منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   سِير أعلام وشخصيات (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=57)
-   -   سيرة الشاعر الكبير قيس بن الملوّح ..الملقب ( مجنون ليلى ) (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=26088)

الحسـام 25 - 7 - 2012 10:03 PM

سيرة الشاعر الكبير قيس بن الملوّح ..الملقب ( مجنون ليلى )
 
الاسم والنسب /


قيس بن الملوّح بن مزاحم بن عدس بن ربيعة بن جعده بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الهوازني من بطون هوازن والملقب بمجنون ليلى (645م - 688), شاعر غزل عربي، من المتيمين، من أهل عاش في فترة خلافة مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان في القرن الأول من الهجرة في بادية العرب.

لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى العامرية التي نشأ معها وعشقها فرفض أهلها ان يزوجوها به، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش ويتغنى بحبه العذري، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله.


وأما ليلى فهي : ليلى بنت مهدي بن سعد بن ربيعة بن الحريش
وقيل أنها : ليلى بنت ورد من بني ربيعة .

وفي كنيتها قولان :أحدهما " أم مالك " وبذلك كنّاها المجنون في شعره وهو الصواب
والثاني " أم خليل " وفي بعض شعر المجنون " أم عمرو " على ما يأتي ,
وهي من بني عامر , ولهذا يقال لها ليلى العامرية .


بداية معرفة المجنون بليلى /


ذكر بعضهم أن قيسا خرج فمر بامرأة من بني عقيل , وكانت امرأة عاقلة , وكان بنات الحي
يجلسن عندها , ويتحدثن وينشدن الأشعار , فلما رأت قيسا دعته إلى النزول عندها , فنزل
عندهن , وتحدث معهن وأنشدهن , وقد عجبن من فصاحته , وإذا ليلى قد أقبلت , فلما رآها
فتن بها , فلما رأته تلك المرأة كذلك قالت : ما بالك يا قيس قد ضل عقلك؟ فقال : من يرى
مثل هذه الصورة كيف لا يضل عقله ؟! فسألت تلك المرأة ليلى أن تجلس معهن ففعلت ,
فانحرف قيس نحوها وعلق قلبه بها , وعلقته هي أيضا , فلما أمسوا انصرف قيس وبات
بأطول ليلة , فلما أصبح مضى وجلس إليهن , ثم جاء فتى من حي ليلى يدعى منازل فأقبلت
عليه ليلى وتركت قيسا , فكادت نفسه أن تذهب , فلما مضى أنشد قيس :


أأعقر من أجل الكريمة ناقتي = ووصلي مقرونٌ بوصل منازل ِ
إذا جاء قعقعنّ الحلى ولم أكن = إذا جئت أرجو صوت تلك الخلاخل ِ
ولم تُغن عني بردتي وتجمّلي = وقومي ونسلي من كرام ٍ أفاضل ِ
إذا ما اتفقنا في الحديث فضلتهُ = وإن رام وصلاً كان أكرم واصل ِ
وإني من إعراضها متألمٌ = قليل العزا والصد لا شك قاتلي


فلما قال ذلك قالت :


كلانا مظهرٌ للناس بغضًا = وكلٌ عند صاحبه مكينُ
وندفع بالتجمّل ضغن قوم ٍ = وفي الأحشاء منك هوىً دفينُ
ونظهر جفوةً من غير حقد ٍ = وحبك في فؤادي ما يبينُ
فطب نفسًا بذلك وقرّ عينًا = فإن هواك في قلبي مصونُ


فلما سمع ذلك فرح ورجعت نفسه , فلم يزل معهن حتى أمسى ,
ثم ذهب فبات بأطول ليلة , وجهد أن ينام فلم يقدر , فأنشأ يقول :


نهاري نهار الناس حتى إذا بدا = ليَ الليل هزّتني إليك ِ المضاجعُ
أقضي نهاري بالحديث وبالمُنى = ويجمعني والهم بالليل جامعُ
لقد ثبتت في القلب منك محبةٌ = كما ثبتت في الراحتين الأصابعُ
ولو كان هذا موضع العتب لا شتفى = فؤادي ولكن للعتاب مواضعُ
وأنت التي صيرتِ جسمي زجاجةً = تنمّ على ما تحتويه الأضالعُ
أتطمع من ليلى بوصل وإنما = تضرّب أرقاب الرجال المطامعُ


فلما أصبح غدا فوجدها مع أمها فلم تقدر أن تكلمه . فأنشأ يقول :

أخاف هواها تاركي بمضلّةٍ = من الأرض لا مالٌ لديّ ولا أهلُ
ولا صاحب ٌ أشكو إليه بليّتي = ولا وارثٌ إلى المطيّة والرحلُ
محا حبها حبّ الألىَ كنّ قبلها = وحلّت مكانا لم يكن حُل من قبلُ
فحبيها حبٌ قد تمكّن في الحشا = فما إن أرأى حبا يكون له مثلٌ


فرجع وفي نفسه أشد من ذلك , ثم استمر به الحال من ذكرها , وقد لقيه ابن عم له فقال :
يا أخي اتق الله في نفسك , فإن الذي أنت فيه من عمل الشيطان , فازجره عنك .
فأنشأ يقول :

يا حبّذا عملُ الشيطان من عمل = إن كان من عمل الشيطان حُبّيها





من الواضح أن معظم التراجم والسير أجمعت على أن قيس بن الملوح هو في الحقيقة ابن عم ليلى، وقد تربيا معا في الصغر وكانا يرعيان مواشي أهلهما ورفيقا لعب في أيام الصبا، كما يظهر في شعره حين قال :
تعلَقت ليلى وهي ذات تمائم
ولم يبد للأتراب من ثديها حجمصغيرين نرعى البهم يا ليت أننا
إلى اليوم لم نكبر، ولم تكبر البهم
(ومما يذكره السيد فالح الحجية في كتابه( الغزل في الشعرالعربي) من قصتهما (أحب ليلى بنت سعد العامري ابنة عمه حيث نشأ معها وتربيا وكبرا سويًا حيث كانا يرعيان مواشي والديهما فأحب أحدهما الآخر فكانا بحق رفيقين في الطفولة والصبا فعشقها وهام بها . وكما هي العادة في البادية، عندما كبرت ليلى حجبت عنه، وهكذا نجد قيس وقد اشتد به الوجد يتذكر أيام الصبا البريئة ويتمنى لها أن تعود كما كانت لينعم بالحياة جوارها. وهكذا هام قيس على وجهه ينشد الأشعار المؤثرة التي خلدتها ذاكرة الأدب له في حب ابنة عمه ويتغزل بها في أشعاره ، ثم تقدم قيس لعمه طالبا يد ليلى بعد أن جمع لها مهراً كبيراً وبذل لها خمسين ناقة حمراء، فرفض أهلها أن يزوجوها إليه ، حيث كانت العادة عند العرب تأبى تزويج من ذاع صيتهم بالحب وقد تشبب بها (أي تغزل بها في شعره)، لأن العرب قديماً كانت ترى أن تزويج المحب المعلن عن حبه بين الناس عار وفضيحة ، وهذه عادة عربية جاهلية ولا تزال هذه العادة موجودة في بعض القرى والبوادي . وقيل: بل رفض الزواج بسبب خلاف وقع بين والد قيس ووالد ليلى حول أموال وميراث، وأن والد ليلى ظن خطأ أن عائلة قيس سرقت أمواله منه ولم يبق معه شيء ليطعم أهله . وإن كان الرأي الأول أرجح وأثبت .

وفي نفس الوقت تقدم لليلى خاطب آخر من ثقيف يدعى ورد بن محمد العُقَيليَ، وبذل لها عشرًا من الإبل وراعيها، فاغتنم والد ليلى الفرصة وزوجها لهذ الرجل رغمًا عنها. ورحلت ليلى مع زوجها إلى الطائف بعيدا عن حبيبها ومجنونها قيس. ويقال أنه حين تقدم لها الخطيبان قال أهلها : نحن مخيّروها بينكما، فمن اختارت تزوجته، ثم دخلوا إليها فقالوا : والله لئن لم تختاري وردًا لنمثلنّ بك، فاختارت وردًا وتزوجته رغماً عنها.

فهام قيس على وجهه في البراري والقفار ينشد الشعر والقصيد ويأنس بالوحوش ويتغنّى بحبه العذريّ، فيُرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في أطراف الحجاز، إلى أن وُجد ملقًى بين أحجار وهو ميت .







صور من حب قيس وجنونه بليلى


قيل في قصة حبه : إنه مر يوما على ناقة له بامرأة من قومه وعليه حلّتان من حلل الملوك، وعندها نسوة يتحدثن، فأعجبهن، فاستنزلنه للمحادثة، فنزل وعقر لهن ناقته وأقام معهن بياض اليوم، وجاءته ليلى لتمسك معه اللحم، فجعل يجزّ بالمدية في كفه وهو شاخص فيها حتى أعرق كفه، فجذبتها من يده ولم يدرِ، ثم قال لها: ألا تأكلين الشواء؟ قالت : نعم. فطرح من اللحم شيئا على الغضى، وأقبل يحادثها، فقالت له : انظر إلى اللحم، هل استوى أم لا؟ فمد يده إلى الجمر، وجعل يقلب بها اللحم، فاحترقت، ولم يشعر، فلما علمت ما داخله صرفته عن ذلك، ثم شدت يده بهدب قناعها.

وروي أن أبا قيس ذهب به إلى الحج لكي يدعو الله أن يشفيه مما ألمّ به من حب ليلي ، وقال له : تعلّق بأستار الكعبه وادعُ الله أن يشفيك من حبها ، فذهب قيس وتعلق بأستار الكعبة وقال : " اللهم زدني لليلي حبًا وبها كلفًا ولا تنسني ذكرها أبدًا ".

وحكي أن قيس قد ذهب إلى ورد زوج ليلى في يوم شاتٍ شديد البرودة وكان جالسًا مع كبار قومه حيث أوقدوا النار للتدفئة ، فأنشده قيس قائلاً :

بربّك هل ضممت إليك ليلي قبيل الصبح أو قبلت فاها

وهل رفّت عليك قرون ليلي رفيف القحوانه في نداها

كأن قرنفلاً وسحيقَ مِسك وصوب الغانيات قد شملن فاها

فقال له ورد : أما إذ حلّفتني فنعم .

فقبض المجنون بكلتا يديه علي النار ولم يتركها حتي سقط مغشيا عليه.

تأثيره في الأدب

من أبياته في حبيبته ليلى

تذكرت ليلى والسنين الخواليا
وأيام لا أعدي على الدهر عادياأعد الليالي ليلة بعد ليلة
وقد عشت دهرا لا أعد الليالياأمر على الديار ديار ليلي
أقبل ذا الجدار وذا الجدارِوما حب الديار شغفن قلبى
ولكن حب من سكن الديار
ومنها أيضا:
فياليت إذ حان وقت حمامها
احكم في عمري لقاسمتها عمريفحل بنا الفراق في ساعه معا
فمت ولا تدري وماتت ولا ادري
وقد كانت ليلى تبادله العشق فقالت فيه

كلانا مظهر للناس بغضا
وكل عند صاحبه مكينتحدثنا العيون بما اردنا
وفي القلبين ثم هوى دفين
من أشهر قصائده قصيده المؤنسه وقيل سميت بذلك لانه كثيرا ما كان يرددها ويانس بها واول هذه القصيده
تذكرت ليلي والسنين الخواليا
واياما لانخشي علي الحب ناهيا
واخرها
خلليا ان ضنو بليلي فقربا ليا
النعش والاكفان واستغفرا ليا
وفاته


توفي سنة 688م، وقد وجد ملقى بين أحجار وهو ميت، فحُمل إلى أهله.وروي ان امراه من قبيلته كانت تحمل له الطعام الي الباديه كل يوم وتتركه فاذا عادت في اليوم التالي لم تجد الطعام فتعلم انه ما زال حيا وفي أحد الايام وجدته لم يمس الطعام فابلغت اهله بذلك فذهبوا يبحثون عنه حتي وجدوه في وادي كثير الحصي وقد توفي ووجدوا بيتين من الشعر عند راسه خطهما بصبعه هما:

تَوَسَّدَ أحْجَارَ المَهَامِهِ وَالْقَفْرِ وَمَاتَ جَريحَ الْقَلْب مَنْدَمِلَ الصَّدْرِ فيا ليت هذا الحب يعشق مرة فيعلم ما يلقى المحب من الهجر











أرب جمـال 25 - 7 - 2012 10:59 PM

ادراج موفق اخي الحسام
شكرا على المعلومات عن قيس بن الملوح
تقديري لك

دمعة معذبة 26 - 7 - 2012 12:04 AM

مشكورعلى الطرح ويعطيك العافية

ابو فداء 26 - 7 - 2012 02:46 AM

سلمت أيها الرائع
من منااا لم يثمني أن يكوووون مجنووون ؟؟؟؟
مشكووور

الحسـام 26 - 7 - 2012 02:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أرب جمـال (المشاركة 272801)
ادراج موفق اخي الحسام
شكرا على المعلومات عن قيس بن الملوح
تقديري لك

شكرا للمرور عزيزتي أرب
منوره الموضوع
تحياتي لك

بصيرة الأعمى 26 - 7 - 2012 02:47 PM

شكرا لك أخ الحسام لروعة ادراجك
لقد سمعت من مصدر آخر بان قيس قد تزوجها!
الله اعلم
مشكور مرة أخرى لمعلوماتك
وتقبل مروري
بصيرة

صائد الأفكار 27 - 7 - 2012 01:25 AM

شكرا على الطرح والافادة
اختيار موفق
تحياتي لك

صائد

الحسـام 29 - 7 - 2012 02:38 AM

منورين ياأحباب شكرا لمروركم العطر تحياتي وودي

B-happy 31 - 7 - 2012 12:06 AM

موضوع مميز يا حسام
سلمت يداك
تحياتي لك


الساعة الآن 02:49 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى