منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   كتاب العبر في خبر من غبر / الإمام محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=2192)

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 06:57 PM


الجزء الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة تسع عشرة وثلاثمائة فيها استولى مرداويج الدَّيلمي على همذان
وبلاء الجبل إلى حلوان وهزم عسكر الخليفة‏.‏
وفيها استوحش مؤنس من الوزير والمقتدر وأخذ يتعنت على المقتدر ويحتكم عليه في إبعاد خاصته وتقريب غيرهم ثم خرج مغاضبًا بأصحابه إلى الموصل فاستولى الوزير على حواصله وفرح المقتدر بالوزير وكتب اسمه على السَّكة وكان مؤنس في ثمانمائة فحارب جيش الموصل وكانوا ثلاثين ألفًا فهزمهم وملك الموصل في سنة عشرين ولم يحج أحد من بغداد وأخذ الدَّيلمي الدَّينور ففتك بأهلها ووصل إلى بغداد من انهزم ورفعوا المصاحف على القصب واستغاثوا وسبَّوا المقتدر وغلقت الأسواق وخافوا من هجوم القرامطة‏.‏
وفيها توفي أبو الجهم أحمد بن الحسين بن أحمد بن طالب الدمشقي المشغرائي خطيب مشغرا وقع من الدّابة فمات لوقته روى عن هشام بن عمّار وطائفة‏.‏
وفيها توفي الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان القرشي الدمشقي محدّث دمشق في رجب روى عن موسى بن عامر المرّي ويونس بن عبد الأعلى وطبقتهما‏.‏
وفيها قاضي الجماعة أسلم بن عبد العزيز الأموي الأندلسي المالكي أبو الجعد في رجب وهو من أبناء التسعين وكان نبيلًا رئيسًا كبير الشأن رحل فسمع من يونس بن عبد الأعلى والمزني وصحب بقيّ بن مخلد مدَّة أضرَّ بأخرة وضعف من الكبر‏.‏
وفيها أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا البصري العدوي الكذاب ببغداد روى بوقاحة عن عمرو بن مرزوق ومسدد والكبار‏.‏
قال ابن عدي‏:‏ كان يضع الحديث‏.‏
وفيها الكعبي شيخ المعتزلة أبو القاسم عبد الله بن أحمد البلخي‏.‏
وفيها القاضي أبو عبيد بن حربويه البغدادي علي بن الحسن بن حربويه الفقيه الشافعي قاضي مصر وهو من أصحاب الوجوه روى عن أحمد بن المقدام والزَّعفراني وطبقتهما‏.‏
قال أبو سعيد بن يونس‏:‏ كان شيئًا عجيبًا ما رأينا مثله لا قبله ولا بعده وكان يتفقه على مذهب أبي ثور وصرف سنة إحدى عشرة لأنه كتب إلى بغداد يستعفي وامتنع من الحكم وفيها محمد بن الفضل البلخي الزاهد أبو عبد الله نزيل سمرقند وكان إليه المنتهى في الوعظ والتذكير يقال إنه مات في مجلسه أربعة أنفس صحب أحمد بن خضرويه البلخي وهو آخر من روى عن قتيبة وقد أجاز لأبي بكر بن المقرئ‏.‏
وفيها محدث الأندلس أبو عبد الله محمد بن فطيس ابن واصل الغافقي الإلبيري الفقيه الحافظ روى عن محمد بن أحمد العنبي وأبان بن عيسى ورحل وسمع من أحمد بن أخي ابن وهب ويونس بن عبد الأعلى وطبقتهم‏.‏
وصنّف وجمع وسمع بأطرابلس المغرب من أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الحافظ‏.‏
قال ابن الفرضي‏:‏ كان ضابطًا نبيلًا صدوقًا وكانت الرحلة إليه حدّثنا عنه غير واحد وتوفي في شوال عن تسعين سنة‏.‏
والمؤمَّل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الرئيس أبو الوفا النيسابوري لم يدرك الأخذ عن أبيه وسمع من إسحاق الكوسج والحسن بن محمد الزَّعفراني وطبقتهما‏.‏
وكان صدر نيسابور وكان أمير خراسان ابن طاهر اقترض منه ألف ألف درهم‏.‏
وقال أبو علي النيسابوري خرّجت لأبي الوفا عشرة أجزاءٍ وما رأيت أحسن من أصوله فأرسل إليّ مائة دينار وأثوابًا‏.‏
لما استفحل أمر مرداويج الدَّيلمي لاطفه الخليفة وبعث إليه بالعهد واللواء والخلع وعقد له على أذربيجان وأرمينيّة وأرّان وقمّ ونهاوند وسجستان‏.‏
وفيها نهب الجند دار الوزير فهرب وسخّم الهاشميون وجوههم وصاحوا‏:‏ الجوع الجوع‏!‏ للغلاء لأن القرمطي ومؤنسًا منعوا الجلب وتسلّل الجند إلى مؤنس وتملّك الموصل ثم تجهزوا قبل في جمع عظيم فأمر المقتدر هرون بن غريب أن يلتقي بهم فامتنع‏.‏
ثم قالت الأمراء للمقتدر‏:‏ انفق في العساكر فعزم على التوجُّه إلى واسط في الماء ليستخدم منها ومن البصرة والأهواز‏:‏ فقال له محمد بن ياقوت‏:‏ اتّق الله ولا تسلّم بغداد بلا حرب فلما أصبحوا ركب في موكبه وعليه البردة وبيده القضيب والقرّاء والمصاحف حوله والوزير خلفه فشق بغداد إلى الشماسية وأقبل مؤنس في جيشه وشرع القتال فوقف المقتدر على تلّ ثم جاء إليه ابن ياقوت وأبو العلاء بن حمدان فقالا‏:‏ تقدم فأبى فألحّوا عليه فتقدم وهم يستدرجونه حتى صار في وسط المصاف في طائفة قليلة فانكشف أصحابه وأسر منهم جماعة وأبلى ابن ياقوت وهرون بن غريب بلاءً حسنًا‏.‏
وكان معظم جيش مؤنس الخادم‏:‏ البربر فجاء علي بن يلبق فترجّل وقال‏:‏ مولاي أمير المؤمنين وقبّل الأرض فعطف جماعة من البربر إلى نحو المقتدر فضربه رجل من خلفه ضربة فسقط إلى الأرض وقيل رماه بحربة وحزّ رأسه بالسيف ورفع على رمح ثم سلب ما عليه وبقي مهتوك العورة حتى ستر بالحشيش ثم حفر له حفرة وطمر وعفِّي أثره فإنا لله وإنا إليه راجعون وذلك لثلاث بقين من شوال‏.‏
وكانت خلافته خمسًا وعشرين سنة إلا بضعة عشر يومًا وكان مسرفًا مبذّرًا ناقص الرأي محق الذخائر حتى إنه أعطى بعض جواريه الدرة اليتيمة التي وزنها ثلاثة مثاقيل ويقال‏:‏ إنه ضيّع من الذهب ثمانين ألف ألف دينار وكان في داره عشرة آلاف خصيّ من الصقالبة وأهلك نفسه بسوء تدبيره فإنا لله وإنا إليه راجعون وخلّف عدة أولاد منهم‏:‏ الراضي بالله محمد والمتقي لله إبراهيم والأمير إسحاق ووالد القادر بالله والمطيع لله‏.‏
وذكر طبيبه ثابت بن سنان في تاريخه‏:‏ أن المقتدر أتلف نيّفا وسبعين ألف ألف دينار‏.‏
وأما مؤنس فإنه ترك بالشماسيّة فأحضر إليه رأس المقتدر فندم وبكى وقال‏:‏ قتلتموه والله لنقتلنّ كلنا فأظهروا أن قتله عن غير قصد ثم بايعوا القاهر بالله الذي كان قد بايعوه في سنة سبع عشرة فصادر آل المقتدر وعذّب أمه وهي مريضة ثم ماتت وهي معلقة بحبل وبالغ في الظلم فمقتته القلوب وكان ابن مقلة قد نقل إلى الأهواز فاستحضره واستوزره‏.‏
وفيها توفي الحافظ محدث الشام أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف ابن موسى بن جوصا سمع كثير بن عبيد وطبقته وجمع وصنَّف وتبحرّ في الحديث‏.‏
قال محمد بن إبراهيم الكرجي‏:‏ جان بن جوصا بالشام كابن عقدة بالكوفة‏.‏
وقال غيره‏:‏ كان ابن جوصا كثير الأموال يركب البغلة توفي في جمادى الأولى‏.‏
قال الدَّارقطني‏:‏ تفرد بأحاديث ولم يكن بالقويّ‏.‏
وفيها أحمد بن القاسم بن نصر أبو بكر أخو أبي اللّيث الفرائضي ببغداد في ذي الحجة وله ثمان وتسعون سنة‏.‏
روى عن لوين وإسحاق بن أبي إسرائيل وعدّة‏.‏
وفيها المقتدر بالله أبو الفضل جعفر بن المعتضد بالله أحمد بن الموفق طلحة بن المتوكل على الله بن المعتصم بالله العباسي‏.‏
في أيامه اضمحلّت دولة الخلافة العباسية وصغرت وسمع أمير الأندلس فقال‏:‏ أنا أولى بإمرة المؤمنين فلقّب نفسه‏:‏ أمير المؤمنين الناصر لدين الله عبد الرحمن‏.‏
وبقي في الخلافة إلى سنة خمسين وثلاثمائة‏.‏
ولا شك أن حرمته ودولته كانت أميز من دولة المقتدر ومن بعده وقد خلع المقتدر مرتين وأعيد وكان ربعة جميل الصورة أبيض مشربًا حمرة أسرع الشيب إلى عارضيه وعاش ثمانيًا وثلاثين سنة وكان جيّد العقل والرأي لكنه كان مؤثرًا للعب والشهوات غير ناهضٍ بأعباء الخلافة كانت أمه وخالته والقهرمانة يدخلن في الأمور الكبار والولايات والحلّ والعقد‏.‏
قال الوزير علي بن عيسى‏:‏ ما هو إلا أن يترك هذا الرجل النبيذ خمسة أيام وكان ربما يكون في وفيها أبو العباس عبد الله بن عتّاب بن الزفتي محدّث دمشق وله ستّ وتسعون سنة‏.‏
روى عن هشام بن عمّار وعيسى بن حماد زغبة وخلق‏.‏
قال أبو أحمد الحاكم‏:‏ رأيناه ثبتًا‏.‏
وفيها الحافظ الثقة أبو القاسم بن عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ابن أخي أبي زرعة الرازي روى عن يونس بن عبد الأعلى وأحمد بن منصور الرَّمادي وطبقتهما‏.‏
وفيها أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري صاحب البخاري وقد سمع من عليّ بن خشرم لما رابط بفربر وكان ثقة ورعا توفي في شوال وله تسع وثمانون سنة‏.‏
وفيها قاضي القضاة أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل الأزري مولاهم البغدادي وكان من خيار القضاة حلما وعقلًا وجلالة وذكاءً وصيانة ولد بالبصرة سنة ثلاث وأربعين وروى عن زيد بن أخرم والحسن بن أبي الربيع وجماعة حمل عنهم في صغره ولي قضاء مدينة المنصور في خلافة المعتضد بالله ثم ولي قضاء الجانب الشرقي للمقتدر بالله قم قلده قضاء القضاة سنة سبع عشرة وثلاثمائة وكان له مجلس في غاية الحسن كان يقعد للإملاء والبغويّ عن يمينه وابن صاعد عن يساره وابن زياد النيسابوري بين يديه وقد حفظ من جدّه حديثًا وهو ابن أربع سنين توفي في رمضان‏.‏
وفيها ميمون بن عمر الأفريقي المالكي أبو عمر الفقيه قاضي القيروان وقاضي صقليّة عاش مائة سنة أو أكثر وكان آخر من روى بالمغرب عن سحنون وعن أبي مصعب الزُّهري وزمن وانهزم‏.‏
وفيها أبو علي بن خيران الشافعي الحسين بن صالح شيخ الشافعية ببغداد بعد ابن سريج عرض عليه القضاة فامتنع وتفقه به جماعة‏.‏
وفيها أبو عمر الدمشقي الزاهد من كبار مشايخ الصوفية وساداتهم وهذا القول مروي عنه‏:‏ كما فرض الله على الأنبياء إظهار المعجزات فرض على الأولياء كتمان الكرامات لئلا يفتتنوا بها‏.‏
سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة فيها بدت من القاهر شهامة وإقدام فتحيّل حتى قبض على مؤنس الخادم ويلبق وابنه علي بن يلبق ثم أمر بذبحهم وطيف برؤوسهم ببغداد ثم أمر بذبح يمن وابن زيرك فاستقامت بغداد وأطلقت أرزاق الجند وعظمت هيبة القاهر في النفوس ثم أمر بتحريم القيان والخمر وقبض على المغنّين ونفى المخانيث وكسر آلات الطرب إلا أنه كان لا يكاد يصحو من السكر وسماع وفيها توفي أبو حامد ويقال أبو تراب الأعشمي أحمد بن حمدون النيسابوري الحافظ وكان قد جمع حديث الأعمش كله وحفظه فلقب بذلك سمع محمد بن رافع وأبا سعيد الأشجّ وطبقتهما‏.‏
وكان صاحب بسط ودعابة‏.‏
وفيها أحمد بن عبد الوارث بن جرير أبو بكر الأسواني العسّال في جمادي الآخرة وهو آخر من حدث عن محمد بن رمح وثقّه ابن يونس‏.‏
وفيها أبو جعفر الطَّحاوي أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الحجري المصري شيخ الحنفية سمع هارون بن سعيد الأيلي وطائفة من أصحاب ابن عيينة وابن وهب وصنف التصانيف وبرع في الفقه والحديث توفي في ذي القعدة وله اثنان وثمانون سنة‏.‏
قال ابن يونس‏:‏ كان ثقة ثبتًا لم يخلف مثله‏.‏
وقال الشيخ أبو إسحاق‏:‏ انتهت إليه رئاسة الحنفية بمصر أخذ الفقه عن أبي جعفر بن أبي عمران وأبي حازم القاضي‏.‏
وفيها أبو علي أحمد بن محمد بن علي بن زين الدين الباشاني بهراه ثقة روى عن علي بن بن خشرم وسفيان بن وكيع وطائفة‏.‏
وفيها الأمير تكين الخاصة ولي دمشق ثم مصر وبها مات ونقل إلى بيت المقدس‏.‏
وفيها أبو يزيد حاتم بن محبوب الشامي بهراة حج وسمع محمد بن زنبور وسلمة بن شبيب وفيها الحسن بن محمد البصري أبو علي بن أبي هريرة بأصبهان روى عن إسماعيل بن يزيد القطّان وأحمد بن الفرات وهو من كبار شيوخ ابن منده‏.‏
وفيها أبو هاشم الجبّائي شيخ المعتزلة وابن شيخهم عبد السلام ابن محمد بن عبد الوهاب البصري توفي في شعبان ببغداد‏.‏
وفيها ابن دريد وهو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية الأزدي البصري اللغوي العلامة صاحب صاحب التصانيف أخذ عن الرَّياشي وأبي حاتم السِّجستاني وابن أخي الأصمعي وعاش ثمانيًا وتسعين سنة‏.‏
قال أحمد بن يوسف الأزرق‏:‏ ما رأيت أحفظ من ابن دريد ما رأيته قرئ عليه ديوان إلاّ وهو يسابق في قراءته‏.‏
وقال الدَّارقطني‏:‏ تكلموا فيه‏.‏
وفيها مكحول البيروتي واسمه أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن عبد السلام الحافظ سمع محمد بن هاشم البعلبكيّ وأبا عمير بن النحاس وطبقتهما بمصر والشام والجزيرة‏.‏
وفيها محمد بن هارون أبو حامد الحضرمي محدّث بغداد في وقته وله نيّف وتسعون سنة‏.‏
روى عن إسحاق بن أبي إسرائيل وأبي همام السَّكوني‏.‏
وفيها مؤنس الخادم الملقب المظفَّر توفي عن نحو تسعين سنة‏.‏
وكان أميرًا معظمًا شجاعًا منصورًا لم يبلغ من الخدّام منزلته إلا كافور صاحب مصر وقد مرّت أخبار مؤنس ومحاربته للمقتدر‏.‏
سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة فيها انفرد عن مرداويج الدَّيلمي أحد قواده الأمير علي بن بويه والتقى هو ومحمد بن ياقوت أمير فارس فهزم محمدًا واستولى على مملكة فارس وهذا أول ظهور بني بويه وكان بويه من أوساط الناس يصيد السمك فملَّك أولاده الدنيا‏.‏
وفيها قتل القاهر بالله الأمير أبا السَّرايا نصر بن حمدان والرئيس إسحاق بن إسماعيل النَّوبختي وقتل قبلهما ابن أخيه أبا أحمد بن المكتفي بلا ذنب وتفرعن وطغى وأخذ أبو علي بن مقلة وهو مختفى يراسل الخواصّ من المماليك ويجسّرهم على القاهر ويوحشّهم منه فما برح حتى اجتمعوا على الفتك به فركبوا إلى الدار والقاهر سكران نائم وقد طلعت الشمس فهرب الوزير - في إزار - و سلامة الحاجب فوثبوا على القاهر فقام مرعوبًا وهرب فتبعوه إلى السَّطح وبيده سيف فقالوا‏:‏ إنزل فأبى فقالوا‏:‏ نحن عبيدك فلم تستوحش منا فلم ينزل ففوَّق واحدٌ منهم سهمًا وقال‏:‏ إنزل وإلا قتلتك فنزل فقبضوا عليه في جمادى الآخرة وأخرجوا قال الصولي‏:‏ كان القاهر أهوج سفّاكًا للدماء قبيح السيرة كثير الاستحالة مدمن الخمر كان له حربة يحملها فلا يضعها حتى يقتل إنسانًا ولولا جودة حاجبه سلامة لأهلك الحرث والنَّسل‏.‏
وفيها هلك مرداويج الدَّيلمي بأصبهان وكان قد عظم سلطانه وتحدثوا أنه يريد قصد بغداد وكان له ميل إلى المجوس وأساء إلى أصحابه فتواطأوا على قتله في الحمام وبعث الراضي بالعهد إلى علي بن بويه على البلاد التي استولى عليها والتزم بحمل ثمانية آلاف ألف درهم في العالم‏.‏
وفيها اشتهر محمد بن علي الشَّلمغاني ببغداد وشاع أنه يدّعي الآلهية وأنه يحيي الموتى وكثر أتباعه فأحضره ابن مقلة عند الراضي بالله فسمع كلامه وأنكر الآلهية وقال‏:‏ إن لم تنزل العقوبة بعد ثلاثة أيام وأكثره تسعة أيام وإلاّ فدمي حلال‏.‏
وكان هذا الشقيّ قد أظهر الرفض ثم قال بالتناسخ والحلول ومخرق على الجهال وضلّ به طائفة وأظهر شأنه الحسين بن روح زعيم الرافضة فلما طلب هرب إلى الموصل وغاب سنين ثم عاد ودعى إلى آلهيِّته فتبعه فيما قيل الذي كان وزر للمقتدر الحسين بن الوزير القاسم بن الوليد بن الوزير عبيد الله ابن وهب وابنا بسطام وإبراهيم بن أبي عون فلما قبض الآن عليه ابن مقلة كبس بيته فوجد فيه رقاعًا وكتبًا مما قيل عنه ويخاطبون في الرِّقاع مما لا يخاطب به البشر فأحضر وأصرَّ على الإنكار فصفعه ابن عبدوس وأما ابن أبي عون فقال آلهي وسيدي ورازقي‏.‏
فقال الراضي للشَّلمغاني‏:‏ أنت زعمت أنك لا تدّعي الربوبية فما هذا فقال‏:‏ وما عليّ من قول ابن أبي عون ثم أحضروا غير مرّة وجرت لهم فصول وأحضرت الفقهاء والقضاة ثم أفتى الأئمة بإباحة دمه فأحرق في ذي القعدة وضربت رقبة ابن أبي عون ثم أحرق وهو فاضل مشهور صاحب تصانيف أدبية وكان من رؤساء الكتَّاب - أعني ابن أبي عون - وشلمغان من أعمال واسط‏.‏
وقتل الحسين بن القاسم الوزير وكان في نفس الراضي منه‏.‏
وفيها جعل الراضي أبو بكر محمد بن ياقوت على الحجبة ورئاسة الجيش وبلغ هارون بن غريب الخال وهو على الدِّينور فكاتب أمراء بغداد وقال‏:‏ أنا أحق برئاسة الجيوش فواطأوه فعسكر وسار حتى أطل على بغداد فشخص لحربه محمد بن ياقوت والتقيا فتقنطر بهارون فرسه وصرع فبادر مملوك لمحمد بن ياقوت فقتله وانهزم جمعه ونهبوا وتمزقوا ولم يحجّ أحد من بغداد في سنة سبع وعشرين خوفًا من القرامطة‏.‏
وفيها توفي أبو عمر أحمد بن خالد بن الجبّاب القرطبي حافظ الأندلس وكان أبوه يبيع الجباب‏.‏
روى عن بقيّ بن مخلد وطائفة وارتحل إلى اليمن فأخذ عن إسحاق الدَّبري وغيره وعاش بضعًا قال القاضي عياض‏:‏ كان إمامًا في وقته في مذهب مالك وفي الحديث لا ينازع‏.‏
وفيها قاضي مصر أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة حدّث بكتب أبيه كلها من حفظه بمصر ولم يكن معه كتاب وهي أحد وعشرون مصنفًا وولي قضاء مصر شهرين ونصف‏.‏
وفيها القدوة العارف خير النسَّاج أبو الحسن البغدادي الزاهد وكانت له حلقة يتكلم فيها وعمر دهرًا فقيل إنه لقي سريّا السَّقطي وله أحوال وكرامات‏.‏
وفيها المهديُّ عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية افترى أنه من ولد جعفر الصادق وكان بسلمية فبعث دعاته إلى اليمن والمغرب وحاصل الأمر أنه استولى على مملكة المغرب وامتدت دولته بضعًا وعشرين سنة ومات في ربيع الأول بالمهدية التي بناها وكان يظهر الرَّفض ويبطن الزندقة‏.‏
قال أبو الحسن القابسي صاحبي الملخص‏:‏ الذي قتله عبيد الله وبنوه بعده أربعة آلاف رجل في دار النَّحر في العذاب ما بين عالم وعابد ليرّدهم عن الترضّي على الصحابة فاختاروا الموت وفي ذلك يقول بعضهم من قصيدة‏:‏ وأحل دار النحر في أغلاله من كان ذا تقوى وذا صلوات وفيها الدَّيبلي أبو جعفر محمد بن إبراهيم محدّث مكة في شهر جمادى الأولى روى عن محمد بن زنبور وطائفة‏.‏
والعقيلي أبو جعفر محمد بن عمرو الحافظ صاحب الجرح والتعديل عداده في أهل الحجاز‏.‏
روى عن إسحاق الدَّبري وأبي إسماعيل التَّرمذي وخلق‏.‏
توفي بمكة في ربيع الأول‏.‏
والكتَّاني الزاهد أبو بكر محمد بن علي بن جعفر شيخ الصوفية المجاور بمكة أخذ عن أبي سعيد الخزّار وغيره وهو مشهور‏.‏
والرًّوذباري الزاهد أبو علي البغدادي نزيل مصر وشيخها في زمانه صحب الجنيد وجماعة وكان إمامًا مفتيًا ورد عنه أنه قال‏:‏ أستاذي في التصوف الجنيد‏.‏
وفي الحديث إبراهيم الحربي وفي الفقه ابن سريج وفي الأدب ثعلب‏.‏
سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة فيها تمكّن الراضي بالله بحيث أنه قلّد ولديه وهما صبيان إمرة المشرق والمغرب‏.‏
وفيها محنة ابن شنبود كان يقرأ في المحراب بالشواذّ فطلبه الوزير ابن مقلة ‏,‏ أحضر القاضي والقراء وفيهم ابن مجاهد‏.‏
فناظروه فأغلظ للحاضرين في الخطاب ونسبهم إلى الجهل فأمر الوزير بضربه لكي يرجع فضرب سبع درر وهو يدعو على الوزير فتوّبوه غصبًا وكتبوا عليه محضرًا وكان مما أنكر عليه قراءته‏:‏ فامضوا إلى ذكر الله وذروا البيع‏.‏
وكان أمامهم ملكٌ يأخذ كلّ سفينةٍ صالحة غصبًا وهذا الأنموذج مما روي ولم يتواتر‏.‏
وفيها هاشت الجند وطلبوا أرزاقهم وأغلظوا لمحمد بن ياقوت وأخرجوا المحبوسين ووقع القتال والجد ونهبت الأسواق وبقي البلاء أيامًا ثم أرضاهم ابن ياقوت وبعد أيام قبض الراضي بالله على ابن ياقوت وأخيه المظفّر وعظم شأن الوزير ابن مقلة وتفرد بالأمور ثم هاجت عليه الجند فأرضاهم بالمال‏.‏
وفيها استولت بنو عبيد الرافضة على مدينة جنوه بالسيف‏.‏
وفيها فتنة البربهاري أبو محمد شيخ الحنابلة فنودي أن لا يجتمع اثنان من أصحابه وحبس منهم جماعة واختفى هو‏.‏
وفيها وثب ناصر الدّولة الحسن بن عبد الله بن حمدان أمير الموصل على عمه سعيد بن حمدان فقتله لكونه أراد أن يأخذ منه الموصل فسار لذلك ابن مقلة في الجيش فلما قرب من الموصل نزح عنها ناصر الدولة ودخلها ابن مقلة فجمع منها نحو أربعمائة ألف دينار ثم أسرع إلى بغداد لتشويش الحال ثم هزم ناصر الدولة جيش الخليفة ودخل الموصل‏.‏
وفيها أخذ القرمطي أبو طاهر لعنه الله الركب العراقي وانهزم الأمير لؤلؤ وبه ضربات وقتل خلق من الوفد وسبيت الحريم وهلك محمد بن ياقوت في الحبس‏.‏
وفيها جمع محمد بن رائق أمير واسط وحشد وتمكن وأضمر الخروج‏.‏
وفيها توفي الحافظ أبو بشر أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب الكندي المصعبي المروزي روى عن محمود بن آدم وطائفة وهو أحد الوضاعين الكذابين مع كونه كان محدّثًا إمامًا في السُّنّة والرد على المبتدعة‏.‏
وفيها أبو طالب الحافظ أحمد بن نصر البغدادي روى عن عبّاس الدُّوري وطبقته ورحل إلى أصحاب عبد الرزّاق وكان الدّراقطني يقول‏:‏ هو أستاذي‏.‏
وفيها نفطويه النحوي أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفه العتكي الواسطي صاحب التصانيف روى عن شعيب بن أيوب الصَّريفني وطبقته وعاش ثمانين سنة وكان كثير العلم واسع الرواية صاحب فنون‏.‏
وفيها أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدّي الجرجانب الحافظ الجوّال الفقيه الإستراباذي سمع علي بن حرب وعمر بن شبّة وطبقتهما‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان من أئمة المسلمين سمعت أبا الوليد الفقيه يقول‏:‏ و لم يكن في عصرنا من الفقهاء أحفظ للفقهيات وأقاويل الصحابة بخراسان من أبي نعيم الجرجاني ولا بالعراق من أبي بكر بن زياد‏.‏
وقال أبو علي النَّيسابوري‏:‏ ما رأيت بخراسان بعد ابن خزيمة مثل أبي نعيم كان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد‏.‏
قلت‏:‏ عاش إحدى وثمانين سنة رحمه الله‏.‏
وفيها قاضي الكوفة أبو الحسن علي بن محمد بن هارون الحميري الكوفي الفقيه روى عن أبي كريب والأشجّ وكان ثقة يحفظ عامة حديثه‏.‏
وفيها أبو عبيد المحاملي القاسم بن إسماعيل أخو القاضي الحسين سمع أبا حفص الفلاس وطبقته‏.‏
وفيها أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمارة الدّمشقي العطار وله ست وتسعون سنة‏.‏
روى عن أبي هشام الرفاعي وطبقته‏.‏
سنة أربع وعشرين وثلاثمائة فيها ثارت الغلمان الحجرية وتحلفوا واتفقوا ثم قبضوا على الوزير ابن مقلة واحرقوا داره ثم سلّم إلى الوزير عبد الرحمن بن عيسى فضربه وأخذ خطّه بألف دينار وجرت له عجائب من الضرب والتعليق ثم عزل عبد الرحمن ووزر أبو جعفر محمد بن القاسم الكرخي‏.‏
وكان ياقوت والد محمد والمظفر بعسكر مكرم يحارب عليّ بن بويه لعصيانه فتمّت له أمور طويلة ثم قتل وقد شاخ وتغلب ابن رائق وابن بويه على الممالك وقلَّت الأموال على الكرخي فعزل بسليمان بن الحسن فدعت الراضي بالله الضرورة إلى أن كاتب محمد بن رائق ليقدم فقدم في جيشه إلى بغداد وبطل حينئذ أمر الوزارة والدواوين واستولى ابن رائق على الأمور وتحكّم في الأموال وضعف أمر الخلافة وبقي الراضي معه صورة‏.‏
وفيها توفي أحمد بن بقيّ بن مخلد أو عمر الأندلسي قاضي الجماعة في أيام الناصر لدين الله ولي عشرة أعوام وروى الكتب عن أبيه‏.‏
وفيها أبو الحسن جحظة النديم وهو أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى ابن خالد بن برمك البرمكي الأديب الأخباري صاحب الغناء والألحان والنوادر‏.‏
وفيها ابن مجاهد مقرئ العراق أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد روى عن سعدان بن نصر والزيادي وخلق‏.‏
وقرأ على قنبل وأبي الزَّعراء وجماعة‏.‏
وكان ثقة حجة بصيرًا بالقراءات وعللها ورجالها عديم النظير‏.‏
توفي في شعبان عن ثمانين سنة‏.‏
وفيها ابن المغلِّس الداودي وهو العلامة أبو الحسن عبد الله بن أحمد ابن محمد بن المغلِّس البغدادي الفقيه أحد علماء الظّاهر له مصنفات كثيرة وخرّج له عدّة أصحاب تفقه على محمد بن داود الظاهري‏.‏
وفيها ابن زياد النيسابوري أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل الفقيه الشافعي الحافظ صاحب التصانيف والرِّحلة الواسعة سمع محمد بن يحيى الذُّهلي ويونس بن عبد الأعلى وطبقتهما بمصر والشام والعراق وخراسان‏.‏
قال الدارقطني‏:‏ ما رأيت أحفظ منه‏.‏
وقال الحاكم‏:‏ كان إمام عصره من الشافعية بالعراق ومن أحفظ الناس للفقيهات واختلاف الصحابة‏.‏
وقال يوسف القواس‏:‏ سمعت أبا بكر بن زياد يقول‏:‏ نعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل ويتقوّت بلدًا ويصليّ الغداة بطهارة العشاء ثم قال‏:‏ أنا هو‏.‏
وفيها قاضي حمص أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد الكندي روى عن محمد بن عوف الحافظ وعمران بن بكار وطائفة وجمع التاريخ‏.‏
وفيها أبو الحسن الأشعري علي بن إسماعيل بن أبي بشر المتكلم البصري صاحب المصنفات وله بضع وستون سنة أخذ الحديث عن زكريا السَّاجي وعلم الكلام الجدل والنَّظر عن أبي علي الجبائي ثم ردّ على المعتزلة ذكر ابن حزم‏:‏ أن للأشعري خمسة وخمسين تصنيفًا وأنه توفي في هذا العام‏.‏
وقال غيره‏:‏ توفي سنة ثلاثين وقيل بعد الثلاثين وكان قانعًا متعففًا‏.‏
وفيها علي بن عبد الله بن مبشر أبو الحسن الواسطي المحدث سمع عبد الحميد بن بيان وأحمد بن سنان القطَّان وجماعة‏.‏


أرب جمـال 2 - 12 - 2009 07:29 PM

سنة خمس وعشرين وثلاثمائة
فيها أشار محمد بن رائق على الراضي بالله بأن ينحدر معه إلى واسط ففعل‏.‏
ولم يمكنه المخالفة فدخلها يوم عاشر المحرم وكانت الحجّاب أربعمائة وثمانين نفسًا فقرر ستين وأسقط عامّتهم وقلّل أرزاق الحشم فخرجوا عليه وعسكروا فالتقاهم ابن رائق فهزموا وضعفوا وتمزقت السّاجيّة والحجرية فأشار حينئذٍ على الراضي بالتقدّم إلى الأهواز وبها أبو عبد الله البريدي ناظرها وكان شهمًا مهيبًا حازمًا فتسحّب إليه خلق من المماليك والجند فأكرمهم وأنفق فيهم الأموال ومنع الخراج ولم يبق بيد الراضي غير بغداد والسَّواد يحكم عليه ثم رجع إلى بغداد ووقعت الوحشة بين ابن رائق وأبي عبد الله البريدي الكاتب وجاء القرمطي فدخل الكوفة فعاث ورجع وأذن ابن رائق للراضي أن يستوزر أبا الفتح الفضل بن الفرات فطلبه من الشام وولاه‏.‏
والتقى أصحاب ابن رائق وأصحاب ابن البريدي غير مرّة وينهزم أصحاب ابن رائق وجرت لهم أمور طويلة ثم إن البريدي دخل إلى فارس فأجاره عليّ بن بويه وجهّز معه أخاه أحمد لفتح الأهواز ودام أهل البصرة على عصيان ابن رائق لظلمه فحلف إن ظفر بها يجعلها رمادًا فجدُّوا في مخالفته وقلَّت الأموال على محمد بن رائق فساق إلى دمشق وزعم أن الخليفة ولاه إياه ولم يجسر أحد أن يحج خوفًا من القرمطي‏.‏
وفيها توفي وكيل أبي صخرة أبو بكر بن عبد الله البغدادي النحاس وقد قارب التسعين روى عن عمرو بن علي الفلاس وجماعة‏.‏
وفيه أبو حامد الحافظ بن الشَّرقي المؤرخ المصنف أحمد بن محمد ابن الحسن تلميذ مسلم روى عن عبد الرحمن بن بشر وطبقته‏.‏
قال إمام الأئمة ابن خزيمة‏:‏ حياة أبي حامد تحجز بين الناس وبين الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
توفي في رمضان عن خمس وثمانين سنة‏.‏
وفيها إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن
وفيها أبو العباس الدَّغولي محمد بن عبد الرحمن الحافظ الفقيه روى عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ومحمد بن إسماعيل الأحمسي وطبقتهما وكان من كبار الحفاظ‏.‏
وفيها علي بن عبدان أبو حامد التميمي النيسابوري الثقة الحجة روى عن عبد الله بن هاشم والذُّهلي وطائفة ولم يرحل‏.‏
وفيها أبو مزاحم الخاقاني موسى بن الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان البغدادي المقرئ المحدث السني أخذ عن أبي بكر المروزي وعباس الدُّوري وطائفة‏.‏
ومات في آخر السنة‏.‏
سنة ست وعشرين وثلاثمائة فيها أقبل البريدي في مدد من ابن بويه فانهزم من بين يديه بجكم لأن الأمطار عطلت نشاب جنده وقسّهم وتقهقروا إلى واسط وتمت فصول طويلة‏.‏
وأما ابن رائق فانه وقع بينه وبين ابن مقلة وأخذ ابن مقلة يراوغ ويكاتب فقبض عليه الراضي بالله وقطع يده ثم بعد أيام قطع محمد بن رائق لسانه لكونه كاتب بجكم فأقبل بجكم بجيوشه من واسط وضعف عنه ابن رائق فاختفى ببغداد ودخل بجكم فأكرمه الراضي ولقبه أمير الأمراء وولاه الحضرة‏.‏
روى عن عمر بن شبة وعلي بن إشكاب وطائفة‏.‏
وفيها عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج أبو محمد الرشيدي المهري المصري الناسخ عن سنّ عالية روى عن أبي طاهر بن السَّرح وسلمة بن شبيب‏.‏
وفيها محمد بن القاسم أبو عبد الله المحاربي الكوفي‏.‏
روى عن أبي كريب وجماعة‏.‏
وفيه ضعف‏.‏
سنة سبع وعشرين وثلاثمائة فيها سار الراضي وبجكم لمحاربة ناصر الدولة ابن حمدان فتخلّف الخليفة بتكريت والتقى ابن حمدان وبجكم فهزمه بجكم وساق وراءه إلى نصيبين وهرب ابن حمدان إلى آمد ودخل الراضي بالله الموصل فتسحّب طائفة إلى بغداد مغاضبين وظهر ابن رائق فانضم إليه ألف نفس ثم راسله الخليفة وولاه حلب فسار إليها وأعدم عبد الصمد بن المكتفي بالله لكونه راسل ابن رائق عند ظهوره أن يبايعه‏.‏
وفيها ظاهر بجكم ناصر الدولة ابن حمدان‏.‏
وفيها استوزر الراضي أبا عبد الله البريدي وحجّ الركب وأخذ القرمطي على الجمل خمسة وفيها توفي عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحافظ العلم أبو محمد الحافظ العلم الجامع التميمي الرازي بالريّ وقد قارب التسعين‏.‏
رحل به أبوه في سنة خمس وخمسين ومائتين فسمع أبا سعيد الأشجّ والحسن ابن عرفة وطبقتهما‏.‏
قال أبو يعلى الخليلي‏:‏ أخذ علم أبيه وأبي زرعة وكان بحرًا في العلوم ومعرفة الرجال صنّف في الفقه واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار ثم قال‏:‏ وكان زاهدًا يعدّ من الأبدال‏.‏
وفيها أبو الفتح الفضل بن جعفر بن محمد بن الفرات الوزير ابن حنزابة الكاتب وزر للمقتدر في آخر أيامه ثم وزر للراضي بالله رأى لنفسه التروح خوفًا من فتنة ابن رائق فأطعمه في تحصيل الأموال في الشام ليمده لها فشخص إليها فتوفي بالرَّملة كهلًا‏.‏
وفيها محدّث حلب الحافظ أبو بكر محمد بن بركة القنَّسريني برداغس روى عن أحمد بن شيبان الرَّملي وأبي أمية الطَّرسوسي وطبقتهما‏.‏
قال أبو أحمد الحاكم‏:‏ رأيته حسن الحفظ‏.‏
وفيها أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي السَّامري مصنف مكارم الأخلاق ومساوئ الأخلاق وغير ذلك‏.‏
سمع الحسن بن عرفة وعمر بن شبَّة وطبقتهما توفي بفلسطين في ربيع الأول وقد وفيها محدث الأندلس الحافظ محمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن محمد الأموي مولاهم القرطبي‏.‏
أكثر عن أبيه وبقيّ بن مخلد ورحل بأخرة فسمع من مطيِّن والنسائي وطبقتهما فأكثر توفي في آخر العام‏.‏
وفيها مبرمان النحوي مصنف شرح سيبويه وما أتمّه وهو أبو بكر محمد بن علي العسكري أخذ عن المبرّد وتصدّر بالأهواز وكان مهيبًا يأخذ من الطلبة ويلح ويطلب حمال طبليَّة فيحمل إلى داره من غير عجز وربما انبسط وبال على الحمال ويتنقل بالتمر ويحذف بنواه الناس‏.‏
سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة فيها التقى سيف الدولة بن حمدان الدُّمشقي لعنه الله وهزمه‏.‏
وفيها عزل البريدي من الوزارة بسليمان بن مخلد بإشارة بجكم‏.‏
وفيها استولى الأمير محمد بن رائق على الشام فالتقاه الإخشيد محمد ابن طغج فانكسر ابن رائق ووصل إلى دمشق في سبعين فارسًا ثم التقى أبا نصر بن طغج فانهزم أبو نصر وأسر كبار أمرائه ثم قتل أبو نصر في المصاف‏.‏
وفيها توفي الوزير أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن الخصيب أبو العباس الخصيبي وقد وزر غير مرّة بالعراق‏.‏
وفيها الوزير أبو علي محمد بن علي بن حسن بن مقلة الكاتب صاحب الخط المنسوب وقد وزر للخلفاء غير مرّة ثم قطعت يده ولسانه وسجن حتى هلك وله ستون سنة‏.‏
وفيها أبو عبد الله أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني ببغداد وله ثلاث وتسعون سنة وكان ثقة صالحًا بكّاءً روى عن أحمد بن المقدام العجلي وجماعة‏.‏
وفيها محدث دمشق أبو الدَّحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي سمع موسى بن عامر ومحمد بن هاشم البعلبكّي وطائفة‏.‏
قال الخطيب‏:‏ كان مليّا بحديث الوليد بن مسلم‏.‏
وفيها أبو عمرو أحمد بن محمد بن عبد ربّه الأموي مولاهم الأندلسي الأديب الأخباري العلامة مصنّف العقد وله اثنتان وثمانون سنة وشعره في الذّروة العليا سمع من بقيّ بن مخلد ومحمد بن وضّاح‏.‏
وفيها العلامة أبو سعيد الاصطخري الحسن بن أحمد بن يزيد شيخ الشافعية بالعراق روى عن سعدان بن نصر وطبقته وصنّف التصانيف وعاش نيِّفًا وثمانين سنة وكان موصوفًا
وفيها الحسين بن محمد أبو عبد الله بن المطبقي بغدادي ثقة‏.‏
روى عن محمد بن منصور الطوسي وطائفة‏.‏
وفيها أبو محمد بن الشَّرقي عبد الله بن محمد بن الحسن أخو الحافظ أبي حامد وله اثنتان وتسعون سنة‏.‏
سمع عبد الرحمن بن بشر وعبد الله بن هاشم وخلقًا‏.‏
قال الحاكم‏:‏ رأيته وكان أوحد وقته في معرفة الطب لم يدع الشراب إلى أن مات فضعف بذلك‏.‏
وفيها قاضي القضاة ببغداد أبو الحسين عمر بن قاضي القضاة أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي وكان بارعًا في مذهب مالك عارفًا بالحديث صنّف مسندًا متقنًا وسمع من جدّه ولم يتكهل وكان من أذكياء الفقهاء‏.‏
وفيها أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصَّلت ابن شنَّبوذ المقرئ أحمد أئمة الأداء قرأ على محمد بن يحيى الكسائي الصغير وإسماعيل بن عبد الله النحّاس وطائفة كثيرة‏.‏
وعني بالقراءات أتم عناية وروى الحديث عن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي ومحمد بن الحسين الحنيني وتصدّر ببغداد وقد امتحن في سنة ثلاث وعشرين كما مرّ وكان مجتهدًا فيما فعل رحمه الله‏.‏
وفيها محدّث الشام أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن ملاس النُّميري مولاهم الدمشقي في جمادى الأولى روى عن موسى بن عامر وأبي إسحاق الجوزجاني وخلق وهو من بيت حديث‏.‏
وفيها أبو علي الثَّقفي محمد بن عبد الوهاب النيسابوري الفقيه الواعظ أحد الأئمة وله أربع وثمانون سنة سمع في كبره من موسى بن نصر الرازي وأحمد بن ملاعب وطبقتهما‏.‏
وكان له جنازة لم يعهد مثلها وهو من ذرية الحجّاج‏.‏
قال أبو الوليد الفقيه‏:‏ دخلت على ابن سريج فسألني‏:‏ على من درست الفقه قلت‏:‏ على أبي علي الثَّقفي قال‏:‏ لعلك تعني الحجّاجي الأزرق قلت‏:‏ نعم‏.‏
قال‏:‏ ما جاءنا من خراسان أفقه منه‏.‏
وقال أبو بكر الضبَّعي‏:‏ ما عرفنا الجدل والنَّظر حتى ورد أبو عليّ الثَّقفي من العراق‏.‏
وذكره السُّلمي في طبقات الصوفية‏.‏
وفيها أبو بكر الأنباري أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بشّار النحوي اللغوي العلامة صاحب المصنّفات وله سبع وخمسون سنة‏.‏
سمع في صغره من الكديمي وإسماعيل القاضي وأخذ عن أبيه وثعلب وطائفة‏.‏
قال أبو علي القالي‏:‏ كان شيخنا أبو بكر يحفظ فيما قيل ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن‏.‏
وقال محمد بن جعفر التميمي‏:‏ ما رأينا أحفظ من ابن الأنباري ولا أغزر بحرًا حدثوني عنه أنه قال‏:‏ أحفظ ثلاثة عشر صندوقًا‏.‏
قال‏:‏ وحدّثت عنه أنه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيرًا بأسانيدها وقيل إنه أملى غريب الحديث في خمسة وأربعين ألف ورقة‏.‏
وفيها الأستاذ أبو الحسن المزيّن شيخ الصوفية صحب الجنيد وسهل بن عبد الله وجاور بمكة‏.‏
وفيها أبو محمد المرتعش عبد الله بن محمد النَّيسابوري الزاهد أحد مشايخ العراق صحبه الجنيد وغيره وكان يقال‏:‏ إشارات الشبلي ونكت المرتعش وحكايات الخلديّ‏.‏
سنة تسع وعشرين وثلاثمائة في ربيع الأول استخلف المتقي لله فاستوزر أبا الحسين أحمد بن محمد بن ميمون فقدم أبو عبد الله البريدي من البصرة وطلب الوزارة فأجابه المتَّقي وولاَّه ومشى إلى بابه ابن ميمون وكانت وزارة ابن ميمون شهرًا فقامت الجند على أبي عبد الله يطلبون أرزاقهم فخافهم وهرب بعد أيام ووزّر بعده أبو إسحاق محمد أحمد لقراريطي ثم عزل الكرخي بعد ثلاثة وخمسين يومًا فلم ير أقرب من مدة هؤلاء وهزلت الوزارة وضؤلت لضعف الدولة وصغر الدائرة‏.‏
وأما بجكم فنزل واسطًا وقرر مع الخليفة أنه يحمل إليه في العام ثمانمائة ألف دينار وعدل وتصدق وكان ذا أموال عظيمة ونفس عصيبة خرج يتصيّد فأساء إلى أكراد هناك فاستفرد به عبد أسود فطعنه برمح فقتله في رجب وفر معظم جنده إلى البريدي وأخذ المتقي من داره ببغداد ما يزيد على ألفي ألف دينار وقلَّد المتقي إمرة الجيش كورتكين الدَّيلمي وجرت أمور ثم استدعى المتّقي محمد بن رائق فسار من دمشق واستناب بها أميرًا ووصل إلى بغداد وخطب ابن البريديّ له بواسط والبصرة فالتقى ابن رائق وكورتكين على بغداد غير مرة ثم خذل كورتكين واختفى وأسرت أمراؤه وضربت أعناقهم وتمكّن ابن رائق‏.‏
وفيها توفي البريهاري أبو محمد الحسن بن علي الفقيه القدوة شيخ الحنابلة بالعراق قالًا وحالًا وحلالًا وكان له صيت عظيمٍ وحرمة تامة أخذ عن المروزيّ وصحب سهل بن عبد الله التستري وصنّف التصانيف وكان المخالفون يغلّظون قلب الدولة عليه فقبض على جماعة من أصحابه واستتر هو في سنة إحدى وعشرين ثم تغيّرت الدولة وزادت حرمة البربهاري ثم سعت المبتدعة به فنودي بأمر الراضي بالله في بغداد لا يجتمع اثنان من أصحاب البربهاري وفيها القاضي أبو محمد عبد الله بن أحمد بن زبر الرَّبعي البغدادي وله بضع وسبعون سنة سمع عباسًا الدُّوري وطبقته وولي قضاء مصر ثلاث مرات آخرها في ربيع الأول من هذا العام فتوفي بعد شهر ضعَّفه غير واحدٍ في الحديث وله عدة تصانيف‏.‏
وفيها الحامض وهو المحدّث أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي ثم البغدادي‏.‏
روي عن سعدان بن نصر وطائفة‏.‏
وفيها أبو نصر محمد بن حمدويه المروزي القارئ المطَّوِّعي روى عن أبي داود السِّنجي ومحمود بن آدم وطائفة‏.‏
قال الدارقطني ثقة حافظ‏.‏
وفيها أبو الفضل البلعمي الوزير محمد بن عبيد الله أحد رجال الدهر عقلًا ورأيًا وبلاغة‏.‏
روى عن الإمام محمد بن نصر المروزي وغيره وصنف كتاب ‏[‏تلقيح البلاغة‏]‏‏.‏ و‏[‏كتاب المقالات‏]‏‏.‏
وفيها توفي الراضي بالله أبو إسحاق محمد وقيل أحمد بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد بالله احمد بن أبي احمد بن المتوكل على الله العباس ولد سنة سبع وتسعين ومائتين من جارية رومية اسمها ظلوم كان قصيرًا أسمر نحيفًا في وجهه طول و استخلف سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وهو آخر خليفة له شعر مدوّن وآخر خليفة انفرد بتدبير الجيوش وإلى خلافة المقتفي
وآخر خليفة خطب يوم الجمعة إلى خلافة الحاكم العباسي فإنه خطب أيضًا مرتين وآخر خليفة جالس النُّدماء ولكنه كان مقهورًا مع أمرائه مرض في ربيع الأول بمرض دموي ومات وكان سمحًا كريمًا محبًا للعلماء والأدباء سمع الحديث من البغويّ وتوفي في نصف ربيع الآخر وله إحدى وثلاثون سنة ونصف‏.‏
وفيها يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول أبو بكر التَّنوخي الأنباري الأزرق الكاتب في آخر السنة ببغداد وله نيّف وتسعون سنة‏.‏
روى عن جدّه والحسن بن عرفة وطائفة‏.‏
سنة ثلاثين وثلاثمائة فيها الغلاء المفرط والوباء ببغداد وبلغ الكرُّ مائتين وعشرة دنانير وأكلوا الجيف‏.‏
وفيها وصلت الروم فأغارت على أعمال حلب وبدعوا وسبوا عشرة آلاف نسمة‏.‏
وفيها أقبل أبو الحسين علي بن محمد البريدي في الجيوش فالتقاه المتقي وابن رائق فكسرهما ودخلت طائفة من الدَّيلم دار الخلافة فقتلوا جماعة وهرب المتَّقي وابنه وابن رائق إلى الموصل واختفي وزيره أبو إسحاق القراريطي ووجدوا في الحبس كورتكين‏.‏
وكان قد عثر عليه ابن رائق فسجنه فأهلكه البريدي ووقع النهب في بغداد واشتدّ القحط حتى بلغ الكرُّ ثلاثمائة وستة عشر دينارًا وهذا شيء لم يعهد بالعراق وألحّ أبو الحسين البريدي في المصادرة ونزح الناس وهجّوا ثم عم البلاء بزيادة دجلة فبلغت عشرين ذراعًا وغرق الخلق ثم خامر توزون وذهب إلى الموصل‏.‏
وأما ناصر الدولة ابن حمدان فإنه جاءه محمد بن رائق إلى خميته فوضع رجله في الركاب فشبّ به الفرس فوقع فصاح ابن حمدان لا يفوتنكم فقتلوه ثم دفن وعفي قبره و جاء ابن حمدان إلى المتّقي فقلّده مكان ابن رائق ولقّبه ناصر الدَّولة ولقَّب أخاه عليًّا سيف الدَّولة وعاد وهما معه فهرب البريديّ من بغداد وكان مدة استيلائه عليها ثلاثة أشهر وعشرين يومًا ثم تهيّأ البريديّ وعاد فالتقاه سيف الدولة بقرب المدائن ودام القتال يومين فكانت الهزيمة أوّلًا على بني حمدان والأتراك ثم كانت على البريدي وقتل جماعة من أمراء الدَّيلم وأسر آخرون وردَّ إلى واسط بأسوأ حال وساق وراءه سيف الدَّولة ففرّ إلى البصرة‏.‏
وفيها توفي في رجب بمصر أبو بكر محمد بن عبد الله الصيَّرفي الشافعي له مصنّفات في المذهب وهو صاحب وجه‏.‏
روى عن أحمد بن منصور الرَّمادي‏.‏
وفيها أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال النَّيسابوري روى عن الذُّهلي والحسن وفيها أبو يعقوب النَّهرجوري شيخ الصوفية إسحاق بن محمد صحب الجنيد وغيره وجاور مدة وكان من كبار العارفين‏.‏
وفيها تبوك بن أحمد بن تبوك السُّلمي بدمشق روى عن هشام بن عمّار‏.‏
وفيها المحاملي القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبَّي البغدادي في ربيع الآخر وله خمس وتسعون سنة وأول سماعه في سنة أربع وأربعين من أبي هشام الرفاعي وأقدم شيخ له أحمد بن إسماعيل السَّهمي صاحب مالك‏.‏
قال أبو بكر الداوودي‏:‏ كان يحضر مجلس المحاملي عشرة آلاف رجل‏.‏
وفيها قاضي دمشق أبو يحيى زكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى ختّ البلخي الشافعي وهو صاحب وجه‏.‏
روى عن أبي حاتم الرازي وطائفة ومن غرائب وجوهه‏:‏ إذا شرط في القراض أن يعمل مع رب المال العامل جاز‏.‏
وفيها عبد الغافر بن سلامة أبو هاشم الحمصي بالبصرة وله بضع وتسعون سنة‏.‏
روى عن كثير بن عبيد وطائفة‏.‏
وفيها عبد الله بن يونس القبري الأندلسي صاحب بقيّ بن نخلد وكان كثير الحديث مقبولًا‏.‏
وفيها عبد الملك بن أحمد بن أبي حمزة البغدادي الزيات روى عن الحسن بن عرفة وجماعة وفيها الحافظ أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد أبو الحسن البغدادي البزّار روى عن عباس الدُّوري وطبقته وعاش ثمانيا وسبعين سنة‏.‏
وفيها محمد بن عبد الملك بن أيمن القرطبي أبو عبد الله الحافظ وله ثمان وسبعون سنة أيضًا رحل إلى العراق سنة أربع وسبعين وسمع من محمد بن إسماعيل الصائغ ومحمد بن الجهم السمَّري وطبقتهما وألّف كتابًا على سنن أبي داود وكان بصيرًا بمذهب مالك‏.‏
وفيها محمد بن عمر بن حفص الجزرجيري بأصبهان سمع إسحاق بن الفيض ومسعود بن يزيد القطّان وطبقتهما‏.‏
وفيها محمد بن يوسف بن بشر أبو عبد الله الهروي الحافظ من أعيان الشافعية والرحّالين في الحديث سمع الربيع بن سليمان والعباس ابن الوليد البيروتي وطبقتهما وعاش مائة سنة‏.‏
وفيها الزاهد العابد أبو صالح المسجد المشهور بظاهر باب شرقي و يقال اسمه مفلح‏.‏
وكان من الصوفية العارفين‏.‏
سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة فيها قلّل ناصر الدَّولة بن حمدان رواتب المتقي وأخذ ضياعه وصادر العمّال فكرهه الناس وزوّج بنته بابن المتقي على مائتي ألف دينار وهاجت الأمراء بواسط على سيف الدَّولة فهرب‏.‏
وسار أخوه ناصر الدولة إلى الموصل فنهب داره وأقبل توزون فدخل بغداد فولاه المتقي إمرة الأمراء فلم يلبث أن وقعت بينهما الوحشة فرجع توزون إلى واسط ونزح خلق من بغداد من تتابع الفتن والخوف إلى الشام ومصر وبعث المتقي خلعًا إلى أحمد بن بويه فسرّ بها‏.‏
وفيها توفي أبو روق الهزَّاني أحمد بن محمد بن بكر بالبصرة وقيل بعدها وله بضع وتسعون سنة‏.‏
وفيها بكر بن أحمد بن حفص التّنِّيسي الشَّعراني روى عن يونس بن عبد الأعلى وطبقته بمصر والشام‏.‏
وفيها حبشون بن موسى أبو نصر الخلال ببغداد في شعبان ووله ستّ وتسعون سنة روى عن الحسن بن عرفة وعلي بن إشكاب‏.‏
وفيها أبو علي حسن بن سعد بن إدريس الحافظ الكتامي القرطبي سمع من بقيّ بن مخلد مسنده وبمصر من أبي يزيد القراطيسي وباليمن من إسحاق الدَّبري وبمكة وبغداد‏.‏
وكان فقيهًا مفتيًا صالحًا عاش ثلاثًا وثمانين سنة‏.‏
وفيها أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة السَّدوسي ببغداد في ربيع الآخر سمع من جدّه مسند العشرة ومسند العباس وهو ابن سبع سنين وسمع من الرَّمادي وأناس وثّقة الخطيب‏.‏
وفيها أبو بكر محمد بن إسماعيل الفرغاني الصُّوفي أستاذ أبي بكر الرَّقِّي وكان من العابدين وله بزّة حسنة ومعه مفتاح منقوش يصلّي ويضعه بين يديه كأنه تاجر وليس له بيت بل ينطرح في المسجد ويطوي أيامًا‏.‏
وفيها الزاهد أبو محمود عبد الله بن محمد بن منازل النَّيسابوري المجرد على الصحة والحقيقة صحب حمدون القصَّار وحدث بالمسند الصحيح عن أحمد بن سلمة النَّيسابوري وكان له كلام رفيع في الإخلاص والمعرفة‏.‏
وفيها أبو الحسن علي بن محمد بن سهل الدَّينوري الصائغ الزاهد أحد المشايخ الكبار بمصر في رجب وما أحلى كلامه‏:‏ من أيقن أنه كغيره فما له أن يبخل بنفسه‏.‏
وكان صاحب أحوال ومواعظ‏.‏
وفيها محمد بن مخلد العطار أبو عبد الله الدُّوري الحافظ ببغداد سمع يعقوب الدَّورقي وأحمد بن إسماعيل السَّهمي وخلائق وكان ذا صدق وصلاح وله تصانيف توفي في جمادى
وفيها صاحب ما وراء النهر أبو الحسن الملك نصر بن أحمد بن إسماعيل السّاماني في المملكة بعد أبيه و ثلاثين يومًا بعد أبيه وولي بعده ابنه نوح‏.‏
وفيها هنَّاد بن السَّريّ بن يحيى الكوفي الصغير روى عن أبي سعيد الأشجّ وجماعة‏.‏
وفيها الجصّاص أبو يوسف يعقوب بن عبد الرحمن بن أحمد البغدادي الدّعَّاء روى عن أحمد بن إسماعيل السَّهمي وعليّ بن إشكاب وجماعة وله أوهام وغلطات‏.‏
سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة فيها كاتب المتّقي بني حمدان ليحكم توزون على بغداد فقدم الحسين بن سعيد بن حمدان في جيش كثف فخرج المتقي وآله ووزيره وساروا إلى تكريت ظناّ منهم أن سيف الدولة يوافيه بتكريت فيردون ثم قدم سيف الدولة على المتّقي وأشار بأن يصعد إلى الموصل فتألم المتّقي وقال‏:‏ ما على هذا عاهدتموني فقلّل أصحابه وبقي في طائفة وجاء توزون فاستعد للحرب ببغداد فجمع ناصر الدولة جيشي الأعراب والأكراد وسار إلى تكريت ثم وقع القتال أيامًا فانهزم الخليفة والحمدانية إلى الموصل ثم عملوا مصافًا آخر على حربه فانهزم سيف الدولة فتبعه توزون فانهزم بنو حمدان والمتقي لله إلى نصيبين واستولى توزون على الموصل
وأخذ من أهلها مائة ألف دينار مصادرة فراسل الخليفة توزون في الصُّلح واعتذر بأنه ما خرج عن بغداد إلا لما قيل إنك اتفقت أنت والبريدي عليّ والآن فقد آثرت رضاي فصالح ابني حمدان وأنا أرجع إلى داري فأجاب إلى الصُّلح لأن أحمد بن بويه وصل إلى واسط يريد بغداد فجاء شيء لم يكن في حساب الفريقين وكاتب المتّقي الإخشيد ليقدم فجاء إليه من مصر فاجتمع به بالرقّة وبان للمتّقي من الحمدانية الملل والضجر فراسل توزون فقال له الإخشيد‏:‏ يا أمير المؤمنين أنا عبدك وقد عرفت غدر الأتراك وفجورهم فسر معي إلى الشام ومصر فهي لك وتأمن على نفسك فلم يقبل‏.‏
فقال‏:‏ فأقم ها هنا وأمدك بالأموال والرّجال فأبى‏.‏
فردَّ الإخشيد إلى الشام‏.‏
وفيها قتل أبو عبد الله البريدي أخاه أبا يوسف لكونه عامل عليه ابن بويه ونسبه إلى الظلم‏.‏
ولم يحجّ الرَّكب لموت القرمطي الطاغية أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنَّابي في رمضان بهجر من جدريّ أهلكه فلا رحم الله فيه مغرز إبرة وقام بعده أبو القاسم الجنّابي‏.‏
وفيها توفي أحمد بن عمرو بن جابر الحافظ أبو بكر الطّحان بالرَّملة روى عن العباس بن الوليد البيروتي وطبقته وسمع بالشام والجزيرة والعراق‏.‏
وأبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكم أبو المديني الأصبهاني رحل إلى الشام والعراق والحافظ ابن عقدة أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الشِّيعي أحد أركان الحديث سمع الحسن بن علي بن عفّان ويحيى بن أبي طالب وطبقتهما ولم يرحل إلى غير الحجاز وبغداد لكنه كان آية من الآيات في الحفظ‏.‏
حتى قال الدَّارقطني‏:‏ أجمع أهل بغداد أنه لم ير بالكوفة من زمن ابن مسعود رضي الله عنه إلى زمن ابن عقدة أحفظ منه وقد سمعته يقول‏:‏ أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم وروي عن ابن عقدة قال‏:‏ أحفظ مائة ألف حديث بإسنادها وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث‏.‏
وقال أبو سعيد الماليني‏:‏ تحوّل ابن عقدة مرّة فكانت كتبه ستمائة حمل جمل‏.‏
قلت‏:‏ ضعّفوه واتّهمه بعضهم بالكذب وقال أبو عمر بن حيويه‏:‏ كان يملي مثالب الصحابة فتركته‏.‏
وفيها محمد بن بشير أبو بكر الزُّبيري العكبري‏.‏
روى عن بحر بن نصر الخولاني وجماعة وعاش أربعًا وثمانين سنة‏.‏
وفيها محمد بن الحسين أبو بكر القطّان النَّيسابوري في شوال روى عن عبد الرحمن بن بشير وأحمد بن يوسف السُّلمي والكبار‏.‏
وفيها محمد بن محمد بن أبي حذيفة أبو علي الدمشقي المحدث روى عن أبي أميّة

وفيها الإمام ابن ولاد النحوي وهو ابو العباس أحمد بن محمد بن الوليد التَّميمي المصري مصنّف كتاب ‏[‏الانتصار لسيبويه على المبرد‏]‏ وكان شيخ الديار المصرية في العربية مع أبي جعفر النحاس‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 07:30 PM

سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة
حلف توزون أيمانًا صعبة للمتقي بالله فسار من الرقَّة واثقًا بإيمانه في المحرم فلما قرب من الأنبار جاء توزون وتلقّاه وقبّل الأرض وأنزله في مخيَّم ضرب له ثم قبض على الوزير أبي الحسين بن أبي علي بن مقلة وكحل المتّقي بالله فصاح المسكين فصرخ النساء فأمر توزون يضرب بالدبادب حول المخيم وأدخل بغداد مسمولًا مخلوعًا وبويع عبد الله بن المكتفي ولقّب بالمستكفي بالله فلم يحل الحول على توزون واستولى أحمد بن بويه على واسط والبصرة والأهواز فسار توزون لحربه فدام القتال والمنازلة بينهما أشهرًا وابن بويه في استظهار ومرض توزون بعلّة الصَّرع واشتد الغلاء على ابن بويه فردّ إلى الأهواز وردّ توزون إلى بغداد وقد زاد به الصرع‏.‏
وفيها تملك سيف الدَّولة بن حمدان حلب وأعمالها وهرب متولّيها يانس المؤنس إلى مصر
فجهز الإخشيذ جيشًا فالتقاهم سيف الدولة على الرَّستن فهزمهم وأسر منهم ألف نفس وافتتح الرَّستن ثم سار إلى دمشق فملكها‏.‏
فسار الإخشيذ ونزل على طبريّة فخامر خلق من عسكر سيف الدولة إلى الإخشيذ فردَّ سيف الدّولة وجمع وحشد فقصده الإخشيد فالتقاه بقنَّسرين وهزمه ودخل حلب وهرب سيف الدولة‏.‏
وأما بغداد فكان بها قحطٌ لم ير مثله وهرب الخلق فكان النساء يخرجن عشرين وعشرًا يمسك بعضهنّ ببعض ويصحن‏:‏ الجوع الجوع ثم تسقط الواحدة بعد الواحدة ميتة فإنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏
وفي شوال مات أبو عبد الله البريدي وقام أخوه أبو الحسين مقامه فأساء إلى الترك والدّيلم فهموا به وقدَّموا به عليهم أبا القاسم ولد أبي عبد الله فهرب عمدًا أبو الحسين ماشيًا فأتى هجر واستجار بالقرامطة فبعثوا معه جيشًا فنازل البصرة مدّة ثم اصطلحوا فمضى أبو الحسين إلى بغداد‏.‏
وفيها توفي الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر الطحّان بالرَّملة ورحل إلى الشام والجزيرة والعراق وروي عن العباس بن الوليد البيروتي وطبقته‏.‏
وفيها أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني الأصبهاني رحل إلى الشام وفيها أبو علي اللُّؤلؤي محمد بن أحمد بن عمرو البصري راوية السنن عن أبي داود لزم أبا داود مدة طويلة يقرأ السُّنن للناس‏.‏
سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة فيها دثرت بغداد وتداعت لخراب من شدة القحط والفتن والجور فإن توزون أتابك الجيوش هلك بعلّة الصرع في المحرم بهيت ومعه كاتبه أبو جعفر بن شيرزاد فطمع في المملكة وحلف العساكر لنفسه وجاء فنزل بظاهر بغداد وخرجت إلى عنده الأتراك والدَّيلم فبعث إليه المستكفي بالله بالخلع ولم يكن معه مال فشرع في مصادرة التجار والدواوين‏.‏
وفيها اصطلح سيف الدولة والإخشيد وصاهره وتقرر لسيف الدولة حلب وحمص وأنطاكية وقصد معزّ الدولة أحمد بن بويه بغداد فاختفى الخليفة وابن شيرزاد وضعفا عنه فتسللت الأتراك إلى الموصل وأقامت الدَّيلم ببغداد ونزل معزّ الدولة بباب الشماسيّة وقدّم له الخليفة التقاديم والتحف ثم دخل في جمادي الأولى إلى خدمة الخليفة وبايعه فلقَّبه يومئذ معز الدولة ولقَّب إخوته عليّا‏:‏ عماد الدولة والحسن‏:‏ ركن الدولة وضربت لهم السكّة وظهر ابن شيرازاد وأتى إلى خدمة معز الدولة وخضع له واستوتقت المملكة لمعز الدولة فلما تمكن كحل المستكفي بالله وخلعه من الخلافة لأن علم القهرمانة كانت تأمر وتنهى وعملت دعوة عظيمة حضرها خرشيذ مقدّم الديلم وعدة أمراء فخاف معز الدولة من غائلتها وأيضًا فإن بعض الشيعة كان يثير الفتن فآذاه الخليفة وكان معز الدولة يتشّيع فلما كان في شهر جمادي الآخرة دخل الأمراء إلى الخدمة ودخل معزّ الدولة فتقدم اثنان فطلبا من المستكفي رزقهما فمدّ لها يده ليقبّلاها فجذباه إلى الأرض وسحباه فوقعت الضجّة ونهبت دور الخلافة وقبضوا على علم وعلى خواصّ الخليفة وساقوا الخليفة ماشيًا إلى دار معز الدولة وكانت خلافته سنة وأربعة أشهر وصار ثلاثة خلفاء مسمولين وهو والذي قبله والقاهر ثم أحضر معزّ الدولة أبا القاسم الفضل بن المقتدر بالله فبايعه ولقَّبه المطيع لله وله يومئذٍ أربع وثلاثون سنة وقرر له معز الدولة كل يوم مائة دينار للنفقة وانحط دست الخلافة إلى هذه المنزلة وإيش هي المائة دينار و ما هي إلا بقيمة عشرة دنانير في الرخاء فإن في شعبان أكلوا ببغداد الميتات والآدميين ومات الناس على الطرق وبيع العقار بالرُّغفان‏.‏
واشترى المطيع كرَّ دقيق بعشرة الآن ألف درهم وجيّش ناصر الدولة ابن حمدان وجاء فنزل بسامرّا فالتقى هو ومعز الدولة فانكسر معز الدولة ودخل ناصر الدولة بغداد وملك الجانب الشرقي ونزل معز الدولة ومعه المطيع تبعًا له ثم تخاذل عسكر ناصر الدولة فانهزم‏.‏
ودخل معز الدولة إلى وفيها توفي قاضي القضاة أبو الحسن أحمد بن عبد الله الخرقي ولي قضاء واسط ثم قضاء مصر ثم قضاء بغداد في سنة ثلاثين وكان قليل العلم إلى الغاية إنما كان هو وأبوه وأهله من كبار العدول فتعجّب الناس من ولايته لكنه ظهرت منه صرامة وعفة وكفاءة‏.‏
وفيها أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السُّلمي الدمشقي في جمادى الأولى وله بضعٌ وتسعون سنة تفرّد بالرواية عن جماعة وحدّث عن موسى بن عامر المرِّي ومحمد بن إسماعيل بن عليَّة وطبقتهما‏.‏
وفيها الصَّنوبري الشاعر أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن الضبِّي الحلبي وشعره في الذروة العليا‏.‏
وفيها الحسين بن يحيى بن عيّاش أبو عبد الله المتُّوثي القطَّان في جمادي الآخرة ببغداد وله خمس وتسعون سنة‏.‏
روى عن أحمد بن المقدام العجلي وجماعة وآخر من حدَّث عنه هلال الحفّار‏.‏
وفيها عثمان بن محمد أبو الحسين الذَّهبي البغدادي بحلب روى عن أبي بكر بن أبي الدنيا وطبقته‏.‏
وفيها علي بن إسحاق المادرائي أبو الحسن محدّث البصرة‏.‏
روى عن عليّ بن حرب وطائفة‏.‏
وفيها الوزير العادل أبو الحسن علي بن عيسى بن داود بن الجرّاح البغدادي الكاتب وزر مرّات للمقتدر ثم للقاهر‏.‏
وكان محدّثًا عالمًا ديّنا حيّرا كبير الشأن عالي الإسناد‏.‏
روى عن أحمد بن بديل والحسن الزَّعفراني وطائفة وعاش تسعين سنة وكان في الوزراء كعمر بن بن عبد العزيز في الخلفاء‏.‏
قال أحمد بن كامل القاضي‏:‏ سمعت الوزير علي بن عيسى يقول‏:‏ كسبت سبعمائة ألف دينار أخرجت منها في وجوه البرّ ستمائة ألف وثمانين ألف دينار‏.‏
آخر من روى عنه ابنه عيسى في أماليه‏.‏
وفيها الإمام أبو القاسم الخرّقي عمر بن الحسين البغدادي الحنبلي صاحب ‏[‏المختصر‏]‏‏.‏ في الفقه بدمشق ودفن بباب الصغير‏.‏
وفيها الحافظ أبو علي القشيري محمد سعيد الحرّاني نزيل الرقَّة ومؤرخها روى عن سليمان بن سيف الحراني وطبقته وتوفي في هذا العام أو فيما بعده‏.‏
وفيها الإخشيذ أبو بكر محمد بن طغج بن جفّ التركي الفرغاني صاحب مصر والشام ولي ديار مصر سنة إحدى وعشرين ثم أضيف إليه دمشق وغيرها في سنة ثلاث وعشرين‏.‏
والإخشيذ بالتركي‏:‏ ملك الملوك وطغج عبد الرحمن وهو من أولاد ملوك فرغانة وكان جدّه جفّ من الترك الذين حملوا إلى المعتصم فأكرمه وقرّبه ومات في العام الذي قتل فيه المتوكل فاتصل طغج بابن طولون وصار من كبار أمرائه وكان الإخشيذ شجاعًا حازمًا يقظًا شديد البطش لا يكاد أحد يجرُّ قوسه توفي بدمشق في ذي الحجة وله ست وستون سنة ودفنوه ببيت المقدس‏.‏
وكان له ثمانية آلاف مملوك وفيها القائم بأمر الله أبو القاسم نزار بن المهدي عبيد الله الدَّعي الباطني صاحب المغرب وقد سار مرتين إلى مصر ليملكها فما قدِّر له وجرت له أمور يطول شرحها ومات بالمهديّة في شوال وهو تحت حصار مخلد بن كيداد البربري له وكان مولده بسلميّة في حدود الثمانين ومائتين وقام بعده ابنه المنصور إسماعيل‏.‏
وفيها الشَّبلي أبو بكر الزاهد صاحب الأحوال والتصوف قرأ في أول أمره الفقه وبرع في مذهب مالك ثم سلك وصحب الجنيد وكان أبوه من حجّاب الدولة ورد أنه سئل‏:‏ إذا اشتبه على المرأة دم الحيض بدم الاستحاضة كيف تصنع فأجاب بثمانية عشر جوابًا للعلماء‏.‏
سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة
فيها ملك سيف الدَّولة دمشق بعد موت الاخشيذ فجاءته جيوش مصر فدفعته إلى الرقَّة بعد حروب وأمور واصطلح معز الدولة بن بويه وناصر الدولة بن حمدان‏.‏
وفيها توفي أبو العباس بن القاصّ أحمد بن أبي أحمد الطبري الشافعي وله مصنفات مشهورة تفقه على ابن سريج‏.‏
وفيها المطيري المحدث أبو بكر محمد بن جعفر الصيرفي ببغداد وكان ثقة مأمونًا‏.‏
روى عن الحسن بن عرفة وطائفة‏.‏
وفيها الصولي أبو بكر محمد بن يحيى البغدادي الأديب الأخباري العلامة صاحب التصانيف أخذ الأدب عن المبرّد وثعلب وروى عن أبي دود السِّجستاني وطائفة ونادم غير واحد من الخلفاء وجدّه الأعلى هو صول ملك جرجان‏.‏
وفيها الهيثم بن كليب الحافظ أبو سعيد الشَّاشي صاحب المسند ومحدث ما وراء النهر روى عن عيسى بن أحمد البلخي وهو ثقة‏.‏
سنة ست وثلاثين وثلاثمائة فيها سار المطيع ومعز الدولة إلى البصرة لمحاربة أبي القاسم بن أبي عبد الله البريدي فتفرق وفيها ظفر المنصور العبيدي بمخلد بن كيداد وقتل قوّاده ومزّق جيشه‏.‏
وفيها توفي الحافظ أبو الحسين بن المنادي وهو أحمد بن جعفر بن الشيخ أبي جعفر محمد بن أبي داود عبيد الله البغدادي وله ثمانون سنة صنّف وجمع وسمع من جدَّه وخلق كثير‏.‏
وفيها حاجب بن أحمد بن يرحم أبو محمد الطوسي وهو معمَّر ضعيف الحديث زعم أنه ابن مائة وثمان سنين‏.‏
و حدّث عن محمد بن رافع والذُّهلي والكبار‏.‏
وفيها أبو العباس الأثرم محمد بن أحمد ب أحمد بن حماد المقرئ البغدادي وله ست وتسعون سنة روى عن الحسن بن عرفة وعمر بن شبَّة والكبار و توفي بالبصرة‏.‏
والحكيمي محمد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب ببغداد في ذي الحجة روى عن زكريا بن يحيى المروزي وطبقته‏.‏
والميداني أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن معقل النيسابوري في رجب فجأة وكان عنده جزء من الذُّهلي وهو الذي تفرّد به سبط السَّلفي‏.‏
وفيها أبو طاهر المحمَّد أباذي محمد بن الحسن بن محمد النيسابوري أحد أئمة اللسان‏.‏
روى عن أحمد بن يوسف السُّلمي وطائفة وببغداد عن عباس الدُّوري وذويه وكان إمام الأئمة ابن خزيمة إذا شك في لغة سأله‏.‏
فيها كان الغرق ببغداد وبلغت الدجلة أحدا وعشرين ذراعًا وهلك خلق تحت الهدم‏.‏
وفيها قوي معزّ الدولة على صاحب الموصل ابن حمدان وقصده ففرّ ابن حمدان إلى نصيبين ثم صالحه على حمل ثمانية آلاف ألف في السنة‏.‏
وفيها خرجت الروم لعنهم الله وهزموا سيف الدولة على مرعش وملكوا مرعش‏.‏
وفيها توفي أبو إسحاق القرميسيني إبراهيم بن شيبان شيخ الصوفية ببلاد الجبل صحب إبراهيم الخواص وساح بالشام ومن قوله‏:‏ علم الفناء والبقاء يدور على إخلاص الوحدانية وصحة العبوديّة وما كان غير هذا فهو من المغاليط والزندقة‏.‏
وفيها محمد بن علي بن عمر أبو علي النَّيسابوري المذكّر أحد الضعفاء سمع من أحمد بن الأزهر وأقرانه ولو اقتصر عليهم لكان منه خير ولكنه شره وحدَّث عن محمد بن رافع والكبار‏.‏
فترك‏.‏
سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة فيها ولي قضاء القضاة أبو السائب عتبة بن عبد الله ولم يحجَّ ركب العراق‏.‏
وفيها توفي المستكفي بالله أبو القاسم عبد الله بن المكتفي بالله علي بن المعتضد بالله بن الموفق أحمد العباسي الذي استخلف وسمل في سنة أربع وثلاثين كما ذكر وحبس حتى مات بنفث الدّم وله ست وأربعون سنة وكان أبيض جميلًا ربعة أكحل أقنى خفيف العارضين وأمُّه أمة‏.‏
وفيها أحمد بن سليمان بن زبّان أبو بكر الكندي الدمشقي الضرير ذكر أنه ولد سنة خمس وعشرين ومائتين وأنه قرأ على أحمد بن يزيد الحلواني وأنه سمع من هشام بن عمّار وابن أبي الحواري‏.‏
روى عنه تمّام الرّازي وعبد الرحمن بن أبي نصر ثم تركا الرواية عنه لما تبيّن أمره‏.‏
قال الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي‏.‏
كان غير ثقة‏.‏
وقال عبد العزيز الكتّاني‏:‏ كان يعرف بابن زبّان العابد لزهده وورعه‏.‏
وفيها أبو جعفر النحّاس أحمد بن محمد بن إسماعيل المصري النحوي وكان ينظر بابن الأنباري ونفطويه ببلده له تصانيف كثيرة وكان مقتّرًا على نفسه في لباسه وطعامه توفي في ذي الحجة‏.‏
وفيها إبراهيم بن عبد الرزّاق الأنطاكي المقرئ مقرئ أهل الشام في زمانه‏.‏
قرأ على قنبل وهارون الأخفش وعثمان بن خرّزاذ وصنّف كتابًا في القراءات الثمان وروى الحديث عن أبي أميّة الطَّرسوسي وطائفة وقيل توفي في السنة الآتية‏.‏
وفيها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت السَّامري القاضي نزيل دمشق ونائب الحكم بها وصاحب الجزء المشهور روى عن الحسن بن عرفة وسعدان بن نصر وطائفة من العراقيين والشاميين والمصريين وثَّقة الخطيب وتوفي في ربيع الآخر‏.‏
وفيها أبو علي الحضائري الحسن بن حبيب الدمشقي الفقيه الشافعي‏.‏
روى عن الربيع بن سليمان وابن عبد الحكم وحدّث بكتاب الأم للشافعي‏.‏
قال الكتّاني‏:‏ هو ثقة أنبل حافظ لمذهب الشافعي مات في ذي القعدة‏.‏
وفيها عماد الدولة أبو الحسن علي بن بويه بن فناخسرو الدَّيلمي صاحب بلاد فارس وهو أول من ملك من أخوته وكان الملك معز الدولة أحمد أخوه يتأدب معه ويقدّمه على نفسه عاش بضعًا وخمسين سنة وكانت أيامه ست عشرة سنة وملك فارس بعد ابن أخيه عضد الدولة ابن ركن الدولة‏.‏
وفيها علي بن محمد البصري أبو الحسن الواعظ هو بغداديّ أقام بمصر مدّة‏.‏
روى عن أحمد بن عبيد بن ناصح وأبي يزيد القراطيسي وطبقتهما‏.‏
وكان صاحب حديث له مصنّفات كثيرة في الحديث والزهد وكان مقدّم زمانه في الوعظ مات في ذي القعدة‏.‏
وفيها علي بن حمشاذ أبو الحسن النَّيسابوري الحافظ أحد الأئمة سمع الفضل بن محمد الشَّعراني وإبراهيم بن ديزيل وطبقتهما ورحل وطوّف وصنّف وله مسند كبير في أربعمائة جزء وأحكام في مائتين وستين جزءًا وتفسير في مئتي جزءٍ توفي فجأة في الحمّام وله ثمانون سنة‏.‏
قال أحمد بن إسحاق الضبُّعي‏:‏ صحبت علي بن حمشاذ في الحضر والسفر فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة‏.‏
وفيها محمد بن عبد الله بن دينار أبو عبد الله النَّيسابوري الفقيه الرجل الصالح سمع السَّري رحمه الله بن خزيمة واقرانه‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان يصوم النهار ويقوم الليل ويصبر عل الفقر ما رأيت في مشايخنا أصحاب الرأي أعبد منه‏.‏
سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة فيها دخل سيف الدولة بن حمدان بلاد الروم في ثلاثين ألفًا فافتتح حصونًا وسبى وغنم فأخذت الروم عليه الدروب فاستولوا على عسكره قتلا وأسرًا ونجا هو في عدد قليل ووصل من سلم بأسوأ حال‏.‏
وفيها أعادت القرامطة الحجر الأسود إلى مكانه وكان الأمير بجكم قد دفع لهم فيه خمسين وفيها توفي الحافظ أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم الطّوسي البلاذري روى عن محمد بن أيوب بن الضُّريس وطبقته‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان واحد عصره في الحفظ والوعظ خرج صحيحًا على وضع مسلم‏.‏
وفيها حفص بن عمر الأردبيلي أبو القاسم الحافظ محدّث أذربيجان وصاحب التصانيف‏.‏
روى عن أبي حاتم الرّازي ويحيى بن أبي طالب وطبقتهما‏.‏
وفيها قاضي الإسكندرية علي بن عبد الله بن أبي مطر المعافري الإسكندراني الفقيه أبو الحسن المالكي وله مائة سنة روى عن محمد بن عبد الله بن ميمون صاحب الوليد بن مسلم وغيره‏.‏
وفيها القاضي ابن الأشناني أبو الحسين عمر بن الحسن ببغداد روى عن محمد بن عيسى بن حبّان المدائني وابن أبي الدنيا وعدّة ضعفَّه الدَّارقطني‏.‏
وفيها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد ابن بطة الأصبهاني الصفّار‏.‏
روى عن أسيد بن عاصم وابن أبي الدنيا وطبقتهما‏.‏
وصنّف في الزهد وغيره وصحب العبّاد وكان من أكثر الحفّاظ حديثًا‏.‏
قال الحاكم‏:‏ هو محدّث عصره ومجاب الدعوة لم يرفع رأسه إلى السماء كما بلغنا نيّفًا وأربعين وفيها القاهر بالله أبو منصور محمد بن المعتضد بالله أحمد بن طلحة بن جعفر العباسي سلمت عيناه وخلع في سنة اثنتين وعشرين وكانت خلافته سنة وسبعة أشهر وكان ربعة أسمر أصهب الشعر طويل الأنف ظالمًا فاتكًا سيئ السيرة وكان تارة بعد الكحل يحبس وتارة يترك فوقف يومًا بجامع المنصور بين الصفوف وعليه مبطنة بيضاء وقال‏:‏ تصدّقوا عليّ فأنا من قد عرفتم فقام أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي فأعطاه خمسمائة درهم ثم منع لذلك من الخروج فقيل إنه أراد أن يشنِّع بذلك على المستكفي بالله ولعلّه فعل ذلك يف أيام القحط توفي في جمادى الأولى وله ثلاث وخمسون سنة‏.‏
وفيها محدّث بغداد أبو جعفر محمد بن عمرو ابن البختري الرزّاز وله ثمان وثمانون سنة روى عن سعدان بن نصر ومحمد بن عبد الملك الدَّقيقي وطائفة‏.‏
وفيها أبو نصر الفارابي صاحب الفلسفة محمد بن محمد طرخان التركي ذو المصنّفات المشهورة في الموسيقى التي من ابتغى الهدى فيها أضلّه الله وكان مفرط الذكاء قدم دمشق ورتّب له سيف الدولة كل يوم أربعة دراهم إلى أن مات وله نحو من ثمانين سنة‏.‏
سنة أربعين وثلاثمائة
سار الوزير أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي بالجيوش وقد استوزر عام أوّل فالتقى القرامطة فهزمهم واستباح عسكرهم وعاد بالأسارى‏.‏
وفيها جمع سيف الدولة جيشًا عظيمًا ووغل في بلاد الروم فغنم وسبى شيئًا كثيرًا وعاد سالمًا وأمن الوقت وذلّت القرامطة وحجّ الرَّكب‏.‏
وفيها توفي ابن الأعرابي المحدث الصوفي القدوة أبو سعيد أحمد ابن محمد بن زياد بن بشر البصري نزيل مكة في ذي القعدة وله أربع وتسعون سنة روى عن الحسن الزّعفراني وسعدان بن نصر وخلق كثير وجمع وصنّف ورحلوا إليه‏.‏
وفيها أبو إسحاق المروزي إبراهيم بن أحمد شيخ الشافعية وصاحب ابن سريج وذو التصانيف انتهت إليه رئاسة المذهب ببغداد وانتقل في آخر عمره إلى مصر فمات يف رجب ودفن عند ضريح الشافعي‏.‏
وفيها أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي الأديب ثقة رحّال مكثر أقام على أبي حاتم مدّة وجاور لأجل أبي يحيى بن أبي مسرة‏.‏
وفيها أبو علي الحسين بن صفوان البردعي صاحب أبي بكر بن أبي الدنيا ببغداد في شعبان‏.‏
وفيها العلامة أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث البخاري الفقيه شيخ الحنفية بما وراء النهر ويعرف بعبد الله الأستاذ وكان محدثًا جوّالًا رأسا في الفقه صنّف التصانيف وعمّر اثنتين وثمانين سنة وروى عن عبد الصمد بن الفضل وعبد الله بن واصل وطبقتهما‏.‏
قال أبو زرعة أحمد بن الحسين الحافظ‏:‏ هو ضعيف‏.‏
وقال الحاكم‏:‏ هو صاحب عجائب وأفراد عن الثقات‏.‏
وفيها أبو القاسم الزجّاجي عبد الرحمن بن إسحاق النَّهاوندي النحوي صاحب التصانيف أخذ عن أبي إسحاق الزجّاج وابن دريد وعلي ابن سليمان الأخفش وقد انتفع بكتابة الجمل خلق لا يحصون فقيل إنه جاور مدة بمكة وصنفه فيها‏.‏
وكان إذا فرغ الباب طاف أسبوعًا ودعا بالمغفرة اشتغل ببغداد ثم بحلب وبدمشق ومات بطبريّة في رمضان‏.‏
وفيها قاسم بن أصبغ الحافظ الإمام محدّث الأندلس أبو محمد القرطبي مولى بني أميَّة ويقال له البيّاني - وبيّانة محلَّةٌ بقرطبة - انتهى إليه التقدم في الحديث معرفةً وعلوًا‏.‏
سمع بقيّ بن مخلد وأقرانه ورحل سنة أربع وسبعين ومائتين فسمع محمد بن إسماعيل الصائغ بمكة وأبا بكر بن أبي الدنيا وأبا محمد بن قتيبة ومحمد بن الجهم وطبقتهم ببغداد وإبراهيم القصّار بالكوفة‏.‏
وصنّف كتابًا على وضع سنن أبي داود لكونه فاته لقيّه وكان إمامًا في العربية مشاورًا في الأحكام عاش ثلاثًا وتسعين سنة وتغيّر ذهنه يسيرًا قبل موته بثلاثة أعوام ومات في جمادى وفيها أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي الموصلي قدم بغداد وحدّث بها عن جدّه وعن جدّ أبيه وثّقه أبو حازم العبدوي ومات في رمضان‏.‏
وفيها أبو الحسن الكرخي شيخ الحنفية بالعراق واسمه عبيد الله بن حسين بن دلال‏.‏
روى عن إسماعيل القاضي وغيره وعاش ثمانين سنة انتهت إليه رئاسة المذهب وخرج له أصحاب أئمة وكان قانعًا متعفّفًا عابدًا صوّامًا كبير القدر رحمه الله‏.‏
سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة فيها اطلع الوزير المهلَّبي على جماعة من التناسخية فيهم رجل يزعم أن روح عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه انتقلت إليه وفيهم امرأة تزعم أن روح فاطمة انتقلت إليها وآخر يدّعي أنه جبريل فضربهم فتعزُّوا بالانتماء إلى أهل البيت وكان ابن بويه شيعيًا فأمر بإطلاقهم‏.‏
وفيها أخذت الروم مدينة سروج فاستباحوها‏.‏
وفيها توفي أبو الطاهر المديني أحمد بن محمد بن عمرو الحامي محدّث مصر في ذي الحجة روي عن يونس بن عبد الأعلى وجماعة‏.‏
وفيها أبو علي الصَّفّار إسماعيل بن محمد البغدادي النحوي الأديب صاحب المبرد‏.‏
سمع
وفيها المنصور أبو الطاهر إسماعيل بن القائم بن المهدي عبيد الله العبيدي الباطني صاحب المغرب حارب مخلد بن كيداد الإباضي الذي كان قد قمع بني عبيد واستولى على ممالكهم فأسره المنصور فسلخه بعد موته وحشا جلده وكان فصيحًا مفوّها بطلًا شجاعًا كان يرتجل الخطب مات في شوال وله تسع وثلاثون سنة وكانت دولته سبعة أعوام‏.‏
وفيها محمد بن أيوب بن الصَّموت الرَّقِّي نزيل مصر روى عن هلال ابن العلاء وطائفة‏.‏
وفيها محمد بن حميد أبو الطيّب الحوراني روى عن عبّاد بن الوليد وأحمد بن منصور الرَّمادي ومات في عشر المائة‏.‏
وفيها محمد بن النَّضر أبو الحسن بن الأخرم الرَّبعي قارئ أهل دمشق قرأ على هارون الأخفش وغيره وكانت له حلقة عظيمة بجامع دمشق لإتقانه ومعرفته‏.‏
سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة فيها رجع سيف الدولة من الروم مظفرًا منصورًا قد أسر قسطنطين بن الدُّمستق وكان بديع الحسن فبقي عنده مكرمًا حتى مات وفيها سار ابن محتاج صاحب خراسان إلى الريّ وجرت بينه وبين ركن الدولة بن بويه حروب وفيها توفي العلامة أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الضبُّعي شيخ الشافعية بنيسابور سمع بخراسان والعراق والحجاز والجبال فأكثر‏.‏
وبرع في الحديث وحدّث عن الحارث بن أبي أسامة وطبقته وأفتى نيّفًا وخمسين سنة وصنّف الكتف الكبار في الفقه والحديث‏.‏
قال محمد بن حمدون صحبته عدة سنين فما رأيته ترك قيام الليل‏.‏
قال الحاكم وكان الضُّبعي يضرب بعقله المثل وبرأيه وما رأيته في جميع مشايخنا أحسن صلاةً منه وكان لا يدع أحدًا يغتاب في مجلسه‏.‏
وفيها أحمد بن عبيد الله أبو جعفر الأسدي الهمذاني الحافظ روى عن ابن ديزيل وإبراهيم الحربي‏.‏
وفيها إبراهيم بن المولَّد وهو إبراهيم بن أحمد بن محمد الرقِّي الزاهد الواعظ شيخ الصوفية أخذ عن الجنيد وجماعة وحدَّث عن عبد الله ابن جابر المصيِّصي‏.‏
وفيها الحسن بن يعقوب أبو الفضل البخاري العدل بنيسابور روى عن أبي حاتم الرازي وطبقته ورحل وأكثر‏.‏
وفيها أبو محمد عبد الله بن عمر بن شوذب أبو محمد الواسطي المقرئ محدّث واسط وله ثلاث وتسعون سنة‏.‏
روى عن شعيب الصَّريفيني ومحمد بن عبد الملك الدَّقيقي وكان من
وفيها عبد الرحمن بن حمدان أبو محمد الهمذاني الجلاب أحد أئمة السنة بهمذان رحل وطوّف وعني بالأثر وروى عن أبي حاتم الرازي وهلال بن العلاء وخلق كثير‏.‏
وفيها أبو القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التَّنوخي القاضي ولد بأنطاكية سنة ثمان وسبعين ومائتين وقدم بغداد فتفقه لأبي حنيفة وسمع في حدود الثلاثمائة وولي قضاء الأهواز وكان من أذكياء العالم راويةً للأشعار‏.‏
وعارفًا بالكلام والنجوم له ديوان شعر ويقال إنه حفظ ستمائة بيت في يوم وليلة‏.‏
وفيها الإمام أبو العباس القاسم بن القاسم بن مهدي المروزي السَّيّاري الزاهد المحدِّث شيخ أهل مرو‏.‏
ومن كلامه‏:‏ الخطرة للأنبياء والوسوسة للأولياء والفكرة للعوام والعزم للفتيان‏.‏
وكان أحمد بن سيّار الحافظ جدّ هذا الإمام‏.‏
وفيها أبو الحسين الأسواري محمد بن أحمد بن محمد الأصبهاني وأسوار من قرى أصبهان سمع إبراهيم بن عبد الله القصّار وأبا حاتم ورحل وجمع‏.‏
وفيها محمد بن داود بن سليمان أبو بكر النيسابوري شيخ الصوفية والمحدثين ببلده طوّف وكتب بهراة ومرو والرَّيّ وجرجان والعراق والحجاز ومصر والشام والجزيرة‏.‏
وصنّف الشيوخ والأبواب والزُّهديات توفي في ربيع الأول سمع من محمد بن أيوب بن الضُّريس وطبقته‏.‏
فيها وقعة الحدث وهو مصاف عظيم جري بين سيف الدولة والدُّمستق وكان الدمستق لعنه الله قد جمع خلائق من الترك والروس والبلغار والخزر فهزمه الله بحوله وقوته وقتل معظم بطارقته وأسر صهره وعدة بطارقة وقتل منهم خلق لا يحصون واستباح المسلمون ذلك الجمع واستغنى خلقٌ‏.‏
وفيها توفي خيثمة بن سليمان بن حيدرة أبو الحسن الأطرابلسي الحافظ روى عن العباس بن الوليد البيروتي ومحمد بن عيسى المدائني وطبقتهما بالشام وثغورها وبالعراق واليمن وتوفي في ذي القعدة وله ثلاث وتسعون سنة وغير واحد يقول‏:‏ إنه جاوز المائة وثّقه الخطيب‏.‏
وفيها السُّتوري أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس السامري روى جزءًا عن الحسن بن عرفة يرويه محمد بن الروزبهان شيخ أبي القاسم بن أبي العلاء المصيِّصي عنه وثّقه العتيقي‏.‏
وفيها شيخ الكوفة أبو الحسن علي بن محمد بن محمد عقبة الشَّيباني عن نيِّف وتسعين سنة‏.‏
روى عن إبراهيم بن أبي العنبس القاضي وجماعة‏.‏
قال ابن حماد الحافظ‏:‏ كان شيخ المصر والمنظور إليه ومختار السلطان والقضاة صاحب جماعة وفقه وتلاوة توفي في رمضان‏.‏
فيها أقبل أبو علي بن محتاج صاحب خراسان وحاصر الريّ فوقع بها وباء عظيم فمات عليها ابن محتاج‏.‏
وفيها مات أبو الحسين أحمد بن عثمان بن بويان البغدادي المقرئ بحرف قالون وله أربع وثمانون سنة‏.‏
فيها أحمد بن عيسى بن جمهور أبو عيسى الخشاب ببغداد روى أحاديث عن عمر بن شبَّة وبعضها غرائب رواها عن ابن رزقويه وعمّر مائة سنة‏.‏
وفيها أبو يعقوب الأوزاعي إسحاق بن إبراهيم ثقة عابد صاحب حديث ومعرفة‏.‏
سمع أبا زرعة الدِّمشقي ومقدام بن داود الرُّعيني وطبقتهما وكان مجاب الدعوة كبير القدر ببلد دمشق‏.‏
وفيها بكر بن محمد بن العلاء العلامة أبو الفضل القشيري البصري المالكي صاحب التصانيف في الأصول والفروع روى عن أبي مسلم الكجِّي ونزل مصر وبها توفي في ربيع الأول‏.‏
وفيها أبو عمرو بن السمَّاك عثمان بن أحمد البغدادي الدقّاق مسند بغداد في ربيع الأول وشيَّعة خلائق نحو الخمسين ألفًا روى عن محمد ابن عبيد الله بن المنادي ويحيى بن أبي طالب وطبقتهما وكان صاحب حديث كتب المصنَّفات الكبار بخطه‏.‏
وفيها ابو بكر بن الحداد المصري شيخ الشافعية محمد بن أحمد ابن محمد بن جعفر صاحب التصانيف ولد يوم وفاة المزني وسمع من النَّسائي وهو صاحب وجه في المذهب وكان متبحِّرًا في الفقه متفنَّنًا في العلوم معظمًا في النفوس‏.‏
ولي قضاء الإقليم وعاش ثمانين سنة‏.‏
وكان يصوم صوم داود ويختم في اليوم والليلة وكان جدا كله‏.‏
وفيها محمد بن عيسى بن الحسن التميمي العلاف روى عن الكديمي وطائفة‏.‏
وحدّث بحلب ومصر‏.‏
وفيها الإمام محمد بن محمد بن يوسف أبو النَّصر الطوسي الشافعي مفتي خراسان وكان أحد من عني أيضًا بالحديث ورحل فيه‏.‏
روى عن عثمان بن سعيد الدارمي وعلي بن عبد العزيز وطبقتهما‏.‏
وصنّف كتابًا على وضع مسلم وكان قد جزأ الليل‏:‏ ثلثًا للتصنيف وثلثًا للتلاوة وثلثًا للنوم‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان إمامًا بارع الأدب ما رأيت أحسن صلاة منه كان يصوم النهار ويقوم الليل ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويتصدّق بما فضل من قوته‏.‏
وفيها أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف بن الأخرم الشيباني الحافظ محدث نيسابور صنّف المسند الكبير وصنّف مستخرجًا على الصحيحين‏.‏
وروى عن أبي الحسن الهلالي ويحيى الذُّهلي وطبقتهما ومع براعته في الحديث والعلل والرجال لم يرحل من نيسابور عاش أربعًا وتسعين سنة‏.‏
وفيها أبو زكريا العنبري يحيى بن محمد النَّيسابوري العدل الحافظ الأديب المفسّر‏.‏
روى عن محمد بن إبراهيم البوشنجي وطبقته ولم يرحل وعاش ستًا وسبعين سنة‏.‏
قال الحافظ أبو علي النيسابوري‏:‏ أبو زكريا يحفظ ما يعجز عنه وما أعلم أني رأيت مثله‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 07:31 PM

سنة خمس وأربعين وثلاثمائة
فيها غلبت الروم على طرسوس وقتلوا وسبوا وأحرقوا قراها‏.‏
وفيها قصد روزبهان الدَّيلمي العراق فالتقاه معزّ الدولة ومعه الخليفة فهزم جيشه ‏,‏ اسر روزبهان وقوّاده‏.‏
وفيها توفي العبَّاداني أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب روى ببغداد عن الزَّعفراني عليّ بن حرب وعدّة‏.‏
وعاش سبعًا وتسعين سنة وهو صدوق‏.‏
وفيها الإمام أبو بكر غلام السبّاك وهو أحمد بن عثمان البغدادي شيخ الإقراء بدمشق قرأ على الحسن بن الحباب صاحب البزّي والحسن بن الصوّاف شيخ الإقراء صاحب الدُّوري‏.‏
وفيها أبو القاسم إسماعيل بن يعقوب البغدادي التاجر بن الجراب وله ثلاث وثمانون سنة روى عن موسى بن سهل الوشّاء وطبقته وسكن مصر‏.‏
وفيها أبو أحمد بكر بن محمد المروزي الصيرفي الدُّخمسيني محدث مرو‏.‏
رحل وسمع أبا قلابة الرَّشي وطبقته وكان فصيحًا أديبًا أخباريا نديمًا وقيسل بل توفي سنة ثمان وأربعين‏.‏
وفيها أبو علي بن أبي هريرة شيخ الشافعية واسمه حسن بن حسين البغدادي صاحب التصانيف وصاحب ابن سريج وهو صاحب وجهٍ في المذهب‏.‏
وفيها عثمان بن محمد بن أحمد أبو عمرو السَّمرقندي وله خمس وتسعون سنة روى بمصر عن أحمد بن شبيب بن الرَّملي وأبي أميّة الطَّرسوسي وطائفة‏.‏
وفيها علي بن إبراهيم بن سلمة الحافظ العلامة الجامع أبو الحسن القزويني القطّان الذي روى عن ابن ماجة سننه‏.‏
رحل إلى العراق واليمن وروى عن أبي حاتم الرازي وطبقته‏.‏
وعاش إحدى وثمانين سنة قال الخليلي فضائله أكثر من أن تعد سرد الصوم وكان يفطر ثلاثين سنة على الخبز والملح وكّان جماعة من شيوخ قزوين يقولون‏:‏ لم ير أبو الحسن مثل نفسه في الفضل والزهد‏.‏
وفيها أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح البغدادي البزّار وله اثنتان وثمانون سنة وكان يحفظ
وفيها أبو عمر الزاهد غلام ثعلب وصاحبه وهو محمد بن عبد الواحد البغدادي اللغوي قيل إنه أملى ثلاثين ألف ورقة في اللغة من حفظه وكان ثقة آية في الحفظ والذكاء وقد روى عن موسى الوشّاء وأحمد بن عبيد الله النَّرسي وطائفة‏.‏
وفيها الوزير الماذرائي أبو بكر محمد بن علي البغدادي الكاتب وزر لخمارويه صاحب مصر وعاش نحو التسعين واحترقت سماعاته وسلم له جزءان سمعهما من العطاردي وكان من صلحاء الكبراء وأما معروفه فإليه المنتهى حتى قيل إنه أعتق في عمره مائة ألف رقبة‏.‏
وأنفق في حجّة حجّها مائة ألف دينار وبغ ارتفاع مغلّه بمصر من أملاكه في العام أربعمائة ألف دينار قاله المسبّحي‏.‏
وفيها مكرم بن أحمد القاضي أبو بكر البغدادي البزار‏.‏
سمع محمد ابن عيسى المدايني والدَّير عاقولي وجماعة وثّقة الخطيب‏.‏
وفيها المسعودي المؤرخ صاحب مروج الذهب ف يجمادى الآخرة‏.‏
وهو علي بن الحسين بن علي‏.‏
سنة ست وأربعين وثلاثمائة
فيها قلّ المطر جدّا ونقص البحر نحوا من ثمانين ذراعًا وظهر فيه جبال وجزائر وأشياء لم تعهد وكان بالريّ فيما نقل ابن الجوزي في منتظمه زلازل عظيمة وخسف ببلد الطّالقان في ذي الحجة ولم يفلت من أهلها إلا نحو من ثلاثين رجلًا وخسف بخمسين ومائة قرية من قرى الريّ‏.‏
قال‏:‏ وعلّقت قرية بين السماء والأرض بمن فيها نصف يوم ثم خسف بها‏.‏
قلت‏:‏ إنما نقلت هذا ونحوه للفرجة لا للتصديق والحجةّ فان مثل هذا الحادث الجليل لا يكفي فيه خبر الواحد الصادق فكيف وإسناد ذلك معدوم منقطع‏.‏
وفيها توفي أحمد بن مهران أبو الحسن السِّيرافي المحدث بمصر في شعبان روى عن الربيع بن سليمان المرادي والقاضي بكّار وطائفة‏.‏
وفيها أحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد أبو جعفر الأصبهاني المسار شيخ أبي نعيم في رمضان روى عن أحمد بن عصام وجماعة‏.‏
وفيها أحمد بن محمد بن عبدوس أبو الحسن العنزي الطَّرائفي في رمضان بنيسابور روى عن عثمان بن سعيد الدَّارمي وجماعة‏.‏
وفيها إبراهيم بن عثمان أبو القاسم بن الوزّان القيرواني شيخ المغرب في النحو واللغة يوم عاشوراء حفظ كتاب سيبويه والمصنّف الغريب وكتاب العين وإصلاح المنطق وأشياء وفيها محدث اسفرايين أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن إسحاق الاسفراييني‏.‏
رحل مع خاله الحافظ أبي عوانة فسمع أبا مسلم الكجّي وطبقته توفي في شعبان‏.‏
وفيعا محدّث الأندلس أبو عثمان سعيد بن فحلون في رجب وله أربع وتسعون سنة روى عن بقيّ بن مخلد ومحمد بن وضّاح ولقي في الرحلة أبا عبد الرحمن النَّسائي وهو آخر من روى عن يوسف المغامي حمل عنه ‏[‏الواضحة‏]‏ لابن حبيب‏.‏
وفيها محدّث أصبهان عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الرجل الصالح أبو محمد في شوال وله ثمان وتسعون سنة تفرّد بالرواية عن طائفة منهم‏:‏ محمد بن عاصم الثَّقفي وسموية وأحمد بن يوسف الضَّبَّي‏.‏
وفيها أبو الحسين عبد الصمد بن علي الطَّستّي الوكيل ببغداد في شعبان وله ثمانون سنة‏.‏
روى عن أبي بكر بن أبي الدنيا وأقرانه وله جزء معروف‏.‏
وفيها الحافظ الكبير أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف النَّسفي وله سبع وثمانون سنة رحل وطوّف ووصل إلى اليمن ولقي أبا حاتم الرّازي وطبقته وكان مفتيًا ظاهريًا أثريًا أخذ عن أبي بكر بن داود الظاهري وفيه زهد وتعبُّد‏.‏
وفيها أبو العباس المحبوبي محمد بن أحمد بن محبوب المروزي محدّث مرو وشيخها ورئيسها في رمضان وله سبع وتسعون سنة‏.‏
روى جامع التِّرمذي عن مؤلفه وروى عنسعيد بن مسعود صاحب النَّضر بن شميل وأمثاله‏.‏
وفيها أبو بكر بن داسة البصري التمار محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق راوي السنن عن أبي داود‏.‏
وفيها محدّث ما وراء النهر أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة البغدادي نزيل سمرقند في ذي الحجة انتقى عليه أبو علي النيسابوري أربعين جزءًا‏.‏
روى عن ابن أبي الدنيا وأحمد بن عبد الله النَّرسي والكبار وكان كثير الأسفار للتجارة ثقة ثبتًا رضًا‏.‏
وفيها محدث خراسان ومسند العصر أبو العباس الأصمَّ محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الأمويّ مولاهم النيسابوري المعقلي المؤذِّن الورّاق بنيسابور في ربيع الآخر وله مائة سنة إلا سنة حدث له الصَّمم بعد الرحلة ثم استحكم به وكان يحدّث من لفظه حدّث في الإسلام نيّفا وسبعين سنة‏.‏
وأذن سبعين سنة بمسجده وكان حسن الصوت حسن الأخلاق كريمًا ينسخ بالأجرة وعمّر دهرًا ورحل إليه خلق كثير‏.‏
قال الحاكم‏:‏ ما رأيت الرحالة في بلد أكثر منهم إليه رأيت جماعة من الأندلس ومن أهل فارس على بابه‏.‏
قلت‏:‏ سمع من جماعة من أصحاب سفيان بن عيينة وابن وهب وكانت رحلته مع والده في سنة خمس وستين ومائتين فغاب عن بلده خمس سنين وسمع بأصبهان والعراق ومصر والشام والحجاز والجزيرة‏.‏
وفيها مسند الأندلس أبو الحزم وهب بن مسرَّة التميمي الفقيه وكان إمامًا في مذهب مالك محققًا له بصيرًا بالحديث وعلله مع زهد وورع‏.‏
روى الكثير عن محمد بن وضاح وجماعة ومات في شعبان في عشر التسعين‏.‏
سنة سبع وأربعين وثلاثمائة فيها فتكت الروم لعنهم الله ببلاد الإسلام وعظمت المصيبة وقتلوا خلائق وأخذوا عدّة حصون بنواحي آمد وميّافارقين ثم وصلوا إلى قنَّسرين فالتقاهم سيف الدولة بن حمدان فعجز عنهم وقتلوا معظم رجاله وأسروا أهله ونجا هو في عدد يسير‏.‏
وفيها سار معز الدولة واستولى على إقليم الجزيرة وفرّ بين يديه صاحبها ناصر الدولة فقدم على أخيه بحلب ملتجئًا إليه وجرت لأمور طويلة‏.‏
ثم إن سيف الدولة أرسل إلى معز الدولة يستعطفه فعقد له على الموصل وذلك لأن ناصر الدولة نكث بمعز الدولة مرّات ومنعه الحمل والخراج‏.‏
وفيها توفي القاضي أبو الحسن بن حزام وهو أحمد بن سليمان بن أيوب الأسدي الدّمشقي‏.‏
روى عن بكّار بن قتيبة بن بكّار القاضي وطائفة‏.‏
وناب في القضاء بلده وهو آخر من كانت له حلقة بجامع دمشق يدرِّس فيها مذهب الأوزاعي‏.‏
وفيها المحدّث أبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة ببغداد في صفر عن بضع وثمانين سنة‏.‏
سمع أبا قلابة الرَّقاشي وطائفة‏.‏
وفيها أبو الحسن الشَّعراني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد بن المسيّب النيسابوري العابد الثقة‏.‏
روى عن جدّ ورحل وجمع وخرّج لنفسه‏.‏
وفيها حمزة بن محمد بن العباس أبو أحمد العقبي الدُّهقان ببغداد روى عن العطاردي ومحمد بن عيسى المدايني والكبار وهو أكبر شيخ لعبد الله بن بشران‏.‏
وفيها أبو محمد بن عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي ببغداد في صفر وله تسع وثمانون سنة‏.‏
روى ع ن يعقوب الفسوي تاريخه ومشيخته وقدم بغداد في صباه فسمع من عباس الدُّوري وطبقته بعناية أبيه ثم أقبل على العربيّة حتى برع فيها وصنّف التصانيف ولم يضعّفه أحد بحجّة‏.‏
وفيها أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي الدمشقي الأديب المحدث وفيها الحافظ البارع أبو سعيد بن يونس وهو عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصَّدفي المصري صاحب تاريخ مصر توفي في جمادى الآخرة وله ست وستون سنة وأقدم شيوخه أحمد بن حمّاد زغبه وأقرانه‏.‏
وفيها علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن زيد بن ماتي الكوكبي الكاتب أبو الحسين ببغداد وله ثمان وتسعون سنة‏.‏
روى عن إبراهيم بن عبد الله القصَّار وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي‏.‏
وفيها محمد بن أحمد بن الحسن أبو عبد الله الكسائي المقرئ بأصبهان‏.‏
روى عن عبد الله بن محمد بن النعمان وطبقته‏.‏
وفيها أبو الحسن محمد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرّازي الحافظ والد الحافظ تمّام سمع بخراسان والعراق والشام وسكن دمشق وصنّف وجمع‏.‏
وأقدم شيوخه محمد بن أيوب بن الضُّريس‏.‏
وفيها أبو علي محمد بن القاسم بن معروف التميمي الدمشقي الأخباري قال الكتّاني‏:‏ حدث عن أبي بكر أحمد بن علي المروزي بأكثر كتبه واتهم في ذلك وقيل إن أكثرها إجازة وكان صاحب دنيا يحب المحدّثين ويكرمهم عاش أربعًا وستين سنة‏.‏
فيها استنصرت الكلاب الروم على المسلمين وظفروا بسريَّة فأسروها وأسروا أميرها محمد بن ناصر الدولة بن حمدان ثم أغاروا على الرُّها وحرّان فقتلوا وسبوا وأخذو حصن الهارونية وخرّبوه وكرّوا على ديار بكر‏.‏
وفي هذه المدة عمل الخطيب عبد الرحيم بن نباتة خطبه الجهاديات يحرّض الإسلام على الغزاة‏.‏
وفيها توفي النجَّاد أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن الفقه الحافظ شيخ الحنابلة بالعراق وصاحب التصانيف والسُّنن سمع أبا داود السِّجستاني وطبقته وكانت له حلقتان حلقة للفتوى وحلقة للإمام وكان رأسًا في الفقه رأسًا في الحديث‏.‏
قال أبو إسحاق الطبري‏:‏ كان النجّاد يصوم الدّهر ويفطر على رغيف ويترك منه لقمة فإذا كان ليلة الجمعة أكل تلك اللُّقم وتصدق بالرغيف توفي في ذي الحجة وله خمس وتسعون سنة رحمه الله تعالى‏.‏
وفيها الخلدي أبو محمد بن جعفر بن محمد بن نصير البغدادي الخلدي الخوّاص الزاهد شيخ الصوفية ومحدّثهم سمع الحارث بن أبي أسامة وعلي بن عبد العزيز البغوي وطبقتهما وصحب الجنيد وأبا الحسين النُّوري وأبا العباس بن مسروق وكان إليه المرجع في علم القوم وتصانيفهم وفيها عليّ بن محمد بن الزبير القرشي الكوفي المحدّث أبو الحسن‏.‏
حدّث عن أبي عفّان وإبراهيم بن عبد الله القصّار وجماعة‏.‏
وثّقة الخطيب و مات في ذي القعدة وله أربع وتسعون سنة‏.‏
وفيها أبو بكر محمد بن جعفر الأدمي القارئ بالألحان حدّث عن أحمد بن عبيد بن ناصح وجماعة‏.‏
وقيل إنه خلط قبل موته‏.‏
سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وفيها أوقع نجا غلام سيف الدولة بالروم فقتل وسبا وأسر وفرح المسلمون‏.‏
وفيها تمت وقعة هائلة ببغداد بين السُّنَّة والرافضة وقويت الرافضة ببني هاشم وبمعز الدَّولة وعطّلت الصلوات في الجوامع ثم رأى معز الدولة المصلحة في القبض على جماعة من الهاشميين فسكنت الفتنة‏.‏
وفيها حشد سيف الدَّولة ودخل الروم فأغار وقتل وسبي فزحفت إليه جيوش الروم فعجز عن لقائهم فكر في ثلاثمائة وذهبت خزانته وقتل جماعة من أمرائه والله المستعان‏.‏
وفيها كان إسلام الترك قال ابن الجوزي‏:‏ أسلم من الترك مائتا ألف خركاه‏.‏
وفيها توفي أبو الحسين أحمد بن عثمان الأدمي العطشي ببغداد في ربيع الآخر وله أربع وتسعون سنة‏.‏
روى عن العطاردي وعباس الدُّوري والكبار‏.‏
وفيها أبو الفوارس الصابوني بن محمد بن حسين ابن السِّندي الثّقة المعمَّر مسند ديار مصر في شوال وله مائة وخمس سنين‏.‏
روى عن يونس بن عبد الأعلى والمزني والكبار‏.‏
وآخر من روى عنه ابن نظيف‏.‏
وفيها العلامة أبو الوليد حسّان بن محمد القرشي الأموي النَّيسابوري الفقيه شيخ الشافعية بخراسان وصاحب ابن سريج صنّف التصانيف وكان بصيرًا بالحديث وعلله خرّج كتابًا على صحيح مسلم ورى عن محمد بن إبراهيم البوشنجي وطبقته وهو صاحب وجهٍ في المذهب‏.‏
وقال فيه الحاكم‏:‏ هو إمام أهل الحديث بخراسان ‏,‏ أزهد من رأيت من العلماء وأعبدهم توفي في ربيع الأول عن اثنتين وسبعين سنة‏.‏
وفيها أبو علي النيسابوري الحافظ الحسين بن علي بن يزيد النَّيسابوري أحد الأعلام في جمادى الأولى نيسابور وله اثنتان وسبعون سنة‏.‏
قال الحاكم‏:‏ هو واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والمذاكرة والتصنيف سمع إبراهيم بن أبي طالب وطبقته‏.‏
وفي الرحلة من النسائي وأبي خليفة وطبقتهما وكان في الحفظ كان ابن عقدة يخضع لحفظه‏.‏
وفيها عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخراساني أبو محمد العدل وكان إسحاق ابن عم أبي القاسم البغوي سمع أحمد بن ملاعب ويحيى بن أبي طالب وطبقتهما‏.‏
قال الدّارقطني‏:‏ ليِّن‏.‏
وفيها أبو طاهر بن أبي هاشم شيخ القرّاء بالعراق وهو عبد الواحد ابن عمر بن محمد البغدادي صاحب التصانيف وتلميذ ابن مجاهد‏.‏
روى عن محمد بن جعفر القتّات وطائفة‏.‏
ومات في شوال عن سبعين سنة‏.‏
وفيها أبو أحمد العسّال القاضي واسمه محمد بن أحمد بن إبراهيم قاضي أصبهان‏.‏
سمع محمد بن أسد المديني وأبا بكر بن أبي عاصم وطبقتهما‏.‏
ورحل وجمع وصنّف وكان من أئمة هذا الشأن‏.‏
قال أبو نعيم الحافظ‏:‏ كان من كبار الحفاظ‏.‏
وقال ابن مندة‏:‏ كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسّال‏.‏
قلت‏:‏ توفي في رمضان وله نحو من ثمانين سنة أو أكثر‏.‏
وفيها ابن علم الصفّار أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمرويه البغدادي صاحب الجزء
قال الخطيب‏:‏ جميع ما عنده جزء ولم أسمع أحدًا يقول فيه‏.‏
إلاّ خيرًا‏.‏
قلت‏:‏ سمع محمد بن إسحاق الصغّاني وغيره ومات في شعبان ويقال إنه جاوز المائة‏.‏
سنة خمسين وثلاثمائة فيها بنى معزّ الدولة ببغداد دار السلطنة في غاية الحسن والكبر غرم عليها ثلاثة عشر ألف ألف دينار وقد درست آثارها في حدود الستمائة وبقي مكانها دحلة يأوي إليها الوحش وبعض أساسها موجود فإنه حفر لها في الأساسات نيّفا وثلاثين ذراعًا‏.‏
وفيها تمت أخلوقة قبيحة وهي أن أبا العباس عبد الله بن أبي الشوارب ولي قضاء القضاة وركب بالخلع الحرير المحترمة من دار معز الدَّولة بالدبادب والبوقات وفي خدمته الأمراء وشرط على نفسه بمكتوب أن يحمل في العام مائتي ألف درهم إلى خزانة الدولة وتألّم المطيع وأبى أن لا يدخل عليه وامتنع من تقليده وضمّن آخر الحسبة وآخر الشرطة‏.‏
وفيها توفي أبو حامد أحمد بن علي بن الحسن بن حسنويه النيسابوري التاجر سمع أبا عيسى المروزي وأبا حاتم الرازي وطبقتهما‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان من المجتهدين في العبادة ولو اقتصر على سماعه الصحيح لكان أولى به لكنه وفيها أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي أبو بكر البغدادي تلميذ محمد بن جرير وصاحب التصانيف في الفنون ولي قضاء الكوفة وحدّث عن محمد بن سعد العوفي وطائفة‏.‏
وعاش تسعين سنة توفي في المحرم‏.‏
قال الدارقطني‏:‏ ربما حدّث من حفظه بما ليس في كتابه أهلكه العجب وكان يختار لنفسه ولا يقلّد أحدًا‏.‏
وقال ابن رزقويه‏:‏ لم تر عيناي مثله‏.‏
وفيها أبو سهل القطّان أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد البغدادي المحدّث الأخباري الأديب مسند وقته‏.‏
روى عن العطاردي ومحمد بن عبيد الله المنادي وخلق‏.‏
وفيه تشيُّع قليل وكان يديم التهجّد والتلاوة والتعبُّد وكان كثير الدعابة‏.‏
قال البرقاني‏:‏ كرهوه لمزاح فيه وهو صدوق توفي في شعبان وله إحدى وتسعون سنة‏.‏
وفيها أبو محمد الخطبي إسماعيل بن علي بن إسماعيل البغدادي الأديب الأخباري صاحب التصانيف‏.‏
روى عن الحارث بن أبي أسامة وطائفة وكان يرتجل الخطب ولا يتقدّمه فيها أحد‏.‏
وفيها أبو علي الطبري الحسن بن القاسم شيخ الشافعية ببغداد درّس الفقه بعد شيخه أبي وفيها أبو جعفر بن برية الهاشمي خطيب جامع المنصور أبي جعفر في صفر وله سبع وثمانون سنة وهو ذو قعدد في النسب في طبقة الواثق‏.‏
روى عن العطاردي وابن أبي الدنيا‏.‏
وفيها توفي خليفة الأندلس وأول من تلقب بأمير المؤمنين من أمراء الأندلس الناصر لدين الله أبو المطرِّف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الأموي المرواني وكانت دولته خمسين سنة وقام بعده ولده المستنصر بالله وكان كبير القدر كثير المحاسن أنشأ مدينة الزهراء وهي عديمة النظير في الحسن غرم عليها من الأموال ما لا يحصى ولما بلغه ضعف أحوال الخلافة بالعراق ورأى أنه أمكن منهم وأولى تلقّب بذلك‏.‏
وفيها القاضي أبو السائب عتبة بن عبيد الله الهمذاني الشافعي الصوفي تزهَّد أولًا وصحب الكبار ولقي الجنيد ثم كتب الفقه والحديث والتفسير وتوصَّل وولي قضاء أذربيجان ثم قضاء همذان ثم سكن بغداد ونوّه باسمه إلى أن ولي قضاء القضاة فكان أوّل من ولي قضاء القضاة من الشافعية‏.‏
وفيها فاتك المجنون أبو شجاع الرومي الإخشيذي رفيق الأستاذ كافور أجلّ أمراء الدولة وكان كافور يخافه ويداريه وقد مدحه المتنبي فوصله فاتك بألف دينار‏.‏
وفيها مسند بخارى أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب البغدادي الدِّهقان الفقيه المحدّث في رجب وله أربع وثمانون سنة‏.‏
روى عن يحيى بن أبي طالب وابن أبي الدنيا والكبار واستوطن بخارى وصار شيخ تلك الناحية‏.‏
سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة فيها نازل الدُّمستق لعنه الله مدينة عين زربة في مائة ألف وستين ألفًا فأخذها بالأمان ثم نكث في آخر القصة وقتل خلق لا يحصون وأحرقها ومات أهلها في الطرقات جوعًا وعطشًا إلا من نجا بأسوأ حال وهدم حولها نحوًا من خمسين حصنًا أخذ بعضها بالأمان رجع فجاء سيف الدولة فنزل على عين زربة وأخذ يتلافى الأمر ويلم شعثها واعتقد أن الطاغية لا يعود فدهمه الملعون ونازل حلب بجيوشه فلم يفوته سيف الدولة ونجا في نفرٍ يسير وكانت داره بظاهر حلب فدخلها الدُّمستق ونزل بها واحتوى على ما فيها من الخزائن وحاصر أهل حلب إلى أن انهدمت ثلمة من السور فدخلت الروم منها فدفعهم المسلمون وبنوها في الليل ونزلت أعوان الوالي إلى بيوت العوام فنهبوها فوقع الصائح في الأسوار‏:‏ الحقوا منازلكم فنزلت الناس حتى خلت الأسوار فبادرت الروم وتسلقوا وملكوا البلد وبذلوا السيف حتى كلّوا وملّوا واستباحوا حلب ولم ينجح إلا من عد القلة‏.‏
وأما بغداد فرفعت المنافقون رؤوسها وقامت الدولة الرافضية وكتبوا على أبواب المساجد‏:‏ لعنة معاوية ولعنة من غصب فاطمة حقّها من فدك ولعنة من أخرج العباس من الشورى ولعنة من نفى أبا ذر فمحته أهل السنَّة في الليل فأمر معز الدَّولة بإعادته‏:‏ فأشار عليه الوزير المهلَّبي أن يكتب‏:‏ ألا لعنة الله على الظالمين لآل محمد ولعنة معاوية فقط‏.‏
وأسرت الروم من منبج الأمير أبا فراس بن سعيد بن حمدان الأمير وبقي في أسرهم سنوات‏.‏
وفيها توفي أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن جامع السكَّري بمصر روى عن علي بن عبد العزيز البغوي وطائفة‏.‏
وأبو بكر أحمد بن محمد بن أبي الموت المكّي‏.‏
روى عن علي بن عبد العزيز البغوي وأبي يزيد القراطيسي وطائفة وعاش تسعين سنة‏.‏
وأحمد بن محمد أبو الحسين النَّيسابوري قاضي الحرمين وشيخ الحنفية في عصره ولي قضاء الحجاز مدّة ثم قدم نيسابور وولي القضاء بها تفقّه على أبي الحسين الكرخي وبرع في الفقه وعاش سبعين سنة‏.‏
وروى عن أبي خليفة الجمحي وكان القاضي أبو بكر الأبهري شيخ المالكية يقول‏:‏ ما قدم علينا من الخراسانيين أفقه من ابن أبي الحسين‏.‏
وفيها أبو إسحاق الهجيمي إبراهيم بن علي البصري في آخر السنة وقد قارب المائة روى عن جعفر بن محمد بن شاكر والكديمي وطائفة‏.‏
وفيها المهلَّبي الوزير في قول وسيأتي في العام الآتي‏.‏
وفيها دعلج بن أحمد بن دعلج أبو محمد السِّجزي المعدّل وله نيف وتسعون سنة رحل وطوف وأكثر وسمع من هشام السِّيرافي وعليّ البغوي وطبقتهما‏.‏
قال الحاكم‏:‏ أخذ عن ابن خزيمة مصنفاته وكان يفتي بمذهبه‏.‏
وقال الدَّارقطني‏:‏ لم أر في مشايخنا أثبت من دعلج‏.‏
وقال الحاكم‏:‏ يقال لم يكن في الدنيا أيسر منه اشترى بمكة دار العباسيّة بثلاثين ألف دينار وقيل كان الذّهب في داره بالقفاف وكان كثير المعروف والصِّلات توفي جمادى الآخرة‏.‏
وفيها أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد البغدادي بمصر راوي السِّرة عن ابن البرقي في رمضان‏.‏
وفيها أبو الحسين عبد الباقي بن قانع بن مرزوق الحافظ ببغداد في شوال وله ست وثمانون سنة‏.‏
سمع الحارث بن أبي أسامة ‏,‏ إبراهيم بن الهيثم البلدي وطبقتهما‏.‏
وصنّف التصانيف‏.‏
قال الدَّارقطني‏:‏ كان يخطئ ويصرّ على الخطأ‏.‏
وفيها الحبِّيني أبو أحمد علي بن محمد المروزي سمع سعيد بن مسعود المروزي وطبقته‏.‏
وكان صاحب حديث قال الحاكم‏:‏ كان يكتب مثل السكر‏.‏
وفيها أبو بكر النقّاش محمد بن الحسن بن محمد بن زياد الموصلي ثم البغدادي المقرئ صاحب التصانيف في التفسير والقراءات‏.‏
روى عن أبي مسلم الكجِّي وطائفة وقرأ على أصحاب ابن ذكوان والبزّي ورحل ما بين مصر إلى ما وراء النهر وعاش خمسًا وثمانين سنة ومع جلالته في العلم ونبله فهو ضعيف متروك الحديث‏.‏
وفيها أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشَّيباني الكوفي مسند الكوفة في زمانه أو في العام الآتي‏.‏
روى عن إبراهيم بن عبد الله القصّار وأحمد بن أبي غرزة وجماعة‏.‏
وفيها يحيى بن منصور القاضي أبو محمد النَّيسابوري ولي قضاء نيسابور بضع عشرة سنة روى عن علي بن عبد العزيز البغويّ وأحمد بن سلمة وطبقتهما‏.‏
سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة فيها يوم عاشوراء ألزم معز الدولة أهل بغداد بالنَّوح والمآتم على الحسين بن علي رضي الله عنه وأمر بغلق الأسواق وعلّقت عليها المسوح ومنع الطباخين من عمل الأطعمة وخرجت نساء الرافضة منشّرات الشعور مضخّمات الوجوه يلطمن ويفتنّ الناس وهذا أول ما نيح عليه اللهم ثبت علينا عقولنا‏.‏
وفيها عزل عن قضاء العراق ابن أبي الشوارب الذي ضمن القضاء وولِّي عمر بن أكثر على أن لا يأخذ جامكيّة‏.‏
وفيها قتل ملك الروم وولى الملك‏:‏ الدُّمستق واسمه نقفور وفيها يوم ثامن عشر ذي الحجة عملت الرّافضة عيد الغدير غدير خمّ ودقت الكوسات وصلّوا بالصحراء صلاة العيد‏.‏
وفيها أو في التي قبلها الوزير المهلَّبي أبو محمّد الحسن بن محمد الأزدي من ذريّة المهلّب بن أبي صفرة وزير معز الدولة بن بويه كان من رجال الدهر حزمًا وعزمًا وسؤددًا وعقلًا وشهامةً ورأيًا توفي في شعبان وقد نيّف على الستين وكان فاضلًا شاعرًا فصيحًا حليمًا جوادًا صادر معز الدولة أولاده من بعده ثم استوزر أبا الفضل العباس بن الحسن الشرازي‏.‏
وفيها أبو القاسم خالد بن سعد الحافظ أحد أركان الحديث بالأندلس سمع بعد سنة ثلاثمائة من جماعة وصنّف التصانيف وكان عجبًا في معرفة الرجال والعلل وقيل‏:‏ كان يحفظ الشيء من مرّة‏.‏
وورد أن المستنصر بالله الحكم قال‏:‏ إذا فاخرنا أهل المشرق بيحيى بن معين فاخرناهم وفيها أبو بكر الإسكافي محمد بن محمد بن أحمد بن مالك ببغداد في ذي القعدة روى عن موسى بن سهل الوشّاء وجماعة وله جزء مشهور وفيها علي بن أحمد بن أبي قيس البغدادي الرقا أبو الحسن روى عن زوج أمه أبي بكر بن أبي الدِّنيا وهو ضعيف جدًّا‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 07:33 PM

سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة فيها نازل الدُّمستق المصيِّصة وحاصرها وغلت الأسعار بها ثم ترحّل عنها للغلاء الذي أصاب جيشه ثم جاء إلى طرسوس وأهدى تقادم إلى سيف الدولة‏.‏
وفيها تحارب معزّ الدولة وأمير الموصل ناصر الدولة وانهزم أوّلًا ناصر الدولة ثم انتصر وأخذ حواصل معز الدولة وثقله ‏,‏ أسر عدة من الأتراك‏.‏
وفيها توفي الحافظ البارع أبو سعيد أحمد بن محمد بن الزاهد أبي عثمان سعيد بن إسماعيل الحيريّ النَّيسابوري شهيدًا بطرسوس وله خمس وستون سنة روى عن الحسن بن سفيان وطبقته وصنّف التفسير الكبير والصحيح على رسم مسلم وغيره ذلك وفيها أبو إسحاق بن حمزة الحافظ وهو إبراهيم بن محمد بن حمزة ابن عمارة بأصبهان في رمضان وهو في عشر الثمانين‏.‏
قال أبو نعيم‏:‏ لم ير بعد عبد الله بن مظاهر في الحفظ مثله جمع الشيوخ والمسند وقال أب عبد الله بن منده الحافظ لم أر أحفظ منه‏.‏
وقال ابن عقدة‏:‏ قلّ من رأيت مثله‏.‏
قلت‏:‏ روى عن مطيّن وأبي شعيب الحراّني‏.‏
وفيها أبو عيسى بكّار بن أحمد البغدادي شيخ المقرئين في زمانه قرأ على جماعة من أصحاب الدُّوري وسمع من عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل وتوفي في ربيع الأوّل وقد قارب الثمانين‏.‏
وفيها جعفر بن محمد بن الحكم الواسطي المؤدِّب روى عن الكديمي وطبقته‏.‏
وفيها أبو علي بن السَّكن الحافظ سعيد بن عثمان بن سعيد بن السَّكن المصري صاحب التصانيف وأحد الأئمة سمع بالعراق والشام والجزيرة وخراسان وما وراء النهر من أبي القاسم البغوي وطبقته توفي في المحرم وله تسع وخمسون سنة‏.‏
وفيها أبو الفوارس شجاع بن جعفر الورّاق الواعظ ببغداد وقد قارب المائة روى عن العطاردي وأبي جعفر بن المنادي وطائفة وكان أسند من بقي‏.‏
وفيها أبو محمد عبد الله بن الحسن بن بندار المديني الأصبهاني سمع أسيد بن عاصم ومحمد
وفيها أبو محمد الفاكهي عبد الله بن محمد بن العباس المكي صاحب أبي يحيى بن أبي مسرّة وكان أسند من بقي بمكة‏.‏
وفيها أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب الدمشقي المحدّث المقرئ روى عن أبي زرعة الدمشقي توفي في ذي الحجة عن ثلاث وتسعين سنة‏.‏
وفيها أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري الدمشقي الحافظ أحد الرحالة سمع بالشام ومصر والعراق وأصبهان‏.‏
وروى عن بكر بن سهل الدمياطي وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وطبقتهما‏.‏
قال عبد العزيز الكتاني‏:‏ كان يتهم‏.‏
قلت‏:‏ عاش سبعًا وثمانين سنة‏.‏
سنة أربع وخمسين وثلاثمائة فيها بنى الدُّمستق نقفور مدينة الروم وسمّاها قيسارية وقيل قيصرية وسكنا ليغير كل وقت وجعل أباه بالقسطنطينية فبعث إليه أهل طرسوس والمصيصة يخضعون له ويسألونه أن يقبل منهم القطيعة كل سنة وينفذ إليهم نائبًا له عليهم فأجابهم ثم علم ضعفهم وشدّة القحط
عليهم وأن أحدًا لا ينجدهم وأن كل يوم يخرج من طرسوس ثلاثمائة جنازة فرجع عن الإجابة وخاف إن تركهم حتى تستقيم أحوالهم أن يمتنعوا عليه فأحرق الكتاب على رأس الرسول فأحترقت لحيته وقال‏:‏ إمض ما عندي إلاّ السيّف ثم نازل المصيِّصة فأخذها بالسيف واستباحها ثم افتتح طرسوس بالأمان وجعل جامعها اصطبلًا لخيله وحض البلد وشحنها بالرجال‏.‏
وفيها توفي أبو بكر بن الحدّاد وهو أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عطية البغدادي بديار مصر روى عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وبكر بن سهل الدمياطي وطبقتهما‏.‏
وفيها المتنبي شاعر العصر أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن الجعفي الكوفي في رمضان بين شيراز والعراق وله إحدى وخمسون سنة قتلته قطاع الطريق وأخذوا المال الذي معه وقد مدح عدّة ملوك وقيل إنه وصل إليه من ابن العميد ثلاثون ألف دينار‏.‏
ومن عضد الدولة صاحب شيراز مثلها وليس في العالم أحد أشعر منه أبدًا وأمَّا مثله فقليل‏.‏
وفيها الحبر العلامة أبو حاتم محمد بن حبّان بن أحمد بن حبّان بن معاذ التَّميمي البستي الحافظ صاحب التصانيف سمع أبا خليفة الجمحي وطبقته بخراسان والشام والعراق ومصر والجزيرة وكان من أوعية العلم في الحديث والفقه واللّغة والوعظ وغير ذلك حتّى الطب والنجوم والكلام ولي قضاء سمرقند ثم قضاء نسا وغاب دهرًا عن وطنه ثم ردّ إلى بست‏.‏
وتوفي في شوال بها وهو في عشر الثمانين‏.‏
وفيها أبو بكر بن مقسم المقرئ محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم البغدادي العطّار وله تسع وثمانون سنة قرأ على إدريس الحدّاد وسمع من أبي مسلم الكجَّي وطائفة وتصدّر للإقراء دهرًا وكان علامة في نحو الكوفيين سمع من ثعلب أماليه وصنّف عدّة تصانيف وله قراءة معروفة منكرة خالف فيها الإجماع‏.‏
وقد وثّقه الخطيب‏.‏
وفيها أبو بكر الشافعي محّمد بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي البزّاز المحدّث في ذي الحجة وله خمس وتسعون سنة وهو صاحب الغيلانيات وابن غيلان آخر من روى عنه تلك الأجزاء التي هي في السماء علوًا‏.‏
روى عن موسى بن سهل الوشّاء ومحمد بن الجهم السمَّري ومحمد بن شدّاد المسمعي وطبقتهم‏.‏
قال الخطيب‏:‏ ثقة‏.‏
كان ثبتًا حسن التصنيف جمع أبوابًا وشيوخًا قال‏:‏ ولما منعت الديلم الناس من ذكر فضائل الصحابة وكتبوا السَّبَّ على أبواب المساجد كان يتعمّد إملاء أحاديث الفضائل في الجامع رحمه الله فيها أخذ ركب مصر والشام وهلك الناس وتمزقوا في البراري فلا قوة إلا بالله أخذتهم بنو سليم‏.‏
وفيها توفي الجعابي الحافظ أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم التميمي البغدادي سمع يوسف بن يعقوب القاضي ومحمد بن الحسن بن سماعة وطبقتهما وصنف الكتب و توفي في رجب وله اثنتان وسبعون سنة وكان عديم المثل في حفظه‏.‏
قال القاضي أبو عمر الهاشمي‏:‏ سمعت ابن الجعابي يقول‏:‏ أحفظ أربعمائة ألف حديث وأذاكر بستمائة ألف حديث‏.‏
قال الدارقطني‏:‏ خلط‏:‏ ثم ذكر أنه كان شيعيًا وقيل كان يترك الصلاة نسأل الله العفو‏.‏
وفيها أبو الحكم منذر بن سعيد البلّوطي قاضي الجماعة بقرطبة‏.‏
سمع من عبيد الله بن يحيى اللَّيثي وكان ظاهريّ المذهب فطنًا مناظرًا ذكيًا بليغًا مفوهًا شاعرًا كثير التصانيف قوّالًا بالحق ناصحًا للخلق عزيز المثل رحمه الله عاش اثنتين وثمانين سنة‏.‏
وفيها محمد بن معمر بن ناصح أبو مسلم الذُّهلي الأديب بأصبهان روى عن أبي بكر بن أبي عاصم وأبي شعيب الحراني وطائفة‏.‏

فيها أقامت الرافضة المأتم على الحسين على العادة المارّة في هذه السّنوات‏.‏
وفيها مات السّلطان معز الدَّولة أحمد بن بويه الدَّيلمي وكان في صباه يحتطب وأبوه يصيد السمك فما زال إلى أن ملك بغداد نيّفًا وعشرين سنة ومات بالإسهال عن ثلاث وخمسين سنة وكان من ملوك الجور والرَّفض ولكنه كان حازمًا سائسًا مهيبًا و قيل إنه رجع في مرضه على الرفض وندم على الظلم وقيل إن سابور ذا الأكتاف أحد ملوك الفرس من أجداده وكان أقطع طارت يده في بعض الحروب وتملّك بعده ابنه عز الدولة بختيار‏.‏
وفيها توفي أبو محمد المعقلي أحمد بن عبد الله بن محمد المزني الهروي أحد الأئمة‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان إمام أهل خراسان بلا مدافعة سمع أحمد بن نجدة وإبراهيم بن أبي طالب ومطيّنًا وطبقتهم وكان فوق الوزراء و كانوا يصدون عن رأيه‏.‏
والقالي أبو علي إسماعيل بن القاسم البغدادي االلغوي النحوي الأخباري صاحب التصانيف ونزيل الأندلس بقرطبة في ربيع الآخر وله ست وسبعون سنة أخذ الآداب عن ابن دريد وابن الأنباري وسمع من أبي يعلى الموصلي والبغويّ وطبقتهما وألّف كتاب البارع في اللُّغة في خمسة آلاف ورقة ولكن لم يتمّه‏.‏
والرفّاء أبو علي حامد بن محمد الهروي الواعظ المحدّث بهراة في رمضان روى عن عثمان

والرّافقي أبو الفضل العباس بن محمد بن نصر بن السَّريِّ‏.‏
روى عن هلال بن العلاء وجماعة‏.‏
وتوفي بمصر‏.‏
قال يحيى بن علي الطحان‏:‏ تكلّموا فيه‏.‏
وعبد الخالق بن أبي الحسن بن علي أبو محمد السَّقطي المعدَّل ببغداد روى عن محمد بن غالب تمتام وجماعة‏.‏
وسنقة أبو عمرو عثمان بن محمد البغدادي بن السَّقطي سمع الكديمي وإسماعيل القاضي ومات في آخر السنة وله سبع وثمانون سنة‏.‏
وصاحب الأغاني أبو الفرج علي بن الحسين الأموي الأصبهاني الكاتب الأخباري روى عن مطيّن فمن بعده وكان أديبًا نسّابة علامة شاعرًا كثير التصانيف و من العجائب أنه مرواني يتشيع توفي في ذي الحجة عن ثلاث وسبعين سنة‏.‏
وفيها سيف الدولة على بن عبد الله بن حمدان بن حمدون التَّغلبي الجزري صاحب الشام بحلب في صفر وله بضع وخمسون سنة وكان بطلًا شجاعاتً كثير الجهاد جيد الرأي عارفًا بالأدب والشعر جوادًا ممدّحًا مات بالفالج وقيل بعسر البول وكان قد جمع من الغبار الذي أصابه في الغزوات ما جاء منه لبنةً بقدر الكف وأوصى أن يوضع خدّه إذا دفن عليهما
وفيها في جمادى الأولى وقيل في العام الآتي كافور أبو المسك الحبشي الأسود الخادم الإخشيدي صاحب الديار المصرية اشتراه الإخشيد وتقدّم عنده حتى صار من أكبر قوّاده لعقله ورأيه وشجاعته ثم صار أتابك ولده من بعده وكان صبيًّا فبقي الاسم لأبي القاسم أنوجور والدَّست لكافور فأحسن سياسته إلى أن مات أنوجور ومعناه بالعربي محمود في سنة تسع وأربعين عن ثلاثين سنة وأقام كافور في الملك بعده أخاه عليّا إلى أن مات في أوّل سنة خمس وخمسين وله إحدى وثلاثون سنة فتسلطن كافور واستوزر أبا الفضل جعفر بن حنزابة وعاش بضعًا وستين سنة‏.‏
وفيها أبو الفتح عمر بن جعفر بن محمد بن سليم الختَّلي الرجل الصّالح ببغداد وله خمس وثمانون سنة روى عن الكديمي وطبقته‏.‏
سنة سبع وخمسين وثلاثمائة لم يحجّ الرّكب لفساد الوقت وموت السلاطين في الشهور الماضية‏.‏
وفيها توفي أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرّازي ثم المصري المحدث أبو العباس في جمادى الآخرة وله تسع وثمانون سنة سمع مقدام ا بن داود الرُّعيني وطبقته‏.‏
وأحمد بن محمد بن رميح أبو سعيد النّخعي النَّسوي الحافظ صاحب التصانيف طوّف الكثير وروى عن أبي خليفة الجمحي وطبقته والصحيح أنه ثقة سكن اليمن مدّة‏.‏
وفيها المتّقي لله أبو إسحاق بن إبراهيم بن المقتدر بالله جعفر ابن المعتضد بالله أحمد بن الموفق العباسي المخلوع و قد ذكرنا في سنة ثلاث وثلاثين أنهم خلعوه وسلموا عينيه وبقي في السجن إلى هذا العام كالميّت ومات في شعبا ن وله ستون سنة وكانت خلافته أربع سنين وكان أبيض مليحًا مشرب حمرة أشهل أشقر كثّ اللحية وكان فيه صلاح وكثر صلاة وصيام ولم يكن يشرب في خلافته انهدمت القبة الخضراء المنصورية التي كانت فخر بني العباس‏.‏
وحمزة بن محمد بن علي بن العباس أبو القاسم الكناني المصري الحافظ أحد أئمة هذا الشأن‏.‏
روى عن النَّسائي وطبقته وأكثر التَّطواف بعد الثلاثمائة وجمع وصنّف وكان صالحًا دينًا بصيرًا بالحديث وعلله مقدّمًا فيه وهو صاحب مجلس البطاقة توفي في ذي الحجة ولم يكن للمصريين في زمانه أحفظ منه‏.‏
وفيها القاضي أبو العبّاس عبد الله بن الحسين بن الحسن بن الحسن بن أحمد بن النَّضر البصري المروزي محدّث مرو في شعبان وله سبع وتسعون سنة رحل به أبوه وسمع من الحارث بن أبي أسامة وأبي إسماعيل التِّرمذي وطائفة وانتهى إليه علوّ الإسناد بخراسان‏.‏
وعبد الرحمن بن العباس أبو القا سم البغدادي والد أبي طاهر المخلِّص سمع الكديمي وإبراهيم الحربي وجماعة‏.‏
وثّقة ابن أبي الفوارس وكان أطروشًا‏.‏
وفيها الحافظ عمر بن جعفر البصري المحدّث أبو حفص خرّج لخلق كثير ولم يكن بالمتقن وقد روى عن أبي خليفة الجمحي وعبدان وطبقتهما وعاش سبعًا وسبعين سنة‏.‏
وأبو إسحاق القراريطي الوزير وهو محمد بن أحمد بن إبراهيم الإسكافي الكاتب وزر لمحمد بن رائق ثم وزر للمتقي لله مرتين وصودر وصار إلى الشام وكتب لسيف الدولة وكان ظلومًا غشومًا عاش ستًا وسبعين سنة‏.‏
وابن مخرم وهو الرئيس أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد البغدادي الجوهري الفقيه المحتسب تلميذ محمد بن جرير الطبري روى عن الحارث بن أبي أسامة وطبقته وعاش ثلاثًا وتسعين سنة‏.‏
و قال البرقاني‏:‏ لا بأس به‏.‏
توفي في ربيع الآخر‏.‏
وفيها أبو سليمان الحرّاني محمد بن الحسين ببغداد في رمضان روى عن أبي خليفة وعبدان وأبي يعلى وكان ثقة صاحب حديث ومعرفة‏.‏
وأبو علي بن آدم الفزاري محمد بن محمد بن عبد الحميد القاضي العدل بدمشق في جمادى الآخرة روى عن أحمد بن علي القاضي المروزي وطبقته‏.‏
فيها كان خروج الروم من الثغور فأغاروا وقتلوا وسبوا ووصلوا إلى حمص وعظم المصاب وجاءت المغاربة مع القائد جوهر المغربي فأخذوا ديار مصر وأقاموا الدَّعوة لبني عبيد الرافضة مع أن دولة معز الدولة بالعراق هذه المدة رافضية‏.‏
والشعار الجاهلي يقام يوم عاشوراء يوم الغدير‏.‏
وتوفي فيها ناصر الدولة الحسين بن أبي الهيجاء عبد الله ابن حمدان التَّغلبي صاحب الموصل وكان أخوه سيف الدولة يتأدّب معه لسنّه ومنزلته عند الحلفاء وكان هو كثير المحبة لسيف الدولة فلما توفي حزن عليه ناصر الدولة وتغيّرت أحواله وتسودن وضعف عقله فبادر ولده أبو تغلب الغضفي ومنعه من التصرّف وقام بالمملكة فلم يزل معتقلًا حتى توفي في ربيع الأول عن نحو ستين سنة‏.‏
وفيها الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان أبو محمد الحربي أخو علي وهو ثقة روى عن إسماعيل القاضي والكبار ومات في شوال‏.‏
وفيها أبو القاسم زيد بن علي أبي بلال العجلي الكوفي شيخ الإقراء ببغداد قرأ على أحمد بن فرج وابن مجاهد وجماعة وحدّث عن مطيّن وطائفة توفي في جمادى الأولى‏.‏
ومحدث دمشق محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان أبو عبد الله القرشي
الدّمشقي روى عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وزكريا خيّاط السُّنّة وطبقتهما‏.‏
وكان ثقة مأمونًا جوادًا مفضلًا خرّج له ابن مندة الحافظ ثلاثين جزءًا وأملى مدّة‏.‏
وفيها محدث الأندلس محمد بن معاوية بن عبد الرحمن أبو بكر الأموي المرواني القرطبي المعروف بابن الأحمر‏.‏
روى عن عبيد الله بن يحيى وخلق وفي الرِّحلة عن النَّسائي والفريابي وأبي خليفة الجمحي ودخل الهند للتجارة فغرق له ما قيمته ثلاثون ألف دينار ورجع فقيرًا وكان ثقة‏.‏
توفي في رجب وكان عنه السنن الكبير للنسائي‏.‏
سنة تسع وخمسين وثلاثمائة في أولها أخذ نقفور أنطاكية بنوع أمان فأسر الشباب وأطلق الشيوخ والعجائز وكان قد طغى وتجبّر وقهر البلاد وتمرَّد على الله وتزوج بزوجة الملك الذي قبله كرهًا وهمّ بإخصاء ولديها لئلا يملكها فعملت عليه الامرأة وراسلت الدُّمستق فجاء إليها في زيّ النساء هو وطائفة فباتوا عندها ليلة الميلاد فبيّتوا نقفور وأجلسوا في المملكة ولدها الأكبر‏.‏
وفيها توفي أبو عبد الله أحمد بن بندار إسحاق الشَّعَّار الفقيه مسند أصبهان‏.‏
روى عن إبراهيم بن سعدان وابن أبي عاصم وطائفة وكان ثقة ظاهريّ المذهب‏.‏
وأحمد بن السِّندي أبو بكر البغدادي الحدّاد روى عن الحسن بن علويه وغيره‏.‏
قال أبو نعيم‏:‏ كان يعدّ من الأبدال‏.‏
وأحمد بن يوسف بن خلاّد أبو بكر النَّصيبي العطّار ببغداد في صفر وكان عريًّا من العلم وسماعه صحيح روى عن الحارث بن أبي أسامة وتمتام وطائفة‏.‏
وحبيب بن الحسن القزاز أبو القاسم الرجل الصالح وثقة جماعة وليّنة بعضهم روى عن أبي مسلم الكجِّي وجماعة‏.‏
وأبو علي بن الصوّاف محمد بن أحمد بن الحسن البغدادي المحدّث الحجّة‏.‏
روى عن محمد بن إسماعيل التِّرمزي وإسحاق الحربي وطبقتهما‏.‏
قال الدَّارقطني‏:‏ ما رأت عيناي مثله ومثل آخر بمصر‏.‏
قلت‏:‏ قد مات في شعبان وله تسع وثمانون سنة‏.‏
وأبو الحسن محمد بن علي بن حبيش البغدادي الناقد روى عن أبي شعيب الحرّاني ومطيّن‏.‏
سنة ستين وثلاثمائة فيها لحق المطيع لله فالج بطل نصفه وثقل لسانه وأقامت الشَّيعة عاشوراء باللطم والعويل
وفيها جعفر بن فلاح الذي ولي إمرة دمشق للباطنية وهو أول نائب وليها لبني عبيد وكان قد سار إلى الشام فأخذ الرَّملة ثم دمشق بعد أن حاصر أهلها أيامًا ثم قدم لحربه الحسن بن أحمد القرمطي الذي تغلّب قبله على دمشق وكان جعفر مريضًا على نهر يزيد فأسره القرمطي وقتله‏.‏
وفيها زيري بن مناد الحميري الصَّنهاجي جدّ المعزّ بن باديس وصاحب تاهرت وهو الذي بنى مدينة أشير وحصّنها قتل في مصاف بينه وبين أهل الأندلس في رمضان‏.‏
وفيها الطَّبراني الحافظ العلم ومسند العصر أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللَّخمي في ذي القعدة بأصبهان وله مائة سنة وعشرة أشهر وكان ثقة صدوقًا واسع الحفظ بصيرًا بالعلل والرّجال والأبواب كثير التصانيف وأوَّل سماعه في سنة ثلاث وسبعين ومائتين بطبريّة ورحل أوّلًا إلى القدس سنة أربع وسبعين ثم رحل إلى قيسارية سنة خمس وسبعين سمع من أصحاب محمد بن يوسف الفريابي ثم رحل إلى مصر وجبلة ومدائن الشام وحج ودخل اليمن ورد إلى مصر ثم رحل إلى العراق وأصبهان وفارس‏.‏
روى عن أبي زرعة الدمشقي وإسحاق الدَّبري وطبقتهما‏.‏
وفيها الطُّوماري أبو علي عيسى بن محمد البغدادي في صفر وله ثمان وتسعون سنة وليس
وفيها أبو بكر بن جعفر بن الهيثم الأنباري البندار روى عن أحمد بن الخليل البرجلاني ومحمد بن أحمد بن أبي العوّام وتفرّد بالرواية عن جماعة و توفي يوم عاشوراء وله ثلاث وتسعون سنة وأصوله حسنة بخط أبيه‏.‏
وفيها أبو عمرو بن مطر النَّيسابوري الزاهد الحافظ شيخ السنّة محمد بن جعفر بن محمد بن مطر المعدَّل‏.‏
روى عن أبي عمرو أحمد بن المبارك المستملي ومحمد بن أيوب الرّازي وطبقتهما‏.‏
وكان متعففًا قانعًا باليسير يحيى الليل ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويجتهد في متابعة السُّنّة‏.‏
توفي في جمادى الآخرة وله خمس وتسعون سنة‏.‏
ومحمد بن جعفر بن محمد بن كنانة أبو بكر البغدادي المؤدب روى عن الكديمي وأبي مسلم الكجِّي‏.‏
قال ابن أبي الفوارس‏:‏ فيه تساهل قلت‏:‏ توفي عن أربع وتسعين سنة‏.‏
ومن غرائب الاتفاقات موت هؤلاء الثلاثة في سنة واحدة وهم في عشر المائة وأسماؤهم وآباؤهم وأجدادهم شيء واحد‏.‏
وابن العميد الوزير العلامة أبو الفضل محمد بن الحسين ابن محمد الكاتب وزير ركن الدولة الحسن بن بويه صاحب الرَّيّ كان آية في التَّرسُل والإنشاء فيلسوفًا متَّهمًا برأي الحكماء حتى كان ينظر بالجاحظ وكان يقال‏:‏ بدئت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد وكان
الصاحب إسماعيل بن عباد تلميذه وخصيصه وصاحبه ولذلك قالوا الصاحب ثم صار لقبًا‏.‏
وفيها الآجرِّي الإمام أبو بكر محمد بن الحسين البغدادي المحدث صاحب التصانيف سمع أبا مسلم الكجِّي وأبا شعيب الحرّاني وطائفة وجاور بمكة وبها توفي في المحرم كان ثقة دنيّنا صاحب سنّة‏.‏
وفيها أبو طاهر بن ذكوان البعلبكِّي المؤدِّب محمد بن سليمان نزيل صيدا ومحدّثها قرأ القرآن على هارون الأخفش وسمع أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وزكريا بن يحيى خيّاط السنّة وطبقتهما‏.‏
وعاش بضعًا وتسعين سنة‏.‏
روى عن السَّكن بن جميع وصالح بن أحمد الميانجي وقرأ عليه عبد الباقي بن الحسين شيخ أبي الفتح بن فارس‏.‏
وأبو القاسم بن أبي يعلي الهاشمي الشريف لما أخذت العبيديون دمشق قام الشريف بدمشق وقام معه أهل الغوطة والشباب واستفحل أمره في ذي الحجة سنة تسع وخمسين وطرد عن دمشق متولِّيها ولبس السواد وأعاد الخطبة لبني العباس فلم يلبث إلا أيّامًا حتى جاء عسكر المغاربة وحاربوا أهل دمشق وقتل بين الفريقين جماعة ثم هرب الشريف في الليل وصالح أهل البلد العسكر ثم أسر الشريف عند تدمر فشهره جعفر بن فلاح على جمل في المحرم سنة
وقد توفي في عشر الستّين وثلاثمائة خلق منهم‏:‏ أحمد بن القاسم بن كثير بن الريان أبو الحسن المصري الملكي نزيل البصرة روى عن الكديمي وإسحاق الدَّبري وطبقتهما‏.‏
قال ابن ماكولا‏:‏ فيه ضعف وقال الحافظ أبو محمد الحسن بن علي البصري‏:‏ سمعت منه وليس بالمرضي‏.‏
وأحمد بن طاهر بن النجم الحافظ أبو عبد الله الميانجي محدّث أذربيجان‏.‏
قال أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي‏:‏ ما رأيت مثله ولا رأى مثل نفسه‏.‏
وقال الخليل‏:‏ توفي بعد الخمسين سمع أبا مسلم الكجِّي وعبد الله بن أحمد‏.‏
وأبو الحسن بن سالم الزاهد أحمد بن محمد بن سالم البصري شيخ السالميّة وكان له أحوال ومجاهدات وعنه أخذ الأستاذ أبو طالب صاحب القوت وهو آخر أصحاب سهل التستري وفاة وقد خالف أصول السنَّة في مواضع وبالغ في الإثبات في مواضع وعمر دهرًا وبقي إلى سنة بضع وخمسين‏.‏
وأبو حامد أحمد بن محمد بن شارك الفقيه الشافعي مفتي هراة ومحدثها ومفسرها وأديبها رحل الكثير وعني بالحديث وروى عن محمد بن عبد الرحمن السَّامي والحسن بن سفيان

وإبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أبي العزايم أبو إسحاق الكوفي صاحب أبي عمرو أحمد بن أبي غرزة الغفاري‏.‏
وأبو علي النجّاد الصغير وهو الحسين بن عبد الله البغدادي الحنبلي تلميذ أبي محمد البربهاري صنّف في الأصول والفروع‏.‏
وفيها أبو محمد الرَّامهرمزي الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الحافظ القاضي صاحب ‏[‏المحدِّث الفاضل‏]‏ روى عن مطيّن ومحمد بن حيّان المازني وطبقتهما‏.‏
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن منده‏:‏ عاش إلى قريب الستين وثلاثمائة‏.‏
والجابري عبد الله بن جعفر بن إسحاق الموصلِّي صاحب الجزء المشهور به وشيخ أبي نعيم الحافظ روى عن محمد بن أحمد بن أبي المثنّى وغيره‏.‏
وأبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن أحمد بن علَّك المروزي الجوهري المحدث محدث مرو ومسندها روى عن الفضل الشَّعراني ومحمد بن أيوب بن الضريس‏.‏
وكشاجم أحد فحول الشعراء واسمه محمود بن حسين‏.‏
وأبو حفص العتكي الأنطاكي عمر بن علي روى عن ابن جوصا والحسن بن أحمد بن قيل وطبقتهما‏.‏
وأبو العباس محمد بن أحمد بن حمدان الزاهد أخو أبي عمرو بن حمدان نزل خوارزم وحدّث بها عن محمد بن أيوب بن الضُّريس ومحمد ابن عمرو قشمرد وطبقتهما أكثر عنه البرقاني‏.‏
ومحمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب الأصبهاني القمّاط روى عن أبي بكر بن أبي عاصم وغيره‏.‏
وفيها أبو جعفر الروذراوري محمد بن عبد الله بن برزة حدّث بهمذان سنة سبع وخمسين عن تمتام وإسماعيل القاضي وإبراهيم بن ديزيل‏.‏
قال صالح بن أحمد الحافظ‏:‏ هو شيخ حضرته ولم أحمد أمره والحمد لله‏.‏
والنقوي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّنعاني آخر من روى في الدنيا عن إسحاق الدَّبري وبقي إلى سنة سبع وستين وثلاثمائة ورحل المحدثون إليه‏.‏
والنَّجيرمي أبو يعقوب يوسف بن يعقوب البصري حدّث في سنة خمس وستين عن أبي مسلم الكجِّي ومحمد بن حبّان المازني وعدّة سنة إحدى وستين وثلاثمائة فيها أخذ ركب العراق اعترضته بنو سليم و بنو هلال وقتلوا خلقًا وبطل الحجّ إلا طائفة
وفيها مات الأسيوطي أبو علي الحسن بن الخضر في ربيع الأول روى عن النَّسائي والمنجنيقي‏.‏
وفيها الخيّام خلف بن محمد بن إسماعيل أبو صالح البخاري محدّث ما وراء النَّهر روى عن صالح جزرة وطبقته‏.‏
ولم يرحل‏.‏
ليَّنه أبو سعيد الإدريسي وعاش ستّا وثمانين سنة‏.‏
وفيها الدرّاج أبو عمر وعثمان بن عمر بن خفيف البغدادي المقرئ روى عن ابن المجدَّر وطائفة‏.‏
قال البرقاني‏:‏ كان بدلًا من الأبدال‏.‏
وفيها محمد بن الحارث بن أسد المحاسبي القيرواني أبو عبد الله الحافظ نزيل قرطبة صنّف كتاب الاختلاف والافتراق في مذهب مالك وكتاب الفتيا وكتاب تاريخ الأندلس وكتاب تاريخ أفريقية وكتاب النَّسب‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 07:35 PM

سنة اثنتين وستين وثلاثمائة
فيها أخذت الروم نصيبين واستباحوها وتوصّل من نجا إلى بغداد وقام معهم المطوّعة واستنفروا الناس ومنعوا من الخطبة وحاولوا الهجوم على المطيع وصاحوا عليه بأنه عاجز مضيّع لأمر المسلمين فسار العسكر من جهة الملك م عز الدولة بختيار فالتقوا الروم فنصروا
وفي رمضان قتل ببغداد رجل من أعوان الوالي فبعث الوزير الشرازي - قبّحه الله - من طرح النار من النحاسين إلى السماكين فاحترق ببغداد حريق لم يسمع بمثله واحترق فيه جماعة كثيرة في البيوت فأحصي ذلك فكان ثلاثمائة وسبعة عشر دكانًا وثلاثمائة وعشرين دارًا وثلاثة وثلاثين مسجدًا فاستغاث رجل‏:‏ أيها الوزير‏:‏ أريتنا قدرتك ونرجو من الله أن يرينا قدرته فيك‏.‏
ثم إن الملك عز الدولة قبض عليه وسلمه إلى الشريف أبي الحسن‏.‏
فبعث به إلى الكوفة وسقي ذراريح فهلك في آخر السنة‏.‏
وفي رمضان قدم المعزُّ أبو تميم العبيدي مصر ومعه توابيت آبائه ونزل بالقصر بداخل القاهرة المعزية التي بناها مولاه جوهر لما افتتح الإقليم وقويت شوكة الرَّفض شرقًا وغربًا وخفيت السُّنن وأظهرت البدع نسأل الله العافية‏.‏
وفيها توفي عالم البصرة أبو حامد المروروذي أحمد بن عامر الشافعي صاحب التصانيف وصاحب أبي إسحاق المروزي وكان إمامًا لا يشق غباره تفقه به أهل البصرة‏.‏
وأحمد بن محمد بن عمارة أبو الحارث اللَّيثي الدّمشقي‏.‏
روى عن زكريا خيّاط السنّة وطائفة‏.‏
وعمّر دهرًا‏.‏
وأبو إسحاق المزكِّي إبراهيم بن محمد بن يحيى النَّيسابوري‏.‏
قال الحاكم‏:‏ هو شيخ نيسابور في عصره وكان من العبّاد المجتهدين الحجّاجين المنفقين على العلماء والفقراء‏.‏
سمع ابن خزيمة وأبا العباس السّراج وخلقًا كثيرًا‏.‏
وأملى عدة سنين وكان يحضر مجلسه أبو العباس الأصم فمن دونه‏.‏
قلت‏:‏ كان مثريًا متموّلًا عاش سبعًا وستين سنة توفي بعد خروجه من بغداد ونقل إلى نيسابور فدفن بها‏.‏
وفيها إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكاييل الأمير أبو العباس الأديب الممدوح بمقصورة ابن دريد وتلميذ ابن دريد وكان أبوه إذّاك متولّي الأهواز للمقتدر فسمّعه من عبدان الجواليقي‏.‏
وفيها أبو بحر البربهاري محمد بن الحسن بن كوثر في جمادى الأولى وله ست وتسعون سنة وهو ضعيف‏.‏
روى عن الكديمي ومحمد بن الفرج الأزرق وطبقتهما‏.‏
قال الدّارقطني‏:‏ اقتصروا من حديثه على ما انتخبته فحسب‏.‏
وفيها أبو جعفر البلخي الهندواني الذي كان من براعته في الفقه يقال له‏:‏ أبو حنيفة الصغير توفي ببخارى وكان شيخ تلك الديار في زمانه واسمه محمد بن عبد الله بن محمد وقد روى الحديث عن محمد بن عويل البلخي وغيره‏.‏
وفيها ابن فضالة المحدث أبو عمر محمد بن موسى بن فضالة الأُّموي مولاهم الدمشقي في ربيع الآخر روى عن الحسن بن الفرج الغزّي وابن قصيّ العذري‏.‏
قال عبد العزيز الغزّي وابن قصيّ العذري‏.‏
قال عبد العزيز الكتّاني‏:‏ تكلموا فيه‏.‏
وابن هاني حامل لواء الشعر بالأندلس وهو أبو الحسن وأبو القاسم محمد بن هاني الأزدي الأندلسي الإشبيلي وكان منغمسًا في اللذات والمحرمات متهمًا بدين الفلاسفة ولقد همّوا بقتله فهرب إلى القيروان ومدح المعزّ واتصل به وقد تفضي به المبالغة في المدح إلى الكفر و شرب ليلةً عند ناس فأصبح مخنوقًا وهو في عشر الخمسين وله ديوان كبير‏.‏
سنة ثلاث وستين وثلاثمائة فيها ظهر ما كان المطيع يستره من الفالج وثقل لسانه فدعه الحاجب سبكتكين وهو صاحب السلطان عز الدولة إلى خلع نفسه وتسليم الخلافة لولده الطائع لله ففعل ذلك في ذي القعدة وأثبت خلعه على قاضي القضاة أبي الحسن بن أم شيبان‏.‏
وفيها أقيمت الدعوة بالحرمين للمعزّ العبيدي وقطعت خطبة بني العباس ولم يحجّ ركب العراق لأنهم وصلوا إلى سميراء فرأوا هلال ذي الحجة وعلموا أن لا ماء في الطريق فعدّلوا إلى
وفيها مات ثابت بن سنان بن ثابت بن قرّة الصابي الحراني الطبيب المؤرخ صاحب التصانيف‏.‏
وجمح بن القاسم أبو العباس المؤذن بدمشق روى عن عبد الرحمن بن الرواس وطائفة‏.‏
وأبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد الحنبلي صاحب الخلاّل وشيخ الحنابلة وعالمهم المشهور وصاحب التصانيف‏.‏
روى عن موسى بن هارون وأبي خليفة الجمحي وجماعة و توفي في شوال وله ثمان وسبعون سنة وكان صاحب زهد وعبادة وقنوع رحمه الله‏.‏
وفيها أبو بكر النابلسي محمد بن أحمد بن سهل الرَّملي الشهيد سلخه صاحب مصر المعزّ لدين الله وكان قد قال‏:‏ لو كان معي عشرة أسهم لرميت الروم سهمًا ورميت بني عبيد تسعة فبلغت القائد جوهر فلما قرَّره اعترف وأغلظ لهم فقتلوه‏.‏
وكان عابدًا صالحًا زاهدًا قوّالًا بالحق‏.‏
وفيها أبو الحسن الأبري محمد بن الحسين السِّجستاني مؤلف كتاب ‏[‏مناقب الشافعي‏]‏‏.‏ وآبر من عمل سجستان روى عن ابن خزيمة وطبقته ورحل إلى الشام وخراسان والجزيرة‏.‏
وفيها محدث الشام الحافظ أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين ابن السمسار الدمشقي روى عن محمد بن خريم وابن جوصاء وطبقتهما‏.‏
قلت‏:‏ ارتحل إلى مصر وإلى بغداد‏.‏
والمظفَّر بن حاجب بن أرَّكين الفرغاني أبو القاسم‏.‏
توفي بدمشق في هذا العام أو بعده رحل به أبوه وسمع من جعفر الفريابي والنسائي وطبقته‏.‏
والنُّعمان بن محمد بن منصور القيرواني القاضي أبو حنيفة الشِّيعي ظاهرًا الزنديق باطنًا قاضي قضاة الدولة العبيدية صنّف كتاب‏:‏ ‏[‏ابتداء الدعوة‏]‏‏.‏
وكتابًا في فقه الشيعة وكتبًا كثيرة تدل على انسلاخه من الدين يبدّل فيها معاني القرآن ويحرقها مات بمصر في رجب وولي بعده ابنه‏.‏
سنة أربع وستين وثلاثمائة فيها أو بعدها ظهرت العيّارون واللصوص ببغداد واستفحل شرّهم حتى ركبوا الخيل وتلقّبوا بالقوّاد وأخذوا الضريبة من الأسواق‏.‏
والدُّروب وعمّ البلاء‏.‏
وفيها قطعت خطبة الطائع له ببغداد خمسين يومًا فلم تخطب لأحدٍ لأجل شغبٍ وقع بينه وبين عضد الدولة عند قدومه العراق فإن عضد الدولة قدم من شيراز فأعجبه مملكة العراق فاستمال الأمراء فشغبوا على ابن عمه عز الدَّولة فخاف وأغلق بابه ثم كتب العضد
على لسان الطائع لله باستقرار السلطنة لعضد الدولة وخلع على الوزير محمد بن بقية ثم اضطربت الأمور عليه وكتب أبوه ركن الدولة إليه يزجره ويقول‏:‏ أنت خرجت في نصرة ابن أخي أو في أخذ مملكته منه فرجع إلى إقليم فارس وتزوج الطائع بابنة عزّ الدَّولة وكان القحط ببغداد شديدًا والتمر ثلاثة أرطال بدرهم‏.‏
وفيها توفي أبو بكر بن السنّي الحافظ أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الدِّينوري صاحب كتاب ‏[‏عمل يوم وليلة‏]‏ رحل وكتب الكثير وروى عن النّسائي وأبي خليفة وطبقتهما‏.‏
وكان يكتب فوضع القلم ورفع يديه يدعو الله فمات في آخر يوم من السنة‏.‏
وفيها‏,‏ إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجاء النيسابوري الوراق الأبزاري في رجب وله ست وتسعون سنة طوّف الكثير وعني بالحديث وروى عن مسدّد بن قطن والحسن بن سفيان وإنما رحل على كبر‏.‏
وفيها سبكتكين حاجب معزّ الدولة كان الطائع قد خلع عليه خلعة الملوك وطوّقه وسوّره ولقبه نصر الدولة فلم تطل أيامه وسقط من الفرس فانكسرت رجله وتوفي في المحرم وخلّف ألف دينار وعشرة آلاف ألف درهم وصندوقين جواهر وثلاثة ألاف فرس إلى نحو ذلك من الحواصل‏.‏
وفيها أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد بن إسماعيل السُّلمي الدمشقي المؤدِّب قرأ القرآن على أبي عبيدة ولد ابن ذكوان وروى عن محمد بن المعفى الصيّداوي وأبي شيبة داود بن إبراهيم وطبقتهما‏.‏
ورحل وتعب وجمع وكان ثقة‏.‏
وفيها علي بن أحمد بن علي المصيَّصي روى عن أحمد بن خليد الحلبي وغيره‏.‏
وفيها المطيع لله أبو القاسم الفضل بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد بالله العباسي ولد في أول سنة إحدى وثلاثمائة وبويع بالخلافة في سنة أربع وثلاثين بعد المستكفي بالله‏.‏
قال ابن شاهين‏:‏ وخلع نفسه غير مكره فيما صحّ عندي في ذي القعدة سنة ثلاث وستين ونزل عن الأمر لولده الطائع لله عبد الكريم توفي في المحرم وله أربع وستون سنة‏.‏
وفيها محمد بن بدر الأمير أبو بكر الحمامي الطولون أمير بعض بلاد فارس‏.‏
قال أبو نعيم‏:‏ ثقة وقال ابن الفرات‏:‏ كان له مذهب في الرَّفض‏.‏
قلت‏:‏ روى عن بكر بن سهل الدمياطي والنَّسائي‏.‏
وفيها أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن إبراهيم بن عبدة التميمي السَّليطي النَّيسابوري روى عن محمد بن إبراهيم البوشجني وإبراهيم بن علي الذُّهلي وجماعة‏.‏
وعاش اثنتين وتسعين سنة
سنة خمس وستين وثلاثمائة فيها طلب السلطان ركن الدولة الحسن بن بويه ولده عضد الدَّولة فسار إليه وقسم الملك على أولاده فأعطي لمؤيد الدولة الريّ وأصبهان ولفخر الدولة همذان والدِّينور وأقرّ عضد الدولة على فارس وكرمان وأرجَّان‏.‏
وفيها توفي أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم أبو بكر الختَّلي المحدّث المقرئ المفسر وله سبع وثمانون سنة وكان ثقة ثبتا صالحًا‏.‏
روى عن أبي مسلم الكجِّي وطبقته‏.‏
والذّارع أبو بكر أحمد بن نصر البغدادي أحد الضعفاء و المتروكين‏.‏
روى عن الحارث بن أبي أسامة وطائفة حدّث في هذه السنة ومات فيها أو بعدها‏.‏
وإسماعيل بن نجيد الإمام أبو عمرو السُّلمي النَّيسابوري شيخ الصوفية بخراسان في ربيع الأول وله ثلاث وتسعون سنة أنفق أمواله على الزّهاد والعلماء وصحب الجنيد وأبا عثمان الحيري وسمع محمد بن إبراهيم البوشنجي وأبا مسلم الكجِّي وطبقتهما‏.‏
وكان صاحب أحوال ومناقب‏.‏
قال أبو عبد الرحمن السُّلمي سبطه‏:‏ سمعت جدي يقول‏:‏ كل حال لا يكون عن نتيجة علم وإن جلّ فإن ضرره على صاحبه أكبر من نفعه‏.‏

وأبو علي الماسرجسي الحافظ أحد أركان الحديث بنيسابور الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين توفي في رجب وله ثمان وستون سنة وروى عن جدّه وابن خزيمة وطبقتهما‏.‏
ورحل إلى العراق ومصر والشام‏.‏
قال الحاكم‏:‏ هو سفينة عصره في كثرة الكتابة صنّف المسند الكبير مهذّبًا معلّلًا في ألف وثلاثمائة جزء وجمع حديث الزُّهري جمعًا لم يسبقه إليه أحد وكان يحفظه مثل الماء وصنّف كتابًا على البخاري وآخر على مسلم ودفن علم كثيرٌ بموته‏.‏
وفيها عبد الله بن أحمد بن إسحاق أبو محمد الأصبهاني والد أبي نعيم الحافظ وله أربع وثمانون سنة رحل وعني بالحديث وروى عن أبي خليفة الجمحي وطبقته‏.‏
وكانت رحلته في سنة ثلاثمائة‏.‏
وفيها ابن عدي الحافظ الكبير أبو أحمد عبد الله بن عديّ بن عبد الله بن محمد ويعرف بابن القطّان الجرجاني مصنّف ‏[‏الكامل في الجرح‏]‏ وله ثمان وثمانون سنة كتب الكثير سنة تسعين ومائتين ورحل في سنة سبع وتسعين وسمع أبا خليفة وعبد الرحمن بن الروّاس وبهلول بن إسحاق وطبقتهم‏.‏
قال ابن عساكر‏:‏ كان ثقة على لحن فيه‏.‏
وقال حمزة السَّهمي‏:‏ كان حافظًا متقنًا لم يكن في زمانه مثله توفي في جمادى الآخرة‏.‏
وفيها أبو أحمد بن النَّاصح وهو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح بن شجاع ابن المفسرالدمشقي الفقيه الشافعي في رجب بمصر روى عن عبد الرحمن بن الروّاس وأبي بكر بن علي المروزي وطائفة‏.‏
وفيها القاضي ابن سليم وهو أبو بكر محمد بن إسحاق بن منذر بن السَّليم الأندلسي مولى بني أميَّة كان رأسًا في الفقه رأسًا في الزهد والعبادة‏.‏
سمع أحمد بن خالد وأبا سعيد بن الأعرابي لقيه بمكة توفي في رمضان سنة سبع وستين‏.‏
وفيها الشَّاشي القفال الكبير أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الفقيه الشافعي صاحب المصنّفات رحل إلى العراق والشام وخراسان‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان أعلم أهل ما وراء النهر بالأصول وأكثرهم رحلة في الحديث سمع ابن جرير الطبري وابن خزيمة وطبقتهما‏:‏ قلت‏:‏ هو صاحب وجه في المذهب‏.‏
قال الحليمي‏:‏ كان شيخنا القفّال أعلم من لقيته من علماء عصره‏.‏
وفيها المعزّ لدين الله أبو تميم سعد بن المنصور إسماعيل بن القائم ابن المهدي العبيدي صاحب المغرب الذي ملك الدّيار المصرية ولي الأمر بعد أبيه سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ولما افتتح له مولاه جوهر سجلماسة وفاس وسبتة وإلى البحر المحيط جهّزه بالجيوش والأموال
فأخذ الديار المصرية وبنى مدينة القاهرة المعزّية وكان مظهرًا للتَّشيُّع معظمًا لحرمات الإسلام حليمًا كريمًا وقورًا حازمًا سريًا يرجع إلى عدل وإنصاف في الجملة توفي في ربيع الآخر وله ست وأربعون سنة‏.‏
سنة ست وستين وثلاثمائة فيها كان الحرب بين عضد الدَّولة وابن عمه الدَّولة بختيار أسر فيها غلام لعز الدَّولة فكاد يموت من جزعه لفراقه وامتنع من الأكل وأخذ في البكاء وبقي ضحكة بين الناس وبعث يتذلّل بكل ممكن لعضد الدَّولة وبعث له جاريتين بمائة ألف فردّه عليه‏.‏
وفيها حجّت جميلة بنت الملك ناصر الدَّولة ابن حمدان وصار حجُّها يضرب به المثل فإنها أغنت المجاورين وقيل كان معها أربعمائة كجاوية لا يدرى في أيّها هي لكونهنّ كلهنّ في الحسن والرتبة نسبة ونثرت على الكعبة لما دخلتها عشرة آلاف دينار‏.‏
وفيها مات ملك القرامطة الحسن بن أحمد بن أبي سعيد الجنّابي القرمطي الذي استولى على أكثر الشام وهزم جيش المعزّ وقتل قائدهم جعفر بن فلاح وذهب إلى مصر وحاصرها شهورًا قبل مجيء المعز وكان يظهر طاعة الطايع لله وله شعر وفضيلة ولد بالحساء ومات
وركن الدَّولة أبو علي الحسن بن بويه أخو معزّ الدولة أحمد وعماد الدَّولة علي الدَّيلمي العجمي صاحب أصبهان والرَّي وعراق العجم وكان ملكًا جليلًا عاقلًا بقي في الملك خمسًا وأربعين سنة وزر له ابن العميد ومات بالقولنج في المحرم وقد نيَّف على الثمانين‏.‏
والمستنصر بالله أبو مروان الحكم صاحب الأندلس وابن صاحبها الناصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأموي المرواني ولي ستّ عشر ة سنة وعاش ثلاثًا وستين سنة وكان حسن السيرة محبّا للعلم مشغوفًا بجمع الكتب والنظر فيها بحيث إنه جمع منها ما لم يجمعه أحد قبله ولا جمعه أحد بعده حتى ضاقت خزائنه عنها وسمع من قاسم بن أصبغ وطائفة‏.‏
وكان بصيرًا بالأدب والشعر وأيّام الناس وأنساب العرب متّسع الدائرة كثير المحفوظ ثقة فيما ينقله توفي في صفر بالفالج‏.‏
وفيها أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد النّيسابوري المعدَّل سمع من مسدّد بن قطن وابن شيرويه وفي الرحلة من الهيثم بن خلف وهذه الطبقة‏.‏
حدّث بمسند إسحاق بن راهويه وعاش ثلاثًا وثمانين سنة‏.‏
وأبو الحسن محمد بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل النَّيسابوري السَّراج المقرئ الرجل الصالح‏.‏
رحل وكتب عن مطيّن وأبي شعيب الحرّاني وطبقتهما‏.‏
قال الحاكم‏:‏ قلّ من رأيت أكثر وفيها أبو الحسن محمد بن محمد بن عبد الله زكريا بن حيويه النَّيسابوري ثم المصري القاضي سمع بكر بن سهل الدمياطي والنَّسائي وطائفة‏.‏
توفي في رجب وهو في عشر التسعين أو جاوزها‏.‏
سنة سبع وستين وثلاثمائة لما مات ركن الدولة قصد ولده عضد الدولة العراق ووازر القرامطة وهرب منه عزّ الدولة بختيار صاحب بغداد وتفرقت عنه الدَّيلم وخرج الطائع لله يتلقى عضد الدولة وعملت القباب ودخل الباب ثم خرج لحرب عزّ الدولة فالتقوا فظفر بعز الدولة أسيرًا ثم قتله‏.‏
وفيها هلك صاحب هجر أبو يعقوب يوسف بن الحسن الجنّابي القرمطي‏.‏
وفيها توفي أبو القاسم النَّصراباذيّ إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه النيسابوري الزاهد الواعظ شيخ الصوفية والمحدثين سمع ابن خزيمة بخراسان وابن صاعد ببغداد وابن جوصاء بالشام وأحمد العسّال بمصر وكان يرجع إلى فنون من الفقه والحديث والتاريخ وسلوك الصوفية ثم حجّ وجاور سنتين ومات بمكة في ذي الحجة‏.‏
وفيها توفي عزّ الدولة الملك أبو منصور بختيار الملك معزّ الدولة أحمد بن بويه الدَّيلمي وكان شديد القوى قيل إنه كان يمسك بقرني الثور فيصرعه التقى هو وابن عمه عضد الدَّولة في شوال فقتل في المعركة وحمل رأسه إلى بين يدي عضد الدولة فبكى ورقّ له وعاش ستًّا وثلاثين سنة‏.‏
والغضنفر عدّة الدولة أبو تغلب بن الملك ناصر الدولة بن حمدان ولي الموصل بعد أبيه مدّة ثم قصده عضد الدولة فعجز وهرب إلى الشام واستولى عضد الدولة على مملكته ومرَّ الغضنفر بظاهر دمشق وقد غلب عليها قسّام العيّار ثم كتب إلى العزيز العبيدي أن يوليّه نيابة الشام ثم نزل إلى الرملة في سنة سبع فالتقاه مفرّج الطائي فأسره وقتل كهلًا‏.‏
والذُّهلي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله القاضي البغدادي ولي قضاء واسط ثم قضاء بغداد ثم قضاء دمشق ثم قضاء الديار المصرية فاستناب على دمشق وحدّث عن بشر بن موسى وأبي مسلم الكجِّي وطبقتهما‏.‏
وكان مالكيّ المذهب فصيحًا مفوّهًا شاعرًا أخباريًا حاضر الجواب غزير الحفظ توفي وقد قارب التسعين‏.‏
وابن السَّلم قاضي الجماعة أبو بكر محمد بن إسحاق بن منذر الأندلسي وله خمس وستون سنة كان رأسًا في الزهد والعبادة وسمع أحمد بن خالد وأبا سعيد بن الأعرابي منه بمكة توفي في رمضان وقد ذكر سهوًا سنة خمس‏.‏

وابن قريعة القاضي البغدادي أبو بكر محمد بن عبد الرحمن أخذ عن أبي بكر بن الأنباري وغيره وكان ظريفًا مزّاحًا صاحب نوادر وسرعة جواب وكان نديمًا للوزير المهلّبي ولي قضاء بعض الأعمال وقد نيّف على الستين‏.‏
وابن القوطيّة أبو بكر محمد بن عمر القرطبي النحوي كان رأسًا في اللغة والنحو حافظًا للأخبار وأيام الناس فقيهًا محدثًا متقنًا كثير التصانيف صاحب عبادة ونسك كان أبو علي القالي يبالغ في تعظيمه‏.‏
توفي في ربيع الأول وقد روى عن سعيد بن جابر وظاهر بن عبد العزيز وطبقتهما‏.‏
وابن بقيّة الوزير نصر الدولة أبو الطاهر محمد بن محمد بن بقيّة بن علي أحد الرؤساء والأجواد تنقلت به الأحوال ووزر لعز الدولة بختيار وقد كان أبوه فلاحًا بأوانا ثم عزل وسمل ولما تملَّك عضد الدَّولة قتله وصلبه في شوال ورثاه محمد بن عمر الأنباري بكلمته السايرة البديعة‏:‏ علوّ في الحياة وفي الممات وعاش سبعًا وخمسين سنة‏.‏
ويحيى بن عبد الله بن يحيى بن الإمام يحيى بن يحيى اللَّيثي القرطبي أبو عيسى الفقيه المالكي
سنة ثمان وستين وثلاثمائة تمّن عضد الدَّولة وضربت له ثلاثة أوقات في النهار وهذه رتبة لم تعمل لمعز الدَّولة ولا لابنه‏.‏
وفيها توفي القطيعي أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك البغدادي مسند العراق وكان يسكن بقطيعة الدقيق‏.‏
روى عن عبد الله بن الإمام أحمد المسند وسمع من الكديمي وإبراهيم الحربي والكبار‏.‏
توفي في ذي الحجة وله خمس وتسعون سنة وكان شيخًا صالحًا‏.‏
والسِّيرافي أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان صاحب العربية كان أبوه مجوسيًّا فأسلم وسمِّي عبد الله تصدَّر أبو سعيد لإقراء القراءات والنحو واللغة والعروض والفقه والحساب وكان رأسًا في النحو بصيرًا بمذهب أبي حنيفة قرأ القرآن على ابن مجاهد وأخذ اللغة عن ابن دريد والنحو عن ابن السَّراج وكان ورعًا يأكل من النَّسخ وكان ينسخ الكراس بعشرة دراهم لبراعة خطه ذكر عنه الاعتزال ولم يظهر منه ومات في رجب عن أربع وثمانين سنة‏.‏
وفيها أبو القاسم الآبندوني عبد الله بن إبراهيم الجرجاني الحافظ سكن بغداد وحدّث عن أبي خليفة والحسن بن سفيان وطبقتهما‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان أحد أركان الحديث‏.‏
وقال البرقاني‏.‏
كان محدّثًا زاهدًا متقللًا من الدنيا لم يكن يحدّث غزو أحد لسوء أدب الطلبة وحديثهم وقت السماع عاش خمسًا وتسعين سنة‏.‏
والرخَّجي القاضي أبو الحسين عيسى بن حامد البغدادي الفقيه أحد تلامذة ابن جرير‏.‏
روى عن محمد بن جعفر القتّات وطبقته ومات في ذي الحجة عن سن عالية‏.‏
والجلودي الزاهد أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه النَّيسابوري راوية صحيح مسلم عن أبي سفيان الفقيه سمع من جماعة ولم يرحل‏.‏
قال الحاكم‏:‏ هو من كبار عبّاد الصوفية وكان ينسخ بالأجرة ويعرف مذهب سفيان وينتحله توفي في ذي الحجة عن ثلاث وثمانين سنة قرأ على ابن مجاهد‏.‏
والحجّاجي أبو الحسين محمد بن محمد بن يعقوب النيسابوري الحافظ الثقة المقرئ العبد الصالح الصدوق‏.‏
في ذي الحجة عن ثلاث وثمانين سنة قرأ على ابن مجاهد وسمع م عمر بن أبي غيلان وابن خزيمة وهذه الطبقة بمصر والشام والعراق وخراسان وصنّف العلل والشيوخ والأبواب‏.‏
قال الحاكم‏:‏ صحبته نيِّفًا وعشرين سنة فما أعلم أن الملك كتب عليه خطيئة وسمعت أبا علي الحافظ يقول‏:‏ ما في أصحابنا أفهم ولا أثبت منه وأنا ألقِّبه بعفّان لثبته رحمه
وهفتكين التركي الشرّابي خرج عن بغداد خوفًا من عضد الدولة ونزل الشام فتملّك دمشق بإعانة أهلها في سن أربع وستين وردَّ الدعوة العباسية ثم سار إلى صيدا وحارب المصريين فقدم لحربه القائد جوهر وحاصره بدمشق سبعة أشهر ثم ترحل عنه فساق وراء جوهر فالتقوا بعسقلان فهزم جوهرًا وتحصّن جوهر بعسقلان فحاصره هفتكين بها خمسة عشر شهرًا ثم أمَّنه فنزل وذهب إلى مصر فصادف العزيز صاحب مصر قد جاء في نجدته فردّ معه فكانوا سبعين ألفًا فالتقاهم هفتكين فأخذوه أسيرًا في أول سنة ثمان هذه ثم منّ عليه العزيز وأعطاه إمرةً فخاف منه ابن كلِّس الوزير وقتله وسقاه سمًا وكان يضرب بشجاعته المثل‏.‏
سنة تسع وستين وثلاثمائة فيها ورد رسول العزيز صاحب مصر والشام إلى عضد الدولة ثم ورد رسول آخر فأجابه بما مضمونه صدق الطوّية وحسن النية‏.‏
وفيها توفي أحمد بن عطاء الرُّوذباري أبو عبد الله الزاهد شيخ الصوفية نزيل صور‏.‏
روى عن أبي القاسم البغوي وطبقته‏.‏
قال القشيري‏:‏ كان شيخ الشام في وقته وضعَّفه بعضهم فإنه
وابن شاقلًا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البغدادي البزّار شيخ الحنابلة وتلميذ أبي بكر عبد العزيز توفي كهلًا في رجب وكان صاحب حلقة للفتيا والأشغال بجامع المنصور‏.‏
والجعل واسمه ال حسين بن علي البصري الحنفي العلامة صاحب التصانيف وله ثمانون سنة وكان رأس المعتزلة قاله أبو إسحاق في طبقات الفقهاء‏.‏
وابن ماسي المحدّث أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن أيوب بن ماسي البزار ببغداد في رجب وله خمس وتسعون سنة‏.‏
قال البرقاني وغيره‏:‏ ثقة ثبت روى عن أبي مسلم الكجِّي وطائفة‏.‏
وأبو الشيخ الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبّان الأصبهاني صاحب التصانيف في سلخ المحرم وله خمس وتسعون سنة وأول سماعه في سنة أربع وثمانين ومائتين من إبراهيم بن سعدان وابن أبي عاصم وطبقتهما‏.‏
ورحل في حدود الثلاثمائة وروى عن أبي خليفة وأمثاله بالموصل وحرّان والحجاز والعراق‏.‏
قال أبو بكر بن مردويه‏:‏ ثقة مأمون صنّف التفسير والكتب الكثيرة في الأحكام وغير ذلك‏.‏
وقال الخطيب‏:‏ كان حافظًا ثبتًا متقنًا‏.‏
وقال غيره‏:‏ كان صالحًا عابدًا قانتًا لله تعالى ثقة كبير القدر‏.‏
والصعلوكي الإمام أبو سهل محمد بن سليمان العجلي الحنفي النَّيسابوري الفقيه شيخ الشافعية بخراسان‏.‏
قال فيه الحاكم‏:‏ أبو سهل الصُّعلوكي الشافعي اللُّغوي المفسّر النحوي المتكلّم المفتي الصوفي حبر زمانه وبقية أقرانه ولد سنة تسعين ومائتين واختلف إلى ابن خزيمة ثم إلى أبي علي الثَّقفي وناظر وبرع وسمع من أبي العباس السرّاج وطبقته‏.‏
وقال الصاحب ابن عباد‏:‏ ما رأى أبو سهل مثل نفسه ولا رأينا مثله‏.‏
قلت‏:‏ وهو صاحب وجه في المذهب ومن غرائبه وجوه وجوب النيّة لإزالة النجاسة وأن من نوى غسل الجنابة والجمعة معًا لا يجزئه لواحد منهما توفي في ذي القعدة‏.‏
وابن أم شيبان قاضي القضاة أبو الحسن محمد بن صالح بن علي الهاشمّي العباسيّ العيسوي الكوفي‏.‏
روى عن عبد الله بن زيدان البجلي وجماعة‏.‏
وقدم بغداد مع أبيه فقرأ على ابن مجاهد وتزوّج بابنة قاضي القضاة أبي عمر محمد بن يوسف قال طلحة الشاهد‏:‏ وهو رجل عظيم القدر واسع العلم كثير الطَّلب حسن التصنيف متوسط في مذهب مالك متفنِّن‏.‏
قال ابن أبي الفوارس‏:‏ نهاية في الصدق نبيل فاضل ما رأينا في معناه مثله توفي فجأة في جمادى الأولى وله بضع وسبعون سنةً‏.‏
والنقّاش المحدث لا المقرئ أبو بكر محمد بن علي بن الحسن المصري الحافظ نزيل تنِّيس وله سبع وثمانون سنة‏.‏
روى عن شيخ النّسائي محمد بن جعفر الإمام ورحل فسمع من النسائي
وأبو عمرو محمد بن محمد بن صابر البخاري المؤذِّن صاحب صالح جزرة الحافظ ومسند أهل بخارى‏.‏
والباقرحي صاحب المشيخة أبو علي مخلد بن جعفر الفارسي الدقّاق ببغداد في ذي الحجة روى عن يوسف بن يعقوب القاضي وطبقته‏.‏
ولم يكن يعرف شيئًا من الحديث فأدخلوا عليه وأفسدوه‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 07:36 PM

سنة سبعين وثلاثمائة فيها رجع عضد الدولة من همذان فلما وصل بغداد بعث إلى الطائع لله ليتلقاه فما وسعه التخلُّف ولم تجر عادة بذلك أبدًا وأمر قبل دخوله أن من تكلم أو دعا له قتل فما نطق مخلوق فأعجبه ذلك‏.‏
وكان عظيم الهيبة شديد العقوبة على الذنب الصغير‏.‏
وفيها توفي أبو بكر الرّازي أحمد بن علي الفقيه شيخ الحنفية ببغداد وصاحب أبي الحسن الكرخي في ذي الحجة وله خمس وستون سنة انتهت إليه رئاسة المذهب وكان مشهورًا بالزهد والدين عرض عليه قضاء القضاة فامتنع‏.‏
وله عدّة تصانيف روى فيها عن الأصم
واليشكري أحمد بن منصور الدِّينوري الأخباريّ مؤدِّب الأمير حسن بن عيسى بن المقتدر روى عن ابن دريد وطائفة وله أجزاء منسوبة إليه رواها الأمير حسن‏.‏
وبشر بن أحمد بن بشر أبو سهل الإسفراييني الدُّهقان المحدّث الجوّال روى عن إبراهيم بن علي الذُّهلي وقرأ على الحسن بن سفيان مسنده ورحل إلى بغداد والموصل وأملى زمانًا وتوفي في شوال عن نيّف وتسعين سنة‏.‏
والسَّبيعي الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد بن صالح الحلبي‏.‏
روى عن عبد الله بن ناجية وطبقته‏.‏
ومات في آخر السنة وكان شرس الأخلاق وقيل توفي في العام الآتي‏.‏
والحسن بن رشيق العسكري أبو محمد المصري الحافظ في جمادى الآخرة وله ثمان وثمانون سنة‏.‏
قال يحيى بن الطحّان‏:‏ روى عن النَّسائي وأحمد بن حمّاد زغبة وخلق لا أستطيع ذكرهم ما رأيت عالمًا أكثر حديثًا منه‏.‏
وابن خالويه الأستاذ أبو عبيد الله الحسين بن أحمد الهمذاني النحوي اللغويّ صاحب التصانيف وشيخ أهل حلب أخذ عن ابن مجاهد وأبي بكر بن الأنباري وأبي عمر الزّاهد‏.‏
والقبّاب وهو الذي يعمل المحابر أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد ابن فورك بن عطاء الأصبهاني المقرئ وله بضع وتسعون سنة قرأ على ابن شنَّبوذ‏.‏
وروى عن محمد بن إبراهيم والأزهري العلامة أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي اللغوي النحوي الشافعي صاحب ‏[‏تهذيب اللغة‏]‏ وغيره من المصنفات الكبار الجليلة المقدار بهراة في ربيع الآخر وله ثمان وثمانون سنة‏.‏
روى عن البغوي ونفطويه وأبي بكر بن السرّاج وترك الأخذ عن ابن دريد تورعًا لأنه رآه سكران وقد بقيّ الأزهري في أسر القرامطة مدة طويلة‏.‏
وغندر الحافظ أبو بكر محمد بن جعفر البغدادي الورّاق رحّال جوّال توفي بأطراف خراسان غريبًا سمع بالشام والعراق ومصر والجزيرة‏.‏
وروى عن الحسن بن شبيب المعمري ومحمد بن محمد الباغندي وطبقتهما‏.‏
قال الحاكم‏:‏ دخل إلى أرض الترك وكتب من الحديث ما لم يتقدمه فيه أحد كثرةً‏.‏
وممن توفي بعد الستين وثلاثمائة الرفّا الشاعر أبو الحسن السَّري بن أحمد الكندي الموصلي صاحب الديوان المشهور مدح سيف الدولة والوزير المهلَّبي والكبار‏.‏
وفاروق بن عبد الكبير أبو حفص الخطابي البصري محدّث البصرة ومسندها روى عن الكجيِّ وهشام بن علي السِّيرافي ومحمد بن يحيى القزاز وكان حيًا في سنة إحدى وستين‏.‏
وابن مجاهد المتكلم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب ابن مجاهد الطائي صاحب الأشعري وذو التصانيف الكثيرة في الأصول قدم من البصرة فسكن بغداد وعنه أخذ القاضي أبو بكر ابن الباقلاّني وكان دينًا صيِّنًا خيِّرًا‏.‏
والنَّقوي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصَّنعاني أخر من روى في الدُّنيا عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبري رحل المحدّثون إليه في سنة سبع وستين وثلثمائة‏.‏
والنَّجيرمي أبو يعقوب يوسف بن يعقوب البصري حدّث في سنة خمس وستين عن أبي مسلم والكجِّي ومحمد بن حيّان المازني‏.‏
سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة فيها توفي الإسماعيلي الإمام الحبر الجامع أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني الحافظ الفقيه الشافعي ذو التصانيف الكبار في الحديث و في الفقه بجرجان في غرّة رجب وله أربع وتسعون سنة أوّل سماعه في سنة تسع وثمانين ورحل في سنة أربع وتسعين ومائتين إلى الحسن بن سفيان ثم خرج إلى العراق سنة ست وتسعين وسمع من يوسف بن يعقوب القاضي إبراهيم بن زهير الحلواني وطبقتهما‏.‏
وكان ثقة حجة كثير العلم‏.‏
والمطَّوعي أبو العباس الحسن بن سعيد بن جعفر العبَّاداني المقرئ نزيل اصطخر ‏,‏ أسند من في الدنيا في القراءات قرأ القراءات على أصحاب الدُّوري وخلف وابن ذكوان والبزِّي وحدّث عن أبي خليفة والحسن بن المثنّى ضعّفه ابن مردويه‏.‏
وقال أبو نعيم ليس به بأس في روايته‏.‏
قلت‏:‏ عاش مائة سنة وسنتين قال الخزاعي‏:‏ كان أبو سعيد واعظًا محدّثًا‏.‏
والزيدي عبد الله بن إبراهيم بن جعفر أبو الحسين البغدادي البزار في ذي القعدة وله ثلاث وتسعون سنة‏.‏
روى عن الحسن بن علوية القطّان والفريابي وطائفة‏.‏
وابن التبّان شيخ المالكية بالمغرب أبو محمد عبد الله بن إسحاق القيرواني‏.‏
قال القاضي عياض‏:‏ ضربت إليه آباط الإبل من الأمصار وكان عابدًا بعيدًا من التصنُّع والرّياء فصيحًا‏.‏
وأبو زيد المروزي الإمام الشافعي محمد بن أحمد بن عبد الله الزاهد حدّث بالعراق ودمشق ومكة‏.‏
وروى الصحيح عن الفربري ومات بمرو في رجب وله سبعون سنة‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان من أحفظ الناس لمذهب الشافعي وأحسنهم نظرًا وأزهدهم في الدنيا‏.‏
قال أبو إسحاق الشيرازي‏:‏ هو صاحب أبي إسحاق المروزي أخذ عنه أبو بكر القفال المروزي وفقهاء مرو‏.‏
ومحمد بن خفيف الزاهد أبو عبد الله الشّيرازي شيخ إقليم فارس وصاحب الأحوال قال السُّلمي‏:‏ هو اليوم شيخ المشايخ وتاريخ الزمان لم يبق للقوم أقدم منه سنًّا ولا أتم حالًا متمسك بالكتاب والسنّة فقيه على مذهب الشافعي كان من أولاد الأمراء فتزهّد توفي في ثالث رمضان عن خمس وتسعين سنة وقيل عاش مائة سنة وأربع سنين‏.‏
سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة فيها أدير المارستان العضدي الذي أنشأه السلطان عضد الدولة ببغداد وأنفق عليه أموالًا لا تحصى‏.‏
وفي شوال مات عضد الدولة فنّاخسرو بن الملك ركن الدولة الحسن ابن بويه ولي سلطنة بلاد فارس بعد عمه عماد الدولة عليّ ثم حارب ابن عمه عزّ الدولة واستولى على العراق أيضًا وعلى الجزيرة ودانت له الأمم وهو من خوطب شاهنشاه في الإسلام وكان أديبًا مشاركًا في فنون من العلم وله صنف أبو علي ‏[‏الإيضاح‏]‏ و ‏[‏التكملة‏]‏‏.‏
وقصده الشعراء من البلاد كالمتنبي وأبي الحسن السُّلامي ومات بعلّة الصرع في شوال ببغداد وله ثمان وأربعون سنة دفنوه بمشهد عليّ رضي الله عنه وكان شيعيًّا غاليًا وهو الذي أظهر قبر عليّ بزعمه وبنى عليه المشهد وكان شهمًا مطاعًا سجاعًا حازمًا ذكيا متيقظًا مهيبًا سفاكًا للدماء له عيون كثيرة تأتيه بأخبار البلاد القاصية وليس في بني بويه مثله وكان قد طلب حساب ما يدخله في العام فإذا هو ثلاثمائة ألف ألف وعشرون ألف ألف درهم وجددّ مكوسا ومظالم ولما نزل به الموت كان يقول‏:‏ ما أعنى عنّي ماليه هلك عنّي سلطانيه‏.‏
والنَّصروي أبو منصور العباس بن الفضل بن زكريا بن نضرويه بضاد معجمة مسند هراة روى عن أحمد بن نجدة ومحمد بن عبد الرحمن السَّامي وطائفة وثّقة الخطيب ومات في شعبان‏.‏
والغزّي أبو بكر محمد بن العباس بن وصيف الذي يروي الموطأ عن الحسن بن الفرج الغزي صاحب يحيى بن بكير ورّخه أبو القاسم بن منده‏.‏
وابن بخيت العدل أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت العكبري الدقّاق ببغداد في ذي القعدة روى عن خلف العكبري والفريابي‏.‏
وابن خميرويه العدل أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه بن سيّار الهروي محدّث هراة روى عن علي الحيكاني وأحمد بن نجدة وجماعة‏.‏
سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة في المحرم أظهرت وفاة عضد الدولة وكانت أخفيت حتى أحضروا ولده صمصام الدولة فجلس للعزاء ولطموا عليه أيامًا في الأسواق وجاء الطائع إلى صمصام الدولة فعزّاه ثم ولاه الملك وعقد له لواءين ولقبه شمس الدولة وبعد أيام جاء الخبر بموت مؤيّد الدولة أخو عضد الدولة بجرجان وولي مملكته أخوه فخر الدولة الذي وزر له إسماعيل بن عبّاد‏.‏
وفيها كان القحط العظيم ببغداد وبلغ حساب الغرارة‏.‏
أربعمائة وفيها توفي أبو بكر الشَّذائي أحمد بن نصر البصري المقرئ أحد القرّاء الكبار تلا على عمر بن محمد الكاغدي وابن شنَّبوذ وجماعة وتصدّر وأقرأ‏.‏
وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق الأصبهاني العدل المعروف بالقصّار نزيل نيسابور‏.‏
روى عن عبد الله بن شيرويه والسرّاج وغيره‏.‏
وكان ممن جاوز المائة‏.‏
وبلكِّين بن زيري بن مناد الأمير أبو الفتوح الصَّنهاجي نائب المعز العبيدي على المغرب وكان حسن السيرة جيدّ السياسة بقي على القيروان اثنتي عشرة سنة وكانت له أربعمائة سريّة يقال إنه ولد له في فرد يوم بضعة عشر ولدًا ذكرًا‏.‏
وأبو علي الحسين بن محمد بن حبش الدِّينوري المقرئ صاحب موسى ابن جرير الرقّي‏.‏
وأبو عثمان المغربي سعيد بن سالم الصوفي العارف نزيل نيسابور‏.‏
قال السُّلمي‏:‏ لم ير مثله في علو الحال وصون الوقت‏.‏
روى عن أبي خليفة وعبدان وطبقتهما‏.‏
وما حدّث إلا من حفظه توفي في جمادى الآخرة وكان من كبراء أهل واسط وأولي الحشمة رحل به أبوه‏.‏
وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان الحربي أخو محمد وكانا توأمين روى عن يوسف القاضي وعاش نيِّفًا وتسعين سنة فاحتيج إليه وكان جاهلًا‏.‏
قال البرقاني‏:‏ أعطيته الكتاب ليحدثنا من لفظة فلم يدر ما يقول‏.‏
فقلت له‏:‏ سبحان الله حدّثكم يوسف القاضي‏.‏
فقال‏:‏ سبحان الله حدّثكم يوسف القاضي‏.‏
قال الجوهري‏:‏ سمعت منه في سنة ثلاث‏.‏
قلت‏:‏ لم يؤرخه الخطيب ولا غيره‏.‏
والفضل بن جعفر أبو القاسم التّميمي المؤذِّن الرجل الصالح بدمشق وهو راوي نسخة أبي مسهر عن عبد الرحمن بن القاسم الروّاس وكان ثقة‏.‏
ومحمد بن حيويه بن المؤمّل بن أبي روضة أبو بكر الكرخي النحوي بهمذان أحد المتروكين ذكر أنّه بلغ مائة سنة واثنتي عشرة سنة وروى عن أسيد بن عاصم وإبراهيم بن ديزيل وإسحاق بن إبراهيم الدَّبري‏.‏
ومحمد بن محمد بن يوسف بن مكي أبو أحمد الجرجاني‏.‏
روى عن البغوي وطبقته‏.‏
وحدّث بصحيح البخاري عن البغوي وتنقّل في النواحي‏.‏
قال أبو نعيم‏:‏ ضعّفوه سمعت منه الصحيح‏.‏
سنة أربع وسبع ين وثلاثمائة فيها توفي إسحاق بن سعد بن الحافظ الحسن بن سفيان أبو يعقوب النَّسوي‏.‏
روى عن جدّه وفي الرِّحلة عن محمد بن المجدّر وطبقتهما‏.‏
وعبد الرحمن بن محمد بن حيكا العلامة أبو سعيد الحنفي الحاكم بنيسابور في شعبان وله اثنتان وتسعون سنة روى عن أبي يعلى الموصلي والبغداديين وولي قضاء ترمذ‏.‏
وابن نباتة خطيب الخطباء أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباته الفارقي مصنّف الخطب المشهورة وليّ خطابة حلب لسيف الدولة فيما قيل ومات في الكهولة‏.‏
وعلي بن النعمان بن محمد قاضي القضاة بالديار المصرية ولي بعد أبيه وكان شيعيًّا غاليًا وشاعرًا مجودًا‏.‏
وأبو الفتح الأزدي الحافظ محمد بن الحسين بن أحمد الموصلي نزيل بغداد صنّف في علوم الحديث وفي الضعفاء وحدّث عن أبي يعلى ومحمد بن جرير الطبريّ وطبقتهما‏.‏
ضعّفه والرَّبعي أبو بكر محمد بن سليمان الدمشقي البندار روى عن أحمد ابن عامر ومحمد بن الفيض الغسّاني وطبقتهما‏.‏
توفي في ذي الحجة‏.‏
سنة خمس وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي الصغير الحافظ رحل وطوّف وجمع وصنّف وسمع من أبي حامد بن بلال والقاضي المحاملي وطبقتهما‏.‏
قال الخطيب‏:‏ كان حافظًا متقنًا جمع الأبواب والتراجم‏.‏
والبحيري أبو الحسن أحمد بن محمد بن جعفر النّيسابوري سمع ابن خزيمة ومحمد بن محمد الباغندي وطبقتهما‏.‏
واستملى عليه الحاكم‏.‏
وحسينك الحافظ أبو أحمد الحسين بن علي بن محمد التّميمي النّيسابوري روى عن ابن خزيمة والسرّاج وعمر بن أبي غيلان وعبد الله بن زيدان والكبار‏.‏
وكان رئيسًا محتشمًا حجة توفي في ربيع الآخر‏.‏
قال الحاكم‏:‏ صحبته حضرًا وسفرًا نحو ثلاثين سنة فما رأيته ترك قيام الليل وكان يقرأ كل ليلة سبعًا وأخرج مرّة عن نفسه عشرة إلى الغزو‏.‏
والعسكري أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد الدقّاق‏.‏

وأبو مسلم بن مهران الحافظ العابد العارف عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الله بن مهران البغدادي روى عن البغوي وأبي عروبة وطبقتهما‏.‏
ورحل إلى خراسان والشام والجزيرة ثم دخل بخارى وأقام بتلك الديار نحوًا من ثلاثين سنة وصنّف المسند ثم نزهّد وانقبض عن الناس وجاور بمكة وكان يجتهد أن لا يظهر للمحدّثين ولا لغيرهم‏.‏
قال ابن أبي الفوارس‏:‏ صنّف أشياء كثيرة وكان ثقة زاهدًا ما رأينا مثله‏.‏
والخرقي أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر البغدادي روى عن أحمد ابن الحسن الصوفي والهيثم بن خلف الدُّوري وجماعة‏.‏
وكان ثقةً‏.‏
والدّاركي أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الشافعي نزيل نيسابور ثم بغداد‏.‏
انتهى إليه معرفة المذهب قال أبو حامد الاسفراييني‏:‏ ما رأيت أفقه منه‏.‏
وقال ابن أبي الفوارس‏:‏ كان يتهم بالاعتزال‏.‏
قلت‏:‏ وهو صاحب وجه في المذهب تفقه على أبي إسحاق المروزي وحدّث عن جدّه لأمه الحسن بن محمد الدَّاركي ودارك من قرى أصبهان توفي في شوال وهو في عشر الثَّمانين‏.‏
وأبو حفص بن الزّيات عمر بن محمد بن علي البغدادي قال ابن أبي الفوارس‏:‏ كان ثقةً متقنًا جمع أبوابًا وشيوخًا‏.‏
قلت‏:‏ روى عن إبراهيم بن شريك والفريابي وطبقتهما‏.‏
ومات في جمادى الآخرة وله تسع وثمانون سنة‏.‏
والأبهري القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد التّميمي شيخ المالكية العراقيين وصاحب التصانيف توفي في شوال وهو في عشر السَّبعين وسمع الكثير بالشام والعراق والجزيرة وروى عن الباغندي وعبد الله ابن زيدان البجلي وطبقتهما وسئل أن يلي قضاء القضاة فامتنع‏.‏
والميانجي القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الشافعي المحدّث نزيل دمشق ناب في القضاء مدة عن قاضي قضاة بني عبيد أبي الحسن عليّ بن النعمان وحدّث عن أبي خليفة الجمحي وعبدان وطبقتهما‏.‏
ورحل إلى الشام والجزيرة وخراسان والعراق وتوفي في شعبان وقد قارب التسعين‏.‏
سنة ست وسبعين وثلاثمائة شرعت دولة بني بويه تضعف فمال العسكر عن صمصام الدَّولة إلى أخيه شرف الدولة فذلّ الصمصام وسافر إلي أخيه راضيًا بما يعامله به فدخل وقبّل الأرض مرات فقال له شرف الدولة‏:‏ كيف أنت أوحشتنا‏.‏
ثم اعتقله فوقع بين الدَّيلم وكانوا تسعة عشر ألفًا وبين الترك وكانوا ثلاثة آلاف فالتقوا فاننهزمت الدَّيلم وقتل منهم نحو ثلاثة آلاف وحفّت الترك بشرف الدولة وقدموا به بغداد فأتاه الطائع يهنئه ثم خفي خبر صمصام الدولة ثم أمسك وأكحل فلم تطل للشرف مدّة‏.‏
وفيها توفي أبو إسحاق المستملي إبراهيم بن أحمد البلخي الحافظ سمع الكثير وخرّج لنفسه معجمًا وحدّث بصحيح البخاري مراتٍ عن الفربري وكان ثقة صاحب حديث‏.‏
وأبو سعيد السمسار الحسن بن جعفر بن الوضّاح البغدادي الحربي الخرقي حدّث عن محمد بن يحيى المروزي وأبي شعيب الحرّاني وطبقتهما‏.‏
قال العتيقي‏:‏ فيه تساهل‏.‏
وأبو الحسن الجراحي علي بن الحسن البغدادي القاضي المحدّث‏.‏
روى عن حامد بن شعيب والباغندي‏.‏
قال البرقاني‏:‏ اتهم في روايته عن حامد‏.‏
وأبو الحسن البكّائي علي بن عبد الرحمن الكوفي شيخ الكوفي روى عن مطيّن وأبي حصين الوادعي وطائفة‏.‏
وعاش أكثر من تسعين سنة‏.‏
وابن سبنك أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم البجلي البغدادي القاضي‏.‏
روى عن محمد وقسّام الحارثي من أهل تلفيتا بجبل سنِّير كان ترّابًا ثم تنقلت الأحوال به وصار مقدّم الأحداث والشباب بدمشق وكثرت أعوانه حتى غلب على دمشق حتى لم يبق للنائب معه أمر فسار جيش من مصر لقصده ولمحاربته فضعف أمر قسّام واختفى ثم استأمن فقيّدوه وبعث إلى مصر في هذا العام فعفي عنه وخمل أمره‏.‏
وأبو عمر بن حمدان الجيري وهو محمد بن أحمد بن حمدان بن علي النيسابوري النحويّ مسند خراسان توفي في ذي القعدة وله ثلاث وتسعون سنة سمع بنيسابور ولسا والموصل وجرجان وبغداد والبصرة‏.‏
وروى عن الحسن بن سفيان وزكريا السّاجي وعبدان وخلائق‏.‏
وكان مقرئًا عارفًا بالعربية له بصرٌ بالحديث وقدم في العبادة كان المسجد فراشه ثلاثين سنة ثم لما ضعف وعمي حوّلوه‏.‏
وأبو بكر الرّازي محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان الصوفي الواعظ والد المحدّث أبي مسعود أحمد بن محمد البجلي الرازي‏.‏
روى عن يوسف بن الحسين الرازي وابن عقدة وطائفة وهو صاحب مناكير وغرايب ولا سيّما في حكايات الصوفية‏.‏
رفع شرف الدولة عن العراق مظالم كثيرة فمن ذلك أنه ردّ على الشريف أبي الحسن محمد بن عمر جميع أملاكه وكان مغلُّها في العام ألفي ألف وخمسمائة ألف درهم وكان الغلاء ببغداد فوق الوصف‏.‏
وفيها توفي أبيض بن محمد بن أبيض بن أسود الفهري المصريّ روى عن النّسائي مجلسين وهو آخر من روى عنه‏.‏
وإسحاق بن المقتدر بالله توفي في ذي القعدة عن ستين سنة وصلّى عليه ولده القادر بالله الذي ولي الخلافة بعد الطائع‏.‏
وأمة الواحد ابنة القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي حفظت القرآن والفقه والنحو والفرائض والعلوم وبرعت في مذهب الشافعي وكانت تفتي مع أبي علي بن أبي هريرة‏.‏
وأبو علي الفارسي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار النحوي صاحب التصانيف ببغداد في ربيع الأول وله تسع وثمانون سنة وكان متّهمًا بالاعتزال وقد فضّله بعضهم على المبرّد وكان عدّيم المثل‏.‏
وابن لولو الورّاق أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن نصير الثّقفي البغدادي الشِّيعي‏.‏
روى عن علي بن إبراهيم بن شريك وحمزة الكاتب والفريابي وطبقتهم‏.‏
توفي في المحرم وله ست
وأبو الحسن الأنطاكي علي بن محمد بن إسماعيل المقرئ الفقيه الشافعي قرأ على إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي بالروايات ودخل الأندلس ونشر بها العلم‏.‏
قال ابن الفرضي‏:‏ أدخل الأندلس علمًا جمًّا‏.‏
وكان رأسًا في القراءات لا يتقدّمه فيها أحد مات بقرطبة في ربيع الأول وله ثمان وسبعون سنة‏.‏
ومن طبقته‏:‏ ابو طاهر الأنطاكي محمد بن الحسن بن علي المقرئ المحقق قال أبو عمرو الداني هو أجل أصحاب إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي وأضبطهم‏.‏
روى عنه القراءة جماعة من نظرائه كابن غلبون توفي قبل الثمانين بيسير‏.‏
والغطريفي أبو أحمد محمد بن أحمد بن الحسين بن القاسم بن السريّ بن الغطريف الجرجاني الرِّباطي الحافظ توفي في رجب عن سنّ عالية روى عن أبي خليفة وعبد الله بن ناجية وابن خزيمة وطبقتهم‏.‏
وكان صوّامًا متقنًا صنَّف المسند الصحيح وغيره ذلك‏.‏
ومحمد بن زيد بن علي بن جعفر بن مروان أبو عبد الله البغدادي نزيل الكوفة روى عن عبد الله بن ناجية وحامد بن شعيب‏.‏
سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة
فيها أمر الملك شرف الدولة برصد الكواكب كما فعل المأمون وبنى لها هيكلًا بدار السلطنة‏.‏
وفيها توفي بشر بن محمد بن ياسين القاضي ابو القاسم الباهلي النيسابوري توفي في رمضان وقد جلس وأملى عن السرّاج وابن خزيمة‏.‏
وتبوك بن الحسن بن الوليد أبو بكر الكلابي المعدَّل أخو عبد الوهاب روى عن سعيد بن عبد العزيز الحلبي وطبقته‏.‏
والخليل بن أحمد بن محمد أبو سعيد السِّجزي القاضي الفقيه الحنفي الواعظ قاضي سمرقند وبها مات عن تسع وثمانين سنة‏.‏
روى عن السرّاج وأبي القاسم البغويّ وخلق‏.‏
وأبو نصر السرّاج عبد الله بن علي الطُّوسي الزاهد شيخ الصوفية وصاحب كتاب ‏[‏اللُّمع في التصوف‏]‏ روى عن جعفر الخلدي وأبي بكر محمد بن داود الدُّقّي توفي في رجب‏.‏
وابن الباجي الحافظ المحقق أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي اللَّخمي الإشبيلي سمع محمد بن عمر بن لبابة وأسلم بن عبد العزيز وطبقتهما‏.‏
ومات في رمضان وله سبع وثمانون سنة‏.‏
قال ابن الفرضي‏:‏ لم ألق أحدًا فضِّله عليه في الضبط رحلت إليه مرتين‏.‏
وأبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخي الحافظ نزيل مصر توفي في ذي الحجة روى عن الحسين بن محمد المطبقي وأحمد بن سليمان بن زبّان الكندي وطبقتهما‏.‏
وأبو بكر المفيد محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بجرجرايا وكان يفهم ويحفظ ويذاكر وهو بيّن الضعف روى عن أبي شعيب الحرّاني وأقرانه وعاش أربعًا وتسعين سنة‏.‏
وأبو بكر الورّاق محمد بن إسماعيل بن العباس البغدادي المستملي اعتنى به أبوه وأسمعه من الحسن بن الطيّب البلخي وعمر بن أبي غيلان وطبقتهما وعاش خمسًا وثمانين سنة وكان صاحب حديث‏.‏
ومحمد بن بشر أبو سعيد البصري ثم النيسابوري الكرابيسي المحدّث رحل وروى عن أبي لبيد السامي وابن خزيمة والبغوي وكان ثقةً صالحًا‏.‏
ومحمد بن العباس بن محمد أبو عبد الله بن أبي ذهل العصمي الضبِّي الهروي أحد الرؤساء الأجواد وكانت أعشار غلاته تبلغ ألف حمل وقيل‏:‏ كان يقوم بخمسة آلاف بيت ويموِّنهم وعرضت عليه ولاياتٌ جليلة فامتنع وكان ملك هراة من تحت أوامره سمّوه قميص فمات شهيدًا في صفر وله أربع وثمانون سنة‏.‏
روى عن يحيى ابن صاعد وأقرانه رحمه الله تعالى‏.‏
وابو بكر محمد بن عبد الله بن الشخِّير الصيرفي ببغداد‏.‏
روى عن عبد الله بن إسحاق وأبو أحمد الحاكم محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النَّيسابوري الكرابيسي الحافظ أحد أئمة الحديث وصاحب التصانيف‏.‏
روى عن ابن خزيمة والباغندي ومحمد بن المجدَّر وعبد الله بن زيدان البجلي ومحمد ابن الفيض الغسّاني وطبقتهم‏.‏
وأكثر الترحال وكتب مالا يوصف قال الحاكم ابن البيِّع‏:‏ أبو أحمد الحافظ إمام عصره في الصنعة توفي في ربيع الأول وله ثلاث وتسعون سنة صنّف على الصحيحين وعلى التِّرمذي وألّف كتاب ‏[‏الكنى‏]‏‏:‏ وكتاب ‏[‏العلل‏]‏ وكتاب ‏[‏الشروط‏]‏ و ‏[‏المخرج‏]‏ على كتاب المزني‏.‏
وولي قضاء الشّاش ثم قضاء طوس ثم قدم نيسابور ولزم مسجده وأقبل على العبادة والتصنيف وكفَّ بصره قبل موته بسنتين رحمه الله تعالى‏.‏
وأبو القاسم بن الجلاّب الفقيه المالكي صاحب القاضي أبي بكر الأبهري ألف كتاب ‏[‏التفريع‏]‏ وهو مشهور وكتاب ‏[‏مسائل الخلاف‏]‏ وفي اسمه أقوال‏.‏
سنة تسع وسبعين وثلاثمائة فيها وفي التي تليها استفحل البلاء وعظم الخطب ببغداد بأمر العيّارين وصاروا حزبين ووقعت بينهم حروب واتصل القتال بين أهل الكرخ وباب البصرة وقتل طائفة ونهبت أموال

وفيها توفي أبو حامد أحمد بن محمد بن أحمد بن باكويه النيسابوري سمع محمد بن شاذل والسرّاج وجماعة‏.‏
وهو صدوق توفي في شعبان‏.‏
وشرف الدولة سلطان بغداد ابن السلطان عضد الدولة الدَّيلمي كان فيه خير وقلّة ظلم مرض بالاستقساء ومات في جمادى الآخرة وله تسع وعشرون سنة وتملّك بغداد سنتين وثمانية أشهر وولي بعده أخوه أبو نصر‏.‏
ومحمد بن أحمد بن العباس أبو جعفر الجوهري البغدادي نقاش الفضّة كان من كبار المتكلِّمين وهو عالم الأشعر ية في وقته وعنه أخذ أبو علي بن شاذان علم الكلام توفي في المحرم وله سبع وثمانون سنة روى عن محمد بن مسلم الباغندي وجماعة‏.‏
وأبو بكر الزبيدي محمد بن الحسن بن عبيد الله بن مذحج الأندلسي شيخ العربية بالأندلس وصاحب التصانيف ولي قضاء إشبيليّة وأدَّب المؤيَّد بالله ولد المستنصر أخذ عن أبي علي القالي وغيره ومات في جمادى الآخرة عن ثلاث وستين سنة‏.‏
وأبو سليمان بن زبر المحدّث الحافظ محمد بن القاضي عبد الله ابن أحمد بن ربيعة الرَّبعي الدمشقي الثقة في جمادة الأولى‏.‏
روى عن أبي القاسم البغوي وجماهر الزَّملكاني ومحمد بن الربيع الجيزي وخلق‏.‏
ومحمد بن المظفّر الحافظ أبو الحسن البغدادي وله ثلاث وتسعون سنة توفي في جمادى الأولى وكان من أعيان الحفّاظ سمع من أحمد بن الحسن الصُّوفي وعبد الله بن زيدان ومحمد بن خزيم وعليّ ابن أحمد علان وطبقتهم بالعراق والجزيرة والشام ومصر وكان يقول‏:‏ عندي عن الباغندي مائة ألف حديث‏.‏
ومحمد بن النضر أبو الحسين الموصلي النحاس الذي روى ببغداد معجم أبي يعلى عنه‏.‏
قال البرقاني‏:‏ واهٍ لم يكن ثقة‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 07:45 PM

سنة ثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو نصر أحمد بن الحسين بن مروان الضبِّي المرواني النيسابوري في شعبان روى عن السرّاج وابن خزيمة‏.‏
وابو العباس الصندوقي أحمد بن محمد بن أحمد النيسبوري روى عن محمد بن شاذان وابن خزيمة وشاخ وتفرّد بالرواية عن بضعة عشر شيخًا‏.‏
وسهل بن أحمد الدِّيباجي روى عن أبي خليفة وغيره لكنه رافضيّ يكذب‏.‏
وطلحة بن محمد بن جعفر أبو القاسم الشاهد المعدَّل المقرئ تلميذ ابن مجاهد‏.‏
روى عن
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن مفرِّج الأموي مولاهم القرطبي الحافظ محدّث الأندلس رحل وسمع أبا سعيد بن الأعرابي وخيثمة وقاسم بن أصبغ وطبقتهم وكان وافر الحرمة عند صاحب الأندلس صنّف له عدة كتب فولاه القضاء توفي في رجب وله ست وستون سنة‏.‏
قال الحميدي‏:‏ فمن تصانيفه‏:‏ ‏[‏فقه الحسن البصري‏]‏ في سبع مجلدات و ‏[‏فقه الزُّهري‏]‏ في أجزاء عديدة‏.‏
ويعقوب بن يوسف بن كلِّس الوزير الكامل أبو الفرج وزير صاحب مصر العزيز بالله وكان يهوديًا بغداديًا عجبًا في الدهاء والفطنة والمكر وكان يتوكّل للتجار بالرَّملة فانكسر وهرب إلى مصر فأسلم بها واتصل بالأستاذ كافور ثم دخل المغرب ونفق على المعز وتقدم ولم يزل في ارتقاء إلى أن مات وله اثنتان وستون سنة وكان عظيم الهيبة وافر الحشمة عالي الهمة‏.‏
وكان معلومه على مخدومه في السنة مائة ألف دينار وقيل‏:‏ إنه خلّف أربعة آلاف مملوك بيض وسود ويقال إنه حسن إسلامه‏.‏
سنة إحدى وثمانين وثلاثئمة تمّ فيها أمور هائلة وكان أبو نصر الذي ولي مملكة بغداد شابًا جريئًا و كان الطائع لله ضعيفًا ولاه السلطنة ولقَّبه بهاء الدَّولة فلما كان في شعبان وأمر الخليفة الطائع بحبس أبي الحسين بن المعلِّم وكان من خواصّ بهاء الدولة أبي نصر فعظم على بهاء الدولة ذلك ثم دخل على الطائع للخدمة فلما قرب قبّل الأرض وجلس على كرسي وتقدّم أصحابه فشحطوا الطائع بحمائل سيفه من السرير ولفّوه في كيس وأخذ إلى دار السلطنة فاختبطت بغداد وظنّ الأجناد أن القبض على بهاء الدولة من جهة الطائع فوقعوا في النهب ثم إن بهاء الدولة أمر بالنداء بخلافة القادر بالله وأكره الطائع على خلع نفسه وعمل ما في دار الخلافة حتى الرخام والأبواب ثم أبيحت للرعاع فقلعوا الشبابيك وأقبل القادر بالله أحمد بن الأمير إسحاق بن المقتدر بالله وله يومئذ أربع وأربعون سنة وكان أبيض كثّ اللحية كثير التهجّد والخير والبر صاحب سنّة وجماعة‏.‏
وفيها توفي أحمد بن الحسين بن مهران الأستاذ أبو بكر الأصبهاني ثم النيسابوري المقرئ البعد الصالح مصنّف كتاب ‏[‏الغاية في القراءات‏]‏ قرأ بدمشق على أبي النَّضر الأخرم وببغداد على النقاش وأبي الحسين بن ثوبان وطائفة‏.‏
وسمع من السرّاج وابن خزيمة وطبقتهما‏.‏
قال الحاكم كان إمام عصره في القراءات وأعبد ن رأينا من القرّاء وكان مجاب الدعوة توفي في شوال وله ست وثمانون سنة وله كتاب ‏[‏الشامل‏]‏ في القراءات كبير‏.‏
وجوهر القائد أبو الحسن الرّومي مولى المعزّ بالله وأتابك جيشه وظهيره ومؤيد دولته وموطئ الممالك له وكان عاقلًا سائسًا حسن السيرة في الرعية على دين مواليه ولم يزل عالي الرتبة نافذ الكلمة إلى أن مات‏.‏
وسعد الدولة أبو العباس شريف بن سيف الدولة عليّ بن عبد الله بن حمدان التغلبيّ صاحب حلب توفي في رمضان وقد نيّف على الأربعين وولي بعده ابنه سعد فلما مات ابنه انقرض ملك سيف الدولة من ذريته‏.‏
وعبد الله بن أحمد بن حمَّويه بن يوسف بن أعين أبو محمد السَّرخسي المحدّث الثقة روى عن الفربري ‏[‏صحيح البخاري‏]‏ وروى عن عيسى بن عمير السَّمرقندي ‏[‏كتاب الدارمي‏]‏ وروى عن إبراهيم ابن خزيم ‏[‏مسند عبد بن حميد‏]‏ و ‏[‏تفسيره‏]‏ توفي ذي الحجة وله ثمان وثمانون سنة‏.‏
والجوهري أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله المصري الفقيه المالكي الذي صنّف ‏[‏مسند الموطَّأ‏]‏ توفي في رمضان‏.‏
وأبو عدي عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق المصري المقرئ الحاذق المعروف بابن الإمام قرأ على أبي بكر بن سيف صاحب أبي يعقوب الأزرق وكان محققًا ضابطًا لقراءاة
وأبو محمد بن معروف قاضي القضاة عبيد الله بن أحمد بن معروف البغدادي قال الخطيب‏:‏ كان من أجواد الرجال وألبّائهم مع تجربة وحنكة وفطنة وعزيمة ماضية وكان يجمع وسامةً في منظره وظرفًا في ملبسه وطلاقة في مجلسه وبلاغة في خطابه ونهضةً بأعباء الأحكام وهيبة في القلوب‏.‏
وقال العتيقي‏:‏ كان مجردًا في الاعتزال‏.‏
قلت‏:‏ ولد سنة ست وثلاثمائة وسمع من يحيى بن صاعد وأبي حامد الحضرمي وجماعة‏.‏
وتوفي في صفر‏.‏
وأبو الفضل الزُّهري عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد العوفي البغدادي سمع إبراهيم بن سريك الأسدي وجعفر الفريابي وعبد الله بن إسحاق المدائني وطائفة‏.‏
ومات في أحد الربيعين وله إحدى وتسعون سنة‏.‏
قال عبد العزيز الأزجي‏:‏ هو شيخ ثقة مجاب الدعاء‏.‏
وأبو بكر بن المقرئ محمد بن إبراهيم بن علي الأصبهاني الحافظ صاحب الرحلة الواسعة توفي في شوال عن ست وتسعين سنة أول سماعه بعد الثلاثمائة فأدرك محمد بن نصر المديني ومحمد بن علي الفرقدي صاحبي إسماعيل بن عمرو البجلي ثم رحل ولقي أبا يعلى وعبدان وطبقتهما‏.‏
قال أبو نعيم الحافظ‏:‏ محدّث كبير ثقة صاحب مسانيد سمع مالا يحصى كثرة‏.‏
وقاضي الجماعة أبو بكر محمد بن يبقى بن زرب القرطبي المالكي صاحب التصانيف وأحفظ أهل زمانه لمذهب مالك‏.‏
سمع قاسم بن أصبغ وجماعة‏.‏
وولي القضاء سنة سبع وستين وثلاثمائة وإلى أن مات‏.‏
وكان المنصور بن أبي عامر يعظمه ويجلسه معه‏.‏
وابن دوست العلاّف أبو بكر محمد بن يوسف ببغداد روى عن البغوي وجماعة‏.‏
سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة كان أبو الحسن ابن المعلِّم الكوكبي قد استولى على أمور السلطان بهاء الدَّولة كلها فمنع الرافضة من عمل المأتم يوم عاشوراء الذي كان يعمل من نحو ثلاثين سنة وأسقط طائفة من كبار الشهود الذين ولُّو بالشفاعات‏.‏
وفيها شغب الجند وعسكروا وبعثوا يطلبون من بهاء الدولة أن يسلم إليهم ابن المعلِّم وصمّموا على ذلك إلى أن قال له رسولهم‏:‏ أيها الملك اختر بقاءه أبو بقاءك فقبض حينئذ عليه وعلى أصحابه فما زالوا به حتى قتله رحمه الله‏.‏
وكان القحط شديدًا في هذه الأعصر ببغداد‏.‏
وفيها توفي أبو أحمد العسكري الحسن بن عبد الله بن سعيد الأديب العلامة الأخباري صاحب التصانيف روى عن عبدان الأهوازي وأبي القاسم البغوي وطبقتهما‏.‏
توفي في ذي الحجة‏.‏
وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد النَّسائي الفقيه الشافعي الذي روى عن الحسن بن سفيان مسنده وعن عبد الله بن شيرويه مسند إسحاق‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان شيخ العدالة والعلم بنسا وبه ختمت الرواية عن الحسن بن سفيان عاش بضعًا وتسعين سنة‏.‏
وأبو سعيد الرازي عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب القرشي الرّازي الصوفي الرَّوي عن محمد بن أيوب بن الضريس خرج في آخر عمره إلى بخارى فتوّفي بها وله أربع وتسعون سنة‏.‏
قاله الحاكم وقال‏:‏ لم يزل كالرَّيحانة عند مشايخ التصوف ببلدنا‏.‏
قلت‏:‏ ولم يذكر فيه جرحًا ولا ابن عساكر‏.‏
وأبو عمر بن حيَّويه المحدّث الحجة محمد بن العباس بن محمد ابن زكريا البغدادي الخزَّاز في ربيع الآخر وله سبع وثمانون سنة روى عن الباغندي وعبد الله بن إسحاق المدايني وطبقتهما‏.‏
قال الخطيب‏:‏ ثقو‏:‏ كتب طول عمره وروى المصنّفات الكبار‏.‏
ومحمد بن محمد بن سمعان أبو منصور النيسابوري المذكِّر نزيل هراة وشيخ أبي عمر المليحي روى عن السرّاج ومحمد بن أحمد بن عبد الجبار الريّاني‏.‏
فيها تزوج القادر بالله بابنة السلطان بهاء الدولة‏.‏
وفيها أنشأ الوزير أبو نصر سابور دارًا بالكرخ ووقفها على العلماء ونقل إليها الكتب وسمّاها‏:‏ دار العلم‏.‏
وفيها توفي أبو بكر بن شاذان والد أبي علي وهو أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان البغدادي البزّار المحدِّث المتقن وكان يتَّجر في البزّر إلى مصر وغيرها توفي في شوال عن ست وثمانين سنة روى عن البغوي وطبقته‏.‏
وإسحاق بن حمشاد الزاهد الواعظ شيخ الكراميّة ورأسهم بنيسابور‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان من العبّاد المجتهدين يقال‏:‏ أسلم على يديه أكثر من خمسة آلاف ولم أر بنيسابور جمعًا مثل جنازته‏.‏
وجعفر بن عبد الله بن فناكي أبو القاسم الرّازي الرّاوي عن محمد بن هارون الرُّوياني مسنده‏.‏
وأبو محمد بن حزم القلعي الأندلسي الزاهد أحد الأعلام واسمه عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم رحل إلى الشام والعراق وسمع أبا القاسم بن أبي العقب وإبراهيم بن علي الهجيمي وطبقتهما‏.‏
قال ابن الفرضي‏:‏ كان جليلًا زاهدًا شجاعًا مجاهدًا ولاه المستنصر بالله القضاء فاستعفاه فأعفاه وكان فقيهًا صلبًا ورعًا وكانوا يشبهونه بسفيان الثَّوري في زمانه سمعت عليه علماء كثير وعاش ثلاثًا وستين سنة‏.‏
وعلي بن حسّان أبو الحسن الجدلي الدممي - ودمما - قرية دون الفرات روى عن مطيِّن وبه ختم حديثه‏.‏
سنة أربع وثمانين وثلاثمائة فيها اشتد البلاء بالعيّارين ببغداد قووا على الدولة وكان رأسهم عزيز البابصري التفّ عليه خلق من المؤذين وطالبوا بضرائب الأمتعة وجبوا الأموال فنهض السلطان وتفرّغ لهم فهربوا في الظاهر‏.‏
ولم يحجّ أحد إلاّ الرّكب المصري فقط‏.‏
وفيها توفي أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصَّابي المشرك الحرّاني الأديب صاحب الترسُّل وكاتب الإنشاء للملك عز الدولة بختيار ألحّ عليه عز الدولة أن يسلم فامتنع وكان يصوم رمضان ويحفظ القرآن وله النظم والنثر والترسُّل الفحل وما ملك عضد الدولة همّ بقتله لأجل المكاتبات الفجّة التي كان يرسلها عز الدولة بإنشائه إلى عضد الدولة توفي في شوال عن سبعين سنة‏.‏
وصالح الهمذاني بن أحمد الحافظ أبو الفضل التَّميمي الأحنفي ابن السمسار ويعرف أيضًا بابن الكوملاذ محدث همذان‏.‏
روى عن عبد الرحمن بن أبي حاتم وطبقته وهو الذي لما أملى الحديث باع طاحونًا له بسبعمائة دينار ونثرها على المحدِّثين‏.‏
قال شيرويه‏:‏ كان ركنًا من أركان الحديث ديّنا ورعًا لا يخاف في الله لومة لائم وله عدّة مصنفات توفي في شعبان والدعاء عند قبره مستجاب ولد سنة ثلاث وثلاثمائة‏.‏
والرُّمّاني شيخ العربية أبو الحسن علي بن عيسى النحوي ببغداد وله ثمان وثمانون سنة له قريب من مائة مصنف أخذ عن ابن دريد وأبي بكر بن السّراج وكان متقنًا في علوم كثيرة من القرآن والفقه والنحو والكلام على مذهب المعتزلة والتفسير واللغة‏.‏
وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن حشيش الأصبهاني العدل مسند أصبهان في عصره‏.‏
روى عن إسحاق بن إبراهيم بن جميل ويحيى بن صاعد وطبقتهما‏.‏
ومحدّث الكوفة أبو الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الكوفي الحافظ أدرك أصحاب أبي كريب وأبي سعيد الأشجّ وجمع وألف‏.‏
وأبو الحسن محمد بن أبي العباس أحمد بن الفرات البغدادي ابن الحافظ سمع من أبي عبد الله المحاملي وطبقته وجمع ما لم يجمعه أحد في وقته‏.‏
قال الخطيب‏:‏ بلغني أنه كان عنده عن عليّ وأبو الحسن الماسرجسي شيخ الشافعية محمد بن علي بن سهل النيسابوري سبط الحسن بن عيسى بن ماسرجس‏.‏
روى عن أبي حامد الشَّرقي وطبقته ورحل بعد الثلاثين وكتب الكثير بالحجاز والعراق ومصر‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان أعرف الأصحاب بالمذهب وترتيبه صحب أبا إسحاق المروزي مدة وصار ببغداد معيدًا لأبي علي بن أبي هريرة وعاش ستًّا وسبعين سنة‏.‏
قلت‏:‏ وعليه تفقّه القاضي أبو الطيّب الطبري وهو صاحب وجهٍ في المذهب‏.‏
وأبو عبد الله المرزباني محمد بن عمران البغدادي الكاتب الأخباري العلامة المعتزلي مات في شوال وله ثمان وثمانون سنة صنّف ‏[‏أخبار المعتزلة‏]‏ وغير ذلك حدّث عن البغوي وابن دريد‏.‏
والتَّنوخي القاضي أبو علي الحسن بن علي الأديب الأخباري صاحب التصانيف ولد بالبصرة وسمع بها من أبي العباس الأثرم وطائفة وببغداد من الصُّولي وعاش سبعًا وخمسين سنة‏.‏
سنة خمس وثمانين وثلثمائة فيها توفي أبو بكر بن المهندس أحمد بن محمد بن إسماعيل محدّث ديار مصر وكان ثقة تقيًا‏.‏
والصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عبّاد بن العباس وزير مؤيّد الدولة ابن بويه بن ركن الدولة وفخر الدولة‏.‏
صحب الوزير أبا الفضل بن العميد وأخذ ونبلا وسخاء وحشمة وأفضالًا وعدلًا توفي بالريّ ونقل ودفن بأصبهان‏.‏
وأبو الحسن الأذني القاضي علي بن الحسين بن بندار المحدّث نزيل مصر‏.‏
روى الكثير عن ابن قيل وأبي عروبة ومحمد بن الفيض المشقي وعلي الغضائري توفي في ربيع الأول‏.‏
والدَّارقطني أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد البغدادي الحافظ المشهور صاحب التصانيف في ذي القعدة وله ثمانون سنة‏.‏
روى عن البغوي وطبقته‏.‏
ذكره الحاكم فقال‏:‏ صار أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع وإمامًا في القرّاء والنحاة صادفته فوق ما وصف لي‏.‏
وله مصنفات يطول ذكرها‏.‏
وقال الخطيب‏:‏ كان فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بالعلل وأسماء الرجال مع الصدق وصحة الاعتقاد والاضطلاع من علوم - سوى علم الحديث - منها‏:‏ القراءات‏.‏
وقد صنّف فيها مصنّفة ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء‏.‏
وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الإصطخريّ‏.‏
ومنها المعرفة بالأدب والشعر فقيل‏:‏ إنه كان يحفظ دواوين جماعة‏.‏
وقال أبو ذرّ الهروي‏:‏ قلت للحاكم‏:‏ هل رأيت مثل الدَّارقطني فقال‏:‏ هو لم ير مثل نفسه فكيف أنا وقال البرقاني‏:‏ كان الدَّارقطني يملي عليَّ العلل من حفظه‏.‏
وقال القاضي أبو الطيّب الطبري الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث‏.‏
وأبو حفص ابن شاهين عمر بن أحمد بن عثمان البغداديّ الواعظ المفسّر الحافظ صاحب التصانيف وأحد أوعية العلم توفي بعد الدَّارقطني بشهر وكان أكبر من الدارقطني بتسع سنين فسمع من الباغندي‏.‏
ومحمد بن المجدَّر والكبار ورحل إلى الشام والبصرة وفارس‏.‏
قال أبو الحسين بن المهتدي بالله‏:‏ قال لنا ابن شاهين‏:‏ صنّفت ثلاثمائة وثلاثين مصنّفًا منها‏:‏ التفسير الكبير ألف جزء والمسند ألف وثلاثمائة جزء والتاريخ مائة وخمسون جزءًا‏.‏
قال ابن أبي الفوارس ابن شاهين ثقة مأمون جمع وصنّف ما لم يصنّفه أحد‏.‏
وقال محمد بن عمر الداودي‏:‏ كان ثقةً لحانًا وكان لا يعرف الفقه ويقول‏:‏ أنا محمدي المذهب‏.‏
وأبو بكر الكسائي محمد بن إبراهيم النيسابوري الأديب الذي روى صحيح مسلم عن إبراهيم بن سفيان الفقيه توفي ليلة عيد الفطر ضعّفه الحاكم لتسميعه الكتاب بقوله‏:‏ من غير أصل‏.‏
وأبو الحسن بن سكرة محمد بن عبد الله الهاشمي العباسي الأديب البغدادي الشاعر المفلق ولا سيّما في المجون والمزاح وكان هو وابن الحجّاج يشبّهان في وقتهما بجرير والفرزدق‏.‏
ويقال إن ديوان ابن سكرة يزيد على خمسين ألف بيت‏.‏

وأبو بكر الأودني شيخ الشافعية ببخارى وما وراء النهر محمد بن عبد الله بن محمد بن نصير - وأودن‏:‏ بضم الهمزة وقيل بفتحها ومن قرى بخارى - وكان علامة زاهدًا ورعًا خاشعًا بكاء متواضعًا ومن غرايب وجوهه في المذهب‏:‏ أن الربا حرام في كل شيء فلا يجوز بيع شيء بجنسه متفاضلًا روى عن الهيثم بن كليب الشّاشي وطائفة ومات في ربيع الآخر وقد دخل في سن الشيخوخة والمستغفري من تلامذته‏.‏
وأبو الفتح القوَّاس يوسف بن عمر بن مسرور البغدادي الزاهد المجاب الدعوة في ربيع الآخرة وله خمس وثمانون سنة‏.‏
روى عن البغوي وطبقته‏.‏
قال البرقاني‏:‏ كان من الأبدال‏.‏
سنة ست وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو حامد النعيمي أحمد بن عبد الله بن نعيم السَّرخسي نزيل هراة في ربيع الأول روى الصحيح عن الفربري وسمع من الدَّغولي وجماعة‏.‏
وأبو أحمد السامرِّي عبد الله بن الحسين بن حسنون البغدادي المقرئ شيخ الإقراء بالديار المصرية في المحرم وله إحدى وتسعون سنة‏.‏
قرأ القر آن في الصّغر فذكر أنه قرأ على أحمد بن سهل الأشناني وأبي عمران الرقّي وابن شنَّبوذ وابن مجاهد‏.‏
وحدّث عن أبي العلاء محمد بن أحمد الوكيعي فاتهمه الحافظ عبد الغني المصري في لقبه وقال‏:‏ لا أسلّم على من يكذب في الحديث وفي ‏[‏العنوان‏]‏ أن السامرِّي قرأ على محمد بن يحيى الكسائي وهذا الوهم من صاحب العنوان لأن محمد بن يحيى توفي قبل مولد السامرِّي بخمس عشرة سنة أو هو محمد بن السامرّي ويدلّ عليه قول محمد بن الصوري‏:‏ قد ذكر أبو أحمد أنه قرأ على الكسائي الصغير فكتب في ذلك إلى بغداد يسأل عن وفاة الكسائي فكان الأمر من ذلك بعيدًا‏.‏
قلت‏:‏ ثم إن أبا أحمد أمسك عن هذا القول‏.‏
وروى عن ابن مجاهد عن الكسائي قلت وثقه أبو عمر الداني وأقره الحافظ محمد بن الجزري كما قاله في النشر‏.‏
وعبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل أبو أحمد الأصبهاني‏.‏
روى مسند أحمد بن منيع عن جدّه ومات في شعبان‏.‏
والحربي‏:‏ أبو الحسن علي بن عمر الحميري البغدادي ويعرف أيضًا بالسكرى وبالصيرفي والكيّال‏.‏
روى عن أحمد بن الحسن الصوفي وعباد بن علي السِّريني والباغندي وطبقتهم ولد سنة ست وتسعين ومائتين وسمع سنة ثلاث وثلاثمائة باعتناء أخيه وتوفي في شوال‏.‏
وأبو عبد الله الختن الشافعي محمد بن الحسن الإستراباذي ختن أبي بكر الإسماعيلي وهو صاحب وجه في المذهب وله مصنّفات عاش خمسًا وسبعين سنة وكان أديبًا بارعًا مفسرًا مناظرًا‏.‏
روى عن أبي نعيم عبد الملك ابن عديّ الجرجاني توفي يوم عرفة‏.‏
وأبو طالب صاحب ‏[‏القوت‏]‏ محمد بن علي بن عطية الحارثي العجمي ثم المكّي نشأ بمكة وتزهد وسلك ولقي الصوفية وصنّف ووعظ وكان صاحب رياضة ومجاهدة وكان على نحلة أبي الحسن بن سالم البصري شيخ السالمية‏.‏
روى عن عليّ بن أحمد المصيِّصي وغيره‏.‏
والعزيز بالله أبو منصور نزار بن المعزّ بالله معدّ بن المنصور إسماعيل بن القائم محمد بن المهدي العبيدي الباطني صاحب مصر والمغرب والشام ولي الأمر بعد أبيه وعاش اثنتين وأربعين سنة وكان شجاعًا جوادًا حليمًا قريبًا من الناس لا يحبّ سفك الدّماء له أدب وشعر وكان مغرى بالصيد وقام بعده ابنه الحاكم‏.‏
سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو القاسم بن الثلاّج عبد الله بن محمد البغدادي الشاهد في ربيع الأول وله ثمانون سنة‏.‏
روى عن البغوي وطائفة واتُّهم بالوضع‏.‏

وأبو القاسم عبيد الله بن محمد بن خلف بن سهل المصري البزار ويعرف بابن أبي غالب روى عن محمد بن محمد الباهلي وعلي ابن أحمد بن علان وطائفة‏.‏
وكان من كبراء المصريين ومتموِّليهم‏.‏
وابن بطّة الإمام أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري الفقيه الحنبلي العبد الصالح في المحرم وله ثلاث وثمانون سنة‏.‏
وكان صاحب حديث ولكنه ضعيف من قبل حفظه‏.‏
روى عن البغوي وأبي ذرّ بن الباغندي وخلق‏.‏
وصنّف كتابًا كبيرًا في السنة‏.‏
قال العتيقي‏:‏ كان مستجاب الدّعوة‏.‏
وابن مردك أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك البردعي البزاز ببغداد حدّث عن عبد الرحمن بن أبي حاتم وجماعة‏.‏
ووثّقه الخطيب توفي في المحرم وكان عبدًا صالحًا‏.‏
وفخر الدولة علي بن أبي زكريا الحسن بن بويه الدَّيلمي سلطان الرّي وبلاد الجبل وزر له الصاحب إسماعيل بن عبّاد وكان ملكًا شجاعًا مطاعًا جمّاعًا للأموال واسع الممالك عاش ستًّا وأربعين سنة وكانت أيامه أربع عشرة سنة لقّبه الطائع‏:‏ ملك الأمّة وكان أجلّ من بقي من ملوك بني بويه كان يقول‏:‏ قد جمعت لولدي ما يكفيهم ويكفي عسكرهم خمس عشرة سنة خلّف من الذهب عينًا وأواني وحلية قريبًا من أربعة آلاف ألف دينار ومن الذخائر

وأبو ذرّ عمّار بن محمد بن مخلد التميمي البغداديّ نزيل بخارى روى عن يحيى بن صاعد وطائفة ومات في صفر روى عنه عبد الواحد الزبيري الذي عاش بعده مائة وثمان سنين وهذا معدوم النظير‏.‏
وأبو الحسين بن سمعون الإمام القدوة الناطق بالحكمة محمد بن أحمد بن إسماعيل البغدادي الواعظ صاحب الأحوال والمقامات‏.‏
روى عن أبي بكر بن داود وجماعة وأملى عدّة مجالس ولد سنة ثلاثمائة ومات في نصف ذي القعدة ولم يخلف ببغداد بعده مثله‏.‏
وأبو الطيّب السُّلمي محمد بن الحسين الكوفي سمع عبد الله بن زيدان البجلي وجماعة وكان ثقة‏.‏
وأبو الفضل الشَّيباني محمد بن عبد الله الكوفي حدّث ببغداد عن محمد بن جرير الطبري والكبار لكنه كان يضع الحديث للرافضة فترك‏.‏
وأبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة السُّلمي النيسابوري روى الكثير عن جدّه وأبي العباس السرّاج وخلق‏.‏
واختلط قبل موته بثلاثة أعوام فتجنَّبوعه‏.‏
ومحمد بن المسيّب الأمير أبو الذّواد العقيلي من أجلاء أمراء العرب تملكَّ الموصل وغلب عليها في سنة ثمانين وثلاثمائة وصاهر بني بويه وتمَّلك بعده أخوه حسام الدولة مقلَّد بن
وأبو القاسم السرّاج موسى بن عيسى البغدادي وقد نيّف على التسعين‏.‏
روى عن الباغندي وجماعة وثّقه عبيد الله الأزهري‏.‏
ونوح بن الملك منصور بن الملك نوح بن الملك نصر بن الملك أحمد بن الملك إسماعيل الساماني أبو القاسم سلطان بخارى وسمرقند وكانت دولته اثنتين وعشرين سنة وولي بعده ابنه المنصور ثم بعد عامين توثّب عليه أخوه عبد الملك بن نوح الذي هزمه السلطان محمود بن سبكتين وانقرضت الدولة السّامانيّة‏.‏
سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج الشّيرازيّ الحافظ وكان من كبار المحدّثين سأله حمزة السَّهمي عن الجرح ولتعديل وعمّر دهرًا روى عن الباغندي والبغوي والكبار‏.‏
وأوّل سماعه سنة أربع وثلاثمائة توفي في صفر بالأهواز وكان يقال له الباز الأبيض‏.‏
وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير البغدادي الصيَّرفي الحافظ روى عن إسماعيل الصفار وطبقته‏.‏
وكان عجبًا في حفظ الحديث وسرده‏.‏
روى عنه أبو حفص بن شاهين مع تقدُّمه وتوفي في ربيع الآخر عن إحدى وستين سنة وكان ثقة غمزه بعضهم‏.‏
وأبو سليمان الخطّابي حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطّاب البستي الفقيه الأديب صاحب ‏[‏معالم السنن‏]‏ و ‏[‏غريب الحديث‏]‏ و ‏[‏الغنية عن الكلام‏]‏ و ‏[‏شرح الأسماء الحسنى‏]‏ وغير ذلك‏.‏
رحل وسمع أبا سعيد بن الأعرابي وإسماعيل الصفّار والأصم وطبقتهم وسكن بنيسابور مدّة توفي ببست في ربيع الآخر وكان علامة محققًا‏.‏
وأبو الفضل الفامي عبيد الله بن محمد النيسابوري‏.‏
روى عن أبي العباس السرّاج وغيره‏.‏
وأبو العلا بن ماهان عبد الوهاب بن عيسى البغدادي ثم المصري راوي صحيح مسلم عن أبي بكر أحمد بن محمد الأشقر سوى ثلاثة أجزاء من آخر الكتاب يرويها عن الجلوديّ‏.‏
وأبو حفص عمر بن محمد بن عراك المصري المقرئ المجوّد القيِّم بقراءة ورش توفي يوم عاشوراء قر أ على أصحاب إسماعيل النّحاس‏.‏
وأبو الفرج الشَّنَّبوذي محمد بن أحمد بن إبراهيم المقرئ غلام ابن شنَّبوذ قرأ عليه القراءات وعلى ابن مجاهد وجماعة‏.‏
واعتنى بهذا الشأن وتصدّر للإقراء وكان عارفًا بالتفسير وكان يقول‏:‏ أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن تكلم فيه الدَّارقطني‏.‏
وأبو بكر الإشتيخني محمد بن أحمد بن متّ الراوي صحيح البخاري عن الفربري توفي في رجب بما وراء النهر‏.‏
وأبو علي الحاتمي محمد بن الحسن بن مظفَّر البغدادي اللغويّ الكاتب أخذ اللغة عن أبي عمر الزاهد وكان بصيرًا بالآداب‏.‏
وأبو بكر الجوزقي محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني الحافظ المعدَّل شيخ نيسابور ومحدّثها مصنف الصحيح روى عن السرّاج وأبي حامد بن الشَّرقي وطبقتهما‏.‏
ورحل إلى أبي العباس الدُّغولي وإلى ابن الأعرابي وإلى وإسماعيل الصفّار‏.‏
قال الحاكم‏:‏ انتقيت له فوائد في عشرين جزءًا ثم ظهر بعدها سماعه من السرّاج‏.‏
قلت‏:‏ اعتنى به خاله أبو إسحاق المزكَّي توفي في شوال عن اثنتين وثمانين سنة‏.‏
وأبو بكر الأدفوي محمد بن علي بن أحمد المصري المقرئ المفسّر النحوي وأدفو بقرب أسوان وكان خشابًا أخذ عن أبي جعفر النّحاس فأكثر وأتقن ورش على أبي غانم المظفَّر بن أحمد وألف ‏[‏التفسير‏]‏ في مائة وعشرين مجلدًا وكان شيخ الديار المصرية وعالمها وكانت له حلقة كبيرة للعلم توفي في ربيع الأول‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 07:48 PM

سنة تسع وثمانين وثلاثمائة تمادت الرافضة في هذه الأعصر في غيِّهم بعمل عاشوراء باللطم والعويل وبنصب القباب
والزينة وشعار الأعياد يوم الغدير فعمدت جاهلية السنة وأحدثوا في مقابلة يوم عيد الغدير يوم الغار وجعوه بعد ثمانية أيام من يوم الغدير وهو السادس والعشرون من ذي الحجة وزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر اختفيا حينئذ في الغار وهذا جهل وغلط فإن أيام الغار إنما كانت بيقين في شهر صفر وفي أول ربيع الأول وجعلوا بإزاء عاشوراء وبعده بثمانية أيام يوم مصرع مصعب بن الزبير وزاروا قبره يومئذ بمسكن وبكوا عليه ونظروه بالحسين لكونه صبر وقاتل حتى قتل ولأن أباه ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم وحواريّة وفارس الإسلام كما أن أبا الحسين ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وفارس الإسلام فنعوذ بالله من الهوى والفتن‏.‏
ودامت السُّنّة على هذا الشِّعار القبيح مدّة عشر سنين‏.‏
وفيها توفي أبو محمد المخلدي الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن ابن علي بن مخلد النيسابوري المحدِّث شيخ العدالة وبقيّة أهل البيوتات في رجب روى عن السرّاج وزنجويه اللبّاد وطبقتهما‏.‏
وأبو علي زاهر بن أحمد السَّرخسي الفقيه الشافعي أحد الأئمة في ربيع الآخر وله ست وتسعون سنة‏.‏
روى عن أبي لبيد السامي والبغويّ وطبقتهما‏.‏
قال الحاكم‏:‏ شيخ عصره بخراسان وكان قد قرأ على ابن مجاهد وتفقّه وطبقتهما‏.‏
قلت‏:‏ وأخذ علم الكلام عن الأشعريّ وعمّر دهرًا‏.‏
وأبو محمد بن عبد الله بن أبي زيد القيرواني المالكي شيخ المغرب وإليه انتهت رئاسة المذهب‏.‏
قال القاضي عياض‏:‏ حاز رئاسة الدين والدنيا ورحل إليه من الأقطار ونجب أصحابه وكثر الآخذون عنه وهو الذي لخّص المذهب وملأ البلاد في تواليفه حج وسمع من أبي سعيد بن الأعرابي وغيره وكان يسمى مالكًا الصغير‏.‏
قال الحبّال‏:‏ توفي للنصف في شعبان‏.‏
وأبو الطيّب بن غلبون عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي المقري الشافعي صاحب الكتب في القراءات قرأ على جماعة كثيرة وروى الحديث وكان ثقة محققًا‏.‏
بعيد الصّيت توفي بمصر في جمادى الأولى وله ثمانون سنة أخذ عنه خلق‏.‏
وأبو القاسم بن حبابة المحدّث عبيد الله بن محمد بن إسحاق البغدادي المتُّوثي البذار رواي الجعديات عن البغويّ في ربيع الآخر‏.‏
وأبو الهيثم الكشميهني محمد بن مكّي المروزي رواية البخاري عن الفربري توفي عرفة وكان ثقة‏.‏
وقاضي القضاة لصاحب مصر أبو عبد الله محمد بن النعمان بن محمد بن منصور الشِّيعي في
قال ابن زولاق‏:‏ لم نشاهد بمصر لقاض من الرئاسة ما شاهدناه له ولا بلغنا ذلك من قاضٍ بالعراق ووافق ذلك استحقاقًا لما فيه من العلم والصيّانة والهيبة وإقامة الحق وقد ارتفعت رتبته حتى إن العزيز أجلسه معه يوم الأضحى على المنبر وزادت عظمته في دولة الحاكم ثم تعلّل وتنقرس ومات في صفر وله تسع وأربعون سنة وولي القضاء بعده ابن أخيه الحسين بن علي الذي ضربت عنقه في سنة أربع وتسعين‏.‏
سنة تسعين وثلاثمائة فيها عظم أمر الشطار وأتوا بيوت الناس نهارًا جهارًا وواصلوا العملات وقتلوا وبدّعوا وأشرف الناس بهم على أمر عظيم وقويت شوكتهم وصار فيهم علويّون وعباسيون حتى جاء عميد الجيوش وولاه بهاء الدولة تدبير العراق فغرّق وقتّل وقلّ المفسد‏.‏
وفيها توفيت أمة السّلام بنت القاضي أحمد بن كامل بن شجرة البغدادية وكانت ديّنة فاضلة‏.‏
روت عن محمد بن إسماعيل البصلاني وغيره‏.‏
وحنش بن محمد بن صمصامة القائد أبو الفتح الكناني ولي إمرة دمشق ثلاث مرات لصاحب مصر وكان جبارًا ظلومًا غشومًا سفاكًا للدماء وكثر ابتهال أهل دمشق إلى دمشق في هلاكه
وأبو حفص الكتّاني بن إبراهيم البغدادي المقرئ صاحب ابن مجاهد قرأ عليه وسمع منه كتابه في القراءات وحدّث عن البغويّ وطائفة توفي في رجب وله تسعون سنة وكان ثقة‏.‏
وابن أخي ميمي الدقّاق أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين البغدادي‏.‏
روى عن البغويّ وجماعة وله أجزاء مشهورة توفي في رجب‏.‏
‏.‏
وأبو الحسن محمد بن عمر بن يحيى العلوي الحسنيّ الزّيدي الكوفي رئيس العلويّ ‏'‏ بالعراق ولد سنة عشرة وثلاثمائة وروى عن هنّاد بن السريّ الصغير صادرة عضد الدولة وحبسه وأخذ أمواله ثم أخرجه شرف الدولة لما تملّك وعظم شأنه في دولته فيقال إنه كان من أكثر العلويين مالًا وقد أخذ منه عضد الدولة ألف ألف دينار‏.‏
وأبو زرعة الكشِّي محمد بن يوسف الجرجاني الحافظ - وكشّ قرية قريبة من جرجان - سمع إبراهيم بن عديّ وأبي العباس الدَّغولي وطبقتهما بنيسابور وبغداد وهمذان والحجاز وصنّف وحمع الأبواب والمشايخ جاور بمكة سنوات وبها توفي‏.‏
والمعافى بن زكريا القاضي أبو الفرج النَّهرواني الجريري ويعرف أيضًا بابن طرار تفقّه على مذهب محمد بن جرير الطبري وسمع من البغويّ وطبقته فأكثر وجمع فأوعى وبرع في عدّة علوم‏.‏
قال الخطيب‏:‏ كان من أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الآداب ووليّ القضاء بباب الطَّاق وبلغنا عن الفقيه أبي محمد البافي أنه كان يقول‏:‏ إذا حضر القاضي أبو الفرج لوجب أن يدفع إليه‏.‏
قال البرقاني‏:‏ كان المعافى أعلم الناس توفي المعافى بالنَّهروان في ذي الحجة وله خمس وثمانون سنة وكان قانعًا باليسير متعفّفًا‏.‏
سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أحمد بن عبد الله بن حميد بن زريق البغدادي أوب الحسن نزيل مصر ثقة‏.‏
يروي عن المحاملي ومحمد بن مخلد وجماعة‏.‏
وكان صاحب حديث رحل إلى دمشق والرّقَّة‏.‏
وأحمد بن يوسف الخشّاب أبو بكر الثَّقفي المؤذِّن بأصبهان‏.‏
روى عن الحسن بن دلويه وجماعة كثيرة‏.‏
وجعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الفرات أبو الفضل بن جنزابة البغدادي وزير الديار المصرية ابن وزير المقتدر أبي الفتح حدّث عن محمد بن هارون الحضرمي والحسن بن محمد الداركي وخلق‏.‏
وكان صاحب حديث ولد سنة ثمان وثلاثمائة ومات في ربيع الأول‏.‏
قال السلفي‏:‏ كان ابن حنزابة من الحفاظ الثقات يملي في حال وزارته لا يختار على العلم
وصحبة أهله شيئًا وقال غيره‏:‏ كان له عبادة وتهّد وصداقات عظيمة إلى الغاية توفي بمصر ونقل فدفن في دار اشتراها من الأشراف بالمدينة من أقرب شيء إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
وابن الحجاج الأديب أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن الحجاج البغدادي الشِّيعي المحتسب الشاعر المشهور وديوانه في عدّة مجلدات في عصره أخذ عن القاضي بشر بن الحسين وقدم من شيراز في صحبة الملك عضد الدولة فاشتغل بن الحسين وقدم من شيراز في صحبة الملك عضد الدولة فاشتغل عليه فقهاء بغداد‏.‏
قال أبو عبد الله الصيمري‏:‏ ما رأيت فقيهًا أنظر منه ومن أبي حامد الإسفراييني الشافعي‏.‏
وأبو القاسم عيسى بن الوزير علي بن عيسى بن داود بن الجرّاح البغدادي الكاتب المنشئ ولد سنة اثنتين وثلاثمائة ومات في أول ربيع الأول‏.‏
قال ابن أبي الفوارس‏:‏ كان بشيء من مذهب الفلاسفة‏.‏
قلت‏:‏ روى عن البغوي وطبقته وله أمالٍ سمعت منها‏.‏
وحسام الدولة مقلَّد بن رافع العقيلي صاحب الموصل تملَّكها بعد أخيه أبي الذَّوّاد في إحدى عشرة سنة مدّة الأخوين وقد بعث القادر بالله إلى مقلَّد خلع السلطنة واستخدم هو ثلاثة آلاف من الترك والدَّيلم ودانت له عرب خفاجة وله شعر وهو رافضي قتله غلام له ورثاء الشريف الرضيّ وتملّك بعده ابنه معتمد الدولة قرواش خمسين سنة‏.‏
والمؤمَّل بن أحمد أبو القاسم الشيباني البزّاز بغداديّ ثقة نزل مصر وحدّث عن البغوي وابن صاعد وجماعة وعمّر دهرًا‏.‏
سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة فيها زاد أمر الشطَّار وأخذوا الناس ببغداد مهارًا جهارًا وقتلوا وبدّعوا وواصلوا أخذ العملات وكثروا وصار فيهم هاشميّون فسيَّر بهاء الدولة - كان غائبًا - عميد الجيوش إلى العراق ليسوسها فقطّع وغرّق ومنع السنَّة والشّيعة من إظهار مذهبهم وقامت الهيبة‏.‏
وفيها توفي الحاجبي أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشّاني السمرقندي سمع الصحيح من الفربري ومات في هذه السنة وقيل في التي قبلها‏.‏
والضرّاب أبو محمد الحسن بن إسماعيل المصري المحدّث راوي المجالسة عن الدِّينوريّ توفي في ربيع الآخر وله تسع وسبعون سنة‏.‏
والأصيلي الفقيه أبو محمد عبد الله بن إبراهيم المغربي أخذ عن وهب بن أبي مسر ة وكتب بمصر عن أبي الطاهر الذهلي وطبقته وبمكة عن الآجرِّي وببغداد عن أبي علي بن الصواف وكان عالمًا بالحديث رأسًا في الفقه‏.‏
قال الدارقطني‏:‏ لم أر مثله‏.‏
وقال غيره‏:‏ كان نظير أبي محمد بن أبي زيد بالقيروان و كان على طريقته وهديه وكان علي السوري بقرطبة‏.‏
وعبد الرحمن بن أبي شريح أبو محمد الأنصاري محدث هراة روى عن البغوي والكبار ورحل إليه الطلبة وآخر من روى حديثه عاليًا أبو المنجَّا بن اللتِّي توفي في صفر‏.‏
وأبو الفتح عثمان بن جنّي الموصلي النحوي صاحب التصانيف وكان أبوه مملوكًا روميًا توفي في صفر في عشر السبعين‏.‏
قرأ على المتنبي ديوانه ولازم أبا عليّ الفارسي‏.‏
والوليد بن بكر الغمري الأندلسي السرقسطي الحافظ رحل بعد الستين وثلاثمائة وروى عن الحسن بن رشيق وعلي بن الخصيب وخلق‏.‏
قال ابن الفرضي‏:‏ كان إمامًا في الفقه والحديث عالمًا باللغة والعربية لقي في الرحلة أزيد من ألف شيخ‏.‏
وقال غيره‏:‏ له شعرٌ فائق توفي بالدِّينور‏.‏
سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري - أبهر أصبهان - سمع جزء لوين من
وأبو إسحاق الطبري إبراهيم بن أحمد المقرئ الفقيه المالكي المعدَّل أحد الرؤساء والعلماء ببغداد قرأ القرآن على ابن ثوبان وأبي عيسى بكّار وطبقتهما‏.‏
وحدّث عن إسماعيل الصفّار وطبقته‏.‏
وكانت داره مجمع أهل القرآن والحديث وإفضاله زائد على أهل العلم وهو ثقة‏.‏
والجوهري صاحب الصحاح أبو نصر إسماعيل بن حمّاد التركي اللُّغوي أحد أئمة اللسان وكان في جودة الخط كابن مقلة ومهلهل وأكثر التَّرحال ثم سكن نيسابور‏.‏
قال القفطي‏:‏ إنه مات متردِّيًا من سطح داره بنيسابور في هذا العام قال‏:‏ وقيل مات في حدود الأربعمائة وقيل إنه تسودن وعمل له شبه جناحين وقال‏:‏ أريد أن أطير وطفر فأهلك نفسه رحمه الله تعالى‏.‏
والطائع لله أبو بكر عبد الكريم بن المطيع لله الفضل بن المقتدر بالله بن المعتضد بالله أحمد بن الموفق العباسي كانت دولته أربعًا وعشرين سنة وكان مربوعًا أبيض أشقر كبير الأنف شديد القوى في خلقه حدّة خلع من الخلافة في شعبان سنة إحدى وثمانين وبالقادر بالله ولم يؤذره بل بقى مكرمًا محترمًا في دارٍ عند القادر بالله إلى أن مات ليلة عيد الفطر وله ثلاث وسبعون سنة وصلّى عليه القادر بالله وشيّعه الأكابر ورثاه الشريف الرضيّ‏.‏
والمنصور الحاجب أبو عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر القحطاني المعافري الأندلسي مدبّر دولة المؤيد بالله هشام بن المستنصر بالله الحكم بن الناصر عبد الرحمن الأموي لأن المؤيد بايعوه بعد أبيه وله تسع سنين وبقي صورة وأبو عامر هو الكل وكان حازمًا بطلًا شجاعًا غزّاء عادلًا سائسًا افتتح فتوحات كثيرة وأثر آثارًا حميدة وكان لا يمكّن المؤيد من الركوب ولا من الاجتماع بأحد إلا بجواريه‏.‏
والمخلِّص أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس البغدادي ابن الذَّهبي مسند وقته سمع أبا القاسم البغوي وطبقته‏.‏
وكان ثقة‏.‏
توفي في رمضان وله ثمان وثمانون سنة‏.‏
سنة أربع وتسعين وثلاثمائة فيها توفي أبو عمر عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب السُّلمي الأصبهاني المقرئ روى عن عبد الله بن محمد الزُّهري ابن أخي رستةَ وجماعة وكتب الكثير توفي في ذي القعدة‏.‏
وأبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت البغدادي نزل مصر وحدّث عن البغوي وأبي بكر بن أبي داود‏.‏
قال الخطيب‏:‏ كان شيء الحال في الرواية توفي بمصر‏.‏
ومحمد بن عبد الملك بن ضيفون أبو عبد الله اللَّخمي القرطي الحداد سمع عبد الله بن يونس القبري وقاسم أصبغ وبمكة من أبي سعيد ابن الأعرابي‏.‏
قال ابن الفرضي‏:‏ لم يكن ضابطًا اضطر في أشياء‏.‏
ويحيى بن إسماعيل الحربي المزكّى أبو زكريا بنيسابور في ذي الحجة وكان رئيسًا أدبيًا أخباريًا متقنًا سمع من مكي بن عبدان وجماعة‏.‏
سنة خمس وتسعين وثلاثمائة فيها توفي العلامة أبو الحسين أحمد بن فارس الرّازي اللغوي صاحب المجمل نزيل همذان‏.‏
روى عن أبي الحسن القطّان وطائفة ومات بالريّ‏.‏
والتاهرتي أبو الفضل أحمد بن القاسم بن عبد الرحمن التميمي البزاز العبد الصالح سمع بالأندلس من قاسم بن أصبخ وطبقته‏.‏
وهو من كبار شيوخ ابن عبد البر‏.‏
والخفَّاف أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الزاهد النيسابوري مسند خراسان توفي في ربيع الأول وله ثلاث وتسعون سنة وهو آخر من حدَّث عن أبي العباس السَّراج‏.‏
والإخميمي أبو الحسين محمد بن أحمد بن العباس المصري‏.‏
روى عن محمد بن ريان بن حبيب وعلي بن أحمد بن علان وطائفة‏.‏
وأبو نصر الملاحمي محمد بن أحمد بن محمد البخاري رواي كتاب ‏[‏القراءة خلف الإمام‏]‏ و ‏[‏كتاب رفع اليدين‏]‏ تأليف البخاري رواهما عن محمود بن إسحاق وكان ثقة يحفظ ويفهم عاش ثلاثًا وثمانين سنة‏.‏
وعبد الوارث بن سفيان أبو القاسم القرطبي الحافظ ويعرف بالحبيب أكثر عن القاسم بن أصبغ وكان من أوثق الناس فيه توفي لخمس بقين من ذي الحجة حمل عنه أبو عمر بن عبد البر الكثير‏.‏
وأبو عبد الله بن مندة الحافظ العلم محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى العبدي الأصبهاني الجوّال صاحب التصانيف طوّف الدنيا وجمع وكتب مالا ينحصر وسمع من ألف وسبعمائة شيخ وأول سماعه ببلده في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة ومات في سلخ ذي القعدة وبقي في الرحلة بضعًا وثلاثين سنة‏.‏
قال أبو إسحاق بن حمزة الحافظ ما رأيت مثله‏.‏
وقال عبد الرحمن ابن منده‏:‏ كتب أبي عن أبي سعيد الأعرابي ألف جزء وعن خيثمة ألف جزء‏.‏
وع الأصمّ ألف جزء وعن الهيثم الشاشي ألف جزء‏.‏
وقال شيخ الإسلام الأنصاري أبو عبد الله بن مندة سيّد أهل زمانه‏.‏
فيها توفي أبو عمر الباجي أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي اللَّخمي الإشبيلي الحافظ العلم في المحرم وله ثلاث وستون سنة وكان يحفظ عدة مصنّفات وكان إمامًا في الأصول والفروع‏.‏
وأبو الحسن بن الجندي أحمد بن محمد بن عمران البغدادي وله سنة ست وثلاثمائة وروى عن البغوي وابن صاعد وهو ضعيف شيعيّ‏.‏
وأبو سعد بن الإسماعيلي شيخ الشافعية بجرجان وابن شيخهم إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الفقيه‏.‏
وقد روى عن الأصم ونحوه وكان صاحب فنون وتصانيف توفي ليلة الجمعة وهو يقرأ في صلاة المغرب ‏{‏إياك نعبد وإياك نستعين‏}‏ ففاضت نفسه وله ثلاث وستون سنة‏.‏
وأبو الحسين الكلابي عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد محدث دمشق ويعرف بأخي تبوك ولد سنة ست وثلاثمائة وروى عن محمد بن حريم وسعيد بن عبد العزيز الحلبي وطبقتهما‏.‏
قال عبد العزيز الكتَّاني‏:‏ كان ثقة نبيلًا مأمونًا توفي في ربيع الأول‏.‏
وأبو الحسن الحلبي علي بن محمد بن إسحاق القاضي الشافعي نزيل مصر روى عن علي بن عبد الحميد الغضائري ومحمد ب إبراهيم بن نيروز وطبقتهما‏.‏
ورحل إلى العراق ومصر وعاش مائة سنة‏.‏
والبختري صاحب الأربعين المرويّة أبو عمرو محمد بن أحمد بن جعفر النيسابوري المزكّي الحافظ‏.‏
روى عن يحيى بن منصور القاضي وطبقته‏.‏
قال الحاكم‏:‏ كان من حفاظ الحديث المبرَّزين في المذاكرة‏.‏
توفي في شعبان وله ثلاث و ستون سنة‏.‏
أبو بكر محمد بن الحسن بن الفضل وابن المأمون العباسي ثقة مشهور يروي عن أبي بكر بن زياد النيسابوري وطائفة‏.‏
وهو جدّ جد أبو الغنائم عبد الصمد بن المأمون‏.‏
وابن زنبور أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور الورّاق ببغداد في صفر روى عن البغوي وابن صاعد وطبقتهما وابن أبي داود‏.‏
قال الخطيب‏:‏ ضعيف جدًَّا‏.‏
سنة سبع وتسعين وثلاثمائة فيها كان خروج أبي ركوة وهو أمويَّ من ذرية هشام بن عبد الملك كان يحمل الركوة في السفر ويتزهّد وقد لقي المشائخ وكتب الحديث ودخل الشام واليمن وهو في خلال ذلك يدعو إلى القائم من بني أميّة ودخل الشام واليمن وهو في خلال ذلك يدعو إلى القائم من بني أميّة ويأخذ البيعة على من يستجيب له ثم جلس مؤدّبًا واجتمع عنده أولاد العرب فاستولى على عقولهم وأسرّ إليهم أنه الإمام ولقّب نفسه الثائر بأمر الله وكان يخبرهم بالمغيّبات ويمخرق عليهم ثم إنه حارب متولّي تلك الناحية من المغرب وظفر به وقوي بم حواه من العسكر ونزل ببرقة فأخذ من يهودي بها مئتي ألف دينار وجمع له أهلها مئتي ألف دينار وضرب السِّكة باسمه ولعن الحاكم فجهّز الحاكم لحربه ستة عشر ألفًا فظفروا به وأتوا به إلى الحاكم فقتله ثم قتل الجيش الذين ظفروا به‏.‏
وفيها أصاب ركب العراق عطشّ شديد واعتقلهم ابن الجرّاح على ما طلبه وضاق القوم وخافوا فوات الحج فردُّوا ودخلوا بغداد يوم عرفة‏.‏
وفيها توفي أصبغ بن الفرج الطائي الأندلس المالكي مفتي قرطبة وقاضي بطليوس وأخو حامد الزاهد‏.‏
وأبو الحسن بن القصّار علي بن عمر البغدادي الفقيه المالكي صاحب كتاب ‏[‏مسائل الخلاف‏]‏‏.‏
قال أبو إسحاق الشيرازي‏:‏ لا أعرف لهم كتابًا في الخلاف أحسن منه‏.‏
وقال أبو ذر الهروي‏:‏ هو أفقه من رأيت من المالكية‏.‏
ومن طبقته‏:‏ أبو الحسن بن القصار علي بن محمد بن عمر الرّازي الفقيه الشافعي‏.‏
قال الخليل‏:‏ هو أفضل من لقيناه بالريّ كان مفتيها قريبًا من ستين سنة أكثر من عبد الرحمن بن أبي حاتم وجماعة‏.‏
وكان له في كل علم حظ وعاش قريبًا من مائة سنة‏.‏
وابن واصل الأمير أبو العباس أحمد كان يخدم بالكرخ وهم يسخرون منه ويقول بعضهم‏:‏ إن ملكت فاستخدمني فتنقلت به الأحوال وخرج وحارب وملك سيراف والبصرة ثم قصد الأهواز وكثر جيشه والتقى السلطان بهاء الدولة وهزمه ثم أخذ البطائح وأخذ خزائن متولّيها مهذب الدولة فسار لحربه فخر الملك أبو غالب فعجز ابن واصل عنه واستجار بحسّان الخفاجي ثم قصد بدر بن حسنويه فقتل بواسط في صفر من هذه السنة‏.‏
سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة فيها كانت فتنة هائلة ببغداد قصد رجلٌ شيخ الشِّيعة ابن المعلّم وهو الشيخ المفيد وأسمعه ما يكره فثار تلامذته وقاموا واستنفروا الرافضة وأتوا دار قاضي القضاة أبي محمد بن الأكفاني والشيخ أبي حامد بن الأسفراييني فسبّوهما وحميت الفتنة‏.‏
ثم إن السُّنّة أخذوا مصحفًا قيل إنه على قراءة ابن مسعود فيه خلاف كثير فأمر الشيخ أبو حامد والفقهاء بتحريقه فأحضر بمحضر منهم فقام ليلة النصف رافضي وشتم من أحرق المصحف فأخذ وقتل فثارت الشيعة ووقع القتال بينهم وبين السنة واختفى أوب حامد واستظهرت الروافض وصاحوا‏:‏ الحاكم يا منصور فغضب القادر بالله وبعث خيلًا لمعاونة السنة فانهزمت الرافضة وأحرقت بعض دورهم وذلُّوا وأمر عميد الجيوش بإخراج ابن المعلِّم من بغداد فأخرج‏.‏
وحبس جماعة ومنع القصّاص مدّة‏.‏
وفيها زلزلت الدِّينور فهلك تحت الردم أزيد من عشرة آلاف‏.‏
وزلزلت سيراف السيب وغرق عدّة مراكب ووقع بردٌ عظيم وزن أكبر ما وجد منه فكانت مائة وستة دراهم‏.‏
وفيها هدم الحاكم العبيدي كنيسة قمامة بالقدس لكونهم يبالغون في إظهار شعارهم ثم هدم الكنائس التي في مملكته ونادى‏:‏ من أسلم وإلا فليخرج من مملكتي أو يلتزم بما آمر ثم أمر بتعليق صلبان كبار على صدورهم وزن الصليب أربعة أرطال بالمصري وبتعليق خشبة مثل المكمدة وزنها ستة أرطال في عنق اليهودي إشارة إلى رأس العجل الذي عبدوه فقيل‏:‏ كانت الخشبة على تمثال رأس عجل وبقي هذا سنوات ثم رخّص لهم في الردَّة لكونهم مكرهين وقال‏:‏ ننزّه مساجدنا عمن لا نيّة في الإسلام‏.‏
وفيها توفي البديع أبو الفضل أحمد بن الحسن الهمذاني الأديب العلامة بديع الزمان صاحب المقامات المشهورة وصاحب الرسائل وكان فصيحًا مفوّهًا وشاعرًا مفلقًا توفي بهراة في جمادى الآخرة‏.‏
وابن لآل الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن أحمد الهمذاني‏.‏
قال شيرويه‏:‏ كان ثقة أوحد زمانه مفتي همذان له مصنفات في علوم الحديث غير انه كان مشهورًا بالفقه له كتاب‏:‏ ‏[‏السنن‏]‏ و‏[‏معجم الصحابة‏]‏‏.‏
عاش تسعين سنة والدعاء عند قبره مستجاب‏.‏
قلت‏:‏ سمع الكثير وأكثر الترحال وروى عن محمد بن حمدويه المروزي وأبي سعيد بن الأعرابي وطبقتهما‏.‏
وأبو نصر الكلاباذي الحافظ أحمد بن محمد بن الحسين - وكلاباذ محلّة ببخارى - صنّف رجال صحيح البخارى وغير ذلك‏.‏
وعاش خمسًا وسبعين سنة‏.‏
قال جعفر المستغفري‏:‏ هو أحفظ من بما وراء النهر اليوم‏.‏
قلت‏:‏ روى عن الهيثم بن كليب الشاشي وعبد الله الحسن بن هارون البغدادي ولي قضاء مدينة المنصور وقضاء الكوفة وأملى الكثير عن المحاملي وابن عقدة وطبقتهما‏.‏
قال الدَّارقطني‏:‏ هو في غاية الفضل والدين عالم بالأقضية عالم بصناعة المحاضر والترسُّل موفق في أحواله كلها رحمه الله‏.‏
والبافي أبو محمد عبد الله بن محمد البخاري الفقيه الشافعي ببغداد في المحرم تفقّه على أبي علي بن أبي هريرة وأبي إسحاق المروزي وهو من أصحاب الوجوه‏.‏
والببَّغاء الشاعر المشهور أبو الفرج عبد الواحد بن نصر المخزومي النَّصيبي مدح سيف الدولة ابن حمدان والكبار ولقّبوه الببغاء لفصاحته وقيل للثغة في لسانه‏.‏
وأبو القاسم بن الصيدني عبد الله بن أحمد بن علي روى مجلسين عن ابن صاعد وهو آخر الثقات في أصحابه وروى عن جماعة توفي في رجب ببغداد‏.‏

أرب جمـال 2 - 12 - 2009 07:50 PM

سنة تسع وتسعين وثلاثمائة فيها رجع الركب العراقي خوفًا من ابن الجراح الطائي فدخلوا بغداد قبل العيد وأما ركب البصرة فأخذه بنو زغب الهلاليون قال ابن الجوزي في منتظمه‏:‏ يأخذون للركب ما قيمته ألف ألف دينار‏.‏
وفيها توفي أحمد بن أبي عمران أبو الفضل الهروي الزاهد القدوة نزيل مكة روى عن محمد بن أحمد بن محبوب المروزيّ وخيثمة الأطربلسي وطائفة وصحب محمد بن داود الرّقي روى عنه خلق كثير من الحجاج‏.‏
وأبو العباس البصير أحمد بن محمد بن الحسين الرازي الأعمى الحافظ روى عن عبد الرحمن بن أبي حاتم واستملى عليه وسمع بنيسابور من أبي حامد بن بلال وطائفة‏.‏
وكان من أركان والنامي الشاعر البليغ أبو العباس أحمد بن محمد كان تلو المتنبي في الرتبة عند سيف الدولة وكان مقدّمًا في اللغة وله مع المتنبي معارضات ووقائع وطال عمره وصار شيخ الأدب بالشام روى عن علي ابن سليمان الأخفش والصُّولي وعاش تسعين سنة‏.‏
وأبو الرقعمق الشاعر صاحب المجون والنوادر أبو حامد أحمد بن محمد النطاكي دخل مصر ومدح المعزّ وأولاده والوزير ابن كلِّس‏.‏
وخلف بن أحمد بن محمد بن اللّيث البخاري صاحب بخارى ةابن صاحبها كان عالمًا جليلًا مفضلًا على العلماء وطبقته‏.‏
ومات شهيدًا في الحبس ببلاد الهند‏.‏
وأبو الحسن طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي ثم المصري شيخ الديار المصرية في القراءات ومصنف التذكرة رحل إلى البصرة وقرأ بها على صاحب أبي العباس الأشناني‏.‏
وبمصر على أبيه وأبي عدي عبد العزيز وغيره واحد‏.‏
وأبو مسلم الكاتب محمد بن أحمد بن علي البغدادي بمصر في ذي القعدة كان آخر من روى عن البغوي وابن صاعد وابن أبي داود وروى كتاب السبعة لابن مجاهد عنه وسمع بالجزيرة والشام والقيروان وكان سماعه صحيحًا من البغوي في جزء واحد وما عداه مفسود‏.‏
وابن أبي زمنين الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى المرِّي الأندلس الألبيري نزيل قرطبة وشيخها ومفتيها وصاحب التصانيف الكثيرة في الفقه والحديث والزهد سمع من سعيد بن فحلون ومحمد بن معاوية القرشي وطائفة وكان راسخًا في العلم مفننًا في الآداب مقتفيًا لآثار السلف صاحب عبادة وإنابة وتقوى عاش خمسًا وسبعين سنة وتوفي في ربيع الآخر‏.‏
ومن كتبه ‏[‏اختصار المدونة‏]‏ ليس لأحد مثله‏.‏
سنة أربعمائة فيها أقبل الحاكم - قاتله الله - على التألُّه والدين وأمر بإنشاء دار العلم بمصر وأحضر فيها الفقهاء والمحدّثين وعمر الجامع الحاكمي بالقاهرة وكثر الدعاء له فبقي كذلك ثلاث سنين ثم أخذ يقتل أهل العلم وأغلق تلك الدار ومنع من فعل الكثير من الخير‏.‏
وفيها توفي ابن خرشيذ قوله أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله ابن محمد بن خرشيذ قوله الأصبهاني التاجر في المحرم وله ثلاث وتسعون سنة دخل بغداد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وسمع من ابن زياد النيسابوري وابن عقدة والمحاملي وكان أسند من بقي بأصبهان رحمه الله‏.‏
وأبو مسعود الدمشقي إبراهيم بن محمد بن عبيد الحافظ مؤلف ‏[‏أطراف الصحيحين‏]‏ روى عن عبد الله بن محمد بن السقّا وأبي بكر المقرئ وطبقتهما وكان عارفًا بهذا الشأن ومات كهلًا فلم ينتشر حديثه توفي في رجب‏.‏
وأبو نعيم الإسفراييني عبد الملك بن الحسن راوي المسند الصحيح عن خال أبيه أبي عوانة الحافظ وكان صالحًا ثقة ولد في ربيع الأول سنة عشر وثلاثمائة واعتنى به أبو عوانة وأسمعه كتابه وعمّر وازدحم عليه الطلبة وأحضروه إلى نيسابور‏.‏
سنة إحدى وأربعمائة فيها أقام صاحب الموصل الدعوة ببلده للحاكم أحد خلفاء الباطنيّة لأن ر سل الحاكم تكرّرت إلى صاحب الموصل قرواش بن مقلَّد فأفسدوه ثم سار قرواش إلى الكوفة فأقام بها الخطبة للحاكم وبالمدائن وأمر خطيب الأنبار بذلك فهرب وأبدى قرواش بن مقلَّد صفحة الخلاف وعاش وأفسد فقلق القادر بالله وأرسل إلى الملك بهاء الدولة مع ابن الباقلاني المتكلم فقال‏:‏ قد كاتبنا أبا علي إلى عميد الجيوش في ذلك ورسمنا بأن ينفق في العسكر مائة ألف دينار وإن دعت الحاجة إلى مجيئنا قدمنا‏.‏
ثم إن قرواش بن مقلَّد خاف الغلبة فأرسل يعتذر وأعاد الخطبة العباسية ولم يحج ّ ركب العراق لفساد الوقت‏.‏
وفيها توفي عميد الجيوش أبو علي الحسين بن أبي جعفر وله إحدى وخمسون سنة كان أبوه من حجّاب عضد الدولة فخدم أبو علي بهاء الدولة وترقرقت حاله فولاه بهاء الدولة نائبًا عنه بالعراق فأحسن سياستها وحمدت أيامه وبقي عليها ثمانية أعوام وسبعة أشهر فأبطل عاشوراء الرافضة وأباد الحرامية والشطار وقد جاء في عدله وهيبته حكايات‏.‏
وأبو عمر بن المكوى أحمد بن عبد الملك الإشبيلي المالكي انتهت إليه رئاسة العلم بالأندلس في زمانه مع الورع والصيانة دعي إلى القضاء بقرطبة مرتين فامتنع وصنّف كتاب ‏[‏الاستيعاب‏]‏ في مذهب مالك في عشر مجلدات توفي فجأة عن سبع وسبعين سنة‏.‏
وأبو عمر بن الجسور أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الأموي مولاهم القرطبي‏.‏
روى عن قاسم بن أصبغ وخلق ومات في ذي القعدة وهو أكبر شيخ لابن حزم‏.‏
وأبو عبيد الهروي أحمد بن محمد المؤدب صاحب الغريبين أخذ عن الأزهري وغيره توفي في رجب‏.‏
وأبو بكر الحنّائي عبد الله بن محمد بن هلال البغدادي الأديب نزيل دمشق روى عن يعقوب الجصّاص وجماعةو وكان ثقة‏.‏
وعبد العزيز بن محمد بن النُّعمان بن محمد بن منصور قاضي القضاة للعبيدين وابن قاضيهم
وحفيد قاضيهم‏.‏
قتله الحاكم وقتل معه قائد القّواد حسين ابن القائد جوهر وبعث من حمل إليه برأس قاضي طرابلس أبي الحسين علي بن عبد الواحد البرّي لكونه سلم عزاز‏.‏
إلى متولّي حلب‏.‏
وأبو الفتح البستي علي بن محمد الكاتب شاعر وقته وأديب ناحيته‏.‏
وأبو الحسن العلوي الحسني النيسابوري محمد بن الحسين بن داود شيخ الأشراف سمع أبا حامد بن الشرقي ومحمد بن إسماعيل المروزي صاحب علي بن حجر وطبقتهما‏.‏
وكان سيّدًا نبيلًا صالحًا‏.‏
قال الحاكم‏:‏ عقدت له مجلس الإملاء وانتقيت له ألف حديث وكان يعدّ في مجلسه ألف محبرة توفي فجأة في جمادى الآخرة رحمه الله‏.‏
وأبو علي الخالدي الذهلي منور بن عبد الله الهروي‏.‏
روى عن أبي سعيد بن الأعرابي وطائفة قال أبو سعد الإدريسي‏:‏ كذَّاب روى عنه أبو قادم الغنودي وعبد الرحمن بن عبيد وكان ابن ميمون والحديث والصحيح أنه مات سرًا‏.‏
سنة اثنتين وأربعمائة فيها أذن فخر الملك أبو غالب الذي وليّ العراق بعد عميد الجيوش بعمل المأتم يوم عاشوراء‏.‏
وفيها كتب محضر ببغداد في قدح النسب الذي تدّعيه خلفاء مصر والقدح في عقائدهم وأنهم زنادقة وأنهم منسوبون إلى ديصان بن سعيد الخرَّمي إخوان الكافرين شهادة يتقرَّب بها إلى الله شهدوا جميعًا أن الناجم بمصر وهو منصور بن نزار الملقب بالحاكم حكم الله عليه بالبوار‏.‏
إلى أن قال‏:‏ فانه لما صار - يعني المهدي - إلى المغرب وتسمى بعبيد الله وتلقّب بالمهدي وهو مع من تقدّمه من سلفه الأنجاس أدعياء خوارج لا نسب لهم في ولد عليّ رضي الله عنه ولا يعلمون أن أحدًا من الطالبيين توقّف عن إطلاق القول في هؤلاء الخوارج إنهم أدعياء وقد كان هذا الإنكار شائعًا بالحرمين وأن هذا الناجم بمصر وسلفه كفّار وفسّاق لمذهب الثَّنويّة والمجوسية معتقدون قد عطّلوا الحدود وأباحوا الفروج وسفكوا الدماء وسبُّوا الأنبياء ولعنوا السَّلف وادّعوا الربوبية وكتب في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة وكتب خلقٌ في المحضر منهم‏:‏ الشريف المرتضي وأخوه الشريف الرضي وجماعة من كبار العلوية والقاضي أبو محمد بن الأكفاني والإمام أبو حامد الإسفراييني والإمام أبو الحسين القدوري وخلق‏.‏
وفيها عمل يوم الغدير ويوم الغار لكن بسكينة‏.‏
وفيها توفي الوزير أحمد بن سعيد بن حزم أبو عمر الأندلس والد العلامة أبي محمد كان كاتبًا
وأبو الحسين السوسنجردي أحمد بن عبد الله بن الخضر البغدادي المعدَّل‏.‏
روى عن ابن البختري وجماعة وكان ثقةً صاحب سنة‏.‏
وقاضي الجماعة أبو المطرّف عبد الرحمن بن محمد بن فطيس الأندلسي القرطبي صاحب التصانيف في ذي القعدة وله أربع وخمسون سنة سمع من أحمد ب عون الله وطبقته‏.‏
وكان من جهابذة المحدثين وحفاظهم جمع ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس وكان يملي من حفظه وقيل‏:‏ إن كتبه بيعت بأربعين ألف دينار قاسميّة ولي القضاء والخطابة سنة أربع وتسعين وثلاثمائة وعزل بعد تسعة أشهر وله كتاب‏:‏ ‏[‏أسباب النزول‏]‏ في مائة جزء وكتاب فضائل الصحابة والتابعين في مائتي جزء وخمسين جزءًا وقد ولي الوزارة أيضًا‏.‏
وعثمان الباقلاني أبو عمرو البغدادي الزاهد وكان عابدًا أهل بغداد في زمانه رحمه الله‏.‏
وأبو الحسن السامرِّي الرفّاء علي بن أحمد صالح ثقة‏.‏
روى عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي‏.‏
وأبو الحسن الدَّاراني علي بن دادو القطّان المقرئ حدّث عن خيثمة وقرأ علي ابن النضر الأخرم وولي إمامة جامع دمشق‏.‏
قال رشا بن نظيف‏:‏ لم ألق مثله حذقًا وإتقانًا في رواية ابن عامر وهو الذي طلع كبراء دمشق وطلبوه لإمامة الجامع فوثب أهل داريا بالسلاح ومانعوهم
وقالوا لا ندع لكم إمامنا حتى يقدم أبو محمد بن أبي نصر فقالوا‏:‏ أما ترضون أن يسمع الناس في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام فقالوا‏:‏ رضينا فقدّمت له بغلة القاضي فأبى وركب حماره وسكن في المنارة الشرقية وكان لا يأخذ على الصلاة ولا اٌراء أجرًا ويقتات من أرضٍ له رحمه الله تعالى‏.‏
وأبو الفتح فارس بن أحمد الحمصي المقرئ الضرير أحد أعلام القرآن أقرأ بمصر عن عبد الباقي ابن السقا والسامري وجماعة وصنّف ‏[‏المنشأ في القراءات‏]‏ وعاش ثمانيًا وستين سنة‏.‏
وابن جميع أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الغسّاني الصيداوي صاحب ‏[‏المعجم‏]‏ المرويّ‏.‏
رحل وكتب الكثير بالشام والعراق ومصر وفارس‏.‏
روى عن أبي روق الهزَّاني والمحاملي وطبقتهما ومات في رجب وله سبع وتسعون سنة وسرد الصوم وله ثماني عشرة سنة إلى أن مات‏.‏
وثّقه الخطيب‏.‏
وابن النجّار أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هارون التميمي الكوفي النحوي المقرئ آخر من حدَّث في الدنيا عن محمد بن الحسين الأشناني وابن دريد قال العتيقي هو ثقة توفي بالكوفة في جمادى الأولى‏.‏
وقال الأزهري‏:‏ كان مولده في سنة ثلاث وثلاثمائة في المحرم‏.‏
وابن اللّبان الفرضي العلامة أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن البصري روى سنن أبي داود عن ابن داسة وسمعها منه القاضي أبو الطيّب الطبري‏.‏
قال الخطيب انتهى إليه علم الفرائض‏.‏
وصنّف فيها كتبًا ومات في ربيع الأول‏.‏
وأبو عبد الله الجعفي محمد بن عبد الله بن الحسين الكوفي القاضي المعروف بالهرواني أحد الأئمة الأعلام في مذهب أبي حنيفة روى عن محمد بن القاسم المحاربي وجماعة‏.‏
قال الخطيب‏:‏ قال من عاصره بالكوفة‏:‏ لم يكن بالكوفة من زمن ابن مسعود رضي الله عنه إلى وقته أحد أفقه منه‏.‏
وقال لي العتيقي‏:‏ ما رأيت مثله بالكوفة‏.‏
قلت‏:‏ ولد سنة خمس وثلاثمائة وقد قرأ عليه غلام الهراس‏.‏
وأبو علي منتجب الدولة لولو السمراوي ولي نيابة دمشق للحاكم وعزل بعد ستة أشهر ولما همّوا بالقبض عليه من دار العقيقي وكان نازلًا بها عبأ أصحابه ووقع القتال بالبلد بين الفريقين إلى العتمة وقتل جماعة ثم طلع لولو من سطح واختفى فنودي عليه في البلد‏:‏ من جاء به فله ألف دينار فدلّ عليه رجل وحبس فجاء أمر الحاكم بقتله فقتل‏.‏
وابن وجه الجنة أبو بكر يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود القرطبي الخزاز شيخ ابن حزم روى عن قاسم بن أصبغ وطائفة وكان عدلًا صالحًا‏.‏
فيها أخذ الركب العراقي وتسمى نوبة واقصة نزل فليتة الخفاجي - قبحه الله - في ستمائة بواقصة فغوّر المياه وطرح الحنظل في الآبار فلما جاء الركب إلى العقبة حبسهم ومنهم العبور إلا بخمسين ألف دينار فخافوا وضعفوا وعطشوا فهجم الملعون عليهم فلم يكن عدهم منعة وسلّموا أنفسهم فاحتوى على الجمال بالأحمال واستاقها وهلك الركب إلا القليل فقيل إنه هلك خمسة عشر ألف إنسان فأمر فخر الملك الوزير علي بن مزيد فصار فأدركهم بناحية البصرة فظفر بهم وقتل طائفة كبيرة وأسر والد فليتة والأشتر وأربعة عشر رجلًا ووجدوا أموال الناس قد تمزقت فانتزع ما أمكنه فعطشوا الأسرى على جانب دجلة يرون الماء ولا يسقون حتى هلكوا‏.‏
وفيها توفي أبو القاسم إسماعيل بن الحسن الصرصري البغدادي سمع أبا عبد الله المحاملي وابن عقدة‏.‏
قال البرقاني‏:‏ ثقة صدوق وفيها ولي على أبو حامد الإسفراييني‏.‏
وبهاء الدولة السلطان أبو نصر بن السلطان عضد الدولة بن ركن الدولة بن بزيه الدَّيلمي صاحب العراق وفارس توفي بأرَّجان في جمادى الأولى وله اثنتان وأربعون سنة وكانت أيامه بضعًا وعشرين سنة ومات بعلَّة الصرع وولي بعده ابنه سلطان الدولة فبقي في الملك اثني عشر عامًا‏.‏
والحسن بن حامد أبو عبد الله البغدادي شيخ الحنابلة قال القاضي أبو يعلي‏:‏ كان ابن حامد مدرّس أصحاب أحمد وفقيههم في زمانه وله المصنفات العظيمة منها الكتاب الجامع نحو أربعمائة جزء في اختلاف العلماء وكان معظَّمًا مقدّمًا عند الدولة والعامة‏.‏
وقال غيره‏:‏ روى عن النجاد وغيره وتفقّه على أبي بكر عبد العزيز وكان قانعًا يأكل من النَّسخ ويكثر الحجّ فلما كان في هذا العام حجّ وعدم فيمن عدم إذ أخذ الركب‏.‏
والقاضي أبو عبد الله الحليمي الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الفقيه الشافعي صاحب التصانيف أخذ عن أبي علي القفّال والشاشي وسمع من محمد بن أحمد بن خنب وجماعة‏.‏
وهو صاحب وجه في المذهب توفي في ربيع الأول وله مخمس وستون سنة وكان إمامًا متقنًا‏.‏
وأبو علي الروذباري الحسين بن محمد الطوسي راوي السنن عن ابن داسة توفي في ربيع الأول أكثر عنه البيهقي ولي الحاكم وجده حسن‏.‏
وأبو الوليد بن الفرضي عبد الله بن محمد بن يوسف القرطبي الحافظ مؤلف تاريخ الأندلس‏.‏
قال ابن عبد البرّ‏:‏ كان فقيهًا عالمًا في جميع فنون العلم في الحديث والرجال قتلته البربر في داره‏.‏
وقال أبو مروان بن حيان‏:‏ وممن قتل يوم فتح قرطبة‏:‏ الفقيه الأديب الفصيح ابن الفرضي وواروه من غير غسل ولا كفن ولا صلاة ولم ير مثله بقرطبة في سعة الرواية وحفظ الحديث والافتنان في العلوم والأدب البارع ولي قضاء بلنسية و كان حسن البلاغة والخط‏.‏
قلت عاش اثنتين وخمسين سنة‏.‏
وأبو الحسن القابسي علي بن محمد بن خلف المعافري القيرواني الفقيه شيخ المالكية أخذ عن ابن مسرور الدباغ وفي الرِّحلة عن حمزة الكناني وطائفة وصنّف تصانيف فائقة في الأصول والفروع وكان مع تقدمه في العلوم صالحًا تقيًا ورعًا حافظًا للحديث وعلله منقطع القرين وكان ضريرًا‏.‏
وابن الباقلاني القاضي أبو بكر محمد بن الطيّب بن محمد بن جعفر البصري المالكي الأصولي المتكلم صاحب المصنّفات وأوحد وقته في فنه روى عن أبي بكر القطيعي و أخذ علم النظر عن أبي عبد الله بن مجاهد الطائي صاحب الأشعري و كانت له بجامع المنصور حلقة عظيمة‏.‏
قال الخطيب‏:‏ كان ورده في الليل عشرين ترويحة في الحضر والسفر فإذا فرغ منها كتب خمسًا وثلاثين ورقة من تصنيفه‏.‏
توفي في ذي القعدة ببغداد‏.‏
وأبو بكر الخوارزمي محمد بن موسى شيخ الحنفية ومن انتهت إليه رئاسة المذهب في
قال البرقاني‏:‏ يقول سمعته يقول‏:‏ ديننا دين العجائز ولسنا من الكلام في شيء‏.‏
وقال القاضي الصَّيمري‏:‏ ما شاهد الناس مثل شيخنا أبي بكر الخوارزمي من حسن الفتوى وحسن التدريس دعي إلى القضاء مرارًا فامتنع وتوفي في جمادى الأولى‏.‏
وأبو رماد الرَّمادي شاعر الأندلس يوسف بن هارون القرطبي الأديب أخذ عن أبي علي القالي وغيره وكان فقيرًا معدمًا ومنهم من يلقبه بأبي حنيش‏.‏
سنة أربع وأربعمائة فيها توفي أبو الفضل السليماني الحافظ وهو أحمد بن علي بن عمرو البيكندي البخاري محدّث تلك الديار طوَّف وسمع الكثير وحدّث عن عليّ بن إسحاق المادرائي والأصمّ وطبقتهما وجمع وصنّف وتوفي في ذي القعدة وله ثلاث وتسعون سنة‏.‏
وأبو الطيّب الصعلوكي سهل بن الإمام أبي سهل محمد بن سليمان العجلي النيسابوري الشافعي مفتي خراسان روى عن الأصم وجماعة‏.‏
قال الحاكم‏:‏ هو أنظر من رأينا تخرّج به جماعة‏.‏
وأبو الفرج النَّهرواني مقرئ بغداد عبد الملك بن بكران أخذ القراءات عن زيد بن أبي بلال وعبد الواحد بن أبي هاشم وطائفة وسمع من أبي بكر النجّاد وجماعة وصنّف في القراءات وتصدّر مدّة يحيى بن عبد الرحمن بن واقد القاضي القرطبي الأرج فيسر المعسر‏.‏
سنة خمس وأربعمائة فيها منع الحاكم بمصر النساء من الخروج من بيوتهنّ أبدًا ومن دخول الحمامات وأبطل صنعة الخفاف لهن وقتل عدة نسوة خالفهن أمره وغرّق جماعة عجائز‏.‏
وفيها توفي أبو الحسن العبقسي أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس المكّي العطّار مسند الحجاز في وقته وله ثلاث وتسعون سنة تفرَّد بالسماع من محمد بن إبراهيم الديبلي وغيره‏.‏
وأبو علي بن حكمان الحسن بن الحسين الهمذاني الفقيه الشافعي نزيل بغداد روى عن عبد الرحمن بن حمدان الجلاب وجعفر الخلدي وطبقتهما وعني بالحديث والفقه ضعَّفه الأزهري وأبو الحسن‏.‏
والمجبِّر أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصَّلت البغدادي روى عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي وأبي بكر بن الأنباري وجماعة كثيرة ضعّفه البرقاني وغيره وتوفي في رجب وله إحدى وتسعون سنة‏.‏
وبكر بن شاذان أبو القاسم البغدادي الواعظ الزاهد‏.‏
قرأ على زيد ابن أبي بلال الكوفي وجماعة‏.‏
وحدّث عن ابن قانع وجماعة‏.‏
قال الخطيب‏:‏ كان عبدًا صالحًا ثقةً‏.‏
توفي في شوال‏.‏
قلت‏:‏ قرأ عليه جماعة‏.‏
وأبو محمد بن الأكفاني قاضي القضاة عبد الله بن محمد الأسدي البغدادي حدّث عن المحاملي وابن عقدة وخلق‏.‏
قال أبو إسحاق إبراهيم ابن أحمد الطبري‏:‏ من قال إن أحدًا أنفق على أهل العلم مائة ألف دينار فقد كذب غير أبي محمد بن الأكفاني‏.‏
قلت‏:‏ ولي القضاء بالعراق سنة ست وتسعين وعاش تسعًا وثمانين سنة‏.‏
والإدريسي الحافظ أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الاستراباذي نزيل سمرقند ومحدثها ومؤرخها سمع الأصمّ فمن بعد وألّف الأبواب والشيوخ‏.‏
وأبو نصر بن نباتة عبد العزيز بن عمر بن محمد بن أحمد بن نباتة أحد شعراء العصر ببغداد ولد سنة سبع وعشرين وثلاثمائة ومدح الملوك والوزراء وله ديوان كبير‏.‏
قال رئيس الرؤساء‏:‏ ما شاهد ابن نباتة الشاعر أشعر منه وكان يعاب بكبر فيه‏.‏
وأبو القاسم عبد الواحد بن الحسين شيخ الشافعية بالبصرة وهو صاحب وجه في المذهب وعليه تفقه أقضى القضاة الماوردي ولا أعلم متى توفي‏.‏

وأبو بكر بن أبي الحديد محدث دمشق محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد السُّلمي الدمشقي المعدَّل‏.‏
روى عن أبي الدَّحداح أحمد بن محمد وأبي بكر الخرائطي وطائفة‏.‏
وكان ثقة نبيلًا جليل القدر عاش ستًّا وتسعين سنة‏.‏
والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبِّي الطهمان النيسابوري الحافظ الكبير ويعرف أيضًا بابن البيِّع ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة واعتنى به أبوه فسمّع في صغره ثم هو بنفسه وكتب عن نحو ألفي شيخ وحدّث عن الأصمّ وعثمان بن السمك وطبقتهما وقرأ القراءات على جماعة وبرع في معرفة الحديث وفنونه وصنّف التصانيف الكثيرة وانتهت إليه رئاسة الفن بخراسان لا بل في الدنيا وكان فيه تشيُّع وحطّ على معاوية‏.‏
وهو ثقة حجة‏.‏
توفي في صفر‏.‏
وابن كجّ القاضي أبو القاسم يوسف بن أحمد بن كج الدِّينوريّ صاحب الإمام أبي الحسن بن القطّان‏.‏
صنّف التصانيف وكان بعض الفقهاء يفضله على أبي حامد الإسفراييني وكان يضرب به المثل في حفظ مذهب الشافعي وكان أيضًا محتشمًا جوادًا ممدّحًا وهو صاحب وجه‏.‏
وقد قال له هه‏:‏ يا أستاذ الاسم لأبي حامد والعلم لك قال‏:‏ ذاك رفعته بغداد وحطتني الدِّينور قتل ليلة السابع والعشرين من رمضان رحمه الله تعالى‏.‏

فيها توفي الشيخ أبو حامد الإسفراييني أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد الفقيه شيخ العراق وإمام الشافعية ومن انتهت إليه رئاسة المذهب‏.‏
قدم بغداد صبيًا وتفقه على ابن المرزبان وأبي القاسم الداركي وصنّف التصانيف وطبّق الأرض بالأصحاب وتعليقته في نحو خمسين مجلدًا وكان يحضر درسه سبعمائة فقيه‏.‏
توفي في شوال وله اثنتان وستون سنة‏.‏
وقد حدّث عن أبي أحمد بن عديّ وجماعة‏.‏
والملك باديس بن المنصور بن بلَّكين بن زيري الصِّنهاجي المغربي متولّي أفريقية نصير الدولة واي للحاكم وعاش بضعًا وثلاثين سنة وكان ملكًا حازمًا شديد البأس إذا هزّ رمحًا كسره ومات فجأة وقام بعده ولده المعزّ‏.‏
وأبو علي الدقّاق الحسن بن علي النيسابوري الزاهد العارف شيخ الصوفية توفي في ذي الحجة‏.‏
وقد روى عن أبي عمرو بن حمدان وغيره‏.‏
وأبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري المفسّر صنّف في علوم القرآن والآداب وله كتاب ‏[‏عقلاء المجانين‏]‏ سمع من الأصم وجماعة‏.‏
وتوفي في ذي الحجة‏.‏
وأبو يعلى المهلَّبي حمزة بن عبد العزيز بن محمد النيسابوري الطبيب روى عن محمد بن أحمد

بن ددويه صاحب البخاري وأبي حامد ابن بلال وجماعة‏.‏
وتفرّد بالسماع من غير واحد توفي يوم النَّحر عن سنّ عالية‏.‏
وأبو أحمد الفرضي عبيد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي مسلم المقرئ شيخ بغداد‏.‏
قرأ على أحمد بن بويان وسمع من يوسف بن البهلول الأزرق والمحاملي‏.‏
قال الخطيب‏:‏ كان ثقة ديّنا ورعًا‏.‏
وقال العتيقي‏:‏ ما رأينا في معناه مثله‏.‏
وقال الأزهري‏:‏ إمام من الأئمة‏.‏
قلت‏:‏ عاش اثنتين وثمانين سنة‏.‏
وأبو الهيثم عتبة بن خيثمة بن محمد بن حاتم التميمي النيسابوري شيخ الحنفية بخراسان كان عديم النظير في الفقه والفتوى‏.‏
نفقه على أبي الحسين قاضي الحرمين وأبي العباس التبان وسمع لما حجّ من أبي بكر الشافعي وجماعة‏.‏
وولي قضاء نيسابور تسع سنين روى عنه ابن خلف‏.‏
وابن فورك الإمام المتكلم أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك الأصبهاني المتكلم صاحب التصانيف في الأصول والعلم‏.‏
روى مسند الطيالسي عن أبي محمد بن فارس وتصدّر للإفادة بنيسابور وكان ذا زهد وعبادة وتوسّع في الأدب والكلام والوعظ والنحو‏.‏
والشريف الرَّضي نقيب العلويين أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد الحسيني الموسوي البغدادي الشيعي الشاعر المفلق الذي يقال إنه أشعر قريش ولد تسع وخمسين وثلاثمائة وابتدأ بنظم الشعر وله تسع سنين وكان مفرط الذكاء له ديوان في أربعة مجلدات وقيل إنه أحضر في مجلس أبي سعيد السِّيرافي‏.‏
فسأله ما علامة النصب في عمر فقال‏:‏ بغض عليّ فعجبوا من حدة ذهنه ومات أبوه في سنة أربعمائة أو بعدها وقد نيَّف على التسعين وأما أخوه الشريف المرتضي فتأخر‏.‏


الساعة الآن 06:27 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى