منتديات المُنى والأرب

صور متحركه
غادة صيدأ ..(2)
غادة (يوم غير عادي )
..يسود الصمت الطريق للمحطة الأخيره ، ، توقف أمام عمارة ضخمه زجاجيه في وسط بيروت التجاري ، حيث الطابق الثالث
المكتب 324 مقر الشركه العالميه للسياحه .، الصمت اللغة الوحيده التي تتبادلها غادة وأمل ، في المصعد تقوم غاده بمطالعة وجهها في
مرءآة المصعد ،وترسم إبتسامة تخفي خلفها جبلا من القلق ، هي في مواجهة المكتب رقم 324 حيث تقرع الجرس فيفتح الباب بشكل أتوماتيكي
تتقدم من السكرتيرة التي تتوسط كاونتر الأستقبال ، وتقدم أوراقها التي تؤكد موعد المقابله وتبرز بطاقتها الشخصيه ، يٌطلب منها الذهاب لغرفة
الأنتظار في المقابلات وتذهب أمل لصالة الأستقبال ، في غرفة الأنتظار وجدت أن هناك عددا من الفتيات تبين أنهن جميعا حضرن لنفس المقابله،
شىء ما بداخلها كتم أنفاسها وأشعرها بضيق لم تستطع تفسيره ، وغابت لبرهة في دوامة الأستنتاجات ، وأصابها القلق الذي بدا وأضحا على محياها ،
بدأت المقابلات وكانت كلما تقدمت فتاة للمقبله يزداد توترها ، وأخيرا وجدت نفسها وحيده، قطع ذلك الشعور صوت النداء عليها لتدخل المقابله ،
تمالكت نفسها ومشت بخطوات تدل على الثقة بالنفس ، وتوجهت نحو المكتب المخصص للمقابلات ،.لحظات لاتوصف ومشاعر إختلط فيها كل شىء ، إستقبلتها
سكرتيرة مديرة شؤون الموظفين وجلست على طاولة دائريه أمام مكتب المديره ، السكرتيره تطلب منها الأجابه على أسئلة في ورقة مقلوبه على الطاوله
وبمدة ثلاث دقائق عليها تسليم ألورقه ،، أدركت عدم وجود قلم على الطاوله فتناولت قلمها وأخذت الورقه وأصابتها حيره وبعض الأرتباك لبرهة قبل أن تقرر ماستفعله ،
أصابها إحساس بأن كل شىء معرض للفشل سبب ضيق الوقت للأجابه على 11 سؤالا وكان بنظرها أنه اشبه للتعجيز ، خامرتها فكرة قرآءة الأسئلة بدقيقه ،
وتعطي الوقت الباقي للأجابه ، يبدو أنه مشهد في غاية التعقيد بين الخيارات المطروحه ، أصابتها نوبة من الخوف على الوقت الذي كانت تعده بالثواني ،
بدأت القرآءة على عجل وبتدقيق في طبيعة الأسئله كونها على الطريقه الأمريكيه ضع أشارة على الجواب الصحيح ، تابعت القرآءه حتى وصلت للسؤال الأخير
الذي يطلب من المتقدم عدم الأجابه على أي سؤال ، أعادت التدقيق في المطلوب،
إبتسمت وأخذت تنهيده ونفسا عميقا ، يبدو أنه إمتحان للذكاء من نوع خاص لم يكن متوقعا ،وبثقه كتبت أسمها في المكان المخصص ، ووضعت خطا تحت السؤال رقم
11 وطلبت من السكرتيره أن تسلم الورقه لمديرتها ، كان الوقت يعد دقيقتان و احد عشر ثانيه ، أستلمت الورقه مديرة شؤون الموظفين وعلتها إبتسامه تنم عن الأرتياح ،
وطلبت من غادة أن تتفضل لمكتبها ، لتهنئها على ذكاءها حيث فشلت المتقدمات الأخريات في إستعمال الذكاء والقليل من الخبره والأداره في التنبه للمقصد من الأختبار ،
، بدأت المقابله الشخصيه وكانت غادة تشد مديرة شؤون الموظفين بدقة أجاباتها وأختصارها وقدرتها على الحوار ، السيرة الذاتيه ، مؤهل جامعي في الأداره والتسويق
اللغة الفرنسيه والأنجليزيه بجانب العربيه الحضور والشخصيه الجاذبه ،
إذن كل ماتقدم يشجع المديرة على إتخاذ قراراها بتقديم العرض الوظيفي ، تعطي المديره غاده العرض وتطلب قرآئته بتمعن ، تقرأه حيث تضمن مزايا وظيفيه ،
ودورات تأهيليه وأبتعاث للخارج في ورش العمل ودورات على اللغات الأجنبيه منها الألمانيه والأسبانيه ، وجدت غاده أن العرض فرصة لاتعوض ، وقعت على العرض
وتم تجهيز العقد حيث وقعت عليه أيضا ، على أن تلتحق بالعمل في الأول من مايو ، تسلمت غادة صورة من العقد وسلمتها مديرة الشكره مغلفا آخر ، فيه مبلغ 200
دولار امريكي ، توردت غاده خجلا فهي لم تقدم شىء ، أبتسمت المديره وقالت ، من أهم أهداف الشركه خلق الولاء والأنتماء لدى موظفيها ، ومساعدتهم لتخطي الصعاب ،
شكرت غاده المديره و قد إغرورقت عيناها بالدموع ثم غادرت وهي تكاد تطير من الفرح ، أخذت أمل في عناق طويل وخرجت لتناول وجبة
غداء فاخره في اقرب مطعم ، بعدها إستعجلت الرجوع لصيدا فالأهل هناك بالأنتظار ليوم غير عادي ،

(يتبع في المحطة القادمه )
إلى اللقاء غاده (3)
طريق البدايه
الأمير الشهابي : محاولات قصصيه
20/6/2015