منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   حـكايـات عـربـيـة (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=17740)

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:10 AM

حـكايـات عـربـيـة
 
ظلمتنـي وظلمتـه

يُروى أن المأمون انحرف عن سهل بن هارون المشهور بالبلاغة والحكمة. فدخل عليه سهلٌ يوماً فقال:‏ ‏ يا أمير المؤمنين، إنك ظلمتني وظلمتَ فلاناً الكاتب.‏ ‏ فقال: ‏ ‏ ويلك! وكيف؟‏ ‏ قال: ‏ ‏ رفعتَه فوق قدره، ووضعتني دون قدري، إلا أنك له في ذلك أشد ظلماً.‏ ‏ قال المأمون: ‏ ‏ كيف؟‏ ‏ قال: لأنك أقمتَه مقام هُزْء، وأقمتني مقام رحمة. ‏
من كتاب "سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون" لابن نباتة. ‏





صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:14 AM

عبـد الله بـن الزبيـر

مر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بصبية يلعبون.‏ ‏ فلما رأوه فروا جميعاً، إلا غلاماً صغيراً بقي مكانه لم يبرحه.‏ ‏ فأقبل عليه عمر وسأله:‏ ‏ يا غلام، لـِمَ لـَمْ تفر كما فرَّ زملاؤك؟‏ ‏ فقال:‏ ‏ يا أمير المؤمنين، لم أرتكب ذنباً فأخافك، وليست الطريق ضيقة فأوسعها لك.

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:16 AM

عبد الملك بن مروان وامرأته

غَضِبَتْ عاتكة بنت يزيد على زوجها الخليفة عبد الملك بن مروان، وكانت أحبَّ خلق الله إليه. فَحَجَبَتْهُ وأغلقتْ بابها دونه. فشقّ ذلك عليه، وشكاه إلى خاصّته، وأعيته الحِيَل فيها، ولم يدر كيف يسترجع رضاها عنه.‏ ‏ فقال له عمرو بن هلال:‏ ‏ ما لي عندك إن رَضِيتْ عنك؟‏ ‏ قال عبد الملك:‏ ‏ ما تشاء.‏ ‏ فأتى عمرو بابها واستأذن. فلما أذنت له قال:‏ ‏ قد عَرَفْتِ مكاني من أمير المؤمنين، وقد وقع لي أمرٌ شنيع، فقد قَتَل أَحَدُ ابْنَيَّ الآخر، ويريد الخليفة أن يقتل الآخر به. وقد استعطفتُه وتوسَّلتُ إليه أن يعفو عنه حتى لا أفقد بموته ابنيّ معاً فلم يسمع قولي. وقد رجوتُ أن يُحْيي الله ابني على يديك. فقومي إلى أمير المؤمنين كلميه فيه وإلا قتله الساعة.‏ ‏ فاضطربتْ وقالت:‏ ‏ إني غَضْبَى عليه ولا أكلمه.‏ ‏ فبكى عمرو وقال: ‏ ‏ أفيموت ابني إذن؟! أفيموت ابنيَّ معاً؟!‏ ‏ ولم يزل بها حتى أشفقت عليه وقامت معه إلى عبد الملك، فأخذت برجله وقبّلتها، ورجته أن يعفو عن ابن عمرو.‏ ‏ قال عبد الملك:‏ ‏ هو لك وقد عفوت عنه.‏ ‏ ولم يبرحا حتى اصطلحا. فلما خرجت قال الخليفة لعمرو:‏ ‏ حُكمُك؟‏ ‏ قال: مزرعة بعبيدها وما فيها، وألف دينار.‏ ‏ قال:‏ ‏ ذلك لك.‏
من كتاب "ربيع الأبرار ونصوص الأخبار" للزمخشري.

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:17 AM

عجـائبُ طـبِّ الإفرنـج
من عجائب طب الإفرنج أن صاحب المُنَيْطِرَة (وهو منهم) كتب إلى عمّي يطلب منه إنفاذَ طبيبٍ يداوي مرضى من أصحابه. فأرسل إليه طبيبًا نصرانيًا يقال له ثابت. فما غاب عشرة أيام حتى عاد. فقلنا له:‏ ‏ ما أسرعَ ما داويتَ المرضى! ‏ ‏ قال: ‏ ‏ أَحْضَروا عندي فارسا قد طلعتْ في رجله دُمّلة، وامرأةً قد لحقها نشاف (مرض عقلي) فعملت للفارس لُبيخة. ففتحتُ الدّمّلة وصَلُحَت. وحميتُ المرأةَ ورطبتُ مزاجَها. فجاءهم طبيبٌ إفرنجي فقال لهم: ‏ ‏ هذا ما يعرف شيئًا، يداويهم؟ ‏ ‏ وقال للفارس: ‏ ‏ أيّما أحبُّ إليك: تعيشُ برجلٍ واحدة، أو تموتُ برجلين؟ ‏ ‏ قال: أعيش برجل واحدة. ‏ ‏ قال: أحضروا لي فارسًا قويًا وفأسًا قاطعًا. ‏ ‏ فحضر الفارسُ والفأسُ وأنا حاضر. فحطّ ساقه على قرمة خشب، وقال للفارس: أضرِب رجلَه بالفأس ضربةً واحدة تقطعُها. ‏ ‏ فضربه، وأنا أراه، ضربًة واحدة. فما انقطعت. فضربه ضربةً ثانية فسال مخُّ الساق ومات من ساعته. ‏ ‏ وأبصر المرأة فقال: ‏ ‏ هذه امرأة في رأسها شيطانٌ قد عشقها. احلقوا شعرَها! ‏ ‏ فحلقوه. وعادت تأكل من مآكلهم الثومَ والخَرْدَل، فزاد بها النّشاف. فقال: ‏ ‏ الشيطانُ قد دخل في رأسها. ‏ ‏ فأخذ الموسى، وشق رأسها صليبًا وسلخ وسطَه حتى ظهر عظمُ الرأس، وحكّه بالمِلح فماتت في وقتها. ‏ ‏ فقلت لهم: ‏ ‏ بقي لكم إليّ حاجة؟ ‏ ‏ قالوا: لا. ‏ ‏ فجئتُ وقد تعلمتُ من طبّهم ما لم أكن أعرفُه! ‏ من "كتاب الاعتبار" لأسامة بن منقذ.

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:19 AM

عَـدْلُ الوزيـر
كان أبو شجاع الهمذاني، وزيرُ الخليفة المقتدي، رجلاً ديِّنا كثير الخيرَ والبرّ والصدقة.‏ ‏ ومن مناقبه أنه لما وقعت الفتنُ بين السُّنَّة والشيعة بحيّ الكَرْخ ببغداد، تغاضى عن إراقة الدماء غاية التغاضي، حتى قال له المقتدي:‏ ‏ إن الأمور لا تمشي بهذا اللين الذي تستعمله، وقد أطمعت الناس بحلمك وتجاوزك. ولا بد من هدم دور عشرة من كبار أهل الكرخ حتى تقوم السياسة وتسكن هذه الفتن.‏ ‏ فأرسل الوزير إلى المحتسب، وقال له:‏ ‏ قد أمر الخليفة بهدم دور عشرة من كبار أهل الكرخ، ولا تمكنني مراجعته فيهم. وما آمن أن يكون فيهم بريء من إثارة الفتنة غير مستحق للمؤاخذة، أو أن تكون الدار ليست ملكاً له. فأريد أن تبعث رجالك إلى الحيّ وتشتري دور عشرة من كبار قاطنيه. فإذا صارت هذه الدور لي هدمتُها، وأسلم بذلك من الإثم ومن سخط الخليفة.‏ ‏ ونَقَدَه الثمن في الحال، ففعل المحتسب ذلك، ثم أرسل بعد ذلك مَنْ هدمها. ‏
من كتاب "الفخري" لابن طباطبا.


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:19 AM

عظـــات
قال حكيم أديب، وناصح أمين:‏ ‏ إِياك وصحبة الملوك، فإنك إن لازمتهم ملوك، وإن تركتهم أذلوك، يستعظمون في الثواب رد الجواب، ويستصغرون في العتاب ضرب الرقاب.‏ ‏ وقيل لحكيم من الذي لا يخاف أحداً؟‏ ‏ فقال:‏ ‏ الذي لا يخافه أحد، فمن عدل في حكمه، وكفَّ عن ظلمه، نصره الحق، وحسنت لديه النـُّعمى، وأقبلت عليه الدنيا، فتهنـَّى بالعيش، واستغنى عن الجيش، وملك القلوب، وأمن الحروب، وصارت طاعته فرضاً، وظلت رعيته جنداً، وإن أول العدل أن يبدأ الرجل بنفسه، فيلزمها كل خلة زكية، وخصلة رضية، في مذهب سديد، ومكسب حميد، ليسلم عاجلاً، ويسعد آجلاً. وأول الجور، أن يعمد إليها فيجنبها الخير، ويعوِّدها الشر، ويـُلبسها الآثام، ويغبغبها المدام، ليعظم وزرها، ويقبح ذكرها.

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:20 AM

عقـل راجــح

تحدث أحدهم، وكان يتلقى الأدب على "المبرد" فقال:‏ ‏ خرجت ذات مساء بعد أن انتهى الدرس من بيت المبرد فرأيت إنساناً أشعث، في أسمال بالية، ولما أن كدت أتجاوزه، أومأ إليَّ وبادرني بقوله..‏ ‏ "أنت تلميذ المبرد، وإنني أعلم أنه عقب إلقاء درسه اليومي، يختتم حديثه ببيتين من الشعر... فماذا كانا اليوم؟‏ ‏ فقلت بسرعة لأتخلص منه.‏ ‏ لقد ختم حديثه بهذين البيتين: أعــار الغيـثَ نائلــه إذا مـا مــاؤه نَفِــدا وإن أسـد شكـا جُبنـا أعـار فـؤاده الأسـدا وما إن انتهيت، حتى أسرع هذا بقوله:‏ ‏ لو أعار نائله للغيث، لأصبح بلا نائل، أي بخيل، ولو أعار الأسد فؤاده، لأصبح بلا فؤاد، فهل هذا مديح أم هجاء؟؟‏ ‏ فدهشت وقلت: "إذاً ماذا كان يقول؟" وكنت أريد إحراجه، فأجاب بعد تمعن وببطء: علم الغيث الندى حتى إذا ما وعاه علم البأس الأسد فـإذا الغيـث مقـرٌّ بالكرم وإذا الليــث مقـرٌّ بالجلــد وتركني مشدوهاً ومشى..

صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:21 AM

عـلاج الرمــد

أخبرنا الجمـّاز قال:‏ ‏ سمعتُ رجلاً يقول لآخر قد أصاب الرمدُ عينيه.‏ ‏ بأي شيء تـُداوي عينيك؟‏
‏ قال:‏ ‏ بالقرآن ودعاء الوالدة.‏ ‏
فقال:‏ ‏ اجعل معهما شيئا من الدواء.‏ ‏ ‏

من كتاب "أخبار الأذكياء" لابن الجوزي.


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:22 AM

علاج لسعة الزنبور
خبـّرني ثمامةُ عن أمير المؤمنين المأمون أنه قال:‏ ‏ قال لي بختيشوع بن جبريل الطبيب: إن الذباب إذا دُلـِك به موضعُ لـَسـْعةِ الزنبور سـَكـَن. فلسعني زنبور، فـَحـَكـَكـْتُ على موضعه أكثر من عشرين ذبابةً فما سـَكـَن إلا في قـَدْر الزمان الذي كان يسكـُنُ فيه من غير علاج. فلم يبق إلا أن يقول بختيشوع: كان هذا الزنبور حتفـًا قاضيـًا، ولولا هذا العلاج لقتلك!‏ ‏ وكذلك الأطباء: إذا سقـَوا دواء فضرّ، أو قطعوا عـِرْقـًا فضرّ، قالوا: أنت مع هذا العلاج الصـَّوابِ تجـِدُ ما تجد، فلولا ذلك العلاجُ كنتَ الساعةَ في نار جهنم! ‏ ‏ ‏
من كتاب "الحيوان" للجاحظ


صائد الأفكار 5 - 8 - 2011 02:23 AM

عِلـَّةُ خَلـْق الذّبـاب

قال معمر بن شبيب:‏ ‏ سمعتُ المأمون يقول للإمام الشافعي:‏ ‏ يا محمد، لأي علَّة خَلَق الله الذباب؟‏ ‏ فأطرق الشافعي ثم قال:‏ ‏ مَذَلَّةً للملوك يا أمير المؤمنين.‏ ‏ فضحك المأمون وقال:‏ ‏ رأيتَ الذّباب يسقط على خدّي؟‏ ‏ فقال : نعم ياأمير المؤمنين، ولقد سألتني وما عندي جواب، فلما رأيت الذبابة قد سقطت منك بموضع لا يناله من معه عشرة آلاف سيف وعشرة آلاف رُمح انفتح لي فيها الجواب!
من كتاب "مناقب الشافعي" لأحمد بن الحسين البيهقي.





الساعة الآن 06:00 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى