البرزخ
 

البرزخ هو مسكننا نحن الارواح, نور لامتناهي, راحة ابدية, لا يعكر صفو بهجتنا شيء, حتى عندما نستدعى لاداء تلك المهمة البغيظة علينا,أن نهبط الى الارض ونسكن جسدا فانيا لنبعث فيه الحياة ,نفعلها و نحن صاغرين, لهذا خلقنا,. كانت لنا مرابع انا وهو, متلازمين, خلقنا في ذات اللحظة, و عشقنا سرمدي. ان كنا في البرزخ, لا ننفصل عن بعضنا البعض, اما اذا هبطنا الى الارض, نظل نبحث عن بعض , يسمونه بلغة اهل الارض حب و عشق, لا توجد كلمة بكل لغات اهل الارض قادرة على التعبير عن المعنى. لغاتهم عاجزة لأن خيالهم محدود, تفقد الارواح الكثير من سموها عند اتحادها بالجسد, تهفو الروح الى برزخها, الى السماء و الكون الفسيح, بجوار النور,و ينزع الجسد الفاني الى منبته, الطين.
أرأف لهم الارضيين, مشتتين مابين ارواح تهفو بهم الى عليين, و اجساد تسيرها شهوات.
طالت غيبته هذه المرة على سطح الارض, اشتقت اليه, لم اعد اطيق فراقا, ترجوت النور ان يأتي به الي, عرفت ان ذاك الجسد الفاني لم تحن وفاته بعد, و علي الانتظار, او استطيع الهبوط و البحث عنه, على هيئتي النورانية, لدي مهلة و علي ان اعود للبرزخ قبل موعد مهمتي الجديدة.
فرحت كتيرا و حمدت النور, و هبطت الى الارض جذلة , بدأت البحث عنه, ليس لي اي معلومات, اتعرف عليه من كلمات و افعال, اعرفه روحا سامية, و لكن عند حلولنا في الجسد تتكون النفس, تحكمها شهوات جسد و ألهام روح...
بحثت طويلا .. الى ان وجدته..., يشع نفس الهالة, لدينا هالات من نور نحن الارواح, تشبه البصمات عند البشر, تعرفت عليه بصعوبة, كان يسكن جسد رجل, نسكن اجسادا مختلفة, هذه المرة كانت هالته مختزلة, بالكاد اراها, و هذا معناه ان النفس انصاعت لشهوات الجسد, عذاب مابعده عذاب.
ظللت احوم حوله و انتظرت الى ينام الجسد الفاني لكي تنطلق الروح و تتحرر من النفس و تحلق الى الفضاء, تشحن من النور ثم ترجع لتحبس من جديد الى ان تأتي لحظة الرحيل...
لم يفارق الجسد, اقتربت منه, ارسلت دفقات من نور , هي لغتنا, لم يرسل لي دفقات ... الم يتعرف علي! الا يرى هالتي!
حللت في الجسد و وجدته منزويا في الجانب الا يمن من الصدر, عرفت لما تقلصت هالته, علينا ان نسكن القلب, ........... اخبرني ان شوقه الي اضعفه, حنينه الينا قلص من هالة النور و لم يعد يستطيع الطيران الى البرزخ للشحن من النور, هذا فيه هلاكنا نحن الارواح, ان نرى الجسد يتغلب على النفس, و يبتعد بها عن مسار النور, علي ان ابتعد به عن هذا الجسد و شهواته الوضيعة....
يالهول مانعاني...
تعانقنا في رقصة حب ازلية, كتلك التي كنا نرقصها سوية في البرزخ, حللنا في نور بعض و سمونا في سماء من فوقها سموات الى ان وصلنا مرابعنا...



أزهار...

في ليلة حالمة التقينا .. صافحتني فاحتضنت يدك بكلتا يدي وضممتها الى



حيث يقبع الفؤاد واجلا فأنطلقت منها موجات دافئة اخترقتني حتى النخاع ..



لكنك باغتني بمحاولة اقتحام عنيدة وعنيفة فتجمدت الدماء في عروقي وجلا وامست



نيراني صقيعا خلال ثواني .. شددت على يدك التي مازالت بين يدي قابعة فوق



نبضات قلبي ونظرت الى عينيك بتضرع راهب يصلي اخر صلواته وهو يلفظ



انفاس الحياة الاخيرة .. شعرت بالرعشة التي اجتاحت كيانك وانت ترخي اناملك



المتشنجة المعروقة وملئت عينيك دمعة تساؤل وحيرة وعتاب .. ثم ضممتني الى



صدرك باكيا بصمت ولكن دون دموع ..



سيد ايامي لاتحزن وامنح القلب متسعا ليحبك اكثر قبل ان نتلاحم فقبل ان نلتقي



يجب ان تغمر عينيك وجودي .. ان تغرق جميع مسامات احساسي فاراك مرسوما



داخل كل خلية من خلايا العقل



.. انتظر فربما التقينا بعد حين .. اقول ربما



فلا شيء مؤكد في العشق .. ربما .. ولكن بعد حين .
.................................................. .....................................

استاذة ازهار بالفعل اشعر بكل ما كتبت وابدعت
تقبلي مروري

رائعة يا أزهار
لا ادري كيف سأخرج من هنا .. كأني سأبقى عالقة في هذا العالم البرزخي ..
روحي تطاردني وأنا ابحث عن روحه داخل روحي ..

دمت بألقك واسلوبك المميز الذي اعشق..

أرب