الجمل التي لها محل من الإعراب والتي ليس لها محل من الإعراب
الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها محل من الاعراب + التطبيق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولا : الجمل التي لها محل من الاعراب : وهي كل جملة نستطيع تأويلها الى مفرد . 1- الجملة الواقعة صفة ( نعت ) : وتكون هذه الجملة بعد النكرات مثل : قال أحد الشعراء تبارك شعب تحدى العنادا فصام وأضرب سبعا شدادا نلاحظ في المثال أن كلمة شعب نكرة مفردة مرفوعة اذن فالجملة ( تحدى ) هي جملة فعلية في محل رفع صفة حيث اذا أولنا الجملة الى مفرد تصبح تبارك شعب متحد وتكون اما في محل رفع أو نصب أو جر صفة وهذا حسب الموقع الاعرابي للموصوف طبعا . 2 - الجملة الواقعة حال : وتكون بعد المعارف لأن صاحب الحال يشترط أن يكون معرفة وتحتوي الجملة على ضمير يعود عليه مثال 1 : عاد المحاربون ( يجرون أذيال الهزيمة ) المحاربون اسم معرفة ، كيف عاد المحاربون ؟؟ عادوا جارين أذيال الهزيمة اذن يجرون : جملة فعلية في محل نصب حال مثال 2 : دخل الأب البيت ( وهو يبتسم ) وهو يبتسم : جملة اسمية في محل نصب حال 3 - الجملة الواقعة خبر : مثال 1 : المنتدى ( مواضيعه قيمة ) المنتدى : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره . مواضيع : مبتدأ ثان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وهو مضاف والهاء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف اليه قيمة : خبر مرفوع للمبتدا مواضيع والجملة الاسمية مواضيعه قيمة في محل رفع خبر للمبتدأ ( المنتدى ) مثال 2 : كان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ( يعطف على الصغير ويوقر الكبير) الرسول : اسم كان مرفوع يعطف ويوقر : جملة فعلية في محل نصب خبر كان 4 - الجملة الواقعة مفعول به : وتكون خاصة بعد الفعل قال وبعد الأفعال المتعدية مثال : قال تعالى : " يود أحدهم ( لو يعمر ألف سنة )" لو يعمر الف سنة : جملة فعلية في محل نصب مفعول به . والتأويل الى المفرد يكون : يود أحدهم التعمير . 5 - الجملة الواقعة مضاف اليه : وتكون بعد ظروف الزمان والمكان خاصة : مثل : قوله تعالى : " يوم ( يفر المرء من أخيه ) " جملة فعلية في محل جر مضاف اليه والتأويل الى المفرد : يوم الفرار . 6 - الجملة الواقعة جواب الشرط لآداة شرط جازمة : مثل :يقول تعالى " من يهده الله ( فهو المهتد )" جملة اسمية في محل جزم جملة جواب الشرط 7 - الجملة المعطوفة على كل جملة لها محل من الاعراب مثل :"يوم يفر المرء من أخيه وصاحبته وبنيه " جمل معطوفة على جملة واقعة مضاف اليه |
الجملة التي لا محل لها من الإعراب
هي الجملة التي لا تحل محل المفرد ، ولا تأخذ إعرابه ، ولا يقال فيها إنها في موضع رفع ، أو نصب ، أو جر ، أو جزم . وأنواعها على النحو التالي : ـ أولا ـ الجملة الابتدائية : ويقصد بها الجملة التي نبتدئ بها الكلام لفظا ، أو تقديرا ، وسواء أكانت اسمية ، أم فعلية . فالاسمية نحو : محمد مجتهد . ـ ومنه قوله تعالى : { إنَّا أعطيناك الكوثر }1 . والفعلية نحو : يطوف المسلمون حول الكعبة . ـ ومنه قوله تعالى : { تبت يدا أبي لهب وتب }2 . فكل من الجملتين السابقتين ، وكذلك الآيتان المستشهد بهما ، لا محل لها من الإعراب ، لأنها جملة ابتدائية تؤدي معنى مستقلا ، ولا يصح أن يحل محلها كلمة مفردة ، وإلا ضاع المعنى . ومثال الجملة الابتدائية التي يبتدأ بها الكلام تقديرا قول الأفوه الأودي : بينما الناس على عليائها إذ هَوَوا في هُوّة فيها فغاروا فلكون " بين " ظرف للفعل " هوى " ، والتقدير : هوى الناس في هوة بينما هم على عليائها . فهي جملة ابتدائية ، وإن كان قبلها جملة " الناس على عليائها " ، لأنها أُخرت لفظا ، وحقها التقديم في أول الكلام تقديرا . ومنه قوله تعالى : { كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد رزقا }3 . فلأن " كل " ظرف للفعل " وجد " ، والتقدير : وجد زكريا عندها رزقا كلما دخل ــــــــــ 1 ـ 1 الكوثر . 2 ـ 1 المسد . 3 ـ 37 آل عمران . عليها المحراب . فجملة " وجد " ابتدائية ، وإن كان قبلها في الطاهر جملة أخرى . ثانيا ـ الجملة الواقعة بعد أدوات الابتداء ، وتشمل التالي : 1 ـ الحروف المكفوفة وهي : إنما ، وأنما ، وليتما ، وكأنما ، ولعلما ، لكنما ، وربّما ، وكما . نحو قوله تعلى : { إنما المؤمنون إخوة } 1 . وقوله تعالى : { إنما أنت نذير } 2 . وقوله تعالى : { وإنما أنا نذير مبين } 3 . ومنه قول كثير : أراني ولا كفران لله إنما أواخي من الأقوام كل بخيل ونحو قوله تعالى : { يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد } 4 . ونحو قول النابغة الذبياني : قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد ومنه قوله تعالى : { فكأنما خر من السماء } 5 . ومنه قول الشاعر : كأنما ضربت قدام أعينها قطنا بمستحصد الأوتار محلوج ومنه قول الفردزق : أعد نظرا يا عبد قيس لعلما أضاءت لك النار الحمار المقيدا ومنه قول امريء القيس : ولكنما أسعى لمجد مؤثل وقد يدرك المجد المؤثل امثالي وقول ساعدة بن جؤية : ولكنما أهلي بواد أنيسه سباع تبغى الناس مثنى وموحدا ـــــــــــــ 1 ـ 10 الحجرات . 2 ـ 12 هود . 3 ـ 50 العنكبوت . 4 ـ 5 فصلت . 5 ـ 31 الحج . " ربما " نحو : ربما الغائب يعود . ومنه قوله تعالى : { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } 1 . " كما " اتصلت ما الزائدة بـ " الكاف " فمنعتها من العمل ، والجملة بعدها ابتدائية لا محل لها من الإعراب . نحو : الشهادة خير الكلام كما الصلاة عمود الدين . 2 ـ " إذا " الفجائية : نحو : خرجت فإذا السماء تمطر . ومنه قوله تعالى : { فإذا هي حية تسعى } 2 . وقوله تعالى : { ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين } 3 . 3 ـ أمّأ ، وبل ، ولكن ، وهل ، وما النافية غير الحجازية " التي لا عمل لها " ، وبينا ، وبينما ، وإلاّ الاستثنائية . وإليك أمثلتها على التوالي : " أمّأ " قال تعالى : { فأمّا الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم }4 . ومنه قول سبيع بن الخطيم : أمّا إذا ضاقت فإن مصيرها هضب القليب فعردت فأقوف و" أمّا " هنا حرف شرط غير جازم وتفصيل وتوكيد ، وتلزم الفاء جوابها كثيرا . " بل " نحو قوله تعالى : { بل تؤثرون الحياة الدنيا } 5 . وقوله تعالى : { أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق }6 . و" بل " حرف ابتداء يفيد الإضراب . " لكن " المخففة من الثقيلة لا عمل لها ، وهي حرف استدراك إذا سبقها نفي وتدخل على الجمل الفعلية والاسمية ، مثال الفعلية : قوله تعالى : { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } 7 . ــــــــــــــ 1 ـ 2 الحجر . 2 ـ 20 طه . 3 ـ 108 الأعراف . 4 ـ 26 البقرة . 5 ـ 14 الأعلى . 6 ـ 70 المنافقون . 7 ـ 118 النحل . ومنه قول العجير السلوسي : ولكن ستبكي خطوب كثيرة وشعت أهينوا في المجالس جوع ومثال دخولها على الجمل الاسمية وهي عنئذ ابتدائية لمجرد إفادة الاستدراك . قوله تعالى : { لكن الراسخون في العلم منهم } 1 . ومنه قول زهير : إن ابن ورقاء لا تخشى بوادره لكن وقائعه في الحرب تنتظر " هل " وهي حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا يعمل فيما بعده ، ويختص بالتصديق والإيجاب ، ويفيد معرفة مضمون الجملة ن ويدخل على الأفعال ، والأسماء . نحو قوله تعالى : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر } 2 . ومنه قول عنترة : هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم ومثال دخولها على الأسماء قول الحارث بن حلزة : أيها الناطق المُرَقِّش عنا عند عمرو وهل لذاك فداء وقوله : كتكاليف قومنا إذ غزا المنذ ر هل نحن لابن هند رِعاء ومنه قول امرئ القيس : وإن شفائي عبرة مهراقة فهل عند رسم دارس من مُعَوَّل " ما " النافية غير العاملة ، وتختص بالدخول على الأفعال ، وتعرف بالتميمية ، أو غير الحجازية ( لأن ما الحجازية تعمل عمل ليس ) . نحو قوله تعالى : { قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي }3 . ـــــــــــ 1 ـ 162 النساء . 2 ـ 1 الإنسان . 3 ـ 15 يونس . ومنه قول عمر بن أبي ربيعة : وما راعني إلا مناد ترحلوا وقد لاح مفتوق من الصبح أشقرا مثال " بينا " قال الأفوه الأودي : فبينا نحن نرقبه أتانا معلق فضة وزنا ذراعي مثال " بينما " قوله أيضا : بينما الناس على عليائها إذ هو وافي هوة فيها فغاروا ثالثا ـ الجملة الواقعة بعد أدوات التحضيض : وهي : هلاّ ، ولوما ، ولولا غير الشرطية إذا تلاهما فعل مضارع . نحو : هلاّ تساعدنَّ المحتاج . وهي تفيد التوبيخ إلى جانب التحضيض أذا دخلت على الفعل الماضي كقول عنترة : هلاّ سألتِ الخيل يا بنة مالك أن كنت جاهلة بما لا تعلمِ ونحو قوله تعالى : { لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين } 1 . ونحو قوله تعالى : { لولا تستغفرون الله } 2 . رابعا ـ الجملة المستأنفة : هي الجملة المنقطعة عما قبلها صناعيا (3) ، وتأتي في وسط الكلام ، أو الجملة التي نفتتح بها كلاما جديدا . نحو : مات فلان رحمه الله . ـــــــــــــ 1 ـ 7 ، 8 الحجر . 2 ـ 46 النحل . 3 ـ إعراب الجمل ، د / فخر الدين قباوة ص 36 . المقصود بالاتباع الصناعي عدم التعلق باتّباع ، أو إخبار ، أو وصفية ، ولا يضر الارتباط المعنوي ، لأن الارتباط المعنوي لا يستلزم محلا إعرابيا . فجملة " رحمه الله " جاءت بعد اسم معرفة ، ولكنها لم تكن حالا منه ، بل هي جملة جديدة ، ومنقطعة عن الجملة السابقة ، لأنها دعاء له بالرحمة ، لذلك تسمى الجملة الأولى " مات فلان " جملة ابتدائية ، ونسمي الجملة الثانية " رحمه الله " جملة استئنافية . 223 ـ ومنه قوله تعالى : { قالت ربي إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت }4 . ومن الجمل الاستئنافية الجملة المؤخر عنها العامل في باب " ظن " . نحو : محمد مقصر أظن . فجملة " أظن " وفاعلها المقدر ، لا محل لها من الإعراب استئنافية . والجملة المستأنفة هي الجملة الكائنة جوابا لسؤال مقدر . أو جوابا لنداء . فمثال جواب السؤال المقدر . 224 ـ قوله تعالى : { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا : سلاما ، قال سلام }1 . فجملتا القول استئنافيتان ، لأنهما جواب لسؤال مقدر هو : ماذا قالوا ؟ ومنه قوله تعالى : { هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم مكرمون }2 . فجملة القول الثانية جواب لسؤال مقدر هو : فماذا قال لهم ؟ وهذا النوع يعرف بالاستئناف البياني ، لأن جملة الجواب المستأنفة تكون جوابا لسؤال مقدر كما مر معنا . أما الأنواع الأخرى من الجمل الاستئنافية فتعرف بالاستئناف النحوي ، والاستئناف البياني نوع من الاستئناف النحوي ، وليس كل استئناف نحوي يكون بيانيا . ومثال جواب النداء قول جميل بثينة : أبُثينَ إنّك قد ملكتِ فأسجحي وخذي بحظك من كريم واصل ــــــــــــ 1 ـ 36 آل عمران . 2 ـ 69 هود . 3 ـ 24 ، 25 الذاريات . ومنه قول الأخطل : أعاذلَ ما عليكِ بأن تَرَيني أُباكر قهوة فيها احمرار وكثيرا ما تدخل على الجمل المستانفة أحرف تعرف بأحرف الاسئناف وهي : الفاء ، والواو ، وثم ، وحتى ، وبل التي للإضراب الانتقالي ، وأو التي بمعنى بل ، وأم المنقطعة ، ولكن مجردة من الواو العاطفة فمثال المقرونة بالفاء قوله تعالى : { بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون } 1 . وقوله تعالى : { قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه } 2 . وقوله تعالى : { ونصحت لكم فكيف آسي على قوم كافرين } 3 . ومثال المقرونة بالواو قوله تعالى : { إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار } 4 . وقوله تعالى : { كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل } 5 . وقوله تعالى : { ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين } 6 . ومنه قول امريء القيس وقد اجتمع فيه جملتان استئنافيتان الأولى مقرونة بالواو والثانية بالفاء : وقوفا بها صحبي عليَّ مطيهم يقولون لا تهلك أسىً وتجمل وإنَّ شفائي عبـرة مهـراقة فهل عند رسم دارس من معوَّل الشاهد في البيت الثاني قوله : وإن شفائي ، وقوله : فهل عند رسم . والمقرونة بـ " ثم " . قوله تعالى : { فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة } 7 . ـــــــــــ 1 ـ 88 البقرة . 2 ـ 104 الأنعام . 3 ـ 93 الأعراف . 4 ـ 10 آل عمران . 5 ـ 108 البقرة . 6 ـ 34 الأنعام . 7 ـ 20 العنكبوت . ومثال المقرونة بـ " حتى " قول الفرزدق : فيا عجبا حتى كليب تسبني كأن أباها نهشل أو مجاشع والمقرونة بـ " بل " قوله تعالى : { وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا } 1 . ومثال المقرونة بـ " أو " . قوله تعالى : { وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون } 2 . والجملة المستأنفة بعد " أو " : هم يزيدون على تقدير هم المحذوف . والمقرونة بـ " أم . " قوله تعالى : { هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور } 3 . ومثال المقرونة بلكن قول زهير : إنَّ ابن ورقاء لا تخشى غوائله لكن وقائعه في الحرب تُنتَظر خامسا ـ جملة صلة الموصول الاسمي ، أو الحرفي : هي الجملة التي تكون صلة لاسم موصول ، أو حرف مصدري . وأسماء الموصول هي : الذي ، التي ، اللذان ، اللتان ، الذين ، الأُلَى ، اللواتي ، اللاتي ، اللائي ، أل ، مَن ، ما ، ذا ، ماذا ، ذو ، أئٌّ ، أيّة . نحو : جاء الذي فاز بالجائزة . 225 ـ ومنه قوله تعالى : { الذي جعل لكم الأرض مهادا }4 . وقوله تعالى : { الذي علم بالقلم }5 . ومنه قول الفرزدق : هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم ــــــــــــــــ 1 ـ 15 ، 16 الأعلى . 2 ـ 147 الصافات . 3 ـ 16 الرعد .4 ـ 10 الزخرف . 5 ـ 4 العلق . ومنه قول مجنون ليلى : وأنتِ التي ما من صديق ولا عِدا يرى نِضوَ ما أبقيت إلا بكى ليا ومنه قوله تعالى : { ربنا أرنا اللذين أضلانا } 1 . ومنه قول الأخطل : هما اللتان لو ولدت تميم لقيل : فخر لهم صميم وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله } 2 . ومنه قول الحطيئة : وأرى الذين حووا تراث محمد أفلت نجومهم ونجمك يسطع ومنه قوله تعالى : { وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم } 3 . وقوله تعالى : { واللائي يئسن من المحيض } 4 . ومنه قول يزيد بن الحكم : يقول الخنا وأبغضُ العجم ناطقا إلى ربنا صوت الحمار اليُجدَّع الشاهد قوله : " اليجدع " فـ " أل " موصول اسمي بمعنى الذي . ومنه قول الفرزدق : ما أنت بالحكم الترضى حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل الشاهد قوله : " الترضى " فـ " أل " موصول أسمي لذلك اتصل بالفعل ، أي : الذي ترضى . ومنه قول عمرو بن كلثوم : فصالوا صولة فيمن يليهم وصلنا صولة فيمن يلينا الشاهد قوله : " فيمن " من اسم وصول للعاقل . ومنه قول زهير: سعى ساعيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بعدما تبزَّلَ ما بين العشيرة بالدم ــــــــــــ 6 ـ 29 فصلت .4 ـ 35 المائدة . 5 ـ 23 النساء . 6 ـ 4 الطلاق . الشاهد قوله : " ما " اسم موصول لغير العاقل . ومنه قول لبيد : لا تسالان المرء ما ذا يحاول أنحبٌ قضى أم ضلالٌ وباطلُ الشاهد فيه : " ذا " اسم موصول . ومنه قول القوال الطائي : قولا لهذا المرء ذو جاء ساعيا هلُمَ فإن المَشرفيَّ الفرائضُ الشاهد قوله : " ذو " وهو اسم موصول ، والأكثر فيه ألا يؤنث ، ولا يثنى ، ولا يجمع ، ويكون مبنيا على السكون ، وقد يعرب إعراب الأسماء الخمسة كما في قول منظور بن سحيم : فإما كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا الشاهد قوله " من ذي " فذي اسم موصول أعرب إعراب الأسماء الخمسة فجر بمن وعلامة جره الياء ، وقد حذفت منه صلة الموصول لدلالة الظرف " عند " عليها . ومنه قول الأعشى : يضرب الأدنى إليهم وجهه لا يبالي أيَّ عينيه كَفَحْ الشاهد قوله : " أيّ " وهي اسم موصول معرب ، وقد تؤنث ، ويجب أن تضاف إلى معرفة كما في الشاهد المذكور خلافا للكوفيين ، فإن اضيفت إلى ضمير وكانت صلتها جملة اسمية محذوفة الصدر جاز فيها الإعراب والبناء على الضم . نحو قوله تعالى : { ثم لننزعنَّ من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عِتيّا }1 . وللاستزادة راجع اسم الموصول في الموسوعة . أما الموصول الحرفي : فهو عبارة عن الأحرف المصدرية التي تشكل مع ما بعدها مصدرا مؤولا له محل من الإعراب ، وما يليها يكون صلة لها لا محل له من الإعراب وهي : أنْ ، وما ، وكي ، وأنّما . نحو : سرني أن نجحت . ــــــــــــ 1 ـ 69 مريم . ومنه قول معن بن أوس : يحاول رَغمي لا يحاول غيره وكالموت عندي أن يَحُلَ به الرَّغمُ الشاهد قوله : " أن يحل " فأن حرف مصدري ونصب يحتاج إلى صلة ، والفعل " يحل " صلته ، وأن والفعل في تأويل مصدر تقديره " حلول " في محل رفع مبتدأ مؤخر ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . ونحو قوله تعالى : { وضاقت عليكم الأرض بما رحبت }1 . ومنه قول الشاعر : يسر المرء ما ذهب الليالي وكان ذهابهن له ذهابا الشاهد في الآية قوله تعالى : " بما رحبت " فما مصدرية ، والفعل " رحب " وما في حيزه صلتها ، ويشكلان معا مصدرا مؤولا في محل جر بالباء . والشاهد في البيت قوله : " ما ذهب " فما مصدرية ، وجملة ذهب صلتها ، والمصدر المؤول من " ما " والفعل في محل نصب مفعول به للفعل يسر . ومنه قوله تعالى : { لكي لا يكون على المؤمنين حرج } 2 . وقوله تعالى : { لكي لا تأسوا على ما فاتكم } 3 . ومنه قول أبو ذؤيب الهذلي : تريدين كي ما تجمعيني وخالدا وهل يجمع السيفان ويحك في غمد ومنه قوله تعالى : { يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد }4 . فالجمل الواقعة بعد أسماء الموصول ، أو بعد الحرف المصدري ، الذي يحتاج إلى صلة ، كلها جمل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . ـــــــــــــ 1 ـ 25 التوبة . 2 ـ 37 الأحزاب . 3 ـ 23 الحديد . 4 ـ 6 فصلت . سادسا ـ الجملة المعترضة : هي الجملة الواقعة بين شيئين متلازمين ، يحتاج كل منهما للآخر ، وفائدتها تقوية الكلام وتوضيحه ، أو توكيده ، أو تحسينه . مثال تقوية الكلام وتوضيحه قول قطري بن الفجاءة : فإن أمت حتف أنفي لا أمت كمدا على الطعان وقصرُ العاجز الكمدُ ولم أقل لم أساقِ الموتَ شاربَه في كأسه والمنايا شرّعٌ وُرُدُ الشاهد قوله : قصر العاجز الكمد ، حيث جاءت الجملة معترضة بين المعطوف عليه ، والمعطوف لإفادة التقوية والتوضيح . ومثال المعترضة للتوكيد قول : عمرو بن شاس أرَدْتِ عرارا بالهوان ومن يرد عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم الشاهد قوله : لعمري ، فقد جاءت جملة القسم معترضة بين الفعل ، والجار والمجرور المتعلق به لغرض التوكيد . ومثال التحسين قول زهير : سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم الشاهد قوله : لا أبا لك جملة معترضة بين فعل الشرط وما في حيزه ، وبين جوابه ، وليس الفرض منه التوكيد ، أو التوضيح ، وإنما جاء به الشاعر على عادة العرب في إجرائهم إياه مجرى المثل لغرض التحسين . وتقع الجملة المعترضة في المواضع الآتية : ـ 1 ـ بين الفعل وفاعله . نحو : وصل ـ أظن ـ أبوك . 2 ـ بين الفعل ونائب الفاعل . نحو : توفي ـ أعتقد ـ المريض . 3 ـ بين الفعل ومفعوله . نحو صافحت ـ رعاك الله ـ رجلا شجاعا . 4 ـ بين المبتدأ وخبره . نحو : أنت ـ حماك الله ـ صديق مخلص . 5 ـ بين اسم كان وخبرها . نحو : كان عليّ ـ رحمه الله ـ أمينا في صداقته . 6 ـ بين اسم إن وخبرها . نحو : إن أخاك ـ والله ـ شهم . 7 ـ بين الشرط وجوابه . نحو : إن زرتني ـ إن شاء الله ـ تجدني في انتظارك . 226 ـ ومنه قوله تعالى : { وإذا بدلنا آية مكان آية ـ والله أعلم بما ينزل ـ قالوا إنما أنت مفتر }1 . 8 ـ بين المضاف والمضاف إليه . نحو : استعرت كتاب ـ والله ـ محمد . 9 ـ بين القسم وجوابه . والله ـ والحق يقال ـ لأكافئنَّ الفائزين . 227 ـ وقوله تعالى : { فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك }2 . 10 ـ بين الموصول والصلة ، نحو : جاء الذي ـ أشهد ـ قد فاز بالسباق . 11 ـ بين الموصوف والصفة . نحو : أعطف على رجل ـ والله ـ فقير . 12 ـ بين أجزاء الصلة . نحو : حضر الذي خيره ـ لا شك ـ يعم الجميع . 13 ـ بين الجار والمجرور . نحو : ذهبت إلى ـ والله ـ عملي مبكرا . 14 ـ بين قد والفعل . نحو : قد ـ والله ـ نجح محمد . 100 ـ ومنه قول الشاعر : أخالد قد ـ والله ـ أوطأت عشوة وما قائل المعروف فينا يعنفا 15 ـ بين سوف والفعل . نحو : سوف ـ والله ـ ينجح المجد . 101 ـ ومنه قول الشاعر : ما أدري وسوف ـ أخال ـ أدري أقوم آل حصن أم نساء 16 ـ بين حرف النفي ومنفيه : نحو : لا ــ والله ــ أقصر في عملي . 102 ـ ومنه قول الشاعر : ولا ـ أراها ـ تزال طاغية تحدث لي نكبة وتنكؤها ونحو : ما ـ أظنه ـ يفلح الكسول . وقد يأتي أكثر من جملة معترضة في الموضع الواحد . نحو : محمد ـ والله ، والحق أقول ـ لن يقصر في خدمة الوطن . في جميع الأمثلة السابقة ، نجد صورا مختلفة لجمل معترضة في مواطن شتى بين جزأين ـــــــــــــ 1 ـ 10 النحل . 2 ـ 85 ص . متلازمين من الكلام ، وفي بعض المواطن بين الفعل وما قد يسبقه من بعض الحروف ، وهذه الجمل لا محل لها من الإعراب . وقد يسبق الجملة المعترض بعض الأحرف التي تسمى بأحرف الاعتراض وهي في الأصل أحرف استئناف ، أو عطف ، وهذه الأحرف هي : 1 ـ " الفاء " كما في قول علقمة الفحل : وأنت امرؤٌ أفضتْ إليك أمانتي وقبلك ربَّتني فضِعت رُبُوبُ ومنه قوله تعالى : { ومن دونهما جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان مدهامتان }1 . 2 ـ " الواو " . كقوله تعالى : { فلما وضعتها قالت : ربِّ إني وضعتها أنتى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى } 2 . ومنه قول متمم بن نويرة : لعمري وما دهري بتأبين هالك ولا جزعٍ مما أصاب فأوجعا لقد كفّن المِنهال تحت ردائه فتى غير مبطان العشيات أروعا الشاهد قوله : وما دهري … إلخ جملة معترضة مقرونة بواو الاعتراض . 3 ـ " إذ " التعليلية . كقوله تعالى : { ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون }3 . ومنه قول مجنون ليلي : فيا ربِّ إذ صيرت ليلى هي المنى فزِنِّي بعينيها كما زنتها ليا الشاهد قوله : إذ صيرت . جملة اعتراضية مقرونة بـ " إذ " . 4 ـ " حتى " الابتدائية . كقوله تعالى { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار }4 . ـــــــــــ 1 ـ 62 ـ 64 الرحمن . 2 ـ 36 آل عمران . 3 ـ 39 الزخرف . 4 ـ 18 النساء . ومنه قول الشاعر : عممتم بالندى حتى غُواتُهُمُ فكنت مالك ذي غَيٍّ وذي رشدِ 5 ـ اللام الموطئة لجواب القسم : وهي اللام الداخلة على أداة الشرط ، للإذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها ظاهر ، أو مقدر لا على الشرط ، وقد عد النحاة اللام الموطئة للقسم من الأحرف الاعتراضية لأنها تتصدر الجملة الشرطية فتجعلها اعتراضية . مثال القسم الظاهر قول الشاعر : لعمري لئن كنتم على النأي والغنى بكم مثل ما بي إنكم لصديق فالقسم الظاهر قوله : لعمري ، والجملة الشرطية معترضة بين القسم وجوابه : إنكم لصديق . ومثال القسم المقدر قمل الشاعر : لمتى صلحت ليُقضينْ لك صالح ولتُجزَيَنَّ إذا جُزيتَ جميلا فالقسم في هذا الشاهد مقدر قبل اللام الموطئة ، والجملة معترضة بين القسم المقدر وجوابه . الفرق بين الجملة المعترضة ، وبين جملة الحال : نتيجة للالتباس الذي كثيرا ما يقع بين الجملة الاعتراضية ، والجملة الحالية ، حاول النحاة وضع بعض الفوارق التي تميز بين الجملين حتى لا يختلط الأمر على الدارس ، وهذه الفوارق هي : 1 ـ الإنابة عن المفرد : الجملة الحالية كما مر معنا جملة لها محل من الإعراب ، لذلك فهي تحل محل الاسم المفرد ، وتنوب عنه في إعرابه . أما الجملة الاعتراضية فهي من الجمل التي لا محل لها من الإعراب ، ولا تحل محل المفرد . 2 ـ الإنشاء : قد تأتي الجملة الاعتراضية إنشائية ، في حين لا تكون الجملة الحالية كذلك . والشاهد على ذلك قول جميل : يقولون جاهد يا جميل بغزوة وأيَّ جهاد غيرَهنَّ اريد الشاهد قوله : يا جميل ، وهي جملة نداء إنشائية قد اعترضت بين الفعل " جاهد " وبين الجار والمجرور المتعلق بالفعل وهو " بغزوة " وكذلك قول ابن هرمة : إن سليمى والله يكلؤها ظنت بشيء ما كان يرزؤها فالشاهد قوله : والله يكلؤها ، وهي جملة دعاء إنشائية ، وقعت معترضة بين اسم إن وخبرها . 3 ـ الاستقبال : قد تبدأ الجملة المعترضة بحرف من أحرف الاستقبال كلن وسوف ، والسين . نحو قوله تعالى : { فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة }1 . ونحو قول زهير : وما أدري وسوف إخالُ أدري أقومٌ آلُ حصنٍ أم نساءُ ؟ ويمتنع ذلك في الجملة الحالية ، لأنه يراد بها الحاضر لا الاستقبال . سابعا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط غير جازم : أدوات الشرط غير الجازمة : إذا ، لو ، لولا ، لوما ، لمّا الظرفية المتضمنة معنى الشرط ، كيف . كقول المتنبي : إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا ـــــــــــــــــ 1 ـ 241 البقرة . 103 ـ ومنه قول امرئ القيس : إذا قلت هاتي ناوليني تمايلت على هضيم الكشح ريا المخلخل ومنه قول جرير : لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار ومنه قوله تعالى : { ولو نزلنا هذا القرآن ، على جبل لرأيته خاشعا }1 . 228 ـ وقوله تعالى : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة }2 . ونحو قوله تعالى : { لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم }3 . ونحو : لوما تأخرت لخرجنا في رحلة . ونحو قوله تعالى : { فلما أتاهم من فضله بخلوا به }4 . ونحو : كيف تقفُ أقفُ . في الأمثلة السابقة نجد أن أجوبة الشرط وهي على الترتيب : ملكته ، وتمايلت ، لهاجني استعبار ، ولرأيته ، ولجعل ، ولمسكم ، ولخرجنا ، وبخلوا ، وأقف . كلها أجوبة شرط لأدوات غير جازمة ، وهي : إذا ، ولو ، ولولا ، ولوما ، ولمَّا ، وكيف ، وهذه الأجوبة لا محل لها من الإعراب . ومن أمثلة أجوبة الشرط الجازمة غير المقترنة بالفاء ، أو إذا : أن تدرس تنجح . ثامنا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم غير مقتر بالفاء ، أو إذا الفجائية . وأدوات الشرط الجازمة هي : إن ، إذما ، من ، ما ، مهما ، كيفما ، حيثما ، أينما ، متى ، أيّان ، أنّى ، أىّ . نحو قوله تعالى : { وإن تعودوا نعد }5 . وقوله تعالى : { إن تنصروا الله ينصركم }6 . ــــــــــــــــــ 1 ـ 31 الحشر . 2 ـ 118 يوسف . 3 ـ 68 الأنفال . 4 ـ 76 التوبة . 5 ـ 17 الأنفال . 6 ـ 7 محمد . ومنه قول المتنبي : " وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا " الشاهد : " تمردا " جواب شرط لئن الشرطية الجازمة ، غير مقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية لذلك لا محل له من الإعراب . وقول الشاعر : وإنّك إذما تأتِ ما أنت آمر به تُلْفِ مَن إيّاه تأمر آتيا 104 ـ ومنه قول زهير : ومن يصنع المعروف في غير أهله يكن حمده ذما عليه ويندم الشاهد : يكن حمده ... إلخ ، جواب شرط لـ " من " الشرطية الجازمة ، غير مقتر بالفاء ، أو إذا الفجائية ، لذلك لا محل له من الإعراب . ومنه قول الحطيئة : ومن يفعل المعروف لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس فجملة : لا يعدم جوازيه . جواب شرط لـ " من " الشرطية الجازمة ، غير مقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية ، لا محل له من الإعراب . وقول جميل : وما أنس ما الأشياء لا أنس قولها وقد قرَّبتْ نِضوِي أمصرَ تُريدُ ومنه قول زهير : ومهما تكن عند امريء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس نعلم وقول الأخر : يا صاحبيّ فدت نفسي نفوسَكما وحيثما كنتما لاقيتما رشدا وقوله تعالى : { أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا }1 . ومنه قول عمر بن كلثوم : متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا ـــــــــــــ 1 ـ 148 البقرة . ونحو : أيّان تحضر نكن في استقبالك . وقول لبيد : فأصبحت أنّى تأتها تشتجر بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر ونحو : أيّ ادّخار في صغرك ينفعك في كبرك . وعدم اقتران جواب الشرط مع الأدوات غير الجازمة ، يكون لظهور الجزم في لفظ الفعل . وعدم اقترانه مع الأدوات الجازمة ، فلأن المحكوم لموضعه بالجزم هو " الفعل " لا الجملة بأسرها . (1) ومما يقال في جملة جواب الشرط الجازم غير المقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية ، يقال في جملة جواب الطلب ، فهي في الحقيقة جواب شرط جازم ، حذف مع فعله ، لدلالة الكلام عليه . كما في قول جميل : وإن قلت ردي بعض عقلي أعش به مع الناس قالت : ذاك منك بعيد فقد جزم الفعل " أعش " على تقدير : إن ترديه أعش به ، وجملته جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء ، أو إذا ، لذلك لا محل لها من الإعراب . ومنه قول عنترة : هلاّ سألت الخيل يا بنة مالك إن كنت جاهلة بما لا تعلم يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعِفُّ عند المغنم فالتقدير فيه : إن تسأليها يخبرك من شهد . أنواع أدوات الشرط من حيث الزمن : يتفق النحاة على أن أدوات الشرط تنقسم إلى نوعين : 1 ـ أدوات شرط ظرفية : وهي : إذا ، ولمّا ، ومتى ، وأيّان ، وأنّى ، وحيثما ، وأينما ، وتعرب الأداة في محل نصب على الظرفية ، والعامل فيها جوابها ، وتكون ــــــــــــــ 1 ـ الأشباه والنظائر للسيوطي ج2 ص 23 . جملة فعل الشرط في محل جر بالإضافة ، 2 ـ أدوات شرط غير ظرفية : وهي بقية أدوات الرط الجازمة وغير الجازمة مثل : إن ، وإذما ، ومن ، وما ، ومهما ، وكيفما ، ولو ، ولولا ، ولوما . فالجمل الشرطية المصدرة بأداة مما سبق يكون موقعها الإعرابي مع الأداة حسب موقعها من الكلام ، وموقع جملة فعل الشرط لا محل له من الإعراب كما سنرى من خلال الشواهد التالية : قال كثير : كأني أنادي صخرة حين أعرضتْ من الصم لو تمشي بها العصم زلَّتِ فقوله : لو تمشي بها العصم في محل نصب صفة لـ " صخرة " ، أما جملة الشرط فقط وهي : تمشي بها العصم لا محل لها من الإعراب . وقال قيس بن الخطيم : طعنتُ ابن عبد القيس طعنة ثائر لها نفذ لولا الشعاع أضاءها فجملة لولا الشاع في محل رفع صفة لـ " نفذ " ، وجملة الشعاع كائن لا محل لها من الإعراب . ومثله قول الشاعر : وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر به تُلْفِ من إيّاه تأمرُ آتيا فجملة ما تأت في محل رفع خبر إنّ ، وجملة تأت لا محل لها من الإعراب . ومنه قول أبي زبيد : فالدار إن تنئهم عني فإنّ لهم ودّي ونصري إذا أعداؤهم نصعوا فجملة : إن تنئهم عني في محل رفع خبر المبتدأ " الدار " ، وجملة تنئهم عني لا محل لها من الإعراب . ومنه قول امريء القيس : أغرّك مني أن حُبّكِ قاتلي وأنّك مهما تأمري القلب يفعلِ ؟ فجملة مهما تأمر القلب في محل رفع خبر " أنّ " ، وجملة تأمري القلب لا محل لها من الإعراب . ولا يصح أن نعرب الجمل السابقة بأنها جمل ابتدائية ، لأنه لم يبتدأ بها الكلام لا لفظا ولا نية . وإذا اعتبرنا الجملة التي نتحدث عنها جزءا من التركيب الشرطي ، والإعراب إنما يقدر للتركيب كله ، أما الجزء المتمم وهو جواب الشرط فلا محل له من الإعراب لأن الشرط نزَّل جملتيه منزلة الجملة الواحدة ، فالمحل الإعرابي لذلك المجموع ، وكل منهما جزء لا محل له كما يذكر صاحب المغني (1) . فالجواب على ذلك أن هذا يقتضي منك أن تجعل جواب الشرط الجازم لا محل له من الإعراب دائما ، وإن كان مقترنا بالفاء ، وذلك مخالف للقاعدة التي تقول تكون جملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب إذا لم تقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية ، فإذا اقترنت بهما كان لها محل إعرابي . وإذا قلنا أنها جملة ابتداء الشرط ، والجملة الابتدائية لا محل لها من الإعراب ، لزمن أن نجعل جملة جواب الشرط الظرفي كذلك ، لأنه في الابتداء حكما ، وإن تأخر في اللفظ كما في قول طرفة بن العبد : متى تأتني أصبحك كأسا روية وإن كنت عنها ذا غنى فاغن وازدد فالتقدير : أصبحك كاسا روية حين تأتيني ، لأنك ستعلق متى بالجواب ، وهذا اللزوم منقوض بالجواب المقترن بالفاء نحو قولنا : متى يسافر محمد فكن في وداعه . وإذا اعبرنا الجملة المعنية بالحديث استئنافية ، كان الاعتراض لمخالفتها لشرطي الجملة المستأنفة ، الأول : لأنه لم يستأنف بها كلام جديد . والثاني : أن الكلام الذي لفظ به قبلها لمّا يتم ، حتى يجوز الاستئناف بعده . أما في قوله تعالى : { وأيّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } 2 . ـــــــــــــ 1 ـ المغني ص 475 نقلا عن إعراب الجمل وأشباه الجمل للدكتور فخر الدين قباوة ص 45 ، لأنني لم أجد الكلام الذي ذكره قباوة نقلا عن المغني في الصفحة المذكور ، أو في غيرها ، ولعلني لم استدل عليه . 1 ـ 110 الإسراء . فأيّأ ما تدعوا جملة شرطية استئنافية ، وجملة تدعوا لا محل لها من الإعراب ، لأنها جملة الشرط غير الظرفي . فـ " أيّ " الشرطية : أداة شرط غير ظرفية ، وإن أضيفت إلى ظرف سواء زماني أو مكاني ، وأعربت إعرابه نحو : أي ساعة تحضر أكن في انتظارك . والعلة في ذلك أنّ " أيّ " في الأصل مغرقة في الإبهام تدل على العموم ، دون أن تحمل معنى مما تضاف إليه من الظرف ، وإنما تكتسب بالإضافة ، أو الوصف شيئا من التحديد ، وهي أيضا لا تضاف إلى الجمل ، ولو كانت ظرفية كغيرها من أدوات الشرط الظرفي لأظيفت إلى الجمل ، ولكن ذلك ممتنع . تاسعا ـ الجملة المفسرة : هي جملة فضلة زائدة تفسر ما يسبقها ، وتكشف عن حقيقته . نحو : هو مؤدب أي أخلاقه نبيلة . ومنه قول الشاعر : ترمينني بالطرف أي أنت مذنب وتقلينني لكنَّ إياك لا أقلي فجملة : أخلاقه نبيلة ، المكونة من المبتدأ والخبر ، لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها ، بعد حرف التفسير " أي " ، وهو حرف مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب . كما تأتي الجملة التفسيرية بعد حرف التفسير " أنْ " . 229 ـ نحو قوله تعالى : { فأوحينا إليه أن اصنع الفلك }1 . وتأتي الجملة التفسيرية أحيانا مجردة من حرف التفسير ، ولكنها تفسر المقصود من السؤال . نحو قوله تعالى : { هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله }2 . فجملة : تؤمنون بالله ورسوله . جملة مفسرة للسؤال قبلها ، لا محل لها من الإعراب . ـــــــــــ 1 ـ 27 المؤمنون . 2 ـ 10 الصف . وقد تأتي جملة الاستفهام نفسها مفسرة لما قبلها . 230 ـ نحو قوله تعالى : { وأسروا النجوى الذين : هل هذا إلا بشر }1 . فجملة : هل هذا إلا بشر . جملة مفسره " للنجوى " . لا محل لها من الإعراب . عاشرا ـ الجملة الواقعة جوابا للقسم : نحو : والله لأقولنَّ الحق . 231 ـ ومنه قوله تعالى : { وتالله لأكيدن أصنامكم }2 . وقوله تعالى : { يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين }3 . فكل جملة من الجمل التالية وهي " لأقولن الحق " ، و" لأكيدن أصنامكم " ، و" إنك لمن المرسلين " لا محل لها من الإعراب لمجيئها جوابا للقسم . حادي عشر : الجملة المؤكدة لجملة لا محل لها من الإعراب . نحو : سافر محمد سافر محمد . ومنه قوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا } 4 . ثاني عشر : جملة الشرط إذا حذف جوابها ، وتقدمها ما يدل عليه . نحو : أنت بطل إن صرعت فلان . والتقدير : إن صرعت فلان فأنت بطل . أو تقدمها ما يطلب ما يدل على جوابها وهو " القسم " . نحو : والله إن حضرت حفلنا ليحضرن كل المدعوين . فالقسم يطلب ليحضرن ، والفعل " يحضرن " دليل على جواب الشرط . والتقدير : إن حضرت حفلنا يحضر كل المدعوين . ــــــــــــــ 1 ـ 3 الأنبياء . 2 ـ 57 الأنبياء . 3 ـ 1 ، 2 ، 3 ، يس . 4 ـ 6 الشرح . حادي عشر ـ الجملة التابعة لجملة لا محل لها من الإعراب : نحو : جاء التلاميذ ولم يجئ المعلم . فجملة : لم يجئ المعلم . معطوفة على جملة : جاء التلاميذ . وهي جملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية ، وعيه فجملة " لم يجئ المعلم " لا محل لها من الإعراب . 105 ـ ومنه قول لبيد : وهم السعاة إذا العشيرة أفظِعت وهُمُ فوارسها وهم حكامها الشاهد : " وهم فوارسها " جملة مكونة من المبتدأ والخبر ، ولا محل لها من الإعراب ، لأنها معطوفة على جملة : " هم السعاة " الابتدائية . ------------------ |
بارك الله بك عاشقة الوطن على هذا الطرح الهام
تمنياتي لك ان تكوني دائما بخير ولا تحرمينا مواضيعك المفيدة |
|
مجهود رائع وموضوع قيّم استمتعت بتواجدي بصفحتك بانتظار المزيد من هذا العطاء لك مني ارقّ تحية وأعذبها دمت بخير |
وأثابك الجنة وجعله في ميزان حسناتك شكرا على الإفادة والطرح |
|
الساعة الآن 03:30 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى |