منتديات المُنى والأرب

منتديات المُنى والأرب (http://www.arabna312.com//index.php)
-   صفحات من التاريخ وحضارات الأمم (http://www.arabna312.com//forumdisplay.php?f=201)
-   -   "المكياج" ظاهرة قديمة في المجتمعات البشرية (http://www.arabna312.com//showthread.php?t=8380)

YARA 14 - 7 - 2010 03:14 PM

"المكياج" ظاهرة قديمة في المجتمعات البشرية
 
يرغب الإنسان ومنذ أقدم العصور في أن يظهر بمظهر خارجي جميل
ولذا بذل الجهد في تجميل طلعته، ويعود سر ذلك إلى معتقدات تكتنفها أسرار
ولفهم ذلك لا بد من العودة إلى ظروف نشأة هذه الظاهرة وتطورها، ومن أجل ذلك
يجب معرفة المقصود من الزينة والتبرج أو ما يسمى المكياج في المجتمعات البشرية الأولى

منذ فجر التاريخ، ومع بداية وعي البشر، أخذ الإنسان يرسم لنفسه صورة مختلفة
عن حقيقة ما هو فيه مثل تغطية جسمه بجلود الحيوانات بعدما كان عاريا، حيث تتحدث
معظم الميثولوجيات عن أن أوراق الشجر هي أول شيء ستر به الإنسان عورته، بعدما
كان عاريا، وقص الإنسان شعره بعد ما كان يتركه مسترسلا على كتفيه
مع مرور الزمن والسنين، تطور فعل ذلك سواء نحو الشكل الجميل أو البشع
الأمر الذي جعل هذا الأمر بمثابة الحاجة الطبيعية له

بدأ الإنسان أولا بصبغ وجهه وجسده باستخدام مراهم أو كريمات وعطور، مستخرجة من
غدد الحيوانات أو مصنعة من النباتات، وكان ذلك إشارة لحالته وعمره، لأن في ذلك
علاقة مع الأرواح والآلهة الخرافية، فكان على سبيل المثال يقوم بدهن جسمه قبل الخروج للصيد
أو قبل البدء بحرب ضد قبيلة أخرى، أو لجلب الحظ، والحصول على حب أو لإكثار المحصول


عوامل في اللاوعي

ويقول الباحثون النفسانيون، أن الاهتمام بالزينة والتبرج، يعود عند الانسان إلى عوامل نفسية
تكمن في اللاوعي، وكأنما يحاول الإنسان أن يخفي شخصيته أمام الغير أما خجلا
أو بشيء آخر، فيعمد لحجب مشاعره وأحاسيسه وإلى ارتداء جلد جديد، وكانت الزينة
تتغير وتتبدل تبعا للمناسبة وربما بقصد الإغراء أو لإثارة الرعب والخوف لدى الآخرين
أو أن ذلك إشارة للانتماء لمجموعة أو طائفة معينة أو خلال مشاركة بطقس خاص

وفي المجتمعات القديمة كان الرجال يلجأون لتزيين أجسامهم لاكتساب جاذبية أكبر
أمام النساء، وبعدما تحول المجتمع إلى نظام سيادة الأب وتعددت الزوجات
لدى الرجل الواحد، لجأت المرأة إلى الاهتمام بزينتها كي تكون أكثر جاذبية أمام الرجل

ويبدو أن التبرج بدافع الإغراء كان ظاهرة طبيعية لدى كافة البشر، وما دفع الإنسان
إلى ذلك سوى الرغبة في إثارة انتباه وإعجاب الجنس الآخر والمثال على ذلك
لجوء الأنثى لدى بعض المجتمعات القديمة للتزين بريش الطيور أو بأزهار جميلة
ودهن جسمها بزيت جوز الهند الممزوج بدم الحيوانات ورسم دوائر بيضاء حول العينين


الإغراء والخصوبة

وفي أيامنا هذه تتزين المرأة وتتبرج بقصد الإغراء وبغية إظهار نفسها بشكل زاه ومفرح
ومن المعروف أن استعمال أحمر الشفاه له دلالة على الإغراء والخصوبة
كما للشعر صلة حميمة مع الإغراء والجنس لكل من الرجل والمرأة

والواقع أن الإغراء لم يكن الدافع الوحيد للزينة والتبرج، بل لجأ الإنسان للزينة بهدف
إثارة الخوف والرعب في قلوب الآخرين وتهديدهم، فقد كان المحاربون البدائيون
يلجأون لتلوين أجسامهم بألوان بشعة أو معينة اعتقادا منهم أن لهذه الألوان علاقة بقوى
سحرية وبتقوية معنويات المحارب والتخفيف من مخاوفه، ومن أمثلة ذلك أن يتخذ الإنسان
شكل شيطان أو حيوان مفترس، ففي قبيلة الزولو الأفريقية
يرتدي الرجل جلد نمر ويضع فوق رأسه شعرا كثيفا يشبه جزة الأسد
كما يلجأ المقاتلون لإرسال شعر رؤوسهم وذقونهم تشبها بالحيوانات المفترسة

وتعود أصول هذه الظاهرة لعناصر ميثولوجية معينة، منها أن يتنكر الرجل قبل الإقدام
على جريمة القتل، وفي النيجر ولدى قبيلة الكاليري ثمة تقليد يتمثل برسم علامات
على جسد الفتاة بوساطة آلة حادة وذلك عندما تصل لسن البلوغ، الأمر الذي كان
يعرّض الفتاة لنزيف شديد علاوة على تحملها للآلام المبرحة، ولجأت بعض القبائل
الأفريقية الأخرى لوشم جسد المرأة أو صبغه بعد إنجابها لمولود جديد، وربما يكون
التبرج لدى المرأة، هو هروب من السن وإخفاء لمظاهر بصمات السنين على وجهها

وكان الرجال في قبائل النوير بجنوب السودان يقومون بوضع خطوط على الجبين
وذلك كرمز انتماء للقبيلة، وكان رجال هذه القبيلة يقومون كذلك بتصفيف شعورهم
بطريقة مميزة كدلالة على مهنة الرجل، وقديما أيضا كانت لمسة تصفيف الشعر التزيينية
تختلف بين أصحاب المهن (طب، محاماة، رجل عسكري) ولتصفيف الشعر وتزيينه
أهمية كبرى عند الإنسان، إذ يوجد شكل الشعر وطريقة تصفيفه ونوع طريقة قصة
جاذبية خاصة، ففي عصرنا الحالي تترك الفتيات شعورهن مرسلا
أو مجدولا على شكل ضفائر بهدف الزينة


العودة إلى الصبا

ويقول الباحثون النفسانيون أن للشعر القصير لدى المرأة دلالة على رغبتها في العودة لبداية
عهد الصبا، والمعروف أن الشعر غير المنظم يدل على شخصية غير منظمة، وقديما كانت
اللحى والشوارب لدى الرجل تدل على السلطة والاحترام والرفعة
وصاحب الشوارب المزينة يدل على أنه حريص على نفسه


المساحيق والعطور

وللمساحيق والعطور أهمية كبيرة في سلم الجمال، فهي تعمل على تغيير لون الجلد
وتغيير رائحته وملمسه، اكتسابا لإعجاب الجنس الآخر، ويعتبر اللون الأحمر، أكثر
مواد التجميل شيوعا وأكثرها إثارة وجاذبية، وتختلف وسائل الزينة والتبرج (المكياج)
وموادها بين الأمس واليوم، فقد كانت سيدات أيام زمان، يحافظن على نضارتهن وحيويتهن
على الطبيعة، ويدخل في كل ذلك تجاعيد الوجه والنمش والكلف والزوان الأسود
وفي الماضي، كانت السيدة تغسل وجهها بنخالة الطحين الأسمر والماء البارد ثم تدلكه
بخليط من مسحوق قشرة البيض وماء الورد والنشا حيث يكسب البشرة طراوة ونقاوة
ويضفي على الوجه نشاطا، وللمحافظة على بياض الوجه، كانت السيدة تطلي وجهها
بمزيج من اللبن المحمض لمدة عشر دقائق ثم تغسله بالماء البارد ما يجعله ناعما ولينا ونقيا

أما كحل العيون، فكان قديما يصنع من مواد طبيعية غير ضارة بالعين، ويؤخذ من حجر
خاص كالفحم، ويوضع في قلب ليمونة حامضة وتطمر الليمونة في الجمر حتى تسخن
ويتشرب الحجر بالحامض، وعندما يبرد يطحن الحجر جيدا في الهاون وينخل
ومن ثم يوضع في زجاجات صغيرة ليستعمل في تكحيل العيون

ولتلوين الحاجبين، كان يؤخذ حرق أسفل القدور والمقالي التي يطبخ فيها على الحطب
للحصول على اللون الأسود المطلوب، أما صبغ الشعر ورؤوس الأصابع فقد كانت
السيدات يستعملن أوراق شجرة الحناء ذات الرائحة الجميلة والتي تضفي على الشعر لونا أحمر
قرميديا أو غامقا كما كان للحناء مفعول مغذ ومقو للشعر إضافة لأنه يعطي لونا ثابتا وجذابا

زهرة عمان 16 - 7 - 2010 03:38 PM

http://www.arabna.info/vb/mwaextraedit4/extra/104.gif

Mr.who 14 - 8 - 2010 03:48 AM


sad one 5 - 11 - 2010 01:23 AM

مجهود رائع وموضوع قيّم
استمتعت بتواجدي بصفحتك

بانتظار المزيد من هذا العطاء

لك مني ارقّ تحية وأعذبها

دمت بخير

حيفا 5 - 12 - 2010 12:41 AM

سلمت الايادي يارا
موضوع قيم


الساعة الآن 12:48 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. منتديات المُنى والأرب

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى