أفعال المدح والذم
1- أفعال المسموعة وإعرابها
2- الأفعال المقيسة
حين تعبر العرب عن المدح والذم تعبيراً لا يخلو من التعجب، تصوغ له أفعالاً منقولة عن بابها لأَداء هذا المعنى الجديد، على صيغ خاصة لا تتغير، ولذلك كانت هذه الأفعال كلها أفعالاً جامدة لا مضارع لها ولا أمر. وهي صنفان:
أ- الصنف الأول: نعم وبئس وساء، وحبذا ولا حبَّذا.
فأما نعم وبئس ففعلان جامدان مخففان من (نَعِم، وبَئِس)، و(ساءَ) أَصلها من الباب الأَول (ساءَ يسوءُ) وهو فعل متعدٍ، فما نقلوه للذم إلى باب (فَعُل): جمُدَ وأَصبح لازماً بمعنى بئس. والتزمت العرب في فاعل نعم وبئس أَن يكون أحد ثلاثة:
1- محلىًّ بـ(أَل) الجنسية، أو مضافاً إلى محلىًّ بها، أَو مضافاً إلى مضاف إلى محلىًّ بها: نعم الرجل خالد، نعم خلقُ المرأَة الحشمة، بئس ابن أخت القوم سليم.
2- أَو ضميراً مميزاً (مفسراً بتمييز): نعم رجلاً فريد، وساءَ خلقاً غضبك.
3- أَو كلمة (ما) بئس ما فعل جارك: ساءَ ما كانوا يصنعون. والمرفوع بعد الفعل والفاعل هو المخصوص بالمدح أو بالذم، إذ معنى (نعم الرجل خالد) أَن المتكلم مدح جنس الرجال عامة (وفيهم خالد طبعاً) ثم خص المدح بـ(خالد) فكأَنما مدحه مرتين. ويعرب المخصوص بالمدح أَو بالذم خبراً لمبتدأ محذوف وجوباً تقديره (هو)، أو (الممدوح أو المذموم)، وكأَن الكلام جوابٌ لسائلٍ سأَل (من عنيت بقولك: نعم الرجل؟). أَما إذا تقدم المخصوص على جملة المدح مثل (خالد نعم الرجل) فيعرب مبتدأً والجملة خبره.
وأَما حبذا: فـ(حَبَّ) فعل ماض جامد و(ذا) اسم إشارة فاعل، والمخصوص بالمدح، خبر لمبتدأ محذوف وجوباً تقديره (هو)، ولا يتقدم على الفعل، ولا يشترط أَن يكون أَحد الثلاثة الماضية في فاعل نعم، فيجوز أَن تقول لا حبذا خليل، وإِذا اتصل بها فاعل غير (ذا) جاز جره بالباءِ الزائدة: أَخوك حَبَّ به جارا.
ب- الصنف الثاني: كل فعل قابل للتعجب يمكن نقله إلى الباب الخامس (فعُل يفعُل) إذا أُريد منه مع التعجب المدحُ أَو الذم. ففعل (فهِم يفهَم) من الباب الرابع (فهم الطفلُ المسأَلة)، أَما إذا زاد فهمه حتى صار يُتَعجَّب من سرعته وأَردنا مدحه قلنا (فهُم الطفل) بمعنى أَن الفهم صار ملكةً فيه وغريزة ثابتة، لأن الباب الخامس خاص بالغرائز مثل: (المحسنتان نبُلتا فتاتين). وإذا أَخبر إنسان بخلاف الواقع قلنا ((كذَب في خبره))، أَما إذا صار الكذب غريزة له ونبغ فيه وأَردنا التعجب من ملازمته له مع ذمة قلنا ((كذُب)). والمعتل اليائي يحول إلى الواو إِذا نقلناه إلى باب ((كرُم)) للمدح أَو الذم: (هَيُؤَ صالحٌ) بمعنى صار ذا هيئة حسنة.
الشواهد
- أ -
1- {ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا}
زهيرٌ، حسامٌ مفرد من حمائل
2- فنعم ابن أُخت القوم غيرَ مكذَّب
أبو طالب
فنعم المرءُ من رجل تهامي
3- تخَيَّرَه فلم يعدِلْ سواهُ
الأسود الليثي
4- ((من توضأَ يوم الجمعة فبها ونعمتْ، ومن اغتسل فالغسل أَفضل))
حديث شريف
5- {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمّا هِيَ} الأَصل فنعم ما هي
[البقرة: 2/271]
على كل حالٍ من سحيل ومبرم
6- يميناً لنعم السيدان وجدتما
زهير
السحيل الخيط المفتول، أراد على كل حال من سهل وصعب.
إذا ذكرت ميُّ فلا حبَّذا هيا
7- أَلا حبَّذا أَهل الملا، غير أَنه
ذو الرمة
وحَب بها مقتولة حين تقتل
8- فقلت اقتلوها عنكمُ بمزاجها
للأَخطل يصف الخمرة
- ب -
وَفْوا، وتواصَوْا بالإِعانة والصبر
9- أَلا حبذا قوماً سُليمٌ، فإِنهم
كلاهما غيث وسيف عضب
10- نعم امرأَيْن حاتم وكعب
ولا حبذا العاذلُ الجاهلُ؟
11- أَلا حبذا عاذري في الهوى
وحينئذ يلازم الفعل الإفراد مهما يكن المخصوص بالمدح أو الذم مثل: نعم رجليْن خالدٌ وفريد، نعمتْ أو نعم طالباتٍ هندٌ ودعد وسعاد. بئس أخلاقاً الكذبُ والغدر والغش، فالتمييز حينئذ هو الذي يطابق المخصوص تثنيةً وجمعاً.
مما استوفى الشروط المذكورة في باب التعجب.

تدريبات على الإعراب:إعراب أمثلة تتعلق بأفعال المدح والذم

الجملة 1 :نعم الخلق الصبر .
نعم : فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتح
الخلق: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة
والجملة الفعلية في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ
الصبر : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
تنبيه :
يمكن إعراب الجملة بطريقة أخرى.
نعم : فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتح
الخلق: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الصبر : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الجملة 2 : بئس الخلق الكذب.
نفس إعراب الجملة السابقة غير أن بئس هو فعل ماض لإنشاء الذم
الجملة 3 : حبذا التلميذ أمين .
حب : فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتح .
ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل
والجملة الفعلية في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ
التلميذ :بدل مرفوع وعلامة رفعه الضمة
أمين : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الجملة 4 :نعم من تصاحبه الوفي .
نعم : فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتح
من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل
تصاحبه : تصاحب فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة
والفاعل ضمير مستتر تقديره هو
وهاء الغائب ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به
والجملة الفعلية (تصاحبه) صلة موصول لا محل لها من الإعراب
والجملة الفعلية (نعم من تصاحبه) في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ
الوفي : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
الجملة 5 :ساء خلقا الغضب .
ساء : فعل ماض جامد لإنشاء الذم مبني على الفتح
وفاعله ضمير مستتر تقديره هو
خلقا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة
الغضب: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الجملة 6 : كان محمد نعم الرجل.
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح
محمد : اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة
نعم : فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتح
الرجل : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة
والجملة الفعلية (نعم الرجل) في محل نصب خبر كان
الجملة 7 :زارنا ضيف ونعم الزائر.
زارنا : زار فعل ماض مبني على الفتح
و(نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به
ضيف : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الواو : استئنافية
نعم : فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتح
الزائر : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة
والجملة الفعلية (نعم الزائر) في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ المحذوف تقديره (الضيف)
أي : زارنا ضيف ونعم الزائر الضيف.
الجملة 8 : نعم ما قلته.
نعم : فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتح
ما: نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع فاعل
قلته : قلت فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء
والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل
وهاء الغائب ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به
والجملة الفعلية (قلته) صلة موصول لا محل لها من الإعراب
الجملة 9 : الصبر نعم الخلق.
الصبر : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
نعم : فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتح
الخلق: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة
والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ