منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   الخواطر الأدبية (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=168)
-   -   أنا .. نقطة في آخر السطر ! (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=34155)

محمد ماهر مرعي 14 - 3 - 2015 05:12 PM

أنا .. نقطة في آخر السطر !
 
https://s-media-cache-ak0.pinimg.com...940eb890f6.jpg
.
.
.


في البدءِ لم أكن أنا الذي تروني بأعينكم الآن , كنت أقل لمعة أو أقل اثارة , ربما كنت شفافا أكثر , لا أدرى !
كل ما أعرفه أنني كنت مختلفا تماما عما أنا عليه الآن .
الآن صرت غيري على قول الرائع محمود درويش , ولأني لست شاعرا كما يزعم البعض و لست كاتبا كما يدعون..
أحاول جاهدًا ترجمة ما يدور بالفكر , تارة بالنقاط و تارة بالسكوت و تارة بالإنزلاق عمدا حتى آخر سطر دونما اهتمام بما ينزف من دمٍ من بين اصابعي على ما أهداني الحظ من ورق !

البكاء وان كان ضعفا فإنه يطهر ما علق بقلبي من تراب حال مروري بين الناس عاجزا عن استيعاب حركاتهم
واضعا احدى يدايا على فمي خجلا و ربما خوفا من الامراض العالقة بالهواء لتلوث انفاس من على الأرض من سيئين , ويدي الأخرى على قلبي .
قلبي أحب كثيرا ....
حين حاولت حصر النساء اللائي مررن على قلبي منذ أول نبضة لم أستطع حصرهن بشكل دقيق ولربما إن حاولت لعام كامل حصرهن لن أستطع .
لست كازانوفا لترموني باطلا بأني زير نساء أو سيد سرير , لكن على الأرجح لم اسمح لأي امرأة بالدخول لعالمي الا قليلا .
بعض النساء يتشكلن حسب المزاج و يتحضرن ان التقينا علنا في احدى المناسبات العامة , ويكُنَّ أكثر وحشية وبدائية ان اجتمعنا سويا في سرير .
لا تذهبوا بأفكاركم بعيدا فأنا اجلس على السرير حال الكتابه ؛ ولست بصدد اتهام لادافع عن نفسي جراء هذا الأمر
كل ما قصدته أن المرأة الغير عادية هى التي تتشكل حسب المزاج وحسب فصول العام و حسب هدهة الحمام و حسب سكون الريح و حسب جنونه
تكن عصبية حين يتطلب الأمر , وتكن زهرية حين يتطلب الأمر , وتكن ذهبية أيضا حين تحتاج لذلك
ذكائها و ربما لؤمها يجعلها تستطيع اجتياحك في كل شكل جديد.
فكل امرأة عرفتها كانت بألف امرأة , وكل امرأة لم أعرفها فاتها الكثير !
اذا كيف لي حصرهن وهن كُثر ؟
اقدم اعترافا هاهنا بأن جميع النسوة اللائي تملكنني هُنَّ في الأصل واحدة .
لي صديقة , استطاعت رسم العالم كله بما يحمل من سحر في نظرة
واستطاعت اختصار الوديان , الأنهار , البحار , المحيطات , الأسماك وما فوقها حين نطقت صباح الخير , تشاركني القهوة ؟!
القهوة وإن كتبت عنها كثيرا فلها الفضل في كل حرف جديد يكتسبه قلمي الذي لم يكن يستطيع كتابة موضوع " انشاء / تعبير " في الصفوف الأولى من الدراسة.
ولأن مدرسة أنفاسها أكثر قدرة على ايصال كل المعلومات بتنهيدة .. كنت تلميذا نجيبا في الصف الذي لم أكن أرى فيه غيري !
تغيرت كثيرا ... لم أعد بريئا كما كنت , ولم اعد طيبا كما تمنون لي .
أيتها الحمامة الأم , اما آن لهديلك أن يطمئن قلبي ؟ تأخرتِ كثيراً .
اذكر آخر مرة التقينا ...
حين أهديتكِ قصيدة وأهديتِني لوحة تحمل رسمك الذي لم تكمليه ، معللةً بأن الأشياء ان اكتملت فقدت قيمتها
وأكدت على كلامك بأن كل ما اكتمل في هذا الكون يصاب بالنقصان و يعود صغيرا كأول عهده
حتى حرفي الذي قربنا سويا وعشقتيه؛ ما عاد هو و ما عادت ريشتك ترسمني كما يجب .
كلانا فقد شيئا ما !!

ادمانكِ لرائحة الآلوان , وشراهتك في امتلاك الفرشات , وزهدك في كل شيء عدا القهوة والظلام , كان بمثابة آيات قدسية أدندنها في كل ليل تغيبين فيه .
عيونك والخزامى و طقطقة النار والبرد , يوحون لي بأن الليل هو أقدس الأوقات .

أيتها الغائبة القريبة ..

أطفو على الموجة المقابلة للموجة التي عانقتيها ذات جنون , أعانقها ذاتها , لعلي أجد مرفأ يستقبلني و تكونين هناك , نحتسي القهوة و نرسم على الرمل قلب وسهم وحرفين , ونبني بيوتا ونهدم قيودا , و نكتب الشوارع بأسمائنا و نغطي المباني بأحبارنا و ألوننا و الجنون , كأي طفليين عابثين شرفا على سن المراهقه .
أقول لكِ غرفتي هاهنا , وتعترضين قائلة : أريدها لي .
وأضحك قائلا : نقتسمها اذا كما اقتسمتِ من قبل قلبي .

يا قلبي .. ما زلت أدرك أن وأد الاسماك بإخراجها من البحر ,, ولأنكِ بحري آمل أن أغوص ثانية بعمقك في أمان .
الرمال الساخنة التي تكونتِ فوقها , ورزقتِ من حرارتها بأصابع و شفاه و عيون ما زالت عاجزة على انجاب غيرك تشبهك , أو أقل قليلا .

لعلكِ قد رفعتِ سقف مطالبي و كثفتِ جميع أمنياتي , وما عدت أرضى بسواكِ, ولا أدرى هل هذا لسوء حظي أو حسنه
كل ما أعرفه أن من ذاق لذتكِ مره يصعب أن يُسكره خمرٌ عداكِ . يالوجعي !
أيتها المستحيلة . . .
قلمي الذي كساه المِلح ما عاد في حاجة للكتابة بعدك
طالما كنتِ الملهمة العنيدة , طالما كنتِ السمكة البعيدة , التي أخذت زعانفها مني بعدما أهدتني اياها منذ أعوام .


لـــ / محمد ماهر مرعي
مارس 2015

عاشق تراب الأقصى 14 - 3 - 2015 09:10 PM

رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
 
أيتها الحمامة الأم , اما آن لهديلك أن يطمئن قلبي ؟ تأخرتِ كثيراً .
اذكر آخر مرة التقينا ...
حين أهديتكِ قصيدة وأهديتِني لوحة تحمل رسمك الذي لم تكمليه ، معللةً بأن الأشياء ان اكتملت فقدت قيمتها
وأكدت على كلامك بأن كل ما اكتمل في هذا الكون يصاب بالنقصان و يعود صغيرا كأول عهده
حتى حرفي الذي قربنا سويا وعشقتيه؛ ما عاد هو و ما عادت ريشتك ترسمني كما يجب .
كلانا فقد شيئا ما !!
مخطوطة رائعة اخ محمد ولها تكتب بقدسية الحرف وجماله
كاتب واديب ومن يقول غير هذا فقد ظلمك
تحيتي والتقدير

ابو فداء 15 - 3 - 2015 10:18 AM

رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
 
الابداع صفة تلازمك صديقي
لا حرمناك

أبو جمال 15 - 3 - 2015 06:51 PM

رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
 
ربما كنت في البداية شفاف اكثر،، ماذا اقول عن هذه الرائعه اخي محمد اذن

تشبيهات وجماليات في النص ﻻ توصف بمجرد رد
مبدع جدا
تحياتي واحترامي

همسه 15 - 3 - 2015 08:45 PM

رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
 
كالعادة إبداع رائع
وطرح مميز اخ محمد
بإنتظار الجديد القادم

غربة وطن 15 - 3 - 2015 09:00 PM

رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
 
كلمات ابهرتنا وراقت لنا
ابداعك وصل القمم
كنت هنا اتذوق الشهد
تحيتي لسمو روجك

جمال جرار 21 - 3 - 2015 10:06 PM

رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
 
وفي قلمك من العمق والمتعة ما دعلني اقرأ الخاطرة مرتين
شكرا يا صديقي على امتاعنا وعلى اسلوبك الشيق
تحياتي لك

أرب جمـال 21 - 3 - 2015 10:35 PM

رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
 
ابصم انك شمس الخاطرة ومجراتها التي تدرو في فلكها
رااائع بجد يا محمد
استمتع بالقراءة لك
تقديري عزيزي

عاشقة الوطن 31 - 3 - 2015 11:26 PM

رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
 
رائع ما قرأت مشكورين .

B-happy 2 - 4 - 2015 09:12 PM

رد: أنا .. نقطة في آخر السطر !
 
تسلم يا محمد على قلمك المميز
راق لي ما خطته يداك من مشاعر
تحياتي لك


الساعة الآن 01:30 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى