منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   مواضيع ثقافية عامة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=67)
-   -   تصويب الإشكاليات.. مقابلة القديم بالمحدث، و الأمر بالخلق و الكون بالوجود. (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=34137)

محمد سعيد رجب عفارة 10 - 3 - 2015 01:47 AM

تصويب الإشكاليات.. مقابلة القديم بالمحدث، و الأمر بالخلق و الكون بالوجود.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
zolz
تصويب الإشكاليات.. مقابلة القديم بالمحدث، و الأمر بالخلق و الكون بالوجود.zolz
...........................................
###### الكائنان القديم و المحدث ######
الكائن واحد من إثنين، إما أنه قديم أو محدث.
و القدم و الحدوث معاني تشترك في أو يعمها أنها تتضن معنى الزمن، أو تشير إلى اتجاه ما مضى منه.
لكن فقط الحدوث هو المعنى الذي يتفرد دون صاحبه أنه يتضمن معنى الزمن. بينما القدم مثل السرمدي و الأبدي و الأزلي، معاني فائقة، تعلو على استظراف الزمن و مصاحبة الأوقات.
و للزمن نظيران إثنان هما ظرفا المكان و المعدن أو جوهر العين، كل العين، لا جزء جزء منها، أو صفة صفة منها،
و الذي يصح الخبر عنه أنه قديم، يلزم أنه أيضا لا يستظرفه المكان، و يلزم أيضا أنه غير محدود الصفة، و أن جوهر عينه كامل الأوصاف،
و الذي هو قديم و لا يحويه مكان و مطلق الوصف هو لا بد أنه واحد فرد، لا يتكرر، و أنه أيضا أحد بمعنى الكمال الذي هو مترادف مع الواحد، و أيضا بمعنى البساطة، باعتبار أن البساطة و هي عكس التركيب غير متلازمة مع كمال الوصف، و الشاهد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، فهو كامل الأوصاف لكنه، مركب من الستة أشياء روح و نفس و عقل و بدن مثلث القدرات ناطق و حساس و ناسل.
و الذي يصح الخبر عنه أنه بسيط هو أيضا لطيف، إذ البساطة متلازمة مع اللطافة، التي هي عكس الخشونة، و كل ما عدا الله سبحانه و تعالى هو خشن، أي يربو بمعيته الأدنى، الماء لطيف نسبيا، باعتبار أن الخشب يربو أو يزداد حجما بتشبعه بالماء، و الماء بدوره يربو أو يتمدد بمعية النار، ما يدل على خشونة النار و أنها غير لطيفة، و معنى يربو هو التخرق، أي الماء يفرق أو يرخي المسافة بين أبعاض الخشب، و بالمثل النار توسع الفرجات بين أبعاض الماء. بينما معية الله سبحانه و تعالى لا يترتب عليه خرق جسم المحدث. قال سيدنا المسيح إبن مريم عليه السلام في وصف الله سبحانه و تعالى: "الله لا مادي و هو أبسط البسائط". لا مادي أي لطيف، و أبسط البسائط أي أحد، و بما أن الحياة تركيب، و الموت تحلل و تفرق الأشياء الداخلة في تركيب الكائن الحي، فإن الله سبحانه و تعالى لا يموت، فهو أبسط البسائط، و الموت هو تفكك المركب إلى أجزاء من الرتبة التي الأقرب إلى البسائط، أي تفكك المؤلف إلى فقرات، أو تفكك الفقرة إلى جمل، أو تفكك الجملة إلى مفردات، أو تفكك المفرد إلى الحروف البسائط.
.....................................
###### المحدثان الأمر و الخلق ######
الكائن قديم أو محدث، و المحدث بدوره واحد من إثنين هما أمر أو خلق..
أمر الشيء هو يصنعه الشيء أو يستحدث تكوينه مباشرة، من غير توسيط أداة أو آلة بينه و بين المصنوع، ما تصنعه اليد من غير استعمال آداة من أمر اليد. مثل عجن الطحين و تلويح المرقوق في الهواء، لكن في حال استعمال أداة الشوبك في ترقيق الفرزدق من العجين، لا يصح وصف الرغيف بالأمر، بل هو مخلوق باعتبار توسيط آداة الشوبك بين اليد و بين فرزدق العجين.
لكن ما الفرق بين الخط بالقلم و الخط بالكمبيوتر و الطابعة؟؟
هل يعتبر الخط بالقلم أمر؟ هذا الظن أحسبه الأقرب للصوب، باعتبار أن القلم من الملكية المقيدة أي المضيقة لليد مطلقة الشكل، و الحاصرة إياها حتى يمكنها التأثير أو العمل.
و العش الذي يبنيه الطائر أو العنكبوت، هو من امر الطائر، الموهوبة له ملكية الأدوات و الآلات المقيدة له و الحاصرة إياه في عمل محدود.
قال تعالى:-
" إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"

وَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَ اللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

###### الكون و الوجود ######
الكون يقابله الليس أو الغياب، و الوجود يقابله العدم، و كل كائن غير الله سبحانه و تعالى كان ليسا أو غائبا، و كونه أو تكوينه جديد مستحدث، و كل كائن بعد غياب، هو معدوم في البدء ثم يكون له وجود. مثل مولود الإنسان هو معدوم الحركة، و مثل جرو الكلب هو معدوم البصر.
و كون جنين الإنسان لا يزيد عن شجرة فحسب خلقان أول و آخر، هما ورقة و زهرة، أو بطن و فرج، أو طحلب و فطر، غائب كوناه الاثنان الحيوان و الإنسان، و مولود الإنسان حيوان مستحدث، لكنه غائب الإنسانية، و إنسانيته كون جديد يوهب له بعد الفطام.
و الموجودات هي موضوع مقولة الملكية، و هي موضوع الجدل الثانوي، و هي باعتبار القوة أي الصحة و الوضوح أربعة طبقات حسب السطحية و العمق،
الموجود المنفصل ألأسطح.. و هو العامل، و العامل هو صاحب اللغو الذي لا حظ له من الفكر أي المعاني العلمية، و العامل ربما يكون ملكا أو تاجرا ممولا أو حتى صاحب شهادة عالية. و علمه أشبه بالكتابة الغبارية أو بالمخطوط المستنتج بين قلم الرصاص و الورقة.
الموجود السطحي.. و هو الفقيه أي الذي يتدرج في مراحل التعليم من المدرسة حتى الجامعة و ما بعدها. و علمه أشبه بالمخطوط المولود بين قلم الحبر و الورقة.
الموجود العميق و وجوده عشق، أي علمه صبغة تدبغه، مستحيل محوها .. و هو العارف، و العارف هو الفيلسوف أو صاحب الكلام أو الشاعر أو الأديب الناثر الذي نثره مشبع بندى مشاعره. و علمه ملتصق به، لكن تبقى المغايرة بين كونه و وجوده.
الموجود الأعمق النقشة.. هو الصوفي أي العالم الرباني الملهم، لكن هذا لا يمنع أن تكون النقشات تلقائية من عنديات الصوفي الجاهلي، مثل ديوجين و نيتشة، فهما ليسا فيلسوفان، بل صوفيان، باعتبار القوة العلمية، أي وعيهما عميق جلي لكنه ضلال بعيد عن الحق و الصواب و الهدى. علم الصوفي ليس غير الصوفي، و هو المعلوم أي موضوع علمه، مثل النقشة في فلز النحاس، ليست غير النحاس. فالنحاس هو الناقش باعتبار انفعاله و تحركه و قابلته و مطاوعته لفعل النقاش، و هو المنقوش و هو النقشة.
و الوجود بالنسبة للموجود المحدث هو ملكية مغايرة لكونه، سواء ملكية موهوبة كريش الطائر و زعانف السمكة، أو ملكية مكتسبة، كالعربة أو السيف، بينما الوجود بالنسبة لله سبحانه و تعالى هو وجود قديم أيضا، مثلما كون الله سبحانه و تعالى قديم.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه في تمجيد الله سبحانه و تعالى: "كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم"
الكون موضوع علم التوقيف و التصنيف، إلهام إلهي من مواقف النفري: "تتعارف العلويات بالتوقيف، و تتعارف الجسميات بالتصنيف".
و التوقيف هو تعيين معدن جوهر الشيء أو المعدن أو جوهر كل العين المركب من الأشياء الأربعة كالشجرة أو الخمسة كالحيوان أو الستة كالإنسان.
و التوقيفات ثلاثة و هي.. التقابل بين الشدة و الضعف و توسط حد اعتدال القوة بينهما.. مثل شدة الحرف و تخطيه أو تلفظه، ، و ليس في العربية حرف كونه أو جوهره ديمومة القوة، كما حرف (P)، و تقابل الفخامة و الخسة مثل فخامة القاف و خسة الكاف، و هما سلالتان من نوع واحد، و في العربية أربعة أحرف أخر الفخامة فيها صفة جوهرية، و هي الضاد و الصاد و الظاء و الطاء. و التقابل بين الجودة و الرداءة، مثل جودة الدال و رداءة التاء و هما نوعان من جنس واحد.
الطاقات الثلاث النار و الكهرباء و الظلمة هي علويات الجماد، و الروح و العقل و النفس هي علويات الكائن الحي، و الإحداثيات الثلاثة هي علويات هندسية. أما الجسميات التي تعرف بالتصنيف فهي الأفلاك الثلاثة المثلث و المستطيل و الدائرة، و نظائرها من الكلام أفلاك اللسان الياء و الواو و الألف.
الكون أو التكوين أو المتكون أو الكائن هو حدث أساسي أولي جوهري طبيعي، بينما الوجود هو حدث ثانوي قائم بالحدث الأولي، ما يعني أنه يوحد كائن و لا موجود معه، لكن لا يوجد موجود لوحده، و لا كائن معنه، سبقه إلى الحدوث.
###### الكون المختصر إنسان مركب من أشياء ستة ثلاثة أمور و ثلاثة خلائق، و كل شيء خلقان أول و آخر ######
الإنسان آية و كل محدث مخلوق أو أمر سواه آية مثل الآية من القرآن الكريم، يمر بأطوار جدلية، و معنى أن الأية من القرآن الكريم تمر بأطوار جدلية ستة، أنها فهم الإنسان لمعناها لا يبلغ تمام الوضوح و النضج إلا بتقلبه من طور إلى طور حتى وجود تمام الفهم الذي يستطيعه معدن تكوينه.
و الفرق بين الإنسان و سواه أن الإنسان مخلوق على صورة الله سبحانه و تعالى، أي إنه مخلوق كامل، حي، و رشيد، و مريد و مقتدر علما و بصرا و واسع مستوعب.
بينما الحيوان مركب من خمسة أشياء، و الشجرة مركبة من أربعة أشياء روح و عقل و نفس و بدن هو شيء واحد مركب من خلقين أول و آخر هما ورقة و زهرة.
و الجدل طبقات حسب طول مدة المرحلة الجدلية فقد يستغرق سنة واحدة، تبدو منه أربع مراحل فقط بينما الجدل السنوي السابق مراحل حرف باطن الجدل و حده.
و قد يقصر الجدل حتى تستغرق مراحل الجدل الست كلها مدة لا تزيد عن ساعة، أو يطول الجدل حتى يستغرق العمر كله حتى عمر الكهولة. أي تطول المرحلة حتى تبلغ التسع سنوات مثلا. ما يعني أن حياة الإنسان لا يستهلكها الجدل بل إن سنوات الطفولة و الشيخوخة متحررة من قيد عجلة الجدل.
كل إنسان و محدث أمر أو مخلوق يعرف تكوينه الجدل بسبب أنه حتما يعيش حياة جدلية، حتى يتم تكوينه، بينما ليس حتما أن كل إنسان تعرف حياته الوجودية الجدل، سواء كان عاملا أو فقيها أو عارفا أو واقفا، إذ أن الجدل المعتبر هو الجوهري أو الكيفي على الأقل، بينما الجدل الكمي أو الارتباطي فهو يمكن إهماله و تجاهله، بسبب تفاهة أثره، أي حقارة ما يضيفه إلى الحضارة الإنسانية.
و الجدل الجوهري هو رد فعل على مبادرة استفزازية خطيرة، واردة من عدو صائل لا يرتدع إلا برد الحجر إليه، سواء مباشرة متجهة نحو الشخص، أو عشيرته، أو أمته، و الجدل الكيفي يكون رد فعل على مبادرة استفزازية لند خصم، أقل خطورة.
و يقوم مقام العدو الصائل و الند المخاصم ظروف الحياة الشديدة التي تستفز الإنسان حتى تضطره إلى الاحتيال بتأسيس الجديد من الوسائل و الأساليب و هو رد الفعل الجوهري، أو تجديد و تحسين الموروث منها لكن المتقادم و هو رد الفعل الكيفي.
أما رد الفعل الكمي فهو رفع النشاط أو الحدة في العمل و الفكر، أما رد الفعل الارتباطي فهو ازداد التأثير في الهدف بالتوجه المباشر غير الموروب، أو بتشديد المسافة أي الاقتراب منه مسافة أقصر من مسافة الفعل المبادر الاستفزازي. و بذلك يمكن التعويض عن ضعف قوة الرد، و جبره حتى يكافئ الفعل عن طريق أبعاد الارتباط و هما حصر الاتجاه و المسافة.
التعقيب على أصحاب الكلام بخصوص علم الله سبحانه و تعالى. ######
خاض فلاسفة الإسلام و هم أصحاب الكلام من المعتزلة و الأشاعرة في لغو سخيف، و هو هل أن الله سبحانه و تعالى عالم بعلم، أو عالم من غير علم، قادر بقدره أو قادر من غير قدره، الخ. أي هل صفاته هي عينه، أو هي مغايره لذاته....
علم الله سبحانه و تعالى أعمق و أوضح م الوقفة، من المواقف: "لو صلح لي شيء كان الوقفة"، "الذي لي مما لي و كل شيء لي الوقفة"
و الفيلسوف أو الشاعر أو العارف أو صاحب الكلام، يجهل الوقفة لا يجربها لا يعيشها، و هو أجل بحقيقة علم الله سبحانه و تعالى، إذا كان عاجز عن إدراك جنس علم الصوفي، فكيف يحاول إدراك الأصعب المستحيل.
الخلاصة أن مسألة هل القرآن أو الروح قديم أو مخلوق، هي إشكالية باطلة غير صحيحة منطقيا، باعتبار أن القديم يقابله المحدث، و المخلوق يقابله الأمر، و الإشكالية الصحيحة هو التساؤل هل القرآن قديم أم محدث، أو هل القرآن أمر أم مخلوق. و لا قديم سوى الله سبحانه و تعالى، الزبدة القرآن محدث، و هو أمر، و ليس قديم و لا مخلوق.
أما كيف حدث الأمر أو الروح أي القرآن الكريم فهو علم مستحيل إدراكه، حتى بالنسبة للصوفي الإسلامي أي الولي الرباني، و النبي و الرسول، و من باب أولى فإن العلم بكيفية حدوث علم الله سبحانه و تعالى أي كيفية حدوث القرآن هو أشد استحالة على الفيلسوف الحكيم العارف، بل إنه يستحيل على الفيلسوف معرفة كيفية انتقاش قلب الصوفي أي طريقة اكتساب الصوفي للوقفة، و هي العلم الجلي التام الغني عن التجدد لاتصافه بتمام الوضوح و النضج. بل يصعب على الفيلسوف الحكيم العارف تحصيل العلم الواضح بهذه التجربة العميقة التي يتحد فيها العالم و المعلوم و العلم. و كما يستحيل على الفقيه إدراك العلم طريقة تفكير الفيلسوف الموصلة له لاكتساب الحكمة و المعرفة و اليقين و الإيمان.

###### تعريف أرسطو للعرض العام هو تعريف الفلسفة (: الحكمة و المعرفة)، و تعريفه الفلسفة هو عرضها، و خاصتها التجدد و الوضوح و ما يصحبه من غلبة الظن على الشك في صحتها. ######
تعريف أرسطو للعرض العام: ((و منها (: الموجودات) ما يحمل على موضوع و هو أيضا في موضوع، أي يحمل على شيئين يعرّف من أحدهما ماهيته، و لا يعرّف من الآخر ماهيته، من جهة أنه جزء جوهر من الذي يعرّف ماهيته، و ليس بجزء جوهر من الذي لا يعرّف ماهيته، بل قوامه بالموضوع. و هذا هو العرض العام،
مثل حملنا العلم على النفس و على الكتابة، فإنا نقول أن الكتابة علم و العلم في النفس، فإذا حملناه على الكتابة عرّف جوهرها إذ كان جنسا لما يليق أن يعطى في جواب ما هي الكتابة، و إذا حملناه على النفس فقيل: في النفس علم، عرّف شيئا خارجا عن ذاتها.))
تعريف أرسطو للعرض العام هو أحسن تعريف للفلسفة بما هي سرد م التفكير المندى بالمشاعر و الحكمة و المعرفة و الإيقان و الإيمان الذي يتوسط الإسلام و الإحسان. قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "التفكير يفيد الحكمة، و الحكمة تفيد المعرفة، و المعرفة تفيد اليقين، و اليقين يفيد الإيمان".
و خاصة الفلسفة هو توسطها في القوة العلمية أي مدى الصحة و الوضوح بين الوقفة أي النقشة في قلب الصوفي و بين فكرة الفقيه الموضوعية التي هي ملكية منفصلة أي ملكية علمية فيها ينفصل العلم عن الذات العالمة، بمعنى أن علم الفقيه، يتصف بالجفاف و اليبوسة بسبب فقدانه ندى المشاعر المخبرة عن حال الذات العالمة، من حماسة أو انشراح أو حزن أو ضيق أو إقبال أو ارتفاع همة و شموخ، الخ.
تعريف أرسطو للفلسفة: "العلم بالوجود بما هو وجود". هو أدنى من تعريف و حتى من خاصية.. و العلم بما هو وجود أي بما هو عليه الوجود هو عرض التفكير باعتبار أن الفيلسوف، ربما أسقط ظنونه الناتجة عن عقله المسموع أي عقيدته المذهبية أو المدرسية، و المجافية للعقل المطبوع و النص المقدس الذي يجهله بسبب غيابه أو تحريفه أو يتجاهله رغم حضوره و حفظ الله إياه من التحريف.
و العرض العام الذي ذكره أرسطو هو جنس وجود الشاعر أو الفيلسوف، باعتبار أن إدراكهما من جنس واحد، و الفرق بينهما أن الشاعر مقيد بأجزاء الظروف، الزمان و المكان و المعدن، مقيد بالوقت الذي يعيشه، و الموقع الساكن فيه، و الشخص و الأمة التي هو منها، أي تجربته محصورة بالمواقف و المناسبات، كما يحرص على جمال البيان و الإبداع في كلامه، و أن يكون منظوما أي موزون و مقفى، بينما الفيلسوف شعره أو علمه الندي الذي يعكس أحواله، يجمع مفردات المواقف في جملة تاريخية تجمع المواقف و جملة اجتماعية تجمع أمم الإنسان و سائر المحدثات، و جملة مواقع تستقصي المكان كله..
###### تحوير تعريف أرسطو للعرض العام ليصلح وصفا لوجود غير الفيلسوف من طبقات الكائن الإنساني.. وصف وجود العالم الفقيه ######
و العرض العام الذي يصح وصفا لوجود الفقيه أي الأحوال التي يجربها تكوين الفقيه بعد عدم، هو علمه الموضوعي، أي أفكاره التي يضبطها باستعمال المنطق المركب من طبقتين، و هما طبقة عليا و هي العقل المسموع أي العقيدة المذهبية، و طبقة دنيا و هي نفسه الناطقة بالإضافة المتسلحة بوسائل و أساليب النظر و العمل أي الرأسمال الآلي العلمي الذي يخصص أفعال قوى ناطقته، بالإضافة إلى الملكية المادية من الرأسمال الآلي العملي و الرأسمال النقدي و السلعي التي تخصص أفعال قوة العمل، و يفترض بالفقيه عدم تدخل نفسه أي مشاعره في اجتهاده العلمي، لكن الحدث الوجودي الواقع إن التعصب، أي التحيز و النفور و ما يترتب عليهما من البخس و الغلو، و غيرها من عقد و أمراض نفسيه، ربما بل بالتأكيد و دائما تصير هي الغالبة على الموضوعية خاصة في أوضاع الهستيريا القومية التي ينجرف معها الفقيه، فتتسلط عليه و تشذ بعلمه بعيدا جدا عن الصواب، و تورطه في تسطير الخرافات المجافية للعقل و النص المقدس.
و بعد هذ الشرح لوجود الفقيه يمكن إعادة صياغة تعريف أرسطو للعرض العام ليصدق يصلح وصفا لحياة الفقيه.........
((و منها (: الموجودات) ما يحمل على موضوع (ملكية) و هو ليس في موضوع (ذات)، أي يحمل على شيء يعرّف ماهيته، من جهة أنه جزء جوهر منه، و ليس بجزء جوهر من الموضوع (ذات أو تكوين أو عين) الذي قوامه به..... مثل حملنا العلم على الكتابة، فإنا نقول أن الكتابة علم، فإذا حملناه على الكتابة عرّف جوهرها إذ كان جنسا لما يليق أن يعطى في جواب ما هي الكتابة))
كتابة الفقيه علم جاف و ليست شعرا، أي ليست علما نديا ترطبه المشاعر. الفقه ليس حال يعيش نفس الفقيه أو يجده و يشعر به، و بالتالي الفقه موضوع أو ملكية منفصلة ليس يعبر عن حال يجده الموضوع أي ذات الفقيه المقيم إياه و المالك له ملكية منفصله جافة خالية من ندى المشاعر التي هي هي أطوار تتقلب مع مرور العمر و تخدم التعلم و هذه ميزة أو طريقة تفكير الفيلسوف، سبب انعدام هذا الجنس من المشاعر في نفس الفقيه، إنما يغلب على الشيء (موضوع الملكية الفقهية) المحمول عليه الموجود أن يعكس المشاعر الخبيثة القومية و المذهبية و الشخصية، التي هي أحوال مرضية تشوش العلم و تشوهه، حتى الشيطنة، و لا ارتباط لها مع الاجتهاد العلمي.
###### تحوير تعريف أرسطو للعرض العام ليصلح وصفا لوجود غير الفيلسوف من طبقات الكائن الإنساني.. وصف وجود العالم الرباني ######


أما العرض العام الذي يصلح وصفا لوجود الكائن الصوفي، فهو جملة وجوده، أي النقشات سواء الرحمانية أو التلقائية، التي تتفجر في قلب الصوفي الجاهلي كما البراكين، و تذهب براحته، و ترهقه.

العرض العام الصوفي.. هو ((ما يحمل من الموجودات على موضوع (ملكية) و هو ليس غير الموضوع (مالك، عالم، متكون، عين، ذات)،القائم به، أي يحمل على شيء واحد يعرّف من جانب (ملكية، وقفة) ماهيته، و لا يعرّف من الجانب الآخر (مالك، عالم) ماهيته (:حده، حقيقته، معدنه)، من جهة أنه جزء جوهر من الجانب (موجود) الذي يعرّف ماهيته، و ليس بجزء جوهر من الجانب (كائن) الذي لا يعرّف ماهيته.
مثل حملنا العلم على النفس و على الكتابة، فإنا نقول أن الكتابة علم و العلم في النفس، فإذا حملناه على الكتابة عرّف جوهرها إذا كان جنسا لما يليق أن يعطى في جواب ما هي الكتابة، و إذا حملناه على النفس فقيل: في النفس علم، عرّف شيئا ليس خارجا عن ذاتها. بل هو هي عينها لا غير))

...................
###### تحوير تعريف أرسطو للعرض العام ليصلح وصفا لوجود غير الفيلسوف من طبقات الكائن الإنساني. وصف وجود العامل ######
معنى المصطلح الإسلامي عامل هو الإنسان السطحي، الذي لا نصيب له من العلم و الفكر، و لا يتجاوز مستوى حياته الحس، أي السمع و البصر، الكلام لا يدركه سوى مباني لفظية أو خطية، و ليس يدرك المعاني العلمية، و يتوهم الأفكار أنها معاني خيالية باهته، كما هو حال (الفيلسوف) الإنجليزي هيوم، و العامل ربما يكون من جملة الحكام أو التجار أو الضباط و حتى من حملة الشهادات، أو ممن اشتهر بين الناس أنه من الفقهاء أو حتى الفلاسفة، الخ، و ليس العامل حسب الاصطلاح الإسلامي يضيق لينحصر في الفلاح أو الصانع، أو الناسك و المجاهد. بل هو كل بؤرة وعيه مركزها حسه و خياله منزاحة عن أفق نفسه الناطقة القدسية.
((و منها (: الموجودات) ما يحمل على موضوع (ملكية منفصلة حسية) و هو ليس في موضوع (ذات حيوانية)، أي يحمل على شيء يعرّف ماهيته، من جهة أنه جزء جوهر منه، و ليس بجزء جوهر من الموضوع (ذات حيوانية الوعي، أو تكوين أو عين حسية) الذي قوامه به..... مثل حملنا العلم (الخيالي الحسي) على الكتابة، فإنا نقول أن الكتابة علم مباني خطوط أو ألفاظ، فإذا حملناه على الكتابة عرّف جوهرها إذ كان جنسا لما يليق أن يعطى في جواب ما هي الكتابة))
لا شك إن الكتابة الأمرية أي يبد الحيوان أي الإنسان الذي وعيه دون مستوى الإنسانية، و باستعمال القلم و الورقة، سواء الكاتب هو إنسان عادي أو خطاط، تعكس مشاعر حيوانية عند وجود هذه المشاعر و عيش النفس حال نشاط خاصية الغضب أو الشهوة، أو غيش النفس حال عيش مناخ الحركة أو مناخ الخيال، فإن قوة البصر، يكون لها تأثير فعال في حركة اليد، عند اشتداد نشاط الخاصية أو الخلق الأول الحيواني أي الحس، أو الخلق الآخر الحيواني أي الحركة.

###### متلازمة أو علاقة الإضافة بين جنس العلم و الملكية، حسب طبقات الوعي الإنساني. ######
الفرق بين طبقات الناس هو في جنس العلم و في طريقة ملكية العلم أي في قوة شخص العالم بالموضوع العلمي. بالنسبة للفقيه و العامل فإن الملكية العلمية منفصلة، أي موضوع سهل نزعه و تخلي الفقيه و العامل عنه، في المصيبات او المغريات، بينما ملكية الفيلسوف أي علاقته بعلمة مستصعب بل مستحيل فصل ذاته عن علمه كما هو مستصعب فصل الصبغة مثل الحبر الصيني عن القماشة أو الورقة بسبب اشتداد الارتباط بين الذات و الموضوع ليصل مستوى تعشق و تعلق.
أما بالنسبة للصوفي فإن الحديث عن ارتباط بين العالم المالك و بين العلم المملوك لا معنى له، بسبب أن حقيقة وحدة العالم و العلم و المعلوم التي يعيشها أو هي وجود الصوفي. كما لا معنى لكلمة ارتباط بين صفيحة النحاس و النقشة، أو الورقة و الطعجة. فالنقشة هي النحاس نفسه، و المنقوش هو النحاس نفسه أيضا.
###### استفحال النفس شر الوجود، يترتب عليه تغييب الشيء العلوي من التكوين ######
الإنسان نظريا كامل التكوين له ستة أوجه أو هو مركب من أشياء ستة، ثلاث طاقات علويات و ثلاثة أفلاك جسميات
لكن بسبب محدودية الوعي أو الإدراك الموهوب لمعادن البشر، يصير التزاحم بين الأنفس و الأبدان، و بين الأنفس، و بين الأبدان، بين القوى من نفس أو بدن واحد، الداخلة في المركب أو المزاج الإنساني لأجل الاستحواذ على أكبر نسبة ممكنة من الحضور أو الوعي الجزئي للشيء أو الخلق من الشيء أو الطبقة من الخلق أو القوة من الطبقة الفاعلة من الخلق، أو بين الصورة و المادة من موضوع القوة، كالمزاحمة بين مواد الهال و الحلاوة و بين الصورة الذوقية للبن في موضوع القهوة.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "كم من عقل أسير تحت هوى أمير"، و يبلغ استضعاف العقل، حد الغياب أو الحضور الشيطاني المنكر، بمعني استغلال النفس للعقل في تبرير مساوئها بدلا من قيامه بوظيفه النصح و النهي و التوجيه و التدبير.
ما يعني أن الإنسان المركب نظريا من أشياء ستة قد يصير حكما و واقعا مركب من عدد أقل من الأشياء، بسبب تغييب الشيء المستفحل المستحوذ حضوره على معظم الوعي المقسوم للجوهر الكلي أي عين الشخص المركب من الأشياء الستة.
المجرم هو نظريا و حكما لا عقل له و لا روح و لا نفس ناطقة قدسية، بل مركب ثلاثي من نفس كلية مظلمة، و نفسان جزئيتان حيوانية و شجرية. و العقل في أحسن الأحوال تصير قيمته و تأثيره صفرا، و هو حال تجاهله و الرد على إرشاده، و الأسوأ هو صيرورة قيمته و تأثير سلبا، و هو وضع استضعاف النفس إياه و استغلاله حتى تبرير فظائعها ربما بالحجج السوفسطائية و حتى الفهم الخرافي للنص المقدس.

###### القصور الذاتي عجز المحدث عن الخلاص من التطرف السلبي أو الإيجابي ######
التطرف حال من العدم أو الوجود غالب على المتكون، عنده تكون الحرية مقدارها صفرا.
السيارة تجمد بسبب البرودة حتى تفرغ بطاريتها من الكهرباء و لا تنطلق، أو السيارة في حال السفر الطويل تمتنع عن توقف المحرك رغم محاولة تسكينها بالمفتاح، و هو ما يسمى بالإنجليزية باكفاير.
1. من القصور الذاتي قصور الروح .................... أي الغيبوبة و عكسها اليقظة المستمرة،
2. القصور الذاتي النفسي ..................... الجشع و الحرص و يقابله الإضراب النفسي، و هو الزهد القهري لا الاختياري، المصحوب بالنفور من تعاطي عمل أو غذاء أو فكر أو مشهد.
3. القصور الذاتي العقلي ..................... الحال المتطرف الإيجابي (و الإيجابية هنا لا تعني الصحة أو الطيبة) الارتهان بعقيدة مذهبية و تقيد العقل المطبوع بها ، حتى الظن باحتكارها الصحة و الحقيقة، و الظن ببطلان ما سواها عقول مسموعة، و الحال السلبي المتطرف المقابل هو العجز عن تصديق أو تصويب أو تصحيح أي من العقائد الأممية أو المذهبية.
4. القصور الذاتي البدني ..................... العمى أو الهلوسة البصرية، السكون أو الإفراط في الحركة، الإمساك أو الإسهال، التحير بسبب إشكالية فكرية ثنائية الأطراف أو عديدة، أو التمسك بتعريف وحيد للحدث الواقع، أو فهم وحيد، الضياع بسب التردد بين شتى الحرف و المهارات الصناعية، أو التمسك بحرفة و مهارة رغم تقادمها.
###### الإعتدال (فتورة الوجود) .. حال أوسط الوجود عنده حرية المتكون تبلغ قيمة عظمى ######
الجدل جدلان جدل التكوين و جدل الوجود، و بدوره جدل التكوين هو جدلان جدل الخلق الأول و جدل الخلق الآخر، و جدل الوجود مرتبط بجدل التكوين، و له علاقة بالملكية، و الجدل طبقات حسب طول المرحلة، منه جدل أجله ساعة أو حتى أقل، و منه جدل يستغرق عمر الكائن كله من طفولته حتى الشيخوخة.
##### الكليات الفلسفية الخمس ######
الجنس.. العلم
النوع.. الفلسفة
فصل الفلسفة.. تعريف أرسطو للعرض العام
خاصة الفلسفة.. التجدد كل وقت حال تعيشه النفس حتى التمام، و الوضوح أي غلبة الظن على الشك في صحة الحكمة و المعرفة، و في صحة أسلوب التفكير الموصل إليهما.
عرض الفلسفة.. تعريف أرسطو للفلسفة، أنها العلم بالوجود بما هو وجود، أي الحرص على الأمانة في وصف الحدث الواقع، مقابل الإسقاطات الكاذبة و الإنطباعات الخاطئة.
......................................
فخر النبي، تلميذ علي
العماد اللبناني الفلسفي الثوري
محمد سعيد رجب عفارة
الإثنين 9\3\2015 مــــــــــــــــ


الساعة الآن 07:30 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى