منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   قصص بأقلام الأعضاء (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=6)
-   -   أمنيات... (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=3126)

أزهار 3 - 1 - 2010 04:56 PM

أمنيات...
 
ربة بيت

هي ربة بيت و أم لطفلتين جميلتين, متزوجة , و ظاهريا سعيدة بحياتها , ليس هناك مايقلقها, بناتها معافيات و الحمدلله , زوجها يحبها و كل طلباتها متوفرة و مجابة, لم تشعر يوما انها ينقصها شيء, كانت راضية تماما عن حياتها, الى ان جاء اليوم الذي قررت فيه هي و زوجها ان على الفتيات الصغيرات الالتحاق بروضة الاطفال لكي يتمرسن على الاختلاط ببقية الاطفال و يتحصلن على مقدرات اجتماعية و حسية تؤهلهن لدخول المدرسة و تخفف من رهبة الابتعاد عن الامان في حضن الام , فكان ان تم تسجيلهن في روضة لا تبعد عن البيت كثيرا لكي يتسنى للام مرافقتهن مشيا على الاقدام, هي لا تقود السيارة , لم يتسنى لها الفرصة للتعلم, تزوجت صغيرة, أكملت التوجيهية و اصر خطيبها على الزواج مع وعد انها تكمل تعليمها في بيت الزوجية, و لكنها كفعل النساء حملت مباشرة و لم تتمكن حتى من التسجيل في الجامعة او اي معهد عالي, انشغلت بالحمل و اعراضه و الهتها الفرحة بالتغيرات الجديدة في حياتها عن مواصلة التفكير في مستقبلها المهني, لماذا تفعل و هي ترفل في اثواب السعادة, زوجها و اهل زوجها راضيين عنها و يحبونها, و كل طلباتها مجابة, مرت الايام و حملت مرة اخرى ووضعت طفلة صغيرة, الفرحة لا تقل ابدا عن المولودة الاولى, و هذا اسعدها جدا , كانت تظن ان زوجها يريد طفلا ذكرا و انه لن يفرح كثيرا للطفلة الجديدة كفرحته بالطفلة الاولى, و لكنه فاجأها بأن الفرحة لا تقل ابدا, افهمها انها هدية من الله و كيف لنا ان نشترط على الله نوعية هديته لنا , استغفر الله, هي معافاة و سليمة, اذا نحمد الله و نشكره على نعمه الكثيرة و التي لا تعد و لا تحصى, أمه أمتعظت قليلا و لكنها لم تلقي باللوم عليها, فقط دعت لهم بأن يكون المولود الثالت ذكرا, اعترض زوجها قائلا ما يهمني هو سلامة زوجتي .. لانريد المزيد من الاطفال, علينا ان نربي هاتين البنتين و نحسن تربيتهما. ان شاء الله.
بدأت الام تسير مع بناتها الى الروضة المجاورة كل صباح, و لان الروضة غير بعيدة فهي لاتتكلف في لبسها , تخرج باللبس الرياضي و الحذاء الرياضي, لانها سترجع الى البيت فلماذا تتكلف ... بناتها متعودات على حضنها و لم يفارقنها يوما, تسعى جاهدة كل يوم لايجاد وسائل مختلفة للهروب منهن عند تسليمهن للمربيات, احيانا تعدهن بالحلوى عند رجوعهن للبيت , و احيانا اخرى ترشيهن بالهدايا, ناهيك عن القبل و الاحضان و الترجي و الرجاء, و مع ذلك لا ينفع شيء من هذا كله في ترضية خاطر البنات و جعل فترة تسليمهن تمر بدون وصلات البكاء و النشيج التي تجذب الانظار , هناك من يتعاطف و هناك من يستنكر, مرت ستة اشهر على هذه الحال دون اي تغيير, بدأت تقلق و تشتكي الى زوجها من هذه الحال , زوجها لم يصدق كلامها و اعتقد انها تهول من الامر, هي متعلقة ببناتها كثيراو لا تستطيع ان ترفض لهن امر, اصرت هي على ان يقوم هو بتوصيلهن الى الروضة لكي يعرفوا اين الخطأ !
عندما رجعوا من الروضة كانت هي واقفة تنتظر على احر من الجمر, كان هذا حالها طوال اليوم, ما ان دخلوا الى البيت الا و توالت الاسئلة , اعتذر لها زوجها , هي لم تهول من الامر, هو بهذا السوء و زيادة, و لكنه اخبرها ملاحظة بسيطة قلبت حياتها رأسا على عقب, قال لها انه لاحظ ان اغلب الاطفال الباكيين امهاتهن ربات بيوت !!!! سألته و كيف عرفت, قال مرتديات ملابس رياضية كملابسك ....
بدأت تلاحظ مالاحظ زوجها, فعلا هو محق, كل نظرات التعاطف تأتي من امهات مثلها مرتديات ملابس رياضية, شكلهن عادي , يعانين نفس معاناتها اليومية, لفتت نظرها احدى الامهات العاملات, و بدأت تلاحقها بنظراتها الفضولية, هي موظفة و لديها طفلة في الروضة , تحضر الى الروضة و هي في كامل اناقتها و زينتها, عطرها يفوح و يملأ المكان, تمسك بنتها في يدها , تقبلها و هي تسلمها الى المربية, ثم تخرج, لا بكاء و لا عويل , سيطرة تامة على الوضع, سبب لها هذا الوضع ازمة نفسية حادة, اصبحت تكره مرافقة البنات الى الروضة لكي لا تلتقي بهذه الموظفة, و لكنها مجبرة , لهذا بدأت تؤجل من الخروج نصف ساعة لكي تضمن انها لن تتقابل مع تلك الموظفة, المشكلة ان هذا هو حال كل الموظفات و هي لا تستطيع ان تتهرب منهن الى الابد, عليها ان تواجه نفسها...
بنانها يسئلنها , ماما لماذا لا نستقل السيارة مثل .... بنت الموظفة, اخبرتهم انها ليست لديها رخصة قيادة, لماذا ماما, لم تعرف كيف تجيب, كبرى بناتها ابدت امتعاضها و عبرت عن استيائها قائلة, اول شيء افعله عندما اكبر هو اني اتعلم القيادة, لكي لا اترك بناتي يمشين على اقدامهن و تتعفر احذيتهن بالتراب قبل ان يصلن الى الروضة...
شعرت بأن بناتها يلمنها , هي فعلا تستحق اللوم, كيف لها ان تكون قدوة لبناتها , لم تكمل تعليمها و ليس لها اي مستقبل مهني, لم تفز الا بلقب ربة بيت, تشعر بذل شديد عندما تكتب ردا على سؤال المهنة ربة بيت, لا تفرق في نظرها عن خادمة, اصبحت لا تطيق وضعها و قررت ان تواصل دراستها , و تتلقى دروسا في القيادة و تتوظف, تغيرت حياتها تماما, زوجها وقف الى جانبها, كذلك اسرتها, تخرجت و توظفت و هي الان سعيدة و ممتنة جدا لتلك الموظفة التي كانت السبب وراء تغيير حياتها جذريا.



الموظفة

ام لطفلة و موظفة , متزوجة و حياتها مستقرة, تعمل هي و زوجها في هيئة استشارية تابعة للامم المتحدة, تتقاضى مرتب ضخم , و حياتها رغدة و الحمدلله, تعرفت الى زوجها في الجامعة, تقدم لخطبتها , وافقت, تجمعهم قصة حب جميلة, ابوها رفض زواجها الى ان تكمل تعليمها, و خيرا فعل, تزوجوا بعد التخرج مباشرة, و قروروا عدم الانجاب الى ان يتحصلوا على وظائف جيدة و يبنوا مستقبلهم جيدا, و كان لهم ماارادو, بعد خمسا من السنين, قرورا الانجاب, لم تفلح محاولاتهم من اول مرة, و لاثاني مرة و لا حتى ثالث مرة, بعد زيارات عديدة و مريرة للاطباء في الداخل و الخارج استطاعت بقدرة الله على ان تحمل و تنجب ابنتها الصغيرة, حمدت الله كثيرا و شكرته.
اعطت ابنتها كل شي السنة الاولي من حياتها , و لكنها اضطرت للرجوع الى الوظيفة, احضرت لبنتها مربية متخصصة تجالسها في البيت, لم تشأ وضعها في حضانة و هي لم تبلغ السنة, المربية حنونة و طيبة و ابنتها تعلقت بها جدا, و لكن عندما بلغت الرابعة قررت هي و زوجها ان يسجلوها في روضة للاطفال , لكي تتعلم الاختلاط مع بقية الاطفال و تخف عنها انانية الطفل الوحيد و دلعه.
الروضة تبعد قليلا عن البيت, لكن تعودت الام على توصيل ابنتها قبل الذهاب الى العمل, هذا يسبب لها ضغطا في جدول عملها, و لكن هذا اقل ما واجب تقدمه لابنتها, الربع ساعة التي تقضيها مع ابنتها في السيارة و هي توصلها , تساوي ساعات و ايام, هو الوقت النوعي كما يسمونه في علم النفس, و عليها استغلاله جيدا.
مايزعجها هو منظر الاطفال الباكون على صدور امهاتهن على باب الروضة, تخاف ان تنتقل العدوى الى ابنتها و هي ليس لديها وقت لمراضاتها و التخفيف عنها
, عندها فقط خمس دقائق لتسليمها الى المربية و تقبيلها و توديعها, عليها ان تكون صارمة و حازمة, هي تصحو السادسة و النصف صباحا لكي تستعد للخروج, تجهز نفسها, ضروري ان تكون في قمة اناقتها يوميا, مكان عملها يتطلب ذلك, تتعامل مع كبار الشخصيات و عليها ان تنضبط في هيئتها و مواعيدها.ايضا عليها ايقاض الصغيرة و تلبيسها و تجهيز افطارها, افضل اختراع ساعد المرأة على ان تكون ام و عاملة في نفس الوقت هو رقائق الذرة, صحن مع الحليب تأكله في 7 دقائق, كل شيء في حياتها محسوب بالدقيقة, حتى اوقاتها الحميمية مبرمجة بالدقائق...
بدا شعور غريب يتسلل الى اعماقها, شعور بالحسد و الغيرة, لماذا لا تبكي ابنتي على فراقي كما يفعل بقية الصغار, الا تحبني كفاية, انا احضر لها كل ماتطلبه, ابوها يعشقها و ليس له امل في الدنيا غير رضاها, هي نور اعيننا, لماذا لا تصرخ ورائي باكية و تمسك في ملابسي الانيقة و تترجاني الا اتركها..
اصبح هذا السؤال شغلها الشاغل, بدات تراقب الامهات اللاتي اطفالهن يعذبنهن ساعة التسليم, لقت نظرها احداهن, ابنتها الصغيرة في نفس عمر صغيرتها , يلعبن سوية, دائما ينشجن الصغيرات على صدر امهن و يتمسكن بثابها, و هي لديها صبر عجيب, كأن الزمن لا يتحرك, واقف ينتطر متى تنتهي وصلة النحيب, تلاعبهن و تناغيهن, تطبطب على وجوههن و تمسح دموعهن, اليس لديها عمل تهرع اليه !!
لاحظت فئة من الامهات يحضرن مرتديات ملابس منزلية, غير متبرجات, يهرعن بعد توصيل الاطفال الي البيت و يندسن في افرشتهن الدافئة ينعمن بالنوم , قبل ان يواصلن حياتهن المليئة بالحب و الايثار و التضحية,عرفت انهن ربات بيوت, عندهن الوقت كله لكي يواسين اطفالهن, فكرت اكيد انهن يطبخن افطار ساخنا لافطار صغارهن, كما كانت امها تصنع , و يقضين اوقات جميلة في غياب تكات الساعة, بدا هذا الامر يسبب لها اشكال و ازعاج, تأنيب الضمير ملك عليها نفسها و نازعها التفكير, لاحظ زوجها شرودها و كأبتها, اخبرته بما تشعر, عندها فاجأها بكلام مرلم, اخبرها انه يتالم يوميا لحال ابنته, و يتمنى ان يكون لها ام و اب متفرغين, كي يغدقوا عليه الحنان و الحب, هو لم يستطع ان يخبرها بهذا من قبل , لانه يراها متفوقة في عملها , و خاف ان يقف في طريق مستقبلها, هو ايضا مقصر, بأمكانه اخذ اجازة من العمل و التفرغ لتربية الطفلة, و لكنه لا يستطيع تعويض حنان الام و حضنها, سهروا تلك الليلة متعانقين يحاولون البحث عن وسيلة تمكنهم من قضاء وقت اطول مع ابنتهم و في نفس الوقت عدم التضحية بمستقبلهم, الى ان اهتدوا الى حل, تخفض هي عملها الى النصف, و تذهب الى العمل متأخرة قليلا, على ان يحضر هو باكرا و يقضي وقتا نوعيا مع طفلتهما الحبيبة.
كان هذا افضل شيء عملته في حياتها , و هي دائما تشكر ربة البيت التي اعطتها درسا في الامومة.

أزهار...

أرب جمـال 4 - 1 - 2010 11:06 PM

قرأتها عزيزتي .. أعجبتني جدا كما أعجبتني حين قرأتها للمرة الأولي..

أهي المرأة في حالاتها أو لأقل أطوارها التي تمر بها .,أم هي الحياة ودورة الزمان !!؟
أبدعتِ عزيزتي بواقعية الحدث..

دمتِ مـالقة

أرب

المُنـى 10 - 1 - 2010 01:10 AM

الأخت ازهار
اكتفي بجماليات ما قرأت لك
دعيني احلق بين سطورك
دمت بألقك الذي عهدته

فتى الأحزان 10 - 1 - 2010 03:21 PM

يا الله
روعة
قصة
مشوقة
وجميلة
وفيها الابداع شكرا لكي ولقلمك
شكرا

جليسة الشاطئ 7 - 2 - 2010 02:49 PM

http://img155.imageshack.us/img155/4...0007720bl0.jpg يسلمووووووووووووووو

نور الحربي 26 - 2 - 2010 09:27 PM

السيدة العزيزة ازهار..
قرأت الجزء الاول ........واعجبني تصويرك فيه ..وتعجبت كيف لموقف بسيط ان يغير مجرى حياة بأكملها
يالله صدفة تجلب سعادة كبيرة لهذة المرأة ......يالا روعة الامل والقدر
..........

سلوى 7 - 3 - 2010 11:01 PM

http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat4e61479625.gif

ناجي أبوشعيب 21 - 3 - 2010 12:30 AM


أزها ر ..
جـمـيـل و مـشـوّ ق أ سـلـوبـك فـي الـكـتـا بـة
د مـت بـودّ
نـا جـي

سماح 21 - 3 - 2010 04:36 AM

عزيزني أزهار

استمتعت باحداث القصه كثيرا

دايماااامبدعة يعطيك العافيه

احتـرإمــي لشـخصــك ولقلمك000

الامير الشهابي 5 - 5 - 2010 11:09 AM

الأخت الغاليه ازهار
حقا عندما نقرأ لابد ان نحس بأن هناك اثارة ومتعة في
هذه اللوحه الجميله في القدره على تصوير المشهد والتنقل بين
اجزاء اللوحه لنرى حقا ان هناك الماما تاما بالبيئة المحيطه
في اللوحه والحدث والشخوص ولذلك نرى ان هناك حقا مارأيناه في النص ان المغزى كان واضحا وهو محاولة
الافلات والخروج على الدور التقليدي على الدور الاجتماعي
الذي يمثل العنصر البطولي في النص...ورأينا ان الكاتبه
قد وقفت في النص بتمازج كبير بدخولها بوصف في بداية
النص والانتقال السريع المتزامن في السرد للدخول في
تفاصيل وكانها كانت في مدخل لنص جديد يصور حالة
التباعد النفسي لنرى حقا نصا ادبيا بأمتياز وظفت الكاتبه
العادات والتقاليد والاماني والطموحات والرغبه وارتباطها
بالأم الدور الدور الاجتماعي والانساني فكانت راوية ممتعة
بوصف شيق للوحه نرى فيها تفاصيل تبدوا انها استثنائيه
احيانا فأستطاعت ترجمة الشخصيه في النص بدقه وواقعيه
وكأنها تروي استراتيجية ذاتيه واعتمدت الجملة الايجابيه
فخرج النص جميلا في ثنائيه نقطة الاتصال للموقف في
محطات النص التي بدت واضحة في استخدام عملية الترجمة
للشخصيه بوصفها وسيلة الاستيعاب لبعض الحوادث التي
تشكل ايلاما ..نعم نص ادبي عالج بمهنيه الموقف التقليدي
وهو الأم التي كانت تمثل قوه سلبيه في النص حيث بدا
احيانا ان الحديث بصيفة الغائب في عملية الابعاد التي
كانت النص مبنيا عليها حتى النهايه
اختي ازهار اعذريني اذا سهوت او قصرت او اخطأت
الفهم ولكنه استقراء لنص ادبي شعرت ان يستحق
التوقف عنده وقرائته ليس من باب نقد بل من باب
ان يشعر الكاتب والقارىء معا ان هناك حقا جهدا
بذله الكاتب ليكون هذا النص الجميل المليىء بالحركه
والايقاع والصوره المملوءة بالحيويه
حقا كنت في نص ادبي اختى الغاليه ادبي بأمتياز
شكرا اليكي امتعت خاطري وسر قلبي للوحه من لوحات الحياه
بريشة معبره بالاحساس الراقي


الساعة الآن 01:18 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى