منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   النقد الأدبي والفني (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=107)
-   -   رواية "اللاز" للطاهر وطار.. دراسة نقدية تحليلية.. (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=5231)

فسحة أمل 22 - 3 - 2010 03:55 PM

رواية "اللاز" للطاهر وطار.. دراسة نقدية تحليلية..
 
الــــلاز
بقلم منصف بوزفور







الجزء الأول:
"اللاز" تجربة إبداعية روائية رسمت بشكل واقعي معالم الثورة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي.



وأنت تقرأ الرواية تشعر فعلا أنها ليست رواية جمالية وإنما هي حمل من الوقائع العادية والأحداث التاريخية والصور الدرامية اجتزأها"الطاهر وطار" من السجل التاريخي لثورة التحرير ويجعلنا نميز بشكل جيد بين الواقعية وبين وهم الواقعية.

ولقد أشار تازفيتان تود رف في هذا إلى أن قضية العلاقة بين الأدب والوقائع الخارجة عن نطاق الأدب غالبا ما خلط، باسم الواقعية،بينها وبين قضية أخرى هي امتثال نص معين إلى معيار نصي خارج عنه،وهذا الامتثال يؤدي إلى وهم الواقعية ويجعلنا ننعت هذا النص أو ذاك بأنه محتمل.

وفي رواية"اللاز"لن تشعر أبدا أن وقائعها محتملة "فاللاز" ذاته نموذج لكثير من لشباب الجزائري إباف الثورة وقبلها فهو ليس نموذجا مسيخا وإنما نموذج للشخص وللمعاناة وللإجهاد و الفقر والتشرد وإذا كان العمل الأدبي مصنوع من كلمات،كما يقول اليوم دون تردد أي ناقد يسعى إلى التعرف على قيمة اللغة في الأدب،إلا أن العمل الأدبي، وهو في ذلك لا يختلف عن أي ملفوظ لساني، ليس مصنوعا من كلمات بل هو مصنوع من جمل ، وهذه الجمل تنتسب إلي سجلات مختلفة من سجلات الكلام.

وتوجد مقولة بديهية جدا تسمح لنا بتمييز سجل ما، هي طبيعته التي نسميها في الاستعمال اليومي "بالملموسة" و"المجردة" ففي طرف من طرفي هذه المجموعة الاتصالية توجد الجمل التي يحيل الفاعل فيها إلى كائن مفرد مادي ومنفصل وفي الطرف الأخر توجد الخواطر"العامة" التي تعلن عن "الحقيقة" الخارجة عن كل إحالة مكانية أو زمانية.

وبين هذين الطرفين ثمة ما لانهاية له من الحالات الوسط طبقا لما يكون عليه الموضوع المثار من درجة التجريد.

وسجلات الكلام في رواية "اللاز" هي لوحات تنتظم فيما بينها بعلامات اتصال تقتنمها من سريانية الملفوظات في كلام يثير إلى الملموس عادة.

وحين تتعامل هذه الملفوظات مع المجرد،يدركه القارئ عادة في الاشكالات الحميمة كتساؤل زيدان عما تمثل"تيريز دي كيرو" في قصة"فرنسوا مورياك" هل تمثل الشعب الفرنسي أم البرجوازية الفرنسية؟.

وكتساؤل القبطان الإسباني، هل"لمن تقرع الأجراس" لارنست همنغواي بكاء تقدمي صادق؟ ولم يسخر"همنغواي من بابلونيرودا؟.

بقية اللوحات تترجم بصدق خافي واقع حال مر به الشعب الجزائري.

ويذكر المؤلف ان القصة بدأ التفكير فيها في شهر سبتمبر سنة 1958 بعد الإعلان عن التشكيلة الأولى للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، وشرع في كتابتها في شهر ماي سنة 1965بعد تراكم الخلافات والمشاكل داخل صفوف جبهة التحرير الوطني، وبعد الشروع في وضع أسس لإنجازات متعددة اقتصادية واجتماعية واستغرقت كتابة هذه القمة سبع سنوات حيث انتهى منها سنة 1972

ويقول أنه ليس مؤرخا ولايعني أبدا انه اقدم على عمل يمت بصلة كبيرة إلى التاريخ لكن بعض أحداثه المروية وقعت أو وقع ما يشبهها.

ونحن لا نقصد تصفح التاريخ في وقائع رواية،ولكننا نشير إلى لحمة الواقع و الواقعية في قمة اللاز حيث ينجذب القارئ بالأسلوب الذي عودنا عليه وطار وطرقه السردية النموذجية.

ونلاحظ ان اللوحة الأولى من القصة هي مقدمة للخاتمة.

فبعد الاستقلال هؤلاء المجاهدون كعادتهم، كلما تجمعوا في الصف الطويل، أما مكتب المنح، لا يتحدثون إلا عن شهدائهم.

وكأنها فرصة لتذكرهم بهؤلاء الشهداء، ويظهر الشيخ الربيعي والد الشهيد "قدور"ورفيق"اللاز"أيام الكفاح.

ثم يظهر"اللاز"وهو يردد" ما يبقي في الوادي غير أحجاره"

هذا الشعار كان كلمة اتصال بين شباب الجهاد في تلك القرية التي ضمت تلك الرموز والأشخاص التي تواصلت في ذلك المجال الردي المبدع: قصة اللاز.

ومنهم ولاشك شخص اللاز الذي تدور حوله أحداث القصة ومنها الربيعي وابنة"قدور"

وزيدان "الأحمر"واخوه"حمو"و"مريانة"و"زينب" وبعطوش وخالته "حيزية"والكبران"رمضان"وغيرهم من أشخاص الرواية.

ولقد كان ترديد اللاز لهذه الرواية "ما يبقي في الوادي غير أحجاره" يحمل معان ثلاث المعنى

الأول ككلمة اتصال بين المجاهدين

موقف من الواقع الذي كان سائدا أيام الاستعمار

صيحة "اللاز" في رعب عندما انفجرت الدماء من قفا أبيه بعد أن ذبح من طرف جماعة الشيخ مع الفرنسيين الأربعة والقبطان الإسباني.

وفي اللوحة الثانية ينطلق الطاهر وطار إلى نسج خيوط القصة ،إذ تظهر القرية كما خلفها الرومان، تتأمل الجبال، في كآبة ما تزال ، والظلال تتطاول كلما انحنت الشمس إجهادا ووهنا الطريق الرئيسي ملأته عربات الجيش، عائدة مغبرة دكناء، من ميادين العمليات

يظهر"اللاز" تقوده دورية.. ولقد أدرك الشيخ الربيعي هذا حين كان أمام باب متجره، وتمنى أن تكون هذه الضربة القاضية على"اللاز" حتى تستريح القرية منه

ويقدم الصورة عن النشأة الأولى للاز.. لقيطا.. لا تتذكر حتى أمه"مريانة" من هو أبوه

برز إلى الحياة يحمل كل الشرور،فقط اشتط في حياته واعتدى وصارع فهو مكابر، معاند،وقح معنت، لا ينهزم في معركة، ونمت فيه شرور، لم تكن لتتوقع من السطو على المتاجر ليلا، إلى الخمر إلى الحشيش حتى بلغ معدل دخوله السجن مرة في الشهر، وكان الشامبيط هو الذي يسجل ويعاقب بالجلد ويطلق هذا الشامبيط الأكثر خدمة للجيش الفرنسي كغيره.

وصادق"اللاز" العسكر و الضابط نفسه.وراجت حول هذه العلاقة أقاويل كامتهان"اللاز" للقوادة وهو بواسطة أمه يتصل ببعض العاهرات ، ويمهد لهن سبل الاتصال بالضابط.

وهناك من يرى أن اللاز يعمل في مخابرات الضابط يحصي حركات الناس، ويتقصى أخبار الثورة

لكن هناك من يدافعون عنه بنوع من الدفاع المحتشم"فالثورة"، لو رأت من اللاز خيانة، لأعدمته مثل غيره ورغم كل هذه الأقاويل، لا يستطيع أحد نسيه خيانة معينة واحدة"لللاز"والحقيقة أن علاقة اللاز بالعسكر كانت لتهريب الجنود الجزائريين إلى الجبل، وعلاقته بالضابط هي بسبب خنوثة هذا الضابط.

وحين عرف قدور بما أل إليه اللاز رمى بمفاتيح الدكان وودع حبيبته زينة وانطلق مسرعا لمغادرة القرية.

ولقد كانت اللوحات المتساوقة قصة متونها الأشخاص والأحداث،إنها رسم لمعالم الثورة وهي تستمر إذ لم يعد لقدور "وحمو"مكانا للسهر في القرية تحت الكوخ قرب مسكن زينة

ولم يعد لحمو حكايات عن أحبته الأخوات الثلاث"دايخة" و"مباركة"و"خوخة"بنات الحما مجي حيث يعمل..

ولقد كان من قبل يعملان على جمع الأموال للثورة وشراء الأدوية و الأغذية وحاجات الثوار ثم يقومان بتعبئتها إلى الجبال مع شلة من الشباب العامل

ولم يكن مفاجئا رحيل حمو وزيدان وبقية الشلة إلى الجبل وكان زيدان الأحمر هو سياسي الشلة وقائدها وهو رجل رحل إلي فرنسا إبان الحرب العالمية بعد أن فرقتهم تلك الحرب شيعا.

واللاز هو ولده، ومريانة هي ابنة عمه مريم، ولم يكن يعلم ذلك إلا بعد رجوعه إلى الجزائر.

وقد درس في الجامعة الشعبية في باريس الاقتصاد السياسي ورحل إلى موسكو مع زوجته الفرنسية ليتخصص أكثر في كل ما يمت بالشيوعية.

حين عاد إلى الجزائر كان من مؤسسي الحزب الشيوعي الجزائري ومن المقاومين الأوائل الذين رفعوا السلاح في وجه المستعمر

ويطرح الطاهر وطار قضية الشيوعية، وقضية الخلاف بينها وبين جماعات من الثوريين ربما يمثلهم ذلك الشيخ الذي طلب من زيدان أن يسلم ومن الشيوعيين الفرنسيين و الاسبان الدخول في الإسلام ثم ذبحهم لما رفضوا مطلبه.

كان زيدان يرى أنه إذا استقامت الانطلاقة هذه، فستكون عمالقة كالسوفيات، والصينيين، سنبقى وحدنا، لأننا الكثرة، وسنعمل حتى النهاية على محو ألامنا..

ويقول أن مسؤول كبيرا سأله هل مازال شيوعيا أحمر.. فأفهمه أن الشيوعية ليست رداء ينزع في الوقت الذي نشاء، وأنها عقيدة تقوم أول ما تقوم علي الاقتناع المدرك للحياة.

وما يهم إذا كان أحمر أو ابيض ما دام يحارب العدو كما يحاربه الناس، بل وأكثر.

ثم لا فرق.. أن نقاتل جنبا إلى جنب، ونتحمل نفس المشاق.. ننظر إلى العدو نظرة واحدة

ومع ذلك فإن زيدان يفرق بين الناس، وينظر إليهم نظرات مختلفة، ويعاملهم معاملات خاصة، ولكن لا يؤذي ولا يسيء لأحد، بل هو أكثر الناس اتقاء لجرح العواطف.

والناس عنده نوعان نوع يعرق من العمال ومن العاطلين ونوع يستفيد من العرق.. وما لم يتحطم النوع الثاني، فإن عرق الإنسانية يظل يسير هدرا ومصلحة كل نوع تتعارض مع مصلحة النوع الأخر، ولذا فهما عدوان لدودان.


العالم السياسي الجزائرية تاريخ 13/11/96




فسحة أمل 22 - 3 - 2010 03:59 PM

الجزء الثاني:




اللاز إذن هو مثال النوع الأول هذا النوع الذي يهضم الحقوق ويفرق بين الأبناء والأباء بل يفقد الواحد فيهم حتى أصالة اسمه.
ألم تكن "أم اللاز" مريانة هي في الحقيقة مريم ولا ندري سبب هذا التحول سوى أن مريانة اسم أجنبي مكروه واسم مريم أصيل لذا كان فرح اللاز شديدا حين علم أن أمه هي مريم لذا كان فرح اللاز شديدا حين علم أن أمه هي مريم و ليست مريانة ابنة عم زيدان والده فهو لم يعد لقيطا وابن زنى.
بل هو جزائري من بداياته، قبل أن يعلم بكل هذا فعمله مع فرق المقاومة في تهريب الجنود الجزائريين من الثكنة كان ممتدا من اصالته ذاتها.
وحين اقتيد إلى الثكنة بعد أن اكتشفه الجندي بعطوش وأخبر عنه العسكر وعذب إلى درجة فقد فيها الأمل على عدم الاعتراف و الأخبار بحقيقة.
كانت الأمور تمر في يسر وسهولة.. القي عليه القبض.. وتلقى لكلمات وصفعات وضربات بمؤخرات البنادق ومر على حانوت الربيعي وانذر قدور ورجاه أن يهرب ليعترف بعمله معه ويدلى باسمه قبل يتعرض للعذاب الأليم.. وكالطفل الصغير، فكر في القاء تبعة المسؤولية على عاتق غيره على الشامبيط الخائن.. وطلب من القبطان أن يسقيه خمرا وكحول، في انتظار الاعتراف وحين سمع اسم قدور يلفظ أمامه أحنى رأسه كالعذراء الآثمة.
وتهيأت فرصة التهريب من طرف الكبران رمضان وثلاث جنود جزائريين واتصل بزيدان والمجاهدين ورحل معه حين دعي زيدان من طرف مسؤول .
وهاهو"سي مسعود" حين يتصل به يبدي البرود والاشمئزاز.
ويقدم إلى مركب الشيخ مع الفرنسيين الأربعة و الإسباني القبطان سانتوز ولقد كان الشيخ يسأل زيدان عن الحال في المنطقة.
ويرى زيدان العمل يسير على احسن ما يرام كمائن،هجومات اشتباكات ذبح، اغتيال غنم متواصل الشعب في يدنا.
ويرد الشيخ لا اعني ذلك لكن فيما يتعلق بالخلافات.
ويعلمهم أن القرار اتخذ في شأنهم بالنسبة لزيدان لابد من تبرئة من العقيدة وانسلاخه من الحزب واعلان انضمامه إلى الجبهة.. وبالنسبة للأوروبيين التبرؤ أيضا والدخول في الإسلام.
وإذا لم يستجيبوا لهذه الطلبات فمآلهم الذبح.
ويعلق الإسباني – الذبح للخونة وللمضادين للثورة أما نحن.. فبأي عنوان نذبح.
ويرد المزارع الفرنسي نحن متطوعون جئنا نعينكم، إذا لم أن تساومونا في حياتنا وعقائدنا.
ويمهل زيدان والأوروبيين فرصة لاتخاذ القرار
وفي اليوم الموالي، يطالبون أن يحاكموا كأعضاء في الثورة وليس كا جانب عنها ويحاول أن يقرأ اللائحة.
ويشير الشيخ انهم لم يغيروا موقفهم وان عليه أن يطبق قرار القاهرة وطرح الواحد تلوى الأخر للذبح.
ويردد نشيد الأممية في مطلع منه انهضوا معذبي الأرض
هبوا أيها المحكوم عليكم بالجوع فالحق يدمدم في فوهات براكينه إنها حمم النهاية..
ويأمر الشيخ هاتوا ابنه يجب أن يتعود حمل الأعباء الكبيرة منذ الآن أن تجند بالإخلاص فسيزيد هذا أيمانا وعزيمة.
وظل اللاز مشدوها لا يصدق عينيه، وعندما انفجرت الدماء من قف أبيه صاح في رعب ما يبقى في الوادي غير أحجاره.
ثم ارتخت كل عضلاته، ودارت به الأرض ومد يده يحاول التشبث بشيء ما ثم هوى ولقد بقي هذا العبء بعد الاستقلال.. وكان اللاز يردد دائما- ما يبقى في الوادي غير أحجاره.
ونلاحظ أن هذه المحاكمة قد وردت في الرواية وكأنها اللغز الأساسي في الرواية ككل فهي تحمل معنى انطباعيا قد تشكل في قالب اتهام.
ونحن نعلم أن الانطباعيين يريدون تثبيت التقاء الأثر بدائيتهم فكلمة انطباع تعني بدقة هذا اللقاء الأتي والساذج بين النص والقارئ والتبذل الذي ينتج عن ذلك في نفس القارئ..
وهو نقد يعدو نظريا إلى المفهوم البسيط والنقي لردود فعل الناقد الفرنسي "جيل لوميتر" يرى: أن النقد منهجيا كان أم لا، ومهما كانت ادعاءاته لا يتواصل إلا إلى تعريف الانطباع الذي يحدثه فينا في زمن اثر فني فيه دون الكاتب نفسه الانطباع الذي تلقاه من العالم ساعة ما.
ونحن حين نتابع الروائي الجزائري الكبير "الطاهر وطار" في اثر هذه المحاكمة وانطباعها الذي تحدثه في صلب الرواية يدفعنا إلى الاستنتاج إلى أن هناك مصداقية فنية ونقدية ما دفعت هذا الروائي إلى أن يتمم الثورة في شخص" زيدان"الشيوعي والثوري وفي أشخاص الأجانب الذين ساندوا الثورة ولم تنصفهم خلافات مسؤولين.. هؤلاء الذين قرروا في "القاهرة" تصفية الحزب الشيوعي الجزائري وتصفية مناضليه حتى في بين فرق المجاهدين في الجبال.
ويظهر الطابع الكرزماتي للمسؤول في شخصية الشيخ وموكبه الوقور،وقراره المفحم لكل قرار،حتى ان عريضة زيدان والجماعة الشيوعية لم تكن ذات بال بالنسبة إليه.
والأثر الفني يعني أولا أن الأثر هو حدث محتمل إنتاج الإنسان التاريخي والنفسي والاجتماعي.
ثانيا: هذا الحدث يجب أن يتلقى من النقد تفسيرا
ثالثا: الحكم النقدي لا يمكن أن يكون إلا حكما موضوعيا
ولقد كان" فيلمان"villemaine))يقدس الموضوعية فالناقد يجب أن يحكم بالطابع ولكن بعدم التحيز تام يجب أن يكون شأنه شأن التاريخ بعيدا عن كل هوى، ومصلحة وحزب يجب أن يحكم على المواهب اكثر من حكمه على الآراء العامة ويجب أن يتقدم النقد غير المتحيز على الرأي العام.
ولا ندري أن كان حكم"الطاهر وطار" على تصفية الثورة للشيوعيين العاملين في الثورة ذاتها أو هو حكم ذاتي فيه هوى ومصلحة حزبية؟
أن تصفية زيدان والشيوعيين من طرف مسؤولي الثورة يحمل انطباعا عاما بان الثورة أن كانت لها أخطاء فان أخطاءها هي أخطاء مسؤوليها الكارزماتيين.
لكن من جهة أخرى، لم يكن للثورة، أن تكون ثورة حقيقية إذا لم توحد ساحتها النضالية والجهادية وان تصفيتها للشيوعيين لم تقدم به الثورة نفسها، وانما قام به التاريخ قبل ذلك حين حلت جميع الاحزاب ومهد الطريق لقيام الجبهة.
ولم قتل زيدان وذبح الشيوعيين الأوروبيون حين قرروا أن لا يرتدوا عن عقائدهم وأحزابهم اليس هناك حل أخر غير هذه التصفية؟
هذه هي التبعة الكبرى التي لا يمكن إغفالها والتي دفعت الطاهر وطار إلى كتابة"اللاز" في وقته كانت هناك توجهات شيوعية يعيشها الشباب الجزائري بعد الاستقلال.
فالموقع التاريخي هو الذي فرض كل هذا.
وهكذا فالأثر-اللاز- هو مشكلة لا يظهر حلها إلا بتحليل الأوساط والبلد والحضارة والوضع فلتوضيح اثر يجب أن نتذكر أولا أن مهمة الأدب لا تقتصر فقط على نقل تقاليد المجتمع وانما تتعلق أيضا ببعض حوادث هذا المجتمع.


منصف بوزفور

العالم السياسي الجزائرية 14/11/96


قلب., 11 - 4 - 2010 09:18 PM

شكرأ لك وبارك الله فيك ..لك مني اجمل تحية!!


الساعة الآن 04:49 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى