منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   البادية والتراث العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=283)
-   -   دُهاة العرب (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17639)

صائد الأفكار 28 - 7 - 2011 09:15 PM

دُهاة العرب
 
دُهاة العرب

أخرج ابن عساكر عن الشعبي قال: "دهاة العرب أربعة: معاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد، فأما معاوية فللحلم والأناة، وأما عمرو فللمعضلات، وأما المغيرة فللمبادهات، وأما زياد فللكبيرة والصغيرة".
وقال الأصمعي: "كان معاوية -رحمه الله- يقول: أنا للأناة، وعمرو للبديهة، وزياد للصغار والكبار، والمغيرة للأمر العظيم".

دهاة العرب

وهب الله بعض الناس قدرة على التخلص في المواقف الصعبة، فمن هؤلاء :
المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، استعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه على البحرين، فكرهه أهلها فعزله عمر رضي الله عنه، فخافوا أن يرده عليهم، فقال دهقانهم: إن فعلتم ما آمركم به لم يرده علينا، قالوا، مرنا بأمرك، قال: تجمعون مائة ألف درهم، حتى أذهب بها إلى عمر رضي الله عنه، وأقول إن المغيرة اختان هذا ودفعه إليّ، فدعا عمر المغيرة، فقال: ما يقول هذا؟ قال: كذب، أصلحك الله، إنما كانت مائتي ألف، فقال ما حملك على ذلك، قال: العيال والحاجة، فقال عمر للدهقان: ما تقول؟ فقال: لا والله، لأصدقنك، والله ما دفع إليّ قليلاً ولا كثيراً، ولكن كرهناه، وخشينا أن ترده علينا، فقال عمر للمغيرة: ما حملك على هذا؟ قال: إن الخبيث كذب علي، فأردت أن أخزيه .
وعمرو بن العاص كان من دهاة العرب، ومن دهائه أنه لما حاصر غرة،بعث إليه صاحبها أن أرسل إليّ رجلاً من أصحابك أكلمه، ففكر عمرو بن العاص، وقال: ما لهذا غيري، فخرج عليه-حتى دخل عليه، فكلمه كلاماً لم يسمع مثله قط، فقال له: حدثني، هل أحد من أصحابك مثلك، فقال: لا تسل، من هوانى عندهم بعثوني إليك، وعرضوني لما عرضوني، ولا يدرون ما يصنع بي، فأمر له بجارية وكسوة، وبعث إلى البواب إذا مر بك فاضرب عنقه، وخذ ما معه، فمر برجل من نصارى غسان فعرفه، فقال يا عمرو كما قد أحسنت الدخول فأحسن الخروج، فرجع، فقال له الملك: ما ردك إلينا؟ قال: نظرت فيما أعطيتني فلم أجد ذلك يسع من معي من بني عمي، فأردت الخروج، فآتيك بعشرة منهم تعطيهم هذه العطية، فيكون معروفك عند عشرة رجال خيراً من أن يكون عند واحد، قال: صدقت عجل بهم، وبعث إلى البواب: خل سبيله، فخرج عمرو وهو يتلفت، حتى إذا أمن قال: لا عدت لمثلها، فلما كان بعد رآه الملك، فقال أنت هو؟ قال: نعم، على ما كان من غدرك .
معاوية بن أبي سفيان داهية وسياسي محنك
استطاع أن يفرض سيطرته على جزء كبير من الجيش الإسلامي وهو من الخلفاء الأمويين له قصص في الدهاء بمساعدة عمرو بن العاص
وعمرو بن العاص من أقواله ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر ولكنه يعرف خير الشرين
وقال معاوية لعمرو : من أبلغ الناس ؟
قال : من كان رأيه رادا لهواه
من أسخى الناس ؟
قال : من بذل دنياه في صلاح دينه .
من أشجع الناس ؟
قال : من رد جهله بحلمه .
ومن أشهر أقواله :
موت ألف من العلية أقل ضررا من ارتفاع واحد من السفلة
وقال يوما لمعاوية : إن الكريم يصول إذا جاع واللئيم يصول إذا شبع فسد خصاصة الكريم وأقمع اللئيم .
*** وقوله أيضا : إذا أنا أفشيت سري إلى صديقي فأذاعه فهو في حل
فقيل له وكيف ذلك ؟
قال : أنا كنت أحق بكتمانه .
وكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص وهو والي على مصر يسأله عن أصل المال الذي جمعه
فأجابه : ووالله لو كانت خيانتك حلالا ما خنتك .

المغيرة بن شعبة - أحد دهاة العرب


المغيرة بن شعبة بن أبي عامر الثقفيّ صحابي جليل أسلم قبل الحديبيـة وشهدها وبيعة الرضوان ، كان ضخم القامة، عبْل الذراعين، أصهب الشعر جعده، وكان من دهاة العرب.


قبل إسلام المغيرة بن شعبة كان قد قتل ثلاثة عشر مشركاً كانوا قدموا من الإسكندرية بهدايا من المقوقس ، وجاء بها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليرى فيها رأيه ، فهي غنيمة من المشركين. فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم إسلامه وردّ هذه وقال: " أمّا إسلامك فنقبله، ولا آخذ من أموالهم شيئاً ولا أخمّسُهُ لأن هذا غَدْرٌ، والغدر لا خير فيه"0


وأقام المغيرة مع الرسول صلى الله عليه وسلم حتى اعتمر عُمْرة الحديبية، في ذي القعدة سنة ست من الهجرة، فكانت أول سفرة خرج معه فيها. وبعثت قريش عروة بن مسعود يوم الحديبية للرسول صلى الله عليه وسلم ليكلّمه فجعل يَمَسُّ لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لعروة: "كُفَّ يَدَكَ قبل أن لا تصل إليك". فقال عروة: "يا محمد! مَنْ هذا؟ ما أفظّهُ وأغْلظهُ!!" فقال: "هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة"، فقال عروة: "يا غُدَر ! (يُذكّر بما فعل بأصحابه قبل إسلامه) والله ما غَسَلْتُ عنّي سَوْأتَك إلا بالأمس" وكان قد أدّى دية أولئك عن ابن أخيه. وانصرف عروة إلى قريش.

وعن عامر قال: " القضاة أربعـة : عمـر بن الخطاب وعلـيّ بن أبي طالب وعبد الله بـن مسعود وأبو موسـى الأشعري. والدُّهاة أربعـة: معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وزياد ابن أبيه". وقال قبيصة بن جابر: "صحبت المغيرة، فلو أن المدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلا بالمكر لخرج المغيرة من أبوابها كلها"0وقال الطبري: " كان لا يقع في أمر إلا وجد له مخرجاً، ولا يلتبس عليه أمران إلا أظهر الرأي في أحدهما"

وكان المغيرة بن شعبة مع أبي سفيان في هدم صنم ثقيف بالطائف. وبعثه أبو بكر الصديق إلى أهل النُّجَيْـر (حصن منيع باليمن قرب حضر موت لجأ إليه المرتدين)، وشهد اليمامة وأصيبت عينه يوم اليرمـوك، ثم كان مع رسـول سعد إلى رستم، وكان رسول النعمان بن مقرّن إلى أمير الفرس، وشهد تلك الفتوح .

ولاّه عمر بن الخطاب البصرة ففتح مَيْسان ودَسْت ميسان وأبَزْقُبَاذ، ولقي العجم بالمَرْغاب (نهر البصرة) فهزمهم، وفتح سوق الأهواز (اليوم تعرف بعربستان)، وغزا نهر تِيْرَى ومناذر الكبرى وهرب من فيها من الأساورة الى تُسَتُر، وفتح همذان، وشهد نهاوند، وكان على ميسرة النعمان بن مُقَرَّن. وكان عمر قد كتب: "إذا هلك النعمان فالأمير حذيفة، فإن هلك فالأمير المغيرة" 0وكان أول من وضع ديوان البصرة وجمع الناس لِيُعْطَوْا عليه، وكان أول من سُلِّم عليه بالإمرة.

ثم ولاه عمر الكوفة وأقرّه عثمان ثم عزله فلمّا قُتِل عثمان اعتزل القتال إلى أن حضر الحكمين وبايع معاوية بعد إجتماع الناس عليه، ثم ولاه الكوفة فاستمر عليها حتى توفي.

قال عمر بن الخطاب يوماً: "ما تقولون في تولية ضعيف مسلم، أو قوي فاجر؟" فقال له المغيرة: "المسلم الضعيف إسلامه لك، وضعفه عليك وعلى رعيته، وأمّا القوي الفاجر ففجوره عليه، وقوته لك ولرعيتك". فقال له عمر: "فأنت هو، وأنا باعثُكَ يا مغيرة". فكان المغيرة على الكوفة سنة وثلاثة أشهر، وغَزَا أذربيجان سنة عشرين، وصالح أهلها، وكفروا بعد ذلك في ولاية عثمان، فغَزَا الأشعث بن قيس، ففتح حصوناً لهم بماجروان ثم صالحوه على صلح المغيرة، فأمضى لهم ذلك.

واستعمل عمر المغيرة على البحرين فكرهوه وشكوا منه فعزله. وخافوا أن يعيده عليهم ، فجمعوا مائة ألف فأحضرها الدهقان إلى عمر فقال: "إن المغيرة اختان (سرق) هذه فأودعها عندي" فسأل عمر المغيرة عن صحة هذا الكلام فقال: "كذب إنما كانت مائتي ألف" فقال : "وما حملك على ذلك ؟" قال: "كثرة العيال" .. فسُقِطَ في يد الدهقان وحلف وأكّد الأيمان أن المغيرة لم يُودِع عنده قليلاً ولا كثيراَ. فقال عمر للمغيرة: "ما حملك على هذا ؟" قال: "إنه افترى عليّ فأردت أن أخزيَه !"

من أقوال المغيرة: "اشْكُرْ لمن أنعمَ عليك، وأنْعِمْ على مَنْ شكرك، فإنّه لا بقاءَ للنعمة إذا كُفِرت، ولا زوالَ لها إذا شُكِرَت. إنّ الشّكر زيادة من النعم وأمانٌ من الفقر".

توفي المغيرة رضي الله عنه بالكوفة سنة خمسين للهجرة وهو ابن سبعين سنة

أوراق الزمن 28 - 7 - 2011 10:35 PM

شكرا صائد الافكار على الطرح الممتع لدهاة العرب
تحياتي لك

هارب من البيت 29 - 7 - 2011 01:39 PM

شكرا لك على موضوعك الرائع

طرح موفق

تقديري واحترامي

حنان عرفه 29 - 7 - 2011 02:02 PM

طرح مميز ياعزيزي
شكرا لك

shreeata 29 - 7 - 2011 03:14 PM

موضوع اكثر من رائع
سلمت عزيزي
صائد
تحيات لك

بنت فلسطين 30 - 7 - 2011 12:37 AM

مشكور عزيزي صائد ويعطيك العافية
موضوع حلو وعرفنا على بعض المواقف لهؤلاء الدهاة اكرمهم الله برضاه ومغفرته

ابتسام 30 - 7 - 2011 02:04 AM

سلمت يمناك على روعة ما امتعتنا بهِ

يعطيك الصحة والعافيه


لك.. أرق تحياتي العطره

صائد الأفكار 30 - 7 - 2011 05:02 AM

بارك الله بكم اعزائي على اهتمامكم وردودكم
تحيتي وتقديري لكل ترك ردا
اخوكم

صائد

أبو جمال 30 - 7 - 2011 02:15 PM

مشكور على الأفاده
حقا تمتعت وأنا أقرأ الموضوع
مشكور من القلب

Mr.who 11 - 9 - 2011 08:05 PM

مشكور يا صائد الافكار على الطرح
تحياتي لك


الساعة الآن 02:14 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى