منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   حكايات يرويها بحر غزة (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=301)
-   -   مجرد شك" تجربتى الاولى" (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=20758)

المفتش كرمبو 19 - 12 - 2011 03:07 AM

مجرد شك" تجربتى الاولى"
 
مجرد شك" تجربتى الاولى"
" عندما يبلغ الانسان من الكبر عتيا يبحث عن اشيائه القديمه واليوم عثرت عليها وفرحت جدا وتركتها كما كتبتها اول مرة منذ ثلاث وعشرون وجعا"
حديث عابر تسرب إلى مسامعي عبر أسلاك الهاتف , كان ذلك في احد الأيام الماضية من فصل الربيع ,حيث ازدهرت الروابي واخضرت الأشجار بعد يوم أشرقت فيه الشمس بحرارتها الدافئة ..كنت مستغرقا في احلامى الوردية ارسم صورا ممزوجة برحيق لااعرف كنهه ..جالس فوق مقعد مستطيل وافكارى تحوم كطيور الوروار وأسراب القناديل المسافرة عبر خضم الأمواج السابحة نحو شاطئ ليلكى لتتناثر على الرمال الصفراء
أخذت انقش الذكريات وتكوين فلسفه جديدة منذ الجريمة الأولى وحتى قوانين القضاء والقتل سواء مع سبق الإصرار أو سبق القتل ..لافرق يذكر في سجل البشر ,رجعت بعقلي البسيط أحول واحور الأشياء لأعيدها إلى مخزن الأشياء القرمزية
صورة ألحت بشدة على مسامات عقلي المنهك واحتلت المساحة الأولى كأنها رسمت للتو واللحظة ,ذلك الشعر الأسود الفاحم والنظرة الثاقبة والبسمة الحلوة , تأوهت في جلستي حيث تحولت الشمس من دائرة الدفء إلى الحرارة اللاسعة ,مددت ساقاي بتثاقل شديد ,ورحت في شبه غيبوبة ولم أدرى كم من الوقت بقيت على هذه الحال ,أحسست بجفاف في حلقي وشعور عميق بالعطش فنهضت بتكاسل شديد واتجهت إلى المنزل ومازالت الصورة تأخذ حيزا من مسامات عقلي وتأبى أن تفارقني ,تمسك بتلابيب افكارى ,أدرت قرص الهاتف ووقفت ارتشف كأسا من الماء
- الو سمير
انساب من خلال الهاتف صوتا عذبا ,نسيم يعبث بوريقات ورد الجورى ,يحمل في طياته البراءة والحنان والطفولة والرومانسية ,لم استطع تمالك نفسي من السؤال بلهفه
- من صاحبه هذا الصوت الجميل
- ريم
تنسمت من صوتها عمرها ..هيئتها ..صورتها ..مقاسات وجهها وبلاارادة رسمتها غزال متناسق القوام ,جميل الهيئة ,بهي الطلعة ,خططت تقسيمات وجهها بريشه بيكاسو ,عزفت سيمفونية بتهوفن السابعة على الحان صوتها العذب ,أبدعت لها ديوان شعر قباني يفصل اشياؤة ,ثغرها الباسم ,تخيلتها وردة نديه ترقد في حضن الجبل تنتشر في الأرض لتبث جمالها الوضاح المغرد عبر الشعاب والاوديه والهضاب
- أرجوك أن تبلغي سلامي إلى أخيك واخبريه اننى سأحضر غدا في تمام الرابعة
أغلقت الهاتف وأخذت الهث والعرق بتصبب من جبهتي ليغطى كل أجزاء جسدي وكاننى اركض في اولمبياد للعدو المتواصل ,وقفت هنيهات أفكر, ابتسمت وأشعلت إحدى سجائري ونفثت دخانها مع الهواء العابر
و
في الرابعة كنت قد انتهيت من ارتداء ملابسي واجتزت عدة منازل وطرقت الباب بهدوء وبعد دقائق عصيبة اطل من فرجه الباب وجه خال من اى تعبير ,جامد الملامح لاينطق اويعبر عن اى معنى من المعاني الجميلة ,حتى البسمة أو الحزن ,وجه تطل من خلال عيناه الواسعتان كل معاني الحقد والكراهية ,أخذت الاسئله تعصف براسي الصغير وتحاصرني من كافه الاتجاهات ..هل هذا سمير ,صديق الطفولة ,زمالة عشرون عاما ,عشق وصداقه تحدت أحقاد الناس ,صاحب أجمل ابتسامه وأطيب قلب حمله إنسان "والله لقد حسبته في بعض الأحايين ملاك طاهر يرفرف بجناحيه على ارض مليئة بالشر واللاقيم تساءلت باستغراب ربما اخطات المنزل للمرة الأولى منذ عشرة أعوام خلت ..ربما فالإنسان ينسى كثيرا ولكن لاينسى أماكن أحبته
صرخت بعنف هستيري ,لا لم اخطأ المنزل ..هذه النافذة ذات الزجاج اللامع وإناء الزهور يؤكد انه ذات البيت الذي أمضيت فيه أجمل أوقات عمري ,أعذب الأحاديث واحلي الحكايات التي كانت تصل بنا حد الانفجار من الضحك
صديقي الأول والمقرب إلى نفسي وعصفت بى الأفكار منذ بداية فلسفه الكون والجمال والصداقة ,تشكلت الاسئله بعدة صور وتساؤلات بتعجب
هل فعلت شيئا أثار حفيظة سمير نحوي أقسمت بأغلظ الأيمان لو فعلت هذا لعاقبت نفسي اشد معاقبة
أزحت هذه الأفكار السوداوية جانبا وتقدمت نحوه باسما وراسما على ملامحي ابتسامة عريضو ولكنها لم تنجح في مسح القلق الذي انتابني ودنوت منه وخرج صوتي بصعوبة بالغة وممزوجا ببعض التوتر وحاولت لن أبقى متماسكا
هل سنمضي يومنا وقوفا على عتبة المنزل ألا تدعوني للدخول يا سمير
قال بنوع من القرف تفضل
دخلت البيت ودارت عيناي باحثة عن شيء اجلس عليه ها هو مقعد باستطاعتي الجلوس والتفاهم مع سمير حاولت أن أتماسك واظهر بعض الشجاعة وتشابك الحديث وكثرت طرقه إلا أن نطقت عفويا والمقصود بكلمة عفويا هنا للصدفة البحتة أخبرته عن المحادثة وما جرى من تبادل حديث مع أخته ريم قلتها بصورة مازحة وليتني ما فعلتها عندها فقط تبدلت الأمور وانقلبت سحنة سمير وملا البيت زعيقا وشتما بأقذع السباب لم أتصور أن تخرج هذه الجمل البذيئة من فمه صبرت حتى هدأت ثورته وابتسمتن في ود وحنان وحاولت أن استجمع خيوط الحديث وافهمه باني مخطئ ولا يحق لي أن احدث أخته وأنا لا اعرفها نعم لا اعرفها وكيف اعرفها وأنا لم أراها في حياتي ولو لمرة واحدة فما الجرم الذي فعلته حتى يحدث هذا الموقف ولكنه رفضه بشدة وطردني شر طردة وأخيرا استطعت تمالك نفسي ودموعي الراكدة في مقلتي وتوجهت منكس الرأس ناحية الباب أملا انه سيعرف خطاه ولكن أحلامي اندثرت ولم أتمالك انفعالاتي وبصوت دامع خاطبته
اسمع يا صديقي توأم روحي ومكملي ستعرف بعد حين ولو طال الزمن إنني لم افعل ما تصورته وتخيلته صبرا يا صديقي فانا صديقك وأنت صديقي ولكنك تسرعت وفقدتني بكل سهولة
وصفقت الباب بعنف وتهت في الأزقة وبين الحواري والشوارع

كتبت بتاريخ :-4/11/1986

shreeata 19 - 12 - 2011 01:45 PM

رااااااااااااااائع ومبدع اخي كرمبو
في كتابة القصص
شعرت بمتعة القراءة
سلمت لنا
تحيات لك

وطن في الذاكرة 1 - 1 - 2012 07:38 PM

الاخ العزيز / انيس

انني ارى فيك مشروع قاص يمتلك كل ادواته

يسرد بصورة ادبية بديعة

دعواتى لك بالتوفيق والتمكين

والله يسامحه سمير اكيد الان اصبح اكثر انفتاح من قبل

والمثل المصري بيقول : علقة تفوت ولا حد يموت

تعيش وتاخد غيرها ابو احمد

لك التحية من وطن

وطن

روح الياسمين 2 - 1 - 2012 12:06 AM

تحية كبيرة لك الاديب الكبير
قرأتها في مكان ما ولعلي حظيت بشرف قراءتها هنا
سلمت الايادي

ابو فداء 2 - 1 - 2012 09:18 PM

مشكووور صديقي
العادات الشرقيه تبقى كما هي
ممنوووووووع الأقتراب
سلمت

المفتش كرمبو 22 - 1 - 2012 03:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shreeata (المشاركة 204651)
رااااااااااااااائع ومبدع اخي كرمبو
في كتابة القصص
شعرت بمتعة القراءة
سلمت لنا
تحيات لك

شريف

يسعدنى مرورك الرائع

المفتش كرمبو 22 - 1 - 2012 03:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطن في الذاكرة (المشاركة 209055)
الاخ العزيز / انيس

انني ارى فيك مشروع قاص يمتلك كل ادواته

يسرد بصورة ادبية بديعة

دعواتى لك بالتوفيق والتمكين

والله يسامحه سمير اكيد الان اصبح اكثر انفتاح من قبل

والمثل المصري بيقول : علقة تفوت ولا حد يموت

تعيش وتاخد غيرها ابو احمد

لك التحية من وطن

وطن


وطن

هى مجموع ذكريات صغتها وجعا

المفتش كرمبو 22 - 1 - 2012 03:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح الياسمين (المشاركة 209152)
تحية كبيرة لك الاديب الكبير
قرأتها في مكان ما ولعلي حظيت بشرف قراءتها هنا
سلمت الايادي

كم اسعدنى تواجدك هنا

المفتش كرمبو 22 - 1 - 2012 03:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو فداء (المشاركة 209488)
مشكووور صديقي
العادات الشرقيه تبقى كما هي
ممنوووووووع الأقتراب
سلمت

مشكور ابو الفداء هذا المرور

هالة 27 - 1 - 2012 03:56 PM



الساعة الآن 03:50 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى