منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الشعر والأدب العالمي المترجم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=127)
-   -   الشاعر: فدريكو جارسيا لوركا / Federico Garcia Lorca (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=7912)

أرب جمـال 29 - 6 - 2010 09:59 PM

قصيدة الطفلِ الميت

كلَ مساءٍ في غرناطة
يموتُ طفلٌ كلَ مساء.
كل مساءٍ يتربعُ الماءُ جالساً
كي يتحدثَ معَ أصحابِه.
.
الميت يلبس أجنحةً تملأها الطحالب.
والريحُ الصافية والممطرة كانتا
طاوسينِ حلقا بين الأبراج
واليومُ كان طفلاً جريحاً.
.
لم يبقى حتى رفرفة قنبرةٍ في السماء
عندما قابلتك في كهوفِ الخمر.
لم توجد قطعة سحابٍ حينها فوق الأرض
عندما غرقتَ وسط النهر.
.
عملاق المياه تمدد فوق التلة
النهر يلهو بالكلابِ والزنابق.
جسمكَ بين ظلالِ يداي البنفسجية
كان ملاكاً بارداً .. ميتاً .. على الضفة.

أرب جمـال 29 - 6 - 2010 10:00 PM

الفتى الصغير المجنون

قلتُ: " العصر. "
لكن لم يكن كذلك.
العصرُ كان شيئاً آخرَ
رحل بعيداً منذ زمن.
.
( والنورُ اشرأبَ
بأكتافِهِ مثل صبية. )
.
" العصر. " لكنهُ بلا جدوى!
إنه مزيف .. إنه يملكُ
نصفَ قمرٍ سبِكَ من رصاص
والنصف الآخر لن يأتي.
.
( والنور تحت مرأى كل الناس
استطاب لعبَ دور التمثالِ مع الفتى المجنون. )
.
تلك الأخرى: كانت صغيرة
وكانت تأكل الرمان.
.
هذه خضراء وكبيرة .. لا أقدرُ
أن أعانقها .. أو ألبسها.
ألن تأتي؟ كيف كان شكلها؟
.
( والنور كما لو أنها مزحة مسلية
فصل الفتى المجنون عن ظله. )



http://dc04.arabsh.com/i/00143/isshjuaydypj.png



أرب جمـال 29 - 6 - 2010 10:02 PM

استشارة

يازهرةَ الأحزانِ الزرقاء
سندانَ الفراشات!
هل رغدٌ عيشكِ في وحلِ
الساعات؟
.
(آه .. يا شاعري الطفل
حطم ساعتك!)
.
يانجمةً باهرةَ الزرقة
سندانَ الفجر.
أرغدٌ حياتكِ في رغوةِ
الظل؟
.
(آه .. ياشاعري الطفل
حطم ساعتك!)
.
ياقلبي الأزرق
يامصباحَ غرفةِ نومي
هل تخفقُ حقاً
دونَ دمي العاشقِ للحنْ؟
.
(آه .. ياشاعري الطفل
حطم ساعتك!)
.
إني أفهمكم كلكم .. إني أستودع نفسي
مهملاً – داخل مجموعةِ الأدراج
كي تأتي حشرةُ الوقت.
لعابها المعدني
لن يُسمعَ في هدأةِ
غرفةَ نومي.
يجب أن أخلدَ للنوم راضياً
مثلما تنامون
زهرةََ الأحزان .. النجوم
ففي النهاية .. سوف تطيرُ
الفراشة مع تيارِ
الساعات
بينما الوردةُ
تخرج برعمها من صدري.


http://dc04.arabsh.com/i/00143/isshjuaydypj.png


أرب جمـال 29 - 6 - 2010 10:03 PM

نشيدُ فارس

قرطبة.
بعيدٌ أنا.. ووحيد.
.
مهرٌ أسود .. قمٌر كبير
والزيتون يملأ جرابي
رغمَ أني أعرف الدروب
لن أصلَ أبداً إلى قرطبة.
.
عبرَ الطريق .. عبرَ الرياح
مهرٌ أسود .. قمرٌ أحمر.
الموت يحدق فيني
من فوق أبراجِ قرطبة.
.
آهِ ! ماأطول الطريق!
آهِ ! يامهري الشجاع!
آه! ذلك الموت يجب أن ينتظرني
قبلَ أن أصل إلى قرطبة.
.
قرطبة.
بعيدٌ أنا .. ووحيد.

أرب جمـال 29 - 6 - 2010 10:05 PM

قصيدةُ الحمامِ الأسود

من خلالِ غصونِ الغار
رأيت حمامتين داكنتين
الأولى .. الشمس
والأخرى .. القمر
قلت لهما: يا جاراتاي
أين هو قبري؟
في ذيلي، قالت الشمس
في جوفي، قال القمر
وأنا الذي كنت أمشي
والأرض حزامٌ لي
رأيت حينها نسرين من الرخام
وبنتاً عارية
أحدهما كان الآخر
والبنت كانت لا أحد
قلت لهما: أيّها النسرين
أين هو قبري؟
في ذيلي، قالت الشمس
في جوفي، قال القمر
من خلالِ غصونِ الغار
رأيت حمامتين عاريتين
إحداهما كانت الأخرى
وكلتاهما .. لا أحد.

أرب جمـال 29 - 6 - 2010 10:06 PM

أغنيةُ شجرةِ البرتقالِ المجدبة

أيّها الحطاب.
اقطع ظلي
خلصني من العذاب
من رؤيةِ نفسي دونَ ثمر.
.
لماذا وُلِدتُ بين المرايا؟
اليومُ يدورُ من حولي
والليلُ يصنعُ نسخاً مني
في كل النجمات.
.
أريد العيشَ دون رؤية نفسي
وسوف أحلم بأن النملَ
وأن الشوك
صارا أغصاني وطيوري
.
أيّها الحطاب.
اقطع ظلي
خلصني من العذاب
من رؤيةِ نفسي دونَ ثمر.
*
ترجمة / عدي الحربش

أرب جمـال 29 - 6 - 2010 10:07 PM

ياشجرة .. ياشجرة ..

ياشجرة.. ياشجرة
يابسةً خضراء.
.
الفتاة ذاتُ الوجه الجميل
ذهبت تجمعُ الزيتونْ.
الريح - التي تحف بالأبراج -
طوقتْ خصرها.
أربعة فرسان مروا
على خيولٍ أندلسية
ملابسهم خضراء ولازوردية
وعباءاتهم سوداء.
" تعالي إلى قرطبة .. يافتاة"
ولكن الفتاة لم تعرهم اهتماماً.
ثلاثةٌ من مصارعي الثيرانِ مرّوا
خصورهم رشيقة
ملابسهم برتقالية اللون
سيوفهم من الفضة المتجورة
" تعالي إلى إشبيلية .. يافتاة"
ولكن الفتاة لم تعرهم اهتماماً.
عندما تحول المساء
بنفسجياً- وسط الضوء الهارب-
شابٌ مرّ حاملاً
ورود الآسِ من القمر
" تعالي إلى غرناطة .. يافتاة"
ولكن الفتاة لم تعرهُ اهتماما.ً
الفتاة ذاتُ الوجه الجميل
لا تزال تجمع الزيتون
وذراع الريح الممطرة
تطوق خصرها
.
ياشجرة ياشجرة
يابسةً خضراء.

أرب جمـال 29 - 6 - 2010 10:08 PM

قد مات عندَ الفجر

ليلٌ بأربعةِ أقمار
وشجرةٍ وحيدة
بظلٍ مفردٍ وحيد
وطائرٍ وحيد
.
أبحث في جسدي
عن آثارَ شفتيكِ
الينبوعُ يقبلُ الرياح
دونِ أن يلمسها
.
أحمل اللا التي أهديتنيها
في راحةِ يدي
كليمونة شمعٍ
أصبحت بيضاء
.
ليلٌ بأربعةِ أقمار
وشجرةٍ وحيدة
على طرف إبرةٍ
غزلتي حبي !

أرب جمـال 29 - 6 - 2010 10:11 PM

قصيدة الموت الأسود

أريدُ أن أغفوَ غفوةَ التفاحْ
أريدُ أن أبتعدَ عن زحمةِ القبورْ.
أريدُ أن أنام نومةَ طفلٍ
أرادَ شقَ قلبِه بعيداً في البحور.
.
لا أريدُ أن يخبرونني مرة ثانية كيف تحتفظ الجثة بدمِها
كيفَ أن الفمَ المتفتتَ يظل ينشد جرعةَ ماء.
لا أريدُ أن أسمع عن فصولِ التعذيبِ التي أعدها العشب
ولا عن القمر الذي أتم أعماله قبل الفجر
وأنفه الأشبه بالثعبان.
.
أريد أن أنامَ نصفَ ثانية
ثانيةً .. دقيقةً .. دهراً
لكنني أريدهم أن يعلموا بأنني مازلت حياً
أنني أمتلك معلفاً ذهبياً مابينَ شفتي
أنني مازلت الرفيقَ الصغيرَ للريحِ الغربية
أننّي أنا الظل الهائلُ لدموعي.
.
عندما يحلّ الفجرُ ارمِ فوقي شيئاً من ثيابْ
لأنني أعلم أن الفجرَ سيذرّ النملَ عليّ.
واسكب قليلاً من الماء على حذائي
كي تخطئني -عندما يأتي- مخالبُ عقربِ الفجر.
.
لأنني أريدُ أن أغفوَ غفوةَ التفاحْ
وأتعلم أغنيةَ نوحٍ تغسلني من كل الأرض
لأنني أريد أن أحيا مع ذاك الطفل الذي
أرادَ شقَ قلبه بعيداً في البحور.

أرب جمـال 29 - 6 - 2010 10:13 PM

بكائية إجناسيو سانشيز ميجاس

1. الطعنة والموت
في الخامسة بعد الظهر
كانت تمامَ الخامسة بعد الظهر
فتىً أتى بملاءةٍ بيضاء
في الخامسة بعد الظهر
و سلة الليمونٍ جُهزت
في الخامسة بعد الظهر
لم يبقَ غيرُ الموتِ، والموتُ فقط
في الخامسة بعد الظهر
الريحُ دفعت كومةَ القطن
في الخامسة بعد الظهر
الأكسيد فرق النيكل والبلور
في الخامسة بعد الظهر
حمامة تعاركت مع أسد
في الخامسة بعد الظهر
وفخذ عانق قرناً موحشاً
في الخامسة بعد الظهر
وترُ الكمانِ أطلق اللحن
في الخامسة بعد الظهر
أجراس الزرنيخ والدخان
في الخامسة بعد الظهر
جماعات صمتٍ تملأ الأركان
في الخامسة بعد الظهر
الثور منفردٌ مع قلبٍ نبيل
في الخامسة بعد الظهر
عندما كان الثلج ينزّ العرق
في الخامسة بعد الظهر
عندما كانت الحلبة مغطاة باليود
في الخامسة بعد الظهر
الموت ألقى بيضه على الجُرُح
في الخامسة بعد الظهر
في الخامسة بعد الظهر
كانت تمامَ الخامسة بعد الظهر
كفنٌ بأربع عجلاتٍ كان فراشه
في الخامسة بعد الظهر
صوت العظام والنايات يتردد في آذانه
في الخامسة بعد الظهر
خوار الثور دوى وسط جبينه
في الخامسة بعد الظهر
الغرفة كانت تشع بالألم
في الخامسة بعد الظهر
من بعيد أتتْ الغرغرينا
في الخامسة بعد الظهر
قرن الليلك يخترق الإلية الخضراء
في الخامسة بعد الظهر
الجراح كانت تحترق كالشموس
في الخامسة بعد الظهر
والجموع كانت تحطم الشرفات
في الخامسة بعد الظهر
في الخامسة بعد الظهر
إهٍ من تلك اللحظة القاتلة بعد الظهر
كانت الخامسة في كل الساعات
كانت الخامسة في ظلالِ الظهر
2. الدم المراق
أنا لن أراه!
قل للقمر أن يأتي
لأني لا أريد أن أرى دم إجناسيو
على الرمال
أنا لن أراه!
القمر مشرع الأبواب
حصان الغيوم الراكدة
وحلبة الثور الرمادي مع الأحلام
وأشجار الصفصاف في البريرا
أنا لن أراه!
أشعلْ شمعة ذكراي!
أدفئ ياسمينَ
ذاك البياضِ الدقيق!
أنا لن أراه!
بقرة العالم العتيق
لعقت بلسانها
خرطوم الدم
المراقِِ على الرملِ
وثيران جويساندو
نصفها ميت، ونصفها حجر
أطلقت خوارها كفيلقين رومانيين
عاثا في الأرض فساداً
لا..
أنا لا أريد أن أراه!
أنا لن أراه!
إجناسيو صعد عالياً وحلق
رغم ثقل الموت على كتفيه
حلقَ قاصداً الفجر
ولكن الفجر لمن يكن هناك
هو يبحث عن صورته الواثقة
ولكن الحلم فاجأه
هو بحث عن جسده الجميل
ولكنه لاقى دمه المراق
أنا لن أراه!
أنا لا أريد أن أسمعه ينزف
وأسمع الصوت يخفّ ببطء
ذاك النزيف الذي يضيء
كراسي الحشود، ويتدفق
على الجلود المدبوغة والأقمشة المضلعة
للحشود العشطى
التي تدعوني الى الاقتراب!
لا تطلبوا مني أن أراه!
عيناه لم تغمضان
عندما رأى القرون تقرتب
ولكن الأمهات المرعبات
رفعن رؤسهن
وعبر الحقول
ريحُ أصواتٍ سريّةٍ ارتفعت
صارخةَ بالثيران السماوية
- رعاةِ الضبابِ الشاحب-
أنه لا يوجد أميرٌ في أشبيلية
يمكن أن يُقارنَ به
ولا يوجد سيفٌ كسيفه
ولا قلبٌ كقلبِه.
كنهرٍ من الليوث
كانت شجاعتُه الباهرة
وكتمثالِ رخام
كان اعتدالُه الصلب
هواء روما الأندلسية
طلى له رأسه
حيث كانت ابتسامته نرديناً
من الذكاء والظرف
ياله من مصارعٍ رائعٍ في الحلبة!
ياله من مزارع ماهرٍ في الجبال!
يالرقته حين يحمل الحزمة!
يالقسوته حين ينخس الحصان!
يالنعومتهِ عند الندى!
يالروعتهِ عند الاحتفال!
يالضخامتهِ حين رمى
آخرَ رماحِ الظلام!
ولكنه الآن ينام بلا نهاية.
الآن الطحالب والأعشاب
تفتح بأناملَ واثقة
زهرةَََ جمجمتِه
والآن دمه يتدفقُ مغنياً
مغنياً عبر الحقولِ
والمروج
متزحلقاً على القرونِ الباردة
متداعياً بلا روحٍ وسط السديم
متعثراً بين ألف حافر
مثل لسانٍ طويلٍ أسود حزين
ليشكلَ بركة لوعةٍ
قربَ نجماتِ نهرِ كواديلكويفير
آهٍ ياجدارَ أسبانيا الأبيض!
آهٍ ياثورَ الحزنِ الأسود!
آهٍ يادمَ أجناسيو الغالي!
آهٍ ياكلَ عندليبٍ في وريدِه!
لا.
أنا لن أراه!
لا كأسَ يمكنُ أن يحتويه
لا سنونوَ يمكنُ أن يشربَه
لا صقيعَ ضياء يطفيء نارَه
لا أغنيةً لا مطراً من الليلكِ الأبيض
لازجاجَ يغطيهِ بالفضةِ
لا.
أنا لن أراه!
3. الجسد المسجى
الصخرةُ جبهةٌ تنتحب عليها الأحلام
دونَ مياهٍ متلاطمة وسروٍ متجمد
الصخرةُ كتفٌ نحمل عليها الزمان
بين أشجارٍ من الدموعِ والخيوطِ والكواكب
أنا رأيت زخاتٍ رمادية تتحرك نحو الأمواج
رافعةً أذرعها اللطيفة المثقبة
لتتجنب الوقوع في يدي الصخرة الملقاة
التي تفك أذرعها دون أن تشرب دمها
فالصخرةُ تجمع البذورَ والغيوم
والطيور العظمية وذئاب الظلال
لكنها لا تصدر حساً أو كريستالاً أو ناراً
وإنما حلباتٍ.. وحلباتٍ.. وحلباتٍ بلا جدران.
والآن ، اجناسيو – ذو المحتدِ الشريف – يرقد فوقَ الصخرة
كل شيءٍ انتهى. ماذا يجري؟ تأمل وجهه:
الموت غطاه بالكبريتِ الشاحب
وأبدل رأسه برأس مينوتور.
كل شيءٍ انتهى. المطر يخترق ثغره.
الهواء يغادر حانقاً صدره المتحشرج.
والحبُ المُشرّبُ بدموع الثلج
يتدفأ وحيداً على رأسِ القطيع.
ماذا يقولون؟ صمتٌ عفن يطبق.
نحنُ هنا نحمل جسده الملقى المتلاشي
بشكلهِ النقي المليء بالعنادل
و نراهُ يمتليء ثقوباً ليست بالعميقة.
من يجعّدُ الكفن؟ مايقولهُ غيرُ صحيح!
لا أحدَ يغني هنا .. لا أحدَ يبكي في الأركان
لا أحدَ يغمزُ بالمهماز .. لا أحد يفزعُ الثعبان.
هنا .. لا أريد شيئا سوى العيون المدورة
سوى أن أرى جسده دون فرصةٍ للراحة.
هنا أريد أن أرى الرجال ذوي الأصوات الصلبة.
هؤلاء الذين يطوعون الجياد ويقهرون الأنهار
الرجال ذوي الأجساد الجهورية الذين ينشدون
بفمٍ مليء بالشمسِ والصوان.
هنا أريد أن أراهم. أمام الصخرة.
أمام هذا الجسد المقطوع اللجام.
أريد أن أعرف منهم طريق الخلاص
نحو هذا القبطان الذي قيده الموت.
أريدهم أن يسمعوني بكائيةً كالنهر
الحاملٍ للسديمِ الحلوِ والشواطيء العميقة
لآخذ جسد إجناسيو إلى حيث يموت للأبد
دونَ سماعِ خوارِ الثيران المتكرر.
يموتُ للأبد في الحلبة المدورة للقمر
الذي يقلد في صباه ثوراً حزيناً هادئاً
يموتُ للأبد في الليل دون أغنية الأسماك
وفي الأجمة البيضاء للدخان المتجمد.
أنا لا أريدهم أن يغطوا وجهه بالمناديل
لربما يعتاد على الموت الذي يحمله.
اذهب اجناسيو .. لا تصغي للخوار الحارق
نمْ .. طرْ .. ارتاحْ .. فحتى البحر يموت!
4. روحٌ مفقودة
الثور لا يعرفك .. ولا شجرة التين
ولا الجياد .. ولا النمل في بيتك.. لا يعرفك.
الطفل والعصر لا يعرفانكَ
لأنك قد مت للأبد.
ظهر الصخرة لا يعرفك
ولا الساتان الأسود الذي تتفتت فيه.
ذكراك الصامتة لا تعرفك
لأنك قد مت للأبد.
الخريف سوف يأتي والحلزونات البيضاء الصغيرة
وعناقيد العنب الضبابية والتلال المرصوصة
ولكن لا أحد سوف ينظر نحو عينيك
لأنك قد مت للأبد.
لأنك قد مت للأبد
ككل موتى الأرض
ككل الموتى المنسيين
المرميين للكلاب الميتة.
لا أحد يعرفك.. لا.. لكني أتغنى بك
للأجيال القادمة أغني عن وجهك وجلالك
عن نضجك الفريدِ عن فهمك المحيط.
عن شوقك للموتِ وللطعم الذي في فمه.
عن حزن مرحك الذي قد كان باسلا ذات مرة.
سوف تمر دهور قبل ولادةِ – لو بالإمكان-
أندلسيٍ نقيٍ مليء بالمغامرة
أتغنى عن ألقهِ بكلمات تتأوه
وأتذكر نسيماً حزيناً بين أشجارِ الزيتون.
*
ترجمة / عدي الحربش
**
" Lament for Ignacio Sanchez Mejias "
- Lorca -
I
Cogida and death
At five in the afternoon.
It was exactly five in the afternoon.
A boy brought the white sheet
at five in the afternoon.
A frail of lime ready prepared
at five in the afternoon.
The rest was death, and death alone.
The wind carried away the cottonwool
at five in the afternoon.
And the oxide scattered crystal and nickel
at five in the afternoon.
Now the dove and the leopard wrestle
at five in the afternoon.
And a thigh with a desolated horn
at five in the afternoon.
The bass-string struck up
at five in the afternoon.
Arsenic bells and smoke
at five in the afternoon.
Groups of silence in the corners
at five in the afternoon.
And the bull alone with a high heart!
At five in the afternoon.
When the sweat of snow was coming
at five in the afternoon,
when the bull ring was covered with iodine
at five in the afternoon.
Death laid eggs in the wound
at five in the afternoon.
At five in the afternoon.
At five o'clock in the afternoon.
A coffin on wheels is his bed
at five in the afternoon.
Bones and flutes resound in his ears
at five in the afternoon.
Now the bull was bellowing through his forehead
at five in the afternoon.
The room was iridiscent with agony
at five in the afternoon.
In the distance the gangrene now comes
at five in the afternoon.
Horn of the lily through green groins
at five in the afternoon.
The wounds were burning like suns
at five in the afternoon.
At five in the afternoon.
Ah, that fatal five in the afternoon!
It was five by all the clocks!
It was five in the shade of the afternoon!
II
The Spilled Blood
I will not see it!
Tell the moon to come,
for I do not want to see the blood
of Ignacio on the sand.
I will not see it!
The moon wide open.
Horse of still clouds,
and the grey bull ring of dreams
with willows in the barreras.
I will not see it!
Let my memory kindle!
Warm the jasmines
of such minute whiteness!
I will not see it!
The cow of the ancient world
passed har sad tongue
over a snout of blood
spilled on the sand,
and the bulls of Guisando,
partly death and partly stone,
bellowed like two centuries
sated with threading the earth.
No.
I will not see it!
Ignacio goes up the tiers
with all his death on his shoulders.
He sought for the dawn
but the dawn was no more.
He seeks for his confident profile
and the dream bewilders him
He sought for his beautiful body
and encountered his opened blood
Do not ask me to see it!
I do not want to hear it spurt
each time with less strength:
that spurt that illuminates
the tiers of seats, and spills
over the cordury and the leather
of a thirsty multiude.
Who shouts that I should come near!
Do not ask me to see it!
His eyes did not close
when he saw the horns near,
but the terrible mothers
lifted their heads.
And across the ranches,
an air of secret voices rose,
shouting to celestial bulls,
herdsmen of pale mist.
There was no prince in Sevilla
who could compare to him,
nor sword like his sword
nor heart so true.
Like a river of lions
was his marvellous strength,
and like a marble toroso
his firm drawn moderation.
The air of Andalusian Rome
gilded his head
where his smile was a spikenard
of wit and intelligence.
What a great torero in the ring!
What a good peasant in the sierra!
How gentle with the sheaves!
How hard with the spurs!
How tender with the dew!
How dazzling the fiesta!
How tremendous with the final
banderillas of darkness!
But now he sleeps without end.
Now the moss and the grass
open with sure fingers
the flower of his skull.
And now his blood comes out singing;
singing along marshes and meadows,
sliden on frozen horns,
faltering soulles in the mist
stoumbling over a thousand hoofs
like a long, dark, sad tongue,
to form a pool of agony
close to the starry Guadalquivir.
Oh, white wall of Spain!
Oh, black bull of sorrow!
Oh, hard blood of Ignacio!
Oh, nightingale of his veins!
No.
I will not see it!
No chalice can contain it,
no swallows can drink it,
no frost of light can cool it,
nor song nor deluge og white lilies,
no glass can cover mit with silver.
No.
I will not see it!
III
The Laid Out Body
Stone is a forehead where dreames grieve
without curving waters and frozen cypresses.
Stone is a shoulder on which to bear Time
with trees formed of tears and ribbons and planets.
I have seen grey showers move towards the waves
raising their tender riddle arms,
to avoid being caught by lying stone
which loosens their limbs without soaking their blood.
For stone gathers seed and clouds,
skeleton larks and wolves of penumbra:
but yields not sounds nor crystals nor fire,
only bull rings and bull rings and more bull rings without walls.
Now, Ignacio the well born lies on the stone.
All is finished. What is happening! Contemplate his face:
death has covered him with pale sulphur
and has place on him the head of dark minotaur.
All is finished. The rain penetrates his mouth.
The air, as if mad, leaves his sunken chest,
and Love, soaked through with tears of snow,
warms itself on the peak of the herd.
What is they saying? A stenching silence settles down.
We are here with a body laid out which fades away,
with a pure shape which had nightingales
and we see it being filled with depthless holes.
Who creases the shroud? What he says is not true!
Nobody sings here, nobody weeps in the corner,
nobody pricks the spurs, nor terrifies the serpent.
Here I want nothing else but the round eyes
to see his body without a chance of rest.
Here I want to see those men of hard voice.
Those that break horses and dominate rivers;
those men of sonorous skeleton who sing
with a mouth full of sun and flint.
Here I want to see them. Before the stone.
Before this body with broken reins.
I want to know from them the way out
for this captain stripped down by death.
I want them to show me a lament like a river
wich will have sweet mists and deep shores,
to take the body of Ignacio where it looses itself
without hearing the double planting of the bulls.
Loses itself in the round bull ring of the moon
which feigns in its youth a sad quiet bull,
loses itself in the night without song of fishes
and in the white thicket of frozen smoke.
I don't want to cover his face with handkerchiefs
that he may get used to the death he carries.
Go, Ignacio, feel not the hot bellowing
Sleep, fly, rest: even the sea dies!
IV
Absent Soul
The bull does not know you, nor the fig tree,
nor the horses, nor the ants in your own house.
The child and the afternoon do not know you
because you have dead forever.
The shoulder of the stone does not know you
nor the black silk, where you are shuttered.
Your silent memory does not know you
because you have died forever
The autumn will come with small white snails,
misty grapes and clustered hills,
but no one will look into your eyes
because you have died forever.
Because you have died for ever,
like all the dead of the earth,
like all the dead who are forgotten
in a heap of lifeless dogs.
Nobady knows you. No. But I sing of you.
For posterity I sing of your profile and grace.
Of the signal maturity of your understanding.
Of your appetite for death and the taste of its mouth.
Of the sadness of your once valiant gaiety.
It will be a long time, if ever, before there is born
an Andalusian so true, so rich in adventure.
I sing of his elegance with words that groan,
and I remember a sad breeze through the olive trees


الساعة الآن 11:00 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى