منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   المكتبة العامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=239)
-   -   كتاب :شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=23674)

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:48 PM

كتاب :شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور
 
كتاب :شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور
المؤلف : جلال الدين عبد الرحمن السيوطي

مقدمة المؤلف
الحمد لله الذي أيقظ من شاء من سنة الغفلة ورفع من أحب لقاءه إلى عليين ووضع عنه أوزاره وثقله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عليها من رداء الإخلاص حلة وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بأشرف ملة المخصوص بأكرم خلة صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه السادة الأجلة
هذا ما اشتد تشوف النفوس إليه من كتاب شاف في علم البرزخ أذكر فيه الموت وفضله وكيفيته وصفة ملك الموت وأعوانه وما يرد على الميت عند الإحتضار وحال الروح بعد مفارقة البدن وصعودها إلى الله تعالى وإجتماعها بالأرواح ومقرها بعد ذلك وحال القبر وضمته وفتنته وعذابه وسعته وضيقه وما ينفع فيه مستوعبا شرح كل ذلك من حين يبدأ في مرض الموت إلى أن ينفخ في الصور ناقلا له من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة والمقطوعة متتبعا لذلك من كتب الحديث معتمدا كلام أئمة الحديث في ذلك محررا ما وقع من ذلك في تذكرة القرطبي بالتنقيح والتخريج مع زوائد جمة لم تقع في كتابه وسميته شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور وأرجو إن كان في الأجل فسحة أن أضم إليه كتابا إن شاء الله تعالى في أشراط الساعة وآخر في أحوال البعث والقيامة وصفة الجنة والنار على وجه الإستيعاب أيضا حقق الله ذلك بمنه وكرمه آمين
أخرج أبو نعيم عن مجاهد في قوله تعالى { ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } قال ما بين الموت إلى البعث

1 باب بدء الموت
1 قال إبن أبي شيبة في المصنف والإمام أحمد في الزهد معا حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد عن الحسن قال لما خلق الله تعالى آدم وذريته قالت الملائكة إن الأرض لا تسعهم فقال إني جاعل موتا قالوا إذا لا يهنأ لهم العيش قال إني جاعل أملا
2 وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال لما أهبط آدم عليه الصلاة والسلام إلى الأرض قال له ربه ابن للخراب ولد للفناء 2 باب النهي عن تمني الموت والدعاء به لضر ينزل به في المال والجسد
1 أخرج الشيخان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد متمنيا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي
2 وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم إنقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن من عمره إلا خيرا
3 وأخرج البخاري والنسائي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنين أحدكم الموت إما محسنا فلعله أن يزداد وإما مسيئا فلعله أن يستعتب

قال في الصحاح أعتبني فلان إذا عاد إلى مسرتي راجعا عن الإساءة واستعتب وأعتب بمعنى
4 وأخرج أحمد والبزار وأبو يعلى والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد وإن من السعادة أن يطول عمر المرء حتى يرزقه الله الإنابة
قال في النهاية المطلع بالتشديد مكان الإطلاع من موضع عال والمراد به ها هنا ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت تشبيها بالمطلع الذي يشرف عليه من موضع عال
5 وأخرج الشيخان عن أنس قال لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن نتمنى الموت لتمنيناه
6 وأخرج البخاري عن قيس بن أبي حازم قال دخلنا على خباب نعوده وقد إكتوى سبع كيات فقال لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به
7 وأخرج المروزي عن القاسم مولى معاوية أن سعد بن أبي وقاص تمنى الموت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتمن الموت فإن كنت من أهل الجنة فالبقاء خير لك وإن كنت من أهل النار فما يعجلك إليها
8 وأخرج الخطيب في تاريخه عن إبن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمن أحدكم الموت فإنه لا يدري ماذا قدم لنفسه
9 وأخرج أحمد وأبو يعلى والطبراني والحاكم عن أم الفضل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليهم وعمه العباس يشتكي فتمنى الموت فقال له يا عم لا تتمن الموت فإنك إن كنت محسنا فإن تؤخر وتزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك وإن كنت مسيئا فإن توخر وتستعتب من إساتك خير لك فلا تتمنين الموت
10 وأخرج أحمد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتمنين أحدكم الموت من قبل أن يأتيه ولا يدع به إلا أن يكون قد وثق بعمله

3 باب فضل طول الحياة في طاعة الله تعالى
1 وأخرج أحمد والترمذي وصححه الحاكم عن أبي بكرة أن رجلا قال يا رسول الله أي الناس خير قال من طال عمره وحسن عمله قال فأي الناس شر قال من طال عمره وساء عمله
2 وأخرج الحاكم عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خياركم أطولكم أعمارا وأحسنكم أعمالا
3 وأخرج أحمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خياركم أطولكم أعمارا وأحسنكم أعمالا
4 وأخرج الطبراني عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أنبئكم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله قال أطولكم أعمارا في الإسلام إذا سددوا
5 وأخرج أيضا عن عوف بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلما طال عمر المسلم كان له خير
6 وأخرج أحمد وإبن زنجويه في ترغيبه عن أبي هريرة قال كان رجلان من بني حيي من قضاعة أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشهد أحدهما وأخر الآخر سنة قال طلحة بن عبيد الله فرأيت الجنة ورأيت المؤخر منهما أدخل قبل الشهيد فعجبت من لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة سنة
7 وأخرج أحمد والبزار عن طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام لتسبيحه وتكبيره وتهليله
8 وأخرج أبو نعيم عن سعيد بن جبير قال إن بقاء المسلم كل يوم غنيمة لأداء الفرائض والصلوات وما يرزقه الله من ذكره
9 وأخرج إبن أبي الدنيا عن إبراهيم بن أبي عبدة قال بلغني أن المؤمن

إذا مات تمنى الرجعة إلى الدنيا ليس ذاك إلا ليكبر تكبيرة أو يهلل تهليلة أو يسبح تسبيحة 4 باب جواز تمني الموت والدعاء به لخوف الفتنة في الدين
1 أخرج مالك عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني كنت مكانه
2 وأخرج مالك والبزار عن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بالناس فتنة فاقبضني إليك غير مفتون
3 وأخرج مالك عن عمر رضي الله عنه أنه قال اللهم قد ضعفت قوتي وكبرت سني وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ولا مقصر فما جاوز ذلك الشهر حتى قبض
4 وأخرج إبن عبد البر في التمهيد والمروزي في الجنائز وأحمد في مسنده والطبراني في الكبير عن عليم الكندي قال كنت مع أبي عبس الغفاري على سطح فرأى قوما يتحملون من الطاعون فقال يا طاعون خذني إليك ثلاثا يقولها فقال له عليم لم تقول هذا ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمن أحدكم الموت فإنه عند ذلك إنقطاع عمله ولا يرد فيستعتب قال فقال أبو عبس أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بادروا بالموت ستا إمرة السفهاء وكثرة الشرط وبيع الحكم وإستخفافا بالدم وقطيعة الرحم ونشوا يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل ليغنيهم بالقرآن وإن كان أقل منهم فقها قال في الصحاح تحمل بمعنى إرتحل

5 وأخرج الحاكم عن الحسن قال قال الحكم بن عمرو يا طاعون خذني إليك فقيل له لم تقول هذا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يتمنين أحدكم الموت قال قد سمعت ما سمعتم ولكني أبادر ستا بيع الحكم وكثرة الشرط وإمارة الصبيان وسفك الدماء وقطيعة الرحم ونشوا يكونون في آخر الزمان قراء يتخذون القرآن مزامير
6 وأخرج إبن سعد في الطبقات عن حبيب بن أبي فضالة أن أبا هريرة ذكر الموت فكأنه تمناه فقال بعض أصحابه وكيف تتمنى الموت بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لأحد أن يتمنى الموت لا بر ولا فاجر إما بر فيزداد برا وإما فاجر فيستعتب فقال وكيف لا أتمنى الموت وإنما أخاف أن تدركني ستة التهاون بالذنب وبيع الحكم وتقاطع الأرحام وكثرة الشرط ونشوا يتخذون القرآن مزامير
7 وأخرج الطبراني عن عمر بن عبسة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتمنين أحدكم الموت إلا أن يثق بعمله فإن رأيتم في الإسلام ست خصال فتمنوا الموت وإن كانت نفسك في يدك فأرسلها إضاعة الدم وإمارة الصبيان وكثرة الشرط وإمارة السفهاء وبيع الحكم ونشوا يتخذون القرآن مزامير
8 وأخرج أبو نعيم عن إبن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج الدجال حتى لا يكون شيء أحب إلى مؤمن من خروج نفسه
9 وأخرج إبن أبي الدنيا عن سفيان قال يأتي على الناس زمان يكون الموت فيه أحب إلى قراء ذلك الزمان من الذهب الأحمر
10 وأخرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يكون الموت أحب إلى المؤمن من الماء البارد يصب عليه العسل فيشربه
11 وأخرج عن أبي ذر قال ليأتين على الناس زمان تمر الجنازة فيهم فيقول الرجل ليت أني مكانها
12 وأخرج إبن سعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال مرض أبو هريرة فأتيت أعوده فقلت اللهم إشف أبا هريرة فقال اللهم لا ترجعها وقال يوشك يا أبا سلمة أن يأتي على الناس زمان يكون الموت أحب إلى أحدهم من الذهب الأحمر ويوشك يا أبا سلمة إن بقيت إلى قريب أن يأتي الرجل القبر

فيقول يا ليتني مكانك
13 وأخرج المروزي في الجنائز عن مرة الهمداني قال تمنى عبد الله لنفسه ولأهله الموت فقيل له إنك تمنيت لأهلك فلم تتمناه لنفسك فقال لو أني أعلم أنكم تسلمون على حالتكم هذه لتمنيت أن أعيش فيكم عشرين سنة
14 وأخرج عن أبي عثمان قال بينما إبن مسعود ذات يوم في صفة له وتحته فلانة وفلانة إمرأتان له ذواتا منصب وجمال وله منهما ولد كأحسن الولد وإذ شقشق على رأسه عصفور ثم قذف داء بطنه فنكته بيده ثم قال لأن يموت آل عبد الله ثم يتبعهم أحب إلي من أن يموت هذا العصفور الشقشقة بمعجمتين وقافين صوت العصفور وهديره
15 وأخرج المروزي عن قيس قال كان صبيان لعبد الله يشتدون بين يديه فقال ترون هؤلاء لهم أهون علي موتا من عدتهم من الجعلان الجعلان بكسر الجيم جمع جعل بضمها وهي دويبة
16 وأخرج عن الحسن قال كان في مصركم هذا رجل عابد فخرج من المسجد فلما وضع رجله في الركاب أتاه ملك الموت فقال له مرحبا لقد كنت إليك بالأشواق فقبض روحه
17 وأخرج إبن سعد في الطبقات والمروزي عن خالد بن معدان قال ما من دابة في بر ولا بحر يسرني أن تفديني من الموت ولو كان الموت علما يستبق الناس إليه ما سبقني إليه أحد إلا رجل يغلبني بفضل قوته
18 وأخرج أبو نعيم عنه قال والله لو كان الموت في مكان موضوعا لكنت أول من يسبق إليه
19 وأخرج عن عبد ربه بن صالح أنه دخل على مكحول في مرض موته فقال له عافاك الله فقال كلا اللحوق بمن يرجى عفوه خير من البقاء مع من لا يؤمن شره شياطين الإنس وإبليس وجنوده
20 وأخرج إبن عساكر في تاريخه عن أبي مسهر قال سمعت رجلا

يقول لسعيد بن عبد العزيز التنوخي أطال الله بقاءك فغضب فقال بل عجل الله بي إلى رحمته
21 وأخرج أبو نعيم عن عبيدة بن المهاجر قال لو قيل من مس هذا العود مات لقمت حتى أمسه
22 وأخرج عن أبي عبد الله الصنابحي قال الدنيا تدعو إلى فتنة والشيطان يدعو إلى خطيئة ولقاء الله خير من الإقامة معهما
23 وأخرج إبن أبي الدنيا عن عمرو بن ميمون أنه كان لا يتمنى الموت قال إني أصلي كل يوم كذا وكذا صلاة حتى أرسل إليه يزيد بن مسلم فتعنته ولقي منه فكان يقول اللهم ألحقني بالأخيار ولا تخلفني مع الأشرار
24 وأخرج عن أم الدرداء قالت كان أبو الدرداء إذا مات الرجل على الحال الصالحة قال هنيئا لك يا ليتني كنت مكانك فقالت أم الدرداء له في ذلك فقال هل تعلمين يا حمقاء أن الرجل يصبح مؤمنا ويمسي منافقا يسلب إيمانه وهو لا يشعر فأنا لهذا الميت أغبط مني لهذا بالبقاء في الصلاة والصيام
25 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف وإبن أبي الدنيا عن أبي جحيفة قال ما من نفس تسرني أن تفديني من الموت ولا نفس ذباب
26 وأخرج إبن أبي الدنيا والخطيب وإبن عساكر عن أبي بكرة الصحابي رضي الله عنه قال والله ما من نفس تخرج أحب إلي من نفسي هذه ولا نفس هذا الذباب الطائر ففزع القوم فقالوا لم قال إني أخاف أن أدرك زمانا لا أستطيع أن آمر فيه بمعروف ولا أنهى عن منكر وما خير يومئذ
27 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف وإبن سعد والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة أنه مر به رجل فقال له أين تريد قال السوق قال إن استطعت أن تشتري لي الموت قبل أن ترجع فافعل
28 وأخرج إبن أبي الدنيا والطبراني في الكبير وإبن عساكر من طريق عروة بن رويم عن العرباض بن سارية وكان شيخا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان

يحب أن يقبض فكان يدعو اللهم كبرت سني ووهن عظمي فاقبضني إليك قال فبينما أنا يوما في مسجد دمشق وأنا أصلي وأدعو أن أقبض فإذا أنا بفتى شاب من أجمل الرجال وعليه دواج أخضر فقال ما هذا الذي تدعو به قلت وكيف أدعو يا ابن أخي قال قل اللهم حسن العمل وبلغ الأجل قلت من أنت يرحمك الله قال أنا رتائيل الذي يستل الحزن من صدور المؤمنين ثم إلتفت فلم أر أحدا الدواج الذي يلبس ضبطه الصغاني في الشوارد نقلا عن أبي حاتم السجستاني بضم الدال والواو مشددة ومخففة 5 باب فضل الموت قال العلماء الموت ليس بعدم محض ولا فناء صرف وإنما هو إنقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقة وحيلولة بينهما وتبدل حال وإنتقال من دار إلى دار
1 وأخرج أبو الشيخ في تفسيره وأبو نعيم عن بلال بن سعد أنه قال في وعظه يا أهل الخلود ويا أهل البقاء إنكم لم تخلقوا للفناء وإنما خلقتم للخلود والأبد وإنكم تنقلون من دار إلى دار
2 وأخرج الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك عن عمر بن عبد العزيز أنه قال إنما خلقتم للأبد والبقاء ولكنكم تنقلون من دار إلى دار
3 وأخرج إبن المبارك في الزهد والطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحفة المؤمن الموت
وأخرج الديلمي في مسند الفردوس من حديث جابر مثله
4 وأخرج أيضا عن الحسين بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الموت ريحانة المؤمن
5 وأخرج البيهقي في شعب الإيمان وضعفه والديلمي أيضا عن عائشة

قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الموت غنيمة والمعصية مصيبة والفقر راحة والغنى عقوبة والعقل هدية من الله والجهل ضلالة والظلم ندامة والطاعة قرة العين والبكاء من خشية الله النجاة من النار والضحك هلاك البدن والتائب من الذنب كمن لا ذنب له
6 وأخرج أحمد وسعيد بن منصور في سننه بسند صحيح عن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إثنتان يكرههما إبن آدم يكره الموت والموت خير له من الفتنة ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب
7 وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن زرعة بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحب الإنسان الحياة والموت خير لنفسه ويحب الإنسان كثرة المال وقلة المال أقل لحسابه مرسل
8 وأخرج الشيخان عن أبي قتادة قال مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فقال مستريح ومستراح منه قالوا يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه فقال العبد المؤمن يستريح من تعب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله عز وجل والعبد الفاجر يستريح منه البلاد والعباد والشجر والدواب
9 وأخرج إبن أبي شيبة عن يزيد بن أبي زياد قال مروا بجنازة على أبي جحيفة فقال إستراح وأستريح منه
10 وأخرج إبن المبارك والطبراني عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدنيا سجن المؤمن وسنته فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة السنة بفتح أوله القحط والجدب
11 وأخرج إبن المبارك عن عبد الله بن عمرو قال إن الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن وإنما مثل المؤمن حين تخرج نفسه كمثل رجل كان في سجن فأخرج منه فجعل يتقلب في الأرض ويتفسح فيها
12 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف عن عبد الله بن عمرو قال الدنيا

سجن المؤمن وجنة الكافر فإذا مات المؤمن يخلى سربه يسرح في الجنة حيث شاء
السرب هنا بفتح أوله الطريق كما في الصحاح
13 وأخرج أبو نعيم عن إبن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر يا أبا ذر إن الدنيا سجن المؤمن والقبر أمنه والجنة مصيره يا أبا ذر إن الدنيا جنة الكافر والقبر عذابه والنار مصيره
16 وأخرج النسائي والطبراني وإبن أبي الدنيا عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما على وجه الأرض من نفس تموت ولها عند الله خير تحب أن ترجع إليكم ولها نعيم الدنيا وما فيها إلا الشهيد فإنه يحب أن يرجع فيقتل مرة أخرى لما يرى من ثواب الله له
17 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف والمروزي في الجنائز والطبراني عن إبن مسعود قال ذهب صفو الدنيا فلم يبق إلا الكدر فالموت تحفة لكل مسلم
18 وأخرج المروزي وإبن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب عن إبن مسعود قال حبذا المكروهان الفقر والموت
19 وأخرج إبن أبي شيبة والمروزي عن طاووس قال لا يحرز دين المرء إلا حفرته
20 وأخرج إبن أبي شيبة وإبن المبارك في الزهد والمروزي عن الربيع بن خيثم قال ما من غائب ينتظره المؤمن خير له من الموت
21 وأخرج إبن أبي الدنيا عن مالك بن مغول قال بلغني أن أول سرور يدخل على المؤمن الموت لما يرى من كرامة الله وثوابه
22 وأخرج أحمد في الزهد وإبن أبي الدنيا عن إبن مسعود قال ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله
23 وأخرج سعيد بن منصور وإبن جرير عن أبي الدرداء قال ما من مؤمن إلا والموت خير له وما من هو كافر إلا والموت خير له فمن لم يصدقني فإن

الله يقول { وما عند الله خير للأبرار } { ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم }
24 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف وعبد الرزاق في تفسيره والحاكم في المستدرك والطبراني والمروزي في الجنائز عن إبن مسعود قال ما من نفس برة ولا فاجرة إلا والموت خير لها من الحياة فإن كان برا فقد قال الله تعالى { وما عند الله خير للأبرار } وإن كان فاجرا فقد قال الله تعالى { ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا }
26 وأخرج إبن المبارك وأحمد في الزهد عن حيان بن جبلة أن أبا ذر وأبا الدرداء قال تلدون للموت وتعمرون للخراب وتحرصون على ما يفنى وتذرون ما يبقى ألا حبذا المكروهات الثلاث الموت والمرض والفقر
27 وأخرج أحمد في الزهد عن إبن مسعود قال ألا حبذا المكروهان الموت والفقر
28 وأخرج إبن أبي الدنيا عن جعفر الأحمر قال من لم يكن له في الموت خير فلا خير له في الحياة
29 وأخرج إبن سعد في الطبقات والبيهقي في الشعب عن أبي الدرداء قال أحب الفقر تواضعا لربي وأحب الموت إشتياقا لربي وأحب المرض تكفيرا لخطيئتي
30 وأخرج إبن سعد وإبن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي الدرداء أنه قيل له ما تحب لمن تحب قال الموت قالوا فإن لم يمت قال يقل ماله وولده
31 وأخرج إبن أبي شيبة عن عبادة بن الصامت قال أتمنى لحبيبي أن يقل ماله ويعجل موته
32 وأخرج أحمد في الزهد وإبن أبي الدنيا عن أبي الدرداء قال ما

أهدى إلي أخ هدية أحب إلي من السلام ولا بلغني عنه خير أعجب إلي من موته
33 وأخرج إبن أبي الدنيا عن محمد بن عبد العزيز التيمي قال قيل لعبد الأعلى التيمي ما تشتهي لنفسك ولمن تحب من أهلك قال الموت
34 وأخرج الطبراني عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حبب الموت إلى من يعلم أني رسولك
35 وأخرج أحمد أن ملك الموت جاء إلى إبراهيم صلوات الله عليه وسلامه ليقبض روحه فقال إبراهيم يا ملك الموت هل رأيت خليلا يقبض روح خليله فعرج ملك الموت إلى ربه فقال قل له هل رأيت خليلا بكره لقاء خليله فرجع قال فاقبض روحي الساعة
36 وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له إن حفظت وصيتي فلا يكونن شيء أحب إليك من الموت
37 وأخرج إبن سعد عن الحسن قال لما حضر حذيفة الموت قال حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم الحمد لله الذي سبق بي الفتنة
وقال سهل بن عبد الله التستري لا يتمنى الموت إلا ثلاثة رجل جاهل بما بعد الموت أو رجل يفر من أقدار الله أو مشتاق محب للقاء الله
وقال حيان بن الأسود الموت جسر يوصل الحبيب إلى الحبيب وقال أبو عثمان علامة الشوق حب الموت مع الراحة وقال بعضهم إن المشتاقين يحسون حلاوة الموت عند وروده لما قد كشف لهم من روح الوصول أحلى من الشهد
38 وأخرج إبن عساكر عن ذي النون المصري قال الشوق أعلى الدرجات وأعلى المقامات إذا بلغها العبد إستبطأ الموت شوقا إلى ربه وحبا للقائه والنظر إليه

39 وأخرج إبن أبي الدنيا عن عتبة الخولاني الصحابي رضي الله عنه أنه قيل له إن عبد الله بن عبد الملك خرج هاربا من الطاعون فقال إنا لله وإنا إليه راجعون ما كنت أرى أني أبقى حتى أسمع بمثل هذا أفلا أخبركم عن خلال كان عليها إخوانكم أولها لقاء الله تعالى كان أحب إليهم من الشهد
والثانية لم يكونوا يخافون عدوا قلوا أو كثروا
والثالثة لم يكونوا يخافون عوزا من الدنيا كانوا واثقين بالله أن يرزقهم
والرابعة إن نزل بهم الطاعون لم يبرحوا حتى يقضي الله فيهم ما قضى
40 وأخرج أبو نعيم في الحلية عن إبن عبد ربه أنه قال لمكحول أتحب الجنة قال ومن لا يحب الجنة قال فأحبب الموت فإنك لن ترى الجنة حتى تموت

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:48 PM


41 وأخرج عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن عبد الله بن أبي زكريا كان يقول لو خيرت بين أن أعمر مائة سنة في طاعة الله وأن أقبض في يومي هذا أو في ساعتي هذه لاخترت أن أقبض في يومي هذا أو في ساعتي هذه شوقا إلى الله وإلى رسوله وإلى الصالحين من عباده
42 وأخرج أبو نعيم وإبن عساكر في تاريخه عن أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا عبد الله النباجي يقول لو خيرت بين أن تكون لي الدنيا منذ يوم خلقت أتنعم فيها حلالا لا أسأل عنها يوم القيامة وبين أن تخرج نفسي الساعة لاخترت أن تخرج نفسي الساعة أما تحب أن تلقى من تطيع
43 وأخرج أبو نعيم والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الموت كفارة لكل مسلم صححه إبن العربي قال القرطبي وذلك لما يلقاه الميت فيه من الآلام والأوجاع وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها من سيئاته فما ظنك بالموت الذي سكرة من سكراته أشد ثلاثمائة ضربة بالسيف

44 وأخرج إبن المبارك في الزهد وإبن أبي الدنيا عن مسروق قال ما غبطت شيئا بشيء كمؤمن في لحده قد أمن من عذاب الله وإستراح من أذى الدنيا
45 وأخرج إبن أبي شيبة بلفظ ما من شيء خير للمؤمن من لحد قد إستراح من هموم الدنيا وأمن من عذاب الله
46 وأخرج إبن المبارك عن الهيثم بن مالك كنا نتحدث عند أيفع بن عبد وعنده أبو عطية المذبوح فتذاكروا النعيم فقال من أنعم الناس قالوا فلان وفلان فقال أيفع ما تقول يا أبا عطية قال أنا أخبركم بمن هو أنعم منه جسد في لحد قد أمن من العذاب
47 وأخرج عن محارب بن دثار قال قال لي خيثمة أيسرك الموت قلت لا قال ما أعلم أحدا لا يسره الموت إلا منقوص
48 وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد بلفظ فقال إن هذا بك لنقص كبير
49 وأخرج إبن المبارك عن أبي عبد الرحمن أن رجلا قال في مجلس أبي الأعور السلمي والله ما خلق الله شيئا أحب إلي من الموت فقال أبو الأعور لأن أكون مثلك أحب إلي من حمر النعم
50 وأخرج إبن أبي الدنيا عن صفوان بن سليم قال في الموت راحة للمؤمن من شدائد الدنيا وإن كان الموت ذا غصص وكرب
51 وأخرج عن محمد بن زياد قال حدثت عن بعض الحكماء أنه قال للموت أهون على العاقل من زلة عالم غافل
52 وأخرج عن سفيان قال كان يقال الموت راحة العابدين

6 باب ذكر الموت والإستعداد له
1 أخرج الترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا ذكر هاذم اللذات يعني الموت وأخرج أبو نعيم من حديث عمر بن الخطاب مثله
2 وأخرج البزار عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أكثروا ذكر هاذم اللذات فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ولا في سعة إلا ضيقه عليه
3 وأخرج ابن ماجة عن عمر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المؤمنين أكيس قال أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم لما بعده إستعدادا أولئك الأكياس
4 وأخرج الترمذي عن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله
5 وأخرج إبن أبي الدنيا عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثروا ذكر الموت فإنه يمحص الذنوب ويزهد في الدنيا فإن ذكرتموه عند الغنى هدمه وإن ذكرتموه عند الفقر أرضاكم بعيشكم
6 وأخرج أيضا عن عطاء الخراساني قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجلس قد إستعلاه الضحك فقال شوبوا مجلسكم بمكدر اللذات قالوا وما مكدر اللذات قال الموت
7 وأخرج أيضا عن سفيان قال حدثنا شيخ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى رجلا فقال أكثر ذكر الموت فإن ذكره يسليك عما سواه
8 وأخرج إبن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن زيد السليمي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا آنس من أصحابه غفلة نادى فيهم بصوت رفيع أتتكم المنية راتبة لازمة إما بشقاوة وإما بسعادة

9 وأخرج البيهقي عن الوضين بن عطاء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أحس من الناس بغفلة من الموت جاء فأخذ بعضادتي الباب ثم هتف ثلاثا يا أيها الناس يا أهل الإسلام أتتكم المنية راتبة لازمة جاء الموت بما جاء به جاء بالروح والراحة والكثرة المباركة لأولياء الرحمن من أهل دار الخلود الذين كان سعيهم ورغبتهم فيها ألا إن لكل ساع غاية وغاية كل ساع الموت سابق ومسبوق
10 وأخرج الطبراني عن عمار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى بالموت واعظا
11 وروي أنه قيل يا رسول الله هل يحشر مع الشهداء أحد قال نعم من يذكر الموت في اليوم والليلة عشرين مرة
وقال السدي في قوله تعالى { خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا } قال أكثركم للموت ذكرا وأحسن له إستعدادا وأشد خوفا وحذرا
وأخرجه إبن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان
12 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف والإمام أحمد في الزهد عن ابن سابط قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل فأثني عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ذكره للموت فلم يذكر ذلك منه فقال ما هو كما تذكرون وأخرجه إبن أبي الدنيا والبزار موصولا عن أنس نحوه وأخرجه الطبراني عن سهل بن سعد نحوه وقال بعضهم من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء تعجيل التوبة وقناعة القلب ونشاط العبادة ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء تسويف التوبة وترك الرضا بالكفاف والتكاسل في العبادة
وقال التيمي شيئان قطعا عني لذة الدنيا ذكر الموت وذكر الوقوف بين يدي الله تعالى أخرجه إبن أبي الدنيا

وقال بعضهم في قوله تعالى { ولا تنس نصيبك من الدنيا } هو الكفن فهو وعظ متصل بما تقدم من قوله { وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة } أي أطلب فيما أعطاك الله من الدنيا الجنة بصرفها فيما يوصل إليها ولا تنس أنك تترك جميع مالك إلا نصيبك الذي هو الكفن كما قيل شعر
( نصيبك مما تجمع الدهر كله ** رداءان تلوى فيهما وحنوط )
13 وأخرج أبو نعيم عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لي لا أحب الموت قال لك مال قال نعم قال قدمه فإن قلب المؤمن مع ماله إن قدمه أحب أن يلحق به وإن أخره أحب أن يتأخر معه
14 وأخرج سعيد بن منصور عن أبي الدرداء قال موعظة بليغة وغفلة سريعة كفى بالموت واعظا وكفى بالدهر مفرقا اليوم في الدور وغدا في القبور
15 وأخرج إبن أبي الدنيا عن رجاء بن حيوة قال ما أكثر عبد ذكر الموت إلا ترك الفرح والحسد
16 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف وأحمد في الزهد عن أبي الدرداء قال من أكثر ذكر الموت قل حسده وقل فرحه
17 وأخرج إبن أبي شيبة وأحمد في الزهد وإبن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن الربيع بن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى بالموت مزهدا في الدنيا ومرغبا في الآخرة
18 وأخرج الطبراني عن طارق المحاربي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إستعد للموت قبل الموت
19 وأخرج إبن أبي شيبة عن عون بن عبد الله قال ما أحد ينزل الموت حق منزلته إلا عبد عد غدا ليس من أجله كم من مستقبل يوما لا يستكمله وراج غدا لا يبلغه إنك لو ترى الأجل ومسيره لأبغضت الأمل وغروره
20 وأخرج أيضا عن أبي حازم قال أنظر الذي تحب أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم وانظر الذي تكره أن يكون معك ثم فاتركه اليوم

21 وأخرج عنه قال كل عمل كرهت الموت من أجله فاتركه ثم لا يضرك متى مت
22 وأخرج أبو نعيم عن عمر بن عبد العزيز قال من قرب الموت من قلبه إستكثر ما في يديه
وأخرج عن رجاء بن نوح قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض أهل بيته أما بعد فإنك إن إستشعرت ذكر الموت في ليلك ونهارك بغض إليك كل فان وحبب إليك كل باق
23 وأخرج عن مجمع التيمي قال ذكر الموت غنى
24 وأخرج عن سميط قال من جعل الموت نصب عينيه لم يبال بضيق الدنيا ولا بسعتها
25 وأخرج عن كعب قال من عرف الموت هانت عليه مصائب الدنيا وغمومها
26 وأخرج إبن أبي الدنيا عن الحسن قال ما ألزم عبد قلبه ذكر الموت إلا صغرت الدنيا عنده وهان عليه جميع ما فيها وأخرج عن قتادة قال كان يقال طوبى لمن ذكر ساعة الموت
27 وأخرج عن مالك بن دينار قال قال حكيم كفى بذكر الموت للقلوب حياة للعمل
28 وأخرج عن صفية أن إمرأة شكت إلى عائشة رضي الله عنها القسوة فقالت أكثري ذكر الموت يرق قلبك
29 وأخرج عن أبي حازم قال يا إبن آدم بعد الموت يأتيك الخبر
30 وأخرج إبن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال القبر صندوق العمل وبعد الموت يأتيك الخبر
31 وأخرج الديلمي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الزهد في

الدنيا ذكر الموت وأفضل العبادة التفكر فمن أثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة
وقال علي كرم الله وجهه الناس نيام فإذا ماتوا إنتبهوا
ونظم هذا المعنى الحافظ أبو الفضل العراقي فقال
( وإنما الناس نيام من يمت ** منهم أزال الموت عنه وسنه )
32 وأخرج الترمذي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد يموت إلا ندم قالوا وما ندامته يا رسول الله قال إن كان محسنا ندم أن لا يكون إزداد وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون نزع
قال في الصحاح نزع عن الأمور أي إنتهى عنها 7 باب ما يعين على ذكر الموت
1 أخرج مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زوروا القبور فإنها تذكر الموت
2 وأخرج ابن ماجة والحاكم عن إبن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة
3 وأخرج الحاكم عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة
4 وأخرج أيضا عن أنس مرفوعا كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة ولا تقولوا هجرا
5 وأخرج أيضا عن بريدة قال قال رسول صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها ولتزدكم زيارتها خيرا

6 وأخرج أيضا عن أبي ذر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم زر القبور تذكر بها الآخرة واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة وصل على الجنائز لعل ذلك أن يحزنك فإن الحزين في ظل الله يتعرض لكل خير 8 باب تحسين الظن بالله والخوف منه
1 أخرج الشيخان عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل وفاته بثلاث لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله
2 وأخرجه إبن أبي الدنيا في كتاب حسن الظن وزاد فإن قوما قد أرداهم سوء ظنهم بالله فقال تبارك وتعالى لهم { وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين }
3 وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت قال كيف تجدك قال أرجو الله وأخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجوه وأمنه مما يخاف
4 وأخرج الترمذي الحكيم في نوادر الأصول عن الحسن قال بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال قال ربكم لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين فمن خافني في الدنيا أمنته في الآخرة ومن أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة وأخرجه أبو نعيم موصولا من حديث شداد بن أوس
5 وأخرج إبن المبارك عن إبن عباس قال إذا رأيتم الرجل بالموت فبشروه ليلقى ربه وهو حسن الظن بالله وإذا كان حيا فخوفوه بربه
6 وأخرج إبن عساكر عن أنس قال قال رسول صلى الله عليه وسلم لا يموتن أحدكم حتى يحسن الظن بالله تعالى فإن حسن الظن بالله تعالى ثمن الجنة

7 وأخرج إبن أبي الدنيا عن إبراهيم النخعي قال كانوا يستحبون أن يلقنوا العبد محاسن عمله عند الموت حتى يحسن ظنه بربه
8 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف عن إبن مسعود قال والله الذي لا إله غيره لا يحسن أحد الظن بالله إلا أعطاه الله ظنه
9 وأخرج أحمد عن واثلة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء
10 وأخرج أحمد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى قال أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله
11 وأخرج إبن المبارك وأحمد والطبراني في الكبير عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله تعالى للمؤمنين يوم القيامة وما أول ما يقولون له قلنا نعم يا رسول الله قال فإن الله يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي فيقولون نعم يا ربنا فيقول لم فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك فيقول قد وجبت لكم مغفرتي
12 وأخرج إبن المبارك عن عقبة بن مسلم قال ما من خصلة في العبد أحب إلى الله من أن يحب لقاءه
13 وأخرج إبن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان وإبن عساكر عن أبي غالب صاحب أبي أمامة قال كنت بالشام فنزلت على رجل من قيس من خيار الناس وله ابن أخ مخالف له يأمره وينهاه ويضربه فلا يطيعه فمرض الفتى فبعث إلى عمه فأبى أن يأتيه فأتيته أنا به حتى أدخلته عليه فأقبل عليه يشتمه ويقول أي عدو الله ألم تفعل كذا قال أرأيت أي عم لو أن الله دفعني إلى والدتي ما كانت صانعة بي قال كانت والله تدخلك الجنة قال فوالله لله أرحم بي من والدتي فقبض الفتى ودفنه عمه فلما سوي اللبن سقطت منه لبنة فوثب عمه فتأخر قلت ما شأنك قال ملىء قبره نورا وفسح له مد البصر
14 وأخرج إبن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن حميد قال كان لي ابن أخت مرهق فمرض فأرسلت إلي أمه فأتيتها فإذا هي عند رأسه

تبكي فقال يا خال ما يبكيها قلت ما تعلم منك قال أليس إنما ترحمني قلت بلى قال فإن الله أرحم بي منها فلما مات أنزلته القبر مع غيري فذهبت أسوي لبنة فاطلعت في اللحد فإذا هو مد بصري فقلت لصاحبي وأنت ما رأيت ما رأيت قال نعم فليهنك ذاك قال فظننت أنه بالكلمة التي قالها 9 باب نذير الموت
1 قال القرطبي ورد في الخبر أن بعض الأنبياء قال لملك الموت أما لك رسول تقدمه بين يديك ليكون الناس على حذر منك قال نعم لي والله رسل كثيرة من الإعلال والأمراض والشيب والهرم وتغيير السمع والبصر فإذا لم يتذكر من نزل به ذلك ولم يتب ناديته إذا قبضته ألم أقدم إليك رسولا بعد رسول ونذيرا بعد نذير فأنا الرسول الذي ليس بعدي رسول وأنا النذير الذي ليس بعدي نذير
2 أخرج أبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال ما من مرض يمرضه العبد إلا رسول ملك الموت عنده حتى إذا كان آخر مرض يمرضه العبد أتاه ملك الموت عليه السلام فقال أتاك رسول بعد رسول ونذير بعد نذير فلم تعبأ به وقد أتاك رسول يقطع أثرك من الدنيا
3 وأخرج البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعذر الله إلى إمرىء أخر أجله حتى بلغه ستين سنة
أعذر في الأمر أي بالغ فيه فلم يترك لصاحبه عذرا 10 باب علامة خاتمة الخير
1 أخرج الترمذي والحاكم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أراد الله بعبد خيرا إستعمله فقيل كيف يستعمله يا رسول الله قال يوفقه لعمل صالح قبل الموت

2 وأخرج أحمد والحاكم عن عمرو بن الحمق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أحب الله عبدا عسله قالوا وما عسله قال يوفق له عملا صالحا بين يدي أجله حتى يرضى عنه جيرانه
3 وأخرج إبن أبي الدنيا عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا إذا أراد الله بعبد خيرا بعث إليه قبل موته بعام ملكا يسدده ويوفقه حتى يموت على خير أحايينه فيقول الناس مات فلان على خير أحايينه فإذا حضر ورأى ما أعد له جعل يتهوع نفسه من الحرص على أن تخرج فهناك أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإذا أراد الله بعبد شرا قيض له قبل موته بعام شيطانا يضله ويغويه حتى يموت على شر أحايينه فيقول الناس قد مات فلان على شر أحايينه فإذا حضر ورأى ما أعد له جعل يتبلع نفسه كراهية أن تخرج فهناك كره لقاء الله وكره الله لقاءه
قال صاحب الإفصاح في معنى هذا الحديث إعلم أن خروج الروح عند دعاء ملك الموت له من جنس دعاء حاوي الحية من جحرها وخروج الجسمين عند الدعاء على حد سواء فأما المؤمن فيتهوع نفسه أي يستدعي إخراجها إذ التهوع إنما هو إستدعاء القيء للبروز وأما الكافر فيتبلع روحه والتبلع رد الجسم الذي في الفم أو يريد الرجوع إلى الجوف إنتهى فائدة
قال بعض العلماء الأسباب المقتضية لسوء الخاتمة والعياذ بالله أربعة التهاون بالصلاة وشرب الخمر وعقوق الوالدين وأذى المسلمين 11 باب من دنا أجله وكيفيه الموت وشدته قال الله تعالى { وجاءت سكرة الموت بالحق } وقال تعالى { ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت }

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:49 PM


) الآية وقال { فلولا إذا بلغت الحلقوم } الآيات وقال { كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق } الآيات
1 أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بين يديه ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه ويقول لا إله إلا الله إن للموت سكرات
2 وأخرج الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت ما أغبط أحدا بهون موت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الهون بفتح الهاء الرفق
3 وأخرج البخاري عنها قال لا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم
4 وأخرج عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد الزهد عن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يعالج من كرب الموت لو لم يعمل إبن آدم إلا لهذا لكان نوله أن يعمل
5 وأخرج عن لقمان الحنفي ويوسف بن يعقوب الحنفي قالا بلغنا أن يعقوب عليه السلام لما أتاه البشير قال له ما أدري ما أتيتك اليوم إلا أنه يهون الله عليك سكرة الموت
6 وأخرج الطبراني في الكبير وأبو نعيم عن إبن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن نفس المؤمن تخرج رشحا وإن نفس الكافر تسل كما تسل نفس الحمار وإن المؤمن ليعمل الخطيئة فيشدد بها عليه عند الموت ليكفر بها عنه وإن الكافر ليعمل الحسنة فيسهل عليه عند الموت ليجزى بها
7 وأخرج الدينوري في المجالسة عن وهيب بن الورد يقول الله تعالى إني لا أخرج أحدا من الدنيا وأنا أريد أن أرحمه حتى أوفيه بكل خطيئة كان

عملها سقما في جسده ومصيبة في أهله وضيقا في معاشه وإقتارا في رزقه حتى أبلغ منه مثاقيل الذر فإن بقي عليه شيء شددت عليه الموت حتى يفضي إلي كيوم ولدته أمه وعزتي لا أخرج عبدا من الدنيا وأنا أريد أن أعذبه حتى أوفيه بكل حسنة عملها صحة في جسده وسعة في رزقه ورغدا في عيشه وأمنا في سربه حتى أبلغ منه مثاقيل الذر فإن بقي له شيء هونت عليه الموت حتى يفضي إلي وليس له حسنة يتقي بها النار
قال في الصحاح فلان آمن في سربه بالكسر أي في نفسه
8 وأخرج إبن أبي الدنيا عن زيد بن أسلم قال إذا بقي على المؤمن من ذنوبه شيء لم يبلغه بعمله شدد عليه من الموت ليبلغ بسكرات الموت وشدائده درجته من الجنة وإن الكافر إذا كان قد عمل معروفا في الدنيا هون عليه الموت ليستكمل ثواب معروفه في الدنيا ثم يصير إلى النار
9 وأخرج إبن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن ليؤجر في كل شيء حتى في الكظ عند الموت
10 وأخرج الترمذي وحسنه وإبن ماجه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن يموت بعرق الجبين
11 وأخرج الترمذي الحكيم في نوادر الأصول والحاكم عن سلمان الفارسي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إرقبوا الميت عند موته ثلاثا فأما إن رشحت جبينه وذرفت عيناه وانتشر منخراه فهي رحمة من الله تعالى قد نزلت به وإن غط غطيط البكر المخنوق وخمد لونه وأزبد شدقاه فهو عذاب من الله تعالى قد حل به

الإنتشار الإنتفاخ وذرفت بمعجمة وراء مفتوحة سالت والغط ترديد الصوت حيث لا يجد مساغا والبكر من الإبل بمنزلة الفتى من الناس
12 وأخرج سعيد بن منصور في سننه والمروزي في الجنائز عن إبن مسعود قال إن المؤمن يبقى عليه خطايا من خطاياه يجازى بها عند الموت فيعرق لذلك جبينه
13 وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن علقمة بن قيس أنه حضر ابن عم له وقد حضرته الوفاة فمسح جبينه فإذا هو يرشح فقال الله أكبر حدثني إبن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال موت المؤمن برشح الجبين وما من مؤمن إلا له ذنوب يكافأ بها في الدنيا ويبقى عليه بقية يشدد بها عليه عند الموت قال عبد الله ولا أحب موتا كموت الحمار
14 وأخرج إبن أبي شيبة والبيهقي عن علقمة أنه حضر ابن أخ له لما حضر فجعل يعرق جبينه فضحك فقيل له ما يضحكك قال سمعت إبن مسعود يقول إن نفس المؤمن تخرج رشحا وإن نفس الكافر أو الفاجر تخرج من شدقه كما تخرج نفس الحمار وإن المؤمن ليكون قد عمل السيئة فيشدد عليه عند الموت ليكفر بها وإن الكافر أو الفاجر ليكون قد عمل الحسنة فيهون عليه عند الموت ليكفر بها
15 وأخرج المروزي عن إبراهيم النخعي قال قال علقمة للأسود إحضرني فلقني لا إله إلا الله فإن عرق جبيني فبشرني
16 وأخرج إبن أبي شيبة والمروزي عن سفيان قال كانوا يستحبون العرق للميت قال بعض العلماء إنما يعرق جبينه حياء من ربه لما اقترف من مخالفته لأن ما سفل منه قد مات وإنما بقيت قوى الحياة وحركاتها فيما علا والحياء في العينين والكافر في عمى عن هذا كله والموحد المعذب في شغل عن هذا بالعذاب الذي قد حل به
17 وأخرج إبن أبي شيبة والإمام أحمد في الزهد وإبن أبي الدنيا عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حدثوا عن بني إسرائيل فإنه كان فيهم أعاجيب ثم أنشأ يحدثنا قال خرجت طائفة منهم فأتوا مقبرة من مقابرهم فقالوا لو صلينا ركعتين ودعونا الله تعالى ليخرج بعض الأموات يخبرنا عن

الموت ففعلوا فبينما هم كذلك إذ طلع رجل أسود اللون بين عينيه أثر السجود فقال يا هؤلاء ما أردتم إلي لقد مت منذ مائة سنة فما سكنت عني حرارة الموت حتى الآن فادعوا الله أن يعيدني كما كنت
18 وأخرج أحمد في الزهد عن عمير بن حبيب أن رجلين من بني إسرائيل عبدا حتى سئما العبادة فقالوا لو خرجنا إلى القبور فجاورناها لعلنا أن نراجع فجاورا القبور فعبدا الله فنشر لهما ميت فقال لهما لقد مت منذ ثمانين سنة وإني لأجد ألم الموت بعد
19 وأخرج أبو نعيم عن كعب قال لا يذهب عن الميت الم الموت ما دام في قبره وإنه لأشد ما يمر على المؤمن وأهون ما يصيب الكافر
20 وأخرج إبن أبي الدنيا عن الأوزاعي قال بلغنا أن المؤمن يجد ألم الموت حتى يبعث من قبره
21 وأخرج إبن أبي الدنيا بسند رجاله ثقات عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ألم الموت وغصته فقال هو كقدر ثلاثمائة ضربة بالسيف
22 وأخرج عن الضحاك بن حمزة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الموت فقال أدنى جبذات الموت بمنزلة مائة ضربة بالسيف
23 وأخرج الخطيب في التاريخ عن أنس مرفوعا لمعالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف
24 وأخرج إبن أبي الدنيا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال والذي نفسي بيده لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش
25 وأخرج أبو الشيخ في كتابه العظمة عن الحسن قال قيل لموسى عليه السلام كيف وجدت الموت قال كسفود داخل جوفي له شعب كثيرة تعلق كل شعبة منه بعرق من عروقي ثم انتزع من جوفي نزعا شديدا فقيل له لقد هونا عليك

26 وأخرج إبن أبي الدنيا عن أبي إسحاق قال قيل لموسى كيف وجدت طعم الموت قال كسفود أدخل في جزة صوف فامتلخ قال يا موسى لقد هونا عليك
27 وأخرج أحمد في الزهد والمروزي في الجنائز عن ابن أبي مليكة أن إبراهيم عليه السلام لما لقي الله قيل له كيف وجدت الموت قال وجدت نفسي كأنما تنزع بالسلى قيل له قد يسرنا عليك الموت
28 وروي أن موسى لما صارت روحه إلى الله تعالى قال له ربه يا موسى كيف وجدت الموت قال وجدت نفسي كالعصفور الحي حين يقلى على المقلاة لا يموت فيستريح ولا ينجو فيطير وروى عنه قال وجدت نفسي كشاة تسلخ بيد القصاب
29 وأخرج عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الملائكة تكتنف العبد وتحبسه لولا ذلك لكان يعدو في الصحاري والبراري من شدة سكرات الموت قال في الصحاح إكتنفوا أحاطوا به
30 وأخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة عن الفضيل بن عياض أنه قيل له ما بال الميت تنزع نفسه وهو ساكت وإبن آدم يضطرب من القرصة قال إن الملائكة توثقه
31 وأخرج إبن أبي الدنيا عن شهر بن حوشب قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الموت وشدته فقال إن أهون الموت بمنزلة حسكة كانت في صوف فهل تخرج الحسكة من الصوف إلا ومعها صوف
32 وأخرج المروزي في الجنائز عن ميسرة رفعه قال لو أن قطرة من ألم الموت وضعت على أهل السماء والأرض لماتوا جميعا وإن في القيامة ساعة تضعف على شدة الموت سبعين ضعفا

33 وأخرج إبن أبي الدنيا عن محمد بن عبد الله بن يساف قال لما أحتضر عمرو بن العاص قال له إبنه يا أبتاه إنك كنت تقول ليتني ألقى رجلا عاقلا عند نزول الموت حتى يصف لي ما يجده وأنت ذلك الرجل فصف لي الموت قال يا بني والله لكأن جنبي في تخت وكأني أتنفس من سم إبره وكأن غصن شوك يجر به من قدمي إلى هامتي
34 وأخرج إبن سعد عن عوانة بن الحكم قال كان عمرو بن العاص يقول عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه فلما نزل به قال له إبنه عبد الله يا أبت إنك كنت تقول عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه فصف لنا الموت قال يا بني الموت أجل من أن يوصف ولكن سأصف لك منه شيئا أجدني كأن على عنقي جبال رضوى وأجدني كأن في جوفي شوك السلاء وأجدني كأن روحي تخرج من ثقب إبرة
35 وأخرج إبن أبي شيبة وإبن أبي الدنيا وأبو نعيم في الحلية عن ابن أبي مليكة أن عمر رضي الله عنه قال لكعب أخبرني عن الموت قال يا أمير المؤمنين هو مثل شجرة كثيرة الشوك في جوف إبن آدم فليس منه عرق ولا مفصل إلا فيه شوكة ورجل شديد الذراعين فهو يعالجها وينزعها ولفظ إبن أبي شيبة كغصن كثير الشوك أدخل في جوف رجل فأخذت كل شوكة بعرق ثم جذبه رجل شديد الجذب فأخذ ما أخذ وأبقى ما أبقى
36 وأخرج إبن أبي الدنيا عن شداد بن أوس الصحابي رضي الله عنه قال الموت أفظع هول في الدنيا والآخرة على المؤمنين والموت أشد من نشر بالمناشير وقرض بالمقاريض وغلي في القدور ولو أن الميت نشر فأخبر أهل الدنيا بألم الموت ما انتفعوا بعيش ولا لذوا بنوم وأخرج عن وهب بن منبه قال الموت أشد من ضرب بالسيف ونشر بالمناشير وغلي في القدور ولو أن ألم عرق من عروق الميت قسم على أهل الأرض لأوسعهم ألما ثم هو أول شدة يلقاها الكافر وآخر شدة يلقاها المؤمن

38 وأخرج أبو نعيم في الحلية عن واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحضروا موتاكم ولقنوهم لا إله إلا الله وبشروهم بالجنة فإن الحليم من الرجال والنساء يتحير عند ذلك المصرع وإن الشيطان أقرب ما يكون من إبن آدم عند ذلك المصرع والذي نفسي بيده لمعاينة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف والذي نفسي بيده لا تخرج نفس عبد من الدنيا حتى يتألم كل عرق منه على حياله
وأخرج إبن أبي الدنيا نحوه عن أبي حسين البرجمي رفعه
39 وأخرج إبن أبي الدنيا عن طعمة بن غيلان الجعفي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إنك تأخذ الروح من بين العصب والقصب والأنامل اللهم أعني على الموت وهونه عليه
40 وأخرج الحارث بن أبي أسامة في مسنده بسند جيد عن عطاء بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال معالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف وما من مؤمن يموت إلا وكل عرق منه يألم على حدة وأقرب ما يكون عدو الله منه تلك الساعة
41 وأخرج إبن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان عن عبيد بن عمير أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد مريضا فقال ما منه عرق إلا وهو يألم منه غير أنه قد أتاه آت من ربه فبشره أن ليس بعده عذاب
42 ودخل النبي صلى الله عليه وسلم على رجل من أصحابه وهو مريض قال كيف تجدك قال أجدني راغبا راهبا قال والذي نفسي بيده لا يجتمعان لأحد عند هذه الحالة إلا أعطاه الله ما رجا وأمنه مما يخاف
43 وأخرج أحمد عن إبن عباس قال آخر شدة يلقاها المؤمن الموت
44 وأخرج أبو نعيم والمروزي والبيهقي في الشعب عن عمر بن عبد العزيز قال ما أحب أن يهون علي سكرات الموت لأنه آخر ما يؤجر به المسلم
45 وأخرج إبن أبي الدنيا عن أنس قال لم يلق إبن آدم شدة قط منذ خلقه الله أشد عليه من الموت

46 وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب قال إن أشد ما يلقى من أمر الآخرة الموت
47 وأخرج عن زيد بن أسلم أن رجلا قال لكعب الأحبار ما الداء الذي لا دواء له قال الموت قال زيد بن أسلم إن الموت داء ودواؤه رضوان الله
48 وأخرج القشيري في الرسالة وأبو الفضل الطوسي في عيون الأخبار والديلمي من طريق إبراهيم بن هدبة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليعالج كرب الموت وسكرات الموت وإن مفاصله ليسلم بعضها على بعض تقول السلام عليك تفارقني وأفارقك إلى يوم القيامة
49 وأخرج إبن أبي الدنيا عن الحسن قال أشد ما يكون من الموت على العبد إذا بلغت الروح التراقي فعند ذلك يضطرب ويعلو أنفسه قلت قد إختص الشهيد بأن لا يجد من ألم الموت ما يجده غيره
50 وأخرج الطبراني عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم ألم مس القرصة
51 وأخرج إبن أبي الدنيا عن محمد بن كعب القرظي قال بلغني أن آخر من يموت ملك الموت يقال له يا ملك الموت مت فيصرخ عند ذلك صرخة لو سمعها أهل السموات وأهل الأرض لماتوا فزعا ثم يموت
52 وأخرج عن زياد النميري قال قرأت في بعض الكتب أن الموت أشد على ملك الموت منه على جميع الخلق

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:50 PM


تنبيه
قال القرطبي لتشديد الموت على الأنبياء فائدتان
إحداهما تكميل فضائلهم ورفع درجاتهم وليس ذلك نقصا ولا عذابا بل هو كما جاء أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل
والثانية أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت وأنه باطن وقد يطلع الإنسان على بعض الموتى فلا يرى عليه حركة ولا قلقا ويرى سهولة خروج روحه فيظن

سهولة أمر الموت ولا يعرف ما الميت فيه فلما ذكر الأنبياء الصادقون في خبرهم شدة ألمه مع كرامتهم على الله تعالى قطع الخلق بشدة الموت الذي يقاسيه الميت مطلقا لإخبار الصادقين عنه ما خلا الشهيد قتيل الكفار على ما ثبت في الحديث إنتهى
فائدة
53 ذكر جماعة من العلماء أن السواك يسهل خروج الروح واستدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها في الصحيح في قصة سواك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته
فائدة
54 أخرج أحمد في الزهد عن ميمون بن مهران قال لا يزال أحدكم حديث عهد بعمل صالح فإنه أهون عليه حين ينزل به الموت أو يتذكر عملا صالحا قدمه
فائدة
55 أخرج إبن أبي حاتم عن قتادة في قوله تعالى { الذي خلق الموت والحياة } قال الحياة فرس جبريل والموت كبش أملح وقال مقاتل والكلبي خلق الموت في صورة كبش لا يمر على أحد إلا مات وخلق الحياة في صورة فرس لا تمر على شيء إلا حيي
56 وأخرج أبو الشيخ وابن حبان في كتاب العظمة عن وهب بن منبه قال خلق الله الموت كبشا أملح مستترا بسواد وبياض له أربعة أجنحة جناح تحت العرش وجناح في الثرى وجناح في المشرق وجناح في المغرب قال له كن فكان ثم قال له ابرز فبرز الموت لعزرائيل
وبهذه الآثار عرف أن الموت جسم خلق في صورة كبش لا عرض واتضح بما ورد في حديث الصحيحين يجاء بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ثم يقال هل تعرفون هذا فيقولون نعم وكل قد

رآه هذا الموت فيذبح وزاد أبو يعلى في رواية عن أنس كما تذبح الشاة
فائدة
57 أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال سألت عائشة رضي الله عنها عن موت الفجأة أيكره قالت لأي شيء يكره سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال راحة للمؤمن وأخذ أسف للفاجر 12 باب ما يقوله الإنسان في مرض الموت وما يقرأ عنده وما يقال إذا احتضر وتلقينه وما يقال إذا مات وغمض عيناه
1 أخرج أحمد وإبن أبي الدنيا والديلمي عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ميت يقرأ عند رأسه يس إلا هون الله عليه
2 وأخرج إبن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي والحاكم وابن حبان عن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرؤوا على موتاكم يس قال ابن حبان أراد به من حضرة الموت لأن الموت لا يقرأ عليه
3 وأخرج إبن أبي شيبة والمروزي عن جابر بن زيد قال كما يستحب إذا حضر الميت أن يقرأ عنده سورة الرعد فإن ذلك يخفف عن الميت وأنه أهون لقبضه وأيسر لشأنه
وكان يقال قبل أن يموت الميت بساعة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم اللهم إغفر لفلان بن فلان وبرد عليه مضجعه ووسع عليه قبره وأعطه الراحة بعد الموت وألحقه بنبيه وتول نفسه وصعد روحه في أرواح الصالحين واجمع بيننا وبينه في دار تبقى فيها الصحة ويذهب عنا فيها النصب والتعب ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويكرر ذلك حتى يقبض
4 وأخرج إبن أبي شيبة والمروزي عن الشعبي قال كانت الأنصار يقرؤون عند الميت سورة البقرة

5 وأخرج أبو نعيم عن قتادة في قوله تعالى { ومن يتق الله يجعل له مخرجا } قال مخرجا من شبهات الدنيا ومن الكرب عند الموت ومن مواقف يوم القيامة
6 وأخرج مسلم عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقنوا موتاكم لا إله إلا الله قال ابن حبان وغيره أراد به من حضرة الموت
7 وأخرج أحمد وأبو داود والحاكم عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة
8 وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن إبن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إفتحوا على صبيانكم أول كلمة بلا إله إلا الله ولقنوهم عند الموت لا إله إلا الله فإنه من كان أول كلامه لا إله إلا الله وآخر كلامه لا إله إلا الله ثم عاش ألف سنة ما سئل عن ذنب واحد قال البيهقي خبر غريب لم نكتبه إلا بهذا الإسناد
9 وأخرج أبو القاسم القشيري في أماليه عن أبي هريرة مرفوعا إذا ثقلت مرضاكم فلا تملوهم قول لا إله إلا الله ولكن لقنوهم فإنه لم يختم به لمنافق قط
10 وأخرج الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان وفي دلائل النبوة عن عبد الله بن أبي أوفى قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن ها هنا غلاما قد أحتضر فيقال له قل لا إله إلا الله فلا يستطيع أن يقولها فقال أليس كان يقولها في حياته قالوا بلى قال فما منعه منها عند موته فنهض النبي صلى الله عليه وسلم ونهضنا معه حتى أتى الغلام فقال يا غلام قل لا إله إلا الله قال لا أستطيع أن أقولها قال ولم قال لعقوقي والدتي قال أحية هي قال نعم قال أرسلوا إليها فجاءته فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إبنك هو قالت نعم قال أرأيت لو أن نارا أججت فقيل لك إن لم تشفعي فيه

دفناه في هذه النار فقالت إذا كنت أشفع له قال فأشهدي الله وأشهدينا بأنك قد رضيت عنه فقالت قد رضيت عن إبني فقال يا غلام قل لا إله إلا الله فقال لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي أنقذه بي من النار
11 وأخرج إبن عساكر عن عبد الرحمن المحاربي قال حضرت رجلا الوفاة فقيل له قل لا إله إلا الله فقال لا أقدر كنت أصحب قوما يأمرونني بشتم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
12 وأخرج أبو يعلى والحاكم بسند صحيح عن طلحة وعمر قالا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لأعلم كلمة لا يقولها رجل يحضره الموت إلا وجد روحه لها راحة حين تخرج من جسده وكانت له نورا يوم القيامة وفي لفظ إلا نفس الله عنه وأشرق لها لونه ورأى ما يسره لا إله إلا الله
13 وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حضر ملك الموت رجلا يموت فشق أعضاءه فلم يجده عمل خيرا ثم شق قلبه فلم يجد فيه خيرا ففك لحييه فوجد طرف لسانه لاصقا بحنكه يقول لا إله إلا الله فغفر له بكلمة الإخلاص
14 وأخرج أبو نعيم عن فرقد السنجي قال إذا حضر العبد الوفاة قال الملك صاحب الشمال لصاحب اليمين خفف فيقول صاحب اليمين لا أخفف لعله أن يقول لا إله إلا الله فأكتبها
15 وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري مرفوعا من قال عند موته لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لا تطعمه النار أبدا
16 وأخرج الحاكم عن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هل أدلكم على إسم الله الأعظم دعاء يونس { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } فأيما مسلم دعا بها في مرض موته أربعين مرة فمات في مرضة

ذلك أعطي أجر شهيد وإن برأ برأ وقد غفر له جميع ذنوبه
17 وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات وابن منيع في مسنده من حديث أبي هريرة مرفوعا يا أبا هريرة ألا أخبرك بأمر هو حق من تكلم به في أول مضجعه من مرضه نجاه الله من النار قلت بلى قال لا إله إلا الله يحيي ويميت وهو حي لا يموت وسبحان الله رب العباد والبلاد والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه على كل حال والله أكبر كبرياؤه وجلاله وقدرته بكل مكان اللهم إن كنت أمرضتني لتقبض روحي في مرضي هذا فاجعل روحي في أرواح من سبقت لهم منك الحسنى وأعذني من النار كما أعذت أولئك الذين سبقت لهم منك الحسنى فإن مت في مرضك ذلك فإلى رضوان الله والجنة وإن كنت قد إقترفت ذنوبا تاب الله عليك
18 وأخرج إبن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات من قالهن عند وفاته دخل الجنة لا إله إلا الله الحليم الكريم ثلاث مرات الحمد لله رب العالمين ثلاث مرات تبارك الذي بيده الملك يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير
19 وأخرج سعيد بن منصور في سننه والبزار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعه إن المؤمن عندي بمنزلة كل خير يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين جنبيه
20 وأخرج البيهقي في الشعب عن إبن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن تخرج نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله عز وجل
21 وأخرج سعيد بن منصور في سننه والمروزي ومسلم وإبن أبي شيبة عن أم الحسن قالت كنت عند أم سلمة فجاءها إنسان فقال فلان بالموت فقالت إنطلق فإذا رأيته أحتضر فقل سلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
22 وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي بكرة قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وهو في الموت فلما شق بصره مد رسول الله صلى الله عليه وسلم يده

فأغمضه فلما أغمضه صاح أهل البيت فسكتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن النفس إذا خرجت يتبعها البصر وإن الملائكة تحضر الميت فيؤمنون على ما يقول أهل البيت ثم قال صلى الله عليه وسلم اللهم إرفع درجة أبي سلمة في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين وإغفر لنا وله يوم الدين
23 وأخرج الحاكم عن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضرتم الميت فأغمضوا البصر فإن البصر يتبع الروح وقولوا خيرا فإن الملائكة تؤمن على دعاء أهل البيت
24 وأخرج البيهقي في شعب الإيمان وأبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال قال لي إبن عباس لا تنامن إلا على وضوء فإن الأرواح تبعث على ما قبضت عليه
25 وأخرج الطبراني عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أتاه ملك الموت وهو على وضوء أعطي الشهادة
26 وأخرج المروزي عن بكر بن عبد الله المزني قال إذا غمضت ميتا فقل بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم 13 باب ما جاء في ملك الموت وأعوانه قال الله تعالى { قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم } وقال الله تعالى { حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون }
1 أخرج إبن أبي شيبة في المصنف وإبن أبي حاتم عن إبن عباس في قوله تعالى { توفته رسلنا } قال أعوان ملك الموت من الملائكة وأخرج أبو الشيخ في تفسيره عن إبراهيم النخعي مثله وزاد ثم يقبضها ملك الموت منهم بعد
2 وأخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة عن وهب بن منبه قال إن

الملائكة الذين يأتون الناس هم الذين يتوفونهم ويكتبون لهم آجالهم فإذا توفوا النفس دفعوها إلى ملك الموت وهو كالعاقب يعني العشار الذي يؤدي إليه من تحته
3 وأخرج إبن أبي حاتم عن أبي هريرة قال لما أراد الله أن يخلق آدم بعث ملكا من حملة العرش يأتي بتراب من الأرض فلما هوى ليأخذ قالت الأرض أسألك بالذي أرسلك أن لا تأخذ اليوم مني شيئا يكون للنار فيه نصيب غدا فتركها فلما رجع إلى ربه قال ما منعك أن تأتي بما أمرتك قال سألتني بك فعظمت أن أرد شيئا سألني بك فأرسل آخر فقال مثل ذلك حتى أرسلهم كلهم فأرسل ملك الموت فقالت له مثل ذلك فقال إن الذي أرسلني أحق بالطاعة منك فأخذ من وجه الأرض كلها من طيبها وخبيثها فجاء به إلى ربه فصب عليه من ماء الجنة فصار حمأ مسنونا فخلق منه آدم
4 وأخرج أبو حذيفة إسحاق بن بشر في كتاب المبتدأ عن ابن إسحاق عن الزهري نحوه وسمى الملك المرسل أولا إسرافيل والثاني ميكائيل
5 وأخرج إبن عساكر من طريق السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن إبن عباس وعن مرة عن إبن مسعود وناس من الصحابة وسمى المرسل أولا جبريل والثاني ميكائيل
6 وأخرج إبن عساكر أيضا عن يحيى بن خالد نحوه وسمى الأول جبريل والثاني ميكائيل وقال في آخره فسماه ملك الموت ووكله بالموت
7 وأخرج إبن أبي شيبة وإبن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الشعب عن ابن سابط قال يدبر أمر الدنيا أربعة جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت فأما جبريل فصاحب الجنود والريح وأما ميكائيل فصاحب القطر والنبات وأما ملك الموت فهو موكل بقبض الأنفس وأما إسرافيل فهو ينزل عليهم بالأمر وفي لفظ بما يؤمرون
8 وأخرج أبو الشيخ بن حيان في كتاب العظمة عن الربيع بن أنس أنه سئل عن ملك الموت هل هو وحده الذي يقبض الأرواح قال هو الذي يلي أمر الأرواح وله أعوان على ذلك غير أن ملك الموت هو الرئيس وكل خطوة منه من

المشرق إلى المغرب قلت أين تكون أرواح المؤمنين قال عند السدرة
9 وأخرج إبن أبي الدنيا عن إبن عباس في قوله { فالمدبرات أمرا } قال ملائكة مع ملك الموت يحضرون الموتى عند قبض أرواحهم فمنهم من يعرج بالروح ومنهم من يؤمن على الدعاء ومنهم من يستغفر للميت حتى يصلى عليه ويدلى في حفرته
10 وأخرج إبن أبي الدنيا عن عكرمة في قوله تعالى { وقيل من راق } قال أعوان ملك الموت يقول بعضهم لبعض من يرقى بروحه من أسفل قدمه إلى موضع خروج نفسه
11 وأخرج الطبراني في الكبير وأبو نعيم وإبن منده كلاهما في الصحابة من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن الحارث بن الخزرج عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ونظر إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار فقال يا ملك الموت إرفق بصاحبي فإنه مؤمن فقال ملك الموت طب نفسا وقر عينا واعلم أني بكل مؤمن رفيق واعلم يا محمد أني لأقبض روح إبن آدم فإذا صرخ صارخ قمت في الدار ومعي روحه فقلت ما هذا الصارخ والله ما ظلمناه ولا سبقنا أجله ولا استعجلنا قدره وما لنا في قبضه من ذنب فإن ترضوا لما صنع الله تؤجروا وإن تسخطوا تأثموا وتوزروا وإن لنا عندكم عودة بعد عودة فالحذر والحذر وما من أهل بيت شعر ولا مدر بر ولا فاجر سهل ولا جبل إلا أنا أتصفحهم في كل يوم وليلة حتى لأنا أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم والله لو أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو يأذن بقبضها
قال جعفر بن محمد بلغني أنه إنما يتصفحهم عند مواقيت الصلاة فإذا نظر عند الموت فإن كان ممن يحافظ على الصلوات الخمس دنا منه الملك وطرد عنه الشيطان ويلقنه الملك لا إله إلا الله محمد رسول الله في ذلك الحال العظيم وأخرجه إبن أبي حاتم في تفسيره وأبو الشيخ في العظمة عن جعفر بن محمد عن

أبيه مرفوعا معضلا
12 وأخرجه إبن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن الحسن قال ما من يوم إلا وملك الموت يتصفح في كل بيت ثلاث مرات فمن وجده منهم قد أستوفي رزقه وإنقضى أجله قبض روحه فإذا قبض روحه أقبل أهله برنة وبكاء فيأخذ ملك الموت بعضادتي الباب فيقول ما لي إليكم من ذنب وإني لمأمور والله ما أكلت له رزقا ولا أفنيت له عمرا ولا إنتقصت له أجلا إن لي فيكم لعودة ثم عودة حتى لا أبقي منكم أحدا قال الحسن فوالله لو يرون مقامه ويسمعون كلامه لذهلوا عن ميتهم ولبكوا على أنفسهم
13 وأخرج المروزي في الجنائز عن سليم بن عطية قال دخل سلمان على صديق له يعوده وهو بالموت فقال يا ملك الموت إرفق به فإنه مؤمن فتكلم الرجل وقال إنه يقول إني بكل مؤمن رفيق
14 وأخرج الزبير بن بكار وإبن عساكر من طرق عن حميد بن ميمون عن أبيه قال كنت فيمن حضر المطلب بن عبد الله بن حنطب بمنبج وهو يجود بنفسه ولقي من الموت شدة فقال رجل ممن حضر وهو في غشيته اللهم هون عليه فإنه كان سخيا وكان يثني عليه فأفاق فقال من المتكلم فقالوا فلان فقال فإن ملك الموت يقول لك إني بكل مؤمن سخي رفيق ثم مات في الحال
15 وأخرج إبن أبي الدنيا عن عبيد بن عمير قال بينما إبراهيم صلوات الله على نبينا وعليه يوما في داره إذ دخل عليه رجل حسن الشارة فقال يا عبد الله من أدخلك داري فقال أدخلنيها ربها قال ربها أحق بها فمن أنت قال ملك الموت قال لقد نعت لي منك أشياء ما أراها فيك قال فأدبر فأدبر فإذا عيون مقبلة وعيون مدبرة وإذا كل شعرة منه كأنها السنان قائم فتعوذ إبراهيم عليه السلام من ذلك وقال عد إلى الصورة الأولى قال يا إبراهيم إن الله إذا بعثني إلى من يحب لقاءه بعثني في الصورة التي رأيت أولا
الشارة بشين معجمة وراء خفيفة الهيئة
16 وأخرج عن وهب قال إن إبراهيم صلى الله عليه وسلم رأى في بيته رجلا فقال من أنت قال أنا ملك الموت قال إبراهيم إن كنت صادقا فأرني منك آية أعرف أنك

ملك الموت قال له ملك الموت أعرض بوجهك فأعرض ثم نظر فأراه الصورة التي يقبض بها المؤمنين قال فرأى من النور والبهاء شيئا لا يعلمه إلا الله ثم قال أعرض بوجهك فأعرض ثم نظر فأراه الصورة التي يقبض بها الكفار والفجار فرعب إبراهيم رعبا شديدا حتى إرتعدت فرائصه وألصق بطنه بالأرض وكادت نفسه أن تخرج
17 وأخرج عن إبن مسعود وإبن عباس معا قالا لما اتخذ الله إبراهيم خليلا سأل ملك الموت ربه أن يأذن له أن يبشره بذلك فأذن له فجاء إبراهيم فبشره فقال الحمد لله ثم قال يا ملك الموت أرني كيف تقبض أنفاس الكفار قال يا إبراهيم لا تطيق ذلك قال بلى قال أعرض فأعرض ثم نظر فإذا برجل أسود تنال رأسه السماء يخرج من فيه لهب النار ليس من شعرة في جسده إلا في صورة رجل يخرج من فيه ومسامعه لهب النار فغشي على إبراهيم ثم أفاق وقد تحول ملك الموت في الصورة الأولى فقال يا ملك الموت لو لم يلق الكافر من البلاء والحزن إلا صورتك لكفاه فأرني كيف تقبض أنفاس المؤمنين قال أعرض فأعرض ثم التفت فإذا هو برجل شاب أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا في ثياب بيض فقال يا ملك الموت لو لم ير المؤمن عند الموت من قرة العين والكرامة إلا صورتك هذه لكان يكفيه
18 وأخرج أحمد في الزهد وأبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم عن مجاهد قال جعلت الأرض لملك الموت مثل الطست يتناول من حيث شاء وجعل له أعوان يتوفون الأنفس ثم يقبضها منهم
19 وأخرج أبو الشيخ عن الحكم بن عتبة قال الدنيا بين يدي ملك الموت بمنزلة الطست بين يدي الرجل
20 وأخرج إبن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن أشعث بن أسلم قال سأل إبراهيم صلوات الله عليه ملك الموت وإسمه عزرائيل وله عينان في وجهه وعينان في قفاه فقال يا ملك الموت ماذا تصنع إذا كانت نفس بالمشرق ونفس بالمغرب ووقع الوباء وإلتقى الزحفان كيف تصنع قال أدعو الأرواح بإذن الله

فتكون بين أصبعي هاتين قال ودحيت له الأرض فتركت مثل الطست يتناول منها حيث شاء
21 وأخرج إبن أبي الدنيا من طريق الحسن بن عمارة عن الحكم أن يعقوب عليه السلام قال لملك الموت ما من نفس منفوسة إلا وأنت تقبض روحها قال نعم قال فكيف وأنت عندي ها هنا والأنفس في أطراف الأرض قال إن الله سخر لي الدنيا فهي كالطست يوضع قدام أحدكم فيتناول من أطرافها ما شاء كذلك الدنيا عندي
22 وأخرج الدينوري في المجالسة عن أبي قيس الأزدي قال قيل لملك الموت كيف تقبض الأرواح قال أدعوها فتجيبني
23 وأخرج إبن أبي الدنيا وأبو الشيخ وأبو نعيم عن شهر بن حوشب قال ملك الموت جالس والدنيا بين ركبتيه واللوح الذي فيه آجال بني آدم في يديه وبين يديه ملائكة قيام وهو يعرض اللوح لا يطرف فإذا أتى على أجل عبد قال أقبضوا هذا
24 وأخرج إبن أبي حاتم وأبو الشيخ عن إبن عباس أنه سئل عن نفسين إتفق موتهما في طرفة عين واحد بالمشرق وآخر بالمغرب كيف قدرة ملك الموت عليهما قال ما قدرة ملك الموت على أهل المشارق والمغارب والظلمات والهوى والبحور إلا كرجل بين يديه مائدة يتناول من أيها شاء
26 وأخرج جويبر في تفسيره عن الكلبي عن مجاهد عن إبن عباس قال ملك الموت الذي يتوفى الأنفس كلها وقد سلط على ما في الأرض كما سلط أحدكم على ما في راحته ومعه ملائكة من ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فإذا توفى نفسا طيبه دفعها إلى ملائكة الرحمة وإذا توفى نفسا خبيثة دفعها إلى ملائكة العذاب
27 وأخرج إبن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن أبي المثنى الحمصي قال إن الدنيا سهلها وجبلها بين فخذي ملك الموت ومعه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فيقبض الأرواح فيعطي هؤلاء لهؤلاء وهؤلاء لهؤلاء يعني ملائكة

الرحمة وملائكة العذاب قيل فإذا كانت ملحمة وكان السيف مثل البرق قال يدعوها فتأتيه الأنفس
28 وأخرج إبن أبي حاتم عن زهير بن محمد قال قيل يا رسول الله ملك الموت واحد والزحفان ملتقيان من المشرق والمغرب وما بين ذلك من السقط والهلاك فقال إن الله حوى الدنيا لملك الموت حتى جعلها كالطست بين يدي أحدكم فهل يفوته منها شيء
29 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف قال حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن خيثمة قال أتى ملك الموت سليمان بن داود وكان له صديقا فقال له سليمان مالك تأتي أهل البيت فتقبضهم جميعا وتدع أهل البيت إلى جنبهم لا تقبض منهم أحدا قال ما أعلم بما أقبض منها إنما أكون تحت العرش فتلقى إلي صكاك فيها أسماء
30 وأخرج بهذا السند عن خيثمة قال دخل ملك الموت على سليمان فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه يديم النظر إليه فلما خرج قال الرجل من هذا قال هذا ملك الموت قال رأيته ينظر إلي كأنه يريدني قال فما تريد قال أريد أن تحملني على الريح حتى تلقيني بالهند فدعا الريح فحمله عليها فألقته في الهند ثم أتى ملك الموت سليمان فقال إنك كنت تديم النظر إلى رجل من جلسائي قال كنت أعجب منه أمرت أن أقبضه بالهند وهو عندك
31 وأخرج إبن عساكر عن خيثمة قال قال سليمان بن داود لملك الموت إذا أردت أن تقبض روحي فأعلمني بذلك قال ما أنا بأعلم بذلك منك إنما هي كتب تلقى إلي فيها تسمية من يموت
32 وأخرج إبن أبي حاتم عن إبن عباس قال إن ملكا إستأذن ربه أن يهبط إلى إدريس فأتاه فسلم عليه فقال له إدريس هل بينك وبين ملك الموت شيء فقال ذاك أخي من الملائكة قال هل تستطيع أن تنفعني بشيء عنده قال إما أن يؤخر شيئا أو يقدمه فلا ولكن سأكلمه لك فيرفق بك عند الموت فقال إركب بين جناحي فركب إدريس فصعد به إلى السماء العليا فلقي ملك الموت

وإدريس بين جناحيه فقال له الملك إن لي حاجة قال علمت حاجتك تكلمني في إدريس وقد محي إسمه ولم يبق من أجله إلا نصف طرفة فمات إدريس بين جناحي الملك
33 وأخرج أحمد في الزهد وإبن أبي الدنيا عن عمر قال بلغنا أن ملك الموت لا يعلم متى يحضر أجل الإنسان حتى يؤمر بقبضه
34 وأخرج إبن أبي الدنيا عن ابن جريج قال بلغنا أنه يقال لملك الموت اقبض فلانا في وقت كذا في يوم كذا
35 وأخرج المروزي وإبن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن أبي الشعثاء جابر بن زيد أن ملك الموت كان يقبض الأرواح بغير وجع فسبه الناس ولعنوه فشكا إلى ربه فوضع الله الأوجاع ونسي ملك الموت يقال مات فلان بوجع بكذا وكذا
36 وأخرج أبو نعيم عن الأعمش قال كان ملك الموت يظهر للناس فيأتي الرجل فيقول إقض حاجتك فإني أريد أن أقبض روحك فشكا فأنزل الداء وجعل الموت خفية
37 وأخرج أحمد والبزار والحاكم وصححه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان ملك الموت يأتي الناس عيانا فأتى موسى فلطمه ففقأ عينه فأتى ربه فقال يا رب عبدك موسى فقأ عيني ولولا كرامته عليك لشققت عليه قال له إذهب إلى عبدي فقل له فليضع يده على جلد ثور أو مسك ثور فله بكل شعرة وارت يده سنة فأتاه فقال ما بعد هذا قال الموت قال فالآن قال فشمه شمة فقبض روحه قال يونس فرد الله إليه عينه فكان يأتي بعد الناس خفية
38 وأخرج أبو حذيفة إسحاق بن بشر في كتاب الشدائد بسنده عن إبن عمر قال قال ملك الموت يا رب إن عبدك إبراهيم جزع من الموت فقال له قل له الخليل إذا طال به العهد من خليله إشتاق إليه فبلغه فقال نعم يا رب قد إشتقت إلى لقائك فأعطاه ريحانة فشمها فقبض فيها روحه
39 وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن المنكدر أن ملك الموت قال لإبراهيم عليه السلام إن ربي أمرني أن أقبض نفسك بأيسر ما قبضت نفس مؤمن قال فأنا أسألك بحق الذي أرسلك أن تراجعه في فقال إن خليلك سألني أن

أراجعك فيه فقال ائته وقل له إن ربك يقول إن الخليل يحب لقاء خليله فأتاه فقال إمض لما أمرت به قال يا إبراهيم هل شربت شرابا قط قال لا قال فاستنكهه فقبض نفسه على ذلك

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:51 PM


40 وأخرج أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان داود فيه غيرة شديدة فكان إذا خرج أغلقت الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع قال فخرج ذات يوم وغلقت الدار فأقبلت إمرأته تطلع إلى الدار فقالت لمن في البيت من أين دخل هذا الرجل الدار والدار مغلقة لتفتضحن بداود فجاء داود فإذا الرجل قائم وسط الدار فقال له من أنت قال أنا الذي لا أهاب الملوك ولا يمنع مني شيء قال داود أنت والله إذا ملك الموت مرحبا بأمر الله فزمل داود مكانه حيث قبضت نفسه
41 وأخرج الطبراني عن الحسين أن جبريل هبط على النبي صلى الله عليه وسلم يوم موته فقال كيف تجدك قال أجدني يا جبريل مغموما وأجدني مكروبا فاستأذن ملك الموت على الباب فقال جبريل يا محمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ما إستأذن على آدمي قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك قال ائذن له فأذن له فأقبل حتى وقف بين يديه فقال إن الله أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها وإن كرهت تركتها قال وتفعل يا ملك الموت قال نعم بذلك أمرت فقال له جبريل إن الله قد إشتاق إلى لقائك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إمض لما أمرت به
42 وأخرج أحمد في الزهد وسعيد بن منصور عن عطاء بن يسار قال ما من أهل بيت إلا يتصفحهم ملك الموت في كل يوم خمس مرات هل منهم أحد أمر بقبضه
43 وأخرج إبن أبي حاتم عن كعب قال ما من بيت فيه أحد إلا وملك الموت على بابه كل يوم سبع مرات ينظر هل فيه أحد أمر به يتوفاه
44 وأخرج أحمد في الزهد وأبو الشيخ عن مجاهد قال ما على ظهر الأرض من بيت شعر ولا مدر إلا وملك الموت يطوف به كل يوم مرتين

45 وأخرج إبن أبي شيبة وعبد الله بن الإمام أحمد في زوائد الزهد عن عبد الأعلى التيمي قال ما من أهل دار إلا وملك الموت يتصفحهم في اليوم مرتين
46 وأخرج أبو نعيم عن ثابت البناني قال الليل والنهار أربع وعشرون ساعة ليس فيها ساعة تأتي على ذي روح إلا وملك الموت قائم عليها فإن أمر بقبضها وإلا ذهب
47 وأخرج أبو الفضل الطوسي في كتاب عيون الأخبار بسنده وإبن النجار في تاريخ بغداد من طريق إبراهيم بن هدبة عن أنس مرفوعا إن ملك الموت لينظر في وجوه العباد في كل يوم سبعين نظرة فإذا ضحك العبد الذي بعث إليه يقول واعجبا بعثت إليه لأقبض روحه وهو يضحك
48 وأخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة وإبن أبي الدنيا عن زيد بن أسلم قال يتصفح ملك الموت المنازل كل يوم خمس مرات ويطلع في وجه إبن آدم كل يوم إطلاعة قال فمنها الذعرة التي تصيب الناس يعني القشعريرة والإنقباض
49 وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة قال ما من يوم إلا وملك الموت ينظر في كتاب حياة الناس قائل يقول ثلاثا وقائل يقول خمسا
50 وأخرج أبو الشيخ والعقيلي في الضعفاء والديلمي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آجال البهائم وخشاش الأرض كلها في التسبيح فإذا إنقضى تسبيحها قبض الله أرواحها وليس إلى ملك الموت من ذلك شيء
وله طريق آخر أخرجه الخطيب في الرواة عن مالك من حديث إبن عمرو مثله قال إبن عطية والقرطبي وكأن معنى ذلك أن الله يعدم حياتها بلا مباشرة ملك الموت وأما الآدمي فشرف بأن خلق الله له ملكا وأعوانه وجعل قبض روحه وانسلالها من جسده على يده
51 لكن أخرج الخطيب في الرواة عن مالك عن سليمان بن معمر الكلابي قال حضرت مالك بن أنس وسأله رجل عن البراغيث أملك الموت

يقبض أرواحها فأطرق طويلا ثم قال ألها أنفس قال نعم فقال فإن ملك الموت يقبض أرواحها ثم قال { يتوفى الأنفس حين موتها } ثم رأيت جويبر أخرج في تفسيره عن الضحاك عن إبن عباس قال وكل ملك الموت بقبض أرواح الآدميين فهو الذي يقبض أرواحهم وملك في الجن وملك في الشياطين وملك في الطير والوحوش والسباع والخشاش والحيتان والنمل فهم أربعة أملاك والملائكة يموتون في الصعقة الأولى وإن ملك الموت يلي قبض أرواحهم ثم يموت وأما الشهداء في البحر فإن الله يلي قبض أرواحهم لا يكل ذلك إلى ملك الموت لكرامتهم عليه حيث ركبوا لجج البحر في سبيله وجويبر ضعيف جدا والضحاك عن إبن عباس منقطع ولآخره شاهد مرفوع
52 وأخرج إبن ماجه عن أبي أمامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل وكل ملك الموت بقبض الأرواح إلا شهيد البحر فإنه يتولى قبض روحه
53 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف عن عبد الله بن عيسى قال كان فيمن كان قبلكم رجل عبد الله أربعين سنة في البر ثم قال يا رب قد إشتقت أن أعبدك في البحر فأتى قوما فاستحملهم فحملوه وجرت بهم سفينتهم ما شاء أن تجري ثم وقفت فإذا شجرة في ناحية الماء فقال ضعوني على هذه الشجرة فوضعوه وجرت بهم سفينتهم فأراد ملك أن يعرج إلى السماء فتكلم بكلامه الذي كان يعرج به فلم يقدر على ذلك فعلم أن ذلك لخطيئة كانت منه فأتى صاحب الشجرة فسأله أن يشفع له إلى ربه فصلى ودعا للملك وطلب إلى ربه أن يكون هو الذي يقبض نفسه ليكون أهون عليه من ملك الموت فأتاه حين حضر أجله فقال إني طلبت إلى ربي أن يشفعني فيك كما شفعك في وأن أقبض نفسك فمن حيث شئت قبضتها فسجد سجدة فخرجت من عينه دمعة فمات فائدة
54 أخرج إبن عساكر في تاريخه عن أبي زرعة قال قال لي نجيب بن أبي عبيد اليسري رأيت ملك الموت في النوم وهو يقول قل لأبيك يصلي علي حتى أرفق به عند قبض روحه فحدثت أبي بما رأيت فقال يا بني لأنا بملك الموت آنس مني بأمك

55 وأخرج إبن عساكر من طريق زيد بن أسلم عن أبيه قال ذكرت حديثا رواه إبن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ما حق امرىء مسلم يبيت ثلاث ليال إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه فدعوت بدواة وقرطاس لأكتب وصيتي وغلبني النوم فنمت ولم أكتبها فبينما أنا نائم إذ دخل داخل أبيض الثياب حسن الوجه طيب الرائحة فقلت يا هذا من أدخلك داري قال أدخلنيها ربها قلت من أنت قال ملك الموت فرعبت منه فقال لا ترعب إني لم أؤمر بقبض روحك قلت فاكتب لي إذا براءة من النار قال هات دواة وقرطاسا فمددت يدي إلى الدواة والقرطاس الذي نمت عنه وهو عند رأسي فناولته فكتب بسم الله الرحمن الرحيم أستغفر الله أستغفر الله حتى ملأ ظهر الكاغد وبطنه ثم ناولنيه وقال هذا براءتك رحمك الله وانتبهت فزعا ودعوت بالسراج فنظرت فإذا القرطاس الذي نمت وهو عند رأسي مكتوب بظهره وبطنه أستغفر الله
فصل
56 قال القرطبي لا تنافي بين قوله تعالى { قل يتوفاكم ملك الموت } وقوله { توفته رسلنا } وقوله { تتوفاهم الملائكة } وقوله تعالى { الله يتوفى الأنفس } لأن إضافة التوفي إلى ملك الموت لأنه المباشر للقبض وإلى الملائكة الذين هم أعوانه لأنهم يأخذون في جذبها من البدن فهو قابض وهم معالجون وإلى الله لأنه الفاعل على الحقيقة وقال الكلبي يقبض ملك الموت الروح من الجسد ثم يسلمها إلى ملائكة الرحمة أو العذاب
وأما أختلاف صفة ملك الموت بالنسبة إلى المؤمن والكافر فواضح لما تقرر من أن الملائكة لهم قدرة التشكل بأي شكل أرادوا

14 باب قطع الآجال كل سنة
1 أخرج الديلمي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل لينكح ويولد له وقد خرج إسمه في الموتى
2 وأخرج إبن أبي الدنيا وإبن جرير مثله من طريق الزهري عن عثمان بن المغيرة بن الأخنس مرفوعا وأخرجه البيهقي في الشعب من طريق الزهري عن عثمان بن المغيرة بن الأخنس وأخرج إبن أبي حاتم نحوه عن إبن عباس مرفوعا
3 وأخرج أبو يعلى بسند حسنه المنذري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله فسألته قال إن الله يكتب فيه كل نفس ميتة تلك السنة فأحب أن يأتيني أجلي وأنا صائم
4 وأخرج إبن أبي الدنيا عن عطاء بن يسار قال إذا كانت ليلة النصف من شعبان دفع إلى ملك الموت صحيفة فيقال إقبض من في هذه الصحيفة فإن العبد ليغرس الغراس وينكح الأزواج ويبني البنيان وإن إسمه قد نسخ في الموتى
5 وأخرج إبن جرير عن عمر مولى غفرة قال ينسخ لملك الموت من يموت ليلة القدر إلى مثلها فيجد الرجل ينكح النساء ويغرس الغراس واسمه في الأموات
6 وأخرج عن عكرمة قال في ليلة النصف من شعبان يبرم أمر السنة وينسخ الأحياء من الأموات ويكتب الحاج فلا يزداد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد
7 وأخرج الدينوري في المجالسة عن راشد بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة
8 وأخرج إبن أبي الدنيا والحاكم في المستدرك عن عقبة بن عامر الصحابي رضي الله عنه قال أول من يعلم بموت العبد الحافظ لأنه يعرج بعمله وينزل برزقه فإذا لم يخرج له رزق علم أنه ميت

9 وأخرج أبو الشيخ في تفسيره عن محمد بن حماد قال لله تعالى شجرة تحت العرش ليس مخلوق إلا له فيها ورقة فإذا سقطت ورقة عبد خرجت روحه من جسده فذلك قوله تعالى { وما تسقط من ورقة إلا يعلمها } 15 باب من يحضر الميت من الملائكة وغيرهم وما يراه المحتضر وما يقال له وما يبشر به المؤمن وينذر به الكافر
1 أخرج أحمد وإبن أبي شيبة في المصنف والطيالسي وعبد الله في مسنديهما وهناد بن السري في الزهد وأبو داود في سننه والحاكم في المستدرك وإبن جرير وإبن أبي حاتم والبيهقي في كتاب عذاب القبر وغيرهم من طرق صحيحة عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال إستعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في إنقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم أكفان من الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس المطمئنة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء وإن كنتم ترون غير ذلك فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط فيخرج منها كأطيب نفخة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون على ملإ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا

بها إلى سماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة فيقول الله تعالى أكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان له وما علمك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوا له من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الرائحة فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي قال وإن العبد الكافر إذا كان في إنقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب فتتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملإ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا فيستفتح فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا تفتح لهم أبواب السماء } فيقول الله عز وجل أكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق } فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه

فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فافرشوا له من النار وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الذي يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة
2 وأخرج أبو يعلى في مسنده وإبن أبي الدنيا من طريق يزيد الرقاشي عن أنس عن تميم الداري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله لملك الموت إنطلق إلى وليي فائتني به فإني قد جربته بالسراء والضراء فوجدته حيث أحب فائتني به لأريحه من هموم الدنيا وغمومها فينطلق إليه ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة ومعهم أكفان وحنوط من حنوط الجنة ومعهم ضبائر الريحان أصل الريحانة واحد وفي رأسها عشرون لونا ولكل لون منها ريح سوى ريح صاحبه ومعهم الحرير الأبيض وفيه المسك الأذفر فيجلس ملك الموت عند رأسه وتحتوشه الملائكة ويضع كل ملك منهم يده على عضو من أعضائه ويبسط ذلك الحرير الأبيض والمسك الأذفر تحت ذقنه ويفتح له باب إلى الجنة قال فإن نفسه لتعلل عند ذلك بطرف الجنة مرة بأزواجها ومرة بسكوتها ومرة بثمارها كما يعلل الصبي أهله إذا بكى وإن أزواجه ليبتهشن عند ذلك إبتهاشا قال وتنزر الروح نزوا ويقول ملك الموت أخرجي أيتها الروح الطيبة إلى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب قال ولملك الموت أشد تلطفا به من الوالدة بولدها يعرف أن ذلك الروح حبيب إلى ربه كريم على الله فهو يلتمس بلطفه بتلك الروح رضا الله عنه فتسل روحه كما تسل الشعرة من العجين قال وإن روحه لتخرج والملائكة حوله يقولون سلام عليكم أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون وذلك قوله تعالى { الذين تتوفاهم الملائكة طيبين }

) الآية قال { فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم } قال روح يعني راحة من جهد الموت وريحان يتلقى به عند خروج نفسه وجنة نعيم أمامه أو قال مقابله فإذا قبض ملك الموت روحه يقول الروح للجسد جزاك الله عني خيرا لقد كنت بي سريعا إلى طاعة الله تعالى بطيئا بي عن مصعيته فهنيئا لك اليوم فقد نجوت وأنجيت ويقول الجسد للروح مثل ذلك قال وتبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيع الله عليها وكل باب من السماء يصعد منه عمله وينزل منه رزقه أربعين ليلة فإذا قبضت روحه أقامت الملائكة الخمسمائة عند جسده لا يقلبه بنو آدم لشق إلا قلبته الملائكة قبلهم وعلته بأكفان قبل أكفانهم وحنوط قبل حنوطهم ويقوم من باب بيته إلى باب قبره صفان من الملائكة يستقبلونه بالإستغفار ويصيح عند ذلك إبليس صيحة يتصدع منها بعض عظام جسده ويقول لجنوده الويل لكم كيف خلص هذا العبد منكم فيقولون إن هذا كان معصوما فإذا صعد ملك الموت بروحه إلى السماء يستقبله جبريل عليه السلام في سبعين ألفا من الملائكة كلهم يأتيه بالبشارة من ربه فإذا إنتهى ملك الموت إلى العرش خرت الروح ساجدة لربها فيقول الله لملك الموت إنطلق بروح عبدي فضعه في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب فإذا وضع في قبره جاءت الصلاة فكانت على يمينه وجاء الصيام فكان على يساره وجاء القرآن والذكر فكانا عند رأسه وجاء مشيه إلى الصلاة فكان عند رجليه وجاء الصبر فكان ناحية القبر ويبعث الله عنقا من العذاب فيأتيه عن يمينه فتقول الصلاة وراءك والله ما زال دائبا عمره كله وإنما إستراح الآن حين وضع في قبره قال فيأتيه من يساره فيقول الصيام مثل ذلك فيأتيه من قبل رأسه فيقال له مثل ذلك فلا يأتيه العذاب من ناحية فيلتمس هل يجد إليه مساغا إلا وجد ولي الله قد أحرزته الطاعة فيخرج عنه العذاب عندما يرى ويقول الصبر لسائر الأعمال أما إنه لم يمنعني أن أباشره أنا بنفسي إلا أني نظرت ما عندكم فلو

عجزتم كنت أنا صاحبه فأما إذا أجزأتم عنه فأنا ذخر له عند الصراط وذخر له عند الميزان قال ويبعث الله ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف وأنيابهما كالصياصي وأنفاسهما كاللهب يطآن في أشعارهما بين منكبي كل واحد منهما مسيرة كذا وكذا قد نزعت منهما الرأفة والرحمة إلا بالمؤمنين يقال لهما منكر ونكير في يد كل واحد منهما مطرقة لو اجتمع عليها الثقلان لم يقلوها فيقولان له إجلس فيستوي جالسا في قبره فتسقط أكفانه في حقويه فيقولان له ما ربك وما دينك وما نبيك فيقول ربي الله وحده لا شريك له والإسلام ديني ومحمد نبي وهو خاتم النبيين فيقولان له صدقت فيدفعان القبر فيوسعانه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن يساره ومن قبل رأسه ومن قبل رجليه ثم يقولان له إنظر فوقك فينظر فإذا هو مفتوح إلى الجنة فيقولان له هذا منزلك يا ولي الله لما أطعت الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالذي نفس محمد بيده إنه لتصل إلى قلبه فرحة لا ترتد أبدا فيقال له أنظر تحتك فينظر تحته فإذا هو مفتوح إلى النار فيقولان يا ولي الله نجوت من هذا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إنه لتصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا ترتد أبدا ويفتح له سبعة وسبعون بابا إلى الجنة ويأتيه ريحها وبردها حتى يبعثه الله من قبره
قال ويقول الله تبارك وتعالى لملك الموت إنطلق إلى عدوي فائتني به فإني قد بسطت له في رزقه وسربلته بنعمتي فأبي إلا معصيتي فائتني به لأنتقم منه اليوم فينطلق إليه ملك الموت في أكره صورة ما رآها أحد من الناس قط له إثنتا عشرة عينا ومعه سفود من نار كثير الشوك ومعه خمسمائة من الملائكة معهم نحاس وجمر من جمر جهنم ومعهم سياط من نار تأجج فيضربه ملك الموت بذلك السفود ضربة يغيب أصل كل شوكة من ذلك السفود في أصل كل شعرة وعرق من عروقه قال ثم يلويه ليا شديدا فينزع روحه من أظفار قدميه فيلقيها في عقبه فيسكر عدو الله عند ذلك سكرة وتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط ثم يجبذه جبذة فينزع روحه من عقبيه فيلقيها في ركبتيه فيسكر عدو الله سكرة وتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط ثم كذلك إلى حقويه ثم كذلك إلى

صدره ثم كذلك إلى حلقه ثم تبسط الملائكة ذلك النحاس وجمر جهنم تحت ذقنه ثم يقول ملك الموت أخرجي أيتها النفس اللعينة الملعونة إلى سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم فإذا قبض ملك الموت روحه قالت الروح للجسد جزاك الله عني شرا فقد كنت سريعا بي إلى معصية الله تعالى بطيئا بي عن طاعة الله تعالى فقد هلكت وأهلكت ويقول الجسد للروح مثل ذلك وتلعنه بقاع الأرض التي كان يعصي الله تعالى عليها وتنطلق جنود إبليس إليه ويبشرونه بأنهم قد أوردوا عبدا من بني آدم النار فإذا وضع في قبره ضيق عليه فيه حتى تختلف أضلاعه فتدخل اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى ويبعث الله إليه حيات دهما فتأخذ بأرنبته وإبهام قدميه فتقوضه حتى تلتقي في وسطه قال ويبعث الله إليه الملكين فيقولان له من ربك وما دينك وما نبيك فيقول لا أدري فيقال له لا دريت ولا تليت فيضربانه ضربة يتطاير الشرر في قبره ثم يعودا فيقولان له أنظر فوقك فينظر فإذا باب مفتوح إلى الجنة فيقولان له عدو الله لو كنت أطعت الله كان هذا منزلك قال فوالذي نفسي بيده إنه لتصل إلى قلبه عند ذلك حسرة لا ترتد أبدا ويفتح له باب إلى النار فيقال له عدو الله هذا منزلك لما عصيت الله ويفتح له سبعة وسبعون بابا إلى النار يأتيه حرها وسمومها حتى يبعثه الله من قبره يوم القيامة إلى النار
قوله ضبائر بضاد معجمة وباء موحدة آخره راء قال ابن الأثير في النهاية هي الجماعات في تفرقة واحدتها ضبارة بكسر أوله مثل عمارة وعمائر وكل مجتمع ضبارة وقوله بطرف الجنة بضم المهملة وفتح الراء وفاء جمع طرفة وهي المستحدث من المال كالطريف والطارف وهو خلاف التليد والتالد
وقوله ليبتهشن في النهاية يقال للإنسان إذا نظر إلى الشيء فأعجبه واشتهاه وأسرع نحوه قد بهش إليه

وفي الصحاح بهش إليه يبهش بهشا إذا إرتاح له وخف عليه
وقوله وتنزو الروح في الصحاح قلبي ينزو إلى كذا أي ينازع ويسرع ويثب إليه وفي النهاية نحوه
وقوله دائبا بمهملة آخره موحدة أي جادا تعبا وقوله عنقا من العذاب أي طائفة منه
وقوله كالصياصي بمهملتين هي قرون البقر واحدها صيصة بالتخفيف والسفود بفتح المهملة وضم الفاء المشددة آخره مهملة الحديدة التي يشوى بها اللحم
والنحاس الدخان الذي لا لهب فيه ومنه { شواظ من نار ونحاس } والتأجج بجيمين وقوله دهما يحتمل أن يكون بضم أوله أي سودا فيكون جمع دهماء وأن يكون بفتحه أي عددا كثيرا فيكون مفردا والجمع دهوم وقوله فتقوضه بقاف ثم واو ثم ضاد معجمة في الصحاح قوضت البناء نقضته من غير هدم وتقوضت الحلق والصفوف إنتفضت وتفرقت وفي النهاية تقويض الخيام قلعها وإزالتها قوضت الحمرة جاءت وذهبت ولم تقر
3 أخرج سعيد بن منصور في سننه عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في قوله تعالى { والنازعات غرقا } قال هي الملائكة تنزع أرواح الكفار { والناشطات نشطا } هي الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الأظفار والجلد حتى تخرجها { والسابحات سبحا } هي الملائكة تسبح بأرواح المسلمين بين السماء والأرض { فالسابقات سبقا } هي الملائكة تسبق بعضها

بعضا بأرواح المؤمنين إلى الله تعالى

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:51 PM


4 وأخرج إبن أبي حاتم عن إبن عباس في قوله تعالى { والنازعات غرقا } قال هي أنفس الكفار تنزع ثم تنشط ثم تغرق في النار
5 وأخرج جويبر في تفسيره عن إبن عباس في قوله تعالى { والنازعات غرقا } قال هي أرواح الكفار لما عاينت ملك الموت فخبرها بسخط الله تعالى فغرقت فتنشطها إنتشاطا من العصب واللحم { والسابحات سبحا } أرواح المؤمنين لما عاينت ملك الموت قال أخرجي أيتها النفس الطيبة إلى روح وريحان ورب غير غضبان سبحت سباحة الغائص في الماء فرحا وشوقا إلى الجنة { فالسابقات سبقا } يعني تمشي إلى كرامة الله تعالى
6 وأخرج إبن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله تعالى { والنازعات غرقا والناشطات نشطا } قال هاتان الآيتان للكفار عند نزع النفس تنشط نشطا عنيفا مثل سفود جعلته في صوف فكان خروجه شديدا { والسابحات سبحا فالسابقات سبقا } قال هاتان للمؤمنين
7 وأخرج عن السدي في قوله تعالى { والنازعات غرقا } قال النفس حين تغرق في الصدر { والناشطات نشطا } قال الملائكة حين تنشط الروح من الأصابع والقدمين { والسابحات سبحا } حين تسبح النفس في الجوف تتردد عند الموت
8 وقال عبد الرحيم الأرمنتي في كتاب الإخلاص أنبأنا ابن المغرا عن الأجلح عن الضحاك قال إذا قبض روح العبد المؤمن عرج به إلى السماء فينطلق معه المقربون قلت وما المقربون قال أقربهم منزلة من السماء الثانية ثم يعرج إلى السماء الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة حتى ينتهوا به إلى سدرة المنتهى قلت لم سميت سدرة المنتهى قال إليها ينتهي كل شيء من أمر الله لا يجاوزها فيقولون عبدك فلان وهو أعلم فيأتيه صك مختوم بأمان من العذاب فذلك قوله تعالى { كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك }

ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون )
9 وأخرج مسلم عن إبن مسعود قال لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهي به إلى سدرة المنتهى وإليها ينتهي ما يعرج به من الأرواح
10 وفي حديث الإسراء عن أبي هريرة رضي الله عنه ثم إنتهى إلى السدرة فقيل له هذه السدرة المنتهى ينتهي إليها كل أحد من أمتك خلا على سبيلك أخرجه إبن جرير وإبن أبي حاتم والبزار وغيرهم
11 وأخرج أبو القاسم بن منده في كتاب الأحوال والإيمان بالسؤال عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة وإدبار من الدنيا نزلت ملائكة من ملائكة الله تعالى كأن وجوههم الشمس بكفنه وحنوطه من الجنة فيقعدون منه حيث ينظر إليهم فإذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض
12 وأخرج مسلم والبيهقي عن أبي هريرة قال إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان فصعدا بها قال حماد فذكر من طيب ريحها وذكر المسك قال ويقول أهل السماء روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه فينطلق به إلى ربه عز وجل ثم يقول إنطلقوا به إلى آخر الأجل قال وإن الكافر إذا خرجت روحه وذكر من نتنها وذكر لعنا ويقول أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض فيقال إنطلقوا به إلى آخر الأجل
13 وأخرج أحمد وابن حبان والنسائي والحاكم والبيهقي واللفظ له عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن إذا قبض أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون أخرجي راضية مرضيا عنك إلى روح الله وريحان ورب غير غضبان فتخرج كأطيب ريح المسك حتى إنه ليناوله بعضهم بعضا فيشمونه حتى يأتوا به إلى باب السماء فيقولون ما أطيب هذه الريح التي جاءت من الأرض كلما أتوا سماء قالوا ذلك حتى يأتوا به أرواح المؤمنين فلهم أفرح به من أحدكم بغائبه إذا قدم عليه فيسألونه ما فعل فلان فيقول دعوه يستريح فإنه كان في غم الدنيا

فإذا قال لهم ما أتاكم فإنه قد مات يقولون ذهب إلى أمه الهاوية وأما الكافر فتأتيه ملائكة العذاب بمسح فيقولون أخرجي ساخطة مسخوطا عليك إلى عذاب الله وسخطه فتخرج كأنتن ريح جيفة فينطلقون به إلى باب الأرض فيقولون ما أنتن هذه الريح كلما أتوا على أرض قالوا ذلك حتى ينتهوا به إلى أرواح الكفار
14 وأخرج إبن ماجه والبيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل صالحا قالوا أخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب أخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب راض غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيفتح لها فيقال من هذا فيقولون فلان فلان فيقال مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب أدخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان فلا يزال يقال لها ذلك حتى تنتهي إلى السماء التي فيها الله عز وجل وإذا كان الرجل السوء قال أخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث أخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا فيقال فلان فيقال لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث إرجعي ذميمة فإنها لا تفتح لها أبواب السماء فيرسل بها من السماء ثم تصير إلى القبر
15 وأخرج البزار وإبن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن إذا إحتضر أتته الملائكة بحريرة فيها مسك وضبائر ريحان فتسل روحه كما تسل الشعرة من العجين ويقال أيتها النفس الطيبة أخرجي راضية مرضيا عنك إلى روح الله وكرامته فإذا خرجت روحه وضعت على ذلك المسك والريحان وطويت عليها الحريرة وذهب بها إلى عليين وإن الكافر إذا حضر أتته الملائكة بمسح فيه جمرة فتنزع روحه إنتزاعا شديدا ويقال أيتها النفس الخبيثة أخرجي ساخطة مسخوطا عليك إلى هوان الله وعذابه فإذا خرجت روحه ووضعت

على تلك الجمرة فإن لها نشيشا ويطوى عليها المسح ويذهب بها إلى سجين
16 وأخرج هناد بن السري في كتاب الزهد وعبد بن حميد في تفسيره والطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات عن عبد الله بن عمرو قال إذا قتل العبد في سبيل الله فأول قطرة تقع على الأرض من دمه يكفر الله له ذنوبه كلها ثم يرسل الله بريطة من الجنة فتقبض فيها نفسه وبجسد من الجنة حتى يركب فيه روحه ثم يعرج مع الملائكة كأنه كان معهم منذ خلقه الله حتى يؤتى به الرحمن فيسجد قبل الملائكة ثم تسجد الملائكة بعده ثم يغفر له ويطهر ثم يؤمر به إلى الشهداء فيجدهم في رياض خضر وقباب من حرير عندهم ثور وحوت يلغثانهم كل يوم بشيء لم يلغثاه بالأمس يظل الحوت في أنهار الجنة فيأكل من كل رائحة من أنهار الجنة فإذا أمسى وكزه الثور بقرنه فذكاه بذنبه فأكلوا من لحمه فوجدوا في طعم لحمه كل رائحة من ريح الجنة ويبيت الثور نافشا في الجنة ينظرون إلى منازلهم يدعون الله بقيام الساعة وإذا توفى الله العبد المؤمن أرسل إليه ملكين بخرقة من الجنة وريحان من ريحان الجنة فقالا أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى روح وريحان ورب غير غضبان أخرجي فنعم ما قدمت فتخرج كأطيب رائحة مسك وجدها أحدكم بأنفه وعلى أرجاء السماء ملائكة يقولون سبحان الله لقد جاء من الأرض اليوم روح طيبة فلا يمر بباب إلا فتح له ولا ملك إلا صلى عليه وشفع حتى يؤتى به ربه عز وجل فتسجد الملائكة قبله ثم يقولون ربنا هذا عبدك فلان توفيناه وأنت أعلم به فيقول مروه بالسجود فتسجد النسمة ثم يدعى ميكائيل فيقال إجعل هذه النسمة مع أنفس المؤمنين حتى أسألك عنها يوم القيامة فيؤمر بقبره فيوسع له طوله سبعون وعرضه سبعون وينبذ فيه الريحان ويبسط فيه الحرير وإن كان معه شيء من القرآن نورة وإلا جعل له نور مثل نور الشمس ثم يفتح له باب إلى الجنة فينظر إلى مقعده في الجنة بكره وعشيا وإذا توفى الله العبد الكافر أرسل إليه ملكين وأرسل إليه بقطعة بجاد أنتن من كل نتن وأخشن من كل خشن فقالا أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى جهنم وعذاب أليم ورب عليك ساخط أخرجي فساء ما قدمت فتخرج كأنتن جيفة وجدها أحدكم بأنفه قط وعلى أرجاء السماء ملائكة يقولون سبحان الله لقد جاء من الأرض جيفة

ونسمة خبيثة لا تفتح لها أبواب السماء فيؤمر بجسده فيضيق عليه في القبر ويملأ حيات مثل أعناق البخت تأكل لحمه فلا تدع من عظامه شيئا ثم يرسل عليه ملائكة صم عمي معهم فطاطيس من حديد لا يبصرونه فيرحمونه ولا يسمعون صوته فيرحمون فيضربونه ويخبطونه ويفتح له باب من نار فينظر إلى مقعده من النار بكرة وعشية يسأل الله أن يديم ذلك عليه فلا يصل إلى ما وراءه من النار
الريطة بفتح الراء والطاء المهملة وسكون التحتية بينهما الملاءة إذا كانت قطعة واحدة لم تكن لفقين ويلغثانهم بمعجمة ومثلثة يوكلانهم والنفش الرعي ليلا وأرجاء السماء نواحيها
والبجاد الكساد الغليظ والفطاطيس جمع فطيس بكسر الفاء والطاء المهملة المشددة بوزن فسيق المطرقة العظيمة
17 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف والبيهقي واللالكائي عن أبي موسى الأشعري قال تخرج نفس المؤمن وهي أطيب ريحا من المسك فتصعد بها الملائكة الذين يتوفونها فتلقاهم ملائكة دون السماء فيقولون من هذا معكم فيقولون فلان ويذكرونه بأحسن عمله فيقولون حياكم الله وحيا من معكم فتفتح له أبواب السماء فيشرق وجهه فيأتي الرب ولوجهه برهان مثل الشمس قال وأما الكافر فتخرج نفسه وهي أنتن من الجيفة فتصعد بها الملائكة الذين يتوفونها فتلقاهم ملائكة دون السماء فيقولون من هذا معكم فيقولون فلان ويذكرونه بأسوأ عمله فيقولون ردوه فما ظلمه الله شيئا وقرأ أبو موسى { ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } وأخرجه أبو داود الطيالسي نحوه وفيه فيصعد به من الباب الذي كان يصعد عمله منه وفي آخره بعد ردوه فيرد إلى أسفل الأرضين إلى الثرى

18 وأخرج إبن المبارك في الزهد من طريق شمر بن خطية أن إبن عباس سأل كعب الأحبار عن قوله تعالى { كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين } قال إن روح المؤمن إذا قبضت عرج بها إلى السماء فتفتح لها أبواب السماء وتلقاها الملائكة بالبشرى حتى ينتهى بها إلى العرش وتعرج الملائكة فتخرج لها تحت العرش رقا فيختم ويرقم ويوضع تحت العرش لمعرفة النجاة للحساب يوم القيامة فذلك قوله تعالى { كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم } قال وقوله { كلا إن كتاب الفجار لفي سجين } قال إن روح الفجار يصعد بها إلى السماء فتأبى السماء أن تقبلها فيهبط بها إلى الأرض فتأبى الأرض أن تقبلها فيدخل بها تحت سبع أرضين حتى ينتهى بها إلى سجين وهو خد إبليس فيخرج لها من تحت خد إبليس كتاب فيختم ويوضع تحت خد إبليس لهلاكه للحساب وذلك قوله تعالى { وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم }
19 وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن عبد العزيز بن رفيع قال إذا عرج بروح المؤمن إلى السماء قالت الملائكة سبحان الذي نجى هذا العبد من الشيطان يا ويحه كيف نجا
20 وأخرج إبن أبي الدنيا وإبن أبي حاتم عن إبن عباس في قوله تعالى { وقيل من راق } قال قيل من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب
21 وأخرج إبن أبي الدنيا عن يزيد الرقاشي في قوله تعالى { وقيل من راق } قال تقول الملائكة بعضهم لبعض من أي باب يرتقي بعمله فيرتقي فيه بروحه

22 وأخرج عن الضحاك في قوله تعالى { والتفت الساق بالساق } قال الناس يجهزون بدنه والملائكة تجهز روحه
23 وأخرج أبو نعيم عن معاوية بن أبي سفيان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن رجلا كان يعمل السيئات وقتل سبعا وتسعين نفسا كلها يقتل ظلما بغير حق فخرج فأتى ديرانيا فقال يا راهب إن رجلا كان يعمل السيئات وقتل سبعا وتسعين نفسا كلها تقتل ظلما بغير حق فهل له من توبة فقال لا فضربه فقتله ثم أتى آخر فقال له مثل ما قال لصاحبه فقال له ليس لك توبة فقتله أيضا ثم أتى آخر فقال له مثل ما قال لصاحبه فقال له ليس لك توبة فقتله أيضا ثم أتى راهبا آخر فقال له إن الآخر لم يدع من الشر شيئا إلا عمله قد قتل مائة نفس كلها تقتل ظلما بغير حق فهل له من توبة فقال له والله لئن قلت لك إن الله لا يتوب على من تاب إليه لقد كذبت ها هنا دير فيه قوم متعبدون فائتهم فاعبد الله معهم فخرج تائبا حتى إذا كان ببعض الطريق بعث الله إليه ملكا فقبض نفسه فحضرته ملائكة العذاب وملائكة الرحمة فاختصموا فيه فبعث الله إليهم ملكا فقال لهم إلى أي الديرين كان أقرب فهو منهم فقاسوا ما بينهما فوجدوه أقرب إلى دير التوابين بقيس أنملة فغفر له
وأصل الحديث في الصحيحين من رواية أبي سعيد الخدري باختصار وفيه فأوحى الله تعالى إلى هذه أن تقربي وإلى هذه أن تباعدي وورد أيضا من حديث إبن عمر والمقدام بن معد يكرب وأبي هريرة
24 وأخرج سعيد بن منصور في سننه وإبن أبي الدنيا عن الحسن قال إذا أحتضر المؤمن حضره خمسمائة ملك فيقبضون روحه فيعرجون به إلى السماء الدنيا فتلقاهم أرواح المؤمنين الماضية فيريدون أن يستخبروه فتقول لهم الملائكة إرفقوا به فإنه خرج من كرب عظيم ثم يستخبرونه حتى يستخبر الرجل عن أخيه وعن صاحبه فيقول هو كما عهدت حتى يستخبروه عن إنسان قد مات قبله فيقول أو ما أتى عليكم فيقولون أو قد هلك فيقول إي والله فيقولون أراه قد ذهب به إلى أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية

25 وأخرج إبن أبي الدنيا عن إبراهيم النخعي قال بلغنا أن المؤمن يستقبل عند موته بطيب من طيب الجنة وريحان من ريحان الجنة فتقبض روحه فتجعل في حريرة من حرير الجنة ثم ينضح بذلك الطيب ويلف في الريحان ثم ترتقي به ملائكة الرحمة حتى يجعل في عليين
26 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف عن أبي هريرة قال لا يقبض المؤمن حتى يرى البشرى فإذا قبض نادى فليس في الدار دابة صغيرة ولا كبيرة إلا وهي تسمع صوته إلا الثقلين الإنس والجن يقول عجلوا بي إلى أرحم الراحمين فإذا وضع على سريره قال ما أبطأ ما تمشون فإذا أدخل في لحده أقعد فأري مقعده من الجنة وما أعد الله له وملىء قبره من روح وريحان ومسك فيقول يا رب قدمني فيقال لم يأن لك إن لك إخوة وأخوات لما يلحقوا ولكن نم قرير العين قال أبو هريرة فوالذي نفسي بيده ما نام نائم طاعم ناعم ولا فتاة في الدنيا نومة بأقصر ولا أحلى من نومته حتى يرفع رأسه إلى البشرى يوم القيامة
27 وأخرج إبن مردويه وإبن منده بسند ضعيف جدا عن إبن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من نفس تفارق الدنيا حتى ترى مقعدها من الجنة والنار ثم قال فإذا كان عند ذلك صف له سماطان من الملائكة ينتظمان ما بين الخافقين كأن وجوههم الشمس فينظر إليهم ما يرى غيرهم وإن كنتم ترون أنه ينظر إليكم مع كل ملك منهم أكفان وحنوط فإن كان مؤمنا بشروه بالجنة وقالوا أخرجي أيتها النفس الطيبة إلى رضوان الله وجنته فقد أعد الله لك من الكرامة ما هو خير لك من الدنيا وما فيها فلا يزالون يبشرونه ويحفون به فلهم ألطف به وأرأف من الوالدة بولدها ثم يسلون روحه من تحت كل ظفر ومفصل ويموت الأول فالأول ويهون عليه وإن كنتم ترونه شديدا حتى تبلغ ذقنه فلهي أشد كراهية للخروج من الجسد من الولد حين يخرج من الرحم فيبتدرها كل ملك منهم أيهم يقبضها فيتولى قبضها ملك الموت ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم } فيتلقاها بأكفان بيض ثم يحتضنها إليه فلهو أشد لزوما لها من المرأة لولدها ثم يفوح منها ريح أطيب من ريح المسك فيستنشقون ريحها ويتباشرون

بها ويقولون مرحبا بالريح الطيبة والروح الطيب اللهم صل على روح وعلى جسد خرجت منه فيصعدون بها إلى الله ولله خلق في الهواء لا يعلم عدتهم إلا هو فيفوح لهم منها ريح أطيب من المسك فيصلون عليها ويتباشرون بها وتفتح لهم أبواب السماء فيصلي عليها كل ملك في كل سماء تمر بهم حتى ينتهى بها إلى الملك الجبار فيقول الملك الجبار تعالى مرحبا بالنفس الطيبة وبجسد خرجت منه وإذا قال الرب للشيء مرحبا رحب له كل شيء ويذهب عنه كل ضيق ثم يقول لهذه النفس الطيبة أدخلوها الجنة وأروها مقعدها من الجنة واعرضوا عليها ما أعددت لها من الكرامة والنعيم ثم إذهبوا بها إلى الأرض فإني قضيت أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فوالذي نفسي بيده لهي أشد كراهية للخروج منها حين كانت تخرج من الجسد وتقول أين تذهبون بي إلى ذلك الجسد الذي كنت فيه فيقولون إنا مأمورون بهذا فلا بد لك منه فيهبطون بها على قدر فراغهم من غسله وأكفانه فيدخلون ذلك الروح بين جسده وأكفانه
السماطان من الناس الجانبان
28 وأخرج إبن أبي حاتم عن السدي قال إن الكافر إذا أخذت روحه ضربته ملائكة الأرض حتى يرتفع في السماء فإذا بلغ السماء ضربته ملائكة السماء فهبط فضربته ملائكة الأرض فارتفع فضربته ملائكة السماء الدنيا فهبط إلى أسفل الأرضين
29 وأخرج إبن أبي شيبة عن ربعي بن حراش قال أتيت فقيل لي قد مات أخوك فجئت سريعا وقد سجي بثوبه فأنا عند رأس أخي أستغفر له وأسترجع إذ كشف الثوب عن وجهه فقال السلام عليكم فقلنا وعليك السلام سبحان الله قال سبحان الله إني قد مت على الله بعدكم فتلقيت بروح وريحان ورب غير غضبان وكساني ثيابا خضرا من سندس وإستبرق ووجدت الأمر أيسر مما تظنون ولا تتكلوا وإني أستأذنت ربي أخبركم وأبشركم إحملوني إلى

رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه عهد إلي أن لا أبرح حتى آتيه ثم طفا مكانه
30 وأخرج أبو نعيم عن ربعي قال كنا أربعة إخوة وكان الربيع أخي أكثرنا صلاة وأكثرنا صياما في الهواجر وإنه توفي فبينا نحن حوله وقد بعثنا من يبتاع لنا كفنا إذ كشف الثوب عن وجهه فقال السلام عليكم فقلنا وعليكم السلام أبعد الموت قال نعم إني لقيت ربي بعدكم فلقيت ربا غير غضبان فاستقبلني بروح وريحان وإستبرق ألا وإن أبا القاسم ينتظر الصلاة علي فعجلوا بي ولا تؤخروني ثم طفا فنمي الحديث إلى عائشة رضي الله عنها فقالت أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يتكلم رجل من أمتي بعد الموت قال أبو نعيم حديث مشهور وأخرجه البيهقي في الدلائل وقال صحيح لا شك في صحته
31 وأخرج جويبر في تفسيره عن أبان بن أبي عياش قال حضرنا وفاة مورق العجلي فلما سجي وقلنا قد قضى رأينا نورا ساطعا قد سطع من عند رأسه حتى خرق السقف ثم رأينا نورا قد سطع من عند رجليه مثل الأول ثم رأينا نورا سطع من وسطه فمكثنا ساعة ثم إنه كشف الثوب عن وجهه فقال هل رأيتم شيئا قلنا نعم وأخبرناه بما رأينا فقال تلك سورة السجدة قد كنت أقرؤها في كل ليلة والنور الذي رأيتم عند رأسي أربع عشرة آية من أولها والنور الذي رأيتم عند رجلي أربع عشرة آية من آخرها والنور الذي رأيتم في وسطي آية السجدة بنفسها صعدت تشفع لي وبقيت سورة تبارك تحرسني ثم قضى
32 وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت من طريق آخر عن مورق العجلي قال عدنا رجلا وقد أغمي عليه فخرج نور من رأسه حتى أتى السقف فخرقه فمضى ثم خرج نور من سرته حتى فعل مثل ذلك ثم خرج نور من رجليه حتى فعل مثل ذلك ثم أفاق فقلنا له هل علمت ما كان منك قال نعم أما النور الذي خرج من رأسي فأربع عشرة آية من أول { الم تنزيل } وأما النور الذي خرج من سرتي فآية السجدة وأما النور الذي خرج من رجلي فآخر سورة السجدة ذهبن يشفعن لي وبقيت تبارك عندي تحرسني وكنت أقرأهما كل ليلة
33 وأخرج إبن أبي الدنيا أيضا وإبن سعد من طريق آخر عن ثابت

البناني أنه ورجلا آخر دخلا على مطرف بن عبد الله الشخير يعودانه فوجداه مغمى عليه قال فسطعت منه ثلاثة أنوار نور من رأسه ونور من وسطه ونور من رجليه فهالنا ذلك فلما أفاق قلنا له لقد رأينا شيئا هالنا قال وما هو فأخبرناه قال ورأيتم ذلك قلنا نعم قال تلك { الم } السجدة وهي تسع وعشرون آية سطع أولها من رأسي وأوسطها من وسطي وآخرها من رجلي وقد صعدت تشفع لي وهذه { تبارك } تحرسني قال فمات رحمه الله تعالى
34 وأخرج أبو الحسن بن السري في كتاب كرامات الأولياء عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن ابن المنكدر كان يرى معه نورا فلما أحتضر قيل له النور الذي كنت تراه في حياتك قال هو ذا هو
35 وأخرج إبن أبي الدنيا عن الحارث الغنوي قال آلى ربيع بن حراش أن لا تفتر أسنانه ضاحكا حتى يعلم أين مصيره فما ضحك إلا بعد موته وآلى أخوه ربعي بعده أن لا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أم في النار قال الحارث فلقد أخبرني غاسلة أنه لم يزل مبتسما على سريره ونحن نغسله حتى فرغنا منه
36 وأخرج عن مغيرة بن خلف أن رؤبة إبنة بيجان ماتت فغسلوها وكفنوها ثم إنها تحركت فنظرت إليهم فقالت أبشروا فإني وجدت الأمر أيسر مما كنتم تخوفوني ووجدت لا يدخل الجنة قاطع رحم ولا مدمن خمر ولا مشرك
37 وأخرج عن خلف بن حوشب قال مات رجل بالمدائن وسجي فحرك الثوب فقال به فكشفه عنه فقال قوم مخضبة لحاهم في هذا المسجد يلعنون أبا بكر وعمر ويتبرؤون منهما الذين جاؤوني يقبضون روحي يلعنونهم ويتبرؤون منهم ثم عاد ميتا كما كان
38 وأخرج من طريق آخر عن عبد الملك بن عمر وعن أبي الخصيب بشير ولفظه دخلت على ميت بالمدائن وعلى بطنه لبنة فبينما نحن كذلك إذ

وثب وثبة ندرت اللبنة عن بطنه وهو ينادي بالويل والثبور فلما رأى ذلك أصحابه تصدعوا فدنوت منه وقلت ما رأيت وما حالك قال صحبت مشيخة من أهل الكوفة فأدخلوني في رأيهم على سب أبي بكر وعمر والبراءة منهما قلت فاستغفر الله ولا تعد قال وما ينفعني وقد إنطلقوا بي إلى مدخلي من النار فأريته ثم قيل لي إنك سترجع إلى أصحابك فتحدثهم بما رأيت ثم تعود إلى حالك الأولى فما أدري إنقضت كلمته أم عاد ميتا على حالته الأولى
39 وأخرج إبن عساكر عن أبي معشر قال مات رجل عندنا بالمدينة فلما وضع على مغتسله ليغسل إستوى قاعدا ثم أهوى بيده إلى عينيه فقال تبصر عيني تبصر عيني تبصر عيني إلى عبد الملك بن مروان وإلى الحجاج بن يوسف يسحبان أمعاءهما في النار ثم عاد مضطجعا كما كان
40 وأخرج هو وإبن أبي الدنيا عن زيد بن أسلم قال أغمي على المسور بن مخرمة ثم أفاق فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله عبد الرحمن بن عوف في الرفيق الأعلى وعبد الملك والحجاج يجران أمعاءهما في النار
وكانت هذه القضية قبل ولاية عبد الملك والحجاج بدهر فإن المسور توفي بمكة يوم جاء نعي يزيد بن معاوية سنة أربع وستين وولاية الحجاج بعد السبعين
41 وأخرج إبن أبي الدنيا بسند فيه متهم عن أبي هريرة قال بينما نحن جلوس حول مريض لنا إذ هدأ وسكن حتى ما يتحرك منه عرق فسجيناه وأغمضناه وأرسلنا إلى ثيابه وسدره وسريره فلما ذهبنا لنغسله تحرك فقلنا سبحان الله ما كنا نراك إلا قد مت قال فإني قد مت وذهب بي إلى قبري فإذا إنسان حسن الوجه طيب الريح قد وضعني في لحدي وطواه بالقراطيس إذ جاءت إنسانة سوداء منتنة الريح فقالت هذا صاحب كذا وهذا صاحب كذا أشياء والله أستحي منها كأنما أقلعت عنها ساعتئذ قال قلت أنشدك الله أن تدعني وهذه قالت إنطلق نخاصمك فانطلقت إلى دار فيحاء واسعة فيها مصطبة

من فضة في ناحية منها مسجد ورجل قائم يصلي فقرأ سورة النحل فتردد في مكان منها ففتحت عليه فانفتل فقال السورة معك قلت نعم قال أما إنها سورة النعم قال ورفع وسادة قريبة منه فأخرج صحيفة فنظر فيها فبدرته السوداء فقالت فعل كذا وفعل كذا قال وجعل الحسن الوجه يقول وفعل كذا وفعل كذا وفعل كذا يذكر محاسني قال فقال الرجل عبد ظالم لنفسه ولكن الله تجاوز عنه لم يجىء أجل هذا بعد أجل هذا يوم الإثنين قال فقال لهم أنظروا فإن مت يوم الإثنين فارجوا لي ما رأيت وإن لم أمت يوم الإثنين فإنما هو هذيان الوجع قال فلما كان يوم الإثنين صح حتى حدر بعد العصر ثم أتاه أجله فمات
42 وأخرج عن عطاء الخراساني قال أستقضي رجل من بني إسرائيل أربعين سنة فلما حضرته الوفاة قال إني أرى أني هالك في مرضي هذا فإن هلكت فاحبسوني عندكم أربعة أيام أو خمسة أيام فإن رأيتم مني شيء فلينادني رجل منكم فلما قضى جعل في تابوت فلما كان ثلاثة أيام آذاهم ريحه فناداه رجل منهم يا فلان ما هذه الريح فأذن له فتكلم فقال قد وليت القضاء فيكم أربعين سنة فما رابني شيء إلا رجلين أتياني فكان لي في أحدهما هوى فكنت أسمع منه بأذني التي تليه أكثر مما أسمع بالأخرى فهذه الريح منها وضرب الله على أذنه فمات
43 وأخرج إبن عساكر من طرق عن قرة بن خالد قال عرج بروح إمرأة من أهلنا أياما سبعة لا يمنعهم من دفنها إلا عرق يتحرك في وريدها ثم إنها تكلمت فقالت ما فعل جعفر بن الزبير وكان جعفر قد مات في تلك الأيام التي لا تعقل فيها فقلت قد مات فقالت والله لقد رأيته في السماء السابعة والملائكة يتباشرون به أعرفه في أكفانه وهم يقولون قد جاء المحسن قد جاء المحسن
44 وأخرج إبن أبي الدنيا عن صالح بن يحيى قال أخبرني جار لي أن رجلا عرج بروحه فعرض عليه عمله قال فلم أرني إستغفرت من ذنب إلا غفر لي ولم أر ذنبا لم أستغفر منه إلا وجدته كما هو حتى حبة رمان كنت التقطتها يوما

فكتب لي بها حسنة وقمت ليلة أصلي فرفعت صوتي فسمع جار لي فقام فصلى فكتب لي بها حسنة وأعطيت يوما مسكينا درهما عند قوم لم أعطه إلا من أجلهم فوجدته لا لي ولا علي

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:52 PM


45 وأخرج إبن عساكر عن ابن الماجشون قال عرج بروح أبي الماجشون فوضعناه على سرير الغسل وقلنا للناس نروح به فدخل غاسل إليه فرأى عرقا يتحرك من أسفل قدميه فأخرناه فلما كان بعد ثلاث إستوى جالسا وقال ائتوني بسويق فأتي به فشربه فقلنا له أخبرنا بما رأيت قال نعم إنه عرج بروحي فصعد بي الملك حتى أتى سماء الدنيا فاستفتح ففتح له ثم هكذا في السموات حتى إنتهى إلى السماء السابعة فقيل له من معك قال الماجشون فقيل له لم يأن له بقي من عمره كذا وكذا ثم هبط فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ورأيت أبا بكر عن يمينه وعمر عن يساره ورأيت عمر بن عبد العزيز بين يديه فقلت للذي معي من هذا قال أو ما تعرفه قلت إني أحببت أن أستثبت قال هذا عمر بن عبد العزيز قلت إنه لقريب المقعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه عمل بالحق في زمن الجور وهما عملا بالحق في زمن الحق
46 وأخرج إبن أبي الدنيا والحاكم في مستدركه والبيهقي في دلائل النبوة وإبن عساكر من طريق عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه مرض مرضا فأغمي عليه حتى ظنوا أنه قد فاضت نفسه فقاموا من عنده وجللوه ثوبا ثم أفاق فقال إنه أتاني ملكان فظان غليظان فقالا إنطلق بنا نحاكمك إلى العزيز الأمين فذهبا بي فلقيهما ملكان هما أرق منهما وأرحم فقالا أين تذهبان به قالا نحاكمه إلى العزيز الأمين قالا دعاه فإنه ممن سبقت له السعادة وهو في بطن أمه وعاش بعد ذلك شهرا ثم توفي رضي الله عنه
47 وأخرج أبو بكر الشافعي في الغيلانيات عن سلام بن سلم قال زاملت الفضل بن عطية إلى مكة فلما دخلنا من فيد نبهني في جوف الليل

قلت ما تشاء قال أريد أن أوصي إليك قلت أنت صحيح قال أريت في منامي ملكين فقالا أمرنا بقبض روحك فقلت لو أخرتماني إلى أن أقضي نسكي فقالا إن الله قد تقبل نسكك ثم قال أحدهما للآخر إفتح أصبعيك السبابة والوسطى فخرج من بينهما ثوبان ملأت خضرتهما ما بين السماء والأرض فقالا هذا كفنك من الجنة ثم طواه وجعله بين أصبعيه فما وردنا المنزل حتى قبض
48 وأخرج سعيد بن منصور في سننه حدثنا سفيان عن عطاء أن سلمان أصاب مسكا فاستودعه إمرأته فلما حضره الموت قال أين الذي كنت إستودعتك قالت هو ذا قال فأديفيه بالماء ورشيه حول فراشي فإنه يحضرني خلق من خلق الله لا يأكلون الطعام ولا يشربون الشراب ويجدون الريح قوله فأديفيه بدال مهملة وفاء قال في الصحاح دفت الدواء وغيره أي بللته بماء أو بغيره ومسك مدوف أي مبلول ويقال مسحوق
49 وأخرج إبن أبي الدنيا عن أبي بكرة قال إذا حضر الرجل الموت يقال للملك شم رأسه قال أجد في رأسه القرآن قال شم قلبه قال أجد في قلبه الصيام قال شم قدميه قال أجد في قدميه القيام قال حفظ نفسه حفظه الله
50 وأخرج أبو نعيم عن سفيان عن داود بن أبي هند أنه أصابه الطاعون فأغمي عليه ثم أفاق فقال أتاني إثنان فقال أحدهما لصاحبه أي شيء تجد قال أجد تسبيحا وتكبيرا وخطوا إلى المسجد وشيئا من قراءة القرآن ولم يكن يحفظه كله
51 وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت عن داود بن أبي هند أنه مرض مرضا شديدا فقال نظرت إلى رجل قد أقبل ضخم الهامة ضخم المناكب كأنه من هؤلاء الذين يقال لهم الزط قال فلما رأيته استرجعت فقلت تقبضني هل أنا كافر قال وسمعت أنه يقبض أنفس الكفار ملك أسود فبينما أنا كذلك إذ سمعت سقف البيت ينقض ثم إنفرج حتى رأيت السماء ثم نزل علي رجل عليه ثياب بيض ثم اتبعه آخر فصارا إثنين فصاحا

بالأسود فأدبر وجعل ينظر إلي من بعيد وهما يزجرانه فجلس واحد منهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال صاحب الرأس لصاحب الرجلين المس فلمس بين أصابعي ثم قال له أجده كثير النقل بهما إلى الصلاة ثم قال صاحب الرجلين لصاحب الرأس المس فلمس لهواتي ثم قال رطبة بذكر الله
52 وأخرج اللالكائي في السنة من طريق الأوزاعي عن القاسم بن مخيمرة قال كان لأبي قلابة الجرمي ابن أخ يرتكب المحارم فاحتضر فجاء طائران أبيضان يشبهان النسرين فجلسا في كوة البيت فقال أحد الطائرين لصاحبه إنزل ففتشه فغرق منقاره في جوفه وذاك بعين أبي قلابة فقال الطائر لصاحبه الله أكبر إنزل فقد وجدت في جوفه تكبيرة كبرها في سبيل الله على سور أنطاكية فأخرج الطائر خرقة بيضاء فلفا روحه في الخرقة ثم احتملاها ثم قالا يا أبا قلابة قم إلى ابن أخيك فادفنه فإنه من أهل الجنة
وكان أبو قلابة عند الناس مرضيا فخرج إلى الناس فأخبرهم بالذي رأى فما رأيت جنازة أكثر أهلا منها
53 وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق النضر بن معبد عن أبي قلابة أنه كان له ابن أخ ماجن فاشتد مرضه فلم يعده في مرضه فلما كان في السوق قال أبو قلابة هو ابن أخي وأمره إلى الله فسهر عنده تلك الليلة فبينما هو كذلك إذ هو بأسودين معهما عتلة فهبطا من سقف البيت قال أبو قلابة فأسمع أحدهما يقول لصاحبه إذهب إلى هذا الرجل هل تجد عنده شيئا من الخير فأقبل فلما دنا من ابن أخي شم رأسه ثم شم بطنه ثم شم قدميه ثم ذهب إلى صاحبه فأسمعه يقول شممت رأسه فلم أجد في رأسه شيئا من القرآن وشممت بطنه فلم أجده صام يوما وشممت قدميه فلم أجده قام ليلة ثم جاء صاحبه فشم رأسه ثم شم كفيه ثم شم بطنه ثم شم قدميه فأسمعه يقول إن هذا لعجب إن هذا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ليس فيه من هذه الخصال خصلة ثم أبصره فتح فمه ثم أخذ بطرف لسانه فعصره ثم أسمعه يقول الله أكبر أجد له تكبيرة كبرها بأنطاكية مخلصا فنفح منه ريح المسك فقبض روحه ثم ذهب فأسمعه يقول للأسودين وهما على باب البيت إرجعا فليس لكما إليه سبيل فلما أصبح أبو

قلابة أخبر الناس بما رأى فقيل يا أبا قلابة إنها بالساكنة فقال لا والذي لا إله إلا هو ما سمعتها من فم الملائكة إلا بأنطاكية فأسرع الناس إلى جنازة ابن أخيه
قال الحكيم الترمذي العتلة الفأس إذا كان نصابه منه
54 وأخرج اللالكائي في المسند عن ميمون المرادي قال كان عندنا داعر فمات فتحاماه الناس فرموا به على الطريق فجلست أفكر فيه وتجنب الناس له إذ خفقت برأسي فإذا أنا بطائرين أبيضين فقال أحدهما لصاحبه أدخل فانظر هل ترى خيرا فدخل من يأفوخه فخرج من دبره وهو يقول ما رأيت خيرا قط قال فلا تعجل فدخل الثاني من يأفوخه فخرج من خصمان قدميه وهو يقول الله أكبر كلمة لاصقة بطحاله وهو يقول أشهد أن لا إله إلا الله فقلت للناس هلموا
55 وأخرج إبن أبي الدنيا وإبن عساكر عن شهر بن حوشب قال كان لي ابن أخ مراهق فغزوت به معي فمرض فدخلت بعض الصوامع فقمت أصلي فانشقت الصومعة فدخل ملكان أبيضان وملكان أسودان فقعد الأبيضان عن يمينه والأسودان عن يساره فلمسه الأبيضان بأيديهما فقال الأسودان نحن أحق به قال الأبيضان كلا فأخذ أحد الأبيضين أصبعيه فأدخلهما في فيه فقلب لسانه فقال الله أكبر نحن أحق به كبر تكبيرة يوم فتح أنطاكية فخرج شهر فأخبر الناس فحضروا للصلاة عليه
56 وأخرج الطبراني في الكبير عن ميمونة بنت سعد قالت قلت يا رسول الله هل يرقد الجنب قال ما أحب أن يرقد حتى يتوضأ فإني أخاف أن يتوفى فلا يحضره جبرائيل
57 وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين من طريق مكحول عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أحضروا أمواتكم وذكروهم فإنهم يرون ما لا ترون
58 وأخرج إبن أبي حاتم وسعيد بن منصور والمروزي في كتاب الجنائز من طريق الحسن قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحضروا

أمواتكم ولقنوهم لا إله إلا الله فإنهم يرون ويقال لهم
59 وأخرج سعيد بن منصور في سننه والمروزي من طريق مكحول قال قال عمر رضي الله عنه لقنوا موتاكم لا إله إلا الله واعقلوا ما تسمعون من المطيعين منكم فإنه يجلي لهم أمور صادقة
60 وأخرج إبن ماجه عن أبي موسى قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم متى تنقطع معرفة العبد من الناس قال إذا عاين
قال القرطبي يريد إذا عاين ملك الموت أو الملائكة
61 وأخرج إبن أبي الدنيا وأبو نعيم في الحلية عن ليث بن أبي رقية أن عمر بن عبد العزيز لما كان في مرضه الذي مات فيه رفع رأسه فأحد النظر فقالوا له إنك لتنظر نظرا شديدا قال إني لأرى حضرا ما هم بإنس ولا جان ثم قبض
62 وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين عن فضالة بن دينار قال حضرت محمد بن واسع وقد حضره الموت فجعل يقول مرحبا بملائكة ربي ولا حول ولا قوة إلا بالله وشممت رائحة طيبة لم أشم مثلها قط ثم شخص بصره فمات
63 وأخرج الحافظ أبو محمد الخلال في كتاب كرامات الأولياء عن الحسن بن صالح وأبو القاسم بن منده في كتاب الأحوال والإيمان بالسؤال وأبو الحسين بن العريف في فوائده عن الحسن بن صالح بن السماجي قال قال لي أخي علي بن صالح في الليلة التي توفي فيها يا أخي إسقني ماء وكنت قائما أصلي فلما قضيت صلاتي أتيته بماء فقلت إشرب فقال لي شربت الساعة فقلت من سقاك وليس في الغرفة غيري وغيرك فقال أتاني جبريل الساعة بماء فسقاني وقال لي أنت وأخوك وأمك { مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين } وخرجت نفسه
64 وأخرج إبن عساكر عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري أن معاذ بن جبل طعن ابنه عام عمواس فصبر واحتسب فلما طعن هو في كفه قال

حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم قال فقلت يا معاذ هل ترى شيئا قال نعم شكر لي ربي حسن عزائي أتاني روح إبني فبشرني أن محمدا صلى الله عليه وسلم في مائة صف من الملائكة المقربين والشهداء والصالحين يصلون على روحي ويسوقوني إلى الجنة ثم أغمي عليه فرأيته كأنه يصافح قوما ويقول مرحبا مرحبا أتيتكم فقضى فرأيته في المنام بعد ذلك حوله زحام كزحامنا على خيل بلق عليهم ثياب بيض وهو ينادي يا سعد بين رامح ومطعون الحمد لله الذي أورثنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء فنعم أجر العاملين ثم انتبهت
65 وأخرج إبن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب وأبو نعيم عن مجاهد قال ما من ميت يموت إلا عرض عليه أهل مجلسه إن كان من أهل الذكر فمن أهل الذكر وإن كان من أهل اللهو فمن أهل اللهو
66 وأخرج إبن أبي شيبة من طريق مجاهد عن يزيد بن عجرة وهو صحابي رضي الله عنه قال ما من ميت يموت حتى يمثل له جلساؤه عند موته إن كانوا أهل لهو فأهل لهو وإن كانوا أهل ذكر فأهل ذكر
67 وأخرج البيهقي في الشعب عن الربيع بن برة وكان عابدا بالبصرة قال أدركت الناس بالشام وقيل لرجل قل لا إله إلا الله قال إشرب واسقني وقيل لرجل بالأهواز يا فلان قل لا إله إلا الله فجعل يقول ده يا زده ده وازده وقيل لرجل ها هنا بالبصرة يا فلان قل لا إله إلا الله فجعل يقول شعرا
( يا رب قائلة يوما وقد تعبت ** كيف الطريق إلى حمام منجاب )
قال أبو بكر هذا رجل إستدلته إمرأة إلى الحمام فدلها إلى منزله فقاله عند الموت
68 وأخرج إبن أبي الدنيا عن أبي جعفر محمد بن علي قال ما من يموت إلا مثل له عند الموت أعماله الحسنة وأعماله السيئة فيشخص إلى حسناته ويطرق عن سيئاته

69 وأخرج عن الحسن في قوله تعالى { ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر } قال تنزل عند الموت عليه حفظته فتعرض عليه الخير والشر فإذا رأى حسنة بهش وأشرق وإذا رأى سيئة غض وقطب
70 وأخرج عن حنظلة بن الأسود قال مات مولاي فجعل يغطي وجهه مرة ويكشفه أخرى فذكرت ذلك لمجاهد فقال بلغنا أن نفس المؤمن لا تخرج حتى يعرض عليه عمله خيره وشره
71 وأخرج البزار والطبراني في الكبير عن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من الأنصار وهو في الموت فقال ما تجد قال أجدني بخير وقد حضرني إثنان أحدهما أسود والآخر أبيض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أقرب منك قال الأسود قال إن الخير قليل والشر كثير قال فمتعني منك يا رسول الله بدعوة فقال اللهم إغفر الكثير وأنم القليل ثم قال ما ترى قال خيرا بأبي أنت وأمي أرى الخير ينمو وأرى الشر يضمحل وقد إستأخر عني الأسود قال أي عملك أملك بك قال كنت أسقي الماء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أعلم ما يلقى ما منه عرق إلا وهو يألم بالموت على حدته
72 وأخرج إبن أبي الدنيا عن وهيب بن الورد قال بلغنا ما من ميت يموت حتى يتراءى له ملكان اللذان كانا يحفظان عليه عمله في الدنيا فإن كان صحبهما بطاعة الله قالا جزاك الله عنا من جليس خيرا فرب مجلس صدق قد أجلستناه وعمل صالح قد أحضرتناه وكلام حسن قد أسمعتناه فجزاك الله عنا من جليس خيرا وإن كان صحبهما بغير ذلك مما ليس لله فيه رضى قلبا عليه الثناء فقالا لا جزاك الله عنا من جليس خيرا فرب مجلس سوء قد أجلستناه وعمل غير صالح قد أحضرتناه وكلام قبيح قد أسمعتناه فلا جزاك الله عنا من جليس خيرا قال فذلك شخوص بصر الميت إليهما ولا يرجع إلى الدنيا أبدا
73 وأخرج عن سفيان قال بلغني أن العبد المؤمن إذا أحتضر قال ملكاه اللذان كانا معه يحفظانه أيام حياته عند رنة أهله دعونا فلنثن على صاحبنا

بما علمنا منه فيقولان رحمك الله وجزاك الله من صاحب خيرا إن كنت لسريعا إلى طاعة الله بطيئا عن معصية الله وإن كنت لممن نأمن غيبك فنعرج فلا تشغلنا عن الذكر مع الملائكة وإذا أحتضر العبد السوء فرن أهله وضجوا قام الملكان فقالا دعونا فلنثن عليه بما علمنا منه فيقولان جزاك الله من صاحب شرا إن كنت بطيئا عن طاعته سريعا إلى معصيته وما كنا نأمن غيبك ثم يعرجان إلى السماء
74 وأخرج الشيخان عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قالت عائشة إنا لنكره الموت قال ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه وأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه وكره لقاء الله وكره الله لقاءه
75 وقال آدم بن أبي إياس حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب سمعة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآيات { فلولا إذا بلغت الحلقوم } إلى قوله { فروح وريحان وجنة نعيم } إلى قوله { فنزل من حميم وتصلية جحيم } ثم قال إذا كان عند الموت قيل له هذا فإن كان من أصحاب اليمين أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن كان من أصحاب الشمال كره لقاء الله وكره الله لقاءه
76 وأخرج أحمد من طريق همام عن عطاء بن السائب سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو يتبع جنازة يقول حدثني فلان بن فلان أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فأكب القوم يبكون قال ما يبكيكم قالوا إنا نكره الموت قال ليس ذلك ولكنه إذا حضر { فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم } فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله والله للقائه أحب { وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم } وفي قراءة إبن مسعود / < ثم تصلية جحيم > / إذا بشر بذلك كره لقاء الله والله للقائه أكره

77 وأخرج إبن جرير وإبن المنذر في تفسيرهما عن ابن جريج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا نرجعك إلى الدنيا فيقول إلى دار الهموم والأحزان فيقول بل قدماني إلى الله وأما الكافر فيقال له نرجعك إلى الدنيا فيقول { رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت }
78 وأخرج الترمذي وإبن جرير عن إبن عباس قال من كان له مال يبلغه حج بيت ربه أو تجب عليه فيه الزكاة فلم يفعل سأل الرجعة عند الموت فقال رجل يا إبن عباس اتق الله فإنما يسأل الرجعة الكفار فقال سأتلوا عليكم بذلك قرآنا ثم تلا { يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله } إلى آخر السورة
79 وأخرج الديلمي من حديث جابر بن عبد الله مرفوعا إذا حضر الإنسان الوفاة يجمع له كل شيء يمنعه عن الحق فيجعل بين عينيه فعند ذلك يقول { رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت }
80 وأخرج المروزي عن الحسن قال تحرج سروح المؤمن في ريحانة ثم قرأ { فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم }
81 وأخرج إبن جرير وإبن أبي حاتم عن قتادة في قوله تعالى { فروح وريحان } قال الروح الرحمة والريحان يتلقى به عند الموت
82 وأخرج إبن أبي الدنيا عن بكر بن عبد الله قال إذا أمر ملك الموت بقبض المؤمن أتي بريحان من الجنة فقيل له اقبض روحه فيه وإذا أمر بقبض الكافر أتي ببجاد من النار فقيل له اقبض فيه روحه
83 وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وإبن أبي الدنيا عن أبي عمران الجوني قال بلغنا أن المؤمن إذا حضر أتي بضبائر الريحان من الجنة فتجعل روحه فيها

84 وأخرج إبن أبي الدنيا عن مجاهد قال تنزع نفس المؤمن في حريرة من حرير الجنة
85 وأخرج إبن جرير وإبن أبي حاتم عن أبي العالية قال لم يكن أحد من المقربين يفارق الدنيا حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة فيشمه ثم يقبض
86 وأخرج الإمام أحمد في الزهد عن الربيع بن خثيم في قوله { فأما إن كان من المقربين فروح وريحان } قال هذا له عند الموت وتخبأ له في الآخرة الجنة { وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية } قال هذا عند الموت وتخبأ له في الآخرة النار
87 وأخرج أبو نعيم في دلائل النبوة وإبن عساكر عن عدي بن حاتم الطائي قال سمعت صوتا يوم قتل عثمان يقول أبشر يا ابن عفان بروح وريحان أبشر يا ابن عفان برب غير غضبان أبشر يا ابن عفان برضوان وغفران قال فالتفت فلم أر أحدا
88 وأخرج أبو القاسم بن منده في كتاب الأحوال والإيمان بالسؤال عن الحسن في قوله تعالى { فروح وريحان } قال أما والله إنهم ليبشرون بذلك عند الموت
89 وأخرج عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول ما يبشر به المؤمن عند الوفاة بروح وريحان وجنة نعيم وإن أول ما يبشر به المؤمن في قبره أن يقال له أبشر برضى الله والجنة قدمت خير مقدم وقد غفر الله لمن شيعك إلى قبرك وصدق من شهد لك واستجاب لمن استغفر لك
90 وأخرج إبن أبي حاتم عن إبن عباس في قوله { فنزل من حميم } قال لا يخرج الكافر دار الدنيا حتى يشرب كأسا من حميم
91 وأخرج عن الضحاك في قوله { فنزل من حميم } قال من مات وهو يشرب الخمر سيح في وجهه من حميم جهنم

92 وأخرج أحمد في الزهد عن أبي عمران الجوني قال يخرج الكفار والفجار من الدنيا عطاشا ويدخلون القبور عطاشا ويشهدون القيامة عطاشا ويؤمر بهم إلى النار عطاشا
93 وأخرج أبو القاسم بن منده في كتاب الأحوال عن إبن مسعود قال إذا أراد الله قبض روح المؤمن أوحى إلى ملك الموت أقرئه مني السلام فإذا جاء ملك الموت لقبض روحه قال له ربك يقرئك السلام
94 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف وإبن أبي حاتم وإبن أبي الدنيا والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن البراء بن عازب في قوله { تحيتهم يوم يلقونه سلام } قال يوم يلقون ملك الموت ليس من مؤمن تقبض روحه إلا سلم عليه
95 وأخرج إبن المبارك والبيهقي في الشعب وأبو الشيخ في العظمة وأبو القاسم بن منده في كتاب الأحوال عن محمد بن كعب القرظي قال إذا إستنقعت نفس العبد المؤمن جاء ملك الموت فقال السلام عليك يا ولي الله الله يقرأ عليك السلام ثم نزع بهذه الآية { الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم }
قوله إستنقعت أي إجتمعت في فيه حين تريد أن تخرج كما يستنقع الماء في قراره
96 وأخرج القاضي أبو الحسين بن العريف في فوائده وأبو الربيع المسعودي في فوائده عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء ملك الموت إلى ولي الله سلم عليه وسلامه عليه أن يقول السلام عليك يا ولي الله قم فاخرج من دارك التي خربتها إلى دارك التي عمرتها وإذا لم يكن وليا لله قال له قم فاخرج من دارك التي عمرتها إلى دارك التي خربتها
97 وأخرج أبو نعيم عن مجاهد قال إن المؤمن يبشر بصلاح ولده من بعده لتقر عينه

98 وأخرج إبن أبي شيبة وإبن أبي الدنيا وإبن منده عن الضحاك في قوله تعالى { لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة } قال يعلم أين هو قبل الموت
99 وأخرج إبن أبي شيبة وإبن أبي الدنيا عن علي بن أبي طالب قال حرام على كل نفس أن تخرج من الدنيا حتى تعلم أين مصيرها
100 وأخرج إبن أبي الدنيا وإبن منده عن جابر بن عبد الله أن رجلا من أهل البادية سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى { لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما قوله { في الحياة الدنيا } فهي الرؤيا الحسنة ترى للمؤمن فيبشر بها في دنياه وأما قوله { وفي الآخرة } فإنها بشارة المؤمن عند الموت يبشر عند الموت أن الله قد غفر لك ولمن حملك إلى قبرك

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:53 PM


101 وأخرج البيهقي عن مجاهد في قوله تعالى { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } قال ذلك عند الموت
102 وأخرج عن سفيان مثله وقال يبشر بثلاث بشارات عند الموت وإذا خرج من القبر وإذا فرغ
103 وأخرج إبن أبي حاتم وإبن منده عن مجاهد في الآية أن لا تخافوا مما تقدمون عليه من الموت وأمر الآخرة ولا تحزنوا على ما خلفتم من أمر دنياكم من ولد وأهل دين فإنه سنخلفكم في ذلك كله
104 وأخرج إبن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في الآية قال يبشر بها عند موته وفي قبره ويوم يبعث فإنه لفي الجنة وما ذهبت فرحة البشارة من قلبه
وأخرج أيضا عنه قال يؤتى المؤمن عند الموت فيقال له لا تخف مما أنت قادم عليه فيذهب خوفه ولا تحزن على الدنيا ولا على أهلها وأبشر بالجنة فيموت وقد أقر الله عينه
105 وأخرج إبن منده عن كثير بن أبي كثير وكان خادم إبن عباس قال

إن أهل الجنة وكل بكل إنسان منهم ملك فإذا بشر بالجنة وضع الملك يده على فؤاده فلولا ذلك لخرج قلبه من رأسه من الفرح
106 وأخرج إبن أبي حاتم وأبو نعيم عن سعيد بن جبير قال قرئت عند النبي صلى الله عليه وسلم { يا أيتها النفس المطمئنة } الآية فقال أبو بكر رضي الله عنه إن هذا لحسن فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما إن الملك سيقولها لك عند الموت
107 وأخرج إبن أبي حاتم عن الحسن أن سئل عن هذه الآية فقال إن الله إذا أراد قبض روح عبده المؤمن إطمأنت النفس إلى الله تعالى وإطمأن الله إليها
108 وقال الحافظ السلفي في المشيخة البغدادية سمعت أبا سعيد الحسن بن علي الواعظ يقول سمعت أبي يقول رأيت في بعض الكتب إن الله يظهر على كف ملك الموت { بسم الله الرحمن الرحيم } بخط من النور ثم يؤمر أن يبسط كفه للعارف في وقت وفاته ويريه تلك الكتابة فإذا رأتها روح العارف طارت إليه في أسرع من طرفة العين
109 وفي الفردوس عن إبن عباس مرفوعا إذا أمر الله ملك الموت بقبض أرواح من استوجب النار من مذنبي أمتي قال بشرهم بالجنة بعد إنتقام كذا وكذا على قدر ما يحبسون في النار
110 وأخرج أبو نعيم عن الربيع بن أبي راشد قال لولا ما يؤمل المؤمنون من كرامة الله لهم بعد الموت لانشقت في الدنيا مرائرهم ولتقطعت في الدنيا أجوافهم
111 وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى يوم الجمعة ألف مرة علي لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة
112 وأخرج إبن عساكر عن شهر بن حوشب أنه سئل عن قوله تعالى { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } الآية فقال ذلك في اليهود لا يقبض ملك الموت روح أحدهم حتى يجيئه ملك ومعه شعلة من نار فيضرب بها

وجهه ودبره فيقول له أتقر أن عيسى عبد الله ورسوله فلا يزال به حتى يقر فإذا أقر قبض ملك الموت روحه
113 وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم تروا الإنسان إذا مات شخص بصره قالوا بلى قال فذلك حين يتبع بصره نفسه
114 وأخرج إبن سعد عن قبيصة بن ذؤيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن البصر يشخص للروح حين يعرج بها
115 وأخرج إبن أبي الدنيا عن حصين قال بلغني أن ملك الموت إذا غمز وريد الإنسان فحينئذ يشخص بصره ويذهل عن الناس
116 وأخرج الدينوري في المجالسة عن سفيان الثوري قال إن ملك الموت إذا غمز وريد العبد إنقطعت معرفته وانقطع كلامه ونسي الدنيا وما فيها فلولا أنه يسقى من سكرات الموت لضرب من حوله بالسيف لشدة ما يعالج
117 وأخرج إبن أبي الدنيا عن الحكم بن أبان قال سئل عكرمة أيبصر الأعمى ملك الموت إذا جاء يقبض روحه قال نعم
118 وأخرج إبن أبي حاتم عن زهير بن محمد قال ملك الموت جالس على معراج بين السماء والأرض وله رسل من الملائكة فإذا كانت النفس في ثغرة النحر فرأى ملك الموت على معراجه شخص بصره إليه فنظره آخر ما يموت
119 وأخرج أبو نعيم عن معاذ بن جبل قال إن لملك الموت حربة تبلغ ما بين المشرق والمغرب فإذا إنقضى أجل عبد من الدنيا ضرب رأسه بتلك الحربة وقال الآن يزار بك عسكر الأموات
120 وأخرج إبن عساكر في تاريخه من طريق جويبر عن الضحاك عن

إبن عباس مرفوعا إن لملك الموت حربة مسومة فطرف لها بالمشرق وطرف لها بالمغرب يقطع بها عرق الحياة قال إبن عساكر رفعه منكر وعلى هذه الرواية إعتمد الغزالي في كشف علوم الآخرة ولم يقف عليها القرطبي فقال لم أجد لهذه الحربة ذكرا إلا في أثر معاذ
121 وأخرج عبد الرزاق وإبن المنذر في تفسيره عن وهب من منبه قال إن النفس تخرج من الإنسان قدر كل شيء من أركانه فأما الجسد فإنه مثل القميص يخلعه الإنسان منه فإن كان القميص يجد مس شيء فإن الجسد على قدر ذلك ولكن النفس هي التي تجد الراحة والبلاء

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:53 PM

فصل
قال الله تعالى { إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب } الآية
122 وأخرج إبن أبي حاتم وإبن جرير عن إبن عباس في قوله تعالى { ثم يتوبون من قريب } قال القريب ما بينه وبين أن ينظر إلى ملك الموت
123 وأخرج أحمد والترمذي وإبن ماجه عن إبن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر
124 وأخرج عبد الرزاق في تفسيره عن إبن عمر قال التوبة مبسوطة للعبد ما لم يسق ثم قرأ { وليست التوبة } الآية ثم قال وهل الحضور إلا السوق
125 وأخرج إبن المنذر عن النخعي قال التوبة مبسوطة للصبر ما لم يؤخذ بكظه
126 وأخرج إبن أبي حاتم عن سفيان الثوري في قوله تعالى { حتى إذا حضر أحدهم الموت } قال إذا عاين

127 وأخرج إبن أبي الدنيا عن أبي مجلز قال لا يزال العبد في توبة ما لم يعاين الملائكة
128 وأخرج عن بكر بن سكن بن عبد الله المزني قال لا تزال التوبة مبسوطة ما لم تأته الرسل فإذا عاينهم إنقطعت المعرفة
129 وأخرج إبن مردويه عن عبد الله بن مسعود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أعطي التوبة لم يحرم القبول لأن الله تعالى يقول { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده } والله أعلم 16 باب ملاقاة الأرواح للميت إذا خرجت روحه وإجتماعهم به وسؤالهم له
1 أخرج إبن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقاها أهل الرحمة من عباد الله كما يلقون البشير من أهل الدنيا فيقولون أنظروا صاحبكم يستريح فإنه كان في كرب شديد ثم يسألونه ما فعل فلان وفلانة هل تزوجت فإذا سألوه عن الرجل الذي قد مات قبله فيقول قد مات ذلك قبلي فيقولون إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب به إلى أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية وقال إن أعمالكم ترد على أقاربكم وعشائركم من أهل الآخرة فإن كان خيرا فرحوا واستبشروا وقالوا اللهم هذا فضلك ورحمتك فأتم نعمتك عليه وأمته عليها ويعرض عليهم عمل المسيء فيقولون اللهم ألهمه عملا صالحا ترضى به وتقربه إليك
2 وأخرج إبن أبي الدنيا عن أبي لبيبة قال لما مات بشر بن البراء بن معرور وجدت عليه أمه وجدا شديدا فقالت يا رسول الله لا يزال الهالك يهلك من بني سلمة فهل تتعارف الموتى فأرسل إلى بشر بالسلام قال نعم والذي نفسي بيده إنهم ليتعارفون كما يتعارف الطير في رؤوس الشجر وكان لا يهلك

هالك من بني سلمة إلا جاءته أم بشر فقالت يا فلان عليك السلام فيقول وعليك فتقول إقرأ على بشر السلام
3 وأخرج إبن ماجه عن محمد بن المنكدر قال دخلت على جابر بن عبد الله وهو يموت فقلت إقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام
4 وأخرج البخاري في تاريخه عن خالدة بنت عبد الله بن أنيس قالت جاءت أم البنين بنت أبي قتادة بعد موت أبيها بنصف شهر إلى عبد الله بن أنيس وهو مريض فقالت يا عم أقرىء أبي السلام
5 وأخرج إبن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال الجنة مطوية معلقة بقرون الشمس تنشر في كل عام مرة وأرواح المؤمنين في جوف طير كالزرازير يتعارفون ويرزقون من ثمر الجنة
6 وأخرج أحمد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن روحي المؤمنين ليلتقيان على مسيرة يوم وما رأى أحدهما صاحبه قط
7 وأخرج البزار بسند صحيح عن أبي هريرة رفعه إن المؤمن ينزل به الموت ويعاين ما يعاين يود لو خرجت نفسه والله يحب لقاءه وإن المؤمن تصعد روحه إلى السماء فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفه من أهل الدنيا فإذا قال تركت فلانا في الدنيا أعجبهم ذلك وإذا قال إن فلانا قد مات قالوا ما جيء به إلينا
8 وأخرج آدم بن أبي إياس في تفسيره حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات العبد تلقى روحه أرواح المؤمنين فيقولون له ما فعل فلان فإذا قال مات قبلي قالوا ذهب به إلى أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية
9 وأخرج إبن أبي الدنيا عن سعيد بن جبير قال إذا مات الميت إستقبله ولده كما يستقبل الغائب

10 وأخرج عن ثابت البناني قال بلغنا أن الميت إذا مات إحتوشه أهله وأقاربه الذين قد تقدموه من الموتى فلهو أفرح بهم ولهم أفرح به من المسافر إذا قدم إلى أهله
11 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف وإبن أبي الدنيا عن عبيد بن عمير قال إن أهل القبور ليستوكفون الميت كما يتلقى الراكب يسألونه فإذا سألوه ما فعل فلان ممن قد مات فيقول ألم يأتكم فيقولون إنا لله وإنا إليه راجعون سلك به غير طريقنا ذهب به إلى أمه الهاوية
قال في الصحاح التوكف التوقع يقال ما زلت أتوكفه حتى لقيته
12 وأخرج إبن أبي الدنيا عن صالح المري قال بلغني أن الأرواح تتلاقى عند الموت فتقول أرواح الموتى للروح التي تخرج إليهم كيف كان ما وراءك وفي أي الجسدين كنت في طيب أم في خبيث
13 وأخرج عن عبيد بن عمير قال إذا مات الميت تلقته الأرواح يستخبرونه كما يستخبر الراكب ما فعل فلان وفلان
14 وذكر الثعلبي من حديث أبي هريرة مثل ذلك وفي آخره حتى إنهم ليسألونه عن هرة البيت قال القرطبي قد قيل في قوله صلى الله عليه وسلم الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف إنه هذا التلاقي وقيل تلاقي أرواح النيام والموتى
15 وأخرج أحمد في الزهد وإبن أبي الدنيا عن عبيد بن عمير قال لو أني آيس من لقيا من مات من أهلي لألفاني قد مت كمدا
16 وأخرج إبن عساكر من طريق أبي جعفر أحمد بن سعيد الدارمي قال سمعت السدي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول لما اشتد بسفيان المرض جزع جزعا شديدا فدخل عليه مرحوم بن عبد العزيز فقال يا أبا عبد الله ما هذا الجزع تقدم على رب عبدته ستين سنة صمت له صليت له

حججت له أرأيتك لو كان لك عند رجل يد أليس كنت تحب أن تلقاه حتى يكافئك قال فسري عنه قال أبو جعفر حدث بهذا السند ونحن مع أبي نعيم فقال أبو نعيم لما اشتد بالحسن بن علي بن أبي طالب وجعه جزع فدخل عليه رجل فقال يا أبا محمد ما هذا الجزع ما هو إلا أن تفارق روحك جسدك فتقدم على أبويك علي وفاطمة وعلى جديك النبي صلى الله عليه وسلم وخديجة وعلى عميك حمزة وجعفر وعلى أخوالك القاسم والطيب والطاهر وإبراهيم وعلى خالاتك رقية وأم كلثوم وزينب قال فسري عنه
17 وأخرج أبو نعيم عن الليث بن سعد قال أستشهد رجل من أهل الشام وكان يأتي إلى أبيه كل ليلة جمعة في المنام فيحدثه ويستأنس به فغاب عنه جمعة ثم جاء في الجمعة الأخرى فقال يا بني لقد أحزنتني وشق علي تخلفك فقال إنما شغلني عنك أن الشهداء أمروا أن يتلقوا عمر بن عبد العزيز فتلقيناه وذلك عند موت عمر بن عبد العزيز
18 وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال خليلان مؤمنان وخليلان كافران مات أحد المؤمنين فبشر بالجنة فذكر خليله فقال اللهم إن خليلي فلانا كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر وينبئني أني ملاقيك اللهم فلا تضله بعدي حتى تريه كما أريتني وترضى عنه كما رضيت عني ثم يموت الآخر فيجمع بين أرواحهما فيقال ليثنين كل واحد منكما على صاحبه فيقول كل واحد منهما لصاحبه نعم الأخ ونعم الصاحب ونعم الخليل وإذا مات أحد الكافرين بشر بالنار فيذكر خليله فيقول اللهم إن خليلي يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير وينبئني أني غير ملاقيك اللهم فلا تهده بعدي حتى تريه كما أريتني وتسخط عليه كما سخطت علي ثم يموت الآخر فيجمع بين أرواحهما فيقال ليثن كل واحد منكما على صاحبه فيقول كل واحد منهما لصاحبه بئس الأخ وبئس الصاحب

17 باب معرفة الميت بمن يغسله ويجهزه وسماعه ما يقال فيه وما يقال له والجنازة مارة
1 أخرج أحمد والطبراني في الأوسط وإبن أبي الدنيا والمروزي وإبن منده عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت يعرف من يغسله ويحمله ويكفنه ومن يدليه في حفرته
2 وأخرج أبو الحسن بن البراء في كتاب الروضة بسند ضعيف عن إبن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ميت يموت إلا وهو يعرف غاسله ويناشد حامله إن كان بشر بروح وريحان وجنة نعيم أن يعجله وإن كان بشر بنزل من حميم وتصلية جحيم أن يحبسه
3 وأخرج إبن أبي الدنيا عن مجاهد قال إذا مات الميت فملك قابض نفسه فما من شيء إلا وهو يراه عند غسله وعند حمله حتى يوصله إلى قبره
4 وأخرج إبن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال الروح بيد ملك يمشي به فإذا دخل قبره جعله فيه
5 وأخرج أبو نعيم عن عمرو بن دينار قال ما من ميت يموت إلا وروحه في يد ملك ينظر إلى جسده كيف يغسل وكيف يكفن وكيف يمشى به ويقال له وهو على سريره اسمع ثناء الناس عليك
6 وأخرج إبن أبي الدنيا عن عمرو بن دينار قال ما من ميت يموت إلا وهو يعلم ما يكون في أهله بعده وإنهم ليغسلونه ويكفنونه وإنه لينظر إليهم
7 وأخرج إبن أبي الدنيا عن بكر بن عبد الله المزني قال بلغني أنه ما من ميت يموت إلا وروحه في يد ملك الموت فهم يغسلونه ويكفنونه وهو يرى ما يصنع به أهله فلو يقدر على الكلام لنهاهم عن الرنة والعويل
8 وأخرج عن سفيان قال إن الميت ليعرف كل شيء حتى إنه ليناشد

غاسله بالله عليك إلا خففت غسلي قال ويقال له وهو على سريره اسمع ثناء الناس عليك
9 وأخرج عن حذيفة قال الروح بيد ملك وإن الجسد ليغسل وإن الملك ليمشي معه إلى القبر فإذا سوي عليه سلك فيه فذلك حين يخاطب
10 وأخرج البيهقي عن حذيفة قال إن الروح بيد الملك والجسد يقلب فإذا حملوه تبعهم فإذا وضع في القبر بثه فيه
11 وأخرج إبن أبي الدنيا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال الروح بيد ملك يمشي به في الجنازة يقول له إسمع ما يقال لك فإذا بلغ حفرته دفنه معه
12 وأخرج عن ابن أبي نجيح قال ما من ميت يموت إلا وروحه في يد ملك ينظر إلى جسده كيف يغسل وكيف يكفن وكيف يمشي به إلى قبره ثم تعاد إليه روحه فيجلس في قبره
13 وأخرج الشيخان عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على قتلى بدر فقال يا فلان بن فلان يا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربي حقا فقال عمر يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها فقال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئا
14 وأخرج أبو الشيخ من مرسل عبيد بن مرزوق قال كانت إمرأة بالمدينة تقم المسجد فماتت فلم يعلم بها النبي صلى الله عليه وسلم فمر على قبرها فقال ما هذا القبر فقالوا أم محجن قال التي كانت تقم المسجد قالوا نعم فصف الناس فصلى عليها ثم قال أي العمل وجدت أفضل قالوا يا رسول الله أتسمع قال ما أنتم بأسمع منها فذكر أنها أجابته قم المسجد
15 وأخرج الشيخان عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت يا ويلها أين تذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعه الإنسان صعق

16 وأخرج الشيخان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تكن سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم
17 وأخرج إبن أبي الدنيا عن أبي سعيد الخدري أنه أمر في ميت مات أن يعجلوه إلى حفرته وقال هو المنزل الذي لا بد له منه فعجلوه إليه يرى ما له من خير وشر
18 وأخرج عن بكر المزني قال حدثت أن الميت يستبشر بتعجيله إلى المقابر
19 وأخرج عن أيوب قال كان يقال من كرامة الميت على أهله تعجيله إلى حفرته
20 وأخرج إبن أبي الدنيا في القبور عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ميت يوضع على سريره فيخطى به ثلاث خطوات إلا تكلم بكلام يسمعه من شاء الله إلا الثقلين الإنس والجن يقول يا إخوتاه ويا حملة نعشاه لا تغرنكم الدنيا كما غرتني ولا يلعب بكم الزمان كما لعب بي تركت ما خلفت لورثتي والديان يوم القيامة يخاصمني ويحاسبني وأنتم تشيعوني وتدعوني
21 وأخرج أحمد في الزهد عن أم الدرداء قالت إن الميت إذا وضع على سريره فإنه ينادي يا أهلاه ويا جيراناه يا حملة سريراه لا تغرنكم الدنيا كما غرتني ولا تلعبن بكم كما تلاعبت بي فإن أهلي لم يتحملوا عني من وزري شيئا
22 وفي تاريخ إبن النجار عن أبي محمد بن النجار وكان من أصحاب المروزي وكان الخلال يقدمه لفضله قال غسلت ميتا فأنا أغسله إذ فتح عينيه ثم قبض على يدي وقال يا أبا محمد أحسن الإستعداد لهذا المصرع 18 باب مشي الملائكة في الجنازة وما يقولون
1 وأخرج سعيد بن منصور عن ابن غفلة قال إن الملائكة لتمشي أمام الجنازة ويقولون ما قدم فلان ويقول الناس ما ترك فلان

2 وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب القبور عن أبي الخلد قال قرأت في مسألة داود ربه إلهي ما جزاء من شيع الجنائز إبتغاء مرضاتك قال جزاؤه أن تشيعه الملائكة يوم يموت وأصلي على روحه في الأرواح
3 وأخرجه إبن عساكر من وجه آخر عن إبن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن داود قال إلهي ما جزاء من شيع ميتا إلى قبره إبتغاء مرضاتك قال جزاؤه أن تشيعه الملائكة فتصلي على روحه في الأرواح
4 وأخرج البيهقي في شعب الإيمان والديلمي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات الميت تقول الملائكة ما قدم ويقول الناس ما خلف 19 باب بكاء السماء والأرض على المؤمن إذا مات قال الله تعالى { فما بكت عليهم السماء والأرض }
1 وأخرج الترمذي وأبو نعيم وأبو يعلى وإبن أبي الدنيا وإبن أبي حاتم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من إنسان إلا له بابان في السماء باب يصعد عمله فيه وباب ينزل منه رزقه فإذا مات العبد المؤمن بكيا عليه
2 وأخرج إبن جرير عن إبن عباس أنه سئل عن قوله تعالى { فما بكت عليهم السماء والأرض } هل تبكي السماء والأرض على أحد قال نعم إنه ليس أحد من الخلائق إلا له باب في السماء ينزل رزقه منه وفيه يصعد عمله فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد عمله فيه وينزل منه رزقه فقد بكى عليه وإذا فقده مصلاه من الأرض الذي كان يصلي فيه ويذكر الله فيه بكت عليه وإن قوم فرعون لم يكن لهم في الأرض آثار صالحة ولم يكن يصعد إلى الله منهم خير فلم تبك عليهم السماء والأرض
3 وأخرج إبن جرير وإبن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب عن شريح بن عبيد الحضرمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها

بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض ثم قرأ { فما بكت عليهم السماء والأرض } ثم قال إنهما لا يبكيان على كافر
4 وأخرج سعيد بن منصور وأبو نعيم عن مجاهد قال ما من مؤمن يموت إلا تبكي عليه الأرض أربعين صباحا
5 وأخرج أبو نعيم عن عطاء الخراساني قال ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له يوم القيامة وبكت عليه يوم يموت
6 وأخرج إبن أبي الدنيا وإبن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال إن المؤمن إذا مات بكى عليه مصلاة من الأرض ومصعد عمله من السماء ثم تلا { فما بكت عليهم السماء والأرض }
7 وأخرج إبن أبي الدنيا والحاكم عن إبن عباس قال إن الأرض لتبكي على المؤمن أربعين صباحا
8 وأخرج إبن أبي الدنيا عن أبي عبيد صاحب سليمان بن عبد الملك قال إن العبد المؤمن إذا مات تنادت بقاع الأرض مات عبد الله المؤمن فتبكي عليه الأرض والسماء فيقول الرحمن ما يبكيكما على عبدي فيقولان ربنا لم يمش في ناحية منا قط إلا وهو يذكرك
9 وأخرج عن محمد بن كعب قال إن الأرض لتبكي من رجل وتبكي على رجل تبكي على من كان يعمل على ظهرها بطاعة الله وتبكي من رجل كان يعمل على ظهرها بمعصية الله
10 وأخرج سعيد بن منصور وإبن أبي الدنيا عن محمد بن قيس قال بلغني أن السماوات والأرض تبكيان على المؤمن تقول السماوات ما زال يصعد إلي منه خير وتقول الأرض ما زال يفعل علي خيرا
11 وأخرج إبن جرير عن الضحاك قال تبكي على المؤمن الصالح معالمه من الأرض ومقر عمله من السماء
12 وأخرج عن عطاء قال بكاء السماء حمرة أطرافها

13 وأخرج إبن أبي الدنيا عن الحسن قال بكاء السماء حمرتها
14 وأخرج عن سفيان الثوري قال كان يقال هذه الحمرة التي تكون في السماء بكاء السماء على المؤمن
15 وأخرج عن الحسن قال إن الله إذا توفي المؤمن ببلاد غربة لم يعذبه رحمة لغربته وأمر الملائكة فبكته لغيبة بواكيه عنه 20 باب دفن العبر في الأرض التي خلق منها
1 وأخرج البزار والحاكم والبيهقي في الشعب عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم مر في المدينة فرأى جماعة يحفرون قبرا فسأل عنه فقالوا حبشي قدم فمات فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله سيق من أرضه وسمائه إلى التربة التي خلق منها
2 وأخرج الطبراني في الكبير عن إبن عمر أن حبشيا دفن في المدينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دفن بالطينة التي خلق منها
3 وأخرج في الأوسط عن أبي الدرداء قال مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نحفر قبرا فقال ما تصنعون فقلنا نحفر قبرا لهذا الميت الأسود فقال جاءت به منيته إلى تربته
4 وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف ببعض نواحي المدينة فإذا بقبر يحفر فأقبل حتى وقف عليه فقال لمن هذا قيل لرجل من الحبشة فقال لا إله إلا الله سيق من أرضه وسمائه حتى دفن في التربة التي منها خلق
5 وأخرج أبو نعيم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود إلا وقد ذر عليه من تراب حفرته
6 وأخرج الحكيم في نوادر الأصول عن إبن مسعود قال إن الملك الموكل بالرحم يأخذ النطفة من الرحم فيضعها عن كفه فيقول يا رب مخلقة أو غير مخلقة فإن قال مخلقة قال يا رب ما الرزق ما الأثر ما الأجل ما العمل

فيقول أنظر في أم الكتاب فينظر في اللوح المحفوظ فيجد فيه رزقه وأثره وأجله وعمله ويأخذ التراب الذي يدفن في بقعته وتعجن به نطفته فذلك قوله تعالى { منها خلقناكم وفيها نعيدكم }

أبو جمال 9 - 4 - 2012 07:54 PM


7 وأخرج الدينوري في المجالسة عن هلال بن يساف قال ما من مولود يولد إلا وفي سرته من تربة الأرض التي يموت فيها
8 وأخرج الترمذي عن مطر بن عكامس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة
9 وأخرج الحاكم والبيهقي في الشعب عن إبن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كانت منية أحدكم بأرض أتيحت له الحاجة فيقصد إليها فيكون أقصى أثر منه فتقبض روحه فيها فتقول الأرض يوم القيامة رب هذا ما استودعتني
10 وأخرج الحكيم عن إبن مسعود قال إن النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها الملك بكفيه قال أي رب أمخلقة أو غير مخلقة فإن قال غير مخلقة لم تكن نسمة وقذفتها الأرحام دما وإن قال مخلقة قال أي رب أذكر أم أنثى أشقي أم سعيد فما الأجل وما الأثر وما الرزق وبأي أرض تموت فيقول إذهب إلى أم الكتاب فإنك ستجد هذه النطفة فيها فيقال للنطفة من ربك فتقول النطفة الله فيقال من رازقك فتقول الله فتخلق فتعيش في أهلها وتأكل رزقها وتطأ أثرها فإذا جاء أجلها ماتت فدفنت في ذلك المكان
11 وأخرج أبو نعيم وإبن منده عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إدفنوا موتاكم وسط قوم صالحين فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي بجار السوء
12 وأخرج إبن عساكر في تاريخ دمشق بسند ضعيف عن إبن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إدفنوا موتاكم في وسط قوم صالحين فإن الميت يتأذى بجاره السوء كما يتأذى الحي بجاره السوء
13 وأخرج إبن عساكر والماليني في المؤتلف والمختلف عن علي

كرم الله وجهه قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ندفن موتانا وسط قوم صالحين فإن الموتى يتأذون بالجار السوء كما يتأذى به الأحياء
14 وأخرج الماليني عن إبن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مات لأحدكم الميت فأحسنوا كفنه وعجلوا بإنجاز وصيته وأعمقوا له في قبره وجنبوه الجار السوء قيل يا رسول الله وهل ينفع الجار الصالح في الآخرة قال هل ينفع في الدنيا قالوا نعم قال كذلك ينفع في الآخرة
15 وأخرج الديلمي وإبن منده من حديث أم سلمة مرفوعا أحسنوا الكفن ولا تؤذوا موتاكم بعويل ولا بتزكية ولا بتأخير وصية ولا بقطيعة وعجلوا قضاء دينه واعدلوا به عن جيران السوء
16 وأخرج إبن أبي الدنيا في القبور عن عبد الله بن نافع المزني قال مات رجل بالمدينة فدفن بها فرآه رجل كأنه من أهل النار فاغتم لذلك ثم أريه بعد سابعة أو ثامنة كأنه من أهل الجنة فسأله قال دفن معنا رجل من الصالحين فشفع في أربعين من جيرانه فكنت فيهم
17 وأخرج إبن سعد عن معاوية بن صالح قال لما حضر عمر بن عبد العزيز الموت أوصاهم فقال أحفروا لي ولا تعمقوا فإن خير الأرض أعلاها وشرها أسفلها
18 وأخرج إبن عساكر من طرق عن عمرو بن مهاجر قال مات سهل بن عبد العزيز أخو عمر بن عبد العزيز فأمرني عمر أن أحفر له وقال أحفر له على قدر طولك أو إلى المنكب ولا تبعد له في الأرض فإن أعلى الأرض أطهر وفي لفظ أطيب من أسفلها
19 وأخرج الحكيم الترمذي وإبن عساكر وإبن منده بسند فيه ضعف وانقطاع عن إبن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن إذا مات تجملت المقابر لموته فليس منها بقعة إلا وهي تتمنى أن يدفن فيها وإن الكافر إذا مات أظلمت المقابر لموته فليس منها بقعة إلا وهي تستجير بالله أن لا يدفن فيها
20 وأخرج إبن النجار في تاريخ بغداد عن محمد بن عبد الله الأسدي قال شهدت جنازة بعض أهل عبد الصمد بن علي فجعل يحثهم ويعجلهم ويقول أريحوها قبل المساء فقلنا له أتروي في هذا شيئا قال نعم حدثني أبي عن جدي

عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن ملائكة النهار أرأف من ملائكة الليل
21 وأخرج إبن عساكر من طريق إبن وهب عن حرملة بن عمران عن محمد بن أبي مدرك عن سفيان بن وهب الخولاني قال بينما نحن نسير مع عمرو بن العاص في سفح هذا الجبل يعني المقطم ومعنا المقوقس فقال له يا مقوقس ما بال جبلكم هذا أقرع ليس عليه نبات ولا شجر على نحو من جبال الشام قال ما أدري ولكن الله تعالى أغنى أهله بهذا النيل عن ذلك ولكنا نجد تحته ما هو خير من ذلك قال وما هو قال ليدفن تحته قوم يبعثهم الله يوم القيامة لا حساب عليهم فقال عمرو اللهم إجعلني منهم قال حرملة إن تحته قبور قبر عمرو بن العاص فيه وفيه قبر أبي نضرة الغفاري وعقبة بن عامر
22 وأخرج الديلمي وأبو الفضل الطوسي في كتاب عيون الأخبار من طريق ابن هدبة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم تبع جنازة فدعا بثوب فبسط على القبر وقال لا تطلعوا في القبر فإنها أمانة فلعسى أن تحل العقد فترى حية سوداء متطوقه في عنقه ولعله يؤمر به فيسمع صوت السلسلة
23 وأخرج الطوسي والديلمي في مسند الفردوس من طريق ابن هدبة عن أنس مرفوعا إن مشيعي الجنازة قد وكل الله بهم ملكا فهم مهتمون محزونون حتى إذا أسلموه في ذلك القبر ورجعوا راجعين أخذ كفا من تراب فرمى به وهو يقول إرجعوا إلى دنياكم أنساكم الله موتاكم فينسون ميتهم ويأخذون في شرائهم وبيعهم كأنهم لم يكونوا منه ولم يكن منهم
24 وروينا في أمالي ابن بطة من طريق عطاء عن إبن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله ملك موكل بالمقابر فإذا دفن الميت وسوي عليه وتحولوا لينصرفوا قبض قبضة من تراب القبر فرمى بها على أقفيتهم وقال انصرفوا إلى دنياكم وانسوا موتاكم 21 باب ما يقال عند الدفن والتلقين
1 أخرج البزار عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال إذا بلغت

الجنازة القبر فجلس الناس فلا تجلس ولكن قم على شفير قبره فإذا دلي في قبره فقل بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم عبدك نزل بك وأنت خير منزول به فخلف الدنيا خلف ظهره فاجعل ما قدم عليه خيرا مما خلف فإنك قلت { وما عند الله خير للأبرار }
2 وأخرج الطبراني والبيهقي في الشعب عن إبن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا مات أحدكم فلا تحبسوه وأسرعوا به إلى قبره وليقرأ عند رأسه فاتحة الكتاب ولفظ البيهقي فاتحة البقرة وعند رجليه بخاتمة سورة البقرة في قبره
3 وأخرج الطبراني عن عبد الرحمن بن العلاء بن الحلاج قال قال لي أبي يا بني إذا وضعتني في لحدي فقل بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سن علي التراب سنا ثم إقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك
4 وأخرج إبن أبي شيبة عن قتادة أن إنسانا دفن إبنا له فقال اللهم جاف الأرض عن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه وأبدله دارا خيرا من داره
5 وأخرج سعيد بن منصور عن أنس أنه كان إذا وضع الميت في قبره قال اللهم جاف القبر عن جنبيه وصعد روحه وتقبله وتلقه منك بروح
6 وأخرج إبن ماجه والبيهقي في سننه عن سعيد بن المسيب قال حضرت إبن عمر رضي الله عنهما في جنازة إبنة له فلما وضعها في اللحد قال بسم الله وفي سبيل الله فلما أخذ في تسوية اللحد قال اللهم أجرها من الشيطان ومن عذاب القبر فلما سوى الكثيب عليها قام جانب القبر ثم قال اللهم جاف الأرض عن جنبيها وصعد روحها ولقها منك رضوانا ثم قال سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم

7 وأخرج إبن أبي شيبة عن مجاهد أنه كان يقول بسم الله وفي سبيل الله اللهم إفسح في قبره ونور له فيه وألحقه بنبيه
8 وأخرج الحكيم عن عمرو بن مرة قال كانوا يستحبون إذا وضع الميت في اللحد أن يقولوا اللهم أعذه من الشيطان الرجيم
9 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف عن خيثمة قال كانوا يستحبون إذا دفنوا الميت أن يقولوا بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أجره من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن شر الشيطان الرجيم
10 وأخرج سعيد بن منصور عن إبن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف على القبر بعدما يسوى عليه فيقول اللهم نزل بك صاحبنا وخلف الدنيا خلف ظهره اللهم ثبت عند المسألة منطقه ولا تبتله في قبره بما لا طاقة له به
11 وأخرج الطبراني في الكبير وإبن منده عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم عليه التراب فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل يا فلان بن فلانة فإنه يسمع ولا يجيب ثم يقول يا فلان بن فلانة فإنه يستوي قاعدا ثم يقول يا فلان بن فلانة فإنه يقول أرشدنا رحمك الله ولكن لا تشعرون فليقل أذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما فإن منكرا ونكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول إنطلق بنا ما نقعد عند من لقن حجته فيكون الله حجيجه دونهما قال رجل يا رسول الله فإن لم يعرف أمه قال ينسبه إلى حواء يا فلان بن حواء
12 وأخرج إبن منده من وجه آخر عن أبي أمامة الباهلي قال إذا مت فدفنتموني فليقم إنسان عند رأسي فليقل يا صدي بن عجلان أذكر ما كنت عليه في الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله

13 وأخرج سعيد بن منصور عن راشد بن سعد وضمرة بن حبيب وحكيم بن عمير قالوا إذا سوي على الميت قبره وانصرف الناس عنه كان يستحب أن يقال للميت عند قبره يا فلان قل لا إله إلا الله ثلاث مرات يا فلان قل ربي الله ديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ثم ينصرف
تنبيه قال الآجري يستحب الوقوف بعد الدفن قليلا والدعاء للميت مستقبلا وجهه بالثبات فيقول اللهم هذا عبدك وأنت أعلم به منا ولا نعلم منه إلا خيرا وقد أجلسته لتسأله اللهم فثبته بالقول الثابت في الآخرة كما ثبته في الدنيا اللهم ارحمه وألحقه بنبيه ولا تضلنا بعده ولا تحرمنا أجره
وقال الترمذي الحكيم الوقوف على القبر وسؤال التثبيت في وقت الدفن مدد للميت بعد الصلاة لأن الصلاة بجماعة المؤمنين كالعسكر له قد اجتمعوا بباب الملك يشفعون له والوقوف على القبر وسؤال التثبيت مدد ل 4 لعسكر وذلك ساعة شغل الميت لأنه يستقبله هول المطلع وسؤال الفتانين وأخرج إبن سعد عن الضحاك قال قال لي النزال بن سبرة إذا أدخلتني قبري فقل اللهم بارك في هذا القبر وفي داخله 22 باب ضمة القبر لكل أحد
1 أخرج أحمد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبيهقي في كتاب عذاب القبر عن حذيفة قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فلما انتهينا إلى القبر قعد على شقه فجعل يردد بصره فيه ثم قال يضغط فيه المؤمن ضغطة تزول منها حمائله ويملأ على الكافر نارا
قال في النهاية قال الأزهري الحمائل هنا عروق الأنثيين قال ويحتمل أن يراد موضع حمائل السيف أي عواتقه وصدره وأضلاعه

2 وأخرج أحمد والبيهقي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن للقبر ضغطة لو كان أحد منها ناج لنجا منها سعد بن معاذ
3 وأخرج أحمد والحكيم الترمذي والطبراني والبيهقي عن جابر بن عبد الله قال لما دفن سعد بن معاذ سبح النبي صلى الله عليه وسلم وسبح الناس معه طويلا ثم كبر وكبر الناس ثم قالوا يا رسول الله لم سبحت قال لقد تضايق على هذا الرجل الصالح قبره حتى فرج الله عنه
4 وأخرج سعيد بن منصور والحكيم الترمذي والطبراني والبيهقي عن إبن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم دفن سعد بن معاذ وهو قاعد على قبره قال لو نجا من ضمة القبر أحد لنجا سعد بن معاذ ولقد ضم ضمة ثم أرخي عنه
5 وأخرج النسائي والبيهقي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء وشهده سبعون ألفا من الملائكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه يعني سعد بن معاذ قال الحسن تحرك له العرش فرحا بروحه أخرجه البيهقي في الدلائل
6 وأخرج الحكيم الترمذي والحاكم والبيهقي عن إبن عمر رضي الله عنهما قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر سعد بن معاذ فاحتبس فلما خرج قيل يا رسول الله ما حبسك قال ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله أن يكشف عنه
7 وأخرج الحكيم الترمذي والبيهقي من طريق ابن إسحاق حدثني أمية بن عبد الله أنه سئل بعض أهل سعد ما بلغكم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا فقالوا ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك فقال كان يقصر في بعض الطهور من البول
8 وأخرج الطبراني عن أنس قال توفيت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجنا معه فرأيناه مهتما شديد الحزن فقعد على القبر هنيهة وجعل ينظر إلى السماء ثم نزل فيه فرأيته يزداد حزنا ثم خرج فرأيته سري عنه وتبسم فسألناه فقال كنت أذكر ضيق القبر وغمه وضعف زينب فكان ذلك يشق علي فدعوت الله

أن يخفف عنها ففعل ولكن ضغطها ضغطة سمعها من بين الخافقين إلا الإنس والجن
9 وأخرج أيضا بسند صحيح عن أبي أيوب أن صبيا دفن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي
10 وأخرج في الأوسط عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على صبي أو صبية فقال لو أن أحدا نجا من ضمة القبر لنجا هذا الصبي
11 وأخرج سعيد بن منصور وإبن أبي الدنيا عن زاذان أن إبن عمر قال لما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم إبنته رقية رضي الله عنها جلس عند القبر فتربد وجهه ثم سري عنه فسأله أصحابه عن ذلك فقال ذكرت إبنتي وضعفها وعذاب القبر فدعوت الله ففرج عنها وايم الله لقد ضمت ضمة سمعها ما بين الخافقين
12 وأخرج هناد بن السري في الزهد عن ابن أبي مليكة قال ما أجير من ضغطة القبر أحد ولا سعد بن معاذ الذي منديل من مناديله خير من الدنيا وما فيها
13 وأخرج أيضا عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين دفن سعد بن معاذ إنه ضم في القبر ضمة حتى صار مثل الشعرة فدعوت الله أن يرفه عنه وذلك بأنه كان لا يستبرىء من البول
14 وأخرج إبن سعد قال أخبرنا شبابة بن سوار أخبرني أبو معشر عن سعيد المقبري قال لما دفن رسول الله سعد بن معاذ قال لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد ولقد ضم ضمة اختلفت منها أضلاعه من أثر البول
15 وقال عبد الرزاق في المصنف عن ابن عيينة عن ابن نجيح عن مجاهد قال أشد حديث سمعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في سعد بن معاذ وقوله في أمر القبر
16 وأخرج علي بن معبد في كتاب الطاعة والعصيان من طريق إبراهيم

الغنوي عن رجل قال كنت عند عائشة رضي الله عنها فمرت جنازة صبي صغير فبكت فقلت لها ما يبكيك قالت هذا الصبي بكيت له شفقة عليه من ضمة القبر
17 وأخرج عمر بن شبة في كتاب المدينة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما عفي أحد من ضمة القبر إلا فاطمة بنت أسد فقيل يا رسول الله ولا القاسم إبنك قال ولا إبراهيم وكان أصغرهما
18 وأخرج إبن سعد أخبرنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو قائم عند قبر سعد لقد ضغط ضغطة أو همز همزة لو كان أحد ناجيا منها بعمل لنجا منها سعد
19 وأخرج إبن عساكر وإبن أبي الدنيا عن عبد المجيد بن عبد العزيز عن أبيه أن نافعا مولى إبن عمر لما حضرته الوفاة جعل يبكي فقيل له ما يبكيك فقال ذكرت سعدا وضغطة القبر
20 وقال الزبير بن بكار في الموفقيات قال حدثني أبو عزية الأنصاري عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال قال عبد الله بن عمرو توفي سعد بن معاذ فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما هم يمشون إذ تخلف فوقفوا حتى أدركهم فقالوا يا نبي الله ما خلفك عنا قال سمعت سعد بن معاذ حين ضم في قبره قالوا ضم في قبره وقد أهتز له عرش الرحمن فقال سعد أكرم على الله أم يحيى بن زكريا فوالذي نفسي بيده لقد ضم يحيى لأنه شبع شبعة من خبز الشعير
قلت هذا الحديث منكر بمرة وإسناده معضل والمعروف أن الأنبياء لا يضغطون
21 قال أبو القاسم السعدي في كتاب الروح لا ينجو من ضغطة القبر صالح ولا طالح غير أن الفرق بين المسلم والكافر دوام الضغط للكافر وحصول هذه الحالة للمؤمن في أول نزوله إلى قبره ثم يعود إلى الإنفساح له فيه قال والمراد بضغطة القبر إلتقاء جانبيه على جسد الميت

22 وقال الحكيم الترمذي سبب هذه الضغطة أنه ما من أحد إلا وقد ألم بخطيئة ما وإن كان صالحا فجعلت هذه الضغطة جزاء له ثم تدركه الرحمة ولذلك ضغط سعد بن معاذ في التقصير من البول قال وأما الأولياء والأنبياء فلا نعلم أن لهم في القبور ضمة ولا سؤالا لعصمتهم
23 وقال السبكي في بحر الكلام المؤمن المطيع لا يكون له عذاب القبر ويكون له ضغطة القبر فيجد هول ذلك وخوفه لما أنه تنعم بنعمة الله ولم يشكر النعمة
24 أخرج إبن أبي الدنيا عن محمد التيمي قال كان يقال ضمة القبر إنما أصلها أنها أمهم ومنها خلقوا فغابوا عنها الغيبة الطويلة فلما رد إليها أولادها ضمتهم ضم الوالدة غاب عنها ولدها ثم قدم عليها فمن كان الله مطيعا ضمته برأفة ورفق ومن كان عاصيا ضمته بعنف سخطا منها عليه لربها
25 وأخرج البيهقي وإبن منده والديلمي وإبن النجار عن سعيد بن المسيب أن عائشة رضي الله عنها قالت يا رسول الله إنك منذ يوم حدثتني بصوت منكر ونكير وضغطة القبر ليس ينفعني شيء قال يا عائشة إن أصوات منكر ونكير في أسماع المؤمنين كالإثمد في العين وإن ضغطة القبر على المؤمن كالأم الشفيقة يشكو إليها إبنها الصداع فتغمز رأسه غمزا رفيقا ولكن يا عائشة ويل للشاكين في الله كيف يضغطون في قبورهم كضغطة الصخرة على البيضة
فائدة
26 قال بعضهم من فعل سيئة فإن عقوبتها تدفع عنه بعشرة أسباب أن يتوب فيتاب عليه أو يستغفر فيغفر له أو يعمل حسنات فتمحوها فإن الحسنات يذهبن السيئات أو يبتلى في الدنيا بمصائب فيكفر عنه أو في البرزخ بالضغطة والفتنة فيكفر عنه أو يدعو له إخوانه من المؤمنين ويستغفرون له

أو يهدون له من ثواب أعمالهم ما ينفعه
أو يبتلى في عرصات القيامة بأهوال تكفر عنه
أو تدركه شفاعة نبيه
أو رحمة ربه إنتهى


الساعة الآن 01:04 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى