منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   مواضيع ثقافية عامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=67)
-   -   الحرية ... من منطورين الشريعة و الفلسفة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=35900)

محمد سعيد رجب عفارة 11 - 10 - 2015 04:54 PM

الحرية ... من منطورين الشريعة و الفلسفة
 
zolzبسم اللــه الرحمــن الرحــيمzolz

xzxxzxالحرية ... من منطورين الشريعة و الفلسفةxzxxzx

.................................................. .....................
دائما كنت أعجب من الحكيم أرسطو كيف أنه خصص في مقولاته العشر للفعل مقولة و خص الانفعال بمقولة، هل كان حرصه على إيصال مقولاته إلى العدد عشر، هو النظام الدافع الغامض أو الواضح في نفسه، و لو على حساب الحقيقة، أم أن تصرفه كان مصيبا موافقا للحقيقة و اتفق أن وصل صدفة عديد مقولاته إلى تمام العشرة!؟
أشعر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه:
((إن المكارم أخلاق مطهرة ::: فَالدِّيْنُ أَوَّلُها و العَقْلُ ثَانِيها
وَ العِلْمُ ثالِثُها وَ الحِلْمُ رابِعُها ::: و الجود خامِسُها و الفضل سادِيها
و البر سابعها والصبر ثامنها ::: و الشُّكرُ تاسِعُها واللِّين باقِيها
و النفس تعلم أني لا أصادقها::: و لست أرشد إلا حين أعصيها))
العقل عنوان الفعل و الإيجابية و المبادرة و الصبر و باقي مفردات الحرية.
و النفس عنوان الانفعال و السلبية و المماطلة و الجزع و باقي مفردات القيد و النير و الحكمة (بمعناه الأصلي و هو الحديدة التي توضع في فم الحصان للتحكم في حركته)
قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: "أعرفوا العقل و جنوده و الجهل (: الشيطنة أو النكراء) و جنوده تهتدوا"، و قد سرد عليه السلام للعقل خمسة و سبعين من الجند و قابلهم بمثلهم من جند الجهل.
الحديث طويل و مما يستفاد منه أن الخير وزير العقل و من جنود العقل الحكمة و العلم و الفهم و المعرفة و الحق و التصديق و الصمت و التسليم و الشكر و المواساة و التعطف و الشهامة، و الشر وزير الشيطنة و من جنود الشر أضداد ما المتقدم ذكره من جنود العقل، أي الهوا و الجهل و الغباء و الإنكار و الباطل و الجحود و الهذر و الشك و الكفران و المنع و القطيعة و البلادة،
الحديثان الشريفان يرشدان إلى طريقة تربية الإنسان ذاته, و هي باختصار ترويض النفس لكسر حدّة إرادتها و هواها، و ميلها إلى التفلت من الضوابط، و هي تتوهم أن الفلتان حرية و ان الضوابط قيود.

### كيف تتلاشى حرية من ينصر إرادة نفسه و يخذل توجيه عقله ###
تميل النفس إلى تعاطي الخبائث و خاصة جنس الخبيث من الأمور علامة مشتركة، هي العادة، و فصلها أنها إدمان (: تكرار، مداومة) متسلط و يزداد تسلطه شدّة و لتسلطه ظهور هو تكاثر كم الإدمان. بداهة تسلط مطلق خبيث يكون على حساب الحرية.
من الخبائث التدخين، سيجارة أو نارجيلة، و شرب الخمرة، و التعصب لنادي أو حزب أو مذهب أو نظام دولة، التعلق بالمال و جمعه، اللواط و السحاق، التسليم بصحة فكرة غير منزلة في القرآن أو الحديث الشريف و الموقف السليم هو الشك، و هو التعريف الحديث للعلم أي العلم هو فكرة لما يثبت كذبها أو خطأها بعد، مشاهدة مباريات الكرة و السيارات و المصارعة، الخ. لعب الطاولة أو الشدة أو البرجيز أو الشطرنج، الخ.
من العادات أي الإدمان المتصاعد تسلطا و تكرارا ما هو شبهة أي ليس بخبيث و لا طيب، مثل شرب القهوة المرة، و هذا الرأي هو من العلم، أي فكرة لما يثبت الأطباء كذبها بعد، فهم لم يثبتوا لعادة شرب القهوة المرة أذى ماديا يضرب البدن. لكن بدون شك فيها أذى معنوي، بمعنى أنه تصادر حرية اختيار الإنسان، فلا يعود يستطيع أن يتقبل ضيافة الشاي أو الكاكاو أو العصائر الباردة، أو تناول العصائر أو الحليب بناء على وصفة طبية.

*** إشكالية العادة و رسوخ التجربة ***
من الإدمان ما هو طيب مثل حفظ الفاتحة، و اللغة و الخط، و الطباعة، و هذه العادات و مثل هذا الإدمان ليس عادة، باعتبار أن ليس من خصائصه تفاقم الأذى أو تزايد شدة التسلط أو تكاثر كم الإدمان، بل بالعكس من خاصياته تكاثر القدرة، أو ازدياد العمل سهولة، و إذا اتفق أن تكاثر كم الإدمان يكون عن اختيار حر، بل دليل على ازدياد حرية الاختيار، فالذي يتطلب عمله المكتبي طباعة أربعين ورقة مثلا في يوم، يكون تنفيذه لهذه المهمة مثبتا لكثرة قدرته، و تركيزه.
علامة رسوخ التجربة أو المهارة أو الملكة هو تكاثر التنفيذ يكون اختيارا حرا، و يصحبه المشقة، بينما العادة هي تكاثر اضطراري و يصحبه اللذة، مثلا مهما طال تنسك و تكاثر صلاته و صيامه و دعاءه و ذكره الله سبحانه و تعالى المسلم فلا يخلو تنسكه من مشقة، و من نية و اختيار حر.
علامة أخرى تميز المهارة أو الملكة من العادة، هو الثمرة، بينما تصحب المهارة مشقة، و تصحب العادة لذة، تعقب المهارة راحة و سعة صدر و براءة و طيب نفس، و تعقب العادة هما و ضيقا و تعكر مزاج.
العادة هي تطور انفعال حتى استلاب كل الحرية، و المهارة هي تطور الفعل حتى التمتع بتمام الحرية.
كان يمكن لأرسطو أن يجعل الأداء مقولة، ثم يشطر فكرة الأداء إلى نوعين، أداء فعل و أداء انفعال، لكنه كان مصيبا في تخصيصه مقولة للفعل و مقولة أخرى للانفعال، باعتبار أن الفعل جنس من الأداء، أي أخطر من أن يكون نوعا، و أن الانفعال ليس نوعا، بل جنس من جنس أعلى هو الأداء، و المشترك بين المقولات أنها أجناس تفصيلية، و لا يصح تضمينها مجمل أجناس.
................................................
فخر النبي، تلميذ علي
العماد اللبناني الفلسفي الثوري
أبو رابعة محمد سعيد رجب عفارة
الأحد 11\10\2015 مــــــــــــــــــ


الساعة الآن 10:09 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى