منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   القسم الإسلامي (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=21)
-   -   أسماء الله الحسنى (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=5521)

عبدالرحمن حموده 1 - 4 - 2010 03:50 PM

العنصر السادس : أدعى أهل التحريف و التعطيل على أهل السنة أنهم أولوا بعض النصوص ليلزموهم بتأويل البقية و المداهنة فيها :

هذا دعوى تلبيس ، و تشكيك ، و قد نشرت في الصحف نشرها من نشرها وقال : أنتم يا أهل السنة تشنعون علينا تقولون أنتم تأولون ، وأنتم يا أهل السنة قد أولتم فما بالكم تشنعون علينا بالتأويل وأنتم تسلكونه ؟!
حقيقة إن هذه الحجة حجة قوية إذا ثبتت لأنه لا يحق لأي إنسان أن يتحكم فيما يمكن تأويله أو يجب وفيما لا يمكن ، و لكن أهل السنة و الجماعة يقولون هذه دعوى تلبيس ، و تشكيك فإننا لسنا على هذه الطريقة و أنتم رميتمونا بذلك إما لإلزامنا أن نسكت عن تحريفكم ونداهن، ولكنا بعون الله لن نسكت على ما نرمى به و نحن منه بريئون .

و هذا التأويل الذي ادعاه بعض أهل التأويل و رمي به أهل السنة و الجماعة لنا عنه جوابان.

الجواب الأول : أن نمنع أن يكون طريق أهل السنة في ذلك تأويلاً ، لأن التأويل في اصطلاح المتأخرين - و هو الذي يعنيه هؤلاء – هو صرف اللفظ عن ظاهره .

و أهل السنة يقولون : ظاهر الكلام ما دل عليه الكلام باعتبار السياق ، أو باعتبار حال المتكلم به هذا هو ظاهر الكلام و ليس للكلمات معنى خلقت له لا تستعمل في غيره ، و لكن معنى الكلمات إنما يظهر بسياقها و بحال المتكلم بها ، نحن كنا قرأنا في البلاغة أو بعض منا قرأ في البلاغة و رأي أن الاستفهام يأتي لعدة معاني ، و قرأنا في حروف الجر و معانيها ، و علمنا أن بعض الحروف يأتي لعدة معاني ، فما الذي يعين هذه المعاني ؟ أليس السياق ؟ إذاً فحقيقة الكلام ما دل عليه السياق ، و ظاهره ما دل عليه سياقه ، و ذلك باعتبار نظم الكلام و باعتبار حال المتكلم به فهذا الجواب ، جواب مجمل أن نقول : لا نسلم بأن ظاهر الكلام خلاف ما دل عليه سياقه أو حال المتكلم به ، بل ما دل عليه السياق فهو حقيقة الكلام و ظاهره مطلقاً ، حتى لو استعملت هذه الكلمة في غير هذا الموضع لمعنى آخر ، فإن استعمالها في هذا الموضوع للمعنى الذي دل عليه السياق هو في الواقع حقيقتها هذا جواب .

الجواب الثاني : لو سلمنا أن في اللفظ إخراجاً له عن ظاهره ، فإن أهل السنة و الجماعة لا يمكن أبداً أن يخرجوا لفظاً عن ظاهره إلا بدليل من الكتاب ، من الكتاب أو السنة متصل ، أو منفصل ، و أنا أتحدى أي واحد يأتي إلي بدليل من الكتاب ، أو السنة في أسماء الله و صقاته أخرجه أهل السنة عن ظاهره، إلا أن يكون لهم دليل بذلك من كتاب الله، أو من سنة رسوله ، صلى الله عليه و سلم ، و حينئذٍ إذا كان ما أخرجه إليه أهل السنة من المعنى ثابتاً بدليل من الكتاب و السنة فإنهم في الحقيقة لم يخرجوا عما أراد الله به ، لأنهم علموا مراد الله به من الدليل الثاني من الكتاب و السنة ، و ليسوا بحمد الله يخرجون شيئاً من النصوص عما يقال إنه ظاهره من أجل عقولهم حتى يتوصلوا إلى نفي ما أثبته الله لنفسه و إثبات ما لم يدل عليه ظاهر الكلام . هذا لا يوجد و لله الحمد في أي واحد من أهل السنة ، و الأمر إذا شئتم فارجعوا إليه في كتبهم المختصرة و المطولة ، و نحن نضرب لذلك بعض الأمثلة لا كل الأمثلة لأننا لو تتبعنا الأمثلة كلها التي قيل إن أهل السنة و الجماعة صرفوها عن ظاهرها لطال بنا الكلام لكننا نذكر عدة أمثلة فقط


يتبع
:

عبدالرحمن حموده 1 - 4 - 2010 03:51 PM

المثال الأول :

قال أهل التأويل : أنتم يا أهل السنة أولتم قول الله – عز وجل - : ( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ)(البقرة: من الآية29).فقلتم إن معنى الاستواء هنا(القصد و الإرادة)،وقلتم:إن معنى الاستواء في قوله تعالىhttp://www.al-amakn.net/vb/images/smilies/frown.gifثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش)(الأعراف:من الآية54).(العلو و الارتفاع) ، و ما هذا إلا تأويل منكم لأحد النصين لا يمكن أن تخرجوا عنه و معلوم أن استوى على كذا معناها القصد ، إذن أخرجتم كلمة استوى عن ظاهرها.

و جوابنا على ذلك أن نقول : ( استوى ) كلمة يتحدد معناها بحسب متعلقها فمثلاً : ( استوى على العرش ) معناها العلو على وجه يليق بجلاله، و لا يشبه استواء المخلوق على المخلوق .

( استوى إلى السماء ) اختلف الحرف فكان ( إلى ) ، و ( إلى للغاية ، و ليست للعلو ، و معلوم أنها إذا كانت للغاية فإن الفعل متضمن معنى يدل على الغاية هو القدرة و الإرادة ، و إلى هذا النحو ذهب بعض أهل السنة فقالوا : ( استوى إلى السماء ) أي قصد إلى السماء ، و القصد إذا كان تاماً يعبر عنه بالاستواء ، لأن الأصل في اللغة العربية أن مادة الاستواء تدل على الكمال كما في قوله تعالى : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى)(القصص: من الآية14) .

و جواب آخر أن نقول : ( استوى إلى السماء ) بمعنى ارتفع . قال البغوي : و هو مروي عن ابن عباس و أكثر المفسرين ، و لكن هذا يجب أن لا نظن أن الله – سبحانه و تعالى – قد انتفى عنه العلو حين خلق الأرض ، بل إنه – سبحانه و تعالى – لم يزل ، و لا يزال عالياً ، لأن العلو صفة ذاتية و لكن الاستواء هنا و إن كان بمعنى الارتفاع ، إلا أننا لا نعلم كيفيته و هذا جواب آخر عن الآية .

و الخلاصة الآن أننا إذا فسرنا ( استوى إلى السماء ) بمعنى قصد إليها على وجه الكمال فإننا لم نخرج عن ظاهر اللفظ ، و ذلك لاختلاف حرف الجر الذي تعلق باستوى في قولهhttp://www.al-amakn.net/vb/images/smilies/frown.gif اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش)(لأعراف: من الآية54). وفي قولهhttp://www.al-amakn.net/vb/images/smilies/frown.gifاسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ )(البقرة: من الآية29) . و إذا قلنا بالقول الثاني الذي هو مروي عن ابن عباس و أكثر المفسرين بأنه ارتفع ، فإنه لا يجوز لنا أن نتوهم بأن الله تعالى لم يكن عالياً من قبل .

أما المثال الثاني : قال أهل التأويل : أنتم يا أهل السنة فسرتم قوله تعالى : (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا)(القمر: من الآية14) . أي بمرأى منا و هذا خلاف ظاهر اللفظ .

نقول لهم : ماذا تفهمون من هذا اللفظ ؟ هل أحد يمكن أن يفهم أن الباء للظرفية ، و أن سفينة نوح تجري في عين الله ؟! أبداً لا أحد يفهم هذا إطلاقاً ، و إتيان الباء للظرفية في بعض المواضع وارد لكن في هذه الآية لا يمكن أبداً أن يكون كذلك .

إذن فهذا الظاهر الذي زعمتم أنه ظاهر الآية لا نسلم أبداً أنه ظاهرها ، لكن الذين فسروا : (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا)(القمر: من الآية14) .
بمرأى منا هؤلاء فسروا اللفظ بلازمه ، و ذلك صحيح ، و ليس خروجاً باللفظ عن ظاهره ، لأن دلالة اللفظ على معناه : إما دلالة مطابقة ، أو دلالة تضمن ، أو دلالة التزام ، و كل من الدلالات لا يخرج اللفظ عن ظاهره . هذه الدلالات الثلاث أوضحها بالمثال :

(البيت) يعني الدار تدل على جملة الدار و كتلتها جميعاً بالمطابقة ، أي تدل على بناء مكون من حجر ، و غرف ، و ساحات و غيرها بالمطابقة .و تدل على كل حجرة أو كل غرفة ، أو كل ساحة بالتضمن . و تدل على أن هذا البيت لا بد له من بان بناه بالالتزام .

فنحن نقول : تجري بأعيننا إذا كان الله تعالى يراها بعينه و يرعاها فإنها تجري بمرأى منه ، و هذا معنى صحيح ، و يمكن أن نجيب بجواب آخر بأن معناها: تجري مرئية بأعيننا ، و المهم أن نثبت من هذه الآية أن لله – سبحانه و تعالى – عيناً لا تشبه أعين المخلوقين ، و لا يمكن أن نتصور لها كيفية ، و بذلك لم نخرج عن ظاهر اللفظ .

و قد فسر ابن عباس – رضي الله عنهما – قوله تعالى : ( وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي)(طـه: من الآية39) . إنها العين الحقيقية و المعنى أن موسى ، صلى الله عليه و سلم ، يرب على عين الله أي : على رؤية بعين الله – سبحانه و تعالى - .

عبدالرحمن حموده 1 - 4 - 2010 03:51 PM

المثال الثالث :

قال أهل التأويل : أنتم يا أهل السنة أولتم قوله تعالى : (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُم)(الواقعة: من الآية85) . إلى أن المراد أقرب بملائكتنا و هذا تأويل ، لأنا لو أخذنا بظاهر اللفظ لكان الضمير (نَحْنُ) يعود إلى الله ، و أقرب خبر المبتدأ ، و فيه ضمير مستتر يعود على الله ، فيكون القرب لله – عز وجل -، و معلوم أنكم أهل السنة لا تقولون بذلك ، لا تقولون إن الله تعالى يقرب من المحتضر بذاته حتى يكون في مكانه ، لأن هذا أمر لا يمكن أن يكون ، إذ أنه قول أهل الحلول الذي ينكرون علو الله – عز وجل –، و يقولون إنه بذاته في كل و أنتم أهل السنة تنكرون ذلك أشد الإنكار . إذن ما تقولون أنتم يا أهل السنة ألستم تقولون نحن أقرب إليه أي إلى المحتضر بملائكتنا ، أي الملائكة تحضر إلى الميت و تقبض روحه ؟! هذا تأويل ،


قلنا الجواب على ذلك سهل و لله الحمد ، فإن الذي يحضر الميت هم الملائكة (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ)(الأنعام: من الآية61) . (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُم)(الأنعام: من الآية93) .
فالذي يحضر إلى المحتضر عند الموت هم الملائكة ، وأيضاً في نفس الآية ما يدل على أنه ليس المراد قرب الله – سبحانه وتعالى – نفسه فإنه قال : (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ) (الواقعة:85) . فهذا يدل على أن هذا القريب الحاضر ، لكن لا نبصره ، وكذلك لأنك الملائكة عالم غيبي الأصل فيهم الخفاء وعدم الرؤية .
وعلى هذا فنحن لم نخرج بالآية عن ظاهرها لوجود لفظٍ فيها يعين المراد ، ونحن على العين والرأس ، والقلب نقبل كل شيء كان بدليل من كتاب الله ، ومن سنة رسوله ، صلى الله عليه و سلم .


المثال الرابع : قال أهل التأويل : أنتم يا أهل السنة أولتم قوله تعالى http://www.al-amakn.net/vb/images/smilies/frown.gif وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)(الحديد:من الآية4). فقلتم : وهو معكم بعلمه ، وهذا تأويل فإن الله تعالى يقول : ( وَهُوَ مَعَكُم)(الحديد: من الآية4) . و الضمير في قوله : ( وَهُوَ مَعَكُم) يعود إلى الله . فأنتم يا أهل السنة أولتم هذا النص و قلتم : إنه معكم بالعلم . فإذا كيف تنكرون علينا التأويل ؟


قلنا : نحن لم نؤول الآية ، بل إنما فسرناها بلازمها وهو : العلم ، و ذلك لأن قوله ( وَهُوَ مَعَكُم) .
لا يمكن لأي إنسان يعرف قدر الله عز وجل و يعرف عظمته ، أن يتبادر إلى ذهنه أنه هو ذاته مع الخلق في أمكنتهم ، فإن هذا أمر مستحيل ، كيف يكون الله معك في البيت و مع الآخر في المسجد ، و مع الثالث في الطريق ، و مع الرابع في البر ، و مع الخامس في الجو ، و مع السادس في البحر : إلخ ؟!
لو قلنا بهذا فكم إلها يكون لو قلنا بهذا لزم أن يكون الله إما متعدداً، أو متجزئاً – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً
و هذا أمرلا يمكن و لهذا نقول: من فهم هذا الفهم فهو ضال في فهمه و من اعتقده فإنه ضال إن قلد غيره بذلك ، و كافر إذا بلغه العلم و أصر على قوله ، و من نسب إلى أحد من السلف أن ظاهر الآية أن الله معهم بذاته في أمكنتهم ، فإنه بلا شك كاذب عليهم .
إذاً أهل السنة و الجماعة يقولون : نحن نؤمن بأن الله تعالى فوق عرشه ، و أنه لا يحيط به شيء من مخلوقاته و أنه مع خلقه كما قال في كتابه ، و لكن مع إيماننا بعلوه .
و لا يمكن أن يكون مقتضى معيته إلا الإحاطة بالخلق علماً ، و قدرة ، و سلطاناً ، و سمعا ، و بصراً ، و تدبيراً و غير ذلك من معاني الربوبية إما أن يكون حالاً في أمكنتهم ، أو مختلطاً بهم كما يقول أهل الحلول و الاتحاد ، فإن هذا أمر باطل لا يمكن أن يكون هو ظاهر الكتاب و السنة و على هذا فنحن لم نؤول الآية و لم نصرفها عن ظاهرها ، لأن الذي قال عن نفسه ( وَهُوَ مَعَكُم)(الحديد: من الآية4) هو الذي قال عن نفسه : ( وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)(البقرة: من الآية255) . و هو الذي قال عن نفسه : (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ)(الأنعام: من الآية18). إذن فهو فوق عباده ، و لا يمكن أن يكون في أمكنتهم ، و مع ذلك فهو معهم محيط بهم علماً و قدرة ، و سلطاناً ، و تدبيراً و غير ذلك .

و إذا أضيفت المعية إلى من يستحق النصر من الرسل و أتباعهم اقتضت معم الإحاطة علماً و قدرة ، اقتضت نصراً و تأييداً ، فنحن و لله الحمد ما خرجنا بهذا اللفظ عن ظاهره حتى يلزمونا بذلك .
و قد بين شيخ الإسلام – رحمه الله – في كتبه المختصرة و المطولة أنه لا تعارض بين معنى المعية حقيقة و بين علو الله سبحانه و تعالى ، قال : لأن الله سبحانه ليس كمثله شيء ، في جميع صفاته فهو على في دنوه قريب في علوه ).

و قال : ( إن الناس يقولون ما زلنا نسير و القمر معنا ، مع أن القمر في السماء ، و هم يقولون معنا فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق كان في حق الخالق من باب أولى ) .

و المهم أننا نحن معشر أهل السنة ما قلنا أبداً و لا نقول إن ظاهر الآية هو ما فهمتموه و أننا صرفناه عن ظاهرها ، بل نقول : إن الآية معناها أنه سبحانه مع خلقه حقيقة ، معية تليق به ، محيط بهم علماً و قدرة ، و سلطاناً ، و تدبيراً ، و غير ذلك لأنه لا يمكن الجمع بين نصوص المعية و بين نصوص العلو إلى على هذا الوجه الذي قلناه ، و الله سبحانه و تعالى يفسر كلامه بعضه بعضاً .

عبدالرحمن حموده 1 - 4 - 2010 03:52 PM

المثال الخامس :

قال أهل التأويل : إنه ثبت عن النبي ، صلى الله عليه و سلم ، أنه قال : قال الله تعالى : ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحبه إلا مما افترضته عليه ، و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها ، و رجله التي يمشي بها و لئن سألني لأعطينه ، و لئن استعاذني لأعيذنه ) . و أنتم يا أهل السنة هل تقولون أن الله يكون سمع ، و بصر ، و يد ، و رجل من يحبه حقيقة ؟ إن لم تقولوا بذلك فقد صرفتم الحديث عن ظاهره ، لأن الله يقول : (كنت سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها ، و رجله التي يمشي بها )

و جوابنا : أنه لا أحد يفهم أن ظاهر الحديث هو هذا أي أن الله يكون سمع الإنسان و بصره ، و رجله ، و يده حقيقة ، لا أحد يفهم هذا ، إلا من كان بليد الفهم ، أو مظلم القلب بالتقليد أو بالدعوة الباطلة . فالحديث لا يدل على أن حقيقة سمع الإنسان ، بصره ، و رجله ، و يده هو الله عز وجل ، و حاشاه عز وجل عن ذلك ، لا يدل على هذا بأي وجه من الوجوه . اقرأ الحديث : (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ) . (و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحبه إلا مما افترضته عليه ) .

فأثبت عابداً و معبوداً ، و متقرباً و متقرباً إليه ، (و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ) فأثبت محباً و محبوباً ، (و لئن سألني لأعطينه) فأثبت سائلاً و مسئولاً ، و معطي و معطى (و لئن استعاذني لأعيذنه ) فأثبت مستعيذاً و مستعاذاً به ، و من المعلوم أن كل واحد من هذين هو غير الآخر بلا ريب إذا تقرر هذا فكيف يمكن أن يفهم أحد من قوله تعالى في هذا الحديث القدسي : (كنت سمعه ) إن الله سيكون جزءاً في هذا المخلوق الذي يتقرب إليه ، و الذي يستعيذ به ، و الذي يسأله ، هذا لا يمكن أحداً أن يفهمه أحداً من سياق الحديث ، و بهذا يكون معنى الحديث و ظاهر الحديث و حقيقة الحديث : أن الله سبحانه و تعالى يسدد هذا الإنسان في سمعه ، و بصره ، و سعيه ، فلا يسمع إلا بالله ، و لله ، و في الله ، و لا ينظر إلا لله ، و بالله ، و في الله و لا يبطش إلا لله ، و بالله ، و لا يمشي إلا لله ، و بالله ، و في الله، هذا هو معنى الحديث، و حقيقته و ظاهره، و ليس فيه و لله الحمد أي شيء من التأويل .


المثال السادس :

قال أهل التأويل : إنكم يا أهل السنة أولتم قول الرسول ، صلى الله عليه و سلم : ( إن قلوب بني آدم بين اصبعين من أصابع الرحمن ) . حيث قلتم : إن المراد أن الله سبحانه و تعالى متصرف في القلوب ، و لا يمكن أن تكون القلوب بين اصبعين من أصابع اليد فإن هذا يقتضي الحلول و أن أصابع الله خالة في صدر كل إنسان .

قلنا : هذا كذب على السلف و السلف ما أولوا هذا التأويل ، و لا قالوا إن الحديث كناية عن سلطان الله تعالى ، و تصرفه في القلوب بل قالوا :
نثبت أن لله تعالى أصابع و أن كل قلب من بني آدم فهو بين اصبعين من أصابعه على وجه الحقيقة ، و لا يلزم من ذلك الحلول أبداً ، فإن البينية بين شيئين لا يلزم منها المماسة و المباشرة ، أرأيتم قول الله تعالى : ( وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)(البقرة: من الآية164) . فهل يلزم من ذلك التعبير أن يكون السحاب لاصقاً بالسماء و الأرض ؟!
لا يمكن فقلوب بني آدم كلها ، كما قال نبينا ، صلى الله عليه وسلم ، وهو أعلم الخلق بالله : ( بين اصبعين من أصابع الرحمن ) و لا يلزم من ذلك أن يكون مماساً لهذه القلوب بل نقول كما قال نبينا ، و نقول ها على وجه الحقيقة ليس فيه تأويل . و نثبت مع ذلك أيضاً أن الله تعالى يتصرف في هذه القلوب كما يشاء كما جاء في الحديث و نقول : اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك .

عبدالرحمن حموده 1 - 4 - 2010 03:53 PM

المثال السابع و الأخير :

فهو الحجر الأسود يمين الله في الأرض ، قال أهل التأويل : إنكم تؤولون هذا الحديث ، لأنكم لا يمكن أن تقولوا إن الحجر هو يد الله .

و نقول هذا حق ، لا يمكن لأحد أن يقول عن الحجر الأسود هو يد الله عز وجل و لكن قبل أن نجيب على هذا نقول : إن هذا الحديث باطل و لا يثبت عن النبي ، صلى الله عليه و سلم . قال ابن العربي : إنه حديث باطل و قال ابن الجوزي في (العلل المتناهية ): إنه حديث لا يصح. و قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – (روى عن النبي ، صلى الله عليه و سلم، بإسناد لا يثبت ) .

و على هذا فإنه ليس وارداً على أهل السنة و الجماعة لأنه لا يصح عن النبي ، صلى الله عليه و سلم ، و لكن قال شيخ الإسلام إنه مشهور عن ابن عباس ، و لكنه مع ذلك لا يعطي المعنى الذي قاله هؤلاء ، وأن الحجر الأسود يمين الله ، لأنه قال : ( يمين الله في الأرض فقيده ) ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – و الكلام إذا قيد ليس كالكلام المطلق ما قال : يمين الله و سكت . قال : في الأرض . و معلوم أن يمين الله ليست في الأرض ، كذلك أيضاً قال في نفس الحديث كما رواه شيخ الإسلام ابن تيميةhttp://3ashiqa.com/vb/images/smilies/frown.gifفمن صافحه فكأنما صافح الله ) ، و التشبيه يدل على أن المشبه به ليس هو المشبه ، و إنما هو غيره .


و خلاصة القول :

إن أهل السنة و الجماعة – و لله الحمد – لا يمكن أن يخرجوا الكلام عن ظاهره ، لأن ظاهر الكلام و حقيقته ما دل عليه سياقه و هو مختلف بحسب السياق ، و بحسب الأحوال فإن لم يكن ذلك و أبي إنسان إلا أن يجعل معنى الكلمة معنى ذاتياً لها فإننا نقول لا يمكن لأهل السنة و الجماعة أن يتركوا هذا المعنى الذي ادعى أنه ذاتي لها إلا بدليل من الكتاب و السنة و متى دل الكتاب و السنة على شيء وجب القول به سواء وافق ما يقال إنه ظاهر اللفظ ، أو خالفه ، و نحن كلنا نلتمس ما قاله الله عن نفسه ، و ما قاله عنه رسوله ، صلى الله عليه و سلم ، و يدلكم لهذا ما ثبت في صحيح مسلم أن الله تعالى يقول : ( عبدي جعت فلم تطعمني ، عبدي مرضت فلم تعدني ، فيقول كيف أطعمك وأنت رب العالمين ، كيف أعودك وأنت رب العالمين ، فيقول الله عزوجل : أما علمت أن عبدي فلان جاع فلم تطعمه مرض فلم تعده ).

هذا الحديث يدلنا دلالة ظاهرة على أن ماجاء في الكتاب والسنة ما أضافه إلى نفسه فهو حق على ظاهره ، مالم يرد عن الله ورسوله صرفه عن ذلك ، فإن ورد صرفه عن ظاهره فإننا آخذون به ، وهذا الحديث الأخير دليل واضح على منع التأويل الذي ليس له دليل من الكتاب والسنة ولعلنا نقتصر على هذا خوفاً من التطويل ،

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

عبدالرحمن حموده 1 - 4 - 2010 03:53 PM

الله
اسم دال على الذات الجامعة لصفات الإلهية كلها .


الرحمن
واسع الرحمة لخلقه مؤمنهم وكافرهم في معاشهم ومعادهم .


الرحيم
دال على صفة فعلية ، ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة

عبدالرحمن حموده 1 - 4 - 2010 03:54 PM

الملك
المتصرف في ملكه كما يشاء المستغني بنفسه عما سواه .


القدوس
المنزه عن كل وصفه الطاهر عن الآفات .


السلام
السالم من العيوب والنقائص الناشر سلامته على خلقه

المؤمن
المصدق نفسه وكتبه ورسله فيما بلغوه عنه ، المٌؤَمِنْ عباده من الخوف .


المهيمن
الشاهد على خلقه ، القائم على خلقه .



العزيز
الغالب الذي لا نظير له ، وتشتد الحا
جه إليه

عبدالرحمن حموده 1 - 4 - 2010 03:54 PM

الجبار
المنفذ مشيئته على سبيل الإجبار في كل أحد


المتكبر
المتفرد بصفات العظمة والكبرياء ، المتكبر عن النقص وعدم التناسب


الخالق
المبدع لخلقه بإرادته على غير مثال سابق

عبدالرحمن حموده 1 - 4 - 2010 03:55 PM

البارىء

المميز لخلقه بالأشكال المختلفة بريئة من التفاوت وعدم التناسب
http://www.al-amakn.net/vb/images/myframes/6_cdr.gifhttp://www.al-amakn.net/vb/images/myframes/6_cdl.gif




http://www.al-amakn.net/vb/images/myframes/6_cur.gifhttp://www.al-amakn.net/vb/images/myframes/6_cul.gif

المصور
الذي أعطى لكل خلق صوره خاصة وهيئة مفردة
http://www.al-amakn.net/vb/images/myframes/6_cdr.gifhttp://www.al-amakn.net/vb/images/myframes/6_cdl.gif




http://www.al-amakn.net/vb/images/myframes/6_cur.gifhttp://www.al-amakn.net/vb/images/myframes/6_cul.gif
الغفار

الذي يستر القبيح في الدنيا ويتجاوز عنه في الآخرة
http://www.al-amakn.net/vb/images/myframes/6_cdr.gif

عبدالرحمن حموده 1 - 4 - 2010 03:56 PM

القهار

الذي يقهر الجبابرة بالأمانة والإذلال ولا مرد لحكمه

الوهاب

المتـــفضل بالعطايا المنعم بها دون استحقاق عليه

الرزاق

خالق الأرزاق المتكفل بإيصالها إلى خلقه


الساعة الآن 05:25 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى