منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الأنبياء والصحابة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=95)
-   -   الغاية والثمرة من قراءة القرآن (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=32793)

محمد عيسى موسى ابراهيم 4 - 4 - 2014 02:30 AM

الغاية والثمرة من قراءة القرآن
 
الغاية والثمرة من قراءة القرآن


أيها المؤمنون:


استعدوا لأعظم لقاء، لقاء رب الأرض والسماء، وذلك باتباع ما يحب، والبعد عما يكره، كيما تكونوا من الناجين


{ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ } [آلِ عمران من الآية:185]


اللهم اجعلني وإخوتي من الفائزين. الحياة قصة سفر، ولكل قصة بداية ونهاية، والخاتمة السعيدة لا تأتي إلا ولها مقدمات حسنة، وكذلك الخاتمة السيئة لها مقدمات سيئة.


قدّر لرجلك قبل الخطو موضعها *** فمن علا زلَقا عن غِرّة زلِقا


إن كل مسافر عارف، لا يقدم على سفره حتى تتبين له علامات الطريق، وحينها يختار أي طريق يسير فيه،


والحياة ليس فيها سوى طريقين، كل منهما يوصل إلى غاية، وقد أحسن القرآن الكريم في عرض تفاصيل الطريقين أيما حُسنٍ،


وقبل أن ننطلق في هذه الرحلة، لا بد وأن نبين أن في القرآن طريقين مُتوازيين لا يلتقيان! وهناك بين الطريقين بَونٌ شاسع، وفرْق واسع، كيف لا؟ وقد قال الله عز وجل:


{ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ } [الحشر من الآية:20]،


ولنبدأ مع كل فريق من حين يبدأ إلى حيث ينتهي، فنقف على معالم كل مرحلة من مراحل حياته.


إن البداية ولا شك ستكون في الدنيا: فالفريق الأول اتَّبع الهدى؛ فلا يشقى


{ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى } [طه من الآية:123]


فهذا في أمان من الضلال والشقاء باتباع هدى اللّه.


والفريق الثاني: أعرَض؛ فله المعيشةُ الضنك: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [طه:124]،


والشقاء ثمرة الضلال ولو كان صاحبه غارِقاً في المتاع، فهذا المتاع ذاته شقوة، شقوة في الدنيا وشقوة في الآخرة،


وما من متاع حرام، إلا وله غصّةٌ تعقبٌه وعقابيل تتبعه، وإذا سِرنا قليلاً في هذه الرحلة؛ فعند الخروج من الدنيا، يُنادَى الأولون بلطف وعطف، وروحانية وتكريم، وثناء وتطمين:


{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً . فَادْخُلِي فِي عِبَادِي . وَادْخُلِي جَنَّتِي } [الفجر:27-30].


وأما الآخرون فيتعرَّضون للمهانة والإهانة، والإذلال والعذاب، وهم أضعف ما يكونون، وأحقر ما يعيشون


{ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ } [الأنفال:50]، لماذا؟


{ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } [الأنعام:93].


ثم تتصل قصة الحياة بمرحلة أخرى، وذلك عند القدوم على الله، فحال الفريق الثاني:


{ إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى } [طه:74]،


فلا هو ميت فيستريح، ولا هو حي فيتمتع، إنما هو العذاب الذي لا ينتهي إلى موت ولا ينتهي إلى حياة، وأما حال الفريق الأول:


{ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى } [طه:75]،


ثم المحطة التي تلي هذا، وستكون عند العَرْض على الله جل جلاله، وهناك فَرْزٌ غير عادي للفريقين، ومراجعة لهما في كل شيء


فقد قال رجلٌ لابنِ عمرَ رضي الله عنهما: كيف سمعتَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول في النَّجوى؟ قال: سمعتُه يقول:


« يُدنى المؤمنُ يومَ القيامةِ من ربِّه عز وجل، حتى يضع عليه كنَفَه، فيُقرِّره بذنوبه، فيقول: هل تعرف؟ فيقول: أي ربِّ! أعرف، قال:


فإني قد سترتُها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم، فيُعطى صحيفةَ حسناتِه
وأما الكفارُ والمنافقون فيُنادى بهم على رؤوسِ الخلائقِ: هؤلاء الذي كذَبوا على الله » (رواه مسلم).


أيها المسلمون: وبعد الامتحان لا بد وأن تظهر النتيجة وتعلن، وعند ظهورها يعتري الفريق الأول فرحٌ وسرور، كما كانت حياته فرح وسرور بطاعة الله،


{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ . إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ } [الحاقة:19-20].


وجاء في الحديث عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في قولِه: { يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ } [الإسراء من الآية:91].


قال: « يُدعَى أحدُهم فيُعطَى كتابَه بيمينِه، ويُمَدُّ له في جسمِه ستُّون ذراعًا ويُبيَّضُ وجهُه ويجعلُ على رأسِه تاجٌ من لؤلؤٍ يتلألأُ،


قال: فينطلِقُ إلى أصحابِه فيروَنه من بعيدٍ فيقولون: اللَّهمَّ بارِكْ لنا في هذا حتَّى يأتيَهم، فيقولَ: أبشِروا، فإنَّ لكلِّ رجلٍ منكم مثلَ هذا » (رواه الترمذي).


والنتيجة المتوقعة لغيرهم، ستكون حتما بحسب حالهم في الدنيا من ضنك وضيق وحزن وبكاء وعويل:


{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ . وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ . يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ . مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ . هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } [الحاقة:25-29].


وفي الحديث: « وأمَّا الكافرُ فيُعطَى كتابَه بشِمالِه مُسوَدًّا وجهُه، ويُمَدُّ له في جسمِه ستُّون ذراعًا على صورةِ آدمَ، ويُجعَلُ على رأسِه تاجٌ من نارٍ،


فيراه أصحابُه فيقولون: اللَّهمَّ اخْزِه، فيقولُ: أبعدكم اللهُ، فإنَّ لكلِّ رجلٍ منكم مثلَ هذا » (رواه المنذري)،


ثم تأتي المرحلة الأهم، وهي ختام السفر، فالمصير الذي قد أعلن من قبل لمن أطاع:


{ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ . فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ . قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } [الحاقة:21-23]،


لماذا كانت هذه الخاتمة الحسنة لهذه الرحلة الطويلة؟
{ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ . إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ } [المرسلات:43-44]،


وأما من ضل عن الحق، واتبع هواه فمصيره: { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ . ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ . ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ } [الحاقة:30-32]،


لماذا؟ { قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ . وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ . وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ . وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ } [المدّثر:42-46].


وهل تنتهي قصة الحياة بهذه المرحلة؟ لا؛ فالقصة لم تنتهِ، فحين يكون كل فريق في المعمعة، يستقبل الأولون المتقون بحفاوةٌ وتَهانٍ، وسلام وترحاب


{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ . سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } [الرعد:23-24].


وأما المبطلون الضالون، فليس عندهم غير رمي التهم بينهم، والاعتراف بالذنب في غير محله، والندَم في وقت لا ينفع الندم:


{ إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ . تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ .


قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ . وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } [الملك:7-10].


أيها المسافرون في رحلة الحياة! لأحدكم أن يسأل :


هل يسعد من يسعد في الدنيا والآخرة، ويشقى من يشقى بعمله؟ أو هو مجبر عليه ؟


وهنا يأتي الجواب من الله تعالى إذ يقول في سورة الكهف التي تقرأ كل جمعة :


{ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ } [الكهف من الآية:29]


ولذا رتَّب الجزاء على اختيار العبد.

اللهم اجعلنا من السعداء في الدارين .

Mr.who 4 - 4 - 2014 02:50 AM

رد: الغاية والثمرة من قراءة القرآن
 
نسال الله سبحانه أن يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال
بارك الله فيك وجزاك كل الخير
ان شاء الله سوف يستفيد الاعضاء من الموضوع

بلا عنوان 4 - 4 - 2014 03:43 AM

رد: الغاية والثمرة من قراءة القرآن
 
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

صائد الأفكار 4 - 4 - 2014 12:29 PM

رد: الغاية والثمرة من قراءة القرآن
 
بارك الله فيك وجزاك الجنة

أبو جمال 4 - 4 - 2014 08:53 PM

رد: الغاية والثمرة من قراءة القرآن
 
بارك الله فيك
يعطيك العافية على اختيارك
احترامي وتحياتي

أوراق الزمن 4 - 4 - 2014 08:56 PM

رد: الغاية والثمرة من قراءة القرآن
 
بارك الله بك وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك

ابو فداء 4 - 4 - 2014 10:10 PM

رد: الغاية والثمرة من قراءة القرآن
 
اللهم أجعل القرأن الكريم ربيع قلوبنا
لا حرمناك

B-happy 5 - 4 - 2014 11:29 AM

رد: الغاية والثمرة من قراءة القرآن
 
سلمت يداك وبارك الله فيك

الغضنفر 5 - 4 - 2014 11:45 AM

رد: الغاية والثمرة من قراءة القرآن
 
بوركت يا محمد
تحياتي لك

ابوايمن 6 - 4 - 2014 09:07 AM

رد: الغاية والثمرة من قراءة القرآن
 
بارك الله فيك
وفي طرحك القيم
جزاك الله خيرا


الساعة الآن 07:19 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى