا هو الرأي الأرجح ، وتلازم اللام الفارقة خبرها للتفريق بينها وبين ( إن ) النافية ، نحو : إن محمد لمجتهد .

ومنه قوله تعالى ( إن كل نفس لما عليها حافظ )(2) .

وقوله تعالى ( وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا )(3) .

وقوله تعالى ( وإن كل لما جميع لدينا محضرون )(4) .

ومنه قول النابغة الذبياني :

وإن مالك للمرتجي إن تقعقعت رحى الحرب أو دارت عليّ خطوب

ومنه قول الآخر :

إن القوم والحي الذي أنا منهم لأهل مقامات وشاء وجامل

وإن نشئت نصبت بها على معنى التثقيل وهو قليل .

نحو : إن محمداً قائم .

ومنه قوله تعالى ( وإن كلاً لما لوفينهم ربك أعمالهم )(5) .

ولا تحتج العاملة إلى لام فارقة ، وإن وجدت اللام فهي للتوكيد .

ومنه قول الشاعر :

كليب إن الناس الذين عهدتهم بجمهور حزوى فالرياض لذي النخل

فنصب ( كلاً ) في الآية السابقة ، و ( الناس ) في البيت السابق على نية تثقيل ( إن ) .

ـــــــــــــ

(1) التوبة [6] (2) الطارق [4] (3) الزخرف [35] .

(4) يس [32] (5) هود [111] .

إنْ



أما إذا دخلت ( إن ) على الأفعال أُهمل عملها وجوباً ، وأكثر ما يليها فعل ماض ناسخ .

نحو قوله تعالى ( وإن كنت لمن الساخرين )(1) .

وقوله تعالى ( وإن كدت لتردين )(2) .

وقوله تعالى ( وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين )(3) .

وأقل منه أن يليها فعل مضارع ناسخ ، نحو قوله تعالى ( وإن نظنك لمن الكاذبين )(4) ، وقوله تعالى ( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك )(5) .

والنوعان السابقان قياسيان ودونهما أن يليها فعل ماض غير ناسخ .

كقول عاتكة بنت زيد * :

شلت يمينك إن قتلت لمسلما حلت عليك عقوبة المتعمد

3 ـ وتأتي ( إن ) نافية لا عمل لها متضمنة معنى ( ما ) النافية .

نحو : إن محمد إلا مجتهد ، ومنه قوله تعالى ( إن الكافرون إلا في غرور )(6) .

4 ـ وتأتي مشبهة ( بليس ) ، ترفع المبتدأ وتنصب الخبر ، وهذا مختلف فيه (7) .

ـــــــــــــ

(1) الزمر [56] (2) الصافات [56] (3) الأعراف [101] .

(4) الشعراء [186] (5) القلم [51] (6) الملك [20] .

(7) أنظر الجنى الداني ص209 .

* عاتكة بنت زيد : هي عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل القرشية العدوية كانت امرأة ذات جمال . وكمال ، وتمام في عقلها ، ومنظرها ، وجزالة رأيها ، تزوجت عبد الله بن أبي بكر ، ثم تزوجت من بعده عمر بن الخطاب ، فالزبير بن العوام ، فالحسين بن علي ، وقد ماتوا جميعاً قتلاً فكانت جميلة مشئومة .



إنْ

ومن شروط عملها ألا يتقدم خبرها على اسمها ، وألا ينتقض نفيها بإلا .

مثال عملها : إن زيد شاعراً ، وإن أحد خيراً من أحد .

ولم تقع ( إن ) النافية العاملة عمل ليس والداخلة على الجملة الاسمية إلا فيما جاء من قراءة سعيد بن جبير في قوله تعالى ( إن الذين تدعون من دون الله عباداً أمثالكم )(1) بتخفيف ( إن ) ، وأعمالها عمل ليس ، وفي رأيي أنها من القراءات الشاذة لأن القراء السبعة المشهورين لم يعملوا بها ، ولم يخرجها على الوجه الذي قرأ به ابن جبير إلا أبو الفتوح بن جني في المحتسب(2)وقال عنه أي عن إعمال إن عمل ليس في تلك الآية ضعيف ، وقد أوردناه للاطلاع ليس غير . وقد أشار أبو حيان في البحر(3)إلى قراءة سعيد بن جبير السابقة وإعمال ( إن ) عمل ليس .

فالذين في محل رفع اسمها ، وعباداً خبرها منصوب ، وقد ضعفه النحاس أيضاً لوجوه ذكرها أبو حيان ، غير أن المفسرين يعملون بالوجه الذي قرأ به ابن جبير والله أعلم .

ومن شواهد ( إن ) العاملة عمل ليس في الشعر قول الشاعر * :

إن هو مستولياً على أحد إلا على أضعف المجانين

فهو في محل رفع اسم إن النافية ، ومستولياً خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة .

5 ـ وتأتي ( إن ) زائدة وتكون زيادتها بعد الآتي :

( أ ) بعد ( ما ) الموصولة كقول جابر بن رالان ** :

ــــــــــــــ

(1) الأعراف [194] (2) أنظر المحتسب ج1 ص270 .

(3) أنظر البحر المحيط ج4 ص442 .

* الشاهد بلا نسبة في مصادره .

** الشاهد في بعض المصادر بلا نسبة ، وبعضها نسبه لجابر بن رالان ، ولم أقع له على ترجمة فيما لدي من مصادر على كثرتها وقد ذكرتها سابقاً .

إنْ



يرجى المرء ما إن لا يراه وتعرض دون أدناه الخطوب

( ب ) بعد ( ما ) المصدرية ، كقول معلوط بن بدل القريعي * :

ورج الفتى للخير ما إن رأيته على السن خيراً لا يزال يزيد

( ج ) بعد ( ما ) و ( لا ) النافيتين .

فأما ( ما ) فيبطل عملها إذا دخلت على الأسماء ، لأن الأصل إعمالها في لغة تميم كقول فروة بن مسيك ** :

مما إن طبّنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرينا

ومنه قول النابغة الذبياني :

ما إن أتيت بشيء أنت تكرهه إذن فلا رفعت سوطي إليّ يدي

ومثال زيادتها بعد ( لا ) النافية قول الآخر :

يا طائر البين لا إن زلت ذا وجل أحاذر أن تنأى النوى بغضوبا

6 ـ تأتي ( إن ) وصلية أو معترضة ، ولا يكون لشرطها جواب ، ويراد بها تقرير المعنى السابق (1) .

ـــــــــــــ

(1) أنظر التذكر في قواعد اللغة ص370 .

* الشاهد لمعلوط بن بدل القريعي في بعض المصادر ولم أقع له على ترجمة أيضاً ، وفي بعضها بلا نسبة .

** فروة بن مسيك : هو فروة بن مسيك بن الحارث بن سلمة الغطيفي المرادي ، يلقب بأبي عمرو . صحابي من الولاة ، يمني الأصل ، موالياً لملوك كنده في الجاهلية ، رحل إلى مكة وافداً على النبي صلى الله عليه وسلم سنة 9 هـ ، وأسلم ونزل على سعد بن عبادة ، وتعلم القرآن والفرائض ، استعمله الرسول على مراد ومذحج وربيد ، وقاتل أهل الردة وبقي إلى خلافة عمر ، سكن الكوفة في أواخر أيامه ، وتوفي نحو 30 هـ ، كان شاعراً مجيداً .



إنْ



كقول الشاعر :

وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل

7 ـ أن تكون بمعنى ( إذ ) ، نحو قوله تعالى ( وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين )(1) .

( فإن ) عند بعض المحققين والمفسرين بمعنى ( إذ ) والتقدير : إذ كنتم مؤمنين .

لأن الخطاب للمؤمنين ، ولو كانت ( إن ) في هذا الموضع شرطية لوجب أن يكون الخطاب لغير المؤمنين ، لأن الفعل الماضي في الجزاء معناه في المستقبل (2) .

ومنه قوله تعالى ( فالله أحق أن تخشوه إن كنت مؤمنين )(3) .

وقال بعض النحاة المتقدمين إنّ ( إن ) في المواضع السابقة شرطية على تقدير معنى قوله من كان مؤمناً ترك الربا ، ومن كان مؤمناً لم يخش إلا الله .

8 ـ وتكون ( إن ) بمعنى ( إما ) التفصيلية .

كقول النمر بن تولب * :

سقته الرواعد من صيّف وإن من خريف فلن يعدما

قال سيبويه : يريد وإما من خريف وحذف ( ما ) لضرورة الشعر .

ـــــــــــــ

(1) البقرة [278] (2) أنظر الهروي ص55 (3) التوبة [13] .

* النمر بن تولب : هو النمر بن تولب بن زهير بن أقيش العكلي ، شاعر مخضرم عمر طويلاً في الجاهلية وأدرك الإسلام ، كان من شعراء الربابة ، لم يمدح ، ولم يهجوا أحداً ، وكان من ذوي النعمة الوجاهة ، يشبه شعره شعر حاتم الطائي ، أسلم وهو كبير في السن ، ووفد على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحمله إلى قومه كتاباً يدعوهم فيه للإسلام ، توفي سنة 14 هـ .

إنْ



ومنه قول دريد بن الصمة * :

لقد كذبتك عينك فاكذبنها فإن جزعاً وإن إجمال صبر

أي : فإما جزعاً وإما إجمال صبر ، وقد أكد سيبويه على أن ( إن ) في هذا الموضع بمعنى ( إما ) أيضاً وليست للجزاء (1) .

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية ) .

إن : حرف شرط جازم لفعلين مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

نشأ : فعل مضارع مجزوم بإن ، وعلامة جزمه السكون ، وهو فعل الشرط ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .

وجملة نشأ ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

ننزل : فعل مضارع مجزوم بإن ، وعلامة جزمه السكون ، وهو جواب الشرط وجزاؤه ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .

وجملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب لعدم اقترانها بالفاء .

عليهم : جار ومجرور متعلقان بننزل .

من السماء : جار ومجرور متعلقان بننزل أيضاً .

آية : مفعول به منصوب بالفتحة .

ــــــــــــــ

(1) أنظر الكتاب لسيبويه ج1 ص266-267 تحقيق عبد السلام هارون .

* دريد بن الصمة : هو دريد بن الصمة بن الحارث بن معاوية ينتهي نسبه إلى بكر بن هوازن ، فارس مشهور وشاعر مذكور ، كان أطول الشعراء الفرسان غزواً وأبعدهم أثراً وأكثرهم ظفراً وأيمنهم نقيبة عند العرب ، وهو أشعرهم ، وفارس بني جشم وسيدهم ، أدرك الإسلام فلم يسلم ، خرج يوم حنين مظاهر للمشركين وقتل يومها على شركه .

إنْ



قال تعالى ( إن كل نفس لما عليها حافظ ) .

إن : نافية لا عمل لها بمعنى ما ، وقد تكون مخففة من الثقيلة لا عمل لها أيضاً .

كل : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وكل مضاف .

نفس : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

لما : حرف بمعنى ( إلا ) لا عمل له .

عليها : جار ومجرور متعلقان بحافظ .

حافظ : خبر ، وتقدير الكلام إن كل نفس إلا عليها حافظ .

هذا في قراءة من قرأ ( لما ) بالتشديد ، وإذا قرأت بالتخفيف فما صلة ، والتقدير إن كل نفس لعليها حافظ (1) .

قال تعالى ( إن الكافرون إلا في غرور ) .

إن : نافية لا عمل لها متضمنة معنى ( ما ) النافية .

الكافرون : مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .

إلا : حرف استثناء ملغي ( أداة حصر ) .

في غرور : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ .



" إن أحد خيراً من أحد " .

إن : حرف نفي يعمل عمل ليس .

أحد : اسم إن مرفوع بالضمة .

خيراً : خبر إن منصوب بالفتحة .

من أحد : جار ومجرور متعلقان بخير .

ــــــــــــــ

(1) أنظر إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه ص 42 .

إنْ



قال الشاعر :

ورج الفتى للخير ما إن رأيته على السن خيراً لا يزال يزيد

ورج : الواو حسب ما قبلها ، رج : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

الفتى : مفعول به .

للخير : جار ومجرور متعلقان برج .

ما : مصدرية ظرفية .

إن : حرف زائد بعد ما الظرفية المصدرية .

رأيته : فعل وفاعل ومفعول به .

على السن : جار ومجرور متعلقان بقوله يزيد الآتي .

خيراً : مفعول به مقدم ليزيد .

لا : حرف نفي لا عمل له .

يزال : فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الفتى .

يزيد : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على اسم لا يزال ، والجملة من الفعل وفاعله في محل نصب خبر يزال .




إنَّ



1 ـ حرف مشبه بالفعل مؤكد للجملة ناصب للاسم ورافع للخبر .

نحو : إنّ العمل مفيد .

ومنه قوله تعالى ( وإن ربك لذو مغفرة للناس )(1) .

وقوله تعالى ( إن الساعة آتية لا ريب فيها )(2) .

ومنه قول الشاعرة الخنساء :

إن الزمان وما يغنى له عجب أبقى لنا ذنباً واستؤصل الرأسُ

وإذا دخلت عليها ( ما ) الزائدة كفتها عن العمل .

كقوله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة )(3) .

ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات " .

و ( ما ) في هذا الموضع تسمى الكافة والمكفوفة ، وتفيد الحصر .

2 ـ حرف جواب بمعنى ( نعم ) .

كقول الشاعر * :

ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت إنه

أي : نعم .

ـــــــــــــــ

(1) الرعد [6] (2) الحج [7] (3) الحجرات [10] .

* ابن قيس الرقيان : هو عبد الله بن قيس بن شريح بن مالك من بني عامر بن لؤي شاعر قريش في العصر الأموي ، كان مقيماً في المدينة ، وخرج مع مصعب بن الزبير على عبد الملك بن مروان ، ثم انصرف إلى الكوفة بعد مقتل الزبيريين أقام فيها قليلاً ثم قصد الشام فلجأ إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، فأمنه عند عبد الملك ، فأقام إلى أن توفي سنة 85 هـ ، أكثر شعره الغزل والنسيب ، وسمي بابن قيس الرقيات لأنه كان يتغزل بثلاث نسوة كل واحدة منهن تدعى رقية .



إنّ



وفي ذلك خلاف بين النحويين ، على اعتبار أن الضمير في ( إن ) هو اسمها وخبرها محذوف . أما الفريق القائل بأنها بمعنى نعم فقد استدل بقول عبد الله بن الزبير مجيباً لمن قال : لعن الله ناقة حملتني إليك : " إنّ وراكبها " .

أي : نعم ولعن راكبها .

3 ـ تأتي ( إنّ ) فعل أمر متصل بنون التوكيد الثقيلة (1) .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( إنّ الساعة آتية لا ريب فيها ) .

إنّ : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل لا محل له من الإعراب .

الساعة : اسم إن منصوب بالفتحة .

آتية : خبر إن مرفوع بالضمة .

والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

لا : نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

ريب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .

فيها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لا في محل رفع .

قال تعالى ( إنما المؤمنون إخوة ) .

إنما : كافة ومكفوفة " أدلة حصر " لا عمل لها .

المؤمنون : مبتدأ مرفوع بالواو .

إخوة : خبر مرفوع بالضمة .

ــــــــــــــ

(1) راجع ص14 .

إنّ أنَّ



قال الشاعر :

ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت إنه

ويقلن : الواو حسب ما قبلها ، يقلن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، والنون ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل .

شيب : مبتدأ مرفوع بالضمة .

قد علاك : قد حرف تحقيق ، علا : فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الشيب ، والكاف في محل نصب مفعول به .

وجملة قد علاك في محل رفع خبر .

وجملة شيب قد علاك في محل نصب مقول القول .

وقد كبرت : الواو للحال ، قد حرف تحقيق , كبرت فعل وفاعل ، والجملة في محل نصب حال .

فقلت : الفاء للسببية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، قلت : فعل وفاعل .

إنه : إن حرف مبني على الفتح بمعنى ( نعم ) ، والهاء للسكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .



أنّ



حرف مشبه بالفعل مؤكد للجملة ناصب للاسم ورافع للخبر .

كقوله تعالى ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أنّ لهم جنات )(1) .



ـــــــــــــــ

(1) البقرة [25] .

أنّ



وقوله تعالى ( ليعلمون أنه الحق من ربهم )(1) .

ومنه قول الشاعر :

على أنني راض بأن أحمل الهوى وأخرج منه لا عليّ ولا ليا

وأن واسمها وخبرها تكون بتأويل مصدر يعرب بحسب موقعه من الكلام ففي البيت السابق في محل جر .

وإذا دخلت ( ما ) الزائدة على ( أن ) كفتها عن العمل .

ومنه هذه الآية التي اجتمع فيها ( إنما ) و ( أنما ) ، قال تعالى ( قل إنما يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد )(2) .

2 ـ تأتي ( أن ) فعلاً ماضياً من الأنين (3) ، ومضارعه يئن ، وأمره إن .

نحو : أن الطفل كريم ، وأن المريض أنيناً .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أنّ لهم جنات ) .

وبشر : الواو حرف عطف ، بشر فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، يعود على الرسول صلى الله عليه وسلم .

الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .



ـــــــــــــ

(1) البقرة [144] (2) الأنبياء [108] .

(3) أنظر كتاب معاني الحروف للروماني ص 112 .

أنّ



آمنوا : فعل ماض مبني على لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والألف للتفريق .

والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

وعملوا : الواو حرف عطف ، عملوا : فعل وفاعل .

الصالحات : مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ، لأنه جمع مؤنث سالم ، والجملة معطوفة على جملة الصلة لا محل لها من الإعراب .

أن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .

لهم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر أن مقدم .

جنات : اسم أن منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة .

وأن وخبرها واسمها في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به لبشر ، والجملة الفعلية وبشر .. الخ معطوفة على جملة اتقوا في الآية السابقة .



" أن الطفل كريم (1) " .

أن : فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

الطفل : فاعل مرفوع بالضمة .

كريم : الكاف حرف تشبيه وجر ، ريم اسم مجرور بالكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل .


ــــــــــــــ

(1) ريم – غزال .

أنا



ضمير رفع منفصل للمتكلم ، ويقع في محل رفع مبتدأ غالباً .

كقوله تعالى ( أنا أكثر منك مالاً )(1) .

وقوله تعالى ( أنا لكم ناصح أمين )(2) .

ومنه قول الشاعر عنترة :

أنا في الحرب العوان غير المجهول المكان

ومنه قول المتنبي :

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم

أو في حل رفع فاعل .

نحو : ما فاز في المسابقة إلا أنا .

أو في محل رفع نائب فاعل .

نحو : لم يستدعى إلا أنا .

أو في محل رفع اسم كان .

نحو : لم يكن في المنزل إلا أنا .

أو معطوف على ما قبله .

نحو : تقدم أخي وأنا .

أو توكيد ، نحو : عاقبته أنا .

أو بدل ، نحو : ما تأخر إلا طالبان أنا ومحمد .


ــــــــــــ

(1) الكهف [34] (2) الأعراف [68] .

أنّى



( 1 ) أ ـ اسم شرط لربط الجواب بمكان واحد ، يجزم فعلين .

نحو : أنى تدع الله تره سميعاً .

ومنه قوله تعالى ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم )(1) .



قال أبو حيان في البحر :

لا يجوز أن تكون استفهاماً ، لأنها إذا كانت استفهاماً اكتفت بما بعدها من فعل كقوله تعالى ( أنى يكون لي ولد ) ، أو من اسم كقوله تعالى ( أنى لك هذا ) ، ولا تفتقر إلى غير ذلك . وهنا يظهر افتقارها وتعلقها بما قبلها .. والذي يظهر لي والله أعلم ، أنها تكون شرطاً لافتقارها إلى جملة غير الجملة التي بعداها .. فلا يجوز هاهنا أن تكو استفهاماً ، وإنما لحظ فيها معنى الشرط وارتباط الجملة بالأخرى ، وجواب الجملة محذوف ، ويدل عليه ما قبله ، وتقديره : أنى شئتم فأتوه ... كما حذف جواب الشرط في قولك : اضرب زيداً أنى لقيته . والفعل في الآية : أنى شئتم يحتمل وجهين من الإعراب ، ( فشئتم ) يجوز في الرفع على اعتبار ( أنى ) حالية بمعنى ( كيف ) ، كما يجوز فيها الجزم على اعتبارها ظرفية ، هذا الوجه المرجح وغاية ما في ذلك تشبيه الأحوال بالظروف وبينهما علاقة واضحة ، إذ كل منهما على معنى ( في ) ، بخلاف كيف فإنه لم يستقر فيها الجزم (2) .

ـــــــــــــ

(1) البقرة [223] .

(2) أنظر البحر المحيط لأبي حيان ج2 ص171 .

أنى



ومنه قول لبيد :

فأصبحت أنى تأتها تلتبس بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر

ب ـ اسم شرط لربط الجواب والشرط بزمان واحد جازم لفعلين .

نحو : أنى تعمل تبلغ ما تتمنى .

( 2 ) اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان بمعنى ( من
أين ) كقوله تعالى ( أنى لك هذا )(1) ، ومنه قوله تعالى ( قال رب أنى يكون لي غلام )(2) ، وقوله تعالى ( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة )(3) .

وتأتي بمعنى ( كيف ) ، كقوله تعالى ( سيقولون لله قل فأنى تسحرون )(4) ، وقوله تعالى ( أنى يحيي هذه الله بعد موتها )(5) .

ولا يخفى علينا أن كثيراً من الآيات السابقة يستوي فيها معنى الكيفية و ( من أين ) وذلك حسب ما يقتضيه معنى الآية ، وما يطمئن له المفسر ويكون قريباً من المنطق والحق ولا يخرج عن نطاق المضمون الصحيح لمعنى الآية .

ـــــــــــــ

(1) آل عمران [37] (2) آل عمران [40] .

(3) الأنعام [101] (4) المؤمنون [89] .

(5) البقرة [259] .

أنى

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) .

نساؤكم : نساء مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، ونساء مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

حرث : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة .

لكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لحرث ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

فأتوا : الفاء هي الفصيحة ، لأنها أفصحت عن شرط مقدر ، حرف مبني لا محل له ، وقيل استئنافية ، أتوا : فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو فاعل .

حرثكم : حرث مفعول به ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

أنى : قيل فيها (1) إنها اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب حال بمعنى كيف تقدم على فاعله ، وقيل إنها في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل بعده ، وقيل إنها ظرف مكان متعلق بالفعل أتوا أيضاً ، وجملة شئتم في محل جر بالإضافة وقيل إنها اسم شرط حذف جوابه كما ذكر أبو حيان في البحر المحيط وأشرنا إليه سابقاً ، والتقدير : أنى شئتم فأتوه .

شئتم : فعل وفاعل ، وجملة شئتم على الوجه الأول في محل جر بإضافة أنى إليها وفي محل جزم على اعتبار أن ( أنى ) اسم شرط فتدبر ذلك ، والوجه الأول أفضل للابتعاد عن التكلف .

ــــــــــــــ

(1) أنظر العكبري ج 1 ص 94 ، وانظر تفسير القرآن الكريم وإعرابه للشيخ محمد طه الدرة م1 ج 1 ص 350 ، وانظر البحر المحيط لأبي حيان ج 2 ص 171 ، وانظر إعراب القرآن الكريم وبيانه لمحيي الدين الدرويش ج 1 ص 332 ، وانظر إعراب القرآن الكريم للنحاس ج 1 ص 311 .

أنى


قال الشاعر :

فأصبحت أنى تأتها تلتبس بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر

فأصبحت : الفاء للسببية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، أصبح فعل ماض ناقص والتاء في محل رفع اسمها .

أنى : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان متعلق بالجواب ، وهو مضاف .

تأتها : فعل مضارع مجزوم ، وهو فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف
العلة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، والهاء في محل نصب مفعول به ، والجملة في محل جر مضاف إليه .

تلتبس : فعل مضارع مجزوم ، وهو جواب الشرط وجزاؤه ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

وجملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب لعدم اقترانها بالفاء .

بها : جار ومجرور متعلقان بتلتبس .

وجملة الشرط في محل نصب خبر أصبح .

كلا : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، وهو مضاف .

مركبيها : مركبي مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى ، وهو مضاف ، والهاء في محل جر مضاف إليه .

تحت : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بشاجر ، وتحت مضاف .

رجليك : رجلي مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى ، ورجلي مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

شاجر : خبر مرفوع بالضمة .



أنى آناً



قال تعالى ( قال رب أنى يكون لي غلام ) .

قال : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على زكريا .

رب : منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالفتحة ، ورب مضاف ، وياء المتكلم المحذوفة في محل جر مضاف إليه .

أنى : اسم استفهام في محل نصب على الظرفية متعلق بمحذوف خبر يكون ، إذا اعتبرنا يكون فعلاً ناقصاً ، أو متعلق بيكون على اعتبار أنه فعل تام ، ويجوز في ( أنى ) أن يكون اسم استفهام بمعنى كيف مبني على السكون في محل نصب حال من غلام والعامل فيه الفعل يكون . وقد بينا احتمالات مجيء ( أنى ) بمعنى ( من أين ) أو ( كيف ) وذلك حسب دلالة المعنى ، فيصح أن نقول : من أين يكون لي غلام ، أو كيف يكون لي غلام ، فلا غضاضة في ذلك .

يكون : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، يجوز فيه النقصان والتمام .

لي : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر يكون الناقصة ، أو بمحذوف حال من غلام .

غلام : إما اسم يكون أو فاعلها ، وفي كلا الحالتين مرفوع بالضمة الظاهرة ، وجملة رب أنى ... الخ في محل نصب مقول القول ، وجملة قال رب ... الخ استئنافية لا محل لها من الإعراب .



آناً



ظرف زمان منصوب بالفتحة ، ولا يضاف لأنه منون .

نحو : أقمت في جدة آناً من الدهر .

آناء آنئذ أنبأ

آناء



ظرف زمان منصوب بالفتحة ، ويضاف إلى المفرد ( ما ليس بجملة ولا شبه جملة ) ، نحو : سأعودك آناء النهار .

ومنه قوله تعالى ( يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ) (1) .

ومنه قوله تعالى ( ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ) (2) .



آنئذ


لفظ مركب من ( آن ) و ( إذ ) .

نحو : زرتك وكنت آنئذ في عملك .

وتعرب : آن ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة متعلق بالفعل ، وهو مضاف ، و ( إذ ) ظرف زمان مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، والتنوين في ( إذ ) تنوين عوض ناب عن الجملة المحذوفة ، والتقدير : وكنت آن إذ زرتك في عملك .



أنبأ


من الأفعال التي تتعدى لثلاثة مفاعيل ، أصل الأول اسم ظاهر ، أو ضمير ، والثاني والثالث أصلهما المبتدأ والخبر .

نحو : أنبأت محمداً أخاه قادماً .

ـــــــــــــــ

(1) آل عمران [113] (2) طه [130] .

أنبأ انبرى أنت



ومنه قول الأعشى قيس :

وأنبئت قيساً ولم أبله كما زعموا خير أهل اليمن

فأنبئت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء في محل رفع نائب فاعل ، وهو المفعول الأول .

قيساً : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .

خير : مفعول به ثالث منصوب بالفتحة .

وقد تسد أن واسمها وخبرها مسد المفعولين الثاني والثالث ، نحو : أنبأت والدك أن أخاك قادم .

أنبأت : فعل وفاعل . والدك : مفعول أول ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

أن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، وأخاك : اسمها منصوب بالألف ، لأنه من الأسماء الستة والكاف في محل جر مضاف إليه .

قادم : خبرها مرفوع بالضمة ، والمصدر المؤول من أن ومعمولها سد مسد المفعول به الثاني والثالث .

انبرى

يأتي فعلاً ماضياً ناقصاً من أفعال الشروع بمعنى ( شرع ) يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، بشرط أن يكون جملة فعلية مضارعة غير مقترنة ( بأن ) .

نحو : انبرى المهندس يخطط البناء .

وتأتي فعلاً تاماً لازماً بمعنى ( برى ) ، نحو : انبرى القلم .

أو بمعنى ( اعترض ) ، نحو : انبرى العلماء للجهل .

أنت

أنتَ : ضمير رفع منفصل مبني على الفتح يختص بالمخاطب ، ومثناه أنتما ، وجمعه أنتم للمذكر .

أنت أنشأ آنفاً



نحو : أنتَ ومالك لأبيك .

ومنه قوله تعالى ( فاقض ما أنتَ قاض )(1) وقوله تعالى ( وأنتَ حل بهذا
البلد )(2) .

ونحو : أنتما مهذبان ، وقوله تعالى ( وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون )(3).

وأنتِ : ضمير رفع منفصل مبني على الكسر يختص بالمخاطبة ، ومثناه
أنتما ، وجمعه أنتن .

نحو : أنتِ تخلصين في عملك ، أنتما تخلصان في عملكما ، أنتن تخلصن في عملكن .



أنشأ

يأتي فعلاً ماضياً ناقصاً بمعنى ( شرع ) ، نحو : أنشأ العمال يبنون المسجد .

ويأتي فعلاً تاماً بمعنى ( أحدث ) أو ( بنى ) أو ما في معناها .

نحو : أنشأت الحكومة المدارس في أنحاء البلاد .



آنفاً

ظرف زمان منصوب بالفتحة ، نحو : ذكرت آنفاً .

ويأتي اسماً يعرب حسب موقعه من الجملة .

نحو : ونستخلص من الحديث الآنف الذكر كذا وكذا .

ـــــــــــــ

(1) طه [72] (2) البلد [2] .

(3) آل عمران [123] .

انفك انقلب إنما



انفك

يأتي فعلاً ناقصاً يعمل عمل كان بشرط أن يسبق بنفي أو نهي أو دعاء .

نحو : ما انفك الطالب يذاكر دروسه ، وما انفكت السماء ماطرة .

وهو من الأفعال الناقصة التصرف ، إذ لا يأتي منه إلا الماضي والمضارع واسم الفاعل ، ولا يأتي منه أمر ولا مصدر .

ويأتي تاماً بمعنى ( انفصل ) أو ( انحل ) ، نحو : انفكت العقدة .



انقلب



يأتي ناقصاً إذا كان بمعنى ( صار ) .

نحو : انقلب الأليف مفترساً ، ونحو : انقلب القماش ثوباً .

ويأتي تاماً إذا كان بمعنى ( ارتد ) ، نحو : انقلب الأمر رأساً على عقب ، ومنه قوله تعالى ( وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه )(1) .



إنما



لفظ مركب من ( إن ) المشبهة بالفعل و ( ما ) الزائدة الكافة عن العمل ، وعليه أبطل عمل ( إن ) ، وألغى اختصاصها في الدخول على الجملة الاسمية , وأصبحت صالحة للدخول على الاسمية والفعلية على حد سواء ، وتسمى ( إنما ) أداة حصر لا عمل لها .

ـــــــــــــــ

(1) الحج [11] .

إنما أنما



مثال دخولها على الجملة الاسمية قوله تعالى ( فذكر إنما أنت مذكر )(1) ، وقوله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة )(2) .

ومثال دخولها على الجملة الفعلية قوله تعالى ( إنما يتذكر أولوا الألباب )(3) .

ومنه قول كثير :

أراني ولا كفران لله إنما أواخي من الأقوام كل بخيل



أنما



لفظ مركب من ( أن ) المشبه بالفعل المفتوحة الهمزة و ( ما ) الزائدة الكافة عن العمل .

نحو قوله تعالى ( يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد )(4) .

تنبيه : إذا دخلت ( ما ) الموصولة على ( إن ) أو ( أن ) فلا تكفها عن العمل ولا تركب معها في كلمة واحدة ، كما هو الحال مع ( ما ) الزائدة .

نحو : إن ما تقله حقيقة واقعة .

ويجوز أن يكون منه قوله تعالى ( إن ما توعدون لآت )(5) إذا اعتبرنا ( ما ) موصولة لا مصدرية .

ومثال ( أن ) و ( ما ) الموصولة قولنا : يوحى إليّ أن ما فعلته كان صواباً .

ـــــــــــــ

(1) الغاشية [21] (2) الحجرات [10] .

(3) الزمر [9] (4) فصلت [5] .

(5) الأنعام [134] .



أنما إنه آه



ومنه قوله تعالى رغم اتصال ( أن ) بما ( لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا )(1) .

إنه

تأتي مركبة من ( إن ) المشبهة بالفعل و ( هاء ) السكت ، وتأتي مركبة من
( إن ) التي هي حرف جواب بمعنى ( أجل ) مبني على السكون لا محل له من الإعراب و ( هاء ) السكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

نحو : هل وصل أخوك ، فتقول : إنه ، ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :

ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت إنه

والشاهد في البيت قوله ( إنه ) فيصح أن نعتبر ( إن ) حرف توكيد ونصب والهاء ضمير متصل في محل نصب اسم إن وسكن لأجل الوقف ، ولكن هذا الوجه مرجوح لأن الهاء لو كانت ضميراً لثبتت في الوصل كما تثبت في الوقف وليس الأمر كذلك ، إنما تقول في الوصل إن يا فتى بحذف الهاء (2) ، ويصح أيضاً أن نعتبر ( إن ) حرف جواب بمعنى أجل ( والهاء ) للسكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وهو موضع الشاهد في البيت .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:20 AM

إذ

إذ : تأتي إذ اسماً كما تأتي حرفاً .

أولاً إذ الاسمية :

1 ـ تستعمل إذ ظرفاً للزمن الماضي بمعنى حين ، نحو : شكرت والدي إذ أعطاني هدية ، ومنه قوله تعالى ( فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا )(1) ، ومنه قول الخنساء * :

وإذ تتحاكم الرؤساء فينا لدى أبياتنا ، وذوي الحقوق

2 ـ وتكون مفعولاً به : نحو قوله تعالى ( واذكروا إذ كنتم قليلاً )(2) ، وقوله

ـــــــــــــــ

(1) التوبة [40] (2) الأعراف [86] .

* الخنساء : هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد الرياحية السلمية ، أشهر شاعرات العرب ، وأشهرهن على الإطلاق شاعرة نجدية عاشت أكثر عمرها في العصر الجاهلي ، وأدركت الإسلام فأسلمت وهي من أولى طبقات الرثاء ، وفدت على الرسول صلى الله عليه وسلم مع قومها وكان يستنشدها ويعجبه شعرها ، استشهد أولادها الأربعة في القادسية سنة 16 هـ فقالت الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ، وتوفيت سنة 24 هـ .

إذ



تعالى ( واذكروا إذ جعلكم خلفاء )(1) ، فإذا اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به لاذكروا ، ومن قوله تعالى ( إذ قال ربك للملائكة )(2) .

3 ـ وتكون بدلاً من المفعول به ، كقوله تعالى ( واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه )(3)، وقوله تعالى ( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها )(4) .

فإذ في الآية : اسم مبني على السكون في محل نصب بدل من ( أخا ) ، وبدل من ( مريم ) .

4 ـ وتأتي مضافاً إليه وتكون إضافتها في الأغلب الأعم إلى كلمة ( بعد ) ، ( حين ) ، ( يوم ) ، ( قبل ) ، ( ساعة ) ، نحو قوله تعالى ( ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله )(5) ، وقوله تعالى ( وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم )(6) ، فإذ في الآيتين السابقتين مضاف إليه لبعد في محل جر ، ومنه قوله تعالى ( وأنتم حينئذ تنظرون )(7) ، وقوله تعالى ( ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون )(8) .

ويوم : الواو حرف استئناف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة وشبه الجملة متعلق بيخسر الآتي .

تقوم : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، الساعة : فاعل مرفوع بالضمة ، والجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه ليوم .

يومئذ : بدل منصوب من يوم السابق وهو مضاف ، وإذ : ظرف زمان مبني على السكون وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين في محل جر مضاف إليه ،

ـــــــــــــ

(1) الأعراف [69] (2) البقرة [30] (3) الأحقاف [21] .

(4) مريم [16] (5) الأنعام [71] (6) التوبة [115] .

(7) الواقعة [84] (8) الجاثية [27] .



إذ



وهو من الظروف التي تضاف إلى الجملة ، وقد تحذف الجملة فيعوض عنها بالتنوين فيلتقي ساكنان سكون البناء وسكون التنوين فيحرك سكون البناء بالكسرة ولذلك أطلق على تنوين ( إذ ) تنوين العوض .

يخسر : فعل مضارع مرفوع ، المبطلون : فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم .

5 ـ وتأتي ( إذ ) اسماً للدلالة على الزمن المستقبل ، وعندئذ تكون ظرفاً للزمان ليس غير ، كقوله تعالى ( فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم )(1) .

فإذ في الآية : اسم مبني على السكون في محل نصب ظرف للزمان المستقبل متعلق بيعلمون وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين ، كما بينا سابقاً ، وهو مضاف ، وجملة ( الأغلال في أعناقهم ) في محل جر بالإضافة .



ثانياً : إذ الحرفية :

تأتي إذ حرفاً في المواضع الآتية :

1 ـ إذا كانت تعليلية ، كقوله تعالى ( ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون )(2) ، وقوله تعالى ( وإذ لم يهتدوا به فسيقولون )(3) ، ( فإذ ) في الآيتين السابقتين حرف تعليل لا محل له من الإعراب .

2 ـ إذا كانت للمفاجأة : وتكون ( إذ ) للمفاجأة إذا جاءت بعد ( بينا ) و ( بينما ) ومنه قول الشاعر عنبر بن لبيد العذري :

أستقدر الله خيراً وأرضين به فبينما العسر إذ دارت مياسير

ــــــــــــــ

(1) غافر [71] (2) الزخرف [39] .

(3) الأحقاف [11] .

إذ



وقول الآخر :

وبينما نحن في أمن وفي دعة إذ جاءنا من رسول الدهر إيعاد

والشاهد في البيتين السابقين قولهما : إذ دارت ، وإذ جاءنا .

فإذ : فيهما حرف للمفاجأة مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تنبيه :

لقد ذكرنا إن ( إذ ) تأتي مضافة لفظاً ومعنى ، ولكنها إذا انقطعت عن الإضافة بنوعيها تنون ، ويكون التنوين عوضاً عن لفظ الجملة المضاف لإذ ، وغالباً ما يكون ذلك بإضافة اسم الزمان إلى ( إذ ) كما ذكرنا سابقاً ومنه قوله تعالى ( ويومئذٍ يفرح المؤمنون )(1) .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ) .

فقد : الفاء حرف زائد لتزين اللفظ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

قد : حرف تحقيق مبني على السكون .

نصره : نصر : فعل ماض مبني على الفتح ، والهاء ضمير الغائب عائد على الرسول مبني على الضم في محل نصب مفعول به .

الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .

إذ : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بنصر وإذ مضاف .

ـــــــــــــــ

(1) الروم [4] .



إذ



أخرجه : أخرج فعل ماض ، والضمير في محل نصب مفعول به .

الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل .

كفروا : كفر فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .

وجملة نصره الله ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

وجملة أخرجه الذين ... إلخ في محل جر مضاف إليه ( لإذ ) .

وجملة كفروا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

قال تعالى ( إذ قال ربك للملائكة )

إذ : اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به لأذكر المقدر وهو مضاف .

قال : فعل ماض مبني على الفتح ، ربك : رب فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه ، وجملة قال ربك في محل جر مضاف إليه بعد إذ .

للملائكة : جار ومجرور متعلقان بقال .



قال تعالى ( ولن ينفعكم اليوم ـ إذ ظلمتم ـ أنكم في العذاب مشتركون )

ولن : الواو على حسب ما قبلها ، ولن حرف نصب ونفي .

ينفعكم : ينفع فعل مضارع منصوب بلن ، وعلامة نصبه الفتحة ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم للدلالة على الجمع .

اليوم : حرف تعليل لا محل له من الإعراب ، والتقدير : ظلمكم .

ظلمتم : ظلم فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والميم للدلالة على الجمع .



إذ



أنكم : أن : حرف توكيد ونصب ، والكاف ضمير متصل في محل نصب اسمها ، والميم للدلالة على الجمع .

في العذاب : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق ( بمشتركون ) .

مشتركون : خبر أن مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .

و ( أن ) واسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل للفعل ينفع ، والتقدير : لن ينفعكم اشتراككم في العذاب ، وجملة ينفع مع الفاعل ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، وجملة ظلمتم اعتراضية بين الفعل وفاعله لا محل لها من الإعراب .

وجملة اسم ( أن ) وخبرها لا محل لها من الإعراب صلة للحرف المصدري .



قال الشاعر :

وبينما نحن في أمن وفي دعة إذ جاءنا من رسول الدهر إيعاد

وبينما : الواو على حسب ما قبلها حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

بينما : ظرف زمان منصوب متعلق بنحن .

نحن : ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ .

في أمن : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف بنحن وهما معطوفان على ما قبلهما .

إذ : حرف للمفاجأة مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

جاءنا : جاء فعل ماض مبني على الفتح وناء المتكلمين في محل نصب مفعول به .

من رسول : جار ومجرور متعلقان بجاء ، ورسول مضاف .

الدهر : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

إيعاد : فاعل لجاء مرفوع بالضمة الظاهرة .

إذا



تأتي إذا اسماً وتأتي حرفاً .

أولاً : إذا الاسمية : وهي على أقسام .

1 ـ تأتي ظرفاً لما يستقبل من الزمان ، متضمنة معنى الشرط غير جازمة ، وتتعلق بجوابها ويختص مجيئها بالفعل ، نحو : إذا جاء محمد فقم إليه ، ومنه قوله تعالى ( إذا جاء نصر الله والفتح )(1) ، وقوله تعالى ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون )(2) ، ومنه قول الشاعر * :

إذا فزعوا طاروا إلى مستغيثهم طوال الرماح لا ضعاف ولا عزل

فإذا جاء بعدها اسم أو ضمير أعرب فاعلاً لفعل محذوف يفسره ما بعده ، وهو الوجه الأحسن ، وقد أجاز سيبويه فيما نقله السهلي ، وقوع المبتدأ بعدها إذا كان الخبر فعلاً وأجاز الأخفش وقوع المبتدأ بعدها بلا شرط وقال بذلك ابن مالك .

ومنه قول الشاعر ** :

إذا بأهلي تحته حنظلية له ولد منها فذاك المذرع

ومنه قول الشاعر *** :

إذا الليل أضواني بسطت له يد الهوى وأذللت دمعاً من خلائقه الكبر

ـــــــــــــ

(1) الفتح [1] (2) النحل [61] .

* زهير : هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني شاعر جاهلي من شعراء المعلقات واحد الشعراء الثلاثة المتقدمين على الشعراء باتفاق مع امرئ القيس والنابغة الذبياني ورابعهم الأعشى قيس وقد أحسن تنقيح شعره ، وبعد به عن فشجب الكلام . يمتاز بدقة الوصف ، ورصانة الألفاظ وعمق الأفكار . عرفت قصائده بالحوليات لأنه يمضي فيها الحول تنقيحاً وتثقيفاً حتى يخرجها على أجود ما يكون الشعر . ** الفرزدق .

*** أبو فراس : هو الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي يكنى أبا فراس ، أمير =

إذا



ومثال مجيء الضمير بعد ( إذا ) مؤكداً للفاعل المحذوف قول المتنبي * :

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

ومنه قول بشار ** :

إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ضمئت وأي الناس تصفو مشاربه

( إذا ) من الظروف الملازمة الإضافة للجملة الفعلية .

كقوله تعالى ( حتى إذا أخذت الأرض )(1) ، وقوله تعالى ( إذا زلزلت الأرض زلزالها )(2) .

ــــــــــــــ

(1) يونس [24] (2) الزلزلة [1] .

= شاعر ، وهو ابن عم سيف الدولة الحمداني ، قال عنه الصاحب بن عباد بدئ الشعر بملك وختم بملك يعني امرأ القيس وأبا فراس ، كان سيف الدولة يحبه ويجله أسر في إحدى المعارك مع الروم وافتداه سيف الدولة ، وقد ولد أبو فراس سنة 320 هـ ، وتوفي مقتولاً سنة 357هـ .



* المتنبي : هو أبو الطيب أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي ، الملقب بالمتنبي ، الشاعر المشهور ، ولد بالكوفة سنة 303 هـ فخالط الأعراب وأخذ منهم وأكثر من نقل اللغة ، وأطلع على الفلسفة والعلوم ، طوف في البلاد إلى أن استقر في بلاط سيف الدولة الحمداني فمدحه ، ثم مدح كافور الإخشيدي ، أقام بالكوفة ، ثم انتقل إلى بغداد ومدح البويهين في العراق وفارس ، قتل في طريق عودته إلى الكوفة سنة 354 هـ وكان متكبراً شجاعاً .



** بشار : هو أبو معاذ بشار بن برد العقيلي بالولاء ، ولد سنة 95 هـ من أصل فارسي ، ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق ، كان ضريراً ، نشأ في البصرة ، وقدم بغداد ، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية ، شاعر مطبوع يعد أشعر المحدثين ، كان رجازاً شجاعاً خطيباً متهماً بالزندقة ، مات سنة 167 هـ .



إذا



2 ـ تأتي ( إذا ) ظرفاً دالاً على الحال ، غير متضمنة معنى الشرط .

كقوله تعالى ( والنجم إذا هوى )(1) ، وقوله تعالى ( والليل إذا يغشى )(2) .

وغالباً ما تكون بعد القسم كما في الآيتين السابقتين وقد اختلف النحاة في تقدير العامل في ( إذا ) الدالة على الحال بعد القسم ، وقد قدره الرضى بمصدر مضاف محذوف تقديره : وعظمة الليل وعظمة النجم .



3 ـ وتأتي ظرفاً لما مضى من الزمان ، وهي عندئذ بمعنى ( إذ ) ، كقوله تعالى ( وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضوا إليها )(3) ، وقوله تعالى ( ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه )(4) .

( فإذا ) في الآيتين السابقتين جاءت بمعنى ( إذ ) لأن قوله تعالى ( لا أجد ما أحملكم عليه ) مقول في الماضي وكذا الانفضاض في قوله تعالى ( انفضوا إليها ) واقع أيضاً فيما مضى ، ولذلك فالموضعان السابقان صالحان ( لإذ ) وقد قامت إذا مقامها ، وقد قال بذلك ابن مالك في كتاب شواهد التوضيح والتصحيح ص 9 – 10 وإليك نص قوله :

وكما استعملت ( إذ ) بمعنى ( إذا ) استعملت ( إذا ) بمعنى ( إذ ) ، وذكر الشاهدين السابقين ومعهما شاهد ثالث لم أذكره خشية الإطالة ، غير أن المسألة خلافية ، فقد قال بعض النحاة به ، والبعض الآخر أنكره ، وقد ذكرته للفائدة فتدبره .

ــــــــــــــ

(1) النجم [1] (2) الليل [1] .

(3) الجمعة [11] (4) التوبة [92] .



إذا



4 ـ وقد تخرج ( إذا ) عن الظرفية فتكون اسماً مجروراً ( بحتى ) ، كقوله تعالى ( حتى إذا جاؤها )(1) ، وقوله تعالى ( حتى إذا كنتم في الفلك )(2) .

ومنه قول لبيد :

حتى إذا ألقت يداً في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها

فإذا في الشواهد الثلاثة السابقة يجوز فيها الجر ( بحتى ) ، كما يجوز فيها النصب على الظرفية ، وهو أمر مختلف فيه أيضاً .

أو مبتدأ كما ذكر الأخفش في قوله تعالى ( إذا السماء انشقت ، وأذنت لربها وحقت ، وإذا الأرض مدت )(3) .

قال الأخفش ( إذا ) مبتدأ و ( إذا الأرض ) خبر والواو في إذا الثانية زائدة ، وقد نقله عنه العكبري (4) . غير أن هذا الوجه فيه تكلف ، ( فإذا ) في موقع نصب على الظرفية وهي شرطية وجوابها فيه أقوال : فإما أن يكون ( أذنت ) والواو زائدة ، وإما أن يكون محذوفاً تقديره بعثتم أو جوزيتم .

ـــــــــــــ

(1) الزمر [71] (2) يونس [2] .

(3) الانشقاق [1 – 3] .

(4) إملاء ما من به الرحمن ج 2 ص 284 .

إذا



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( إذا جاء نصر الله والفتح )

إذا : ظرف للزمان المستقبل ، غير جازمة متعلقة بجوابها ، مبنية على السكون في محل نصب ن وهي مضاف .

جاء : فعل ماض مبني على الفتح .

نصر الله : نصر فاعل مرفوع وهو مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور .

والفتح : الواو حرف عطف ، الفتح : معطوف على نصر مرفوع .

وجملة ( جاء نصر ... إلخ ) في محل جر مضاف إليه بعد إذا .

قال الشاعر :

إذا الليل أضواني بسطت له يد الهوى وأذللت دمعاً من خلائقه الكبر

إذا : ظرف للزمان المستقبل ، شرطية غير جازمة مبنية على السكون في محل نصب ، وهي مضاف .

الليل : فاعل مرفوع بالضمة لفعل محذوف يفسره ما بعده ، والفاعل والفعل المحذوف في محل جر مضاف إليه .

أضواني : أضواني فعل ماض ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير المتكلم مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الليل .

وجملة أضواني ... إلخ لا محل لها من الإعراب مفسره .

بسطت : فعل وفاعل هو جواب الشرط لا محل له من الإعراب لأن أداة الشرط غير جازمة .



إذا



له : جار ومجرور متعلقان ببسط .

يد الهوى : يد مفعول به منصوب بالفتحة ، وهي مضاف ، والهوى مضاف إليه مجرور بالكسرة .

وأذللت : الواو حرف عطف ، أذللت : معطوف على بسطت .

دمعاً : مفعول به منصوب بالفتحة .

من خلائقه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم في محل رفع ، وخلائق مضاف ، وضمير الغائب في محل جر مضاف إليه .

الكبر : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة .

تنبه : اختلف النحويون في العامل في ( إذا ) أهو الشرط أم الجواب فالجمهور على أن ناصب ( إذا ) هو الجواب ، والمحققون على أن الناصب هو الشرط ولكل من الفريقين أسانيده التي بنى عليها رأيه فاختر ما تشاء .

أما ما نراه فإنها خافضة لشرطها منصوبة بجوابها ولا يمنع ما يتصل بالجواب من حروف كالفاء الرابطة وإذا الفجائية ( وإن ) ، ( وما ) النافيتين ـ من العمل في ( إذا ) وقد أكد ذلك العكبري (1) ، والزمخشري (2) ، والرضي (3) ، وغيرهم .



قال تعالى ( والليل إذا يغشى ) .

والليل : الواو حرف جر للقسم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، الليل : اسم مجرور بالواو وعلامة جره الكسرة الظاهرة .

ــــــــــــ

(1) أنظر العكبري إملاء ما من به الرحمن ج 1 ص 87 .

(2) وانظر الكشاف ج 4 ص 239 .

(3) وانظر شرح الكافية ج 2 ص 111 .

إذا



والجار والمجرور متعلقان بمحذوف فعل القسم ، تقديره : أقسم .

إذا : ظرف زمان دال على الحال غير متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب ، والعامل فيه مضاف محذوف ، تقديره : وعظمة الليل إذا يغشى ، وهو مضاف .

يغشى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الليل ، وجملة يغشى في محل جر مضاف إليه .



قال تعالى ( وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضوا إليها )

وإذا : الواو للاستئناف حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

إذا : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب خافض لشرطه منصوب بجوابه ( انفضوا ) .

رأوا : فعل ماض مبني على الضم على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة من الفعل والفاعل في محل جر مضاف إليه .

تجارة : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة .

أو لهواً : أو حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، لهواً : معطوف على تجارة منصوب بالفتحة .

وجملة إذا رأوا ... إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

انفضوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو في محل رفع فاعل .

إليها : جار ومجرور متعلقان بانفضوا .



إذا

قال الشاعر :

حتى إذا ألقت يداً في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها

حتى : حرف ابتداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وهو في هذا الموضع جار لإذا عند بعض النحاة كالأخفش .

إذا : اسم مبني على السكون في محل جر بحتى ، إذا لم نعتبرها ظرفية ، والأمر فيه خلاف ، والصواب اعتبارها ظرفاً لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه .

ألقت : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ، وهو فعل الشرط ، والتاء للتأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على الشمس التي أضمرها الشاعر ، ولم يتقدم لها ذكر على حد قوله تعالى ( حتى توارت بالحجاب )(1) . يداً : مفعول به منصوب .

وجملة ألقت يداً في محل جر بإضافة إذا إليها ، وجواب إذا في البيت الذي يلي هذا البيت وهو قول الشاعر : أسهلت ... إلخ ( أنظر المعلقة ) .

في كافر : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف صفة ليد ، وتقدير الكلام : ( يداً في يد كافر ) فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه .

وأجن : الواو حرف عطف ، أجن : فعل ماض مبني على الفتح .

عورات : مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ، لأنه جمع مؤنث سالم ، وعورات مضاف ، والثغور مضاف إليه .

ظلامها : ظلام فاعل أجن وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، وجملة ( أجن ... إلخ ) معطوفة على جملة ( ألقت ... إلخ ) فهي في محل جر .

ـــــــــــــــ

(1) ص [32] .

إذا



ثانياً : إذا الحرفية :

هي ( إذا ) الفجائية الظرفية ولا تقع إلا في وسط الكلام ، وتدخل على الجملة الاسمية فقط ، ولا تحتاج إلى جواب ، وتكون للحال ، والجملة بعدها لا محل لها من الإعراب ، والاسم المرفوع بعدها يعرب مبتدأ .

نحو : خرجت فإذا محمد بالباب .

ومنه قوله تعالى ( فإذا هي حية تسعى )(1) ، وقوله تعالى ( فإذا هي شاخصة )(2) ، وقوله تعالى ( ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين )(3) .

ويلاحظ في ( إذا ) الفجائية اقترانها بالفاء وقد اختلف فيها أهي زائدة ، أم للاستئناف ، أم عاطفة ، وقال الرضى في شرح الكافية إنها جواب شرط مقدر ، ولعله يعني أنها فاء السببية التي يراد منها لزوم ما بعدها لما قبلها . وقال بعضهم إنها عاطفة . وقد دخلت ( ثم ) العاطفة على ( إذا ) الفجائية في آية واحدة هي قوله تعالى ( ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنشرون )(4) .

وكما اختلف النحاة في الفاء الداخلة على ( إذا ) الفجائية ، اختلفوا أيضاً في ( إذا ) الفجائية ذاتها أحرف هي أم ظرف .

فقال بعض النحويين إنها حرف وهو مذهب أهل الكوفة والبعض الآخر قال بظرفيتها الزمانية وهو مذهب الزجاج والرياش ، والعامل فيها هو خبر المبتدأ ، وبعضهم قال بظرفيتها المكانية وهو منسوب إلى سيبويه ، ونقله الرضى في شرح الكافية عن المبرد غير أن القول بحرفيتها هو أصوب الوجهين (5) .

ـــــــــــــ

(1) طه [20] (2) الأنباء [97] .

(3) الأعراف [108] (4) الروم [20] .

(5) أنظر الكتاب لسيبويه ج 1 ص 95 و ج 3 ص 17 – 18 .

إذا



فقد قال سيبويه * ، فهي حرف من حروف الابتداء .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( فإذا هي حية تسعى ) .

فإذا : الفاء إما زائدة أو للاستئناف ، وقد تكون عاطفة أو للسببية .

هي : ضمير الغائبة مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .

حية : خبر مرفوع بالضمة .

والجملة من المبتدأ والخبر تقدر حالته الإعرابية بحسب نوع الفاء المتصلة بإذا ، وغالباً ما تكون جملة استئنافية لا محل لها من الإعراب .

تسعى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على حية .

والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع صفة لحية .





ـــــــــــــ

* سيبويه : هو أبو بشر عمر بن عثمان بن قنبر الشهير بسيبويه ، ولد بالبيضاء من سلالة فارسية سنة 148 هـ والتحق بحلقات الفقهاء والمحدثين ، فعيب عليه لحنة لحنها في مجلس شيخه فخجل ، وطلب علم النحو وقد لازم الخليل بن أحمد ، وأخذ من غيره من أئمة النحو ، حتى أصبح إمام النحويين ، وألف كتابه الذي خلد ذكره والذي لم يؤلف قبله ولا بعده مثيلاً له وعرف بكتاب سيبويه ، توفي ببلدته البيضاء بفلس سنة 180 هـ عن عمر لا يزيد على اثنتين وثلاثين سنة ، ويقال إن وفاته بسبب ما لحقه من غم لسوء التحكيم بينه وبين الكسائي في الحادثة المشهودة بينهم .

إذاً وإذن



إذاً

حرف جواب وجزاء وشرط مقدر أو ظاهر ناصبة للفعل المضارع ، مثال مجيئها جواباً وجزاءً لشرط مقدر قولنا : إذن أكرمك .

ومنه قوله تعالى ( إذاً لذهب كل إله بما خلق )(1) .

قال الزمخشري في الآية السابقة بأن الشرط محذوف تقديره : ولو كان معه آلهة ، وإنما حذف لدلالة قوله تعالى ( وما كان معه من إله ) ، ومنه قوله تعالى ( إذاً لارتاب المبطلون )(2) .

وقد فسر أبو حيان الآية في البحر المحيط على تقدير لو المحذوفة فقال : أي لو كان يقرأ كتبنا قبل نزول القرآن عليه ، أو يكتب لحصلت الريبة للمبطلين (3) .

ومثال مجيئها جواباً وجزاءً للشرط الظاهر قوله تعالى ( فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين )(4) , وقوله تعالى ( ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذاً لخاسرون )(5) .

ومنه قول كثير * :

لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذن لا أقيلها



ـــــــــــــ

(1) المؤمنين [91] (2) العنكبوت [48] .

(3) أنظر البحر المحيط ج 5 ص 154 . (4) يونس [106] (5) المؤمنون [34] .

* كثير : هو ابن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر الخزامي ، يكنى أبا صخر ، شاعر متيم مشهور من أهل المدينة ، وأكثر إقامته بمصر ، وفد على عبد الملك بن مروان فازدري منظره ولما عرف أدبه رفع منزلته ، كان ذميماً مفرط القصر ، وفي نفسه شمم وترفع ، يقال له كثير عزة وهي امرأة اشتهر بحبها ، كان شاعر أهل الحجاز في الإسلام لا يقدمون عليه أحد ، كان عفيفاً في حبه توفي في المدينة سنة 105 هـ .



إذن



والشاهد في الآيتين السابقتين قوله تعالى : إذاً من الظالمين ، فإذاً جزاء للشرط وجواب الذين قاولوهم من قومهم كما ذكر الزمخشري في الكشاف (1) . وفي البيت قوله : إذن لا أقيلها ، فإذن جزاء للشرط وجواب لسؤال مقدر . وقد تأتي ( إذن ) جواباً لغير الجزاء كقوله تعالى ( قال فعلتها إذن وأنا من الظالمين )(2) .



حقيقة إذن :

لقد اختلف النحويون في حقيقة ( إذن ) ، فقال الجمهور إنها حرف بسيط لا مركب من ( إذ ) و ( أن ) أو من ( إذا ) و ( أن ) .

وذهب الكوفيون إلى القول باسميتها وأن أصلها ( إذاً ) الظرفية لحقها التنوين عوضاً عن الجملة المضاف إليها المحذوفة .

وذهب الخليل بن أحمد * إلى القول : بأنها حرف مركب من ( إذ ) و ( أن ) ونقلت حركة الهمزة إلى الذال ثم حذفت .





ــــــــــــــ

(1) أنظر الكشاف للزمخشري ج 3 ص 47 .

(2) الشعراء [20] .

* الخليل : هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي البصري ، واضع علم العروض وأول من ألف المعجمات اللغوية ، فهو صاحب كتاب العين المشهور ، وهو واضع الشكل المستعمل اليوم ، ولد سنة 100 هـ بالبصرة ونشأ بها ، وتعلم على يد أئمة زمانه ، وخرج إلى البادية وسمع الأعراب الفصحاء ، فنبغ في العربية نبوغاً عظيماً كان حجة في القياس واستخراج مسائل النحو وتعليله ، وقد لقن ذلك لتلميذه سيبويه ، توفي سنة 170 هـ .

إذن



وذهب الرضى * إلى أنها اسم وأصله ( إذ ) حذفت الجملة المضاف إليها ، وعوض عنها التنوين ، وقد ورد في حاشية السيوطي ** على المغني عن بعضهم أن ( إذن ) تأتي على وجهين .

1 ـ حرف ناصب للفعل المختص به .

2 ـ اسم أصله ( إذا ) أو ( إذ ) حذفت الجملة المضاف إليها وعوض عنها التنوين وهذه تدخل على المضارع فيرفع بعدها ، كما تدخل على غير المضارع أيضاً .

ــــــــــــــ

* الرضى : هو محمد بن الحسن الإسترباذي نجم الدين عالم بالعربية من أهل إسترباذ من أعمال طبرستان اشتهر بشرح كتابي الكافية في النحو لابن الحاجب وشرح مقدمته المسماة بالشافية في علم الصرف .



** السيوطي : هو جلال الدين عبد الرحمن بن كمال الدين أبو بكر السيوطي ، أوحد زمانه وأشهر علماء عصره في علوم العربية ، وأغزرهم تصنيفاً فيها ، ولد في القاهرة سنة 849 هـ وهو من أسرة بغدادية الأصل ، استقر به المقام في أسيوط قبل ميلاد السيوطي بقرون ، رحل والده إلى القاهرة قبل ولادته بأربعين عاماً ، وكان والده من أجل العلماء ، انقطع السيوطي لطلب العلم في الأزهر ورحل إلى مكة وطوف في العالم الإسلامي ، توفي سنة 911 هـ .



إذن



فيجوز أن نقول لمن قال آتيك إذن أكرمك بالرفع على الأصل ، وبالنصب على أنها ظرفية .



شروط النصب بإذن



يشترط في النصب بإذن ثلاثة شروط :

1 ـ أن يكون الفعل مستقبلاً .

2 ـ أن تكون في أول الكلام .

3 ـ ألا يفصل بينها وبين الفعل فاصل غير القسم ، والنداء .



الشرح والتوضيح :

إن من شروط عمل إذن دلالة الفعل بعدها على الاستقبال .

نحو : إذن أكرمك ، جواب لمن قال سأزورك ، فإذا لم يدل الفعل على الاستقبال امتنع عملها ، وجاء الفعل بعدها مرفوعاً ، نحو : إذن أظنك صادقاً ، برفع أظنك ، جواب لمن قال : أنا أحترمك ، وقد اشترط في عملها أن تكون في أول الكلام .

نحو : إذن أجيئك ، فإذا لم تتصدر الكلام امتنع عملها ، نحو : محمد إذن يكرمك ، برفع يكرمك ، ومنه أنا إذن أستقبلك . كذلك اشترط النحاة ألا يفصل بينها وبين معمولها فاصل كما في الأمثلة السابقة ، فإذا انفصل بينها وبين الفعل بفاصل امتنع عملها ، نحو : إذن محمد يكرمك ، برفع يكرمك .

أما إذا كان الفاصل بينهما القسم فلا يمتنع عملها ، نحو : إذن والله آتيك ، بنصب آتيك ، أو النداء ، نحو : إذن يا محمد تنجح .

إذن



تنبيه : لم ترد إذن الناصبة للمضارع المصدرة في القرآن الكريم .

( إذن بعد الفاء والواو )

إذا جاءت ( إذن ) بعد الفاء أو الواو العاطفتين ، ثم تلاها فعل مضارع دال على الاستقبال ، جاز فيه الإعمال والإهمال ، والوجه الثاني هو الأرجح لعدم مجيئها عاملة بعد الفاء أو الواو في القرآن الكريم إلا فيما قرئ شاذاً في قوله تعالى ( فإذن لا يؤتون الناس نقيراً )(1) .

وقوله تعالى ( وإذن لا يلبثون خلافك إلا قليلاً )(2) .

وقوله تعالى ( وإذاً لا تمتعون إلى قليلاً )(3) .

ولم يرد في القرآن الكريم غير الآيات الثلاث السابقة التي جاءت فيها ( إذن ) بعد الفاء والواو والفعل بعدها مرفوع إلا فيما قرئ منها شاذاً ، وهي الآية الأولى فقد قرئت ( فإذاً لا يؤتوا ) والآية الثانية فقد قرئت ( وإذاً لا يلبثوا ) .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( إذاً لارتاب المبطلون )

إذاً : حرف جواب وجزاء مبني على السكون لا عمل له ، وهي تكتب بالألف أو بالنون .

لارتاب : اللام واقعة في جواب شرط مقدر ، ارتاب فعل ماض مبني على الفتح .

المبطلون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .

ــــــــــــــ

(1) النساء [53] (2) الإسراء [76] (3) الأحزاب [16] .



إذن



والجملة لا محل لها من الإعراب واقعة في جواب الشرط المقدر ، وجملة الشرط المقدر وجوابه استئنافية لا محل لها من الإعراب .



وقد جاءت إذاً في هذه الآية جزاء لشرط مقدر ، والدلالة على الشرط المقدر وقوع اللام بعد إذن ، وحرف الشرط المقدر هو : لو ، والتقدير كما بينا سابقاً : لو كنت تتلو كتاباً قبله ولو كنت تخطه بيمينك لحصلت الريبة للمبطلين .



قال الشاعر :

لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذن لا أقيلها

لئن : اللام واقعة في جواب قسم مقدر ، إن حرف شرط جازم لفعلين .

عاد : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط .

لي : جار ومجرور متعلقان بعاد .

عبد العزيز : عبد فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والعزيز مضاف إليه مجرور بالكسرة .

بمثلها : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بعاد السابق ، ومثل مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

وأمكنني : الواو حرف عطف ، أمكن : فعل ماض معطوف على عاد ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على عبد العزيز ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير المتكلم في محل نصب مفعول به .

منها : جار ومجرور متعلقان بأمكن .





إذاً



إذن : حرف جواب وجزاء مهمل لا عمل له مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

لا : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

أقيلها : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جواباً تقديره أنا ، والهاء ضمير الغائب في محل نصب مفعول به .

والجملة لا محل لها من الإعراب جواب القسم ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه جواب القسم والشاهد قوله ( إذن لا أقيلها ) حيث رفع الفعل المضارع الواقع بعد إذن لكون إذن غير مصدرة أي لم تقع في صدر الجملة ، والشاهد الذي أعربنا من أجله البيت أيضاً وهو وقوع إذن جواباً وجزاءً للشرط الظاهر فانتبه .

" سأزورك : إذن أكرمك " .

سأزورك : السين حرف استقبال مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

أزور : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جواباً تقديره أنا ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .

إذن : حرف جزاء وجواب ناصب لفعله ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

أكرمك : أكرم فعل مضارع منصوب بإذن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .



قال تعالى ( وإذن لا يلبثون خلافك إلا قليلاً ) .

وإذن : الواو حرف عطف ، إذن : حرف جواب وجزاء مبني على السكون لا عمل له ، لوقوعه بعد واو العطف ولا محل له من الإعراب .

إذن إذا ما



لا : نافية لا عمل لها ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

يلبثون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

خلافك : خلف ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بيلبثون ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

إلا : حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

قليلاً : مستثنى منصوب بالفتحة .

وقد تكون ( إلا ) ملغاة وقليلاً نائباً عن المفعول المطلق مبيناً لصفته ، أو صفة لظرف محذوف والتقدير : زمناً قليلاً .



إذا ما



لفظ مركب من ( إذا ) الشرطية و ( ما ) الزائدة .

نحو : إذ ما حضرت فأنا في انتظارك ، ومنه قوله تعالى ( وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض )(1) .

ومنه قول الشاعر :

إذا ما بدت ليلى فكلي أعين وإن هي ناجتني فكلي مسامع

الإعراب :

قال تعالى ( حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم )(2) .

حتى : حرف ابتداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

ـــــــــــــ

(1) فصلت [20] (2) التوبة [124] .

إذا ما



إذا : ظرف زمان تضمن معنى الشرط ، خافض لشرطه منصوب بجوابه مبني على السكون في محل نصب متعلق بشهد .

ما : حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

جاءوها : جاء فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والهاء ضمير الغائب مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، والجملة في محل جر مضاف إليه لإذا .

شهد : فعل ماض مبني على الفتح .

عليهم : جار ومجرور متعلقان يشهد ، والميم للدلالة على الجمع .

سمعهم : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه ، والجملة الفعلية جواب الشرط غير الجازم لا محل لها من الإعراب ، وجملة الشرط والجواب ابتدائية لا محل لها من الإعراب .





إذ ذاك إذ ما



إذ ذاك

لفظ مركب من ( إذ ) الظرفية الزمانية المبنية على السكون في محل نصب مفعول فيه ، ( ذا ) اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، وخبره – غالباً – محذوف ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل جر مضاف إليه ، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

كقول الشاعر * :

هل ترجعن ليال قد مضين لنا العيش منقلب إذ ذاك أفنانا

وتقدير الكلام : إذ ذاك الكائن .

إذ ما

حرف شرط جازم لفعلين مضارعين يدل على المستقبل ، وإذا اعتبرناه اسماً يعرب ظرفاً .

تنبيه : لم يرد لفظ ( إذ ما ) في القرآن الكريم ، ويرى المبرد ومن تبعه من النحويين أنها مركبة من ( إذ ) الظرفية زيدت عليها ( ما ) .

نحو : إذ ما يأت والدك أخبره بنجاحك ، وإذ ما تجلس أجلس معك .

ومنه قول العباس بن مرداس ** :

إذ ما أتيت على الرسول فقل له حقاً عليك إذا اطمأن المجلس

ـــــــــــــــ

* الشاهد بلا نسب في مصادره .

** العباس بن مرداس : هو العباس بن مرداس بن أبي العامر ، وأمه الخنساء الشاعرة المعروفة كان فارساً ، شاعراً شديد العارضة والبيان ، سيداً في قومه ، شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام ، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل الفتح ، فأسلم وأكرم النبي وفادته ، ثم حضر معه صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وروى عنه الحديث .

إذ ما



وقول الآخر :

وإنك إذ ما تأت ما أنت آمر به تلف من إياه تأمر آتيا

الإعراب

وإنك : إن حرف توكيد ونصب ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل نصب اسم إن .

إذ ما : حرف شرط جازم لفعلين ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تأت : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف الياء ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لتأت .

أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .

آمر : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة .

به : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بآمر ، والجملة من المبتدأ وخبره لا محل لها صلة الموصول .

تلف : فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف الياء ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول لتلف .

إياه : ضمير منفصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به تقدم على عامله تأمر الآتي .

تأمر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت والجملة لا محل لها من الإعراب صلة ( من ) .

آتيا : مفعول به ثان لتلف منصوب بالفتحة الظاهرة .

والشاهد في البيت قوله : ( إذ ما تأت . . تلف ) حيث جزم بإذ ما فعلين هما : تأت وتلف ، الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه باعتبار أن ( إذ ما ) شرطية جازمة فعلين .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:21 AM

آه

اسم فعل مضارع بمعنى ( أتوجع ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباًَ تقديره أنا ويكون بناؤه على الكسر أو التنوين ، نقول : آه أواه من كذا ، ومنه قول الشاعرة * :

أه من تياك آها تركت قلبي متاها

ــــــــــــ

(1) غافر [43] (2) أنظر شرح المفصل ج8 ص124 .

* الشاهد بلا نسبه في مصادره .

آها أهلاً أهلون أو



آها

اسم صوت الضحك مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

كقول الشاعر :

آها آها عند زاد القوم ضحكتهم وأنتم كشف عند الوغى خُور

أهلاً

مفعول به منصوب لفعل محذوف تقديره : ( حللت ) أو ( أتيت ) .

والتقدير : حللت أهلاً ووطأت سهلاً .

وهي عبارات ترحيبية يكثر استعمالها منفردة بدون أفعال .

ومنه قول المتنبي :

أهلاً وسهلاً بما بعثت به أيها أبا القاسم وبالرسل

ومنه قول الفرزدق :

فقالت لنا أهلاً وسهلاً وزودت جنى النحل بل ما زودت منه أطيب

أهلون

جمع ( أهل ) اسم ملحق بجمع المذكر السالم ويأخذ إعرابه لأنه لم يستوف شروط الجمع ، نحو قوله تعالى ( شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا )(1) .

أو

يأتي لعدة أوجه :

أولاً : حرف عطف ، يعطف مفرداً على مفرد ، نحو : صافحت محمداً أو أحمد .

أو جملة على جملة ، نحو : ربما تفوزون أو تهزمون .

ـــــــــــــ

(1) الفتح [11] .

أو



وتأتي ( أو ) العاطفة لمعان كثيرة هي :

1 ـ التخيير : نحو : خذ من حقيبتي قلماً أو كراساً .

ومنه قوله تعالى ( فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة )(1) .

2 ـ الإباحة : نحو : عاشر محمداً أو أخاه .

ومنه قوله تعالى ( ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتك أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم )(2) .

3 ـ التقسيم : نحو : الكلمة اسم أو فعل أو حرف .

4 ـ الشك ، إذا لم تعلم القادم في قولك . نحو : قدم محمد أو أخوه .

ومنه قوله تعالى ( لبثنا يوماً أو بعض يوم )(3) .

5 ـ التشكيك ، إذا علمت القادم في قولك .

نحو : ذهب علي أو سالم .

ومنه قوله تعالى ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )(4) .

6 ـ الإضراب : كقول جرير :

كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية لولا رجاؤك قد قتلت أولادي

ثانياً : تأتي ( أو ) حرف نصب ، وتنصب الفعل المضارع بعدها ( بأن ) مضمرة وجوباً ، ويشترط فيها حينئذ أن تكون بمعنى ( إلا ) الاستثنائية أو ( إلى ) التي لانتهاء الغاية ، كقول البحتري * :

حرام عليّ الراح بعدك أو أرى دماً بدم يجري على الأرض مائره

ــــــــــــــ

(1) المائدة [89] (2) النور [61] .

(3) المؤمنون [113] (4) سبأ [24] .

أو



ومنه قول الآخر :

لاستسهلن الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة ) .

فكفارته : الفاء واقعة في جواب الشرط المقدر ، كفارته : مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، والهاء في محل جر مضاف إليه .

وجملة فكفارته في محل جزم جواب الشرط .

إطعام : خبر مرفوع ، وهو مضاف ، والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

عشرة : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

مساكين : تمييز مجرور بالإضافة ، وعلامة جره الياء .

من أوسط : جار ومجرور متعلقان بتطعمون ، وأوسط مضاف .

ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .

تطعمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة فاعله .

ـــــــــــــ

* البحتري : هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي ، شاعر فصيح فاضل حسن المشرب والمذهب نقي الكلام المطبوع ، وهو أشعر الشعراء بعد أبي نواس ، ولد سنة 206 هـ بناحية منبج في قبائل طي على شواطئ الفرات ، ونشأ بينهم فغلب عليه فصاحة العرب ، ولازم أبا تمام وعليه تخرج وتشبه به في شعره ثم خرج إلى العراق وأقام ببغداد دهراً طويلاً ، ثم عاد إلى الشام حتى مات سنة 248 هـ ، كان بخيلاً قذر الثوب فخوراً بشعره .

أو



أهليكم : أهل مفعول به ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

أو كسوتهم : أو حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب يفيد التخيير ، كسوتهم : معطوف على إطعام ، والهاء في محل جر مضاف إليه .

أو تحرير : أو حرف عطف ، تحرير : معطوف على كسوتهم ، وهو مضاف .

رقبة : مضاف إليه مجرور بالكسرة .



قال الشاعر :

حرام عليّ الراح بعدك أو أرى دماً بدم يجري على الأرض مائره

حرام : مبتدأ مرفوع بالضمة .

عليّ : جار ومجرور متعلقان بحرام .

الراح : خبر مرفوع بالضمة .

والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

بعدك : ظرف زمان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

أو : حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب بمعنى ( إلى أن ) .



أو أواه



أرى : فعل مضارع منصوب بأن وجوباً بعد أو ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

دماً : مفعول به أول منصوب بالفتحة الظاهرة .

بدم : جار ومجرور متعلقان بيجري الآتي .

يجري : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره للثقل .

على الأرض : جار ومجرور متعلقان بيجري أيضاً .

مائره : فاعل مرفوع بالضمة ، ومائر مضاف ، والهاء في محل جر مضاف إليه ، والجملة من الفعل والفاعل ... الخ في محل نصب مفعول به ثان لأرى .



أواه



اسم فعل مضارع بمعنى ( أتوجع ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

كقول الشاعر * :

فأوه على زيارة أم عمرو فكيف مع العدا ، ومع الوشاة

وقول الآخر ** :

فأوه لذكراها إذا ما ذكرتها ومن بعد أرض بيننا وسماء





ـــــــــــ

* الشاهد بلا نسبه .

** الشاهد بلا نسبه .

أوشك الأول فالأول



أوشك



فعل ماض ناقص من أفعال المقاربة يعمل عمل كان ، ويشترط في خبره أن يكون جملة فعلية مقترنة بأن كثيراً .

نحو : أوشك الماء أن يغيض .

وأوشك فعل متصرف يؤخذ منه المضارع ، كقول الشاعر * :

يوشك من فر من منيته في بعض غراته يوافقها

كما يؤخذ منه اسم الفاعل ، كقول معن بن أوس :

فإنك موشك ألا تراها وتعدو دون غاضرة الليالي



الأول فالأول



لفظ مكرر يفيد الترتيب والتوالي ، نحو : أدخلوا الأول فالأول .

ويعرب كالآتي : أدخلوا فعل وفاعل ، الأول : ال زائدة ، أول حال منصوبة بالفتحة والفاء حرف عطف ، الأول : اسم معطوف على ما قبله منصوب بالفتحة .

ــــــــــــــ

* أمية بن أبي الصلت : هو أمية بن عبد الله بن أبي الصلت بن ربيعة بن عوف الثقفي ، شاعر جاهلي قديم من أهل الطائف قدم دمشق قبل الإسلام ، وكان مطلعاً على الكتب القديمة ، يلبس المسوح تعبداً ، وهو ممن حرموا على أنفسهم الخمر ، ونبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية ، رحل إلى البحرين وأقام فيها زمناً ظهر أثناءها الإسلام وعاد إلى الطائف ومات على شركه ، وهو أحد شعراء الطائف المبرزين ، وقد ذكره ابن سلام في طبقاته ضمن شعراء الطائف .



الأولى أولاء أولات

الأولى



مقصوراً بدون مد الواو اسم موصول لجمع المذكر العاقل كثيراً ، ولغيره
قليلاً .

نحو : جاء الأولى فازوا ، ومنه قول الشاعر :

رأيت بني عمي الأولى يخذلونني على حدثان الدهر إذ يتقلب



أولاء



اسم إشارة لجمع القريب ، يستوي فيه المذكر والمؤنث ، وقد تلحقها هاء التنبيه فنقول : هؤلاء ، أو كاف الخطاب فنقول : أولئك .

ومنه قوله تعالى ( ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم )(1 ) .

وقوله تعالى ( لو كان هؤلاء آلهة )(2) .

وقوله تعالى ( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى )(3) .



أولات



لفظ ملحق بجمع المذكر السالم بمعنى ( صاحبات ) ولا واحد له من لفظه ، وله واحد من معناه هو ( ذات ) ، والواو في أولات تكتب ولا تلفظ .

نحو قوله تعالى ( وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن )(4) .

ـــــــــــــ

(1) آل عمران [119] (2) الأنبياء [99]

(3) البقرة [16] (4) الطلاق [4]

أولوا



اسم جمع ( أصحاب ) لا واحد له من لفظه ، له واحد من معناه هو ( ذو ) بمعنى صاحب ومؤنثها ( أولات ) ومفرد أولات ( ذات ) كما أسلفنا .

نحو قوله تعالى ( وما يذكر إلا أولو الألباب )(1) .

وقوله تعالى ( والله ذو الفضل العظيم )(2) .

وقوله تعالى ( وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن )(3) .

وقوله تعالى ( وهو عليم بذات الصدور )(4) .

وقوله تعالى ( والسماء ذات الرجع )(5) .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم ) .

ها أنتم : ها حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، أنتم : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .

أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به لفعل محذوف ، تقديره : أعني .

ــــــــــــــ

(1) البقرة [269] (2) البقرة [105] .

(3) الطلاق [4] (4) التغابن [4] .

(5) الطارق [11] .







أولوا



تحبونهم : تحبون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والهاء في محل نصب مفعول به ، والجملة في محل رفع خبر أنتم .

وجملة ها أنتم ... الخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

ولا يحبونكم : الواو حرف عطف ، لا نافية لا عمل لها .

وجملة يحبونكم معطوفة على جمة تحبونهم .



قال تعالى ( وما يذكر إلا أولو الألباب ) .

وما : الواو حرف عطف ، ما نافية لا عمل لها .

يذكر : فعل مضارع مرفوع بالضمة .

إلا : أداة حصر لا عمل لها .

أولو : فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وأولوا مضاف .

الألباب : مضاف إليه مجرور .

وجملة وما يذكر ... الخ معطوفة على ما قبلها في الآية السابقة .



آونةً أوه أي



آونةً



ظرف زمان منصوب بالفتحة يلازم التنوين ولا يضاف .

نحو : انتظرتك آونةً ، وأمارس الجري آونةً .



أوه

اسم فعل مضارع بمعنى ( أشكو وأتألم ) مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

كقول المتنبي :

أوه لمن لا أرى محاسنها وأصل واها وأوه مرآها



أي

1 ـ حرف لنداء القريب .

نحو : أي محمد .

ومنه قول الشاعر * :

ألم تسمعي أي عبدُ في رونق الضحى بكاء حمامات لهن هدير

2 ـ حرف تفسير يفسر المفرد بالمفرد ، والجملة بالجملة .

مثال المفرد : أنت أسد ، أي شجاع .

ومثال الجملة : قول الشاعر ** :

وترمينني بالطرف أي أنت مذنب وتقلينني لكنّ إياك لا أقلي

ـــــــــــــ

* لم أقف له على قائل . ** الشاهد بلا نسبه في مصادره .

إيْ أيّ



إيْ



حرف جواب بمعنى ( نعم ) ويغلب وقوعها أمام القسم ، نحو : هل درست ؟ إي والله ، ومنه قوله تعالى ( ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه الحق )(1) .



أيٌ



تأتي على أوجه :

أولاً : أي الشرطية :

وتعرب بحسب ما تضاف إليه ، وهي اسم شرط جازم لفعلين نحو قوله تعالى ( أيما الأجلين قضيت فلا عدوان عليّ )(2) .

ونحو قوله تعالى ( أياً ما تدعو فله الأسماء الحسنى )(3) .

ومنه قول الشاعر " في أيٍّ نحو يميلوا دينه يمل " .

ومنه قول ابن الرومي * :

أولادنا مثل الجوارح أيها فقدنا كان الفاجع البين الفقد

ــــــــــــ

(1) يونس [53] (2) القصص [28] (3) الإسراء [110] .

* ابن الرومي : هو أبو الحسن علي بن جريج ، ولد في بغداد سنة 121 هـ من أب رومي وأم فارسية مما جعل شعره غريب الأسلوب عجيب النظم ، كما كان غريب الأطوار ، نفور من الناس متشائماً موسوساً ضيق الأخلاق ، ومع ذلك كان حاد الذكاء واسع الخيال ، عميق التصور مات مسموماً سنة 283 هـ في بغداد بإيعاز من الوزير القاسم بن عبد الله بن سليمان وزير المعتضد لخوفه من هجوه وفلتات لسانه .

أي



ثانياً : أي الاستفهامية :

وتعرب بحسب موقعها من الجملة ، فتأتي مبتدأ إذا جاء بعدها فعل لازم ،
نحو : أي الصديقين حضر ؟ وأي الفريقين فاز ؟

أو فعل متعد استوفى مفعوله ، نحو : أي الفريقين تسلم جائزته ؟

أو خلت الجملة من الفعل ، كقوله تعالى ( قل أي شيء أكبر شهادة )(1) .

وقوله تعالى ( فأي الفريقين أحق بالأمن )(2) .

وتعرب مفعولاً مطلقاً ، كقوله تعالى ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )(3) .

أو اسماً مجروراً إذا سبقها حرف جر .

كقوله تعالى ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )(4) .

تنبيه : لا يعمل في ( أي ) الاستفهامية ما قبلها من الأفعال ، وإنما يعمل فيها ما بعدها لأن الأسماء الاستفهامية لها الصدارة في الكلام وإعمال ما قبلها فيه يخرجه من الصدارة .

ففي قوله تعالى ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .

فأي في الآية مفعول مطلق عمل فيها الفعل ينقلبون ، ولم يفعل فيها الفعل الذي سبقها ( سيعلم ) كما لا يقع قبل ( أي ) الاستفهامية من الأفعال إلا أفعال الشك واليقين .

نحو : ( ظن ) و ( علم ) وأخواتها ، مما يجوز إلغاؤه .

فتقول : علمت أيهم في الدار ؟ ، ولو قلت : ضربت أيهم في الدار ؟

ــــــــــــــ

(1) الأنعام [19] (2) الأنعام [81] .

(3) الشعراء [277] (4) الرحمن [31] .

أي



وأنت تريد بأي الاستفهام لم يجز ، لأن الفعل ضرب وما شابهه ليس مما يلغي(1) .

ثالثاً : تأتي اسم موصول :

ومن شروطها أن يكون عاملها مستقبلاً متقدماً عليها ، وأن تضاف لفظاً ومعنى ، أو معنى فقط إذا حذف المضاف إليه بقرينة .

وتأتي مبنية في حالة واحدة إذا أضيفت وكانت صلتها جملة اسمية ، صدرها ضمير محذوف .

نحو : أقدر من الطلاب أيهم مؤدب .

ومنه قوله تعالى ( لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتياً )(2) .

وقوله تعالى ( ليبلوكم أيكم أحسن عملاً )(3) .

وإذا لم تتحقق الشروط السابقة مجتمعة وجب حينئذ إعرابها ، فإذا كانت مضافة وبعدها جملة اسمية صدر صلتها ضمير ظاهر وجب إعرابها .

نحو : جاء أيُّهم هو مهذب ، ورأيت أيّهم هو في المنزل ، وصافحت أياً هو قادم ، ومررت بأي هو مقيم .

رابعاً : تأتي وصلة للنداء إذا كان المنادى معرفاً بال .

كقوله تعالى ( يا أيها الملأ أفتوني )(4) .

وقوله تعالى ( يا أيتها النفس المطمئنة )(5) بتأنيثها مع المؤنث .

ومنه قول جرير :

يا أيها الرجل المرجى عمامته هذا زمانك إني قد مضى زمني

ـــــــــــــ

(1) أنظر الهروي ص108 . (2) مريم [69] .

(3) هود [7] (4) يوسف [43] .

(5) الفجر [27] .

أي



خامساً : وتأتي نعتاً يدل على بلوغ الغاية في المدح أو الذم .

مثال المدح قولهم : شوقي شاعر أي شاعر .

ومثال الذم : بئس العمل الخيانة أي خيانة .

سادساً : وتأتي حالاً بعد اسم معرف تدل على بلوغ الغاية أيضاً في المدح أو الذم.

كأن تقول : لقد استمعت إلى محمد أي خطيب .



نماذج من الإعراب

قال تعالى ( أياً ما تدعو فله الأسماء الحسنى ) .

أياً : اسم شرط جازم لفعلين مفعول به مقدم ، منصوب بالفتحة الظاهرة .

ما : زائدة لا عمل لها .

تدعو : فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وهو فعل الشرط ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .

وجملة تدعو ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

فله : الفاء واقعة في جواب الشرط ، له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم في محل رفع .

الأسماء : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .

وجملة فله الأسماء في محل جزم جواب الشرط مقترن بالفاء .

الحسنى : صفة مرفوعة بالضمة المقدرة على الألف للتعذر .

قال تعالى ( لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتياً ) .

لننزعن : اللام للقسم متصلة بجوابه ، ننزعن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن ، ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

أيّ آي



من كل : جار ومجرور متعلقان بننزعن ، وهو مضاف .

شيعة : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

أيهم : أي اسم موصول مبني على الضم في محل نصب مفعول به لننزعن ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

أشد : خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هو أشد .

على الرحمن : جار ومجرور متعلقان بأشد .

عتياً : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة .



قال تعالى ( يا أيها الملأ أفتوني ) .

يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

أيها : أي منادى مبني على الضم في محل نصب ، وها زائدة لازمة للتنبيه لا محل لها من الإعراب .

الملأ : بدل مرفوع بالضمة لكونها اسم جامد ولو كانت مشتقة لأعربناها صفة .

أفتوني : أفتوا فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير المتكلم في محل نصب مفعول به .



آي



أداة نداء للبعيد .

نحو : آي رجلاً تقدم ، وآي متعبداً لقد غربت الشمس .



إيّاً



لفظة مبنية تصل بها ضمائر النصب ، ويطلق عليها مع الضمير المتصل بها اسم :

" ضمير نصب منفصل " .

وتكون للمفرد المخاطب والمخاطبة .

نحو قوله تعالى ( إياك نعبد وإياك نستعين )(1) .

ومثال المؤنثة : إياك نجل ، وللمثنى بنوعيه : إياكما نقدر .

ولجماعة المخاطبين ، كقوله تعالى ( وإنا أو إياكم لعلى هدى )(2) .

وللمتكلم المفرد والمفردة ، كقوله تعالى ( إنما هو إله واحد فإياي
فارهبون )(3) .

ولجماعة المتكلمين ، نحو قوله تعالى ( ما كانوا إيانا يعبدون )(4) .

وللمفرد الغائب والغائبة ، نحو قوله تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا
إياه )(5) .

ومنه : وما صافحت إلا إياها .

والمثنى الغائب بنوعيه ، نحو : لم يكن الفائزان إلا إياهما .

وجماعة الغائبين ، نحو : إنك وإياهم لعلى صواب .

وجماعة الغائبات ، نحو : ما زلتم إياهن تجاملون .

ولمزيد من الإيضاح نذكر ما قاله بعض العلماء حول لفظ ( إيا ) ، فذكر بعضهم أنها :

ـــــــــــــ

(1) الفاتحة [4] (2) سبأ [24] .

(3) النمل [51] (4) القصص [63] .

(5) الإسراء [23] .

إيّاً



أولاً : اسم مبهم كني به عن المنصوب وجعلت الكاف والهاء والياء بياناً عن المقصود ليُعلم المخاطب من الغائب من المتكلم ، فهي حروف لا موضع لها من الإعراب (1) .

ثانياً : وعرفه بعضهم كالخليل والمازني واختاره ابن مالك بأن ( إيا ) اسم مضمر ولواحقه ضمائر ، وهو مضاف إليها ولا يعلم ضمير أضيف إلى غيره (2) .

ثالثاً : أن ( إيا ) اسم ظاهر مبهم ولواحقه ضمائر مجرورة بإضافتها إليها ، وهو مذهب الزجاج .

رابعاً : أن ( إياك ) بكامله اسم واحد مضمر ، ونسب ذلك إلى الكوفيين . وقد ذكر صاحب رصف المباني أن ( إيا ) لا يصح أن يقال فيه إنه اسم مضمر ، والمضمر الذي بعده حرف خطاب أو غيبة لا غير ، وقال إن ابن جني قد عضد قوله هذا وبين فساده لوجهين :

1 ـ أن ( إيا ) لو كان ضميراً لعاد على شيء ، ولا يعود على شيء فبطل كونه ضميراً .

2 ـ أنه لا يتبدل تثنية ، ولا جمع ، ولا تأنيث ، ولا تذكير ، ولا غيبة ، ولا حضور ، ولو كان ضميراً لتبدل بحسب ذلك ، وإنما يتبدل بحسب ذلك ما بعده وهو العائد على الأسماء فهو والمضمر لا غير و ( إيا ) عامة . فإذا كان متصلاً بالفعل أو ما في معناه قيل له متصل ، وإذا كان متصلاً بـ ( إيا ) قيل له ضمير منفصل ، أي فصلت ( إيا ) بينه وبين ما يجب أن يكون متصلاً به فهي حرف (3) .

ـــــــــــــ

(1) شرح المفضل لابن يعش ج7 ص127 .

(2) الجنى الداني ص536 .

(3) رصف المباني للمالقي ص217 .

إيّا أيا

ثم قال المالقي : وأما زعم بعضهم من أن الجميع اسم واحد لا خفاء بفساده لظهور التركيب ثم قال أيضاً فالأولى الحمل على الحرفية لأنه لا معنى له في نفسه ، وإنما معناه في غيره كسائر الحروف ، ومعناه هنا الاعتماد عليه في النطق بالضمير المتصل به (1) ونلخص من كلام المالقي أن ( إيا ) لا تكون ضميراً أو اسماً مبهماً ولا تشكل مع الضمير المتصل بها اسماً واحداً سواء أكان مضمراً كما هو عند الكوفيين أم مظهراً كما ذكر عن غيرهم وأورده صاحب الجنى الداني وقال عنه إنه غريب .

وإنما ( إيا ) حرف لعدم دلالته على معنى في نفسه ومعناه في غيره كسائر الحروف والكاف هي الضمير المتصل .

وقد أوردنا هذه التعريفات وما دار حولها من وجهات نظر لنبين ما فيها من اضطراب وعدم استقرار على رأي موحد كلمة ( إياك ) و ( إياي ) و ( إياه ) وليأخذ منها الدارس ما يقتنع به ويرى أنه الصواب أما رأينا وهو أيضاً الرأي الغالب عند أكثر النحاة ما ذكرنا قبل الزيادة وهو أن ( إيا ) لفظة مبنية تتصل بها ضمائر النصب المتصلة ، وتسمى كلها مجموعة بضمير نصب منفصل والله أعلم .

أيا

حرف لنداء البعيد وما أنزل منزلته كالنائم والساهي .

( وهيا ) أختها ، وليست هي ، عند من قال بإبدال الهمزة هاء ، والله أعلم .

نحو : أيا طالعاً جبلاً ، ومنه قول الشاعر :

أيا حاسداً ليّ على نعمتي أتدري على من أسأت الأدب

ومنه قول ذي الرمة : ويروى أحياناً ( فيا ظبية ... الخ )

أيا ظبية الوعساء بين جلاجل وبين النقى آأنت أم أمُّ سالم

ـــــــــــــ

(1) رصف المباني ص218 .

إياك أيضاً أيم وأيمن



إياك

أحد ضمائر النصب المنفصلة ، وهو للمفرد المخاطب ، إذا كانت الكاف مبنية على الفتح ، وللمخاطبة إذا كانت مبنية على الكسر ، ويرى البعض أن ( إيّا ) هي الضمير وما زاد عليها فهو حرف للمتكلم وقد فصلنا القول في ذلك عند كلامنا عن ( إيّا ) .

أيضاً

1 ـ تأتي مفعولاً مطلقاً منصوباً لفعل محذوف تقديره ( آض ) بمعنى عاد أو
رجع ، ومضارعه يئيض ، وهو الوجه الأحسن ، تقول : عملت واجب الحساب وواجب التاريخ أيضاً .

2 ـ وقد تكون حالاً وعاملها محذوف ، وهو وجه ضعيف .



أيم وأيمن

اسم يستعمل في معرض القسم وهمزته في الأصل للقطع ثم أصبحت بكثرة الاستعمال همزة وصل ، وحكمه ملازمة الرفع على الابتداء مضافاً إلى لفظ الجلالة في الأغلب الأعم ، وإلى غيره من الألفاظ التي يحلف بها .

نحو : وأيم الله لأساعدن الضعيف ، وتقول : أيمن الله لأسافرن .

وأيم الله أصلها : أيمن الله . ثم كثر في كلام العرب وخف على ألستنهم حتى حذفوا النون كما حذفوا من ( يكن ) فقالوا ( يك ) .

ومثله أيمن ، وهو بضم الميم والنون وألفه ألف وصل . ولم يجيء في الأسماء ألف وصل مفتوحة غيرها . وقد تدخل عليه لام الابتداء فنقول : " لَيْمُنُ الله " ، وهو مرفوع بالابتداء ولفظ الجلالة مضاف إليه وخبره محذوف والتقدير : ليمن الله قسمي .

أيم أيان



نماذج من الإعراب



" وأيم الله لأساعدن الضعيف " .

وأيم : الواو حسب ما قبلها ، أيم مبتدأ مرفوع بالضمة ، وخبره محذوف وجوباً تقديره قسمي ، وأيم مضاف .

الله : لفظ الجلالة مضاف إليه ، وجملة الله ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

لأساعدن : اللام واقعة في جواب القسم .

أساعدن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، والنون حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

الضعيف : مفعول به منصوب .

وجملة لأساعدن الضعيف جواب القسم لا محل لها من الإعراب .



أيان



1 ـ أيان اسم شرط مبني على الفتح يجزم فعلين ، ويكون بمعنى متى الزمانية .

نحو : أيان تطع الله يساعدك .

ومنه قول الشاعر * :

أيان نؤمنك تأمن غيرنا وإذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حذرا

2 ـ اسم استفهام للزمان المستقبل .

ـــــــــــــ

* الشاهد بلا نسبه في مصادره .

أيان



كقوله تعالى ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها (1) .

وقوله تعالى ( يسأل أيان يوم القيامة )(2) .

3 ـ ظرف لتعميم الزمان .

كقوله تعالى ( وما يشعرون أيان يبعثون )(3) .



نماذج من الإعراب

قال الشاعر :

أيان نؤمنك تأمن غيرنا وإذا لم تدرك الأمن منا لم تزل حذرا

أيان : اسم شرط جازم مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية الزمانية .

نؤمنك : نؤمن فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بأيان ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن ، والكاف في محل نصب مفعول به .

تأمن : فعل مضارع مجزوم ، وهو جواب الشرط وجزاؤه ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

غيرنا : مفعول به ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

وإذا : الواو حرف عطف ، إذا ظرف للزمان المستقبل تضمن معنى الشرط متعلق بتدرك .

لم : حرف نفي وجزم وقلب .

تدرك : فعل مضارع مجزوم بلم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

الأمن : مفعول به .

ـــــــــــــ

(1) الأعراف [187] (2) القيامة [6] .

(3) النمل [21] .

أيان أيما



وجملة لم تدرك الأمن في محل جر مضاف إليه لإذا .

وجملة إذا وما بعدها معطوفة على جملة أيان .

منا : جار ومجرور متعلقان بتدرك .

لم : حرف نفي وجزم وقلب .

تزل : فعل مضارع مجزوم بلم ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

حذرا : خبر تزل حذرا جواب لإذا لا محل لها من الإعراب .



قال تعالى ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها ) .

يسألونك : فعل مضارع ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والكاف في محل نصب مفعول به أول ، والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

عن الساعة : جار ومجرور متعلقان بيسأل في محل نصب مفعول به ثان .

أيان : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم .

مرساها : مرسى مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، والهاء في محل جر مضاف إليه .

وجملة أيان مرساها في محل جر بدل من الساعة ، والتقدير : يسألونك عن زمان حلول الساعة .



أيما

لفظة مركبة من ( أي ) الشرطية و ( ما ) الزائدة .

نحو : أيما ادخار تدخر يدعم مستقبلك . " راجع في ذلك أي " .

ومنه قوله تعالى ( أيما الأجلين قضيت فلا عدوان على )(1) .

ــــــــــــــ

(1) القصص [28] .

أيما أين



الإعراب :

أيما : أي شرطية تجزم فعلين منصوب بالفتحة لأنه مفعول مطلق تقدم على فعله ، وما زائدة ، وأي مضاف .

ادخار : مضاف إليه مجرور .

تدخر : فعل مضارع مجزوم وهو فعل الشرط ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

يدعم : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وجزاؤه ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

مستقبلك : مفعول به ، وهو مضاف ، والكاف في حل جر مضاف إليه .



قال تعالى ( أيما الأجلين ... ) الآية .

أيما : أي شرطية جازمة لفعلين ، مفعول به منصوب بالفتحة للفعل قضى الآتي ، وما حرفية زائدة ، وأي مضاف ، والأجلين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى .



أين

1 ـ اسم استفهام للظرف المكاني مبني على الفتح .

كقوله تعالى ( يقول الإنسان يومئذ أين المفر ) (1) .

وقوله تعالى ( أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ) (2) .

وإذا سبقت ( من ) الجارة ( أين ) كان سؤالاً عن مكان وجود الشيء .

نحو : من أين لك هذا ؟ وإذا سبقت بإلى كانت سؤالاً عن مكان انتهاء الشيء.

ـــــــــــــــ

(1) القيامة [10] (2) الأنعام [22] .

أين



نحو : إلى أين تذهب ؟

2 ـ اسم شرط للمكان جازم لفعلين .

نحو : أين تسقط الأمطار تخضر المراعي .

ويكثر اقتران ( أين ) الشرطية ( بما ) الزائدة ، بحيث تصبحا معاً كالكلمة الواحدة .

ومنها قوله تعالى ( أينما تكونوا يدرككم الموت )(1) .

وقوله تعالى ( فأينما تولوا فثم وجه الله )(2) .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( يقول الإنسان يومئذ أين المفر ) .

يقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة .

الإنسان : فاعل مرفوع بالضمة .

يومئذ : يوم ظرف زمان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، وإذا في محل جر مضاف إليه .

أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .

المفر : خبر مرفوع بالضمة .

وجملة أين المفر في محل نصب مقول القول .





ــــــــــــــ

(1) النساء [77] (2) البقرة [115] .

أين أينما



" أين تسقط الأمطار تخضر المراعي " .

أين : اسم شرط جازم لفعلين مبني على الفتح في محل نصب ظرف مكان متعلق بجوابه .

تسقط : فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وهو فعل الشرط .

الأمطار : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .

والجملة الفعلية في محل جر بإضافة ظرف المكان إليها .

تخضر : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وجزاؤه ، وعلامة جزمه
السكون .

المراعي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل .

وجملة جواب الشرط لا حل لها من الإعراب لعدم اقترانها بالفاء .



أينما



اسم شرط مكان مبني على الفتح جازم لفعلين ، مركب من ( أي ) الشرطية
و ( ما ) الزائدة .

نحو قوله تعالى ( أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً )(1) .



الإعراب

أينما : أين اسم شرط مبني على الفتح في محل نصب ظرف مكان متعلق بجوابه ، وما زائدة حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

ـــــــــــــ

(1) البقرة [148] .

أينما إيهِ



تكونوا : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع اسمه ، والجملة في محل جر مضاف إليه لأين .

يأت : فعل مضارع مجزوم وهو جواب الشرط وجزاؤه ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة .

بكم : جار ومجرور متعلقان بيأت .

الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .

وجملة يأت ... الخ لا محل لها من الإعراب لعدم اقترانها بالفاء .

جميعاً : حال من الضمير منصوب .



إيهِ



1 ـ اسم فعل أمر مبني على الكسرة وقد ينون (1) بمعنى ( استمر ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

نحو : تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل : إيه .

ومنه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أنشد شعراً لأمية بن أبي الصلت فقال عند كل بيت : إي .

ويكون التنوين في حال الوصل فتقول : إيهٍ حدثنا .

وإذا قلت : إيها بالنصب فإنما تأمر المتحدث بالسكوت .

2 ـ وإيه كلمة زجر ، بمعنى ( حسبك ) وتنون فيقال : إيهاً .

ــــــــــــــ

(1) أنظر اللسان لابن منظور ج13 ص474 .

إيه إيها أيها وأيتها أيهذا



وتأتي بمعنى حدث كما ذكرنا ، ومنه قول ذي الرمة :

وقفنا فقلنا : إيه عن أم سالم وما بال تكليم الديار البلاقع

والمعنى حدثنا عن أم سالم .

وفي البيت السابق خرج ذو الرمة عن القاعدة التي بها العرب .

وهي التنوين في حال الوصل ، فقد جعل إيه بالبناء على الكسر في حال وصلها ، وقد خطأه الأصمعي في ذلك .



إيها

اسم فعل أمر بمعنى ( كف ) واسكت ، مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً ، نحو : إيها عن الكذب .



أيها وأيتها



وصلة لنداء ما فيه ( أل ) ، نحو : يا أيها الرجل ، يا أيتها المرأة .

ومنه قوله تعالى ( يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها )(1) .

وقوله تعالى ( يا أيتها النفس المطمئنة )(2) ، راجع أيّ .



أيهذا

لفظ مركب من ( أي ) وصلة النداء واسم الإشارة ( هذا ) .

كقول طرفة بن العبد :

ـــــــــــــ

(1) النمل [38] (2) الفجر [28] .

أيهذا



ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي

الإعراب :

ألا : حرف استفتاح وتنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

أيهذا : منادى نكرة مقصودة حذفت منه ( يا ) النداء ، مبني على الضم في محل نصب بيا القائمة مقام أدعوا ، وها حرف تنبيه زائد لا محل له من الإعراب ، وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع صفة ، أو بدل من أي باعتبار اللفظ أو في محل نصب باعتبار المحل .

الزاجري : بدل أو عطف بيان من اسم الإشارة مرفوع على اللفظ أو منصوب على المحل ، ولا يجوز أن يكون صفة لاسم الإشارة ، ولم تكسبه ياء المتكلم تعريفاً ولا تخصيصاً لأنها من باب إضافة الوصف إلى موصوفه ، لذلك اغتفر دخول أل عليه مع إضافته ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود إلى الرجل المشار إليه .

أحضر : يروى بالنصب والرفع ، فالنصب رواية الكوفيين ، وهو منصوب عندهم بأن محذوفة والذي سهل النصب عندهم مع الحذف ذكر ( أن ) في المعطوف وهو قوله : وأن أشهد ، والذي حملهم على حذف ( أن ) ثبوت ( أن ) بعدها ، وعلى هذا فالفعل قائم مقام المصدر فهو في محل جر بمن محذوفة ، والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل زاجر .

والتقدير : ألا أيهذا الزاجري عن حضور الوغى ، وفاعل أحضر ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

الوغى : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر .

وأن : الواو حرف عطف ، أن حرف مصدري ونصب .



أيهذا



أشهد : فعل مضارع منصوب بأن ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

وأن والفعل في تأويل مصدر مجرور بمن المحذوفة أيضاً ، والجار والمجرور معطوفان على ما قبلهما لأنه جمع مؤنث سالم .

هل : حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .

مخلدي : خبر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها من الإعراب .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:23 AM

حرف الباء





تأتي الباء المفرطة على وجهين :

أولاً : حرف جر أصلي في المواطن الآتية :

1 ـ حرف جر للإلصاق ، سواء أكان الإلصاق حقيقياً ، نحو : أمسكت الحبل بيدي أي ألصقتها به ، ومنه قوله تعالى ( ولا تلبسوا الحق بالباطل )(1) .

وقوله تعالى ( وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين )(2) .

أم مجازياً ، نحو : مررت بزيد ، والمعنى التصق مروري بموقع يقرب منه .

ومنه قوله تعالى ( وإذا مروا بهم يتغامزون )(3) .

وقوله تعالى ( حتى يأتي الله بأمره )(4) .

2 ـ للاستعانة ، نحو : كتبت بالقلم .

ومنه قوله تعالى ( يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر )(5) .

وقوله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم ) .

وقوله تعالى ( ولا طائر يطير بجناحيه )(6) .

3 ـ للتعدية : وهي الباء التي يتوصل بها الفعل اللازم إلى المفعول به ، وتقوم مقام الهمزة ، نحو قوله تعالى ( ذهب الله بنورهم )(7) .

وقوله تعالى ( ولو شاء الله لذهب بسمعهم )(8) .

4 ـ للتعليل : وتعرف بباء السببية .

نحو قوله تعالى ( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم )(9) .

ـــــــــــــ

(1) البقرة [42] (2) المائدة [6] (3) المطففين [30] .

(4) البقرة [109] (5) البقرة [153] (6) الأنعام [38] .

(7) البقرة [17] (8) البقرة [30] (9) المائدة [13] .



الباء

وقوله تعالى ( أخذته العزة بالإثم )(1) ، وقوله تعالى ( إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل )(2) ، وقوله تعالى ( ما خلقناهما إلا بالحق )(3) .

5 ـ للبدلية أو التعويض : وهي الباء التي يمكن استبدالها بكلمة ( بدل ) ، كقوله تعالى ( يشترون الحياة الدنيا بالآخرة )(4) .

وقوله تعالى ( ولا تشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً )(5) .

6 ـ وتأتي للتبعيض : وهي المتضمنة معنى ( من ) ، نحو قوله تعالى ( عيناً يشرب بها عباد الله )(6) ، وقوله تعالى ( إنما أنزل بعلم الله )(7) ، وقوله تعالى ( وامسحوا برؤوسكم )(8) ، فيمن فسر الآية ببعض رؤوسكم ، وهو مذهب الشافعي ، والصحيح أن الباء في الآية للاستعانة ، فإن ( مسح ) يتعدى إلى مفعول به ، وهو المزال عنه ، وإلى آخر بحرف الجر وهو المزيل ، فيكون التقدير " فامسحوا أيديكم برءوسكم "(9) . وقيل الباء فيها للإلصاق ، ومنه قول عنترة :

شربت بماء الدحرضين فأصبحت زوراء تنفر عن حياض الديلم

والمعنى : شربن من ماء الدحرضين . ومثله قول أبي ذؤيب الهندلي * :

شربت بماء البحر ثم ترفعت متى لجج ، خضر لهن نئيج

ـــــــــــــ

(1) البقرة [26] (2) البقرة [39] (3) الدخان [54] .

(4) النساء [73] (5) المائدة [44] (6) الإنسان [6] .

(7) هود [14] (8) المائدة [6] .

(9) أنظر البرهان للزركشي ص 257 .

* أبو ذؤيب الهندلي : هو خويلد بن خالد بن محرز ، ويقال بن محرث زبيد بن مخزوم الهذلي ، أحد الشعراء ، عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام فأسلم وحسن إسلامه ، ومات في إحدى غزوات أفريقية ، وقيل خرج مع ابن له وابن أخ فغزوا أرض الروم مع المسلمين ومات هناك بعد أن قفلوا عائدين ، كان شاعراً فحلاً لا غميرة فيه ولا وهن ، وكان متقدماً على شعراء هذيل بقصيدته التي يرثي فيها بنيته .

الباء

7 ـ وتكون للاستعلاء وهي الباء ، المتضمنة معنى ( على ) .

نحو قوله تعالى ( إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك )(1) .

وقوله تعالى ( وإذا مروا بهم يتغامزون )(2) .

ومنه قول الشاعر * :

بودك ما قومي على ما تركتِهمْ سُلَيْمى إذا هبت شَمال وريحها .

والمعنى : على ودك قومي ، و ( ما ) زائدة ، ومنه قول الآخر :

أرب يبول الثعلبان برأسه لقد ذل من بالت عليه الثعالب

والتقدير : على رأسه .

8 ـ وتضمن معنى ( في ) وتسمى باء الظرفية ، وتكون مع المعرفة .

نحو قوله تعالى ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً )(3) .

وقوله تعالى ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار )(4) .

وتكون مع النكرة ، نحو قوله تعالى ( أنجيناهم بسحر )(5) .

ومنه قول الشاعر ** :

إن الرزية لا رزية مثلها أخواي إذ قتلا بيوم واحد

ـــــــــــــ

(1) آل عمران [75] (2) آل عمران [96] .

(3) البقرة [274] (4) القمر [43] .

(5) المطففين [30] .

* عمرو بن قميئة : هو عمرو بن قميئة بن ذريح اليشكري يلقب بالضائع ، حيث دخل بلاد الروم مع امرئ القيس فهلك فيها ، وهو من أقدم شعراء بكر المشهورين في الجاهلية .

** الشماخ : هو الشماخ بن ضرار بن سنان بن أمية بن سعد بن ذبيان ، وقيل هو ابن ضرار بن حرملة بن صيفي بن إياس بن ذبيان ، أحد شعراء الطبقة الثالثة الجاهلية ، أدرك الجاهلية والإسلام فأسلم ، والشماخ لقبه ، وقيل اسمه معقل ، قال عنه ابن سلام " فأما الشماخ فكان شديد متون الشعر ، أشد أسر الكلام من لبيد ، وفيه كزازة ، ولبيد أسهل منه منطقا " .

الباء



وقول الآخر :

وهن وقوف ينتظرن قضاءه بضاحي غداة أمره وهو ضافر (1)

فالشاهد في البيتين ( بيوم ) أي في يوم ، وهو نكرة ، وقوله ( بضاحي ) أي في ضاحي ، وضاحي نكرة أيضاً .

9 ـ وتكون للمجاورة ، وهي المتضمنة معنى ( عن ) ، نحو قوله تعالى ( فاسأل به خبيراً )(2) ، وقوله تعالى ( سأل سائل بعذاب واقع )(3)، أي : عن عذاب واقع .

ومنه قول علقمة بن عبدة * :

فإن تسألوني بالنساء فإنني بصير بأدواء النساء طبيب

وفي رواية ( خبير ) والمعنى : عن أدواء .

ومنه قول عنترة :

هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بما لم تعلمي

أي : عما لم تعلمي .

10 ـ وتكون للمصاحبة ، وهي المتضمنة معنى ( مع ) وتسمى باء الحال .

نحو قوله تعالى ( وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به )(4) ، أي : مع الكفر .

وقوله تعالى ( قد جاءكم الرسول بالحق )(5) ، والمعنى : مع الحق .

ـــــــــــــــ

(1) الضاحي : الطاهر ، الضافر : الساكت التي لاجتر .

(2) الفرقان [59] (3) المعارج [10] .

(4) المائدة [61] (5) النساء [170] .

* علقمة بن عبدة : هو علقمة بن عبدة بن النعمان بن ناشرة بن قيس ينتهي نسبه إلى مضر بن نزار ، شاعر جاهلي مشهور جعله ابن سلام في الطبقة الرابعة الجاهلية ، وعرف بعلقمة الفحل ، وقد سمي بذلك لأنه خلف امرأة امرئ القيس لما حكمت له على امرئ القيس بأنه أشعر منه في وصف فرسه فغضب امرؤ القيس فطلقها ، فخلفه عليها علقمة .

الباء

ولباء المصاحبة علامتان إحداهما : أن يحسن في موضعها ( مع ) ، والثانية : أن تغني عنها وعن مصحوبها الحال .

فالتقدير في الآية الأولى قد خلوا كافرين ، وفي الآية الثانية محقاً . ومنه قوله تعالى ( واختلط به نبات الأرض )(1) ، أي : معه ، وقوله تعالى ( اهبط بسلام )(2) ، والتقدير : مع السلام أو مسلماً . ومنه قول الشاعر * :

داويته بالمحض حتى شتى يجتذب الآرى بالمرود

أي : مع المرود ، والمرود هي الوتد .

11 ـ وتأتي للغاية : وهي المتضمنة معنى ( إلى ) ، نحو قوله تعالى ( وقد أحسن بي )(3) ، أي : إلي .

12 ـ وتكون بمعنى ( من أجل ) ، نحو قوله تعالى ( ولم أكن بدعائك رب شقياً )(4) ، والتقدير : من أجل دعائك .

ومنه قول لبيد :

غلب تشذر بالذحول كأنها جن البدى رواسياً أقدامها

أي : من أجل الذحول .

13 ـ وتكون حرف جر للقسم .

نحو قوله تعالى ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم )(5) .

ــــــــــــــ

(1) يونس [24] (2) هود [48] .

(3) يوسف [100] (4) مريم [4] (5) التوبة [62] .

* المثقب العبدي : هو عائذ بن محضن بن ثعلبه بن وائلة بن عدي ، أحد شعراء البحرين المشهورين ، وجعله ابن سلام في مقدمتهم ، وسمي المثقب لبيت قاله هو :

رددن تحية وكنن أخرى وثقبن الوصاوص للعيون

ويروى صدر البيت : " ظهرن بكلة وسدلن أخرى " أنظر المفضليات ص289 .

الباء



وهناك معان أخرى للباء ذكرها المفسرون والمحققون منها :

14 ـ إنها تكون بمعنى المقابلة أو باء الثمن ، وهي الباء التي تدخل في البيع أو المشترى ، نحو قوله تعالى ( وشروه بثمن بخس دراهم معدودة )(1) .

ومنه قوله تعالى ( اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً )(2) .

15 ـ وتكون للآلة ، نحو قوله تعالى ( فقلنا اضربوه ببعضها )(3) ، فالباء في ببعضها للآلة ، ومنه قوله تعالى ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر )(4) .

قال أبو حيان في البحر المحيط : جعل الماء كأنه آلة يفتح بها (5) ، كما تقول فتحت الباب بالمفتاح .

16 ـ وتكون للملابسة ، نحو قوله تعالى ( فقد باء بغضب من الله )(6) .

فالباء في قوله ( بغضب ) للملابسة ، أي : متلبساً ومصحوباً بغضب .

ومنه قوله تعالى ( خلق السموات والأرض بالحق )(7) والمعنى خلقاً متلبساً بالحق .

ولا تخرج باء الملابسة عن كونها مع مجرورها متعلقة بمحذوف حال ، كما هو الأمر مع باء المصاحبة .

ثانياً : تأتي الباء حرف جر زائد ، وتزاد في المواضع الآتية :

1 ـ تزاد في فاعل كفى غالباً ، نحو قوله تعالى ( وكفى بالله شهيداً )(8) .

وقوله تعالى ( كفى بالله وكيلاً )(9) .

ــــــــــــ

(1) يوسف [20] (2) التوبة [9] (3) البقرة [73] .

(4) القمر [11] (5) أنظر البحر المحيط ج8 ص173 .

(6) الأنفال [16] (7) التغابن [3] .

(8) النساء [79] (9) الأحزاب [48] .

الباء

2 ـ في مفعول كفى ، وعلم ، وعرف ، ولقي ، ومد .

كقول المتنبي :

كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا

ومنه قوله تعالى ( ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة )(1) .

3 ـ في فاعل فعل التعجب مع صيغة " أفعل به " .

كقوله تعالى ( أسمع بهم وأبصر )(2) ، ومنه قول ابن زيدون :

أكرم بولادة ذخر المدخر لو ميزت بين بيطار وعطار

4 ـ وتزاد في كلمة ( حسب ) ، نحو : بحسبك درهم .

كما تزاد في المبتدأ بعد إذا الفجائية ، نحو : خرجت فإذا بأخيك بالباب .

فالباء في ( بأخيك ) زائدة وأخيك مجرورة لفظاً مرفوعة محلاً لأنها مبتدأ ، وبالباب جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ .

5 ـ تزاد في خبر ليس ، وما المشبه بها ، كقوله تعالى ( وأن الله ليس بظلام للعبيد )(3) ، ومنه قول الشاعر * :

ولست بصائم رمضان يوما ولست بآكل لحم الأضاحي

ومثال زيادتها في خبر ما المشبهة بليس قوله تعالى ( وما أنت بمعجزين في الأرض )(4) .

ــــــــــــــ

(1) البقرة [195] (2) مريم [38] .

(3) آل عمران [182] (4) العنكبوت [22] .

* الأخطل : هو غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو التغلبي ، ويكنى أبا مالك ، ولد بالحيرة بالعراق عام 19 هـ ونشأ بها على المسيحية ، واتصل بالأمويين في الشام فكان شاعرهم ، وهو من الطبقة الإسلامية الأولى ، اشتهر بنقائضه مع جرير والفرزدق ، شاعر مصقول الألفاظ حسن الديباجة ، معجب بأدبه ، كثير العناية بشعره ، يشبه من شعراء الجاهلية النابغة الذبياني ، توفي سنة 90 هـ .

الباء

ومنه قول الشاعر * :

ما كثرة الخيل العتاق بزائدي شرفاً ولا عدد السوام الضافي

6 ـ تزاد في التوكيد بالنفس والعين ، نحو : جاء القائد بنفسه ، ونحو : وصافحت الرئيس بعينه .

7 ـ تزاد في الحال المنفي عاملها ، نحو : ما رجعت بخائب .

ومنه قول الشاعر :

فما رجعت بخائبة ركاب حكيم بن المسيب منتهاها

8 ـ وتزاد في خبر كان المنفي ، كقول الأعشى :

وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن بأعجلهم إذ أشجع القوم أعجل

ـــــــــــــ

* أبو نواس : هو أبو الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصياح الحكمي الشاعر المشهور ، ويكنى بأبي نواس ، أحد كبار الشعراء في العصر العباسي ، لقب بشاعر الخمرة ، ولد في البصرة سنة 136 هـ ، ودرس على أئمة اللغة ، ثم التحق ببلاط الرشيد في بغداد ، واتصل بالبرامكة ومدحهم ، كان واسع العلم كثير الحفظ ، قوي البديهة والارتجال ، يعد في طليعة الطبقة الأولى من المولدين ، توفي في بغداد سنة 198 هـ .

الباء

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( حتى يأتي الله بأمره ) .

حتى : حرف جر وغاية .

يأتي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى .

الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة ، والجملة في محل جر بحتى .

بأمره : جار ومجرور متعلقان بيأتي ، وأمر مضاف ، والضمير في محل جر بالإضافة .

قال تعالى ( فاختلط به نبات الأرض ) .

فاختلط : الفاء حسب ما قبلها ، اختلط فعل ماض مبني على الفتح .

به : جار ومجرور متعلقان باختلط .

نبات : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .

الأرض : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

قال الشاعر :

كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا

كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر .

بك : الباء حرف جر زائد ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل نصب مفعول به لكفى .

داء : تمييز منصوب . وجملة كفى بك داء ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

أن ترى : أن حرف مصدري ونصب ، ترى فعل مضارع منصوب بأن ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

وجملة أن ترى مصدر مؤول في محل رفع فاعل لكفى .

الموت : مفعول به أول لترى .

الباء



شافيا : مفعول به ثان .

وحسب : الواو حرف عطف ، حسب مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .

المنايا : مضاف إليه مجرور .

وجملة حسب مع خبره معطوفة على الجملة الابتدائية لا محل لها من الإعراب .

أن يكن : أن حرف مصدري ونصب ، يكن فعل مضارع ناقص مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل مصب ، ونون النسوة في محل رفع اسمه .

أمانيا : خبر يكن منصوب والمصدر المؤول من أن يحن أمانيا في محل رفع خبر لحسب .

وجملة يكن أمانيا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ( أن ) الموصول الحرفي .



قال تعالى ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) .

ولا : الواو حسب ما قبلها ، لا ناهية جازمة .

تلقوا : فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

بأيديكم : الباء حرف جر زائد ، وأيدي اسم مجرور لفظاً منصوب محلاً مفعول به لتلقوا ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

إلى التهلكة : جار ومجرور متعلقان بتلقوا .



قال تعالى ( كفى بالله شهيداً ) .

كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر لا محل له من الإعراب .

الباء

بالله : الباء حرف جر زائد ، الله لفظ الجلالة مجرور لفظاً مرفوع محلاً فاعل لكفى .

شهيداً : تمييز منصوب ، وقيل حال ، والوجه الأول هو المعمول به .



قال تعالى ( وما أنتم بمؤمنين ) .

وما : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية تعمل عمل ليس .

أنتم : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع اسم ما .

بمؤمنين : الباء حرف جر زائد ، مؤمنين خبر ما منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، ويجوز القول إنها مجرورة لفظاً ، وعلامة جرها الياء أيضاً في محل نصب .



بات بادئ بدء

بات

تأتي فعلاً ناقصاً من أخوات كان إذا أفادت اتصاف المبتدأ بالخبر وقت المبيت
( أي في الليل ) وهي تامة التصرف تستعمل في الماضي والمضارع والأمر والمصدر واسم الفاعل ، نحو : بات الفائز فرحاً .

ومنه قول الشاعر :

أبيت نجيا للهموم كأنما خلال فراشي جمرة تتوهج

ومنه قوله تعالى ( والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً )(1) .

وبت صائماً ، وأفرحني بياتك صائماً .

وتأتي فعلاً تاماً تكتفي بمرفوعها ( الفاعل ) ، وذلك إذا كانت بمعنى دخل في الليل أو نزل ليلاً ، نحو : بات الرجل في بيتنا .

ومنه قول امرئ القيس :

وبات وباتت له ليلة كليلة ذي العائر الأرمد

ومنه قولهم ( بات بالقوم ) أي : نزل بهم ليلاً .

بادئ بدء ، وبادئ ذي بدء

لفظ بمعنى أول شيء ، ويعرب ( بادئ ) حالاً منصوبة بالفتحة ، وأعربه بعضهم ظرفاً منصوباً بالفتحة ، وهو مضاف ( وبدء ) مضاف إليه . أو بادئ مضاف ( وذي ) مضاف إليه ، ( وذي ) مضاف ، ( وبدء ) مضاف إليه .

نحو : ذهبت إلى والدي بادئ ذي بدء ..

وكثيراً ما يستخدمه الكتاب في افتتاح كتاباتهم فيقولون : بادئ ذي بدء كذا وكذا .



ــــــــــــــ

(1) الفرقان [64] .

بئس



فعل ماض جامد لإنشاء الذم .

ولفاعله أربعة أحوال ، ثم يليه اسم مخصوص بالذم .



أحوال فاعل بئس



1 ـ يكون فاعل بئس معرفاً ( بأل ) ، نحو : بئس العمل الخيانة ، ومنه قوله تعالى
( فأوردهم النار وبئس الورد المورود )(1) .

2 ـ أن يكون مضافاً إلى المعرف ( بأل ) ، نحو : بئس صديق المرء الكاذب ، ومنه قوله تعالى ( ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين )(2) .

3 ـ أن يكون ( ما ) الموصولة ، نحو : بئس ما كانوا يخططون ، ومنه قوله تعالى
( ولبئس ما شروا به أنفسهم )(3) .

4 ـ أن يكون ضميراً مميزاً بنكرة مفسرة ، نحو : بئس وسيلة الكذب . أما الاسم المخصوص فيعرب مبتدأ مؤخراً ، وجملة الذم في محل رفع خبر مقدم ويجوز إعرابه خبراً لمبتدأ محذوف تقديره هو .

ويجوز أيضاً إعرابه مبتدأ وخبره محذوف والتقدير : بئس العمل الخيانة هي ، أما إذا تقدم المخصوص على جملة الذم فلا يعرب إلا مبتدأ والجملة بعده في محل رفع خبر ، نحو : الخيانة بئس العمل .



ــــــــــــــ

(1) هود [98] (2) آل عمران [151] .

(3) البقرة [102] .

بئس



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين ) .

ومأواهم : الواو للحال ، مأوى مبتدأ ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

النار : خبر مرفوع .

والجملة في محل نصب حال من واو الجماعة ، والرابط الواو والضمير .

وبئس : الواو للاستئناف ، بئس فعل ماض مبني على الفتح فعل ذم .

مثوى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة ، وهو مضاف .

الظالمين : مضاف إليه مجرور بالياء .

والمخصوص بالذم محذوف تقديره النار ، وهو إما مبتدأ مؤخر ، والجملة قبله في محل رفع خبر مقدم ، أو خبر لمبتدأ محذوف والتقدير : هي النار ، أو مبتدأ حذف خبره وتقديره : النار هي ، وهو وجه ضعيف .



" بئس وسيلة الكذب " .

بئس : فعل ماض لإنشاء الذم ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

وسيلة : تمييز منصوب بالفتحة .

الكذب : مخصوص بالذم ، مبتدأ والجملة قبله في محل رفع خبر ، أو خبر لمبتدأ محذوف والتقدير : هو الكذب .







بجل



يأتي لعدد من الأوجه :

1 ـ حرف جواب بمعنى ( نعم ) لا عمل له ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وتكون تصديقاً للخبر وإعلاماً للمستخبر .

فمثال التصديق للخبر أن يقول لك شخص ( تفوقت في عملي ، فتقول له : بجل ) . ومثال الإعلام للمستخبر أن يقول لك شخص ( أأضرب زيداً ، فتقول له : بجل ) .

2 ـ اسم فعل مضارع بمعنى ( يكفي ) مبني على السكون .

تقول : بجلي درهمان ، أي : يكفيني درهمان .

ومنه قول الشاعر :

نحن بني ضبة أصحاب الجمل ردوا علينا شيخنا ثم بجل

3 ـ اسم بمعنى ( حسب ) وهذا هو المعنى الذي ذكره سيبويه ، حيث قال : وأما بجل بمنزلة حسب (1) .

ومنه قول طرفة بن العبد :

ألا إنني أشربت أسود حالكا ألا بجلي من الشراب ألا بجل

وقول لبيد :

فمتى أهلك فلا أحفله بجلي الآن من العيش بجل

وبناء على ما سبق إذا كانت ( بجل ) حرفاً أو اسم فعل فهي حرف مبني على السكون ، أما إذا كانت اسماً مرادفاً ( لحسب ) فه معربة (2) .





ــــــــــــــ

(1) أنظر الكتاب لسيبويه ج4 ص234 .

(2) أنظر اللسان مادة بجل .

بجل



نماذج من الإعراب



قال طرفة :

ألا إنني أشربت أسود حالكا ألا بجلي من الشراب ألا بجل

ألا : حرف استفتاح لا محل له من الإعراب .

إنني : حرف توكيد ونصب ، والياء في محل نصب اسمها .

أشربت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء في محل رفع نائب فاعل .

أسود : مفعول به لأشربت .

حالكا : صفة لأسود منصوبة بالفتحة .

والجملة من الفعل ونائب الفاعل والمفعول به في محل رفع خبر إن .

والجملة من إنني ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

ألا : استفتاحية مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب .

بجلي : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وبجل مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .

من الشراب : جار ومجرور متعلقان ببجل .

ألا : استفتاحية توكيد للأولى .

بجل : توكيد لفظي لبجل السابقة .

وخبر المبتدأ محذوف تقديره : شيء قليل التقدير كان من الشراب .



بخ



اسم فعل مضارع بمعنى ( استحسن ) ، وتستعمل غالباً مكررة منونة بالكسر ، وتكرر للمبالغة ، والأصل فيها البناء على السكون . أما إذا وصلت بما بعدها كان التنوين فيها حسن .

مثال مجيئها غير منونة قول الأعشى :

بين الأشج وبين قيس باذخ بخ بخ لوالده وللمولود

ومثال مجيئها منونة قول الشاعر * :

روافده أكرم الرافدات بخٍ بخٍ لبحر خضم

ـــــــــــــ

* الشاهد بلا نسبة في مصادره .

بد بدأ بدار برح



بد

لفظة تقترن غالباً بلا النافية للجنس ، وتعني ( مناص ) وتعرب اسماً للا.

نحو : مما لا بد منه .



بدأ

تأتي فعلاً ماضياً ناقصاً بمعنى ( شرع ) وخبرها جملة فعلية فعلها مضارع غير مقترن ( بأن ) .

نحو : بدأت الريح تهب ، وبدأ الجنود يزحفون .

وتأتي فعلاً ماضياً تاماً إذا كان معناها مجرد البدء .

نحو : بدأ الفريقان في اللعب ، وبدأت العمل نشيطاً .



بدار

اسم فعل أمر معدول بمعنى ( أسرع ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .



برح

تأتي فعلاً ناقصاً من أخوات كان تفيد الاستمرار ، وملازمة المبتدأ للخبر ، وتكون ناقصة الصرف ، إذ لا يتصرف منها إلا الماضي والمضارع واسم الفاعل والمصدر : براح ، ويشترط لعمله أن يسبق بنفي سواء كان النفي حرفاً نحو : ما برح الجيش زاحفاً ، أو اسما نحو : محمد غير بارح متفوقاً ، أو فعلاً نحو : لست أبرح مجتهداً .

ويجوز حذف حرف النفي مع مضارع برح إذا كانت مسبوقة بقسم .

برح بس بطآن بضع



كقول امرئ القيس :

فقلت يمين الله أبرح قاعدا ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي

والتقدير : يمين الله لا أبرح .

وتأتي فعلاً تاماً إذا كانت بمعنى ذهب أو فارق .

نحو : برح الألم من رأسي .

ومنه قوله تعالى ( لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقباً )(1) .



بس

اسم صوت لدعاء الغنم والإبل مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وغالباً ما يكون مكرراً فنقول بس بس .



بطآن

اسم فعل ماض بمعنى ( أبطأ ) وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .



بضع

لفظة من كنايات العدد ، تدل على عدد لا يقل عن ثلاثة ولا يزيد عن تسعة وحكمها حكم العدد المفرد . نقول : جاء بضعة رجال ، ورأيت بضع نساء .

ومنه قوله تعالى ( فلبث في السجن بضع سنين )(2) .





ـــــــــــــ

(1) الكهف [60] (2) يوسف [42] .

بضع بعد



وتركب ( بضع ) كأي عدد مفرد ، فنقول : حضر بضعة عشر طالباً ، وتغيبت بضع عشرة طالبة ، ورأيت بضعاً وعشرين طالبة ، ومررت ببضعة وعرين طالباً .

ومنه الحديث الشريف " الإيمان بضع وستون شعبة " .

ولا تركب مع المائة والألف ، وتستعمل استعمال العدد ثمانية .

وقد خالف الجوهري فيما زاد على بضعة عشر ، فمنع أن يقال بضعة وعشرون إلى التسعين (1) ، ولكن ذلك مردود بالحديث الشريف السابق .



بعد



ظرف زمان مبهم يأتي معرباً ، ويأتي مبنياً .

أولاً : مواضع إعرابه :

1 ـ إذا أضيف لفظاً في حالة الجر .

كقوله تعالى ( من بعد ما جاءتهم البينات )(2) .

2 ـ إذا حذف المضاف إليه ، ونوى لفظه ومعناه .

نحو : دخل التلاميذ ودخل المعلم بعد ، أو من بعد .

والتقدير : بعدهم أو من بعدهم .

3 ـ يعرب ظرفاً منصوباً إذا انقطع عن الإضافة ويكون منوناً .

نحو : ما ضره أن يأتي قبلاً أو بعداً .

ــــــــــــــ

(1) أنظر قصص الأنبياء لابن كثير ج1 ص339 .

(2) النساء [153] .

بعد بعض

ثانياً : ويبنى على الضم في حالة واحدة ، وذلك إذا انقطع عن الإضافة لفظاً ونوى معناه لفظه ، كقوله تعالى ( لله الأمر من قبل ومن بعد )(1) .



نماذج من الإعراب

قال تعالى ( من بعد ما جاءتهم البينات ) .

من بعد : جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلها ، أو متعلقان بمحذوف صفة إلها المقدر .

ما جاءتهم : ما مصدرية ، جاء فعل ماض ، والضمير في محل نصب مفعول به .

البينات : فاعل مرفوع بالضمة ، والجملة الفعلية المؤولة من ما والفعل بعدها في محل جر بإضافة بعد إليها .

قال تعالى ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) .

لله : لفظ الجلالة جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم .

الأمر : مبتدأ مؤخر .

من قبل : من حرف جر ، قبل ظرف زمان مبني على الضم في محل جر .

ومن بعد : الواو للعطف ، من حرف جر ، بعد ظرف زمان مبني على الضم في محل جر ، وشبه الجملة معطوف على شبه الجملة السابق .

بعض

اسم معرفة لا توصف ولا يوصف بها (2) تفيد البعضية ، وهو اقتضاء الشيء المبعض (3) نحو : جاء بعض الطلبة ، أي أن المجيء استغرق عدداً من الطلبة وليس جميعهم .

ـــــــــــــــ

(1) الروم [4] (2) أنظر الكتاب لسيبويه ج2 ص114 .

(3) أنظر المفصل لابن يعش ج2 ص129 .

بعض



وهي من الأسماء الملازمة للإضافة إلى المفرد ، وإذا انقطعت عن الإضافة اللفظية ثبتت لها الإضافة المعنوية . ومثال ملازمتها للإضافة اللفظية قوله
تعالى ( ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً )(1) .

ومثال الإضافة المعنوية قوله تعالى ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض )(2) .

ومنه قول المتنبي وقد اجتمعت فيه الإضافة اللفظية والمعنوية معاً :

يصيب ببعضه أفواق بعض فلولا الكسر لاتصلت قضيباً

وعند قطع ( ببعض ) عن الإضافة اللفظية يقدر بعدها ضمير يعرب مضافاً إليه ، ويكون خبرها مفرداً منصوباً (3) ويعني بخبرها : الحال .

نحو : مررت ببعض قائماً ، وببعض جالساً . والتقدير : مررت ببعضهم
قائماً ، فأعربت قائماً حال ، وأخبرنا بها عن بعض المنقطعة من الإضافة .

وتكتسب ( بعض ) التأنيث من إضافتها للمؤنث لأنها جزء منه (4) .

كقوله تعالى ( يلتقطه بعض السيارة )(5) .

ومنه قول الشاعر " جرير " :

إذا بعض السنين تعرقتنا كفى الأيتام فقد أبى اليتيم



ــــــــــــــ

(1) الحجرات [12] .

(2) البقرة [252] .

(3) راجع الكتاب لسيبويه ج2 ص115 .

(4) راجع الكتاب لسيبويه ج1 ص51 .

(5) يوسف [10] .

بعض



وتعرب بعض بحسب موقعها من الكلام عند إضافتها لفظاً .

فتأتي فاعلاً ، نحو : جاء بعض القوم .

ومنه قوله تعالى ( ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً )(1) .

وقوله تعالى ( وإذا خلا بعضهم إلى بعض )(2) .

وتأتي مفعولاً به ، كقوله تعالى ( وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعضهم )(3) .

ومنه قول المتنبي :

ولعلي مؤمل بعض ما أبلغ باللطف من عزيز حميد

وتأتي مبتدأ ، كقوله تعالى ( بعضهن أولى ببعض )(4) .

ومنه قول المتنبي :

تلاك وبعض الغيث يتبع بعضه من الشام يتلو الحاذق المتعلم

وتأتي اسماً لكان الناقصة ، نحو قوله تعالى ( ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً )(5) .

واسماً مجروراً ، كقوله تعالى ( ونفضل بعضها على بعض في الأكل )(6) .

ونائباً عن المفعول المطلق إذا أضيفت للمصدر ، نحو : ساعدته بعض المساعدة .

ونائبه عن الظرف ، كقوله تعالى ( لثبت يوماً أو بعض يوم )(7) .

كما تأتي بدلاً ، نحو قوله تعالى ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض )(8) .





ــــــــــــــ

(1) آل عمران [64] (2) البقرة [76] .

(2) الكهف [19] (4) المائدة [51] .

(5) الإسراء [88] (6) الرعد [4] .

(7) البقرة [259] (8) الحج [40] .

بغتة بُكرة



بغتة



حال نكرة منصوبة بمعنى ( المفاجأة ) .

نحو : طلع علينا بغتة ، ومنه قوله تعالى ( حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة )(1) .

وقيل إنها مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره : تبغتهم بغتة .

والوجه الأول أحسن .



بُكرة



ظرف زمان منصوب بالفتحة بمعنى غدوة أو باكراً ، نحو : أتيت المدرسة بكرة .

ومنه قوله تعالى ( وسبحوه بكرة وأصيلاً )(2) .

وإذا أردنا بكرة يوماً معييناً استعملناه ممنوعاً من الصرف من أجل التأنيث .

فنقول : زرتك بكرةَ ، بنصب بكرة دون تنوين .

ويأتي ظرفاً متصرفاً فيعرب حسب موقعه من الجملة .

نحو : سير عليه بكرةُ ، برفع بكرة لأنها نائب عن الفاعل .

ونحو : كانت بكرةٌ الثلاثاء مؤلمة ، برفع بكرة لأنها اسم كان .







ــــــــــــــ

(1) الأنعام [31] (2) الأحزاب [70] .

بل



1 ـ حرف ابتداء يفيد الإضراب عما قبله ويجعله لما بعده ، نحو : احفظ الدرس بل استظهره ، ومنه قوله تعالى ( أم يقولون به جُنة بل جاءهم بالحق )(1) .

وقوله تعالى ( قد أفلح من تزكى ، وذكر اسم ربه فصلى ، بل تؤثرون الحياة الدنيا )(2) .

2 ـ إذا سبقها نفي ، نحو : ما جاء محمد بل خالد . أو نهي ، نحو : لا تضرب محمداً بل خالداً . كانت لتقرير حكم الأول وجهله ضده لما بعدها ، وهي حينئذ حرف عطف ، ومن شروطها أن يليها مفرد ، نحو قوله تعالى ( بل هم في شك منها بل هم عنها عمون )(3) .

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا ) .

قد : حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

أفلح : فعل ماض مبني على الفتح .

من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل .

وجملة قد أفلح ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

تزكى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .

وذكر : الواو للعطف ، ذكر فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، وجملة تزكى صلة الموصول لا محل لها من الإعراب .

اسم : مفعول به ، وهو مضاف .

ــــــــــــــ

(1) المؤمنون [70] (2) الأعلى [14] .

(3) النمل [66] .

بل



ربه : رب مضاف إليه ، وهو مضاف ، والهاء في محل جر مضاف إليه .

وجملة ذكر ... إلخ معطوفة على جملة الصلة لا محل لها من الإعراب .

فصلى : الفاء حرف عطف ، صلى فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

وجملة فصلى معطوفة على جملة " وذكر " ، لا محل لها من الإعراب .

بل : حرف إضراب لا عمل له .

تؤثرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة فاعله .

الحياة : مفعول به .

الدنيا : صفة للحياة .

وجملة تؤثرون ... إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب .



" ما جاء محمد بل خالد " .

ما : نافية لا عمل لها .

جاء : فعل ماض مبني على الفتح .

محمد : فاعل مرفوع بالضمة .

بل : حرف إضراب وعطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

خالد : معطوف على محمد مرفوع مثله .











بله



1 ـ اسم فعل أمر بمعنى ( دع ) مبني على الفتح ، والاسم بعده منصوب على المفعولية وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

نحو : بله محمداً .

2 ـ مصدر بمعنى ( الترك ) منصوب على المفعولية المطلقة ، والاسم بعدها مجرور بالإضافة ، نحو : بله محمدٍ .

3 ـ اسم مرادف لكيف في محل رفع خبر ، والاسم بعدها مرفوع على الابتداء .

نحو : بله محمدٌ .

وقد روي البيت التالي بالأوجه الثلاثة ( النصب والجر والرفع )(1) .

قال الشاعر * :

تذر الجماجم ضاحيا هاماتها بله الأكف كأنها لم تخلق

ومنه قول ابن هرمة :

تمشي العطوف إذا غنى الحداة بها مشي الجواد فبله الجلة النجبا







ــــــــــــ

(1) راجع المنهاج في القواعد والإعراب لمحمد الأنطاكي ص228 ، وأنظر شذور الذهب لابن هشام ص400 .

* كعب بن مالك بن أبي كعب الأنصاري : هو أبو عبد الله كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن الكعب الخزرجي الأنصاري ، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مات في خلافة علي بن أبي طالب بعد أن كف بصره ، وهو أحد السبعين الذين بايعوا بالعقبة وشهد المشاهد كلها إلا بدراً .

بله



نماذج من الإعراب

قال الشاعر :

تذر الجماجم ضاحيا هاماتها بله الأكف كأنها لم تخلق

تذر : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على السيوف .

الجماجم : مفعول به منصوب بالفتحة .

ضاحيا : حال من الجماجم .

هاماتها : فاعل لاسم الفاعل ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

بله : اسم فعل أمر بمعنى ( دع ) مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

الأكف : مفعول به منصوب بالفتحة .

أو بله : مفعول مطلق لفعل محذوف ، وهو مضاف .

الأكف : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

أو بله : اسم استفهام بمعنى ( كيف ) مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم .

الأكف : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .وهذه هي الأوجه الثلاثة في ( بله الأكف ) .

كأنها : كان حرف مشبه بالفعل ، والهاء في محل نصب اسمها .

لم تخلق : حرف نفي وجزم وقلب ، تخلق فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على الرؤوس .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر كان .







بلى



حرف جواب للإيجاب يجاب به عن الاستفهام المنفي ، ولا يستعمل غيرها .

كقوله تعالى ( وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى )(1) .

وقوله تعالى ( أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )(2) .

ومنه قول أبي فراس :

أراك عصي الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهي عليك ولا أمر

بلى أنا مشتاق وعندي لوعة ولكن مثلي لا يذاع له سر

ومن ثم فلا تقول لمن قال قام زيد : بلى ، لأنه موضع نعم لا موضع بلى ، لأن بلى إيجاب لنفي مجرد ، كقولك بلى لمن قال : ما قام زيد .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ) .

وأشهدهم : الواو عاطفة ، أشهد فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، والضمير في محل نصب مفعول به .

على أنفسهم : جار ومجرور متعلقان بأشهد ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

ألست : الهمزة للاستفهام ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

لست : فعل ماض ناقص ، والتاء ضمير المتكلم في محل رفع اسمها .





ــــــــــــــ

(1) الأعراف [172] (2) البقرة [260] .

بلى بيد



بربكم : الباء حرف جر زائد ، رب : لفظ الجلالة مجرور لفظاً منصوب محلاً خبر ليس ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

بلى : حرف جواب مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا عمل له .



بيد



أولاً : اسم منصوب على الاستثناء بمعنى ( غير ) وهو ملازم الإضافة إلى ( أنّ ) ومعموليها ، نحو : هو زكي بيد أنه مهمل .

ومنه قول الشاعر * :

وبيد أنّا على الإساءة والكفران نرجو لحسن عفو الإله

وبيد في هذا الموضع تكون للمستثنى المنقطع (1) .













ـــــــــــــ

(1) راجع مغني اللبيب لابن هشام ج1 ص114 .

* النواس : أنظر ترجمته ص200 ، أبو نواس : أبو الحسن بن هانئ .

بيد



ومنه أيضاً قول الشاعر * :

بيد أن الله قد فضلكم فوق من أحكأ صلباً بازار

ومنه الحديث الشريف " نحن الآخرون السابقون ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا " .

ثانياً : تأتي بيد بمعنى ( من أجل ) كقول الرسول صلى الله عليه وسلم " أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أني من قريش " .

والتقدير : من أجل أني من قريش .

ولكن بيد بهذا المعنى مختلف فيها ، ويقال إنها لم تخرج عن كونها بمعنى
( غير ) والله أعلم .



نماذج من الإعراب



قال الشاعر :

وبيد أنّا على الإساءة والكفران نرجو لحسن عفو الإله

وبيد : الواو حسب ما قبلها ، بيد : اسم منصوب على الاستثناء ، وهو مضاف .



ــــــــــــــ

* عدي بن زيد : هو عدي بن حماد بن زيد بن أيوب ، ينتهي نسبه إلى نزار ، ويكنى أبا عمير النصراني العبادي ، شاعر فصيح من شعراء الجاهلية ، سكن الحيرة ودخل الأرياف فثقل لسانه ولا يعد شعره حجة ، كان كاتباً لكسرى ، وكان كسرى يحبه ويكرمه ، فهو أنبل أهل الحيرة وأجودهم منزلة ، ولو أراد أن يملكوه لملكوه ، ولكنه كان يؤثر الصيد والهوى على
الملك ، وقد حبسه النعمان بن المنذر ثم قتله ، وقيل مات في سجنه بالطاعون .

بيد بين



أنا : أن حرف مشبه بالفعل ، ونا المتكلمين في محل نصب اسمها .

على الإساءة : جار ومجرور متعلقان بنرجو الآتي .

والكفران : الواو للعطف ، الكفران : معطوف على الإساءة مجرور .

نرجو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره نحن . والجملة الفعلية في محل رفع خبر أن .

والجملة الاسمية من إن واسمها وخبرها في محل جر بالإضافة إلى بيد .

لحسن : اللام حرف جر زائد ، حسن اسم مجرور لفظاً منصوب محلاً مفعول به لنرجو ، وهو مضاف .

عفو الإله : عفو مضاف إليه ، وعفو مضاف ، والإله مضاف إليه .



بين



1 ـ ظرف مكان إذ أضيف إلى اسم مكان ، وهو ملازم النصب على الظرفية الظاهرة أو المقدرة .

كقوله تعالى ( والسحاب المسخر بين السماء والأرض )(1) .

وقوله تعالى ( فالله يحكم بينكم يوم القيامة )(2) .

ــــــــــــــ

(1) البقرة [164] (2) النساء [121] .

بين بين بين



2 ـ ظرف زمان إذا أضيف إلى اسم زمان ، وهو ملازم النصب على الظرفية الظاهرة أو المقدرة ، نحو : انتظرتك بين المغرب والعشاء .

3 ـ يأتي اسماً مجروراً إذا سبقه حرف جر .

كقوله تعالى ( لا يأتيه الباطل من بين يديه )(1) .



نماذج من الإعراب

قال تعالى ( والسحاب المسخر بين السماء والأرض ) .

والسحاب : الواو للعطف ، السحاب : معطوف على الرياح قبلها مجرور .

المسخر : صفة مجرورة للسحاب .

بين : ظرف مكان منصوب بالفتحة ، متعلق بالمسخر ، لأنه اسم مفعول ، أو متعلق بمحذوف خال من نائب الفاعل المستتر في مسخر ، وبين مضاف .

السماء : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

والأرض : معطوف على السماء مجرورة مثلها .



بين بين



لفظ مركب مبني على فتح الجزئين بمعنى ( الوسط ) ويكون في المواضع الإعرابية الآتية :

1 ـ في محل نصب متعلق بمحذوف حال ، نحو : فهمت الدرس بين بين .

2 ـ ظرف متعلق بالخبر ، نحو : الأمر بين بين .

ـــــــــــــــ

(1) فصلت [43] .

بينا بينما



بينا



ظرف زمان ملازم للجملة ، وأصله ( بين ) زيدت فيها ( الألف ) ، وهو مبني على الفتح في محل نصب .

نحو : بينا كنت أسير قابلني صديقي .



بينما



ظرف زمان ملازم للجملة ، وأصله ( بين ) زيدت فيه ( ما ) ، مبني على الفتح في محل نصب .

نحو : بينما نسير في الطريق أبصرنا رجلاً ضريراً .



نماذج من الإعراب



" بينما نسير في الطريق أبصرنا رجلاً ضريراً " .

بينما : ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب متعلق بالفعل بعده وهو مضاف .

نسير : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .

في الطريق : جار ومجرور متعلقان بنسير .

والجملة الفعلية نسير في الطريق في محل جر مضاف إليه .

أبصرنا : فعل وفاعل . رجلاً : مفعول به . ضريراً : صفة منصوبة .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:25 AM

حرف التاء





تأتي التاء المفردة لعدد من الوجوه :

أولاً : تأتي حرف جر للقسم ، يختص بالدخول على لفظ الجلالة .

نحو : تالله لأدافعن عن الوطن .

ومنه قوله تعالى ( قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم )(1) .

ومنه قوله تعالى ( قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف )(2) .

ثانياً : تاء التأنيث الساكنة : وهي حرف يختص بالدخول على الفعل الماضي ، فتدل على تأنيث فاعله أما حقيقة أو مجازاً ، نحو : كتبت فاطمة الدرس ، وطلعت الشمس .

ومنه قوله تعالى ( إذا قالت امرأة فرعون )(3) .

ومنه قوله تعالى ( علمت نفس ما قدمت )(4) .

وقد تتصل تاء التأنيث بحرف العطف ( ثم ) ، فنقول : جاء الطالب ثم خرج .

وتتصل ( برب ) ، فنقول : ربت صدفة خير من ألف ميعاد .

وتتصل بالظرف ( ثم ) ، فنقول : ثمت كتاب مفيد .

وتتصل ( بلا ) النافية ، فنقول : ولات ساعة مندم .

وتتصل بالحرف المشبه بالفعل ( لعل ) ، فنقول : لعلت النائم يستيقظ .

وتأنيثها للأحرف الأخيرة التي اتصلت بها ينصب على اللفظ ليس غير ، ويعرف بالتأنيث اللفظي ، وغالباً ما تكون التاء مع تلك الحروف مفتوحة غير ساكنة ، كذلك تكون تاء التأنيث لتمييز الاسم المؤنث من المذكر .



ــــــــــــــ

(1) يوسف [95] (2) يوسف [85] .

(3) آل عمران [35] (4) الانفطار [5] .

التاء



نحو : مؤمنة ، ومسلمة ، وجمعها مؤمنات ، ومسلمات .

وتكون لتحديد اسم المرة واسم الهيئة .

كما تكون لتمييز الواحد من أسماء الجنس ، كتمييز : ثمرة من ثمر ، وبقرة من بقر .

والتاء التي تلحق الأسماء كما ذكرنا في الأمثلة السابقة مختلف فيها ، فلم يعدها بعض النحويين من حروف المعاني ، وجعلها البصرويون تاء في الأصل (1) .

ثالثاً : وتأتي التاء ضمير رفع متحرك تتصل بالأفعال .

وتكون للمتكلم ، نحو : كتبت الدرس ، ومنه قوله تعالى ( وإذا كففت بني إسرائيل عنك )(2) .

أو للمخاطب ، نحو : أنت كتبت الدرس ، ومنه قوله تعالى ( ثم جئت على قدر يا موسى )(3) .

أو للمخاطبة ، نحو : هل كتبت الدرس ، ومنه قوله تعالى ( قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فريا )(4) .

رابعاً : وتأتي التاء للخطاب إذا لحقت الضمير المرفوع المنفصل .

نحو : أنتَ ، وأنتِ ، وأنتما ، وأنتم ، وأنتن .

ـــــــــــــــ

(1) راجع الجنى الداني في حروف المعاني ص58 .

(2) المائدة [110] (3) طه [40] .

(4) مريم [27] .

التاء



فالتاء فيما سبق حرف خطاب و ( أن ) هو الضمير ، وهو مذهب جمهور النحاة ، أما بعض النحاة كالفراء فيرى أن مجموع الكلمة ( أنت ) هو الضمير .

أما الميم في أنتما وأنتم ، فهي زائدة للدلالة على الجمع ، وكذلك النون في أنتن زائدة للدلالة على النسوة .

خامساً : وتأتي التاء أحد حروف الزيادة المجموعة في كلمة ( سألتمونيها ) ، وتزاد في الأفعال كما في قولهم : تناثرت فصوص العقد ، وتحطمت السفينة ، وتدحرجت الكرة ، فالتاء في أول الفعل تناثر ، وتحطم ، وتدحرج حرف من حروف الزيادة .

وتزاد في المصادر ، كما في المصدر تكليم ، ومنه قوله تعالى ( وكلم الله موسى تكليماً )(1) وكما في تكرمة ، وتقتال ، وتحنان ، وتكون زيادتها في المصادر للمبالغة .

ومنها التاء الزائدة في أواخر المصادر ، نحو : دحرجة ، واستعانة ،
واستقامة .

وتزاد في أواخر الأسماء ، وتستبدل بهاء السكت ، نحو : حمزه ، وطلحه .

وفي نحو : ملكوت وجبروت ، وهي بمعنى الملك والتجبر .

وكما في عنكبوت ، لأن الأصل عنكباء ، وفي الجمع عناكب ، فسقوط التاء دليل على زيادتها (2) .

ــــــــــــــ

(1) النساء [164] .

(2) أنظر شرح المفصل لابن يعش ج9 ص157 وما بعدها .

تا



اسم إشارة للمفردة المؤنثة ، ومثناها تان وجمعها أولاء .

كقوله تعالى ( ها أنتم أولاء تحبونهم )(1) .

وتدخل عليها هاء التنبيه ، فنقول : هاتا ، وهاتان ، وهؤلاء .

ومنه قوله تعالى قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا )(2) .

وقوله تعالى ( قال هؤلاء بناتي )(3) .

وتعرب ( تان وهاتان ) إعراب المثنى ، فترفع بالألف وتنصب وتجر بالياء .

نحو : هاتان طالبتان مجتهدتان .

ومثال النصب : تسلمت هاتين الرسالتين .

ومثال الجر : قوله تعالى ( أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين )(4) .

ـــــــــــــ

(1) آل عمران [119] (2) النحل [86] .

(3) هود [78] (4) القصص [27] .

التاء



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم ) .

قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

تالله : التاء حرف جر للقسم ، ولفظ الجلالة مجرور بها ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل المحذوف ( نقسم ) .

إنك : إن حرف مشبه بالفعل ، والكاف في محل نصب اسمها .

لفي : اللام مزحلقة ، في : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

ضلالك : ضلال اسم مجرور ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر إن في محل رفع .

القديم : صفة مجرورة .

والجملة الاسمية من ( إن ) وما بعدها في محل نصب مقول القول .



قال تعالى ( وإذ كففت بني إسرائيل عنك ) .

وإذ : الواو للعطف ، إذ : ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بكففت الآتي ، وهو مضاف .

كففت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل . والجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه .

بني : مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وهو مضاف .

إسرائيل : مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة .

عنك : جار ومجرور متعلقان بكففت .

تارة تبا تجاه



تارة

ظرف زمان متعلق بما قبله ، متضمن معنى ( حين ) .

نحو : تركته تارةً ولحقت به تارةً أخرى .

ومنه قوله تعالى ( أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارةً أخرى )(1) .

وقوله تعالى ( ومنها نخرجكم تارةً أخرى )(2) .



تبا

مصدر منصوب على المفعولية المطلقة من الفعل ( تَبَّ ) بمعنى قطع .

قال تعالى ( تبت يدا أبي لهب وتب )(3) .

ونقول : تباً لها ما أمرها ، والتقدير : تبت تباً .

ومنه قول جرير :

تباً لجعتن إذ لقيت مقاعسا متخشعا ولأي شكر تخشع

وقد تكون مفعول به لفعل محذوف .

نحو : تباً له من جبان ، والتقدير : ألزمه الله تباً .



تجاه



حرف مكان منصوب بالفتحة يلزم الإضافة لما بعده .

نحو : جلست تجاه النافذة .

ــــــــــــــ

(1) الإسراء [69] (2) طه [55] .

(3) المسد [1] .

تحت



ظرف مكان ملازم النصب على الظرفية الظاهرة أو المقدرة في حالة البناء .

تقول : جلست تحت الشجرة .

ومنه قوله تعالى ( إذ يبايعونك تحت الشجرة )(1) .

وقوله تعالى ( كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين )(2) .

ومنه قول أبي النجم العجلي :

موتق الأعلى أمين الأسفل أقب من تحت عريض من عمل

فتحت في البيت مبنية على الضم لأنها قطعت عن الإضافة لفظاً لا معنى .

ويأتي معرباً إذا سبقه أحد حروف الجر ، وكان مضافاً لفظاً ومعنى .

نحو قوله تعالى ( أنَّ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار )(3) .

وقوله تعالى ( من فوقهم ومن تحت أرجلهم )(4) .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( إذ يبايعونك تحت الشجرة ) .

إذ : ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل
بعده ، وهو مضاف .

يبايعونك : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به .

والجملة في محل جر مضاف إليه .

ــــــــــــــ

(1) الفتح [18] (2) التحريم [10] .

(3) البقرة [25] (4) المائدة [66] .

تحت



تحت : تحت ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل قبله ، وهو مضاف .

الشجرة : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

قال تعالى ( أنَّ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ) .

أن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، ناصب لاسمه رافع لخبره .

لهم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر أن في محل رفع .

جنات : اسم أن منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث
سالم .

تجري : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة .

وجملة تجري ... إلخ في محل نصب صفة لجنات .

وجملة أن واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل بشر في أول الآية .



تَخِذ ترك تراك



تخذ

تأتي فعلاً من أفعال التحويل بمعنى ( صير ) تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، ولا يدخل على المصدر المؤول من ( أنّ واسمها وخبرها ، أو أن والفعل المضارع ) .

نحو : تخذت محمداً صديقاً .

ومنه قول جندب بن مرة الهذلي * :

تخذت غراز إثرهم دليلاً وفروا في الحجاز ليعجزوني

أما إذا جردت ( تخذت ) من معنى ( صير ) فهي حينئذ فعلاً لا يتعدى إلا لمفعول واحد ، نحو : تخذت مع الشاي لبناً .



ترك

فعلاً من أفعال التحويل بمعنى ( صير ) – أنظر تخذ – .

نحو : ترك الزلزال القرية يباباً .

ويأخذ مفعولاً واحداً إذا كان بمعنى ( التخلي ) عن الشيء .

نحو : تركت المال لأصحابه .



تراك

اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى ( اترك ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، ومنه قول الشاعر ** :

تراكها من إبل تراكها أما ترى الخيل لدى أوراكها

ــــــــــــ

* أحد شعراء هذيل المعدودين . ** الشاهد بلا نسبة .

تعالَ تواً



تعال



فعل أمر جامد مبني على الفتح بمعنى ( أقبل ) ، وقد يبنى على الكسر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، نحو : تعال لتشاركنا في الحفل .

وتلحقه ياء المخاطبة فنقل : تعالَي .

ومنه قول أبي فراس :

أيا جاراتا ما أنصف الدهر بيننا تعالي أقاسمك الهموم تعالي

كما تلحقه واو الجماعة فنقول : تعالوا .

ومنه قوله تعالى ( وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله )(1) .



تواً



يعرب مفعولاً مطلقاً منصوباً بالفتحة ، أو نائباً عنه .

نحو : حضرت توا . وقد تعرب حالاً منصوبة .

ــــــــــــ

(1) المنافقون [5] .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:26 AM

ثُم وثُمت



حرف عطف يفيد الترتيب مع التراخي ، نحو : جاء الخادم ثم سيده .

ومنه قوله تعالى ( والله خلقكم من تراب ثم من نطفة )(1) .

وقد تلحقها تاء التأنيث المفتوحة فتؤنثها لفظاً .

نقول : ثمت ، وهي حينئذ لعطف الجمل على بعضها .

كقول الشاعر :

ثمت قمنا والظلام مطرق والطير في أوكارها لا تنطق

ومنه قول الآخر * :

ولقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت ثمة قلت : لا يعنيني



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ) .

والله : الواو حسب ما قبلها ، ولفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة .

خلقكم : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة ، والكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر .

من تراب : جار ومجرور متعلقان بالفعل خلقكم .

ثم : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

من نطفة : جار ومجرور معطوفان على من تراب .

ـــــــــــــ

(1) فاطر [11] .

* الشاعر مختلف في نسبته ، فهو لعمير بن جابر الحنفي في حماسة البحتري ، ولشمر بن عمرو الحنفي في الأصمعيات ، وهو لرجل من سلول في كتاب سيبويه ، والشنتمري .

ثَم وثَمت



اسم إشارة يشار به إلى المكان البعيد بمعنى ( هنا ) ، ( هناك ) .

ظرف مكان مبني على الفتح في محل نصب .

نحو : ثم مكان هادئ ، وثم منظر جميل .

ومنه قوله تعالى ( فأينما تولوا فثم وجه الله )(1) .

ومنه قوله تعالى ( وإذا رأيت ثم رأيت )(2) .

وقد تلحق ( ثم ) تاء مفتوحة ، فتؤنث تأنيثاً لفظياً .

نحو : ثمة مكان للراحة . ولا فرق أن تكون التاء مفتوحة أو مربوطة .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) .

فأينما : الفاء حرف عطف ، أين : اسم شرط جازم مبني على الفتح ، وما زائدة ، وهو في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بالفعل بعده .

تولوا : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون ، لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والألف للتفريق .

والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

وإذا اعتبرنا أينما متعلقة بجواب الشرط تكون الجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه لأينما .

فثم : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ثم : ظرف مكان مبني على الفتح في محل نصب متعلق بمحذوف خبر مقدم ، وقد بني على الفتح لتضمنه معنى الإشارة .

وجه الله : مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة .

والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط ، وجملة الشرط معطوفة على ما قبلها .

ــــــــــــــ

(1) البقرة [115] (2) الإنسان [20] .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:28 AM

حرف الجيم

جد



اسم يعنى بلوغ الغاية ، ويعرب حسب موقعه من الجملة ، نحو : شاهدته جد مجتهد ، جد : حال منصوبة بالفتحة . ومنه : أنت جد نشيط ، جد : خبر مرفوع بالضمة . وهكذا بقية المواضع الإعرابية الأخرى .



جعل



تأتي فعلاً من أفعال الظن يفيد الرجحان ينصب مفعولين ، نحو : جعلت للفائز جائزة ، ومنه قوله تعالى ( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً )(1) .

وتأتي فعلاً من أفعال التحويل ينصب مفعولين أيضاً ، نحو : جعلت العجين
خبزاً ، ومنه قوله تعالى ( فجعله هباءً منثوراً )(2) .



ـــــــــــــ

(1) الزخرف [19] (2) الفرقان [23] .

جعل جلل



وتأتي فعلاً من أفعال اليقين ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .

نحو : جعلت العمل رمزاً للوطن .

وتأتي فعلاً من أفعال الشروع تعمل عمل كان ويشترط في خبرها أن يكون جملة فعلية فعلها مضارع رافع لضمير الاسم ، ولا يقترن بأن المصدرية ، وأن يتأخر الخبر عنها وعن اسمها ، نحو : جعل المهندس يخطط البناء .

وتأتي فعلاً بمعنى ( أوجد ) أو ( خلق ) فينصب مفعولاً واحداً .

كقوله تعالى ( الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور )(1) ، والمعنى : وأوجد الظلمات والنور .



جلل

1 ـ حرف جواب مبني على السكون بمعنى ( نعم ) ، وينوب عن الجملة الواقعة جواباً ، وهو غير عامل .

مثال : هل فعلت كذا ، تقول : جلل ، أي نعم .

2 ـ اسم بمعنى ( عظيم ) ، كقول الشاعر * :

قومي هم قتلوا أميم أخي فإذا رميت يصيبني سهمي

فلئن عفوت لأعفون جللاً ولئن سطوت لأوهنن عظمي

3 ـ اسم بمعنى ( يسير أو هين ) .

ـــــــــــــ

(1) الأنعام [1] .

(2) أنظر رصف المباني ص252 ، وأنظر المغني ج1 ص120 ، والجنى الداني ص433 .

* الحارث بن وعلة : هو الحارث بن وعلة بن المجالد بن الزبان بن الحارث بن مالك بن شيبان الذهلي ، من ذهل بن ثعلبه .

جلل الجماء الغفير جميع



كقول امرئ القيس :

بقتل بني أسد ربهم ألا كل شيء سواه جلل

أي شيء عظيم أو يسير وهو مختلف فيه ، فقد ذكر صاحب رصف المباني
( إن جلل ليس لها من كلام العرب إلا معنى الجواب خاصة ) .



الجماء الغفير

من الألفاظ الدالة على الكثرة ومعنى الإحاطة ، وتعرب حالاً منصوبة ، والغفير صفة لها ، نحو : جاءوا الجماء الغفير .

وقد شذ مطابقة الصفة لموصوفها لأن الجماء مؤنث الأجم بمعنى الكثير ، والغفير وصف مذكر بمعنى الكثير أيضاً .

ويقال : جاءوا جماً غفيراً ، أي بجماعتهم ، وقال سيبويه إن الجماء من الأسماء التي وضعت موضع الحال ، ودخلت الألف واللام كما دخلت في كلمة
( العراك ) من قولهم : أرسلها العراك ، أي معتركة ، فهي حال ( وأل ) زائدة شاذة .

جميع

لفظ من ألفاظ التوكيد المعنوي إذا اتصل بها الضمير وتفيد الشمول ، نحو : جاء الطلبة جميعهم .

وإذا أضيفت إلى الاسم الظاهر ، أو لم يتصل بها الضمير أعربت حسب موقعها من الجملة ، نحو : جاء جميع الطلبة ، ومنه قوله تعالى ( وإنا لجميع حاذرون )(1) .

ـــــــــــــ

(1) الشعراء [56] .

جميع



وقوله تعالى ( فإذا هم جميع لدينا محضرون )(1) .

وقوله تعالى ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً )(2) .



نماذج من الإعراب



" جاء الطلبة جميعهم " .

جاء : فعل ماض مبني على الفتح .

الطلبة : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره .

جميعهم : جميع : توكيد معنوي مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل هم في محل جر مضاف إليه ، والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

" جاء جميع الطلبة " .

جاء : فعل ماض مبني على الفتح .

جميع : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف .

الطلبة : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

قال تعالى ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ) .

هو : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .

الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر .

خلق : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

لكم : جار ومجرور متعلقان بخلق .

والجملة الاسمية لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

ــــــــــــ

(1) يس [53] (2) البقرة [29] .

جميع جيرِ حاش



ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به .

في الأرض : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول ، والتقدير : يوجد في الأرض .

جميعاً : حال من اسم الموصول .

والجملة الفعلية خلق ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .



جير



حرف جواب مبني على الكسر ، ويجوز فتحه ، بمعنى ( نعم ) غير عامل ولا محل له من الإعراب ، وكثر وقوعه قبل القسم .

نحو : جير لأفعلن ، كما تقول : حقاً لأفعلن .

ومنه قول امرئ القيس :

تفعلوا فعل آل حنظلة إنهم جير بئسما ائتمروا

وحرك جير بالكسر لالتقاء الساكنين ، وقل فتحه مع جوازه كما ذكرنا .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:30 AM

حرف الحاء



حاش



مرادف لكلمة ( براءة ) يفيد التنزيه ، ويجوز فيها حذف الألف وجر ما بعدها باللام أو الإضافة .

كقوله تعالى ( حاش لله ما هذا بشراً )(1) .

والتقدير : حاش الله ، براءة لله وتنزيهاً له .

ومنه : حاش الله ، وحاشا الله ، بإثبات ألف حاشا .

ومنه قول أبي نواس :

حاشا لدرة أن تبني الخيام لها وأن تروح عليها الإبل والشاء



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( حاش لله ما هذا بشراً ) .

حاش : اسم مبني على الفتح في محل نصب مفعول مطلق ، والتقدير : براءة لله .

لله : جار ومجرور متعلقان بحاش .

ما هذا : ما نافية تعمل عمل ليس ، وها للتنبيه ، وذا اسم إشارة في محل رفع اسم ما .

بشراً : خبر ما منصوب بالفتحة .

ـــــــــــــ

(1) يوسف [31] .

حاشا



1 ـ حرف استثناء شبيه بالزائد ، والمستثنى بعده مجرور به ولا يتعلقان .

2 ـ فعل ماض جامد ، والمستثنى بعده منصوب لأنه مفعول به .

نحو : حضر الطلاب حاشا طالباً ، ومنه قول الجميح الأسدي * :

حاشا أبي ثوبان إن أبا ثوبان ليس ببكة فدم

وقد روي ما بعد حاشا على الوجهين الجر والنصب .

ومنه قول الشاعر :

حاشا أبي مروان إن به ضنا عن الملحاة والشتم

والجر بحاشا هو الغالب الراجح ، مع جواز النصب ، ولذلك التزم سيبويه وأكثر البصريين حرفيتها ولم يجيزوا النصب بها ، والصحيح جوازه ، ومنه قول الشاعر :

حاشا قريشاً فإن الله فضلهم على البرية بالإسلام والدين



ـــــــــــــ

* الجميح الأسدي : هو منقذ بن الطماح بن قيس بن طريف الأسدي المضري ، والجميح لقبه ، أحد فرسان العرب في الجاهلية يوم جبلة وبه قتل ، وهو أحد فرسان بني أسد المعدودين ، كان غزاء ، أغار على إبل النعمان بن المنذر ، وأبوه الطماح صاحب امرئ القيس ، دخل معه بلاد الروم ، ووشى به إلى الملك ، ولبيت الجميح روايتان الأولى كما ذكرنا وهي الصحيحة والثانية هي :

حاشا أبا ثوبان إن به ضنا عن الملحاة والشتم

وقد أوردنا البيت برواية أخرى لصدره ، وراجع في الرواية السابقة حاشية الصبان ج3
ص165 ، والجنى الداني ص563 ، وشرح المفصل ج8 ص47-48 ، والرواية الثانية بلا نسبة في الخزانة ج2 ص150 ، وفي تاج العروس لعمر الأسدي ، أنظر مادة ( حشا ) ، ورواية الجر هي الصحيحة .

حاشا حاشى



وقد تدخل ( ما ) النافية على ( حاشا ) وهو قليل ، ولكنها تؤكد فعليتها .

كقول الأخطل :

رأيت الناس ما حاشا قريشاً فإنا نحن أفضلهم فعالا

ولا شك أن دخول ( ما ) النافية على حاشا يختص بالشعر وهو شاذ .



حاشى

فعل ماض متصرف مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهورها التعذر .

نقول : حاشيته ، بمعنى استثنيته .

والفعل المضارع منه يحاشي ، وأحاشي ، وتحاشي ، ونحاشي .

قال النابغة الذبياني :

ولا أرى فاعلاً في الناس يشبهه ولا أحاشي من الأقوام من أحد



نماذج من الإعراب

قال الشاعر :

حاشا أبي ثوبان إن أبا ثوبان ليس ببكة فدم

حاشا : يجوز فيها الوجهان الحرفية والفعلية ، فإن جعلناها حرفاً قلنا : هي حرف جر شبيه بالزائد .

أبي : مستثنى مجرور لفظاً منصوب محلاً على الاستثناء ، وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الستة .

وإذا جعلنا حاشا فعلاً : فإن فاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، وأبا مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة .

حاشا حبذا



وحينئذ تكون رواية البيت : حاشا أبا ثوبان ... إلخ ، وأبي مضف .

ثوبان : مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه علم منتهي بالألف والنون .

إن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .

أبا : اسم إن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وأبا مضاف .

ثوبان : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

ليس : فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

ببكة : الباء حرف جر زائد ، بكة : مجرور لفظاً منصوب محلاً خبر ليس .

فدم : صفة لبكة مجرور على اللفظ ، منصوب على المحل .

وجملة ليس واسمها وخبرها في محل رفع خبر إن .



حبذا



فعل مدح يلازم الزمن الماضي ، وهو مركب من الفعل ( حب ) واسم الإشارة
( إذا ) ، ويعرب فاعلاً ، وذلك على رأي من يرى أن حبذا مركبة ، أما على رأي من يرى عدم التركيب فهو يعربها فعلاً مغلباً جانب الفعلية أو اسماً حين يغلب جانب الاسمية ، ولا يخلوا هذا الرأي من الشذوذ ، ومخالفة الجمهور .

وبعده المخصوص بالمدح ، نحو : حبذا الإخلاص في العمل .

ومنه قول عبد الله بن رواحة * :

باسم الإله وباسمه بدينا ولو عبدنا غيره شقينا

فحبذا رباً وحب دينا

ومنه قول الأعشى :

يا حبذا جبل الريان من جبل وحبذا ساكن الريان من كانا

والفعل حب وفاعله يلازمان الإفراد والتذكير ، نقول : حبذا المخلص ، وحبذا المخلصون . وقد يقع بعد حبذا نكرة منصوبة على التمييز ، فنقول : حبذا رجلاً
أخوك . أو منصوبة على الحالية إذا كانت النكرة غير جامدة ، نحو : حبذا معلماً
أخوك . وإذا سبقت حبذا بلا النافية تحولت إلى الذم ، فنقول : لا حبذا الكذب .

ومنه قول الشاعر :

ألا حبذا عاذري في الهوى ولا حبذا الجاهل العاذر

فأتى الشاعر بحبذا ولا حبذا معاً في بيت واحد .

وتفترق حبذا عن ( نعم ) من وجوه :

1 ـ إن مخصوص ( حبذا ) لا يتقدم عليها بخلاف مخصوص ( نعم ) ، فلا نقول الإخلاص حبذا ، ونقول : الإخلاص نعم الخلق .



ـــــــــــــ

* عبد الله بن رواحة : هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن عمرو بن كعب بن الحارث الخزرجي ، شاعر محسن وفارس شجاع ، يكنى أبا محمد ، وأبا رواحة ، وهو خال النعمان بن
بشير ، كان يكتب في الجاهلية ثم أسلم ، وهو أحد نقباء الأنصار ، شهد العقبة وكثير من
المغازي ، وعمرة القضية ، وقد استخلفه الرسول صلى الله عليه وسلم على المدينة وأرسله خارجها على خيبر ، استشهد في مؤتة سنة 8 هـ .

حبذا حتى



2 ـ إن مخصوصها لا تعمل فيه النواسخ بخلاف مخصوص نعم .

نحو : نعم صديقاً كان علياً .

3 ـ وقد يتوسط بين حبذا ومخصوصها تمييز أو حال يطابقونه كما بينا سابقاً في
قولنا : حبذا رجلاً أخوك ، وحبذا معلماً أخوك .



نماذج من الإعراب

" حبذا الإخلاص في العمل " .

حبذا : حب فعل ماض مبني على الفتح ، ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل .

والجملة في محل رفع خبر مقدم .

الإخلاص : مخصوص بالمدح مبتدأ مرفوع بالضمة . ويجوز إعرابه خبراً لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هو الإخلاص .

في العمل : جار ومجرور متعلقان بالإخلاص .



حتى

ولها خمس حالات :

1 ـ حرف جر لانتهاء الغاية الزمانية أو المكانية ، والمجرور بعدها اسماً مفرداً ، ولا يجر الضمير ، بخلاف ( إلى ) فإنها تجر الاسم الظاهر والضمير المتصل .

نحو : سرت حتى الكعبة .

ومنه قوله تعالى ( سلام هي حتى مطلع الفجر )(1) .

ـــــــــــــ

(1) القدر [5] .

حتى



2 ـ حرف جر للغاية ، وينصب الفعل المضارع المستقبل بعده بأن مضمرة وجوباً .

كقوله تعالى ( لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى )(1) .

وقوله تعالى ( حتى يأذن لي ربي )(2) .

أو للتعليل ، نحو : علمني حتى أشكرك .

ومنه قوله تعالى ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم )(3) .

أو للاستثناء ، كقول الشاعر * :

ليس العطاء من الفضول سماحة حتى تجود وما لديك قليل

والتقدير : إلى أن تجود .

وإذا جاء الفعل بعد ( حتى ) دالاً على الحال حقيقة أو مجازاً وجب رفعه .

نحو : سرت حتى أدخل البلد .

3 ـ حرف عطف يفيد الغاية والتدرج بمعنى ( الواو ) وتعطف الاسم عليه .

نحو : أكلت السمكة حتى رأسها ، والتقدير : أكلت السمكة ورأسها .

ومنه قول الشاعر ** :

قهرناكم حتى الكماة فأنتم تهابوننا حتى بنينا الإصاغرا

ـــــــــــــ

(1) طه [91] (2) يوسف [80] (3) البقرة [217] .

* المقنع الكندي : هو محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر الكندي ، والمقنع لقب غلب عليه لأنه كان أجمل الناس وجهاً ، وكان إذا أسفر اللثام عن وجهه أصابته العين ، شاعر مقل من شعراء الدولة الأموية ، كان صاحب شرف ومروءة وسؤدد في عشيرته متخرقاً في عطاياه سمح اليد .

** الشاهد بلا نسبة في مصادره .

حتى



4 ـ حرف ابتداء وما بعدها جملة مستأنفة .

كقول جرير :

فما زالت القتلى تمج دماؤها بدجلة حتى ماء دجلة أشكل

ومنه قول الفرزدق :

فوا عجباً حتى كليب تسبني كأن أباها نهشل أو مجاشع

5 ـ حرف غاية فقط ، إذا تلاها فعل ماض أو مضارع دال على الحال الحقيقة أو مجازاً ، كما ذكرنا سابقاً .

نحو : جلست حتى حضر محمد .

تنبيه : كل أنواع حتى السابق ذكرها ، ما عدا الابتدائية ، تكون لانتهاء الغاية .

ومعنى ( حتى ) أن يتصل ما بعدها بما قبلها ، إلا إن وجدت قرينة تعين المقصود .

فمثال المقصود التي يتصل ما بعدها بما قبلها قول الشاعر :

ألقى الصحيفة كي يخفف رحله والزاد حتى نعله ألقاها

وقد روي البيت السابق بجر نعله على اعتبار أن حتى جارة ، وبنصبها على وجهين ، أحدهما : أنها عاطفة ، والآخر : أنها ابتدائية ، والنصب بفعل مقدر يفسره الفعل الظاهر ، وهذا من باب الاشتغال .

أما الرفع فعلى أنها ابتدائية ( ونعله ) مبتدأ ، وجملة ألقاها خبره .

ومثال ( حتى ) التي تفيد عدم الاتصال لوجود قرينة قول الشاعر :

سقى الحيا الأرض حتى أمكُن عزيت لهم فلا زال عنها الخير مجرور







حتى



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( سلام هي حتى مطلع الفجر ) .

سلام : خبر مقدم مرفوع بالضمة الظاهرة .

هي : ضمير منفصل مبني على الفتح ، في محل رفع مبتدأ مؤخر .

حتى : حرف جر وغاية مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

مطلع : اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة لسلام ، ومطلع مضاف . الفجر : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

وجملة سلام ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .



قال تعالى ( لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ) .

لن نبرح : لن خرف نصب ، نبرح فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .

عليه : جار ومجرور متعلقان بعاكفين .

عاكفين : خبر نبرح منصوب بالياء .

وجملة لن نبرح ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

حتى : حرف جر وغاية مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

يرجع : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى ، وأن والفعل بتأويل مصدر في محل جر بحتى ، والجار والمجرور متعلقان بعاكفين .

والتقدير : لن نبرح عليه عاكفين حتى رجوع موسى إلينا .

وجملة يرجع ... إلخ لا محل لها صلة ( أن ) الموصول الحرفي .

إلينا : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بيرجع .

حتى



موسى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر .



" أكلت السمكة حتى رأسها " .

أكلت : فعل وفاعل . السمكة : مفعول به .

حتى : حرف عطف .

رأسها : معطوف على السمكة منصوب مثله ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .



قال الشاعر :

فوا عجباً حتى كليب تسبني كأن أباها نهشل أو مجاشع

فوا عجباً : الفاء حسب ما قبلها ، وا : حرف نداء وندبة ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، عجباً : منادى مندوب منصوب بالفتحة لأنه نكرة غير مقصودة .

حتى : حرف ابتداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا عمل له .

كليب : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .

تسبني : تسب فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير المتكلم في محل نصب مفعول به .

والجملة كليب ... إلخ ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

كأن : حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

أباها : اسم كان منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، وها في محل جر مضاف إليه .

حتى حتام حجا



نهشل : خبر كان مرفوع بالضمة .

أو مجاشع : معطوف على نهشل ، وجملة أباها ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .



حتام

كلمة مركبة من ( حتى ) و ( ما ) الاستفهامية ، وحذفت ألف ( ما ) لاتصالها بحرف الجر حتى .

نحو : حتام هذا الخلاف ، ومنه : حتام لا تتوحدون .



حجا

يأتي فعلاً من أفعال الظن الذي يفيد الرجحان ، فينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، بشرط ألا يكون لغلبة ولا قصد ، ولا رد ، ولا سوق ، ولا كتم ، ولا حفظ .

ومثاله متعدياً لمفعولين : حجوت الطالب ناجحاً .

ومنه قول تميم بن مقبل * :

قد كنت أحجوا أبا عمرو أخا تقة حتى ألمت بنا يوماً ملمات



ــــــــــــــ

* تميم بن مقبل : هو تميم بن أبي مقبل ، من بني العجلان ، شاعر مخضرم عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام ، فأسلم ، ولكنه كان جافياً في الدين ، رثى عثمان بن عفان ، وعمر طويلاً حتى بلغ مائة وعشرين سنة ، وجعله ابن سلام في الطبقة الخامسة الجاهلية ، وقال عنه شاعر مجيد مغلب فقد غلب عليه النجاشي .

حجا حجراً



ويأتي فعلاً متعديا لمفعول واحد ، إذا تضمن أحد المعاني السابقة . فمثال مجيئه بمعنى قصد : حجوت بيت الله ، أي قصدت إليه .

ومثال مجيئه بمعنى غلب في المحاجاة ( أي للغز ) قولهم : حاجيته فحجوته ، أي غلبته في المحاجاة .

ومثال مجيئه بمعنى ساق أو قاد : حجا الراعي قطيع الغنم .

ومجيئه بمعنى كتم : حجوت الخبر ، أي كتمته .

كما يأتي فعلاً لازماً إذا كان بمعنى أقام في المكان ، نحو : حجوت في القاهرة ، أي أقمت فيها .

وكذا إذا جاء بمعنى بخل ، نحو : حجوت بنقودي ، أي بخلت بها .



حجراً



وتعني حراماً محرماً ، وتكون بمعنى ( منعاً ) ، كقولك ( حجراً ) لمن قال
لك : أتفعل كذا وكذا .

أو بمعنى ( التعوذ ) فيقال عند حلول مكروه : حجراً محجوراً ، أي منعاً ممنوعاً .

ومنه قوله تعالى ( ويقولون حجراً محجوراً )(1) .

وتعرب حجراً مفعولاً مطلقاً منصوباً نائباً عن فعله ، ومحجوراً صفة لها .





ـــــــــــــــ

(1) الفرقان [22] .

حجاً مبروراً حدث حذار



حجاً مبروراً

تعرب مفعولاً مطلقاً لفعل محذوف تقديره : حججت ، ويقال لمن أم الديار المقدسة بغرض الحج ، نحو : حجاً مبروراً ، وسعياً مشكوراً .

والتقدير : حججت حجاً مبروراً ، ومبروراً صفة لها .



حدث

من الأفعال الناصبة لثلاثة مفاعيل ، الثاني والثالث منهما أصله المبتدأ
والخبر .

نحو : حدثت القاضي الخبر صحيحاً ، ومنه قول الحارث بن حلزة اليشكري : أو منعتم ما تسألون ، من حدثتموه له علينا الولاء .

وقد تسد أن واسمها وخبرها مسد المفعولين الثاني والثالث ، نحو : حدثت والدي أن محمداً قادماً .

حذار

اسم فعل أمر مبني على الكسر بمعنى ( احذر ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، نحو : حذار من إتباع الهوى ، ومنه قول مسكين الدارمي * :

هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي

ــــــــــــــ

* مسكين الدارمي : هو ربيعة بن عامر بن أنيف الدارمي التميمي ، ومسكين لقبه ، ولد في مكة المكرمة سنة 60 هـ ، شاعر من سادات قومه ، وفد على معاوية وسأله أن يفرض له فأبى عليه فخرج من عنده وهو يقول :

أخاك أخاك إن من لا أخا له كسار إلى الهيجا بغير سلاح

ويقال إنه كان من المغنين المعروفين في مكة ، ثم تنسك في آخر أيامه .

حذار حرى حَسِب

وقول رؤبة بن العجاج * : ( حذار من أرماحنا حذار ) .

حرى

فعل ماض ناقص يفيد الرجاء ، ويشترط في خبره أن يكون جملة فعلية فعلها مضارع مسبوق ( بأن ) كثيراً ، نحو : حرى الخير أن يعم .

حرى : فعل ماض ناقص مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

الخير : اسم حرى مرفوع بالضمة .

أن يعم : أن حرف مصدري ونصب ، يعم فعل مضارع منصوب بأن ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

والجملة الفعلية في محل نصب خبر حرى .



حَسِب

فعل ماض من أفعال القلوب ، يفيد الرجحان وينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، نحو قوله تعالى ( إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً )(1) .

وقوله تعالى ( لا تحسبوه شراً لكم )(2) .

ومنه قول لبيد :

حسبت التقى والجود خير تجارة رباحاً إذا ما المرء أصبح تاقلاً

ـــــــــــــ

(1) الإنسان [19] (2) النور [11] .

* رؤبة بن العجاج : هو أبو محمد رؤبة بن العجاج بن عبد الله بن رؤبة البصري التميمي السعدي ، هو وأبوه راجزان مشهوران ، لكل منهما ديوان رجز ليس فيه شعر سوى الأراجيز ، وهما مجيدان في رجزهما ، وأن رؤبة بصير باللغة قيماً بحواشيها وغريبها ، كان مقيماً بالبصرة ثم خرج إلى البادية ، فأدركه أجله عندما وصل إلى الناحية التي قصدها في سنة 145 هـ وكان قد سن .

حَسِب حَسْب



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( لا تحسبوه شراً لكم ) .

لا : ناهية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب جازمة للفعل المضارع .

تحسبوه : فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والهاء في محل نصب مفعول به أول .

شراً : مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة .

لكم : جار ومجرور متعلقان بشر .

والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب .



حَسْب

لها استعمالان :

أولاً : اسم بمعنى ( كاف ) وهو اسم فاعل من كفى ، وتستعمل مضافة فتكون نعتاً لنكرة ، لأنها لم تتصرف بالإضافة حملاً على ما هي بمعناه .

نحو : مررت برجل حسبك من رجل .

والتقدير : كاف لك من غيره .

وتكون حالاً لمعرفة .

نحو : هذا محمد حسبك من رجل . فهي حال من محمد .

والتقدير : فيا لك من رجل .

وتأتي بمعنى قط ، وقد .

حَسْب



كما تستعمل استعمال الأسماء الجامدة .

فترفع على الابتداء ، نحو قوله تعالى ( حسبهم جهنم )(1) .

ويجوز فيها العكس ، أي أن تكون خبراً وجهنم خبر .

وتأتي اسماً للحرف المشبه بالفعل .

كقوله تعالى ( فإن حسبك الله )(2) .

كما تجر بحرف الجر الزائد ، كقولهم : بحسبك درعهم .

وبإعراب حسب مبتدأ أو اسماً للحرف الناسخ أو اسماً مجروراً بحرف الجر الزائد يخرجها من دائرة أسماء الأفعال .

ثانياً : تأتي ( حسب ) بمعنى ( لا غير ) فتجرد من الإضافة اللفظية وينوى بها الإضافة المعنوية ، وتكون حينئذ مبني على الضم مع إعرابها إعراب الحالات السابقة في البند الأول .

نحو : جاء رجل حسب ، فهي في محل رفع صفة لرجل .

ونحو : رأيت محمداً حسب ، فهي في محل نصب حال لمحمد .

ونحو : أخذت عشرة دنانير فحسب ، والتقدير فحسبي ذلك . في محل رفع مبتدأ .

وقد تأتي حسب مجردة من الفاء وقد تتصل بها ، والفاء حينئذ زائدة لتزين اللفظ .

فإذا قلنا : قبضت عشرة دنانير فحسب ، فإن الفاء حرف زائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وحسب اسم بمعنى غير مبني على الضم في محل رفع مبتدأ ، وخبره محذوف ، والله أعلم .

ــــــــــــــ

(1) المجادلة [8] (2) الأنفال [62] .

حَسْب حقاً



نماذج من الإعراب



" مررت برجل حسبك من رجل " .

مررت : فعل وفاعل .

برجل : جار ومجرور متعلقان بمررت .

حسبك : حسب مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

من الرجل : جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ حسب .

والجملة حسبك من رجل في محل جر صفة لرجل .



حقاً



مفعول مطلق لفعل محذوف ، نحو : حقاً إنك على خلق ، والتقدير : أحق حقاً إنك على خلق .

وقد أعربها البعض ظرف زمان ، والوجه الأول أرجح ، وأخطأ من أعربها ظرفاً لأن جلة النحاة لم يتعرضوا لذكرها ضمن الظروف .

ومنه قوله تعالى ( وعد الله حقاً وهو العزيز الحكيم )(1) .

وقوله تعالى ( الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين )(2) .





ــــــــــــــ

(1) لقمان [9] (2) البقرة [180] .

حقاً حمداً حنانيك

نماذج من الإعراب



قال تعالى ( وعد الله حقاً وهو العزيز الحكيم ) .

وعد : مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف .

الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة .

حقاً : مفعول مطلق مؤكد لمضمون الجملة منصوب بالفتحة .

وهو : الواو للاستئناف حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، هو ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .

العزيز : خبر مرفوع بالضمة .

الحكيم : خبر قان مرفوع بالضمة .

والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب .



حمداً

مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره : أحمد .

نحو : حمداً لله على نعمه .



حنانيك

وتعني تحننا عليَّ بعد تحنن ، وهو من المصادر المثناه التي لا يظهر فعلها ، كلبيك ، وسعديك ، وكلها ملازمة للإضافة ولا تصرف .

ومنه قول طرفة بن العبد :

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا حنانيك بعض الشر أهون من بعض

وتعرب ( حنانيك ) مفعولاً مطلقاً منصوباً بالياء لأنه مثنى ، وتثنيته للمبالغة لا لحقيقة التثنية .

حول حوال حواليك حيَّ حيال



حول

حول الشيء جانبه الذي يمكنه أن يحول إليه ، وحوالي جمع حول ، وحوالي وحواليك مثنى حوال ظرف منصوب بالياء ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

تقول : جلسنا حول المعلم ، وجلسنا حوال وحواليه . وتعني العرب من حواليك الإحاطة من كل وجه .

نحو : التف الطلاب حواليك .

ومثله ( حوليك ) وهو مثنى ( حول ) لكنه قليل .



( حيّ ) وحي هلا ، وحيهل

اسم فعل أمر بمعنى ( أقبل ) .

نحو : حيّ على الصلاة .

وحي هلا ، أو حيهل مركب من ( حي ) و ( هل ) وهما صوتان معناهما الحث والاستعجال فجمع بينهما وسمي بهما للمبالغة (1) .

ونقول : حيهلاً بالتنوين أو بدونه ، ونقول : حيهل بفتح اللام أو بالسكون .

ومنه قول لبيد :

يتمارى في الذي قلت له ولقد يسمع قولي حيهل



حيال

ظرف مكان منصوب بالفتحة بمعنى ( قبالة ) ، نحو : جلست حيال النافذة ، وقد تجر إذا سبقها حرف الجر فنقول : وقفت بحيال الحائط .

ـــــــــــــ

(1) راجع شرح المفصل ج 7 ص 45 .

حيث



تأتي على وجهين :

أولا : ظرف مكان مبني على الضم ، ويلازم الإضافة إلى الجمل .

وإنما بنيت لأنها لا تدل على موضع بعينه ، ولأن ما بعدها من تمامها كالصلة والموصول .

وبنيت على حركة لأن قبل آخرها ساكناً ، وكان الضم أولى لأنها غاية فأعطيت غاية الحركات وهي الضمة لأنها أقوى الحركات .

وقيل بنيت على الضم لأن أصلها ( حوث ) فدلت الضمة على الواو ، ويجوز
فتحها (1) .

مثال : أجلس حيث جلس أخي .

ومنه قوله تعالى ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم )(2) .

ومنه قول زهير :

فشد ولم ينظر بيوتاً كثيرة لدى حيث ألقت رحلها أم قشعم

ومثال إضافتها إلى الجملة الاسمية قولهم : اقرأ حيث محمد يقرأ .

وإذا تلاها الاسم المفرد وهو قليل يرفع بعدها على اعتباره مبتدأ حذف خبره .

نحو : قف حيث أخوك ، والتقدير : حيث أخوك واقف .

ومنه قول الشاعر :

ونطعنهم تحت الحا بعد ضربهم ببيض المواضي حيث لي العمائم

ثانياً : وتأتي ( حيث ) اسماً مبنياً على الضم في محل جر ، إذا سبقها حرف الجر
( من ) أو ( إلى ) .

ـــــــــــــ

(1) أنظر مشكل إعراب القرآن لمكي القيس ج1 ص287 .

(2) البقرة [191] .

حيث حيثما



نحو قوله تعالى ( ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم )(1) ، وقوله تعالى ( فكلا من حيث شئتما )(2) .

ومثال جرها بإلى : اذهب إلى حيث تشاء .



حيثما

اسم شرط للمكان يجزم فعلين ، مركب من ( حيث ) و ( ما ) الزائدة ، وتعرب في محل نصب ظرف مكان ، ويجب تعليقها بالجواب ، نحو : حيثما تذهب تجد أصدقاء ، ومنه قوله تعالى ( وحيثما تكونوا فولوا وجوهكم شطره )(3) .

ومنه قول الشاعر * :

حيثما تستقم يقدر لك الله نجاحاً في غابر الأزمان

ويرى ابن هشام أن ( حيثما ) في الشاهد السابق للزمان (4) .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم ) .

واقتلوهم : الواو حسب ما قبلها ، اقتلوهم فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والهاء في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع حرف لا محل له من الإعراب ، والجملة معطوفة على ما قبلها .

ــــــــــــــ

(1) يوسف [68] (2) الأعراف [19] .

(3) البقرة [144] (4) أنظر مغني اللبيب ج1 ص133 .

* الشاهد بلا نسبة في مصادره .

حيث حيثما



حيث : ظرف مكان مبني على الضم في محل متعلق بالفعل قبله ، وهو مضاف .

ثقفتموهم : ثقف فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والميم علامة الجمع للذكور ، والواو للإشباع حرف مبني على الضم لا محل له من الإعراب ، والهاء في محل نصب مفعول به ، والميم لجماعة الذكور الغائبين ، والجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه .



قال تعالى ( فكلا من حيث شئتما ) .

فكلا : الفاء حرف عطف ، كلا فعل أمر مبني على حذف النون ، وألف الاثنين في محل رفع فاعله .

ملاحظة : هذا هو الإعراب المتعارف عليه في الأفعال الخمسة التي على صورة الأمر أما الإعراب الحقيقي للفعل ( كلا ) هو : فعل أمر مبني على السكون المقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة الفتح الذي جيء به لمناسبة الألف (1) .

من حيث : من حرف جر ، حيث : اسم مبني على الضم في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلها .

شئتما : شاء فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء في محل رفع فاعله ، والميم والألف حرفان دالان على التثنية ، والجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه .





ـــــــــــــــ

(1) أنظر تفسير القرآن الكريم وإعرابه ج8 ص366 .

حيثما حيص بيص



قال الشاعر :

حيثما تستقم يقدر لك الله نجاحاً في غابر الأزمان

حيثما : اسم شرط جازم مبني على الضم في محل نصب على الظرفية متعلق
بالجواب ، وما زائدة لا محل لها من الإعراب .

تستقم : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، والجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لحيث .

يقدر : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط .

لك : جار ومجرور متعلقان بيقدر .

الله : فاعل مرفوع ، وجملة يقدر ... إلخ لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو إذا الفجائية .

نجاحاً : مفعول به .

في غابر : جار ومجرور متعلقان بنجاح ، وهو مضاف .

الأزمان : مضاف إليه مجرور .



حيص بيص



لفظ مركب يكون بفتح الحاء أو كسرها ، ومعناه حيرة واختلاط ، أو شدة لا محيص منها .

مبني على فتح الجزئين ويعرب حسب موقعه من الجملة .

نحو : وقع المحكمون في حيص بيص .





حيص بيص حين



فحيص بيص : اسم مركب مبني على فتح الجزئين في محل جر بحرف الجر .

مثال مجيئه مفعولاً به : قول سعيد بن جبير ( أثقلتم ظهره وجعلتم الأرض عليه حيص بيص ) .

فحيص بيص في محل نصب مفعول به ثان لجعل .



حين



ظرف زمان مبهم ، يجمع على أحيان ، وجمع الجمع أحايين ، ويبنى إذا أضيف إلى جملة فعلية فعلها ماض غير ناقص .

نحو : خرجت حين حضرت .

فحين : ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية ، وجملة حضرت في محل جر مضاف إليه .

ومنه قول النابغة الذبياني :

على حين عاتبت المشيب على الصبا وقلت : ألما أصح والشيب وازع

فحين في البيت : ظرف زمان مبني على الفتح في محل جر بعلى .

وإذا أضيف ( حين ) إلى جملة صدرها معرب كان معرباً ، كأن يضاف إلى جملة فعلية فعلها مضارع ، نحو : نعطش حين يشتد الحر ، فحين ظرف زمان منصوب بالفتحة .

أو إذا أضيف إلى جملة اسمية ، نحو : فلان جواد على حين الأجواد قلة ، أو إلى مفرد ، نحو : أخذه إلى حين غرة .





حين حينئذ حينما



فحين في المثالين السابقين بقيت ظرف زمان مجرور بالكسرة .

وتأتي حين بمعنى الدهر أو الزمان المبهم ، فتكون منونة وتصلح لجميع الأزمان طالت أم قصرت ، وتعرب حسب موقعها من الجملة .

نحو قوله تعالى ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً
مذكوراً )(1) .

وقوله تعالى ( وتولى عنهم حتى حين )(2) .

وكما جاءت فاعلاً في الآية الأولى واسماً مجروراً في الثانية ، تأتي ظرفاً منصوباً كقولنا : مكثت في انتظارك حيناً .



حينئذ

لفظ مركبة من ( حين ) و ( إذ ) .

نحو : حضرت وكنت حينئذ خارج المنزل .

وتعرب حين : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل حضر ، وهو
مضاف ، وإذ مضاف إليه ظرف زمان مبني على السكون في محل جر ، والتنوين للعوض عن الجملة المحذوفة ، والتقدير : وكنت حين إذ حضرنا خارج المنزل .



حينما

لفظة مركبة من ( حين ) و ( ما ) الحرفية الزائدة ، وهي متضمنة معنى الشرط غير الجازم ، وتعرب ( حين ) ظرف زمان منصوب كما في الإعرابات السابقة ، وما حرفية زائدة ، أو مصدرية ، وقد تعرب ( حينما ) ككلمة واحدة مبنية على السكون .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:31 AM

حرف الخاء

خاصة



حال منصوبة بالفتحة والاسم بعدها مفعول به لها ، في مثل قولهم : أحب قراءة الكتب خاصة الأدبية .

وإذا سبقت بالواو كانت مصدراً قام مقام الفعل ، وما بعدها مفعول به للمصدر خاصة ، نحو : أحب قراءة الكتب وخاصة الأدبية .

وإذا سبقت بالواو وحرف الجر الباء كانت مصدراً لم يقم مقام الفعل وما بعدها مرفوع على أنه مبتدأ مؤخر ، نحو : أحب قراءة الكتب وبخاصة الأدبية .

ومثلها ( خصوصاً ) مسبوقة بالواو ، تعرب مصدراً قام مقام الفعل ، وما بعدها مفعول به للمصدر خاصة ، وبدون الواو تعرب حالاً وما بعدها مفعول به للمصدر .

نحو : أحب الفاكهة وخصوصاً العنب ، وأحب الرياضة خصوصاً كرة القدم .



خال



تأتي فعلاً من أفعال القلوب تفيد الظن الذي للرجحان أو اليقين ، وكونها في الأشهر للرجحان فهي تتعدى لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .

كقول الشاعر * :

وإخالك إن لم تغضض الطرف ذا هوى يسومك ما لا يستطاع من الوجد



ــــــــــــــ

* الشاهد بلا نسبة في مصادره .

خال



والشاهد في البيت قوله ( إخالك ... ذا ) فالكاف في محل نصب مفعول به أول ، وذا مفعول به ثان .

أما في اليقين فمثالها قول الشاعر * :

ما خلتني زلت بعدكم ضمنا أشكو إليك حموة الألم

وقول الآخر وهو النمر بن تولب :

دعاني الغواني عمهن وخلتني لي اسم ، فلا أدعي به وهو أول

ومضارع ( خال ) إخال بكسر همزته ، وهو سماعي مخالف للقياس .

والشاهد في البيت الأول ( خلتني ... ضمنا ) فالياء مفعول به أول ، وضمنا مفعول به ثان ، وقد فرق الشاعر بين المفعول الثاني والفعل يزال .

أما الشاهد في البيت الثاني فقوله ( وخلتني لي اسم ) فالياء في خلتني مفعول به أول ، ولي اسم جملة اسمية مكونة من شبه جملة في محل رفع خبر مقدم ومبتدأ
مؤخر ، والجملة في محل نصب مفعول به ثان .

وتأتي خال فعلاً لازماً من الخيلاء بمعنى تكبر .

نحو : خال الرجل على قومه .

ومضارعها يخال ، نحو : يخال الغني .

ــــــــــــــ

* الشاهد بلا نسبة في مصادره .

خبّر خلا



خبّر



فعل ينصب ثلاثة مفاعيل ، وهو من أخوات أعلم ، وأصل المفعول الأول اسم ظاهر أو ضمير ، والثاني والثالث مبتدأ وخبر .

نحو : خبرت والدي محمداً ناجحاً .

وقد تسد أن واسمها وخبرها مسد المفعولين الثاني والثالث ، نحو : خبرت المعلم أن محمداً مريض .



خلا



ولها ثلاثة أوجه :

أولاً : حرف جر شبيه بالزائد ، والمستثنى بعده مجرور لفظاً منصوب محلاً على الاستثناء .

نحو : جاء الطلاب خلا طالب .

كما يجوز في الاسم الواقع بعد ( خلا ) النصب على المفعولية إذا اعتبرناه فعلاً ، فنقول : جاء الطلاب خلا طالباً .

ثانياً : فعلاً ماضياً جامداً إذا سبقته ( ما ) المصدرية ، أو الزائدة ، والمستثنى بعده واجب النصب على المفعولية ، ويفيد الاستثناء .

نحو : نجح الطلاب ما خلا طالباً .

وتعرب ( ما ) المصدرية والفعل بعدها بتأويل مصدر منصوب على الحالية ، وإذا قدرنا ( ما ) زائدة أعرب المصدر إما حالاً ، وإما لا محل له من الإعراب لأنه جملة مستأنفة .

خلا



ثالثاً : ويأتي فعلاً ماضياً متصرفاً بمعنى ( رجع ) أو ( اجتمع ) ، نحو : خلا فلان بفلان ، وخلا إليه إذا انفرد معه (1) .

ومنه قوله تعالى ( وإذا خلا بعضهم إلى بعض )(2) .

وقوله تعالى ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل )(3) .

وخلا في الآية السابقة بمعنى ( مضى ) وهو حينئذ ليس للاستثناء ، فتدبر ذلك والله أعلم .



نماذج من الإعراب



" جاء الطلاب خلا طالب أو طالباً " .

جاء : فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

الطلاب : فاعل مرفوع بالضمة .

خلا : حرف جر شبيه بالزائد يفيد الاستثناء .

طالب : اسم مجرور لفظاً منصوب محلاً على الاستثناء .

أو خلا طالباً : خلا فعل ماض جامد يفيد الاستثناء ، وطالباً مستثنى منصوب على المفعولية .



ــــــــــــــ

(1) أنظر القاموس المحيط ج 4 ص 325 مادة ( خلو ) ، والمعجم الوسيط ج 1 ص254 مادة ( خلا ) .

(2) البقرة [76] (3) آل عمران [144] .



خلا خلافاً



" نجح الطلاب ما خلا طالباً " .

نجح : فعل ماض مبني على الفتح . الطلاب : فاعل مرفوع .

ما خلا : ما مصدرية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، خلا فعل ماض جامد ، وما خلا بتأويل مصدر منصوب على الحالية .

طالباً : مفعول به منصوب على الاستثناء .

وإذا اعتبرنا ( ما ) زائدة ، كان المصدر المؤول من ( ما والفعل ) في محل نصب حال ، أو لا محل له من الإعراب على الاستئناف .



قال تعالى ( وإذا خلا بعضهم إلى بعض ) .

وإذا : الواو حرف عطف ، إذا ظرف لما يستقبل من الزمان ، خافض لشرطه منصوب بجوابه ، مبني على السكون في محل نصب .

خلا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر .

بعضهم : بعض فاعل مرفوع بالضمة ، وبعض مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه ، والميم لجماعة المتكلمين حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها .

إلى بعض : جار ومجرور متعلقان بخلا .



خلافا

يجوز فيها وجهان :

1 ـ النصب على المفعولية المطلقة ، والتقدير : خالف خلافاً .

2 ـ النصب على الحالية ، إذا جاء مخالفاً للفعل في اللفظ .

نحو : قلت ذلك خلافاً له ، والتقدير : مخالفاً له .

خلال خلف



خلال

ظرف مكان منصوب بالفتحة بمعنى ( بين ) أو ( ما بين ) ، نحو : سرت خلال الصفوف .

ومنه قوله تعالى ( فجاسوا خلال الديار )(1) .



خلف

ظرف مكان مبهم ، معرب في ثلاث حالات ، ومبني في حالة واحدة .

حالات إعرابه :

1 ـ إذا ذكر بعده المضاف إليه ، كان معرباً منصوباً ، وقد يجر ( بمن ) .

نحو قوله تعالى ( لتكون لمن خلفك آية )(2) .

وقوله تعالى ( لم ما بين أيدينا وما خلفنا )(3) .

ومثال الجر بمن قوله تعالى ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )(4) .

2 ـ إذا حذف المضاف إليه ، ونوى وجود لفظه كان معرباً منصوباً غير منون للإضافة ، نحو : عندما جاء لاعبونا وقفنا خلف .

3 ـ وقد يستغنى عن المضاف إليه كلياً ، فيكون معرباً منصوباً منوناً .

نحو : وقفنا نشجع لاعبينا خلفاً وأماماً .

أما حالة البناء فتكون :

عند حذف المضاف إليه ، وينوي معناه ، يلزم بناء ( خلف ) على الضم .

نقول : طلعنا عليهم من أمام ومن خلف .

ـــــــــــــ

(1) الإسراء [5] (2) يونس [92] .

(3) مريم [64] (4) الرعد [3] .

خلف



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( لتكون لمن خلفك آية ) .

لتكون : اللام للتعليل ، تكون فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

لمن : اللام حرف جر ، من اسم موصول مبني على السكون في محل جر .

خلفك : خلف ظرف مكان منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه ، والظرف متعلق بتكون .

آية : خبر تكون منصوب بالفتحة .

والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

وجملة الصلة المحذوفة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والتقدير : لمن يكون خلفك آية .



" عندما جاء لاعبونا وقفنا خلف " .

عندما : عند ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل بعده ، وما زائدة .

جاء : فعل ماض مبني على الفتح .

لاعبونا : فاعل مرفوع بالواو ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

وقفنا : فعل وفاعل .

خلف : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل وقف .





خلف دام



" طلعنا عليهم من أما ومن خلف " .

طلعنا : فعل وفاعل .

عليهم : جار ومجرور متعلقان بطلع .

من أمام : من حرف جر ، أمام ظرف مكان مبني على الضم في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بطلع .

ومن خلف : الواو حرف عطف ، من خلف معطوف على من أمام .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:33 AM

حرف الذال



ذا



أولاً : تأتي اسم إشارة للمفرد المذكر القريب ، مبني على السكون .

كقوله تعالى ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً )(1) .

وتدخل عليه ( ها ) التنبيه فنقول : هذا ، ومنه قوله تعالى ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً )(2) .

وتتصل به كاف الخطاب للمشار إليه الوسط ، فنقول : ذاك ، وهذاك ، وتلحقه لام البعد فنقول : ذلك .

ــــــــــــــ

(1) البقرة [245] (2) الحشر [21] .

ذا



ومنه قوله تعالى ( وكان ذلك على الله يسيراً )(1) .

ومثنى ( ذا ) ذان في حالة الرفع ، وتدخل عليه ( ها ) التنبيه فنقول : هذان ، نحو قوله تعالى ( قالوا إن هذان لساحران )(2) .

وقوله تعالى ( هذان خصمان اختصموا في ربهم )(3) .

ومع كاف الخطاب نقول : ذانك .

ومنه قوله تعالى ( فذانك برهانان من ربك )(4).

وفي حالة الجر نقول : ذين ، ومع ( ها ) التنبيه نقول : هذين ، نحو : الجائزة لهذين الفائزين .

والمؤنثة المفردة ( تا ) ، والمثنى ( تان ) ، ومع ( ها ) التنبيه نقول : هاتان في حالة الرفع ، وهاتين في حالة النصب والجر ، نحو قوله تعالى ( إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين )(5) .

ومع كاف الخطاب نقول : تانك ، نحو : تانك شجرتان مثمرتان .

والجمع أولاء ، ومنه قوله تعالى ( ها أنتم أولاء تحبونهم )(6) .

ومع ( ها ) التنبيه نقول : هؤلاء ، نحو قوله تعالى ( قالوا ربنا هؤلاء
شركاؤنا )(7) .

ومع المشار إليه الوسط نقول : أولئك ، نحو قوله تعالى ( أولئك هم الوارثون )(8) ، ومع ( ها ) التنبيه نقول : هؤلئك .

ــــــــــــــ

(1) الأحزاب [19] (2) طه [63] (3) الحج [19] .

(4) القصص [32] (5) القصص [27] (6) آل عمران [119] .

(7) النحل [86] (8) المؤمنون [10] .



ذا



ومن المفرد المؤنث القريب لـ ( ذا ) نقول ( ذي ) ( ذه ) ( ذو ) ومع ( ها ) التنبيه نقول : هذه ، ومنه قوله تعالى ( إن هذه أمتكم )(1) .

ومنه ( ذهي ) و ( تي ) و ( ته ) و ( تو ) و ( تهي ) و ( ذات ) ، نحو : من ذات التي صافحت .

ثانياً : اسم موصول بمعنى ( الذي ) للمفرد وغير المفرد ، والعاقل وغير العاقل .

ويشترط فيه أن يسبق ( بما ) أو ( من ) الاستفهاميتين ، كما يجب أن تكون ( من ) أو ( ما ) مستقلة بلفظها ومعناها وهو الاستفهام غالباً .

كقوله تعالى ( يسألونك ماذا أحل لهم )(2) ، ومنه قول لبيد :

ألا تسألون المرء ماذا يحاول أنحب فيقضي أم جلال وباطل

والشاهد في البيت ( ذا ) فجعلها الشاعر بمنزلة الذي ، والتقدير : ما الذي يحاوله (3) .

ومنه : من ذا أبعدك عني ، ومن ذا قائم ، برفع قائم ، والتقدير : من الذي هو قائم .

أما إذا ركبت ( ما ) مع ( ذا ) تركيباً يجعلها بمثابة الكلمة الواحدة في إعرابها فهي حينئذ كلمة استفهام ، وذا ملغاة ، نحو : ماذا عطاؤك ؟ فما : استفهامية مبتدأ ، وذا ملغاة زائدة ، وعطاؤك خبر .

وإذا جاءت ( ذا ) بعد ( من ) فهي إما اسم موصول كما في الأمثلة السابقة أو اسم إشارة ، نحو : من ذا قائماً ، بنصب قائم .



ــــــــــــــ

(1) الأنبياء [93] (2) المائدة [4] .

(3) أنظر كتاب الأزهية للهروي ص 206 .

ذا



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( من ذا لذي يقرض الله قرضاً حسناً ) .

من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .

ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر .

الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة لذا أو بدل منها .

يقرض : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

الله : لفظ الجلالة مفعول به .

والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

قرضاً : مفعول مطلق منصوب .

حسناً : صفة منصوبة .



قال تعالى ( يسألونك ماذا أحل لهم ) .

يسألونك : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .

ماذا : ما اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، وذا اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .

أحل : فعل ماض مبني للمجهول .

لهم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف نائب فاعل .

والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .





ذات



1 ـ مؤنث ( ذو ) ، ومثناها ( ذواتا ) ، وجمعها ( ذوات ) .

نحو قوله تعالى ( إن الله عليم بذات الصدور )(1) .

وقوله تعالى ( ذواتا أفنان )(2) .

ومنه قول الشاعر الراجز * :

وذات قرنين طحون الضرس تنهش لو تمكنت من نهشي

تدير علينا كشهاب القبس

ومنه قول الشاعر * :

يا رب فرق بيننا يا النعم بشتوة ذات هناء وديم

2 ـ تأتي ( ذات ) نائباً عن ظرف زمان ، نحو : التقينا ذات مساء .

أو نائباً عن ظرف المكان .

نحو قوله تعالى ( ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال )(3) .

ومنه قول أبي صخر الهذلي :

لليلى بذات البين دار عرفتها وأخرى بذات الجيش آياتها صفر

وتأتي للدلالة على الحال .

كقوله تعالى ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم )(4) .

ـــــــــــــ

(1) آل عمران [119] (2) الرحمن [48] .

(3) الكهف [18] (4) الأنفال [1] .

* الشاهد بلا نسبة في مصادره .

ذات ذاك



3 ـ تأتي توكيداً معنوياً إذا اتصل بها الضمير ، نحو : صافحت الفائز ذاته .

4 ـ اسم إشارة للمؤنثة القريبة ، نحو : من ذات التي بصحبتك .

5 ـ مفعولاً مطلقاً ، نحو : زارتني ذات مرة .

6 ـ وتأتي اسم موصول للمفردة المؤنثة ، وتكون مبنية على الضم .

كقول رؤبة :

جمعتها من أينق موارق ذوات ينهضن بغير سائق



ذاك



اسم إشارة مؤلف من ( ذا ) و ( كاف الخطاب ) .

كقول النابغة الذبياني :

زعم البوارح أن رحلتنا غدا وبذاك خبرنا الغراب الأسود

وإذا دخلت عليها ( ها ) التنبيه نقول : هذاك .

ومثناه ( ذانك ) ، كقوله تعالى ( فذانك برهانان من ربك )(1) .

ومؤنثه ( تيك ) ، ومثناه ( تانك ) ، وجمعه ( أولئك ) ، أنظر ( ذا ) .

ــــــــــــــ

(1) القصص [32] .

ذان ذر ذلك



ذان

اسم إشارة مثنى ( ذا ) للعاقل وغير العاقل ، ويشار به إلى البعيد ، لذلك لا تدخلها لام البعد ، ولكن تدخلها ( ها ) التنبيه ، فنقول : ذان ، هذان ، أنظر (ذا) .



ذر

فعل أمر ناقص التصرف بمعنى ( اترك ) مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

نحو قوله تعالى ( ذرني ومن خلقت وحيداً )(1) .

ومضارعه ( يذر ) ولا ماض له ، ومثله ( دع ) إذ لا ماض له ومضارعه يدع .

وقد استعمل الفعل ( ترك ) بدلاً من ماضيهما ، وكذلك مصدره ( الترك ) بدلاً من مصدريهما .



ذلك

اسم إشارة مؤلف من ( ذا ) ولام البعد ، وكاف الخطاب .

كقوله تعالى ( فلن يغفر الله لهم ذلك )(2) .

وقوله تعالى ( ذلك الفوز العظيم )(3) .

ومؤنثه ( تلك ) ، كقوله تعالى ( تلك آيات الكتاب الحكيم )(4) ، أنظر ( ذا ) .



ـــــــــــــــ

(1) المدثر [11] (2) التوبة [80] .

(3) التوبة [89] (4) لقمان [2] .

ذه ذو



ذه

اسم إشارة للمؤنث القريب ، يعرب حسب موقعه من الجملة .



ذو



1 ـ تأتي اسماً من الأسماء الستة بمعنى ( صاحب ) ، وتعرب بالحروف إذا أضيفت لاسم الجنس الظاهر ، ولا تضاف لغيره .

مثال الرفع بالواو قوله تعالى ( والله ذو الفضل العظيم )(1) .

ومنه قول الشاعر * :

فطار بكفي ذو حراش مشمر أحد ذلاذيل المعيب قصير

ومثال النصب بالألف قوله تعالى ( ولو كان ذا قربى )(2) .

ومنه قول الشاعر ** :

لو كنت ذا لب تعيش به لفعلت فعل المرء ذي اللب

ومثال الجر بالياء قوله تعالى ( ويؤت كل ذي فضل فضله )(3) ، وأنظر عجز البيت السابق قوله " لفعلت فعل المرء ذي اللب " .

2 ـ اسم موصول طائية بمعنى ( الذي ) ، وتعرب بحركات مقدرة على الواو رفعاً ونصباً وجراً ، نقول في حال الرفع : جاء ذو يكرمك .

ومنه قول أبي تمام :

أنا ذو عرفت فإن عرتك جهالة فأنا المقيم قيامة العُذَّال

ـــــــــــــــ

(1) الحديد [21] (2) المائدة [106] (3) هود [3] .

* الشاهد بلا نسبة . ** الشاهد بلا نسبة .

ذو ذوا ذووا ذواتا



فذو في البيت خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الواو .

ومثال النصب قولك : رأيت ذو يكرمك ،ومثال الجر قولك : مررت بذو يكرمك .

فذو في المثال الأول منصوبة بالفتحة المقدرة على الواو ، وفي الثاني مجرورة بالكسرة المقدرة على الواو .



ذوا

1 ـ ( ذوا ) مثنى ( ذو ) من الأسماء الستة بمعنى صاحب ، ويعرب إعراب المثنى ، وتحذف نونه لملازمته للإضافة ، فهو في الأصل ذوان ، كقوله تعالى ( يحكم به ذوا عدل منكم )(1) .

وفي حالة النصب قوله تعالى ( واشهدوا ذوي عدل منكم )(2) .

وفي حالة الجر نقول : مررت بذوي علم .

2 ـ ( ذووا ) جمع مذكر ( ذو ) من الأسماء الستة بمعنى صاحب ، وتعرب إعراب جمع المذكر السالم ، وتحذف نونها لملازمتها الإضافة كما في حالة التثنية .

ففي حالة الرفع نقول : جاء ذووا المال .

وفي حالة النصب قوله تعالى ( وآتى المال على حبه ذوي القربى )(3) .

وفي حالة الجر نقول : استدنت من ذوي المال .

3 ـ ( ذواتا ) مثنى ( ذو ) للمؤنث .

كقوله تعالى ( ذواتا أفنان )(4) ، وقد حذفت نونها لملازمتها للإضافة أيضاً .

ــــــــــــــ

(1) المائدة [95] (2) الطلاق [2] .

(3) البقرة [177] (4) الرحمن [48] .

ذواتا ذات



وفي حالة النصب نقول : رأيت أيكة ذواتي أفنان متشابكة .

وفي حالة الجر قوله تعالى ( وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط )(1) .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( إن الله عليم بذات الصدور ) .

إن : حرف مشبه بالفعل .

الله : لفظ الجلالة اسم إن منصوب .

عليم : خبر إن مرفوع .

بذات : جار ومجرور متعلقان بالخبر ، وذات مضاف .

الصدور : مضاف إليه مجرور .

وجملة إن الله ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .



" التقينا ذات مساء " .

التقينا : فعل وفاعل .

ذات : نائب عن ظرف الزمان متعلق بالفعل ، وهو مضاف .

مساء : مضاف إليه .

ــــــــــــــ

(1) الكهف [16] .

ذات ذوات



قال تعالى ( ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال ) .

ونقلبهم : الواو حسب ما قبلها ، نقلب فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن ، والهاء في محل نصب مفعول به ، والميم لجماعة المخاطبين .

ذات : نائب عن ظرف المكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل ، وذات مضاف .

اليمين : مضاف إليه . وذات الشمال : معطوف على ذات اليمين .



قال تعالى ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) .

فاتقوا : الفاء واقعة في جواب الشرط حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

اتقوا : فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والألف فارقة .

الله : لفظ الجلالة مفعول به .

وأصلحوا : الواو للعطف ، وأصلحوا معطوف على اتقوا .

ذات : حال من الضمير منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .

بينكم : بين ظرف مكان مضاف إليه ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر بالإضافة .



قال الشاعر :

جمعتها من أينق موارق ذوات ينهضن بغير سائق

جمعتها : فعل وفاعل ومفعول به .

من أينق : جار ومجرور متعلقان بأينق . موارق : صفة لأينق .

ذلك ذانك ذو



ذوات : صفة ثانية ، ويجوز عند ( الكوفيين ) أن تكون بدلاً من أينق ، ويجوز أن تكون خبراً لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هن اللواتي .

ينهضن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، والنون في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

بغير : جار ومجرور متعلقان بينهضن ، وغير مضاف .

سائق : مضاف إليه مجرور .



قال تعالى ( ذلك الفوز العظيم ) .

ذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، واللام للبعد ، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب مبني على الفتح .

الفوز : خبر مرفوع بالضمة . العظيم : صفة مرفوعة بالضمة .



قال تعالى ( فذانك برهانان من ربك ) .

فذانك : الفاء واقعة في جواب الطلب استئنافية لا عمل لها ، ذانك : ذان اسم إشارة مبتدأ مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى ، والكاف حرف خطاب .

برهانان : خبر مرفوع بالألف .

من ربك : جار ومجرور متعلقان ببرهانان ، والكاف في محل جر بالإضافة .



قال الشاعر : " أنا ذو عرفت فإن عرتك جهالة " .

أنا : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .

ذو : اسم موصول طائية مرفوع بالضمة المقدرة على الواو خبر المبتدأ .

عرفت : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

ذوا ذيت وذيت



فإن : الفاء تفسيرية ، إن حرف شرط جازم لفعلين مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

عرتك : فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، والكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به ، والجملة الفعلية في محل جزم فعل الشرط .

جهالة : فاعل مرفوع بالضمة .



قال تعالى ( يحكم به ذوا عدا منكم ) .

يحكم : فعل مضارع مرفوع .

به : جار ومجرور متعلقان بيحكم .

ذوا : فاعل مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى ، وهو مضاف .

عدل : مضاف إليه مجرور .

منكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لذوا .

والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب ابتدائية .



ذيت وذيت

من أسماء الكناية عن الحديث بمعنى ( كيت وكيت ) ولا تستعمل إلا مكررة ، وهو مبني على حركة آخره في محل رفع أو نصب أو جر حسب موقعه من
الجملة .

نحو : استمعنا إلى الراوي فقال : ذيت وذيت .

فذيت الأولى اسم كناية مبني على حركة آخره سواء أكانت حركة ضم أم فتح أم كسر أم سكون في محل نصب مقول القول ، والواو عاطفة ، وذيت الثانية اسم كناية مبني على حركة آخره في محل نصب معطوف على ما قبله .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:34 AM

حرف الراء

رأى



تأتي لمواضع مختلفة :

1 ـ رأى العلمية أو الاعتقادية ، وهي فعل من أفعال القلوب وتفيد في الخبر الرجحان واليقين أحياناً أخرى ، وينصب مفعولين أصلهما في الأكثر المبتدأ والخبر ، وهي بمعنى ( علم ) أو ( اعتقد ) .

نحو قوله تعالى ( إنهم يرونه بعيداً ، ونراه قريباً )(1) .

فيرونه الأولى تفيد الظن ، ونراه الثانية تفيد اليقين .

2 ـ رأى البصرية ، أي بمعنى أبصر بعينه ، وتنصب مفعولاً به واحداً .

نحو : رأيت الطائرة في السماء .

3 ـ رأى الحلمية ، أي الرؤية في المنام ، وتتعدى لمفعولين .

كقوله تعالى ( إني أراني أعصر خمراً )(2) .

فالياء في أراني مفعول به أول ، وجملة أعصر خمراً في محل نصب مفعول به ثان . ومنه قول عمر بن أحمر :

أراهم رفقتي حتى إذا ما تجافى الليل وانخزل انخزالاً

وقد توهم البعض أنها لمفعول به واحد فقط ، فالضمير في أراهم في محل نصب مفعول به أول ، ورفقتي مفعول به ثان .

4 ـ ورأى من الرأي ، وهو المذهب ، تتعدى لمفعول به واحد .

نقول : رأيت رأي فلان .

ونحو : رأى أبو حنيفة حل كذا .





ــــــــــــــــ

(1) المعارج [6-7] (2) يوسف [36] .

رُب



حرف جر شبيه بالزائد ، له الصدارة في الكلام ، ولا يجر به إلا النكرات ، ويكون للتقليل ، أو التكثير ، ولا متعلق له . مثال مجيئه للتقليل قول الشاعر * :

ألا رب مولود ليس له أب وذي ولد لم يلده أبوان

ومنه قولهم : " رب أخ لم تلده أمك " ، فأخ مجرور لفظاً بحرف الجر الشبيه بالزائد مرفوع محلاً على الابتداء .

ومثال التكثير قول الرسول صلى الله عليه وسلم " يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة " .

ومنه قول امرئ القيس :

فإن أمس مكروباً فيا رب قينة منعمة أعملتها بكران

ويأتي مجرور رب مبتدأ كما في الأمثلة السابقة ، ويأتي مفعولاً به إذا جاء بعدها فعل لم يستوف مفعوله .

نحو : رب ليل طويل سهرت .

وتحذف رب ويبقى عملها ، وذلك في المواضع الآتية :

1 ـ بعد الفاء – وهذا كثير – كقول امرئ القيس :

فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم محول





ــــــــــــــ

* عمر بن حنى : ويقال إن الصحيح هو جابر بن حنى كما ذكر ذلك صاحب المفضليات حيث نسب المفضلة رقم 42 ص208 إلى جابر بن حنى ، ويدل على صحة ذلك ما ورد في ترجمة ص266 ، وقد ورد الشاهد الأشموني ونسبه لرجل من أزد السراة ، وفي سيبويه لعمر الحنى – انظر في ذلك معجم شواهد النحو الشعرية للدكتور حنا حداد ص667 .

رُب



2 ـ بعد الواو – وهذا أكثر – كقول امرئ القيس :

وليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم ليبتلي

3 ـ بعد بل – وهذا قليل – كقول رؤبة : " بل مهمه قطعت بعد مهمه " .

ومنه قوله أيضاً :

بل بلد ملء الفجاج قتمه لا يشتري كتانه وجهرمه

4 ـ وتحذف رب ويبقى عملها دون الحاجة إلى حرف من الأحرف السابقة ، وهو أقل مما سبقه ، ومنه قول جميل بن معمر :

رسم دار وقفت في طلله كدت أقضي الحياة من جلله



نماذج من الإعراب



قال الشاعر :

ألا رب مولود ليس له أب وذي ولد لم يلده أبوان

ألا : حرف استفتاح دال على التنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

رب : حرف تقليل وجر شبيه بالزائد ، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

مولود : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد .

وليس : الواو حرف زائد لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ليس فعل ماض ناقص مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر ليس مقدم في محل نصب .





رُب رُبّة ربتما



أب : اسم ليس مرفوع بالضمة .

والجملة من ليس واسمها وخبرها في محل رفع أو جر صفة لمولود ، وخبر المبتدأ المجرور برب محذوف .

والتقدير : ألا رب مولود موصوف بكونه لا أب له وجود .

وذي ولد : الواو للعطف ، ذي : معطوفة على مولود مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، ولد : مضاف إليه مجرور .

لم يلده : لم حرف جزم ونفي وقلب ، يلده : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالحركة الآتي بها للتخلص من التقاء الساكنين العارض بسبب التخفيف ، وضمير الغائب العائد على ذي ولد مفعول به لبلد مبني على الضم في محل نصب .

أبوان : فاعل يلد مرفوع بالألف لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد ، وجملة يلد وفاعله ومفعوله في محل جر صفة لذي ولد .



رُبّة



مؤنث ( رُب ) اللفظي وتعمل عملها ، وزيادة التاء في ( ربة ) كما هو الحال في ( ثُمة ) و ( لات ) للمبالغة فقط .



ربتما

مؤنث ( ربما ) اللفظي ، وتختص بالدخول على الجمل الفعلية والأسماء والمعارف ، وهي غير عاملة ، كقول المتنبي :

فربتما شفيت غليل نفسي بسير أو قناة أو حسام

ربتما ربما

ومنه قول الشاعر الآخر :

وربتما يكون الجبن حلماً إذا الإقدام مرزأة وحمق

وقد يلي ربتما الاسم وهو قليل ، فإذا كان الاسم نكرة عملت فيه الجر كما الحال في ربما ، كقول الشاعر ضمرة بن ضمرة النهشلي :

ماوى يا ربتما غارة شعواء كاللذعة بالميسم

وقد روي البيت : ماوى يا ربما في بعض المصادر .

ربما

لفظة مركبة من ( رب ) و ( ما ) الزائدة ، وقد أبطلت ما عملها واختص دخولها حينئذ على الأفعال الماضية ، كقول جذيمة الأبرش * :

ربما أوفيت في علم ترفعن ثوبي شمالات

وإذا دخلت ظاهراً على الأفعال المضارعة ، فإما أن يكون الفعل مؤولاً بالماضي ، أو يكون دخولها مقدراً بالماضي ، ومنه قوله تعالى ( ربما يود الذين كفروا )(1) .

وقد تدخل ربما على الأسماء المعارف فلا تعمل فيها أيضاً ، نحو : ربما محمد قائم . أما إذا دخلت على النكرات وهو قليل ، بل شاذ ، فإن عملها يبقى كما لو كانت بدون ( ما ) . كقول الشاعر :

ربما ضربة بسيف صقيل بين بصري وطعنة نجلاء

ـــــــــــــ

(1) الحجر [2] .

* جذيمة الأبرش : هو جذيمة بن فهر بن غانم بن دوس بن عدنان الأسدي ، الملك المشهور وأصله من الأزد ، كان أول ملك قضاعة بالحيرة ، وأول من حذا النعال ، وأدلج من الملوك وصنع له الشمع ، كان شاعراً ، وقيل له الأبرص والوضاح لبرص كان به ، ويعظم أن يسمى بذلك فجعل مكانة الأبرش .

رُب



نماذج من الإعراب



" رب ليل طويل سهرت " .

رب : حرف جر شبيه بالزائد .

ليل : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد ، والعامل فيه الفعل سهرت .

طويل : صفة يجوز فيها الجر على اللفظ ، والنصب على المحل .

سهرت : فعل وفاعل .



قال الشاعر :

وليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم ليبتلي

وليل : الواو واو رب حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

ليل : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد المحذوف وبقاء عمله بعد الواو .

كموج : الكاف حرف جر ، موج اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة الليل ، وموج مضاف . البحر : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

أرخى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره منع من ظهوره التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الليل .

سدوله : مفعول به ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ المجرور لفظاً مرفوع محلاً .

عليّ : جار ومجرور متعلقان بأرخى أيضاً ، وأنواع مضاف .

الهموم : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

رب ربتما ربما



ليبتلي : اللام للتعليل ، يبتلي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً بعد لام التعليل ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الياء منع من ظهورها معاملة المنصوب معاملة المرفوع ، وأن المصدرية المضمرة مع الفعل بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل ، والجار والمجرور متعلقان بأرخى .

قال الشاعر :

فربتما شفيت غليل نفسي بسير أو قناة أو حسام

فربتما : الفاء حسب ما قبلها ، ربتما حرف جر شبيه بالزائد مؤنث ربما مبني على الفتح لا عمل له من لاتصاله بما الزائدة الكافة .

شفيت : فعل وفاعل . غليل : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .

نفسي : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، ونفس مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .

بسير : جار ومجرور متعلقان بشفيت .

أو : حرف عطف يفيد التحيير مبني على السكون .

قناة : معطوف على يسير مجرور بالكسرة . أو : حرف عطف .

حسام : معطوف على قناة مجرور بالكسرة .

قال الشاعر :

ربما أوفيت في علم ترفعن ثوبي شمالات

ربما : حرف تقليل وجر شبيه بالزائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وما زائدة كافة لرب عن العمل ، وهيئته للدخول على الجمل ، بينما كان يختص بالدخول على الأسماء والنكرة قبل اتصاله بما .

أوفيت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء في محل رفع فاعله . في علم : جار ومجرور متعلقان بأوفيت .

ربما رجع



ترفعن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ، والنون حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

ثوبي : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لياء المتكلم ، وهو مضاف ، والياء في محل جر مضاف إليه .

شمالات : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .

قال الشاعر : " ربما طعنة بسيف صقيل " .

ربما : حرف تكثير وجر شبيه بالزائد مبني على الفتح ، وما زائدة غير كافة .

طعنة : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد .

بسيف : جار ومجرور متعلقان بطعنة أو بمحذوف صفة لها .

صقيل : صفة مجرورة .

رجع

تأتي فعلاً ماضياً ناقصاً بمعنى ( صار ) ترفع المبتدأ وتنصب الخبر ، نحو : لا ترجعوا متفرقين .

لا ترجعوا : لا ناهية جازمة ، ترجعوا فعل مضارع ناقص مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة ضمير في محل رفع اسمه .

متفرقين : خبره منصوب بالياء .

وتأتي فعلاً تاماً إذا لم تكن بمعنى ( صار ) فتكتفي بمرفوعها ( الفاعل ) .

نحو قوله تعالى ( ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا )(1) .

وقوله تعالى ( يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل )(2) .

ـــــــــــــــــ

(1) الأعراف [15] (2) المنافقون [8] .

رجع رد رويد رويداً رويدك

الإعراب

رجع : فعل ماض مبني على الفتح .

موسى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة .

إلى قومه : جار ومجرور متعلقان برجع ، وقوم مضاف ، والهاء في محل جر بالإضافة .

رد

تأتي فعلاً من أفعال التحويل تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .

نحو قوله تعالى ( لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً )(1) ، ومنه قول عبد الله بن الزبير :

فرد شعورهن السود بيضاً ورد وجوههن البض سودا

شعورهن : مفعول به أول لرد ، وبيضاً مفعول به ثان .

وتأتي فعلاً تاماً بمعنى ( رجع ) أو ( أرجع ) .

نحو : ردك الله سالماً ، رجعك أي أرجعك .

رويد رويداً رويدك

1 ـ تأتي اسم فعل أمر بمعنى ( أمهل ) وذلك إذا اتصل بالكاف أو جاء بعده اسم منصوب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، وهو حينئذ غير منون .

نحو : رويدك في العمل ، ورويد محمداً ، ورويدك زيداً ، أي أمهله ، وزيداً مفعول به لرويدك ، ومنه قول الشاعر * :

رويداً علياً جد ما ثدي أمهم إلينا ، ولكن ودهم متماين

2 ـ إذا نون ( رويد ) أو ( أضيف إلى الاسم الظاهر ) كان مفعولاً مطلقاً لفعل محذوف بمعنى ( مهلاً ) ، نحو : رويداً في عملك ، ونحو : رويد خالد في عملك .

ــــــــــــــــ

(1) البقرة [109] . * الشاهد بلا نسبة في بعض المصادر ، وفي بعضها ينسب إلى مالك بن خالد الهذلي ، ويروى شطره الثاني في بعض المراجع " إلينا ولكن بغضهم متماين " .

رويد ريث ريثما



3 ـ وتأتي صفة بمعنى التمهل ، إذا وقعت بعد نكرة .

نحو : مشى الطفل مشياً رويداً .

4 ـ وتأتي حالاً إذا جاءت بعد معرفة .

نحو : مشى محمد رويداً .



ريث وريثما

مصدر للفعل ( ريث ) بمعنى ( أبطأ ) وفيه وجهان من الإعراب :

1 ـ تأتي نائباً عن ظرف الزمان ويليه الفعل ، ويكون في محل جر مضاف إليه بعد ريث ، وريث في هذا المقام معربة لمجيء الفعل بعدها معرباً ، نحو : أمهلني ريث أتدبر أمري . وإذا تلاها فعلاً مبنياً جاءت مبنية ، نحو : انتظرت ريث عاد .

2 ـ وتأتي مفعولاً مطلقاً ، ويليه الفعل مصدر ( بما ) أو ( أن ) المصدرتين ، ويكون المصدر المؤول في محل جر بالإضافة بعد ريث ، نحو : أمهلني ريثما أتدبر أمري .

نماذج من الإعراب

" أمهلني ريث أتدبر أمري " .

أمهلني : أمهل فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، والنون للوقاية حرف لا محل له من الإعراب ، والياء للمتكلم في محل نصب مفعول به .

ريث : نائب عن ظرف الزمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل أمهل وهو مضاف .

أتدبر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

أمري : مفعول به ، وهو مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .

وجملة أتدبر أمري في محل جر مضاف إليه لريث .

ريثما ريحان



" أمهلني ريثما أتدبر أمري " .

أمهلني : فعل ، ومفعول به ، والنون للوقاية ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

ريثما : ريث نائب عن المفعول المطلق ، وهو مضاف ، وما مصدرية .

أتدبر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

أمري : مفعول به ، والياء في محل جر مضاف إليه . والمصدر المؤول من ( ما ) والفعل ( أتدبر ) في محل جر مضاف إليه ، والتقدير : أمهلني ريث تدبر أمري .



ريحان



اسم موضوع موضع المصدر ، لم يعرف له فعل ، ومعناه استرزاق الله ، ولا يستعمل إلا مضافاً ، ويعرب مفعولاً مطلقاً منصوباً بالفتحة الظاهرة .

نحو : سبحان الله وريحانه .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:35 AM

حرف الزين



زال

تأتي فعلاً ماضياً ناقصاً من أخوات كان ، ومضارع يزال ، يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، ومعناه النفي ، ويشترط في عمله أن يكون مسبوقاً بنفي أو نهي أو دعاء ، فينقلب معناه من النفي إلى الإيجاب ، ويفيد عندئذ الاستمرار ، وهو ناقص التصرف إذ لم يرد فيه إلا الماضي والمضارع واسم الفاعل .

نحو قوله تعالى ( ولا يزال الذين كفروا في مرية منه )(1) .

ـــــــــــــــ

(1) الحج [55] .

زال



ومنه قوله تعالى ( ولا يزالون مختلفين )(1) ، ومنه قول كعب بن زهير * :

ما زلت أقتطع البيداء مدرعاً جنح الظلام وثوب الليل مسبول

ومنه قول الآخر ** :

صاح شمر ولا تزل ذاكر الموت فنسيانه ضلال مبين

صاح : منادى مرخم مبني على الضم المقدر على الياء المحذوفة على اعتبار أصل الكلمة ( صاحب ) أما إذا اعتبرنا أصلها ( صاحبي ) فتكون منادى منصوباً بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة مع الباء للترخم ، وهو مضاف ، والياء في محل جر مضاف إليه .

شمر : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

ولا تزل : الواو عاطفة ، لا ناهية ، تزل فعل مضارع ناقص مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

ذاكر : خبر تزل منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف .

وتأتي فعلاً ماضياً تاماً مضارعه تزول بمعنى تحرك أو ذهب أو ابتعد .

ـــــــــــــــ

(1) هود [118] .

* كعب بن زهير : هو كعب بن زهير بن أبي سلمى أحد فحول المخضرمين ، أسلم أخوه مجير فغضب منه كعب وهجا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتوعده الرسول الكريم وأهدر دمه فحذره أخوه العاقبة إلا أن يجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً تائباً ، فهام كعب على وجهه مستجيراً بالقبائل فلم يجره أحد حتى ضاقت به الأرض جاء أبا بكر مستجيراً ، فأقبل به أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً مؤمناً بالرسول الكريم ، وأنشد قصيدته المشهورة التي يعتذر فيها للرسول ويمدحه ، فخلع عليه الرسول بردته ، ومات كعب سنة 24 هـ . كان من الشعراء المجيدين المشهورين بالسبق وعلو الكعب في الشعر .

** الشاهد بلا نسبة في مصادره .

زال زعم

نحو : زال الخطر عن المريض ، ومنه قول كعب بن زهير :

زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل

زالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .

وكذا فما زال أنكاس ، فأنكاس : فاعل زال .

ومعنى زال في البيت : انتقل ، أي انتقل المسلمون من مكة إلى المدينة .

وتأتي فعلاً ماضياً تاماً مضارع ( يزيل ) بمعنى نحى ، وأبعد ، وميز .

نحو : زال متاعك من متاعي .

زعم

تأتي فعلاً ماضياً من أفعال القلوب تتعدى لمفعولين ، وتفيد في الخبر الرجحان كما تفيد الظن ، كقول أبي أمية الحنفي :

زعمتني شيخاً ولست بشيخ إنما الشيخ من يدب دبيبا

زعمتني : فعل وفاعل ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير المتكلم في محل نصب مفعول به أول . شيخاً : مفعول به ثان .

والغالب في زعم الناصبة لمفعولين أن تدخل على أن المصدرية وفعلها وفاعله أو أن الثقيلة أو الخفيفة مع اسمها وخبرها ، فيكون المصدر في الحالتين مفعول به سد مسد مفعولي زعم ، نحو قوله تعالى ( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا )(1) .

فأن : مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، وخبرها جملة ( لن يبعثوا ) مصدر مؤول في محل نصب مفعول به سد مسد مفعولي زعم .

ومنه قول كثير :

وقد زعمت أني تغيرت بعدها ومن ذلا الذي يا عز لا يتغير

ـــــــــــــــ

(1) التغابن [7] .

زعم

ومنه قول جرير :

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا أبشر بطول سلامة يا مربع

ومنه قول النابغة الذبياني :

زعم البوارح أن رحلتنا غدا وبذلك خبرنا الغراب الأسود

وتأتي فعلاً ماضياً بمعنى ( كفل ) ، كقوله تعالى ( وأنا به زعيم )(1) ، أي كفيل به ، وهي في هذا الموضع لا تتعدى إلا بحرف الجر ، نحو : زعم الولد بأبيه أي تكفل به .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:36 AM

حرف السين




1 ـ السين حرف تنفيس للمستقبل القريب ، وسميت كذلك لأنها تنفس في الزمان فيصير الفعل المضارع مستقبلاً بعد احتماله للحال والاستقبال وذلك نحو قولك : ستخرج ، وستذهب ، والمعنى أنك تفعل ذلك فيما يستقبل من الزمان . نحو قوله تعالى ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )(2) يعني يوم القيامة .

ومن ثم يختص دخولها على الأفعال المضارعة غير عاملة فيها ، نحو : سأسافر إلى الرياض ، ومنه قوله تعالى ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم )(3) . وقوله تعالى ( كلا سيعلمون )(4) ، ومنه قول الشريف الرضي * :

ستعلمون ما يكون مني إن مد في ضبعي طول سني

ــــــــــــــ

(1) النساء [22] (2) الشعراء [227] .

(3) البقرة [137] (4) النبأ [4] .

* الشريف الرضي : هو أبو الحسن محمد بن الطاهر ذي المناقب أبي أحمد الحسين بن موسى المعروف بالموسوي ، ينتهي نسبه إلى علي بن أبي طالب ، شاعر مشهور يقول عنه الثعالبي " ابتدأ بقول الشعر بعد أن جاوز عشر سنين بقليل وهو اليوم أبدع إنشاء الزمان ، وأنجب سادة العراق ، وهو أشعر الطالبين على كثرة شعرائهم المفلقين ، بل قيل أنه أشعر قريش " ، ولد سنة 359 هـ ببغداد وتوفي سنة 406 هـ ودفن بداره بالكرخ .

حرف السين سأ ساء



2 ـ أحرف الزيادة التي يجمعها كلمة ( سألتمونيها ) .

نحو : استغفر الله من كل ذنب عظيم .

فالسين في استغفر حرف زائد مع الهمزة والتاء من الأفعال الثلاثية .



سأ



اسم صوت للحمار يورد به أو يزجر ، وهو من أسماء الأصوات التي تشبه اسم الفعل لأنه يخاطب بها ما لا يعقل من الحيوان أو صغار الإنسان .



ساء



تأتي فعلاً ماضياً جامداً لإنشاء الذم ، بمعنى ( بئس ) ، محرر من الحدث والزمن وله أحكام بئس . نحو : ساء طالباً علي .

ومنه قوله تعالى ( إنه كان فاحشة وساء سبيلاً )(1) .

وقوله تعالى ( فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون )(2) .

ساء : فعل ماض جامد لإنشاء الذم ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، فسره التمييز سبيلاً ، والمخصوص بالذم محذوف تقديره ذلك النكاح ، وجملة ساء سبيلاً مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

وتأتي فعلاً تاماً متصرفاً بمعنى ( أحزن ) أو قبح أو فعل به ما يكرهه .

نحو : ساءني أنكم متفرقون ، أي أحزنني .

ـــــــــــــــ

(1) النساء [22] (2) التوبة [9] .

ساء سأل



الإعراب



ساء : فعل ماض مبني على الفتح ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به .

أنكم متفرقون : أن واسمها وخبرها ، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل ،
والتقدير : ساءني تفرقكم .



سأل

من الأفعال التي تتعدى لمفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر .

نحو : سأل الفقير الغني زكاة ماله ، وهو بمعنى ( طلب ) أو ( استجدى ) .

ومنه قوله تعالى ( تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا )(1) .

لا : نافية لا عمل لها .

يسألون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .

الناس : مفعول به أول ، والمفعول به الثاني محذوف تقديره شيئاً .

إلحافاً : " فيها ثلاثة أوجه من الإعراب " :

فهي إما أن تكون مفعولاً مطلقاً لفعل محذوف ، والتقدير : يلحفون إلحافاً ، أو مصدراً مؤولاً في موضع حال أي : لا يسألون حالة كونهم ملحفين ، أو مفعولاً لأجله ، والتقدير : لا يسألون لأجل الإلحاف .

وجملة لا يسألون ... إلخ في محل نصب حال من ( للفقراء ) في أول الآية .

ــــــــــــــ

(1) البقرة [272] .

سأل سبحان



وتأتي سأل فعلاً ماضياً يتعدى لمفعول به واحد إذا كان بمعنى ( استفسر ) .

نحو : سأل الطالب سؤالاً واضحاً .

ومنه قوله تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب )(1) .

سألك : فعل ماض مبني على الفتح ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به .

عبادي : فاعل مرفوع بالضمة ، والياء في محل جر مضاف إليه .

عني : جار ومجرور متعلقان بسأل .

فإني قريب : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وإن حرف توكيد ونصب ، والياء ضمير المتكلم في محل نصب اسمها ، وقريب خبر إن مرفوع .

وجملة فإني قريب لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .



سبحان



نائب عن المفعول المطلق يفيد التعجب ، وفعله محذوف .

كقوله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً )(2) ، ومنه قول أبي العلاء :

أما الحياة ففقر لا غنى معه والموت يغني فسبحان الذي قدرا

ومنه قول أمية بن أبي الصلت :

سبحان ثم سبحاناً يعود له وقبلنا سبح الجودي والجمد

فسبحان الثانية في البيت الأخير جاء منوناً لانقطاعه عن الإضافة ، وتنوينها بالنصب دليل على نيابتها عن المفعولية المطلقة .

ــــــــــــــ

(1) البقرة [186] (2) الإسراء [1] .

سحر سدى



سحر

تأتي لفظاً يعنى قبيل الصبح إذا أردت سحر ليلتك ( يوم معين ) ممنوع من الصرف للعلمية والعدل ، وهو معدول عن السحر .

نحو : نمت بسحر ، بجر سحر بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعها من الصرف .

وإذا أردت به سحر يوم ما ( يوم غير معين ) صرفته ، نحو قوله تعالى ( إلا آل لوط نجيناهم بسحر )(1) ، بجر سحر بالكسرة لأنها مصروفة .

وإذا قلت : سير على فرسك ، فلا يرفع بالنيابة عن الفاعلية ، لأنه ظرف غير متصرف ، وإذا صغرته نونته ، نحو : سير عليه سحيراً .

وكذلك إذا عرفته بالألف واللام يكون معرباً ، وإعرابه بحركات ظاهرة حسب موقعه في الجملة ، نحو : كان السحر بارداً ، وإن السحر أفضل للسفر من
الظهيرة .

وإذا قلت : سافرت سحراً ، فهو منصوب على الظرفية الزمانية .

وتأتي فعلاً ماضياً متعدياً لمفعول به واحد ، بمعنى خدعه أو عمل له السحر ، نحو : سحرك فلان ، أي خدعك .

فسحر : فعل ماض مبني على الفتح ، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به .

فلان : فاعل مرفوع بالضمة .



سدى

تعرب حالاً منصوبة بالفتحة الظاهرة على آخره في نحو قولك : ذهبت أتعابي سدى .

ــــــــــــــ

(1) القمر [34] .

سرعان سعديك سوى



سرعان

اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى ( أسرع ) ، نحو : سرعان الوقت ما يمر ، وسرعان ما توقفت بنا القافلة ، ويكون بضم السين وفتحها .



سعديك

مصدر غير متصرف لفعل محذوف تقديره : أسعدك الله إسعاداً بعد إسعاد .

ويعرب مفعولاً مطلقاً منصوباً بالياء لأنه بلفظ المثنى ، ومع أنه بلفظ المثنى إلا أنه يدل على الكثرة والجمع ، ومثله حنانيك ، ولبيك .

سوى

اسم بمعنى ( غير ) توصف به النكرة ويقع مستثنى .

مثال وصفه للنكرة : عندي كتاب سوى كتابك .

ومثال وقوعه مستثنى : حضر الطلاب سوى طالب .

ومنه قول قيس بن ذريح :

وكل مصيبات الزمان وجدتها سوى فرقة الأحباب هينة الخطب

ومثال مجيئها في الاستثناء المنقطع ، قول الشاعر * :

لم ألف في الدار ذا نطق سوى طلل قد كاد يعفو وما بالعهد من قدم

ويعامل سوى في الاستثناء معاملة الاسم الواقع بعد ( إلا ) وعلى ذلك لها ثلاثة مواقع إعرابية :

1 ـ وجوب النصب على الاستثناء إذا كانت جملة الاستثناء تامة مثبتة .

نحو : تسلم الفائزون جوائزهم سوى فائز ، فهي تعادل قولنا فائزاً .

ـــــــــــــ

* الشاهد بلا نسبة في مصادره .

سوى سواء



2 ـ جواز النصب أو الإتباع ، إذا كانت جملة الاستثناء تامة منفية .

نحو : ما تسلم الفائزون جوائزهم سوى فائز .

فهل تعادل قولنا إلا فائزاً ، أو إلا فائز ، بنصب فائز على الاستثناء أو رفعها على البدلية من ( الفائزون ) .

3 ـ وتعرب بحسب موقعها من الجملة ، إذا كانت جملة الاستثناء ناقصة منفية ، وذلك فيما يعرف بالاستثناء المفرغ .

نحو : ما تسلم الجوائز سوى فائز ، فهي تعادل في قولنا : إلا فائز ، برفع فائز لأنها فاعل .

وهكذا من خلال الأمثلة السابقة تتضح لنا مواقع سوى الإعرابية ، ففي المثال الأول أعربت إعراب كلمة فائز بعد ( إلا ) وهو وجوب النصب لأنها مستثنى على الاستثناء ، أو الرفع على البدلية كما أوضحنا .

وفي المثال الثالث أعربت فاعلاً لأن الاستثناء مفرغ – أنظر إلا – أما الاسم الواقع بعد سوى فيكون مجروراً دائماً مضافاً إليه .



سواء

اسم بمعنى ( مستو ) يوصف به المكان ، والأفصح فيه أن يأتي مقصوراً مع الكسر ، كقوله تعالى ( مكاناً سوى )(1) .

ويأتي بمعنى ( الوسط ) وبمعنى ( التام ) فتمتد ألفه مع الفتح ، كقوله تعالى ( في سواء الجحيم )(2) ، وتأتي بمعنى ( القصد ) ، كقول الشاعر :

فلأصرفن سوى حذيفة مد حتى لفتى العشي وفارس الأحزاب

ــــــــــــــ

(1) طه [58] (2) الصافات [55] .

سواء سوف



كما تأتي صفة لظرف الزمان ، وهي حينئذ ملازمة للنصب على الظرفية ، وهذا مذهب البصريين فيها (1) .

وقد استدل البصريون على ظرفية ( سواء ) بالمد ، أو ( سوى ) بالقصر بوقوعها صلة ، كقولهم : جاءني الذي سوى محمد .

أما الكوفيون فقد جوزوا خروجها عن الظرفية ، والتصرف فيها رفعاً ونصباً وجراً ، لدخولها في معنى الاستثناء بمعنى ( غير ) ، ومن ذلك قول الشاعر * :

ولم يبق سوى العدوان دنّاهم كما دانوا

ومنه قول الأعشى :

تجانف عن جو اليمامة ناقتي وما عدلت عن أهلها لسوائكا

ويخبر بسواء عن الواحد فيما فوقه ، لأنها مصدر بمعنى ( الاستواء ) ، كقوله تعالى ( ليسوا سواء )(2) .

سوف

حرف تسويف يدخل على الفعل المضارع فيخصصه للمستقبل البعيد ولا يدخل إلا على فعل مثبت ، ولا يفصل بينه وبين الفعل بفاصل ، ويستعمل للوعد كما يستعمل للوعيد ، فمثال الأول قوله تعالى ( ولسوف يعطيك ربك فترضى )(3) .

ــــــــــــــ

(1) الكافية لابن الحاجب ج1 ص247 .

(2) آل عمران [113] . (3) الضحى [5] .

* الفند الزماني : هو سهل بن شيبان بن ربيعة ينتهي نسبه إلى بكر بن وائل ، والفند لقب غلب عليه فقد شبه بقطعة من الجبل لعظم خلقه ، وهو أحد فرسان ربيعة المشهورين المعدودين ، شهد حرب بكر وتغلب ، وقد قارب المائة عام من العمر ، فأبلغ حسناً ، وكان مشهده يوم التحالف .

سوف سي



وقوله تعالى ( أولئك سوف يؤتيهم أجورهم )(1) .

ومثال الثاني قوله تعالى ( إن الذي كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً )(2) .

وقوله تعالى ( قال أما من ظلم فسوف نعذبه )(3) .



نماذج من الإعراب

قال تعالى ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) .

ولسوف : الواو حرف عطف ، واللام لام التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، سوف : حرف لتأكيد الاستقبال مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ولا عمل له .

يعطيك : فعل مضارع مرفوع بالضمة دال على الاستقبال ، والكاف ضمير المخاطب العائد على الرسول صلى الله عليه وسلم في محل نصب مفعول به .

ربك : رب فاعل مرفوع بالضمة ، ورب مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

فترضى : الفاء للنسق ، وترضى : نسق بالفاء على ما قبله ( عطف نسق ) ، والجملة لسوف يعطيك ... إلخ معطوفة على ما قبلها .



سي

اسم بمعنى ( مثل ) وزناً ومعنى ، ومثناه سيان ، كقول أبي العلاء :

سيان عندي مادح محرض في قوله وأخو الهجاء إذا ثلب

ــــــــــــــ

(1) النساء [152] (2) النساء [30] .

(3) الكهف [87] .

سي ( ولا سيما )



ومنه قول ابن حمام المري :

وسيان عندي أن أموت وأن أرى كبعض رجال يوطنون المخازيا

وتدخل عليه ( لا ) النافية للجنس ، فنقول ( لا سيما ) إذا تلته ( ما ) ، كقول امرئ القيس : ألا رب يوم صالح لك منهما لا سيما يوماً بدارة جلجل

ونحو : أحب قراءة الكتب ولا سيما كتب الأدب .

وفي التعبير السابق ثلاثة أوجه من الإعراب هي :

1 ـ أحب قراءة الكتب ولا سيما كتب الأدب . ( في حالة الرفع ) .

أحب : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

قراءة : مفعول به ، وهو مضاف . الكتب : مضاف إليه مجرور .

ولا : الواو اعتراضية لا محل لها من الإعراب ، أو حالية أو استئنافية أو عاطف .

لا : نافية للجنس تعمل عمل إن ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

سيما : سي : اسم لا منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف ، وما اسم موصول أو نكرة موصوفة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .

وخبر لا محذوف وجوباً تقديره موجود .

كتب : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي ، وكتب مضاف ، والأدب مضاف إليه .

والتقدير النهائي : أحب قراءة الكتب ولا مثل التي هي كتب الأدب ، على اعتبار ما موصولة والجملة بعدها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

أو : أحب قراءة الكتب ولا مثل شيء هي كتب الأدب ، على اعتبار ما نكرة ، والجملة بعدها في محل جر صفة لها .





سي



2 ـ أحب قراءة الكتب ولا سيما كتب الأدب . ( في حالة النصب ) .

ولا : الواو اعتراضية ، أو حالية استئنافية ، لا نافية للجنس .

سيما : سي اسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وما زائدة كافة عن الإضافة .

كتب : مفعول به لفعل محذوف تقديره : أحب ، أو أخص ، وكتب مضاف .

الأدب : مضاف إليه .

وهذا الوجه ضعيف لمنعه من قبل جمهور النحاة ، ويرى بعضهم أنه منصوب على الاستثناء بإنزال ( لا سيما ) منزلة ( إلا ) (1) .

3 ـ أحب قراءة الكتب ولا سيما كتب الأدب . ( في حالة الجر ) .

ولا : الواو اعتراضية ، أو حالية ، أو مستأنفة ، لا نافية للجنس .

سيما : سي اسم لا منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، ما زائدة لا عمل لها .

كتب الأدب : مضاف إليه مجرور ، وكتب مضاف ، والأدب مضاف إليه .

وفي حالة مجيء الاسم الواقع بعد إلا نكرة يجوز نصبه على التمييز أو الرفع أو الجر على اعتبار الوجه الأول والثالث في الاسم الواقع بعد لا سيما ، مثال : أحب الفاكهة ولا سيما ناضجة .

ـــــــــــــــ

(1) أنظر مغني اللبيب ج1 ص140 .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:37 AM

حرف الشين

شتان



اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى ( افتراق وتباعد ) ولا بد له من فاعل .

نحو : شتان زيد وعمرو .

ومنه قول الشاعر * :

شتان هذا والعناق والنوم المشرب البارد في ظل الدوم

وقد تزاد ( ما ) بعده فتكون قبل فاعله ، نحو : شتان ما محمد وأحمد .

ومنه قول الأعشى ميمون :

شتان ما يومي على كورها ويوم حيان أخي جابر

وقد تأتي ( بين ) بعد ( ما ) والواقعة بعد شتان ، وقد منع ذلك الأصمعي ، ولكن غيره جوزه والشواهد على ذلك الكثرة بحيث يكون المنع عند الأصمعي لا وجه له .

ومنه قول الشاعر ** :

لشتان ما بين اليزيدين في الندى يزيد سليم والأغربن حاتم

ــــــــــــــ

* لقيط بن زرارة : هو لقيط بن زرارة بن عدس الدارجي من قبيلة تميم ، فارس وشاعر جاهلي محسن من أشراف قومه ، يكنى أبا خنتوس ، وهي ابنته ، ويقال له أبو نهشل ، كان على المجوسية ، وقتل يوم شعب جبلة بنجد وهو من أعظم أيام العرب وأشدها ، وكان لقيط رئيس قومه في ذلك اليوم وقتله عمار بن العيس .

** ربيعة الرقي : هو ربيعة بن ثابت بن لجأ بن العيذار الأسدي ، شاعر غزل مقدام كان ضريراً ، عاصر المهدي بن عباس ومدحه ، وكان الرشيد يأنس به ، ومولده ومنشأه في الرقة على الفرات ، وإليها نسبه ، قال عنه ابن المعتز إنه أشعر غزلاً من أبي نواس توفي سنة 198 هـ .

شتان شذر مذر شرع



نماذج من الإعراب

قال الشاعر :

شتان هذا والعناق والنوم المشرب البارد في ظل الدوم

شتان : اسم فعل ماض بمعنى افترق مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل لشتان .

والعناق والنوم والمشرب : كلها معطوفة على الفاعل .

البارد : صفة مرفوعة لمشرب . في ظل : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة أو حال من المشرب ، وظل مضاف . الدوم : مضاف إليه مجرور .



شذر مذر

اسمان مركبان مبنيان على فتح الجزئين في محل نصب حال بمعنى مشتتين .

نحو : تفرقوا شذر مذر .

شرع

1 ـ فعل ناقص يعمل عمل كان يدل على بدء القيام بالعمل والشروع فيه ، ويشترط في عمله أن يكون خبره جملة فعلية مضارعة مجردة من أن المصدرية .

نحو : شرع المهندسون يخططون المسجد .

2 ـ ويأتي فعلاً تاماً يأخذ فاعلاً ، وهو حينئذ بمعنى الشرع والشريعة (1) .

كقوله تعالى ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً )(2) .

وقوله تعالى ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )(3) .

ـــــــــــــ

(1) أنظر القاموس المحيط ج3 ص44 مادة شرع .

(2) الشورى [13] (3) الشورى [1] .

شرع شرق



نماذج من الإعراب

" شرع المهندسون يخططون المسجد " .

شرع : فعل ماض ناقض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

المهندسون : اسم شرع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

يخططون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

المسجد : مفعول به منصوب .

والجملة يخططون المسجد في محل نصب خبر شرع .



قال تعالى ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً ) .

شرع : فعل ماض تام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة .

لكم : جار ومجرور متعلقان بشرع .

من الدين : جار ومجرور متعلقان بشرع أيضاً .

ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به .

وصى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

به : جار ومجرور متعلقان بوصى .

نوحاً : مفعول به لوصى .



شرق

اسم من أسماء الجهات الأربع ، يأتي وصفاً لظرف المكان ، وينتصب على الظرفية المكانية ، نحو : جلست شرق المنزل .

شرق شعر بغر



ومنه قوله تعالى ( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً )(1)

ومنه قول الشاعر :

أيا ساكني شرقي دجلة كلكم إلى النفس من أجل الحبيب حبيب

ومثله غرب وشمال وجنوب ، فهي أوصاف لظروف مكانية وتعرب إعراب ظرف المكان .

كقوله تعالى ( وما كنت بجانب الغربي )(2) ، والتقدير : بالجانب الغربي ، وهو من باب إضافة الموصوف إلى صفته ، أو بجانب المكان الغربي ، وهو من باب حذف الموصوف وإقامة الصفة مكانه .

وتستعمل كلمة شرق وأخواتها من أسماء الجهات منسوبة إذا لحقتها ياء النسب كما مر في الأمثلة السابقة ، أو غير منسوبة إذا لم تلحقها ياء النسب .

نحو : توجد صحراء الدهناء في شرق المملكة وتوجد صحراء النفوذ في شمالها .

ومنه قول المتنبي :

خميس بشرق الأرض والغرب زحفة وفي أزن الجوزاء منه زمازم (3)



شعر بغر

اسمان مركبان بمعنى ( متفرقين ) مبني على فتح الجزئين في محل نصب حال .

نحو : من الأعداء شعر بغر .

ــــــــــــــ

(1) مريم [16] (2) القصص [44] .

(3) زمازم : جمع زمزمة وهو صوت الرعد .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:38 AM

حرف الصاد

صاح صار



صاح

منادى مرخم مبني على الضم في محل نصب بحرف النداء المحذوف ، أو مفعول به لفعل نداء مقدر ، والرأي الأول أحسن .

وأصل صاح : يا صاحب ، بكسر الحاء في الأصل ، ثم حذف حرف النداء كما حذف الحرف الأخير من الكلمة ، وبقي ما قبله على حالته من الكسر .

كقول أبي العلاء المعري :

صاح هذي قبورنا تملأ الرحب فأين القبور من عهد عاد

وإعراب صاح : منادى مبني على الضم الظاهر على الباء المحذوفة في محل نصب .



صار

فعل ماض من أخوات كان يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، ويفيد تحول الاسم من حال إلى حال ، نحو : صار العنب زبيباً .

ومنه قول أبي البقاء الرندي :

وصار ما كان من علل ومن ملل كما حكى عن خيال الطيف وسنان

ومنه قول الشاعر :

ولما صار ود الناس خبا حزيت على ابتسام بابتسام

وتأتي صار فعلاً تاماً بمعنى رجع أو انتقل .

نحو قوله تعالى ( ألا إلى الله تصير الأمور )(1) .



ــــــــــــــ

(1) الشورى [53] .

صار صه صير



نماذج من الإعراب



" صار العنب زبيباً " .

صار : فعل ماض ناقص مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

العنب : اسم صار مرفوع بالضمة .

زبيباً : خبر صار منصوب بالفتحة .

وجملة صار ... إلخ ابتدائية لا محل لها من الإعراب .



صه



اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى ( أسكت ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، نحو : صه يا محمد .

وهو من أسماء الأفعال اللازمة ، ويكون مع غيره من أسماء الأفعال التي تستعمل للمفرد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث .

فنقول : صه يا ولد ، وصه يا ولدان ، وصه يا أولاد ، وصه يا فاطمة .



صير



فعل من أفعال التحويل تتعدى لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .

نحو : صير الطالب الورقة منظراً جميلاً .

ومنه قول روية بن الحجاج :

ولعبت طير بها أبابيل فصيروا مثل كعصف مأكول

فصيروا مثل : صير فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم ، وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعل ، وهي المفعول الأول ، مثل مفعول به ثان منصوب بالفتحة .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:38 AM

حرف الضاد

لا توجد كلمة تبدأ بحرف الضاد في قاموس النحو

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:39 AM

حرف الطاء


طالما



كلمة مركبة من ( طال ) وهو فعل ماض جامد لا فاعل له بمعنى ( امتد ) ، و ( ما ) زائدة ، وتعرب كلمة واحدة كافة ومكفوفة .

نحو : طالما انتظارك ، والتقدير : طالت مدة انتظاري لك .

وإذا دخلت ( ما ) المصدرية على ( طال ) وجب فصلها .

نحو : أجلك طال ما صدقت .



طرا



كلمة بمعنى ( جميعاً ) وتكون دائمة النصب على الحالية .

نحو : انصرف الطلاب طرا ، أي جميعاً .



طفق



فعل من أفعال الشروع وخبره جملة فعلية مضارعة غير مقرونة بأن المصدرية .

نحو : طفق العمال يتوافدون . – أنظر شرح ص 321 – .



طق

اسم صوت لحكاية سقوط الحجارة بعضها على بعض .

يقال : طقطقت الحجارة ، إذا جاد صوتها طق طق (1) .

ــــــــــــــ

(1) المفصل ج 7 ص 85 .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:40 AM

حرف الظاء

ظل

فعل ماض ناقص من أخوات كان ترفع المبتدأ وتنصب الخبر ، وتفيد الاستمرار .

كقوله تعالى ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً )(2) .

وهو فعل متصرف ، مضارعه يظل ، وتظل ، ونظل ، وأظل .

ومنه قوله تعالى ( قالوا نعبد أصناماً فنظل لها عاكفين )(3) .

ومنه قول النابغة :

يظل من خوفه الملاح معتصماً بالخبر رانه بعد الأين والنجد

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً ) .

وإذا : الواو حسب ما قبلها ، إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط غير جازم .

بشر : فعل ماض مبني للمجهول .

أحدهم : نائب فاعل ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها .

بالأنثى : جار ومجرور متعلقان ببشر .

ــــــــــــــ

(1) المفصل ج 7 ص 85 .

(2) النحل [58] (3) الشعراء [71] .

ظل ظن



ظل : فعل ماض ناقص مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

وجهه : وجه اسم ظل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه . مسوداً : خبر ظل منصوب بالفتحة .

ظن

فعل ماض من أفعال القلوب ، يفيد الرجحان واليقين وينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، نحو : ظننت الرجل صادقاً ، ومنه قوله تعالى ( وظن أهلها أنهم قادرون عليها )(1) ، ومنه قول الشاعر * :

ظننتك أن شبت لظى الحرب صاليا فعردت فمن كان عنها معردا

ومضارعه يظن ، كقوله تعالى ( من كان يظن أن لن ينصره الله )(2) .

ومنه قول عنترة :

ولقد نزلت فلا تظني غيرة مني بمنزلة المحب المكرم

والأمر منه ظن ، كقول الإمام الغزالي ** :

فكان ما كان مما لست أذكره فظن خيراً ولا تسأل عن الخير

ومثال مجيئها لليقين ، قوله تعالى ( الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم )(3) .

ـــــــــــــــ

(1) يونس [24] (2) الحج [15] .

(3) البقرة [46] * الشاهد بلا نسبة في مصادره .

** الإمام الغزالي : هو أبو أحمد بن محمد الغزالي الشافعي ، حجة الإسلام ، ولد سنة 545 هـ بطوس وتعلم بها مبادئ العلوم ، ثم رحل إلى يناسبور ، ولازم إمام الحرمين الجويني فما زال يتلقى عنه العلم حتى صار من أكابر متكلم في الأشاعرة وفقهاء الشافعية . رحل إلى بغداد وتولى التدريس في المدرسة النظامية ، وذهب للحج وعاد إلى الشام ورحل إلى مصر ثم عاد إلى وطنه ، عمل بالتأليف فكتب كتابه المشهور ( إحياء علوم الدين ) وعاود التدريس بنياسبور ثم رجع إلى طوس مرة أخرى وفيها توفي عام 505 هـ .

ظن ظناً مني



وتأتي ظن متعدية لمفعول واحد إذا كانت بمعنى ( اتهم ) ، نحو : سرق لي متاع فظننت محمداً ، أي اتهمت محمداً ، ومنه قوله تعالى ( وما هو على الغيب بضنين )(1) أي بمتهم ، وفي قراءة حفص ( بظنين ) أي ببخيل وهو المشهور وعلى ذلك لا شاهد فيها .

ظناً مني

تعرب ظناً اسماً منصوباً على نزع الخافض في نحو : حضرت ظناً مني أنك موجود ، والأصل : حضرت في ظني أنك موجود ، وحرف الجر المحذوف والاسم
( ظناً ) متعلقان بمحذوف خبر تقديره موجود ، والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل رفع مبتدأ مؤخر .

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( وظن أهلها أنهم قادرون عليها ) .

وظن : الواو حسب ما قبلها ، ظن فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من
الإعراب ، ينصب مفعولين .

أهلها : أهل فاعل ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

أنهم : أن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل والضمير المتصل في محل نصب اسمها .

قادرون : خبر أن مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم .

عليها : جار ومجرور متعلقان بقادرون .

وأن واسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعول ظن .

ـــــــــــــ

(1) التكوير [24] .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:42 AM

حرف العين

عاد

تأتي فعلاً ناقصاً من أخوات كان بمعنى ( صار ) ، نحو : عاد الوقت ربيعاً .

وتأتي فعلاً تاماً لازماً ، إذا كانت بمعنى ( رجع ) ، نحو : عاد والدي من السفر .

عامة

1 ـ لفظ من ألفاظ توكيد الشمول ، تأتي بعد المؤكدة المنصوبة على الحالية وهي بمعنى ( كل ) ، نحو : جاء الطلاب عامة .

2 ـ وإذا اتصلت بالضمير كانت توكيداً معنوياً تتبع ما قبلها في إعرابه .

نحو : جاء الجيش عامته .

3 ـ وتأتي مفعولاً مطلقاً إذا أضيفت إلى مصدر الفعل .

نحو : اجتهدت عامة الاجتهاد .

4 ـ كما تعرب حسب موقعها من الجملة ، وذلك في غير المواضع السابقة .

نحو : عامة الطلاب مجتهدون ، وأن عامة الناس مسلمون ، والتقيت بعامة المدعوين .

عدا

تأتي فعلاً جامداً ناصباً للمستثنى على المفعولية ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً يعود على مصدر الفعل المتقدم عليه ، نحو : نجح الطلاب عدا طالباً ، يعنى عدا نجاحهم طالباً . وتأتي حرف جر مبنياً على السكون لا محل له من الإعراب وذلك إذا لم تدخل عليه ( ما ) المصدرية ، نحو : فاز المتسابقون عدا محمد . وفي هذه الحالة يجوز في الاسم الواقع عدا النصب على اعتبارها فعلاً ، وفي حالة الجر لا تتعلق عدا بما قبلها ، وهي مع معمولها في موضع نصب بتمام الكلام .



عدا عدس



وتأتي فعلاً ماضياً وما بعدها واجب النصب على المفعولية إذا دخلت عليه ( ما ) المصدرية لأن ( ما ) المصدرية لا تدخل إلا على الفعل ، نحو : حضر المدعون ما عدا علياً . ومنه قول الشاعر * :

تمل الندامى ما عداني فإنني بكل الذي يهوى نديمي مولع

فـ ( ما ) مع ما بعدها في تأويل مصدر في محل نصب إما على الحالية أو على الظرفية . فإذا قلبنا : حضر المدعون ما عدا علياً ، يكون التقدير على الوجه الأول : حضروا مجاوزين علياً ، وعلى الوجه الثاني : حضروا وقت مجاوزتهم علياً .

وتأتي ( عدا ) فعلاً ماضياً متصرفاً تاماً إذا كان بمعنى ( ركض أو جرى ) ومضارعه ( يعدو ) ، نحو : عدا اللاعبون في الملعب .

عدس

اسم صوت لزجر البغل ، كقول الشاعر :

عدس العباد عليك أمارة أسنت وهذا تحملين طليق

وقد يسمى المزجور باسم صوته ، كقوله أيضاً :

إذا حملت بزتي على عدس على الذي جرى بين الحمار والفرس

فلا أبالي من غزا ومن جلس

ـــــــــــــــ

* ابن مفرغ : هو أبو عثمان يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرغ الحميري ، شاعر غزلي محسن ، وأحد شعراء الحماسة ، كان على خلاف مع بني زياد بن أبيه وابنه عبيد الله بن زياد فهجاهم ، فكتب عبيد الله إلى يزيد بن معاوية يشكو ابن مفرغ فطلبه يزيد ففر من الشام إلى البصرة واستجار بالأحنف بن قيس فلم يجره ، ثم بخالد بن أسيد فلم يجره ثم أتى المنذر بن الجارود العبدي فأجاره ، ولكن عبيد الله ألقي عليه القبض وأمر بحبسه .

عسى



1 ـ فعل جامد من أفعال الرجاء يعمل عمل كان ، ويشترط في خبره أن يكون فعلاً مضارعاً ، يكثر اقترانه بأن مصدرية .

نحو : عسى فرج أن يأتي من عند الله ، ومنه قوله تعالى ( عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا )(1) .

ومنه قول الشاعر * :

عسى الله يغني عن بلاد بن قادر بمنهمر جون الرباب سكوب

وقوله أيضاً :

عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب

2 ـ وتأتي عسى تامة فتأخذ فاعلاً ليس غير ، كقوله تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم )(2) .

3 ـ وتأتي حرفاً مشبهاً بالفعل بمعنى ( لعل ) عملاً ومعنى ، إذا اتصلت بها ضمائر النصب ، نحو : عساك تفوز ، أي لعلك تفوز .

ومنه قول صخر الحصري :

فقلت عساها نار صخر وعلها تشكي فأني نحوها فأعود



ـــــــــــــــ

(1) النساء [84] (2) البقرة [216] .

* هدبة بن الخشرم : هو أبو سليمان هدبة بن خشرم بن كرز بن أبي حية ينتهي نسبه إلى الحارث بن سعد ، وهو أخو عذرة بن سعد ، كان هدبة شاعراً مفلقاً كثير الأمثال فصيحاً متقدماً من بلدية الحجاز ، وكان شاعراً راوية يروي للحطيئة ، وكان جميل راوية له ، وله ثلاثة أخوة شعراء وأمهم حية بنت أبي بكر بن أبي حية ، حية سعد بن العاص ، وهو على المدنية خمس سنين لقتله ابن عم له حتى بلغ ابن القتيل من الرشد فقتله بأبية .

عسى



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا ) .

عسى : فعل ماض جامد من أفعال الرجاء مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر .

الله : لفظ الجلالة اسم عسى مرفوع بالضمة الظاهرة .

أن يكف : أن حرف مصدري ونصب ، يكف فعل مضارع منصوب بأن ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة .

بأس : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .

الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة .

والجملة الفعلية ( أن يكف ) في محل نصب مصدر مؤول خبر عسى .

كفروا : فعل وفاعل ، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .



قال تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ) .

وعسى : الواو للعطف ، عسى فعل ماض جامد تام من أفعال الرجاء مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

أن تكرهوا : أن حرف مصدري ونصب ، تكرهوا فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .

شيئاً : مفعول به .

والمصدر المؤول من أن والفعل تكرهوا في محل رفع فاعل لعسى التامة .

وهو : الواو للحال ، هو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .

خير : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة . لكم : جار ومجرور متعلقان بخير .

عسى عل

والجملة الاسمية في محل نصب حال من ( شيئاً ) على الرغم من أنه نكرة ، ولكن المعارض في ذلك الواو ، فإنها لا تعترض بين الصفة والموصوف (1) ، ويجوز أن تكون الجملة في محل نصب صفة لشيئاً (2) .

عل

ظرف مبني على الضم في محل نصب على الظرفية المكانية بمعنى (فوق) .

فإذا قدر بعده مضاف إليه كان مبنياً على الضم في محل جر إذا سبقه حرف جر ، نحو : انقض الصقر من عل ، ومنه قول الفرزدق :

ولقد سددت عليك كل ثنية وأتيت نحو بني كليب من عل

وإذا لم يقدر بعده مضاف إليه ، وسبقه حرف جر ، يكون حينئذ معرباً صفة لموصوف محذوف ، كقول امرئ القيس :

مكر مفر مقبل مدبر معاً كجلمود صخر حطه السيل من عل

والتقدير حطه السيل من مكان عال على سبيل الاستغناء بالصفة عن موصوفها

ومنه قول جرير :

إني انصببت من السماء عليكم حتى اختطفتك يا فرزدق من عل

نماذج من الإعراب

قال الشاعر :

ولقد سددت عليك كل ثنية وأتيت نحو بني كليب من عل

ولقد : الواو حسب ما قبلها واللام موطئة للقسم حرف مبني لا محل له من الإعراب ، قد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

سددت : فعل وفاعل . عليك : جار ومجرور متعلقان بسد .

كل : مفعول به ، وهو مضاف . ثنية : مضاف إليه مجرور .

ـــــــــــــــ

(1) تفسير القرآن وإعرابه لمحمد الدرة م1 ج2 ص334 .

(2) إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص92 .

على



تأتي لأربعة استعمالات كالآتي :

أولاً : حرف جر : ولها كثير من المعاني نذكر أهمها :

1 ـ تأتي على للاستعلاء حساً ، نحو : جلست على الأرض ، ومنه قوله تعالى ( على الأرائك ينظرون )(1) ، وقوله تعالى ( وعلى الفلك تحملون )(2) .

وللاستعلاء المعنوي ، نحو : كنا على علم بقدومك ، ومنه قوله تعالى ( فضلنا بعضهم على بعض )(3) ، وقوله تعالى ( فأنزل الله سكينته على رسوله )(4) .

ومنه قول الشاعر الأعشى :

تشب لقرورين يصطليانها وبات على النار الثدي والمحلق

2 ـ تأتي بمعنى المصاحبة :

كقوله تعالى ( وآتى المال على حبه )(5) ، وقوله تعالى ( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم )(6) .

3 ـ تأتي للظرفية بمعنى ( في ) ، نحو : أخذه على حين غرة ، ومنه قوله تعالى ( أفتمارونه على ما يرى )(7) ،ومنه قوله تعالى ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان )(8) .

ـــــــــــــــ

(1) المطففين [23] (2) المؤمنون [22] .

(3) الإسراء [21] (4) الفتح [26] .

(5) البقرة [177] (6) الرعد [6] .

(7) النجم [12] (8) البقرة [102] .

على



4 ـ تأتي للتعليل : كقوله تعالى ( ولتكبروا الله على ما هداكم )(1) .

ومنه قول الشاعر * :

علام تقول الريح يثقل عاتقي إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرت

5 ـ تأتي بمعنى الاستدراك : نحو : لم يحالفني الحظ على أنني لم أيأس .

ومنه قول الشاعر ** :

على أنها تعفو الكلوم وإنما نوكل بالأدنى وأن جل ما يعني

ومنه قول الشاعر *** :

بكل تداوينا فلم يشف مـا بنـا على أن قرب الدار خير من البعد

على أن قرب الدار ليس بنافع إذا كان من تهـواه ليس بذوي ود

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [185] .

* عمرو بن معدي كرب : هو عمرو بن معدي كرب بن ربيعة الزبيدي ، يكنى أبا ثور أصيبت عينه يوم معركة اليرموك وهو أحد فحول الشعراء وفرسان العرب ، شاعر مخضرم ، أسلم ثم ارتد مع المرتدين اليمنيين ثم عاد إلى الإسلام وشهد الفتوح وحسن بلاؤه مات بالفالج في عهد عثمان بعد أن جاوز 120 سنة .

** أبو خراش الهذلي : هو خويلد بن خرة بن عمرو بن معاوية بن سعد الهذلي ، يكنى أبا خراش فحل من شعراء هذيل المذكورين الفصحاء مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام فأسلم وعاش بعد النبي ومات في خلافة عمر ، كان من العدائين الذين يسبقون الخيل .

*** ابن الدمينة : هو عبد الله بن عبيد الله بن أحمد الغتحمي أبو الري ، والدمينة أمه شاعر بدوي من شعراء الدولة الأموية ، كان من أرق الناس شعراً ، وأكثر شعره في الغزل والنسيب والفخر ، وقل أن يرى مادحاً أو هاجياً ، اغتاله مصعب بن عمرو السلولي .

على



6 ـ وتضمن على معنى ( عن ) : نحو : رضيت عليك .

ومنه قول الشاعر * :

إذا رضيت على بنو قشير لعمر الله أعجبني رضاها

7 ـ وتضمن معنى ( عن ) وتسمى بعلى الموافقة : كقوله تعالى ( إذا اكتالوا على الناس يستوفون )(1) .

8 ـ وتضمن معنى ( الباء ) : نحو : رميت على القوس ، وقولهم : حري على أن تقول الصدق ، واركب على اسم الله ، ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :

فقالت على اسم الله أمرك طاعة وإن كنت قد كلفت ما لم أعود

ثانياً : تأتي على حرف جر زائد للتعويض عن حرف مماثل محذوف .

نحو : لم يجد على من يتكل عليه ، والتقدير : لم يجد من يتكل عليه .

ومنه قول الشاعر ** :

إن الكريم وأبيك يعتمل إن لم يجد يوماً على من يتكل

وقد تزاد على دون تعويض (2) ، كقول الأخطل :

أبى الله إلا أن سرحة مالك على كل أفنان العضاة تروق

وقد قال ابن مالك أن في ذلك نظر (3) ، أي زيادة على بدون تعويض .

ثالثاً : وتأتي ( على ) اسماً بمعنى ( فوق ) وذلك إذا جرت بمن .



ـــــــــــــــ

(1) المطففون [2] (2) الجنى الداني ص479 . (3) المغني ج1 ص144 .

* القحيف العقيلي : هو القحيف بن حسير بن سليم الندي بن عبد الله بن عوف العقيلي شاعر محسن من شعراء الكوفة لحق الدولة العباسية وله قصائد في الفتنة عند قتل الوليد بن يزيد .

** الشاهد بلا نسبة في المغني .

على



كقول الشاعر * :

غدت من عليه بعد ما ثم ضمؤها تصل وعن قيض بزيزاء مجهل

ومنه قول الآخر :

غدت من عليه ينقض الكل بعدها رأت حاجب الشمس اعتلاه ترفعا

رابعاً : وتأتي ( على ) فعلاً ماضياً ، إذا كانت ألفها ممدودة ( علا ) ، ومضارعها يعلو .

نحو : علا الطير ، ويعلو الصقر .

ومنه قوله تعالى ( إن فرعون علا في الأرض )(1) .

ومنه قول طرفة بن العبد :

وتساقى القوم كأساً مرة وعلا الخيل دماء كالشعر

ومنه قول الشاعر ** :

علا زيدنا يوم القنا راس زيدكم بأبيض مشحوذ الفرار يمان

ـــــــــــــــ

(1) القصص [4] .

* مزاحم العقيلي : هو مزاحم بن عمرو بن الحارث بن مصرف العقيلي ، شاعر بدوي فصيح إسلامي صاحب قصيد ورجز ، كان معاصراً لجرير والفرزدق ، وكان جرير يصفه ويقرظه
ويقدمه ، ويقال إنه أحب فتاة تسمى ليلى ، هي التي أحبها المجنون .

** يزيد بن الطثرية : هو يزيد بن لمسة بن سمرة بن سلمة الخيرة ، والطثرية أمه ، ويكنى أبا المكشوح ، ولقبه مودقا ، سمي به لحسن وجهه وحسن شعره وحلاوة حديثه ، شاعر غزل ومحادثة للنساء ، كان ظريفاً جميلاً ، قتل في خلافة بني العباس وقاتلوه بني الحنيفة .

على



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( على الأرائك ينظرون ) .

على : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

الأرائك : اسم مجرور بعلى ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل ينظرون .

ينظرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .



قال الشاعر * :

إن الكريم وأبيك يعتمل إن لم يجد يوماً على من يتكل

إن الكريم : إن حرف مشبه بالفعل ، الكريم اسم إن منصوب بالفتحة .

وأبيك : الواو للقسم ، أبيك اسم مجرور بحرف القسم وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه ، والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف .

يعتمل : فعل مضارع مجزوم بالسكون لأنه جواب الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الكريم ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .

إن : أداة شرط جازمة لفعلين مبنية على السكون في محل نصب مفعول به ليجد .

ـــــــــــــــ

* الشاهد بلا نسبة في مصادره ، وذكر المبرد في الكامل ج2 ص103 أنه لرجل من طي ليس غير .

على



لم يجد : لم حرف نفي وجزم وقلب ، يجد فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الكريم أيضاً .

يوماً : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بيجد .

على من : على حرف جر زائد ، من اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان ليجد .

وإذا اعتبرنا يجد في البيت فعلاً متعدياً لمفعول واحد فقط ، كانت إن الشرطية في محل رفع مبتدأ لاستيفاء الفعل بمفعوله ، والجملة بعد إن في محل رفع خبر .

يتكل : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي ، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .



قال الشاعر :

غدت من عليه بعد ما ثم ضمؤها تصل وعن قيض بزيزاء مجهل

غدت : فعل ماض تام ، والتاء للتأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على القطاة ، وجملة غدت ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

من عليه : من حرف جر ، عليه اسم بمعنى فوق مجرور بمن ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في حل جر مضاف إليه .



علام علق



علام

لفظ مركب من ( على ) و ( ما ) الاستفهامية المحذوفة الألف لدخول حرف الجر عليها ، نحو : علام التأخر ، ومنه قول الشاعر :

هشت لك الدنيا فما لك واجما وتبسمت فعلام لا تتبسم



الإعراب

هشت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث الساكنة حرف لا محل له من الإعراب .

لك : جار ومجرور متعلقان بهشت .

الدنيا : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر .

والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

فما لك : الفاء تفسيرية حف لا محل له من الإعراب ، وما استفهامية ، لك جار ومجرور متعلقان بواجما الآتي .

واجما : حال من الضمير في لك .

وتبسمت : الواو حرف عطف ، تبسمت معطوف على هشت .

فعلام : الفاء تفسيرية ، على حرف جر ، ما استفهامية في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بلا تتبسم الآتي .

لا تتبسم : لا نافية لا عمل لها ، تتبسم فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .



علق

فعل من أفعال الشروع بمعنى ابتدأ يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، ويشترط في خبره أن يكون جملة فعلية مضارعة غير مقترنة بأن .

نحو : علق اللاعبون يتدربون .

وهي لا تعمل إلا في حالة المضي . أنظر شرع .

وتأتي فعلاً ماضياً تاماً إذا لم تكن بمعنى ابتدأ ، نحو : علقت به المتاعب ، فالمتاعب فاعل لعلق مرفوع .



عَلِم

فعل من أفعال القلوب يفيد في الخبر اليقين ، وقد يفيد الرجحان ، ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر .

كقوله تعالى ( فإن علمتموهن مؤمنات )(1) ، فالضمير ( هن ) في علمتموهن مفعول به أول ، ومؤمنات مفعول به ثان .

وتأتي فعلاً بمعنى ( عرف ) أو ( أدرك ) تتعدى لمفعول واحد ، كقوله تعالى
( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً )(2) .

كما تتعدى بالباء ، نحو : علمت بالخبر .



عَلَّم

فعل ماض ينصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر .

نحو : علمته الدرس .

ومنه قوله تعالى ( علم الإنسان ما لم يعلم )(3) .

فالإنسان مفعول به أول ، وما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان .

ـــــــــــــــ

(1) الممتحنة [10] (2) النحل [78] .

(3) العلق [5] .

عليك عمّ



عليك

اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى ( ألزم ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، نحو قوله تعالى ( عليكم أنفسكم )(1) , وكقول الشاعر :

عليك بالصدق في كل الأمور ولا تكذب فأقبح ما يزري بك الكذب

وتأتي مركبة من حرف الجر ( على ) ، وضمير المخاطب المفرد .

نحو : اعتمدت عليك .



عمّ

لفظ مركب من ( عن ) الجارة و ( ما ) الاستفهامية المحذوفة الألف لدخول ( عن ) عليها ، كقوله تعالى ( عم يتساءلون )(2) .

إذا دخل أحد حروف الجر على ( ما ) الاستفهامية حذفت ألفها ، كما لاحظنا ذلك مع ( على ) و ( عن ) وكذلك مع بقية حروف الجر .

بينما إذا دخل حرف الجر على ( ما ) الموصولة ، فلا تحذف ألفها ، كقوله تعالى ( قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون )(3) .

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( عم يتساءلون ) .

عم : حرف جر ، ما استفهامية في محل جر بعن ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل بعدهما .

يتساءلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .

ـــــــــــــــ

(1) المائدة [108] (2) النبأ [1] . (3) سبأ [15] .

عما عن



قال تعالى ( قل لا تسألون عما أجرمنا ) .

قل : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

لا تسألون : لا نافية لا عمل لها ، تسألون فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعل .

عما : عن حرف جر ، ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعن ، والجار والمجرور متعلقان بأجرمنا الآتي .

أجرمنا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

وجملة لا تسألون ... إلخ في محل نصب مقول القول .



عما

مركبة من ( عن ) الجارة و ( ما ) الحرفية الزائدة ولا تكفها عن العمل .

نحو : عما قريب سنلتقي في فلسطين .

عن

ولها ثلاثة استعمالات :

أولاً : حرف جر :

نحو : رحلت عن المدينة . وقد ذكر لها النحاة كثيراً من المعاني نذكرها .

1 ـ تأتي ( عن ) حرف جر للمجاوزة ، وهو أشهر معانيها .

نحو : جلت القوات عن الحدود .

2 ـ البدل . نحو : قم عني بهذا الأمر .

ومنه قوله تعالى ( واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً )(1) .

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [133] .

عن



ومنه قول الفرزدق :

كيف تراني فالبار مجني قد قتل الله زياداً عني

3 ـ الاستعلاء . كقوله تعالى ( فإنما يبخل عن نفسه )(1) ، وقوله تعالى ( وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله )(2) ، ومنه قول الشاعر * :

لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب عني ولا أنت دياني فتخزوني

4 ـ الاستعانة . نحو : رميت عن القوس .

5 ـ موافقة بعد . نحو : سحابة صيف عن قريب تقشع ، أي : بعد قريب .

ومنه قوله تعالى ( طبقاً عن طبق )(3) ، وقوله تعالى ( عما قليل ليصبحن نادمين )(4) .

ومنه قول الشاعر ** :

قربا مربط النعامة مني لقحت حرب وائل عن حيال

ـــــــــــــــ

(1) محمد [38] (2) الطارق [8] .

(3) الانشقاق [19] (4) المؤمنون [40] .

* ذو الأصبع العدواني : هو حرثان بن الحرث بن محرث بن شبات بن ربيعة العدواني وسمي الأصبع لأن حية نهشت إبهام قدمه فقطعها ، وقيل لأنه كان له في رجله أصبع زائدة ، شاعر فارس جاهلي قديم ، وهو أحد الحكماء ، وعمر دهراً طويلاً ويقال عاش 170 سنة ، وقد أوصى ابنه أسيداً بوصية عظيمة عندما حضرته الوفاة . الأغاني ج1 ص1 ، المؤتلف ص118 ، الشعر والشعراء ج2 ص712 ، المفضليات ص153 ، الأصمعيات ص72 .

** الحارث بن عباد : هو الحارث بن عباد بن قيس بن ثعلبة البكري ، ويكنى أبا المنذر الجاهلي ، كان شجاعاً من السادات ، شاعراً انتهت إليه إمرة بني ظبيعة وهو شاب ، وفي أيامه كانت حرب البسوس فاعتزل القتال مع بعض القبائل إلا أن المهلهل قتل ولداً له ، فثار الحارث ونادى بالحرب ، ونصر به بكراً على تغلب ، وأسر المهلهل فجز ناصيته وأطلقه .

عن

6 – بمعنى ( من ) .

كقوله تعالى ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده )(1) .

وقوله تعالى ( أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا )(2) .

7 – وتأتي للتعليل .

نحو قوله تعالى ( وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك )(3) .

وقوله تعالى ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه )(4) .

ثانياً : تأتي ( عن ) حرف جر زائد .

كقول الشاعر :

أ تجزع أن نفس أتاها حمامها فهلا التي عن بين جنبيك تدفع

ثالثاً : وتأتي اسماً بمعنى ( جانباً ) .

ـــــــــــــــ

(1) التوبة [10] .

(2) الأحقاف [16] .

(3) هود [53] .

(4) التوبة [115] .

عن



ومنه قول الشاعر * :

فقلت للركب لما أن علا بهم من عن يمين الحبيا نظرة قبل

ومنه قول الشاعر ** :

ولقد أراني للرماح دريئة من عن يميني تارة وأمامي



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ) .

واتقوا : الواو حرف عطف ، اتقوا فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والجملة معطوفة على اذكروا في الآية السابقة .

يوماً : مفعول به منصوب بالفتحة .

ـــــــــــــــ

* القطامي : هو عمير بن شيم بن عمرو بن عاد بن بكر بن عامر الثعلبي ، أحد شعراء الطبقة الثانية الإسلامية كان شاعراً فحلاً رقيق الحواشي حلو الشعر ، والقطامي لقب غلب عليه ، كان نصرانياً وأسلم ، قال عنه ابن عساكر : هو شاعر إسلامي مقل فحل مجيد وخير شعره ما وصف به مغامراته وتجاربه في الحياة ، مات سنة 89 هـ بعد أن أسلم في القتال بين ثغلب وقيس عيلان .

** قطري بن الفجاءة : هو جعونة بن مازن بن يزيد الكناني المازني التميمي ، من رؤساء الخوارج وأبطالهم وهو من أهل قطر بقرب البحرين ، كان خطيباً فارساً اشتد أمره وعظم في زمن مصعب بن الزبير لما ولي العراق ، وظل قطري ثلاثة عشرة سنة يقاتل ويسلم عليه بالخلافة وإمارة المسلمين ، وسير له الحجاج جيشاً بعد جيش وهو يردعهم على أعقابهم ، وكان يكنى أبا نعامة في الحرب ، ونعامة فرسه ، ويكنى في السلم أبا محمد ، وقد اختلف في قتله وكان ذلك سنة 78 هـ 697 م .

عن



لا تجزي : لا نافية لا عمل لها ، تجزي فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء للثقل .

نفس : فاعل مرفوع .

عن نفس : جار ومجرور متعلقان بتجزي ، وقيل متعلقان بحال محذوفة من " شيئاً " ، والوجه الأول أحسن .



قال الشاعر :

أ تجزع أن نفس أتاها حمامها فهلا التي عن بين جنبيك تدفع

أ تجزع : الهمزة للاستفهام ، تجزع فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

أن : مخففة من الثقيلة لا عمل لها . نفس : مبتدأ مرفوع بالضمة .

أتاها : أتى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف ، والهاء في محل نصب مفعول به .

حمامها : حمام فاعل أتى ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

فهلا : الفاء تفسيرية ، هل حرف استفهام ، ولا نافية لا عمل لها .

التي : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب بنزع الخافض ، والتقدير فهلا عن التي بين جنبيك .

عن : حرف جر زائد للعوض عن ( عن ) المحذوفة .

بين : ظرف مكان مجرور لفظاً بحرف الجر الزائد في محل نصب متعلق بجنبيك ، وبين مضاف .

جنبيك : جنبي مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

عن عند



تدفع : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره
أنت ، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .



قال الشاعر :

ولقد أراني للرماح دريئة من عن يميني تارة وأمامي

ولقد : الواو حسب ما قبلها ، قد حرف تحقيق ، واللام زائدة .

أراني : فعل مضارع مرفوع ، والنون للوقاية ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول .

للرماح : جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة مقدمة لدريئة .

دريئة : مفعول به ثان .

من عن : من حرف جر ، عن اسم بمعنى جانب مبني على السكون في محل جر ، وهو مضاف ، والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة للرماح .

يميني : مضاف إليه ، ويمين مضاف ، والياء في محل جر مضاف إليه .

تارة : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالحال المحذوفة للرماح .

وأمامي : الواو للعطف ، أمامي معطوف على يميني ، والياء في محل جر بالإضافة .



عند

1 ـ اسم لمكان أو لزمان الحضور الحي ، ويتعين أحد الوجهين بإضافتها .

مثال ظرف المكان ، قوله تعالى ( لهم أجرهم عند ربهم )(1) .

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [261] .

عند



وقوله تعالى ( فاذكروا الله عند المشعر الحرام )(1) .

ومثال ظرف الزمان ، قولنا : جئتك عند المساء .

2 ـ تأتي اسماً مجروراً بمن .

كقوله تعالى ( ولما جاءهم رسول من عند الله )(2) .

وقوله تعالى ( وما النصر إلا من عند الله )(3) .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( لهم أجرهم عند ربهم ) .

لهم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .

أجرهم : أجر مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

عند : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بأجرهم ، وعند مضاف .

وجوز العكبري أن تكون ظرف في موضع حال من الأجر ، والتقدير : فلهم أجرهم ثابتاً عند ربهم . وهذا غير مسلم به لأن مجيء الحال من المبتدأ لا يجيزه أكثر النحاة وعلى رأسهم سيبويه (4) .

ربهم : مضاف إليه ، ورب مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

والجملة الاسمية من المبتدأ والخير في محل جر جواب الشرط .

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [198] (2) البقرة [89] (3) الأنفال [10] .

(4) تفسير القرآن وإعرابه للشيخ محمد الدرة م1 ج1 ص114 .

عند عندك



قال تعالى ( وما النصر إلا من عند الله ) .

وما : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية لا عمل لها .

النصر : مبتدأ مرفوع بالضمة .

إلا : أداة حصر لا عمل لها .

من عند : من حرف جر ، عند اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر ، وعند مضاف .

الله : لفظ الجلالة مضاف إليه .



عندك

1 ـ اسم فعل أمر مبني على الفتح بمعنى ( خذ ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

نحو : عندك القلم ، أي خذه .

2 ـ ظرف مكان مضاف إلى كاف الخطاب .

كقوله تعالى ( رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة )(1) .

وقوله تعالى ( ادع لنا ربك بما عهد عندك )(2) .

وتجر بمن فتكون اسماً مجروراً .

كقوله تعالى ( فإن أتممت عشراً فمن عندك )(3) .

ـــــــــــــــ

(1) التحريم [11] (2) الزخرف [49] .

(3) القصص [37] .

عندما عوض



عندما



كلمة مركبة من ( عند ) الظرفية ، و ( ما ) المصدرية .

نحو : عندما ينتهي العمل نلتقي للراحة .



عوض



1 ـ ظرف لاستغراق الزمان المستقبل يبنى على الضم إذا لم يضف ، ويختص بالنفي أو الاستفهام ، ويجوز فيه البناء على الفتح والكسر أيضاً ، وهو منقول عن العوض بمعنى الدهر .

ومنه قول الأعشى :

رضيعي لبان ثدي أم تحالفا بأسحم داج عوض لا نتفرق

2 ـ ظرف زمان منصوب بأن أضيف لما بعده (1) وهو بمعنى الدهر أو أبداً ، والعوض في الأصل مصدر عاض من الشيء عوضاً وعوضاً وعياضاً إذا أعطاه عوضاً ، وسمى الدهر بذلك لأنه كلما مضى منه جزء عوض منه آخر فهو لا ينقطع .

ـــــــــــــــ

(1) أنظر المغنى ج1 ص 105 ، ومعجم الأدوات النحوية د / محمد التونخي ص 72 .

عين



كلمة لتوكيد النسبة ، تتأخر عن المؤكد ، وتضاف إلى ضميره ، وتتبعه في إعرابه ، نحو : جاء المدير عينه ، وجاءت الأميرة عينها .

أما إذا أضيفت عين أو إحدى أخواتها من ألفاظ التوكيد المعنوي إلى الاسم الظاهر تعرب حينئذ حسب موقعها من الكلام ، نحو : جاء عين المدير .

ويجوز في عينه أن تجر بباء زائدة ، ولكن تبقى على محلها من الإعراب ، نحو : حضر الأمير بعينه .

وتعرب ( عين ) حسب موقعها من الجملة إذا كانت أداة النظر أو عين ما أو عظيم أو حذف المؤكد قبلها وجردت من الضمير .

نحو : هذا هو الملك عيناً ، وهذه عين جارية ، ونظر إليه بعين دامعة .

فعيناً الأولى حال منصوبة ، والثانية خبر مرفوع ، والثالثة مجرورة .



نماذج من الإعراب

" جاء المدير عينه " .

جاء : فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

المدير : فاعل مرفوع بالضمة .

عينه : عين توكيد معنوي مرفوع بالضمة ، وعين مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

" جاء عين المدير " .

جاء : فعل ماض مبني على الفتح .

عين : فاعل مرفوع بالضمة ، وعين مضاف .

المدير : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

" حضر الأمير بعينه " .

حضر : فعل ماض مبني على الفتح .

الأمير : فاعل مرفوع بالضمة .

بعينه : الباء حرف جر زائد ، عين : اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً لأنه توكيد معنوي للفاعل المرفوع ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:43 AM

حرف الغين


غاق

اسم صوت للغراب مبني على السكون .



غدا

فعل ماض من أخوات كان بمعنى ( صار ) .

نحو : غدا الوقت مساءً .

ويأتي فعلاً تاماً إذا كان بمعنى ( الغدو ) .

نحو : غدوت إلى عملي مبكراً .

ومنه قول امرئ القيس :

وقد أغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيه الأوابد هيكل

أغتدي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

والطير : الواو للحال ، الطير : مبتدأ مرفوع بالضمة .

في وكناتها : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ، والضمير في محل جر مضاف
إليه ، والجملة في محل نصب حال من فاعل أغتدي .



غداً غداة غدوة



غداً

ظرف زمان منصوب بالفتحة ، ويقصد به اليوم الذي يأتي بعد يومك على أثر ثم توسعوا فيه حتى أطلق على اليوم البعيد المرتقب ، نحو قوله تعالى ( وما تدري نفس ماذا تكسب غداً )(1) .

ومنه قول الشاعر :

إذا ما صدر هذا اليوم لي فإن غداً لناظره قريب

ومنه قول كعب بن جعيل * :

ألا حي ندماي عميد بن عامر إذا ما تلاقينا عن اليوم أو غداً



غداة وغدوة

الغداة في الأصل الصحوة ، وهي مؤنثة ولم يسمع تذكيرها وجمعها غدوات ، ويقابلها العشي ، كما في قوله تعالى ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي )(2) ، ومنه قول امرئ القيس :

كأن غداة البين يوم تحملوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل

أما الغدوة : فهي ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس ، وقيل هي الصحوة الكبرى وجمعها غدوات ، ويقابلها الأصيل ، وجمعه آصال .

نحو قوله تعالى ( النار يعرضون عليها غدواً وعشياً )(3) .

ـــــــــــــــ

(1) لقمان [24] (2) الأنعام [52] (3) غافر [46] .

* كعب بن جعيل : هو كعب بن عجزة بن قمير وقيل قمير بن عجزة بن ثعلبة بن عوف بن مالك الثعلبي ، شاعر إسلامي مغلق ، كان في أول الإسلام ، وهو أقدم من الأخطل والقطامي ، وقد لحقا به وكانا معه ، وهو شاعر معاوية وأهل الشام يمدحهم ويرد عنهم ويرثي موتاهم .

غدوة غير



وغدوة ممنوعة من الصرف لأنها معرفة مثل ( سحر ) فإذا نكرتها تريد بها غداة ما أو غدوة ما صرفتها ، نحو : حضرت إليك غدوة طيبة .

وغداة وغدوة من الظروف المتمكنة فتعرب حسب موقعها من الجملة ، نحو : هذه غداة حسنة ، وأتيتك غداة حسنة .



غير

تأتي ( غير ) على وجهين :

أولاً : صفة للنكرة بمعنى اسم فاعل وهو ( المغايرة ) ، نحو : جاءني رجل غير .

ومنه قوله تعالى ( فنعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل )(1) .

وتوصف بها المعرفة إذا أضيفت ( غير ) إلى معرفة فهي حينئذ تشبه المعرفة بإضافتها إليها ، فتعامل معاملتها وتصف بها .

نحو قوله تعالى ( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم )(2) .

ثانياً : تكون اسماً من أسماء الاستثناء ، نحو : حضر الطلاب غير طالب .

وتعرب إعراب المستثنى بإلا ، ولذلك فيها ثلاثة أوجه من الإعراب .

1 – وجوب النصب : إذا كانت جملة الاستثناء تامة مثبتة ، كما في المثال السابق .

ومنه قول الشاعر :

كل المصائب قد تمر على الفتى وتهون غير شماتة الحساد

2 – جواز النصب على الاستثناء والإتباع ، نحو : ما تغيب من الطلاب غير طالب أو غير طالب .

ومنه قوله تعالى ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر )(3) .

ـــــــــــــــ

(1) فاطر [37] (2) الفاتحة [7] (3) النساء [95] .

غير



وقد قرأت الآية على الوجهين النصب على الاستثناء والرفع على البدلية من المستثنى منه وهو كلمة ( القاعدون ) لأنها فاعل مرفوع .

ومنه قول الشاعر * :

ولا نحالف إلا الله من أحد غير السيوف إذا ما اغرورق النظر

3 – تعرب حسب موقعها من الكلام إذا كان الاستثناء مفرغاً .

نحو : ما حضر غير طالب ، ومنه قول الشاعر صالح بن جناح اللخمي :

فليس لنا غير التوكل عصمة على ربنا إن التوكل نافع

تنبيهات :

من المعروف أن ( غير ) ملازمة للإضافة معنى ، ولذلك لا تعرف بالإضافة اللفظية لأنها مبهمة موغلة في الإبهام ، وإنما الإضافة تفيدها التخصيص ليس
غير ، كما أنها تعرف بالألف واللام ، والقياس لا يمنع من دخولها عليها إذا قطعت عن الإضافة اللفظية ، ومع ذلك فاتصالها بالألف واللام لا يكسبها التعريف .

نحو : قولنا : هذا ما يدعيه الغير أو البعض .

كذلك لا تثنى ولا تجمع إلا في كلام المولدين ، فهي مفردة مذكرة دائماً وإذا أريد بها المؤنث جاز تذكير الفعل حملاً على اللفظ وتأنيثه . حملاً على المعنى .

نحو : حضرت الطالبات غير طالبة .



ـــــــــــــــ

* الكميت الأسدي : هو الكميت بن زيد بن الأخنس بن مجالد بن ربيعة الأسدي ويكنى أبا المستهل ، شاعر مقدم عالم بلغات العرب خبير بأيامها فصيح من شعراء مضر وألسنتها والمتعصبين على القحطانية المقارعين لشعرائهم ، سكن الكوفة وكان معروفاً بالتشيع لبني هاشم ومدح أهل البيت في أيام بني معاوية ، وقصائده الهاشميات من جيد شعره .

غير



ثالثاً : إذا قطعت غير عن الإضافة اللفظية ، بنيت على الضم بشرط أن يتقدمها ليس ، نحو : قرأت صفحتين ليس غير .

والتقدير : ليس غيرها مقروءاً ، وهي إحدى التعبيرات المستعملة في الاستثناء كما يجوز بناؤها على الفتح إذا أضيفت إلى المبني ، كقول الشاعر * :

لم يمنح الشرب منها غير أن نطقت حمامة في غصون ذات أو قال

وقد تقع ( غير ) مبتدأ لا خبر له ، كما في قول الشاعر ( الحكمي ) :

غير مأسوف على زمن ينقضي بالهم والحزن

ويرى بعض النحويين أن الجار والمجرور في البيت السابق ( على زمن ) قد يكون في محل رفع نائب فاعل سد مسد الخبر وبذلك لا يكون خبرها في البيت محذوفاً .

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( فنعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل ) .

نعمل : فعل مضارع مجزوم في جواب الطلب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .

صالحاً : يجوز في أن يكون صفة لمفعول به محذوف ، أو صفة نائبة عن المفعول المطلق .

غير : صفة لمصدر محذوف ، أو صفة لمفعول به محذوف ، ويجوز أن تكون مفعولاً به غير مضاف .

ـــــــــــــــ

* أبو قيس بن الأسلت : هو أبو قيس صيفي بن الأسلت عامر بن جشم بن قحطان الأنصاري ، وقد اختلف في إسلامه ، فقيل أنه أسلم وقيل أنه وعد بالإسلام ثم سبق إليه الموت ، وابنه عقبة أسلم واستشهد في معركة القادسية . كتاب الأغاني ج 15 ، الإصابة ج 7 ص 161 .

غير



الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .

كنا : كان فعل ناقص ، ونا المتكلمين في محل رفع اسمها .

نعمل : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً ، تقديره نحن ، والجملة من نعمل في محل نصب خبر كان .

وجملة كنا نعمل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .



قال الشاعر :

كل المصائب قد تمر على الفتى وتهون غير شماتة الحساد

كل : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف . المصائب : مضاف إليه مجرور .

قد : قد للتقليل حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تمر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على المصائب .

على الفتى : جار ومجرور متعلقان بتمر ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر لكل .

وتهون : الواو للعطف ، تهون : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي تعود على المصائب ، والجملة معطوفة على تمر .

غير : مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وهو مضاف .

شماتة : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وهو مضاف .

الحساد : مضاف إليه مجرور بالكسرة .



قال الشاعر :

ولا نحالف إلا الله من أحد غير السيوف إذا ما اغرورق النظر

ولا : الواو حسب ما قبلها ، لا نافية لا عمل لها .

غير



نحالف : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .

إلا : حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

الله : لفظ الجلالة مستثنى منصوب بالفتحة .

من أحد : من حرف جر زائد ، أحد اسم مجرور لفظاً منصوب محلاً مفعول به
لنحالف ، والجار والمجرور متعلقان بنحالف .

غير السيوف : غير مستثنى يجوز في وجهان من الإعراب ، النصب على الاستثناء أو الجر على الإتباع لأنها بدل من أحد المجرور لفظاً ، وغير مضاف ، والسيوف مضاف إليه مجرورة بالكسرة .

إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط غير جازم مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل بعده ، وهو مضاف .

ما اغرورق : ما مصدرية ، اغرورق : فعل ماض مبني للمجهول .

النظر : نائب فاعل مرفوع ، وجملة ما اغرورق ... إلخ في محل جر بالإضافة .

قال الشاعر :

فليس لنا غير التوكل عصمة على ربنا إن التوكل نافع

فليس : الفاء حسب ما قبلها ، ليس فعل ماض ناقص .

لنا : جار ومجرور متعلقان بليس .

غير : اسم ليس مرفوع بالضمة ، وغير مضاف . التوكل : مضاف إليه مجرور .

عصمة : خبر ليس منصوب .

على ربنا : جار ومجرور ، والضمير في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور متعلقان بالمصدر وهو التوكل الأول .

إن : إن حرف مشبه بالفعل . التوكل : اسم إن منصوب . نافع : خبر إن مرفوع .

" قرأت صفحتين ليس غير " .

قرأت : فعل وفاعل . صفحتين : مفعول به منصوب بالياء .

ليس : فعل ماض ناقص .

غير : اسم ليس مبني على الضم في محل رفع ، والخبر محذوف تقديره : ليس غيرها مقروءاً .

قال الشاعر :

غير مأسوف على زمن ينقضي بالهم والحزن

غير : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .

مأسوف : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

وخبر غير إما أن يكون محذوفاً ، وإما أن يكون الجار والمجرور (على زمن) سد مسد الخبر .

على زمن : جار ومجرور متعلقان بمأسوف ، على أنه نائب فاعل سد مسد خبر غير ( عند بعض النحويين ) وعند البعض الآخر خبرها محذوف .

ينقضي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، والجملة الفعلية في محل جر صفة لزمن .

بالهم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر في ينقضي .

والحزن : الواو للعطف ، الحزن معطوف على ( بالهم ) .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:44 AM

حرف الفاء



وتأتي لعدد من الأوجه :

أولاً : حرف عطف يفيد الترتيب والتعقيب ، ويكون المعطوف بها إما مفرداً أو جملة .

مثال المعطوف المفرد : جاء محمد فمحمود .

ومنه قول الشاعر * :

يا لهف زيابة للحارث الصابح فالغانم فالآيب

ومنه قول الآخر :

قضى بيننا مروان أمس قضية فما زادنا مروان إلا تنائيا

ومثال المعطوف الجملة ، وتكون الفاء دالة على السببية قولهم : ضربه
فأدماه ، وزنى فرجم ، ومنه قوله تعالى ( فوكزه موسى فقضى عليه )(1) .

وقوله تعالى ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه )(2) .

وتأتي الفاء رابطة لجواب ( إما ) .

نحو قوله تعالى ( فأما اليتيم فلا تقهر ، وأما السائل فلا تنهر )(3) .

والفاء في هذا الموضع تفيد السببية أيضاً ، وهي ليست بعاطفة لأن الأصل فيها أن تلي إما مباشرة ، ولكنها في الآية السابقة أضمرت لضرب من إصلاح اللفظ ومن ثم فهي حرف جواب ، يجوز أن يعمل ما بعدها فيما قبلها فاليتيم في الآية السابقة مفعول به للعامل الآتي ( تقهر ) .

ثانياً : تأتي الفاء زائدة للتوكيد وهي نوعان :

1 – نوع يدخل على خبر المبتدأ إذا تضمن معنى الشرط .

نحو : الذي يفوز فله جائزة .

والفاء في فله شبيهة بالفاء الواقعة في جواب الشرط .



ـــــــــــــــ

(1) القصص [15] (2) البقرة [27] (3) الضحى [8-9] .

* ابن زيابة : هو عمرو بن الحارث بن همام من بني تيم الله بن ثعلبة ، وقيل اسمه سلمة بن ذهل ، شاعر جاهلي ، وقيل ابن زباية ، والزباية فأرة من فئران الحرة .

الفاء



2 – نوع زائد مطلقاً وهي لا عمل لها .

كقوله تعالى ( وربك فكبر وثيابك فطهر )(1) .

ومنه قول الشاعر :

لا تجزعي إن منفساً أهلكته وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي

فالفاء في فاجزعي زائدة .

وتزاد الفاء لتزين اللفظ إذا دخلت على ( حسب أو قد أو قط أو صاعداً ) .

نقول : قبضت عشرة فحسب ، أو عشرة فقط ، أو فقد جاء الصيف .

ونقول : عدوا واحداً اثنين ثلاثاً فصاعداً .

ثالثاً : تأتي الفاء للسببية الناصبة للفعل المضارع بأن مضمرة وجوباً وهي في حقيقتها ترجع للعاطفة ويشترط فيها أن تكون مسبوقة بنفي محض أو طلب محض للنهي ، استفهام دعاء ، ترجي ، تمني ، تحضيض .

مثال النفي : قوله تعالى ( لا يقضى عليهم فيموتوا )(2) .

مثال النهي : لا تهمل دروسك فترسب .

ومنه قوله تعالى ( لا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي )(3) .

ومثال الترجي : قوله تعالى ( لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات والأرض فاطلع إلى إله موسى )(4) .

رابعاً : فاء الاستئناف : وهي التي لا يصح عطف ما بعدها على ما قبلها لاختلاف المعنى ، نحو : سافر أخوك فليته لم يفعل .



ـــــــــــــــ

(1) المدثر [3-4] (2) فاطر [36] .

(3) طه [81] (4) غافر [36] .

الفاء



ومنه قوله تعالى ( إنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون )(1) .

ومنه قول جميل بثينة :

ألم تسأل الربع القواء فينطق وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق

خامساً : الفاء الرابطة لجواب الشرط .

وهي لا عمل لها وتقع في الجواب إذا كان لا يصلح أن يكون جواباً للشرط وذلك في المواضع الآتية :

1 – إذا كان جواب الشرط جملة اسمية .

نحو : أينما تذهب فأرض الله واسعة .

ومنه قوله تعالى ( من جاء بالحسنة فله خير منها )(2) .

وقوله تعالى ( من يهد الله فهو المهتدي )(3) .

2 – إذا كان الجواب جملة فعلية فعلها جامد .

والأفعال الجامدة هي ( نعم ، بئس ، وعسى ، وليس ) .

نحو قوله تعالى ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي )(4) .

وقوله تعالى ( فإن أكرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً )(5) .

3 – جملة فعلية فعلها طلبي ( أمر ، نهي ، استفهام ) .

كقوله تعالى ( من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء )(6) .

وقوله تعالى ( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله )(7) .



ـــــــــــــــ

(1) الأنبياء [108] (2) النمل [89] (3) الإسراء [178] .

(4) البقرة [271] (5) النساء [19] (6) الحج [78] (7) الجمعة [9] .

الفاء



ومنه : متى تسمع الجرس فلا تتأخر عن الدرس .

ومنه : إذا نجحت فهل تدعونا إلى حفل عشاء .

4 – إذا كان الجواب جملة فعلية فعلها منفي ( بلا ) أو ( لن ) أو ( ما ) .

كقوله تعالى ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم )(1) .

وقوله تعالى ( ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً )(2) .

وقوله تعالى ( فإن توليتم فما سألتكم من أجر )(3) .

ومنه قول المتنبي :

وإن أسلم فما أبقي ولكن سلمت من الحمام إلى الحمام

5 – إذا كان جواب الشرط جملة فعلية مسبوقة ( بالسين أو سوف أو قد ) .

كقوله تعالى ( ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً )(4) .

وقوله تعالى ( أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه )(5) .

وقوله تعالى ( ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً )(6) .

6 – إذا كان جواب الشرط قسماً ، نحو : إن تأتني فوالله لأكرمنك .

أو كان مقروناً ( برب ) ، كقول الشاعر :

فإن أمس مكروباً فيا رب قينة منعمة أعملتها بكران

سادساً : تأتي الفاء حسب ما قبلها : وهي كل فاء أتت في أول الكلام المعرب ، ولا يعلم الكلام الذي قبلها ، كقوله تعالى ( فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة )(7) .

سابعاً : تأتي الفاء فعل أمر من الفعل ( وفى يفي ف ) ويكون مبنياً على حذف حرف العلة ، نحو : ف بوعدك .

ـــــــــــــــ

(1) آل عمران [160] (2) آل عمران [144] (3) يونس [72] .

(4) الفتح [10] (5) الكهف [87] (6) النساء [47] (7) مريم [23] .

الفاء



تنبيهات :

1 – يجوز اقتران الفاء بجواب الشرط إذا كان فعلاً مضارعاً صالحاً للشرط عارياً من الحروف ويكون الفعل حينئذ مرفوعاً .

كقوله تعالى ( ومن عاد فينتقم الله منه )(1) .

فقد اتصلت الفاء بالفعل على تقدير ضمير بعدها ، محله الرفع على الابتداء ، وجملة الفعل بعده في محل رفع خبره .

والتقدير : ومن عاد فهو ينتقم الله منه .

2 – وإذا كان الفعل ماضياً متصرفاً مجرداً من الحروف ، أي لم يسبقه حرف من الحروف المختصة بالدخول على الفعل الماضي مثل ( قد ) لا يحق اقترانه بالفاء .

نحو : إن قام الضيف قام الحاضرون .

ولكن هناك نوع من الأفعال الماضية يجب اقترانه بالفاء ، وذلك إذا كان ماضياً لفظاً ومعناً .

كقوله تعالى ( إن كان قميصه قد من قبل فصدقت )(2) .

فقد دخلت الفاء على الفعل بتقدير ( قد ) المحذوفة ، أي فقد صدقت .

وهناك نوع ثالث يجوز اقترانه بالفاء إذا كان مستقبلاً ، ويقصد به وعد أو وعيد .

كقوله تعالى ( ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار )(3) .

3 – تلحق الفاء ( إذا ) الفجائية ، نحو : خرجت فإذا صديقي بالباب .

وهي حينئذ إما زائدة أو عاطفة ، والوجه الأول أحسن (4) .

ـــــــــــــــ

(1) المائدة [95] (2) يوسف [77] .

(3) النحل [19] (4) شرح المفصل لابن يعش ج8 ص95 .

الفاء

نماذج من الإعراب

قال الشاعر :

قضى بيننا مروان أمس قضية فما زادنا مروان إلا تنائيا

قضى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره للتعذر .

بيننا : بين ظرف مكان منصوب بالفتحة ، وبين مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه ، والظرف متعلق بقضى . مروان : فاعل مرفوع بالضمة .

أمس : ظرف زمان مبني على الكسر في محل نصب متعلق بقضى أيضاً .

قضية : مفعول به منصوب بالفتحة .

وجملة قضى ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

فما : الفاء حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ما : نافية لا عمل لها .

زادنا : زاد فعل ماض مبني على الفتح ، ونا المتكلمين ضمير متصل في محل نصب مفعول به . مروان : فاعل مرفوع بالضمة .

إلا : أداة حصر لا عمل لها مبني على السكون لا محل لها من الإعراب .

تنائيا : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الياء للثقل ، والألف للإطلاق .

قال تعالى ( ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ) .

ولا : لا ناهية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تطغوا : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية ، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .

فيه : جار ومجرور متعلقان بتطغوا .

فيحل : الفاء للسببية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

وإن وما دخلت عليه في تأويل مصدر معطوف على مصدر متوهم قبل الفاء ، والتقدير : لا يكن طغيان فحلول غضب .

الفاء



عليكم : جار ومجرور متعلقان بيحل .

غضبي : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، ويا المتكلم في محل جر مضاف إليه .

قال الشاعر :

ألم تسأل الربع القواء فينطق وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق

ألم : الهمزة حرف استفهام إنكاري مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، لم حرف نفي وجزم وقلب .

تسأل : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

الربع : مفعول به منصوب بالفتحة . القواد : صفة منصوبة .

فينطق : الفاء للاستئناف حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ينطق فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ، أي : فهو ينطق .

وهل : الواو حرف عطف ، هل حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تخبرنك : تخبر فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ، والنون حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .

اليوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بتخبر .

بيداء : فاعل مرفوع بالضمة . سملق : صفة لبيداء مرفوعة مثلها .

وجملة هل تخبرنك معطوفة على ألم تسأل .

الفاء



قال تعالى ( من جاء بالحسنة فله خير منها ) .

من : أداة شرط جازمة لفعلين مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ .

جاء : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

بالحسنة : جار ومجرور متعلقان بجاء .

فله : الفاء واقعة في جواب الشرط ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم في محل رفع .

خير : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط .

منها : جار ومجرور متعلقان بخير ، أو متعلقان بمحذوف صفة لخير (1) .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ ( من ) ويجوز أن يكون الخبر جملة الشرط وجوابه معاً ، وهو الوجه الأحسن والله أعلم .

قال تعالى ( فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة ) .

فأجاءها : الفاء حسب ما قبلها حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

جاء : فعل ماض مبني على الفتح ، وقد تعدى الفعل بالهمزة الزائدة في أوله ، والهاء ضمير الغائبة في محل نصب مفعول به .

المخاض : فاعل مرفوع بالضمة .

إلى جذع : جار ومجرور متعلقان بجاء ، وجذع مضاف .

النخلة : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

ـــــــــــــــ

(1) أنظر العكبري إملاء ما من به الرحمن ج2 ص175-176 .

فضلاً فقد فقط فو



فضلاً

كلمة لا تستعمل إلا بعد النفي .

نحو : فلان لا يملك شيئاً فضلاً عن مرضه .

ولها وجهان من الإعراب :

الوجه الأول : تعرب مفعولاً مطلقاً لفعل محذوف ، والجملة من ( فضلاً ) وما بعدها صفة لشيء ، وتقدير الكلام : فلان لا يملك شيئاً يفضل فضلاً عن مرضه .

الوجه الثاني : جواز مجيئها حال من شيء لوجود المسوغ هو النفي الذي يسمح بمجيء الحال من نكره .



فقد

مؤلفة من ( قد ) والفاء الزائدة لتزين اللفظ .

نحو : فقد كتبت الدرس .



فقط

لفظة مؤلفة من ( قط ) الساكنة الطاء وهي اسم بمعنى حسب والفاء الزائدة لتزين اللفظ .

نحو : أخذت مائة ريال فقط .

ومنه قول الشاعر ابن الفارض :

من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط

فو

من الأسماء الستة بمعنى ( فم ) ترفع بالواو وتنصب وتجر بالياء إذا لم تضف إلى الميم ، فإذا أضيفت إلى الميم أعربت إعراب الاسم المفرد .

فو فوق في



فترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتجر بالكسرة ، نحو : هذا فم نظيف ، ورأيت فماً نظيفاً ، ولا تضع الطعام في فمك .

ومثنى ( فو ) فاهان أو فموان إذا اعتبرت وجود الميم في الكلمة ، وجمعها أفواه .

فوق

ظرف مكان مبهم نقيض تحت .

نحو : القانون فوق الجميع ، والحق فوق الباطل .

ومنه قوله تعالى ( ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات )(1) .

وتعرب فوق في ثلاثة أحوال ، وتبنى في حالة واحدة .

نحو : سواء أجاء من فوق أو من تحت ، أنظر إعراب ( بعد ) ص209 .



في

أولاً : حرف جر وله عدد من المعاني :

1 – تأتي ( في ) للظرف الحقيقي ، نحو : في الإبريق ماء .

ومنه قوله تعالى ( يوم ينفخ في الصور )(2) .

وقوله تعالى ( إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض )(3) .

وتأتي للظرف المجازي ، نحو : نظرت في الأمر .

ومنه قوله تعالى ( ولكم في القصاص حياة )(4) .

وقوله تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله قدوة حسنة )(5) .

ـــــــــــــــ

(1) الزخرف [32] (2) طه [103] (3) الكهف [94] .

(4) البقرة [179] (5) الأحزاب [1] .

في



2 – للتعليل ، نحو : مات في مزاح ، ومنه قوله تعالى ( لمسكم فيما أخذتم )(1) .

وقوله تعالى ( فذلكن الذي لمتنني فيه )(2) .

ومنه الحديث الشريف " دخلت امرأة النار في هرة حبستها " أي بسبب هرة .

3 – للمصاحبة ، نحو : خرج الأمير في موكبه .

ومنه قوله تعالى ( قال ادخلوا في أمم )(3) ، والتقدير : مع أمم .

وقوله تعالى ( فخرج على قومه في زينته )(4) .

4 – للمقايسة : وهي الواقعة بين مفضول سابق ، وفاضل لاحق .

نحو : ما ذنباً في عفوك إلا هفوة .

ومنه قوله تعالى ( فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل )(5) .

5 – للاستعلاء : وهي المتضمنة معنى عال .

كقوله تعالى ( ولأصلبنكم في جذوع النخل )(6) ، أي على جذوع النخل .

ومنه قول عنترة :

ويركب يوم الرع منا فوارس بصيرون في طعن الأباهر والكلى

6 – وتضمن معنى ( من ) ، كقول امرئ القيس :

ألا عم صباحاً أيها الطلل البالي وهل يعمن من كان في العصر الخالي

هل يعمن من كان أحدث عهـده ثلاثيـن شهـراً في ثلاثـة أحـوال

ثانياً : تأتي ( في ) زائدة للتعويض عن ( في ) أخرى محذوفة .

نحو : ضربت فيمن رغبت ، والتقدير : رغبت فيه .



ـــــــــــــــ

(1) الأنفال [68] (2) يوسف [32] (3) الأعراف [38] .

(4) القصص [79] (5) التوبة [38] (6) طه [71] .

في



وتأتي زائدة لغير التعويض ، وتكون عندئذ للتوكيد ، كقوله تعالى ( اركبوا
فيها )(1) ، والتقدير : اركبوها ، ومنه قول الشاعر * :

أنا أبو سعد إذا الليل دجا يخال في سواده يرندجا (2)

وأصله : يخال سواده يرندجا ، وفي زائدة .



نماذج من الإعراب

قال تعالى ( يوم ينفخ في الصور ) .

يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل بعده ، وهو مضاف .

ينفخ : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة .

في الصور : في حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، الصور اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف نائب فاعل في محل رفع ، والجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه .

قال الشاعر :

أنا أبو سعد إذا الليل دجا يخال في سواده يرندجا

أنا : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .

أبو : أبو خبر مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، وأبو مضاف .

سعد : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة .

إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب متعلق بدجا ، وهو مضاف .

ـــــــــــــــ

(1) هود [41] (2) اليرندج : الجلد الأسود .

* الشاهد بلا نسبة في المغني والعيني .

في

الليل : فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : إذا دجا الليل .

دجا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الليل .

والجملة من ( الليل دجا ) في محل جر مضاف إليه .

يخال : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة .

في سواده : في حرف جر زائد ، سواد : مجرور لفظاً مرفوع محلاً نائب فاعل ليخال وهو مضاف والضمير في محل جر مضاف إليه ، والجار والمجرور متعلقان بيخال . يرندجا : مفعول به ليخال .



فيم

لفظة مركبة من ( في ) و ( ما ) الاستفهامية وقد حذفت ألف ( ما ) لدخول حرف الجر عليها ، وتعرب ( ما ) اسم استفهام مبني على السكون المقدر على الألف المحذوفة في محل جر .

نحو : فيم حضرت ، ومنه قول الشاعر :

فيم الإقامة بالزوراء لا سكني بها ولا ناقتي فيها ولا جملي

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:46 AM

حرف القاف


قاب

اسم نائب عن ظرف المكان منصوب بالفتحة الظاهرة في نحو : كان اللاعب قاب قوسين أو أدنى من المرمى .



قاطبة

لفظ من ألفاظ الإحاطة تعرب حالاً ، نحو : جاء المدعون قاطبة ، أي جميعاً .

قال



يأتي فعلاً ماضياً يتعدى لمفعول به واحد .

نحو قوله تعالى ( قال إني عبد الله )(1) .

فإن واسمها وخبرها في محل نصب مقول القول .

ومنه قول تأبط شراً * :

ولا أقول إذا ما خلة صرفت يا ويح نفسي من شوق وإشفاق

وقوله أيضاً :

يقول أهلكت مالاً لو قنعت به من ثوب صدق ومن بز وإعلان

فيا ويح نفسي في البيت الأول في محل نصب مقول القول .

والجملة الفعلية ( أهلكت مالاً ) في البيت الثاني في محل نصب مقول القول .

وتأتي فعلاً بمعنى ظن يتعدى لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ويشترط فيه أن يكون مضارعاً مسنداً للمخاطب مسبوقاً باستفهام غير مفصول عن الاستفهام بفاصل غير الظرف أو الجار والمجرور أو معمول الفعل أو معموله .

كقول الشاعر ** :

أبعد بعد تقول الدار جامعـة شملي بهم أم تقول البعد محتوما ؟

ـــــــــــــــ

(1) مريم [30] .

* تأبط شراً : هو ثابت بن جابر بن سفيان ينتهي نسبه إلى نزار ، وتأبط شراً لقبه ، وكان من الشعراء العدائين الذين لا يشق لهم غبار في الجري ، وكان ذميماً ضئيلاً ومن أسمع العرب وأكيدهم .

** الطغرائي : هو مؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن محمد الطغرائي الأستاذ العميد وفخر الكتاب صاحب لامية العجم ، أصبهاني الأصل ، وبرع في الكتابة والشعر حتى كان أوحد زمانه وترقى به الحال في خدمة السلاطين حتى ولي الوزارة في عهد السلطان سعد بن محمد السلجوقي بالموصل ، ولما قتل السلطان أتهم الطغرائي بالإلحاد فقتل أيضاً سنة 514 هـ .

قال قب قبل



فالدار : مفعول به أول ، وجامعة : مفعول به ثان .

والبعد : مفعول به أول ، ومحتوما : مفعول به ثان لتقول الثانية .

ومنه قول الكميت الأسدي :

أ جهالاً تقول بني لؤي لعمر أبيك أم متجاهلينا

فبني : مفعول به أول ، وجهالاً : مفعول به ثان ، والفعل تقول في البيت السابق مسبوق باستفهام مفصول بينه وبين الفعل بمعمول الفعل نفسه وهو (جهالاً) المفعول به الثاني .

قب

اسم صوت لوقع السيف مبني على السكون .

قبل

ظرف زمان مبهم نقيض ( بعد ) وهو نوعان معرب ومبني .

أولاً : تعرب قبل في ثلاث حالات .

1 – تعرب ظرفاً للزمان منصوباً أو مجروراً إذا سبقها حرف الجر ، وكانت مضافة لفظاً إلى ما يدل على الزمان .

مثال النصب : سافرنا قبل العشاء .

ومنه قوله تعالى ( إلا ليؤمنن به قبل موته )(1) .

ومنه قول أبي تمام :

من عهد اسكندر أو قبل ذلك قد شابت نواصي الليالي وهي لم تشب

ومثال الجر إذا سبقها حرف الجر ، قوله تعالى ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد )(2) .

ـــــــــــــــ

(1) النساء [59] (2) الأنبياء [34] .

قبل



2 – وتعرب ظرفاً للزمان مجروراً أو منصوباً إذا حذف المضاف إليه ونوى لفظه ومعناه .

نحو : جئت قبل أو من قبل .

والتقدير : قبله أو من قبله .

ومنه قول الشاعر * :

ومن قبل نادى كل مولى قرابة فما عطفت مولى عليه العواطف

3 – ويعرب ظرفاً منصوباً منوناً إذا قطع عن الإضافة ومعنى .

نحو : جئتك قبلاً .

ومنه قول الشاعر يزيد بن الصعق أيضاً :

فساغ لي الشراب وكنت قبلاً أكاد أغص بالماء الحميم

ثانياً : وتبنى ( قبل ) في حالة واحدة .

تبنى على الضم إذا قطعت عن الإضافة لفظاً ونوى معناه .

كقوله تعالى ( وحرمنا عليه المراضع من قبل )(1) .

وقوله تعالى ( لله الأمر من قبل ومن بعد )(2) .

ـــــــــــــــ

(1) القصص [12] (2) الروم [4] .

* يزيد بن الصعق : هو يزيد بن عمرو بن خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب الكلابي والصعق لقب لخويلد ، وسمي الصعق لأنه عمل طعاماً لقومه بعكاظ فجاءت ريح بغبار فيها فسبها ولعنها فأرسل الله عليه صاعقة فأحرقته .

قبل



نماذج من الإعراب

قال تعالى ( إلا ليؤمنن به قبل موته ) .

إلا : أداة حصر استثناء ملغي مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

ليؤمنن : اللام واقعة في جواب القسم المحذوف ، والتقدير : والله ، والجار والمجرور المقدر متعلقان بفعل القسم المحذوف تقديره : أقسم ، ويؤمن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على أحد .

به : جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما .

قبل : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل قبله ، وهو مضاف .

موته : مضاف إليه ، وموت مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

وجملة ليؤمنن جواب القسم المحذوف لا محل لها من الإعراب .



قال الشاعر :

ومن قبل نادى كل مولى قرابة فما عطفت مولى عليه العواطف

ومن قبل : الواو حسب ما قبلها ، من قبل جار ومجرور متعلقان بنادى .

نادى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره للتعذر .

كل : فاعل مرفوع ، وهو مضاف .

مولى : مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على آخره .

قرابة : مفعول به منصوب .

فما : الفاء حرف عطف ، ما نافية لا عمل لها .

عطفت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث الساكنة حرف مبني لا محل له من الإعراب .

قبل



مولى : مفعول به تقدم على فاعله .

عليه : جار ومجرور متعلقان بعطف .

العواطف : فاعل لعطف مرفوع بالضمة .

والشاهد في البيت قول الشاعر ( من قبل ) حيث أعرب ( قبل ) من غير تنوين على نية لفظ المضاف إليه المحذوف ، والتقدير : من قبل ذلك .



قال الشاعر :

فساغ لي الشراب وكنت قبلاً أكاد أغص بالماء الحميم

فساغ : الفاء حرف عطف ، ساغ فعل ماض مبني على الفتح .

لي : جار ومجرور متعلقان بساغ .

الشراب : فاعل مرفوع .

وكنت : الواو للحال حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، كان فعل ماض ناقص ، والتاء ضمير المتكلم في محل رفع اسمها .

قبلاً : ظرف زمان منصوب متعلق بكان .

أكاد : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

أغص : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

والجملة الفعلية في محل نصب خبر كاد .

وجملة أكاد واسمها وخبرها في محل نصب خبر كان ، وجملة كان واسمها وخبرها في محل نصب حال .

بالماء : جار ومجرور متعلقان بأغص .

الحميم : صفة مجرورة للماء .



قد

1 – حرف تحقيق إذا تلاها فعل ماض .

نحو قوله تعالى ( قد أفلح من زكاها )(1) .

وقوله تعالى ( قد أفلح المؤمنون )(2) .

ومنه قول النعمان بن المنذر * :

قد قيل ما قيل إن صدقاً وإن كذباً فما اعتذارك عن قول إذا قيلا

ومنه قول ابن الدمينة :

وقد زعموا أن أعجب إذا دنى يمل وأن النأي يشفي من الوجد

2 – حرف تقليل إذا تلاها فعل مضارع .

نحو : قد ينجح المهمل ، ومنه قول جرير :

وقد أكون على الحاجات ذا لبث وأحوذيا إذا أنضم الذعابيب

ومنه قول امرئ القيس :

قد أشهد الغارة الشعواء تحملني جرداء معروقة اللحين سرجوب

تنبيه :

قد تفيد ( قد ) التحقيق والتكثير إذا جاء بعدها فعل مضارع ، ويعرب ذلك من سياق الكلام .

كقوله تعالى ( قد نرى تقلب وجهك في السماء )(3) .

ـــــــــــــــ

(1) الشمس [9] (2) المؤمنون [1] (3) البقرة [144] .

* النعمان بن المنذر : هو النعمان بن المنذر بن امرئ القيس ويكنى أبا قابوس ، ثامن ملوك الحيرة وصاحب النابغة الذبياني ، وكان له يومان يوم بؤس ويوم نعيم ، قتل عبيد بن الأبرص يوم مؤسة ، وقتل عدي بن زيد العبادي الشاعر ، وقد طلب ابرويز الملك منه أن يزوجه أخته وقيل ابنته فرفض ، فطلبه ابرويز ولكنه هرب فأحضره وسجنه ثم ألقاه تحت أرجل الفيلة فوطئته حتى مات .

قد



وقوله تعالى ( قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون )(1) .

وقوله تعالى ( قد يعلم الله المعوقين منكم )(2) .

ومنه قول القطامي :

قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل

3 – تأتي ( قد ) اسم بمعنى ( حسب ) يراد به الكفاية .

نحو : قدك مائة ريال .

ومنه قول أبي تمام :

قدك أتئد ربيت في الغلواء كم تعذلون وأنتم سحرائي

وإذا اتصلت قد بياء المتكلم قد يفصل بينهما بنون الوقاية وقد لا يفصل ، كقول الراجز ( حميد الأرقط ) :

قدني من نصر الخبيبين قدي ليس الإمام بالشحيح الملحد (3)

4 – اسم فعل مضارع بمعنى يكفي ، إذا تلاها اسم منصوب .

نحو : قد محمداً ريال .

تنبيهات :

1 – إن ( قد ) والفعل بعدها كالجزء منه فلا تعمل فيه ولا يفصل بينهما فاصل إلا القسم إن وجد ، نحو : قد والله شغلتني عليك .

ومنه قول الشاعر :

قد لعمري زرناه كهلاً وشيخاً وعرفناه ناشئاً ووليداً

ـــــــــــــــ

(1) الأنعام [33] (2) الأحزاب [18] .

(3) يقصد الشاعر الخبيبين : عبد الله بن الزبير حيث كان يكنى بأبي خبيب ، وكذلك أخاه مصعب .

قد



2 – قد يحذف ما بعدها ، كقول النابغة :

أفد الترحل غير أن ركبابنا لما تزل برحالنا وكأن قد

والتقدير : وكأن قد زالت .

3 – تدخل الفاء على ( قد ) لتزين اللفظ وهي حينئذ زائدة فنقول ( فقد ) .



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( قد أفلح من زكاها ) .

قد : حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا عمل له .

أفلح : فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل .

زكاها : زكى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، والهاء في محل نصب مفعول به .

والجملة من ( زكاها ) لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .



قال الشاعر :

وقد أكون على الحاجات ذا لبث وأحوذيا إذا أنضم الذعابيب

وقد : الواو حسب ما قبلها ، قد حرف تقليل مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا عمل له .

أكون : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة ، واسمه ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا يعود على الشاعر .

على الحاجات : جار ومجرور متعلقان بأكون .

قد



ذا لبث : ذا خبر كان منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وذا مضاف ، ولبث مضاف إليه مجرور .

وأحوذيا : الواو حرف عطف ، أحوذيا معطوف على خبر أكون .

إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط متعلق بالفعل بعده ، وهو مضاف .

انضم : فعل ماض مبني على الفتح .

الذعابيب : فاعل مرفوع .

والجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه .

قال تعالى ( قد نرى تقلب وجهك في السماء ) .

قد : حرف تحقيق وتكثير مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

نرى : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .

تقلب : مفعول به منصوب ، وهو مضاف .

وجهك : وجه مضاف إليه مجرور ، ووجه مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

في السماء : جار ومجرور متعلقان بالمصدر تقلب ، ويجوز أن يكونا متعلقين بمحذوف حال من وجهك (1) .

" قدك مائة ريال " .

قدك : قد اسم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ بمعنى ( حسب ) ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

ـــــــــــــــ

(1) تفسير القرآن وإعرابه للشيخ محمد الدرة م1 ج1 ص232 ، وأنظر إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص67 .

قد قط



مائة : خبر مرفوع ، وهو مضاف .

ريال : تمييز مجرور بالإضافة .

" قد محمداً ريال " .

قد : اسم فعل مضارع بمعنى يكفي ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

محمدا : مفعول به منصوب بالفتحة .

ريال : فاعل مرفوع بالضمة لقد .



قط

1 – اسم بمعنى حسب ساكنة الطاء .

نحو : قط محمد ريال ، كما لو قلت : حسب محمد ريال .

ومنه : اشتريت عشرة كتب فقط .

والفاء حرف زائد لتزين اللفظ .

ومنه قول الشاعر * :

حتى إذا جن الظلام واختلط جاءوا بمذق هل رايت الذئب قط

وتضاف ( قط ) إلى ياء المتكلم فتفصل بينهما نون الوقاية .

كقول الشاعر ** :

إملأ الحوض وقال قطني مهلاً رويداً قد ملأت بطني

وقد لا يفصل بينهما بالنون ، فنقول : قطي .

ـــــــــــــــ

* قيل إن هذا الشاهد لرؤبة أو لوالده العجاج ولكن المصادر التي أوردت هذا الشاهد لم تنسبه إلى أحدهم صراحة أنظر في ذلك معجم شواهد النحو للدكتور حنا جميل حداد ص734 الشاهد رقم 3454 .

** الشاهد بلا نسبة في مصادره .

قط



كما تسند ( قط ) إلى كاف الخطاب وضمير الغائب فنقول : قطك وقطه .

2 – تأتي ( قط ) اسم فعل مضارع بمعنى يكفي ، نحو : قطني ريال ، وقطني ما فعلت ، كما لو قلت : يكفني ريال ، ويكفني ما فعلت .

3 – قطّ بتشديد الطاء مصدر من الفعل : قط ، يقط ، قط بالبناء على الضم ، وهي ظرف لاستغراق ما مضى من الزمان ، ويختص بالنفي .

نحو : ما زرته قط ، وما فعلته قط .

والتقدير : ما زرته فيما انقطع من عمري .

ومنه قول الفرزدق :

ما قال لا قط إلا في تشهده لولا التشهد كانت لاءه نعم



نماذج من الإعراب



" قط محمد ريال " .

قط : مبتدأ مبني على السكون في محل رفع ، وهو مضاف .

محمد : مضاف إليه مجرور .

ريال : خبر مرفوع .

" اشتريت عشرة كتب فقط " .

اشتريت : فعل وفاعل .

عشرة : مفعول به ، وهو مضاف .

كتب : تمييز مجرور بالإضافة .

فقط : مبتدأ مبني على السكون في محل رفع ، وخبره محذوف تقديره وذلك فقط ، أي اشتريت عشرة كتب وذلك فقط ، كما لو قلت : وذلك كفى .

قط قلما



" قطني ريال " .

قطني : قط اسم فعل مضارع مبني على السكون ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به .

ريال : فاعل مرفوع بالضمة .

والتقدير : يكفيني ريال .

" ما زرته قط " .

ما : نافية لا عمل لها .

زرته : فعل ماض ، والتاء في محل رفع فاعل ، والضمير الغائب في محل نصب مفعول به .

قط : اسم مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان متعلق بالفعل .



قلما

كلمة مركبة من ( قل ) فعل ماض جامد لا فاعل له ، و ( ما ) الزائدة الكافة ، والكلمة تفيد النفي ، نحو : قلما أزورهم .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:47 AM

حرف الكاف

تأتي الكاف على أوجه كالآتي :

أولاً : حرف جر له ثلاث معان :

1 – للتشبيه ، نحو : أنت شامخ كالطود (1) ، وأنت كالأسد .

ومنه قوله تعالى ( وردة كالدهان )(2) .

ـــــــــــــــ

(1) الطود : الجبل (2) الرحمن [37] .

الكاف



ومنه قول امرئ القيس :

فادرك لم يجهد ولم يئن شأوه يمر كخذروف الوليد المثقب

2 – للتعليل ، نحو قوله تعالى ( واذكروه كما هداكم )(1) .

وقوله تعالى ( ويكأنه لا يفلح الظالمون )(2) .

وقوله تعالى ( كما أرسلنا فيكم رسولاً )(3) .

3 – وتضمن معنى ( على ) وتسمى بكاف الاستعلاء ، كقوله : كن كما أنت ، أي ثابتاً على ما أنت عليه ، ( فما ) موصولة ، ويجوز أن تكون زائدة أو كافة .

ثانياً : تأتي الكاف زائدة للتوكيد .

كقوله تعالى ( ليس كمثله شيء )(4) .

ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :

فلما توافقنا عرفت الذي بها كمثل الذي بي حذوك النعل بالنعل

ومنه قول الشاعر * :

وقتلى كمثل جذوع النخل تغشاهم سيل منهمر

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [198] (2) القصص [82] .

(3) البقرة [151] (4) الشورى [11] .

* أوس بن حجر : هو أوس بن حجر بن عتاب بن مالك التميمي ، يكنى أبا شريح شاعر تميم في الجاهلية ، وفحل من فحول شعراء مضر حتى نشأ النابغة وزهير فاخملاه ، وكان كثير الوصف لمكارم الأخلاق ، ومن أوصف الشعراء للخمر والسلاح وهجاه النابغة الجعدي في أيام معاوية بحضرة الأخطل والحجاج ، ولكن أوس غلبه بقوله :

لعمرك ما تبلى سرابيل عامر من اللؤم ما دمت عليها جلودها

فأغلق على النابغة وحار في الرد عليه ، وقد جعله ابن سلام من فحول الطبقة الإسلامية الثانية .

الكاف



ومنه قول رؤبة :

قب من التعداء حقب في سرق لواحق الأقراب فيها كالمقق

ثالثاً : تأتي الكاف اسماً بمعنى ( مثل ) وتعرب حسب موقعها من الكلام وتكون مضافة إلى المتصل بها ، سواء أكان مفرداً أو جملة ، ومواقعها الإعرابية كالآتي :

1 – الرفع على الابتداء ، كقول الشاعر * :

أبدأ كالفراء فوق ذراها حين يطوي المسامع الصراط

ومنه قول المتنبي :

أتت زائراً ما خامر الطيب ثوبها كالمسك من أردانها يتضوع

فالكاف في قول الشاعرين ( كالفراء ) و ( كالمسك ) جاءت في محل رفع مبتدأ والفراء والمسك في محل جر بالإضافة .

2 – اسم كان ، كقول جميل بثينة :

لو كان في قلبي كقدر قلامة حباً لغيرك ما أتتك رسائلي

فالكاف في ( كقدر ) بمعنى مثل في محل رفع اسم كان ، وقدر مضاف إليه .

3 – خبر كان ، كقول الفرزدق :

وكنت كفاقئ عينيه عمداً فأصبح ما يضيء له نهار

فالكاف في قوله ( كفاقئ ) في محل نصب خبر كان ، وفاقئ مضاف إليه .

4 – وتأتي فاعلاً ، كقول الأعشى :

أتنتهون ولن ينتهي ذوي شطط كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل

فالكاف في ( كالطعن ) في محل رفع فاعل لينتهي ، والطعن مضاف إليه .



ـــــــــــــــ

* الشاهد بلا نسبة في العيني ولم يذكر في غيره .

الكاف

5 – مفعولاً به ، كقول النابغة :

لا يبرمون إذا ما الأفق حلله برد الشتاء من الأمحال كالأدم

فالكاف في قوله ( كالأدم ) في محل نصب مفعول به ليبرمون ، والأدم مضاف إليه .

6 – خبر إن ، كقول مسكين الدارمي :

أخاك أخاك إن من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح

فالكاف في ( كساع ) بمعنى مثل في محل رفع خبر إن ، وساع مضاف إليه .

7 – وتأتي الكاف مجرورة بحرف الجر ، كقول الشاعر * :

بكالقوة الشعواء جلت فلم أكن لأولع إلا بالكمي المقنع

فالكاف في قوله ( بكالقوة ) في محل اسم مجرور بمعنى مثل ، والقوة مضاف إليه .

8 – اسماً مضافاً إليه ، كقول الشاعر ** :

تيم القلب حب كالبدر لا بل فاق حسناً من تيم القلب حبا

فالكاف في ( كالبدر ) في محل جر بالإضافة إلى حب ، وهي مضافة ، والبدر مضاف إليه .

9 – تأتي صفة ، كقول امرئ القيس :

وليل كموج البحر أرخى سدوله علي بأنواع الهموم ليبتلي

فالكاف في ( كموج ) في محل جر صفة لليل .

10 – وتأتي الكاف بمعنى مثل نائبة عن المفعول المطلق ، أو صفة لمفعول مطلق محذوف ، كقول جرير :

من سد مطلع النفاق عليكم أم من يصول كصولة الحجاج

ـــــــــــــــ

* الشاهد بلا نسبة . ** الشاهد بلا نسبة .

الكاف



فالكاف في ( كصولة ) إما نائبة عن المفعول المطلق ، والتقدير : يصول صولاً مثل صولة الحجاج ، فحذف المفعول المطلق وأناب عنه نائبه ، أو هي صفة له .

رابعاً : تأتي الكاف ضميراً متصلاً ومحله في الإعراب الآتي :

1 – تكون في محل نصب مفعول به إذا اتصلت بالفعل .

نحو : رأيتكَ ، ورأيتكِ للمخاطب والمخاطبة ، كما تلحقه علامات التثنية والجمع ، نقول : رأيتكما ، ورأيتكم ، ورأيتكن .

ومنه قوله تعالى ( إنا أعطيناك الكوثر )(1) .

2 – في محل جر بالإضافة إذا اتصلت بالاسم .

نحو : هذا كتابكَ ، وكتابكِ ، كما تلحقها علامات التثنية والجمع ، فنقول : كتابكما وكتابكم ، وكتابكن .

3 – في محل جر بحرف الجر .

نحو : جاءني منك رسالة ، ومنه قوله تعالى ( ولا أعصي لك أمراً )(2) .

خامساً : وتأتي الكاف حرف خطاب ، مبنياً لا محل له من الإعراب ، وذلك في المواضع الآتية :

1 – إذا لحقت اسم الإشارة ، فنقول : ذلك ، وتلك ، وذاك .

ومنه قوله تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه )(3) .

وبالضمير المنفصل إياكَ ، وإياكِ وملحقاتها .

2 – إذا لحقت الفعل ( أرأيت ) الذي بمعنى ( أخبرني ) فهي واقعة بعد الضمير ، كقوله تعالى ( أرأيتك هذا الذي كرمت علي )(4) .

ـــــــــــــــ

(1) الكوثر [1] (2) الكهف [69] (3) البقرة [2] (4) الإسراء [62] .

الكاف



3 – بعض أسماء الأفعال وبعض الأفعال وهي : أبصر ، وليس ، ونعم ، وبئس .

نحو : حيهلك ، ورويدك . ونحو : أبصرك زيداً ، وليسك زيد قائماً ، ونعمك الرجل زيد ، وبئسك الرجل عمرو .

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( وردة كالدهان ) .

وردة : خبر كان منصوب بالفتحة .

كالدهان : الكاف حرف جر يفيد التشبيه مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، الدهان اسم مجرور بالكاف ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لوردة .



قال الشاعر : لواحق الأقراب فيها كالمقق .

لواحق : خبر لمبتدأ محذوف والتقدير : هي لواحق ، ولواحق مضاف .

الأقراب : مضاف إليه مجرور .

فيها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم .

كالمقق : الكاف زائدة ، المقق مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .



قال الشاعر :

أتت زائراً ما خامر الطيب ثوبها كالمسك من أردانها يتضوع

أتت : أتى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره للتعذر ، والتاء للتأنيث
الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي .

زائراً : حال منصوب بالفتحة . ما : ما نافية لا عمل لها .

خامر : خامر فعل ماض مبني على الفتح . الطيب : فاعل مرفوع بالضمة .

الكاف



ثوبها : مفعول به ، والهاء في محل جر مضاف إليه .

كالمسك : الكاف اسم بمعنى ( مثل ) في محل رفع مبتدأ ، وهي مضاف ، والمسك مضاف إليه .

من أردانها : جار ومجرور متعلقان بالفعل يتضوع ، والضمير في محل جر بالإضافة.

يتضوع : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على المسك ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر للكاف .

قال تعالى ( إنا أعطيناك الكوثر ) .

إنا : إن حرف مشبه بالفعل ، ونا المتكلمين في محل نصب اسمها .

أعطيناك : أعطى فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا المتكلمين ، ونا المتكلمين في محل رفع فاعل ، والكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به أول . الكوثر : مفعول به ثان .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .

" هذا كتابك " .

هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .

كتابك : كتاب خبر مرفوع ، وهو مضاف ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه .

" جاءني منك رسالة " .

جاءني : جاء فعل ماض مبني على الفتح ، والنون للوقاية حرف مبني ، والياء ضمير المتكلم في محل نصب مفعول به أول .

منك : جار ومجرور متعلقان بجاء .

رسالة : فاعل مرفوع بالضمة .

الكاف كائنا ما كان



قال تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) .

ذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، واللام للبعد حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

الكتاب : خبر مرفوع بالضمة .

لا ريب : لا نافية للجنس تعمل عمل إن ، وريب اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .

فيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لا في محل رفع .

كائنا ما كان

اسم فاعل من كان التامة بمعنى حصل أو وجد ، حال منصوبة بالفتحة الظاهرة ، و ( ما ) حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وكان فعل ماض تام مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره
هو ، و ( ما ) وما بعدها في تأويل مصدر في محل رفع فاعل ( لكائن ) .

وقد تكون ( كائنا ) اسم فاعل من ( كان ) الناقصة ، وهي أيضاً حال منصوبة واسمها ضمير الشأن مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، و ( ما ) اسم موصول مبني على السكون في محل نصب خبر ( كائن ) ، و ( كان ) فعل ماض ناقص ، واسمها ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود إلى ( ما ) الموصولة ، وخبرها محذوف تقديره في مثل قولنا : سأكافئ الفائز كائنا ما كان ، كائنا الفائز الذي هو إياه ، وجملة ( كان ) واسمها وخبرها لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول .

وقد تعرب ( كائنا ما كان ) صفة إذا وقعت بعد النكرة .

نحو : عاقبت مهملاً كائنا ما كان .

كائنا من كان كاد كافة



كائنا من كان

تعرب إعراب ( كائنا ما كان ) ، أنظر ص390 .

كاد

فعل من أفعال المقاربة يعمل عمل كان وخبرها لا يكون إلا فعلاً مضارعاً مجرداً من أن ، نحو قوله تعالى ( يكاد البرق يخطف أبصارهم )(1) .

ومنه قول امرئ القيس :

منعت الليث من أكل ابن حجر وكاد الليث يودي بان حجر

وتعمل كاد ماضياً ومضارعاً كما في الأمثلة السابقة ، كما تعمل اسم فاعل ومصدر ، مثال اسم الفاعل قول كثير عزة :

أموت أسى يوم الرجام وأنني يقيناً لرهن بالذي أنا كائد

ومصدرها : كوداً ، ومكاداً ، ومكادة ، وكيداً .

وهو بمعنى : هم وقارب ولم يفعل .

كافة

اسم بمعنى ( جميعاً ) .

نحو قوله تعالى ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة )(2) .

وتعرب حالاً منصوبة بالفتحة ، ومنه قوله تعالى ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً )(3) ، فكافة حال منصوبة ، وإلا أداة حصر لا عمل لها .

وقد اتفق النحاة على منع دخول ( أل ) التعريف عليها أو إضافتها غير أن عمر بن الخطاب استعملها مضافة في قوله " قد جعلت لآل بني كاهلة على كافة المسلمين لكل عام مائتي مثقال ذهباً إبريزاً " .

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [20] (2) التوبة [36] (3) سبأ [28] .

كافة كان



وقد نص الفيروز أبادي على عدم دخول ( أل ) عليها فقال :

" فلا يقال جاءت الكافة لأنه لا يدخلها ( أل ) " (1) .

كان

فعل ماض ناقص يرفع المبتدأ وينصب الخبر ويفيد إضافة الاسم بالخبر في الزمن الماضي ، نحو : كان الجو دافئاً ، ومنه قوله تعالى ( وكان الله غفوراً رحيماً )(2) ، وقوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس )(3) .

ومنه قول الشاعر * :

وكنت إذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها أو تستقيما

وكان متصرفة يعمل المضارع منها والأمر عمل الماضي .

كقول عمرو بن كلثوم :

متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا

يكون تفالها شرقي نجـد ولهوتها قضاعـة أجمعينـا

ومثال الأمر : قول الشاعر ** :

كونوا كمن واسى أخاه بنفسه نعيش جميعاً أو نموت كلانا

ـــــــــــــــ

(1) أنظر القاموس المحيط ج3 ص191 مادة كف .

(2) النساء [96] (3) آل عمران [110] .

* زياد الأعجم : هو أبو أمامة بن سليمان مولى عبد القيس أحد بني عامر بن الحارث ، عرف بزياد الأعجم لغلبة العجمية على لسانه ، ذكر أن أصله ومولده ومنشأه في أصبهان ثم انتقل إلى خرسان فلم يزل فيها حتى مات ، كان شاعراً جذلاً فصيح الألفاظ على لكنة لسانه وجريه على لفظ أهل بلده .

** نسب بعض النحويين هذا البيت لرجل يقال له : معروف ، ولم يذكروا عنه شيئاً ونسبه بعضهم لصفوان بن محرث الكناني . راجع في ذلك معجم شواهد النحو الشعرية للدكتور حنا حداد ، الشاهد رقم 2944 ص664 .

كان



ثانياً : وتأتي كان تامة تكتفي بفاعلها إذا كانت بمعنى ( وجد ) أو ( ثبت ) أو ( حصل ) ، نحو : فلما كان العشاء توقفنا عن المسير .

ومنه قوله تعالى ( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة )(1) .

ومنه قول أبي تمام :

كان الذي خفت أن يكونا إنا إلى الله راجعونا

ثالثاً : وتأتي زائدة لا عمل لها ، وتكون زيادتها في المواضع الآتية :

1 – بين المبتدأ والخبر ، نحو : محمد كان جالس .

2 – بين الفعل ومعموله ، نحو : لم أر كان مثلك .

3 – بين الصلة والموصول ، نحو : جاء الذي كان أكرمته .

4 – بين الصفة والموصوف ، نحو : مررت برجل كان جالس .

ومنه قول الشاعر :

وماء كالعذب الذي لو شربته شفاء لنفس كان طال اعتلالها

5 – بين ما التعجبية وفعل التعجب ، نحو : ما كان أجمل السماء .

6 – وتزاد بين الجار والمجرور .

كقول الشاعر * :

سراة بني أبي بكر تسامي على كان المسومة العراب

تنبيه :

كان الزائدة لا تكون إلا بلفظ الماضي .



ـــــــــــــــ

(1) البقرة [280] .

* الشاهد بلا نسبة .

كان



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( وكان الله غفوراً رحيماً ) .

وكان : الواو حرف استئناف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

الله : لفظ الجلالة اسم كان مرفوع بالضمة .

غفوراً : خبر كان منصوب بالفتحة .

رحيماً : صفة منصوبة .

والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية .

قال تعالى ( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ) .

وإن : الواو حرف عطف أو استئناف ، إن حرف شرط جازم .

كان : فعل ماض تام بمعنى ( وجد ) مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط .

ذو : فاعل كان مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف .

عسرة : مضاف إليه مجرور .

وجملة كان ذو عسرة لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

فنظرة : الفاء واقعة في جواب الشرط ، نظرة مبتدأ مرفوع بالضمة ، وخبره محذوف ، والتقدير : فعليكم نظرة ، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط .

ويجوز اعتبار نظرة خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : والواجب نظرة .

إلى ميسرة : جار ومجرور متعلقان بنظرة .

وجملة إن كان ... إلخ معطوفة على ما قبلها ، أو لا محل لها من الإعراب مستأنفة .



كان كأنّ



قال الشاعر :

سراة بني أبي بكر تسامي على كان المسومة العراب

سراة : وفي رواية ( جياد ) مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .

بني : مضاف إليه مجرور بالياء ، وبني مضاف .

أبي : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

تسامي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على سراة ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ .

على : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

كان : زائدة لا عمل لها .

المسومة : اسم مجرور بعلى ، والجار والمجرور متعلقان بتسامي .

العراب : صفة مجرورة بالكسرة .

كأنّ



حرف مشبه بالفعل من أخوات أن ينصب المبتدأ ويرفع الخبر .

نحو : كأن وجهك بدر ، ومنه قوله تعالى ( كأنهم جراد منتشر )(1) .

وكأن لها معانٍ أربعة هي :

أولاً : تأتي للتشبيه : وهو أهم معانيها ، وعليه جمهور النحاة .

كقوله تعالى ( كأنهم أعجاز نخل خاوية )(2) .

ومنه قول قيس بن الملوح :

كأن فجاح الأرض حلقة خاتم عليه فما تزداد طولاً ولا عرضا

ـــــــــــــــ

(1) القمر [7] (2) الحاقة [7] .

كأن



ومنه قول الشاعر * :

كأنهم أسيف بيض يمانية عضب مضاربها باق بها الأثر

ثانياً : تأتي للتحقيق : كقول عمر بن أبي ربيعة :

كأنني حين أمسي لا تكلماني ذو بغية يشتهي ما ليس موجودا

ومنه قول الشاعر ** :

كأنك لم تذبح لأهلك نعجة فيصبح ملقى فالفناء أهابها

وقول الآخر *** :

فأصبح بطن مكة مقشعراً كأن الأرض ليس بها هشام

ويتضح من الأبيات السابقة أن ( كأن ) فيها لا تخرج عن التشبيه .

ثالثاً : تأتي للشك بمعنى ( ظننت ) :

نحو : كأن محمداً شاعر ، والتقدير : ظننت محمداً شاعر .

رابعاً : تأتي للتعريب :

نحو : كأنك بالشتاء مقبل .

ومنه قول الحسن البصري : (كأنك بالدنيا لم تكن ، وكأنك بالآخرة لم تزل) .



ـــــــــــــــ

* الشاهد بلا نسبة في مصادره .

** الشاهد بلا نسبة في بعض المصادر كابن السيرافي وفي بعضها منسوب إلى سويد بن الطويلة .

*** الحارث بن خالد : هو الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو المخزومي ، أحد شعراء قريش الغزليين المعدودين ، وكان يذهب مذهب عمر بن أبي ربيعة ، وكان يهوى عائشة بنت طلحة بن عبيد الله ، ولاه عبد الملك مكة المكرمة ، وكان ذا قدر وخطر ومنظر في قريش ، وأخوه عكرمة بن خالد المخزومي متحدث جليل من وجوه التابعين .

كأنّ كأنْ



ومما لا شك فيه أن ( كأن ) في جميع الأمثلة السابقة تفيد التشبيه إلى جانب احتمالها المعاني الأخرى بالتأويل .



كأنْ

وهي المخففة من ( كأن ) المشددة النون ، ويجوز أن تعمل بدون شرط .

كقول رؤبة : " كأن وريدية رشاء خلب " .

ومنه قول الشاعر * :

يوماً توافينا بوجه مقسم كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم

فكان في المثالين السابقين عاملة وهي مخففة من الثقيلة ، ولم يشترط فيها أن يكون اسمها ضمير الشأن .

فاسمها في البيت الأول ( وريدية ) وخبرها ( رشاء ) ، وفي البيت الثاني ( ظبية ) وخبرها محذوف .

أما على رواية الرفع فتكون ظبية خبر كأن واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنه ظبية .

وهذا هو الوجه الأحسن لأن حكمها في العمل حكم ( أن ) المفتوحة ، وعلى ذلك إذا خففت تكون عاملة بشرط تقدير اسمها ضمير الشأن ، والدليل على ذلك قوله تعالى ( كأن لم تغن بالأمس )(1) .

وقوله تعالى ( كأن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار )(2) .

ـــــــــــــــ

(1) يونس [24] (2) يونس [45] .

* باغث بن صريم : وقالوا باعث بن صريم – بعين وتاء مثلثة – مع أن بعضهم نسبه لكعب بن أرقم ، وإلى الأرقم بن علياء ، ولزيد بن أرقم ، ولراشد بن شهاب .

كأن كأنما

ومنه قول الشاعر * :

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر

والتقدير : كأنه لم يكن .

ومنه قول الأشجع ** :

كأن لم يمت حي سواك ولم يقم على أحد إلا عليك النوائح

كأنما

مركبة من ( كان ) و ( ما ) الزائدة ، فكفتها عن العمل نحو ، كأنما محمد قائم ، ومنه قوله تعالى ( فكأنما خر من السماء )(1) .

ومنه قول شقيق بن سليك :

فكأنما نظروا إلى قمر أو حسبت علق قوسة فرح

ومنه قول ساعدة بن جؤية :

كأنما يقع البصرى بينهم من الطوائف والأعناق بالوذم

وقول الآخر *** :

كأنما ضربت قدام أعينها قطنا بمستحصد الأوتار محلوج

ـــــــــــــــ

(1) الحج [31] .

* مضاض بن عمرو الجرهمي : هو مضاض بن عمرو بن الحارث الجرهمي أحد ملوك جرهم وساداتهم وجد ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام نزل بمكة وتولى أمرة البيت الحرام بعد وفاة نابت بن إسماعيل وكانت سكناه مع قبيلة جرهم بأعلى مكة بعد أن خرج من اليمن ، وكان بأسفلها من جهة جياد قبيلة قطوراء اليمنية أيضاً وسيدها السميدع ، فاقتتل الطرفان وكانت الغلبة لماض ، فأصبح ملكاً للقبيلتين على مكة .

** أشجع السلمي : هو أبو الوليد أشجع بن عمرو السلمي ، من بني سليم بن قيس بن عيلان ، شاعر فحل ولد باليمامة ونشأ بالبصرة وانتقل إلى الرقة واستقر ببغداد ، كان معاصراً لبشار ، مدح البرامكة وأعجب الرشيد بشعره ، فأثري وحسنت حالته ، ومات بعد الرشيد سنة 195 هـ تقريباً ورثاه .

*** الشاهد بلا نسبة في مصادره .

كأنَّ كأنْ كأنما

نماذج من الإعراب



قال الشاعر :

كأنهم أسيف بيض يمانية عضب مضاربها باق بها الأثر

كأنهم : كأن حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر ، والضمير في محل نصب اسمه .

أسيف : خبر مرفوع بالضمة .

بيض : صفة لأسيف مرفوعة .

يمانية : صفة ثانية .

عضب : نعت سببي لأسيف .

مضاربها : فاعل للمصدر عضب ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

باق : مبتدأ مرفوع بالضمة .

بها : جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل باق .

الأثر : فاعل سد مسد الخبر .

قال الشاعر :

يوماً توافينا بوجه مقسم كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم

يوماً : ظرف منصوب بالفتحة متعلق بتوافي .

توافينا : توافي : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي ، ونا المتكلين في محل نصب مفعول به .

بوجه : جار ومجرور متعلقان بتوافي .

مقسم : صفة لوجه مجرورة .

كأنَّ كأنْ كأنما

كأن : حرف تشبيه ونصب مخففة من الثقيلة مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب .

ظبية : اسم كأن منصوب بالفتحة الظاهرة .

تعطو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود إلى ظبية .

والجملة في محل نصب صفة لظبية .

وخبر كأن محذوف وتقديره إما أن نقول : كأن ظبية عاطية هذه المرأة ، وذلك على التشبيه المعكوس ، وهو أبلغ .

أما إذا اعتبرنا ظبية خبر كأن في رواية الرفع ، والجملة بعدها صفة لها واسم كأن محذوف يكون التقدير : كأنها ظبية .

كما يجوز جر ظبية على اعتبار أن ( أن ) زائدة بين الكاف ومجرورها .

والتقدير : كظبية ، ولا يخفى عليكم ما في ذلك من تكلف فتدبره .

إلى وارق : جار ومجرور متعلقان بتعطو ، ووارق مضاف .

السلم : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وسكن آخره لأجل الوقف .

قال الشاعر :

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر

كأن : مخففة من الثقيلة حرف مشبه بالفعل ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنه .

لم يكن : لم حرف نفي وجزم وقلب ، ويكن : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم ، وعلامة جزمه السكون .

بين الحجون : بين ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف خبر كأن مقدم ، وهو مضاف ، والحجون مضاف إليه مجرور بالكسرة .

إلى الصفا : جار ومجرور متعلقان بيكن .

كأنما كأي كأين

أنيس : اسم يكن مرفوع بالضمة .

والجملة من لم يكن واسمها وخبرها في محل رفع خبر كأن .

ولم يسمر بمكة سامر : معطوفة على جملة لم يكن .

قال تعالى ( فكأنما خر من السماء ) .

فكأنما : الفاء واقعة في جواب الشرط ، كأن حرف مشبه بالفعل ، وما زائدة كافة لكأن عن العمل .

خر : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على المشترك .

من السماء : جار ومجرور متعلقان بخر .

كأي وكأين

اسم مركب من كاف التشبيه و ( أي ) المنونة وهي بمعنى ( كم ) الخبرية ، تفيد الإخبار عن الكثرة ، ولها صدر الكلام ، وتمييزها مجرور بمن ، ولا يخبر عنها إلى بجملة أو شبه جملة مع اختصاصها بالدخول على الفعل الماضي ، وهي إحدى ألفاظ كنايات العدد ، فمثال جر تمييزها بمن : كأي من عالم بذل حياته في سبيل العلم ، ومنه قوله تعالى ( فكأين من قرية أهلكناها )(1) .

وكأين ، وكائن لغات في كأي لا اختلاف بينهن .

وتعرب كأي إعراب كم الخبرية فهي في جميع أحوالها مبنية على السكون في محل :

1 ـ مبتدأ وخبرها جملة أو شبه جملة .

مثال الخبر الجملة : قولنا : كأين من فائز كرمه زملاؤه .

ومنه قوله تعالى : ( وكأين من قرية عتت )(2) .

ـــــــــــــــ

(1) الحج [45] (2) الطلاق [8] .

كأي وكأين



وقوله تعالى ( وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك )(1) .

ومنه قول الشاعر * :

أطأ اطراد الياس فكأين آلماحم يسره بعد عسر

ومثال الخبرية وشبه الجملة : كأين من بطل في صفوفنا .

2 ـ في محل نصب مفعول به ، نحو : كأي من دينار أنفقت .

3 ـ في محل نصب مفعول مطلق ، نحو : كأي من مرة نصحتك .

تنبيه :

وكما يأتي تمييز كأي مجرور بمن وهو الغالب ، قد يأتي أيضاً منصوباً .

كقول الشاعر ** :

وكأين لنا فضلاً عليكم ومنة قديماً ولا تدرون ما من منعم



نماذج من الإعراب

قال تعالى ( وكأين من قرية عتت ) .

وكأين : كناية عن عدد مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ .

من قرية : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال لكأين .

عتت : فعل ماض والتاء للتأنيث الساكنة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على القرية .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر كأين .

ـــــــــــــــ

(1) محمد [13] .

* الشاهد بلا نسبة في العيني .

** الشاهد بلا نسبة في العيني .

كأي كأين كثيراً



" كأي من دينار أنفقت " .

كأين : كناية عن عدد مبينة على السكون في محل نصب مفعول به مقدم .

من دينار : جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة لكأين .

أنفقت : فعل وفاعل .

" وكأي من مرة نصحتك " .

كأي : كناية عن عدد مبني على السكون في محل نصب مفعول مطلق .

من مرة : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال لكأي .

نصحتك : فعل وفاعل ومفعول به .



كثيراً

اسم يعرب حسب موقعه من الجملة ، فيأتي فاعلاً في مثل قوله تعالى ( ود كثير من أهل الكتاب )(1) ، ومفعول به في قوله تعالى ( يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً )(2) ، واسم إن في مثل قوله تعالى ( وإن كثيراً من الناس لفاسقون )(3) .

وتكون صفة للمفعول المطلق المحذوف أو صفة نائبة عنه والوجه الأول أحسن في مثل قوله تعالى ( واذكروا الله كثيراً )(4) ، والتقدير : ذكراً كثيراً ، وقد أعربها بعض المتقدمين حالاً من ضمير مصدر الفعل ، ومثله قوله تعالى ( فكلا منها رغداً )(5) ، والتقدير فكلا الأكل حال كونه رغدا وهي حال جامدة مؤولة بالمشتق أي راغدين هانئين ، وهذا مذهب سيبويه وقال به ابن هشام ولا يخفى ما في ذلك من تكلف فتدبر أمرك .

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [109] (2) البقرة [26] (3) المائدة [49] .

(4) الجمعة [10] (5) البقرة [35] .

كذا



أولاً : إحدى كنايات العدد ، يكنى بها عن الكثرة والقلة المجهولة .

نحو : اشتريت كذا كتاباً .

ولا يأتي تمييزها إلا منصوباً ، وتأتي مكررة .

نحو : اشتريت كذا كذا قلما .

وتعرب ( كذا ) الثانية توكيداً لفظياً للأولى .

ويأتي تمييزها مفرداً أو جمعاً .

نحو : اشتريت كذا كتاباً أو كذا كتباً .

و ( كذا ) ليس كغيرها من كنايات العدد تأتي في أول الكلام ، وإنما تتوسطه ولذلك تعرب حسب موقعها من الكلام .

1 ـ فقد تأتي في محل رفع فاعل ، نحو : جاء كذا طالباً .

2 ـ في محل نصب مفعول به ، نحو : رأيت كذا طالباً .

3 ـ في محل جر ، نحو : مررت بكذا طالباً .

4 ـ في محل نصب مفعول فيه ، نحو : سافرت كذا يوماً ، وسرت كذا ميلاً .

5 ـ في محل نصب مفعول مطلق ، نحو : ضربت المهمل كذا ضربة .

6 ـ في محل رفع مبتدأ ، نحو : عندي كذا كتاباً .

7 ـ في محل رفع خبر ، نحو : الكراسات كذا كراسة .



ثانياً : لفظة مركبة من ( ك ) التشبيه و ( ذا ) اسم إشارة .

نحو : لم تكتب كذا .


يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:48 AM

كذا كذلك كرب

ومنه قول المتنبي :

كذا أنا يا دنيا إذا شئت فاذهبي ويا نفس زيدي في كرائها قدما

وتدخل عليها ( هاء ) التنبه فنقول : هكذا .

نحو : هكذا تفعل الأيام ، وجلست هكذا .

وتتصل بها لام البعد وكاف الخطاب فنقول : كذلك .

نحو : جئت به كذلك .

ثالثاً : تأتي ( كذا ) اسم يكنى به عن غير العدد فيقع مضافاً إليه ولا يحتاج إلى مميز (1) .

نحو : جلست في مكان كذا .

كذلك

كلمة مركبة من ( ك ) التشبيه و ( ذا ) اسم الإشارة ، واتصلت بها لام البعد وكاف الخطاف ، نحو : نسقي الأشجار وكذلك الزهور .

كرب

فعل ماض ناقص من أفعال المقاربة يعمل عمل كان ، ويشترط في خبره أن يكون جملة فعلية مضارعية (2) .

كقول الشاعر * :

كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب

ومنه قول الراجز :

قد برت أو كربت أن تبورا كما رأيت بيتها مثبورا

ـــــــــــــــ

(1) أنظر المنهاج في القواعد والإعراب لمحمد الأنطاكي ص 282 .

(2) أنظر أوشك ص 166 .

* الشاهد بلا نسبة في بعض المصادر وفي بعضها كالعيني نسبه إلى كحيلة اليربوعي .

كذا



نماذج من الإعراب



" اشتريت كذا قلما " .

اشتريت : فعل وفاعل .

كذا : كناية عن عدد مبني على السكون في محل نصب مفعول به .

قلما : تمييز منصوب .

" لم تكتب كذا " .

لم : اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ( ما ) اسم استفهام مبني على السكون على الألف المحذوفة لدخول حرف الجر عليه وهو في محل جر والجار والمجرور متعلقان بالفعل تكتب .

تكتب : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

كذا : الكاف حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ويجوز أن يكون اسماً مبنياً على الفتح في محل نصب حال أو مفعول مطلق و ( ذا ) اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف أو في محل جر بالإضافة إذا اعتبرنا الكاف اسماً ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال ، أو بمحذوف مفعول مطلق ويرجع سبب الاختلاف لاختلاف التقدير ، فإن قدرنا المحذوف لم تكتب كائناً ، فهما متعلقان بحال ، لأن كائناً يعود ضميرها المستتر على فاعل تسير ، وإن كان التقدير ( لم تكتب كائنا كذا ) كان تعلقها بـ ( كائنا ) التي هي صفة محذوفة للمصدر المحذوف فيكون المحذوف مفعولاً مطلقاً (1) .



ـــــــــــــــ

(1) المرجع السابق ص 282 لمحمد الأنطاكي .

كذا كفى



" جلست في مكان كذا " .

جلست : فعل وفاعل .

في مكان : جار ومجرور متعلقان بالفعل ، ومكان مضاف .

كذا : كناية عن مكان ، مبنية على السكون في محل جر مضاف إليه .

كفى

فعل ماضي تام ، يكثر دخول الباء الزائدة على فاعله ، إذا كان لازماً بمعنى ( اكتف ) ، كقوله تعالى ( وكفى بالله نصيراً )(1) .

ومنه قول المتنبي :

كفى بصفاء الود رقاً لمثله وبالتهرب منه مفخراً للبيب

كما يتصل حرف الجر الزائد بمفعوله أيضاً .

كقوله تعالى ( وكفى بنا حاسبين )(2) .

ومنه قول المتنبي أيضاً :

كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا

ومنه قول كعب بن مالك الأنصاري :

فكفى بنا فضلاً على من غيرنا حسب النبي محمد إيانا

وإذا كان كفى بمعنى جزي وأغنى فهو متعد لمفعول واحد لا غير ، كما في الأمثلة السابقة .

وقد لا يقترن فاعله بحرف الجر الزائد ، وهذا قليل ، ومنه قوله تعالى ( وكفى الله المؤمنين القتال )(3) .

وهو حينئذ بمعنى ( وقي ) وينصب مفعولين .

ـــــــــــــــ

(1) النساء [45] (2) الأنبياء [7] (3) الأحزاب [25] .

كفى



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( وكفى بالله نصيراً ) .

وكفى : الواو للاستئناف ، كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر .

بالله : الباء حرف جر زائد ، الله : لفظ الجلالة فاعل كفى مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .

نصيراً : تمييز منصوب بالفتحة .

وجملة كفى ... إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

قال تعالى ( وكفى بنا حاسبين ) .

وكفى : الواو للاستئناف ، كفى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره منع من ظهوره التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة .

بنا : الباء حرف جر زائد ، ونا ضمير المتكلمين في محل نصب مفعول به ، وهو مجرور لفظاً بالباء .

حاسبين : حال منصوب بالياء .

وجملة كفى ... إلخ استئنافية لا محل لها من الإعراب .

قال الشاعر :

كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا

كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر .

بك : الباء زائدة ، والكاف ضمير متصل مجرور لفظاً منصوب مفعول به لكفى .

داء : تمييز منصوب بالفتحة .

أن : حرف مصدري ونصب .

كفى كل

ترى : فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع فاعل كفى .

الموت : مفعول به أول لترى .

شافيا : مفعول به ثان لترى .

وحسب : الواو للاستئناف ، حسب : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .

المنايا : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة .

أن : حرف مصدر ونصب .

يكن : فعل مضارع ناقص مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل نصب ونون النسوة ضمير مبني على الفتح في محل رفع اسم كان .

أمانيا : خبر كان منصوب بالفتحة الظاهرة ، والألف للإطلاق .

والمصدر المؤول من أن يكن ... إلخ في محل رفع خبر حسب .

قال تعالى ( وكفى الله المؤمنين القتال ) .

وكفى : الواو للاستئناف ، كفى فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر .

الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .

المؤمنين : مفعول به أول منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم .

القتال : مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:49 AM

كل

اسم معرب لاستغراق أفراد المتعدد ، ولا تستعمل إلا مضافة لفظاً أو تقديراً ، فإذا لم يذكر المضاف إليه نونت تنوين عوض ، كقوله تعالى ( وكل في فلك يسبحون )(1) ، وقوله تعالى ( قل كل يعمل على شاكلته )(2) .

ـــــــــــــــ

(1) يس [40] (2) الإسراء [84] .

كل



ومثال الإضافة قوله تعالى ( وكل شيء فصلناه تفصيلاً )(1) .

وقوله تعالى ( ويوم نبعث في كل أمة شهيداً )(2) .

ومنه قول أمية بن أبي الصلت :

كل دين يوم القيامة عند الله إلا دين الحنيفة بور

ومنه قول سليك بن سلكة * :

كل سعي سوى الذي يورث الفوز فعقباه حسرة وخسار

مواقع كل الإعرابية :

أولاً : تعرب كل حسب موقعها من الكلام إذا أضيفت إلى الاسم الظاهر .

1 ـ فتأتي مبتدأ ، نحو قوله تعالى ( كل نفس ذائقة الموت )(3) .

ومنه قول المتنبي :

فكل غزو إليكم بعد ذا فله وكل غاز لسيف الدولة التبع

2 ـ وتأتي فاعلاً ، نحو قوله تعالى ( يوم تجد كل نفس ما عملت )(4) .

3 ـ نائباً للفاعل ، نحو قوله تعالى ( ثم توفى كل نفس ما كسبت )(5) .

4 ـ مفعولاً به ، كقوله تعالى ( والله لا يحب كل كفار أثيم )(6) .

ـــــــــــــــ

(1) الإسراء [12] (2) النحل [89] .

* سليك بن سلكة : هو سليك بن عمرو بن يتربي ، وهو الحارث بن عمرو بن كعب الشيمي ، والسلكة أمة ( أمة سوداء ) ، كان السليك أحد صعاليك العرب العدائين الذين لا تلحق بهم الخيل ، ومنهم الشنفري وتأبط شراً وعمر بن براق وغيرهم ، قال عنه المفضل أنه من أشد رجال العرب وأنكرهم وأشعرهم ، وكان أعرف الناس بالأرض وأعلمهم بمسالكها وأشدهم عدواً على رجليه .

(3) العنكبوت [57] (4) آل عمران [30] .

(5) البقرة [281] (6) البقرة [276] .

كل

ومنه قول زهير :

فكلاً أراهم أصبحوا يعقلونه صحيحات مال طالعات لمخرم

5 ـ نائباً عن المفعول المطلق ، كقوله تعالى ( فلا تميلوا كل الميل )(1) ، وقوله تعالى ( ولا تبسطها كل البسط )(2) .

ومنه قول قيس بن الملوح :

وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظان كل الظن أن لا تلاقيا

6 ـ وتأتي اسماً مجروراً ، كقوله تعالى ( ويوم نبعث في كل أمة شهيداً )(3) .

ثانياً : وإذا أضيفت ( كل ) إلى الضمير كانت توكيداً معنوياً لرفع التوهم عن الشمول والعموم ، ويتبع المؤكد في إعرابه .

كقوله تعالى ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً )(4) .

وقوله تعالى ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون )(5) .

ومنه قول المتنبي :

من قال لست بخير الناس كلهم فجهله بك عند الناس عاذره

ثالثاً : وإذا أضيفت ( كل ) إلى الاسم الظاهر وكان من لفظ الموصوف تأتي صفة تفيد بلوغ الغاية القصوى في ما تصف .

كقولنا : محمد عالم كل العالم ، ومنه : أطعمناه شاة كل شاة .

رابعاً : إذا اتصلت ( كل ) بما المصدرية الظرفية أفادتها الشرطية دون إعمال الجزم ، كقوله تعالى ( كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله )(6) .

وقوله تعالى ( كلما دخلت أمة لعنت أختها )(7) .

ـــــــــــــــ

(1) النساء [129] (2) الإسراء [29] (3) النحل [89] .

(4) يونس [99] (5) الحجر [30] (6) المائدة [64] .

(7) الأعراف [38] .

كل



ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :

كلما قلت متى ميعادها ضحكت هند وقالت بعد غد

ومنه قول الشاعر * :

أو كلما وردت عكاظ قبيلة بعثوا إليَّ عريفهم يتوسم

وإذا جاءت ( ما ) بعد كل ولم تتصل بها فهي ما الموصولة ، نحو : هذا كل ما عندي .

تنبيه :

1 ـ " كل من حيث عددها وجنسها " .

تتبع " كل " من حيث اللفظ إفراداً وتذكيراً ، ومن حيث المعنى ما تضف إليه عدداً وجنساً ، إذا أضيفت إلى نكرة .

نحو قوله تعالى ( كل امرئ بما كسب رهين )(1) .

وقوله تعالى ( كل نفس بما كسبت رهينة )(2) .

ومنه : كل رجال بما فعلوا رهناء ، وكل نساء بما فعلن رهينات .

وإذا أضيف إلى معرفة لك الخيار في مراعاة لفظها أو معناها ، نحو : كل الطلاب حضروا أو حضر . والوجه الأول أعم وأحسن .

ـــــــــــــــ

(1) الطور [21] (2) المدثر [38] .

* طريف العنبري : هو طريف بن مالك العنبري ، وقيل ابن عمرو العنبري فارس وشاعر من فرسان العرب في الجاهلية ، وكان يأتي سوق عكاظ في الأشهر الحرم غير مقنع ، وذلك على غير عادة فرسان العرب حتى لا يعرفون بعضهم البعض لما بينهم من التارات والعداوة ، وكان طريف قد قتل شراحيل الشيباني ، فقال حصيصة بن شراحيل أروني طريفاً فأروه إياه فجعل كلما مر به تأمله ونظر إليه فقال له طريفاً ما بك تتأملني ، فقال له حصيصة لئن لقيتك في الحرب لأقتلنك أو تقتلني ، ودارت الأيام والتقيا في حرب وقتله حصيصة بالفعل ثأراً لأبيه .

كل



2 ـ " حالة كل من النفي " .

أ – إذا جاءت كل قبل النفي استغرق النفي كل الأفراد .

نحو : كل الطلاب لم يحضروا .

ب – وإذا جاءت بعد النفي ثبت النفي لبعض الأفراد فقط .

نحو : لم يأت كل الناس ، والتقدير : أتى بعضهم .


يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:49 AM

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( كل نفس ذائقة الموت ) .

كل : مبتدأ مرفوع بالضمة ، وكل مضاف .

نفس : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

ذائقة : خبر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .

الموت : مضاف إليه مجرور .

والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

قال تعالى ( ولو شاء ربك لآمن من الأرض كلهم جميعاً ) .

ولو : الواو استئنافية ، لو حرف امتناع متضمن معنى الشرط غير جازم .

شاء : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط .

ربك : فاعل مرفوع ، والكاف ضمير المخاطب في محل جر مضاف إليه .

لآمن : اللام واقعة في جواب لو ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب آمن : فعل ماض مبني على الفتح جواب الشرط .

من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل .

في الأرض : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول ، والتقدير : يوجد في الأرض .

كل



كلهم : كل توكيد معنوي للاسم المجرور مثله ، وكل مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .



" محمد عالم كل العالم " .

محمد : مبتدأ مرفوع بالضمة .

عالم : خبر مرفوع بالضمة .

كل : صفة لعالم مرفوعة ، وكل مضاف .

العالم : مضاف إليه مجرور .



قال تعالى ( كلما دخلت أمة لعنت أختها ) .

كلما : أداة شرط غير جازمة في محل نصب ، نائبة عن الظرف ، وهو مضاف .

دخلت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث ، ودخل فعل الشرط .

أمة : فاعل مرفوع بالضمة .

والجملة في محل جر بإضافة كلما إليها .

لعنت : فعل ماض جواب الشرط ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي .

أختها : مفعول به ، وأخت مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .











كلا وكلتا

اسمان ملازمان للإضافة ، فإن أضيفا على الضمير كانا توكيداً معنوياً ويشترط فيهما عندئذ الآتي :

1 – أن يكون المؤكد بهما دالاً على المثنى .

2 – أن يصبح حلول الواحد محلهما .

3 – أن يكون ما أسند إليهما متفقاً مع ما قبلها في المعنى ، كقوله تعالى ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ )(1) .

ومنه قول الشاعر * :

أم هكذا بينهما تعريضا كلاهما أجد مستعرضا

ونحو : جاءت الطالبتان كلتاهما .

وهما يتبعان المؤكد في إعرابه ويأخذان إعراب المثنى رفعاً بالألف ، ونصباً وجراً بالياء ، كقول الشاعر ** :

ليت وليت في مجال ظنك كلاهما ذوا أشر ومحك

ـــــــــــــــ

(1) الإسراء [23] .

* الأغلب العجلي : هو الأغلب بن جشم بن سعد العجلي ، أحد المعمرين عاش في الجاهلية عمراً طويلاً ، وأدرك الإسلام فأسلم وحسن إسلامه ، ثم هاجر إلى الكوفة مع سعد بن أبي وقاص فنزلها واستشهد في موقعة نهاوند ، وقبره هناك مع قبور الشهداء ، ويقال أنه أول من رجز الأراجيز الطوال من العرب .

** وائلة بن الأسقع : هو وائلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل الليثي الكناني ، صحابي جليل من أهل الصفة ، كان قبل إسلامه ينزل ناحية المدينة ، وقدم على الرسول وهو يصلي الصبح بمسجد المدينة ، فصلى معه ، فلما دنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم أنكره فسأله من هو فأخبره بنفسه ، وكان الرسول يتجهز لغزوة تبوك فشهدها معه ، وقيل خدم النبي صلى الله عليه وسلم ثم نزل البصرة ، وشهد فتح دمشق ، ثم تحول إلى بيت المقدس وعاش 105 سنة وقد كف بصره ، وقيل هو آخر من مات من الصحابة ، ووفاته بالقدس أو دمشق .

كلا وكلتا



وقول الآخر :

كلاهما خلف من فقد صاحبه هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي

وفي حالة النصب نقول : رأيت اللاعبين كليهما ، وقرأت الصفحتين كلتيهما .

وفي حالة الجر نقول : مررت بالرجلين كليهما .

وإذا أضيفت كلا أو كلتا إلى الاسم الظاهر أعربتا حسب موقعهما من الكلام ، وعلامة إعرابهما حركات مقدرة على الألف للتعذر ، كما هو إعراب الاسم المقصور .

كقوله تعالى ( كلتا الجنتين أتت أكلها )(1) .

ومنه قول المتنبي :

كلا الرجلين أتلى قتله فأيكما غل حر السلب



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ) .

إما : إن حرف شرط جازم ، وما زائدة لا عمل لها .

يبلغن : يبلغ فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، وهو في محل جزم فعل الشرط ، ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

عندك : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة ، وعند مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه ، والظرف متعلق بيبلغن .

ـــــــــــــــ

(1) الكهف [33] .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:50 AM

كلا وكلتا



الكبر : مفعول به .

أحدهما : أحد فاعل ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

أوكلاهما : أو حرف عطف ، كلاهما معطوف على أحد مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى ، وكلا مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

فلا : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ولا ناهية .

تقل : فعل مضارع مجزوم ، وهو جواب الشرط ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

لهما : جار ومجرور متعلقان بتقل .

أف : اسم فعل مضارع بمعنى ( أتضجر ) مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، واسم الفاعل وفاعله في محل نصب مقول القول .



قال تعالى ( كلتا الجنتين أتت أكلها ) .

كلتا : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، وكلتا مضاف .

الجنتين : مضاف إليه مجرور بالياء .

أتت : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف ، والتاء للتأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على الجنة .

أكلها : أكل مفعول به منصوب ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر بالإضافة .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر لكلتا .







كلاّ



1 – حرف ردع وزجر وتنبيه على بطلان كلام المخاطب .

كقوله تعالى ( قال كلا إن معي ربي سيهدين )(1) .

ومنه قول جرير :

كلا ولكن ما أبديه من فرق فكي يغروا فيغريهم بي الطمع



2 – حرف بمعنى ( ألا ) الاستفتاحية وذلك إذا لم يسبقها في الكلام ما يقتضي الزجر أو النفي .

كقوله تعالى ( كلا إن الإنسان ليطغى )(2) .

وقوله تعالى ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )(3) .



3 – حرف بمعنى ( حقاً ) مرافقاً للقسم .

كقوله تعالى ( كلا والقمر )(4) .



4 – حرف جواب لنفي الاستجابة .

نحو : قولك : كلا لمن قال لك : أفعلت هكذا ؟

ومنه قول ابن زيدون :

كلا ولا المسك النموم أريحه متعطر إلا بوسم ثناك

ـــــــــــــــ

(1) الشعراء [62] .

(2) العلق [6] .

(3) المطففين [15] .

(4) المدثر [32] .

كلاّ



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( كلا إن معي ربي سيهدين ) .

كلا : حرف ردع وزجر لا عمل له ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

إن : حرف مشبه بالفعل ، يفيد التوكيد .

معي : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر إن مقدم في محل رفع .

ربي : اسم إن منصوب ، وربي مضاف ، والياء في محل جر مضاف إليه .

سيهدين : السين حرف للمستقبل القريب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، يهدين : فعل مضارع مبني على الفتح المقدر على الياء لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ، ونون التوكيد حرف مبني لا محل له من الإعراب .



قال تعالى ( كلا إن الإنسان ليطغى ) .

كلا : حرف بمعنى ( ألا ) الاستفتاحية مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

إن : حرف مشبه بالفعل ، ويفيد التوكيد .

الإنسان : اسم إن منصوب بالفتحة .

ليطغى : اللام (1) لام الابتداء ، وتسمى باللام المزحلقة لتزحلقها عن اسم إن إلى خبرها ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ليطغى فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الإنسان .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن .

ـــــــــــــــ

(1) أنظر أنواع اللام ص 262 وما بعدها .

كلاّ كلما



قال تعالى ( كلا والقمر ) .

كلا : حرف بمعنى ( حقاً ) ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

والقمر : الواو حرف قسم ، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

القمر : اسم مجرور بالكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف .



كلما



ظرفية مركبة من ( كل ) و ( ما ) المصدرية ، تعرب أداة شرط غير جازمة في محل نصب ظرف زمان متعلقة بجوابها (1) .

ومن شروطها أن يكون شرطها وجوابها فعلين ماضيين .

كقوله تعالى ( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها )(2) .

وقوله تعالى ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا )(3) .

ومنه قول المتنبي :

كلما رحبت بنا الروض قلنا حلب قصرنا وأنت السبيل

وقوله أيضاً :

كلما صبحت ديار عدو قال تلك الخبوث هذى السيول

ـــــــــــــــ

(1) أنظر فقرة ( رابعاً ) من فقرات ( كل ) ص 414 .

(2) النساء [56] .

(3) آل عمران [ 17] .





كلما



نماذج من الإعراب



قال تعالى ( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ) .

كلما : كل اسم منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بجواب الشرط وكل مضاف ، وما مصدرية توقيتية ( أداة ) شرط غير جازمة .

نضجت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث الساكنة ، وما والفعل بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة لكل .

جلودهم : فاعل مرفوع ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

بدلناهم : فعل ماض ، ونا المتكلمين في محل رفع فاعله ، والهاء في محل نصب مفعول به أول ، والميم لجماعة المتكلمين .

جلوداً : مفعول به ثان .

غيرها : غير صفة لجلود ، وغير مضاف ، والضمير في محل جر بالإضافة .

وكلما وما بعدها من فعل الشرط وجوابه في محل نصب حال من الضمير المنصوب في نصليهم .

كم



إما استفهامية أو خبرية .

أولاً : كم الاستفهامية :

اسم كناية يستفهم بها عن عدد مجهول الجنس والمقدار أو يراد تعيينه .

نحو : كم قلماً اشتريت ، وكم ريالاً معك .

ومنه قوله تعالى ( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين )(1) .

وهي مبهمة تحاج إلى إيضاح ، ولا يوضح إبهامها إلا التمييز الذي يليها ، ويكون مفرداً منصوباً كما مثلنا سابقاً .

وكم كغيرها من أدوات الاستفهام لها مكان الصدارة في الكلام فلا يعمل فيها ما قبلها إلا إذا كانت مضافة .

نحو : ورقة كم طالب صححت ، وعمل كم يوم أنجزت .

أو سبقه حرف الجر ، نحو : بكم ريال اشتريت الكتاب ؟

وفي الحالتين السابقتين يجوز في تمييزها أن يجر بمن مضمرة ولكن الأفصح نصبه .

وتعرب كم الاستفهامية بحسب العوامل .

1 – إذا استفهم بها عن المفعول المطلق كانت في محل نصب على المفعولية المطلقة .

نحو : كم طوافاً طفت ، وكم ضربة ضربته ؟

كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول مطلق .

ضربة : تمييز منصوب بالفتحة .

ضربته : فعل وفاعل ومفعول به .

ـــــــــــــــ

(1) المؤمنون [112] .

كم



2 – إذا استفهم بها عن المفعول به كانت في محل نصب مفعولاً به .

نحو : كم صفحة قرأت ؟

كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به .

صفحة : تمييز منصوب .

قرأت : فعل وفاعل .

3 – إذا استفهم بها عن المفعول فيه كانت في محل نصب على الظرفية الزمانية .

نحو : كم ساعة مكثت ؟

أو الظرفية المكانية ، نحو : كم ميلاً مشيت ؟

كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية .

ساعة : تمييز منصوب بالفتحة .

مكثت : فعل وفاعل .

4 – إذا سبقها حرف جر أو مضاف كانت في محل جر .

نحو : بكم ريال اشتريت الكتاب ؟ وعمل كم طالب أنجزت ؟

بكم : الباء حرف جر ، كم اسم استفهام مبني على السكون في محل جر .

ريال : تمييز مجرور بمن مضمرة .

اشتريت : فعل وفاعل .

الكتاب : مفعول به .

عمل : مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف .

كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .

طالب : تمييز مجرور بمن مضمرة .

أنجزت : فعل وفاعل ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ .



كم



5 – وإذا لم تأت كم واحدة مما سبق ، تكون في محل رفع مبتدأ .

نحو : كم كتاباً في مكتبتك ؟ وكم قلما عندك ؟

كم : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ .

كتاباً : تمييز منصوب بالفتحة .

في مكتبتك : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر كم .

وعندك في المثال الثاني ظرف مكان منصوب والكاف في محل جر بالإضافة والظرف متعلق بمحذوف خبر كم .

6 – وتأتي كم في محل رفع خبر مقدم ، وذلك إذا تلاها اسم مضاف لما بعده ، ويكون تمييزها مقدراً ، نحو : كم مالك ؟ كم عدد كتبك ؟

كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم .

مالك : مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف والكاف في محل جر مضاف إليه .

وتمييزها مقدر ، وكأن السؤال : كم ريالاً مالك ؟ ، أو كم كتاباً عدد كتبك ؟

تنبيه :

1 – إذا فصل بين كم الاستفهامية ومميزها بفاصل بقي المميز على نصبه .

نحو : كم حضر طالباً ؟

كما يجوز في ذلك الجر بمن .

نحو : كم في المكتبة من كتاب ؟

2 – ويجوز حذف مميزها إذا دل عليه دليل .

نحو : كم عندك ؟ ، وكم حضر إلى المدرسة اليوم ؟

ومنه قوله تعالى ( كم لبثت )(1) .

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [259] .

كم



وقوله تعالى ( قال قائل منهم كم لبثتم )(1) .

والتقدير : كم كتاباً عندك ؟ وكم طالباً حضر ؟ وكم يوماً لبث أو لبثتم ؟

ثانياً : كم الخبرية :

اسم يقصد به الإخبار عن الكثرة المجهولة الكمية .

نحو : كم معركة خاضها المسلمون ، وكم من كتب في المكتبة لم تصل لها يد القارئ .

ومنه قول ابن زيدون :

كم قاعدة يحضى فتعجب حاله من جاهد يصل الدؤوب فيحرم

وتمييزها يكون مفرداً أو جمعاً مجروراً بإضافتها إليه أو بحرف الجر ( من ) وأفراد تمييزها أكثر وأبلغ ، نحو : كم شهيد هوى على الأرض .

وكقوله تعالى ( وكم من قرية أهلكناها )(2) .

وقوله تعالى ( وكم من ملك في السموات )(3) .

ومنه قول السموءل بن عدياء :

كم من أخ لي صالح بواته بيدي لحدا

ومثال الجر بالإضافة .

قول الفرزدق :

كم عمة لك يا جرير وخالة فدحاء قد ملكت على عشارى

وقول الشاعر * :

كم ملوك باد ملكهم ونعيم سوقة بادوا

ـــــــــــــــ

(1) الكهف [19] (2) الأعراف [4] (3) النجم [26] .

* الشاهد بلا نسبة في مصادره .

كم



وتعرب كم الخبرية إعراب كم الاستفهامية ، أنظر كم الاستفهامية .

تنبيه :

1 – يجوز الفصل بين كم الخبرية وتمييزها ، وعندئذ يجب نصبه ، إذ لا يمكن إضافته إليها وهو مفصول عنها .

نحو : كم عندي مالاً .

ومنه قول القطامي :

كم نالني منهم فضلاً على عدم إذ لا أكاد من الإقتار أحتمل

2 – يجر تمييزها المفصول عنها ( بمن ) إذا كانت ظاهرة .

نحو : كم عندي من كتب .

ومنه قول ذي الرمة :

كم دون مية من خرق ومن علم كأنه لامع عريان مسلوب

3 – أما إذا كان الفصل بين كم الخبرية ومميزها بفعل متعد متسلط على كم ، وجب عندئذ جر تمييزها بمن ظاهرة .

نحو : كم قرأت من فصول ، وكم أهملت من عمل .

ومنه قوله تعالى ( وكم أهلكنا من القرون )(1) .

وقوله تعالى ( وكم أهلكنا من قرية )(2) .

4 – إذا جر مميزها ( بمن ) فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من كم .

ـــــــــــــــ

(1) الإسراء [17] (2) القصص [58] .

كم كما

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( وكم أهلكنا من القرون ) .

وكم : الواو للاستئناف ، كم خبرية اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به . أهلكنا : فعل وفاعل .

من القرون : جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من كم .
يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:50 AM

كما

لفظة مركبة من ( الكاف ) التي للتشبيه ، و ( ما ) المصدرية ، وتقع بين فعلين ، فيكون المصدر المؤول مجروراً بالكاف ، ويعلق الجار والمجرور بالفعل قبلها ، نحو : فعلت كما فعلت ، ومنه قول ابن زيدون :

كما تشاء فقل لي ، لست منتقلاً لا تخش مني نسياناً ولا بدلا

والتقدير : كن كما تشاء ، ومنه قول جميل بثينة :

نولي قبل نأي داري جمانا وصلينا كما زعمت تلانا

وإذا وقعت بين فعلين متماثلين علق الجار والمجرور بمفعول مطلق محذوف .

كقول امرئ القيس :

كميت يزل للبد عن حال متنه كما زلت الصفواء بالتنزل

ومنه قول جرير :

ينهض في كل مخشى الردي قذف كما تقاذف في اليم المرازيب

ومنه قول المتنبي :

وانتبهنا كما انتبهت بلا شيء فكان النوال قدر الكلام

ويرى بعضهم أن ( كما ) مركبة من ( كاف ) التشبيه و ( ما ) الكافة ، وجعلوا من ذلك قوله تعالى ( كما أرسلنا فيكم رسولاً )(1) .

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [151] .

كما كي



وقوله تعالى ( واذكروه كما هداكم )(1) ، وممن جوز ذلك الزمخشري (2) .

وقد عد بعضهم ( ما ) الزائدة ملغاة ، كقول عمرو بن براقة الهمذاني :

وننصر مولانا ونعلم أنه كما الناس مجروم عليه وجارم

ويرى بعضهم أن ( ما ) موصولة وهي التي بمعنى الذي .

نحو : ضربت حماراً ضربتما ، أي كالحمار الذي ضربتما (3) .

نماذج من الإعراب

" فعلت كما قلت " .

فعلت : فعل وفاعل .

كما : الكاف حرف تشبيه وجر ، وما مصدرية مبنية على السكون في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما .

قلت : فعل وفاعل .



كي

ولها ثلاثة أوجه :

أولاً : تأتي حرفاً مصدرياً ناصباً بمعنى ( أن ) ، ويغلب ورودها مع اللام لفظاً أو تقديراً ، نحو : أدرس كي تنجح أو لكي تنجح .

ومنه قوله تعالى ( لكي لا يكون على المؤمنين حرج )(4) .

فهي ناصبة للفعل بنفسها ، ولاقترانها بلام التعليل ، وإذا لم تتصل باللام يجوز فيها أن تنصب بنفسها أو بأن المصدرية المقدرة .

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [198] (2) أنظر الكشاف ج1 ص349 .

(3) أنظر رصف المباني ص213 . (4) الأحزاب [37] .

كي

كقوله تعالى ( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها )(1) .

وقوله تعالى ( وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً )(2) .

ومتى سبقت كي بلام الجر كانت حرفاً ناصباً ليس غير ، والمصدر المؤول منها ومن الفعل يكون في محل جر باللام .

كقوله تعالى ( لكي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم )(3) .

ومنها الأمثلة السابقة المقرونة فيها كي باللام .

وإذا لم تتصل باللام كانت جارة للمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل .

نحو : ادرس كي تنجح .

ثانياً : تأتي حرفاً للتعليل ، ولا تجر إلا ( ما ) المصدرية ، والفعل مرفوع بعدها .

كقول الشاعر ( عبد الله بن عبد الأعلى ) :

إذا أنت لم تنفع فضر فإنما يرجى الفتى كيما يضر وينفع

كذلك إذا جاء بعدها ( ما ) الاستفهامية تكون مجرورة بها .

نحو : كيم فعلت ذلك ؟ أي : لم فعلت ذلك ؟

وقد تجر ( كي ) أن المصدرية المقدرة أو الظاهرة .

كما في قول جميل بثينة :

أكل الناس أصبحت مانحا لسانك كيما أن تغر وتخدعا

فكي في البيت السابق حرف جر ، وجر المصدر المؤول من أن والفعل ، والفاعل في الفعل ( أن ) .

ثالثاً : وتأتي بمعنى ( كيف ) ، وهي حينئذ اسم يأتي الفعل بعدها مرفوعاً .

كقول الشاعر * :

كي تجنحون إلى سلم وما ثئرت قتلاً كم ولظى الهيجاء تضطرم

ـــــــــــــــ

(1) القصص [13] (2) طه [33] (3) الحشر [7] . * الشاهد بلا نسبة .

كي

تنبيه :

1 – إذا اتصلت كي المصدرية الناصبة ( بما ) أو ( لا ) فلا يبطل عملها .

كقول الشاعر * :

أردت لكيما لا تراني عشيرتي ومن ذا الذي يعطى الكمال فيكمل

ومنه قوله تعالى ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم )(1) .

وقوله تعالى ( لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً )(2) .

2 – يجب أن تفرق بين كي التعليلية الجارة وبين كي المصدرية الناصبة ، فالأولى إذا اتصلت بما كفتها عن العمل ، والفعل بعدها مرفوع كما بينا ، والثانية لا تكفها عن العمل ، والفعل بعدها منصوب فانتبه .

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( لكي لا يكون على المؤمنين حرج ) .

لكي : اللام حرف جر وتعليل ، كي حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

لا يكون : لا نافية لا عمل لها ، يكون فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتح الظاهرة ، وهو تام .

وكي والفعل في تأويل مصدر في محل جر باللام .

على المؤمنين : جار ومجرور متعلقان بيكون .

حرج : فاعل مرفوع .

قال الشاعر :

إذا أنت لم تنفع فضر فإنما يرجى الفتى كيما يضر وينفع

ـــــــــــــــ

(1) الحديد [23] (2) الحج [5] .

* الشاهد بلا نسبة في مصادره .

كي



إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان شرطية غير جازمة مبنية على السكون في محل نصب مفعول فيه متعلق بالجواب وهي مضافة .

أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده .

لم تنفع : لم حرف نفي وجزم وقلب ، تنفع فعل مضارع مجزوم بلم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

وجملة الفعل المضارع المجزوم بلم مفسرة لا محل لها من الإعراب .

وجملة أنت والفعل المحذوف في محل جر بالإضافة لإذا .

وجملة إذا أنت لم تنفع لا محل لها من الإعراب ابتدائية .

فضر : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ضر فعل أمر مبني على السكون ، وحرك بالفتح للتخفيف ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

وجملة فضر مع الفاعل المحذوف لا محل لها من الإعراب جواب الشرط .

فإنما : الفاء استئنافية ، إنما كافة ومكفوفة حرف دال على الحصر .

يرجى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر .

الفتى : نائب فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر .

وجملة فإنما ... إلخ استئنافية .

كيما : كي حرف تعليل وجر ، ما مصدرية مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب .

يضر : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

وينفع : الواو حرف عطف ، ينفع معطوف على يضر .

وجملة ما والفعل بتأويل مصدر في محل جر بكي ، والجار والمجرور متعلقان بيرجى ، والتقدير : يرجى الفتى للضر والنفع .

كي



قال الشاعر :

كي تجنحون إلى سلم وما ثئرت قتلاكم ولظى الهيجاء تضطرم

كي : اسم استفهام بمعنى كيف مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .

تجنحون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة فاعله .

إلى سلم : جار ومجرور متعلقان بالفعل قبله .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر كي .

وما ثئرت : الواو للحال ، ما نافية لا عمل لها ، ثئرت فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء للتأنيث .

قتلاكم : قتلى نائب فاعل مرفوع بالضمة المقدرة ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه ، والميم علامة الجمع .

والجملة الفعلية في محل نصب حال من فاعل تجنحون .

ولظى : الواو للحال ، لظى مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة ، وهو مضاف .

الهيجاء : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

تضطرم : خبر مرفوع بالضمة ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من قتلاكم أو من فاعل تجنحون (1) .

ـــــــــــــــ

(1) أنظر حاشية الصبان على شرح الأشموني ج3 ص279 .

كيت وكيت كيف



كيت وكيت

اسم كناية مبهم ، وهي كناية عن القصة قولاً أو فعلاً .

مثال القول : قال الرجل كيت وكيت .

ومثال الفعل : فعل الرجل كيت وكيت .

ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " بئس ما لأحدكم أن يقول : نسيت آية كيت وكيت " .

وترد مفردة ، نحو : قال فلان كيت .

أو مكررة بالعطف ، كما في الأمثلة السابقة ، وتعرب حسب موقعها من الجملة ، وغالباً ما تكون مفعولاً به كما مر معنا ، ونعربها كالآتي :

كيت : اسم مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .

وكيت : الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، كيت اسم معطوف مبني على الفتح في محل نصب .

وقد تستعمل مكررة بدون حرف العطف ، نحو : قال الراوي كيت كيت ، وتعرب في هذه الحالة : اسماً مركباً مبنياً على فتح الجزئين في محل نصب مفعول به ، والمشهور فتح تاء كيت ، ويجوز فيها الضم والكسر أيضاً .

كيف

تأتي على وجهين :

أولاً : اسم استفهام لتعيين الحال .

كقوله تعالى ( وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله )(1) .

وقوله تعالى ( كيف كان عاقبة المجرمين )(2) .

ـــــــــــــــ

(1) آل عمران [101] (2) الأعراف [83] .

كيف

ومنه قول أبي العلاء :

كيف أصبحت في مكانك بعدي يا جديراً مني بكل افتقار

وتعرب كيف حسب موقعها من الكلام فتأتي :

1 – في محل رفع خبر إذا تلاها اسم مفرد ، نحو : كيف أنت ؟ وكيف حالك ؟

ومنه قول المتنبي :

هبيني أخذت الثأر فيك من العدى فكيف بأخذ الثأر فيك من الحمى

ومنه قول جرير :

وكيف نجاء للفرزدق بعدما طغا وهو في أشداق أغلب حائر

كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم ، أنت مبتدأ مؤخر .

وكذلك الحال في بيت المتنبي وفي بيت جرير ، فكيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم .

بأخذ : الباء حرف جر زائد ، أخذ مبتدأ مؤخر .

وتأتي كيف خبراً للفعل الناقص ( كان وأخواتها ) إذا تلى كيف .

نحو : كيف أصبحت ؟ ، ومنه قول شوقي :

كيف كنا ولا تسل كيف كنا نتساقى من الهوى ما نشاء

كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر كان مقدم .

كنا : كان فعل ناقص ، ونا المتكلمين في محل رفع اسمها .

2 – تأتي حالاً إذا تلاها فعل تام ، نحو : كيف جئت ؟

ومنه قول المتنبي :

كيف لا تأمن الفراق ومصر وسراياك دونها والخيول

كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال .

لا تأمن : لا نافية لا عمل لها ، وتأمن فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت . الفراق : مفعول به منصوب بالفتحة .

كيف كيفما



3- وتأتي مفعولاً مطلقاً .

كقوله تعالى ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل )(1) .

ثانياً : أما الوجه الثاني لكيف : فهي اسم شرط لفعلين متفقين في المعنى غير مجزومين وهذا مختلف فيه ، كقوله تعالى ( يصوركم في الأرحام كيف يشاء )(2) .

وجوابها في هذه الآية محذوف ، لدلالة ما قبله عليه ، ولكن إذا اقترنت ( بما ) الزائدة كما هو الحال في حيثما وإذما ، كانت شرطية جازمة بلا خلاف .

نحو : كيفما تكن الأمة تكن الولاة .

كيفما

اسم شرط يدل على الحال ، وهي مركبة من ( كيف ) و ( ما ) الزائدة ، وهذا شرط من شروط عملها كذلك يشترط في عملها أن يكون فعلاها متفقين في اللفظ والمعنى ، نحو : كيفما تعامل الناس يعاملوك .

وتعرب حالاً من فاعل فعل الشرط كما في المثال السابق .

ومنه : كيفما تجلس أجلس .

أو في محل نصب خبر لفعل الشرط إذا كان ناقصا .

نحو : كيفما يكن المرء يكن قرينه .

كيفما : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل نصب خبر يكن مقدم .

يكن المرء : يكن فعل مضارع ناقص مجزوم بكيفما ، وهو فعل الشرط ، المرء اسم يكن .

يكن قرينه : فعل مضارع ناقص مجزوم ، وهو جواب الشرط ، وقرين اسمها ، والهاء ضمير في محل جر مضاف إليه .

ـــــــــــــــ

(1) الفيل [1] (2) آل عمران [6] .

كيم كيما



كيم

لفظ مركب من ( كي ) الجارة التعليلية و ( ما ) الاستفهامية التي حذفت ألفها لدخول حرف الجر عليها ، وهي بمعنى ( لم ) .

نحو : كيم تبكي ؟ ، وتعرب كالآتي :

كي : حرف جر وتعليل مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل جر بكي ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل تبكي .

تبكي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .



كيما

كلمة مركبة من ( كي ) الجارة التعليلية ، و ( ما ) المصدرية (1) .

كقول عبد الله بن عبد الأعلى ، ويقال للنابغة الذبياني :

إذا أنت لم تنفع فصر فإنما يرجى الفتى كيما يضر وينفع

ومنه قول الآخر :

وقد مدحتكم عمداً لأرشدكم كيما يكون لكم متحى وإمراسي

والفعل بعدها مرفوع لأن كي جارة للمصدر المؤول من ( ما ) والفعل ، وتسمى كافة ومكفوفة .

وقد : الواو استئنافية ، قد حرف تحقيق ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

ـــــــــــــــ

(1) أنظر الفقرة الثانية من كي ص 432 .

كيما



مدحتكم : مدح فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل ، والتاء ضمير في محل رفع فاعل ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع لا محل لها من الإعراب .

عمداً : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة .

والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

لأرشدكم : اللام للتعليل ، أرشد فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، والكاف في محل نصب مفعول به .

كيما : كافة ومكفوفة لا عمل لها .

أو كي حرف جر يفيد التعليل ، وما مصدرية ، والمصدر المؤول من ( ما ) والفعل بتأويل مصدر في محل جر بكي .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:52 AM

حرف اللام

تنقسم اللام من حيث العمل إلى قسمين : عاملة وغير عاملة .

1 – وتنقسم العاملة إلى ثلاثة أنواع : العاملة للجر ، العاملة للنصب ، والعاملة للجزم .

أولاً : اللام العاملة :

1 – لام الجر : وهي لام مكسورة مع كل ظاهر إلا مع المستغاث بياء الاستغاثة المفتوحة غير المعطوف ، غير المكرر معه حرف النداء ومع المستغاث من أجله .

مثال الفتح : يا لمحمد , بفتح اللام في كلمة لمحمد .

مثال المعطوف المكرر معه حرف النداء : يا لقومي ويا لأمثال قومي ، بفتح لام لقومي ، ولام لأمثال .

مثال الكسر : يا للكهول للشباب للعجب ، بكسر لام للكهول ، وللشباب .

ومثال كسر اللام مع المستغاث من أجله إذا كان اسماً ظاهراً .

اللام



قولهم : فيا للناس للواشي المطاع .

كما تفتح لام الجر إذا اقترنت بالضمائر ، نحو : لك ، لكم ، له ، إلا مع ياء المتكلم فتكون مكسورة ، نحو : هذا لي .

أقسام لام الجر :

تنقسم لام الجر إلى قسمين :

( أ ) قسم يختص بجر الأسماء والضمائر .

( ب ) قسم يختص : بجر المصادر المؤولة ، وهذه اللام تعرف بلام النصب ، وسنتعرض لها في حينها إن شاء الله .

اللام الجارة للأسماء والضمائر ومعانيها :

1 – تفيد اللام الاختصاص ، نحو : الجنة للمؤمنين .

ومنه قوله تعالى ( فإن كان له أخوة )(1) .

2 – الاستحقاق ، نحو : النار للكافرين .

ومنه قوله تعالى ( الحمد لله رب العالمين )(2) .

وقوله تعالى ( ويل للمطففين )(3) .

3 – الملك ، نحو : الكتاب لعمرو .

ومنه قوله تعالى ( لله ما في السموات والأرض )(4) .

ومنه قول المتنبي :

لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي وللحب ما لم يبق مني وما بقي

فاللام في قوله : وللحب ، لام الملك .

ـــــــــــــــ

(1) النساء [11] (2) الفاتحة [2] .

(3) المطففين [1] (4) لقمان [26] .

اللام

4 – التملك ، نحو : وهبت للفقير ريالاً .

5 – شبه الملك ، نحو : أدوم لك ما تدوم لي .

6 – شبه التمليك ، كقوله تعالى ( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً )(1) .

7 – التعليل ، نحو : زرتك لشرفك .

ومنه قول المتنبي : لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي

ومنه قول امرئ القيس :

ويوم عقرت للعذارى مطيتي قيا عجباً من كورها المتحمل

8 – التبيين : وهي اللام الواقعة بعد أسماء الأفعال والمصادر .

نحو : قوله تعالى ( هيت لك )(2) ، ونحو : سعياً لزيد .

9 – القسم المتضمن معنى التعجب ، كقول الشاعر :

لله يبقى على الأيام ذو حيد بمشمخر به الظيان والأسن

10 – التعدية ، نحو : قلت له أفعل كذا .

ونحو : ما أضرب زيداً لعمرو .

ومنه قوله تعالى ( فهب لي من لدنك وليا )(3) .

11 – الصيرورة ، وتسمى لام العاقبة أو لام المآل .

كقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه * :

ـــــــــــــــ

(1) النحل [72] (2) يوسف [23] (3) مريم [5] .

* علي بن أبي طالب : هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب ، أول من أسلم من الصبية ، وكان ابن تسع سنين ، وقال عفان بن مسلم أول من صلى ، وهو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وزوج ابنته فاطمة ، ورابع الخلفاء الراشدين ، ولي الخلافة بعد عثمان سنة 35 هـ ، ولبث فيها أربع سنوات وأحد عشر شهراً ، انقسم خلالها المسلمون إلى فريقين فكانت معركة الجمل التي انتصر فيها ، ثم معركة صفين التي أدت إلى التحكيم فانتقلت الخلافة إلى معاوية ، وقد اغتاله أحد الخوارج يدعى ابن ملجم وهو يصلي سنة 40 هـ .

اللام



لدوا للموت وابنوا للخراب فكلكم يصير إلى خراب

ومنه قول الشاعر * :

فإن يكن الموت أفناهم فللموت ما تلد الوالدة

12 – التعجب المجرد من القسم ، نحو : يا للماء ، ويا للعشب .

ومنه قول الأعشى :

شباب وشيب وافتقار وذلة فلله هذا الدهر كيف ترددا

ويكثر استعمال هذا النوع من الداء .

كقول امرئ القيس :

فيا لك من ليل كأن نجومه بكل مغار الفتل شدت بيذبل

13 – التبليغ : وهي اللام الجارة لاسم سامع القول أو ما في معناه .

نحو : قلت , وفسرت له .

ومنه قول امرئ القيس :

فقلت له لما عوى أن شأننا قليل الغنى إن كنت لما تحول

14 – أن تضمن معنى ( إلى ) .

كقوله تعالى ( سقناه لبلد ميت )(1) .

كقوله تعالى ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه )(2) .

وقوله تعالى ( كل يجري لأجل مسمى )(3) .

15 – أن تضمن معنى ( في ) .

نحو : قلوهم : مضى لسبيله .

ـــــــــــــــ

(1) الأعراف [57] (2) الأنعام [8] .

(3) الرعد [2] * الشاهد بلا نسبة .

اللام

ومنه قوله تعالى ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة )(1) .

وقوله تعالى ( يا ليتني قدمت لحياتي )(2) .

16 – أن تضمن معنى ( عن ) .

كقوله تعالى ( قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا )(3) .

وقوله تعالى ( ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيراً )(4) .

ومنه قول أبي الأسود الدؤلي * :

كضرائر الحسناء ظن لوجهها حسداً وبغضاً أنه لدميم

17 – أن تضمن معنى ( على ) .

كقوله تعالى ( يخرون للأذقان سجداً )(5) ، وقوله تعالى ( وتله للجبين )(6) .

ومنه قول الشاعر ** :

تناوله بالرمح ثم أثنى له فخر صريعاً لليدين وللفم

ـــــــــــــــ

(1) الأنبياء [47] (2) الفجر [21] (3) الأعراف [38] .

(4) هود [31] (5) الإسراء [107] (6) الصافات [103] .

* أبو الأسود الدؤلي : هو أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان بن يعمر الدؤلي ، علوي الرأي ، ورجل أهل البصرة ، وأول من أسس العربية ونهج سبلها ، ووضع قياسها ، وأول من نقط المصحف ، ولد سنة واحدة قبل الهجرة ، وسكن البصرة في إمارة عمر وولي إمارتها في خلافة علي ، وهو شاعر جيد .

** جابر بن حنى : وقيل هو عمر بن حنى بن حارثة بن عمرو الثعلبي ، شاعر جاهلي قديم كان صديقاً لامرئ القيس ، وكان معه لما لبس الحلقة المسمومة وكان جابر يحمله وفي ذلك يقول امرئ القيس :

فأما تريني في رحالة جابر على حرج كالقر تخفق أكفاني

وقد روي صدر البيت : ضممت إليه بالسنان قييصه ، والرواية الأولى أصح لورودها باسم الشاعر في شرح المفصليات ص212 ، وانظر معجم شواهد النحو الشعرية للدكتور حنا جميل حداد ص165 شاهد رقم 2760 ، وانظر الجنى الداني للمرادي ص100 .

اللام



18 – أن تضمن معنى ( عند ) ، كقولهم : كتبته لخمس خلون .

ومنه قوله تعالى ( بل كذبوا بالحق لما جاءهم )(1)، بكسر اللام وتخفيف الميم .

19 – أن تضمن معنى ( بعد ) ، كقوله تعالى ( أقم الصلاة لدلوك الشمس )(2) .

ومنه قول الشاعر * :

فلما تفرقنا كأني ومالكاً لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

20 – أن تضمن معنى ( مع ) ، كقول الشاعر في البيت السابق .

21 – أن تضمن معنى ( من ) ، نحو : سمعت له صراخاً .

ومنه قول جرير :

لنا الفضل في الدنيا وأنفك راغم ونحن لكم يوم القيامة أفضل

22 – لام المستغاث به ، وتكون مفتوحة .

كقول قيس بن ذريح :

تكنفني الوشاة فأزعجوني فيا للناس ، للواشي المطاع

32 – لام المدح والذم ، وهي لام جر مفتوحة لاتصالها بالضمير .

نحو : يا لك رجلاً صالحاً .

24 – لام التبيين ، كقول المتنبي :

لولا مفارقة الأحباب ما وجدت لها المنايا إلى أرواحنا سبلا

ـــــــــــــــ

(1) ص [5] (2) الإسراء [78] .

* متمم بن نويره : هو متمم بن نويره بن جمرة بن شداد ، وكنيته أبو نهشل ، صحابي وشاعر مشهور أحد شعراء الطبقات وله في أخيه مالك مرات تعد من غرر الشعر ، كان كثير الانقطاع في بيته قليل التصرف في أمر نفسه اكتفاء بأخيه مالك ، وكان أعوراً ذميماً ن وقد بكى أخاه مالك حتى دمعت عينه العوراء وكان ذلك في حضرة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب .

اللام

25 – لام التوكيد : وهي اللام الزائدة .

أ ـ تزاد بين الفعل المتعدي ومفعوله زيادة مطردة ، كقول الشاعر :

أريد لأنسى ذكرها فكأنما تمثل لي ليلى بكل سبيل

وتزاد في مفعول ضعف عامله لأنه متأخر .

كقوله تعالى ( إن كنتم للرؤيا تعبرون )(1) .

أو ضعف عامله لأنه مشتق ، كقوله تعالى ( فعال لما يريد )(2) .

وتزاد زيادة غير مطردة ، كقول ابن ميادة * :

وملكت ما بين العراق ويثرب ملكاً أجار لمسلم ومعاهد

ب ـ الزيادة المقحمة : وهي اللام المعترضة بين المضاف والمضاف إليه .

كقول الشاعر ** :

يا بؤس للحرب التي وضعت أراهط فاستراحوا

ج ـ وتزاد في المستغاث به ، نحو : يا الله للضعيف .

ثانياً : اللام الجارة للمصادر المؤولة : وتسمى لام النصب وهي نوع من أنواع لام الجر ، وتنقسم إلى قسمين :

ـــــــــــــــ

(1) يوسف [43] (2) هود [4] .

* ابن ميادة : هو الرماح بن أبرد ، وقيل بن يزيد بن ثوبان بن سراقة بن حرملة المضري المعروف بابن ميادة ، وميادة أمه قيل أنها من أصل بربري أو صقلبي ، وقال ابن ميادرة أن أصلها فارسي ، ويكنى أبا شرحبيل ، شاعر محسن متأخر من مخضرمي الدولتين وقد جعله ابن سلام في الطبقة الإسلامية السابقة ، وهو من الشعراء الهجائيين ، مات في صدر المنصور ، وكان قد مدحه ولم يعد إليه لما بلغه عنه من قلة رغبته في مدائح الشعراء .

** سعيد بن مالك : هو سعيد بن مالك بن صبيعة بن ثعلبة ، أحد سادات بكر بن وائل وفرسانها في الجاهلية ، شاعر جيد ذكر أبو القاسم الأمدي أن له أشعاراً جياداً في كتاب بني قيس بن ثعلبة .

اللام



1 – اللام التي لتوكيد النفي وهي المسماة بلام الجحود الواقعة بعد ( كان ) الناقصة المنفية ماضية كانت أم مضارعة .

مثال كان الماضية المنفية ، قوله تعالى ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم )(1) .

وقوله تعالى ( ما كان الله لينذر المؤمنين )(2) .

ومثال كان المضارعة المنفية ، قوله تعالى ( لم يكن الله ليغفر لهم )(3) .

وقوله تعالى ( قال لم أكن لأسجد لبشر )(4) .

فاللام في الآيات السابقة للجر ، والفعل منصوب بعدها بأن مضمرة وجوباً ولذلك يكون مجرورها المصدر المؤول من أن المحذوفة والفعل المضارع ، وهذا سبب الإفراد لها وجعلها ولام التعليل قسماً مستقلاً .

2 – لام التعليل : وتعرف بلام كي ، وقد تمثل بها ابن الفارض * في قوله :

نصباً أكسبني الشوق كما تكسب الأفعال نصباً لام كي

ولام كي (5) تنصب الفعل المضارع بعدها بأن مضمرة جوازاً ، ويكون المصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر باللام ، نحو : جئتك لتكرمني .

ـــــــــــــــ

(1) الأنفال [33] (2) آل عمران [179] (3) النساء [168] .

(4) الحجر [33] (5) راجع الكتاب لسيبويه ج3 ص7 .

* عمر بن الفارض : هو الإمام أبو حفص عمر بن علي المرشد الحموي الأصل لا المولد ، ولد في القاهرة وعاش في العصر الأيوبي ، قدم والده من حماة وعاش في مصر ، سافر ابن الفارض إلى مكة فأقام خمسة عشر سنة ، ثم عاد إلى مصر ، ورجع مرة أخرى لأداء فريضة الحج ، وفي مكة اتصل بالهروي البغدادي ومحي الدين بن عربي ، وهو من أشهر الشعراء المصريين المتصوفين ولقب بسلطان العاشقين ، له ديوان مشهور ذائغ ، توفي سنة 632 هـ ودفن بالمقطم .

اللام



وتعرف لام التعليل بأنها اللام الدالة على أن ما قبلها سبب لما بعدها .

كقوله تعالى ( وجعلوا لله أنداداً ليضلوا عن سبيله )(1) .

وقوله تعالى ( فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوآتهما )(2) .

وتدخل لام التعليل على الفعل مباشرة ، كما في الآيتين السابقتين ، وقد تقترن ( بأن ) لزيادة التوكيد ، كقوله تعالى ( وأمرت لأن أكون أول المسلمين )(3) .

أو تقترن ( بأن ) للتأكيد و ( بلا ) للنفي ، كقوله تعالى ( لئلا يكون للناس عليكم حجة )(4) .

3 – لام العاقبة : وهي اللام الدالة على أن ما بعدها نتيجة غير مقصودة لما قبلها .

كقول طرفة بن العبد :

لنا هضبة لا ينزل الذل وسطها ويأوي إليها المستجير ليعصما

وهي في حقيقتها شبيهة بلام كي في دخولها على الأفعال المضارعة وجرها للمصادر المؤولة ، إلا أنها تختلف عنها في المعنى .

وقد سماها بعض النحويين بلام المآل ، ولام العاقبة ، ولام الصيرورة (5) ، كما في قوله تعالى ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزنا )(6) .

4 – اللام الزائدة : وهي اللام الواقعة بعد فعلي الإرادة والأمر .

كقوله تعالى ( يريد الله ليبين لكم )(7) .

وقوله تعالى ( وأمرنا لنسلم برب العالمين )(8) .

ـــــــــــــــ

(1) إبراهيم [30] (2) الأعراف [20] (3) الزمر [12] .

(4) البقرة [150] (5) أنظر معاني الحروف للرماني ص56 .

(6) القصص [9] (7) النساء [26] (8) الأنعام [71] .

اللام



ومنه قول كثير عزة :

أريد لأنسى ذكرها فكأنما تمثل لي ليلى بكل سبيل

وقد اختلف النحاة في اللام الزائدة (1) ، فقال بعضهم بزيادتها ، وقال البعض الآخر أنها لام ( كي ) التعليلية ، وهي إما لنفي الفعل والتقدير في قوله ( يريد الله ... إلخ ) يريد الله ذلك ليبين ، وفي الآية الثانية : وأمرنا بما أمرنا به لنسلم .

أو للمصدر والتقدير في الآية الأولى : إرادة الله ليبين ، وفي الآية الثانية : وأمرنا لنسلم .



ثالثاً : اللام الجازمة :

وهي المسماة بلام الأمر ، والأولى أن يقال لام الطلب ليشمل الأمر والدعاء ، والتهديد والالتماس ، وغيرها من بقية أقسام الطلب .

فمثال الأمر ، قوله تعالى ( لينفق ذو سعة من سعته )(2) .

ومنه قول ابن زيدون :

ليسق عهدكم السرور فما كنتم لأرواحنا إلا رياحينا

والدعاء ، نحو قوله تعالى ( ليقض علينا ربك )(3) .

والتهديد ، نحو قوله تعالى ( وليتمتعوا فسوف يعلمون )(4) .

والالتماس : ومعناه توجيه الأمر لمن يساويك ، نحو : قولك : ليفعل أخوك ما بلغناه .

وليس هناك اختلاف في الأنواع السابقة إلا في المعنى .

ـــــــــــــــ

(1) أنظر الجنى الداني ص110 . (2) الطلاق [7] .

(3) الزخرف [77] (4) العنكبوت [66] .

اللام



والأصل في لام الجزم أن تكون مكسورة ، ولكنها قد تأتي ساكنة بعد الفاء والواو ، نحو قوله تعالى ( فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي )(1) .

وقوله تعالى ( فبذلك فليفرحوا )(2) ، وقوله تعالى ( اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم )(3) .

ومنه قول الشاعر * :

فمن نال الغنى فليصطنعه صنيعته ويجهد كل جهد

ثانياً : اللام غير العاملة ، وهي على أنوع :

1 – لام الابتداء : وهي لام مفتوحة تكون لتوكيد مضمون الجملة وتختص بالدخول على الأسماء ، نحو : لأخوك أكرم من أخي .

ومنه قوله تعالى ( لأنتم أشد رهبة في صدورهم )(4) .

ومنه قول زهير :

ولأنت أشجع الأبطال من ليث إلى أجر

ومنه قول كعب بن زهير :

فلهو أخوف عندي إذا أكلمه وقيل أنك منسوب ومسؤول

وتدخل أيضاً على الأفعال المضارعة الواقعة خبراً لأن .

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [186] (2) يونس [58] .

(3) العنكبوت [12] (4) الحشر [13] .

* أحيحة بن الجلاح : هو أحيحة بن الجلاح بن الحريش ينتهي نسبه إلى مالك بن الأوس وكنيته أبو عمرو ، كان سيد الأوس في الجاهلية ، وشاعراً قديماً ، كان في زمن تبع الأصغر أحد ملوك اليمن ، كان منيعاً للمال شحيحاً عليه ، يبيع بيع الربا في المدينة حتى كاد يحيط بأموال أهلها .

اللام

كقوله تعالى ( إن ربك يحكم بينهم )(1) ، وهي تعرف باللام المزحلقة ، وسيأتي ذكرها في موقعها إن شاء الله . كما تدخل على شبه الجملة من الظرف والجار والمجرور ، نحو : إنه ليوم ترتفع فيه الأكف ضراعة إلى الله .

ومنه قوله تعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم )(2) .

وللام الابتداء مكان الصدارة في الكلام فإن جاءت غير ذلك فهي زائدة كاللام الداخلة على خبر المبتدأ ، كقول رؤية :

أم الحليس لعجوز شهربة ترضي من اللحم بعظم الرقبة

ومن أنواع لام الابتداء لام التوكيد والواقعة بعد ( إن ) المكسورة الهمزة لتوكيد مضمون الجملة ، نحو : إن محمداً لقائم ، ومنه قوله تعالى ( إن الإنسان لربه لكنود )(3) ، والأمثلة عليها كثيرة .

وهذه اللام هي نفسها الداخلة على خبر إن لتقوية التوكيد ، أو على اسمها ، نحو : إن في الدار لزيداً ، أو للفصل بين اسمها وخبرها ، كقوله تعالى ( إن هذا لهو القصص الحق )(4) ، فتدبر ذلك .

2 – اللام الفارقة : وهي الواقعة بعد ( أن ) المخففة من الثقيلة لأن ( أن ) إذا خففت لا بد أن تشتمل الجملة بعدها على لام الابتداء لتكون رمزاً للتخفيف .

نحو : إن كان لصالحاً ، ونحو : إن زيد لقائم .

ومنه قوله تعالى ( وإن كانت لكبيرة )(5) .

وقد عد سيبويه وتبعه في ذلك ابن مالك هذه اللام ضمن لام الابتداء الداخلة على خبر إن ، وقد أفادت مع إفادتها توكيد النسبة وتخليص المضارع للحال ، والفرق بين ( أن ) المخففة من الثقيلة و ( أن ) النافية .

ـــــــــــــــ

(1) النحل [124] (2) القلم [4] (3) العاديات [6] .

(4) آل عمران [62] (5) البقرة [143] .

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:53 AM

اللام



3 – اللام المزحلقة : وهي التي تزحلقت من اسم إن إلى خبرها .

وقد عدها النحويون نوعاً من أنواع لام الابتداء .

نحو قوله تعالى ( إن ربي لسميع الدعاء )(1) .

وقوله تعالى ( إني ليحزنني أن تذهبوا به )(2) .

ومنه قول أبي صخر الهذلي :

وإني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر

وذكر سيبويه أن اللام الموطئة لا يقتصر دخولها على ( إن ) الشرطية ، بل تدخل على ( ما ) الموصولة أيضاً ، ومثل لها بقوله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه )(3) .

لقد ذكر المفسرون أن ( ما ) في الآية السابقة شرطية ، والمعنى لمهما آتيتكم وعلى ذلك فاللام الداخلة عليها تكون موطئة للقسم تشبيهاً ( لما ) الشرطية ( بإن ) الشرطية . ولكن لشذوذ دخول اللام الموطئة للقسم على غير ( إن ) الشرطية تكون ( ما ) موصولة واللام للابتداء حملاً على الأكثر كما ذكر ابن هشام في المغني(4) .

وقال سيبويه : والله لئن فعلت لأفعلن ، واللام التي في ( ما ) كهذه التي في ( إن )(5) ، وقد ذكر صاحب المغني ، وصاحب الجنى الداني أنها تدخل على ( متى )(6) ، واستشهد لها بقول الشاعر :

لمتى صلحت ليقضين لك صالح ولتجزين إذا جزيت جميلا

ـــــــــــــــ

(1) إبراهيم [39] (2) يوسف [13] (3) آل عمران [81] .

(4) المغني ج1 ص235 . (5) الكتاب لسيبويه ج3 ص107 .

(6) المغني ج1 ص235 ، والجنى الداني ص137 .

اللام

ولا يخفى علينا ما في ذلك من تكلف ، وقد ذكرناه للفائدة .

وتدخل اللام الموطئة للقسم على ( إن ) ، كقول الشاعر * :

غضبتْ عليّ وقد شربت بجزة فلإن غضبت لأشربن بخروف

4 – اللام الواقعة في جواب القسم :

وهي لام تدخل على الجمل الاسمية والفعلية الواقعة جواباً لقسم ظاهر .

نحو : أقسم بالله لأقولن الحق ، وأقسم بالله لزيد قائم .

أو جواباً لقسم محذوف ولم يبق منه إلا المقسم به ، كقوله تعالى ( تالله لقد آثرك الله )(1) ، وقوله تعالى ( وتالله لأكيدن أصنامكم )(2) .

أو جواب لقسم محذوف بالكلية ، نحو : لقد آثرك علينا .

5 – اللام الواقعة في جواب لو ، ولولا :

كقوله تعالى ( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم )(3) .

وقوله تعالى ( لو كان فيها آلهة إلا الله لفسدتا )(4) ، ومنه قول ابن زيدون :

أنا غرس في ثرى العلياء لو أبطأت سقياك عنه لذبل

ومنه قول الشاعر ** :

ولو أن ليل الأخيلية سلمـت علي ودونـي جنـدل وصـفائح

لسلمت تسليم البشاشة أوزقا إليها صدى من جانب القبر صائح

ـــــــــــــــ

(1) يوسف [91] (2) الأنبياء [57] (3) النساء [66] .

(4) الأنبياء [22] * الشاهد بلا نسبة .

** ثوبة بن الحمير : هو ثوبة بن الحمير بن حزم بن كعب العقيلي ، شاعر لص وأحد عشاق العرب المشهورين وصاحبته ليلى الأخيلية ، رحل إلى الشام والتقى بجميل بثينة ، كان كثير الغارة على بني الحارث بن كعب وهمزان ، وكان من أهدى الناس بالطريق ، قتله بنو عوف .

اللام



ومثال اللام الواقعة في جواب لولا :

قوله تعالى ( لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض )(1) .

ومنه قول المتنبي :

ولولا أنني في غير نوم لكنت أظنني مني خيالا

ومنه قول الآخر :

ولولا العلم بالعلياء يزري لكنت اليوم أشعر من جرير

6 – لام البعد : وهي اللام الداخلة على أسماء الإشارة للدلالة على البعد .

كقوله تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه )(2) .

وقوله تعالى ( تلك آيات الكتاب المبين )(3) .

ومنه قول الشاعر * :

كذلك جدى ما أصاحب واحداً من الناس إلا خانني وتغيرا

7 – وهناك من اللامات غير العاملة ما لا نجد الحاجة لذكره وتفصيل القول فيه ، كلام ( أل ) التعريف .

نحو : الرجل والسيارة .

ولام التعجب غير الجارة ، نحو : لكرم عمرو ، ولظرف زيد .

وهي نوع من أنواع لام الابتداء أو لام جواب القسم المقدر ، والله أعلم (4) .



ـــــــــــــــ

(1) البقرة [251] (2) البقرة [1] (3) القصص [2] .

(4) راجع كتاب اللامات لأبي إسحاق الزجاجي ط2 دار الفكر بدمشق ، وراجع كتاب اللامات للهروي ط1 بغداد .

* الشاهد بلا نسبة .

اللام



نماذج من الإعراب



قال الشاعر :

ويوم عقرت للعذارى مطيتي فيا عجباً من كورها المتحمل

ويوم : الواو عاطفة ، يوم معطوف على ما قبله مبني على الفتح في محل نصب .

عقرت : فعل وفاعل ، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة يوم إليها .

للعذارى : جار ومجرور متعلقان بعقرت .

مطيتي : مفعول به ، والياء في محل جر مضاف إليه .

فيا عجباً : الفاء زائدة أو سببية ، يا حرف نداء ، عجب منادى منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المنقلبة ألفاً ، وعجب مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .

من كورها : جار ومجرور ، وضمير الغائب المتصل في محل جر بإضافته لكور ، والجار والمجرور متعلقان بعجب .

المتحمل : نعت لكورها .



قال الشاعر :

أريد لأنسى ذكرها فكأنما تمثل لي ليلى بكل سبيل

أريد : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

لأنسى : اللام زائدة حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، والتقدير : أريد أن أنسى ، أنسى : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام الزائدة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .

وجملة أريد ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

اللام



والمصدر المؤول من أن المضمرة ، والفعل أنسى بتأويل مصدر مجرور لفظاً باللام الزائدة منصوب محلاً على أنه مفعول به لأريد .

وجملة أنسى صلة أن المضمرة لا محل لها من الإعراب .

ذكرها : مفعول به منصوب لأنسى ، والهاء في محل جر بالإضافة .

فكأنما : الفاء استئنافية ، كأنما كافة ومكفوفة .

تمثل : فعل مضارع مرفوع بالضمة .

لي : جار ومجرور متعلقان بتمثل .

ليلى : فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره للثقل .

بكل : جار ومجرور متعلقان بتمثل ، وهو مضاف .

سبيل : مضاف إليه .

وجملة تمثل استئنافية لا محل لها من الإعراب .



قال تعالى ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) .

ما كان : ما نافية ، كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح .

الله : لفظ الجلالة اسم كان مرفوع بالضمة .

ليعذبهم : اللام للجحود حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، يعذب : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد لام الجحود ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة ، والهاء في محل نصب مفعول به ، وأن المضمرة وجوباً مع الفعل المضارع بتأويل مصدر في محل جر باللام ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر كان .

والتقدير : ما كان الله يريد تعذيبهم وأنت فيهم .

وأنت : الواو للحال ، أنت ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .

اللام



فيهم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر .

والجملة الاسمية من المبتدأ وخبره ، في محل نصب حال من الضمير في يعذبهم ، والرابط الواو .



قال تعالى ( لينفق ذو سعة من سعته ) .

لينفق : اللام حرف جزم مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، ينفق فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون .

ذو : فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، وذو مضاف .

سعة : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

من سعته : جار ومجرور متعلقان بالفعل ، والضمير في محل جر بالإضافة .

" لأخوك أكرم من أخي " .

لأخوك : اللام للابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، أخوك مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

أكرم : خبر مرفوع بالضمة .

من أخي : جار ومجرور متعلقان بأكرم ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .

قال تعالى ( وإن كانت لكبيرة ) .

وإن : الواو حرف عطف ، إن مخففة من الثقيلة مشبه بالفعل واسمها ضمير الشأن المحذوف والتقدير : وإنها .

كانت : كان فعل ماض ناقص مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والتاء للتأنيث الساكنة ، واسم كان ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي .

لكبيرة : اللام فارقة حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، كبيرة خبر كان منصوب بالفتحة ، والجملة من كان واسمها وخبرها في محل رفع خبر إن .

اللام

قال تعالى ( إن ربي لسميع الدعاء ) .

إن : حرف توكيد ونصب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

ربي : اسم إن منصوب ، وهو مضاف ، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة .

لسميع : اللام مزحلقة عن اسم إن إلى خبرها ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وسميع خبر إن مرفوع ، وهو مضاف .

الدعاء : مضاف إليه مجرور .

قال الشاعر :

أم الحليس لعجوز شهربة ترضي من اللحم بعظم الرقبة

أم الحليس : أم مبتدأ ، وهو مضاف ، الحليس مضاف إليه مجرور .

لعجوز : اللام زائدة حرف مبني على الفتح لا محل لها من الإعراب ، عجوز خبر المبتدأ مرفوع .

شهربة : صفة لعجوز .

ترضي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على أم الحليس .

والجملة الفعلية في محل رفع صفة لعجوز .

من اللحم : جار ومجرور متعلقان بترضي .

بعظم : جار ومجرور متعلقان بترضي أيضاً ، وعظم مضاف .

الرقبة : مضاف إليه مجرور .

قال تعالى ( ولئن نصروهم ليولن الأدبار ) .

ولئن : الواو حسب ما قبلها واللام موطئة للقسم حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، إن شرطية .

نصروهم : فعل ماض مبني على الضم في محل جزم فعل الشرط ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به .

اللام



وجملة إن نصروهم اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه ، فلا محل لها من الإعراب .

ليولن : اللام واقعة في جواب القسم المقدر ، يول فعل مضارع مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وبني لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، وواو الجماعة المحذوفة في محل رفع فاعله ، وقد حذفت واو الجماعة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد ، ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

وجملة ليولن جواب القسم لا محل لها من الإعراب .

الأدبار : مفعول به منصوب بالفتحة .

قال تعالى ( تالله لقد آثرك الله ) .

تالله : التاء حرف جر للقسم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

الله : لفظ الجلالة مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف ، وتقديره : أقسم تالله .

لقد : اللام واقعة في جواب القسم المقدر حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، قد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

آثرك : آثر فعل ماض مبني على الفتح ، والكاف في محل نصب مفعول به تقدم على فاعله .

الله : لفظ الجلالة فاعل آثر مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة .

قال تعالى ( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم ) .

ولو : الواو حرف عطف ، لو حرف امتناع غالباً يفيد الشرط ، غير جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

أنهم : أن حرف مشبه بالفعل ، والضمير في محل نصب اسمها ، والميم لجماعة الذكور .
يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:54 AM

اللام



فعلوا : فعل وفاعل ، والجملة في محل رفع خبر أن .

ما : إما موصولة أو موصوفة مبنية على السكون في محل مفعول به لفعلوا .

يوعظون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعل .

به : جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما .

وجملة يوعظون إما أن تكون صلة ما على اعتبارها موصولة ، أو صفة لها على اعتبارها نكرة موصوفة والعائد في الصلة الضمير المجرور .

لكان : اللام واقعة في جواب لو حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، كان فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

خيراً : خبر كان منصوب بالفتحة .

لهم : جار ومجرور متعلقان بخير .



قال تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) .

ذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، واللام للبعد حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

الكتاب : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة .

لا : نافية للجنس .

ريب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .

فيه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لا في محل رفع .





لا



ولها عدد من الأقسام :

1 – لا النافية . 2 – لا الناهية . 3 – لا الزائدة .



أولاً : لا النافية :

وتنقسم إلى ثلاثة أقسام :

1 ـ لا النافية للجنس : العاملة عمل إن وهي الدالة على نفي الحكم عن جنس اسمها بغير احتمال لأكثر من معنى واحد .

وتعرف بلا الاستغراقية ، وذلك لاستغراق حكم النفي لجنس اسمها كله بغير احتمال . كما تعرف بلا التبرئة لأنها تدل على تبرئة جنس اسمها كله من معنى الخبر ، نحو : لا محاباة في الدين .

ومنه قوله تعالى ( لا إكراه في الدين )(1) .

وقوله تعالى ( لا ريب فيه )(2) .

ومنه قول ابن زيدون :

ولا بأس إن كان وليّ الربيع إذا لم تجد فقده الأنفس

حكم لا النافية للجنس : ينقسم اسم لا النافية للجنس إلى قسمين :

أ – إما أن يكون مفرداً نكرة ، وحكمه البناء دائماً في محل نصب .

كقوله تعالى ( شهد الله أنه لا إله إلا هو )(3) .

ومنه : لا خائنين محبوبان ، ولا خائنين محبوبون ، ولا خائنات محبوبات .

ومنه قول المتنبي :

كأنك برد الماء لا عيش دونه ولو كنت برد الماء لم يكن العشر

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [256] (2) البقرة [2] (3) آل عمران [18] .

لا

ومنه قول زهير :

وإنا سفاه الشيخ لا حلم بعده وإن الفتى بعد السفاهة يحلم

ب – وإما أن يكون عاملاً فيما بعده رفعاً أو نصباً أو جراً ( ويسمى مضافاً أو مشبهاً بالمضاف ) فحكمه واجب النصب .

مثال المضاف : لا فاعل خير مذموم .

ومنه قول المتنبي :

فلا ثوب مجد غير ثوب ابن أحمد على أحد إلا بلؤم مرقع

ومثال الشبيه بالمضاف العامل فيما بعده الرفع : لا كريماً خلقه مضام .

ومثال عامل النصب : لا طالعاً جبلاً موجود .

ومثال عامل الجر : لا قارئاً في الكتاب جاهل .

وتخالف ( لا ) النافية للجنس ( إن ) من وجوه :

1 – لا تعمل ( لا ) إلا في النكرات كما مثلنا ، بينما يكون اسم ( إن ) نكرة .

نحو : إن في الدار رجلاً .

أو معرفة ، نحو : إن الرجل في الدار .

2 – إذا لم يكن اسمها مضافاً أو شبيهاً بالمضاف فإنه يبنى على ما ينصب به في حالة إعرابه ، فإذا كان اسمها مما ينصب بالفتحة كالاسم المفرد أو جمع التكسير يبنى على الفتحة ، وإن كان ينصب بالكسرة كجمع المؤنث السالم بني على الكسر ، وإن كان مما ينصب بالياء كالمثنى وجمع المذكر السالم بني على الياء .

3 – إذا لم يكن اسمها مضافاً أو شبيهاً بالمضاف " غير عاقل " فلا تعمل ( لا ) في خبرها وإنما عملها محصور في اسمها ، والعامل في خبرها هو اسمها .

بينما ( إن ) التي تعمل في الاسم والخبر .

4 – أن خبرها لا يتقدم على اسمها ولو كان ظرفاً أو جاراً ، فلا نقول : لا في الإبريق ماء ، بينما نقول : إن في الإبريق ماء .

لا



وقد أجاز ابن جني إعمال ( لا ) عمل ( ليس ) في المعرفة ، ووافقه ابن مالك وذكره ابن الشجري (1) ، كما قول النابغة الجعدي * :

وحلت سواء القل لا أنا باغيا سواها ولا في حبها متراخيا

وحملوا عليه قول المتنبي :

إذا الجود لم يرزق خلاصاً من الأذى فلا الحمد مكسوباً ولا المال باقيا

ومنه قول ابن زيدون :

لا سهو أيامه الخالي بمرتجع ولا نعيم لياليه بمنتظر

ولكن صاحب الكتاب (2) يقول : ولا تعمل ( لا ) إلا في النكرة ، وإعمالها في المعرفة الصريحة للضرورة .

2 ـ لا النافية العاملة عمل ليس وتعرف بلا الحجازية أيضاً ، وهي لنفي الوحدة وتعمل بالشروط الآتية ، وإن كان عملها عمل ليس على قلة .

أ – أن يكون اسمها وخبرها نكرتين ، نحو : لا رجل مسافراً .

ب – ألا يتقدم خبرها على اسمها ، فلا يجوز أن نقول : لا مسافراً رجل .





ـــــــــــــــ

(1) الجنى الداني ص293-294 ، والمغني ج1 ص240 .

(2) الكتاب لسيبويه ج2 ص288 .

* النابغة الجعدي : هو عبد الله بن قيس بن كعب بن ربيعة الجعدي ، ويكنى أبا ليلى ، شاعر جاهلي وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم ونشده شعراً ، عمر طويلاً ، ونادم النعمان بن المنذر ، ويقال إنه أقدم من النابغة الذبياني ، عمر طويلاً حتى أدرك الأخطل ، ومات بأصبهان ، وهو ابن مائتين وعشرين سنة .

(3) سبأ [3] (4) الواقعة [75] .

لا



ج – ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها إلا إذا كان شبه جملة .

نحو : لا في الدار أحد موجوداً .

د – ألا يكون خبرها محصور بإلا ، فلا نقول : لا طالب إلا متفوقاً .

هـ - ألا تتكرر ، لأن نفي النفي إثبات ، وهي لا تعمل إلا في النفي .

وبذلك نجد أن الشروط المتوفرة في عمل ما هي نفس الشروط المطلوبة في عمل لا عدا شرط عدم زيادة ( إن ) فإنها لا تزاد بعد ( لا ) أصلاً ، ومن الأمثلة التي توفرت فيها الشروط قولنا : لا رجل أفضل من رجل .

ومنه قول الشاعر * :

( أ ) تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا

الشاهد في البيت : فلا شيء باقيا ، لا نافية تعمل عمل ليس ، شيء اسمها مرفوع ، وباقيا خبرها منصوب .

ومنه قول المتنبي :

( ب ) إذا الجود لم يرزق خلاصاً من الأذى فلا الحمد مكسوباً ولا المال باقيا

ومنه قول الآخر ** :

نصرتك إذ لا صاحب غير خاذل فبوئت حصناً بالكماة حصينا

والغالب في خبرها الحذف ، كقول سعيد بن مالك :

من صد عن نيرانها فأنا ابن قيس لا براح

الشاهد قوله : لا براح ، فلا نافية عاملة عمل ليس ، وبراح اسمها مرفوع ، وخبرها محذوف تقديره : لا براح لي .



ـــــــــــــــ

* الشاهد بلا نسبة . ** الشاهد بلا نسبة .

يتبع

صائد الأفكار 17 - 8 - 2012 02:55 AM

لا



تنبيه :

1 – تعمل ( لا ) عمل ليس بقلة وندرة كما ذكرنا آنفاً ولم يرد عملها في القرآن ولم يسمع إلا في الشعر كما مثلنا سابقاً .

وقد يكون منه قول الراعي النميري * ، والغالب لا يكون وسنوضحه في الإعراب .

( ج ) وما صرمتك حتى قلت معلنة لا ناقة لي في هذا ولا جمل

وذلك إذا جعلنا ناقة اسماً للا ، ولا متعلق بمحذوف خبر لها في محل نصب .

أما قوله تعالى ( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )(1) ، فالاختيار عند النحويين الرفع والتنوين على الابتداء (2) وعليهم متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ ، وعلتهم في ذلك : ولا هم يحزنون ، أن ما بعد لا معرفة ، و ( لا ) لا تعمل في المعرفة فحملوا الأول على الثاني .

أي حملوا قوله تعالى ( لا خوف عليهم ) على قوله ( ولا هم يحزنون ) .

وبعضهم أجاز أن تكون لا عاملة عمل ليس وجعل ( خوف ) اسمها وشبه الجملة خبرها .

وعلة من أجاز ذلك أنه لا يشترط في عمل لا أن يكون اسمها وخبرها نكرتين فقد ذكر ابن جني أنه لا يشترط في عملها ذلك ، فقد يأتي اسمها معرفة وخبرها نكرة ، واستشهد على ذلك بقول النابغة الجعدي :

( د ) وحلت سواد القلب لا أنا باغيا سواها ولا عن حبها متراخيا

ـــــــــــــــ

* الراعي عبد الله بن حصين .

(1) البقرة [38] .

(2) أنظر أحكام القرآن للقرطبي ج1 ص329 ، وأنظر روح المعاني للألوسي ج1 ص240 .

لا

ومنه قول المتنبي :

إذا الجود لم يرزق خلاصاً من الأذى فلا الحمد مكسوباً ولا المال باقيا

وعلى ذلك حملت الآية السابقة ( ولا هم يحزنون ) ، فالشاهد في البيتين : ولا أنا باغيا ، و : فلا الحمد مكسوباً .

فعملت لا عمل ليس واسمها ضمير والضمير أعرف المعارف ، وكذلك كلمة الحمد فهي معرفة بأل التعريف ، وباغياً ومكسوباً منصوبان على أنهما خبران للا .

وقد يرجع السبب في ندرة عمل ( لا ) عمل ( ليس ) بأن شبه ( لا ) بليس ضعيف ، لأن ( لا ) للنفي مطلقاً ، و ( ليس ) لنفي الحال ليس غير .

2 – يجوز في ( لا ) التي لنفي الوحدة أن تكون لنفي الجنس إذا أريد بها نفي الجميع نفياً عاماً ولا يستثنى من أفراد جنسها أحد .

ونفرق بين النوعين من ( لا ) بالقرينة الدالة على إحداهما .

فإذا قلنا : لا رجل مسافراً ن برفع المبتدأ ونصب الخبر ، كانت ( لا ) لنفي الوحدة والنفي في هذه الحالة ليس عاماً فهو لم يستغرق جميع أفراد جنسها ، بل يكون واحداً أو أكثر ، وكأننا قلنا : ليس رجل مسافراً بل رجلان أو ثلاثة .

وإذا قلنا : لا رجل مسافر ولا امرأة ، بنصب المبتدأ ورفع الخبر ، كان النفي مستغرقاً جميع أفراد الجنس المنفي ، وفي هذه الحالة يكون التركيب خاطئاً إذ لا يصح أن نقول لا رجل مسافر ولا امرأة بل رجلان ، لأن النفي رقع على الجميع فلا يستثنى منهم أحد .

وقد قرئ قوله تعالى ( لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة )(1) ، بالرفع والنصب على الحالتين ، باعتبار أن ( لا ) تكون لنفي الوحدة وتكون لنفس الجنس ، إذا وجدت القرينة .

ـــــــــــــــ

(1) البقرة [254] .

لا



3 – ويجوز في ( لا ) النافية للوحدة أن تهمل وما بعدها يعرب مبتدأ وخبراً ، وفي هذه الحالة يستوجب فيها التكرار .

نحو قوله تعالى ( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )(1) .

وقوله تعالى ( لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون )(2) .

4 – لا يتغير عمل ( لا ) النافية للوحدة إذا دخلت عليها همزة الاستفهام .

نقول : ألا رجل محسناً للفقير ، ألا طالب فائزاً في المسابقة .

5 – يجوز اتصال خبرها بالباء الزائدة .

كقول سؤدة بن قارب :

وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة بمغن فتيلا عن سواد بن قارب

والشاهد في البيت : بمغن ، فقد زيدت الباء قبل خبر لا .

6 – ينبغي أن نلاحظ أن معظم الشواهد التي عملت فيها لا عمل ليس افتقد فيها شرط عدم التكرار ، كما هو الحال في الأبيات أ ، ب ، ج ، د .

3 ـ لا النافية التي لا عمل لها .

وتنقسم إلى ثلاثة أنواع :

أ ـ لا النافية غير العاطفة وغير الجوابية ، وهي تختص بالدخول على الأسماء والأفعال على حد سواء .

مثال دخولها على الأسماء : لا زيد في الدار ولا عمرو .

ومن شروطها التكرار .

كقوله تعالى ( لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ) .



ـــــــــــــــ

(1) البقرة [38] (2) الصافات [47] .

لا



ومنه قول الحارث بن حلزة :

ليس منا المضريون ولا قيس ولا جندل ولا الحداء

ومنه قول الآخر :

قهرت العدا لا مستعيناً بعصبة ولكن بأنواع الخدائع والمكر

والشاهد في البيتين السابقين : مجيء ( لا ) نافية لا عمل لها وقد دخلت على الأسماء فجاءت بعدها معربة حسب موقعها من الكلام .

ففي بيت الحارث كلمة ( قيس ) مبتدأ حذف خبره ، و ( لا ) مكررة .

وفي البيت الثاني جاءت ( لا ) غير عاملة أيضاً ولكنها غير مكررة ، ومستعيناً حال .

ومثال دخولها على الأفعال المستقبلية وتكون حينئذ لإفادة الخبر ، قولنا : لا أقوم ولا أذهب .

ومنه قوله تعالى ( لا يستأذنك الذين يؤمنون )(1) ، برفع يستأذنك .

وقوله تعالى ( سنقرئك فلا تنسى )(2) ، والتقدير : نزيل النسيان عنك فلا تنسى على الخبر (3) .

فلا في المواضع السابقة نافية لا عمل لها ، وليست ناهية ، والفعل بعدها مرفوع ، ومنه قول المتنبي :

فتى لا يضم القلب همات قلبه ولو ضمه قلب لما ضمه صدر

ومنه قول جرير :

فلا تتقون الشر حتى يصيبكم ولا تعرفون الأمر إلا تبددا

ـــــــــــــــ

(1) التوبة [44] (2) الأعلى [6] .

(3) أنظر الأزهية للهروي ص149 .

لا



تنبيه :

يكثر دخول ( لا ) النافية غير العاملة على الأفعال المضارعة كما مر في الأمثلة السابقة ، ولكنها قد تدخل على الفعل الماضي وهذا قليل ، ويشترط عندئذ التكرار ، وإذا لم تتكرر لفظاً كان التكرار في المعنى .

مثال المكررة بلفظها ، قوله تعالى ( فلا صدق ولا صلى )(1) .

ومثال غير المكررة بلفظها ولكنها مكررة بالمعنى .

قوله تعالى ( فلا اقتحم العقبة )(2) .

ومنه قول المتنبي :

لا سرت من إبل لو أني فوقها لمحت حرارة مدمعي سيماتها

ومنه قول امرئ القيس :

فأخطأته المنايا قيد أنملة ولا تحرز إلا وهو مكتوب

ومنه قول ابن قيس الرقيات :

لا بارك الله في الغواني هل يصبحن إلا لهن مطلب

ب ـ لا العاطفة : حرف يفيد نفي الحكم عن المعطوف بعد ثبوته للمعطوف عليه .

نحو : شربت الماء لا القهوة ، وذهبت إلى مكة لا الطائف .

وللعطف ( بلا ) عدة شروط :

1 – إفراد معطوفها ، أي : لا يكون جملة أو شبه جملة .

2 – أن تسبق بكلام موجب " غير منفي " ، أو أمر ، أو نداء .

نحو : كتبت واجب القواعد لا التاريخ ، وعاقب المهمل لا المجتهد .

ونحو : يا ابن الأكارم لا ابن الأراذل .

ـــــــــــــــ

(1) القيامة [31] (2) البلد [11] .

لا



3 – ألا يصدق أحد معطوفيها على الآخر ، لذلك لا يصح أن نقول : اشتريت أرضاً لا حقلاً ، لأن الحقل يصدق على الأرض .

ولكن نقول : اشتريت مزرعة لا قصراً .

4 – ألا تقترن ( لا ) بحرف عطف آخر لعدم اقتران حرف العطف .

فلا يصح أن نقول : زرت محمداً ولا أحمد .

5 – ألا تتكرر .

ج ـ لا النافية الجوابية : وهي نقيضة ( نعم ) ، وكثيراً ما تحذف الجمل بعدها .

نحو : قولك : ( لا ) في جواب : هل تأخرت اليوم ؟

ومنه قول ابن زيدون :

بالله قل لي هل وفى ؟ فقال : لا ، بل غدرك

ثانياً : لا الناهية الجازمة :

وهي الموضوعة لطلب الكف عن العمل ، وتختص بالدخول على الفعل المضارع ، وتخلصه للاستقبال ، ويخاطب بها المخاطب والغائب كثيراً .

كقوله تعالى ( ولا تصعر خدك للناس )(1) .

وقوله تعالى ( ولا تدع من دون الله )(2) .

ومنه قول ابن زيدون :

أهدي إلي بقية المسواك لا تظهري بخلاً بعود أراك

ومنه قول المتنبي :

لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد

ومثال مجيئها للغائب : لا يهمل أحدكم الدرس .

ـــــــــــــــ

(1) لقمان [18] (2) يونس [106] .

لا



أما مجيئها مع المتكلم فنادر وتفيد الدعاء .

ومنه قول الشاعر * :

إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد لها أبداً ما دام فيها الجراضم

ومنه قول ابن زيدون :

فليسخط الناس لا أهد الرضا لهم ولا تضيع لك عهد آخر الأبد

ثالثاً : لا الزائدة :

وهي المعترضة بين الجار والمجرور .

كقول المتنبي :

ما الشوق مقتنعاً مني بذا الكبد حتى أكون بلا قلب ولا كبد

ومنه قول ابن الرومي :

الخط أعمى ولولا ذاك لم تره للبحتري بلا عقل ولا أدب

وتأتي زائدة لتوكيد النفي .

كقوله تعالى ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )(1) .

وتزاد بعد أن المصدرية .

كقوله تعالى ( ما منعك ألا تسجد )(2) .



ـــــــــــــــ

(1) الفاتحة [7] (2) الأعراف [12] .

* الوليد بن عقبة : هو الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، ويكنى أبا وهب ، أخو عثمان بن عفان لأمه ، وأمهما أروى بنت كريز ، كان من فتيان قريش وشعرائهم وشجعانهم وأجوادهم ، وكان فاسقاً ، ولاه عثمان بن عفان الكوفة فشرب الخمر وصلى بالناس فشهدوا عليه بذلك فحده وعزله ، وقد نسب البيت للفرزدق أنظر الأزهية ص150 .

لا

نماذج من الإعراب

قال تعالى ( لا إكراه في الدين ) .

لا : نافية للجنس حرف مبني على السكون لا بمحل له من الإعراب .

إكراه : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .

في الدين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا .

قال الشاعر :

فلا ثوب مجد غير ثوب ابن أحمد على أحد إلا بلؤم مرقع

فلا : الفاء حسب ما قبلها ، لا نافية للجنس .

ثوب : اسم لا منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .

مجد : مضاف إليه مجرور .

غير : صفة لثوب ، وغير مضاف .

ثوب : مضاف إليه ، وثوب مضاف .

ابن أحمد : ابن مضاف إليه ، وابن مضاف ، وأحمد مضاف إليه .

على أحد : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لا .

إلا : أداة حصر لا عمل لها .

بلؤم : جار ومجرور جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .

مرقع : مبتدأ مؤخر .

قال الشاعر :

تعز فلا شيء على الأرض باقيا ولا وزر مما قضى الله واقيا

تعز : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

فلا : الفاء تعليلية ، لا نافية تعمل عمل ليس .

شيء : اسم لا مرفوع .

لا

على الأرض : جار ومجرور متعلقان بباقيا الآتي ، ويجوز تعلقها بمحذوف صفة لشيء .

باقيا : خبر لا منصوب .

ولا : الواو حرف عطف ، لا نافية تعمل عمل ليس .

وزر : اسم لا مرفوع .

مما : جار ومجرور متعلقان بقوله واقيا .

قضى الله : فعل ماض ، الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع .

والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، والعائد محذوف ، تقديره مما قضاه الله .

واقيا : خبر لا منصوب .

قال تعالى ( لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ) .

لا : نافية لا عمل لها ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

فيها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .

غول : مبتدأ مؤخر مرفوع .

ولا : الواو حرف عطف ، لا نافية لا عمل لها .

هم : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .

عنها : جار ومجرور متعلقان بالفعل الآتي .

ينزفون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعل ، والجملة في محل رفع خبر هم .

قال الشاعر :

فلا تتقون الشر حتى يصيبكم ولا تعرفون الأمر إلا تبددا

فلا : الفاء عاطفة ، لا نافية لا عمل لها .

تتقون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .

لا

الشر : مفعول به منصوب .

حتى : حرف جر وغاية مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

يصيبكم : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الشر ، والكاف في محل نصب مفعول به .

والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر بحتى .

ولا : الواو حرف عطف ، لا نافية لا عمل لها .

تعرفون : معطوف على تتقون .

الأمر : مفعول به .

إلا : أداة حصر .

تبددا : حال منصوب .

قال الشاعر :

كيف ننسى مواقفاً لك فينا كنت فيها المهيب لا الهيابا

كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال .

ننسى : فعل مضارع مرفوع بالضمة وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .

مواقفاً : مفعول به منصوب .

لك : جار ومجرور متعلقان بننسى .

كنت : كان فعل ماض ناقص ، والتاء في محل رفع اسمها .

فيها : جار ومجرور متعلقان بكنت .

المهيب : خبر كان منصوب .

لا : عاطفة تفيد النفي ، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

الهيابا : معطوف على المهيب منصوب قبله .

وجملة كنت فيها المهيب ... إلخ في محل نصب صفة لموافقاً ، والرابط الضمير ( فيها ) .

لا



قال الشاعر : " فقال : لا ، بل غدرك " .

فقال : الفاء تعليلية ، قال فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .

لا : حرف جواب يفيد النفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

بل : حرف عطف يفيد الإضراب مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

غدرك : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، والكاف في محل نصب مقول القول .

قال تعالى ( ولا تصعر خدك للناس ) .

ولا : الواو حرف عطف ، لا ناهية جازمة حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تصعر : فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

خدك : خد مفعول به، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .

للناس : جار ومجرور متعلقان بالفعل .

قال الشاعر :

ما الشوق مقتنعاً مني بذا الكبد حتى أكون بلا قلب ولا كبد

ما : ما نافية تعمل عمل ليس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

الشوق : اسم ما مرفوع بالضمة .

مقتنعاً : خبر ما منصوب بالفتحة .

مني : جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل .

بذا : الباء حرف جر ، ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل أيضاً .



لا



الكبد : بدل من اسم الإشارة مجرور .

حتى : حرف جر وغاية .

أكون : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى ، واسمها ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحتى .

بلا : الباء حرف جر ، لا زائدة تفيد النفي ( زائدة في لفظها مفيدة للنفي في معناها ) .

قلب : اسم مجرور والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان .

ولا كبد : الواو للعطف ، لا كبد معطوف على ما قبله .



قال تعالى ( ما منعك ألا تسجد ) .

ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .

منعك : منع فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، والكاف في محل نصب مفعول به .

والجملة في محل رفع خبر المبتدأ .

ألا : أن حرف مصدري ونصب ، لا زائدة تفيد النفي حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .

تسجد : فعل مضارع منصوب بأن ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .

والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب مفعول به ثان لمنع .
يتبع


الساعة الآن 05:28 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى