منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   الحمــام - من كتاب الجاحظ (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=2998)

ملك القلوب 30 - 12 - 2009 12:57 AM

الحمــام - من كتاب الجاحظ
 
http://hasoun.jeeran.com/15/files/42252.jpg


[glow1=660099] الحمام[/glow1]
أجناسه
قال صاحب الحمام: الحمام وحشيٌّ، وأهليّ، وبيوتيّ، وطوراني، وكلُّ طائرٍ يعرف بالزِّواج، وبحسن الصَّوت، والهديل، والدُّعاء، والترجيع فهو حمام، وإن خالفَ بعضهُ بعضاً في بعض الصّوتِ واللّون، وفي بعض القدِّ، ولحن الهدِيل، وكذلك تختلف أجناس الدَّجاج على مثل ذلك ولا يخرجها ذلك من أن تكون دَجَاجاً: كالدِّيك الهندي والخِلاسيّ والنَّبطِيّ، وكالدّجاج السِّنديّ والزنجيّ وغير ذلك، وكذلك الإبل: كالعِراب والبُخْتِ، والفوالج، والبَهْوَنيّات والصَّرْصَرَانيّات، والحُوش، والنُّجب، وغير ذلك من فحول الإبل؛ ولا يخرجها ذلك من أنْ تكون إبلاً.
وما ذاك إلاّ مخالفة الجُرذانِ والفأر، والنّمْلِ والذّر، وكاختلاف الضّأْنِ والمعْزِ، وأجناسِ البقر الأهليّة والبقر الوحشيَّة، وكقرابَةِ ما بينهما وبين الجواميس.
وقد تختلف الحيّاتُ والعقاربُ بضروبِ الاختلاف، ولا يخرجها ذلك من أن تكونَ عقاربَ وحيّاتٍ، وكذلك الكلابُ، والغِرْبان.
وحسْبُك بتفاوتِ ما بينَ النّاس: كالزِّنج والصقالبة، في الشُّعُور والألوان، وكيأجوج ومأجوج، وعاد وثمود، ومثلُ الكَنْعَانيّين والعمالقة.
فقد تخالف الماعزة الضائنة حتىّ لا يقع بينهما تسافدٌ ولا تلاقح، وهي في ذلك غنمٌ وشاء.
قال: والقُمريُّ حمام، والفاخِتةُ حمام، والوَرَشان حمام، والشِّفْنين حمام، وكذلك اليمام واليعقوب، وضروبٌ أخرى كلها حمام، ومفاخرها التي فيها ترجع إلى الحمام التي لا تُعرف إلاّ بهذا الاسم.
قال: وقد زعم أفْليمون صاحب الفِراسة أنَّ الحمام يتّخَذُ لضرُوب: منها ما يُتخذُ للأنس والنساء والبُيُوتِ، ومنا ما يُتّخَدُ للزِّجال والسباق.
والزِّجال: إرسال الحمام الهوادِي
شرب الحمام
ومتى رأى إنسان عطشان الدِّيك والدَّجاجة يشربان الماء، ورأى ذئباً وكلباً يلطعَان الماء لطْعاً، ذهَبَ عطشه من قُبْح حسْو الديك نغْبةً نغْبة ومن لطْع الكلب، وإنَّه لَيَرى الحمام وهو يَشرب الماء وهو ريّان فيشتهِي أن يَكَرَعَ في ذلك الماء معه.

خصائص الحمام
قال: وللحمام من حسنِ الاهتداءِ، وجودةِ الاستدلالِ، وثَباتِ الحِفْظِ والذِّكرْ، وقوّةِ النِّزاع إلى أربابه، والإلف لوطنه، ما ليس لشيء، وكفاك اهتداءً ونِزاعاً أن يكون طائرٌ من بهائم الطير، يجيء من بَرْغَمَة، لا بَلْ من العليق، أو من خَرشنة أوْ من الصفصاف، لاَ بَلْ من البَغْراس، ومن لؤلؤة.
ثمَّ الدَّليلُ على أنَّه يَستدلُّ بالعقلِ والمعرفة، والفِكرةِ والعناية أنَّه إنما يجيء من الغاية على تدريج وتَدْرِيبٍ وتنزيل، والدليل عَلَى علم أربابه بأنّ تلك المقدَّمات قد نَجَعنَ فيه، وعملن في طِباعه، أنّهُ إذا بلغ الرَّقَّة غمَّروا بهِ بكَرّةٍ إلى الدَّرب وما فوقَ الدَّرْب من بلاد الرُّوم، بل لا يجعلون ذلك تغميراً؛ لمكان المقدمات والترتيبات التي قد عُمِلت فيه وحَذّقته ومَرَّنته.
ولو كان الحمام ممَّا يُرسَل باللّيل، لكان مِمَّا يستِدلُّ بالنُّجوم؛ لأنّا رأيناه يلزَم بَطنَ الفُرات، أو بطنَ دِجلة، أو بُطونَ الأوديةِ التي قد مرَّ بها، وهو يرى ويُبصِرُ ويفهَمُ انحدار الماء، ويعلمُ بَعْدَ طولِ الجَوَلانِ و بَعْدَ الزِّجال، إذا هو أشرف علَى الفرات أو دِجلة، أنّ طرِيقَه وطريق الماء واحد، وأنهُ ينبغي أن ينحدِر مَعهُ.
وما أكثرَ ما يستدلُّ بالجَوَادِّ من الطُّرُق إذا أعيتْهُ بطونُ الأودية، فإذا لم يَدْرِ أمُصْعِدٌ أمْ مُنْحَدِرٌ، تعَرَّفَ ذلك بالرِّيح، ومواضعِ قُرْصِ الشمس في السماء، وإنَّما يحتاج إلى ذلك كلِّه إذا لم يكُن وَقَعَ بعد على رسم يعمَلُ عليه فرَّبما كَرّ حين يزجل بهِ يميناً وشِمالاً، وجنوباً وشَمالاً، وصَباً ودَبُوراً - الفرَاسِخَ الكثيرةَ وفوقَ الكثيرة

***************
المصدر: كتاب الحيوان/ الجاحظ

أرب جمـال 30 - 12 - 2009 02:30 PM


صائد الأفكار 26 - 2 - 2010 12:36 AM

مشكوووووووور
يعطيك الصحة والعافية
بارك الله فيك
^_^


ملك القلوب 19 - 3 - 2010 03:15 PM

شكر وتقدير لك


الساعة الآن 06:08 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى