منتديات المُنى والأرب - التثبت في نقل الأخبار ونقل المواضيع

بسم الله الرحمن الرحيم

( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)

أنقل بعض الكلمات من هذا الكتاب الغالي على قلبي جدا .. حلية طالب العلم للشيخ بكر بن ابوزيد رحمه الله ..
فهو أول كتاب بدأت أطلب العلم من خلاله عند مشايخنا حفظهم الله ..وتعلمنا منه كيف نجالس العلماء ونحترمهم ونقدرهم .. فمن إسمه فهو حلية نتحلى بها في طلب العلم لمن اراد طلب العلم :
((تحل بالثبات والتثبت، لا سيما في الملمات والمهمات، ومنه: الصبر والثبات في التلقي، وطي الساعات في الطلب على الأشياخ، فإن "من ثبت نبت"
قال: العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى شارحاً لكلامه"هذا أهم ما يكون في هذه الآداب هو التثبت فيما ينقل من الأخبار والتثبت فيما يصدر منك من الأحكام فالأخبار إذا نقلت فلابد أن تثّبت أولاً هل صحت عمن نقلت عنه أم لا ثم إذا صحت فلا تحكم حتى تثبت في الحكم ربما يكون الخبر الذي سمعته _ربما يكون_ مبني على أصل تجهله أنت فتحكم بأنه خطأ والواقع أنه ليس بخطأ ولكن كيف العمل في هذه الحال؟
العلاج أن نتصل بمن نسب إليه الخبر ونقول: نقل عنك كذا وكذا فهل هذا صحيح؟
ثم تناقشه فقد يكون استنكارك ونفور نفسك منه أول وهلة سمعته لأنك لا تدري ما سبب هذا المنقول ويقال:إذا علم السبب بطل العجب .
فلا بد أولاً:من التثبت ثم بعد ذلك تتصل نقل إليه وتسأله هل صح ذلك أو لا؟
ثم تناقشه فإما أن يكون هو على حق وصواب فترجع إليه أو يكون الصواب معك فيرجع إليه.))))
**********************
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في أصول التفسير : (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلّ)(المنافقون 8)
وفي صحيح البخاري "أن زيد ابن أرقم رضي الله عنه سمع عبد الله ابن أبى رأس المنافقين يقول ذلك ، يريد أنه الأعز ورسوله الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الأذل ، فأخبر زيد عمه بذلك فأخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فدعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم زيدا فأخبره بما سمع ثم أرسل إلى عبد الله ابن أبي وأصحابه ، فحلفوا ما قالوا ، فصدقهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأنزل الله تصديق زيد في هذه الآية فاستبان الأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
قال: الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:"هذا الحديث ينبغي ان يُتخذ أصلاً فيما ينقل وإلا فمن المعلوم أن عم زيد بن أرقم من الصحابة وهم عدول لكن أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يستثبت من الأمر وهكذا ينبغي للإنسان فيما ينقل إليه أن يتثبت فيه"
(شرح أصول في التفسير ص63 فوائد معرفة اسباب النزول)

　
************************************************

　
يقول فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ في شريط"نصيحة للشباب":
أما النقل بغير تثبت فالله جل وعلا كرّهه في قلوبنا بِجَعْل الناقل من غير تثبت فاسقاً، ويكفي في هذا ما يحمل القلوب على كرهه،فقال جل وعلا :{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا }-وفي القراءة الأخرى فَتَثَبَّتُوا- {أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}[الحجرات:6]، فجعل صفة الذي ينقل بلا تثبّت جعله فاسقا، وهذا مما جعل هذا الفعل يَكْرَهُهُ كل من في قلبه إيمان لأنه آمن ليخرج من الفسوق، ولهذا سبيل الخلاص من ذلك أن تنقل ما يُحتاج في نقله شرعا، وما لا يحتاج إليه فاكتمه، ومن حدث بكل ما سمع فهو أحد الكاذبين أو أحد الكاذبين «وكفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع» كما ثبت في الأحاديث، لهذا ما تسمعه يجب أن لا تنقله؛ لأنك قد تتعرض للإثم إلا في ما المصلحة الشرعية في نقله وما المصلحة الشرعية في نقله أحد ثلاث صور وهي الجائية في سورة النساء {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}[النساء:114]، فمن نقل قولا لا يريد به الصدقة بمفهومها الواسع، ولا يريد المعروف، ولا يريد به الإصلاح بين الناس فإنه ليس على خير بل هو آثم بما نقل وإن خرج سالما فإنه لا يخرج في المرة الأخرى سالما، ولهذا لكل محبّ لنفسه ولنجاتها ألاّ ينقل إلا ما هو يقين جدًّا مما سمع وما هو يقين ينقل منه ما هو داخل في أحد الثلاثة هنا قال (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ) هذه فيها خير الثلاث، وغيرها قد يكون مباحا وقد يكون إثما وهو الأكثر.

**************************

نقلها أخوكم منتصر
وسأبقى ناقلا للخير ما حييت