منتديات المُنى والأرب - الوطن العربي أثناء الحرب العالمية الثانية

الوطن العربي أثناء الحرب العالمية الثانية

عندما اند لعت الحرب العالمية الثانية كان الوطن العربي يتكون من أربع مجموعات هي :

مجموعة (1): دول مقيدة بمعاهدات تحالف وصداقة مع بريطانيا : العراق 1931 ، مصر 1936 .
مجموعة (2): دول تحت الانتداب الفرنسي والبريطاني : سوريا ، لبنان ، فلسطين ، الأردن .
مجموعة (3): دول تحت السيطرة الاستعمارية المباشرة : بلدان المغرب العربي .
مجموعة (4): دول مستقلة ولكن أوضاعها مزرية للغاية : المملكة العربية السعودية ، اليمن .

إقحام العرب في الحرب العالمية الثانية:

اعتمادا على التقسيم السالف نستطيع أن نصنف الوطن العربي عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية الى صنفين :

دول مستقلة استقلالا شكليا وصوريا ، ودول مستعمرة بدرجات متفاوتة .
فالدول المستقلة استقلالا شكليا" مصر والعراق واليمن والسعودية " أكثرها كان ميالا الى دول الحلفاء ، وبالتالي يمكن القول أنه لم تكن هناك حكومات تقدمية تجرؤ على اغتنام فرصة اختلال توازن القوى الدولية وتطرد المستعمر والاستثناء الوحيد من هذا النوع وقع في العراق أفريل 1941 ، حيث وقع إتقلاب عسكري أطاح بأنصار الإنجليز وأقام حكومة وطنية برئاسة رشيد عالي الكيلاني ، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل وذلك نظرا لوجود القوات البريطانية في الأردن وكذا وجود عملاء بريطانيا مثل نوري السعيد الذي أرجعته الى الحكم في جوان 1941 .
أما الدول المستعمرة استعمارا متفاوتا فقد تحملت آثار الحرب العالمية الثانية برمتها ، وذلك اعتبارا من المستعمر أنها امتدادا وعمقا استراتيجيا للوطن الأم ، بالإضافة الى الدعاية التي روجها المستعمر أثناء الحرب ، وهي أنه في حالة الانتصار على المحور سوف يعطي الاستقلال الذاتي للدول المستعمرة ، والمساواة والحرية ووضع دساتير وحرية الصحافة...وبذلك فقد تم إقحام العالم العربي في الحرب العالمية الثانية بطريقتين : إما طواعية باعتبارها أنظمة موالية وعميلة ، وإما بالقوة والتعسف أو الإغراء والخداع باعتبارها مستعمرات تابعة للوطن الأم .
استغلال الإمكانيات العربية من طرف الحلفاء:

لقد تفنن المستعمر في استغلال واستنزاف الإمكانيات العربية الى أبعد حد ممكن ، سواء من الناحية الجغرافية أو البشرية أو الثروات الطبيعية المتنوعة ، وقد نستشف ذلك من تصريح لوزير المستعمرات الفرنسي جورج موندال : " تعتبر المستعمرات مستودعا كبيرا من الرجال والثروات في خدمة الوطن الأم ."

وضع كل الموارد "بشرية ومادية " في خدمة الحرب ـ حلفاء ومحور ـ .
المشاركة في الحرب ضمن التجنيد الإجباري أو التطوع .
استغلال الأراضي العربية كجبهات للقتال ضمن الحرب العالمية الثانية .

** تعرضت الثروات الطبيعية المتنوعة التى يزخر بها الوطن العربي للنهب والسلب والاستغلال من طرف الدول الاستعمارية ، خاصة من قبل الحلفاء وكذا المحور بدرجة أقل ، فكان الإنتاج الزراعي " من محاصيل وماشية " وكذا الثروات الباطنية الأخرى كلها في خدمة المتحاربين ، الأمر الذي أدى الى انخفاض مستوى المعيشة في الوطن العربي .

** جند الآلاف من أبناء الأمة العربية في الحرب سواء في المعارك وفي الصفوف الأولى بصفة خاصة أو في المناجم والمصانع المختلفة ومختلف الأشغال الشاقة . وتشكلت في بعض البلدان العربية فيالق عسكرية اشتركت في محاربة دول المحور تحت قيادة الحلفاء ، كالفيلق الأردني الذي شارك في محاربة الفيشيين في سوريا ، وكذا الفيلق العسكري الليبي الذي حارب الألمان والإيطاليين وكان نحت لإشراف الإنجليزي .

** العديد من المناطق كانت مسرحا لمختلف المعارك ، خاصة في مصر وليبيا وتونس ، واستغلت الأراضي العربية في الإنزال مثل:" الدار البيضاء والرباط والمرسى الكبير والجزائر وعنابة " فتحولت الى جبهة من جبهات القتال الحقيقية ، واندلعت العديد من المعارك الحاسمة أشهرها " العلمين " 23 أكتوبر 1942 .

الإنعكاسات السلبية والإيجابية للحرب على العرب مشرقا ومغربا:

الإنعكاسات السلبيــة :

استغلال الإمكانيات البشرية والطبيعية من طرف الدول الاستعمارية والاستفادة منها .
التخريب والدمار الشامل رغم أن الوطن العربي لم يكن طرفا في الحرب .
محاولة الحد من النشاط السياسي للحركات الوطنية باستعمال شتى الوسائل .
استعمال العنف والتعسف الوحشي وارتكاب المجازر8 ماي الجزائر ، 29 ماي دمشق1945 .
عدم وفاء الاستعمار بوعوده التي قطعها للشعوب العربية .
المساهمة في إنشاء الكيان الصهيوني في قلب الأمة العربية .
وفاة الآلاف من أبناء الشعب العربي ، والآلاف أصبحوا مشوهين ومعطوبين ويعانون من أمراض مزمنة .
استمرار الأوضاع الاجتماعية المزرية في الوطن العربي .

الإنعكاسات الإيجابية :

انتشار الوعي الوطني والنضج السياسي بفضل إطلاع العرب على الأفكار السياسية لمطالعتهم الصحف... واحتكاكهم بأبناء المستعمرات .
اكتساب الشباب العربي خبرة عسكرية ، حيث تعرفوا على مختلف الأسلحة ، وبعض الخطط..
التخلص من عقدة الخوف ، والادعاء بأنها دول لا تقهر إلا بالقوة .
تيقن الشعوب العربية أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .
ظهور جامعة الدول العربية / منظمة الأمم المتحدة / الدول الآفروآسيوية / استقلال بعض الدول العربية سوريا ولبنان .

http://i64.servimg.com/u/f64/13/74/00/96/sans_t17.jpg