منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   سِير أعلام وشخصيات (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=57)
-   -   مع شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=14784)

بن زيدون 27 - 3 - 2011 07:52 PM

مع شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا
 
هيوقفة أسلط فيها الضوء على أدباء صنعوا تاريخ الجزائر فكانت كلماتهم قنابل تدوي في سماء الجزائر..
فتشعر العدو رعبا..

أدباء كتبوا أسماءهم بحروف من ذهب...


الشاعر مفدي زكريا" شاعر الثورة"
لنا في كل يوم معه موعد ولقاء ، ولنا في كل بيت من أبياته حكاية وتاريخ ، وبين الوطنية التي تملأ صدورنا –أو يفترض أن تفعل- والصخب الذي يعتري مشاعرنا وأحاسيسنا ونحن ننشده بكل فخر واعتزاز ، تأتي الذكرى لتعيد على مسامعنا حكاية نضال طويل وسيرة ملؤها الجود والإبداع ، ولترسم في أذهاننا صورة صاحبه واسمه ومعالم شخصيته العظيمة ...




هو شاعر الثورة الجزائرية و الإلياذة، وخاط نشيدها الوطني بدمه في سجن "بارباروسا"، قطب من أقطاب الشعر النضالي العربي المعاصر وشاعر آمن بانتمائه العربي ووحدة أمته فغناها و غنى أوجاعها ، وحتى إن كان مذكورا في كتبنا وجزء من مناهجنا إلا أننا نجهل عنه الكثير وقد لا نعلم شيئا عن منزلته السامية وعن مآثره الخالدة..


لهذا لن أقف في هذا الملف إلا وقفة المشاهد ، وسأترك لما كتب مهمة التمثيل والإخراج ، وليقل التاريخ كلمته ...



ومن روائع غزله بوطنه قوله في المقاطع الأولى من الإلياذة:



جـزائـر يـا لـحكاية حبي...ويـا من حملت السلام لقلبي
ويا من سكبت الجمال بروحي...ويا من أشعت الضياء بدربي
وإمـا ذكـرتـك شع كياني...وإمـا سـمـعت نداك ألبي
ومـهما بعدت، ومهما قربت...غـرامـك فوق ظنوني ولبي




وكان زكرياء من أنصار الأصالة والتمسك بالعادات الحميدة، وينعى على المولعين باستيراد الزوجات من بيئة غربية غريبة، فنشأ الجيل على يديها أجنبيا في بلده، ويدعو إلى إبطال عادة غلاء المهور لما نجم عنها من انفلات الشباب وتفضيلهم ماري على مريم، كما قال:


وأجلى الشباب غلاء المهورْ... فـلاذ عـلـى حبّه بالنفور
وفـضّـل ماري على مريم... وريـتا على زينب والزهور
كـأن الـبنات بضاعة سوق...تباع وتشرى، فتقضى الأمور
وتـحلب في الحي كالبقرات... فإن غاض منها الحليب تبور
فـويـل الجزائر جيلا فجيلا...إذا لـم تـحطم غلاء المهور


ويضحك من مصير هذا الذي تزوج بالأجنبية وذبح على نحرها كل القيم:


وبـعـض تزوج بالأجنبية... وقـال مـثـقـفة حضريه
تـراقـصني وتراقص هذا... وذاك، وتعبث عن حسن نيه
وتـختال بالميني جوب دلالاً... وتستعرض المغريات الخفيه
وتـتـركني، لا جناح عليها...وتـذهـب للسهرة النرجسيه
وتـقضي الليالي خارج بيتي... وذلـك مـن نـعـم المدنيه
وإن ولدت، لست أدري لمن؟... كـفـى أنه من بني البشريه
أنـاديه صالحُ، عند الصباح... وأدعوه موريس عند العشيه
وإن زلّ يـوما تناديه "بيكو"...فأحسب "بيكو" من "البكويه"
وتدعو مساعدنا "مون أراب"... فـأهـوى العروبة والعربيه
وأنـحـر في نحرها غيرتي... فـتـغدو أنا، ثم أصبح هيَّ




ولا يعني هذا أبدا أن زكرياء كان عديم الحس فاتر الشعور نحو ربات الخدور، بل صرح في بداية إلياذته بصبواته ورجى الله في ختامها أن يغفر له زلاته، إذ قال:


وفـي كل حي لنا صبوة...مرنحة من غوايات صب
وفـي كل شبر لنا قصة...مجنحة من سلام وحرب
تـنـبـأت فيها بإلياذتي...فـآمن بي وبها المتنبي


ثم قال في الأخير:


فـيارب قد أغرقتني ذنوبي...وأنـت العليم بما في الغيوب
أتـوب إلـيـك بـإلـياذتي...عـسـاهـا تكفر كل ذنوبي
عـصـيتك لما خلقتَ الجمال...وهِجتَ به نصبي ولغوبي
وصـوّرتـني شاعرا مرهفًا...يـهُبّ الصَّبا والهوى لهبوبي
ولـولا الجمال لعشت عقيما...وما هِمت يوما بغزو القلوب
ونفس المعنى يؤكده في إلياذته التي تمثل قمة روائعه:


بـلادي أحـبـك فوق الظنون...وأشـدو بـحـبك في كل نادي
عـشـقـت لأجـلك كل جميل...وهـمـت لأجـلك في كلواد
ومـن هـام فـيك أحب الجمال...وإن لامـه الـغشم قال: بلادي
لأجـل بـلادي عصرت النجوم...وأترعت كأسي وصغت الشوادي
وأرسـلت شعري يسوق الخطى...بـسـاح الفدا يوم نادى المنادي



رائعة أخرى من روائعه:
((اشـنقوني، فلست أخشى حبالا...واصـلبوني فلست أخشى حديدا))


((وامـتـثـل سافراً محياك جلا...دي، ولا تـلـتثم، فلستُ حقودا))


((واقض يا موت فيّ ما أنت قاضٍ...أنا راضٍ إن عاش شعبي سعيدا))


((أنـا إن مـت، فالجزائر تحيا،...حـرة، مـسـتـقـلة، لن تبيدا))


قـولـةٌ ردَّد الـزمـان صـداها...قـدُسِـيـاً، فـأحـسـنَ الترديد
اواروِ عـن ثورة الجزائرللأف...لاك، والـكـائـنات، ذكراً مجيدا
ثـورةٌ، لـم تـكن لـبغي، وظلم...فـي بـلاد، ثـارت تفُكُّ القيودا
ثـورةٌ، تـمـلأ الـعـوالمَ رعباً...وجـهـادٌ، يـذرو الطغاةَ حصيدا
كـم أتـيـنـا من الخوارق iiفيها...وبـهـرنـا، بالمعجزات الوجودا
وانـدفـعـنـا مثلَ الكواسر نرتا...دُ الـمـنـايـا، ونلتقي البارودا
مـن جـبـالٍ رهـيبة، شامخات..، قـد رفـعـنا على ذُراها البنودا
وشـعـاب، مـمـنَّـعات براها...مُـبـدعُ الـكون، للوغى أُخدودا
وجـيـوشٍ، مـضت، يد الله تُزْجي...ها، وتَحمي لواءَها المعقودا
مـن كـهولٍ، يقودها الموت للنصـ.....ر، فـتفتكُّ نصرها الموعودا
وشـبـابٍ، مثل النسورِ، تَرامى...لا يـبـالـي بـروحه، أنiiيجودا
الـشـعـب داهـمته الرزايا...، هبَّ مستصرخاً، وعاف الركودا
وإذا الـشـعـب غازلته الأماني،...هـام فـي نـيْـلها، يدُكُّ السدودا
دولـة الـظـلـم للزوال، إذا ما...أصـبـح الـحرّ للطَّغامِ مَسودا
لـيـس فـي الأرض سادة وعبيد...كـيف نرضى بأن نعيش عبيدا؟
أمـن العدل، صاحب الدار يشقى...ودخـيـل بـها، يعيش سعيدا؟
أمـن العدل، صاحبَ الدار يَعرى...، وغـريـبٌ يحتلُّ قصراً مشيدا؟
ويـجـوعُ ابـنـهـا، فيعْدمُ قوتاً...ويـنـالُ الـدخيل عيشاً رغيدا؟؟
ويـبـيـح الـمستعمرون حماها...ويـظـل ابـنُها، طريداً شريدا؟؟
يـا ضَـلال المستضعَفين، إذا هم...ألـفوا الذل، واستطابوا القعودا
لـيـس فـي الأرض، بقعة لذليل...لـعـنـته السما، فعاش طريدا
يـا سماء، اصعَقي الجبانَ، ويا أر...ض ابلعي، القانع، الخنوعَ، البليدا
يـا فـرنـسـا، كفى خداعا فإنّا...يـا فـرنـسـا، لقد مللنا الوعودا
صـرخ الـشـعب منذراً، فتصا..... مَـمْـتِ، وأبديت جَفوةوصدودا


كانت هذه أول وقفة مع شاعر كانت الثقافة الدينية أساسا لانطلاقه في مجال الأبداع الأدبي نشأ في محيط ديني حفظ القرآن وزوال دراسته بجامعة الزيتونة بتونس ليتوجه للنضال السياسي

B-happy 4 - 4 - 2011 03:44 PM

بارك الله بك على الطرح عن الشاعر مفدي زكريا
هناك موضوع آخر عن هذا الشاعر على الروابط التالية
http://www.arabna.info/vb/t668.html
http://www.arabna.info/vb/t3139.html

تحياتي ويعطيك العافية


الساعة الآن 03:25 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى