منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   مكتبة الطفل (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=202)
-   -   حكايـات قبـل النـوم (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=1185)

أرب جمـال 15 - 11 - 2009 07:41 PM

سنووايت والاقزام السبعة

http://photos.azyya.com/store/up2/081209115534wW1a.gif

سنو وايت والاقزام السبعه

http://m002.maktoob.com/alfrasha/up/...2116085128.gif

في قديم الزمان كانت تعيش ملكة وقد جلست قرب النافذة تخيط الملابس , فشكت إصبعها بالإبرة فسقطت من إصبعها ثلاث قطرات من الدم على الثوب الذي كانت تخيطة فأعجبها جمال لون الدم الأحمر مع الثلج الأبيض فقالت : ليتني أرزق مولوداً أبيض كالثلج وأحمر كالدم وأسود كالليل . وبعد مرور فترة من الزمن رزقت الملكة بطفلة و كانت بشرة هذه الفتاة رقيقةٌ ورائعةً ، ولهذا سميت سنووايت " أي البيضاء مثل الثلج , وبعد ذلك توفيت الملكة.




تزوج الملك من ملكة جديدة جميلة وكانت شديدة الإعجاب بجمالها , وكانت للملكة مرآة سحرية معلقة على الجدار , وكل يوم كانت تسأل مرآتها السحرية وتقول :"يا مرآتي ..... يا مرآتي من أجمل امرأة على الأرض؟".
ويأتيها جواب المرآة دائماً:" إنها أنتي يا مولاتى! ".

http://www.alarab.co.il/pics/1/Snow%...20Dwarfs_a.jpg

إلى أن جاء هذا اليوم الرهيب الذي أتاها جوابُ المرآةِ قائلتا: " إنك جميلةٌُ حقاً ، ولكن سنووايت هي الأجمل على الأرض !".
اشتاطت زوجةٌ الأب غضباً وملأتها الغيره ، فاستدعت واحداً من خدمها ، وأمرته بأن يأخذ سنووايت

ولكن سنووايت توسلت للخادم أن لا يقتلها ويدعها تذهب لحال سبيلها فتركها تذهب بعيداً في الغابة .

وحين وصلا إلى قلب الغابة ‘ طلب منها أن تجري مبتعدةً ولا تعود أبداً .

حل المساء وسنوايت وحدها في الغابةِ المظلمةِ، غلبها التعبُ فنامت تحت إحدى الأشجارِ.
وفي الفجر ، استيقضتِ الغابة على تغريد الطيور ، واستيقضت سنووايت أيضاً .
وصلت إلى طريقٍ وسارتْ عليه، حتى بلعت ساحةً خاليةً من الاشجارِ .
http://2.bp.blogspot.com/_JUN_3mvyXy.../snowhite4.gif


http://www.alarab.co.il/pics/1/snow%20white4_a.jpg

وكان هناك كوخ غريب ، له باب صغير جداً جداً ، ومدخنة صغيرة جداً جداً .
كل شيء بهاذا الكوخ صغير جداً جداً .
قالت في نفسها : " تُرى من الذي يعيشُ هنا؟
إن لديهم أطباق صغيره جداً جداً .
لابد أن عددهم سبعه ؛ فالمائدةُ لسبعةِ اشخاص .
سأعد لهم شيئاً طيباً يأكلونه ، وهكذا عندما يعودون سيجدون عشاءً دافئاً ولطيفاً بانتظارهم ! " .

http://www.alarab.co.il/pics/1/snow%20white5_a.jpg

وفي آخر النهار ، عاد سبعةُ رجالٍ صغارٍ جداً جداً ماشين باتجاه المنزل وهم يغنون .
وعندما نظروا من خلال النافذةِ ، اندهشوا لأنهم رأوا وعاء حساءٍ على المائدةِ .
المنزلُ كله كان نظيفاً جداً ويلمعُ من شدةِ البريقِ .
وبالدور العلوي ، وجدوا سنووايت مستغرقةً في النومِ على أحد الأسرةِ .
هزها القزم الزعيم برفقٍ وسألها : " من أنتي ؟".
روت لهم سنووايت حكايتها الحزينه ، فانهمرتِ الدموع من عيون الأقزام .
وتمخطوا بصوتٍ عالٍ ثم قال واحد منهم : " ابقي معنا هنا ! " .
تأثرت الفتاة وقبلتِ البقاء معهم شاكرةً لهم
http://images.easyart.com/i/prints/r...One-133838.jpg

http://www.alarab.co.il/pics/1/seven%20dwarfs_a.jpg


http://www.alarab.co.il/pics/1/snow%20white1_a.jpg

http://www.alarab.co.il/pics/1/snow%20white3_a.jpg

في الصباح التالي ، وحين كان الاقزام يستعدون للانطلاقِ إلى العمل كعادتهم، قاموا بِتحذير سنووايت حتى لا تفتح الباب للغرباءِ.
وفي أثناءِ هذا ، عاد الخادمُ إلى القلعةِ وأخبر زوجةَ الأب القاسيةَ أن سنووايت قد ضاعتْ في الغابةِ
إلى الأبدِ وهكذا التفتت زوجة الأبِ إلى المرآةً أخرى في سرور، ولكن المرآة أجابتها قائلةً: " إن أجملَ امرأةٍ على الأرض مازالت هي سنووايت ، وهي تعيشُ في كوخِ الأغزامِ السبعةِ، في قلب الغابةِ ".
فصرختْ وهي في غايت الغضب : " لابد أن تموت إذن !" .
وذهبت إلى جحرها الري تحت الأرضِِ ، ورجعت لكتابها في العقاقير السحريةِ ، وأعدتْ سماً رهيباً وغمرت به تفاحةً حمراء جميلةً ، وتنكرتْ في هيئةِ فلاحةٍ عجوز ٍ ، ووضعتِ التفاحةَ المسمومةَ بين التفاحِ في سلتها وذهبتْ إلى كوخ الأقزام .

http://www.disney-vacation-time.com/...ow-white-1.jpg


كانت سنووايت في المطبخ عندما سمعت صوتاً لدى الباب فادة حائرة: " من هناك ؟" .
وجائها الرد :" أنا فلاحةٌ عجوز تبيع التفاح ".
قالت سنووايت: " انا لاأحتاج إلى تفاحٍ ، شكرالك".
جاءها الصوت : " ولكنه تفاح جميلٌ جداً وطازجٌ.
قالت الفتاة الصغيرة : " يجب ألا أفتح لأى شخصٍ! ".
وذلك لأنها لم تكن ْ تريد أن تعصي نصيحةَ أصدقائها الجدد.
أجابت العجوز : " وهذا الصواب بعينهِ ! أنتي لافتاة صالحةٌ !
وتستحقين جائزةً على سلوككِ الطيبِ ، سأعطيك تفاحةً من تفاحي هديه ً " .
فتحت سنوايت النافذه وتناولتِ التفاحةَ.

http://www.alarab.co.il/pics/1/snow%20white_a.jpg

" ها هي ! والآن أليستْ تفاحةِ ، ".
قضمتْ سنوايت قضمةً من التفاحة ِ، وما إنْ فعلتْ هذا حتى سقطتْ على الأرض مغشياً عليها .
وفي آخرِ النهار عندما عاد الاقزام ، وجدوا سنوايت راقدةً على الأرضِ ساكنةً
وبلا أي علامةٍ تدل على الحياةِ .
ورأوا التفاحة َ المسمومة َ ملفاة إلى جوارها ، وعندئذٍ وضعوها على فراشٍ من الورد ، وحملوها إلى الغابةِ ووضعوها في صندوق زوجاجي .





http://thecia.com.au/reviews/s/image...n-dwarfs-4.jpg

وفي كل يوم كانوا يضعون الزهور هناك ، حتى جاء مساءٌ ، واكتشفوا وجود َ شباب ينظربإعجابٍ
إلى وجه سنووايت الجميلِ.
كان هذا الشاب اميراً ، ولأنه رأى سنووايت رائعهَ الجمالِ فقدِ انحنى وطبع قبلةً على جبينها .
وهكذا أفسدتْ قبلت الأمير عمل التعويذةِ السحريه ، فعادت سنووايت إلى الحياة ِ من جديدٍ!
طلب الأمير من سنووايت أن تتزوج منه ، وجاء الأقزام لتوديعهما.
ومنذ هذا اليوم ، عاشت سنووايت في سعادةٍ بقلعةٍ عظيمةٍ .
ولكن من وقتٍ إلى آخر َ ، كانت تعود إلى الكوخِ الصغيرِ لتزور أصدقاءها السبعه المخلصين




أرب جمـال 15 - 11 - 2009 07:42 PM

الملكة والحشرة الشريرة

http://www.sky-bramj.com/upload/uplo...06b9f5259a.gif


يوم من الأيام اجتمعت مجموعة من النحل، واتفقت فيما بينها على أن تبنى بيتًا جميلاً تعيش فيه، وتعاونت مجموعة النحل، وبنت البيت، وكان بيتًا جميلاً منظمًا وقد فرحوا بهذا البيت الجديد فرحًا كبيرًا .

http://www.sky-bramj.com/upload/uplo...0b69b6f229.jpg

نحلة1 : الحمد لله لقد انتهينا من بناء البيت الجديد .

نحلة 2 : هيا نلعب.. هيا نفرح.. هيا نطير حول البيت .

نحلة 3 : إنه بيت جميل .

النحل : هاها .. هاها .. هاها .. هاها .

ملكة النحل : هيا نلعب.. ونغني فرحًا بالبيت الجديد .

بيتي بيتي أحلى بيت .. أقضي فيه أجمل وقت

الآن كفى لعبًا، لقد جاء وقت العمل، فهيا إلى العمل، سأقسمكم إلى ثلاث مجموعات :

المجموعة الأولى تقوم بحراسة البيت، والمجموعة الثانية تنظف البيت، أما المجموعة الثالثة فعليها أن تذهب لتجمع رحيق الأزهار .

النحل "يغني" :

هيا إلى العمل هيا إلى العمل

هيا إلى العمل هيا إلى العمل

كبيرة الحراس : انتبهوا جيدًا أيها النحل، فنحن مجموعة الحراسة .

نحلة : نحن منتبهون .
كبيرة الحراس : يا إلهي ! ما هذا ؟ إني أرى حشرة كبيرة تقف عند مدخل الخلية، إنها قادمة إلينا تضرب الحراس، إنها تقضي على كل نحلة تقترب منها، سأذهب إلى ملكة النحل وأخبرها.


http://www.sky-bramj.com/upload/uplo...e7224b34b9.jpg

كبيرة الحراس : سيدتي الملكة .. سيدتي الملكة .

الملكة : من ينادي ؟

كبيرة الحراس : أنا كبيرة الحراس .

الملكة : لماذا تركت عملك .

كبيرة الحراس : سيدتي الملكة .. سيدتي الملكة .

الملكة : ماذا حدث ؟ تكلمي .

كبيرة الحراس (مضطربة):


لقد هاجمت حشرة كبيرة بيتنا، وقتلت بعض الحراس

http://www.sky-bramj.com/upload/uplo...a060402e1c.jpg

الملكة : يا لها من حشرة شريرة، سأذهب إليها وآمرها بالخروج .

ملكة النحل : اخرجي من هنا أيتها الحشرة الشريرة .. اخرجي .

الحشرة : هاها .. هاها .. لن أخرج من هنا .. لن أخرج فهذا بيت جميل ونظيف ومرتب، وفيه كل ما أحتاج إليه من الغذاء والشراب .. هاها .. (بسخرية) ابحثوا لكم عن بيت غيره.

الملكة : إنك حشرة شريرة ولن تنفعك قوتك .

الحشرة الشريرة (تضحك) :هاها .. هاها .. هاها .

طلبت ملكة النحل عقد اجتماع عاجل لكل أفراد مملكة النحل .

الوزير : يا سيدتي الملكة .. لقد حضر جميع أفراد مملكة النحل .

الملكة : حسنًا .. إخواني النحل .. لقد دعوتكم للاجتماع؛ لنتشاور في أمر الحشرة الشريرة التي دخلت بيتنا، وقتلت بعض أخواتكم، واستقرت في غرفة جمع العسل، ورفضت الخروج، وستأكل طعامنا وشرابنا !!

نحلة 1 : الويل لهذه الحشرة الشريرة !!

نحلة 2 : الويل لها .. سأقتلها .

ملكة النحل : انتظروا .. انتظروا .. فهي قوية جدًّا .. ولن تتغلب عليها نحلة أو حتى مجموعة من النحل .

نحلة 3 : هل هذا يعني أن نترك لها بيتنا ؟!

الملكة : لا .. لا .. لا .. لا مفر أمامنا من القضاء على الحشرة الشريرة، وقد أعددت خطة لذلك، سنلتقي جميعًا عند غرفة جمع العسل في المساء بعد أن تنام الحشرة الشريرة، ونبدأ مهاجمتها في وقت واحد، ومن كل الجهات: من الأمام والخلف واليمين واليسار، وبفضل الله ثم بتعاوننا سننتصر إن شاء الله .

أفراد المملكة : سننتصر .. سننتصر إن شاء الله .

وفى المساء بدأ الهجوم .

نحلة : لقد حانت ساعة الصفر .. ونحن جاهزون أيتها الملكة .

الملكة : قائد المجموعة الأولى .

قائد المجموعة الأولى : نعم .. أمرك يا سيدتي الملكة .

الملكة :على بركة الله .. ابدأ الهجوم .

الملكة : اضربوا .. اضربوا بقوه .

نحلة 1 : خذي أيتها الحشرة الشريرة .

نحلة 2 : خذي فوق رأسك .

نحلة 3 : خذي فوق صدرك .

نحلة 1 : خذي

الحشرة : آه .. آه .. آه .. بطني، ذراعي، رأسى، رجلي، آه .. آه سأموت .. سأموت.

ملكة النحل : أوقفوا القتال .. لقد قضينا على الحشرة الشريرة، لقد نصرنا الله .

أفراد مملكة النحل : الحمد لله .. لقد عاد لنا بيتنا الحبيب .. وسنحافظ عليه دائمًا إن شاء الله .



http://www.sky-bramj.com/upload/uplo...0cc667c0f2.jpg


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 07:44 PM

حكاية جحـــا والخروف


كان جحا يربي خروفا جميلا وكان يحبه ، فأراد أصحابه أن يحتالوا عليه


من أجل أن يذبح لهم الخروف ليأكلوا من لحمه ...


فجاءه أحدهم فقال له : ماذا ستفعل بخروفك يا جحا ؟


فقال جحا : أدخره لمؤنة الشـتاء


فقال له صاحبه : هل أنت مجنون الم تعلم بأن القيامة ستقوم غدا أو


بعد غد!ـ هاته لنذبحه و نطعمك منه ....


فلم يعبأ جحا من كلام صاحبه ، ولكن أصحابه أتوه واحدا واحدا يرددون


عليه نفس النغمة حتى ضاق صدره ووعدهم بأن يذبحه لهم في الغـد


ويدعوهم لأكله في مأدبة فاخرة في البرية.ـ



وهكذا ذبح جحا الخروف وأضرمت النار فأخذ جحا يشويه عليها ، وتركه


أصحابه وذهبوا يلعبون ويـتنزهون بعيدا عنه بعد أن تركوا ملابسهم عنده

ليحرسها لهم ، فاستاء جحا من عملهم هذا لأنهم تركوه وحده دون أن

يساعدوه ، فما كان من جحا إلا أن جمع ملابسهم وألقاها في النار


فألتهمتها . ولما عادوا اليه ووجدوا ثيابهم رماداَ . هجموا عليه فلما رأى

منهم هذا الهجوم قال لهم : ما الفائدة من هذه الثياب إذا كانت القيامة

ستقوم اليوم أوغدا لا محالة؟


http://www.sky-bramj.com/upload/uplo...ecb06f96e7.gif


Miss Jordan 15 - 11 - 2009 08:07 PM

الثعلب الحنون






تحلق الأحفاد حول جدهم.. وتدافعوا أيهم يلتصق بركبتيه.. وهم يتضاحكون.. الذي ابتسم لهم وهو يطلب منهم الهدوء..
حسنًا ياأكبادي.. سأحكي لكم قصة الثعلب الحنون وهذه القصة وقعت لنا منذ خمسين سنة، أيام كنا مجموعة واحدة، وقبل أن تتغير الدنيا كما هو عليه الحال اليوم.
في تلك الفترة..
وأمام مسجد الدوار الطيني الصغير..
اجتمع الرجال بعد أن أدوا صلاة الفجر، وقد برز من بينهم والدي شيخ الدوار وقاضيه، وأمامه انطلق أحد الرجال يقول:
ـ أنت مسؤولنا ياشيخ.. ولابد أن تجد حلا لهذه المشكلة! هذه هي المرة العشرين في هذا الشهر التي تقتل فيها عدد من الديكة الرومية أو الدجاج! وهذه المرة عندي، لقد بتنا ياشيخ تقتل مجموعة من الديكة مرة كل ليلة تقريبا، وأنت تعرف مايمثله الدجاج بالنسبة لنا، دون أن نعرف ماذا نفعل!! نظر شيخ القرية إلى الرجال من حوله، وهو يواصل تخليل لحيته، قبل أن يسأل أحدهم:"ألم تر له أثرا في زريبتك ومرقد دجاجك يامختار؟ وهل هو الثعلب فعلا صاحب الفعلة؟"
رد مختار:"لايا شيخ.. لا يوجد له أي أثر! وأنا أعتقد أنها أفعال الثعالب، ولا أعرف حتى وجهته.. كل ما حدث أنني سمعت الدجاج يوكوك ويتخبط بأجنحته في منتصف الليل تقريبا.."
أطرق الشيخ مفكرًا، قبل أن يرفع رأسه ليقول بلهجةٍ حازمة:"يجب أن نضع حراسةً في الدوار كل ليلة، حتى نستطيع أن نقبض على الثعلب.." ارتفعت الأصوات من حول الشيخ، فالكل يرغب في القبض على الثعلب لكن لايعرفون كيف وأين..؟
تقدم مختار ومعه رجل آخر وقال:"هذا يا شيخ رجل من دوار المَعَاطة، وقد وقعت لهم قصة مشابهة، وهو يقول أنه قصاص أثر، ويريد أن يساعدنا في القبض على الثعلب.."
فقال ذلك الرجل وقال:"أنا إسمي ماجد وهوايتي الصيد وكثير من الناس تعرفني بدقتي في اقتفاء الأثر، وأنا قادر بحول الله على القبض على الثعلب أو قتله مقابل أجرة."
قبل الدوار منح ذاك الرجل أجرة مقابل قبضه على الثعلب.. وبدأ من توه في العمل.
جلس ماجد مع منتصف الليل فوق ربوة تطل على الدوار، مستندا إلى جذع الزيتونة وبين جذورها الناتئة، وعيناه على الدوار محدثا نفسه بصوتٍ منخفض: يبدو أن الثعلب لن يأتي هذه الليلة !ثم أغمض عينيه وهو يعيد تثبيت ظهره على الجذع طلبا لمزيد من الإسترخاء.. ودخل في نوم عميق..!
فتح ماجد عينيه على أصوات الديكة وهو يتحسس كتفيه متألما من وضعية نومه محولقا لأنه لم يقم لصلاة الصبح، حتى قاطعه صوت رجلٍ أقبل داهشا من الجهة المقابلة للدوار وهو يقول:"ياماجد هل أتيت لكي يبقى الثعلب طليقا؟! ها قد سرقت دجاجة وقتلت ثلاثة أخريات من دجاجاتي!!" انتفض ماجد واعتذر للرجل وقال:"اللي يسرق يغلب اللي حاحي، سأتدارك أمري بحول الله كنت متعب هذه الليلة".
وبعد يومين: تسلق ماجد تلك الزيتونة المطلة على الدوار، وأحكم الجلوس وسطها مختبئا بين الأغصان، متحسسًا بندقيته على ظهره، وهو يرقب بحذر وصمت، كل حركة في ساحة الدوار..
وقبيل الفجر.. حينما بدأ النوم يحكم سيطرته على جفنيه وعقله.. سمع ذلك الصوت.. صوت الدجاج المفزوع!
نزل ماجد من الزيتونة مسرعا، وانطلق بخفة متجها نحو تلك الجهة التي سمع الجلبة منها، ويتوقف ليختبئ خلف شجرة قريبة من الزريبة، خاصةً وقد تزايدت أصوات الحركة ووكوكة الدجاج.. وفعلا، خرج الثعلب وقد قبض بأسنانه على أكبر ديك رومي..
حاول ماجد قتله على عين المكان لكن خشي أن يفجع الناس النائمين، فقرر أن يتبعه ليرى إلى أين يأخذ تلك الكمية الهائلة من اللحم..!
تحرك الثعلب بخفة، وقد قبض بفكيه على الديك، ليبدأ في القفز من صخرة إلى أرض صلبة لا تظهر فيها آثار مخالبه.. وحتى وإن لم يجد أرضا صلبة أخفى آثاره بأن يمسحها بأطراف ذيله، ليتوقف ماجد مذهولا، فلم ير أبدا ثعلبا يفعل مافعله ذاك الثعلب وبتلك الطريقة، ولم يتخيل أن يمتلك الثعلب مثل هذا الذكاء رغم أن القصص الشعبي تضعه من أذكى آكلات اللحوم. ومازاد استغرابه كيف ينتقي المواضع التي يطأ عليها، بشكل يعجز أي قصاص أثر من العثور عليه!
أسرع ماجد الجري، وهو يتحسس بندقيته، وقد اتخذ قراره بأن يقتل الثعلب، وأسرع الدوران حول الجبل.. ليتفاجأ بدخوله في تلك المغارة! ثبت ماجد بحذر وهدوء بجوار مدخل المغارة رافعا بندقيته، قبل أن يسمع زئيراً ضعيفا لحيوان آخر، ليحرك رأسه محاولا أن يلقي بنظرة إلى الداخل.. وهناك.. رأى الثعلب وقد انهال على الديك الملقى أمامه بمخالبه، وهو يمزق لحمه إلى قطع صغيرة، ثم يقبض بمخلبه على إحدى تلك القطع، قبل أن يمدها إلى طرف خفي لم يره من موقعه ذاك أمام مدخل المغارة.. تحرك ماجد محاولا أن يرى إلى من يمد الثعلب قطعة اللحم تلك.. وما أن رآه.. حتى اتسعت عيناه! وهو يرى تلك اللّبوة العمياء، التي تحرك يدها في الفراغ، قبل أن تقبض على مخالب الثعلب، لتنقل منه قطع اللحم إلى ما بين أنيابها..
فكر ماجد فيما يرى، وهو يرقب نفس الحركة تتكرر عدة مراتٍ أمام عينيه، قبل أن يقول:"سبحان الله! الثعلب والأسد أصبحا أليفين.. من أجل هذا كانت الثعلب تختار الديكة الرومية دون سواها من الدجاج! يا إلهي! عجبا لهذا الثعلب! كيف يقوم بخدمة تلك اللبوة وتقديم الطعام لها بهذا الحرص!!" بدأ صوته يكتسي بتنهدات وهو يردف:"يا إلهي!! كيف بات هذا الثعلب أبر من الإنسان بأخيه الإنسان!!"
وقد زاده ألما أنه لا بد من أن يقتله حتى يأخذ أجره لإطعام عياله.. بدأ الوقت يمر سريعا وماجد يفكر أيقتل الثعلب أم يدعه؟ حتى وصل إلى قرار فقال:"والله أني صاحب عيال وأبنائي ينتظرونني حتى أعود لهم بأجر قتلك، لكني لن أقتلك والله هو الرزّاق.. إكراما لك أيها الثعلب الحنون!" تأثر الأطفال بالقصة وخاطبوا جدهم:"يا جدي.. إنه صاحب عيال، كيف فعل مع أبنائه، وماذا فعلتم أنتم معه، ومع الثعلب الحنون من بعد..؟ هيا أتمم لنا القصة!"
نظر الجد إلى وجوه أطفاله الحزينة، وقد انعقدت حواجبهم، وامتدت شفاههم.. ليقول وهو يتصنع الإبتسامة بعدما سمع صوت الآذان يناديه للصلاة: للقصة بقية نتممها في المرة القادمة إن شاء الله، لكن أترككم في حفظ الله مع هذا السؤال لتشغلوا به أفكاركم: من منكم يرى أنه كمثل هذا الثعلب في حنه على الآخر؟ ويساعد غيره..؟
صاح الأحفاد وتشبثوا بتلابيب جدهم، وهم يكادون يجهشون بالبكاء، يريدون منه أن ينهي لهم القصة حالا وحسب ميولهم العاطفي، لكنه اعتذر ولايمكنه فعل شيء خاصة بعدما سمع النداء..


Miss Jordan 15 - 11 - 2009 08:08 PM

قصة تربوية للصغار
البائسة



فُتحتْ عيناي على صورة والدي المسكين.. لا أقول الفقير، لأن الفقر ذهب مع الحادثة التي حدت من حركاته التي بها كان ينتزع لقمة العيش له ولابنته الصغيرة، بل لمرضعة ابنته الصغيرة!. توفيت والدتي بعد أن وضعتني حية مباشرة.. لم أُسمعها سوى صرخة الحياة التي فضلتني عليها.. و يا ليتها بقيت وذهبت أنا.
وقدمني أبي إلى مرضعة تسكن الحي المقابل لحينا.. كانت شبه فقيرة، تملك طفلا يكاد يتم الرضاعة. وقبلت أن تبيع لبنها بثمن لم يكن بالنسبة لشخص مثل أبي بسيطا. وحين بحث أبي عن عمل مناسب يرفع من وضعه المادي فشل، وبقي خادم إسطبل لأحد الأغنياء في قريتنا.
لا أعرف عن مرضعتي شيئا، ولا أذكر صورتها إطلاقا.. لقد ماتت أسابيع قليلة بعد إتمام رضاعتي– هكذا قال أبي– وتركت لأخيها عبء طفل في الرابعة من عمره. كان موتها ضربة قوية ومحزنة لأبي، فقد كان يأمل في أن تتعهدني بالرعاية بعد الرضاعة، وربما كان يفكر في الزواج بها أو هكذا بدا لي من خلال حديثه المستمر عنها.
ومرت الأيام.. وبقي كوخنا خشبيا، وفراشنا خشنا مرقعا، ووجبتنا ماء وخبزا، و أحيانا مرقا بسيطا لا يقبله بطن من بطون الآخرين.
وبلغت السادسة.. وبقدر ما كان جسدي يكبر وينضج، كان أبي يزداد نحافة وضعفا. وأذكر أنني استغربت أمامه يوما من فتيان وفتيات في مثل سني يحملون حقائب، ويتوجهون إلى مكان واحد..كانوا يرتدون ثيابا نظيفة، وهم سعداء كالطيور. وكان ذلك مما يزيد أبي حسرة لأن ابنته ليست كهؤلاء.. كنت أحيانا أراه باكيا كطفل، وأحيانا أخرى مهموما كسجين، ولم تكن لدي البراعة الكافية للتخفيف عنه.
وكانت السنة العاشرة نهاية أحزان أبي، و حدا لهمومه وبكائه.. ففي يوم صيفي حزين تمدد على فراشه كما يتمدد الراحل عن هذه الدنيا، وقبل صعود روحه أوصاني قائلاhttp://www.a-almadenah.com/forums/im...lies/frown.gifابنتي الجميلة، كم أنا حزين لفراقك، لكنها الدنيا يا ابنتي، نعيش فيها كما يشاء الله، ثم نغادرها في لحظة ما.. أوصيك بالحفاظ على ما تحافظ عليه الفتاة الشريفة.. أكثري الدعاء لله تعالى، فإن لم يكن استجاب لي، يمكن أن يستجيب لك، ولا تيأسي من رحمته.. وإذا شعرت بضيق النفس وكآبة القلب فقفي على قبري.. يقال إن أرواح الموتى والأحياء تتناجى وتتآنس…)
ومات أبي كأي إنسان يحين موعده، و بكيت أنا كأي إنسان فقد خير أنيس له. كنت جاهلة لا أعرف سوى ما يحيط بي من أشياء وأفكار، لكن وصية أبي ظلت ترن في أذني في كل وقت وحين، تذكرني بشيء لم أتبين ملامحه بعد.
و كان لا بد أن أتحرك رغم صغر سني.. فأنا الآن وحيدة، لا أهل ولا أحباب. لقد جاء والداي إلى هذه القرية غريبين، وعاشا فيها كذلك. كان البعد بين أبي وأهل القرية شاسعا جدا، ولم أدر سببه. كأن ثمة سرا يعرفونه عنه، أو ماضيا يمنعهم من التقرب منه. أما هو فلم يكن يحدثني إلا بذكرياته الجميلة أيام كان فتى قويا، وبضرورة الابتعاد ما أمكن عن أهل هذه القرية لأنهم يتربصون بنا، ويتمنون رحيلنا.
كان لا بد من التحرك.. بطني يلتوي جوعا، وملابسي رثة، وبعد حرارة هذا الفصل سيأتي برد فصل آخر. وبدأت أفكر في الحل.. في قطعة الخبز كلما حان موعد الطعام، وفي قطعة القماش أستر بها جسدي نصف العاري. وفي نهاية المطاف اهتديت إلى التسول.
لم لا؟ إن غصني غض لا يقوى على العمل العضلي، والناس هنا رغم عسر الحال لا شك يملكون شيئا لفعل الخير ! وإذن سأنتظر الأيدي السخية، والوجوه العطوفة، والقلوب الرحيمة… وسأنتظر عطاء الله.
وفي صباح يوم لافح الحرارة، كنت أجلس تحت شجرة ضخمة في الحي الرئيسي لقريتنا.. امتدت يدي سائلة، وتوجهت أنظاري إلى السماء متوسلة، وانطلقت دموعي ممزوجة بالألم والأنين ورائحة البؤس. وعند الغروب لم يكن في كفي سوى قطع نقود بسيطة اشتريت بها رغيفا سد جوعي.
لم أكن أعرف كيف أحمد الله، أو كيف أدعوه كما أوصاني أبي، ولكنني أدركت حاجتي إلى النقود.. أريد أكلا، أريد ملابس، وأريد الحياة مثلما يريدها الآخرون، والحياة هي النقود !
وألحت علي فكرة السرقة..الأغنياء يأكلون كل شيء، وأنا لا أجد ما أسكت به هذه المعركة اللعينة داخل أحشائي. لم أكن حينها أتبين جيدا معنى الحلال والحرام، ولكنني كنت أعرف أن الهراوات ستهرول خلفي إن أنا تطاولت على ما ليس لي.
وفي صباح باكر، كنت أتسلل إلى إحدى المزارع على جنبات قرية مجاورة لقريتنا رافقت أبي إليها ذات يوم، لقد تعبت قدماي للوصول إليها، تحينت الفرصة المناسبة وأكلت منها لذيذ الفواكه، ونجحت في الرجوع بشيء منها إلى الكوخ.. وتكرر الأمر مرات، بل استمرت الحال هذه ما يقارب الشهرين. كنت سعيدة بنجاحاتي، إلى تعبت الأيام من مساعدتي فقبض علي أحد الفلاحين، رآني أخرج من حقله ودليل جريمتي فواكه في يدي.. وقد صحت بما فيه الكفاية، وتوسلت إليه بلساني ودموعي، وأقسمت له أنني لن أكررها ثانية. وفي الأخير أطلق سراحي دون أن يسألني عن حالي.. بل إن قلبه رق لحالي فزودني بكمية أخرى !
وبدأ المنعطف المهم في حياتي عندما أوقفني رجل غريب تبدو في وجهه علامات الخبث والشر.. راح ينظر إلي كأنه يريد افتراسي، ويقترب مني كلما رآني أبتعد عنه، إلى أن التصقت بجدار ولم أجد كيفية للهروب.
لم يضربني ولم يمسسني، بل ابتسم بمكر وطلب معرفة اسمي، لكنه لم ينتظر معرفته فقال:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ستكونين أسعد من الفراشة لو تقبلين الذهاب معي إلى بيتي.. سألبسك ما لم تحلمي به من ثياب، وتشبعين مما يلذ ويطيب.. فما رأيك؟
وأدركت بفطرتي أن هذا الرجل لا يعاملني طفلة تحتاج الرعاية والحنان، بقدر ما يرى في امرأة صغيرة مشتهاة.. وحقا، كنت قد بلغت سنا تغيرت فيه كثيرا في تكويني الجسدي والنفسي.وفهمت أن الرجل يستدرجني إلى الخطيئة، تلك التي كان أبي يحذرني منها في وصيته الأخيرة.
وبدأت أتصور الأكل اللذيذ، والملابس الفاخرة، والفراش الوثير، ولكن كلام أبي ظل يزاحم كل ذلك في ذهني.. وازداد قلبي دقا، ووجهي احمرارا وأنا أفكر في الألمين: ألم الحالة التي أنا عليها، وألم الحالة التي أصير إليها لو تبعت هذا الرجل.
كان الصراع داخل نفسي الضيقة هائلا.. ودون أن أقول له شيئا، مشيت بطيئة في اتجاه معين حائرة تائهة، وفهم الرجل من صمتي أنني أسير معه إلى حيث يريد، فراح يمشي بجانبي دون أن ينبس ببنت شفة، إلى أن ابتعدنا عن القرية.
فجأة توقفت كأنما تذكرت أمرا مهما، وتوقف أيضا كأنما يفكر في الأمر ذاته، ودون أن يتلعثم أو يضطرب قال:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لم أخبرك أنني أسكن ضيعة.. إننا الآن قريبون منها.. لا تخشي شيئا.
لم أكن مستعدة أن أجادله ولا الحديث معه.. بل ربما لم أكن أريد شيئا على الإطلاق. صرت كالمأخوذة أمشي على غير هدى أو هدف.. وربما من غير وعي أو إدراك للعواقب، ولكنني لم أتراجع.
ووصلنا إلى ضيعة خيل إلي أنني رأيتها من قبل.. كان الليل قد أسدل ستاره على الكون، والقمر يسفر عن وجهه باحتشام.. ومع امتزاج العتمة بضوء القمر الباهت، بدأ الخوف يدب في نفسي، كأنني أترقب خطرا داهما. وزاد في اضطرابي ما رأيت في عيني الرجل من علامات المكر والخديعة. فلم يدر، وهو الذي اعتقد أنني حمامة وديعة وقعت في شباكه بمنتهى اليسر، كيف دفعته عني بقوة الخائف على شيء عزيز، حين اقترب مني يريد لمسي.. انتفضت أمامه بعنفوان الشباب المطل على حياتي دون أن أفكر في العواقب؛ فالرجل الذي يقود فتاة في عمر ابنته إلى الخطيئة، لا يستبعد أن يأتي منه ما هو أكبر من ذلك..
لكن لطفا إلهيا تداركني، ففي اللحظة التي رأيت فيها الشر يكاد يتطاير من عينيه، سمعنا صوتا مستفهما قادما من بعيد، ورأينا ضوء مصباح يدوي يقترب في اتجاهنا. وفي الوقت الذي كنت أهرول فيه نحو مصدر الضوء، كان الرجل يطلق ساقيه للريح، ويفر مثل جبان تافه تاركا فريسته لغيره.
وحين توقفت أمام الغريب باكية من الفزع، تأملني برهة، ثم وجه مصباحه عامدا إلى وجهه كأنما يريد أن يعرفني بنفسه.. لم أصدق حينها أن أجده في هذا الوقت العصيب الذي أنا فيه، لأنه لم يكن سوى ذلك الذي زادني كمية الفاكهة يوم وجدني في حقله.
ومد إلي يده قائلا:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ماذا تفعلين هنا في هذا الليل؟
فأجبته وقد انخفض دق الطبول في صدري:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أريد أن أنام هنا، فليس لي ملجأ أنام فيه.
قال وقد التفت إلى كل اتجاه يقوده نور مصباحه:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أظن أن شخصا ما كان معك، أليس كذلك؟
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif بلى.. كان معي رجل، وعدني بأكل وملابس مقابل…
لم أكمل عبارتي، لكن الرجل بدا كأنه فهم قصدي، فقادني من يدي إلى بيته دون أن يتكلم. وبعد دقائق معدودة كنا ندخل بيتا فيه امرأة وثلاثة أطفال في عمر الزهور، ذهلوا لرؤيتي. لا أدري ما الذي قرءوه في منظري، ولكنني رأيت ملامح الفضول تفيض من عيونهم. كان الرجل قد انفرد بزوجه، كأنما يخبرها بقصتي. وعمت الطمأنينة نفسي عندما رأيت انبساط وجهها.. كانت هذه رسالة مهمة ولو مؤقتة، جعلتني لأول مرة في جو أسري حقيقي. ونمت تلك الليلة بين الأطفال الثلاثة كما لو أنني في حلم.. كان كل منهم يحاول إضحاكي بنكتة أو قصة أو لغز، إلى أن أخذنا النوم في قطاره الهادئ الممتع!
وفي الصباح التقيت بربة البيت.. كانت غاية في الطيبة واللطف، فقد أعطتني من ملابسها، وأطعمتني من خيرها بعد أن أزلت غبار السنوات السابقة عن جسدي. وكأية أنثى قضيت وقتا في الوقوف أمام المرآة، أتأمل جمالي الحقيقي الذي حدثني عنه أبي.. كنت جميلة فعلا، وزادتني ملابس السيدة ما كان ناقصا. وعندما رآني الأطفال في هيئتي الجديدة انفتحت منهم الأعين والأفواه كأنما ليست هذه التي نامت معهم ليلة الأمس، بل إنهم لم يروها إلا الآن!
وفي مجلس لي مع الأسرة، اقترح الأب علي عملا بسيطا داخل البيت. ولم أكن لأرفض نعمتين قادهما الله إلي: نعمة العمل، ونعمة هذا البيت الوديع الكريم.. وعرفت أن الحياة بدأت تبتسم لي، وأن الله نظر إلى حالي فأراد أن يمنحني شيئا من سعادة الدنيا مثل الآخرين. وكان طبيعيا أن يكثر دعائي وحمدي.. لقد نجاني من وحش وقح، وأوقعني في يد هذا المؤمن الصالح.
وبدأت تجارب الحياة تنتظم شيئا فشيئا في كياني..أنا التي عشت بعيدا عن الناس، وبعيدا عن المجتمع. ها أنا أتعرف إلى العالم بشكل يختلف عن السابق.. أتلمس الأشياء، أتعامل معها.. ومع كل يوم يمر أشعر أنني قريبة من الله، وقريبة من الخلق، وأعترف في قرارة نفسي أن في الكون عدالة هي أقوى من عدالة الناس.

Miss Jordan 15 - 11 - 2009 08:08 PM

جناح واحد يكفي




كان البرد شديدا في ذلك اليوم، قالت الأم عندما رأت ابنها الصغير يرتدي ثيابه ويستعد للخروج:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif إلى أين يا سامر إلى أين يا حبيبي.. الجو بارد وصدرك لا يتحمل البرد..
قال سامر:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أريد أن أتجول في شوارع القدس يا أمي..لن أبتعد كثيرا..ربما أرى بعض الأصدقاء.. لم أرَ أحدا منهم منذ مدة.. تعرفين يا أمي هذه الحواجز التي يقيمها جنود الاحتلال في كل مكان.. إنهم يمنعون كل شيء..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif يا بنيّ ها أنت تضع سببا آخر لعدم خروجك.. تعرف أن جنود الاحتلال لا يفرقون بين صغير وكبير.. لا داعي لخروجك يا حبيبي..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أرجوك يا أمي لن أبتعد كثيرا.. اشتقت لشوارع القدس..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif حسنا لا تتأخر يا سامر..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif حاضر يا أمي.. خرج سامر من البيت.. كان عاشقا لشوارع القدس ولكل شيء فيها..تعلم كيف يحب هذه المدينة الأثيرة فصارت كما يقول دائما مخاطبا والده:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif إنها حبيبتي ولن أتزوج غيرها..
كان الأب يضحك ويقول:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif يا سامر هل تحب القدس إلى هذا الحد؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أحبها أكثر من أي شيء آخر..صدقني يا أبي أتمنى كثيرا أن أبقى جالسا في المسجد الأقصى حتى خلال الليل والنهار..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif آه يا سامر ما أروع هذا المسجد.. كم أتعذب حين يحرموننا من الصلاة فيه..
قال سامر:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لماذا يفعلون ذلك؟؟..إنها مدينتنا..ماذا يريدون؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لقد سرقوا كل شيء يا سامر ولن يتوقفوا عند حد..إنها المدينة الأقدس في العالم لذلك يريدون أن تكون لهم.. يؤلفون الأكاذيب الكثيرة، لكن ستبقى القدس لنا مهما حاولوا..
كان سامر قد ابتعد قليلا عن بيته.. لم يشاهد أحدا من أصدقائه.. تعجب.. واصل السير قليلا حين انتبه إلى زقزقة عصفور قريبة منه.. تلفت هنا وهناك.. وجد العصفور ملقى على الأرض..اقترب منه وحمله بين يديه.. قربه من وجهه..قال:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ما بك أيها العصفور؟؟..لماذا ترتعش هكذا؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أتيت من البعيد.. قطعت مسافات طويلة حتى وصلت إلى المدينة التي أحب.. كان كل ما يهمني أن أصل إلى القدس.. كدت أرى كل مدن العالم..لكن مدينتي هذه تبقى هي الأحب والأجمل والأقرب إلى قلبي..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif هل أنت أيضا من القدس أيها العصفور.. هل للعصافير وطن أيضا؟؟..
رفرف العصفور بجناحيه بين يديّ سامر وقال:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif طبعا.. أنا من هنا.. آبائي وأجدادي من هنا.. لا نعرف وطنا آخر غير هذا الوطن..مهما ابتعدنا فلا بدّ أن نعود إلى مدينتنا هذه.. لاحظ سامر أن العصفور المتعب بحاجة إلى الراحة..قال:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif سآخذك إلى البيت.. هناك سأعتني بك حتى ترتاح وترحل أينما شئت.. إلى أين تنوي السفر بعد أن ترتاح؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لن أسافر إلى أي مكان سأبقى قريبا من المسجد الأقصى.. هناك سأبني عشي وأقيم إلى ما شاء الله..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لو كنتَ إنسانا لمنعك جنود الاحتلال حتى من تحقيق هذا الحلم..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif أتعرف بينما كنت أطير متجها إلى هنا.. أطلق أحد جنود الاحتلال زخات من الرصاص في الجو دون أي سبب.. لم أصب لكنني وقعت مرعوبا مرتعشا حيث وجدتني..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ربما عرف انك عصفور فلسطيني..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif هل يلاحقون العصافير الفلسطينية أيضا؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا تستغرب.. لو عرفوا أن هذه العصافير أو تلك فلسطينية للاحقوها.. على كل الحمد لله انك لم تصب بأي أذى..
وصل سامر إلى البيت.. وضع العصفور على الطاولة في غرفته الصغيرة..أحضر له بعض الماء والخبز المبلل.. أكل العصفور بنهم وشرب حتى ارتوى.. قال:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ما اسمك أيها الطفل اللطيف؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif سامر..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif هل تحب القدس مثلما أحبها يا سامر؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ربما أكثر منك بقليل..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا فأنا أحبها كثيرا.. أكثر مما تظن..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif كلنا نحب القدس.. نحبها كثيرا.. استرح أيها العصفور.. هل أحضر لك قفصا لترتاح فيه؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا أرجوك لا أحب الأقفاص.. سأرتاح حتى الصباح وأطير إلى الأقصى وأقيم هناك..يمكنك أن تزورني في أي وقت.. صرنا أصدقاء يا سامر أليس كذلك؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif طبعا صرنا أصدقاء.. إذن ستنام على الطاولة حتى الصباح.. لماذا لا تبقى معي عدة أيام وبعدها نذهب إلى الأقصى معا؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا لولا رصاصات الجندي الإسرائيلي لما توقفت.. عذرا يا صديقي فأنا بشوق شديد للأقصى..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif كما تشاء أيها العصفور.. هل أحضر لك شيئا آخر..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا يا سامر يمكنك أن تنام وسأنام أنا على الطاولة.. تصبح على خير..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif وأنت بخير أيها العصفور.. لماذا لا تنام إلى جانبي فالجو بارد؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا تخف يا سامر ريشي يدفئني وأنا متعود على ذلك.. نام سامر وأخذ يحلم بشمس تشرق على مدينة القدس لا يكون فيها احتلال أو جنود مدججون بالكراهية.. شاهد العصفور في الحلم فارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة.. فلم يكن يخطر في باله من قبل أن هناك عصفورا فلسطينيا وآخر غير فلسطيني.. حتى في الحلم كان العصفور يحدثه كيف طار من مدينة إلى مدينة حتى وصل إلى القدس.. تعجب سامر.. حمد الله على انه ما زال في القدس.. كم كان سيعاني لو انه كان بعيدا عنها.. بالتأكيد لن يستطيع أن يطير كما فعل العصفور.. تمنى في حلمه أن يعود كل أهاليه إلى فلسطين..
في الصباح صحا سامر وهو يسمع زقزقة العصفور القريبة.. قال وهو ما يزال في فراشه:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif صباح الخير أيها العصفور..هل نمت جيدا؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif صباح الخير يا سامر.. الآن افتح لي النافذة لأطير نحو الأقصى..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ولمَ كل هذه العجلة سأحضر لك قليلا من الطعام والماء وبعدها ترحل..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا يا سامر أرجوك دعني آكل وأشرب هناك أنا في شوق شديد للأقصى..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif كما تشاء.. قام سامر وفتح النافذة..وضع العصفور على الحافة..حرك العصفور جناحيه فشعر بألم شديد في أحد جناحيه ولم يستطع الطيران.. قال سامر:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif ما بك أيها العصفور.. لماذا لا تطير؟؟..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif يبدو أن احد جناحيّ مصاب..لا استطيع الطيران..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif إذن لا بدّ أن تنتظر حتى يشفى وبعدها يمكنك أن تطير..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif سامر أرجوك احملني إلى هناك..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لماذا لا تنتظر.. الأفضل أن ترتاح هنا حتى تشفى وبعدها ستطير كما تشاء..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif لا يا سامر إن كنت صديقي حقا فاحملني إلى هناك..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif كما تريد.. حمل سامر العصفور.. خرج من البيت متجها نحو الأقصى..كلما اقتربت المسافة كان العصفور يزقزق بفرح.. وصلا.. تنهد العصفور وكأنه إنسان يلتقي من يحب بعد طول فراق.. قال:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif شكرا يا سامر.. اتركني هنا.. لقد قمت بواجبك نحوي على أكمل وجه.. مرة أخرى شكرا لك..
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif وجناحك أيها العصفور.. جناحك المصاب؟؟.. نظر العصفور إلى الأقصى بحب وقال وهو يودع سامر: اسمع يا سامر.. لقد تعذبت كثيرا حتى وصلتُ إلى هنا.. أريدك أن تطمئن.. سأكون بألف خير.. وتذكر دائما أنني بعد أن وصلت إلى الأقصى فلا شيء يهم وجناح واحد يكفي..

أرب جمـال 15 - 11 - 2009 08:14 PM

http://www.diwanalarab.com/local/cac...8321-e4089.jpg

مسرحية
جزاء مغرور



المحتوى التربوي:
إثارة قضية الغرور و خطرها على من أصابته بعلتها بوسائل تربوية
بسيطة الفهم و الإستعاب.

الفئة المستهدفة:
الأطفال
التوقيت:
حسب الزمان و المكان المحدد
خلاصة:
تتواجد مجموعة من الأشجار تفتخر بنفسها، تتشاجر في كل وقت،أصابها مرض خطير و لما عالجتهم النحلة اشترطت عليهم الصلح، و العيش في مودة
و رحمة.

الشخصيات:
* ليمونة
* موزة
* نخلة
* كلبتوسة
* العصفورة
* النحلة
* الفأر
* الغراب
* البستاني

المشهد الأول



المنظر: مكان خالي من السكان، بعيد عن المدينة:يوحي بحياة جافة يطغى عليها التمدن…ساحة خالية من الأشجار،تنعدم فيها نسمة الطبيعة الخظراء.

الأصوات: السيارات - الرياح - الكلاب
المكان:ساحة بعيدة عن المدينة
الزمان: قبل الغروب
الإنارة: زرقاء + صفراء
الشخصيات: العصفورة -الفأر

العصفورة: آه…لقد تعبت(منهكة) ما أجمل الطيران و ما أحلى الحرية. كنت أتمنى أن أعتمد على نفسي و أطير و حيدة دون مراقب.فأنا كبرت لا داعي لأن تراقبني أمي (تلعب و تغني)
أنا العصفورة الجميلة،صاحبة النغمة العليلة،ألوان ريشي يعشقها الرسام. إنني فعلا
جميلة أليس كذلك؟آه لقد حل الظلام، يبدو أنني ابتعدت كثيرا عن بيتي ـ ستقلق علي أمي.هل أعود من هنا؟…لا من هنا!…آه لقد نسيت من أي اتجاه قدمت.يا ويلك يا عصفورة
يا لمصيبتك،(تبكي) هئهئ…هئهئ…
الفأر: لماذا تبكين يا عصفورة؟ ماذا حل بك؟!
العصفورة: لقد ظللت طريقي
الفأر: من أين قدمت؟
العصفورة: لا أدري إنني أول مرة أطير فيها
الفأر: إنك مخطأة يا صديقتي كان عليك أن تحلقي بالقرب من عشك
العصفورة: لقد حذرتني أمي و لكنني طرت متسللة
الفأر: سأجد لك حلا لمشكلتك
العصفورة: أغثني،لن أنسى لك معروفك.
الفأر: (يفكر) ربما أتت من هنا…لا من هنا…يبدو أنها قدمت من هنا…وجدتها!! سأعد من واحد إلى رقم عشرة وعليه ستطيرين في الاتجاه الذي ينتهي فيه هذا الأخير.
العصفورة: (مندهشة)حسنا أنا موافقة.
الفأر: واحد…اثنين…عشرة، إذا طيري في هذا الاتجاه.
العصفورة: شكرا لك
الفأر: خذي حذرك من الغربان و الحدأة
العصفورة: لا تقلق علي، إلى اللقاء.

المشهد الثاني



المنظر: نفس المنظر
الزمان: ليلا
المكان:ساحة خالية
الأصوات: الكلاب - صراصير
الإنارة: زرقاء مكسرة بضوء أبيض
الشخصيات:العصفورة - غراب - الفأر

العصفورة:لقد تعبت من الطيران…إن هذا المكان مخيف، لا أسمع صوت عصافير تغرد…ما هذا…هل أنا وحيدة في هذا المكان؟!
الغراب: مرحبا بك يا صغيرتي
العصفورةhttp://www.a-almadenah.com/forums/im...lies/frown.gifخائفة) أهلا…من أنت؟
الغرابhttp://www.a-almadenah.com/forums/im...lies/frown.gifمستفزا) ستعرفينني من أنا؟
العصفورة: لقد ظللت طريقي،جلست لأستريح ثم أتابع طيراني
الغراب: (هامسا) ستكملينه في بطني…لا تخافي سأساعدك
العصفورة: شكرا لك يا… ما اسمك
الغراب: أنا الغراب
العصفورة: (مرتعبة) الغراب!…الغراب!..لقد حذرني منك الفأر(تحاول الهروب)
الغراب: تعالي أين ذاهبة…
العصفورة: اتركني…اتركني…أنقدوني…
الغراب: أتركك، و هل أنا أحمق إنني أتدور جوعا.
العصفورة: إنني صغيرة لن أسد رمقك يا غراب
الغراب: (ضاحكا) المهم أن تطفئي حرارة الجوع لدقائق.اللهم عضة فالفكرون و لا يمشي فالت العصفورة: اتوسلك…اتركني…ستقلق علي أمي
الغراب: آه لو كانت معك لاكتملت الوجبة
العصفورة: (هامسة) لابد من مخرج لهذه الورطة
الغراب: سأربطك هنا حتى أعود يا ويلك لو حاولت الهروب سيكون حسابك عسير معي
العصفورة: أنقدوني…أنقدوني…سيأكلني الغراب
الفأر: لقد حذرتك…أيتها العنيدة
العصفورة: الفأر…الحمد لله…لقد سجنني الغراب…
الفأر: حسنا سأفك رباطك
العصفورة: شكرا لك…أسرع قبل عودته
الفأر: فري…مسرعة إلى عشك قبل أن يراك الغراب
العصفورة: شكرا لك…لن أنسى معروفك…

المشهد الثالث



المنظر:حديقة جميلة تضم مجموعة مختلفة من الأشجار،ليمونة، موزة و نخلة.النباتات و الزهور في كل
أرجاء الحديقة،ألواح في كل مكان تذكر الزوار بالحفاظ على جمالية الحديقة.
الزمان:صباحا
الأصوات: العصافير - خرير المياه
المكان: الحديقة
الشخصيات:البستاني

البستاني: (يكنس،ينظف، يسقي،يغني،تبدو عليه الحيوية و النشاط) إنني اسعد عندما تكون الحديقة
جميلة، مخضرة،هواؤها نقي وعليل يستمتع الزوار و ينعمون بالراحة. رغم أنني اتعب
عند رحيلهم،يتركون النفايات ملقات على الأرض ويقطفون الأزهار،و يقطعون أغصان
الأشجار.سامحهم الله.(يكنس تم يجمع القمامات و يخرج)

المشهد الرابع



المنظر: نفس المنظر
الزمان: صباحا
المكان:الحديقة
الشخصيات: ليمونة، موزة، نخلة، كلبتوسة

ليمونة: يبدو أن البستاني نشيط هذا اليوم
موزة: كيف لا يسعد و هو يرانا مخضرين و جمالنا يزهى كل وقت وحين
نخلة: فسعادتنا و نمونا هو عربون كده و اجتهاده
كلبتوسة: ولكنه رجل مجد و يحب عمله ويسعى دائما لخدمتنا و رعايتنا
ليمونة: حتى الدواء يقدمه لنا بانتظام ولا ينسى موعده
كلبتوسة: جازاه الله عن عمله فمن جد وجد و من زرع حصد
ليمونة: ألم تلاحظن أنه يهتم بي أكثر منكن؟
موزة: إنه يهتم بي أنا
نخلة: بل يحبني أنا
ليمونة: إنه يفظلني أنا، فلوني يسر الناظرين
موزة: بل لوني وشكلي فريدين
نخلة: فأنا أطولكم و أجملكم شكلا
كلبتوسة: كفاكن شجارا فهو يحبنا جميعا،إنه لا يتحيز لأي منا فهو رجل عادل في عمله

المشهد الخامس



الزمان: نفس الزمان
الأصوات: نفس الأصوات
المكان:نفس المكان
الشخصيات: موزة- ليمونة-نخلة-كلبتوسة-العصفورة

العصفورة: آه…ما أجمل هذا المكان،وأخيرا و جدت ما يشيه غابتنا
كلبتوسة: مرحبا بك
العصفورة: شكرا لك…أتسمحون لي بالاستراحة عندكم إنني أبحث عن الطريق المؤدية إلى عشي
موزة: يبدو أنك تائهة
العصفورة: نعم…جناحي الصغيرتين تعبا من كثرة الطيران
ليمونة: استريحي فكلنا نرحب بك
العصفورة: شكرا إنكن لطيفات، لقد سجنني الغراب لولا الفأر لكنت الآن في عداد المفقودين.
نخلة: ذلك اللعين يتربص دائما للصغار،انه يحترمني لأنني الطويلة و الجميلة هنا
ليمونة: اشهدن عليها يا لها من ثرثارة
موزة: تلك الطويلة الظعيفة المغرورة تضن نفسها الكل يحبها،فبلحها الحار يكرهه الجميع
كلبتوسة: كفاكن فالله خلق كل كائن حي له دوره في الوجود
نخلة: يجب أن تقتنعن جميعا بأنني الأجمل هنا في هذه الحديقة و الأكثر إفادة
ليمونة: هل نسيتي فوائد برتقالي اللذيذ

موزة: (مستفزة) ذلك الليمون المر، فموزي ينفرد بشكله و لذته فهو ملك الفواكه يضفي
على المائدة جمالا و رونقا
ليمونة: فبرتقالي يحتوي على كمية كبيرة من فيتامين س فهو مفيد لجسم الإنسان
نخلة: أنا التي أكد العلماء مرارا أن ثمري غذاء و دواء
موزة: أنا موزي طعام الفلاسفة، مذاقه حلو طيب يعشقه الكبار و الصغار
نخلة: أنا شرفني الله حيث ذكرني في القرآن الكريم،قال الله تعالى:<< و النخل باسقات لها طلع
نضيد >> و قال أيضا:<< و من النخل من طلعها قنوان دانية>> صدق الله العظيم.
كلبتوسة: الآية تقول من البداية:<< بسم الله الرحمان الرحيم،و هو الذي أنزل من السماء ماءا فأخرجنا
منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا و من النخل من طلعها قنوان دانية….>> إلى آخر الآية
فالله أعطى لكل قيمته حسب دوره في الوجود،فكفاكم غرورا تصافحوا و تسامحوا فنحن كلنا سواسي كأسنان المشط.
العصفورة: يا لأسف كنت أعتقد أن العالم مليئا بالحب و المودة لكنني اكتشفت أن الغرور يملأ قلوبكن فاعملن بكلام كلبتوسة إنها الأعقل هنا.
ليمونة: إنها تمدح تفسها كثيرا
العصفورة: آه اشتقت لحضن أمي…أين أنت يا أمي
ليمونة: (تتألم) آه…آه… ما الذي أصابني إنني أتألم؟!
كلبتوسة: ماذا أصابك؟
نخلة: يبدو أن العدوى انتقلت إلي…
موزة: وأنا أيضا، يا إلهي…أغثني
كلبتوسة: يبدو أن عقاب غروركن لم يتأخر
نخلة: كف عن السخرية و أنقدينا
ليمونة: أغيثيني سأموت
العصفورة: ما العمل… كيف سنشفي هؤلاء من المرض
كلبتوسة: أتمنى أن ينتبه البستاني،فهو القادر على علاجهم
نخلة: سامحنا يارب…اشفنا يارب
كلبتوسة: أسرعي يا عصفورة و احضري السيدة نحلة فهي ممرضة ماهرة.
العصفورة: سأبحث عنها في الجوار

المشهد السادس



المنظر: تظهر الأشجار عارية الأوراق،مريضة،باستثناء كلبتوسة التي تحتفظ بأوراقها و جمالها.
الزمان: بداية الغروب
الإنارة: زرقاء + صفراء
المكان: نفس المكان
الشخصيات: البستاني

البستاني: لقد أصبحت هذه الأشجار حطاما،إن شكلهم قبيح يسيئ لجمال الحديقة. لابد من قطعهن و زرع أشجار أخرى بمكانهن… سأعطيهن فرصة أخير، إذا لم تشفى غذا سأجعل خشبها حطبا.

المشهد السابع



الشخصيات: العصفورة - نحلة -كلبتوسة -ليمونة - موزة - نخلة

العصفورة: لقد أحضرت معي السيدة نحلة
ليمونة: شكرا لك… أنقدينا…سنموت
نحلة: إن مرضكن صعب الشفاء يتطلب كثيرا من الوقت
موزة: هددنا البستاني إذا لم نشفى في الغذ سيكون مصيرنا النار
نحلة: قولوا لي ما سبب مرضكن؟
كلبتوسة: كأن الله عاقبهن لشدة غرورهن و إعجابهن بأنفسه، انظرن الآن إلى حالتكن فلقد تساويتن أين
هو الجمال أيتها المغرورات؟
نحلة: سأعالجكن… من حظكن أنني جمعت رحيقا من بعض النباتات و الأعشاب النافعة، خذن الدواء
و عاهدنني أن تصبحت صديقات وفيات.
نخلة: شكرا لك…أنا أعدك أن اتخذ الجميع أصدقائي و احترمهم كثيرا
ليمونة: و أنا أيضا
نحلة: قال الله تعالى:<< فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى >> وقال أيضا:<< و لا تصعر خدك للناس
و لا تمشي في الأرض مرحا، إن الله لا يحب كل مختال فحور >>. صدق الله العظيم.
الجميع: صدق الله العظيم.
كلبنوسة:وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" إن الله تعالى
أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، و لا يفخر أحد على أحد"

المشهد الثامن



المنظر: تعود الحديقة إلى جمالها و رونقها
الزمان: الصباح
الأصوات: العصافير -خرير المياه
المكان: نفس المكان
الشخصيات: ليمونة -موزة - نخلة -كلبتوسة - العصفورة

نخلة: الحمد لله لقد شفينا من مر ضنا
ليمونة: الفضل للعصفورة و السيدة نحلة
العصفورة: الفضل لله الذي أعفى عنكن و شفاكن
موزة: و نعم بالله، و لكن لولا و جودكما لما شفينا بهذه السرعة
نخلة: لو لم نشف اليوم لرمانا البستاني في النار
كلبتوسة: لقد تعلمتن درسا مهما
موزة: لقد تعلمنا أن من تواضع لله رفعه،فأنت متواضعة فلم يصبك أدى
العصفورة: لقد حان موعد الرحيل سأودعكم
نخلة: كيف سترحلين و أنت لم تعرفي طريق عشك
العصفورة: لقد دلتني نحلة،إنه قريب من هنا، سأزوركن مرة أخرى
الجميع: وداعا…وداعا…

ستار




أرب جمـال 15 - 11 - 2009 08:14 PM

إطفائي النور





عُين الأستاذ خالد الشاب الفاتن والمندفع للحياة مدرسا للمرحلة الثانوية في قرية نائية، وكان مختار القرية شخصا جاهلا أميا يكره المثقفين والعلم، فكلما لاح بريق النور في القرية كان يطفئه. في أول يوم داوم فيه الأستاذ خالد في القرية دعاه مختار القرية إلى مجلسه مساء لمأدبة على شرفه..
انطلق خالد في المساء إلى المختار حيث كانت السماء في ذاك اليوم جريئة والنجوم خجولة، وجلسوا تحت ظل الخيمة ووضع المختار وسادة بينه وبين خالد ليتلكأ كليهما عليها وبدأ المختار بحديثه عن كرهه للعلم ونبذه للمتعلمين وأنه يتمنى أن يحظى بلقب إطفائي النور والعلم، لقد كان حديثه الممل أكثر مرارة من القهوة المرة التي كان يحتسيها خالد، ثم لم يلبس أن انحط مستوى الحديث لدرجة غير معقولة فخاطب المختار خالدا:
لقد أفنيت عمرك في الدراسة ما الذي جنيته و قطفته من هذه الدنيا سوى أنك عُينت في قرية تبعد مئات الكيلومترات بعيدا عن منزلك وأهلك، فكم أنتم مغفلون أيها المثقفون؟.. أفنيتم عمركم بالدراسة وأهلكتم عيونكم بحروف لا ترنو لي أبدا ثم ما الذي تحصدونه والله أنّ حصادكم كحصاد هذه المنطقة (يؤشر بيده للصحراء).
كان المختار يتحدث وخالد ينصت إليه دون أن يغضب أو ينفعل وأخيرا باغته المختار بسؤال مستفر:
ما الحد الفاصل أيها الأستاذ خالد بين الغبي والمثقف؟.. فكر خالد برهة وحدق في عيني المختار دون أن يرف له جفن وقال:
هذه الوسادة أيها المختار، أظنها أعطتك إجابة عن أسئلتك وكلامك الذي صرع أذاننا. انفجر كل جليس في الخيمة من الضحك، وتغير وجه المختار كألوان قوس القزح وكلون إشارة المرور يتبدل كلما بان له ظل خالد أو حتى طيفه.


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 08:16 PM

الْفَأْرَةُ الْغَدّارَةُ





في مَزْرَعَةِ عادِلٍ، سَبْعُ دَجاجاتٍ وَديكانِ. ديكٌ أَبْيَضُ وَديكٌ بُنِيٌّ. وَعَصافيرُ، وَحَمامٌ، وَيَماماتٌ.
في صَباحِ أَحَدِ الأَيّامِ وَجَدَتْ إِحْدى الدَّجاجاتُ حَبَّةَ قَمْحٍ. أَخَذَتْ تُكَرْكِرُ قائِلَةً:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (كِرْ كِرْ لَقَدْ وَجَدْتُ حَبَّةَ قَمْحٍ… هُنا حَبَّةُ قَمْحٍ كِي كِي).
هَبَّ الدّيكانِ مُسْرِعَيْنِ وَقالَ كُلٌّ مِنْهُما:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (كو كو هذِهِ الْحَبَّةُ هِيَ حَبَّتي.. لَقَدْ ضاعَتْ مِنّي قَبْلَ يَوْمَيْنِ دونَ أَنْ أَدْري).
انْقَضَّ الدّيكانِ عَلى بَعْضِهِما، وَتَصارَعا طَويلاً وَمَلأَ صُراخُهُما أَنْحاءَ الْمَزْرَعَةِ فَأَزْعَجَ الطُّيورَ جَميعَها.
أَرادَتِ الدَّجاجاتُ أَنْ تُنْهِيَ النِّزاعَ بَيْنَهُما فَتَقَدَّمَتْ مِنْهُما وَقالَتْ بِصَوْتٍ واحِدٍ:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (أَيُّها الدّيكانِ الْعَزيزانِ! نَحْنُ نَقْتَرِحٌ عَلَيْكُما أَنْ تَقْتَسِما هذِهِ الْحَبَّةَ فَيَحْصُلَ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُما عَلى نِصْفِها).
رَفَضَ الدّيكانِ هذا الاقْتِراحَ واسْتَمَرّا في صِراعِهِما حَتّى أَدْمى كُلٌّ مِنْهُما وَجْهَ الآخَرِ. انْزَعَجَتِ الْحَماماتُ مِنْ هذا الصِّراعِ فَتَقَدَّمَتْ مِنْهُما صائِحَةً:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (كَفى كَفى أَيُّها الدّيكانِ الشّريرانِ لَقَدْ أَزْعَجْتُمْ سُكّانَ مَزْرَعَةِ الطُّيورِ كُلَّها. عَيْبٌ عَلَيْكُما! تَتَخاصَمانِ مِنْ أَجْلِ حَبَّةِ قَمْحٍ. نَحْنُ نَقْتَرِحُ أَنْ تُجْرى قُرْعَةٌ بَيْنَكُما وَيَنْتَهي الْخِلافُ بِسُرْعَةٍ دونَ أَنْ يَسيلَ دَمُكُما).
رَفَضَ الدّيكانِ أَيْضًا هذا الاقْتِراحَ وَاسْتَمَرّا في الْقِتالِ. فَزِعَتِ الْعَصافيرُ مِنْ صَوْتِهِما وَتَقَدَّمَتْ مِنْهُما وَقالَتْ:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (زِقْ زِقْ زِقْ زِقْ.. أَيْنَ الْعَقْلُ يا طُيورٌ! يا لِلأَسَفِ مِنْ أَجْلِ حَبَّةِ قَمْحٍ يَتَخاصَمُ ديكانِ كَبيرانِ مِثْلُكُما. يا لِلأَسَفِ.. يا لِلأَسَفِ.. نَحْنُ نَقْتَرِحُ أَنْ تَزْرَعا هذِهِ الْحَبَّةَ عِنْدَ خُروجِكُما لِلْحَقْلِ، ثُمَّ تَنْتَظِرا حَتّى تُثْمِرَ فَتَحْصُلا عَلى الْمَحْصولِ مُناصَفَةً بِالتَّساوي).
رَفَضَ الدّيكانِ هذا الاقْتِراحَ أَيْضًا وَلَمْ يَتَوَقَّفِ الْقِتالُ بَيْنَهُما وَحاوَلَتِ الْيَماماتُ أَنْ تُصْلِحَ بَيْنَهُما فَتَقَدَّمَتْ مِنْهُما وَقالَتْ:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (مِنَ الْخِزْيِ وَالْعارِ أَنْ يَتَقاتَلَ ديكانِ كَبيرانِ مِثْلُكُما مِنْ أَجْلِ حَبَّةٍ صَغيرَةٍ. نَحْنُ نَقْتَرِحُ أَنْ تَبيعا هذِهِ الْحَبَّةَ وَتَتَقاسَما ثَمَنها مُناصَفَةً).
رَفَضَ الدّيكانِ أَيْضًا هذا الاقْتِراحَ وَتَقاتَلا حَتّى تَعِبا كَثيرًا. سالَ الدَّمُ مِنْ وَجْهَيْهِما وَسَقَطَ ريشٌ كَثيرٌ عَنْهُما وَتَناثَرَ في زَوايا الْمَزْرَعَةِ.
كانَتِ الْفَأْرَةُ تُراقِبُ الدّيكَيْنِ الْمُتَحارِبَيْنِ مِنْ بابِ جُحْرِها الْقَريبِ وَخَرَجَتْ إِلَيْهِما مِنْ فَوْرِها وَقالَتْ بِصَوْتٍ رَقيقٍ:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (أَنْتُما ديكانِ كَبيرانِ وَواعِيانِ. لَقَدْ رَفَضْتُما جَميعَ الاقْتِراحاتِ. ثُمَّ تَقاتَلْتُما حَتّى أَضَرَّ الْواحِدُ مِنْكُما بِالآخَرِ. كُلُّ هذا بِسَبَبِ حَبَّةِ قَمْحٍ. يا لِلْخَسارَةِ! إِذا قَبِلْتُما أَنْ أَحْكُمَ، حَكَمْتُ بَيْنَكُما بِالْعَدْلِ. وَإلا سَوْفَ تَتَقاتَلانِ طَويلا وَسَيَقْضي الْواحِدُ مِنْكُما عَلى الآخَرِ. ماذا تَقولانِ؟). سَمِعَ الدّيكانِ الْمُتْعَبانِ ما قالَتْهُ الْفَأْرَةُ وَقالا لَها:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (الْحَقُّ مَعَكِ أَيَّتُها الْفَأْرَةُ الْجارَةُ نَحْنُ نُوافِقُ أَنْ تَحْكُمي بَيْنَنا وَلكِنْ ماذا تُريدينَ مِنّا أَنْ نَفْعَلَ).
أَجابَتِ الْفَأْرَةُ بحماسٍ:
http://www.diwanalarab.com/local/cac..._rtl-df008.gif (سَنُجْري بَيْنَكُما سِباقَ الْجَرْيِ وَتَكونَ الْحَبَّةُ لِلْفائِزِ أَمّا الْخاسِرُ فَعَلَيْهِ أَنْ يَنْهَضَ كُلَّ يَوْمٍ مُبَكِّرًا في الصَّباحِ لِيُؤَذِّنَ لِلنّاسِ. وَلْيَقِفْ الآنَ كُلٌّ مِنْكُما جانِبًا، وَعِنْدَما أُعْطي الإِشارَةَ يَبْدَأُ السِّباقُ).
وَقَفَ الدّيكانِ الْجَريحانِ جانِبًا وَانْتَظَرا إِشارَةَ الْفَأْرَةِ، بَيْنَما اصْطَّفَتِ الدَّجاجاتُ وَالطُّيورُ عَلى الْجانِبَيْنِ، وَأَخَذَتْ تُشَجِّعُ الْمُتَسابِقينَ بِحَرارَةٍ. أَعْطَتِ الْفَأْرَةُ إِشارَةَ السِّباقِ ثُمَّ انْطَلَقَ الدّيكانِ يَجْرِيانِ بِسُرْعَةٍ. وَفَجْأَةً خَطَفَتِ الْفَأْرَةُ الْحَبَّةَ وَفَرَّتْ هارِبَةً إِلى جُحْرِها. وَلَمّا عادَ الدّيكانِ الْمُتَسابِقانِ لَمْ يَجِدا الْفَأْرَةَ وَلا حَبَّةَ الْقَمْحِ، وَجَلَسا يَمْسَحانِ عَرَقَهُما وَدَمَهُما عَنْ وَجْهَيْهِما وَيَنْفُضانِ الْغُبارَ عَنْ ريشِهِما. وَهكَذا انْتَهى الصِّراعُ بَيْنَ الدّيكَيْنِ وَعادَ الْهُدوءُ إِلى مَزْرَعَةِ عادِلٍ وَفَرِحَتِ الطُّيورُ بِذلِكَ.
القيم التربوية في القصّة:
1- السَّعيُ من أجلِ بين الناس واجبٌ وطنيٌّ.
2- الصراعُ والنزاع مرفوضٌ وخاصة إذا كان من أجل شيء تافهٍ.
3- قبولُ باقتراح الصديق ورفضُ اقتراح العدو.
4- لا تأمنْ مكر الأعداء.
5- التعرفُ على الحيواناتِ البيتية وطيور المزرعة.
6- التعرف على فوائد هذه الحيوانات.
7- التعرف على الحيوانات الضارة وطرق مكافحتها.


أرب جمـال 15 - 11 - 2009 08:17 PM

مياه سحرية




في غابر الأزمان وفي قرية من القرى النائية، كان يعيش صياد فقير، وهو شاب في العشرين من عمره رفقة أخته الصغيرة. كل ما كان يملكه كوخ صغير ورثه عن أبويه المتوفيين منذ أمد بعيد. قوته اليومي سمكات يصطادها من البحر الذي يبعد عن كوخه مقدار ساعة من المشي السريع. كان يأخذ شبكته في كيس صغير من الخيش تاركا أخته الصغيرة تنتظره حتى يعود. كان الكوخ على مبعدة ميلين من القرية.لا يزوره أحد ولا يزور أحدا، إذ كل ما كان يربطه بهذه الدنيا أبوان سرعان ما غادرا هذه الحياة تاركين إياه رفقة أخته الصغيرة.
كان صديقنا الصياد الشاب يخترق غابة كثيفة الأشجار قبل أن يصل إلى شاطئ البحر، حيث يلقي شبكته منتظرا ما يجود به البحر من سمكات قليلات، وهو يخترق تلك الغابة كان يمر بشيخ عجوز يسكن كوخا بسيطا يتواجد في طريقه، في الصباح تعود أن يسلم عليه، فإذا عاد من صيده أعطاه سمكة من السمكات التي كان يصطادها، ومع توالي الأيام بدأت الشبكة تتمزق بفعل الصخور الحادة. كان يرقعها ويصلح منها ما انقطع، إلى أن أصبحت خيوطا رثة ولم يعد فيها ما يمكن إصلاحه، حتى أنها بدأت تسمح للسمكات بالانفلات منها، وشيئا فشيئا بدأ صاحبنا يعاني شح ما تمسك به هذه الشبكة ؛ ثلاث سمكات، سمكتان، سمكة واحدة، فكان يحتار فيما يمكنه أن يقدم للشيخ العجوز. وفي أحد الأيام علقت شبكته في إحدى الصخور الحادة، بحيث لم يتمكن من معالجتها إطلاقا. أصابه الذعر، خاصة أنها وسيلته الوحيدة لصيد السمك، فهو لا يملك ما يشتري به شبكة أخرى، ولا يملك حقلا أو حتى نقودا يمكنه أن يشتري بها شيئا. لم يشأ أن يعود منذ الصباح إلى منزله، ما الذي يمكنه أن يقول لأخته الصغيرة؟ قضى نصف النهار جالسا على الصخور يفكر في محنته دون أن يجد حلا. مضى الوقت ثقيلا حزينا. وفي الأخير قرر أن يعود إلى المنزل ويقترح على أخته الرحيل إلى منطقة أخرى لعل الرزق يتسع، وأرض الله واسعة.
وهو عائد في طريقه إلى البيت، مشى مطأطأ الرأس، يجر أذيال خيبته الطويلة العريضة.
فجأة سمع صوتا يناديه، لقد نسي أنه مر أمام كوخ صديقه العجوز ودون أن يلاحظ ذلك، طلب منه صاحبه أن يتفضل عنده. كان الخجل يملأ نفسه عن آخرها، كان الأمر فوق قدرته وطاقته. حاول الشاب النبيل أن يوضح الأمر، لكن العجوز طمأنه إلى أن الأمر لا يستدعي كل هذا الحزن. ثم قام من مكانه وأخرج جرة مليئة بسائل قائلا له : هذه يا ولدي مياه سحرية، كنت قد ورثتها عن أجدادي منذ زمن بعيد، اسمعني جيدا ولن تتعس أبدا، نظر الشاب إلى العجوز باستغراب وعلامات الدهشة تملأ وجهه. عجز لسانه عن الكلام.استرسل العجوز في حديثه قائلا : اسمع يا بني، إنك طالما قدمت لي المساعدة وأعنتني على نوائب الدهر، لحظتها أردف الشاب قائلا : لا شكر على واجب يا صديقي، فأنا لم أفعل غير الواجب، أراد أن يوضح رأيه إلا أن العجوز أشار عليه بأن يسكت معلقا : أرجوك لا تكمل واستمع جيدا لما أقول : ستأخذ هذا الماء السحري إلى منزلك وحاول أن تفرغ منه كمية قليلة في زجاجة صغيرة وأحكم إغلاقها، حتى إذا أردت الصيد، وبعد أن تستوي جالسا على الصخور، خذ شيئا حادا واغمسه في الزجاجة ثم أخرجه وأفرغ قطرة واحدة في ماء البحر بجانب الصخور، فإذا مازج ماء البحر، هرعت إليه الأسماك محاولة أن تستطعمه فإذا شربت منه أصابها ما يشبه الإغماء، آنئذ تستطيع أن تتقدم وتمسك بها سريعا وتخرجها من الماء قبل أن تستفيق وتهرب، واعلم يا ولدي أن هذا الماء شديد التأثير، لذا حاول ألا تتجاوز قطرة أو قطرتين، والله سبحانه وتعالى يبارك مسعاك وينجح أمرك، هيا انصرف الآن إلى أختك حتى لا تقلق عليك.
عاد الصياد الشاب إلى بيته حيث أخته الصغيرة في انتظاره، استغربت أخته أن ترى يديه فارغتين إلا من جرة ماء. لم يكن يحمل معه لا سمكا ولا شبكة وإن كان بينه وبين نفسه يحمل آمالا عريضة عرض السماوات والأرض. كان يشرح الأمر لأخته ذات العشرة أعوام دون أن تفهم من كلامه شيئا.
في صباح اليوم التالي، كان كل شيء مهيئا، والحقيقة أنه ليس هناك ما يمكن ترتيبه، لا شبكة ولا طعام، كل ما كان يحمله بين أصابعه زجاجة صغيرة الحجم ولا شيء بعد. اخترق الغابة وكله أمل في يوم سعيد ورزق وفير ولم لا غد مشرق. سلم على العجوز كما تعود أن يفعل منذ شهور، كان على موعد مع الصخور، اختار مكانا يستطيع أن يقف فيه دون أن يغرق، فتح الزجاجة ويداه ترتعشان، أخذ عودا لينا، أفرغ قطرة واحدة في مياه البحر، ناله كثير من السرور، لقد كان عمله متقنا، فلم لا يشعر بالرضا والسمك بدأ يقترب بأعداد كبيرة، فتح كيسه وبدأ يجمع السمك الذي استسلم بين يديه، ملأ الكيس عن آخره وترك الباقي في الماء. وأثناء عودته أعطى العجوز كمية كبيرة من السمك، كمية تفوق حاجياته وتفيض عنها. توالت الأيام إلى أن فكر صاحبنا في بيع ما زاد عن حاجته لأهل القرية.
في اليوم الأول اضطر إلى الذهاب إلى هناك إلا أنه في الأيام الموالية بدأ التجار يأتون إلى بيته ينتظرون عودته ويشترون منه كل ما اصطاد ويدفعون له مبالغ جعلته يشتري أشياء كثيرة لبيته، بدأ الطمع يتسرب إلى قلبه، لذا قرر أن يذهب إلى البحر مرات عدة وبالتالي سيتمكن من بيع السمك للقرى المجاورة، في اليوم التالي جرب أن يأخذ معه أخته حتى تعينه على حمل المزيد منه، تنامت ثروته بشكل كبير وسريع الشيء الذي جعله يفكر في الزواج. لقد شاهد ابنة أحد تجار القرية في آخر مرة ذهب فيها إلى هناك، وقرر في نفسه أنه آن الأوان ليكمل نصف دينه، خاصة وأنه أصبح يملك من المال ما يجعله مؤهلا للإنفاق على أسرة كاملة، لم تبد أخته أي تعليق بخصوص الموضوع، لم يتبق أماه سوى استشارة صديقه العجوز، بعد انتظار طويل عبر العجوز عن شكه في جدوى هذا الزواج. لم يستسغ الشاب هذا الموقف معتقدا أن العجوز إنما فعل ذلك حتى لا يتزوج الصياد ويبقى إلى جانبه وبالتالي يأتيه بالسمكات، حاول صاحبنا أن يؤكد أن زواجه لا علاقة له بالصداقة بينهما ولا بالتقدير الذي يكنه للعجوز، هو لم يكن يدرك أن المسألة أعمق من ذلك لذا لم يحاول العجوز شرح التفاصيل، فكل ما أكد عليه هو أنه إن كان ولا بد من الزواج فليختر واحدة من مستواه ولا يعلق نفسه في حبال الوهم،
قال له : يا بني إن أردت رأيي فاصرف النظر عن هذا الزواج في الوقت الحالي وأنت ما زلت صغيرا وأختك تحتاج منك إلى مزيد من العطف والرعاية. أما صاحبنا فكان عنيدا وما كان في مقدور أحد أن يثنيه عما قرر، خاصة وأنه تعود على تحمل المسؤولية منذ زمن طويل، لقد أصبح في نظر نفسه رجلا، تقدم إلى الفتاة خاطبا إياها من والدها وتم كل شيء كما رسمه وخططه، استمر الأمر في البداية بشكل حسن إلا أنه مع توالي الأيام بدأت أطماع زوجته في النمو خاصة بعد أن أعلمها عن الكنز الذي أصبح يمتلكه، حاول أن يلجم هذا الطموح الزائد دون جدوى، وحتى يستجيب لطلبات زوجته التي لا تنتهي اشترى عربة بدأ يملأها بكميات أكبر من الأسماك التي تهافت عليها التجار من كل جهة، وذات يوم ألحت عليه زوجته بأن يبيع الكوخ ويشتري لنفسه قصرا جميلا، فهو لم يعد فقيرا وقد آن له أن يغير جلده كما أكدت زوجته أكثر من مرة. بدأت زوجته تلح عليه في أن يأخذ الجرة كلها إلى البحر ويفرغ كل مائها دفعة واحدة، وبكل المال الذي سيجنيه سيشتري متاجر كثيرة في القرية، وقد يكون شريكا لأبيها في تجارته الرابحة، هذه من جهة ومن جهة أخرى سيتوقف عن الذهاب إلى البحر كبحار بسيط. قرر لأخر مرة أن يستشير صديقه العجوز، وقد انقطع عن زيارته منذ أمد بعيد، تغير العجوز كثيرا، أكد العجوز لصديقه الشاب كآخر طلب له قبل أن يموت هو ألا يفرط في كوخه، واقترح عليه أن يشتري شبكة صيد جديدة ويخزنها فيه بعيدا عن عين الزوجة. نفذ الصياد وصية العجوز رغم الدهشة التي تملكته.
في أحد الأيام ضعف الشاب أما إصرار زوجته فأخذ الجرة إلى البحر، وقد بدا أنه اقتنع برأيها في أن عليه أن يتوقف عن أن يصبح صيادا ليتحول على مهنة التجارة. على الصخور رغبت زوجته في أن يفرغ الجرة كلها بينما هو أراد أن يفرغ كمية كبيرة، ويترك كمية منه للمستقبل. جذبت الزوجة الجرة من يده ولم يكن قد أحكم شدها، فانزلقت وسقطت على الصخور، تكسرت وسال الماء السحري عن آخره على الصخور، بعد لحظات لم يخرج من الشقوق غير سرطانات صغيرة. لقد ضاع كل شيء، بدأت عائشة تصرخ مؤكدة أنه رجل منحوس. لم يكن الصياد المسكين قد ادخر شيئا، لذا لم يجد ما ينفقه على أسرته، الأمر الذي دفع بزوجته إلى أن تغادره إلى بيت أبيها. ألح عليها باسم الحب الذي بينهما، إلا أنها أكدت له أن ما كانت تحبه إنما هو أمواله. طردته من بيت أبيها هو وأخته. كانت سعيدة لأنها استولت على كل ما كان اشتراه لها من الحلي والمجوهرات والملابس بل وما قدمه لأبيها من نقود بحجة أن عليه ديونا لبعض التجار. كانت عائشة تظن أن زوجها المغلوب على أمره سيعيش مشردا هو وأخته. إن الحسنة الوحيدة التي ربما أنجزها في حياته هي أنه نفذ وصية العجوز فلم يفرط في الكوخ بل إنه اشترى الشبكة التي أوصاه العجوز باقتنائها. ولولا أنه أوهم زوجته بأنه باع الكوخ وأحضر لها مبلغا من المال مدعيا بأنه ثمن الكوخ لبقي الآن في العراء بعد فترة من الرخاء لم تدم طويلا، اضطر الصياد الشاب بعدها للعودة إلى كوخه القديم وشبكته الجديدة حامدا الله تعالى على أن نجاه من هذه السقطة التي كادت تقصم ظهره، ومترحما على العجوز الذي لم يدرك معنى نصائحه إلا الآن.



الساعة الآن 03:15 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى