منتديات المُنى والأرب - الوهن - و الضعف

كثيرا ما نجد آيات القرأن الكريم قد حوت أكثر من كلمة تبدو في ظاهرها انها تحمل معنى واحد فهل هذا يعتبر حشوا فى القرأن الكريم تنزه ربنا عن هذا إلا أنه بالنظر بإمعان فى هذه الكلمات نجدها تختلف عن الأخرى إختلافا فى المعنى والدلاله ففي الآية الكريمه ((وكأين من نبى قاتل معه ربيون كثير فما وهنو لما أصابهم فى سبيل الله وما ضعفوا وما إستكانوا والله يحب الصابرين ))ال عمران الاأيه146 ففى هذه الأيه الكريمه نجد ثلاث كلمات يبدو فى ظاهرها أنها تحمل نفس المعنى وهم (الوهن -الضعف -الإستكانه )فى حين أن الثلاث كلمات هذه كل منها تدل دلاله إلى شئ معين فالوهن هو فتور فى القوه النفسيه وضعف فى الإراده والعزم ومنه قول النحويين إمرأه وهنانه أى فيها فتور عند القيام وأناه فى العمل وقيل فى (فما وهنو لما أصابهم فى سبيل الله )أى ما فتروا وما جبنوا عن قتال عدوهم
أما الضعف فنقص فى القوة البدنيه يترتب عليه عجز فى القدره الجسميه وقد جاء فى هذا المعنى قول الله تعالى (الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوه ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة )
أما الإستكانه فهى إظهار الخضوع والإستسلام فأصل الإستكانه هو أن يسكن لصاحبه ليفعل به مايريد وإستكن وإستكان بمعنى خضع وذل
ومن هذا الوهن هو ضعف القلب والضعف إختلال القوة بالجسم والإستكانه إظهار العجز والضعف وإجتماع الألفاظ الثلاثه فى الأيه إنما جاء لإفادة الإستقصاء فى بيان الصفه التى يجب أن يكون عليها المجاهدون فى سبيل الله من قوة فى سبيل الله من قوة العزيمة فلا تفتر همتهم وقوة العقل فلا تخور قواهم وقوة الثبات فلا يستسلمون
فإذا كان حال هؤلاء وقد نزههم رب العزة من الوهن والضعف والإستكانه ونحن الأن قد تجمعت فينا الثلاث صفات ،والخلاص من هذه الصفات التى جعلتنا فى مؤخرة الأمم وتداعت علينا كما تتداعى الأكله على قصعتها أن نعرف الله حق معرفته وأن يبدأ كل منا بنفسه كما أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم وسأبدأ بنفسى ومعكم لا أتميز عليكم بصدق النيه والعقيده والعوده إلى صلاح ما فسد فى مجتمعنا وأمتنا .