منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   سِير أعلام وشخصيات (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=57)
-   -   الشاعر بول فاليري وعشيقاته (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=1307)

قلب., 18 - 11 - 2009 12:34 AM

الشاعر بول فاليري وعشيقاته
 



http://www.alimbaratur.com/All_Pages...f/Tuqus_39.jpg


مُلهمات فاليري وعشيقاته




عُرف عن الشاعر الفرنسي الكبير بول فاليري رغبته الجامحة في المحافظة على صورة الشاعر الاسطورية المكرّسة في حياته التي عمل كثيراً لتوازنها، فكان يصرّح في كتاباته وخاصة في مذكراته الخاصة انه من الشعراء العصاميين الذين وضعوا الكلمة في المرتبة الأولى وجعلوا كل شيء يأتي أو يحل وراءها: في كل صباح كان اليري يستيقظ مع الفجر ويجلس أمام طاولته ليدوّن كل ما يدور في رأسه من أفكار ومن أحاسيس تتعلق مباشرة بفكره وعقله: أفكار منظمة وأخرى عشوائية كان يعمل على التقاطها صباحاً "وكأنها سيل أو مطر من النجوم أو النيازك الساحبة والهاطلة فينظمها في دفاتره" المعروفة التي دوّن فيها طوال حياته ووصل عددها الى ثمانية، واليوم يصدر "الدفتر رقم 9": أو "الدفاتر الخاصة بمرحلة 1894 ـ 1914" عن دار غاليمار. اما الباحث الفرنسي فرانسوا برنار ميشال فوضع دراسة عنوانها: "احذروا الحب: ملهمات ونساء بول اليري" وصدر في باريس عن دار "غراسيه" ويحمل جديداً قد تضيء الصحافة عليه باسهاب إذ يتعلق بموضوع الحب الذي عرف اليري كيف يتركه غامضاً ملتبسا وبعيداً عن الإعلام. وصورة اليري العاشق غير واضحة تماماً لانه كان من الادباء المفكرين الذين غاصوا على جميع أنواع الفنون والكتابات ولم تكن حياته العاطفية على المحك: ومع ان الفرنسيين اعتبروه في بداياته من تلامذة مالارميه أو بكل بساطة الشاعر الذي سيرث عظمة مالارميه في كتابة الشعر الصعب والمبهم والمليء بالرموز والايحاءات و"الفذلكات" اللغوية التي لا يمكن ان يفهمها إلا القارئ المتمرس، فإنه تحوّل في عزّ مجده الشعري الى دراسة الرياضيات والعلوم وبعدها الى البحث جدياً عن معنى الإبداع الفني في دراسات عميقة كان أهمها: "مدخل الى أسلوب ليوناردو دافنتشي" عام 1895، وبحث ايضاً في الفلسفة والفكر في "سهرة مع السيد تاست" عام 1896، ليعود الى الشعر مدججا بأسلحة العقل التي اعتبرها أقوى سلاح يعود به الى رهافة الشعر، فكتب "بارك الشابة" وهو أشهر كتبه عام 1917. اليري المفكر والباحث والشاعر والمنظّر في اللغة وفي الموسيقى والتشكيل والعلوم أنهى حياته في كتابة "منوعات" ما بين 1924 و1944 وايضاً "الروح والرقص" حيث الحوارات الفلسفية على أشدّها على طريقة سقراط وترك المؤلف "فاوست كما اراه" نُشر بعد رحيله. اما دفاتره فكانت مختبره الخاص حيث التجارب الشعرية والعلمية والفكرية على أشدّها في كل هذا، لم يبق من حيّز لترصّد فصول حياته الشخصية أو بالتحديد حياته العاطفية. هذا ما يحاول قوله فرنسوا برنار ميشال في كتابه "احذروا الحب: ملهمات ونساء بول اليري".
تفاصيل
وأهمية الكتاب انه يدخل في تفاصيل دقيقة مع أسماء وحكايات لنساء احبهن اليري. ومن المعروف ان الشاعر وُصف بتكتمه على قصص الحب التي عاشها وشبهه البعض باللعبة الروسية أو مجموعة الدمى التي تدخل الصغيرة في قلب الأكبر منها لنحصل على دمية واحدة كبيرة في احشائها مجموعة من الدمى المكتومة والساكنة.
هكذا كان اليري ولم يفصح يوماً عن مشاعره مباشرة، تلك الداخلية الرقيقة والسريعة العطب، لكنه كان حريصاً على إبراز الخارجية منها، أو الوجه الاجتماعي الذي يتقن القول الجميل والشجاع والذي فخرت بلاده به، كذلك كل معارفه وأصدقائه، فكان يُعرف بزياراته العديدة الى الصالونات الادبية وايضاً كان يعرف بحرصه على اخفاء وجه اليري الحقيقي لإظهار آخر صنعه بيده وبفكره: اليري الروح لا الغريزة، اليري النفس لا الجسد. وما يسرده هذا الكتاب الجديد هو قصص حب اليري التي يبدو فيها عاشقا كبيراً ومتمرسا.
اما النساء وهن عديدات منذ نعومة مشاعره المراهقة الى رحيله: السيدات: س.ك. ن.ر. ج.ف... كلهن كتب اليري مستخدماً الحرف الأول من اسم كل واحدة حفاظاً على مشاعرهن أو تكتماً وسرية ترضي غروره. في مطلق الأحوال مع كتاب "احذروا الحب..." صارت لهن اسماء: البارونة الشابة في مونبولييه التي الهبت اعوامه العشرين و"جعلت مسار عمله وفكره يتوقف بسبب الحمى الجارفة..." فرفضها وابتعد عنها معتبراً ان عالمها قد يؤخره عن النجمة أو "نجمة الشعر" التي كان يسعى اليها، فهجر "مدام دو رويرا" ليقع في احضان "باث" فتاة السيرك التي كان يراقبها تؤدي ألعابها الخطيرة فوق حصان أبيض ولم يجرؤ أيضاً على الاقتراب أكثر منها، فكان لها كل حبه الأفلاطوني.
زواج
مع اقترابه من الثلاثين، قرر فاليري الزواج وكانت زوجته جانين كوبيلار الخيار المناسب اذ تنتسب الى مجتمع راق في باريس وهي قريبة الرسام ادوار مانيه، فكان شهود زواجه منها الرسام دوغا والشاعر مالارميه: "شعر بالفخر أن يجتمع الفن والشعر في حفل زواجه. وماذا يمكن ان يرغب اكثر من المجتمع الفني والبورجواي؟"... لم يقل الشاعر يوماً ان زواجه كان نتيجة حب مجنون بل اعترف ان عقله كان راضياً عن المرأة التي عرفت كيف تحصّن قلعته أو صومعته وبقيت حريصة عليه كل العمر. وبما أن هذه المرأة كانت بعيدة عن الاعلام ورضيت أن تبقى في الكواليس طوال حياتها، لم تكن معروفة في الوسط الفني واختصرت قصتها في قصة حبه الطويلة على انها اعطته ثلاثة اولاد.
أما كاترين التي احبها فاليري بعد عشرين عاماً على زواجه وكان على مشارف الخمسين فالتقاها في صالون ادبي في باريس كانت مطلقة، مثقفة ومتحررة وعاش معها تجربة الحب الأولى بعنى الشغف والمشاجرات والمصالحات والهجر والعودة الى أن افترقا بعد ثمانية اعوام نهائياً. كان فاليري ينوي الاستراحة من صخب هذه العلاقة وقرر اعتزال الحب حين وقع تحت تأثير رينيه فوتييه الشابة ومعها عاش عذابات كبيرة حين هجرته لأنها فضلت شبابها على شهرته. في تلك المرحلة انتكس فاليري نفسياً وصحياً وعذبه الحب الى حدّ الألم للمرة الأولى حسب اعترافه وكان على مشارف الستين، وكتب في حينه "الفكرة الثابتة".
أما علاقته مع اميلي نوليه المدرّسة الشابة القادمة من بروكسل لم تثمر بل كانت ولفترة قصير ة جداً تعويضاً عن الخسائر التي تركتها في روحه رينيه فوتييه بعد هجرها له.
الحب الأخير
أما حبه الأخير الذي وصفه المؤلف فرنسوا برنار ميشال على أنه كان "نصف خلاص، نصف غرق" فبدأ حين كان فاليري في السابعة والستين وعاشه مع جان لوفيتون تلك المرأة الشابة والثرية والصلبة التي كانت تمتلك داراً للنشر وتمارس سلطتها في شوارع باريس وبالتحديد في أماكن النشاطات الثقافية. من أجلها كتب فاليري نحو الألف رسالة قبل ان تخونه ثم تهجره لتتزوج من روبير دونويل. هذه النهاية لحبه الأخيرة عطلت مشاعر فاليري وأدخلته النفق الأخير من حياته حيث الوحدة وحيث "ألقى سلاحه ووافق صديقه باسكال في كلمته: للقلب أسباب لا يفهمها العقل". هنا وعند هذا الحد، بول فاليري لم يعد بول فاليري: هذا ما يدعونا اليه بالتحديد هذا الكتاب، وأذا قد يعتبره البعض مرتكزاً على إظهار ضعف وهفوات القلب لدى الشاعر، فهو يعزز مكانته في خانة المطعونين بالحب والخيانة والهجر الذين كتبوا للقلب بنفس العظمة التي صوروا فيها أفكارهم وعقولهم النيرة.


منقوووووووووول

صائد الأفكار 20 - 11 - 2009 10:23 PM


أرب جمـال 26 - 2 - 2010 04:09 PM

مشكوره عزيزتي على الطرح
يعطيك العافية

حيفا 10 - 7 - 2010 03:09 AM

طرحك في منتهي الروعه والفائده



كل الشكر و التقدير لك على جهودك



ودمت بكل خير

بلا عنوان 8 - 9 - 2010 09:30 PM




B-happy 12 - 11 - 2010 01:25 PM


طرحك في منتهي الروعه والفائده


كل الشكر و التقدير لك على جهودك

ودمت بكل خير


الساعة الآن 03:18 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى