منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   منتدى الأخبار المحليه والعالمية (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=131)
-   -   علامات على الطريق - انتفاضة الأقصى في ذكراها العاشرة؟ (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=10458)

المفتش كرمبو 30 - 9 - 2010 12:16 PM

علامات على الطريق - انتفاضة الأقصى في ذكراها العاشرة؟
 
التحية لانتفاضة الأقصى في ذكراها العاشرة، كونها فعلاً شعبياً تلقائياً ضد الاحتلال، تطبيقاً للقانون الأزلي، أن الاحتلال، الذي هو فعل عدواني وظالم وغير شرعي، يتناقض مع عدالة السماء وعدالة الأرض، هو الذي يصنع نقيضه، والمقاومة بكل أشكالها السلمية والعنيفة، هي نقيض الاحتلال، ومن هنا، فهي حق مشروع، فما دام هناك احتلال فلابدّ أن يكون هناك مقاومة! ولكن كلما ارتفع منسوب الحق المشروع لدى الجماعات السياسية ، ومن بينها الشعب الفلسطيني بصفته جماعة سياسية راقية، فإن منسوب المسؤولية يرتفع أيضاً، وهنا لابد من المراجعة، وهنا لابد من الأسئلة الصادقة الشجاعة.
يعرف الجميع أن انتفاضة الأقصى ولدت من رحم فشل مفاوضات كامب ديفيد الثانية، التي كان يخوض غمارها بشجاعة كبرى الرئيس الراحل ياسر عرفات، استئنافاً إلى قرارات الشرعية، وإلى معادلة الأرض مقابل السلام، وإلى استحقاقات اتفاق إعلان المبادئ الذي تم التوقيع عليه في حديقة البيت الأبيض بحضور العالم أجمع، وخاصة الشاهد الأول والراعي الأوحد الرئيس بل كلينتون رئيس الإدارة الديمقراطية في ذلك الوقت.
كان اليمين الإسرائيلي قد انقلب في نهاية عام 1995 على اتفاقية إعلان المبادئ-أوسلو-و كانت الخطوة الأولى في ذلك الانقلاب هي اغتيال إسحاق رابين نفسه، ولكن الانقلاب الإسرائيلي على عملية السلام توالى فصولاً إلى حد تدميرها نهائياً، وكانت زيارة الجنرال شارون إلى الحرم القدسي بصحبة ثلاثة آلاف شرطي، هو الإعلان الدموي الصاخب لنهاية عملية السلام، حيث جرى تدمير معظم مؤسسات السلطة الوطنية، وأعيد احتلال الضفة، وانطلاق حرب الاستيطان بلا حدود.
وفي هذا السياق الذي يعرفه الجميع لابد من تسجيل ملاحظتين رئيسيتين:
الأولى: تتعلق بسلوك إدارة الرئيس كلينتون، الذي عجز بالمطلق عن كبح جماح اليمين الإسرائيلي، فاختار أن يهرب إلى الأسهل أي اتهام عرفات بالمسؤولية عن الفشل، وكان هذا بمثابة سقوط خطير ومدوي في إدارة العلاقات الدولية من قبل تلك الإدارة الأميركية! والحمد لله أنه خرج من بين صفوف تلك الإدارة من تحدث بشجاعة عن الحقيقة، ورفض تحميل الفلسطينيين المسؤولية.
الملاحظة الثانية: أن الانقلاب الإسرائيلي الذي قام به اليمين على عملية السلام بقيادة شارون، كان يستهدف استدراج أكبر قدر من ردود الأفعال الفلسطينية على قاعدة الفوضى، وعلى قاعدة عدم الاتفاق على مرجعية للانتفاضة، ولا للمقاومة المسلحة التي انبثقت منها، بل تحولت المقاومة بشكل مفضوح إلى الإخلال بموازين القوى الداخلية وليس الإخلال بموازين القوى مع الاحتلال، وكان لهذا الانزلاق الوطني الخطير نتائج كارثية، لعل أبرزها هذا الانقسام الذي يدّمر قضيتنا على مدار اليوم والساعة والدقيقة.
اليوم، بعد عشر سنوات على انطلاق انتفاضة الأقصى، نكاد نكون في ظروف متشابهة إلى درجة عالية من التطابق، الإدارة الأميركية حتى هذه اللحظة عاجزة تماماً عن الوقوف في وجه الانحدار الإسرائيلي الرافض لعملية السلام، ونحمد الله أن الرئيس أوباما مازال يحاول، وربما لا يصل به الأمر إلى حد اتهام القيادة الفلسطينية والرئيس أبو مازن بمسئولية الفشل، والمجتمع الدولي أقصى ما عبر عنه حين باءت مطالباته بتجميد الاستيطان بالفشل هو الإعراب عن خيبة الآمل، أتفه تعبير يمكن أن يستخدم في صراع دموي من هذا النوع! والحالة الفلسطينية فاقدة للوزن تماماً، تتشبث بخطاياها القديمة، وهذا هو جوهر استمرار الانقسام، والقوى الإقليمية تحرّض على انتفاضة جديدة قد تنزلق إلى ما انزلقت إليه انتفاضة الأقصى من استخدام غير مسيطر عليه للسلاح! وبعض القوى الفلسطينية ليس لديها الحد الأدنى من الإرادة لكي ترفض هذا التحريض.
الخلاصة ليس كل حق مشروع يجب أن يمارس بدون ضوابط، وبدون إعادة فحص، وبدون توافق وطني قوي! جربنا أن يفلت كل طرف على هواه، وأن يستجيب كل طرف لشياطينه، فكانت النتيجة مؤلمة، ونحن في الذكرى العاشرة لانتفاضة الأقصى، يجب أن لا نفقد معايير المصلحة الوطنية، ويجب أن لا نفقد الذاكرة

المفتش كرمبو 30 - 9 - 2010 12:19 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في هذه الأيام تمر علينا الذكرى العاشرة لإندلاع انتفاضة الأقصى المباركة

اشتعلت انتفاضة الأقصى يوم الخميس 28/9/2000 عندما اقتحم الارهابي (آريئل شارون) وجنوده المسجد الأقصى وعندما قام الشباب المسلم والمصلين بالمسجد الأقصى وأهلنا في القدس الشريف وفلسطين التصدى لشارون ومنعه من اقتحام المسجد الأقصى إلا أن (شارون) ومعه الآلاف من الجنود المدججين بالسلاح اقتحموا المسجد وعندها انطلقت الشرارة وتفجرت الإنتفاضة وبدأت المواجهات في وجود (شارون) في المسجد الأقصى وأصيب عدد من المصلين والمتواجدين في الحرم القدسي الشريف وثاني يوم بعد الانتهاء من صلاة الجمعة، وكان الكثير من الناس لم ينته من صلاته بعد بدأت قوات الاحتلال بإطلاق النيران على المصلين مما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء وعدد كبير من الجرحى، وما إن تناقلت وكالات الأنباء الخبر حتى هب أهلنا في فلسطين.. كل فلسطين على التصدى لجنود الاحتلال بصدورهم وحجارتهم الباسلة.. وعندها اشتعل فتيل انتفاضة الأقصى





فلنحيي هذه الذكرى بعبارات الصمود والفاتحة للشهداء
والتصاميم المؤثرة

المفتش كرمبو 30 - 9 - 2010 12:22 PM

احتضنت التلفاز لتودع ابنها

اندفعت الأم الحنونة باتجاه التلفاز لتحتضنه وتقبله بحرارة ودموع ساخنة، وهي تودع ابنها الشهيد "مصباح أبو عتيق" من سكان بيت لاهيا شمال غزة، كيف لا وقد تلقت نبأ استشهاده كالصاعقة، وتابعت جنازته التي حرمت من المشاركة فيها هي ووالده، عبر شاشة تلفزيون فلسطين حتى خارت قواها ونقلت إلى المستشفى في حالة غيبوبة، وكانت الأم المفجوعة قد علمت بنبأ استشهاد ابنها أثناء متابعتها أحداث الانتفاضة عبر شاشة التلفزيون، وما أن سمعت بالخبر حتى اتصلت على الفور للتأكد من صحته، حيث تردد جيرانها في عمان بإبلاغها به ومما زاد حزنها وآلمها أنها لن تستطيع أن تودعه وتلقي عليه النظرة الأخيرة، ولم يكن أمامها خيار آخر سوى متابعة مراسم تشييع جنازته في اليوم التالي من خلال شاشة التلفاز الفلسطيني، ولم تستطع تمالك نفسها فارتمت على شاشة التلفزيون تحتضن جثمان ابنها وتقبله.

هكذا مزقت الكوبرا أحشاء الطفل سامر

ما إن سمع الطفل سامر طبنجة [12] عاماً صوت طائرة الهيلوكبتر يهدر فوق مدينته "نابلس"، حتى هرع تاركاً كتبه ودروسه والتحق بعشرات الأطفال والفتية الذين ركزوا بأبصارهم نحو الطائرة التي كانت تنثر الرصاص والموت في محيط "مقام يوسف" بالمدينة، وما هي إلا دقائق حتى ارتدت الطائرة القاتلة كما ترتد الأفعى السامة على ضحيتها، نحو "خلة الرهبان"، وهو الحي الذي يسكنه الطفل والذي يبعد مسافة طويلة عن موقع المواجهات، وأطلقت رصاصة واحدة قاتلة اخترقت جسد الطفل الصغير ومزقت أحشاءه.

كم أحب سامر كتبه وأصدقائه وطائراته، وحين سمع هدير الطائرة ترك دروسه وخرج ليتفرج عليها مع بقية أصدقائه، لكنها كانت طائرة سامة وقاتلة، كانت أفعى، فقد قتلته وانتزعت روحه البريئة.

الأطفال يصرخون بمرارة وخوف: سامر ينزف… سامر ينزف… سامر مات… سامر مات… كان غارقاً بدمه الطاهر ويلفظ أنفاسه الأخيرة…
كان سامر يلعب في محيط بيته، ولم يغادره، فهل من مكان أكثر أماناً للإنسان من بيته؟!!

لم يقترف سامر أي ذنب… لم يكن هناك ما يدعوهم لقتله، أم هل كان ذلك لأن سامر لم يملك سوى براءة الأطفال.

لم يتخيل أحد أن يقتل طفل في مثل هذا المكان، لأنه لا يوجد فيه أدنى حد للخطر على حياتهم، وقد أصيبت والدة الطفل سامر بحالة انهيار عصبي بعد أن فقدت ابنها البكر في لحظة بدت كأنها خارجة عن الزمن، فقد كان أملها في الحياة، كانت ترى فيه المستقبل البعيد، ومع ذلك فقد كان هناك من كانت فاجعته أشد، فقد بدا شقيقه "يوسف" ابن العشرة أعوام كمن يسعى لإعادة شقيقه إلى الحياة، حيث تبع جنازة أخيه التي انطلقت من بيت الأسرة حافياً، دموعه تنهمر على وجنتيه، راجياً من المشيعين أن يعيدوه إلى البيت.

رحل وائل تاركاً كتبه وذكرياته وأحلامه الصغيرة ولم يعد لوداع والدته
يا ويلي كبرته وعلّمته وقتلوه… القتلة… المجرمين… عبارات رددتها والدة الشهيد "وائل قطاوي" ابن [14] ربيعاً في وجوم وصمت، في غمرة من الحزن الشديد على طفلها وفلذة كبدها، فبالرغم من أن لها أبناء آخرين، إلا أن "وائل" كان الأقرب لها.

رحل "وائل" ابن الصف العاشر الصناعي تاركاً وراءه كتبه وذكرياته وأحلامه الطفولية الصغيرة، حتى من غير أن يودع والدته الوداع الأخير، عندما أصيب برصاصة قاتلة غادرة من رصاصات الحقد مزقت عينه واخترقت رأسه من الخلف، هذا المشهد الدموي الذي لم ولن ينساه أصدقاؤه ورفاق دربه الذين تبعوا جنازته ودموعهم لم تفارق أعينهم، وذكرياتهم تحلق أمامهم في الأفق البعيد.

ابنة الشهيد عليوة : أبي لن يعود إلى المنزل

نعم أعرف جيداً أن أبى لن يعود إلى المنزل بعد الآن، لن أراه، لن ألعب معه، وأجلس في حضنه الدافئ، لن أستطيع البكاء على كتفه بعد الآن، لقد قتله جنود الاحتلال … قتلوه… أصابوه برصاصة في صدره، إنني أكرههم، لأنهم قتلوا والدي.. وجعلوني وإخوتي أيتاماً..

هكذا وصفت الطفلة جميلة [11] عاماً، مشاعرها التي لم تستطع كبتها حين سألناها عن استشهاد والدها سمير عليوة [29] عاماً من حي الشجاعية بغزة، كانت تعبر عما بداخلها بكلماتها البسيطة البريئة، وبحركات يديها وبطريقة كلامها، ودموعها التي لم تفارق عيناها طوال حديثها.


المفتش كرمبو 30 - 9 - 2010 12:23 PM

انتفاضة الاقصى:
خارج حدود المواطنة وفي حدود الوطن


26/9/2005

أمير مخول

قد تكون انتفاضة الاقصى حدثا عابرا بقدر ما نقبل بذلك في سلوكنا, وقد تكون حدثا مفصليا بقدر ما نصمم على على ذلك ونتعامل مع استحقاقاتها.

وللحق يقال ان دولة اسرائيل تعاملت مع انتفاضة الاقصى وبالاخص ما جرى داخل الخط الاخضر كحدث مفصلي ليس في علاقتها مع الجماهير الفلسطينية مواطني الدولة بل في تعامل الاخيرين معها, او امكانيات تعاملهم مع الدولة مستقبلا.

في انتفاضة الاقصى المتزامنة ومن دون قرار او تنسيق من طرفي الخط الاخضر رسم الفلسطينيون مواطني اسرائيل الحدود مع الدولة مخترقين قواعد لعبة المواطنة وأسرها

وأزالت هذه الناس الحدود مع باقي اجزاء شعبنا الفلسطيني خاصة الجزء الاكبر في الضفة والقطاع وبثّت أملا كبيرا لدى الجزء الاخر في الشتات.

ما ميز انتفاضة الاقصى ان الناس كانت سيدة القرار, وهذه هي احدى اهم نقاط قوة الشعب الفلسطيني في صراعه مع اسرائيل ومع المشروع الصهيوني.

لم تنتظر الناس قرارا بالانتفاض او بمواجهة الدولة ولو انتظرت لما كانت انتفاضة. ولم تخرج الناس الى الشارع والساحات انطلاقا من كونهم مواطني دولة اسرائيل بل جزءا من الشعب الفلسطيني وبخروج الناس اكدت انها جزء من القضية الفلسطينية ايضا.

في انتفاضة الاقصى لم "نتضامن" مع شعبنا الفلسطيني بل تقاسمنا الهم الفلسطيني مع باقي اجزائه وكنا على استعداد لتقاسم الثمن.

وفي هذه الانتفاضة اكتشفنا ايضا قوة الحراك الجماهيري في البعدين القومي والديني المجتمعين في الدفاع عن شعبنا وعن الوطن وعن الوجود.

وهي طاقة حملتها الناس وراكمتها بتسارع عظيم من جانبي الخط الاخضر. هذا الحراك والذي بخلاف الانظمة لا تستطيع اسرائيل هزمه مهما بلغت دمويتها وقمعها ومهما بلغ الدعم الرسمي الامريكي غير المحدود لعدوانها.

لقد برز نهجان قياديان ونموذجان قياديان واحد الذي اندمج بالناس وسار معها في مواجهتها, وآخر بما فيه بعض رموز لجنة المتابعة الذي راهن على المواطنة بأن تحميه ووجد طريقه سريعا ومن وراء الناس وبخلاف ارادتها بالتأكيد, الى بلدة معاليه هحميشاه ليشارك فيما يسمى "فوروم معاليه هحميشاه" مع عناصر من مجلس الامن القومي ويوسي بيلين

وغيره ولينبثق عن ذلك اللقاء قرار "الاربعة مليارات شيكل" والذي ارادت حكومة ايهود براك واجهزتها من خلالها شراء صمت جماهيرنا وخلق مصلحة مادية بان تعود هذه الجماهير الى العمل فقط وفق قواعد لعبة المواطنة والمساواة الشكلية.

وبعد خمس سنوات من لقاء "فوروم معاليه هحميشاه" اعتقد ان من حق الناس ان تعرف ما دار فيه ومن شارك فيه ولماذا تم التعامل معه كعمل لا يحق للناس معرفة ما تم فيه نيابة عنها وبعيدا عن ارادتها.

ان احد المخاطر التي تواجهنا داخليا هو النهج لدى اوساط قيادية وقيادات بلدية في التركيز على "انقاذ ما يمكن انقاذه" وحصر موضوع الصراع مع الدولة في "الاداء" ضمن قواعد اللعبة الاسرائيلية وليس في مواجهة جوهر الدولة العنصري الدموي والاستيطاني.

انها ذات الاصوات التي لهثت وراء "خطة الاربعة مليارات شيكل" التي لا تحتلف كثيرا عن كذبات ايهود براك الاخرى, وحصر المطالب في المساواة في الميزانيات وهنا تنتهي حدود مطالبنا. وهو نهج قد غذى مزاجا شعبيا خطيرا يطالب بفصلنا عن القضية الفلسطينية والاهتمام بـ"قضايانا".

وهذا النهج هو الذي علّق جل طموحاته (ليس طموحات الناس) على لجنة اور, التي بنى عليها البعض اوهامه وعمليا حصر السؤال في سلوكنا ضمن حدود اللعبة الاسرائيلية ومعادلة المواطنة والقانون, التي قد تكون كافية من وجهة نظر الدولة لكنها لا يجوز ان تكون معيار سلوك جماهير شعب مضطهد.

ومن هنا جاء مطلب الحماية الدولية الذي عارضته في حينه غالبية القوى السياسية ولجنة المتابعة التي لم تجرؤ ان تطرح مسألة الشرعية في صراعنا مع اسرائيل نحن فلسطينيي ال48.

لقد استغلت الدولة ضعفنا الاقتصادي وارتباطنا المطلق بها وعلى هامش الاقتصاد الاسرائيلي لتزيد من ضغطها ومحاولة اعادتنا الى داخل حدود المواطنة القسرية وخارج حدود علاقتنا مع الوطن والدفاع عنه.

ومن هنا تاتي اهمية افكار الاستقلالية الاقتصادية او الادارة الذاتية او المجتمع العصامي في بناء بنية نضالية لضمان وجودنا في وطننا وتعزيزه.

بعد ان اصبح واضحا ان المواطنة الاسرائيلية لا تحمينا ولا تضمن وجودنا في وطننا, بل ان اسرائيل تريد منها بعد ان فرضتها قسرا في اوائل الخمسينات من القرن الماضي, ارادت منها ان تفصلنا عن وطننا وتجعلنا رعايا في "وطنهم" مشوّهي الهوية والانتماء والحضارة.

انتفاضة الاقصى في جوهرها الفلسطيني انطلقت كحالة شعبية في مواجهة جوهر اسرائيل. وهي انتفاضة الشعب الفلسطيني, وان ميزنا شيء في هذا السياق هو اننا اندمجنا فيها ليس كواطني اسرائيل بل كجزء من الشعب الفلسطيني يتقاسم الهم والثمن الفلسطينيين في مواجهة المشروع الاسرائيلي الصهيوني.

انها ليست انتفاضة مطلبية ومن اجل مطالب, بل حراك شعبي فلسطيني في مواجهة تراكم الغبن التاريخي والحاضر ومخاطر المستقبل وتحدياته.


المفتش كرمبو 30 - 9 - 2010 12:25 PM

تمر هذه الأيام الذكرى العاشرة لاندلاع انتفاضة الأقصى الفلسطينية التي انطلقت شراراتها من باحة المسجد الأقصى في 28 سبتمبر/أيلول 2000، وهزت العالم وأعادت القضية الفلسطينية إلى موقعها الأساسي، وعادت معها مطالب الشعب الفلسطيني في فلسطين والشتات إلى الواجهة في الحرية والاستقلال وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم.
فأين أصبحنا من انتفاضة الأقصى، وهي الانتفاضة الكبرى الثانية للشعب الفلسطيني في عقدين متتاليين من الزمن، وما المآلات التي انتهت إليها بعد بحور الدماء التي نزفت على أرض فلسطين، وبعد استشهاد عدة آلاف من المواطنين ومن الكوادر العسكرية والسياسية ومن قيادات الصف الأول عند عموم الفصائل والقوى الفلسطينية؟
ليست صاعقة في سماء صافية
لم تكن انتفاضة الاستقلال الفلسطينية التي انبثقت خيوط إشعاعها فجر 28/9/2000 صاعقة في سماء صافية أو وليدة لحظتها، فقد جاءت بفعل تراكمات هائلة على امتداد سنين "تسوية مدريد" التي تماهت رويدا رويدا على أرض الصراع مع مشروع التسوية الأميركي الإسرائيلي، بعد أن وصلت "التسوية" على مسارها الفلسطيني الإسرائيلي إلى طريق مسدود.
وقد جاءت بعد أن اتضح للجميع أن صيغة مدريد "للتسوية" التي تأسست في العام 1991 لم تعد أصلا تعني الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة التي استدارت وانقلبت حتى على "مبدأ الأرض مقابل السلام" الذي قبل به النظام الرسمي العربي تحت وطأة اختلال موازين القوى وحالة التردي العام، وأعادت إنتاج مبدأ جديد عنوانه "السلام مقابل السلام".
"
في انتفاضة الأقصى التي نعيش ذكراها السنوية العاشرة نزل الشعب الفلسطيني إلى الشارع وقال بقوة للذين اعتقدوا أنه استكان، إنه لا شيء يمكن أن يمر من وراء ظهره وعلى حساب حقوقه الأساسية
"
ووصلت الأمور بها إلى المطالبة بالتطبيع العربي الشامل معها، بل والإسلامي مقابل ما يسمى "تجميد الاستيطان" مع إصرارها على مطلب الاعتراف بما يسمى "يهودية إسرائيل"، في إشارة واضحة تفضح مدى الطابع العنصري للكيان الصهيوني العبري فوق أرض فلسطين العربية.
كما جاءت لحظات اشتعال الانتفاضة الكبرى الثانية بعد انفضاض قمة كامب ديفيد الثانية (يوليو/تموز 2000) التي جمعت الوفود الثلاثة الأميركية الإسرائيلية الفلسطينية، حين عملت الإدارة الأميركية على محاولة تمرير مشاريع تصفية عناصر القضية الفلسطينية عبر المقايضة عليها وعلى حق العودة بوجه خاص.
وذلك من خلال إعلان اعتراف إسرائيل بـ"الكيان الفلسطيني" الموعود حال إعلان قيامه، مقابل تعويضات مالية تغطى من المجتمع الدولي، ومقابل ضم 10% من الضفة (الكتل الاستيطانية) فورا لدولة الاحتلال، وتقزيم قضية القدس، ومبادلة أراض من الضفة الغربية وغور الأردن.
لكن أوراق قمة كامب ديفيد الثانية تكسرت تحت وطأة قوة الشارع الفلسطيني الذي خرج إلى ميدان الانتفاضة التي هزت العالم بأسره، وأظهرت الاستعداد الكفاحي العالي لديه.
وقد انتهت قمة كامب ديفيد الثانية الماراثونية المطولة بمؤتمر صحفي ظهرت من خلاله الحيرة وعدم الارتياح على قسمات وجه الرئيس الأميركي بيل كلينتون، الذي أراد ومعه الإدارة الديمقراطية الأميركية أن تنتهي قمة كامب ديفيد الثانية بأشياء أكثر ملموسية، بل وباختراق يشبه إلى حد ما بمفعوله وأثره الصاعق ما فعلته قمة كامب ديفيد الأولى قبل أكثر من عقدين من الزمن.
وعليه، ففي انتفاضة الأقصى التي نعيش ذكراها السنوية العاشرة نزل الشعب الفلسطيني إلى الشارع وقال بقوة للذين اعتقدوا بأنه استكان، إنه لا شيء يمكن أن يمر من وراء ظهره وعلى حساب حقوقه الأساسية، وإن مشاريع دولة الاحتلال ستلقى المصير نفسه في ظل عملية الصمود الفلسطيني، وستصطدم بجدار الصمود الفلسطيني الشعبي

المفتش كرمبو 30 - 9 - 2010 12:26 PM

الاستيطان والعقبة الكأداء
إن تراكمات المرحلة الممتدة من مؤتمر مدريد إلى حين انفضاض قمة كامب ديفيد الثانية في يوليو/تموز 2000، هيأت التربة التي أسست لانطلاق شرارات انتفاضة الأقصى في الوضع الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1967 وحتى داخل المناطق المحتلة عام 1948.
ففي مسار التسوية السياسية المختلة التي لم تشفع للأرض الفلسطينية المحتلة ولم تحمها أو ترحمها من بطش المصادرة والتهويد، تواصلت عمليات الاستيطان ومصادرة الأرض ونهبها.
فكانت الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 على الدوام هدفا إستراتيجيا لمشاريع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بعد مدريد 1991، خصوصا في منطقة القدس ومحيطها، حيث لم تهدأ جرافات الاحتلال عن نهب الأرض والتهامها، كما التهم جدار الفصل العنصري مساحات كبرى منها (بحدود 13%)، إضافة لفرض السطوة الإسرائيلية الكاملة على مناطق الأغوار واعتبارها خارج إطار العملية التفاوضية لمنع أي تواصل بين الكيان الفلسطيني المفترض والأردن المجاور.
وفي هذا الصدد تشير العديد من المراكز البحثية المعنية إلى أن أكثر سلطات الاحتلال صادرت أو استولت على أكثر من 600 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية ومحيط مدينة القدس المحتلة منذ مؤتمر مدريد نهاية العام 1991 وإلى حينه.
كما كانت عموم الضفة الغربية مسرحا لاعتداءات يومية للاحتلال ومستوطنيه، من عمليات توغل وحملات اعتقال ومصادرة أراضٍ، في وقت يواجه فيه أهالي غزة أسوأ أزمة إنسانية نتيجة للحروب والعمليات العسكرية المتلاحقة ضدهم، إضافة إلى الحصار الأخير الذي جعل من قطاع غزة أكبر معتقل للبشر في العالم.
"
انتفاضة الأقصى الفلسطينية شكلت نقطة انعطاف بارزة وتحولا نوعيا في مسار المشروع الوطني الفلسطيني، حيث أظهر فيها شعب فلسطين احتياطيا هائلا من الشجاعة والجرأة والإقدام والاستعداد للتضحية من أجل حرية الوطن
"
أما القدس فما زالت تواجه مصيرها وحيدة في ظل حملة تهويدية شرسة، تنذر بابتلاعها في وقت ليس ببعيد، في ظل استمرار خطط الاستيطان وهدم المنازل وتغيير التوازنات الديموغرافية فيها، ومساعي المؤسسة الإسرائيلية الرسمية لتحويل المدينة المحتلة إلى مدينة توراتية.
وعليه، جاءت الانتفاضة الفلسطينية الكبرى الثانية التي نعيش الآن عامها العاشر ردا مباشرا على استمرار الاحتلال وعمليات نهب الأرض وتهويدها من جانب، وعلى تسوية أوسلو واستنساخاتها من جانب آخر (اتفاق أوسلو الأول 13/9/1993، اتفاقية الحكم الذاتي لغزة وأريحا 4/5/1994، اتفاق أوسلو الثاني لتوسيع نطاق الحكم الذاتي 28/9/1995، واتفاقية واي بلانتيشين لترتيب انسحاب إسرائيل من 13% من أراضي الضفة الغربية 23/11/1998، وصولا إلى مفاوضات كامب ديفيد في يوليو/تموز 2000، وطابا 2001).
وقد قزمت هذه التسوية الحقوق الوطنية الفلسطينية إلى ما هو أدنى من قرارات الشرعية الدولية التي قبلها الشعب الفلسطيني رغم الإجحاف الكبير الذي تحمله في طياتها، فكان من المنطقي أن تصل التسوية الراهنة إلى عنق الزجاجة كنتيجة مباشرة للتصادم بين البرنامج الائتلافي الوطني الفلسطيني المستند لقرارات الشرعية الدولية وبرنامج التسوية الصهيوني للحل الدائم، وهو البرنامج القائم تحت سقف معادلة قوة البارود والنار.

المفتش كرمبو 30 - 9 - 2010 12:27 PM

انتفاضة الأقصى والتحول النوعي
إن انتفاضة الأقصى الفلسطينية شكلت نقطة انعطاف بارزة وتحولا نوعيا في مسار المشروع الوطني الفلسطيني، حيث أظهر فيها شعب فلسطين احتياطيا هائلا من الشجاعة والجرأة والإقدام والاستعداد للتضحية من أجل حرية الوطن الفلسطيني، فرفض الفلسطينيون بشجاعة واقتدار الحلول المجزوءة المبسترة للصراع التي قدمتها إسرائيل في مفاوضات كامب ديفيد الثانية في يوليو/تموز 2000.
ودفعوا مقابل هذا الرفض المزيد من الدماء السخية، بما في ذلك محاصرة الرئيس ياسر عرفات في مقره في المقاطعة في قلب مدينة رام الله ومن ثم رحيله الغامض، واستشهاد الآلاف من المواطنين من الكوادر السياسية والعسكرية من الذين استهدفتهم عمليات الاغتيال الإسرائيلية على نطاق واسع، في ظل صمت دولي مريب ساعدت على صنعه الإدارة الأميركية.
فانتفاضة الأقصى الفلسطينية تخللتها أحداث جسام تمثلت في اغتيالات قادة من المقاومة، على رأسهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشهيد أبو علي مصطفى والمئات من القادة السياسيين والميدانيين، إضافة لشن حرب غير متكافئة على المخيمات والتجمعات الفلسطينية المختلفة من مخيم جنين وصولا إلى المخيمات الواقعة على أطراف قطاع غزة في شماله وجنوبه في رفح وخان يونس وجباليا وغيرها.
وكان ذلك في وقت اعتقد فيه الإسرائيليون أن الحركة الوطنية التحررية للشعب الفلسطيني قد أخمدت، وأن الشعب الفلسطيني استكان تحت طبقات من اليأس والتراجع المتكرر الناجم عن الاتفاقات البائسة المتلاحقة وسياسات البطش والابتزاز الإسرائيلية، والتدهور العام في الأوضاع الحياتية للناس في الأرض المحتلة عام 1967، واستمرار تفكك وتراجع الوضع العربي المحيط.
ولعل تحرك الشارع العربي الهائل والعظيم في كل مكان مع انفجار وتصاعد انتفاضة الأقصى والاستقلال شكل عنصرا جديدا وهاما في الوضع الذي استجد بعيد انطلاقة الانتفاضة الكبرى الثانية، بعد أعوام طويلة من الانقسامات في طول الساحة العربية وعرضها.
وفي انتفاضة الأقصى والاستقلال، حقق الفسطينيون نتائج مذهلة كرستها وصنعتها تضحيات دماء أبنائهم على أرض القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وداخل الأراضي المحتلة عام 1948 عندما نهضت جماهير الشعب الفلسطيني داخل إسرائيل في الجليل والمثلث والنقب والساحل لإسناد نضال وكفاح أبناء شعبهم في المناطق المحتلة عام 1967 فسقط منهم 13 شهيدا برصاص الاحتلال مازالت دماؤهم شاهدا وعلامة فارقة في قتل الدولة لمواطنيها.
"
الخيار الحقيقي أمام الفلسطينيين هو خيار ديمومة الفعل والتأثير في الساحة الدولية وديمومة المقاومة بكل أشكالها الممكنة وإعادة طرح القضايا الفلسطينية على طاولة البحث الجاد، إضافة إلى الإسراع بحل التباينات الداخلية خصوصا بين حركتي حماس وفتح
"
فالفلسطينيون داخل مناطق 1948 مواطنون إسرائيليون بالجنسية، لكن الدولة التي يحملون جنسيتها وتدعي احترامها لحقوقهم القومية، اضطهدتهم وقتلت 13 منهم لمجرد قيامهم بفعاليات تضامنية مع أبناء شعبهم داخل المناطق المحتلة عام 1967.
إن انتفاضة الأقصى التي نعيش ذكراها العاشرة تميزت بتجلياتها التي اختلفت نوعيا وكميا عن تجليات الانتفاضة الكبرى الأولى بين أعوام 1987-1993 تبعا للظروف والمعطيات التي رافقت كلتا الانتفاضتين.
ولعل من نتائج القفزة الانتقالية النوعية التي تحققت في الانتقال من الانتفاضة الأولى إلى الثانية ما يفسر اتساع دائرة العنف الدموي الإسرائيلي، وارتفاع منسوب القمع الفاشي مترافقا مع الاستخدام الواسع لكل أدوات وتكنولوجيا الحرب المتطورة ضد شعب أعزل يقاتل بجلده وأظافره وبسلاح الإضراب الجماهيري الديمقراطي، مترافقا مع المقاومة العنفية الفدائية النوعية ضد قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين الجاثمين فوق الأرض المحتلة عام 1967.

المفتش كرمبو 30 - 9 - 2010 12:27 PM

انتفاضة الأقصى المغدورة
أخيرا، إن انتفاضة الأقصى الفلسطينية التي نعيش ذكراها العاشرة تعرضت لحملات القمع والبطش الدموي المنفلت على يد جيش الاحتلال، كما تعرضت لعمليات الغدر السياسي التي أريد منها وأدها وتسميم حصادها.
وقد استغلت الإدارة الأميركية ودولة إسرائيل أحداث سبتمبر/أيلول التي ضربت برجي التجارة في نيويورك ومبنى البنتاغون في واشنطن لتحريض وتأليب العالم كله على الشعوب الإسلامية، ومنها الشعب الفلسطيني وانتفاضته الصاعدة.
كما جاءت تحولات الملف العراقي في حينها لتلقي بظلالها أيضا على الانتفاضة الفلسطينية التي باتت آنذاك مطوقة تماما، خصوصا وأن الأوضاع العربية الرسمية ارتدت وتراجعت تحت ثقل التحولات الدولية، رغم أن الشارع العربي والعالمي كان قد هب في وقفة نادرة إلى جانب الشعب الفلسطيني وانتفاضته.
ومع هذا فإن دروس وعبر انتفاضة الأقصى الفلسطينية تشير بوضوح صارخ إلى أن الخيار الحقيقي أمام الفلسطينيين هو خيار ديمومة الفعل والتأثير في الساحة الدولية وديمومة المقاومة بكل أشكالها الممكنة وإعادة طرح القضايا الفلسطينية على طاولة البحث الجاد، إضافة إلى الإسراع بحل التباينات الداخلية خصوصا بين حركتي حماس وفتح واستكمال الحوار الوطني الفلسطيني، والسير قدما تجاه إصلاح الذات الفلسطينية وتوحيد أدوات الفعل المؤثرة.
فخيارات الفلسطينيين العادلة واقعية، لكنها تحتاج إلى وحدة البرنامج وأدواته ووحدة الإرادة، بدلا من المراوحة في المكان، والانزلاق نحو
هاوية المزيد من التردي الداخلي.

المفتش كرمبو 30 - 9 - 2010 12:36 PM

عشرة أعوام مرت على اندلاع انتفاضة الأقصى التي جاءت كرد فعل طبيعي على تعنت الإسرائيليين ومماطلتهم في تطبيق مبادئ اتفاق أوسلو على ارض الواقع، واحتجاجا على الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية في الأراضي الفلسطينية، ومحاولات الجانب الإسرائيلي إضعاف السلطة الفلسطينية وخلق العقبات أمام تقدمها في بناء الدولة، وكرد فعل على زيارة أرئيل شارون ( رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ) في الثامن والعشرين من أيلول سبتمبر عام ألفين، للمسجد الأقصى المبارك، تلك الزيارة التي أشعلت فتيل الانتفاضة، الأمر الذي أثار غضب المقدسين والشارع الفلسطيني، لتندلع بعد ذلك مواجهات دامية بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال.
استقبل الفلسطينيون الألفية الثالثة بانتفاضتهم في وجه الظلم والغطرسة الاسرائيلية، والتي قمعها المحتل بكل ما أوتي من قوة، ليبلغ عدد شهداء تلك الانتفاضة المباركة ما يزيد عن أربعة آلاف فلسطيني، وتخطي عدد الجرحى حاجز الخمسون ألفا، على مرأى ومسمع العالم المتحضر الديمقراطي والذي يدعو الى الحفاظ على حقوق الإنسان وصيانتها من الانتهاك إلا في فلسطين.
بعد عشرة أعوام من الانتفاضة، المراقب للوضع الحالي لا يرى أن الوضع قد تغير، لا بل ازدادت الأمور سوء، جدار الفصل العنصري يلتف حول رقاب الفلسطينيين ليحرمهم حرية التنقل بين مدنهم وقراهم، والاستيطان يلتهم الأرض الفلسطينية، ليبدد معه حلم الدولة الفلسطينية، وانقسام في الساحة الفلسطينية اضر كثيرا بالمصالح الفلسطينية وجعل الاحتلال يستفرد بالفلسطينيين لملي عليهم حلوله وطروحاته، وأوضاع اقتصادية بائسة، ومعونات تتهافت على الشعب الفلسطيني من كل حدب وصوب، تبقى حبيسة المستودعات حتى تفسد ومن ثم تلقى في تجمعات النفايات لتفسح المجال لغيرها في المكوث في تلك المستودعات.
اعتداءات الاحتلال طالت جميع مناحي الحياة الفلسطينية بهدف شلها والقضاء عليها، والتسبب في أعطاب كبيرة تعيق أي مشروع تسوية في المستقبل، ولم يقتصر هجوم المحتل على المسلمين ومقدساتهم، بل تعدت لتشمل كل ما هو فلسطيني بغض النظر عن دينه وانتمائه السياسي، فكانت قوافل الشهداء من المسلمين والمسحيين ودنست المساجد والكنائس على حد سواء.
الشعب الفلسطيني استفاد من هذه الانتفاضة بأن سلط الضوء على القضية الفلسطينية، وذكر العالم بأن هناك مشكلة في الشرق الأوسط تستعصي على الحل، وكشف النقاب عن وجه إسرائيل الأسود، وفضح ممارسات الاحتلال وعنجهيته، وأسلوبه الوحشي في التصدي لهبة الشعب الفلسطيني، ووضع العالم أمام مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، وكشف زيف الدول التي تدعي حيادها من القضية الفلسطينية، والاهم من ذلك كله اظهر قصور الأمم المتحدة في التعامل مع القضية الفلسطينية وتخليها عن دورها الهام في حل النزاعات الدولية، في ظل السيطرة الأمريكية على المنظمة الدولية وتحريكها بما يخدم المصالح الامريكية حول العالم.
كما أن من نتائج هذه الانتفاضة المباركة اعتراف العالم كله بعدالة قضية الشعب الفلسطيني وحقه في التحرر وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، ووضع حد لانفلات إسرائيل وتمردها على القوانين والأعراف الدولية، والسعي الى محاسبة مجرمي الحرب فيها من خلال جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان والمنظمات المناصرة للشعب الفلسطيني.
عشر سنوات مرت على الانتفاضة لتضيف العديد من صفحات الكفاح والمقاومة لتاريخ فلسطين النضالي، ولكن دون أن يتغير حال الشعب الفلسطيني ودون إقامة دولته، ودون أن تحاسب إسرائيل على جرائمها، بل على العكس من ذلك تزايدت الضغوط على الفلسطينيين للمساومة على حقوقهم وثوابتهم، وثنيهم عن مواقفهم الرافضة لكل أشكال التبعية والتذويب التي تسعى العديد من الدول والاطراف فرضها على الفلسطينيين.
أيمن ربايعة - صحفي فلسطيني

المفتش كرمبو 30 - 9 - 2010 12:40 PM


http://www.khayma.com/rfh/mshahed/images/1.jpg
http://www.khayma.com/tanweer/images...tifada/k15.jpg
http://www.palintefada.com/arabic/ga...sub1/aaa11.jpe
http://www.palintefada.com/arabic/ga.../normal_e1.jpe

http://usuarios.lycos.es/muqawama/Suwar.4.jpg

من وسط مآسينا و إنتكاسات قضيتنا المؤقته تتفتح وردة الأمل
إنتفاضة... تلوح في الأفق لتشحذ عزائمنا و تُحيي ما مات فينا





الساعة الآن 10:08 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى