منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   النقد الأدبي والفني (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=107)
-   -   سياسيات برهان الخطيب.. آخر أوراقه الرابحة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=16000)

المفتش كرمبو 16 - 5 - 2011 06:09 PM

سياسيات برهان الخطيب.. آخر أوراقه الرابحة
 
حجم الخط: http://www.adabfan.com/themes/tpl_40...t_decrease.gif http://www.adabfan.com/themes/tpl_40...nt_enlarge.gif

صالح الرزوق

http://www.adabfan.com/thumbnail.php...article_medium



في روايته ( على تخوم الألفين ) وهي ثاني أهم محطة في تاريخه الفني ، يواصل الروائي برهان الخطيب نجاحاته و خطه الصاعد ، فيقدم لنا صورة عن صراع الحضارات ، بالمعنى الأنتروبولوجي للمصطلح ، حيث أنه يضع بلده العراق و مكوناته و بنيته الاجتماعية ، أمام عالمين مختلفين :
1 - قوات التحالف التي تبنت لأول مرة في التاريخ السياسي المكتوب مهمة التبشير بخطاب معرفي له رسالة سياسية.
2 - ثم خالد ضمير الكاتب ، أو رمزه الفني ، و هو في الرواية مراسل مغترب يعود مع قوات الغزو لتغطية الأحداث.
لقد كانت لبرهان الخطيب تجربة سابقة مع الرواية السياسية ، و هي ( شقة في شارع أبو نواس ) ، أو الرواية الممنوعة كما يشار إليها.
و مع أنها ليست بضمير أسود ، فقد تعاملت مع التاريخ الوطني للعراق من الداخل ، و بشكل شهادة عيان أو وثيقة فنية عن صراع اجتماعي و عرقي ، ثم صراع مذاهب و أحزاب. و ترتب على ذلك تحقيق عدة منغصات ، و في المقدمة الدخول في التابو لجميع المحرمات ، و هذا يعني شبكة الصراع بين الأعراق و المذاهب و صور الأخلاق العامة . و بالتحديد الاغتصاب و الاعتقالات السياسية و طرائق ممارسة الشعائر و العبادات.
و إن اختيار برهان الخطيب لشقة من 3 غرف في وسط بغداد لتكون مسرحا للأحداث ، قد ضغط على المشهد و حوله من طبيعته الروائية المفترضة إلى طبيعة مستعارة ، هي أقرب ما تكون للنص المسرحي. لقد كان توحيد المكان و تعدد الأشخاص هو العامل الأساسي وراء الإمساك بكافة الخيوط في يد واحدة.
غير أن الصورة ليست بهذه البساطة في عمله الأساسي الثاني.
الشخصيات مثلا لا ترتبط مع ما يقابلها من عناصر أخرى بخيوط واضحة و محددة أو برموز مباشرة. و هي تقترب من دائرة الأحداث بشيء من التواطؤ مع مفهوم الجسم المفقود ، بمعنى أنها تراقب لتشاهد و ليس لتتورط.
لقد كان من المفروض على كل شخص أن يعلن عن حضوره و غيابه بالتناوب ، و عن هويته المثقوبة و شخصيته العالمية المتعددة الجنسيات ، حتى أن ملامح المراسل العراقي ( الراوي الأول للأحداث ) تختلط مع أخلاق و سلوك و صفات دافيد ( شريكه في الحملة الصحفية ).
و كذلك هو الحال مع المكان. إنه لا يصلح لإدارة أحداث مباشرة و سببية. و هو يبدو أقرب ما يكون إلى عدة دوائر يربطها هم واحد.
إن المكان في هذه الرواية يعاني من التفتيت و السقوط ، و غالبا ما تخترقه الذكريات لتنتقل من الحساسية الواقعية إلى أسلوب تحليل الشخصيات أو المناجاة. و فرض ذلك على الأحداث أو المادة ( بتعبير أرسطو ) أن تنمو في دائرة واسعة من المشاهد و الافتراضات ، و أن لا تلتزم بطريقة التتابع و لكن بطريقة التوازي.
لقد ابتعد برهان الخطيب في هذه الرواية عن الأسلوب الواقعي المباشر ، و الذي يعتمد على نواة تتطور منها الملامح العامة ، و اختار البنية الطبيعية للوجدان أو الضمير الإشكالي. و هذا وضعه على خطا وليم فولكنر : أن يبني من أدوات بسيطة عالما تراجيديا معرضا لخطر الإنقراض ، و فيه يدور النزاع حول أقصى الضرورات و الغرائز.
و من ذلك : الجدل الرمزي بين الحرية و العبودية ، و بلغة الرواية المباشرة بين المقاومة و الاستعمار. و هو ما يؤدي كما ورد في الرواية بالحرف الواحد إلى ( صناعة الغربة ) ( 1 ).
و منه أيضا : الصراع بين سلوك الحب و التملك ، و المثال على ذلك العلاقة العاطفية بين دافيد و فرح ، و التي تقول عنها الرواية على سبيل التشبيه إنها ( دمعة على الوسادة ) ( 2 ).
و مع أن هذا يفترض نشوء صدام - مواجهة ، أو لنقل معركة أفكار و عادات بين شرق مؤنث و غرب مذكر ، فهو لا يقترب من حدود المثاقفة لا في المجال و لا في الموضوع.
و أعتقد أن هذه الرواية لا تبتعد كثيرا عن مفهوم بناء الـمناظر و الأخلاق الخاصة كما فعل مؤسس الرواية الفنية الحديثة محمد حسين هيكل ، و لكن بعد إسقاط مكونات الريف على المدينة. فالشخصية رقم 1 فنان أو مثقف ، و من قطاع الأنتلجنسيا. و الزمان محدود بإدارة أزمة ترتبط بالهم العام و المصير الوطني . و المكان هو المنفى الذي يفاقم الإحساس بالحصار العاطفي المسؤول عن تبديل الإدراك و التصورات.
و قد فتح ذلك الطريق لإجراء مراجعة شاملة و نقد ذاتي. بعبارة أخرى للنظر ( كما يقول جون أوزبورن ) بغضب إلى الماضي ، و هو الذي يتألف من كل المشاهد و من شريط الصور التي أصبحت وراءك ، و هذا ينطبق على الماضي الروحي و الموضوعي.
و من هنا كانت تنجم العاطفة بالمشاركة و لو أنها حول مشاعر محبطة. و ربما لهذا السبب وجد برهان الخطيب نفسه ( كما ذكر في الرواية ) ( 3 ) ملزما بإفهام نفسه قبل غيره. فالمشاعر غالبا بحاجة إلى تأويل. و من هنا أيضا كانت تنبع جدوى الكتابة عن الذات ( كما صرح بذلك في متن الرواية ) ( 4 ) . فالعالم ليست له حقيقة ذاتية و خارجية ، بل حقائق موزعة على الجميع.

هوامش :
1 - انظر الفصل 9 - ليلة الفهد.
2 - الصفحة السابقة.
3 - انظر الفصل 30 من الرواية - أوراقها المنسية.
4 - الصفحة السابقة.

أيار 2011

الآماكن 19 - 7 - 2011 10:42 PM

مشكور على هذا الطرح ويعطيك العافية

shreeata 19 - 7 - 2011 11:36 PM

سلمت كرمبو
على روعةالادراج
تحيات لك

أرب جمـال 19 - 8 - 2011 05:05 AM

شكرا لك على الطرح والافادة
تقديري لك

الآماكن 26 - 9 - 2011 09:29 PM

يعطيڪَ العافيه..

موفق بإختيارڪَ..

تسلم الايادي ..

بـانتظار جديدڪَ..

عاشق تراب الأقصى 7 - 10 - 2011 02:35 AM

يعطيكـ ألف عافيه


الساعة الآن 03:30 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى