منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الشؤون الأمنية والعسكرية (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=167)
-   -   القصة الكاملة لاشتراك الجيش العراقي في حرب تشرين 73 ورواية شهود العيان (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=10500)

دمعة معذبة 2 - 10 - 2010 11:34 AM

القصة الكاملة لاشتراك الجيش العراقي في حرب تشرين 73 ورواية شهود العيان
 
القصة الكاملة لاشتراك الجيش العراقي في حرب تشرين 73 ورواية شهود العيان

بقلم: الاستاذ الباحث عبد الوهاب محمد الجبوري
تنويه : لغرض التوثيق التاريخي سنشير في هذه المقالة إلى خلاصة قصة اشتراك الجيش العراقي في حرب تشرين 1973 موثقة من مصادر مختلفة وشهود عيان تم اللقاء بهم والاستماع إليهم وهم يروون ملحمة الحرب التي هزت إسرائيل وقادتها وتجمعها الاستيطاني من الأعماق حتى باتت هاجسهم الذي لن ينسوه أبدا ..
تمهيد
يعتبر اشتراك الجيش العراقي في حرب تشرين 1973 حدث مجيد في تاريخ النضال العربي ومن المشاركات الفريدة التي تشهدها الحروب ، فلقد تم دون تخطيط مسبق على صعيد القتال أو الشؤون الإدارية ونفذ بشكل مباشر وسريع وبمبادرة عراقية بحتة ، وكان من المتوقع ، في مثل هذه الظروف ، أن يكون هذا الاشتراك رمزيا أو محدودا على الأقل ، ولكن العراق دفع إلى ارض المعركة ثلاث أرباع قوته الجوية المقاتلة وثلثي العدد والعدة من تجهيزات ومعدات ووحدات مقاتلة وساندة برية من الدروع والمشاة والمشاة الآلي والقوات الخاصة والمغاوير والمدفعية والهندسة العسكرية وغيرها من الصنوف ، وكان تركيزه على الإسراع بإرسال الطيران والدبابات نابعا من رغبة القيادة السورية في الحصول على هذين السلاحين قبل أي شيء آخر ..
والأمر الآخر الذي نشير إليه هو أن العراق وضع في موقف صعب وحرج لأنه لم يكن على علم مسبق بالحرب الأمر الذي جعل القوات المسلحة العراقية تدخل الحرب وفق معطيات وشروط حددت من فعالياتها العسكرية في بعض المواقف رغم الاندفاع والقدرة القتالية العالية التي أظهرتها وباعتراف الإسرائيليين أنفسهم وهناك مبدأ معروف في الحروب هو أن فعاليات القوات المسلحة في ساحة المعركة لا ترتبط فقط بقوتها وقدراتها وكفاءتها الذاتية ولكنها تتعلق أيضا والى حد كبير بالشروط المفروضة عليها خلال العمل .. ويهمنا في هذا المجال الإشارة إلى التحديدات التي رافقت اشتراك الجيش العراقي في الحرب والتي تم تجاوز معظمها من خلال التعاون والتنسيق بين الجانبين السوري والعراقي :
1.دخل الجيش العراقي الحرب في الجبهة السورية على ارض لم يستطلعها مسبقا ونفذ واجباته من الحركة في معركة تصادمية تعتبر من أصعب إشكال الحروب وأكثرها تعقيدا ، والحقيقة التي نؤكدها للتاريخ أن الأخوة في القيادة السورية قدموا تسهيلات ومعلومات سهلت كثيرا على الجيش العراقي مهماته وكان التعاون والتنسيق بين القوات العراقية والسورية في أروع أشكاله لان المعركة كانت واحدة والمصير كان واحدا ..
2.دخلت القوات العراقية المعركة بعد تنقل طويل تراوح بين 1200- 1500 كم وهذا بدوره يؤثر بالطبع على راحة الجندي واستعداده البدني ، ومع ذلك كانت معنويات الجندي العراقي مرتفعة لأنه كان متلهفا لمساندة أشقائه ولمواجهة الجندي الإسرائيلي وجها لوجه في ثاني معركة مباشرة وواسعة بينه وبين الجندي الإسرائيلي منذ حرب 1948 ..
3.كانت القوات العراقية المقاتلة في الجولان تؤمن شؤونها الإدارية عبر بغداد ودمشق ومعروف أن مثل هذه المسافة لها تأثير على وصول الإمدادات الإدارية .. ورغم هذه المعضلة إلا أن الإرادة والتصميم بالنسبة للقوات العراقية كانت تتخطى هذه المعضلة وتتجاوزها لأنها كانت تنظر للهدف الأسمى والأنبل وهو دحر العدو وإفشال مخططاته ..
4.دخلت القوات العراقية بسياق عمل يختلف عن ســياق عمل القوات السورية ، ولكن تعاون هيئات الركن في كلا الجانبين ذلل كثيرا من المصاعب وأوجد قواسم عمل مشتركة حققت انسيابية مشهودة خلال المعارك . .
5.لقد تم زج القوات البرية العراقية على الجبهة السورية الضيقة ولم يسمح لها باستخدام مجال عملها الأوسع على الجبهة الأردنية العريضة الأمر الذي حرمها من حرية العمل واختيار مكان الهجمات المقابلة وبالطبع كان هذا التحديد خاضعا لظروف خاصة لا دخل لها فيها ..
6.كما أثرت ظروف دخول الجيش العراقي إلى سوريا على حركة القوات المدرعة العراقية وجعلتها تصل إلى الجبهة تباعا وفرضت ظروف المعركة زجها بالتقسيط ( بالألوية ) بدل زجها بكتلة ضاربة ( فرقة أو فيلق ) وفق ابسط مباديء قتال الدبابات في الحرب الحديثة ولقد أدى هذا إلى فقدان قوة الصدمة ..
حديث الذكريات
كنا مجموعة من الضباط العراقيين ، من الذين شاركوا في حرب تشرين ، نتحدث عن هذه الحرب ومشاركة الجيش العراقي الباسل فيها بثقل كبير تلبية لنداء الواجب القومي.. قادنا حديث الذكريات إلى ظهر ذلك اليوم (6/ 10 /1973) الذي بدأت فيه القوات السورية والمصرية تعرضها الواسع ضد القوات الإسرائيلية على الجبهتين الغربية والشمالية.. فبعد سماع نبأ الحرب من الإذاعات صدرت الأوامر إلى الجيش العراقي بدخول الإنذار من الدرجة ( ج) وهي أعلى درجــــات الإنذار ، وفي صباح اليوم التالي كانت القطعات العسكرية العراقية ، وخاصة القوات المدرعة تتحرك من مواقعها العسكرية ومنها معسكر التاجي شمال بغداد ومعسكر الورار في الرمادي ومنطقة العمارة جنوب العراق ومن المعسكرات في شمال العرق ... الخ باتجاه الحدود الســـورية على السرفات .. وفي وقت لاحق ذكر لي أحد ضباط الارتباط العراقيين ، أن الحكومة السورية كانت تؤكد على (أهمية وصول القطعات العسكرية العراقية بأسرع وقت وبأكبر حجم ممكن ، على الأقل فرقتين مدرعتين بكامل دروعــــــــــهما)..
تحشد القوات العراقية
في يوم 8 تشرين أول 1973 تم فتح مقر للعمليات في ديوان وزارة الدفاع العراقية ، ثم نقل إلى مقر بديل آخر وتم حشد (5) أسراب من الطائرات في مطاري الضمير ودمشق الدوليين وأرسلت على الفور إلى العاصمة السورية أيضا ناقلات حوضية لمشتقات النفط وصدرت الأوامر للقطعات العسكرية بالحركة من مناطق تحشدها أو تدريبها إلى سوريا وكان أولها إرسال فوج حماية قاعدة ابن الوليد ثم تبعه لواء مشاه آلي ، وكان التنقل يجري على سرفات الدبابات وعجلات القتال المدرعة لكسب الوقت في الوصول بسرعة إلى الجبهة السورية لان الموقف العسكري ، كما اخبر بذاك ضابط الارتباط السوري،، كان يتطور بسرعة بعد يوم 8 تشرين الأول 1973.
وقد قامت ارتال عجلات الإدامة بنقل (50) ألف طن من مواد الإدامة المختلفة كالأرزاق والعتاد والوقود والمواد الاحتياطية والملابس والتجهيزات.. الخ وحسب معلوماتنا لم يحصل خلال عملية التحشد الكبيرة والسريعة هذه والتي جرت بحماية مظلة جوية عراقية ، أي حادث مهما كان نوعه بفضل الله تعالى ، ولم تتوقف أية عجلة لنقص الوقود ولم يفتقر أي سلاح للعتاد.. لقد أنجزت معركة التحشد بشكل رائع اعترف بها الأعداء قبل الأصدقاء ـ حتى ان إذاعة لندن ذكرت يوم 20/ 10 /1973 نقلا عن احد المعلقين العسكريين لصحيفة تايمس اللندنية ما يأتي : (إن إحدى المفاجآت الكبرى في حرب الشرق الأوسط هي تمكن العراق من تحشيد فرقة مدرعة عبر مسافة ألف كيلومتر وزجها في المعركة في الأيام الأولى من الحرب ممَّ قلب خطط الإسرائيليين ومنعهم من تحقيق كل أهدافهم في هذه الجبهة) وقد أكد هذا التحليل ، المعلق العسكري الإسرائيلي (زئيف شيف) الذي قدم ، في صحيفة هاارتس الإسرائيلية يوم 29 /10/ 1973 تحليلاً لنتائج الحرب ألقى فيها مسؤولية الفشل على الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في إعطاء إنذار مبكر للهجوم على الجبهتين المصرية والسورية ، وأورد رأياً حول اشتراك القوات العراقية في الحرب قام الباحث بترجمته في حينه من العبرية إلى العربية وينقل للقارئ الكريم نصه بالحرف.. حيث قال: (لقد شكل اشتراك القوات العراقية في الحرب من جهة الشرق مفاجأة للقيادة العسكرية الإسرائيلية ، التي لم تكن تعرف ميدانيا قدرة القوات العراقية إلا من خلال ما ذكر عن كفاءتها وقدراتها القتالية في مصــادر المعلومات العلنية ) وأضاف : ( وقد أجبرت هذه المفاجأة العراقية ، القوات الإسرائيلية على فرز قوات كبيرة لمواجهة القوات العراقية مما أحدث تحولا في مسيرة الحرب وابعد دمشق عن مطارق المدفعية الإسرائيلية( ..ومن الأمور التي نسجلها للتاريخ هنا أن معاون رئيس أركان الجيش العراقي عندما وصل إلى دمشق يوم 8 / 10 / 1973 قال لوزير الدفاع السوري : ( لقد جاءك جيش بدايته في الشام ونهايته في بغداد ) ..
ومنذ يوم 7/ 10/ 1973 وحتى يوم 24/10/1973 ، حشد العراق قوات برية وجوية بلغ قوامها :
فيلق مدرع ، فرقة مشاة آلية ، لواء قوات خاصة ، خمسة أســــــراب جوية مقاتلة / قاصفة وأسراب من طائرات النقل الجوي وطائرات الهيلكوبتر ، وقد زاد مجموع هذه القوات عن (60) ألف مقاتل و(700) دبابة ومئات العربات المدرعة وآلاف سيارات النقل و(12) كتيبة مدفعية ..وكانت موزعة على النحو الآتي :
القوات البرية العراقية
1-الفرقة المدرعة الثالثة أو كما كانت تسمى ( قوات صلاح الدين ) : بقيادة العميد الركن محمد فتحي أمين الكواز وتألفت من :
أ . اللواء المدرع 12 ( لواء ابن الوليد) : بقيادة العقيد الركن سليم شاكر الإمام ، وقد شارك هذا اللواء في بداية المعارك بكتيبة دبابة المعتصم وكتيبة دبابات قتيبة والمشاة الآلي ثم أعقبها بكتيبة دبابات القادسية ..
ب. اللواء المدرع السادس : بقيادة المقدم الركن غازي محمود العمر حيث كانت وحدات اللواء متواجدة في مناطق التدريب بالورار غرب الفرات ضمن محافظة الانبار العراقية ، وعند صدور الأمر إليها بالتحرك إلى الجبهة بدأت وعلى الفور تحركها على سرف الدبابات والناقلات إلى الكيلو 160 بسبب قلة ناقلات الدبابات ومن ثم واصلت تقدمها باتجاه الحدود السورية فجبهة القتال ..
ج. لواء المشاة الآلي الثامن : بقيادة العقيد الركن محمود وهيب وشاركت جميع وحدات اللواء في المعارك بالرغم من تأخر وصول فوج ناقـص ســــــرية يوم 16 / 10 / 1973 ..
2 . الفرقة المدرعة السادسة : وتألفت من ( اللواء المدرع الثلاثين واللواء المدرع السادس عشر ولواء المشاة الآلي الخامس عشر ) ..
3 . فرقة المشاة الآلية الخامسة : وكان من بين وحداتها ، لواء المشاة الآلي العشرون بقيادة العقيد الركن سلمان باقر ، وكان هذا اللواء يتواجد في مدينة العمارة جنوبي العراق وتحرك على السرفات مدة ثمانية عشرة ساعة بدون توقف ، ووصل(الغوطة) يوم 15 / 10 / 73 ، وقد شارك اللواء في معظم المعارك وبلغت تضحياته 15 شهيدا و 40 جريحا.
4 . فرقة المشاة الرابعة : وتألفت من لواء المشاة الخامس الجبلي بقيادة المقدم الركن عبدالجواد ذنون وكانت معاركه مشهودة في هضبة الجولان وجبل الشيخ ، كما شاركت مع الفرقة وحدات أخرى ساندة ألحـــقت بها في وقت لاحق ..
القوة الجوية العراقية
أما بالنسبة لمشاركة القوة الجوية العراقية في الحرب فقد تم إدخالها بالإنذار الفوري فور سماع أخبار الحرب من الإذاعات و خصصت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية جهدا جويا كبيرا لإسناد وخدمة القوات المشاركة في العمليات العسكرية وكما يأتي :
90 مطاردة معترضة ميك 21
60 قاذفة مقاتلة هجوم ارض سوخوي/7
30 قاذفة للهجوم الأرضي ميك17
36 قاذفة مقاتلة هجوم ارضي هوكر هنتر
24 طائرة قوامها (2) سرب كانت موجودة في مصر قبل بدا الحرب وشاركت في الضربة الجوية الأولى ضد الأهداف الإسرائيلية في سيناء .
8 قاذفات متوسطة /تي يو 16
أما بالنسبة لطيران النقل فقد كان عدد طائراته 31 طائرة موزعة على النـحو الآتي :
4 طائرات خفيفة انتو نوف 2
7 طائرات نقل ثقيلة انتو نوف 12
10 طائرات خفيفة انتو نوف 24
8 طائرات نقل اليوشن 14
2 طائرة نقل خفيفة هيروف 16 (بريطانية(
وقد بلغت ساعات طيران النقل الجوي لصالح العمـــــــــــليات من 7/ 10 لغاية 3 / 11 /1973 ، (862) ساعة منها (121) ساعة على الجانب المصري و (394) ساعة على الجانب السوري والجهد الجوي الآخر كان مخصصا لأغراض الإدامة والارتباط والواجبات الأخرى حيث تم نقل(1800) شخص وحمولات بزنة(671) طن موزعة على (219 ) طن لإسناد الجناح العراقي في مصر و(452) لإسناد الأسراب العاملة في سورية .
وكان العراق يمتلك 8 قاذفات قنابل تي يو 16 حمولة كل منها 72 طن بالطلعة الواحدة ولم يشترك سرب القاذفات تي يو22 في الحرب بسبب عدم استلام أجهزتها من الاتحاد السوفيتي السابق إلا بعد انتهاء الحرب.
أما الطائرات السمتية التي تم وضعها بالإنذار أو التي شاركت فعلا بالحرب من خلال تنفيذها لمهمات قتالية أو لوجستية فكانت :
83 طائرة خفيفة مي / 1
35 طائرة مهمات مي / 4
29 طائرة نقل متوسط مي / 8
10 طائرة بركس(بريطانية الصنع)
5 طائرات ألويت (فرنسية الصنع) .
خلاصة عمليات القوات البرية العراقية
في صباح السابع من تشرين الأول قررت القيادة العراقية دفع القطعات العراقية إلى جبهة الجولان وكانت أولى الفرق هي الفرقة المدرعة الثالثة .. وكانت هذه الفرقة تشكل جزءا من القبضة الفولاذية الضاربة للقوات المسلحة العراقية التي كانت مؤلفة في تلك الفترة من الفرقتين المدرعتين الثالثة والسادسة وفرقة مدرعة أخرى قيد التشكيل ..ويعتبر اللواء المدرع الثاني عشر أوفر القطعات حظا ، فلقد تم اختياره ليكون أول الألوية المدرعة يصل الجبهة السورية فمنح بذلك الشرف ليكون أول لواء مدرع عراقي يصطدم مع القوات الإسرائيلية على ارض الجولان العربية .. وفي يوم 8/ 10 بدأت حركة جحفل هذا اللواء المؤلف من كتيبتي دبابات المعتصم وقتيبة وكتيبة مشاة آلي وكتيبة مدفعية ومعدات ساندة ووحدات إدارية ، وكان حجم القوة المتحركة لا يتناســب وقدرة الناقلات على الرفع ، لذلك تركت كتيبة دبابات القادسية ( حديثة التشكيل ) لترفعها الناقلات فيما بعد ، وقد وصل اللواء إلى جبهة القتال بعد أن قطع مسافة 1350 كم في يوم واحد .. أما اللواء المدرع السادس مع اللواء المشاة الآلي المنقول على عجلات مسرفة فقد قطعا مسـافة 1100 كم في يوم واحد أيضا ..وفي يوم 10 /10 بدأت طلائع هذه القوات بالوصول إلى دمشق و توجهت إلى الجبهة مباشرة ، بعدها توالى وصول باقي القطعات وإشراكها فورا في العمليات القتالية ..
بعد لقاء القادة العراقيون والسوريون وبدء عمليات الاستطلاع وتنسيق الجهود وتوزيع المهام والواجبات حسب الخطط التي أعدتها القيادة السورية بدأت المعارك في مواجهة القوات الإسرائيلية وكانت أولى معارك الجيش العراقي هي معركة اللواء المدرع 12 ، فقد كان الإسرائيليون قد خططوا لاحتلال مجموعة التلال المتممة لهضبة الجولان والقيام بعملية التفاف حول دمشق .. وكانت الفترة الحرجة قد بدأت يوم 11/ 10 ( وهو يوم تكامل جحفل اللواء المدرع 12 ) وفي 12 /10 شرع اللواء بعملياته العسكرية ونجح في إيقاف اندفاع الإسرائيليين نحو دمشق ..
معركة اللواء المدرع 12
شرع الرتل الأيمن للواء بالتقدم نحو أهدافه في الساعة 1400 يوم 12 / 10 وفي الساعة 1630 اجتاز ( تل عنتر ) واســتأنف اللواء تقدمه واحتل ( كفر ناسج ) وفي الساعة 1515 يوم 12 / 10 كان الرتل الأيسر للواء قد احتل قرية ( عقربا ) وتقدم نحو ( تل المال ) و( تل الشعار ) ..
في صباح 13 / 10 انسحب العدو باتجاه ( ماعص ) واستأنفت مجموعات اللواء تقدمها رغم شدة نيران المدفعية والصواريخ الموجهة والهاونات الإسرائيلية التي كانت تطلق من سفوح ( تل الشعار ) ..
وبعد قتال ثلاث ساعات اجتاز الرتل الأيسر ( تل البزاق ) وسيطر على السفح الايسر لتل ( الشعار ) ، وتقدمت مجموعة أخرى واحتلت ( تل ابويه) ووصلت طريق ( دمشق – القنيطرة ) العام ..
حشد العدو دباباته ومدافعه ووصلت قواته خط ( تل قرين – كفر ناسج – قرية المال ) وراحت تصب نيرانها على قوات اللواء المدرع 12 في ( كفر شمس ) واستمر القتال ثلاثة أيام تكبد فيها الإسرائيليون خسائر في الدبابات والتجهيزات والأشخاص ..
في الساعة 0520 من يوم 14 / 10 / 1973 شرع اللواء بتطبيق منهج الإسناد الناري وفي الساعة 0900 تمت السيطرة على ( تل حمد ) بالنار ..ولكن العدو فتح نيران مدفعيته من الساعة 1600 حتى الساعة 1700 ..
في الساعة 0630 من يوم 15 / 10 بدأ العدو قصفه المدفعي لمدة نصف ساعة وشوهدت دباباته تتقدم باتجاه ( تل قرين – كفر ناسج – تل المال ) وفي الساعة 1300 عزز قواته الهاجمة بدبابات إضافية واندفع من ( كفر ناسج وتل المال ) واستمرت الاشتباكات العنيفة حتى الساعة 0250 من يوم 16 / 10 / 1973 ..
أهم المعارك التي خاضتها القوات البرية العراقية
معركة ( كفر ناسج )
بلغت حشود الإسرائيليين استعدادا لهذه المعركة ( 2 لواء مدرع – 2 لواء مشاة – 1 كتيبة دبابات مستقلة – كتيبة مظليين مستقلة – فوج مشاة آلي مستقل – 2 كتيبة دبابات تم إيقاع خسائر كبيرة فيهما في المعارك السابقة ) وكان قد وضع في الاحتياط 100 دبابة ..
أما القوات العراقية فكانت مؤلفة من خمسة ألوية ..
استمرت المعركة من الساعة 0030 من يوم 16 / 10 / 1973 حتى الساعة 1700 من يوم 17 / 10 تمكنت القوات العراقية من مهاجمة القوات الإسرائيلية قبل أن تنهي استحضاراتها للهجوم على طريق ( دمشق – الشيخ مسكين وقطعه لعزل سوريا عن الأردن ) ..
كان في إسناد القوات العراقية ( 3) كتائب مدفعية عراقية و( 6) كتائب مدفعية سورية ثم ساهمت كتيبة مدفعية عراقية أخرى تكاملت في اليوم الأول للمعركة ..
كانت دروع العدو الإسرائيلي متحشدة على طول الجبهة على شـــــــكل قوس من ( بيت جن – سفح جبل الشيخ – إلى سعسع – كناكر – تل مرعي – دير العدس – تل المال – قرية أم باطنة ) وانتهت المعركة بوقوع إصابات كبيرة بالقوات الإسرائيلية واستنزفت طاقتها الهجومية وأحبطت مـساعيها في الوصول إلى طريق ( دمشق – الشيخ مسكين ) ..
معركة ( تل عنتر )
حشد العدو القوات التالية :
لواء آلي في ( تل شمس – مزرعة بيت جن – حرفا )
لواء مدرع في ( تل المال – تل الشعار – خان ارينبة – جبا )
لواء مدرع في ( تل عنتر – كفر ناسج – ماعص – تل مرعي )
لواء مشاة وبقايا كتيبتي دبابات ( على خط وقف إطلاق النار السابق )
أما القوات العراقية فبلغ مجموعها ( لواءً مدرعا – لواءً اليا – ولواء مشاة ) أما الاحتياط فهو لواء مدرع يقوم بإعادة التنظيم ..
كانت قد تحددت ساعة الصفر الساعة 0600 من يوم 18 / 10 / 1973 إلا أن القيادة السورية طلبت تأجيله إلى الساعة 0900 من يوم 19 / 10 الأمر الذي أدى إلى انكشاف الخطة وفقدان عامل المباغتة مما عرض أخيرا القطعات العراقية إلى خسائر لا موجب لها وحرمها من تحقيق النصر المنتظر ..
معركة جبل الشيخ
في 19 / 10 / 1973 وصلت إلى سوريا وحدات جبلية من الجيش العراقي ووضعت بإمرة القيادة السورية ثم جعلت بإمرة قيادة منطقة( دمشق ) ..
في 12/ 10 / 1973 كلف احد الأفواج الجبلية العراقية باحتلال موضع دفاعي في قاطع الحدود السورية – اللبنانية ثم في الساعة 1900 صدر الأمر بتخصيص فوج جبلي آخر لتعزيز القوات الخاصة السورية ..
وفي نفس اليوم بدأ العدو بالتركيز على القوات السورية في ( جبل الشيخ ) وانزل قوات خاصة بالهليوكوبتر ثم قدم رتلا ارضيا في منطقة ( العقبات ) كما قامت القوات السورية من جانبها بإنزال قوات خاصة في ( جبل الشيخ ) ..
كلفت القوات الجبلية باحتلال منطقة ( عرتة – ريما ) بقصد التقدم نحو( العقبات ) والاشتراك في عملية دفع العدو بالتعاون مع القوات السورية ..
ولما أكملت الوحدات انفتاحها بالساعة 0430 من يوم 23/ 10 / 1973 ركز العدو قوته النارية على القوات العراقية في الوقت الذي ظلت بقية الجبهة هادئة بسبب وقف اطلاق النار الذي أعلن عنه يوم 22 / 10 / 1973 ..
الهجوم الذي لم يتم
عن هذا الموضوع يحدثنا العميد المتقاعد عبد الرزاق اسود في ( الموسوعة الفلسطينية ) الجزء الثالث فيقول :
ما إن تكاملت تشكيلات الفيلق المدرع العراقي حتى قررت القيادة العراقية القيام بهجوم شامل يوم 23/ 10 / 1973 ولكن في هذا اليوم طلبت القيادة السورية من القوات العراقية بإرجاء تنفيذ الهجــــــــــــــــــــوم يوما واحدا ، ولما حل يوم 24 / 10 /1973 أعلنت القيادة السورية قبولها وقف إطلاق النار اعتبارا من نفس اليوم المذكور ..
وبقبول سوريا قرار وقف إطلاق النار أصبح موقف القوات العراقية محرجا لعدم إقرار العراق للهدنة ، كما فعل في حرب 1948 ، وعلى هذا الأساس قرر العراق سحب القوات البرية والجوية بعد أن آدت واجبها القومي على أفضل ما يكون ..
فعاليات القوة الجوية العراقية
إن تشكيلات القوة العراقية ( التي كانت تعمل بإمرة قيــادة القوة الجوية المصرية ) هي أولى القوات العراقية التي نالت شرف مقاتلة العدو الإسرائيلي ، وقد شاركت منذ اللحظة الأولى لنشوب القتال ونفذت المهام التي كلفت بها ، وتسنى لها إسقاط ( 12 ) طائرة إسرائيلية في القتال الجوي فوق سيناء ..
أما بالنسبة إلى الجبهة الشمالية فقد أرسلت الطائرات القاصفة والمقاتلة إلى سوريا يوم 7 / 10 / 1973 واستمرت التشكيلات الجوية العراقية بتنفيذ واجباتها منذ يوم 8/ 10 / 1973 حتى يوم وقف إطلاق النار في 22/10/1973 وقد استطاع الطيارون العراقيون إسقاط ( 29) طائرة إسرائيلية ..
خسائر وتضحيات الجيش العراقي في الحرب
بلغت خسائر وتضحيات الجيش العراقي في خلال الحرب :
(835) شهيداً من بينهم (11) ضابطاً و(73) مفقودا من بينهم (36) ضابطاً و( 271 ) جريحا - (26) طائرة مقاتلة قاصفة - (111) دبابة وناقلة أشخاص مدرعة - (294) عجلة - (738) قطعة سلاح من مختلف الأنواع ..
الخلاصة والتقييم
إن هذا السفر الخالد للضباط والجنود العراقيين الذين وقفوا إلى جانب إخوانهم في الجيوش العربية الأخرى في حرب تشرين 1973 سوف تذكره الأجيال بفخر المآثر التي سطروها وتلك الدماء التي سالت في كفر ناسج وتل عنتر وجبل الشيخ وصحراء سيناء دفاعاً عن قضيتهم القومية وعن شرف الماجدات العربيات. وسوف لن تغيب عن البال أيضا تلك الملحمة الوطنية العراقية عندما مرت (24) طائرة عراقية مقاتلة مع أسراب الطائرات المصرية فوق قناة السويس على ارتفاع منخفض وبسرعة هائلة لتقوم بتدمير المطارات الإسرائيلية في سيناء وهي (المليز، ثمادة، راس نصراني) وتضرب عشرة مواقع إسرائيلية ارض- جو من نوع هوك والمقر المتقدم لقيادة المنطقة الجنوبية الإسرائيلية في (أم خشب) ومقرها الرئيسي في (العريش) .. كما لا ننسى أيضا ذلك الاستقبال الرائع الذي كان يستقبل به أهلنا في سوريا إخوانهم وأبناءهم من أبطال الجيش العراقي وهم يتوجهون إلى جبهات القتال وبالزغاريد بعد عودتهم منها وهم يحملون أكاليل الغار والنصر .
إن ما حصل في حرب تشرين يجسد الإرادة العربية الواحدة في مواجهة الخطر المحدق بالأمة العربية وان مشاركة الجندي العراقي في هذه الحرب إلى جانب إخوانه في الجيوش العربية يدل ، بما لا يقبل الشك ، أن الخطر الذي يتعرض له أي عضو في الجسد العربي إنما هو خطر يهدد كل الجسد وان تضحيات الجيش العراقي الباسل في هذه الحرب وكل الحروب العربية الإسرائيلية إنما هي تأكيد للمصير المشترك الذي يربط أبناء الأمة الواحدة فضلا عن كونه جيشا له خبرات طويلة في الدفاع عن قضاياها ، مما ساعد على تحقيق النصر في الحرب على العدو الإسرائيلي وكان له شرف المساهمة في تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر وزعزعة أركان نظرية الأمن الإسرائيلي واثبات فشلها التام عندما أخطت القيادة الإسرائيلية حساباتها تجاه قدرات وإمكانيات الجيوش العربية وعقيدة قتالها بإبعادها الســـــــــــــــــــــوقية ( الاستراتيجية ) والعملياتية والتعبوية وفن استخدامها لمنظومات الأسلحة البرية والجوية والبحرية بشكل علمي وحديث ومتطور نال إعجاب العالم وراحت معاهده وكلياته العسكرية ومراكز دراساته البحثية تدرّس فن وأساليب القتال العربية وتأخذ منها العبر والدروس .. والدرس الآخر الذي نستخلصه من الحرب هو أن الجندي العربي ، من أي جيش أو بلد عربي كان ، هو ذاته الجندي العربي المؤمن بقضيته ، المتمرس في استخدام سلاحه والمتقن لعقيدته القتالية إذا ما توفرت له كل المقومات والإمكانيات المطلوبة لخوض حرب حديثة مهما كانت ظروف المعركة صعبة ..
مراجع
1.العميد المتقاعد عبد الرزاق اسود ، الموسوعة الفلسطينية ، نشر وتوزيع الدار العربية للموسوعات ، المجلد الثالث / العسكرية الصهيونية والحروب العربية الإسرائيلية ..
2.دور الجيش العراقي في حرب تشرين 1973 ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت لبنان ، ط1 ، تشرين الأول 1975
3.عبد الوهاب محمد الجبوري ، معلومات تنشر لأول مرة عن دور الجيش العراقي في حرب تشرين 1973 ، موقع دنيا الوطن
4.المجلة العسكرية العراقية ، بغداد ، 1974
5.لقاءات شخصية مع شهود عيان من الضباط العراقيين الذين شاركوا في حرب تشرين ..
6.مذكرات شخصية ..

ناجي أبوشعيب 2 - 9 - 2013 05:43 PM

رد: القصة الكاملة لاشتراك الجيش العراقي في حرب تشرين 73 ورواية شهود العيان
 
مشكورة

ابو فداء 2 - 9 - 2013 05:59 PM

رد: القصة الكاملة لاشتراك الجيش العراقي في حرب تشرين 73 ورواية شهود العيان
 
العراق الشامخ
رمز العز والأباااااء
موودتي


الساعة الآن 06:33 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى