منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   لغتنا العربية (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=104)
-   -   المثقب العبدي : قصيدة أفاطم (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=31769)

عاشقة الوطن 13 - 11 - 2013 10:44 PM

المثقب العبدي : قصيدة أفاطم
 
إلى طلاب الجامعة الأردنية تخصص علوم سياسية
مادة : اللغة العربية
قصيدة المثقب العبدي مع تحليل النص بطريقة سهلة
مع أمنياتي للجميع بالتوفيق
أدعو معي لمحمد خير بالنجاح وأحببت الإفادة للجميع
لمثقب العبدي هو العائد بن محصن بن ثعلبة،من بني عبد القيس ، من ربيعة. شاعر جاهلي ،من أهل البحرين،اتصل بالملك عمرو بن هند وله فيه مدائح ومدح النعمان بن المنذر.في شعره حكمة ورقة .ذكر ابن قتيبة الدينوري أنه سمي بالمثقب لأنه قال:
..رددن تحية وكنن أخرى وثقبـــــــن الوصاوص للعيون

والمثقب شاعر مجيد؛ فتراكيبه متينة،ولغته جزلة قوية،دقيق الوصف،وتدور أغراضه الشعرية على المدح والفخر والحكمة، والطرد (الصيد)،ووصف الراحلة. وقد عاش ما بين (71_36)قبل الهجرة..


أفاطمُ! قبلَ بيتكِ متِّعينى


أفاطمُ! قبلَ بيتكِ متِّعينى ومنعكِ ما سألتكِ أنْ تبينى
فَلا تَعِدي مَواعِدَ كاذِباتٍ تمر بها رياحُ الصيفِ دوني
فإنِّى لوْ تخالفني شمالى خلافكِ ما وصلتُ بها يميني
إذاً لَقَطَعتُها ولقُلتُ: بِيني كذلكَ أجتوى منْ يجتويني
لمنْ ظعنُ تطلَّعُ منْ ضبيبٍ خَوايَة َ فَرْجِ مِقْلاتٍ دَهينِ
يشَّبهنَ السَّفينَ وهنَّ بختُ عُراضاتُ الأباهِرِ والشُّؤونِ
وهُنَّ على الرَّجائزِ واكِناتٌ قَواتِلُ كُلِّ أَشجَعَ مُسْتكينِ
كغزلانٍ خذلنَ بذاتِ ضالٍ تنوشُ الدَّانياتِ منَ الغصونِ
ظهرنَ بكلَّة ِ، وسدلنَ رقماً وثقبنَ الوصاوصَ للعيونِ
أَرَينَ مَحاسِناً وكنَنَّ أُخرى من الأجيادِ والبَشَرِ المَصونِ
ومن ذَهَبٍ يَلوحُ على تَريبٍ كلَونِ العاجِ ليسَ بذي غُضونِ
وهُنّ على الظِّلام مُطَلَّباتٌ طويلاتُ الذُّوائبِ والقرونِ
إذا ما فتنهُ يوماً برهنٍ يعزُّ عليهِ لم يرجعْ يحينِ
بتَلهِيَة ٍ أَريشُ بها سِهامي تبذُّ المرشقاتِ منَ الفطينِ
علونَ رباوة ً، وهبطنَ غيباً فلَمْ يَرجِعْنَ قائلة ً لحِينِ
فقلتُ لبعضهنَّ، وشدَّ رحلى لهاجرة ٍ عصبتُ لها جبينى :
لعلّكِ إنْ صَرَمتِ الحَبلَ منِّي أكونُ كذاكِ مصحبتي قرونى
فسلِّ الهمَّ بذاتِ لوثٍ عُذافِرة ٍ كمِطرَقَة ٍ القُيونِ
كَساها تامِكاً قَرِداً عَلَيها سَوادِيُّ الرَّضيحِ من اللَّجينِ
إذا قلقتْ أشدُّ لها سنافا أمامَ الزَّورِ منْ قلقِ الوضينِ
كأنّ مَواقِعَ الثَّفِناتِ مِنها مُعَرَّسُ باكِراتِ الوِرْدِ جُونِ
يَجُدُّ تَنَقُّسُ الصُّعَداءِ منها قوى النِّسعِ المحرمِ ذى المئونِ
تَصُكُّ الجانِبَينِ بِمُشفَتِرّ لهُ صوتٌ أبحُّ منَ الرَّنينِ
كأنَّ نفى َّ ما تتفى يداها قذافُ غريبة ٍ بيدى ْ معينِ
تسدُّ بدائمِ الخطرانِ جثلٍ يُباريها ويأخُذُ بالوَضينِ
وتسعُ للذُّباب إذا تغنَّى كتغريدِ الحمامِ على الوكونِ
وأَلقَيتُ الزِّمامَ لها فنامَتْ لعادنها منَ السَّدفِ المبينِ
كأنّ مُناخَها مُلقى لِجامٍ على معزائها وعلى الوجنينِ
كأنّ الكُورَ والأنساعَ منها على قَرْواءَ ماهِرَة ٍ دَهينِ
يشقُّ الماءَ جؤجؤها، وتعلو غَوارِبَ كُلِّ ذي حَدَبٍ بَطينِ
غَدَت قَوداءَ مُنشَقّاً نَساها تجاسرُ بالنُّخاعِ وبالوتينِ
إذا ما قمتُ أرحلها بليلٍ تأوَّهُ آهة َ الرَّجلِ الحزينِ
تقولُ إذا دَرأْتُ لها وَضِيني أهذا دينهُ أبداً ودينى ؟
أكلَّ الدَّهرِ حلٌّ وارتحالٌ أما يبقى على َّ وما بقينى !
فأَبقى باطِلي والجِدُّ منها كدُكّانِ الدَّرابِنَة ِ المَطِينِ
ثَنَيتُ زِمامَها ووَضَعتْ رَحْلي ونمرقة ً رفدتُ بها يمينى
فَرُحْتُ بها تُعارِضُ مُسبَكِرّاً على ضحضاحهِ وعلى المتونِ
إلى عمروٍ، ومنْ عمروٍ أتتني أخى النَّجداتِ والحلمِ الرَّصينِ
فإمَّا أنْ تكونَ أخى بحقِّ فأَعرِفَ منكَ غَثِّي من سَميني
وإلاَّ فاطَّرحني واتخذنى عَدُوّاً أَتَّقيكَ وتَتَّقيني
وما أَدري إذا يَمَّمتُ وَجهاً أُريدُ الخَيرَ أَيُّهُما يَليني
أَأَلخَيرُ الذي أنا أَبْتَغيهِ أَمِ الشَّرُّ الذي هو يَبْتَغيني
*********************************



شــــرح الأبيات..


1...أفاطم قبل بينك متعيني ***ومنعك ما سألت كأن تبيني ..متعيني:افعلي ما يسرني ،..بينك:فراقك ،..أن تبيني:أن تفارقيني يخاطب صاحبته التي كنى اسم (فاطمة)ويقول:يا فاطم قبل مغادرتك أسعديني فان منعك من تمتعي هو كمفارقتك لي .

2..فلا تعدي مواعد كاذبات تمر بها رياح الصيف دوني ..لاتعدي:وعده وعدا أي خيرا ،..رياح الصيف:خصها لأن رياح الصيف لاخير فيها انما تأتي بالغبار ،..دوني:قربي يلتمس من صاحبته أن لا تعده وعودا كاذبة لاتمتع فيها كأنها رياح الصيف تحمل الغبار.

الصورة الفنية(2):صور المواعيد الكاذبة لانفع فيها كرياح الصيف تحمل الغبار والعجاج.

3..فاني لو تخالفني شمالي خلافك ما وصلت بها يميني ..تخالفني:تعارضني ،..شمالي: يدي اليسرى ،..خلافك:كمخالفتك ..يميني:يدي اليمنى يقول الشاعر لو خالفتني يدي اليسرى كمخالفتك يا فاطم ما وصلت بها يدي اليمنى.

4..اذا لقطعتها ولقلت بيني كذلك أجتوي من يجتويني ..بيني:فارقي ،..أجتوي:أكره،أستثقل يقول الشاعر اذن لقطعتها وأفردت يميني فلا أوافق من يوافقني لأني أستثقله كما يستثقلني.

5..لمن ظعن تطالع من ضبيب فما خرجت من الوادي لحين ..ظعن:جمع ظعينة وهي الهودج ،..ضبيب:اسم موضع
لحين:بعد حين وابطاء وينتقل الشاعر الى وصف رحيل الهوادج على الابل وهي تحمل النساء يتساءل عن الهوادج التي بدت تظهر علينا من ظبيب فإنها لم تخرج من الوادي منذ زمن.



6..وهن كذاك حين قطعن فلجا كأن حد وجهن على سفين
حين قطعن:يوم،ساعة اجتزن ،..فلجا:اسم موضع ،..سفين: جمع سفينة ،..حد وجهن :جمع حدج،وهي مراكب ما تحمله الأبل من نساء يقول لا تزال تسير هذه الإبل حتى قطعت موضع وكأنها سفن محملة.

الصورة الفنية(6):صور الإبل وهي محملة بالنساء والهوادج وتسير في الصحراء سفنا محملة تبحر في البحر.

7..ظهرن بكلة وسدلن رقما وثقبن الوصاوص للعيون ..ظهرن:على هوادجهن ،..كلة:ستر رقيق يتوقى به من البعوض .سدلن:أرسلن ،..رقما:نوع من الثياب اليمنية المزركشة تلبسه الهوادج ..الوصاوص:جمع وصواص وهو البرقع الصغير تلبسه الفتاة يصف النساء حيث ظهرت وقد علا كلا منها ستر رقيق مثقب
للتنفس وأسدلن على الهوادج ثيابها اليمنية وثقبن البراقع للرؤية.

الصورة الفنية(7):صور الهوادج وقد بدت عليها الأستار الرقيقة بالثياب اليمنية المز كرشة وصور براقع الفتيات وقد ثقبت لاترى الاعيونهن حماية من الحر والرمال.

8..ومن ذهب يلوح على تريب كلون العاج ليس بذي غضون ..يلوح:يظهر من بعد ،..الغضون:تثني الجلد ،..العاج:ناب الفيل يزدان به ،..تريب:جمع تريبة وهي عظام الصدر .

الصورة الفنية في بيت رقم (:بدت الفتيات والذهب يلوح على صدورهن البيضاء الصافية التي ليس فيها تثن مثل العاج والوصف على سبيل التخيل لأن القلادة فوق الثوب.

9..أرين محاسنا وكنن أخرى من الأجياد والبشر المصون ..أرين:أظهرن ،..كنن:أخفين ،..الأجياد:جمع جيد وهي الأعناق ..البشر المصون:الجسد غير المكشوف يقول الشاعر بأنه بدت بعض محاسن الفتيات كالكف والعيون أخفين محاسن أخرى مثل الأعناق والصدر والحسد المستور صونا لها.
الصورة الفنية(9):صور محاسن الفتيات كالكف والعيون كما صور محاسنهن الأخرى التي أخفينها كالأجياد والبشرة.

10..فقلت لبعضهن وشد رحلي لهاجرة عصبت لها جبيني ..هاجرة:نصف النهار عند اشتداد الحر ،..عصبت:تعممت يقول مخاطبا محبو بته وقد شد رحله على ناقته وقت الظهيرة وقد اشتد الحر في حين وضع عمامته على رأسه وفي ذلك استعداد للرحيل.
الصورة الفنية(10):صور نفسه وقد شد رحله وقت الظهيرة ولبس عمامته درءا لحرارة الشمس.

11..لعلك ان صرمت الحبل مني أكون كذاك مصحبتي قروني ..صرمت:قطعت ،..الحبل:الوصل ،..مصحبتي:تابعتي ،..قروني:نفسي يقول لمحبوبته ان هجرتني فإنني مضطر الى على الرغم من أن نفسي لا تطاوعني.
الصورة الفنية(11):صور الوصل حين هجرته صاحبته له حبلا قطعته.

12..بصادقة الوجيب كأن هرا يباريها ويأخذ بالوضين ..الوجيب:السير السريع ،..يباريها:يعارضها،يجارها ..الوضين للرحل:بمنزلة الحزام للسرج يصف الناقة سريعة في سيرها تندفع اندفاعا وكأن هرا شد تحت غرزها فتفزع منه.
الصورة الفنية(12):صور الناقة وهي تندفع في سيرها بسرعة وكأن هرا شد تحت غرزها فتندفع مفزوعة.

13..يجد تنفس الصعداء منها قوى النسع المحرم ذي المتون ..يجد:يدفع بقوة ،..الصعداء:النفس المردود الى الجوف .القوى:الطاعات ،..المحرم:الذي بلغ ولم يلن ،..النسع:سير عريض تشد به الرحل واذا تنفست هذه الناقة من شدة تعبها قطع تنفس حزامها القوي.

الصورة الفنية(13):صور الناقة حين تشهق الهواء فينتفخ بطنها.


14..وألقيت الزمام لها فنامت لعادتها من السدف المبين ..الزمام:الرسن ،..السدف:النهار،الضوء ،..المبين:البين وتركت رسن الناقة وقد ترجلت عنها فنامت نهارا من شدة تعبها.

الصورة الفنية(14):صور الناقة وقد أرخى زمامها فبركت ونامت نهارا من شدة التعب.

15.. اذا ما قمت أرحلها بليل تأوه آهة الرجل الحزين ..أرحلها:أرحل بها ،..تأوه:تتألم واذا رحلت بها ليلا تأوهت حزينة كآهة الرجل الحزين.
الصورة الفنية(15):صور صوت الناقة وهي تسير ليلا متأوهة كصوت رجل حزين.

16..تقول اذا درأت لها وضيني أهذا دينه أبدا وديني؟ ..درأت:أزلته عن موضعه ،..الدين:الدأب،الحال ،..الوضين:حزام عريض يشد بها الرحل على البعير وتحاوره الناقة حين أزال عنها حزام الرحل أهذا حال من يركبني وحالي؟.

الصورة الفنية(16):صور الناقة وقد نزع الحزام عنها انسانة أخذت تشكو همها.

17..أكل الدهر حل وارتحال أما يبقي علي ولا يقيني؟ ..الحل:الاقامة ،..لا يقيني:لا يصونني فيخفف عني التعب وتواصل الناقة قولها متسائلة:هل كل العمر اقامة وتنقل ألا يحفظني ويصونني من مشاق السفر؟.

الصورة الفنية(17):صور الناقة انسانة تشكو من الحل وعدم الصون.

18..فأبقى باطلي والجد منها كدكان الدر ابنة المطين ..باطلي:ركوبي في طلب اللهو والغزل ،..الجد منها:اجتهادها في السير ،..الدر ابنة:البوابين جمع دربان وهو فارسي معرب لقد ترك ركوبي الناقة في طلب اللهو والغزل ضعيفة بسبب الجد في سيرها فانكمشت أصبحت ضعيفة كدكان الخمار المشيد من طين.
الصورة الفنية(1:صور الناقة ضعيفة منكمشة من كثرة الترحال دكان خمار مشيد من طين.

19..الى عمرو ومن عمرو أتتني أخي النجدات والحلم الرصين ..الرصين:الرزين ،..أخو النجدات:ذو النجدة للمستغيث وينتقل مخاطبا صديقه الملك عمرو ابن الهند الذي أتته الشكوى منه ويناديه يا أخا النجدة والحلم الرزين اسمع ما أقول لك.


الصورة الفنية(20):صور عمل صاحبه معه لحما فاسدا أو لحما سمينا.
20..فإما أن تكون أخي بحق فأعرف منك غثي من سميني ..الغث:الفاسد ،..السمين:النافع يقول الشاعر فإما أن تكون أخي بحق فأعرف شرك من خيرك.


21..والا فاطرحني واتخذي عدوا أتقيك وتتقيني ..والا:وان لا تكن ،..اطرحني:اتركني،اهجرني يقول ان لم تكن أخي بحق فاتركني واتخذني عدوا أحاذرك وتحاذرني.
الصورة الفنية(21):صور صاحبه جسما كرهه فطرحه أرضا، وصور نفسه عدوا يحاذر صاحبه ويحاذره.


22..وما أدري اذا يممت وجها أريد الخير أيهما يليني؟ ..يممت:قصدت،اتجهت ،..وجها:جهة،ناحية ،..يليني:أحصل عليه يتساءل الشاعر اذا قصد أمرا أو ناحية يريد الخير فيه أيهما يلقاه الخير أم الشر.

الصورة الفنية(23):صور الخير شيئا يطلبه كما صور الشر انسانا يطلبه.
23..أألخير الذي أنا أبتغيه أم الشر الذي هو يبتغيني؟ ..أبتغيه:أطلبه ،..يبتغيني:يطلبني... ويواصل الشاعر حديثه قلقا محتارا من المجهول:أألقى الخير الذي أطلبه أم ألقى الشر الذي يطلبني؟


24..دعي ماذا علمت سأتقيه ولكن بالمغيب نبئيني ..سأتقيه:سأتجنبه ،..المغيب:المجهول ،..نبئيني:أعلميني بالمجهول يعود مخاطبا فاطمة ان ما علمته من شر سأتقيه ولكن ما أريد معرفته هو أن تنبئيني بالمجهول سعد ناصرالدين 23-03-2008, 02:56 pm
1..الأفكار:
أ..شكوى الشاعر من صاحبته ورحيلها.
ب..وصف الناقة وما تلاقيه من مشاق في الرحلة.
ج..شكواه من الصداقة والصديق.


أ..النداء والشرط
2..الأسلوب:
ب..دقة وصف الظعن والناقة والهر
ج..شيوع الحكمة في القصيدة د..شيوع أسلوب الخطابي الى الحبيبة هـ..الطباق (كثرة الصور الفنية)


أ..عاطفة الشكوى من محبو بته ب..عاطفة الصبر،والعزم ج..عاطفة الحيرة والقلق د..عاطفة الإعجاب بالنساء
3..العواطف:
للأمانة منقول : شرح سعد ناصر الدين
منتديات كل العرب

ابو فداء 14 - 11 - 2013 01:12 AM

رد: المثقب العبدي : قصيدة أفاطم
 
مشكوووره
لي عوده لقرأه الكلمات من جديد
مووودتي

عاشقة الوطن 14 - 11 - 2013 02:02 AM

رد: المثقب العبدي : قصيدة أفاطم
 
حفار القبور





ضوء الأصيل يغيم كالحلم الكئيب على القبور واه كما ابتسم اليتامى أو كما بهتت شموع في غيهب الذكرى يهوم ظلهن على دموع والمدرج النائي تهب عليه أسراب الطيور كالعاصفات السود كالأشباح في بيت قديم
برزت لترعب ساكنيه
من غلرفة ظلماء فيه
وتثاءب الطلل البعيد يحدق الليل البهيم
من بابه الأعمى ومن شباكه الخرب البليد
والجو يملؤه النعيب
فتردد الصحراء في يأس واعوال رتيب
أصداءه المتلاشيات
والريح تذروهن في سأم على التل البعيد
وكأن بعض الساحرات
مدت أصابعها العجاف الشاحنات الى السماء
تومي الى سرب من الغربان تلويه الرياح
في آخر الأفق المضاء
حتى تعال ثم فاض على مراقيه الفساح
فكأن ديدان القبور
فارت لتلتهم الفضاء وتشرب الضوء الغريق
وكأنما أزف النشور
فاستيقظ الموتى عطاشى يلهثون على الطريق
وتدفع السرب الثقيل
يطفو ويرسب في الأصيل
لجبا يرنق بالظلام على القبور الباليات
وظلاله السوداء تزحف كالليالي الموحشات
بين الجنادل والصخور
وعلى القبور
وتنفس الضوء الضئيل
بعد اختناق بالطيوف الراعبات وبالجثام
ثم ارتخت تلك الظلال السود وانجاب الظلام
فانجاب عن ظل طويل
يلقيه حفار القبور
كفان جامدتان أبرد من جباه الخاملين وكأن جولهما هواء كان في بعض اللحود في مقلة جوفاء خاوية يهوم في ركود كفان قاسيتان جائعتان كالذئب السجين وفم كشق في جدار
مستوحد بين الصخور الصم من أنقاض دار
عند المساء ومقلتان تحدقان بلا بريق
وبلا دموع في الفضاء
هو ذا المساء
يدنو وأشباح النجوم تكاد تبدو والطريق
خال فلا نعش يلوح على مداه ولا عويل
الا النعيب
وتنهد الريح الطويل
وعلام تنعب هذه الغربان والكون الرحيب باق يدور يعج بالأحياء مرضى جائعين بيض الشعور كأعظم الأموات لكن خالدين لا يهلكون علام تنعب ان عزرائيل مات وغدا أموت غدا أموت
وهز حفار القبور
يمناه في وجه السماء وصاح رب أما تثور
فتبيد نسل العار تحرق بالرجوم المهلكات
أحفاد عاد باعة الدم والخطايا والدموع
يا رب ما دام الفناء
هو غاية الأحياء فأمر يهلكوا هذا المساء
سأموت من ظماء وجوع
ان لم يمت هذا المساء الى غد بعض الأيام
فابعث به قبل ااالظلام
يا رب أسبوع طويل مر كالعام الطويل والقبر خاو يفغر الفم في انتظار في انتظار ما زلت أحفرةه وبطمر الغبار تتثاءب الظلماء فيه ويرشح القاع البليل مما تعصر أعين الموتى وتنضحه الجلود تلك الجلود الشاحبات وذلك اللحم النثير حتى الشفاءه يمص من دمها الثرى حتى النهود تذوي ويقطر في ارتخاء من مراضعها المغير واها لهاتيك النواهد والمآقي والشفاه واها لأجساد الحسان أيأكل الليل الرهيب والدود منها ما تمناه الهوى واخيبتاه كم جثة بيضاء لم تفتضها شفتا حبيب هل كان عدلا أن أحن إلى السراب و لا أنال إلا الحنين و ألف أنثى تحت أقدامي تنام أفكلما اتقدت رغاب في الجوانح شح مال ما زلت أسمع بالحروب فأين أين هي الحروب أين السنابك و القذابف و الضحايا في الدروب
لأظل أدفنها فلا تسع الصحارى
فأدس في قمم التلال عظامهن و في الكهوف
فكأن قعقهة المنازل في اللظى نقر الدفوف
أو وقع أقدام العذارى
يرقص حولي لا عبات بالضصنوج و بالسيوف نبئت عن حرب تدور لعل عزرائيل فيها في الليل يكدح و النهار فلن يمر على قرانا أو بالمدينة و هي توشك أن تضيق بساكنيها نبئت أن القاصفات هناك ما تركت مكانا إلا وحل به الدمار فأي سوق للقبور حتى كأن الأرض من ذهب يضاحك حافريها حتى كأن معاصر الدم دافقات بالخمور أواه لو أني هناك أسد باللحم النثير جوع القبور و جوع نفسي في بلاد ليس فيها إلا أرامل أو عذارى غاب عنهن الرجال وافتضهن الفاتحون إلى الذماء كما يقال مازلت أسمع بالحروب فما لأعين موقديها لا تستقر على قرانا ليت عيني تلتقيها و تخضهن إلى القرار و كالنيازك و الرعود تهوي بهن على النخيل على الرجال على المهود حتى تحدق أعين الموتى كآلاف اللآلي من كل شبر في المدينه ثم تنظم كالعقود في هذه الأرض الخراب فيا لأعينها و يا لي رباه إني أقشعر أكاد أسمع في الخيال أغنية تصف العيون
تنثال من مقهى فأنصت في الزحام و ينصتون و كأن ما بيني و بين الآخرين من الهواء ثدي سخي بالحليب و بالمحبة و الأخاء يا رب أسبوع يمر و لست أسمع من غناء إلا النعيب
و تنهد الريح الرتيب
واخيبتاه ألن أعيش بغير موت الآخرين و الطيبات من الرغيف إلى النساء إلى البنين هي منة الموتى علي فكيف أشفق بالأنام فلتمطرنهم القذائف بالحديد و بالضرام و بما تشاء من انتقام
من حميات أو جذام
نذر علي لئن تشب لازرعن من الورود
ألفا تروى بالدماء و سوف أرصف بالنقود
هذا المزار وسوف أركض في الهجير بلا حذاء
و أعد أحذية الجنود
و أخط في وحل الرصيف وقد تلطخ وقد تلطخ بالدماء
أعدادهن لأستبيح عدادهن من النهود
و سأدفن الطفل الرمي و أطرح الأم الحزينة
بين الصخور على ثراه
و لسوف أغرز بين ثدييها أصابعي اللعينة
و يكاد يحنقها لهاثي و هي تسمع في لظاه
قلبي ووسوسة النقود نقودها و اخجلتاه
أنا لست أحقر من سواي و إن قسوت فلي شفيع
أني كوحش في الفلاء
لم أقرأ الكتب الضخام و شافعي ظمأ و جوع
أو ما ترى المتحضرين
المزدهين من الحديد بما يطير و ما يذيع مهما ادنأت فلن أسف كما أسفوا لي شفيع أني نويت و يفعلون و إن من يئد البنين و الأمهات و يستحل دم الشيوخ العاجزين لأحط من زان انتهك الغزاة و ما استباحوا و القاتلون هم الجناه و ليس حفار القبور و هم الذين يلونون لي البغايا بالخمور و هم المجاعة و الحرائق و المذابح و النواح و هم الذين سيتركون أبي وعمته الضريره بين الخرائب ينبشان ركامهن عن العظام أو يفحصان عن الجذور و يلهثان من الأورام
و الصخر كالمقل الضريرة
و سيوثقون بشسعر أختي قبضتي و كالظلام و كخضة الحمى تسمرها على دمها صدور تعلو و تهبط باللهاث كأنهن رحى تدور يا مجرمون إلى الوراء فسوف تنتفض القبور و تقيء موتاها و يا موتي على اسم الله ثورا رباه عفوك إن قابيل المكبل بالحديد في نفسي الظلماء هب وقر يعصره الملال
فالليل جاء و ما أزال
مستوحدا أرعى القبور و أنفض الدرب البعيد
و كأن يا بشرى كأن هناك في أقصى الجنوب
خطا كأذيال الظلام و لمعة كدم الغروب
لكأنه ضيف جديد
و بدا الجناز و راح يشهق و هو يدنو في ارتخاء
الأوجه المتحجرات يضيئها الشفق الكئيب
و الغمغمات الخافتات من انفعال أو رياء
و النعش يحجبه غطاء
ألوانه المترنحات كأنما اعتصر المغيب فيها قواه و ذاب فيها كوكب واهي الضياء حتى إذا انهال التراب و صفح القبر الجديد و تراعش الألق الضئيل على الظهور المتعبات حتى اضمحل و غيبتها ظلمة الأفق البعيد كانت مصابيح السماء تذر ضوءا كالضباب بين القبور الموحشات
و على الخرائب و الرمال و كان حفار القبور
متعثر الخطوات يأخذ دربه تحت الظلام
يرعى مصابيح المدينه و هي تخفق في اكتئاب
وز يظل يحلم بالنساء العاريات و بالخمور
و تحسست يده النقود و هيأ الفم لابتسام
حتى تلاشى في الظلام
-2- النور ينضح من نوافذ حانه عبر الطريق
و تكاد رائحة الخمور
تلقى على الضوء المشبع بالدخان و بالفتور
ظلا كألوان حيارى واهيات من حريق
ناء توهم في الدجى الضافي على وجه حزين
و تلوح أشباح عجاف
خلف الزجاج تهيم في الضوء السرابي الغريق
و يشد حفار القبور على الزجاجة باليمين
و كمن يحاذر أو يخاف
يرنو إلى الدرب المنقط بالمصابيح الضئال و تحركت شفتاه في بطء و غمغم في انخذال أظننت أنك سوف تقتحم المدينه كالغزاه كالفاتحين و تشتريها بالذي ملكت يداك بأقل من ثمن الطلاء القرمزي على شفاه أو في أظافر لاحقتها ذات يوم مقلتاك سأعود لانهد تعصره يدي حتى الذهول حتى التأوه و الأنين و صرخة الدم في العروق و السكرة العمياء و الخدر المضعضع و الأفول و الأذرع المتفترات يلون الضوء الخفوق هزاتها المستسلمات و ينفح الدم و العبير
ظل لهن على السرير
الأذرع المتفترات و زهرتان على الوساد
نسجتهما كف مخضبة الأظافر زهرتان
تتفتحان على الوسادة كالشفاه و تهمسان
نغما يذوب إلى رقاد
و تألق الجيد الشهي و لفحة النفس البهير و النور منفلتا من ال|أهداب تثقله الطيوب قلقا كمصباح السفينه راوحته صبا لعوب و تخافق الأظلال في دعة ووسوسة الحرير و الحلمتان أشد فوقهما بصدري في اشتهاء حتى أحسهما بأضلعي و أعتصر الدماء باللحم و الدم و الحنايا منهما لا باليدين حتى تغيبا في صدري إلى غير انتهاء حتى تمصا من دماي و تلفظاني في ارتخاء
فوق السرير
و تشرئبا
ثم نثوي جثتين
لولا التماعات الكواكب و انعكاس من ضياء تلقيه نافذة ووقع خطى تهاوى في عياء يصدى له الليل العميق و حارس تعب يعود و سنان يحلم بالفراش و زوجه تذكي السراج و تؤجج التنور صامته و أخيلة اللهيب تضفي عليها ما تشاء من اكتئاب و ابتهاج ثم اضمحل الحارس المكدود و النغم الرتيب وقع الخطى المتلاشيات كأنه الهمس المريب ما زال يخفق من بعيد
و تململت قدمان و ارتفعت يد بعد انتظار
و هوت على الباب العتيق فأرسل الخشب البليد
صوتا كإيقاع المعاول حين إدبار النهار
بين القبور الموحشات و أطبق الصمت الثقيل
و أطل من إحدى النوافذ و هي تفتح و ارتياب
وجه حزين ثم غاب
و تحرك الباب المضعضع و هو يجهش بالعويل
و تقول أنثى في اكتئاب
ضيف جديد ثم تفرك مقلتيها في فتور
و يظل يزحف كالكسوف يحجب الألق الضئيل
عن وجهها ظل يقيدها بحفار القبور
-4-
في زهوة الشفق الملون حيث يحترق النهار
في عودة الرعيان أشباحا يظللها الغبار
في ساعة الشوق الكئيب إلى شواطيء كالضباب
و إلى أكف مخلصات
و إلى أغان مبهمات هائمات في شعاب
أنأى من الأصداء تغشاها نجوم ساهمات
في ساعة الشفق الملون كان إنسان يثور
بين الجنادل و القبور
نفس معذبه تثور
بين الجنادل و القبور
أأظل أحلم بالنعوش و أنفض الدرب البعيد بالنظرة الشزراء و اليأس المظلل بالرجاء يطفو و يرسب و السماء كأنها صنم بليد لا مأمل في مقلتيه و لا شواظ و لا رثاء لو أنها انفجرت تقهقه بالرعود القاصفات لو أنها انكمشت وصاحت كالذئاب العاويات فات الأوان فخط لحدك واثو فيه إلى النشور لو أنها انطبقت علي كأنها فم أفعوان لو أنها اعتصرت قواي
و مات ظل الأرجوان
في آخر الأفق البعيد و لألأت قطرات نور مما تبعثره المدينة و هي تبسم في فتور و كأنما رضعت مصابيح المدينة مقلتاه فسرت لهيبا في دماه و ألغمتها بالرغاب و كأنهن على المدى المقرور آلاف الشفاه تدعوه ظمأى لاهثات مثل أحداق الذئاب ما زلت تحترقين من فرح و أحتراق انتظار
أنا انتهينا
يا سماء و يا قبور أما أراها
لا بد من هذا وصوب مقلتيه إلى السماء حنقا يزمجر ثم أطرق و هو يحلم بالقاء باب تفتح في الظلام و ضحكة و شذى ثقيل ويدان تجتذبان أغطية السرير و ترخيان إحدى الستائر
ثم تنطفئان في الضوء الضئيل
و تغيم أخيلة و تجلى ثم تبرز حلمتان
ويطل وجه شاحب القسمات مختلج الشفاه
و تغيم أخيلة و تحلى ثم تفتح مقلتاه
فيرى القبور
و يرى المصابيح البعيدة كالمجامر في اتقاد
و يرى الطريق إلى القبور
يكتظ بالأشباح زاحفة إليه على اتئاد فيصيح من فرح سألقاها فإن الطريق نعشا و إن حف النساء به و أملق حاملوه إني سألقاها و ينهض و هو يرفع باليمين فانوسة الصدىء العتيق
يلقي سناه على الوجوه
و على الدثار القرمزي و في عيون القادمين
لو أنه اخترق الدثار بمقلتيه و بالضياء
لو حدث التابوت عمن فيه أو رفعت يداها
أو هبة للزعزع النكباء حاشية الغطاء
تحت النجوم الساهمات
لكاد ينكر من رآها
و تظل أنوار المدينة و هي تلمع من بعيد
و يظل حفار القبور
ينأى عن القبر الجديد
معتثر الخطوات يحلم باللقاء و بالخمرو

عاشقة الوطن 14 - 11 - 2013 02:18 AM

رد: المثقب العبدي : قصيدة أفاطم
 
اعز المطر ... والمكانية ...المجدد والمحدث في شكل القصيدة ، بل ذهب ابعد من ذلك في مضامين نصوصه ...انه بدر شاكر السياب ابن جيكور البصرة ...المجنون شعريا والمهوس بتلك الصور الشاعرية التي ترزح في سماء نصوصه التي خلدت ابن جيكور ...ولان الماء مداد يحوطه فكان المطر وماء سلواه يغدقان على الغريب المغترب على قارعة الخليج وهو وحيدا يتغنى بذلك البوح الجنوبي ، نصوص السياب لقطات سينمائية ولوحات تشكيلية وسرد قصصي ، تراجيكوميديا مسرحية وصراع درامي يغسل وجه يوميات الحياة بمأزقها وماسيها ، فتجاربه الوجدانية جعلت في نصوصه حواريات عميقة الدلالة ، في اشتغالات جعلته نصوصه مائزه عن سواه ومتفردة في اللحن الموسيقي ، ولان رؤية السياب ذات إبعاد ( اجتماعية ونفسية عالية ) فقد انفردت تلك النصوص ببنيتها العميقة لإثارة المتلقي ولو بعد حين . فالمفردة لدى السياب منهجا يتسمى به لعمق بنيتها لذلك أطلق عليه من قبل بعض النقاد مسميات مختلفة بناءا على رمزيات داخل نصوصه ( الليل / المطر / القلق / الحب) في قصيدته ( حفار القبور ) ثمة إيهام عند وهلة القراءة يجعل ألمتلق يشعر انه إزاء نصا مسرحيا ...او مقطعا دراميا مشبعا بالصور الشعرية فالشكل يتحد مع المضمون قالبا ليكون تلك الدلالة التي تحمل معها شغف المتلقي في متابعة المسلسل الشعري والصوري داخل النص : فهو يشتغل على اتصاليات تواصلية تارة وأخرى يعمد للمناقضة كشفا وانتفاضا على والى منظومات مجتمعية بليدة قوامها النفس البشرية التي تنازع الجمال على مكانا لها في هذه الحياة التي تملئ النفوس الرهيفة تقززا:
إذ يقول السياب في قصيدة ( حفار القبور ) ( ضوء الأصيل كالحلم الكئيب على القبور
واه كما ابتسم اليتامى او كما بهتت شموع
في غيهب الذكرى يهوم ظلهن على دموع
والمدرج النائي تهب عليه أسراب الطيور) في تقابلية ضوء الأصيل مع ابتسام اليتامى لتقدم لنا بهت الشموع داخل جو كئيب في القبور ...انه سرد يحيل المتلقي لهذا الترتيب ...ما زال النتيجة مدرج نائي تهب عليه أسراب الطيور ...فالتشبيه والاستعارة في هذا النص قوة فاعلة في القصيدة يعتمدها السياب بلغة قيمة تبني النص دراميا وتشكيليا باعثة بهجة التلقي لدى القارئ ...
( كالعاصفات السود كالأشباح في بيت قديم ) ( وتثاءب الطلل البعيد يحدق الليل البهيم ) ( من بابه الأعمى ومن شباكه الخرب البليد) فالشباك رمزية ، لان البلادة ترمز للتعقل والمعقول والمحسوس من باطن العقل بخصائصه العامة ...( فالشباك بليد مقام العقل) كونه الحل الثاني بعد الباب . والوصف لدى السياب لمكان فضاء الأفق المفتوح يأخذ طابع السوداوية القاتمة التي تجعل الجو ( يملئه النعيب ) ( وتردد الصحراء من باس واعوال رتيب ) كما في الأفق الضيق ( المكان المغلق ) ( في غرفة ظلماء فيه ) إذن ثمة بؤس يكتنف النفس في ( ذات الشاعرة) ليفصح عن الحالة النفسية في زمن كتابة النص . ان الاستدعاء السوداوي الذي يجثم على صدر المرء في هذا العالم لو كان مجبولا جبريا وقسرا سيجعل الأرق حليفا لتلك الذات والانا الشعرية لدى السياب بتشبيهاتها واستعارتها في تشكيل بنية النص سترى وضوحية تامة في الحفاظ على إملاء المكان سوداوية تامة لتحوش كل شخوص النص التي يوزعها بوعي تام ( فكان ديدان القبور
فارت لتلتئهم الفضاء وتشرب الضوء الغريق ) إذن ثمة ضوء على حافة الانهيار يلتهمه الماضي الحاضر بقوة ...وما يصدق على التقطيع والتوقف والعودة للقطة الدرامية من قبل مخرج النص ....( وتنفس الضوء الضئيل) ان قسوة تلك المهنة التي تقمصها الشاعر افرز لها نصا عالي القيمة في التشبيه ...اذا يقول أيضا ( كفان جامدتان ابرد من جباه الخاملين ...) ( وفم كشف في جدار .....مستوحد بين الصخور الصم من أنقاض دار ) الاستوحاد مع الصخور التي جاءت من أنقاض الدار ولكنها صماء لا تساعده على مضغ جوعه وهو ينتظر طويلا جثث الموتى ليقتات عليها ...( عند المساء ومقلتان تحدقان بلا بريق ...وبلا دموع في الفضاء ...هو ذا المساء ) إذن دعونا نتساءل عن ماذا هذا الانتظار ولمن وكيف ؟ (خال فلا نعش يلوح على مداه ولا عويل.... ألا النعيب.... وتنهد الريح الطويل) ليتوجه النص الى حوارية ( مونلوغ ) (يمناه في وجه السماء وصاح رب أما تثور ... فتبيد نسل العار تحرق بالرجوم المهلكات) وفيها نصا حور مسرحي بارع في التشكيل والبنية البنائية ....( يمناه في السماء وصاح):
- رب أما تثور ... فتبيد نسل العار ...تحرق بالرجوم المهلكات.
ويستمر الاسترسال في النص المطول:
(يا رب ما دام الفناء.... هو غاية الأحياء فأمر يهلكوا هذا المساء). لماذا يا سياب ؟
(سأموت من ظمأ وجوع). أذن أي جوع الذي يجعل المرء يطلب من الرب بفناء الإحياء ...ما زالت حتمية الفناء قدرا للجميع !!!! ليستمر إيقاع الزمنية في النص وقد توزعت الأفعال والتشبيهات لتكون مجازاً تارة وتارة إحالة وأخرى مرمزات دلالية ...( يا رب أسبوع طويل مر كالعام الطويل..... والقبر خاو يفغر الفم في انتظار في انتظار) أي انتظار ذلك الي يتوحد بفراغ النفس مع فراغ القبر ...ومن العذال ينتقل الحوار في النص والسردية الشعرية إلى التحسر على ما تحوي القبور .....وأهات تتوزع لتخلق بنية درامية أخرى ...( واها لهاتيك النواهد والمآقي والشفاه..... واها لأجساد الحسان أيأكل الليل الرهيب.... والدود منها ما تمناه الهوى واخيبتاه.... كم جثة بيضاء لم تفتضها شفتا حبيب) وقد أكلت الآهات ما تمناه الهوى يوما ما ...فالمستقل السريع وتسارع العصر بدءا يأكل التمنيات والهوى التي لا تكفي لمجاراة العصر السريع ....وينتقل السياب بالتبئير ..فيتحول من العام إلى الخاص على لسان ذات الشاعر...( هل كان عدلا أن أحن إلى السراب و لا أنال... إلا الحنين و ألف أنثى تحت أقدامي تنام) تلك النومة التي تسرق الفتيات في لحد القبور إلى غير رجعة لهذا العالم ...فلا التمني يكفي لإعادة كل العذراوات التي ساقتهن المنية للحودهن ...هسترية الذات داخل النص تصل اجلها عندما يطلب المرء موت الآخرين وقصف الحروب ...( ما زلت أسمع بالحروب فأين أين هي الحروب.... أين السنابك و القذائف و الضحايا في الدروب.... لأظل أدفنها فلا تسع الصحاري) تلك الصحاري التي اجتيحت جراء الحروب ... (نبئت أن القاصفات هناك ما تركت مكانا...) ( فأدس في قمم التلال عظامهن وفي الكهوف ...أو وقع إقدام العذارى) أذن ثمة إفصاح وكاشفيه للمخاطب الأخر في النص ( عظامهن ....العذارى) لتصل الخيبة مساسا باناه المتوترة ...وهو يقتات على الموتى ...(واخيبتاه ألن أعيش بغير موت الآخرين) بعد تجمل النص الدرامي يأتي ألقاء الحقيقة على الذات وكشف وتعرية الأخر .....( أنا لست أحقر من سواي و إن قسوت فلي شفيع) لماذا يا سياب؟ (أني كوحش في الفلاء ..... لم أقرأ الكتب الضخام و شافعي ظمأ و جوع) (أو ما ترى المتحضرين) ؟ ثمة استباقية لتساؤل العالم ... مفردة الظلمة حاضرة مرارا في هذا النص لتوحده مع مراعاة القبور وأداء وظيفته التي يرتزق منها أو ينتظر ذلك الرزق المر والمرير ...! في مقابل إطالة التحديق للطريق البعيد الذي أرهق المقل معاينته ...وهو لا يحوي غير النعيب والظلمة ...والنعوش القادمة ...أذن هل ثمة حالة واحدة يحكي عنها النص ( المتفرد بمأساة وحدانيته ....الاغتراب داخل الوطن ....ضيقة المكان مع الابتئاس المقارب...ومسكنا من رمل يفصح عن بنية مجتمعية مهمشة تقود المرء تحت جنح الظلام ولا يأتي النور إلى عبر نافذات وئيدة من خلف زجاج ) الليل والصمت الرهيب ..والقبور الموحشات ...تجعل الفرد مريب يجهش بالعويل ...أو طلل شبح ينتظر فتح نافذة بيضاء على مصراعيها ..فالنور في النص وئيد ...متثاقل جراء الجو السائد الذي يمنع تنوراته حتى وان كان النور متواجد بقوة فان الذات تنظر للعالم بعين الظلمة ....(وتظل أنوار المدينة و هي تلمع من بعيد... و يظل حفار القبور.. ينأى عن القبر الجديد) وهي إيحائية يحاول أن يختم بها نصه المطول ...لتفرغ ما في جعبة الأنا من إرهاص يحس بدنوا حجز ذلك القبر الجديد ...لصاحب الرعاية ....فان الإيحاء والتخيل يخلق تلك الصنعة اللفظية ...وهنا ممكن ان أتساءل هل استطاع ابن رشد تقرير شعرا لجميع الأمم بالاعتماد على كتاب ارسوا طاليس الشعر...وهل ثمة صور خارجية مشابهه لتلك الصورة الواقعية والشعرية في نص السياب
( حفار القبور) فالمحاكاة في الشعر تلك التي تخيل الشيء في الشيء ...تماما كالتشكيل الذي زرعه السياب في عيوننا ...والمتأثر الأخر ( الذوق ، الجمهور) فان القيمة ترتفع بالنص بقدرة المتخيل في الوصف الذي زخة السياب في النص ... فالإلهام لا يكفي لصوغ النص بل أن الشاعر يعرف كيف يصوغ ذلك الإلهام كما أشار الفارابي لذلك ولا يخفى أن شاعرا مقتدرا مثل السياب قادر على تلك الصياغة البنائية ....التي تثير الجدل داخل النص والذي ينحى منحى إقناعي للاغيار ورفضا وانتقادا ...ليترك المتلقي يثير التساؤلات لشتى الصراع القائم ...فالصورة والمادة مع المضمون تمثل شاخصة لخلق إبداع خلاق في نصوص السياب ...فالتشبيه والحوار يخلق فاعلية تعبيرية في نصوصه خصوصا الذي هو مقام قراءتنا ...ففاعلية الصور مهندسة بالصياغة وكل هاته المجموعات تخلق القيمة الإبداعية والجمالية في نص ( حفار القبور ) فتراه يتحول النص داخل النص ليخلق تركيبا فنيا ذو رموز تتداخل ليعلن عن مكاشفة الدال والمدلول راميا إلى البعد الإنساني الذي يكشف عن نقدية من نوع خاص انطلاقا من بؤرة الوظيفة النصية ( حفار القبور ) وهي بؤرة تفرد في النص للاشتغالات الملامسة للواقع العربي والعراقي بصورة خاصة .فهل تقمص السياب تلك المهنة شعريا ...او واقعيا ...وان كان احدهما ...فهل استطاع نصه التأثير في الأخر ( المتلقي ) وفق معطيات التجربة المعاشة...أو المتخيل في النص وصياغة بنيته في مطولاته الشعرية؟

عاشقة الوطن 14 - 11 - 2013 02:21 AM

رد: المثقب العبدي : قصيدة أفاطم
 

صُنتُ نَفسي عَمّا يُدَنِّسُ نَفسي
وَتَرَفَّعتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ
وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني الدَهـ
ـرُ التِماسًا مِنهُ لِتَعسي وَنَكسي
بُلَغٌ مِن صُبابَةِ العَيشِ عِندي
طَفَّفَتها الأَيّامُ تَطفيفَ بَخسِ
وَبَعيدٌ مابَينَ وارِدِ رِفَهٍ
عَلَلٍ شُربُهُ وَوارِدِ خِمسِ
وَكَأَنَّ الزَمانَ أَصبَحَ مَحمو
لًا هَواهُ مَعَ الأَخَسِّ الأَخَسِّ
وَاشتِرائي العِراقَ خُطَّةُ غَبنٍ
بَعدَ بَيعي الشَآمَ بَيعَةَ وَكسِ
لاتَرُزني مُزاوِلًا لِاختِباري
بَعدَ هَذي البَلوى فَتُنكِرَ مَسّي
وَقَديمًا عَهِدَتني ذا هَناتٍ
آبِياتٍ عَلى الدَنِيّاتِ شُمسِ
وَلَقَد رابَني ابنُ عَمّي
بَعدَ لينٍ مِن جانِبَيهِ وَأُنسِ
وَإِذا ماجُفيتُ كُنتُ جَديرًا
أَن أَرى غَيرَ مُصبِحٍ حَيثُ أُمسي
حَضَرَت رَحلِيَ الهُمومُ فَوَجَّهـ
ـتُ إِلى أَبيَضَ المَدائِنِ عَنسي
أَتَسَلّى عَنِ الحُظوظِ وَآسى
لِمَحَلٍّ مِن آلِ ساسانَ دَرسِ
أَذكَرتِنيهُمُ الخُطوبُ التَوالي
وَلَقَد تُذكِرُ الخُطوبُ وَتُنسي
وَهُمُ خافِضونَ في ظِلِّ عالٍ
مُشرِفٍ يَحسِرُ العُيونَ وَيُخسي
مُغلَقٍ بابُهُ عَلى جَبَلِ القَبـ
ـقِ إِلى دارَتَي خِلاطَ وَمُكسِ
حِلَلٌ لَم تَكٌ كَأَطلالِ سُعدى
في قِفارٍ مِنَ البَسابِسِ مُلسِ
وَمَساعٍ لَولا المُحاباةُ مِنّي
لَم تُطِقها مَسعاةُ عَنسٍ وَعَبسِ
نَقَلَ الدَهرُ عَهدَهُنَّ عَنِ الـ
ـجِدَّةِ حَتّى رَجَعنَ أَنضاءَ لُبسِ
فَكَأَنَّ الجِرمازَ مِن عَدَمِ الأُنـ
ـسِ وَإِخلالِهِ بَنِيَّةُ رَمسِ
لَو تَراهُ عَلِمتَ أَنَّ اللَيالي
جَعَلَت فيهِ مَأتَمًا بَعدَ عُرسِ
وَهوَ يُنبيكَ عَن عَجائِبِ قَومٍ
لايُشابُ البَيانُ فيهِم بِلَبسِ
وَإِذا مارَأَيتَ صورَةَ أَنطا
كِيَّةَ اِرتَعتَ بَينَ رومٍ وَفُرسِ
وَالمَنايا مَواثِلٌ وَأَنوشَر
وانَ يُزجى الصُفوفَ تَحتَ الدِرَفسِ
في اخضِرارٍ مِنَ اللِباسِ عَلى أَصـ
ـفَرَ يَختالُ في صَبيغَةِ وَرسِ
وَعِراكُ الرِجالِ بَينَ يَدَيهِ
في خُفوتٍ مِنهُم وَإِغماضِ جَرسِ
مِن مُشيحٍ يَهوى بِعامِلِ رُمحٍ
وَمُليحٍ مِنَ السِنانِ بِتُرسِ
تَصِفُ العَينُ أَنَّهُم جِدُّ أَحيا
ءٍ لَهُم بَينَهُم إِشارَةُ خُرسِ
يَغتَلي فيهِم ارتِابي حَتّى
تَتَقَرّاهُمُ يَدايَ بِلَمسِ
قَد سَقاني وَلَم يُصَرِّد أَبو الغَو
ثِ عَلى العَسكَرَينِ شَربَةَ خُلسِ
مِن مُدامٍ تَظُنُّها وَهيَ نَجمٌ
ضَوَّأَ اللَيلَ أَو مُجاجَةُ شَمسِ
وَتَراها إِذا أَجَدَّت سُرورًا
وَارتِياحًا لِلشارِبِ المُتَحَسّي
أُفرِغَت في الزُجاجِ مِن كُلِّ قَلبٍ
فَهيَ مَحبوبَةٌ إِلى كُلِّ نَفسِ
وَتَوَهَّمتُ أَنَّ كِسرى أَبَرويـ
ـزَ مُعاطِيَّ وَالبَلَهبَذَ أُنسي
حُلُمٌ مُطبِقٌ عَلى الشَكِّ عَيني
أَم أَمانٍ غَيَّرنَ ظَنّي وَحَدسي
وَكَأَنَّ الإيوانَ مِن عَجَبِ الصَنـ
ـعَةِ جَوبٌ في جَنبِ أَرعَنَ جِلسِ
يُتَظَنّى مِنَ الكَآبَةِ إِذ يَبـ
ـدو لِعَينَي مُصَبِّحٍ أَو مُمَسّي
مُزعَجًا بِالفِراقِ عَن أُنسِ إِلفٍ
عَزَّ أَو مُرهَقًا بِتَطليقِ عِرسِ
عَكَسَت حَظُّهُ اللَيالي وَباتَ الـ
ـمُشتَري فيهِ وَهوَ كَوكَبُ نَحسِ
فَهوَ يُبدي تَجَلُّدًا وَعَلَيهِ
كَلكَلٌ مِن كَلاكِلِ الدَهرِ مُرسي
لَم يَعِبهُ أَن بُزَّ مِن بُسُطِ الديـ
ـباجِ وَاستَلَّ مِن سُتورِ المَقسِ
مُشمَخِّرٌ تَعلو لَهُ شُرُفاتٌ
رُفِعَت في رُؤوسِ رَضوى وَقُدسِ
لابِساتٌ مِنَ البَياضِ فَما تُبـ
ـصِرُ مِنها إِلّا غَلائِلَ بُرسِ
لَيسَ يُدرى أَصُنعُ إِنسٍ لِجِنٍّ
سَكَنوهُ أَم صُنعُ جِنٍّ لِإِنسِ
غَيرَ أَنّي أراه يَشهَدُ أَن لَم
يَكُ بانيهِ في المُلوكِ بِنِكسِ
فَكَأَنّي أَرى المَراتِبَ وَالقَو
مَ إِذا ما بَلَغتُ آخِرَ حِسّي
وَكَأَنَّ الوُفودَ ضاحينَ حَسرى
مِن وُقوفٍ خَلفَ الزِحامِ وَخِنسِ
وَكَأَنَّ القِيانَ وَسطَ المَقاصيـ
ـرِ يُرَجِّعنَ بَينَ حُوٍ وَلُعسِ
وَكَأَنَّ اللِقاءَ أَوَّلَ مِن أَمـ
ـسِ وَوَشكَ الفِراقِ أَوَّلَ أَمسِ
وَكَأَنَّ الَّذي يُريدُ اتِّباعًا
طامِعٌ في لُحوقِهِم صُبحَ خَمسِ
عُمِّرَت لِلسُرورِ دَهرًا فَصارَت
لِلتَعَزّي رِباعُهُم وَالتَأَسّي
فَلَها أَن أُعينَها بِدُموعٍ
موقَفاتٍ عَلى الصَبابَةِ حُبسِ
ذاكَ عِندي وَلَيسَت الدارُ داري
باِقتِرابٍ مِنها وَلا الجِنسُ جِنسي
غَيرَ نُعمى لِأَهلِها عِندَ أَهلي
غَرَسوا مِن زَكائِها خَيرَ غَرسِ
أَيَّدوا مُلكَنا وَشَدّوا قُواهُ
بِكُماةٍ تَحتَ السَنَّورِ حُمسِ
وَأَعانوا عَلى كَتائِبِ أَريا
طَ بِطَعنٍ عَلى النُحورِ وَدَعسِ
وَأَراني مِن بَعدُ أَكلَفُ بِالأَشـ
ـرافِ طُرًّا مِن كُلِّ سِنخِ وَأُسِّ

عاشقة الوطن 14 - 11 - 2013 02:24 AM

رد: المثقب العبدي : قصيدة أفاطم
 
هو أبو عبادة ، الوليدبن عبيد ، والبحتري لقب عرف به الشاعر نسبة إلى أحد أجداده " بحتر " ، ولد بمنبجقرب حلب بسوريا عام 204هـ ، اتصل بأبي تمام فتأثر به وأكتسب منه فصاحة اللسان وجمالالأسلوب ، ذهب إلى بغداد واتصل بالخلفاء والوزراء ومدحهم وخاصة الخليفة المتوكلووزيره الفتح بن خاقان ، وتوفي عام 284هـ ، برع البحتري في الوصف والغزل ..

مناسبة النص :

زار البحتري إيوان كسرى ،وهو قصر الأكاسرة بالمدائن جنوب بغداد إثر مقتل الخليفة المتوكل ، فأعجب به أشدالإعجاب ، واستلهم من بنائه الضخم ، ومن الرسوم الرائعة على جدرانه سينيته هذهوالتي اشتكى فيها من ضيقه وهمومه وتصبر بآثار كسرى والفرس ..




تحليل النص


الفخربالنفس

1- صُنْتُ نَفسي عَمَّا يُدَنِسُ نَفْسي وتَرَفَّعْتُ عن جَدا كل جِبْسِ



2- وتماسَكتُ حينَ زَعزَعني الدَّهـ ـرُ التماساً منه لتَعْسِي ونَكْسي


المفردات :

1- صنت : حفظت ، يدنس : يوسخ ، جدا ( جدو ) : العطاء ، جبس : اللئيم الجبان ..

2- زعزعني : حركني بشدة ،نكسي : إذلالي ..

الشرح :

1- يفتخر الشاعر بنفسه حيث أنه حفظ نفسه من كل ما يسيءإليه ويلوث سمعته ، فقد ترفع عن طلب العطاء من الجبان اللئيم ..

2- وقد أراد الدهر أن يذلني ويقهرني لذلتي لكنني تماسكت أمام عوادي الدهر وقابلتها بخلق قوي وعزم راسخ ..

الجماليات :

1- الأسلوب في ( صُنْتُ نَفسي عَمَّا يُدَنِسُ نَفْسي )خبري الغرض منه التقرير ، وكذلك في (وتَرَفَّعْتُ عن جَدا كل جِبْسِ ) ، وهو يجريمجرى الحكمة ..

التصريع بين الشطرين لهأثر موسيقي في افتتاح القصيدة ..

استخدم الشاعر الحروفالهامسة كحرف السين مثل تكرار حرف السين في ( نفسي ، يدنس ، نفسي ، جبس ) مما يشعرالسامع أن الكلمات تريد أن تتجاذب فيما بينها ..

2- الأسلوب في (وتماسَكتُ حينَ زَعزَعني الدَّهـرُالتماساً منه لتَعْسِي ونَكْسي) خبري الغرض منه التقرير ..

( تماسكت ، زعزعني) طباق يوضح المعنى ويبرزه ..

( زعزعني الدهر ) استعارة مكنية ، حيث جعل الدهر إنساناوحذف المشبه به وأتى بما يدل عليه (زعزع ) وسر جمالها التشخيص ، وتوحي بقدرة الدهروقوة نوائبه..



سبب رحيل الشاعرللمدائن:

3- حَضَرَتْ رَحْلِيَ الهُمومُ فوجَّـ ـهتُ إلى أبيضِ المدائنِ عَنْسي



4- ذَكَّرتْنيِهُمُ الخُطوبُ التّوالي ولقد تُذْكِرُ الخطوبُ وتُنْسي


المفردات :

3- رحلي : (الرَّحْلُ : كل شيء يعد للرحيل من وعاء للمتاعوغيره )، الهموم : الأحزان ، أبيض المدائن : المراد عاصمة الفرس وهي تتألف من مدائنعدة ، عنسي : ناقتي ..

4- الخطوب : مفردهاالخَطْبُ وهو الحال والشأن والأمر الشديد ، التوالي ( ولي ): المتتابعة ..

الشرح

3- يبين الشاعر سببرحيله حيث كثرت الهموم عليه وكثرت أحزانه لمقتل الخليفة المتوكل ووزيره مما جعله فيضيق من العيش ؛ فدفعه ذلك إلى توجيه ناقته للمدينة البيضاء ليسرِّي عن نفسه بعض مافيها من الأحزان ..

4- وإن أحداث الدهروالمعاناة التي يعانيها الشاعر في معيشته ومقتل المتوكل ووزيره دفعته لتذكر مصيرهؤلاء القوم ، فلا عجب فإن المصائب منها ما يذكرك ومنها ما ينسيك ..

الجماليات :

3- الأسلوب في ( حضرترحلي الهموم ) و( وجهت إلى أبيض المدائن عنسي ) خبري يفيد التقرير ..

( حضرت رحلي الهموم ) استعارة مكنية حيث شبه الشاعرالهموم بالإنسان وحذف المشبه به وأتى بشيء من لوازمه وهو ( حضرت ) وسر جمالهاالتشخيص ، وتوحي بشدة الأحزان وقوتها على نفس الشاعر ..

( أبيض المدائن ) وصف المدائن بأبيض دلالة على النقاءوالصفاء ، فالشاعر يتلمس فيها راحة النفس والبال ..

4- الأسلوب في ( ذكرتنيهم الخطوب التوالي) أسلوب خبرييفيد التقرير..

و( لقد تذكر الخطوبوتنسي) أسلوب خبري يفيد التقرير ، وهو يجري مجرى الحكمة ..

( تذكر ، وتنسي ) طباق يوضح المعنى ويبرزه ..

( ذكرتنيهم الخطوب التوالي ) استعارة مكنية حيث شبهالخطوب المتتالية بالشخص الذي ذكره بالفرس ، وحذف المشبه به وأتى بشيء من لوازمهوهو ( التذكير ) وسر جمالها التشخيص ، وتوحي بكثرة المصائب والأحزان على الشاعر ..

( تذكر الخطوب وتنسي ) ) استعارة مكنية حيث شبه الخطوببالشخص الذي يذكر وينسي، وحذف المشبه به وأتى بشيء من لوازمه وهو ( يذكر وينسي )وسر جمالها التشخيص ..

عاشقة الوطن 14 - 11 - 2013 02:27 AM

رد: المثقب العبدي : قصيدة أفاطم
 


هو أبو عبادة ، الوليد بن عبيد ، والبحتري لقب عرف به الشاعر نسبة إلى أحد
أجداده " بحتر " ، ولد بمنبج قرب حلب بسوريا عام 204هـ ، اتصل بأبي تمام فتأثر
به وأكتسب منه فصاحة اللسان وجمال الأسلوب ، ذهب إلى بغداد واتصل بالخلفاء
والوزراء ومدحهم وخاصة الخليفة المتوكل ووزيره الفتح بن خاقان ، وتوفي عام
284هـ ، برع البحتري في الوصف والغزل ..

مناسبة النص :

زار البحتري إيوان كسرى ، وهو قصر الأكاسرة بالمدائن جنوب بغداد إثر مقتل
الخليفة المتوكل ، فأعجب به أشد الإعجاب ، واستلهم من بنائه الضخم ، ومن الرسوم
الرائعة على جدرانه سينيته هذه والتي اشتكى فيها من ضيقه وهمومه وتصبر بآثار
كسرى والفرس ..


تحليل النص

الفخر بالنفس
1- صُنْتُ نَفسي عَمَّا يُدَنِسُ نَفْسي وتَرَفَّعْتُ عن جَدا كل جِبْسِ

2- وتماسَكتُ حينَ زَعزَعني الدَّهـ ـرُ التماساً منه لتَعْسِي ونَكْسي

المفردات :

1- صنت : حفظت ، يدنس : يوسخ ، جدا ( جدو ) : العطاء ، جبس : اللئيم الجبان ..

2- زعزعني : حركني بشدة ، نكسي : إذلالي ..

الشرح :

1- يفتخر الشاعر بنفسه حيث أنه حفظ نفسه من كل ما يسيء إليه ويلوث سمعته ، فقد
ترفع عن طلب العطاء من الجبان اللئيم ..

2- وقد أراد الدهر أن يذلني ويقهرني لذلتي لكنني تماسكت أمام عوادي الدهر
وقابلتها بخلق قوي وعزم راسخ ..

الجماليات :

1- الأسلوب في ( صُنْتُ نَفسي عَمَّا يُدَنِسُ نَفْسي ) خبري الغرض منه التقرير
، وكذلك في (وتَرَفَّعْتُ عن جَدا كل جِبْسِ ) ، وهو يجري مجرى الحكمة ..

التصريع بين الشطرين له أثر موسيقي في افتتاح القصيدة ..

استخدم الشاعر الحروف الهامسة كحرف السين مثل تكرار حرف السين في ( نفسي ، يدنس
، نفسي ، جبس ) مما يشعر السامع أن الكلمات تريد أن تتجاذب فيما بينها ..

2- الأسلوب في (وتماسَكتُ حينَ زَعزَعني الدَّهـرُ التماساً منه لتَعْسِي
ونَكْسي) خبري الغرض منه التقرير ..

( تماسكت ، زعزعني) طباق يوضح المعنى ويبرزه ..

( زعزعني الدهر ) استعارة مكنية ، حيث جعل الدهر إنسانا وحذف المشبه به وأتى
بما يدل عليه (زعزع ) وسر جمالها التشخيص ، وتوحي بقدرة الدهر وقوة نوائبه..



سبب رحيل الشاعر للمدائن:
3- حَضَرَتْ رَحْلِيَ الهُمومُ فوجَّـ ـهتُ إلى أبيضِ المدائنِ عَنْسي

4- ذَكَّرتْنيِهُمُ الخُطوبُ التّوالي ولقد تُذْكِرُ الخطوبُ وتُنْسي

المفردات :

3- رحلي : (الرَّحْلُ : كل شيء يعد للرحيل من وعاء للمتاع وغيره )، الهموم :
الأحزان ، أبيض المدائن : المراد عاصمة الفرس وهي تتألف من مدائن عدة ، عنسي :
ناقتي ..

4- الخطوب : مفردها الخَطْبُ وهو الحال والشأن والأمر الشديد ، التوالي ( ولي
): المتتابعة ..

الشرح

3- يبين الشاعر سبب رحيله حيث كثرت الهموم عليه وكثرت أحزانه لمقتل الخليفة
المتوكل ووزيره مما جعله في ضيق من العيش ؛ فدفعه ذلك إلى توجيه ناقته للمدينة
البيضاء ليسرِّي عن نفسه بعض ما فيها من الأحزان ..

4- وإن أحداث الدهر والمعاناة التي يعانيها الشاعر في معيشته ومقتل المتوكل
ووزيره دفعته لتذكر مصير هؤلاء القوم ، فلا عجب فإن المصائب منها ما يذكرك
ومنها ما ينسيك ..

الجماليات :

3- الأسلوب في ( حضرت رحلي الهموم ) و( وجهت إلى أبيض المدائن عنسي ) خبري يفيد
التقرير ..

( حضرت رحلي الهموم ) استعارة مكنية حيث شبه الشاعر الهموم بالإنسان وحذف
المشبه به وأتى بشيء من لوازمه وهو ( حضرت ) وسر جمالها التشخيص ، وتوحي بشدة
الأحزان وقوتها على نفس الشاعر ..

( أبيض المدائن ) وصف المدائن بأبيض دلالة على النقاء والصفاء ، فالشاعر يتلمس
فيها راحة النفس والبال ..

4- الأسلوب في ( ذكرتنيهم الخطوب التوالي) أسلوب خبري يفيد التقرير..

و( لقد تذكر الخطوب وتنسي) أسلوب خبري يفيد التقرير ، وهو يجري مجرى الحكمة ..

( تذكر ، وتنسي ) طباق يوضح المعنى ويبرزه ..

( ذكرتنيهم الخطوب التوالي ) استعارة مكنية حيث شبه الخطوب المتتالية بالشخص
الذي ذكره بالفرس ، وحذف المشبه به وأتى بشيء من لوازمه وهو ( التذكير ) وسر
جمالها التشخيص ، وتوحي بكثرة المصائب والأحزان على الشاعر ..

( تذكر الخطوب وتنسي ) ) استعارة مكنية حيث شبه الخطوب بالشخص الذي يذكر وينسي،
وحذف المشبه به وأتى بشيء من لوازمه وهو ( يذكر وينسي ) وسر جمالها التشخيص ..



وصف إيوان كسرى :
5- لو تراهُ عَلِمْتَ أنّ اللّيالي جَعَلَتْ فيهِ مأتماً بعدَ عُرْسِ

6- فإذا ما رأيتَ صورةَ أنطاكِيّةَ ارتَعْتَ بينَ رومٍ وفُرْسِ

7- والمنايا مواثِلٌ وأنوشِرْ وانَ يُزجي الصّفوفَ تحت الدِّرَفْسِ

8- وعراكُ الرِّجالِ بينَ يَدَيْهِ في خُفوتٍ مِنْهُم وإغماضِ جَرسِ

9- تَصِفُ العينُ أَنَّهم جِدُّ أحياءِ لَهُم بَيْنَهُمُ إشارةُ خُرْسِ

10- يَغْتلي فيهمُ ارتيابيَ حتّى تَتَقَرَّاهُمُ يَدايَ بِلَمْسِ

المفردات :

5- مأتماً ( أَتَمَ ) : الجماعة من الناس في حزن ..جمع مَآتِم ، عرس : الزفاف
والتزويج ..جمع أعراس ..

6- أنطاكية : أنطاكية مدينة عريقة وكبيرة تقع في جنوب تركيا وتتبع لواء
الإسكندرونة وتبعد عن الحدود السورية بنحو 30 كيلومترا ، ارتعت ( روع ): فزعت

7- المنايا ( مني ) : مفردها المنيّة وهي الموت ، مواثِلٌ (مَثَلَ) ) : ماثلة
وشاخصة وقائمة ، أنو شِروان : من أشهر ملوك الفرس ، يزجي ( زجو ): يرسل ويوجه ،
الدّرفس : العلم أو الراية ..

8- عراك : قتال ، خفوت : هدوء وسكون ، إغماض : خفاء ، جرس : الخفي من الصوت ..

9- جِدّ : لم يهزل ، خرس : مفردها أخرس وهو من انعقد لسانه عن الكلام ..

10- يغتلي ( غلو ) : يتعاظم ، ارتيابي ( ريب ) : الشك ، تتقرّاهم ( قرو) :
تتّبعه لتتحقق منه ..

الشرح

5- يصف الشاعر إيوان كسرى الذي من يراه يوقن بأن الأيام والليالي قد جعلت الحزن
سمة له بعد أن كانت لا تفارقه الأفراح ..

6- وقد امتلأ القصر باللوحات الجدارية الجميلة التي تصور حروب ومعارك الفرس مع
الروم وقد شد انتباه الشاعر مشهدا على جدار القصر يمثل معركة دائرة بين الروم
والفرس ويصفها وصفا دقيقا ..

7- وقد شُخِص فيها الموت وعنف اللقاء ، ويظهر فيها أنوشروان وهو يوجه جنوده
ويدفعهم تحت رايته ..

8- وتدور رحى المعركة بين المقاتلين في سكون وهدوء وصوت خفي ، يكاد الشاعر يسمع
صوت جرسا خافتا مبهما لا وضوح فيه من شدة إتقان الصورة ..

9- فالعين بكل ما تراه من حركة تكاد تقر أنهم أحياء ولكنهم يستعملون بينهم لغة
الإشارة ..

10- تعاظم شكي في هذه اللوحة حتى ظننت أنهم أحياء بالفعل ، مما دفعني إلى لمسهم
بيدي حتى أتأكد من كونها صورة لا حقيقة ..

الجماليات :

5- الأسلوب في البيت خبري يفيد التقرير ..

( مأتما ، عُرس ) طباق يوضح المعنى ويبرزه ..

( لو تراه علمت ) أسلوب شرط استخدم الشاعر فيه لو وهو حرف امتناع الجواب
لامتناع الشرط ويؤخذ هذا على الشاعر ، ولكنه استخدمه لضرورة الشعر ..

( أن الليالي جعلت فيه مأتما ) استعارة مكنية شبه الليالي بالإنسان وحذف المشبه
به وأتى بشيء من لوازمه وهو ( جعلت ) وسر جمالها التشخيص ..

6- الأسلوب في ( فإذا ما رأيتَ صورةَ أنطاكِيّةَ ارتَعْتَ بينَ رومٍ وفُرْسِ)
خبري للتقرير ..

7- الأسلوب في البيت خبري للتقرير ..

( المنايا مواثل ) استعارة مكنية شبه المنايا بالإنسان وحذف المشبه به وأتى بما
يدل عليه ( مواثل )

وسر جمالها التشخيص ، وهي تدل على الرعب الذي أضفته الصورة في نفس الشاعر ..

8- الأسلوب في البيت خبري للتقرير ..

( عراك الرجال بين يديه ) صورة جميلة تدل على قوة أنوشروان وسطوته في المعركة
..

( خفوت ، إغماض ) ترادف يؤكد المعنى ويوضحه..

9- الأسلوب في البيت خبري للتقرير ..

( تصف العين ) مجاز مرسل علاقته الجزئية ..

10- الأسلوب في البيت خبري لإفادة التقرير ..
__________________
إن المتتبع لقصيدة البحتري في وصف الإيوان ، يجد أن البحتري قد أجاد فن الوصف
في هذه القصيدة إجادة كبيرة .
وكان للبحتري فضل السبق في وصف إيوان كسرى ورسومه وصوره حتى كأنك تستحضر معه
جمال الصورة وبراعة الفنان بما أضفاه على قصيدته من التوافق الصوتي بين بعض
الكلمات وبعض الحروف واختار حرف السين وبنى عليه قصيدته ، والإنسان لا يتابع
البحتري في هذه القصيدة ، حتى يشعر في وضوح بأنه يسمع الصوت من جهة ويبصره من
جهة أخرى ، فهو مجسم بشكل رائع وقد وصل الى هذا التجسيم لا عن طريق القافية
وحسب ، بل عن طريق تكرار حرف السين الذي أكثر منه في ثنايا الأبيات حتى أنه
يشعر المتلقي بأن الكلمات تريد أن تتجاذب فيما بينها فضلا عن الإكثار من حركات
الكسر فيها ، وبذلك أوجد مجانسة واسعة بينها وبين القافية
استمع إليه وهو يقول :
صنت نفسي عما يدنس نفسي وترفعت عن جدا كل جبس
فقد كرر حرف السين في أربع كلمات من البيت كي يلائم بينها وبين القافية ، فضلا
عن جمال الكسرات في البيت .
تأثر به العديد من الشعراء أبرزهم شوقي الذي نظم سينيته منتهجا نهج البحتري .
تميزت لغة الشاعر بالجزالة والفخامة في الألفاظ وقد أحسن الشاعر اختيار الألفاظ
التي تعبر عن المعاني ، فقد استخدم ألفاظا متجاوبة متجانسة مع بعضها فليس في
القصيدة لفظة ثابتة أو قلقة ، فقد كان البحتري قادرا على استخدام الألفاظ في
أماكنها ، فقد وضع اللفظ المناسب في المكان المناسب ، وحسبك أن تقرأ قول
البحتري في وصف اللوحة المعروضة داخل الإيوان .
فإذا ما رأيت صورة أنطاكية ارتعت بين روم وفرس
والمنايا مواثل وأنوشر وان يزجي الصفوف تحت الدرفس
وعراك الرجال بين يديه في خفوت منهم وإغماض جرس
إن كل لفظة من الألفاظ السابقة مشدودة إلى الأخرى ، ولا تستطيع حذف الكلمة
والإتيان بلفظة مرادفة لتؤدي المعنى المراد في الأبيات .
لقد عبر الشاعر عن عواطفه بصور دالة جميلة معبرة وفّق في ابتكارها ، فعبّر
واصفا تبدل الحال والحيوية التي كان عليها وما آل إليه من سكون بدار عرس انقلب
فرحها إلى مأتم ، فقال :
لو تراه علمت أن الليالي جعلت فيه مأتما بعد عرس
وامتاز البحتري كذلك بدقة التصوير في اللوحة والصورة التي يرسمها حتى أن المرء
يحسبها عيانا ماثلا فقال :
يغتلي فيهم ارتيابي حتى تتقرَّاهم .

همسه 15 - 11 - 2013 02:02 AM

رد: المثقب العبدي : قصيدة أفاطم
 
مشكورة وبارك الله بك على هذه القصائد والله يوفق محمد
تحياتي لك

أصدق احساس 15 - 11 - 2013 02:36 AM

رد: المثقب العبدي : قصيدة أفاطم
 



زوج السيدة المدير 15 - 11 - 2013 02:50 AM

رد: المثقب العبدي : قصيدة أفاطم
 
جزاك الله خيرا


الساعة الآن 09:36 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى