منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   ساعة لقلبك (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=102)
-   -   قصة اليمامتان (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=27016)

دانا 10 - 9 - 2012 10:31 PM

قصة اليمامتان
 
قصة اليمامتان



هي قصة اليمامتان من كتاب (من وحي القلم) لمصطفى صادق الرافعي
والقصة طويلة حاولت اختصارها وبها فوائد وعبر جمة ووصف رائع للاسلام والمسلمين لكني اغفلتها خشية الاطالة. .


اثناء الفتوح الاسلامية جاء عَمْرو بن العاص إلى بلبيس بمصر فحاصرها حِصَاراً شديداً، وكان بها (أرمانوسة) ابنة (المقوقس)عظيم القبط في مصر وكان لارمانوسة وصيفة تدعى (مارية) كانت نصرانية قوية العقل والدين.ولما نزل عمرو بجيشِه على بُلبيس جَزِعتْ مارية جزَعاَ شديداً; إذ كان الروم قد أرجفوا أن هوّلاء العربَ قوم جياع يَنْفضهُم الجدْبُ على البلاد نَفضَ الرمالِ على الأعين في الريح العاصف; وأنهم لا عهد لهم ولا وفاء، ثَقُلت مطامعهم وخَفَّت أمانتهم؛ وأن قائدَهم عَمْرَو بن العاص كان جزاراً في الجاهلية، وتوهَّمتْ ماريةُ أوهامَها، وقد كانتْ شاعرةَ فجعلت تندب نفسها لارمانوسة، وصنعت في ذلك شعرًا:


جاءك أربعة آلاف جزار أيتها الشاة المسكينة!
ستذوق كل شعرة منك ألم الذبح قبل أن تُذبَحي!
جاءك أربعة آلاف خاطف أيتها العذراء المسكينة!
ستموتين أربعة آلاف مِيتة قبل الموت!


فضحكت ارمانوسة وقالت: أنت واهمة يا مارية؛ أنسيت أن أبي قد أهدى إلى نبيهم "مارية" بنت "أَنْصِنا"
وأنها أنفذت إليه دسيسًا يُعلمه أن هؤلاء المسلمين هم العقل الجديد الذي سيضع في العالم تمييزه بين الحق والباطل، وأن نبيهم أطهر من السحابة في سمائها . .
وقالت عن النساء: لأن تخاف المرأة على عفتها من أبيها أقرب من أن تخاف عليها من أصحاب هذا النبي؛ وانهم لا يغيرون على الأمم، ولا يحاربونها حرب المُلك. .
فاستروحت مارية واطمأنت باطمئنان أرمانوسة. .

وبعد حصار دام قرابة الشهر فتحت بلبيس. .
فأحب عمرو ملاطفة المقوقس بأن يرد اليه ابنته فعلمتا بذلك فقالت لها مارية: لا يجمل بمن كانت مثلك في شرفها وعقلها أن تكون كالأخِيذة، تتوجه حيث يُسار بها؛ والرأي أن تبدئي هذا القائد قبل أن يبدأكِ؛ فأرسلي إليه فأعلميه أنك راجعة إلى أبيك، واسأليه أن يُصحبك بعض رجاله؛ فتكوني الآمرة حتى في الأسر، وتصنعي صنع بنات الملوك!
قالت أرمانوسة: فلا أجد لذلك خيرًا منك في لسانك ودهائك؛ فاذهبي إليه من قِبَلي، وسيصحبك الراهب "شطا"

قالت مارية وهي تقص على سيدتها: لقد أديتُ إليه رسالتكِ فقال: كيف ظنها بنا؟ قلت: ظنها بفعل رجل كريم يأمره اثنان: كرمه، ودينه.
فقال: أبلغيها أن نبينا -صلى الله عليه وسلم- قال: "استوصوا بالقبط خيرًا؛ فإن لهم فيكم صهرًا وذمة" وأعلميها أننا لسنا على غارة نُغِيرها، بل على نفوس نُغَيِّرها.

قالت ارمانوسة: فصفيه لي يا مارية.
قالت: رأيته قصير القامة علامة قوة وصلابة، وافر الهامة علامة عقل وإرادة، أدعج العينين...
فضحكت أرمانوسة وقالت: علامة ماذا؟
... أبلج يُشرق وجهه كأن فيه لألاء الذهب على الضوء، اجتمعت فيه القوة حتى لتكاد عيناه تأمران بنظرهما أمرًا... داهية كتب دهاؤه على جبهته العريضة يجعل فيها معنى يأخذ من يراه, وكلما حاولت أن أتفرس في وجهه رأيت وجهه لا يفسره إلا تكرر النظر إليه وإني ما ملأت عيني منه، وقد كدت أنكر أنه إنسان لما اعتراني من هيبته.
وأعجبت مارية بعمرو اعجابا شديدا ووقعت في حبه..

رجعتْ بنت المقوقس إلى أبيها في صحبة " قيس بن أبي العاص السهمي"؛
فلما كانوا في الطريق وجبت الظهر، فنزل قيس يصلي بمن معه والفتاتان تنظران؛ فلما صاحوا: "الله أكبر..." ارتعش قلب مارية، وسألت الراهب "شطا": ماذا يقولون؟ قال: إن هذه كلمة يدخلون بها صلاتهم، كأنما يخاطبون بها الزمن أنهم الساعة في وقت ليس منه ولا من دنياهم، وكأنهم يعلنون أنهم بين يدي من هو أكبر من الوجود؛ ألا تريْنَ هذه الكلمة قد سحرتهم سحرًا فهم لا يلتفتون في صلاتهم إلى شيء؛ وقد شملتهم السكينة. .
قالت مارية: ما أجمل هذه الفطرة الفلسفية! لقد تعبت الكتب لتجعل أهل الدنيا يستقرون ساعة في سكينة الله عليهم فما أفلحت. .

ظلت مارية تستقرئ اخبار عمرو وجعلت تذوي وشحب لونها وحاطها اليأس. .

وشاع الخبر أنه لما أمر بفسطاطه أن يقوض أصابوا يمامة قد باضت في أعلاه، فأخبروه فقال: "قد تحرمت في جوارنا، أَقِروا الفسطاط حتى تطير فراخها" فأقروه!

ولم يمض غير طويل حتى قضت مارية نحبها، وحفظت عنها أرمانوسة هذا الشعر الذي أسمته نشيد اليمامة:

على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضها.
تركها الأمير تصنع الحياة، وذهب هو يصنع الموت!
هي كأسعد امرأة؛ ترى وتلمس أحلامها.
هي كأهنأ امرأة، ملكت ملكها من الحياة ولم تفتقر.
هل أكلف الوجود شيئًا إذا كلفته رجلًا واحدًا أحبه!

على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضها.
الشمس والقمر والنجوم، كلها أصغر في عينها من هذا البيض.
هل أكلف الوجود شيئًا كثيرًا إذا أردت أن أكون كهذه اليمامة!
أيتها اليمامة، لم تعرفي الأمير وترك لكِ فسطاطه!

على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضها.
يمامة سعيدة، ستكون في التاريخ كهدهد سليمان.
نُسب الهدهد إلى سليمان، وستُنسب اليمامة إلى عمرو.
واهًا لك يا عمرو! ما ضر لو عرفتَ "اليمامة الأخرى"!

محمد عيسى موسى ابراهيم 10 - 9 - 2012 11:06 PM

طرح موفق ومميز
يعطيك العافية
استمتعت جدا بمروري على صفحتك
كنت هنااا
تحياتي

ابو فداء 11 - 9 - 2012 05:04 PM

راقيه
يسلمووووا
لا حرمنا من المواضيع الراقيه

shreeata 11 - 9 - 2012 06:35 PM

سلمت الايادي على الموضوع
رائعه واكثر سيدتي
تحيات لك #cc#

ناجي أبوشعيب 12 - 9 - 2012 08:38 PM

موضوع جميل
شكرا على المشاركة القيّمة أحسنت الإختيار
دمت بودّ

B-happy 12 - 9 - 2012 08:53 PM

قصة جميلة ومميزة
سلمت يداك

الغراب الأسود 9 - 10 - 2012 10:13 PM

مشكورة اختي المجدلية والله يعطيك العافية

دانا 22 - 12 - 2012 10:22 PM

رد: قصة اليمامتان
 
شكرا لمروركم مع التحية

الهنوف 10 - 1 - 2013 09:32 PM

رد: قصة اليمامتان
 
تسلم الايادي

أرب جمـال 11 - 1 - 2013 12:30 PM

رد: قصة اليمامتان
 
يعطيڪَ العافيه..

إختيارڪَ موفق جدا..

تسلم الايادي ..

بـانتظار جديدڪَ..


الساعة الآن 09:04 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى