منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الجغرافيا والظواهر الطبيعية (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=43)
-   -   وادي ميزاب في الجزائر (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=1849)

المُنـى 24 - 11 - 2009 11:35 PM

وادي ميزاب في الجزائر
 
وادي ميزاب في الجزائر :

http://www.echoroukonline.com/ara/th...article_medium

يقع في جنوب الجزائر في شمال الصحراء الكبرى في ناحية تسمى الشبكة وهي منطقة جميلة تتخللها أودية ويبعد ميزاب عن مدينة الجزائر بثلاثمائة وعشرين ميلا ونصف الميل (600 كيلومتر) ، ويتكون وادي ميزاب من سبع مدن، خمسة منها متجاورة: وهي العطف، بنورة، مليكة، بني يزقن، وغرداية، واثنتان تبعدان عن المجموعة بعض البعد هي مدينة بريان التي تبعد عنها بأربعة وعشرين ميلا (50 كيلومتر) وهي في شمالها الشرقي، ومدينة القرارة البعيد عن أخوتها بأربعين ميلا ونصف الميل (100 كيلومتر) وهي في شرقها.

والشبكة عبارة عن نجد من الجلاميد تخترقها الأودية الضيقة تبلغ مساحتها 8000 كلم على مسافة 110 كلم من مدينة الأغواط وقد استطاع الميزابيون أن يحولوا تلك الجلاميد إلى بساتين ومزارع، ويؤسسوا بها المدن وقد سكنوا في أول أمر الخيام ثم إن الرئيس خليفة بن أبغور أسس مدينة العطف سنة 402 هـ.

لنرجع أسماء هذه القرى الأسماء التي ينطق بها باللغة البربرية يقول مؤرخ التاريخ الشيخ سليمان داود بن يوسف في كتابه حلقات من تاريخ المغرب الإسلامي صفحة 233 و 234 "...أننا نقول للمنطقة (أغلان) ومعناها مجرى الوادي و(تغرداية) بالغة البربرية ناحية عمرت من ساقية. أتتها من أغلان وكلمة أغلان وتغردايت بهذا المعنى لا يزال يستعمل في المغرب وفي ليبيا فإن العالم الجليل أبوبكر بن العربي رقن في أغلان بناحية فاس الاسم ظاهر وواضح لا إشكال فيه ولا غموض وننتقل إلى مليكة وتزيح الستار حتى لا يكون الاسم يذل على امرأة مجهولة فنرجع إلى الأصل وهو ما تعبر به (أتمليشت) وهو إسم لقبيلة من قبائل واسين مشهورة في التاريخ وتوجد في بلاد القبائل قبيلة تحمل هذا الاسم إلى الآن وكذلك بأوراس وينطق بها بالعربية امليكش حذفوا منها الحرف الأخير وهو الشين فابعدوها عن معناه الحقيقي وعليه أن يصحح إسم للبلدة كما تنطق الآن (أمليكش) وبالعربية أمليكش كما هو موجود في كتب التاريخ وننقل إلى بني يزقن ونضحك على من يقول جاز أحد على أناس يبنون فقال لهم ابن واسكن فصارت بن بن يسكن ومن المضحك أن تسمى بكلمة عابر سبيل والإسم ظاهر وهو ما نسميه الآن (آت ايزجن) وهو إسم لقبيلة من بني واسين مشهورة جدا وتستحق أن تسمى بها بلدة العلماء وينطق بها بالعربية بنو يسقن أو بنو مسقن وهي بنيت وهران بامر من الأمير الأموي سنة 290هـ واستولت على وهران سبعة سنين كما نص عليه أكثر المؤرخين أما بنورا فأن خرافتها ظاهرة البطلان وهي سميت بامرأة تبيع النورة والإسم واضح وهي إسم لقبيلة مشهورة وهي القبيلة الموجودة عندنا تسمى بالعربية بنورا نسبة إلى ورو بن سعيد بن بلفول ويقابلها (آت ويرو)…أنه يوجد بناحية الجلفة مكان يسمى بويروا إسم لهذه القبيلة ونتنقل إلى العطف (تاجنينت) وقد اشد الشعراء بمدحها من ذلك ما يقول الشيخ محمد بن سليمان في قصيدة طويلة لو سويت بين القرى لوجدت: حازت الفضل عنهن تجنينات وهناك قصائد في مدحها باسم العطف من أروعها القصيدة التي انشدها الشاعر الكبير محمد الرحالة المصري الذي زارها سنة 1913 فاعجب بها وبذويها.



والآن نخرج من أغلان إلى بريان وفي تسميتها خرافة كسابقتها وهي أن راعيا حفر بئرا للشرب لماشيئه واسماه ريان فسميت به البلدة الاسم ظاهر على أن تسمية ريان غير موجود ويرنيان إسم لقبيلة من زناته موجودة بهذه النواحي حسبما نص عليه المؤرخون ونسافر من هنا إلى القرارة وهي كذلك إسم مأخوذ من زقرارة قبيلة من زناته وعندنا ناحية بالعطف تسمى بهذا الاسم فنقول (ءات اوزجرار) ولا تزال بعض العائلات تحمل هذا الاسم في بن يسقن وغرداية ولابد من الاعتقاد ان بريان والقرارة كانت عامرة قبل هذه القرى الموجودة الان وقد أصابها تخريب ابن غانية وسماها السلطان أبو حمو عندما مر بها في رحلته القصور الحمراء".

النسبة إلى ميزاب :

لفظ ميزاب اسم آلة وزوب الماء أي انحداره وانصبابه كالميزان آلة الوزن جرى تسمية آهل القرى السبع ببني ميزاب ذلك نسبة إلى ميزاب الكعبة.

قال قطب الأئمة الشيخ الطفيش الحاج محمد بن يوسف في رسالته المطبوعة: (فالمزابي اسم تأهل له كل اباضي وهبي من آهل الدعوة ولو من عمان وذلك انهم كلهم يقفون في الطواف تجاه ميزاب الكعبة للدعاء ولا يقف في ذلك سواهم من آهل المذاهب الأخرى أو لان أبا بلال مرداس بن جدير دخل الحجر الحطيم في ليلة مقمرة صاحية يدعو الله ان يظهر دينه فقطرت عليه قطرة من الميزاب بلا سحاب وهو تحته علامة لإجابة الدعاء وكان يدعو جاهرا راغبا فسمعه آهل الطواف فأمنوا على دعائه والوجه الأول اعظم شهرة لكثرة فاعليه وتكرره، والذي يطمئن إليه القلب ان ميزاب اسم لذلك الوادي بعينه وما روي لأبي بلال مرداس فيه غموض والوقوف تجاه ميزاب الكعبة مقطوع به. .( فالأقرب إلى الصواب ما رواه ابن خلدون بأن مصاب بن بادي انتقل إلى الوادي لأسباب سياسية فتناسل فيه فسمي باسمه (واد مزاب) أبو حمو بن بادي ملك تلمسان).


من هم بني ميزاب ؟ :

يقول شيخ سليمان داود بن يوسف: "بني مصعب هم السكان الأصليين القدامى ويمثلون الأغلبية الساحقة موجودون قبل بني رستم وهم اباضية تابعون لدولة بني عمومتهم بني يفرن الأباضية بتلمسان وقد أسست هذه الدولة قبل تأسيس دولة بني رستم. وكذلك توجد في وادي ميزاب عائلات إلتجأت من تيهرت بعد سقوط دولة بني رستم إلى ميزاب وهناك بعد عائلات قدمت من وارجلان بعد تخريب ابن غانية لها وافساد نظام الري فصارت وارجلان قبرا بعد أن كانت عامرة زاهرة وهناك عائلات معروفة قدمت من جبل نفوسة ومن جربة في عصور مختلفة معروفة".

يقول أبن خلدون : "بنو يفرن هؤلاء من شعوب زناتة واوسع بطونهم وهم عند نسابة زناتة بنو يفرن بن يصلتين بن مسر بن زاكيا بن ورسك بن الديرت ابن جانا وأخوته مغرواة وبنو يرنيان وبنو واسين من ذريتهم بنو زيان ملوك تلمسان".

يقول في صفحة 12 من الجزء السابع ط دار الكتاب "ومن بني واسين هؤلاء بقصور مزاب على خمس مراحل من جبل تيطري في القبلة بمادون الرمال وهذا الأسم للقوم الذين اختطوها ونزلوها من شعوب بني بادين وسكانها لهذا العهد شعوب بني بادين من بني عبد الوادى وبني توجين ومصاب وبني زروال فيمن يضاف إليهم من شعوب زناته وأن كانت شهرتها مختصة بمصاب ومنهم بجبل أوراس طائفة معروفون بين ساكنيه".

http://k53.pbase.com/o4/91/213491/1/...w_DxOcopie.jpg

الدولة الرستمية :

قد أفلح عبد الرحمن بن رستم سنة 160هـ، في تأسيس أول دولة جزائرية إسلامية، واتخذ تاهرت عاصمة لها، وهو يعد تلميذا من تلاميذ أبي عبيدة وأحد حملة العلم عنه.

والجدير بالملاحظة أن هذه الدولة الفتية قد التزمت بالكتاب والسنة وأثر السلف الصالح، حيث تركت المدارس الفكرية المتعارضة مع مذهبها الإباضي، مادمت أن هذه المذاهب تنطلق من مصدر واحد وهو الكتاب والسنة، وهي تعتقد أن الاختلاف الفكري أمر واقع بالضرورة فلا يمكن إزالته، لأن هذه الصورة تعقم الاجتهاد الفكري، وهذا في نظرها يتنافى كل النفي مع حرية العقيدة وأخلاق الإسلام.

إلا أن هذه الحرية الاعتقادية قد استغلها الخصم أي استغلال، فعجلت بسقوط الدولة الإباضية سنة 296هـ مع عوامل أخرى المتمثلة في الصراعات السياسية من أجل الزعامة بين الأئمة المتأخرين والترف الحضاري.

ضف إلى ذلك، الحياة الرغيدة التي سيطرت على سلوك الرستميين، فقتلت فيهم القيم الأخلاقية المثالية، ولولاها لما حاربوا طواغيت السلطة الجائرة الأموية والعباسية.

وبعد هذه النكسة هاجر الإباضية إلى سدراتة ووارجلان وبعدها إلى ميزاب، فأسسوا أول مدينة لهم وهي العطف، وذلك سنة 402هـ.

أما غرداية فلم تؤسس إلا في سنة 477هـ، بزعامة الإباضية الثلاثة وهم : سليمان بن يحي، وعيسى بن علوان، وأبو جمعة.

أن كل المؤرخين من غير الإباضية، قد أكدوا أن الدولة الرستمية تميزت بحرية الرأي والعقيدة والتسامح مع المذاهب الأخرى. فإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن المذهب الإباضي يعكس حقيقة الإسلام الجوهري، الذي يرفض القهر الديني والازدواجية بين القول والعمل.

فالمقياس الوحيد للإسلام هو القرآن الكريم، والسنة الشريفة، بهما نستطيع أن نحكم على كل أحكامنا، إما أن تكون إسلامية أو غير إسلامية، ومن الحق التاريخي أن نشير إلى ما قاله بعض المؤرخين عن حرية الفكر والجدل والتسامح الكلي عند الرستميين مع غيرهم، وهم لم يلزموا غيرهم بمذهبهم الديني الرسمي ...

يقول ابن الصغير المالكي:(ومن أتى إلى حلق الإباضية من غيرهم قربوه وناظروه ألطف مناظرة وكذلك من أتى من الإباضية إلى حلق غيرهم) وقد التزم الموضوعية العلمية في هذا الموضوع حيث يقول:(وإن كنا للقوم مبغضين ولسيرهم كارهين ولمذهبهم مستقلين، فنحن وإن ذكرنا سيرهم على ما اتصل بنا وعد لهم فيما ولوه فلسنا ممن تعجبه طلاوة أفعالهم ولا حسن سيرهم لما نعلمه من براءتهم ممن ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال من كنت مولاه فعلي مولاه) راجع كتابه أخبار الأئمة الرستميين.

أما بنسبة إلى ياقوت الحموي صاحب الموسوعة التاريخية فيقول:(وكان ابن رستم مؤسس هذه الدولة على مذهب الإباضية، ... وكان مع ذلك هو وجميع من خلفه على عرش تاهرت متسامحا، مع جميع أهل المذاهب الأخرى من أهل الرأي وغيرهم).

يقول الأستاذ عثمان الكعاك في كتابه القيم موجز التاريخ العام للجزائر صفحة 170 ما يلي:(فكانت دولة قوية عزيزة، ذات بأس وسلطان عاصرت بني الأغلب بإفريقيا و الإدارسة بالمغرب الأقصى، وكانت هي الآمرة الناهية في بلاد المغرب الأوسط).

ويقول كذلك في نفس الكتاب:(يرأس الدولة الرستمية إمام يلقب بأمير المؤمنين، بيده مقاليدها وتصاريف أمورها وله ترجع السلطات الزمانية والروحية، وينتخبه وجوه المدينة وزعماء المذهب وشيوخ الدين بحرية من غير مبالاة ولا تقاليد، ولا ولاء في قرابة أو صداقة أو سلطان، يراعون فيه المعرفة والدراية والتحنك والدهاء والعدل والإنصاف يجريها على نفسه قبل ذوي قرابته، وعلى ذوي قرابته قبل السكان. وإن هم رأوا اعوجاجا قاوموه بالسيف لا بالرفق واللين وأنزلوه من أريكته في غير وجل ولا أسف أو اعتبار.

فنظام الإمامة نظام الجمهورية في أحسن ما يكون في عهد عنفوانها وشبابها وأيام ازدهار أصولها وأحكامها.

وكان الإمام لا يقدم على إمر من أمور الدين إلا بعد مراجعة الشراة وهم زعماء المذهب، يستشيرهم ويعمل بما قرروا له أن يعمل وإن رأى في ذلك خطأ، وحسبه أن يرفع التبعة عن نفسه بإلقاء المسؤولية على عاتقهم خاصة.

أما في الأمور العامة في الاجتماع والاقتصاد فكانت المراجعة فيها للخاصة في المدينة ورؤساء القبائل ذات الشأن تستشار في المسائل والأمور بالمساجد بعد الفراغ من الصلاة).

وفي نفس الكتاب صفحة 182 يقول:(كانت السلطة العدلية منفصلة عن السلطة المركزية فيما عدا المظالم، وهي المجلس الأعلى للقضاء، يجلس لها السلطان لمراجعة القضايا المتظلم فيها وسماع الشكوى حتى من القضاة أنفسهم، فهي من هذه الوجهة ذات صبغة إدارية أكثر منها عدلية).

يعين الإمام القاضي بعد رأي الشراة فيه، وللقضاة دار خاصة بهم تعرف بدار القضاء يجلسون فيها للأحكام. ويتخذون الكتاب والأعوان والقماطر والخواتم. وكانوا على نزاهة تامة وإنصاف لا ينازعهم فيه منازع، وذمة بريئة من كل شائبة من الشوائب.

وقد وردت نوادر في شأنهم في كتب تاريخية مالكية مما يدل على عدم التعصب في ذكر الرواية وصحة النقل).

وفي صفحة 284 من نفس الكتاب يقول:(ومن كان قد أمعن النظر في شكل الحكومة يراها على أحسن ما يرغب من حيث الأسلوب والنظام. ولو أن التراتيب الإسلامية قد أهملت البلديات التي هي خير كفيل لرقي المدن في دوائرها لأنها مقصورة النظر على منطقة محددة، تهتم بمصالحها من إنشاء المدارس وبسط الطرقات وإقامة المعامل إلى غير ذلك.

وكان النظام الرستمي خير ما أخرج لتيسير البربر، وتدبير سياستهم بالحزم والعزيمة والرفق والأناة.

وبهذه الطريقة تمكن بنو رستم من ناصية البلاد فجاروا البربر في أهوائهم الجنسية، ثم لطفوا من شدتها بعوامل إسلامية لينة، وأظهروا لهم الصلابة كلما اقتضت الأحوال، على أن لا يتجاوزوا الحدود، فكانت النتيجة أن البربر نالوا رغباتهم القومية من جهة ودخلوا الإسلام وحسن إسلامهم إلى حد ما من جهة أخرى حتى أمكن إدماجهم في العائلة الإسلامية الكبرى فيما بعد من غير هضم أو ابتلاع).

ويقول المؤرخ الجزائري الكبير الأستاذ أحمد توفيق المدني في كتابه القيم كتاب الجزائر صفحة 20 ما يلي:
(فقد كانت الدولة الرستمية أول دولة إسلامية بربرية نشأت في هذه الديار ازدهرت ونمت، ونالت شهر عالمية واسعة)

ويقول في نفس الكتاب :(وأصبحت هذه الدولة البربرية الإسلامية باسطة سلطانها العادل على كل ربوع الجزائر ما عدا ناحية الزاب الأغلبية وناحية تلمسان الإدريسية، وكان المذهب العام يومئذ للبربر في كل بلاد الدولة هو المذهب الإباضي).

ويقول في نفس الكتاب ما يلي:(أما الدولة فقد كانت مؤسسة على سنن الجمهورية الإسلامية في أيام الخلفاء الراشدين رئيسها يدعى أمير المؤمنين، ينتخبه القوم في أول الأمر انتخابا حرا وهو يستشير في كبار الأمور "الشراة" أي عظماء المذهب وعلماؤه وفي الأمور العامة يستشير وجوه القوم والقبائل، والإمام يعين القضاة بعد استشارة "الشراة" وكان قضاة الرستميين على أكبر نصيب من الاستقامة والنزاهة.

وكان الضبط على نوعين: فهناك فرقة الشرطة التي تقوم بالحراسة والسهر على الأمن وهناك فرقة الحسبة التي أسسها الإمام أبو اليقظان وهي مختارة من وجوه القوم وصالحيهم تطوف المدينة آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر، حاثة على الرفق بالحيوان.

وكانت مداخيل الدولة من أموال الزكاة وحدها، وتصرف في مصالح الدولة العامة.

وخلاصة القول إنه يحق للجزائر أن ترفع رأسها مفتخرة بهذه الدولة الوطنية التي قلما شاهدت بلاد الإسلام قاطبة مثلها بعد دولة الراشدين).

ويقول الأستاذ يحي بوعزيز في كتابه الموجز في تاريخ الجزائر صفحة 92:(ولقد كان نظام الحكم في هذه الإمارة شوريا، يطبق أئمتها أحكام القرآن والسنة، وسعوا جهدهم لإصلاح الأوضاع، فانتشرت الثقافة العربية بشكل ملحوظ، كما راجت الأعمال التجارية والفلاحية والعمرانية، وغدت مدينة تيهرت التي جددوا بنائها ووسعوا عمرانها ملتقى القوافل التجارية، ووفود طلاب العلم).

وما لبثت عاصمة تيهريت أن عرفت ازدهارا اقتصاديا معتبرا تجاوزت أهميته حدود الدولة. وقد كانت سيطرة تيهرت على ما سمي بطريق الذهب الوارد من إفريقيا في اتجاه البحر الأبيض المتوسط عاملا أساسيا في تحقيق ذلك الازدهار بأبعاده الثقافية والعمرانية ونشر الإسلام في إفريقيا الغربية.

كما أن تسامح الدولة الرستمية في تعاملها مع مذاهب الأخرى سببا في جذب الكفاءات والخبرات لهذه الدولة.

هذه هي الحقيقة التاريخية التي لا ولن يمكن طمسها، بحيث أن المذهب الإباضي تميز بهذه الخاصية الجوهرية، منذ ظهوره كجهاز سياسي في الدولة الجزائرية الإسلامية الأولى وخير دليل على ذلك ما شهد الشعب الجزائري المسلم على هذه الفضيلة الأخلاقية.

لقد جاء في الميثاق الوطني سنة 1986م، صفحة 14، ما يلي:(كانت الدولة الرستمية أول دولة في العهد الإسلامي بالجزائر سجلت قيام حكم وطني منفصل إداريا عن الحكم المركزي الإسلامي)

ومن أراد أن يقرأ أخبار الدولة الرستمية وتاريخها المفصل فعليه أن يرجع إلى ما ألف عنها خصيصا في القديم والحديث، كتاريخ ابن الصغير المالكي في القديم ،والأزهار الرياضية للباشا الباروني، والدولة الرستمية لبحاز إبراهيم بكير، وتاريخ المغرب الأستاذ دبوز، وكتاب حلقات من تاريخ المغرب الإسلامي للشيخ سليمان داود بن يوسف أو يرجع إلى ما كتب عنها ضمن الأبحاث التاريخية في الكتب العالمية.


عناصر الهوية العمرانية
من خلال الدراسة التاريخية لنمو و تطور المدن بمنطقة واد ميزاب يمكننا استخراج عدة مباني و معالم و كذا عناصر عديدة بإمكانها أن تشخص و تحدد الهوية العمرانية المميزة لمنطقة واد ميزاب و هذه العناصر هي :
المدينة.
 المسجد
 المنازل
 السوق.
 الأبراج و المنشآت الدفاعية.
 النسيج العمراني للقصر.
 الواحه

1- المسجد

يراعى في مساجد مْـزاب البساطة و التقشف و الإبتعاد عن كل ما قد يشغل المصلي عن الخشوع في عبادته ، حتى المحراب فإنه خال من أي زخرفة ، حتى في المساجد المبنية حديثا ، و هذا التزاما بتعاليم الشرع الإسلامي .
و من أهم مميزات المسجد المزابي ، المئذنة ، التي يتخذها المزابيون عادة رمزا لهم نظرا لتميزها ، و قد اختارتها الشبكة المزابية رمزا كذلك .
إن المئذنة المزابية من أهم ابداعات المهندس المزابي ن و قد استطاع أن يصدر شكلها إلى عدة مناطق في الشمال الإفريقي ، حتى المناطق الشمالية للنيجر و مالي .
تنتصب المئذنة على شكل هرمي مقطوع ذي قاعدة مربعة ، على سبيل المثال فإن مئذنة تغردايت بها 122 درجة ، علوها 22 مترا، عرض قاعدتها 6 أمتار ، و عرض أعلاها متران ، سمك جدرانها يتناقص من متر واحد إلى 30 سم .
بجانب المسجد تقع الميضأة و محاضر تعليم الصبيان ، و فوقه المخازن و السطح و مقر اجتماعات العزابة الذي يسمى تامنايت .
تختلف مساحة و أهمية السطح من مدينة لأخرى ، حيث يعتبر سطح مسجد تيـﭭْـرار من أوسعها ، مما أكسبه أهمية و وظائف أكثر ، حيث يستقبل جموع المصلين في الأيام الصيفية الحارة ، في صلوات الفجر و المغرب و العشاء .

2- المنازل
المنزل هو العنصر الثاني في العمارة المزابية ، و هو العنصر الذي يظهر فيه خضوع المعمار المزابي بشكل كامل للتعاليم الإسلامية السّمحة ، سنوضح خصائص المسكن المزابي التقليدي بصفة عامة دون تفصيل المنازل المزابية التقليدية كثيرة التشابه ، مساحتها لا تتجاوز 100 متر مربع عادة ، تشتمل على طابقين و سطح ، و طابق تحت أرضي .
أول ما يُـلاحظ عند مدخل المنزل هو العتبة ، و هي درجة صخرية متوضعة عند مدخل المنزل قبل الباب ، يبلغ ارتفاعها حوالي عشرة سنتيمترات ، هذه العتبة تقي الدار من دخول الأتربة الرملية ، و مياه الأمطار ، و الحشرات الضارة و خروج الهواء البارد أيام الحر الشديد .
يبقى باب المدخل عادة مفتوحا طول النهار ، إلا أن المار في الشارع لا يستطيع مع ذلك رؤية ما بداخل الدار ، نظرا لتصميم المدخل الذي هو عبارة عن رواق صغير ينتهي بحائط مقابل ، ليُـكَوّن المدخل إلى وسط الدار منعرجا .
عند تجاوز المدخل الثاني تجد نفسك في رواق يسمى سقيفة ، به مقعد حجري منخفض بني للجلوس أمام المنسج صيفا ، و رحى تثبت في أحد زواياه لطحن الحبوب ، و الجدير بالذكر أن المنزل المزابي لا يحتوي على أثاث عادة ، حيث يكون أثاث البيت مبنيا .
من هذا الرواق تنقل مباشرة إلى وسط الدار المضاء بواسطة فتحة ( شـبّاك ) تصل الطابق الأرضي بالطابق الأول ( السطحي ) ، منها تنزل أشعة لشمس و يجدد الهواء ، و تعتبر هذه الفتحة بديلا عن النوافذ ، إذ أن المسكن المزابي يعتمد على الإضاءة العلوية ، و نادرا ما يحتوي على نوافذ ، و إن وُجدت ففي الطابق السطحي ، و تكون عبارة عن فتحة صغيرة في الحائط .
تُصَمـّم فتحات التهوية و الإضاءة بطريقة تجعل الساكن يستفيد لأطول وقت ممكن من أشعة الشمس ، خاصة شتاءًا .
تعتبر غرفة استقبال النساء " تيزفْري " أنسب موقع للجلوس حول وسط الدار ، هذه القاعة التي لا تكاد تخلو منها دار مزابية ، هي عبارة عن غرفة لها مدخل عريض نوعا ما ، لكنه بدون باب ، متجه نحو القبلة أو نحو المغرب للإستفادة أكثر من الضوء الطبيعي ، غدوا و أصيلا .
هذه القاعة لها دوران رئيسيان : أولهما إقامة المنسج الذي تصنع به الفرش و الملابس الصوفية ، ثانيهما أنها غرفة الأكل و سمر العائلة و استقبال النساء .
المطبخ فضاء صغير مفتوح على أحد جوانب وسط الدار ، و لا تكون له غرفة مخصصة عادة ، و يتكون من موقد حجري متصل بفتحة تهوية إلى السطح ، و تعلوه رفوف و أوتاد و بعض الكوات التي تستعمل لوضع لوازم و أواني الطبخ .
و يكون المطبخ ضمن وسط الدار بحيث لا تحس الجالسة أمام الموقد أنها في معزل عن باقي نساء الدار .
في إحدى جوانب وسط الدار ، يقع مدخل غرفة النوم الخاصة بربة البيت ، و بجانبه تقع عادة طاولة مبنية تحتها أواني الماء العذب و ماء الغسل .
بجانب مدخل وسط الدار ، نجد مطهرة و مرحاضا إلى جانبه مكان لربط المعزة التي تستر ما تبقى من فضلات الطعام ، و تجود بما تيسر من الحليب .
هذه المعزة كانت تنطلق كل صباح ( إلى وقت غير بعيد ) إلى حيث تتجمع فيه مع قطيع البلدة ، أين ينتظرها الراعي ، يخرج به في الشعب القريبة ، ليعود به بعد العصر إلى مدخل البلدة ، أين يفترق و تتجه كل معزة إلى دارها ، معتمدة على ذاكرتها التي لاتخطئ عادة .
أما الطابق التحت أرضي المسمى بـ " الدّهليز " فالأدراج المؤدية إليه تكون من مدخل الدار ، و هو مكان مكيّف طبيعيا ، حيث يكون باردا صيفا ، و دافئا شتاءا ، و يستعمل كمكان للنوم عادة .
يستعمل المِزابيون في بنائهم الأقواس ، و تحتوي الأقواس غالبا على كوات صغيرة ، تفيد كحوامل أو رفوف لوضع الآلات المضرة للصبيان و غيرها .
لا تزال معظم المنازل الواقعة خلف سور المدينة المِـزابية محتفظة بنفس الطراز القديم السابق ذكره إلى الآن ، سوى بعض التعديلات البسيطة التي أدخلت عليها حديثا ، كالبلاط ، و الكهرباء و الغاز ، بينما تحتفظ البيوت الحديثة بأساسيات الطراز المعماري التقليدي إلى حد بعيد .
بعض القواعد التي تحترم عند بناء المنازل :
هناك قواعد عامة و موانع في الفن المعماري المزابي أصدرها مجلس عمي سعيد (قديما) يلتزم بها كافة السكان منها :
- أن علو الدار لا يفوق 15 ذراعا .
- لا يسمح بإقامة الجدار على حدود السطح من الناحية الشرقية أو الغربية له كي لا يحرم الجار من ضوء الشمس ضحى و عشية .

- لا يجوز إسناد الدرج إلى جدار الجار إلا بإذنه ، و كذا المستراح أو مرابط الدابة إلا إذا سبق أحدهما الآخر ، فلا حق للجار الجديد أن يلزم جاره بتغيير الوضعية السابقة .
- لا يحدث أحد نافذة مهما كانت مساحتها إلا برخصة من الجيران ليحددوا له المكان الذي يمكن أن يحدث فيه هذه النافذة أو الكوة .
- في كل مدينة يعيَّن أمينان في عرف البناء ، إليهما ترفع الشكايات فيما يتعلق بالبناء .
إن الوصف السابق ينطبق على الدار الكاملة التي مساحتها نحو 100 متر مربع تقريبا . هناك عدد كبير من المنازل أقل اتساعا ، و تسمى بنصف دار ، مساحتها نحو 50 مترا مربعا .
إن بني مْزاب لم يشيدوا منزلا في أي مدينة من مدنهم ، إلا و رئيس جماعة البلدة لا يمتاز عن سواه لا في ملبسه و لا في مأكله و لا في سكناه ، و إن اتسعت داره فلكثرة عياله ، و هذا يدل ثانية على الروح الإسلامية التي أثرت على المزابيين في جميع جوانب حياتهم .

3- السوق

أما السوق ، فقد زادت مساحتها لتصبح ساحة واسعة ، بعد أن كانت شارعا في الأنسجة المبدئية للمدن المزابية ، كما تطورت وظيفتها الإجتماعية ، إذ كانت أول الأمر مكانا لتبادل المنتجات بين أهل المدينة ، و بينهم و بين قوافل البدو التي تقصد التجمعات السكنية للتجارة ، ثم أصبحت بعد ذلك تؤدي وظيفة اجتماعية أساسية ، إذ هي المكان العمومي الوحيد بعد المسجد ، الذي يمكن لأهل البلدة أن يجتمعوا فيه ، و يتبادلوا الأخبار ، و يتفقدوا أحوالهم يوميا ، و يستريحوا من تعب العمل ، بالإضافة إلى ممارستهم البيع و الشراء .
تختلف أشكال مساحات الأسواق ، فإذا كانت سوق آت ايزجن غير منتظمة الشكل تحيط بها مقاعد مبنية ، فإن سوق تغردايت مستطيلة تحيط بها 98 قوسا متفاوتة الأبعاد ، طولها 75 مترا ، و عرضها 44 مترا

4- المنشاءات الدفاعية

تعتبر ميزة خاصة و عنصر أساسي في إنشاء المدينة بحيث تعد الأبراج و الأسوار المحيطة بالقصر منشآت دفاعية حربية لها طابع دفاعي عسكري و قد ظهرت هذه المنشآت لضرورة عمرانية أساسية و هي الأمن و الاستقرار و حماية المدينة من الاعتداءات الخارجية لكنها من جهة أخرى تعد رسما لحدود الفراغ القابل للتعمير.
و تأخذ هذه الأبراج أشكالا هرمية أساسية ذات قاعدة مربعة الشكل و يتم الصعود داخلها بواسطة السلالم و الذي من خلالها في الأعلى تتم المراقبة العسكرية.

5- النسيج العمراني
إن المدينة المزابية قد خضعت في تخطيطها إلى قواعد المدينة الإسلامية و الشمال-إفريقية عموما ، باعتبار المزابيين من أعرق شعوب الشمال الإفريقي .
أول ما يهتم به المِـزابيون ، كان الموقع ، إذ كانوا يختارون لها موقعا مراعين في ذلك قدرة المدينة على الدفاع ضد المغيرين ، و وقايتها من فيضانات الأودية ، و الحفاظ على الأراضي الزراعية ذات التربة الطيبة .
و إن أول ما يشد انتباه الملاحظ للمدن المزابية الحديثة ( إبتداءا من تجنينت و انتهاءا بتيـﭭْـرار ) ، توضّعها على روابٍ ( هضبات ) ، و هذا لا ينطبق على المدن المزابية القديمة .
و يرجع سبب ذلك للظروف الأمنية الصعبة التي عاشها المزابيون في ذلك الوقت ، إذ كانت بلادهم تقع في منطقة جيرانها لا يُـؤتمنون ، إذ كانوا لا يعتمدون سوى على النهب و السلب في حياتهم ، و قد فصّل الشيخ علي يحيى معمر في هذا الموضوع في كتابه : الإباضية في موكب التاريخ .
في أعلى تلك الربوة ، يتوضع المسجد ، و اختيار المِـزابيين هذا الموقع لإقامة المسجد لدليل على أهميته لهم ، إذ يشكل النواة المركزية و الروحية للقصر ، نظرا لوظائفه المتعددة ، فهو بجانب وظيفته الدينية ، يلعب دور قاعة الإجتماعات الهامة و المركز العلمي للمدينة و مخزن المؤن ، و المركز الدفاعي للمدينة ، إذ نجده في المدن المزابية محصنا و يصعب الوصول إليه ، و يعتبر مسجد آت بونور من أحصن المساجد المزابية .
بجانب المسجد ، تتدرج المساكن متلاصقة متلاحمة لا يعلو واحد على آخر على امتداد الربوة ، حتى تنتهي بمجموعة أبراج دفاعية و سور مُـحصّـن يحيط بكامل المدينة .
غالبا ما كان السور يتكون من ظهور منازل لا تفتح أبوابها إلا إلى الداخل ، أما في الإمتدادات الأخيرة للمدن المزابية ، أصبح بعضها يتمتع بأسوار مستقلة عن المنازل ، بينها و بين هذه الأسوار شارع عريض ، و يكون السور عادة سميكا من الأسفل و يتناقص هذا السمك كلما علا السور .
ذلك هو الحال بالنسبة لآت ايزجن ، المدينة المِـزابية الوحيدة التي لازالت تحافظ على سورها كاملا ، حيث يبلغ طوله : 2500 متر ، و ارتفاعه حوالي 3 أمتار ، يختلف ارتفاع السور حسب موقعه ، حيث يكون مرتفعا في المنطقة المستوية أسفل الهضبة ، بينما يقل ارتفاعه في المناطق الشديدة الإنحدار منها ، و يتخلل السور فتحات للرماية ضيقة من الخارج و واسعة من الداخل ، حتى يتسنى لأهل القصر النظر إلى الخارج ، بينما يصعب للغرباء التجسس إلى الداخل .
أما الأزقة ، فهي عادة ذات ثلاثة أذرع عرضا ، روعي في عرضها أقل ما يكفي لتلاقي دابتين ، و لتمرير جنازة ، كما روعي في تخطيطها مقاومة الرياح و الزوابع الرملية ، و التقليل من مدة اشعاع الشمس أيام الحر ، و الإعتدال في انحدارها بحيث يمكن للسكان استعمال الدواب للتنقل و النقل .
كما نلاحظ تسقيف بعض الطرقات ، وهذا لأهداف دفاعية ، منها أن العدو الراكب ، إذا تمكن من دخول المدينة ، فإنه لا يستطيع الوصول إلى المسجد ، قلبها و مركز قيادتها ، و مستودع الذخيرة و المؤن ، كما أن هذه التسقيفات ، تمكّن أهل المدينة من التنقل على السطوح من حي إلى حي ، دون اللجوء إلى الأزقة .
و ربما كان الداعي لهذه التسقيفات كذلك ، الحصول على المزيد من الظل صيفا ، و الوقاية من الرياح و الزوابع الرملية .
و هناك بعض الشوارع أكثر عرضا من غيرها، مزودة بمقاعد مبنية ، كانت قديما أسواقا للمدينة ، حيث أن المدن المزابية مرت بمجموعة من التوسعات على مدى تاريخها ، فرضها التزايد الديمغرافي للمدن ، و كان المزابيون في كل توسعة ينشئون سوقا و سورا و أبراجا جديدة للمدينة .
و من أول اهتمامات المنشئين للمدينة كذلك ، حفر البئر العمومية ، التي لا يمكن تصور الحياة بدونها ، ثم تتلو هذه البئر آبار أخرى كلما امتد العمران .
و الجدير بالذكر أن عملية الحفر هذه ليست بسهلة ، إذ تتم في الصخر ( في جميع المدن باستثناء تيـﭭْـرار ) ، و على عمق قد يزيد على سبعين مترا ، و بالوسائل التقليدية
6- الواحه
لكل مدينة من مدن مْزاب واحة متفاوتة الإتساع ، تحوي داخلها على مجموعة من السدود و الآبار و منشآت الري ، و المساكن التي تسمى : تَــزْرِيـــبْـتْ بالمزابية .
هذه المساكن تأوي إليها العائلات لقضاء فصل الصيف الحار ، للتمتع بلطافة الجو ، و لتجنيب رب الأسرة الرجوع الى أهله بعد تعب اليوم معرضا نفسه الى لفحات الشمس الوقادة . ولا يعني هذا أن المرأة المزابية تقضي فصلا كاملا في الراحة تحت ظلال النخيل و الكروم ، بل إنك لتجد في مقدمة الأثاث الذي يُرحّل الى الواحة ، الى جانب الضروريات من الفرش و الأواني ، منسجا أو منسجين مع طاقم آلات الغزل .
لذلك فان الهندسة المعمارية لمسكن الواحة لا تختلف كثيرا عنها في منزل المدينة ، فهناك تشابه كبير بين طابقيهما الأرضيين ، أما بالنسبة للطابق الأول فمعظمه سطح لعامة الأسرة تقضي فيه الليل في الهواء الطلق ، يحيط به جناح مسقف و غرفة أو غرفتان ، لكل منهما أدرج خاصة تؤدي إلى سطح صغير يعلو الغرفة ، يأوي إليه الزوجان.
6- مواد البناء
- الحجارة المقتلعة من طبقات الصخور الكلسية البيضاء .
- نوع من الجبس يسمى " تِمْشَمْتْ " يستخرج من الهضبة الكلسية على عمق متر واحد تقريبا , و يعالج في أفران لمدة 24 ساعة .
- الجير الذي يعالج في أفران معدل ارتفاعها متران ، يستهلك من الحطب 5 أضعاف ما تحتاجه التمشمت .
- الرمل غير الصلصالي , يستخرج من مجاري الأودية.
- النخلة , و يستعمل منها للبناء جذعها و جريدها و سعفها .
و قد كان المزابيون يعتمدون في بنائهم على المواد المحلية المتوفرة و يكتفون بها , و لايستعملون مواد غير معروفة أو مستوردة .

اترككم مع هذه الصور :

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221311650.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221311686.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221311941.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221311740.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221311920.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221311762.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221311902.jpg


http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221311784.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221311813.jpg


http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221311833.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221311880.jpg


http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221311960.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221311983.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221312001.jpghttp://www.maktoobblog.com/userFiles...1221312021.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221312039.jpghttp://www.maktoobblog.com/userFiles...1221312062.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221312182.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221312277.jpghttp://www.maktoobblog.com/userFiles...1221312300.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221312237.jpghttp://www.maktoobblog.com/userFiles...1221312260.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221312355.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221312389.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221312408.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221312764.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221312942.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221312973.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221313025.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221313046.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221313074.jpg

http://www.maktoobblog.com/userFiles...1221313170.jpg




آمله أن ينال الموضوع رضاكم :rolleyes:

جمال جرار 5 - 12 - 2009 03:18 PM



أبو جمال 5 - 12 - 2009 04:53 PM

مشكورة على المعلومات القيمه والصور الرائعه
افدتينا افادك الله


الساعة الآن 06:37 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى