منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   واحة الأدب والشعر العربي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=199)
-   -   عظماء ومشاهير معاقيين / بشار ابن برد (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=3254)

ليمار 10 - 1 - 2010 02:26 PM

عظماء ومشاهير معاقيين / بشار ابن برد
 
بشار بن برد

شاعر فحل من أصل فارسي ولد مكفوفاً وعاش بين العصرين العباسي والأموي ويعتبر من أشهر شعراء هذين العصرين وأجذلهم شعراً بإجماع الرواة إلا أن شعره غلب عليه الكجون الفاضح والكلمات البذيئة وكان له أعداء كثيرون بسبب هجومه لهم وقد أتهم بالزندقة قبل قتله.

ولد بشار بن برد بن يرجوخ في البصرة سنة 1714م وفيها نشأ ، والبصرة إذ ذاك موئل العلماء والفقهاء وأهل الإجتهاد وأصحاب الكلام.

وجعل يتابع بنهم كتب الأدب القديمة أدبية وتاريخية ، حتى أشتهر بشعره ، وعد من مشاهير شعراء عصره ، سكن حران مدة وتنقل في البلاد مده ، ثم رجع إلى البصرة ، وسكن بغداد وتوفي بالبصرة سنة 166هـ وهو أشعر المخضرمين للدولتين ، ورأس الشعراء المحدثين وأحد البلغاء المكفوفين وامام الشعراء المولودين ، وكان مرهوب الجانب ، مخشي اللسان ، وقد لاقى الأذى والاضطهاد بسبب تعرضه لأعراض الناس وعدم تعففه في هجائهم.

أبوه برد بن يرجوخ كان طياناً يضرب اللبن ، وأمه لسنا نعرف عنها شيئاً ، وكل الذي نعرفه أنها ماتت وبشار فتى ، ولم يرد لها ذكر إلا في أيام حداثته.

كان بشار في مقدمة الذين نبغوا في أوائل العصر العباسي الأول ، وهو مقدم عليهم باجماع الرواة ورئيسهم بلا خلاف ، ذكر الجاحظ (المطبوعون على الشعر : بشار والسيد الحميري وأبو العتاهية وأبن أبي عيينه ولكن بشار أطبعهم).

ويقال أيضاً أن أكثر الناس شعراً في الجاهلية والإسلام ثلاثة :- بشار وأبو العتاهية والسيد الحميري ، ومنذ لك الحين جعل بشار يتابع بشغف شديد كتب الأدب الأوائل ، ويبدو أن علمه وفكره قد شملا كل نواحي الثقافة في عصره ، دينية وفلسفية ، إسلامية وغير إسلامية.

عاد بشار إلى البصرة ، وراح يختلف على مجالس المتكلمين ، ويدخل المساجد ومربد البصر يغترف العلم من مناهلها ، فكان إذ ذاك يخشاها جماهير عظيمة من الشباب والكهول ، ولعل أقدم ماوصلنا من مدائح بشار ما نظمه في عبدالله بن عمر بن عبدالعزيز الذي كان ولياً على العراق سنة 136هـ كما يتضح ذلك من ديوانه ، ولما خطب واصل بن عطاء رأس المعتزلة بين يدي هذا الوالي مع بعض الخطباء البلغاء ، أشاد به وببيانه طويلاً ، وهذا ما يؤكد لنا عمق الصلة بينهما ويروي لنا أبو الفرج :- أنه يحضر مجالسه ويستمع إلى محاوراته مع من يعتنقون مذاهب الثنوية المجسوية والدهرية الهندية.

ومضى بشار يعلن زندقته لا يزدجر مصرحاً بأنه لا يؤمن إلا بالعيان وما شهده الحس ، فهو لا يؤمن بجنة ولا نار ولا ببعث ولا حساب ، ويحاول أن يثير الغبار في وجه واصل يثور عليه ثورة شديدة ، وكان مما زاد هذه الثورة في نفسه اضطراماً ما أن رآه يكثر من غزل مادي آثم يعد خطراً أي خطر على شباب البصرة ونسائها ، فهتف في بعض خطبة الواعظة داعياً إلى قتله بمثل قوله (( أما لهذا الأعمى الملحد المشنف المكنى بأبي معاذ من يقتله؟ )).

وهكذا كان الخوف قد أخذ من بشار مأخذه ، وراح يختفي عن أعين الناس فبارح البصرة وظل غائباً عنها حتى توفي عمر بن عبيد خليفة واصل سنة 144 هـ ، ونراه يقصد إلى حران في سنة 127 هـ ، فيمدح سليمان بن هشام بن عبدالملك إلا انه لا ينيله ما كان يؤمله فاتجه إلى واسط حيث يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق لعهد مروان بن محمد وزعيم قيس ، فيستقبله استقبالا حافلا ويغدق عليه من بره وصلاته السنية ، وراح بشار يكيل له المدائح ويفخر بقيس القبيلة العربية فخراً شديداً ، ثم عاد إلى البصرة ومدح ابراهيم بن عبدالله سنة 145هـ وهو إذ ذاك زعيم ثورة العلويين ، كانت سنين عمره شموعاً تحترق في خدمة الشعر وزينت أشعاره فيه الأدب العربي بقلائد وعقود في صفحات ولم ينل في حياته غير الجهود والتفوق والحرمان فعاش ومات وعلى شفته بسمة حيرى وفي أعماق روحه دموع.

كان ضخماً عظيم الخلق والوجة مجدوراً جاحظ المقلتين تغشاهما لحم أحمر ، فكان أقبح الناس عمى وأفضعهم منظراً.

وقال هو في وصفه نفسه : والله إني لطويل القامة عظيم الهامة ، تام الألواح ، أسجع الخدين.

قالت له امرأة : ما أدري لم يهابك الناس مع قبح وجهك.

فقال لها : ليس من حسنة يهاب الأسد ، وقال :-

ولي مهابة في الأحبة والعدا وكأني اسد له تمور

غرثت حليلته واخطأ صيده فله على لقم الطريق زئير

قال الشعر وهو صبي لم يبلغ العاشرة ولما بلغ الحلم كان يخشى من سلاطة لسانه وافحاشة في الهجاء.

كان بشار بن برد وهو صغير يهجو الناس فيجيئون إلى أبيه فيشكونه ، فيضربه ضرباً شديداً على حبه للهجاء ، وكانت أمه تقول لابيه :- كم تضرب هذا الصبي ؟ أما ترحمه ؟ فيقول :- بلى والله إني لأرحمه ، ولكنه يتعرض للناس فيشكونه إلى ، فقال له بشار :- يا أبت! ان هذا الذي يشكونه مني إليك هو الشعر ، وإني ان ألممت به أغنيتك وسائر أهلي ، فإن شكوني إليك فقل لهم : أليس الله يقول (( ليس على الأعمى حرج )).

قيل لبشار إنك لكثير الهجاء؟

فقال :- إني وجدت الهجاء المؤلم أقوى للشاعر من المديح الرائع ، ومن أراد من الشعراء أن يكرم في دهر اللئام على المديح فليستعد للفقر ، وإلا فليبالغ في الهجاء ليٌخاف فيعطى.

ويقول في هجائة لأحدهم :-

ولا تبخلا بخل ابن قزعة إنه مخافة أن يرجى نداه حزين

إذ جئته للعرف ألق بابه فلم تلقه إلا وانت كمين

فقل لأبي يحيى : متى تبلغ العلى وفي كل معروف عليك يمين

ويقول :-

بجدك يا ابن قزعة نلت مالاً ألا اللئام لهم جدود

ومن حذر الزيادة في الهدايا أقمت دجاجة فيمن يزيد

وعرف عن الشاعر الضرير بشار بن برد - الغزل والتشبب بالنساء والمجون وسئل عن نهجه في الحياة فقالوا له :- أي متاع الدنيا آثر لديك ، فقال :- طعام مز ، وشراب مر ، وبنت عشرين بكر.

وقال :-

من راقب الناس لم يظفر بحاجته وفاز بالطيبات الفاتك اللهج

وكان الغزل لديه سمعاً وشماً وجأة ، المرأة بمذهبه أنثى تٌشتهى وتنال ولا تستعصى على الطالب ، ويقول :-

قاس الهموم تنل بها نجحا والليل إن وراءه صبحا

لا يؤنسك من مخبأة قل تغلظه وإن جرحا

عسر النساء إلى مياسرة والصعب يمكن بعدما جمحا

ويقول في مجن غزاله :-

حسبي وحسب الذي كلفت به منى ومنه الحديث والنظر

أو قبلة في خلال ذاك وما بأس إذا لم تحل لي الازر

أو عضة في ذراعها ولها فوق ذراعي من عضها أثر

أو لمسة دون مرطها بيدي والباب قد حال دونه التستر

أثار بشار بن برد عليه بغزله وتشهيره بنساء البصرة أهل الورع وعامة الناس ، ووصلت شكواهم إلى الخليفة العباسي المهدي ، فاضطر الخليفة المهدي وكان جليسه ونديمه إلى أن ينهاه عن التشبه والغزل بالنساء فحبسه لمدة قليله وأمسك بشار عنهما وهو كاره فأطلق صراحه.

وقال بشار في ذلك :-

إن الخليفة قد أبى وإذا أبى شيئاً أبيته

ويشوفني بيت الحبيب إذا غدوت وأين بيته

حال الخليفة دونه فصبرت عنه وما قليته؟؟

أتهم بالزندقة وقيل :- كان بشار بن برد يرمى بالزندقة !!

كان بشار بن برد يدين بدين الخوارج ، وبقيت الزندقة وبشار دون رأي قاطع وهو يتلون بشعره مع القولين فهو القائل :-

كيف يبكى لمحبس في طلول من سيبكي لحبس يوم طويل

إن في البعث والحساب لشغلاً عن وقوف برسم دار محيل

وهو القائل :-

طبعت على مافي غير مخير هوايا ولو خيرت كنت المهذبا

أريد فلا أعطى وأعطى ولم أرد وقصر علمي أن أنال المغيبا

فأصرف عني مقصدي وعلمي مقتصر وأمسى ما أعقبت إلا التعجبا

وقيل بأن أهم سبب لقتله هو هجائه للخليفة المهدي بقصيدة مطلعها :-


خليفة يزني بعماته يلعب بالدبوق والصولجان

إلى آخر تلك القصيدة ، وحين علم وزير المهدي المدعو يعقوب بن داوود دخل على الخليفة المهدي غاضباً وقال :-

يا أمير المؤمنين إن هذا الأعمى الملحد الزنديق بشار بن برد قد هجاك.

قال الخليفة : بأي شيء؟

قال :-بما لا ينطق لساني به ولا يتوهمه فكرك.

قال الخليفة :- بحياتي الا أخبرتني عن تلك القصيدة

قال يعقوب :- والله لو خيرتني بين إنشادي لتلك القصيدة وبين ضرب عنقي لاخترت ضرب عنقي.

((وكان يعقوب بن داوود وزير المهدي يكن حقداً وكرهاً شديداً لبشار بن برد بسبب هجاء بشار له بعدد من القصائد)).

وحين أصر المهدي على سماع تلك القصيدة قال يعقوب :- أما لفظاً فلا ، ولكني سأكتب لك القصيدة في ورقة ثم كتبها ورفعها إليه وحين قرأها الخليفة كاد يموت غيظاً ومن شدة غيظه قرر السفر إلى منطقة البطيحة بمدينة البصرة وخي المنطقة التي يسكنها بشار وحين وصوله سمع شخصاً يؤذن للصلاة في غير موعد الآذان فسأل عن من يفعل ذلك فقيل له :- انه بشار بن برد حين يسكر فإنه يؤذن.

هنا ازداد غضب الخليفة وحقده على بشار وأمر بإحضاره فأحضر بين يديه فوبخه الأمير وشتمه بألفاظ نابيه ثم قال له :-

يا زنديق أتلهو بالآذان في غير وقت صلاة وأنت سكران ثم أمر بضربه فضرب بالسياط وكان أثناء ضربه يردد كلمة حس .. حس وهي تقولها الأعراب حين الشعور بالألم فقال يعقوب بن داوود للخليفة ليزيد من غيظه :-

أنظر يا أمير المؤمنين إنه يقول حس ولا يقول بسم الله.

قال بشار :- أثريدٌ هو فأسمي عليه.

فأمر الخليفة بزيادة الضرب لإجاعه ، فضرب سبعين سوطاً مات على أثرها ثن رمي في البطحية


منقول للفائده
تحياتي ليمار

B-happy 13 - 1 - 2010 10:30 AM

شكرا على الطرح وبارك الله فيك

أرب جمـال 4 - 2 - 2010 12:35 AM

http://www.al-q.com/forum/imagehosti...14a8946155.gif

ليمار 21 - 2 - 2010 06:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة b-happy (المشاركة 17851)
شكرا على الطرح وبارك الله فيك

شكرا لك اخي للحضور الجميل
وبارك الله بك
ليمار

ليمار 21 - 2 - 2010 06:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أرب جمـال (المشاركة 23356)


شكرا لك سيدة أرب للمرور الغالي
لك تقديري واحترامي
ليمار

همسه 21 - 2 - 2010 08:29 PM

باركك الله على الموضوع الذي اثرى صفحات المنتدى
مشكوووووووووره


الساعة الآن 11:05 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى