منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الأمومة والطفولة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=28)
-   -   الثواب والعقاب في تربية الأطفال (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=10428)

ميارى 29 - 9 - 2010 06:07 PM

الثواب والعقاب في تربية الأطفال
 











إن إثـابــة المـحـسـن عـلى إحـسـانه،وعقاب المسيء على إساءته مبدأ إسلامي أصيل لقوله تعالى:-
{هـَـلْ جَـزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَانُ}..

(الرحمن : 60)، وقوله جل من قائل : {وجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا}.. (الشورى:40).





عندما نحاول أن نغرس العادات الطيبة لابد من مكافأة الطفل على إحسانه للقيام بعمل بما يثبت في نفسه جانباً من الارتياح الوجداني.


وقد قدر السـلـف أهـمـيـة ترغيب الأبناء وثوابهم عند حسن استجابتهم ومن ذلك ما رواه النضر بن الحارث قال:-




سمعت إبراهيم بن أدهم يقول،قال لي أبي:- يا بني اطلب الحديث، فـكـلـمـا سـمـعـت حـديـثـاً وحفـظـتـه فلك درهم .

فطلبت الحديث على هذا والـثـواب قـد يكـون مـاديـاً ملموساً كإعطاء الطفل لعبة، أو حلوى أو نقوداً أو... وقد يكـون معنوياً يفرح له كالمدح والابتسام، والاعتزاز بالطفل لعمله الطيب أمام الناس.

إلا أن عـدم الغلو في المدح أدب إسلامي، فلا يكثر المربي من عبارات الاستحسان حتى لا يدخـل الغرور في نفس الطفل. كما أنه لا يجعل الثواب المادي هو الأساس، لـمـا لـذلك مـن أثـر سيئ على نفسية الطفل مستقبلاً، وإنما يوازي بين الثواب المادي والثواب المعنوي.




إن التربية لا تعني الشدة والضرب والتحقير، كما يظن الكثير، وإنما هي مساعدة الناشئ للوصول إلى أقصى كمال ممكن...

هذا وإن ديننا الحنيف رفع التكليف عن الصغار، ووجه إلى العقاب كوسيلة مساعدة للمربي ليعالج حالة معينة قد لا تصلح إلا بالعقاب الـمـنـاسـب الـرادع.


وذلـك بـعـد سـن التمييز كما يبدو من الحديث النبوي الشريف:- مــروا أولادكـم بالصلاة، وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر.

ونستشف من هذا الحديث الشريف أن الضرب من أجــل تعويد الطفل الصلاة لا يصح قبل سن العاشرة، ويحسن أن يكون التأديب بغير الضرب قـبـل هـذه الـسـن .




وأمـا نـوعـيـة العقاب فليس من الضروري إحداث الألم فيه، فالتوبيخ العادي الخفيف، ولهجة الصوت القاسية مثلاً يحدثان عند الطفل حسن التربية نفس التأثير الذي يحدثه العقاب الجسمـي الشديد عند من عود على ذلك .

وكلما ازداد العقاب قل تأثيره على الطفل، بل ربما يـؤدي إلـى الـعـصـيـان وعدم الاستقـرار .



فالعقـاب يجب أن يتناسب مع العمر، إذ ليس من العدل عقاب الطـفـل فـي السنة الأولـى أو الـثانية من عمره، فتقطيب الوجه يكفي مع هذه السن، إذ أن الطفل لا يدرك معنى العـقـاب بعد. وفي السنة الثالثة قد تؤخذ بعض ألعاب الطفل لقاء ما أتى من عمل شاذ.

ولا يصح بحال أن يكـون العقـاب سخرية وتشهيراً أو تنابزاً بالألـقـاب، كما قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خـَيْراً مِّنْهُمْ ولا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ ولا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ولا تَنَابَزُوا بِالأَلْـقَـابِ}.. (الحجرات:11)




http://www.othetheh.com/imgcache/15717.imgcache.gif


::أين هذا التأديب الرباني ممن ينادون أبناءهم:-

يا أعور، يا أعرج، فيمتهنون كرامتهم.. أو يعيرونهم فيجرئونهم على الباطل بندائهم: يا كذاب... يا لص .

"وفي ضرب المربين للصبيان:-

حدد فقهاؤنا حدوداً لا يجوز للمربي تـجـاوزهـا إذ يلـزمه أن يتقـي في ضربه الوجه ومكان المقاتل لما ورد في صحيح مسلم أن الرسول -صلى الله عـلـيـه وسلـم- قال: (إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه).
وينبغي أن يكون الضرب مفرقاً لا مجموعاً فـي محـل واحـد، والمهم أن يكون ثباتاً في المبدأ ومساواة بين الأولاد وعدلاً بينهم، لأن العقوبة الظالمة لا تـجـلـب إلا الضرر.

كما وأن الخطأ الذي يحدث للمرة الأولى يحسن أن يخفف فيه العقاب، إلا إن كــان الخطأ فادحاً فلا مانع من استخدام العقاب الأشد حتى لا يستهين الطفل بالذنب.


وإذا وقع العقاب من أحد الأبوين، فالواجب أن يوافقه الآخر، وإلا فلا فائدة من العقاب، مع إشعار الطفل بأن العقاب ليس للتشفي وإنما لمصلحته، وإن شعور الطفل بخلاف ذلك قد يحدث انحرافاً معيناً في نفسه، وهو أن يتعمد إثارة والديه، ليستمتع بمنظر هياجهما وثورتهما عليه.



ويحس بالارتياح الداخلي، لأنه وهو الصغير استطاع أن يثير أولئك الكبار ويزعجهم.. وعندئذ تكون الخسارة مزدوجة العقوبة أدت غرضها في الإصلاح، وزاد في نفس الطفل انحراف جديد هو تحقيق الذات عن طريق غير سوي .

ونود أن نؤكد على أن العقاب يجب أن يتلو الذنب مباشرة وألا يكون من الخفة بحيث لا يجدي، أو من الشدة بحيث يشعر بالظلم أو يجرح الكبرياء.







ويتضح أن الأطفال المنبسطين يضاعفون جهودهم عقب اللوم في حين أن المنطوين يضطرب إنتاجهم عقب اللوم .
ومطرد التعلم (أي النبيه المجتهد) يحفزه الثناء أكثر من النقد والمربي بحسن حكمته يضع الأمر في نصابه عادة.


http://www.l-ro.net/vb/imgcache/b734...7d22c35c23.gif



"أيهما أفضل الثواب أم العقاب؟

إن نتائج التجريب على الحيوان توضح أن كلاً من الثواب والعقاب يؤدي إلى زيادة في التعليم ..







ولكن الدراسات الإنسانية توصي بضرورة الاهتمام بقضية الثواب والاستحسان، وتركز على الثواب لعدة أسباب منها :-


الأثر الانفعالي السيئ الذي يصاحب العقاب،
أما الاستحسان ففيه توجيه بناء لطبيعة السلوك المرغوب فيه أكثر من مجرد معلومات سلبية عن الأشياء التي يجب أن يتجنبها.

وقد ندد ابن خلدون في استعمال الشدة في التربية فقال:-

من كان مَرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم، سطا به إلى القهر، وضيق كل النفس في انبساطها وذهب بنشاطها ودعا إلى الكسل، وحمله إلى الكذب خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة.



ومن كلام سحنون الفقيه في وصية لمعلم ابنه: (لا تؤدبه إلا بالمدح ولطيف الكلام، وليس هو ممن يؤدب بالضرب أو التعنيف).





ولعل أجدى الطرق التي ينبغي اتباعها مع الصغار هي ما ذهب إليه بن مسكويه في الموازنة بين الثواب والعقاب يقول في ذلك:-





ليمدح الطفل بكل ما يظهر من خلق جميل وفعل حسن ويكرم عليه، وإن خالف في بعض الأوقات لا يوبخ ولا يكاشف بل يتغافل عنه المربي... ولاسيما إن ستر الصبي مخالفته... فإن عاد فليوبخ سراً، ويعظم عنده ما أتاه ويحذر من معاودته.. فإنك إن عودته التوبيخ والمكاشفة حملته على الوقاحة.... فالعقاب ليس الوسيلة المجدية، إنه قد يؤدي إلى كف الطفل عن العمل المعيب، لكن لن يؤدي إلى حبه للخير المطلوب .

ومن ثم سيعاود الطفل ما منعه عن إثبات ذاته، وإغضاب الآخرين، فضلاً عن أنه يعوده البلادة والوقاحة .




فالترغيب عموماً أفضل من الترهيب، والاعتدال هو الميزان.



أرب جمـال 30 - 9 - 2010 09:20 PM

غاليتي ميارى
موضوع قيّم جدا ويشجع على القراءة والتفاعل معه
اضافة الصور كانت موفقة جدا

اشكرك من قلبي على جهدك الأكثر من رائع

الامير الشهابي 30 - 9 - 2010 10:57 PM

الاخت مياري
موضوع الثواب والعقاب يبدوأنهما متلازمان دوما فلا ثواب لايقابله عقاب ولاعقاب لايقابله ثواب
ان المبدا العام لصيغة الثواب والعقاب لها ارضيتها التي تتكون عليها هذه المقوله فهي خليط
بين الفهم الديني والموروث الاجتماعي والنهج التربوي في أدارة السلوك للاطفال .أذن ان
التوقف عند المبدا في الخطوط العامه نجده قد تجاوز الطفولة التي لاتدرك بصدق المعاني
الحقيقيه من مبدأ الثواب والعقاب لان الثواب والعقاب ليست كراسة مدرسيه فيها نظم
وتعلميات ...فأذا فعلت كذا يكون لك كذا وأذا لم تفعل يكون كذا وهكذا ...اننا في الحقيقه
عندما ندرك أبعاد السلوك الغير سوي من الاطفال كحالات التعبير بغير صدقيه وأحتراما
للطفوله لن اسميها كذبا لان الكذب اكبر من الطفوله . او بعض التصرفات العدوانيه
وغيرها ...أذن ماهو المبدأ الذي تبنى فيه عملية الردع في داخل المنظومة الاسريه
ليكون هناك تعبير دال عن حالة العقاب مثلا لنرى كيف تتعامل المؤسسة الاسريه
مع أخطاء اطفالها منذ سكن مبكره لتأسيس مبادىء عامة وغرسها في الاطفال
وتكون بمثابة المرشد والدليل كلما أحتاجوا اليه ..أن الكثير من الاطفال يحاولون
التعبير عن دواخلهم ربما بروح قد لانستطيع فهمها فلنتقط منها السطحي ونبدأ
في معالجة الامر لنرى النتيجة عكس النتائج..هل الثواب لدى الاطفال حينا هو
أغراقهم في تصورات وليس مفاهيم يكون بناءها مدروس تتعامل مع الطفل بتقنية
المعلومه التي نريد ايصالها دون أن يسبب ذلك للطفل خرقا في ذهنيته التي يحاول
تكوينها ...نعم يجب ان نبتعد في بناءنا المعرفي والذهني لاطفالنا عن الضبابيه
التي نخلقها في ايصال مفاهيم العقاب والثواب سواء كانت هذه المفاهيم دينيه
او من الموروث الاجتماعي ..لنكون قادرين للتعامل مع اطفالنا بصدقية عالية
الجوده وان لانفسر الماء بعد الجهد بالماء ونفشل في النهاية ونرى أننا
نحن الذين نستحق العقاب
شكرا مياري موضوع شيق

سماح 12 - 10 - 2010 03:14 AM

عزيزي ميارى

جزاك الله خيراً عزيزي

موضوع جميل و رائع عزيزي

و فعلاً الكثير ممن عليهم مسئولية التربية

قد يجهلون هذا بعض الشيء

أتمنى الإستفادة للجميع

سلمت على الطرح الموفق عزيزي

في ميزان حسناتك يا رب

ربي يسعدك في الدنيا والآخرة

مودّتي


الساعة الآن 09:01 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى